"المستقبل" في ساحة الشهداء عشية 7 أيار، عون من كسروان: ربيع العرب جحيم...مخيم الضاحية الجنوبية": عندما ينقلب "السلاح على "الساحر"

جنبلاط: لن نقبل أن نكون ملحقًا لمن يريد الاستيلاء على منجزات ثورة الأرز وسيادة لبنان

تاريخ الإضافة الإثنين 7 أيار 2012 - 5:28 ص    عدد الزيارات 1905    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

مخيم الضاحية الجنوبية": عندما ينقلب "السلاح على "الساحر"
 المصدر : خاص موقع 14 آذار
 تبدأ النصيحة من مطار رفيق الحريري الدولي، ولكل زائر أجنبي خصوصًا الخليجي يقال له: "إحذر الضاحية الجنوبية ولا تقربها"، لكن أهالي هذه المنطقة الأصليين عبروا عن استئائهم إزاء تعميم هذه النظرة السيئة على السياح، وأكدوا تخوفهم من الفلتان الأمني الذي حول مناطقهم إلى بؤر أمنية شبيهة "بالمخيمات الفلسطينية" التي يجهد اللبنانيون في سحب أسلحة فصائلها حتى لا تتطوراشكالاتهم الشخصية إلى مقاتلة بعضهم البعض وكي لا يهدد هذا السلاح الأمن اللبناني.
قد يختلف "مخيم الضاحية الجنوبية" عن المخيمات الفلسطينية بوسع رقعته، وعدد السكان فيه، لكنه الأخطر من حيث امتلاك الأسلحة وتخزينها والتنظيمات التي يحميها. وما يجري يومياً في مناطق هذا المخيم يؤكد مدى انقلاب السحر على الساحر، فما يحمله "حزب الله" و"حركة أمل" من سلاح بات موجهاً إلى أفراد العائلة نفسها، ما يؤكد عدم سيطرة هذين الطرفين على افرادهم ولا على اسلحتهم.
ومثلما المخيم الفلسطيني يتقدمه عادة حاجز للجيش اللبناني في حين يغيب عنه العناصر الأمنية في الداخل إلا المدنيين من المخابرات والتحري، فمخيم الضاحية الجنوبية أيضاً وفي بعض مناطقه لا تستطيع القوى الأمنية دخولها، اكتفى الأهالي بأمن وانضباط "حزب الله"، باستثناء وجود مخابرات الجيش وتحري"الدرك" و"حاميها حراميها".
ولا يتوقف الأمر عند منع القوى الأمنية من دخول بعض المناطق إنما تعرض شرطي السير إلى اطلاق النار، لأن إبن الضاحية يعتبر أن أفرد قوى الأمن دخيلة على مناطقتهم ولا يجب تواجدهم بينهم، فما من مكان في الضاحية الجنوبية إلا وشهد تقاتل انتهى بقتلى أو جرحى تم نقلهم إلى مستشفى الرسول الأعظم الذي يسيطر عليه أحد الأحزاب المسلحة، والتي من شأنها تأمين الطبابة والدواء لأبناء الحزب من دون تدخل القوى الأمنية في تحقيقات الحادث، علماً أن في كل المستشفيات لا يستقبلون جرحى الأحداث الأمنية إلا بوجود عناصر من "الدرك".
"أكسبرس"
فماذا ينتظر "حزب الله" و"حركة أمل" كي يسحب سلاحه؟،إذ لفتت مصادر قيادية في حركة أمل ناشطة في الضاحية لموقع "14 آذار"، أن "قيادات حركة أمل وحزب الله فقدت السيطرة على شباب مناطق الشياح وحي السلم وبرج البراجنة بعد أحداث أمنية انتهت بعدد من القتلى، والسبب يعود إلى تعاطي ابناء المنطقة المخدرات وحملهم السلاح في كل الأوقات، إضافة إلى تهديداتهم بقتل من يقترب منهم أو خطف أولاد أخرين"، ذاكراً لنا أحد الأحداث في الشياح "الذي تدخلت به قيادات "حركة أمل" في المنطقة محاولة وقف صراع دائر بين عائلتين من كبار المنطقة، لكن سرعان ما يأتي أحد نواب هذه الأحزاب بالمرصاد، وأن اتصالاً واحد يعيد من قتل وذبح إلى بيته سالماً معافى". ولفتت المصادر إلى أن " الشوارع في بعض المناطق أعادت الأهالي إلى زمن الحرب، فلا يخلو شارع من ميليشيات مسلحة أو اشخاص ملثمين، يدعون حمايتهم للمنطقة فيما يقومون بأعمال تخريبية تهدد الغريب والقريب".
وكشفت عن أن "حزب الله وحركة أمل يعتمد فتح "اكسبرس" على كل زاوية في الضاحية كنوع من التمويه ليتجمع به الشباب ويراقبون الداخل والخارج وينتظرون الإشكالات ليتدخلون بها ليبدأ اطلاق النار عشوائياً"، لافتاً إلى أنهذه "الأكسبرس لا تحمل اي رخص من البلديات بل أوجدت بالقوة وأنها تحصل على الكهرباء من عامود التوتر القرب لهم".
الأحداث الأخيرة
وفي لمحة سريعة على أخر الأحداث الأمنية اليومية والمستمرة في الضاحية، تترأس الشياح رأس الهرم، ومنذ فترة ليست ببعيدة وجد حسين ابراهيم الزين (مواليد 1924) مصاباً بطلق ناري في الرأس، خلف محطة الايتام مبنى عبدالله الزين الطابق الثالث، وهو مضرج بدمائه وبقربه سلاح صيد "جفت" من عيار 12 ميلليمترا، أما في برج البراجنة فأطلق المدعوان محمد الطفيلي وعلي حمود النار بإتجاه علي حريصي الذي أصيب في رجله اليسرى ونقل الى مستشفى الرسول الأعظم للمعالجة ، وفر مطلقو النار الى جهة مجهولة، وفي المنطقة نفسها كان قد حدث اشكال بين آل الحاج سليمان، محلة عين السكة، تطور الى اطلاق نار من اسلحة رشاشة اصيب في خلالها م.ح. حديد (22 عاما)لوجوده صدفة في بقعة تبادل اطلاق النار نقل أثرها الى مستشفى الرسول الأعظم.
 
