تقارير ... علي موسى دقدوق من طريد لضيف فوق العادة في بغداد ...أغلبية سوريا الصامتة تفضل العيش في حالة إنكار لما يحدث...محور مركل - هولاند وميثاق النمو الأوروبي..العوا لـ«الحياة»: لست شيعياً ... وأفضّل نظاماً يقتدي بالنموذج الفرنسي أو اللبناني

ملخص «الإرشاد الرسولي» بصيغته النهائية: لا أحد من مسيحيي لبنان يمتلك مشروعاً مقبولاً

تاريخ الإضافة الأربعاء 9 أيار 2012 - 8:18 ص    عدد الزيارات 2068    التعليقات 0    القسم دولية

        


 

الحوار المسيحي الإسلامي ليس خياراً موسمياً أو عابراً بل حاجة حيوية
«السفير» تنفرد بنشر ملخص «الإرشاد الرسولي» بصيغته النهائية: لا أحد من مسيحيي لبنان يمتلك مشروعاً مقبولاً.. والتطرّف يهدّد الجميع
جريدة السفير...داود رمال
حصلت «السفير» على ملخص «الإرشاد الرسولي» الجديد الذي سيعلن رسمياً خلال زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر الى لبنان في منتصف ايلول المقبل، في ضوء النسخة الأخيرة التي رفعت الى الحبر الأعظم في الفاتيكان، على أن يضع عليها توقيعه لتصبح نسخة رسمية.
ياتي صدور «الإرشاد الرسولي»، في أعقاب الجمعية العمومية الخاصة للشرق الأوسط التي عقدت في الفاتيكان بين 10 و24 تشرين الاول 2010 وحضرها بطاركة وأساقفة الشرق، بدعوة من البابا بنديكتوس السادس عشر، وكان لكل مشارك فيها مداخلة تحت عنوان وموضوع محددين.
ووفقاً لمصدر كنسي، فإن هذا النص قدّمه البابا الى البطاركة والأساقفة خلال زيارته الى قبرص في حزيران 2010 للمطالعة وإبداء الرأي، على ان تعاد صياغة النص ليصدر بصيغة «ارشاد رسولي»، اي بمثابة دستور يحمل توقيع البابا ويصبح ملزماً للكنائس لكي تسير بهديه.
وتجدر الاشارة الى ان السرعة التي تمت فيها الدعوة وانعقاد الجمعية وإعداد الإرشاد بين 2009 و2012 هو عمل غير مسبوق في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية.
ماذا يتضمّن «الإرشاد» الجديد؟
التحدي الديني
يبدأ «الارشاد» بتعريف منطقة الشرق الاوسط على انها جغرافيا، المنطقة الممتدة من مصر وصولاً الى ايران. ويركّز على حضور المسيحيين في هذه المنطقة منذ ايام السيد المسيح، وقبل صعوده الى السماء خاطبهم بالقول «ستكونون لي شهوداً في اورشليم واليهودية والسامرة حتى اقاصي الارض».
يركز «الارشاد» على حضور المسيحيين ودعوتهم في العيش وإعلان هذا السلام حتى في قلب الاضطهادات وفقاً لتعاليم المسيح بأن يكونوا صانعي سلام.
ويقارن «الارشاد» بين الوضع الحالي في الشرق الاوسط بجزئه الاكبر وبين وضع المسيحيين تحديداً مع بداية الانطلاقة المسيحية، ليؤكد لهم أن ما يعانونه اليوم قد عاشه آباؤهم وأجدادهم، وتالياً عليهم التمسك بجوهر ايمانهم الذي يرتكز على القيامة وليس على الموت.
ويدعو «الارشاد» المسيحيين خصوصاً الى معرفة عميقة بالمسلمين واليهود «كي يكون التزامهم بالسلام والوئام والقيم المشتركة أعمق وأقوى»، كما يدعو الى تدعيم الشراكة بين مختلف الكنائس الكاثوليكية في الشرق الاوسط وبينها وبين الكنائس الارثوذكسية، انطلاقاً من قراءة معمقة للكتب الدينية وتحديداً لكتاب العهد الجديد.
واذ يشدد «الارشاد» على وجوب التركيز على الروح الرسولية لدى مسيحيي الشرق الاوسط، فإنه يؤكد ان اوضاع بلدان الشرق الاوسط مختلفة عن بعضها البعض، داعياً أبناء الكنيسة الى عدم الخوف من قلة عددهم، مع التشديد على دورهم في ابراز المساواة وعيشها وتوطيد دعائم ديموقراطية سليمة تعترف بكامل دور الدين في مختلف وجوه الحياة اليومية بما فيها الحياة العامة، مع الاحترام الكامل للتمييز بين ما هو ديني وما هو دنيوي.
كما يدعو «الارشاد» المؤمنين الى تعميق روابط التضامن في ما بينهم، ويحذرهم من مغبة الوقوع في التقوقع والانغلاق. ويلحظ أهمية التربية والإعلام في هذا الاطار.
التحدي السياسي
أما بالنسبة للتحديات السياسية التي تواجه المسيحيين في منطقة الشرق الأوسط، فإن الوثيقة التي وزعها الحبر الأعظم في قبرص تعترف بالنقاط الآتية:
1 الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية يُعقد الحياة اليومية لجهة حرية التنقل والاقتصاد والحياة الاجتماعية والدينية. وفي موقف لافت للانتباه، تشير الوثيقة الى ان «بعض المجموعات المسيحية المتطرفة تبرر عبر اجتزاء بعض الآيات من الكتاب المقدس، الظلم واللاعدالة السياسية المفروضة على الفلسطينيين الأمر الذي يجعل وضع المسيحيين العرب دقيقاً أكثر».
2 بالنسبة الى العراق، تشير الوثيقة الى ان «الحرب اطلقت العنان لقوى الشر في البلاد، خصوصاً بين التيارات السياسية وبين الطوائف الدينية، ولقد حصدت ضحايا من طوائف الشعب العراقي كافة، الا ان المسيحيين كانوا من ابرز ضحاياها لانهم يمثلون الجماعة الاقل عدداً والاضعف بين الطوائف العراقية».
