خلاف فردي بين "حزب الله" و"الكتائب" استوعبه الطرفان...مقتل 3 لبنانيّات وجرح 11 بانفجار غرب بغداد ...التنبيهان الروسي والسعودي متشابهان، انتقاد للتشكيك في الصيغة اللبنانية

لبنان: فلتان أمني متجوّل وعجز رسمي فاضح وجنبلاط لـ"النهار": مع حوار بلا موانع

تاريخ الإضافة الجمعة 25 أيار 2012 - 4:49 ص    عدد الزيارات 2374    التعليقات 0    القسم محلية

        


فلتان أمني متجوّل وعجز رسمي فاضح وجنبلاط لـ"النهار": مع حوار بلا موانع

 

 

مجلس الوزراء يدعم الجيش والتحقيقات القضائية 

14 آذار تطلق اليوم "مبادرة لوقف الانزلاق"

من حادث مقتل ثلاثة زوار لبنانيين في بغداد غداة خطف 13 لبنانيا في حلب، الى حادث اشتباك في الجديدة أودى بمواطن وتسبب بقطع طريق سن الفيل ليلا، الى حادث اطلاق نار في الروشة مساء، الى اعادة قطع طريق المطار بعض الوقت، الى توتر بين فريقين حزبيين في الجامعة اليسوعية، الى اعتصام تضامنا مع المخطوفين في سوريا، يطرح السؤال: الى أين يتجه لبنان بعد مسلسل الاضطرابات والاحتقانات المتصاعدة؟ وما جدوى الكلام والتعهدات والاتصالات والمشاورات فيما الدولة تبدو في ذروة عجزها عن احتواء الانزلاق نحو الأسوأ؟
فمع أن مجلس الوزراء في جلسته الماراتونية الاولى بعد تطورات الشمال التي عقدها أمس أجمع على دعم الجيش وكذلك التحقيق الجاري في حادث عكار، فان المقررات خلت من أي خطة واضحة او قرار سياسي لمواجهة مسلسل التفلت الامني ووضع حد للمخاوف الكبيرة المتصاعدة لدى المواطنين من شبح الفوضى الذي تتواصل فصوله بوتيرة يومية مقلقة.
وقد أكدت مصادر وزارية لـ"النهار" ان مجلس الوزراء حصر كل مناقشاته ومشاوراته بالهمّ الامني المتنقل من الشمال الى بيروت وسواهما وقالت إن الاتجاه العام أبرز خطورة الوضع وضرورة اتخاذ خطوات انقاذية. واختصرت الحصيلة التي انتهى اليها المجلس بضرورة دعم الجيش ودعم التحقيقات الجارية في مقتل الشيخ أحمد عبد الواحد ومرافقه في عكار حتى النهاية. وعلم ان المجلس شكل لجنة سداسية من وزراء الدفاع والداخلية والاعلام والصحة والشؤون الاجتماعية والعمل من أجل صياغة الموقف الجامع من التطورات الاخيرة. وجاء هذا الموقف في التعبير عن دعم الجيش والمضي في التحقيقات. لكن أحدا لم يتطرق الى الدعوة الى احالة حادث عكار على المجلس العدلي، فيما تقرر ان يبقى مجلس الوزراء في حال انعقاد دائمة لمواكبة أي تطور ولو احتاج الامر الى عقد جلستين او ثلاث خلال الاسبوع. وطلب المجلس من وزير الدفاع وضع لائحة بحاجات الجيش ومتطلباته لتوفير الدعم الكامل له في بسط سلطته على كل المناطق.
وعلمت "النهار" ان وزراء "التيار الوطني الحر" أدلوا بمداخلات في الجلسة طالبوا فيها بتطبيق المادة الرابعة من قانون الدفاع التي تقضي بتكليف الجيش ضبط الامن وان تكون القوى الامنية بأمرته كما حصل في منطقة البقاع، وأثاروا ما جرى في منطقة الطريق الجديدة بعد حادث عكار، مشددين على ان هذا الاجراء يكفل انقاذ هيبة الجيش والضرب بيد من حديد. لكن وزيري "جبهة النضال الوطني" وائل أبو فاعور وغازي العريضي اعترضا على هذا الطرح. وقال أبو فاعور انه ليس هكذا تجري حماية الجيش وتوفير الغطاء له. وتلاه العريضي محذرا من عدم سلوك طريق الحل السياسي، وذكر رئيس الوزراء نجيب ميقاتي باجتماع أمني انعقد في السرايا سائلا عما قاله قائد الجيش العماد جان قهوجي في الاجتماع وقال: "ألم يقل إن مذكرة المندوب السوري بشار الجعفري تتضمن مغالطات وان ما جرى في الاكوامارينا هو مناورات مشتركة بين الجيش والقوات الفرنسية؟".
وحين أثار وزراء موضوع انسحاب الجيش من عكار وخوف المواطنين من ذلك، رد رئيس الجمهورية ميشال سليمان مؤكدا عدم صحة هذه المعلومات ومشددا على ان الجيش لا يزال في المنطقة يقوم بدوره على أكمل وجه.
وفي ما يتعلق بالمخطوفين اللبنانيين في حلب، اطلع مجلس الوزراء على الاتصالات التي اجريت والمستمرة من أجل الافراج عنهم. وأبلغ وزير الخارجية عدنان منصور المجلس ان المخطوفين موجودون لدى "الجيش السوري الحر" وأن المساعي جارية مع الدول المعنية ولا سيما منها تركيا لاطلاقهم.
وليلا افاد الامين العام لـ"حزب الاحرار السوري" في اتصال مع قناة "الجديد" ان لا مطالب مقابل الافراج عن اللبنانيين الذين أوقفوا في حلب وهم في صحة جيدة، وسيطلقون خلال الساعات المقبلة. وقال ان عملية الاختطاف تمت بناء على معلومات خاطئة بأنهم عسكريون ينقلون السلاح من ايران لمساعدة النظام.
ولم يذكر التلفزيون هوية الحزب المذكور او أي معلومات عنه.

 

سليمان

وكان برز في هذا السياق موقف لرئيس الجمهورية قبل الجلسة من رسالة المندوب السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري التي اتهمت جهات ومناطق لبنانية بايواء ارهابيين وتصدير السلاح الى سوريا. وأعلن الرئيس سليمان "ان هذه الرسالة لا تستند الى وقائع مثبتة بل ان التقارير الواردة من قيادة الجيش والاجهزة الامنية تشير الى عكس ذلك تماما".
وأفادت معلومات ان الرئيس سليمان الذي أجرى في اليومين الاخيرين اتصالات مع عدد من الزعماء العرب في مقدمهم العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بدأ الاعداد لجولة عربية تشمل السعودية وقطر والامارات العربية والكويت، علما ان الدول الثلاث الاخيرة نصحت رعاياها بعدم التوجه الى لبنان، فيما اضطلع العاهل السعودي بدور لافت عبر الرسالة التي وجهها الى سليمان متمنيا رعايته لحوار لبناني يحول دون انزلاقه الى "فتنة".

 

جنبلاط

في غضون ذلك، رحب رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط بالدعوات الى الحوار وكان آخرها للعاهل السعودي من غير ان يخفي ان الامور تبدو أصعب وأكبر من هذه الدعوات "في انتظار ان يقتنع المعنيون ان كل المواضيع يجب ان تكون على طاولة البحث من دون استثناء". ورأى جنبلاط في حديث الى "النهار" في رسالة العاهل السعودي "نداء يعبر عن خوفه على لبنان كما يعبر عن مخاوفه من استجرار الازمة السورية الى لبنان". ولم يوافق جنبلاط قوى 14 آذار في دعوتها الى اسقاط الحكومة معتبرا ان "لا بديل منها في هذه الآونة خشية الوقوع في الفراغ ما لم يكن هناك حوار بين الافرقاء يؤدي الى التوافق". وقال: "ان الحوار هو الذي يؤدي الى حكومة جديدة وليس العكس ويجب ان يكون حوارا من دون أي موانع او خطوط حمر". وأضاف: "بما اننا على مشارف عيد التحرير فان حماية انجازات التحرير تكون من خلال التأكيد ان الدولة وحدها تحمي المواطنين وانه آن الاوان لاستيعاب السلاح ضمن الدولة لئلا تصبح هناك دويلات مسلحة".    

وعلمت "النهار" امس ان اجتماعا سيعقد اليوم لقيادات قوى 14 آذار ونوابها. وأفاد مصدر بارز في هذه القوى ان "مبادرة مهمة" ستصدر عن هذا الاجتماع. واكتفى المصدر بالقول ان المبادرة تتعلق بانقاذ البلاد من الانزلاق نحو الفتنة الاهلية.
وفي اطار المساعي والمعالجات الامنية للوضع الناشئ في البلاد عقد امس اجتماع في مكتب قائد الجيش العماد جان قهوجي ضم المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم والمدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعة ومدير المخابرات العميد الركن ادمون فاضل ورئيس فرع المعلومات العميد وسام الحسن. وأدرج الاجتماع في اطار التنسيق الامني بين مختلف القوى والاجهزة وتم الاتفاق على "اتخاذ سلسلة اجراءات مشتركة لطمأنة المواطنين الى أمنهم واستقرارهم في مختلف المناطق اللبنانية". وعلمت "النهار" ان الاجتماع انعقد بناء على رغبة الرئيس سليمان من أجل التنسيق بين الاجهزة الامنية وستعقد اجتماعات دورية كل اسبوعين إلا اذا اقتضت الحاجة عقد اجتماعات طارئة.

