تقارير محلية..«حكومات» العجز تكشف الجيش .. وتشلّ «دولة العتمة»...أزمة قد لا تبقى صامتة بين الجيش والحكومة..مشكلة «حزب الله»: محيط عون.."حزب الله": لا استراتيجية دفاعية في مرحلة التحرير..أسرار الضاحية الجنوبية داخل «الفان» رقم 4

حزب الله يدخل سوريا لتحرير المخطوفين ويعود بجريحين حالتهما خطرة..خاص من جورة الشياح – حمص: قناصة النظام شيعة ... وعلويون لقنص المنشقين...والجيش الحر صامد...وما يحدث أسوأ من باب عمرو...والمخابرات الجوية ادخلت عناصر من حزب الله

تاريخ الإضافة الأربعاء 18 تموز 2012 - 6:19 ص    عدد الزيارات 2516    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

حزب الله يدخل سوريا لتحرير المخطوفين ويعود بجريحين حالتهما خطرة
المصدر : خاص موقع 14 آذار... مارون حبش

55
 يوماً وما زال "حزب الله" يشعر بألم كسر الظهر الذي حدث جراء اختطاف 11 لبنانياً من أنصاره في سوريا، والفضيحة الأكبر كانت حينما أرسل نوابه إلى المطار لاستقبال المخطوفين اللبنانيين من دون أن يتأكد من مكان وجودهم أو جدية تحريرهم، فهذا الحزب الذي لطالما أشع ضوء جبروته في وجه الإسرائيلي شعر وللمرة الأولى بالغبن والضعف خصوصاً انه في ملعبه العسكري، حيث يستطيع أن يتنقل وينقل وبمركباته رباعية الدفع صاحبة الزجاج الداكن في كل الأراضي اللبنانية - والسورية نظراً لعلاقته الوطيدة مع النظام ومخابراته.

 
لدى باقي الجهات السياسية، وخصوصاً الأمنية، ارتياح لموضوع المخطوفين اللبنانيين، هذا ما اعرب عنه وزير الداخلية والبلديات مروان شربل، والمفاجأة الأكبر كانت بمعلومات صحافية أشارت إلى أن التفاوض بلغ مرحلة متقدمة، وان رئيس الجمهورية ميشال سليمان سيسافر الى تركيا اذا ما نجحت المساعي ليدفع بالمفاوضات حتى يتم تحرير المخطوفين قبل شهر رمضان. لكن كيف كانت الصورة قبل اسبوع ونصف وتحديداً منذ نحو 12 يوماً؟

 
كشفت مصادر أمنية لموقع 14 آذار "أن حزب الله بعدما التمس صعوبة عودة المخطوفين، وأن الموضوع بات بين طبخات المخابرات الاقليمية والعالمية، قرر وفي اجتماع سري مغلق تنفيذ عملية عسكرية لتحرير المخطوفين اللبنانيين تضم نخبة من عناصرالحزب وضباط من المخابرات السورية".

 
وأكدت المصادر "أنه منذ 12 يوماً عادت مجموعة من حزب الله - تعتبر من أهم قوات الحزب تدريباً- من سوريا وتحديداً من منطقة عزاز الحدودية مع تركيا، والتي قيل إن المخطوفين محتجزين فيها، محمّلة بجريحين إصابتهما خطرة من دون التمكّن من تحقيق أي نتائج بشأن قضية المخطوفين".

 
ولفتت إلى أن "فشل العملية وضع حزب الله في مكان الضعيف اقليمياً أمام الخاطفين، وأدى إلى توتر بين عناصر من الحزب والمخابرات السورية لجهة عدم تحقيق التنسيق المطلوب في العمل لتحرير اللبنانيين"، لافتاً إلى أن "الحزب سينتظر فترة أخرى وإذا لم تنته المفاوضات السياسية بنتائج سيوسع من حجم العملية ويشكل مجموعة أكبر لمحاصرة عزاز، واستلام الأمور بنفسه، في ظل معارضة فريق آخر في الحزب لفكرة الدخول مرة ثانية وترك الأمور لتنتهي بالمنحى السياسي".