3 تلحظ الوثيقة ان المسيحيين في لبنان منقسمون على الصعيدين السياسي والمذهبي، وما من احد يمتلك مشروعاً مقبولاً من الجميع.
4 اما بالنســبة الى مصر، فإن صعود الاســلام السيــاسي من جهة وضعــف التزام المسيــحيين من جهة اخرى، يجعــل من واقع حياتهم عرضة لصعوبات جمّة.
5 تلحظ الوثيقة ان «الانظمة التسلطية وحتى الديكتاتورية منها» تدفع بشعوبها بمن فيهم المسيحيون الى تحمل الصعوبات بصمت مطبق.
6 لا تغفل الوثيقة الوضع في تركيا، حيث ان مفهوم العلمنة كما هو مطبق اليوم يطرح مشاكل عدة بالنسبة الى الحرية الدينية في البلاد.
واذ يشير المصدر الكنسي الى ان الشق السياسي الوارد في هذه الوثيقة سيكون هو ذاته «الارشاد الرسولي» المتوقع، فإن «الارشاد» سيدعو الى احترام حرية الضمير انطلاقاً من دعوته الى احترام حقوق الانسان عموماً في منطقة الشرق الاوسط.
ويوسع «الارشاد» مفهوم الانسان ليشمل الانسان كفرد او ما يسميه الانسان المادي، والانسان المعنوي والمقصود به الجماعات الانسانية، مشدداً على ان «ليس هناك من تناقض بين حقوق الانسان وحقوق الله».. ومن هنا فإن «من لا يحترم مخلوقات الله لا يحترم الخالق في عينه».
ويعترف «الإرشاد» بان السلام والعدالة والاستقرار في المنطقة هي من الشروط الاساسية لتوطيد عيش حقوق الانسان في هذه المنطقة.
رسالة الى المسيحيين والمسلمين
ويدعو «الارشاد» المسيحيين الى عدم التخوف من المسلمين، مؤكداً في الوقت عينه ان التيارات المتطرفة «تشكل تهديداً للمسيحيين والمسلمين معاً»، ناقلاً تأكيد ضيوف الحبر الاعظم من المسلمين الذين حضروا جلسات الجمعية العمومية، أن «الإسلام المتطرف يستهدف بشكل أساس المجتمع الاسلامي قبل المسيحي».
ويدعو «الارشاد» الى التمسك بالقيم العائلية، خصوصاً تلك التي قامت عليها مجتمعات منطقة الشرق الاوسط والتي على اساسها عاشت حقبات طويلة بصورة مشتركة ومتناغمة.
ويفرد «الارشاد» صفحات لإبراز طرق ووسائل الشهادة المسيحية في الشرق، خصوصاً من خلال التعليم الديني والإعلام وعيش الاسرار المقدسة والحوار المسكوني وحوار الحياة المشتركة مع المسلمين، مستشهداً بكلمة للبابا بنديكتوس السادس عشر «ان الحوار الديني والثقافي المشترك بين المسيحيين والمسلمين لا يمكن ان يكون خياراً موسمياً او عابراً، انه في الواقع حاجة حيوية يرتبط بجزء كبير بها مستقبلنا المشترك».
واذ يدعو «الارشاد» المسيحيين عموماً والشباب منهم على وجه الخصوص الى التجذر اكثر فاكثر في مجتمعاتهم، مشدداً على عدم انغلاقهم في امكنة جغرافية مغلقة على ذاتها او في انطوائية على الذات، فإنه مرة جديدة يدعو المسيحيين والمسلمين الى العمل معاً وبصورة فاعلة على توطيد العدالة الاجتماعية والسلام والحرية وحماية حقوق الانسان وقيم الحياة والعائلة، داعياً الشباب المسيحي والمسلم للقيام بأنشطة مشتركة في خدمة المجتمع، والى توطيد صداقات أصيلة في ما بينهم، بحيث تكون النتيجة أن الدين يغدو عامل اتحاد ووحدة وليس عامل انقسام وتفرقة.
يضيف «الارشاد»: هكذا تبدو مساهمة المسيحيين من خلال حمل «قول الحق وفعل الحق بوجه الأقوياء الذين يضطهدون أبناء الشرق او اولئك الذين يتبعون سياسات مضرّة وغير ملائمة لمصلحة بلدان الشرق الاوسط وشعوبها او اولئك الذين يلجؤون الى العنف من أجل تحقيق مآربهم».
ويلحظ «الارشاد» بأن العنف والطغيان سواء أتى من جهة الاقوياء او الضعفاء، حمل الفشل الى منطقة الشرق الاوسط، من هنا فإن مساهمة المسيحيين والمسلمين تتطلب منهم شجاعة كبرى في أن يسلكوا معاً طريقاً مشتركاً لبناء مجتمع أكثر عدالة وتضامناً واكثر انسانية.
خلاصة «الارشاد»
ويخلص «الارشاد الرسولي» الى القول، بأن للمسيحيين دوراً خاصاً ولا غنى عنه في بناء مجتمع من القيم المرتكزة اساساً على قيم الانجيل، وان باستطاعة المسيحي أن يؤمّن مساهمة فاعلة في اطار فرض احترام العدالة والسلام، خصوصاً في ما يتعلق بالنزاع الاساسي في الشرق الاوسط وهو النزاع الاسرائيلي الفلسطيني، داعياً المسيحيين والمسلمين معاً الى السير نحو العمق وعدم التأثر بالقشور، مشدداً على عدم الخوف لأن رسالة المسيحي والمسلم سترتكز على السلام والعدالة والمساواة. «وهذا هو الرجاء المشترك الذي يجب أن يحرك شعوب وأبناء هذه المنطقة وسط الصعاب والتحديات التي تواجههم، حيث يبقى إيمانهم نبعاً لا ينضب لجيلهم وللأجيال الآتية عبر إعطائها عوامل تضاعف من الثقة بمستقبل هذه المنطقة ودورها بالنسبة الى العالم».