في المريجة ،كان أقدم مجهولون وملثمون على متن سيارة بيضاء مجهولة المواصفات ودراجة ناريةصغيرة الحجم ليلا، على اطلاق النار من اسلحة حربية في اتجاه "كافيه الامير" لصاحبها سامي الحسيني، ما ادى الى اصابة باسل زين (مواليد 1992) بطلق ناري في قدمه اليسرى وحسين عبد النبي (17 عاما) بطلق في كتفه الايمن، حيث تم نقلهما الى احد المستشفيات في المنطقة وفر مطلقو النار الى جهة مجهولة.
على جسر صفير،أقدم مجهول يستقل دراجة نارية صغيرة الحجم على التهجم على الدركيين هشام نصرالدين وحسين علي كلاهما من مفرزة سير بعبدا والمكلفين بتأمين السير، وتطور الامر الى تشابك بالايدي وقام سائق الدراجة باطلاق النار من مسدس حربي اصاب الدركي حسين عليفي قدمه اليسرى وفر الى جهة مجهولة.
وفي حي السلم قرب مفرق "الكرامة" وبسبب أفضلية المرور تطور اشكال بين اشخاص من آل المقداد وآخرين من الحاج حسين الى اطلاق نار ليلا. وقد حاولت القوى الامنية الوصول الى مصدر النار لكن المسلحين انسحبوا الى جهة مجهولة.
وفي المنطقة نفسها في شارع الحسينية، وقع اشكال بين اشخاص من آل علوية وآخرين من آل شحاد هو سعادة، بعد اقدام شخص من آل علوية ملقب "تشيكن"، وشخص آخر يدعى ع. ع.أ.على اطلاق النار من سلاح حربي، وقرابة منتصف ليل الثلثاء نقل حسان بهيج علوية (37 سنة) إلى مستشفى رفيق الحريري إثر إصابته برصاصة في فخذه الأيمن.وحضرت القوى الامنية الى مكان الحادث للتحقيق وتعقب مطلقي النار.
وفي محلة الرمل العالي تطور خلاف، على خلفية مد كابلات الانترنت في منطقة معروفة بستالايت سهيلزغلي، بدأ بالتضارب بالايدي بين أشخاص من آل المولى وبين محمد عكوش وشقيقه لؤي ومحمد داود، الى تبادل لاطلاق النار من أسلحة رشاشة.
كذلك اطلق شخص من آل زعيتر النار على المواطن محمد شوقي الكل (45 سنة) اثر خلاف وقع بينهما فيالليلكي في الضاحية الجنوبية، فأصابه في قدمه ونقل إلى مستشفى "سانتتريز" في الحدت ومنه إلى مستشفى رفيق الحريري الجامعي.
جنبلاط: لن نقبل أن نكون ملحقًا لمن يريد الاستيلاء على منجزات ثورة الأرز وسيادة لبنان
 اعتبر رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط أنه "إذا كان الحزب قد قرر الدخول في تسوية مع فريق 8 آذار من أجل حماية الاستقرار في لبنان، فإن الانتخابات النيابية المقبلة ستخاض من أجل الحفاظ على الخط السيادي في لبنان، ومنع لبنان والمؤسسات اللبنانية من ان تقع تحت سيطرة المحاور".
ولفت في اتصال هاتفي خلال عشاء حزبي في كاليفورنيا إلى أن "موضوع سلاح المقاومة هو محلّ نقاش، شرط أن لا يستخدم في الداخل وفق ما اتفقنا مع حزب الله، وأن يتم تسليم السلاح في الوقت المناسب لكي لا يبقى هذا السلاح خارج نطاق سلطة الدولة". وأردف "نحن أمام انتخابات هي أشبه بـ"حرب إلغاء"، بل هي حرب "نكون أو لا نكون"، ونحن لن نقبل بأن يلغينا أحد".
وأضاف جنبلاط: "نعلم أن النظام السوري وإن كان يتأرجح إلا أنه لا يزال يستخدم أدواته في لبنان، ونعلم أن الشعب السوري في تضحياته الهائلة سينتصر، ونعلم من التجربة السابقة من الجرائم والاغتيالات التي قام بها السوري في لبنان أنّ ما من شيء يردع هذا النظام من أن يعود الى نفس الطريقة القديمة، وأن يحاول إلغاء الرموز الوطنية والسيادية والاستقلالية".
وأكد أن الربيع العربي اثبت أن "الشعوب أقوى بكثير من كل الأنظمة القمعية. والمجتمع الدولي تفاجأ بالربيع العربي، كل المجتمع الدولي، لكن هذا الشعب العربي إختار ثورته، ولم أرَ في حياتي شعباً قاسى وناضل وجاهد مثل هذا الشعب السوري الذي أعطى مثالاً لكل شعوب العالم حيث تمكن بصدوره العارية أن يتحدى، وسينتصر".
وأسف لأن "المجتمع الدولي حتى هذه اللحظة لم يقدم تلك المساعدة النوعية المطلوبة للتخلص من هذا النظام الاستبدادي الإرهابي الذي حكم سوريا لأكثر من خمسة قرون، لكن دماء الشعب السوري ستفرض واقعاً جديداً على الساحة الدولية وعلى الساحة العربية".
وأكد أننا "لن نقبل أن نكون ملحقاً للذين يريدون مجدداً أن يستولوا على الأمن وعلى السيادة والاستقلال وعلى كل منجزات ثورة الارز في لبنان، التي لن نقبل أن تلغى أياً كان الثمن".
 

جنبلاط: الانتخابات أشبه بـ"حرب الغاء"وسنخوضها للمحافظة على الخط السيادي

اعلن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط ان الحزب سيخوض الانتخابات المقبلة "من اجل المحافظة على الخط السيادي ومنع لبنان والمؤسسات من أن تقع تحت سيطرة المحاور".
وقال في كلمة وجهها عبر الهاتف في عشاء اقامه الحزب في كاليفورنيا في مناسبة ذكرى تأسيسه وعيد العمال:
"العيد اليوم حزين لبنانياً وعالمياً لأن اليد العاملة في لبنان والعالم ترزح تحت وطأة توحش المصارف، وغياب الاتحادات العمالية ووحدة الطبقة العاملة (...).
واذا كان الحزب قد قرر الدخول في تسوية مع فريق 8 آذار من اجل حماية الاستقرار في لبنان، فان الانتخابات النيابية المقبلة ستخاض من اجل الحفاظ على الخط السيادي في لبنان، ومنعه والمؤسسات اللبنانية من ان تقع تحت سيطرة المحاور.
اما موضوع سلاح المقاومة فهو محل نقاش، شرط ألا يستخدم في الداخل وفق ما اتفقنا مع حزب الله، وان يتم تسليم السلاح في الوقت المناسب لكي لا يبقى هذا السلاح خارج نطاق سلطة الدولة".
اضاف: نحن امام انتخابات هي اشبه بـ"حرب الغاء"، بل هي حرب "نكون او لا نكون"، ونحن لن نقبل بأن يلغينا احد. نعلم أن النظام السوري وإن كان يترجح الا انه لا يزال يستخدم ادواته في لبنان، ونعلم ان الشعب السوري في تضحياته الهائلة سينتصر، ونعلم من التجربة السابقة من الجرائم والاغتيالات التي قام بها السوري في لبنان ان ما من شيء يردع هذا النظام من أن يعود الى الطريقة القديمة، ويحاول الغاء الرموز الوطنية والسيادية والاستقلالية.
لقد اثبت الربيع العربي ان الشعوب اقوى بكثير من كل الأنظمة القمعية، والمجتمع الدولي فوجئ بالربيع العربي، كل المجتمع الدولي، لكن هذا الشعب العربي اختار ثورته، ولم ار في حياتي شعبا قاسى وناضل وجاهد مثل هذا الشعب السوري الذي اعطى مثالا لكل شعوب العالم حيث تمكن بصدوره العارية من أن يتحدى، وسينتصر".
وأسف لأن المجتمع الدولي حتى هذه اللحظة لم يقدم تلك المساعدة النوعية المطلوبة للتخلص من هذا النظام الاستبدادي الارهابي الذي حكم سوريا لأكثر من خمسة عقود، لكن دماء الشعب السوري ستفرض واقعا جديداً على الساحة الدولية وعلى الساحة العربية.
ونحن اليوم لن نقبل أن نكون ملحقاً للذين يريدون مجدداً أن يستولوا على الامن وعلى السيادة والاستقلال وعلى كل منجزات ثورة الارز في لبنان، التي لن نقبل أن تلغى اياً يكن الثمن".