 
وأوضحت المصادر أن "عناصر الحزب ولدى عودتهم إلى لبنان عبّروا عن استيائهم مما يجري في سوريا، وعن صدمتهم إزاء ما لاحظوه، وأنهم سيرفعون تقريراً إلى الأمانة العامة في حزب الله لإعلامها بمعلومات جديدة بشأن واقع سوريا أمنياً، لجهة سيطرة الثوار على بعض المناطق".

 
خاص من جورة الشياح – حمص: قناصة النظام شيعة ... وعلويون لقنص المنشقين...والجيش الحر صامد...وما يحدث أسوأ من باب عمرو...والمخابرات الجوية ادخلت عناصر من حزب الله
المصدر : خاص موقع 14 آذار ...طارق نجم

الحديث الذي اجراه موقع 14 آذار الألكتروني مع ابو ياسين كان يحمل رائحة الجبهة التي جعلت من حمص عاصمة للثورة السورية بلا منازع. فالناشط الذي انتقل من حي الربيع العربي للقتال في جورة الشياح وهي أحد ابرز الأحياء الثائرة في حمص، نقل لموقعنا المجريات الميدانية فقال "ما تتعرض له مدينة حمص هو مهزلة للانسانية حيث ردمت أحياء بأكملها في حمص عن بكرة أبيها، وتم تدمير المباني على رؤوس ساكنيها بالصواريخ وقذائف المدفعية من مختلق العيارات. لقد شاهدت عائلات بأكملها دفنت في المدينة في القرابيس وجورة الشياح والخالدية.

 
وعن ما يحدث على خطوط القتال أجاب ابوياسين "لقد حاول النظام لمدة أيام اقتحام دفاعات الثوار من خلال اللجوء الى دبابات القتال من طراز تي 72، وما يقوم به عناصر الجيش الحر هي معارك الشرف والمصير. نحن لن نرضى ان تسلم حمص الى عديمي الشرف والضمير من العصابة الأسدية الغاشمة. وقبل أن أغادر الجبهة، كان جيش النظام يحاول اقتحام حي القرابيس من جهة بساتين الغوطة ومن جهة طريق الوعر الرئيسي باللجوء الى الآليات المدرعة لمواجهة الجيش الحر الصامد هناك  ". 
 

"
قطاعات الجيش التي تقاتل ينتقيها بعناية ضباط الأمن والاستخبارات، قبل أن يسحبوها لتقاتل على جبهة حمص". ولدى استفسارنا عن المعايير التي يستخدموها قال "يختار هؤلاء الضباط العناصر ذات مذاهب معينة من طوائف معينة لوضعها في مواجهة الجيش الحرّ في حمص، بالاضافة الى توزيع قناصة من الطائفتين العلوية والشيعية حصرياً في اماكن محددة ليس من أجل قنص ثوار حمص فحسب بل كذلك من أجل قنص اي من الجنود الذي يحاولون الانشقاق من صفوف الجيش خصوصاً بعد انشقاق مصفحتين في حي القرابيس".

 
واضاف "ريف حمص ليس بمنأى عن الهجمة الشرسة لجيش الأسد. فمن تلبيبسة الى القصير والرستن وكفرناها والزعفرانة، تمارس القوات الأسدية ساديتها وتقصف بشكل عنيف هذه المناطق مستخدمة الطيران الحربي النفاث والطائرات المروحية الروسية الصنع. ما شاهدنها وانتشلناه من الجثث في حي القرابيس تقشعر له الأبدان ولا نعرف اسمائهم او عائلاتهم او هوياتهم".