 

 

محور مركل - هولاند وميثاق النمو الأوروبي
الحياة...باتريك سان بول *
 

لم تبادر المستشارة الألمانية أنغيلا مركل، مساء الأحد 6 أيار (مايو) لدى إعلان فوز فرنسوا هولاند على نيكولا ساركوزي، الى التذكير بكلمة واحدة بالعمل المشترك الذي أنجزته والرئيس السابق طوال الاعوام الخمسة المنصرمة، وكان ركن استراتيجيتها الأوروبية. وقالت المستشارة إنها دعت الرئيس الفرنسي الجديد الى برلين وتنتظر زيارته في أقرب فرصة «بذراعين مفتوحتين». ولا يتستر الاستقبال على تعقيد علاقات البلدين الناجم عن قيود داخلية من العسير تخطيها.

المستشارة أيدت الرئيس السابق، وثبتت على تأييدها غير مبالية بسخرية بعض أقطاب حزبها. وردت على انتقاد الصحافة الألمانية تأييدها ساركوزي، وعلى اعتبار هذه الصحافة الخسارة الفرنسية خسارة شخصية لمركل، بأنها رحبت على الدوام بالتعاون مع الرئيس المقبل أياً يكن، قبل أن تردف: «نأمل خيراً».

ويفسر أحد المقربين من المستشارة «الأمل» الذي أعربت عنه، فيقول إنه تنويه بسابقة غيرهارد شرودر، المستشار الألماني والاشتراكي – الديموقراطي الذي تولى رئاسة الحكومة قبلها، فهو بادر الى اصلاحات يعود اليها، شطر من استقامة الاقتصاد الألماني اليوم. وما تأمله المستشارة هو أن يقتفي الرئيس الفرنسي، الاشتراكي، أثر زميله الألماني، ويعالج المشكلات الاقتصادية لفرنسا مستلهماً المثال الاشتراكي – الديموقراطي الألماني.

وترى أوساط المستشارة أن الرئيس الفرنسي الجديد مقبل على انتخابات برلمانية وشيكة. وعليه أن يفوز فيها بغالبية تمكّنه من الحكم وتنفيذ سياسته. ويقتضي ذلك منه إثبات نفسه في وجه المستشارة، وتعرب أوساط مركل عن برمها بتجديد فريق فرنسوا هولاند تعهده التفاوض على ميثاق الاستقرار المالي، وإضافة بند النمو إليه. وعمد الفريق الى تطمين الحكومة الألمانية، فأبلغها أن الأمر جزء من الحملة الانتخابية الرئاسية وبعض من ضروراتها. فيمثاق الاستقرار، على قول مركل، كان «موضوع مفاوضات اشتركت فيها 25 دولة أوروبية ووقعت كلها عليه، والتفاوض عليه مجدداً مستحيل. ولا يجوز التلويح به في اعقاب كل اقتراع، وإلا عجزت أوروبا عن التقدم خطوة واحدة».

وتتوقع المستشارة أن يبرم البوندستاغ (البرلمان الاتحادي الالماني) المعاهدة في ختام الدورة البرلمانية، في حزيران (يونيو)، وترى أن المعاهدة مفتاح سياستها الأوروبية، والشرط الأول لانضباط السياسة المالية المشتركة. وبادرت اليونان ثم البرتغال الى توقيع المعاهدة، وتدعو ألمانيا النمسا وإيطاليا الى الاحتذاء بالبلدين السباقين، وتعوّل على دينامية متراكمة تنجم عن هذا الالتزام.

وتتعهد ألمانيا التفاوض على «ميثاق نمو» جديد، شرط ألا يؤدي إلى تعظيم عجز المالية العامة. ويفترض توقيع ميثاق نمو منفصل وأن يوقّع هولاند المعاهدة الضريبية في صيغتها الحالية، على خلاف اصراره على تحميل السياسة الالمانية المسؤولية عن مشكلات أوروبا ومنطقة اليورو.

وتوافق ألمانيا على بعض اقتراحات هولاند في السياسة المالية الأوروبية. فهي تقر بتقوية البنك الأوروبي للاستثمار، وبتوجيه فائض المساعدات البنيوية الى خطط البنى التحتية الكبيرة. ويميل حزب مركل الاجتماعي المسيحي الى إقرار رسم على العمليات المالية، على رغم تحفظ شركائه الليبيراليين. لكنها تعارض بشدة اصدار سحوبات يوروبُند يدعو اليها هولاند والاشتراكيون – الديموقراطيون الألمان.

وعلى خلاف فتور علاقة مركل وساركوزي الشخصية، والفرق الشخصي العميق بين المسؤولين، يرى مراقبون شبهاً قوياً بين الرئيس الفرنسي الجديد، «العادي» كما يقول عن نفسه، وبين المستشارة التي لا تأنف من التبضع ايام الآحاد في «سوبرماركت» قريب قبل مباشرة الطبخ. والعلاقة الشخصية القوية، على مثال تلك التي ربطت بين ديغول وأديناور وجيسكار ديستان وشميدت وميتران وكول وشيراك وشرودر، واحد من أركان سياسة مشتركة متينة. والمحور الالماني – الفرنسي هو اساس الدينامية الاوروبية المرجوة.

 * مراسل الصحيفة في ألمانيا، عن «لوفيغارو» الفرنسية، 7/5/2012،

إعداد منال نحاس

 

 

العوا لـ«الحياة»: لست شيعياً ... وأفضّل نظاماً يقتدي بالنموذج الفرنسي أو اللبناني
الحياة..القاهرة – أحمد رحيم
 

يجزم المرشح للرئاسة في مصر الدكتور محمد سليم العوا، بأن تنافس 3 مرشحين إسلاميين في انتخابات الرئاسة سيفتت الأصوات، ولذا هو لا يمانع في تأييد مرشح تتفق عليه التيارات الإسلامية، رغم أنه غير مقتنع بقول بعض القوى السياسية إن فرصه ضعيفة. ويرى العوا في حديث الى «الحياة» أن «هناك محاولة لإرجاء أو إلغاء الانتقال الديموقراطي للسلطة»، وهو يضع أحداث العباسية في هذا الإطار، وينبه الى أن الاقتراب من وزارة الدفاع والمنشآت العسكرية كان أمراً غير صائب. ويعارض العوا أيَّ دور للجيش في الحياة السياسية، وكذلك وضع أي نصوص خاصة بالجيش في الدستور، ويؤكد ضرورة رقابة البرلمان أعماله ومتابعتها. وهو يشدد على أن لا أحد فوق القانون، حتى المشير طنطاوي نفسه، وأنه بمجرد انتخاب الرئيس فأي شخص أخطأ سيحاكم.

وفي ما يأتي نص الحديث:

> كيف تنظر إلى أحداث العباسية؟ هناك رأي يقول إن مَن حرَّك هذه الأحداث أطراف لها مصلحة في تأجيل انتخابات الرئاسة؟

- نعم، أتفق مع هذا الرأي، فأنا أدين إدانة كاملة محاولةَ اقتحام محيط وزارة الدفاع أو أي مقر من مقرات الدولة. وأرى أن نقل الاعتصام إلى العباسية والاقتراب من وزارة الدفاع والمنشآت العسكرية كان أمراً غير صائب، والذي يحدث الآن هو محاولة لإثبات أن الفوضى سيدة الموقف ومحاولة لإرجاء الانتقال الديموقراطي للسلطة أو إلغائه. وأود هنا أن أشير إلى أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة أصاب وأخطأ، ولكن في ما يتعلق بالمسيرة الديموقراطية، المجلس قام بعمل خريطة الطريق يوم 22 تشرين الثاني (نوفمبر)، وأنا أعتقد أن من قام بما حدث في العباسية هم بقايا المؤتمرين بأوامر حسني مبارك.