 

"المستقبل" في ساحة الشهداء عشية 7 أيار، عون من كسروان: ربيع العرب جحيم

جنبلاط: نحن أمام انتخابات إلغاء ولن نقبل أن يلغينا أحد
مشروعان امام مجلس الوزراء حول مبلغ الـ8900 وسلفة بـ 4900 مليار لـ6 أشهر


بين 7 أيار 2005 تاريخ عودة العماد ميشال عون من منفاه الباريسي الى لبنان و7 أيار 2008 تاريخ الاجتياح المسلح لبيروت على يد "حزب الله"، احتدم المناخ السياسي والانتخابي على وقع محطتين وموقف: المحطة الاولى إحياء "التيار الوطني الحر" الذكرى السابعة لعودة زعيمه في مهرجان اقيم في ساحل علما امس، والمحطة الثانية الاستعدادات لمهرجان يقيمه عصر اليوم تيار "المستقبل" في ساحة الشهداء. اما الموقف فلرئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط الذي مضى في حرب لا هوادة فيها على النسبية باعتبارها "حرب الغاء".
هذه الحماوة السياسية التي تنطوي على كثير من "شد العصب" الانتخابي عند مشارف مرحلة تبدو محفوفة بتصعيد سياسي واسع، لم تحرف الأنظار عن استحقاق شديد الحساسية والحرج للحكومة التي بدت امام عدّ عكسي لجلسة يعقدها مجلس الوزراء الاربعاء المقبل في قصر بعبدا وأدرج في جدول اعمالها البند الشائك المتصل بالانفاق الحكومي الاضافي والذي يتضمنه المشروع المعدل لوزير المال محمد الصفدي حول مبلغ الـ8900 مليار ليرة.
ووزع أمس جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء، ويتضمن 36 بنداً، اولها يتعلق بمشروع الانفاق المتصل بتخصيص اعتماد 8900 مليار ليرة معدلاً. وثاني هذه البنود مشروع مرسوم يرمي الى اعطاء وزارة المال سلفة خزينة بقيمة 4900 مليار ليرة لتغطية نفقات بعض الادارات العامة لسنة 2012 على ان يعمل به لمدة 6 أشهر تنتهي في حزيران المقبل.
وقد حصلت "النهار" على نص مشروع المرسوم، وفي أسبابه الموجبة: "بما أن مشروع موازنة 2012 لم يصدق لتاريخه ليصير العمل بموجبه، وبما ان الانفاق على اساس الاعتمادات الواردة في قانون موازنة 2005 لا يكفي لتلبية حاجات الادارات العامة المختلفة وكذلك طريقة الانفاق وفقاً للجدول المرفق بقرار مجلس الوزراء في 8-1-2012، أعدّت وزارة المال مشروع المرسوم المرفق".
كما ارفق المشروع بجدول يفصّل أوجه انفاق مبلغ الـ4900 مليار ليرة على النحو الآتي:
- مخصصات رواتب: 1010 مليارات ليرة.
- معاشات التقاعد وتعويض نهاية الخدمة: 543 ملياراً.
- ايجارات وخدمات مشتركة 14 ملياراً.
- نفقات تشغيل وسائل النقل 87 ملياراً.
- صيانة عادية وتصليح مليار.
- مساهمات للقطاع العام 336 ملياراً.
- اشتراكات 10 مليارات.
- ديون متوجبة 1015 ملياراً.
- دعم الكهرباء: 839 ملياراً.
- أدوية ومختبر 78 ملياراً.
- نفقات استشفاء للقطاع الخاص 57 ملياراً.
- نفقات مختلفة توزع بقرارات تصدر عن وزير المال 109 مليارات.
- احتياط يوزع بقرار عن مجلس الوزراء: 700 مليار.
ويلاحظ ان هذه النفقات تغطي الرواتب ودعم الكهرباء ومطالب المستشفيات.
مصادر مواكبة أكدت لـ"النهار" ان هناك حلحلة على مستوى جلسة الاربعاء لأن الحل المطروح جاء بتوافق الجميع.
واستبعدت المخاوف من شلل في عمل الحكومة وقالت أن هناك توجهاً لدى مكونات الحكومة في اتجاه اراحة الأـجواء.
أما على المستوى السياسي الواسع، فتوقعت مصادر معنية مزيداً من الاحتدام في ظل ما تستثيره مواقف عون من ردود واصداء، علماً أن المعلومات المتوافرة عن الكلمة التي سيلقيها الرئيس سعد الحريري عبر شاشة كبيرة اليوم في مهرجان "المستقبل" تشير الى أنها ستتضمّن مواقف وصفت بأنها على جانب كبير من الأهمية. ولفتت المصادر الى أن المهرجان ينطوي على دلالة مثلثة البعد، فهو يأتي إحياء لذكرى الشهداء في ذكرى 6 ايار وفي مقدمهم الرئيس رفيق الحريري وشهداء "انتفاضة الاستقلال"، كما يأتي انتصاراً لشهداء الشعب السوري، ثم ان بعده الثالث يتصل بإحياء أول مهرجان من نوعه لتيار "المستقبل" في بيروت عشية الذكرى الرابعة لاجتياح 7 ايار.

 

عون
وفي الكلمة الطويلة التي القاها امام انصاره في مسرح "بلاتيا" بساحل علما مساء امس، ركز العماد عون هجماته على ثلاثة اطراف هم: فريق 14 آذار والنائب جنبلاط والرئيس ميشال سليمان. وإذ تعمّد عون تقديم قراءته الطويلة اولاً لما رافق عودته الى لبنان قبل سبع سنوات متهماً فريق 14 آذار بالعمل على عرقلتها، اسهب ايضا في شرح مواقفه من الربيع العربي الذي اطلق حياله موقفاً سلبياً فرد على "الدول العربية التي تسمي ثوراتها بالربيع العربي" قائلاً: "أنا اعتبر انها طريق الى الجحيم". وفي موقف آخر تبنى فيه ضمناً قولاً للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، اعتبر عون ان "سوريا هي الأقرب الى الديموقراطية من دون خجل لأن للمواطن فيها حرية طريقة عيشه وهذا غير موجود في الدول التي تعلمهم طريقة حقوق الانسان". وهاجم جنبلاط لاعتراضه على النسبية ولوصفه "التيار العوني" بأنه "عبثي"، فقال: "تناسينا ولم ننسَ اجراسنا المسروقة والمجازر التي ارتكبت بحقنا، ولكن أن نأخذ ايضاً حرية من بقي حياً فهذا لن نسمح به ولن نخاف منك (...) أنت عايش على الكذب وروح بلّط البحر". كما اتهم رئيس الجمهورية بأنه "مرتبط بتعطيل الدولة".

جنبلاط
في المقابل، أعلن جنبلاط انه إذا "كان الحزب التقدمي الاشتراكي قرر الدخول في تسوية مع فريق 8 آذار من أجل حماية الاستقرار فإن الانتخابات النيابية المقبلة ستخاض من أجل الحفاظ على الخط السيادي ومنع لبنان والمؤسسات اللبنانية من أن تقع تحت سيطرة المحاور". وقال: "نحن أمام انتخابات هي أشبه بحرب إلغاء بل هي حرب نكون أو لا نكون ولن نقبل بأن يلغينا أحد".

الانتخابات الفرعية
في  غضون ذلك، تجري اليوم الانتخابات البلدية والاختيارية الفرعية لانتخاب 37 مجلساً بلدياً في مختلف المناطق، فيما أعلنت وزارة الداخلية فوز 19 مجلساً بلدياً واختيارياً بالتزكية.
وقد اكتملت امس الاستعدادات اللوجستية والادارية والامنية التي أشرفت عليها وزارة الداخلية لاجراء هذه الانتخابات.