 
كما نقل لنا ابو ياسين الوضع في شوارع حمص "احياء الربيع العربي ووادي العرب والخالدية لا زالت تتعرض بشكل يومي لعمليات تخريب وسرقة واعدام ميدانية من قبل شبيحة النظام القادمين من أحياء التماس المقابلة أي أحياء العباسية والسبيل وكرم شمشم، وغالبية سكانها من الشيعة والعلويين. وهناك تسجيلات فيديو توضح عناصر لحزب الله في حي العباسية قام العميد جودت ابراهيم التابع للمخابرات الجوية في مدجينة حمص بالاشراف على ادخالهم الى هذه الأحياء".

 
ونبه ابو ياسين "أن ما يجري في حي جورة الشياح بالاضافة الى القرابيس هو أسوأ مما يحصل في باب عمر ولا يمكن وصفه. حي الخالدية حاول النظام اقتحامه من طريق حماه ومن جهة مساكن الضباط ولكن الى الآن لم يتمكن من زحزحة الخالدية التي تتعرض لقصف متواصل. نحن نريد حالياً تحريك جميع الجبهات في جميع المدن السورية. ,اشدد أن الوضع الانساني أكثر من بائس في جميع احياء حمص التي تبلغ 11 حياً هناك مشفى ميداني وحيد يمغص بمئات المصابين مع نقص حاد في الكوادر والمواد الطبية ناهيك عن المواد الغذائية التي لم تدخل الى حمص منذ أكثر من شهر".


 
أسرار الضاحية الجنوبية داخل «الفان» رقم 4
الجمهورية.. علي الحسيني
 
بلَكنَتِه الجنوبية يبدأ حديثه: عم بيقولوا إنّو مبارح كمشوا عميل لإسرائيل بمنطقة صفير، مظبوط هالحكي؟ لم يجد الرجل الثمانيني جواباً لسؤاله هذا بالسرعة التي كان ينتظرها، لكنّه أراد إعادة السؤال ولو بطريقة مختلفة، «إيه ما البلد مليانة عملاء». وحده السائق يتدخّل قائلاً: «الله يستر، سمعت إنّو في مسؤول كبير لقطوه بتهمة العمالة».
يسير بخطى ثقيلة متنقلاً بين منطقة وأخرى، يحمل حكايا الناس وهمومهم إضافة إلى أفكارهم السياسية المتناقضة. يبدأ رحلته يوميّاً من منطقة حي السلّم في الضاحية الجنوبية وصولاً إلى الجامعة الأميركية في الحمراء. إنّه "الفان" رقم 4.
على رغم صغر حجمه الذي لا يتّسع سوى لإثني عشر راكباً، إلّا أنّ لهذا "الفان" قلباً بعمق البئر يتّسع لأسرار أهالي الضاحية الجنوبية بكلّ ما يختزنونه في داخلهم من أوجاع ومعلومات تجعلهم محطّ أنظار العالم، لكن العمل على استخراج ما في تلك البطون قد يُكلّفك 2000 ليرة ثمناً لرحلتين متتاليتين على متنه.
 