> هذه الأوضاع تنذر باحتجاجات بعد انتخاب الرئيس، أنصار المرشحين الذين لن يحالفهم الحظ قد يلجأون إلى الاحتجاج؟

- أرى أننا بدأنا مسيرة الديموقراطية، وفي هذه المسيرة القانون هو سيد الموقف، فعلينا احترام القانون حتى وإن لم نرض بالحكم. وعلى أنصار المرشحين فَهْمُ ذلك جيداً، فالحق هو نصرة الوطن ونهضته لا نشر الفوضى فيه.

ضد استباق النتائج

> ما رأيك في ادعاءات تزوير الانتخابات التي بدأت تتردد قبل أن تجرى الانتخابات؟

- أنا ضدها تماماً، جملة وتفصيلاً، فلو كانت هناك خطة لتزوير الانتخابات لكانت نُفِّذَت في الانتخابات البرلمانية، التي جاءت نزيهة ومعبِّرة عن آراء الشعب المصري.

> كيف نجنِّب أنفسنا أيَّ ادعاء بتزوير الانتخابات؟

- بالتزام الهدوء والتمتع بالسلوك الحضاري واحترام القانون ووضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار والثقة في أن المجلس العسكري يريد تسليم السلطة لرئيس مدني منتخب، وهو ما تم التأكيد عليه في التصريحات الأخيرة، التي شدد فيها المجلس العسكري على نيته تسليم السلطة في الرابع والعشرين من أيار (مايو) الجاري إذا حسمت الانتخابات من المرحلة الأولى.

> السلفيون قالوا على لسان الشيخ ياسر البرهامي، إنك أفضل المرشحين الإسلاميين، لكنهم تجنبوا دعمك، على اعتبار أن فرصك ضعيفة، هل ترى أن فرصك ضعيفة؟

- مع كامل احترامي لوجهة نظرهم، ولكني لا أرى أن فرصي ضعيفة. قلت منذ بداية ترشحي للرئاسة إنني مرشح الشعب المصري بكل أطيافه وفصائله السياسية، وأنا أراهن على جماهير الشعب المصري، فالإحصاءات تشير إلى أن الأحزاب والفصائل السياسية تمثل 8 في المئة من الأصوات، في حين تمثل جموع الشعب 92 في المئة، وأنا أراهن أن الشعب المصري قادر على اختيار الأصلح لهذه المرحلة واستكمال مسيرة الديموقراطية.

> أنت مرشح محسوب على التيار الإسلامي، وكل أطياف التيار الإسلامي أعلنت دعم إما الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح أو الدكتور محمد مرسي، ويرى مراقبون أن ذلك يحد من فرص فوزك.

- أنا مرشح ذو مرجعية إسلامية ولكني لست مرشح التيار الإسلامي، فأنا مرشح الشعب المصري بكل أحزابه وأطيافه وفصائله، وأرى أنه إذا اتفقت التيارات الإسلامية على مرشح بعينه سأنصاع لهذا الاتفاق وأؤيده ولو لم أوافق على هذا الاختيار، وذلك منعاً لتفتيت الأصوات.

> هناك من يرى أن التيار الإسلامي توافق على أبو الفتوح عدا جماعة الإخوان والقوى المرتبطة بها التي دعمت الدكتور محمد مرسي.

- أرى أنه إذا لم تتفق التيارات الإسلامية على مرشح واحد فقط قبل الانتخابات الرئاسية، ستتفتت الأصوات.

> التقيت كثيراً من الأحزاب والقوى، ودار حديث عن تنازلات ووساطات للاتفاق على مرشح إسلامي واحد، لماذا فشلت الوساطات؟

- عرض علي كثير من الصفقات السياسية لدعمي، ولكني لم أوافق على هذه الصفقات. السؤال الذي طرح علي من جانب القوى السياسية التي أرادت دعمي: ماذا سأقدم لهم؟ وكان ردي أني سأقدم لهم ما سوف أقدمه لساكن أحقر المساكن الشعبية في مصر. هذا النوع من الصفقات لا أقبله بأي شكل من الأشكال.

> هل تأمل في نصيب من أصوات التيار الإسلامي؟

- آمل أن أقوم بتنفيذ مشروعي السياسي الحضاري الوسطي وأن يلقى مشروعي استحسان الشعب المصري، سواء من يتبعون التيارات الإسلامية المسيَّسة أو غيرهم من كل أبناء الشعب المصري.

لست شيعياً

> هل آذتك الاشاعات التي تتردد عن كونك شيعياً أو قريباً من الشيعة؟ هل أثرَتْ سلباً عليك؟

- أكثر ما آذاني نفسياً ومعنوياً هو اتهامي بالتشيع، وأنا أعرف مَن روَّج هذه الشائعة كأسلوب رخيص لجذب الأصوات، ولن أذكر اسمه أو أقتص منه في الدنيا، ولكن الله سيقتص لي يوم القيامة إن شاء الله. أما إذا كانت أثرت فيَّ بالسلب، فقد قمت بالتعليق على هذه النقطة مراراً وتكراراً، ومَن يؤمن بأفكار سليم العوا ويثق به لا بد أنه تحقق من عدم صحة هذه الشائعة، وهم مَن أهتمّ بهم دون النظر لمن جرى وراء هذه الشائعة، لأن تصديقه لها يدل على عدم إيمانه بآرائي وأفكاري في الأساس.

> ما موقفك من الشيعة؟

- بيننا وبينهم جامع ومانع. الجامع بيننا أركان الإسلام الخمسة وعقائد الإيمان الستة، أما العقائد التي يضيفها أهل الشيعة للإسلام، مثل الغيبة والتقية والوصية لسيدنا علي ووصية الإمام لمن بعده ومجموعة أخرى من العقائد الخاصة بالشيعة... فنحن لا نؤمن بها ولا نعتبرها جزءاً مكمِّلاً للإسلام.

> ما موقفك السياسي منهم؟

- أن تجتمع الأمة الإسلامية كلها أمام القوى التي تعادي الإسلام. وهناك موقف آخر يتعلق بالدولة الإيرانية، التي سبقتنا اقتصادياً وصناعياً، وتحقيق إرادتها السياسية أمام العالم كله، والنظرة المستقبلية لعلاقتنا بشيعة العالم الإسلامي أنهم مسلمون ونحن مسلمون ويجب أن نجمع الأمة الإسلامية كلها لتكون قوة ضاربة. وأرفض إقامة حزب شيعي في مصر، وأرفض أي دعوات للتشيع.

> في حال لم يحالفك الحظ للفوز بمنصب الرئيس، ما خططك؟

- في حال إخفاقي في انتخابات الرئاسة سأعود إلى أداء رسالتي التنويرية والمشاركة في الحياة العامة.