 

حماده: عون يتحمّل ووزراءه تبعة الاختراق الايراني للمناطق المسيحية

اعتبر النائب مروان حماده ان "الحضور الإيراني في الحكومة يفوق الوجود السوري"، مستغرباً "كيف يهدد وزير في الحكومة بمواقف صادرة عن مسؤول سوري".    
وقال في حديث الى اذاعة "صوت لبنان": " نطالب بحكومة تكنوقراط حيادية تشبه رئيس الجمهورية، ولا مانع من أن يكون بين أعضائها وزراء حاليون غير مدموغين بصبغة فاقعة، كالوزيرين نقولا نحاس وشكيب قرطباوي، الا أننا نرفض وزراء من أمثال جبران باسيل ونقولا صحناوي وغابي ليون غير المقبولين للمشاركة في حكومة تشرف على الإنتخابات النيابية".    
ورأى ان " إنفاق الـ 8900 مليار ليرة غير دستوري ويراد منه فرض سقف جديد للانفاق من خارج الموازنة، ويسمح لمحور عون - حزب الله في الحكومة بالتصرف بهذه السقوف المالية من الآن وحتى الإنتخابات دون أي رادع، مع إمكان نقل البنود من وزارة الى اخرى، ومن تخصيص الى آخر، وهذا أمر مخالف لقانون المحاسبة العمومية".    
ورفض القول إن "رئيس الجمهورية يعرقل بل هو يصوّب المسار، فهو لم يَسر باقتراح الرئيس فؤاد السنيورة، بل يطالب بحل دستوري يمنع ارتكاب موبقات مخالفة للقانون".
 واتهم "بعض مكوّنات الحكومة بصوغ مشاريع مشبوهة عبر استقدام شركات إيرانية لإدارة قطاعي الإتصالات والمياه، وتكون هذه الشركات المكان الصالح لاستقدام عمال إيرانيين يتحولون حرساً ثورياً يعملون لمدّ شبكة اتصالات خاصة باعتبار أنها جزء من المقاومة، وبالتالي يتأمن خرق المناطق المسيحية"، محملاً "العماد ميشال عون ووزراءه هذه المسؤولية".
وأكد "ممارسة كل الوسائل الديموقراطية المشروعة لإسقاط مشاريع من هذا القبيل، ومن بينها إفقاد النصاب البرلماني واستخدام الشارع ضمن الضوابط الديموقراطية".


 
علي منتش

عون في ذكرى عودته: رئيس الجمهورية مرتبط بالتعطيل، جنبلاط يعيش للكذب وسوريا الاقرب الى الديموقراطية

في 7 أيار عام 2005 رجع العماد ميشال عون من المنفى. وقف على المنصة في ساحة الشهداء. خاطب المحتشدين، وأعلن بداية مرحلة جديدة. امس في الذكرى السابعة لعودته، وقف مجددا امام العونيين. خاطبهم كما فعل يومها. ومع ذلك المشهد كان مختلفا.

بعيداً عن اختلاف المكان، اختلفت أمور كثيرة عن مهرجان الـ 2005. خلف منصة عون لم يقف اللواء عصام ابو جمرا ولا العميد فايز كرم. خسرهما في السنوات السبع الماضية. العونيون غير مهتمين بمثل هذا التفصيل ان "الجنرال هو الاساس". تابع المشهد في اختلافه. على المقاعد الامامية، جلست شخصيات حليفة هي غير تلك التي كانت كذلك يوم العودة.
امام المكتب المركزي لـ"التيار الوطني الحر" في "سنتر ميرنا الشالوحي" في سن الفيل تجمع عشرات من طلاب التيار. تحدثوا عن جامعاتهم. عن ثغراتهم. وعن توقعاتهم للمهرجان، "عشرات الآلاف" يقول احدهم. يعترض آخر مصححا عشرة آلاف. التيار يختبر قدرته على الحشد من كل المناطق، الا ان الهدف ليس عشرات الآلاف". انطلق الطلاب في مواكب سيارة، ليلتقوا في طريقهم مواكب اخرى تابعة لهيئات الاقضية. المواكب العونية معظمها سيارات. عدد الباصات كان قليلا. دليل آخر على ان "التيار" لا يزال تيارا لم تفلح الجهود التنظيمية في كودرته. عدد كبير من مبادرات المشاركة كانت فردية.
اتجه المشاركون نحو كسروان. في مسرح "بلاتيا" يقام المهرجان. سبب اختيار المكان لم يكن ربما كما أشاع الاعلام البرتقالي "لان العماد عون يترشح في هذا القضاء". الحقيقة على الارجح هي ما قالها احد منسقي القضاء "لقد انتصرنا في كسروان قبل بدء الانتخابات. لقد أقفل المنافسون مكاتب الخدمات بعد اطلاعهم على نتائج استطلاعات الرأي".
هدف المنظمين كان ملء قاعة المسرح التي تتسع لنحو 4500 شخص، اضافة الى الساحة الخارجية التي تتسع وفقهم لضعف هذا العدد، وهذا ما حصل. يقول احد المنظمين "لم يكن هدفنا تنظيم حشد كذلك الذي شهدناه في يوم العودة"، لكن لا يستطيع احد الاجابة عما اذا ما كانت عدم الرغبة هذه، ترفعا ام عجزا. في المحصلة الحشد كان كما توقع منظموه، لكن ليس كما رغب العونيون.
في القاعة كما في خارجها، بالغ المشاركون في تظهير حماستهم. لم يتعبوا من الهتاف ولا التصفيق. ولا حتى من التلويح بإعلامهم البرتقالية. بالغوا الى درجة استغنوا فيها عن مقاعدهم. وقفوا طوال الوقت. اساساً هذا هو المطلوب "شد عصب القاعدة العونية". تجيب رلى حداد عند سؤالها عن سبب حماستها الزائدة: "نحن نطالب بمثل هذا المهرجان منذ سنوات. انه يومنا".
حاول "التيار" أن يعيد الى صورته فسيفساء الطوائف. لم تتطلب المحاولة جرأة كبيرة لكنها فشلت. تكلم الناشط رمزي كنج عن فرح البعض في 13 تشرين عند ازاحة العماد عون واعتبر ان "الشعب كان ينتظر العماد عون ليسير الوطن على درب الخلاص".
وقبله كانت تحدثت العضو المؤسس في "التيار" ريا الداعوق، "سنكمل الطريق التي بدأها العماد عون لنصل الى بر الامان".
وكان رئيس لجنة الشباب والشؤون الطالبة في "التيار الوطني الحر" انطون سعيد قد افتتح الكلمات. وتوجه في حديثه الى العماد عون. تحدث عن معنى الذكرى وقيمتها لدى شباب "التيار" في 7 ايار كان لقاء الشعب العظيم مع القائد. حاولوا تشويه صورتك في اجتماع مع البعض في احدى السفارات، لكن ردنا كان: العماد عون ليس رئيسا لحزبنا هو اب لنا ولكل شباب التيار".
نوعية الخطب الثلاثة الاولى واسلوبها، كان من الممكن ان تكون ناجحة، باعتبار أن خطاب عون سيكون تجييشياً. وهذا لم يحصل رغم المواقف التصعيدية التي اطلقها. السرد التاريخي الطويل حجّم حماسة المشاركين. تحدث عون في الانتخابات، فاعتبر أن "فيها مالاً كثيراً ولا تزال المعركة كونية ضدنا ولا تزال القوى الكبرى تتدخل لتدير الدفة في اتجاهها. فانتبهوا الى هذه الفئة من الناس لفقدانها كرامتها وحريتها". واضاف: "اليوم بين قانون الانتخاب والانتخابات مستعمرات صغيرة ضمن الوطن. هناك مستعمرة جنبلاط ومستعمرة الحريري، اما المسيحيون الذين انفتحوا على الجميع وهم في جميع المناطق كوفئوا بحرمانهم حق التمثيل الصحيح، ومن يتعامل مع من يحرم المسيحيين؟". وهاجم النائب وليد جنبلاط "النسبية تعطيه حجمه الطبيعي، ولكن القانون الآخر الذي يريده هو الغاء للآخرين. وتوجه اليه: "كل مرة تهدد باشعال النار وانت تعرف مسبقا اننا لن نخجل منك بعد هذه التهديدات. قلت ان نجاحنا في عاليه وبعبدا سيكون حرباً اهلية واليوم تتكلم عن التحجيم وتهديد الدروز. كل هذا كذب. وانت تعيش للكذب. روح بلط البحر وعمول اللي بدك ياه".
ورأى أن "ازمة رئيس الجمهورية هي مع نفسه لأنه مرتبط بتعطيل الدولة ومصطدم بمجلس وزرائه، مشكلته ليست معي وحدي. لقد رد عليّ بشكل غير مباشر حين قلت لا نريد رئيساً توافقياً، فمن تكلم عنه؟ لقد مررنا بـ3 رؤساء توافقيين قبله، فمتى كان المواطنون مرتاحين في هذه العهود الثلاثة؟".
وفي الموضوع السوري اعتبر عون "ان سوريا اقرب الى الديموقراطية ما دام المواطن فيها له حرية اختيار طريقة عيشه. هل في الدول التي تطالب بحقوق الانسان في سوريا ثمة احترام لهذه الحقوق؟ الذين يساندون الفوضى في سوريا يريدون نقل المشكلة الى لبنان. ستنتقل المؤامرة الى هنا. ما نسعى اليه وما حفظ الاستقرار هو التفاهم لأنه منع الصدام الطائفي".