 

حادث الروشة

الى ذلك، أبلغت مصادر أمنية "النهار" ان مسؤولا في احد الاحزاب هو ع. س. أطلق ليل امس في منطقة الروشة النار من سلاحه الحربي على خلفية سكر شديد. وأجريت اتصالات بين مخابرات الجيش وقيادة الحزب لتسليمه. وبعد فترة من اطلاق النار ونفاد الذخيرة طوق المبنى وأوقف مطلق النار.
وفيما أعلن توقيف مطلق النار، استمر سماع عيارات نارية، وجاء في معلومات أولية ان الجيش قبض على اثنين من مطلقي النار، فيما لا يزال آخرون مختبئين عند مدخل بناية عيتاني في رأس بيروت. وقد أطلقوا النار على عناصر الجيش وقوى الأمن في الشارع، وسمع دوي قنبلة يدوية قال شهود انها رميت في اتجاه الجيش الذي أصيب أحد أفراده. واستقدم الجيش تعزيزات الى المكان. وأفاد مراسل "الجديد" ان عنصرين في قوى الامن الداخلي اصيبا ايضا في الحادث.

 

لافروف

وسط هذه الاجواء، استمرت المواقف الدولية من الوضع اللبناني الناشئ وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امس من خطر امتداد الصراع في سوريا الى لبنان. ونقلت عنه وكالة "نوفوستي" الروسية ان "ثمة تهديدا حقيقيا بأن يمتد الصراع الى لبنان آخذين في الاعتبار تاريخ الشعب في تلك الدولة واتنياته ودياناته والتي تشكل الحكومة اللبنانية، وقد ينتهي الامر بشكل سيئ جدا".

 

 


 
سابين عويس.

لا إسقاط للحكومة في ظل استمرار ظروف بقائها و رسالة العاهل السعودي للنأي عن حماية سوريا

 

فيما كان يؤمل أن تشكل الاحداث الامنية المتفجرة بين طرابلس وعكار وصولا الى أحياء بيروت عبرة لتخفيف التشنج في الخطاب السياسي تمهيدا لتنفيس حدة الاحتقان في الشارع واحتوائه، رفعت كتلة "المستقبل" سقف التصعيد لتبلغ قرار إسقاط الحكومة فيما خرج رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن صبره ليقابل التصعيد بمواقف عالية النبرة يؤكد فيها أن الحكومة باقية ولن تستقيل ما دامت الظروف التي استدعت قيامها لا تزال قائمة، بل تعززت أكثر في ظل ما تشهده الساحتان المحلية والاقليمية من تطورات.
حسم "المستقبل" خياره باسقاط الحكومة وإلى جانبه الحلفاء في قوى 14 آذار، فهل تصمد الحكومة الميقاتية أو تسقط تحت ضربات المعارضة؟ وهل عنوان المواجهة هو إسقاط حكومة، فيما التفجيرات المتنقلة من الشمال الى بيروت تنذر بانكشاف البلاد على مشهد مذهبي مأزوم دفعت خطورته العاهل السعودي إلى توجيه رسالة تحذير من تداعيات تطورات الايام الاربعة الاخيرة؟  
تستخف مصادر رئيس الحكومة بقرار المعارضة إسقاط الحكومة، لا لسبب الا لأنه "لا يحمل سوى تمنيات فريق سياسي بالعودة إلى السلطة على قاعدة أن الرئاسة الثالثة معقودة له. فهذا الفريق لا يحمل بديلا، بل يهدد البلاد بالفراغ والدخول في المجهول على خلفية واحدة تقوم على معادلة " قوم لأقعد مكانك". وعليه، فإن رئيس الحكومة لا يتوقف عند هذا القرار بل هو يزيده تشبثا بالاستمرار في ممارسة مسؤولياته". وتعول هذه المصادر على أكثر من عامل يعزز اقتناعها باستمرار الحكومة.   فقرار قيام الحكومة لا يزال يحكم استمرارها. وهي نجحت في تجاوز المطبات بأقل الاضرار الممكنة. كما أن غياب البديل يعزز حظوظ بقائها، وكذلك انعدام  الادوات المتاحة أمام المعارضة لإسقاطها.
 لكن أوساطا سياسية مطلعة تعزز هذا الانطباع بعاملين آخرين، أحدهما خارجي ويتمثل بتمسك الغرب والادارة الاميركية تحديدا بميقاتي على رأس الحكومة في الظروف الراهنة، وهذا ما يدركه جيدا رئيس الحكومة ويعمل بموجبه، وثانيهما محلي يتمثل بالعامل الجنبلاطي حيث رهان المعارضة على إعادة تموضع النائب وليد جنبلاط في غير محلها. وترى أن جنبلاط قلبه مع 14 آذار ولكن عقله مع 8 لإدراكه أن صون أمنه مرهون ببقائه في الحكومة. وهو بذلك لا يزال يملك سلطة تعطيل انتقال الاكثرية من ضفة إلى أخرى، أقله في المرحلة الراهنة وبعد التطورات الامنية الاخيرة. وتخلص الاوساط إلى أن لا الحكومة ستسقط ولا 14 آذار ستسقطها، والمهم أن تستشعر القوى السياسية على ضفتي الصراع العبر المستقاة من مشهدية الايام الماضية حيث بدا واضحا أن الشارع خرج عن سلطة حاكميه.
ولا تبدو رسالة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز بعيدة عن استشعار المملكة بالخطر الذي يتهدد الطائفة السنية في لبنان، وهو عبر عن مخاوفه بوضوح.
وعلى رغم الاستغلال السياسي لكلام عبد الله من جانبي "المستقبل" وميقاتي الذي استوقفه دعم الملك لـ"صوابية خيار النأي بالنفس الذي التزمه لبنان حيال سوريا، والدعوة الى احترامه بعيدا عن المزايدات والاستغلال"، فإن لأوساط سياسية مطلعة قراءة مختلفة تحمل مدلولات أعمق وأبعد مما التقطته القراءات المتباينة للقوى السياسية، كل من منظار خدمة موقعها.
وفي رأي هذه الاوساط، أن أبرز ما حملته رسالة عبد الله أمران:
- الاول توجهه الى رئيس الجمهورية بما يمثله موقعه المسيحي خارج الاصطفاف المذهبي، ليحمله مسؤولية حماية السنة في لبنان مما يجري على الارض، وتتحمل مسؤوليته عمليا مؤسستان هما الجيش والقضاء. ولإطلاق شادي المولوي وتوقيف ضباط في الجيش، مدلولات بارزة في إطار احتواء الاحتقان الطائفي وتعطيل دور الجيش والقضاء على السواء.
 -  إن توقيت الرسالة ومضمونها يذكران بمرجعية المملكة تجاه السنة في لبنان وذلك بعد تراجع الدور السعودي في لبنان، منذ فشل مبادرة "السين سين" وإسقاط حكومة سعد الحريري. وقد عكست الاحداث الاخيرة إنطباعا لدى المملكة بافتقاد الطائفة مرجعيتها المحلية، في ظل بروز أكثر من صوت داخلها يترجح بين الصوت المعتدل والصوت المتطرف، وفي غياب الحريري عن لبنان وعجز "تيار المستقبل" عن ضبط تفلت الشارع ، علما أن ما شهدته الضاحية الجنوبية أول من أمس واضطرار الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله الى توجيه رسالة بصوته عكس تراجع القدرة حتى عند هذا الفريق على ضبط الشارع نتيجة المستوى المرتفع للاحتقان. الا ان الاوساط عينها تستدرك بقولها أن أي فتنة سنية - شيعية تحتاج الى فريقين، والفريق الشيعي قد وضع نفسه في جهوز تام لأسوأ الاحتمالات وتعليمات قيادته واضحة بالانضباط وعدم الانجرار إلى أي منزلق طائفي أو مذهبي.
- أما كلام الملك عبد الله عن النأي، ففيه في رأي الاوساط عينها دعوة إلى الحكومة للنأي عن حماية سوريا من لبنان وليس العكس!

 

ميقاتي: السعودية حريصة على النسيج الوطني والطائفي

 

رأى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن "المواقف التي تضمنتها رسالة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، تؤكد مجددا الحرص الذي يبديه العاهل السعودي خصوصا والمملكة عموما، على الحفاظ على وحدة لبنان ارضا وشعبا ومؤسسات، وتمثل سعيا مشكورا الى قيام حوار وطني دعونا مرارا الى معاودته في سبيل ترسيخ الاتفاق بين اللبنانيين على النقاط التي تتباين آراؤهم حيالها، وتحصين الجبهة الداخلية في مواجهة تداعيات ما يجري حول لبنان من احداث".
وقال: "إن موقف الملك عبدالله ليس جديدا، ولا مرتبطا بتطورات محددة، لان استقرار لبنان كان دائما في اولويات اهتمامه، والتوافق بين اللبنانيين كان دائما هاجسه، وما المبادرات المتتالية التي اتخذها لدعمه سياسيا واقتصاديا وانسانيا، الا الدليل على هذا الاهتمام الذي لا يميز بين لبناني وآخر، فالمملكة العربية السعودية الشقيقة، إن أبدت قلقا، فإنما تبديه من حرصها على أهمية الحفاظ على مكونات النسيج الوطني والطائفي اللبناني".
وكان ميقاتي استقبل في السرايا عضو اللجنة المركزية في حركة "فتح" عزام الأحمد في حضور السفير الفلسطيني أشرف دبور.
وقال الاحمد ان اللقاء "في إطار التنسيق المتواصل بين القيادة الفلسطينية والمسؤولين اللبنانيين. وقد جئت ناقلا رسالة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس".
ونفى مشاركة فلسطينيين في أحداث طريق الجديدة، "وإذا كان هناك فرد فلسطيني قام بذلك على مسؤوليته الشخصية او يعمل مع هذا الطرف او ذاك في شكل شخصي، فهذا لا يعني ان الفلسطينيين شاركوا".
والتقى ميقاتي سفير تركيا اينان اوزيلديز، ثم سفير مصر محمد توفيق. كذلك استقبل وزير شؤون المهجرين علاء الدين ترو مع وفد من بلدة شحيم ضم رئيس بلديتها محمد منصور ومخاتيرها، وتناول البحث بعض الأمور العائدة الى البلدية.