> الرئيس سينتخب من دون دستور، وقطعاً سيكون له دور في صياغته، ما النظام الأفضل لمصر بعد انتهاء المرحلة الانتقالية؟

- أفضِّل أن يكون نظام الدولة في الدستور الجديد برلمانياً رئاسياً. فرنسا هي النموذج الأعلى، ولبنان هي النموذج الأقرب لمصر، وفي هذا النظام يتولى الرئيس مهام العلاقات الخارجية بين البلاد دون تدخُّل في المسألة السياسية في الداخل، وتتولى هذه المهام الحكومة، والبرلمان يشرع القوانين ويضع السياسات التنفيذية الداخلية، فمصر لا تتحمل خلال الفترة المقبلة نظاماً برلمانياً، ولا يمكن الشعب أن يسمح بعودة نظام رئاسي ديكتاتوري، والطريق الوسط هو الجمع بين النظامين، حسنات النظام البرلماني والنظام الرئاسي. أما إذا جاء الدستور الجديد برلمانياً وأنا رئيس سأستقيل، لأني لا يمكن أن أكون رئيساً بروتوكولياً.

العلاقة مع الجيش

> كيف ستكون علاقتك بالجيش في حال فزت بمنصب الرئيس؟

- أولاً، يجب أن يعاد تسليح الجيش المصري، ولا يجب استخدام السلاح الأميركي فقط ولكن يجب أن يتم تدريب الجيش على المزج ما بين السلاح الأميركي والأسلحة التي سنحصل عليها من العالم أجمع. خطتي تصنيع الأسلحة في المصانع الحربية، التي يجب أن يتم تطويرها لكي تنتج أسلحة جديدة تواكب المعايير والمواصفات العالمية. أما عن دور الجيش في السياسة، فلن يكون لـــه أي دور في هــــذا الصدد، بــــل إن دوره حــمــــاية الدولة خارجياً، وداخلياً في حالة المشاكل الأهلية. والشروط التي تم الاتفاق عليها مع إسرائيل بخصوص تواجد الجيش في سيناء يجب أن يعاد النظر فيها، لأنها شروط مجحفة.

> البعض يرى أن علاقتك متقلبة بالمجلس العسكري، في بعض الأوقات تشيد به وأحياناً تنتقده، حتى أن هناك مَن يعتبر أنك مرشح مفضِّل للمجلس العسكري؟

- أحاول قدر المستطاع أن أقول الحق، وعندما كان تصرف المجلس الأعلى في نظري صحيحاً كنت أقول إنه كذلك وأكون أكثر المؤيدين، وعندما كانت تصرفاتهم غير مناسبة انتقدتهم علناً ودون خوف، خصوصاً عندما لم يكن هناك ميعاد واضح لتسليم السلطة، أو عندما اطلقت وثيقة السلمي. أنا أول من قال إنهم بشر يصيبون ويخطئون، وعندما ساد الغموض تجاه موقف المجلس من الانتخابات، أعلنت أنني علقت حملتي لأن هناك غموضاً في الموعد، وبقيت على هذا الموقف حتى اجتماع 22 تشرين الثاني (نوفمبر) الذي كان برئاسة الفريق سامي عنان، حتى انتهينا إلى إعلان المشير موعد تسليم السلطة وقبول استقالة عصام شرف.

> كيف ترى وضع الجيش بعد تسليم السلطة، خصوصاً أن هناك من يطالب بوضع مميز له؟

- أنا ضد وضع نصوص خاصة للجيش المصري في الدستور. ستكون السياسة الداخلية تابعة للحكومة والبرلمان، من حيث اقتراح الخطط والرقابة ومتابعة التنفيذ، وهو ما سيسري على الأجهزة كافة، بما فيها الجيش المصري.

> وماذا عن مستقبل رئيس المجلس العسكري المشير طنطاوي في رأيك، ومسألة تعيين وزير للدفاع؟

- المشير طنطاوي في سن لا تمكِّنه من الاستمرار في هذا المنصب، ولو كنا في ظل دولة برلمانية سيختار البرلمان وزيرَ الدفاع، وإن كانت رئاسية فعلى الرئيس التشاور مع الباقين من المجلس العسكري بعد الانتهاء من محاسبة المخطئ وإحالة مَن تعدّى عمره السن القانونية على المعاش، للاتفاق على الأصلح لهذا المنصب.

> هل تؤيد الدعوات لمحاكمة المجلس العسكري على ما يراه البعض أخطاءً في إدارة المرحلة الانتقالية؟

- لا أحد فوق القانون، المشير طنطاوي نفسه ليس فوق القانون، وأيُّ شخص أجرم في حق الوطن منذ ثلاثين عاماً إلى الآن لن يفلت من العقاب، حتى لو الجيش نفسه. ليس في مصر أحد فوق القانون، فمن أخطأ بمجرد انتخاب رئيس سوف يحاكم، وأولهم المجلس العسكري.

> ما أولوياتك كرئيس؟

- من أولى أولوياتي الإنسان المصري، الحكومات المصرية المتعاقبة قصرت في رعاية الإنسان المصري تقصيراً هائلاً جداً، في العقود الماضية لم يتم الاعتناء بالتعليم ولا الصحة ولا الرفاهية. لا طعام جيد ولا بيئة نظيفة. الإنسان المصري محروم من الحد الأدنى من المعيشة اللائقة. إذا تحدثت عن التعليم أتحدث عن الحد الأدنى للتعليم المحترم، وإذا تحدثت عن الصحة فمنظومة الجهاز الصحي يجب أن تُحدَّث، لضمان علاج لائق للفقراء، والاقتصاد يجب أن يعمل في إطار محاربة البطالة وزيادة الإنتاج وزيادة المشروعات المتناهية الصغر والصغيرة، لاستيعاب هذه النسبة من البطالة، والأمن يجب أن يكون هدفه أمن المواطن أولاً.

> كيف يتحقق ذلك؟ وكيف تعاد هيكلة وزارة الداخلية؟

- خطتي في هيكلة وزارة الداخلية أن أفرغ الوزارة من المصالح التي ليست لها علاقة بالأمن، مثل المرور والمطافي والأحوال المدنية، والضباط والجنود في هذه الإدارات يجب أن يعملوا في الأمن ويحل محلهم مدنيون، ويمكن أن يكون على رأس هذه المصالح ضــباط لكن الموظفين مدنيون. الضباط في هذه الإدارات محسوبون على قوة الأمن ولا يعملون فيها قط، وكل ضباط هذه الإدارات يجب أن ينزلوا إلى القوة الأمنية لأستوعب مكانهم مدنيين عاطلين. أهدف في النهاية إلى تمكين المصري من إعادة اكتشاف ذاته، فمصر دولة غاب فيها العدل وطغت الوساطة على القانون. ويجب أن يكون رئيس الجمهورية المقبل خادماً لمصر، رئيساً يمتلك رؤية وقدرة على اتخاذ القرار، ومهمته أن يحسن أحوال العباد والبلاد، وأن يكون محدد الصلاحيات ويعمل في إطار الدستور والقانون.