 

حرب أمام وفود متضامنة في البترون: محاولات لتصفيتنا جسدياً وسياسياً

قال النائب بطرس حرب ان "ثمة استغلالاً من البعض للصورة التي وزعت والتي اقتطعت منها المقاعد، واترك للضمير ورأي الناس الحكم".
وزع مكتب حرب امس بيانا افاد فيه ان "المئات من المناصرين احتشدوا امام مكتبه في البترون للاعراب عن استنكارهم لمحاولة الاساءة اليه عبر الصورة التي نشرت بهدف استغلالها سياسيا".
وتحدث امين سر بلدية تنورين بسام طربيه والمحامي كميل حرب، ثم حرب الذي دعا مناصريه الى "التهدئة وضبط النفس وعدم الانجرار وراء الاستفزازات"، وقال: "تراثنا يؤكد اننا لا ننحني الا لله. هناك محاولات اعتداء علينا وتصفيتنا جسدياً وسياسياً، لكن ذلك لن يثنينا عن متابعة مسيرتنا والتمسك بمبادئنا. ردة فعلكم اليوم هي للاحتجاج على الخطأ الذي صدر عن إحدى الصحف الكبيرة التي اساءت إليّ، وعلى الرغم من التوضيح، الا ان الاساءة حصلت، ونحن لن نتوقف عند الخطأ لأننا نؤمن بحرية الاعلام".
واضاف: "اترك للضمير ورأي الناس الحكم، إلاّ ان ثمة استغلالاً من البعض للصورة التي اقتطعت منها المقاعد والتي تؤكد أنني كنت ادعو السيد (جيفري) فيلتمان الى الجلوس، ونحن طلبنا من وسائل الاعلام المرئي اعادة نشر المشهد، واذا عاد كل انسان الى ضميره يدرك أن هذه الصورة لا تتطابق مع اقتناع أشخاص يعتزون بانتمائهم الى أرز تنورين ولبنان".
وختم: "اذا كان هناك افرقاء سياسيون ليس لديهم الكلام سوى عن صوَر كهذه ووضع الناس في مستوى التفاهات، فإن الشعب  يدرك أننا لن ننزل الى هذا المستوى. هؤلاء الذين يدمرون الوطن ليس لديهم سوى الاستئثار بالحكم، وما يقومون به يهدف الى تغطية السرقات والصفقات والبيع والشراء واهدار الأموال والموبقات بالاعتداء على كرامات الناس في سبيل السلطة والمال، ونحن لن ننزل الى هذا المستوى، بل سنبقى على مبادئنا التي استشهد في سبيلها الشهداء. انا سأسامح في قضية الاساءة الشخصية انما لن أسامح في الموضوع الذي يتعلق بكرامتكم وكرامة لبنان. خطّنا السياسي واضح ولن نهدأ قبل ان نرى لبنان سيدا حرا مستقلا وفيه دولة قوية تمثل السلطة الشرعية الوحيدة".


 

 
 
باسكال عازار

الإعلاميون داخل مؤسساتهم وهواجسهم وطموحاتهم: تآلف مع التحديات المادية والأمنية

يلاحق الموت إلى أوكاره، فيلقي بنفسه في حضن الأخطار، كما لو كان الأمر نزهة، واضعا المعلومة نصب عينيه، فلأجلها تهون كل الصعوبات. غير أن الإعلامي، الذي يضع روحه على كفّه في بلد الأزمات المتلاحقة، لا يجد من الضمانات ما يفي رسالته السامية حقّها. فالرواتب حدّث ولا حرج، أما الشعور بالأمن والإستقرار داخل المؤسسة ماديا ومعنويا فيكاد يكون معدوما. التحديات لا تحصى وتضع الإعلاميين في دائرة الإستفهام، خصوصا في مستقبل مبهم تتبدل تفاصيله ما بين ليلة وضحاها.

في حديث مجموعة من الإعلاميين لـ"النهار" بدت التحديات واحدة، مع بعض التفاوتات. فمراسل الـOTV جاد أبو جودة اعتبر أن "المشكلة الأولى لمن يعمل في مؤسسات المرئي والمسموع هي أن ما من نقابة تتكلم باسمه. هناك محاولة في هذا المجال على الطريق، ولا أدري ما إذا كانت ستنجح أم لا". أما كريستين حبيب، مراسلة "الجديد"، فتمنت أن تكون النقابة، في حال انشائها، "فاعلة لا أن تستخدم لتحقيق المكاسب والمناصب للبعض على حسابنا نحن الكادحين". وتتجلى المشكلة التي يتحدث عنها الإثنان في تجربة المراسل السابق لمحطة الـLBC عبدو الحلو الذي صرّح لـ"النهار" على خلفية طرده من المحطة أن "أبرز التحديات التي يواجهها الإعلامي هي أن ما من سند له وما من نقابة تحميه فإلى من نلتجئ؟ لم تعد المهنة اليوم كما عرفناها سابقا، اعمل في هذا المجال منذ العام 1979، واليوم أنا عاطل عن العمل فمن يساعدني؟ تعرّضت كل هذه المدة إلى الاخطار والحروب، فماذا قدّمت لي الـLBC؟ نحن لم نتقاضَ رواتبنا منذ شهرين، ونسمع عن مؤسسات أخرى تتعرض للإفلاس وتقوم بتسريح موظفيها، فمن يسأل عنا؟ مع الإشارة إلى أن الجمال بات معيارا في اختيار طاقم الأخبار لا المضمون أو الثقافة، وهذا ترّد لا يسأل عنه أحد".