 

 
خليل فليحان

التنبيهان الروسي والسعودي متشابهان، انتقاد للتشكيك في الصيغة اللبنانية

 

لم تسجَّل اي ردة فعل رسمية وقيادية على المخاوف الدولية والعربية التي تتوالى يوميا، وعلى الاخص منذ ارتفاع منسوب العنف في طرابلس، وبلغت ذروتها مع مصرع الشيخ احمد عبد الواحد ورفيقه. وحذر قادة الدول الكبرى، وآخرها روسيا، ومن العرب السعودية، من مخطط مرسوم للبنان لايقاع فتنة مذهبية تمزق البلاد، ليس بوسع احد ان يتكهن بمداها.
واستغربت مصادر ديبلوماسية تتابع بدقة التطورات منذ اعتقال شادي المولوي وما تلاه، اكتفاء بعض زعماء البلاد بالاستنتاج ان ما يجري من حوادث دامية هو محاولة لتصدير الازمة السورية الى لبنان، فيما اعتبرت مصادر اخرى ان ما يجري هو رسالة مباشرة الى تيار سياسي يخاصم النظام السوري ويدعو الى اسقاطه، والملاحظ ان امكنة وقوع الصدامات ينتشر فيها مناصرو هذا التيار. ولعل الاخطر هي محاولة الايقاع بين عكار ومؤسسة الجيش بعد مقتل الشيخ احمد عبد
الواحد.
ورأت ان المواقف التي يطلقها البعض لا تعالج الحالة الامنية البالغة الخطورة، بعدما اظهر تنقل الحوادث من طرابلس الى الكويخات، الى الطريق الجديدة في بيروت، اهميةَ الدعوة على الاقل الى عقد اجتماع برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان، يشارك فيه زعماء البلاد، ايا تكن انتماءاتهم وخلافاتهم وصراعاتهم، للبحث في انجع الطرق لجبه ما يحاك للبنان من دسائس بهدف تعطيلها قبل فوات الاوان، ولمواجهة المصائب بتحرك القيادات السياسية لقطع الطريق على مزيد من زعزعة الامن.
ولفتت الى ان التنبيهين الروسي والسعودي مبنيان على معلومات متوافرة لدى المسؤولين في كل من موسكو والرياض، وتكاد تتشابه في الكثير من الحالات، بالنسبة الى احتمال تشعب الازمة بين قوى الاكثرية والاقلية الى إحداث فتنة طائفية واعادة البلاد الى الحرب الاهلية. ولاحظت ان تعداد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف العواقب، التي وصفها بأنها "وخيمة"، لا يمكن القبول به، لان انتقاده التركيبة اللبنانية والدولة اللبنانية كان من ناحية الشكل لا الجوهر والعيش المشترك الذي يتميز به لبنان على الرغم من بعض الانحدارات التي اصابته منذ استقلاله.
ولم تُجارِ المسؤولَ الروسي الرأيَ ان صيغة لبنان قابلة للاهتزاز نظرا الى ما سماه "التاريخ والتركيب العرقي والديني للسكان والاسس التي تقوم عليها الدولة اللبنانية". واكدت ان لبنان الصيغة لم تُمس حتى في ادق الازمات، ولاسيما في الاعوام الـ 25 الاخيرة. وقالت ان المطلوب من دون تردد ان يتحمل قادة البلاد مسؤولية جماعية، لان المماحكات والدعوة الى اسقاط الحكومة لا تُسقط المخطط المتنقل لضرب الاستقرار الامني وإحداث فجوة سياسية بين الاطراف. ودعت الى تجاوز الطريقة التي اتبعت لاجراء حوار وطني، باعتبار ان اوانه ليس الآن على الاقل، لانه سيرتكز على موضوع السلاح غير القابل للحل.
واقترحت ان تكون الاجتماعات متواصلة للاتفاق على خطة وطنية تحصن البلاد سياسيا وامنيا.
وشددت على ان المعلومات المتوافرة لديها من كل الفئات السياسية والدينية خطيرة للغاية، فهي تشل قدرات البلد وتعد مادة مباشرة لتيئيس ابنائه، وفي حالات كثيرة للاقتتال في ما بينهم.

 

مجلس الوزراء أكد دور الجيش في حفظ الأمن وسليمان: معالجة الحادث لمصلحة المؤسسة والوطن

 

أكد مجلس الوزراء دور الجيش في حفظ الامن والسلم الاهلي والاستقرار ودعم الاجراءات التي يتخذها على هذا الصعيد على كامل مساحة الوطن. وطلب من وزيري الدفاع والداخلية رفع الاقتراحات اللازمة لدعم مهمات حفظ الامن وتأمين مستلزماته، مع تأكيد ثقته بأن "الجيش والقضاء سيتابعان مسألة جلاء ملابسات الحوادث التي حصلت وسقوط الضحايا بكل مسؤولية وصدقية".
وقال رئيس الجمهورية ميشال سليمان "ان الجيش كان امام خيارين: اما قمع حرية التعبير واما السماح بها وحفظ الامن، فاختار الثاني ونفذ الاجراءات التي طالما نفذها منذ عشرات السنين".
عقد مجلس الوزراء جلسة أمس في قصر بعبدا وبعد انتهائها تحدث وزير الاعلام وليد الداعوق فقال: "افتتح فخامة الرئيس الجلسة بالاشارة الى ان سبب نقل مكان انعقاد الجلسة الى قصر بعبدا يعود الى وجود قضايا مهمة يجب ان نتشارك جميعا في مناقشتها، داعيا الى أهمية الاسراع في تأهيل المقر الخاص لمجلس الوزراء بعد وضع المخطط له.
وقد اعتدنا في مجلس الوزراء انه كلما ترتفع الحرارة في الخارج تتدنى هنا في داخل الجلسة، وعلينا دائما العمل على تبريدها. وتناول فخامته احداث طرابلس التي سبق ان تمت مناقشتها، ثم حصلت حادثة في عكار ناتجة من رغبة الجيش في حفظ الامن والحؤول دون احتكاك طرفين يمارسان حرية التعبير. وكان الجيش قد اتخذ التدابير التي يلجأ اليها بشكل دائم منذ عشرات السنين حيث يقيم الحواجز بحثا عن السلاح. وقبل وقوع الحادث كان الجيش امام خيارين: اما قمع حرية التعبير عبر المنع، واما ان يقبل التعبير ويحفظ الامن  بعدما فشلت محاولات ثني الطرفين عن الغاء المناسبتين. وهذا كان القرار الذي يتخذه أي جيش حضاري، فقام بحفظ الامن واتخذ التدابير.
وأضاف فخامة الرئيس: حادث كهذا يحصل مع أي كان، احيانا يتوفى مريض بين يدي طبيب تحت الجراحة، والقضاء هو الذي يحدد السبب، ان هذا الحادث هز جميع اللبنانيين والعسكريين قبل غيرهم لأهمية منطقة عكار بالنسبة اليهم، وهم متجذرون في هذه المنطقة لأنها دعامتهم الاساسية، فلا يخلو بيت في عكار من اقرباء له في المؤسسة العسكرية. لذلك، معالجة هذا الامر يجب ان تكون لمصلحة الجيش ومصلحة عكار ومصلحة الوطن بصورة لا يشوبها أي التباس.
وتابع فخامته: حصلت ردة فعل على حادثة عكار في منطقة طريق الجديدة، ويا للأسف سقط ضحايا وشاهدنا مظاهر مسلحة جعلت المواطنين حذرين ومتخوفين من أن تؤدي كل حادثة الى انتشار مسلح. ولم نكد ننتهي من معالجة هذه الحادثة حتى حصلت حادثة خطف اللبنانيين في سوريا من المعارضة السورية، وذلك كله يأتي في سياق السلبيات، ولم أجد الا ايجابية واحدة تمثلت باجماع القيادات اللبنانية على استنكار هذه الحوادث، وقاموا بفتح الخطوط الهاتفية في ما بينهم، وهذا ما يعزز اقتناعي بأن أي حادث يحصل نستطيع تفاديه بالعقل والحكمة عبر حله ومعالجة ذيوله.
بعد ذلك تحدث دولة رئيس مجلس الوزراء فأكد أن الحكومة عالجت الأحداث المؤسفة التي وقعت في منطقة الشمال الاسبوع الماضي بحكمة وبمسؤولية كاملة استطاعت من خلالهما بفعل وعي القيادات السياسية والروحية وتعاونها تطويق ما حصل واطفاء نار الفتنة.
وقال دولته: "لقد انطلقت الحكومة في معالجتها هذه الأحداث المؤسفة من ثوابت عدة، أولاها أن السلم الأهلي خط أحمر لن يكون من السهل تجاوزه، وثانيتها أن المحافظة على امن المواطنين وسلامتهم مسؤولية الدولة ولا يجوز أن يشاركها أحد فيها، وثالثتها ان في لبنان قضاء يحظى باحترام جميع اللبنانيين وله وحده في النتيجة الكلمة الفصل في كل المسائل والقضايا التي يتولى التحقيق فيها (...)".
وتابع دولة الرئيس: "ان الحكومة برئيسها وأعضائها يدركون أن الحملات التي تستهدفهم، والمطالبة باستقالتهم، لم تكن وليدة أحداث الأمس، بل هي أطلقت حتى قبل تأليف الحكومة واستمرت بعد صدور مراسم تشكيلها، وتواصلت قبل نيل الثقة وبعدها.
ان الحكومة لن تقبل بادخال البلاد في المجهول، ولن تستسلم للدعوات المتهورة التي تصدر عن بعض السياسيين، وهي عازمة على تحمل مسؤولياتها كاملة. ومع اقرارها بضرورة تماسك أعضائها وتفعيل ادائها في المجالات كافة، تدرك أن استهدافها لن يتوقف، وان الرد عليه سيكون في ما ستتخذه الحكومة من قرارات واجراءات في المسائل كلها، السياسية منها والاجتماعية والادارية والاقتصادية (...)".
وتناول دولة الرئيس حادث خطف اللبنانيين في حلب، فاعتبر ان عبارات الادانة والشجب لا تكفي وحدها لوصف ما حصل مع اخواننا العائدين من زيارة الاعتاب المقدسة، محيياً الوعي الكبير والاحساس بالمسؤولية التي اتصفت بهما ردود الفعل التي صدرت عن القيادات الروحية والسياسية وعائلات المخطوفين، مما افسح في المجال امام مروحة واسعة من الاتصالات بجهات عربية واقليمية، نأمل أن تترجم اطلاقاً لهؤلاء في الساعات القليلة المقبلة (...).
وعن القرارات التي صدرت عن دول خليجية شقيقة، أكد دولة الرئيس أن المعالجات مستمرة على مختلف المستويات، وان المعطيات تشير الى خلفيات أمنية – وليست سياسية – وراء الاجراءات المتخذة.
ثم عرض مجلس الوزراء الأحداث الأمنية الأخيرة وما نتج منها من خسائر أليمة في الأرواح سواء لعسكريين من الجيش اللبناني أو من المواطنين وسقوط جرحى اضافة الى الخسائر اللاحقة بالممتلكات العامة والخاصة، وأكد المجلس دور الجيش في حفظ الأمن والسلم الأهلي والاستقرار ودعم الاجراءات التي يتخذها على هذا الصعيد على كامل مساحة الوطن، وتأمين كل الامكانات اللازمة لها للقيام بمهمته الوطنية التي نعتبرها من صلب التزامه بحماية الوطن والمواطنين على اختلاف انتماءاتهم وتوجهاتهم باعتبارهم الحاضن الجامع له، خاصة في منطقة الشمال التي ما بخلت يوماً في رفد الجيش بالطاقات البشرية والتضحيات.
وطلب مجلس الوزراء من وزيري الدفاع والداخلية رفع الاقتراحات اللازمة من أجل دعم مهمات حفظ الأمن وتأمين مستلزماته، مع تأكيد ثقته بأن الجيش والقضاء سيتابعان مسألة جلاء ملابسات الحوادث التي حصلت وسقوط الضحايا بكل مسؤولية وصدقية.
ودعا دولة الرئيس لعقد جلسة لمجلس الوزراء يوم الاربعاء في 30 أيار في قصر بعبدا الساعة العاشرة صباحاً".