يعدّ قهوته بنفسه ... ويزهد بالقصر

يحافظ الدكتور محمد سليم العوا على هويته الإسلامية حتى في أدق التفاصيل، فمكتب المحاماة والاستشارات القانونية الذي يمتلكه في حي مصر الجديدة الراقي، زِينتُه قطعٌ تحمل كلها الطابع الإسلامي، بدءاً من لوحة كبيرة لأسماء الله الحسنى تتوسط صالة الاستقبال، مروراً بشهادة تقدير من اتحاد علماء المسلمين، الذي سبق أن تولى منصب أمينه العام، معلقة على أحد الجدران، فسجادة ثُبِّتت خلف كرسي مكتبه نقشت عليها آيات قرآنية. والرجل لا يوارب في تصنيف توجهه بأنه «من المسلمين، وأنه يدافع طوال عمره عن الفكرة الإسلامية». وللعوا عاداته، فهو يحرص على إعداد قهوته بنفسه، رغم كونه يحتسي أكثر من 10 فناجين يومياً، لكنه مطمئن الى أثرها الطبي بعد حديث مع صديقه الطبيب الأميركي، الذي أكد له أن القهوة التركية لا ضرر منها، وأن الخطر يكمن في الإسراف في تناول القهوة الأميركية. ويحتفظ المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية بجوار مكتبه بمنضدة صغيرة تحمل في ترتيب لافت أدوات إعداد القهوة. ويدقق عضو «مجمع اللغة العربية» في مفرداته ويطوِّعها، للتفرقة بين «المتشابهات»، فلا يخلط مثلاً بين الليبراليين والعلمانيين، فـ «الليبراليون» صنف و «العلمانيون الأقحاح»، أي غلاة العلمانية، صنف آخر.

والقانوني الطامح إلى الحكم، يعاهد نفسه على ألاّ يخطفه زهو القصر وبريق الكرسي، وسيكون أولَ قرار يتخذه، إنْ قُدِّر له أن يفوز في انتخابات الرئاسة، «الزهد» في القصر، فلن يتخذ منه مستقرّاً، ويَعِد بأن يُكمل حياته في منزله، وألاّ يستخدم قصور الرئاسة إلا في حدود نشاطات الرئيس، وألاّ يضيِّق على جيران القصور الرئاسية بالحراسات والمنع. أما قراره الثاني، فهو منع كل مظاهر نفاق الحاكم ورئيس الوزراء والوزراء، فهو يرى أن البلايين تنفق على نفاق هؤلاء من دون طائل، وإن قُدِّر له أن يُنتخب رئيساً، سيعمل طوال 4 سنوات على إيقاف هذا البذخ وتخصيص تلك البلايين لتنمية البلد.

 

 

أغلبية سوريا الصامتة تفضل العيش في حالة إنكار لما يحدث

موقع إيلاف..أشرف أبو جلالة            
لا يبدي الكثير من السوريين في دمشق والمدن الهادئة اهتماما بما يجري في بلدهم من ثورة، وفي ظل ما يتلقونه من معلومات متضاربة من كلا الجانبين، يرى هؤلاء الناس أنهم لا يعلمون القصة الكاملة، وإن كانوا يشعرون بأن الخيار الآمن هو الانسحاب من الواقع والسماح للمعركة بالاستمرار من حولهم.
رغم تواصل عمليات الكر والفر بين قوات الرئيس السوري بشار الأسد من جهة وبين المعارضة من جهة أخرى، واستمرار تواصل الجهود المبذولة على الصعيد الدولي لاحتواء الوضع المتفجر في البلاد، إلا أن تلك الفئة التي يطلق عليها "الأغلبية الصامتة" في سوريا تفضل العيش في حالة إنكار لما يدور حولها من أحداث.
وهو ما أبرزته اليوم صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية بإلقائها الضوء على هؤلاء الناس الذين يعيشون وهم غير راغبين في تصديق المتغيرات التي تحدث من حولهم.
ونقلت في هذا الصدد عن شابة تدعى رحيمة، قولها :" الحياة على ما يرام في دمشق. والثورة، أين الثورة ؟ ليس هناك ثورة"، ثم مسحت كلتا يديها بخفة للتأكيد على أن المشكلة قد تم حلها بشكل قاطع. ومضت الصحيفة تقول في هذا السياق إن تفكير رحيمة الحالم لم يعد غريباً في دمشق هذه الأيام، وأضافت أنه ومع فتح مراكز الاقتراع أبوابها، يوم أمس الاثنين، في سوريا، لإجراء انتخابات برلمانية يعتبرها معارضو الأسد انتخابات زائفة، بدأ يصرف مزيج من الخوف والاضطراب والشعور بالرضا بعض السوريين بعيداً عن الصراع الدموي الذي تعيشه بلادهم منذ أكثر من عام ليتجهوا صوب العيش في حالة إنكار لما يدور حولهم من تطورات.
وفي ظل ما يتلقونه من معلومات متضاربة من كلا الجانبين، يرى هؤلاء الناس أنهم لا يعلمون القصة الكاملة، وإن كانوا يشعرون بأن الخيار الآمن هو الانسحاب من الواقع والسماح للمعركة بالاستمرار من حولهم. وأشارت الصحيفة إلى أن أفراد تلك الفئة التي لا يمكن تحديدها كمياً ويطلق عليها الأغلبية الصامتة في سوريا ليسوا من المتحمسين للنظام أو من أنصار المعارضة، ومازالوا يلتزمون الصمت حتى الآن – رغم أنهم يرغبون أن يعرفوا في الخفاء المزيد من المعلومات والحقائق.
وتابعت الصحيفة بنقلها عن فتاة شابة تدعم النظام ومازالت متعطشة لمعرفة المزيد بخصوص أسباب وآلية تصدي الناس له، قولها :" نبحث عن الحقيقة منذ آذار/ مارس من العام الماضي. ولم نعثر عليها حتى الآن". وأجمع محللون في الإطار ذاته على أن الانتخابات الأخيرة – شأنها شأن الاستفتاء الذي أجرى على دستور جديد في شباط/ فبراير الماضي – تعتبر جزءً من وهم كبير تحاول الحكومة أن تصور من خلاله أن الصراع الذي تشهده البلاد من الممكن أن تتم مواجهته بحل سياسي.
وأضافت الصحيفة أنه وفي الوقت الذي تعيش فيه دمشق وحلب أجواء هادئة إلى حد كبير، فإن التقارير التي تتحدث عن مزيد من عمليات القتل تصدر بصورة يومية من مناطق تنشط بها قوى المعارضة حول البلاد، رغم عمل طاقم صغير من مراقبي الأمم المتحدة.
وذلك في الوقت الذي يواصل فيه المسؤولون في دمشق تقليلهم من نطاق وتأثير العنف الذي يحدث بشكل كبير من جانب قوات النظام الأمنية،في الوقت الذي شبَّه فيه أحدهم تلك الفوضى بالاضطرابات التي تحدث أثناء تجديد منزل، وفي الوقت الذي قال فيه مسؤول آخر " سوف ينتهي هذا كله في غضون عام، وستصبح سوريا آمنة".
وهي التصريحات التي رأت الصحيفة أنها أدت لظهور تفكير مزدوج على نطاق واسع بشكل يومي في دمشق بشأن تلك الأزمة التي تبدو بعيدة وقريبة في ذات الوقت من حل.
لدرجة أن أحد سكان دمشق قال لمراقب غربي إنهم يخبرون أنفسهم بأن أصوات القنابل التي يسمعونها هي في واقع الأمر أصوات عواصف رعدية، ولا يزال يذهب كثيرون إلى المواقع الشعبية التي يمكنهم التنزه بها في جميع أنحاء المدينة، حتى في الوقت الذي تتعرض فيه الضواحي المتاخمة للقصف. وأضاف أحد سكان العاصمة السورية دمشق قائلاً :" لست قادراً على فهم دمشق أو الناس أو مواقفهم، حيث يتم قتل مواطنين سوريين على بعد نصف ساعة من المركز. والناس في دمشق إما أنهم مازالوا منكرين لما يحدث، أو أنهم يرغبون في الاستمتاع لأقصى درجة بأوقاتهم قبل أن يأتي الوقت الذي لا يمكنهم فيه مغادرة منازلهم".
وختمت الصحيفة بلفتها إلى حالة العداء التي يكنها سكان الأحياء والمناطق التي تنشط بها المعارضة تجاه وسائل الإعلام المحلية التي يعتبرونها كاذبة في تغطيتها للأحداث.