خطيفة إلى بعلبك
السائق هو قائد الرحلة ويحلو له قول كلّ ما يريد حتى لو اختلفت وجهة نظره مع أيّ من الركّاب. يعود ويؤكّد كلامه وهو أنّ مسؤولاً كبيراً في "الحزب الحاكم" على حدّ تسميته لإحدى الأحزاب المحلّية، ألقِي القبض عليه منذ أسبوعين، وفي حال تمّ الكشف عن اسمه لاحقاً فسيشكّل ذلك صدمة كبيرة للناس، أنا شخصيّاً لديّ الكثير من المعلومات عن القضية.
أفلت الحديث لدقائق، فهناك من يريد أن ينزل عند تقاطع بشارة الخوري. عجقة سير خانقة والسائق يستعجل ركّاباً آخرين في الصعود بحدّة، وقبل أن يعود ليكمل حديثه يذكّر صديقه الذي يجلس إلى جانبه: ما تنسى "بـ هاليومين بدي آخدها خطيفة وإطلع فيها على بعلبك، والرجّال فيهن يلحقني".
كلام سائق "الفان" لصديقه لاقى امتعاضاً من بعض الركّاب، لكنّ كلامه السياسي وجد ردود فعل متطابقة مع معظمهم، فالجميع هنا متفقون على أنّ الضاحية الجنوبية التي عاهدوها لأعوام طوال لم تعد كما في السابق.
تشتكي إحداهنّ من آفة المخدّرات التي وصلت تقريباً إلى كلّ بيت بمن فيهم أبناء بعض المسؤولين في "الحزب الحاكم". تستأذن من السائق لاستعارتها "الجملة"، وتكمل: "الله وكيلكم"، إنّ تجّار المخدّرات يصلون لفريستهم يوميّاً على الطرقات المؤدّية إلى منازلهم وفي الدكاكين المحيطة بها.
تصوّروا أنّ حفيدي كان إحدى ضحايا هؤلاء التجّار، وبعدما اكتشفنا أمره أرسلناه للعلاج من الإدمان في مشفى "بحنّس" على نفقة رجل مسيحي يعمل ابني موظفاً في إحدى شركاته، ولكن بعد شهرين على خروجه من العلاج عاد أولاد السوء لترغيبه في تعاطي المخدّرات مجدّداً، وهو اليوم عاطل عن العمل "يشحذ" المال من هنا وهناك لشرائها".
من هو العميل؟
"وين بدّك تنزل عَم"؟ "عند مستشفى الجامعة"، يجيب الرجل الثمانيني الذي يكمل حديثه فيقول: "والله العظيم إنّو الضاحية كانت من أهمّ المناطق الآمنة في لبنان، فأنا أعيش فيها منذ أكثر من 50 عاماً، فهي كانت عنواناً للعيش المشترك، وخصوصاً مناطق الشيّاح وحارة حريك وبرج البراجنة. كنت ترى بساتين الليمون على "مدّ عينك والنظر"، لكن مع قدوم الأحزاب والمليشيات والغرباء تبدّلت وأصبحت مقصداً "للزعران"، "هيك بدهن زعماء طائفتنا، الله يسامحهم".
يسكت الثمانيني لبرهة من الوقت ويعود لسؤاله الأوّل عن العميل الذي ألقِي القبض عليه. ومَن غير قائد الرحلة أعلم بهذا الموضوع ليردّ على الثمانيني، فيقول: "الموضوع ليس البارحة يا حاج، بل منذ أسبوع تقريباً.
هو مسؤول كبير له مركز حسّاس داخل "الحزب الحاكم" من آل الحسيني، يقال إنّ له شقيقاً لقبه سهيل مسؤول عن وحدة الصواريخ الموجّهة نحو إسرائيل، ويُقال أيضاً إنّ إسرائيل فشلت أثناء حرب تمّوز في قتل سهيل عند تقاطع غاليري سمعان عبر صاروخ موجّه من إحدى طائراتها".
نزّلني هون الله يخلّيك
إنّها الجامعة الأميركية، وجهة سير "الفان" الأخيرة، يصرخ الثمانيني "نزّلني هون الله يخلّيك"، فيجيبه السائق بلكنة بقاعية/ "كُلكن رح تنزلوا، بدّي إرجع عالضاحية". تنتهي الرحلة الأولى وتنتهي معها معرفة أشخاص صادقتهم وعايشتهم لمدة ساعة تقريباً، لكنّ الموضوع يستأهل رحلة أو مغامرة أخرى للتعرّف على أشخاص جدد قد يكون لديهم مشاكل من نوع آخر.
وجوه جديدة