 

 
رضوان عقيل

الجيش يرى اتجاهاً للحلّ في عكار: الحريري ساعد في وأد الفتنة شمالاً

 

تتجه الأنظار إلى الجيش عند وقوع أي حادث أمني، على غرار ما حصل في طرابلس وعكار وبيروت.
وتقع المؤسسة بين فريقي المعارضة والموالاة وتعمل كل جهة على الاستفادة من الجيش في معاركها السياسية المفتوحة ضد الآخر واستثمارها في الانتخابات النيابية أو سواها من الاستحقاقات.
وتحرض قيادة الجيش على تقديم نفسها إلى اللبنانيين في الموقع الوطني والجامع ولا تحبذ هذا الفريق على حساب آخر وفق ما تؤكد أوساطها، من دون ان تخفي في الوقت نفسه انزعاجها من النقد المتواصل في اتجاهها والذي طاول أخيراً العماد جان قهوجي.
ولا شك في أن الحادث الذي وقع في عكار وذهب ضحيته الشيخ احمد عبد الواحد ورفيقه محمد مرعب أوقع المؤسسة في امتحان صعب، وهي تعبّر أن ما حصل دقيق وحساس وبدأ في السياسة وأن أهدافه سياسية وما تشهده طرابلس خير مثال. ولذلك يمر الجيش بمرحلة صعبة فيما المسؤوليات تقع على عاتقه، وليس سهلاً انزال الوحدات العسكرية الى الشارع وزجها في الحياة اليومية للمواطنين. وقد جرت الاستعانة أخيراً بجنود من فوج المجوقل المدرب في الأصل لحماية الحدود والدخول في مواجهات حربية. علما أن العدد الأكبر من هؤلاء خضع لتدريبات خاصة على أيدي ضباط أميركيين. وترى أوساط عسكرية ان الجيش اجتاز حتى الآن امتحان طرابلس بأقل الخسائر، وأن سقوط أي قتيل او جريح من المدنيين والعسكريين هو خسارة للجميع.
وكان الجيش اتخذ كل الاحتياطات المطلوبة، ولا سيما بعد اصرار الحزب السوري القومي الاجتماعي والنائب خالد ضاهر على اقامة احتفاليهما في اليوم نفسه في عكار. وجاء التوقيت المتزامن بين الطرفين حسب هذه الاوساط في محيط حلبا التي تحمل ذكريات سيئة فضلا عن 7 أيار "والمطلوب هو عدم العودة الى الحادثين وما رافقهما".
وعملت قيادة الجيش على منع وقوع اشتباكات وسقوط جرحى او ضحايا أي بمعنى "عدم وقوع دم".
وتشدد الاوساط على أن الجيش يعمل على حماية جميع اللبنانيين "ولا نقبل أن يقتل أحد على حواجزنا، وهذه هي التعليمات التي نعطيها الى الضباط والجنود".
وفي يوم وقوع الحادث وجهت القيادة تعليمات بعدم السماح بمرور السلاح على الحواجز وبعد حصول ما جرى في عكار أصبح الموضوع في يد القضاء. ولا ترغب الاوساط الاستفاضة في مجريات التحقيق تحت عنوان حفظ كرامة الناس وحقوقهم، فضلا عن ان السرية مطلوبة في مثل هذه القضايا الحساسة.
وتذكر الاوساط نفسها أن سيارات في موكب الشيخ عبد الواحد كانت تحوي كمية من الاسلحة وأن "هذه القضية متروكة في النهاية للقضاء وسير التحقيقات".
وفي المقابل تعترف بأن توقيف الضباط والعسكريين يؤثر في الجيش "وما يهمنا في النهاية عدم الاعتداء على المواطنين، مع التشديد على الحفاظ على المؤسسة، وليأخذ التحقيق مجراه القانوني ولا نغطي أبدا قتل الناس".
وتضيف أن "الجيش لا يريد التدخل في التحقيق، والوقائع متروكة لفريق التحقيق المكلف بهذه المهمة".
وتفيد الأوساط ان "الجيش هو لجميع اللبنانيين وليس لهذه الفئة السياسية او تلك، وانه وسيلة للحل وليس الحل، وهو لا يصلح للسياسة، ونحن نكبر عندما يدافع عنا رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة".
ويلاحظ ان المؤسسة لا تعير الفئات التي تحرض على الجيش وقيادته اهتماماً، لانها تعتبر ان السواد الاعظم من ابناء الشمال يؤيدون المؤسسة ولا يبخلون عليها. واذا خرج الجيش من عكار، وهذا الامر لن يحصل، فإن ابناء المنطقة هم الذين يخسرون. وان اللعبة في الشمال بدأت بشيء وانتهت بشيء آخر وتلقت القيادة مناشدات عدة من فاعليات شمالية تشد على يد الجيش "ونحن نتحرك بين اهلنا وفي ارضنا وسط بيئة حاضنة وهذا هو حال جميع اللبنانيين، وما ننفذه يدخل صلب واجباتنا العسكرية والوطنية".
وترى هذه الاوساط ان الامور في عكار تتجه نحو الحل وان السياسيين أحسوا بخطورة ما حصل في المنطقة. وان الرئيس سعد الحريري ساهم في إخماد هذه الفتنة ولولا تدخلاته لما انتهت اليه الامور بهذه الطريقة.
وتعتقد ان الخطر لا يكمن في وجود السلاح فحسب، بل في تدمير بنية الدولة. و"ان صدر المؤسسة وقائدها رحب جداً، والاهالي في مناطق الشمال كافة يريدون الجيش وهو ليس عدواً لهم".
وتراقب المؤسسة ايضاً تطورات الحدث السوري. وتعتقد اوساطها ان تجاراً يقومون بتجارة الاسلحة وليس اعمال تهريب بين لبنان وسوريا، وان سفينة "لطف الله" التي جرى ضبطها في المياه الاقليمية "تضم اسلحة جرى استعمالها في ايام الحرب اللبنانية. كما ان الشبان الذين انتقلوا من لبنان للقتال في سوريا هم من الاسلاميين الاصوليين، اما البقية فتوجهوا اليها من اجل التجارة والكسب المادي.
يبقى ان عناصر من الجيش اقدموا في اليومين الماضيين على نزع مئات اللافتات في بيروت والمناطق تحيي المؤسسة وتعلن الوقوف بجانبها، وتلك الخطوة منعاً لتأجيج نار الخلافات والانقسامات بين اللبنانيين.