 

 علي موسى دقدوق من طريد لضيف فوق العادة في بغداد

 موقع إيلاف..عبد الرحمن الماجدي 
قررت محكمة عراقية إطلاق سراح أحد قادة حزب الله والمتهم بقتل جنود أميركيين وتدريب جماعات عراقية مسلحة بعد أكثر من خمس سنوات من التوقيف لعدم كفاية الأدلة في التهم الموجهة اليه. أمستردام: شهد يوم أمس الاثنين إطلاق سراح أحد قادة حزب الله والمتهم بقتل جنود أميركيين وتدريب جماعات عراقية مسلحة كانت تهاجم القوات الاميركية والعراقية خلال سنوات ما قبل الانسحاب الأميركي من العراق نهاية العام الماضي.
وقالت مصادر عراقية متطابقة في وزارة الداخلية وتنظيم عصائب أهل الحق لـ"ايلاف" إن المحكمة العراقية قررت اطلاق سراح علي موسى دقدوق الاثنين 7 مايو 2012 بعد أكثر من خمس سنوات من التوقيف لعدم كفاية الأدلة في التهم الموجهة اليه، باعتبارها تهما ظنية. وحتى تهمة تجاوز الحدود والتي يعاقب عليها القانون العراقي بخمس سنوات سجن تم اعتبار مدة التوقيف التي تجاوزتها كافية.
وكان محامي دقدوق العراقي عبد المهدي المطيري قال لوكالات الانباء نهار الاثنين: "قرر القضاء العراقي إسقاط جميع التهم والافراج عنه من دون ضمانات لعدم كفاية الأدلة، ولم تتوفر أي شهادة والتهمة كانت ظنية وهذه لايمكن اعتمادها في المحاكمة".
فبعد نحو خمس سنوات من الاعتقال قضى معظمها في السجون الأميركية في العراق بات علي موسى دقدوق حراً يتلقى التبريكات والتهاني في مدينة الصدر شرق بغداد كبطل محرر من الأسر، حيث تم الاحتفاء بإطلاق سراحه على نحو واسع لدى تنظيم عصائب أهل الحق الذي أشرف على تدريب عناصره وتم اعتقاله مع أربعة من قادته في مقدمهم الاخوان قيس وليث الخزعلي اللذان أسسا تنظيم عصائب اهل الحق بإشراف دقدوق وفيلق القدس الايراني. حيث كان الخمسة يلتقون لوقت قصير في منزل سري في محافظة البصرة تمكنت القوات البريطانية من التقاط اشارة هاتف ليث الخزعلي في العشرين من آذار عام 2007 فحاصرت المنزل جوا وبرا واستسلم من فيه دون مقاومة. وقد ادعى دقدوق حينها أنه أصم وأبكم، ساعده في ذلك جرح في رقبته أكده الطبيب الذي تولى فحصه، و كان يحمل أوراقاً ثبويتة عراقية مزورة بعدة اسماء منها حامد محمد اللامي، وكذلك جواز سفر عراقيا يحمل اسم حسين محمد جابر الموسوي وعليه صورته بلباس رجل دين معمم، وبطاقة اخرى تثبت أنه موظف حراسات شخصية في وزارة الزراعة العراقية باسم حامد محمد جابر (تتيح له حمل السلاح)، بالإضافة الى بطاقة اخرى للغرض نفسه صادرة عن مجلس الوزراء العراقي تحت اسم حامد محمد جابر (بوصفه ضمن افراد الحماية).
وكاد دقدوق يبقى أصمّ أبكم وأوشك المحققون أن يحيلوه من مكتب التحقيق على معتقل بوكا في البصرة لو لم يتعرف إليه أحد عناصر جيش المهدي الذي كان في المكان نفسه قيد الاعتقال هاتفا باسمه وهو يهم بعناقه. فاعيد دقدوق للتحقيق القاسي مرة اخرى ليعترف بحقيقته قائلاً وفق رواية زملاء له في الاعتقال تحدثوا لايلاف في وقت سابق (نحن قوم لانترك ثأرنا). ليتحول لمعتقل فوق العادة يحوي على كم كبير من المعلومات للمحققين الاميركيين والبريطانيين. فقد كان متهماً بتنظيم عمليات خطف وقتل جنود غربيين في العراق والتخطيط لعمليات تفجير في العراق. لعل أبرزها عملية خطف أربعة ضباط أميركيين وقتل خامس من مقر محافظة كربلاء في عملية نوعية عام 2007 حيث تنكر المنفذون بزي قوات أميركية ببشرة بيضاء وعدسات لاصقة زرقاء ويقودون عربات ذات رباعي خاصة بالاميركيين مع وجود شخص بينهم يتحدث الانكليزية بطلاقة، للمرور على الحواجز الاميركية والعراقية بين كربلاء وبغداد.
وتم قتل المخطوفين الاربعة قرب محافظة بابل بعد تعقبهم من قبل قوات العقرب العراقية ذت التدريب الاميركي الاحترافي التي كانت تسيطر على منطقة بابل. أشير وقتئذ الى ان تلك العملية النوعية كانت ردا على اعتقال خمسة دبلوماسيين إيرانيين من القنصلية الايرانية في أربيل في كردستان العراق. ويصر قادة العصائب على أن من قاد تلك العملية هو أزهر الدليمي الذي قتلته القوات الاميركية في الثاني عشر من شهر أيار 2007 بعد عملية مطاردة طويلة. لكن بعض المنشقين عن العصائب يرون أن قادة العصائب نسبوا كل عملياتهم السابقة لازهر الدليمي حين علموا بمقتله بعد اعتقال قادة العصائب ومعهم علي موسى دقدوق. فقد كان الدليمي قائدا ميدانيا خلال الحرب الطائفية في العراق خاصة عام 2006 واستهدف قبلها بعمليات نوعية قوات أميركية حتى حين كان ضمن جيش المهدي قبل انشقاق العصائب عن زعامة مقتدى الصدر بعد عام 2004.