إنّه "الفان" رقم 4 مجدّداً، لكنّ الذي تغيّر هو اللون والسائق والركّاب أيضاً. كلّ "الفانات" التي تعمل على هذا الخط تحمل الرقم 4، وما عليك سوى الصعود واختيار النقطة التي تريد النزول عندها. هنا تغيّرت الوجوه ولم يعد الرجل الثمانيني موجوداً ولا حتى الحجّة التي تحدّثت عن حفيدها، لكن بالتأكيد هناك قائد للرحلة وإن تبدّلت الوجوه أو حتى الأسماء، ويبدو أنّ هموماً وهواجس عدّة تجمع سكّان الضاحية الجنوبية... الوضع الأمني في الدرجة الأولى يليه الوضع الاقتصادي.
هنا قائد الرحلة هو من يبدأ الحديث، فيقول: "على الدولة أن تزيد التعرفة من ألف ليرة إلى ألفين، وإلّا فلنجلس في بيوتنا أفضل و"أوفر". بسرعة البرق يأتيه جواب من سيّدة محجّبة تجلس في الزاوية: "عندها نفضّل السير على الأقدام من الركوب معكم. الأجواء هنا لا تحتمل مزيداً من التعصيب. الجميع متضايق من الوضع المعيشي وحالهم واحدة، الحكومة هي السبب".
لكن يبدو أنّ لقائد الرحلة رأياً آخر عمّا يجري في البلد، إذ إنّ نظريته تفيد بأنّ هناك مؤامرة على الشيعة في لبنان وكلّ ما يحصل يندرج ضمن مخطّط ترحيلهم من البلد".
الحريري والسنيورة السبب
بعض الركّاب لم يؤيّدوا فكرة السائق هذه وبعضهم الآخر أيّدها، بل وذهب أبعد منه في وصف ما يجري، فيقول أحد هؤلاء: "المؤامرة على المقاومة وعلى السيّد حسن لأنّه يرفض تسليم السلاح لزمرة من الخونة والمتعاملين مع إسرائيل وفي طليعتهم سعد الحريري وفؤاد السنيورة". هذا الكلام يُخرج أحد الركّاب عن صمته فيسأل: "هل الذين ذكرتهم مسؤولون عمّا يحدث في الضاحية من دعارة وعمالة وتشبيح وسرقات وجرائم؟ لماذا نرمي دائماً بمشاكلنا على الغير؟ ولماذا لا نضع إصبعنا على الجرح ونقول هنا الخطأ ويجب إصلاحه؟"
ويضيف: "هل مِن بيننا إبن لمسؤول في الضاحية؟ بالتأكيد لا، لأنّ شخصاً كهذا لن يصعد "الفان" رقم 4 ولا سيارة أجرة، وهو محاط دائماً بالمرافقين وبسيارات رباعية الدفع حتى في حال ذهابه إلى الجامعة او المدرسة.
معك حقّ
يعمّ السكوت لبعض الوقت، ليخرقه كلام شاب عشريني: "والله يا عم معك حق"، أنا من سكّان حي السلّم ومنذ يومين تمّ اكتشاف مجموعتين، الأولى تروّج لعملات مزيّفة
والأخرى لتجارة المخدّرات، ويحكى أيضاً عن شبكات دعارة مؤلّفة من لبنانيات وأثيوبيات، واليوم نسمع عن شبكة جديدة لعملاء مع إسرائيل يقال إنّ احد أعضائها مسؤول كبير".
يعيد سائق "الفان" الكلام الذي قيل في الرحلة الأولى، "نعم هو من آل الحسيني". فيجيبه الراكب الموضوعي: "لا لا، المعني هو أهمّ بكثير من الشخص الذي ذكرته، وفي حال تمّ التأكّد من عمالته، فسيجرّ رؤوساً كبيرة من داخل الضاحية وربّما من خارجها. الموضوع كبير ولا يجب التهاون به".
رزق الله على أيّام شمعون
وختام الحديث للسيّدة المحجّبة إذ تقول: "الله يريّحنا من هيدي الحالة"، وإن شاء الله يمتدّ الشهر الأمني إلى سنة أو سنوات أمنية. كفانا تعتير وفقر وجوع وأعصاب، والله ما عاد فينا نحمل، الله يصلح بين السياسيين لأنّه الأمر الوحيد الذي ينعكس إيجاباً علينا. "رزق الله على إيّام شمعون".
خبايا وأسرار
راكِبو "الفان" رقم 4 يتبدّلون باستمرار. هنا ينزل راكب وهناك يصعد آخرون والحال واحد، الضاحية الجنوبية تغيّرت وملامحها تبدّلت، فلم تعد عرين الأبطال والمقاومين والصادقين فقط، بل أصبحت ملاذاً آمناً للمخلّين بالأمن والمرتكبين ولتجّار السلاح والمخدّرات.
فجأة يقترب "الفان" من محطته الأخيرة وهي النقطة التي كان انطلق منها في أولى رحلاته الصباحية، فتهيّأ جميع الركّاب للنزول، وفي لمح البصر أخلوا أماكنهم تاركين تحت المقاعد حكايات وأسراراً وخبايا تتعلق بمنطقة منكوبة تحتاج إلى إعلان حال الطوارئ بعدما سُمّيت ذات يوم بضاحية الأبطال.
 