 

 
ريتا صفير

أحداث الشمال وبيروت تسلّط الضوء على "العنصر" الفلسطيني

هل تنتقل التوترات إلى المخيمات على وقع الأزمة السورية؟

 

مع عودة التوتر المتنقل الى المناطق اللبنانية، على وقع تطور الازمة السورية، تبقى الانظار مسلطة على المخيمات الفلسطينية التي تشهد في ظل الكر والفر المناطقي، توقيفات شبه يومية وعلى خلفيات عدة.
ورغم زيارات الطمأنة التي قام بها عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عزام الاحمد الى المسؤولين، والتي جدد فيها بقاء العنصر الفلسطيني على الحياد في لوحة التباينات اللبنانية، مكررا موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس باحترام سيادة لبنان، الا ان المعطيات الميدانية في الايام الاخيرة شهدت، كسابقاتها، خروقا متزايدة في الوعود والتوقعات لأسباب عدة.
ففي حين استوقف الاوساط دخول العامل الفلسطيني "على خط" الاشتباك، فان الرصد المتواصل للتحركات التي تشهدها المخيمات، وخصوصاً مثلث "برج البراجنة - عين الحلوة - البداوي"، يثير لدى الاوساط السياسية، وتحديدا المعارضة،  سلسلة علامات استفهام، وسط ترقب لما ستؤول اليه الاوضاع من زوايا عدة. وتندرج ضمنها تداعيات الزيارة التي قام بها الأمين العام لـ"الجبهة الشعبية - القيادة العامة" احمد جبريل إلى لبنان في هذا التوقيت، وما رافقها من كلام عن توجه بات يتبلور لدى رئيس الجمهورية والحكومة و"حزب الله"، يقضي بنزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وضبطه وتنظيمه داخلها. وقد رافق هذه الخطوة كلام عن توحيد مرجعية هذا السلاح تمهيداً لتسليمه الى الدولة اللبنانية في ظل تنامي الحوادث الأمنية، الأمر الذي قد يجعله في أجندة استخدامات قوى محلية وخارجية.
والواقع ان هذا المعطى اثار حفيظة القوى المعارضة التي راحت تطرح تساؤلات عن خلفيات المبادرة. أبرزها امكان تحول هذا السلاح او هذه المبادرة "ورقة انتخابية" بين مجموعة اوراق يتنازعها الاطراف الداخليون اولاً، ولا يغيب عنها سؤال اساسي قوامه هوية المرجعية التي ستمسك بالورقة الفلسطينية نتيجة هذا الواقع المستجد وخصوصا في ظل الانقسام الحاصل ثانيا.
ورغم اعادة تأكيد البيان الصادر عن اجتماع عزام والفصائل الفلسطينية طابع "الضيافة" الفلسطينية الموقتة على لبنان والرفض المتكرر لأن تكون المخيمات مصدر توتر وقلق، فإن الجهات المعارضة تراقب عن كثب دخول عناصر ومقاتلين الى المخيمات، علما ان بعضها يلعب على وتر الانشقاقات والاختراقات الفلسطينية - الفلسطينية المتبادلة. وهي تبعا لذلك، لا تستبعد سيناريو اعادة تسعير الوضع في "المثلث" الفلسطيني المذكور آنفاً، ولا سيما في حال فشلت التوترات المتنقلة في المناطق في تحقيق مبتغاها لجهة اعادة اشعال الساحة اللبنانية ربطا بالتطورات السورية.
ومن شأن ذلك تسهيل توجيه أصابع الاتهام الى اطراف محددين في هذا المجال، لاعتبارات عدة ابرزها، ربما، مواصلة "توظيف" العنصر الفلسطيني السني في اللعبة الداخلية. وفي الاطار عينه، تستوقف الاوساط نفسها الاعلانات المتكررة عن عمليات ضبط وتوقيفات في المخيمات ومحيطها، علما ان بعضها يلمح مباشرة او مواربة الى تنظيم "القاعدة". وكلها معطيات تمهد من وجهة نظر الاوساط لإعداد العدة لاتهامات ما مع اي عودة محتملة لمسلسل الاغتيالات.
ورغم ان اجتماع الاحمد والفصائل تطرق في شكل مباشر الى الاتفاق الاخير الذي وقع في القاهرة بين حركتي "فتح" و"حماس"، مؤكدا اهمية تطبيق ما تم الاتفاق عليه في هذا المجال، فإن اعادة تموضع "حماس" على وقع تطورات "الربيع العربي" من شأنها، وفي رأي الاطراف أنفسهم، تسهيل "مضبطة الاتهام" في ما سبق.

 

بري: رسالة العاهل السعودي تأكيد للنأي بالنفس والجيش أكثر من خطّ أحمر والمسّ به مرفوض

 

أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري ان "المس بالجيش هو مس بالوحدة الوطنية، والجيش اكثر من خط احمر"، مشيرا الى ان "لا احد يفكر في تأجيل الانتخابات النيابية".
جاء كلامه اثناء لقائه الاعلاميين المعتمدين في المجلس، امس، بمناسبة عيد المقاومة والتحرير.
وقال: "ان هناك مصلحة لكل اللبنانيين في الحفاظ على الجيش بعيدا من المناحرات والتنابذ السياسي، وقد يكون هناك ملاحظة من هنا او هناك، وهناك ايضا مراجعات قانونية وادارية من خلال قيادة الجيش لمعالجة الامور، وقد اثبت الجيش حتى في المجريات الاخيرة انه هو من بدأ بالتحقيقات".
وردا على سؤال عن الاتصالات التي اجراها ويجريها للتعجيل في الافراج عن (اللبنانيين) الذين خطفوا في محافظة حلب قال: "هناك اتصالات كثيرة جرت وتجري بدءا من فخامة الرئيس ودولة الرئيس نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عدنان منصور وكذلك من الرئيس سعد الحريري ومن قيادات واطراف عديدة، وان شاء الله تؤدي اليوم قبل الغد الى نتائج ايجابية".
واضاف: "الطرف الذي اقدم على الخطف اصبح معروفا، وهو المعارضة السورية".
وسئل عن التطورات فأجاب: "عندما قلنا ان ننأى بأنفسنا عما يجري في سوريا كنا متأكدين ان لبنان لا يستطيع ان يؤثر في مجريات ما يحصل في سوريا، لكنه بالتأكيد يتأثر بها. لقد حصلت هجمة على هذا الكلام لكن الايام اثبتت ان هذا يشكل خطرا محدقا بلبنان واللبنانيين، من هنا اتى كلام جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي هو بمنتهى الدقة، ليقول بالنأي بالنفس عن الازمة السورية خصوصا".
اضاف: "الامر الثاني هو انه قبل ان يحصل ما حصل في الشمال، استعدنا مجددا الدعوة للحوار وتعجب البعض من ذلك،  فلو مشينا بما دعونا اليه لما وصلنا الى ما وصلنا اليه. لقد كان المطلوب اكثر من الشمال، كان المطلوب ان تمتد الامور الى مناطق اخرى، لا بل ايضا اللعب على العنصر الفلسطيني، وقد تنبه اخوتنا الفلسطينيون لهذا الامر، كما لاحظه اللبنانيون جميعا عندما جرى اقفال الطرق خارج الشمال وضمن اطر معينة، ومرة اخرى جاء الكلام السعودي الذي يقول بالعودة الى الحوار".
وسئل: جرت انتقادات لرسالة مندوب سوريا في الامم المتحدة بشار الجعفري، فماذا تقولون؟
اجاب: "هل هذه الانتقادات يجب ان تترجم بفتنة على الارض؟"
سئل: هناك مواقف وتحركات لإسقاط الحكومة؟
اجاب: "نحن مع اللعبة الديموقراطية في ان تأخذ مداها، ولكن عندما تتجاوز مداها الديموقراطي يكون الخطر، وهنا اريد ان اقول ان المهم ان تصدق الحكومة نفسها".
وردا على سؤال قال: "لا احد يفكر في تأجيل الانتخابات النيابية، هناك من بدأ بموضوع الانتخابات بشكل مبكر جدا، وهناك من يعمل بشكل مخلص لايجاد قانون انتخابات، ولكن هناك من له اهداف اخرى".
وهل الاتصال بالرئيس (سعد) الحريري تناول موضوعات اخرى غير قضية المخطوفين في حلب، اجاب: "لقد حصل اكثر من اتصال بيني وبين الرئيس الحريري، كلها دارت حول قضية المخطوفين".
وكان بري تلقى امس مزيدا من الاتصالات حول قضية المخطوفين اللبنانيين في حلب، ابرزها من الرئيس امين الجميل ومفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني.

 

"لقاء الأربعاء"

من جهة اخرى، نقل النواب عن بري في لقاء الاربعاء الاسبوعي، ان "الوضع الدقيق الذي تمر به البلاد يتطلب وقفة مسؤولة من الجميع، والتنبه لما يحاك من مخططات لايقاع الفتنة بين اللبنانيين.
ورأى في رسالة الملك عبد الله الى رئيس الجمهورية "مضمونا ايجابيا يؤكد ضرورة التنبه لاخطار ما يجري على الساحة اللبنانية، واهمية الحوار الوطني بين اللبنانيين"، ملاحظا "تأكيد الرسالة على سياسة النأي بالنفس التي تنتهجها الحكومة".

 

 

قاسم: الخروج من السلطة لا يستحقّ كلّ هذا التحريض

 

أكد نائب الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم ان "سلاح المقاومة باق ما دامت اسرائيل موجودة وتشكّل خطراً علينا".
وقال في احتفال أقيم في عيد المقاومة والتحرير في ثانوية المهدي – الحدث: "نقول لأولئك الذين يطالبون بإسقاط السلاح المقاوم، انهم يطالبون باسقاط المقاومة.
لا اخفيكم اننا متفاجئون جداً بأن حزب المستقبل قد فقد صوابه بالكامل منذ اخرج من السلطة. نحن نفهم ان يعترض الانسان على خروجه من السلطة، ونفهم ان يتألم لبعض الوقت ويعبّر عن ألمه بطريقة حضارية، لكن لا نفهم كيف يمكن ان يكون الخروج من السلطة سبباً لتخريب لبنان على رؤوس الجميع من دون استثناء، بمن فيهم هم. هل يستحق الخروج من السلطة كل هذا التخريب والضوضاء والشتائم؟ هل يستحق كل هذه الفوضى والنعرات والتحريض المذهبي والطائفي؟ اذا كنتم تقولون انكم مع صناديق الاقتراع، فصناديق الاقتراع قالت كلمتها سنة 2009، ووافقنا عليها، ولكن انقلبت المعادلة بطريقة او بأخرى، وصناديق الاقتراع نفسها هي التي أوصلتنا الى حكومة لستم فيها، فعليكم كما احترمنا صناديق الاقتراع ان تحترموها، هي نفسها التي جاءت بكم، ثم جاءت بمخالفيكم، ولكنكم لا تقبلون رأي الشعب، ولا تقبلون استفتاء المواطنين".