لكن عملية خطف المستشار في مجال المعلوماتية البريطاني بيتر مور مع أربعة من حراسه الشخصيين في 29 مايو (أيار) 2007 في عملية نفذها أربعون رجلاً من العصائب يرتدون زي الشرطة في مكتب تابع لوزارة المالية في بغداد. أعادت الشكوك من قبل المحققين للاخوين الخزعلي ودقدوق بالعمليات التي نسبوها لازهر الدليمي. لكن تطور القدرة العسكرية للعصائب نقلهم لموقع المفاوض مع القوات الاميركية حيث انطلقت مفاوضات داخل سجن كروبر في مطار بغداد وتم الاتفاق على صفقة تتضمن اطلاق قادة العصائب ونحو 300 آخرين مقابل الافراج عن بيتر مور وحراسه الذين تبين لاحقا أنهم قتلى وتم استبدال جثثهم لاحقاً بمعتقلين من التنظيم لدى القوات الاميركية على طريقة حزب الله اللبناني نفسها.
وذكرت تسريبات وقت اعتقال دقدوق أنه أدلى خلال التحقيق بمعلومات حول تواجد القيادي في حزب الله عماد مغنية الذي كان يغير سائقه الشخصي كل ستة أشهر وقد ذكر دقدوق إسم آخر سائق لمغنية. حيث أغتيل مغنية في شباط 2008 في دمشق أي بعد نحو عام من اعتقال دقدوق. لكن مصادر في تنظيم عصائب أهل الحق تنفي ذلك.
وكانت السلطات الأميركية قررت في أيار الماضي إحالة دقدوق على المحاكمة الفدرالية المدنية ما اثار حفيظة عدد من اعضاء الكونغرس الأميركي باعتبار أن دقدوق "ارهابي".
وأعلنت وزارة العدل الأميركية في 17 ايار 2011 أنها تعتزم تحويل دقدوق للمحاكمة أمام القضاء الأميركي، بصفته أحد قادة حزب الله وأبرز عملاء فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في العراق، بتهمة العمل على تنظيم وتدريب المليشيات الشيعية في العراق، ومشاركته في عمليات قتل جنود اميركيين.
وبحسب الإدعاء العام الأميركي، فإن دقدوق، قد تم استجوابه في تموز 2007 حيث اعترف بانه يقود وحدة عمليات خاصة في العراق، كما تلقى في العام 2005 اوامر من قيادة حزب الله للتوجه الى ايران والتنسيق مع فيلق القدس في أنشطة تدريب على استخدام العبوات اللاصقة الخارقة للدروع والصواريخ المحمولة والتي درب عليها لاحقاً مجموعات عراقية مسلحة، و يحمّله الأميركيون مسؤولية الهجوم في كربلاء الذي أسفر عن خطف وقتل 5 جنود أميركيين في مدينة كربلاء عام 2007.
وأصبحت قضية دقدوق مصدرا للتوتر بين بغداد وواشنطن قبيل انسحاب القوات الاميركية من العراق في ديسمبر كانون الأول الماضي. وكان مسؤولو الحكومة الاميركية يسعون في بادئ الامر لبقاء دقدوق رهن الاعتقال، وقالوا إنهم يخشون اذا سلموه للسلطات العراقية ألا تتمكن من احتجازه لفترة طويلة والا تستطيع إدانته. فيما هدد تنظيم عصائب اهل الحق بخطف وقتل جنود ومدنيين أميركيين في العراق فيما لو تم ترحيل دقدوق لواشنطن. وقد تم خطف ضابطة أميركية ومجند من أصل عراقي حسب ما أبلغ به إيلاف برلماني عراقي توسط بين الحكومة العراقية وتنظيم العصائب.
وقال مسؤولون اميركيون إنهم وافقوا في النهاية على تسليم دقدوق للسلطات العراقية بعدما حصلوا على ضمانات بأنه سيحاكم على جرائمه. ولم يصدر أي رد فعل أميركي حول اطلاق سراح دقدوق الذي يتوقع أن يسافر لذويه في لبنان من خلال إيران التي ينتقل إليها من العراق قريباً.
يذكر أن علي موسى دقدوق انتمى إلى حزب الله عام 1983 والتحق بالوحدات العسكرية فيه عام 1987 وشارك بين عامي 1988-1990 في الحرب اللبنانية إلى جانب قوات الحزب ضد إسرائيل.
وأصبح عام 1994 قائداً لمجموعة من القوات الخاصة في حزب الله، قبل أن يتم تأهيله ليدرب مقاتلين شيعة جنوب ووسط العراق ويساهم بتأسيس عصائب أهل الحق التي كان يشرف على عملياتها حتى اعتقاله في البصرة عام 2007 باسمه الحركي أبو حسين.
 

 

 

 

 

 

  

 


المصدر: مصادر مختلفة

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,586,241

عدد الزوار: 6,956,264

المتواجدون الآن: 75