 

حرية التعبير
دافع الإعلاميون عن حرية التعبير الممنوحة لهم في محطاتهم، فأوضح أبو جودة أن في الـ OTV"ما من تدخل مباشر في ما نتحدث به أو نصوّره، لكننا كإعلاميين انتسبنا إلى هذه المحطة آتين من خلفية سياسية معروفة. هذا لا يمنع طبعا أن نقوم بنقل الحقيقة كما هي، لكنها حقيقة تستند إلى نظرتنا للأمور، وهي بالتالي تختلف عن نظرة غيرنا من المراسلين، والمؤكد أن ما من تدخل في عملنا".
بدورها تؤكّد حبيب أنه "لا يمكننا أن نكون طوباويين، فحرية التعبير مفهوم لا يمكننا أن نصل إليه، مع العلم أن هناك من استشهد من أجله". وأضافت "أقولها بلا مجاملة، فـ"الجديد"، وباعتراف زملاء من محطات أخرى، هو التلفزيون الوحيد الذي يملك هامشاً عالياً من الحرية، لأن ما من مرجعية سياسية له. أنا راضية عن الحرية التي منحتني إياها المحطة، فلم يتدخل أحد يوما في نصّي أو صورتي، مع العلم أن في محطات وإذاعات أخرى هناك خط عام على الإعلامي الإلتزام به".
وكحبيب يرى جوني طانيوس مراسل محطة الـMTV ومقدّم Press Review أن محطته هي الأكثر حرية بين الأخريات "لدينا كامل الحرية لأن نعبّر ونطرح المواضيع و"نطلع بالعالي"، ولكن هناك مسؤولية تجاه المحطة التي نعمل فيها وتجاه أنفسنا وتجاه الرأي العام. الحرية المتوافرة في الـMTV بالتحديد قد تكون أقصى درجات الحرية في العمل الإعلامي التلفزيوني".
ولفت مراسل ومقدم البرامج في قناة الـNBN قاسم دغمان إلى أنه "لا يمكننا أن نقول أن هناك حرية مطلقة وكاملة في أي مؤسسة، فما من إعلامي يمارس حرية بلا أي قيود، فلكل وسيلة إعلامية اعتبارات معينة مادية أو اجتماعية أو دينية...". وأضاف "لم أمر بمرحلة قيل لي فيها إذا تطرقت إلى موضوع معيّن سوف تطرد، لكنني لا أثير مواضيع معيّنة لأنني أدرك أن التلفزيون لا يحبّذ التطرق إليها، ومع ذلك أعلم أنني من بين الإعلاميين الذين يملكون هامشا واسعا من الحرية، لكنني أعرف أيضا ان هناك قواعد معينة علي الإلتزام بها".

تعرّض جسدي ونفسي
الأخطار الجسدية، وفق أبو جودة "قد لا تكون مباشرة كتلك التي تؤدي إلى الوفاة مثلا، لكن هناك اعتداء كلامياً معنوياً يمارس ضدنا، انطلاقا من انتمائنا إلى محطة معينة. وهذا نواجهه في الأماكن التي نوجد فيها، ولا ينظر القضاء في هذا الإعتداء، إذ يعتبره من انعكاسات السياسة على الواقع الإعلامي، وبالتالي ما من ضمانة تحمينا".
وشكت حبيب كذلك غياب الضمانات التي تحمي المراسل "فإذا تعرّضنا نحن لا نربح شيئا غير الصورة والشهرة والإسم، وهذا كله مجد باطل، والإصابة لا تتم فقط عن طريق رصاصة أو حجر، فالكلام البذيء الذي نسمعه في حقنا في الشارع هو في ذاته إهانة والمردود النفسي عندها يكون سيئا. الناس تعتقد بأننا نكتفي بالشهرة والإسم لكننا في الحقيقة من دون ضمانات". ولفتت إلى أن التعرض للموت أو الإعاقة وارد "في أي لحظة فما الذي افاد منه زميلنا علي شعبان أو ما الذي افادت منه عائلته؟ الحديث عن البطولات لا يفيد لأن هناك من يدفع الثمن. المراسل عندما ينزل إلى موقع الحدث ليغطي ما يحصل لا يأبه لكل التحديات ويقوم بواجبه، لكنه يصل إلى وقت يقول فيه "أهلي أهم والحياة أحلى".
وأوضح طانيوس أن ما يفاقم التحديات هو "الضمانات المفقودة لناحية الأمن الشخصي للمراسل، فقد رأينا ما حصل لعلي شعبان، ونحن في النهاية نعيش في منطقة حساسة جدا ولا نملك ضمانات لأمننا وطرق عملنا. على المراسل أن يراعي الحساسيات الداخلية في البلد، علينا التنبه إلى خصوصيات محددة واختيار الأسئلة لطرحها على البعض، فشعار المؤسسة وحده قد يكون سببا للإستفزاز".

التحديات المادية
كشفت حبيب عن أنها لا تشعر "بالأمان المادي أو الفكري أو الشخصي، وكثيرا ما أفكر بأنه لا بدّ من أن يكون لدينا عمل آخر إلى جانب هذه المهنة، وإلا ما من ضمانة لنا في المستقبل. هذه المهنة تخوننا عندما نكبر في السن، فمع القليل من التجاعيد والشعر الأبيض، إلى جانب تراجع في خامة الصوت، لن يعود هناك مكان لنا على الهواء". إلى ذلك "أشعر بأن جدول أعمالي اليومي يأكل حياتي، فلا أجد الوقت لأقوم بأي شيء، وأخاف أن يمرّ العمر من دون أن أتمكن من تكوين عائلة".
أما أبو جودة فاعتبر أن "لكل مهنة ظروفها، وعلى من يدخل في مجال الإعلام أن يكون على علم بأن هذه الظروف قائمة". مشير إلى أن "هناك إجماعاً على أنه لا يمكن تحقيق الإكتفاء الذاتي ضمن مؤسسة واحدة. فعلى من يعمل في التلفزيون أن يجد له عملا بدوام جزئي في مكانين أو ثلاثة، حتى يتمكن من تأمين مستوى معيشي معين. وهذا الوضع يجعل الإعلامي يعيش في حال من اللاإستقرار". وأضاف "لم يتأخروا في المحطة يوما عن دفع رواتبنا. ما من فائض في المحطة أو رواتب خيالية، لكن هناك رواتب مقبولة مقارنة مع المؤسسات الإعلامية الأخرى".
من جهته أكد دغمان أن ما أشيع عن أن موظفي الـNBN لم يتقاضوا رواتبهم منذ 9 أشهر غير صحيح، "الوضع الإقتصادي سيء والإعلاميون هم من الناس الذين يتأثرون بهذا الوضع ورغم أنه لا يمكنني أن أقوّم الأوضاع المادية للإعلاميين غير أنني أعتقد أن الوضع مقبول".
ورفض طانيوس تقييم الوضع المادي العام للإعلاميين "لأن لا علم لي بالتقديمات المادية التي تتم في مؤسسات أخرى، ولا أدري ما إذا كانت منصفة، لكن إذا ما تحدثت عن نفسي أقول أنها عادلة".