 

مقتل 3 لبنانيّات وجرح 11 بانفجار غرب بغداد

 

قضت أمس 3 زائرات لبنانيات وأصيب 11 آخرون، بانفجار عبوة ناسفة لدى مرور حافلتهم غرب بغداد كانت تقلّهم من سوريا نحو العتبات الشيعية المقدسة في العراق.
وأدى انفجار العبوة في منطقة الخمسة كيلو (5 كيلومترات غرب الرمادي) على الطريق السريع لدى مرور الحافلة التي تقل زواراً لبنانيين قادمين من سوريا، الى مقتل ثلاث نساء واصابة 11 جريحاً بينهم 6 نساء و5 رجال.
وقالت شرطة الرمادي ان "الحافلة كانت تقل نحو 40 زائراً لبنانياً بينهم نساء واطفال، وتعرضت للهجوم لدى توجهها نحو العتبات الشيعية في العراق".
وأشار حسين علي مظلوم، وهو أحد الزوار اللبنانيين للعراق، الى ان "الانفجار الذي استهدف الحافلة وقع في منطقة 5 كيلو في الرمادي، قرب بغداد"، مشيراً الى انه "كان في حافلة ضمن حملة "السيدة الخولة" للزيارة، مع حملة "شمس الضحى التي تعرضت حافلتها للاستهداف".
وقال مظلوم: "سمعنا صوت انفجار كبير جداً ووقفنا وأسعفنا الجرحى، وقوات الجيش العراقي نقلتهم الى المستشفى، وهناك شهيدتان هما زينب اسماعيل وزينب حمادة، والآن وصل خبر وفاة شخص ثالث وعدد الجرحى 8".
واستنكر نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان "التفجير الارهابي الذي استهدف الزوار اللبنانيين في العراق، والذي يستكمل جريمة خطف الزوار اللبنانيين على الحدود اللبنانية – التركية".
ودعا المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان "السلطات العراقية الى اتخاذ الاجراءات التي تؤمن سلامة الزوار الذين تعرضوا لهذا الحادث المفجع، وتأمين الحاجات الأساسية لهم ولا سيما للمصابين منهم".
وأصدر مكتب شؤون الحج والعمرة والزيارة في المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى بياناً ذكّر فيه بمطالبته أصحاب الحملات "بضرورة الامتناع عن سلوك الطرق البرية لأداء الزيارات للعتبات المقدسة، وذلك تحت طائلة المسؤولية وسحب رخصة الحج والعمرة من كل حملة مخالفة".

 

 
عباس الصباغ

اعتصام تضامني مع المخطوفين في حلب، الضاحية صُعقت بمقتل 3 نساء في العراق

 

عقد أهالي اللبنانيين المخطوفين في حلب آمالهم على تطمينات وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور، وتأكيد اكثر من مصدر رسمي وحزبي ان المحتجزين الـ11 بصحة جيدة بعد تحديد الجهة التي اقدمت على احتجازهم قبل يومين خلال عودتهم من زيارة العتبات المقدسة في ايران.
فالضاحية الجنوبية لبيروت، وقبل ان ترفع اثار ما خلفه المحتجون الغاضبون اول امس على عملية الاحتجاز، افاقوا امس على خبر مقتل زينب حمادة وزينب اسماعيل وعايدة اسماعيل بتفجير عبوة ناسفة بالحافلة التي كانت تقل زوّاراً لبنانيين الى العتبات المقدسة في العراق، والحافلة كانت قد غادرت منطقة حي السلم قبل يومين من امام مقر حملة "شمس الضحى" الى النجف وكربلاء، لكن عبوة ناسفة انفجرت في منطقة الخمسة الكيلو على بعد كيلومترات قليلة من مدينة الرمادي على الطريق السريع ادت الى مقتل النسوة الثلاث وجرح تسعة آخرين بجروح معظمها طفيفة.
أما ملف المخطوفين فحضر في اعتصام تضامني في قاعة الامام الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين في شاتيلا، تحدث خلاله عدد من السياسيين ورجال الدين، وأجمعوا على استنكار عملية الخطف في حلب. ولفت  النائب غازي زعيتر   الى أن "هذا الشعب البطل يقوم بواجبه الديني ويدفع ثمناً، وقد استشهد 3 أشخاص في كربلاء".
وقال: "هذا هو لبنان الذي نريده، الذي اجتمع بالأمس وطالب ويطالب اليوم بالإفراج عن اللبنانيين الذين اعتقلوا من مجموعات مسلحة في سوريا".
أضاف: "بعض المعلومات تؤكد أن الإفراج عن اسرانا او معتقلينا سيكون في وقت قريب".
ورأى ممثل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان الشيخ محمد المقداد أن "عملية الخطف عمل بربري وتصب في خانة العدو الصهيوني الذي يسعى الى أن يمزّق الأمة الاسلامية".
كذلك اكد النائب فادي الاعور التضامن مع "الزوار الذين تعرضوا للخطف في سوريا"، وأعرب النائب قاسم هاشم عن ان "ما اصاب اهل المخطوفين اصاب كل لبناني حر مؤمن بهذا الوطن وبانتمائه الى هذه الارض".
وختاماً ذكّر  النائب علي عمار بأن  الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله "أخذ عملية خطف اللبنانيين على عاتقه"، مشيرا الى ان "الخاطفين عرفوا عن أنفسهم للزوار بأنهم ما يسمى "الجيش السوري الحر"، ولافتاً الى أن "الاتصالات بالمسؤولين الأتراك والملوك والأمراء العرب والبعثات الديبلوماسية الأوروبية وغير الأوروبية وكل من له تأثير على الجيش السوري الحر ما زالت مستمرة".
وحيّا مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني لأنه "قام بمساع في الموضوع".
وقال: "أبلغنا أن المخطوفين أحياء وسالمون، القضية بأيد أمينة، نأمل في الساعات المقبلة أن يكون اللقاء معهم وأن تقر به الأعين وتطمئن النفوس". وأكد أن "أقوى سلاح في هذه المرحلة هو الصبر والتجلّد والوعي".
وليلاً، حاول عدد محدود من الشبان قطع طريق المطار احتجاجاً على مقتل اللبنانيات الثلاث في العراق، لكن تدخلات حزبية وغيرها اعادت الامور الى طبيعتها، وتكرّرت المحاولة قرب  تقاطع مار مخايل.

 

إطلاق المخطوف أحمد صخر على أطراف عرسال

 

زحلة – "النهار"
بات احمد علي السيد صخر حرا، بعد 6 ايام على خطفه من امام منزله في بلدة بعلول - البقاع الغربي على ايدي مسلحين.
وكانت دورية لشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي أحضرته، ليل امس، من منطقة على اطراف بلدة عرسال، حيث تركه خاطفوه، من دون ان يتقاضوا الفدية التي كانوا قد طالبوا بها اهله بقيمة مليوني دولار. وجاء اطلاق صخر بعدما تحول عبئا على خاطفيه، نتيجة للضغط الامني من شعبة المعلومات والجيش بعد توصلهما الى كشف هويات الخاطفين، ولضغط اهالي عرسال رفضا منهم لممارسات مماثلة.

 

تجمعات وتظاهرات مؤيدة للجيش

 

في اطار التحركات المؤيدة للجيش اقام حشد من اهالي وسكان مدينة جونية والبلدات المجاورة تجمعا امام ثكنة صربا، رافعين الاعلام اللبنانية وشعارات الجيش. وقاموا بمسيرات ومواكب سيارة اخترقت شوارع مدينة جونية في اتجاه صربا، امتداداً حتى اوتوستراد نهر الكلب، الكسليك، الزوق، وادونيس. واقيم تجمع مماثل في السادسة مساء، في منطقة جل الديب عند محطة سعادة ابو جودة. كذلك اقيم تجمع مماثل مساء في ساحة ساسين في الاشرفية. وليلاً صدر عن قيادة الجيش بيان طلب ازالة اللافتات والصور المؤيدة ووقف كل احتفالات التأييد.