 
مشكلة «حزب الله»: محيط عون
 
الجمهورية.. كريستينا شطح.... جاءت قضية إقرار قانون تثبيت مياومي مؤسّسة كهرباء لبنان وردّة فعل تكتّل «التغيير والإصلاح» عليها لتؤكّد أنّ الكيمياء الموجودة بين «التيّار الوطني الحر» و«حزب الله» هي في حال تراجع شديد.
 
ففي جعبة رئيس تكتّل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون الكثير من الاعتراضات على السلوك السياسي لـ"الثنائي الشيعي" الذي يُحاول من حين إلى آخر تقزيمه سياسيّاً أمام جمهوره المسيحي.

 
وتشير مصادر في "حزب الله" إلى أنّ الأزمة الموجودة حالياً بينه وبين الرابية هي من أكثر الأزمات خطورةً مقارنة بالتجارب الماضية إذ شهدت العلاقة كثيراً من الانتكاسات التي تمّ تداركها ومعالجتها على الفور حرصاً على الجوهر السياسي للتحالف، وما ردةّ فعل عون على ما حصل إلّا محاولة لإعادة تأكيد حضوره المسيحي على أبواب الانتخابات النيابية المقبلة، خصوصاً أنّ هناك انتقادات شديدة توجّه من الشارع المسيحي إليه حول تحالفه مع حزب الله، وهذه الانتقادات كان ينقلها عون بدوره إلى الحزب ليؤكّد أنّه يضحّي بشارعه وشعبيته لمصلحة المقاومة.

 
ويجري الحزب حاليّاً مراجعة نقدية شاملة لمسار العلاقة مع "التيّار الوطني الحر" منذ توقيع ورقة التفاهم حتى اليوم، وتقول المصادر هنا إنّ وضع الوزير جبران باسيل داخل الحكومة لم يعُد يُطاق، خصوصاً أنّه يُمارس سياسة العناد بطريقة أنّ كلّ مشروع يقترحه يجب أن يمشي، وإلّا حدّث ولا حرج، الأمر الذي يُحرج حزب الله حكوميّاً وسياسيّاً.

 
ولكن على رغم كلّ ذلك يعمل حزب الله عبر موفديه إلى تأمين جو من التهدئة وإعادة الأمور إلى نصابها ليس حبّاً بعون أو طمعاً به، بل من منطلق الحرص على استمرار الحكومة في ظلّ الظروف الإقليمية الصعبة، وعلى هذا الأساس يجري التحضير للقاء بين الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله وعون، لأنّ الأزمات الموضعية التي عاشها الطرفان تستوجب وضع خطة إنقاذية طارئة لاستدراك الأمور والعمل على معالجة أزمة الثقة التي يعيشها الطرفان.