 

 

صيدا- "النهار"


 

السنيورة: "المستقبل" مستعدة لمساعدة الحكومة   في إقرار مشروع قانون زيادة سقوف الانفاق

 

كشف الرئيس فؤاد السنيورة استعداد كتلة المستقبل لمساعدة الحكومة على اقرار مشروع قانون لزيادة سقوف الانفاق من اجل تيسير امور الناس شرط أن تلتزم الحكومة اعداد مشروع قانون موازنة الـ2012".
استقبل السنيورة امس وفودا صيداوية في مكتبه في الهلالية، من بينها وفد من الاساتذة المتعاقدين الموظفين في الجامعة اللبنانية عرضوا معه موضوع استبعادهم عن ملف التفرغ ثم وفداً من موظفي اوقاف صيدا ورؤساء بلديات عبرا الياس مشنتف وطنبوريت مارون صوما والمية ومية الياس فرنسيس، وناقشوا شؤونا خدماتية.
وقال السنيورة: "الازمات المالية التي يعانيها عدد من المستشفيات ومنها مستشفى صيدا الحكومي الجامعي ليس لها علاقة بموضوع اقرار مشروع 8900 مليار ليرة، ومن المستغرب استخدام هذا الموضوع وسيلة للضغط على اعصاب الناس ودفعهم الى الظن أن هذا هو الاسلوب الصحيح للمعالجة، بينما هو أسلوب خاطىء".    
وأشار الى أن "لدى وزارة الصحة اعتمادات وفي امكانها ان تستعمل لأن هذه المبالغ موجودة وتكفيها على الاقل حتى آب وايلول، وحجبها عن المستشفيات لأنها لم تنه التدقيق اللازم في هذه الفواتير التي ارسلتها، أو بسبب عدم الرغبة في المساعدة، او ادخال هذا الامر في السجال السياسي لاستغلاله ضد فريق معين".    
وشرح ان "ثمة مشكلة نتجت بسبب عدم إقرار الموازنات من 2006 الى 2010، وهي موازنات أعدتها الوزارات المختلفة ولم تقر، واتت هذه الحكومة في 2011 ولم تحضر مشروع موازنة، ونحن في الـ 2012 ولا مشروع موازنة، بينما التهت الحكومة بما يسمى ملاحقة الاشباح وحاولت أن توصم الآخرين بأنهم يريدون براءة ذمة عن انفاق قد حدث، والحقيقة أن هذا الامر غير صحيح، فلن نقبل باعطاء براءة ذمة لأحد، بل نحن نطالب بالتدقيق في كل الانفاق الماضي من ديوان المحاسبة او مدققي الحسابات او  مجلس النواب".    
وشدد على "وجوب تحضير موازنة الـ 2012 ، اذ لا يمكن استمرار الحالة على ما هي، لأنها تأخذ الأمور بشكل غير قانوني، لذلك، طرحت كتلة نواب المستقبل على الحكومة اعداد مشروع قانون ترسله الى المجلس، وابدينا كل الاستعداد  لتسيير عمل الحكومة، لأن القاعدة الاثني عشرية المبنية على آخر موازنة أقرّت ليس لها علاقة بمبالغها، ومنذ ذلك التاريخ تغيّرت سقوف الانفاق".
وأوضح أنه "اذا عكفت الحكومة على اعداد الموازنة وارسالها الى المجلس، يكون من الممكن درس حسابات الادارة المالية، اي ان هذا الامر لا يتناقض مع ما نقترحه".
وأسف "للطريقة التي يعالج فيها الشأن العام خلال أكثر من عام ونصف عام".

 

«حزب الله»: لا مكافأة لمعارضة تعطّل البلد وانتخابات 2013 لا تصنع مكانة لأحد
بيروت - «الحياة»

أعلن نائب الأمين العام لـ «حزب الله» في لبنان الشيخ نعيم قاسم «أننا لن نـرضـــخ للابــتـزاز ولا لبــعض الشعارات السياسية الفارغة من المحتوى، والتي تريد إثارة القلاقل والمشاكل في لبنان وإسقاطه مجدداً في الفخ الأميركي - الإسرائيلي»، مؤكداً في كلمة أمام مؤتمر لتجمع الأطباء المسلمين، «أننا لن نسهل عمليات (مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري) فيلتمان، وأمر العمليات اليومي سيبقى حبراً على الورق أو صدى من دون أثر، قرارنا وخيارنا بناء الدولة بثلاثي القوة: الجيش والشعب والمقاومة».

ودافع قاسم عن المساهمات التي قدمتها إيران للبنان، وقال: «إيران قدمت المساعدات ولم تطلب شيئاً ولم تأخذ شيئاً، بينما أميركا قدمت المساعدة اللوجستية اليومية خلال 33 يوماً لمد إسرائيل بكل أنواع الأسلحة والمعلومات الاستخبارية، وقامت بتحريض سياسي واسع المدى على مستوى كل العالم من أجل أن تقهر لبنان ومقاومته وتسهل لبقاء الاحتلال الإسرائيلي». وقال: «أتحدى أن يأتي واحدٌ من اللبنانيين أو من كل العالم ليعطيني مثلاً واحداً حصلت من خلاله إيران على مكسب في لبنان لها، في الوقت الذي نرى كل المكاسب هي للبنانيين استفادوا منها وحصلوا عليها».

ولفت إلى أن الاتفاقات التي وقعتها إيران مع الدولة اللبنانية «مكشوفة ومعلنة، ولأن أميركا لا تريد هذا الإنجاز أن يتم أرسلت جيفري فيلتمان الذي كان يحرضهم على عدم قبول المساعدات الإيرانية، ويحرضهم على أن يلتزموا بالعقوبات الأميركية ضد إيران وسورية ويعطيهم بعض المعنويات الفارطة من أجل أن يهيئوا أنفسهم لانتخابات 2013. ليكن معلوماً لا انتخابات 2013 ولا غيرها تعمل مكانة لأحد... خدمة الناس هي الأساس ونحن مع خدمة الناس ولسنا مع الصعود على ظهورهم للمناصب والمكاسب السياسية».

الإنفاق الحكومي

وجدد اتهام «الحكومات السابقة بارتكاب أخطاء وإهمالات، واستدانت بلا حساب فوصلنا إلى 60 بليون دولار وإلى مشاكل متراكمة ظهرت في وجه هذه الحكومة، عندما تعالج هذه الحكومة بعض هذه المشاكل إنما تعالج الظواهر والنتائج لكن هناك إرثاً ثقيلاً ومراً وصعباً لا تتحمل مسؤوليته هذه الحكومة لتطالب بكل شيء، وعلى كل حال نحن مقتنعون باستمرار هذه الحكومة لأنها أثبتت أنها حكومة الاستقرار الوطني، ولسنا راضيين عن تأخير بعض الإنجازات التي يمكن أن تنجزها، وآمل أن يمتلك أطراف هذه الحكومة الشجاعة الكافية للتخلص من بعض العقبات أمام الفرصة المتاحة لإنجاز التعيينات وكذلك لإنجاز بعض الخدمات لمصلحة الناس، أما الإنفاق فلا يمكن الاستسلام لعدم إقراره في المجلس النيابي بسبب رغبة المعارضة في تعطيل إعطاء القانونية والشرعية للإنفاق في لبنان، هذا تعطيل للبلد، أما الـ 11 بليوناً فمن الطبيعي أن تمر في المجلس النيابي وأن يناقش كيف صرفت، وأن كنتم واثقين بأن الصرف كان طبيعياً وصحيحاً فمما تخافون أن يناقشكم نواب الأمة، أما أن ترفضوا النقاش وتربطوا الأمر بتعطيل البلد أو أن تمرر المخالفات التي ارتكبتموها كمعارضة فهذه مشكلة كبيرة. لا يمكن الاستسلام لتعطيل الإنفاق، ولا إعطاء المعارضة مكافأة تنجح من خلالها في تعطيل البلد، أعتقد أن رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية والحكومة معنيون بإيجاد الحل والحل موجود وباستطاعتهم أن يقفزوا إلى الأمام ويقولوا للبنانيين: هذا حل 8900 (بليون ليرة) ولن تستطيع المعارضة أن تعطله ولا أن تعطل إنفاقه».

 

الحريري: لبنان قد يمر بأيام سود
بيروت - «الحياة»

شدد الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري على ضرورة «ألا يتخلى اللبنانيون عن لبنان»، داعياً «الى الدفاع عنه بالطرق السلمية».

وقال الحريري في دردشة على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي امس: «قد يمر الوطن بأيام سود، لكن في نهاية المطاف ستأتي الايام المشرقة».

ورداً على بعض الاسئلة عن الوضع الحكومي، قال الحريري: «الحكومة تعتمد سياسة إفقار الناس وهذا هو الجزء الاسوأ».