 

فاعليات كسروان ردّت على الجعفري وعون: تزوير و"نواب الإصلاح" شركاء في الحملة 

 

عقدت فاعليات في كسروان – الفتوح امس مؤتمرا صحافيا في مقر حزب الكتلة الوطنية في زوق مكايل ردّت فيه على الاتهامات التي وجهها مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بشار الجعفري عن تهريب الأسلحة الى المعارضة السورية عبر خليج جونية ومرفأ "الأكوامارينا". ونددت بموقف النائب العماد ميشال عون وبصمت نواب كسروان في هذا الصدد. وحضر المؤتمر ممثلان للنائب السابق منصور غانم البون و"تيار المستقبل".
وتحدث الامين العام للكتلة الوطنية جوزف مراد عن "تسليم مندوب سوريا الأمانة العامة للأمم المتحدة رسالة تتضمن افتراءات ووقائع مزورة للنيل من صورة لبنان. لذلك تداعينا لتوضيح الأمور وتحميل المقصرين في القيام بواجبهم وفي تمثيل المنطقة، مسؤولياتهم".
وانتقد عضو "اللقاء المستقل" نوفل ضو "تواطؤ حلفاء سوريا وفي مقدمهم النائب عون ومجموعته مع الحملة الهادفة الى النيل من كسروان واستقرارها"، مشيراً الى انه "بعد الرسالة السورية انتظرنا أن يبادر نواب كسروان الى مؤتمر صحافي عاجل لنفي الأكاذيب، ولمّا لم يفعلوا، بادرنا الى الانتفاض لكرامتهم (...) علماً ان المواجهة مع سوريا هي من اختصاص الجنرال عون ومعاونيه منذ حرب التحرير وهو يعرف كيف يهز المسمار".
وتوقف عند تأكيد عون لما ورد في رسالة الجعفري واستدراكه معلومات "لم يتأكد بعد من صحتها"، موضحاً "ان السفينة التي تحدث عنها الجعفري هي حربية فرنسية زارت لبنان ضمن مجموعة عسكرية بحرية فرنسية بين 13 آذار الماضي و17 منه وأجرت مناورات في خليج جونية بالتعاون مع البحرية التابعة للجيش اللبناني. وقد صدر بيان رسمي عن السفارة الفرنسية". وختم: "إن الانتفاض لكرامة الجيش لا يكون بدعمه في عكار والتشكيك بصدقيته في كسروان".
بدوره، طالب رئيس إقليم كسروان – الفتوح الكتائبي سامي خويري الحكومة بتوجيه رسالة مقابلة الى الأمم المتحدة تدحض فيها إدعاءات الرسالة السورية ودعوة "اليونيفيل" البحرية الى الادلاء بما لديها من معلومات.                              
ورأى عضو المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار زياد خليفة ان "سياسة سوريا وحلفائها ادت الى توجيه ضربة جديدة الى الاقتصاد من خلال مغادرة رعايا الدول العربية الخليجية، وجاءت رسالة مندوب سوريا لتضرب السياحة الداخلية (...) ان تكتل التغيير والإصلاح ونواب كسروان لم يعودوا مجرد شهود زور على ضرب اقتصادنا بل باتوا شركاء في حملة منهجية سورية. انتظر أبناء المنطقة ان يبادر وزير السياحة فادي عبود الى تشغيل مرفأ جونيه السياحي، فإذا به يجاري سوريا في اعتباره منطقة تهريب خارجة على القانون". 
وفي الختام، اثنى النائب السابق كميل زيادة على التحرك، مؤكداً ان "خصمنا لا يتقن سوى سياسة التعمية وإخفاء الحقائق وتشويهها، وآن الأوان لنضع النقاط على الحروف".

 

عون في عيد المقاومة والتحرير: مخطّط لتوأمة الحوادث في سوريا مع لبنان

 

تحدث رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون عن "مخطط لتوأمة الحوادث في سوريا مع الحوادث في لبنان، كي نصل الى الاستسلام"
اختار عون مناسبة عيد المقاومة والتحرير" ليطلق مجموعة مواقف خلال احتفال في الجامعة اللبنانية – الحدت، وقال: "اسرائيل تركت لبنان مرغمة، لكنها صممت على الثأر منه وضرب استقراره والعبث بوحدته الوطنية، وان حرب تموز 2006 لم تكن مصادفة"، مذكرا ان "حرب 1993 وحرب نيسان وحرب تموز مجبولة بالدم والشهادة والمعاناة المستمرة، ونتيجتها انتصار 25 أيار. لقد كان الوضع العربي مؤيدا وصامدا، لكن في حرب 2006 بدأ الاهتزاز في المواقف العربية، والحكومة اللبنانية أصدرت بيانا غير متضامن مع المقاومة، ولكننا اجتزنا مرحلة الحرب ووصلنا الى انتصار 14 آب، وهكذا اوجد عام 2006 الكثير من الغيارى في العالم العربي، ويا للأسف تحولت الامور صراعات داخلية إستفاد منها الغرب كي ينقل الصراع من عربي إسرائيلي الى عربي عربي وليس سنياً شيعياً، لأن هذه الكلمات هي لإثارة البلدان المتعددة الاديان".   
وأشار الى ان "البعض حاول مرات عدة أن يجذب المقاومة الى صراعات داخلية، ولكن العقلانية في معالجة الأمور الداخلية جعلتنا نمر بالحد الأدنى من التصادم، والمؤسف أن قسما كبيرا من اللبنانيين خرج عن خط المقاومة ونسي الخطر الاسرائيلي، وهو يحاول توأمة الحوادث السورية مع الحوادث في لبنان كي نصل الى حال من الاستسلام، ولا سيما ان لاسرائيل مطامع في لبنان وسوريا، وهذا هو جوهر الصراع".
ورأى ان "مقاومتنا بدأت تجعل وجودنا حقيقياً، ورسالتنا اليوم ليست فقط للحفاظ على وحدتنا الوطنية بل هي أيضا رسالة وعي الى كل المحيط".
وعن الشأن الحكومي، قال: "للحكومة مهمتان، منع الأذى عن الشعب وتلبية حاجاته، لكن ثمة عطلا في الحكومة منذ ولادتها".     
واذ اكد "البقاء في الحكومة"، قال "لا يحلمن أحد بأن نترك الحكومة لأن الوضع سيكون أسوأ".
وعن التحالف بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله"، ذكر انه " في البداية تأثرت شعبية التيار بسبب الحرب الإعلامية والتخويف من ولاية الفقيه، والدعاية كانت أقوى من أن يصدقونا، ولكن الوضع اختلف، وهذا ما ظهر في الانتخابات، وشعبية التيار لدى المسيحيين عادت الى سابق عهدها، والعلاقة مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله صادقة ومبنية على الاحترام المتبادل".   
واستنكر " خطف اللبنانيين في سوريا لكون العمل إرهابيا"، معتبرا ان "الاحتفال بشخص متّهم وبتهريب الأسلحة أمام أعين الناس يضرّ بهيبة الدولة، كما ان توقيف عناصر الجيش لقيامهم بواجباتهم مرفوض".
ودعا "الرئيس ميشال سليمان الى ممارسة صلاحياته قبل أن نناقش مسألة تقوية صلاحيات رئاسة الجمهورية، وان مسار تخريب الدولة مستمرّ ودعم الجيش يكون بمحاسبة السياسيين، وتقويته تكون بالتكامل بين الجيش والمقاومة".
ولفت الى "تراجع لدور المرأة في تكتّل التغيير والإصلاح"، عازيا السبب الى "عدم إقدام المرأة من جهة وهيمنة الرجال على الحياة السياسية من جهة أخرى".
وختم: "هناك جهد لإثارة الفتن بين السنة والشيعة، والمؤسسة العسكرية تحمي ذاتها ولكن المطلوب موقف رجولي من السياسيين، اذ لا يمكننا
ان نكون حياديين مع قوى الشرّ، فلبنان ليس سوليدير، وإنماؤه لا يقتصر على كيلومتر واحد فقط".

 

أخبــار أمنيــة وقضائية

 

 

قتيل وجريحان بخلاف في الجديدة


قتل ايلي جوزف نعمان وأصيب شقيقه برنار والعامل لديهما السوري طوني نعمه باطلاق نار اثر خلاف فردي داخل محلهما المخصص لاصلاح الدراجات في منطقة الجديدة - سد البوشرية يملكه الشقيقان نعمان.
وفي التفاصيل ان 4 اشخاص هم ب. نعمه، ا. سمعان، م. وع. نمور والمصري طنطاوي كانوا يستقلون سيارة "غراند شيروكي"، دخلوا محل الشقيقين نعمان وحصل خلاف بينهم على خلفية اصلاح دراجة لطنطاوي، فحصل تعارك بالايدي وتدافع ثم اطلق نعمه النار في اتجاه اصحاب المحل، فاصاب ايلي جوزف نعمان بجروح خطرة نقل على اثرها الى مستشفى في الدورة وما لبث ان فارق الحياة. كما اصيب شقيقه برنار نعمان بجروح والعامل السوري لديهما برصاصة في رجله. وتمكنت عناصر من مخابرات الجيش في المتن من توقيف نعمة وطنطاوي، وتعمل على ملاحقة نمور وسمعان. وليلاً قطع أهالي الضحية طريق الدكوانة بالاطارات المشتعلة.

 

إحراق سيارة رئيس بلدية الدكوانة


أحرق مجهولون فجر امس سيارة رئيس بلدية الدكوانة المحامي انطوان شختورة امام منزله. وحضرت الاجهزة الامنية وفتحت تحقيقا في الحادث.
وأظهرت الكاميرات الموجودة في المنطقة ان الحادث مفتعل، اذ حضر شخصان بعيد وصول رئيس البلدية الى منزله ورميا مادة على الجهة الخلفية للسيارة، فاشتعلت النيران والتهمت السيارة بأكملها.

 

اشتباه بحقيبة في المطار


اشتبه عناصر جهاز امن المطار امس بحقيبة كانت موضوعة امام احد مكاتب قطع تذاكر السفر، فاستدعي الخبير العسكري الى الكشف على الحقيبة بعد فتحها وعثر في داخلها على ثياب واغراض شخصية.

 

 
علي منتش

مشاحنات كادت تشعل اليسوعية وإدارتُها علّقت الدروس، خلاف فردي بين "حزب الله" و"الكتائب" استوعبه الطرفان

 

كاد الإعلام والنقل المباشر ان يشعل الجامعة اليسوعية أمس. تضخيم الوقائع جعل الجامعة في حالة غليان، ودفع ادارة جامعة القديس يوسف الى تعليق الدروس تحسباً من طابور خامس يريد اشعال الفتنة في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد.
"انباء عن اشكال كبير بين طلاب حزب الله وطلاب حزب الكتائب في الجامعة اليسوعية – هوفلان"... خبر تناقلته بسرعة قياسية المواقع الالكترونية ووسائل الاعلام المرئية والمسموعة. وبالسرعة عينها ايضا وصل مندوبو هذه الوسائل والمصور,ن الى الجامعة. لم يشهد احدا منهم الإشكال ومع ذلك تبنت غالبيتهم روايات من طلاب حضروا الى مكان الحدث بعد انتهائه: "اشكال كبير بين طلاب حزب الله وطلاب 14 آذار استعملت فيه العصي والآلات الحادة".
لم ينتظر اللبنانيون طويلا حتى بدأ البث المباشر. مشاهد من موقف السيارات الخاص بالجامعة تُظهر تجمع عشرات الطلاب، اضافة الى وجود عدد من عناصر قوى الامن الداخلي والجيش اللبناني.
وفي حقيقة المشهد، ان اشكالا فرديا حصل بين احد طلاب الكتائب وآخر من "حزب الله" بسبب الاختلاف على موقف سيارة تطور الى عراك بين عدد محدود من الطلاب، وانتهى  ليتجمع بعده مناصرو 14 آذار في حرم الجامعة في مقابل تجمع طلاب 8 آذار خارجها.
تجمعان متقابلان. بعض الشعارات الاستفزازية، ثم انتشار للإشاعات: "عشرون مسلحا من حزب الوطنيين الاحرار والكتائب اللبنانية في طريقهم الى الجامعة"، رسائل نصية وصلت الى الطلاب تهاجم الطائفة السنية واخرى تهاجم  الطائفة الشيعية، "الجيش لن يتدخل اذا تطور الخلاف"، "طلاب حزب الله يتحضرون لاقتحام الجامعة"... تناقل الطلاب هذه الاخبار التي لم يعرف مصدرها. غادر كل من ليس له علاقة في الاشكال.
دقائق اضافية كانت حاسمة. شاب ثلاثيني ارخى لحيته وقف امام طلاب "حزب الله" وتكلم معهم: "يريدون استدراجنا الى الفتنة. انها فترة صعبة، لذا عليكم ضبط النفس"، اثناء كلامه كانت تجري اتصالات بين مسؤولي طلاب الحزب والكتائب مع ادارة الجامعة توصلت في النهاية الى اتفاق على فض التجمعات. وهذا ما حدث وانتهى كل شيء.
لكن يبدو ان رأي ادارة الجامعة كان مختلفا، قررت تعليق الدروس اليوم في حرم هوفلان، "وذلك كاجراء احترازي" وفق مسؤول شؤون الطلاب في الجامعة جوزف عتيق، الذي اشاد بالايجابية الكبيرة التي تحلى بها مسؤولو المنظمات الطالبية، "اذ جهد هؤلاء كثيرا لانهاء الاشكال الذي بدأ فرديا وتطور ليأخذ طابعا سياسيا". وانتقد عتيق ما اسماه "تضخيم الوقائع، فالمعلومات التي تناقلتها وسائل الاعلام كانت بعيدة جدا من الواقع".
وفي وقت لم يشأ مسؤولو "حزب الله" التحدث عما حصل باستثناء ما رشح عن مسؤول في الحزب حضر الى موقف الجامعة ودعا الطلاب الى التهدئة، اصدرت مصلحة الطلاب في حزب الكتائب بيانا اكد ان مصلحة الطلاب في الحزب "سعت الى تدارك الاشكال الذي حصل كي لا تتطور الامور الى ما لا تحمد عقباه وخوفا من امتدادها الى جامعات اخرى، كما انها حرصت على التواصل مع مسؤولي الطلاب في "حزب الله" لتنسيق التهدئة بين الطرفين، لما في ذلك من مصلحة لهما وللجامعة وللطلاب".
واكد مسؤول مصلحة الطلاب في حزب الوطنيين الاحرار "أن الهدف من الاشكال هو دفع طلاب 14 آذار للانجرار الى الفتنة وهذا ما لن نقبل به".
يذكر انه قبل ثلاثة ايام حصل اشكال بين طلاب من "حزب الله" وآخرين من "القوات اللبنانية" على خلفية لباس عسكري وجدال ديني امكن إدارة الجامعة منع تطوره.

 

وفد من "14 آذار" عزّى بعبد الواحد ومرعب في البيرة

 موقع 14 آذار..
 زار وفد من قوى "14 آذار" برئاسة منسق الأمانة العامة فارس سعيد بلدة البيرة لتقديم واجب العزاء الى عائلتي الشيخين أحمد عبد الواحد ومحمد مرعب، وضم الوفد عميد الكتلة الوطنية كارلوس إده، وهبي قاطيشا، وإدي أبي اللمع من القوات اللبنانية، كما حضر النواب: نضال طعمة، هادي حبيش، خضر حبيب، خالد ضاهر، رياض رحال، معين المرعبي، وسمير الجسر، المطران باسيليوس منصور مترئسا وفدا من الكهنة والشيخ اسامة الرفاعي.
وألقى محمود عبد الواحد كلمة عائلتي الفقيدين فقال: "إننا ساهمنا ونساهم في ضبط الأمور وتهدئة النفوس. ونحن نتابع مع المراجع الدينية سير التحقيق حتى يتم الاقتصاص من الجناة، وفي حال تم التلكؤ في التحقيق فإننا وجميع المتضامنين مع الشهيدين على مساحة كل لبنان وليس فقط في سنقوم بقطع الطرقات حتى تعود الكرامة لعلماء هذا البلد"، وأضاف: "نحن نستنكر الكلام الذي صدر عن القيادات الهوجاء التي لم تعرف أننا أبناء المؤسسة العسكرية التي نكن لها كل إحترام، ولكننا نطالب بتقديم المندسين الى محاكمة عادلة".
وألقى سعيد كلمة قوى "14 آذار"، فلفت إلى أن "المنطقة أعطت كل لبنان كل ما عندها من أجل الاستقلال وأمّنت حاجات العائلات النازحة من سوريا"، وقال: "أنا أذكر الزيارة التي قمنا بها الى منطقة وادي خالد وكان هناك حصار مفروض على المنطقة، وكان الشيخ عبد الواحد على رأس الوفد"، وأضاف: "إننا هنا اليوم من أجل التضامن معكم ولكي نقول إن هذه الدماء أمانة في أعناقنا، مسلمين ومسيحيين على مساحة كل لبنان وأن شهداءكم شهداؤنا، ونحن نريد الحق والحقيقة والعدالة كما أردنا الحقيقة من أجل الشهيد رفيق الحريري"، وتابع: "إننا لا نتكلم بالثأر ولا نستهدف أحداً ولستم وحدكم في هذا المطلب بل كل لبنان يقف الى جانبكم وكل المسيحيين يريدون العدالة ونرفض من يصورنا أننا ضد الجيش".
وأردف سعيد: "نحن نتكلم من عكار التي قدمت آلاف الشهداء على مساحة الوطن، وعكار ليست ضد الجيش وليس هناك طائفة تحب الجيش وطائفة لا. ونقول بإننا كقوى 14 آذار هنا من أجل هذا الحدث وليس الحادث لأنه لم يكن عن طريق الخطأ، من أجل التضامن والقول إنه وكما نزل أهلنا الى ساحة الشهداء بهدف إخراج الجيش السوري من لبنان فنحن هنا وكتفنا الى كتفكم من أجل إطلاق صرخة العدالة". وردا على سؤال عما صرح به النائب العماد ميشال عون أمس الأول، قال سعيد: "إن الزمان والمكان ليسا مناسبين للرد على السياسيين الذين يزايدون علينا بمحبة الجيش".
ثم ألقى النائب خالد ضاهر كلمة باسم نواب عكار، فقال: "الشيخ عبد الواحد كان معنا في كل المفاصل الهامة، وكنا في أول مهرجان لدعم الثورة السورية وهو دفع حياته ثمناً لمواقفه البطولية. وفي هذا المقام لا بد أن نؤكد على الثوابت: نحن نريد الحقيقة والعدالة كاملة". وشدد على أنه "لن يكون هناك تسييس لأن الاجراءات تتم على أعلى المستويات وبإشراف رئيس الجمهورية والحكومة كما أن الرئيس الحريري يتابع منذ اللحظة الأولى أدق التفاصيل"، وقال ضاهر: "إن هذا الاستهداف هز كل لبنان والدول العربية، وتلقينا عدة إتصالات عربية ودولية تستنكر الحادثة".
وأشار الى أن "مؤسسة الجيش مؤسسة وطنية، بناها اهل عكار بدمائهم ودموع أمهاتهم من أجل حماية البلد ونريد من قيادة الجيش والحكومة التي نحملها مسؤولية كبيرة أن يعرفوا ميول الضباط الذين قاموا بهذا العمل ومعاقبتهم ليبقى الجيش محل ثقة لدى العكاريين".
وقد عقد بعد الظهر اجتماع في بلدة البيرة- عكار في دارة خالد عبود مرعب ضم الشيخ اسامة الرفاعي والنواب والفاعليات السياسية والدينية وذوي الشهداء. كما شارك فيه الأمين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء عدنان مرعب بصفته الشخصية كونه إبن بلدة البيرة. وتم التركيز في الاجتماع على عمق العلاقة مع مؤسسة الجيش اللبناني وشدد المجتمعون على "ضرورة محاسبة الفاعلين" وأعلنوا أنه "سيصار الي تشكيل لجنة لمتابعة قضيتهم مع المراجع المختصة وتضم هيئات نيابية ودينية وحقوقية وممثلين عن عائلة الشهيدين". وأكد الرفاعي ان "اللجنة هي المخولة فقط بكل تفاصيل هذه القضية وهي المسؤولة عن كل تحرك وان اي شيء يحصل خارج اللجنة غير معنية. وتم التشديد على "عدم قطع الطرق والاستعاضة بخيم تتوسط بعض ساحات البلدات".


 


المصدر: جريدة النهار

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,730,955

عدد الزوار: 7,040,555

المتواجدون الآن: 94