 

المعارضة اللبنانية تتوقع «اهتراء» الحكومة بانتظار البديل ووزراء يعتبرون مواجهة عون مع سليمان بلا أفق
الحياة..بيروت – وليد شقير
 

يدور نقاش داخل بعض قوى الأكثرية بما فيها «حزب الله»، حول ما إذا كانت السياسة المتبعة في معالجة موضوع تشريع رفع سقف الإنفاق للعامين 2011 و2012، مفيدة في تفعيل عمل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، أم انها تزيد من تسعير الخلافات داخل مكونات الحكومة بحيث يتسبب ذلك بمزيد من الشلل والجمود في عملها في شكل يدخلها في حلقة مفرغة من التصادم الذي يسد الأبواب أمام المخارج والصيغ التوفيقية التي تسمح للوزارات بإنفاق المال على بعض المشاريع الملحّة أو لصرف متأخرات مترتبة عليها لمؤسسات حكومية، لا سيما في المجال الاستشفائي.

ويلاحظ مصدر في الأكثرية أن الخلافات داخل الأكثرية على موضوع الإنفاق باتت تنعكس حدة في الخلافات على معالجة مواضيع أخرى مطروحة عليها مثل قانون الانتخاب والتعيينات الإدارية والتعاطي مع النازحين السوريين وباخرة الأسلحة التي ضبطها الجيش اللبناني، وتسليم داتا الاتصالات للأجهزة الأمنية، وغيرها من المواضيع التي بات الخلاف على كل منها يغذي الخلاف على غيرها بحيث بات يتعذر الفرز بين مواضيع يمكن أطراف الحكومة التعايش مع الخلافات حولها بموازاة السعي الى التوافق على مواضيع أخرى.

ويقول مراقبون لأداء الحكومة إن كلام رئيس الجمهورية ميشال سليمان في حديثه للمراسلين المعتمدين في القصر الرئاسي، أول من أمس، والذي قال فيه إن لا أحد راضٍ عن الحكومة وعدم إنتاجيتها، يضيف الى الانتقادات التي يوجهها إليها زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون عنصراً جديداً ولو أن الانتقاد يأتي من أضداد، هذا فضلاً عن أن رئيس البرلمان نبيه بري ما زال ينتقد البطء الذي تتميز به، فيما كان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أقر في مداخلته في جلسات المناقشة العامة لسياستها في البرلمان، بوجود ثغرات نتيجة التجاذبات فيها.

وهي عوامل تضاف الى وقائع السجالات التي تحصل في كل جلسة، إما بين وزراء «التيار الوطني الحر» وبين وزراء «جبهة النضال الوطني» النيابية، أو بين الرئيس سليمان وبين وزراء عون والذين ساندهم الأسبوع الماضي وزراء حركة «أمل» و «حزب الله» حول رفض سليمان إصدار قانون رفع سقف الإنفاق لعام 2011 بحجة أنه قابل للطعن الدستوري، والذي سانده فيه وزراء النائب وليد جنبلاط. ويرفد هذه السجالات الهجوم الذي يقوم به العماد عون كل ثلثاء على سليمان الذي اضطر للرد عليه مرات عدة.

ويلاحظ أحد وزراء «قوى 8 آذار» أن الإصرار على الصيغة التي يقترحها وزراء العماد عون لرفع سقف الإنفاق وضعت قوى الأكثرية الفاعلة («أمل» و «حزب الله» و «التيار العوني») في مواجهة مع رئيس الجمهورية، لا تقود الى أي مخرج ولا تؤدي الى نتيجة. والحكومة لا تستطيع أن تكمل الطريق على هذا المنوال.

ويضيف وزير آخر من الأكثرية أن تحدي الرئيس سليمان بالإصرار على إصداره قانون رفع سقف الإنفاق بقيمة 8900 بليون ليرة أدى الى وضع مأزوم مع الرئاسة الأولى، فيما سيعيد السعي الى تشريع رفع الإنفاق بصيغ أخرى وعبر البرلمان النقاش الى نقطة الصفر، ما يعني اعتراض قوى المعارضة (14 آذار) التي تطالب بتشريع رفع سقف الإنفاق بين عامي 2006 و2009 (حكومتا الرئيس فؤاد السنيورة)، لأنه يخضع للمعايير نفسها، وبالتالي ستضطر «جبهة النضال الوطني» الى التضامن مع هذا الطلب لأنها تعتبر أن كل الأطراف شاركت في الإنفاق خلال السنوات الأربع، ولا يجوز التعاطي بمعيارين مع هذا الأمر.

ويقع قادة «أمل» و «حزب الله» هنا في مأزق بين حرص قيادة الحزب على مراعاة العماد عون في رفض تشريع الإنفاق لحكومتي السنيورة، وبين ما يؤدي إليه تعليق قوننة الإنفاق للعامين 2011 و2012 من شلل في عمل المؤسسات وصرفها المبالغ المطلوبة لتسيير شؤونها، مع ما يعنيه ذلك من مزيد من الاهتراء في الوضع الحكومي، بل ان أحد وزراء الأكثرية قال أمام أحد زملائه في 8 آذار: «إذا لم تهاجمنا المعارضة على هذا الوضع الذي نحن فيه فهذا يعني أننا يجب أن نسأل عن السبب لأنه يكون موقفاً غريباً».

هل إن ما يصفه بعض قوى الأكثرية بـ «الاهتراء الحكومي» هو سبب تشديد بعض قوى المعارضة هجومها عليها في الآونة الأخيرة مراهنة على سقوطها لمصلحة حكومة حيادية تشرف على الانتخابات؟ أم أن هناك عوامل جديدة باتت تسمح بالدفع في هذا الاتجاه؟

تشكك مصادر الأكثرية في أن يكون هناك تغيير في مواقف القوى الفاعلة فيها لمصلحة التغيير الحكومي في الظرف الراهن.

أما على صعيد المواقف الخارجية فيشير أحد الوزراء الى أن إعلان نائب الرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي بوضوح عند زيارته السراي الحكومية أن بلاده يهمها دعم الحكومة وتثبيتها وتمتينها، يعني أن الجانب الإيراني مع بقائها. وهو موقف سبق أن عبّر عنه الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله.

أما على صعيد الموقف الأميركي، فإن إشارات مختلفة التقطها بعض من التقوا مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان. فهو اكتفى بالقول إنه سمع أن الحكومة تقوم بعمل جيد، فيما كان السناتور جوزف ليبرمان امتدح عملها وما يقوم به الرئيس ميقاتي. وهو ما يردده أيضاً عدد من المسؤولين الأوروبيين.

وإذا كان الموقف الإيراني يـدل على التمسك ببقائها، فيما لم يظهر أي موقف أميـركي ضـدها، فإن مصادر في المعارضة تعتبر أن هذا لا يمنع القول إن القوى الخارجية قد تحبذ بقاءها خشية من صعوبة إيجاد البديل، والجانب الأميركي طرح على ما يبدو السؤال عن البديل في حال سقطت، وهذا يعني أن الحكومة «لن تسقط بقرار من أي من مكوناتها»، وفق قول مصادر المعارضة التي لن تُسقطها بالقوة، بل إن تغييرها «سيتم بانهيارها التلقائي حين تنضج الظروف الداخلية والخارجية في دعم قيام حكومة حيادية تعبر فعلاً عن سياسة النأي بالنفس، لأن الوضع الحالي يجعلها حكومة تسيطر عليها فئة معينة من الفرقاء اللبنانيين».


المصدر: جريدة النهار

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,496,013

عدد الزوار: 7,030,754

المتواجدون الآن: 77