 
وتستغرب المصادر عينها في هذا السياق الحملة المستهجنة على حزب الله ما دامت المشكلة في الأصل هي مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي، لافتة إلى أنّه في حال فرط عقد التفاهم بين "ترويكا" الأكثرية فإنّ عون سيكون من أكثر المتضرّرين من ذهاب الحكومة كونه حاصلاً على أكبر حصة وزارية، والأرجح أنّه لن يحصل على حصّة مماثلة في أيّ تركيبة وزارية".

 
ولعلّ أكثر ما يزعج قيادة حزب الله هو محيط عون الذي ينقل إليه معلومات غير صحيحة، الأمر الذي يؤثّر بطريقة سلبية فيه ويدفعه إلى اتّخاذ قرارات غير صائبة، كما أنّ حزب الله يتدخّل مباشرةً في حال شبّ أيّ خلاف بين عون وبري، لكنّ "التيار الوطني" يردّ دائماً على رئيس مجلس النواب بطريقة استفزازية، الأمر الذي يُحرج الحزب خصوصاً أنّ الرئيس بري في كلّ مرة يميل إلى امتصاص أيّ توتر بين الطرفين واحتوائه منعاً لإعطاء الخلاف أبعاداً سياسية أخرى، وليس الخلاف الانتخابي بين بري وعون في جزين إلّا الدليل على ذلك، إذ أظهر بري مدى وعيه لاستيعاب المشكلة ومنعها من التأثير في مسار العلاقة الاستراتيجية بين الطرفين.
 
 
أزمة قد لا تبقى صامتة بين الجيش والحكومة
الجمهورية.. أسعد بشارة
لم تمر إعادة توقيف الضباط الثلاثة تحت عنوان: التوسّع في التحقيق، مرور الكرام في المؤسسة العسكرية، كأنّ في رأي من يعرف جيداً قيادة هذه المؤسسة، من أراد إحراجها ودفعها إلى ما لا نيّة لديها لفِعله...
 
وهنا المقصود، لا نيّة بالتمرد على قرار سياسي أو حكم قضائي، ولا سماح ايضاً، وصولاً إلى درجة الرفض المطلق، للمَسّ بهَيبة الضباط والجنود والمؤسسة ومعنوياتها.

 
بعد توقيف الضباط الثلاثة، تيقنت المؤسسة العسكرية أن المؤسسة السياسية التي يفترض أن تحمي الجيش، خصوصاً أنها هي من كلّفته الحفاظ على الأمن في الداخل (أي الحكومة)، لم تكتف بالنأي بالنفس كما فعلت في الساعات الاولى لمقتل الشيخ احمد عبد الواحد، بل غادرت هذا الموقع سريعاً لتترك الجيش وجهاً لوجه مع أزمة لم يكن له يد في إشعالها، بدءاً من الفتيل الأول بطرابلس، وصولاً إلى ما حصل في عكار، الذي تحتفظ المؤسسة العسكرية فيه، وفق الاصول، بتحقيق شامل في مقتل الشيخ أحمد عبد الواحد ومرافقه، هذا التحقيق يروي قصة أخطر سبع ثوان وأدقها، قد تكون الاكثر تأثيراً في الجيش في ظرف صعب.

 
هذه الثواني السبع التي حصلت فيها الكارثة، يرويها تحقيق الجيش الذي يتحفظ عن إعلانه، حرصاً على سلامة التحقيق، لكنها تكفي لإعطاء صورة مغايرة للرأي العام.


منذ التحقيق الاولي مع الضباط والعسكر الذين أطلقوا النار، ومن دون وجود محام، إلى قرار إخلاء سبيل الضباط وخمسة عسكريين في الثالث من تموز، إلى تحوّل الاعتراض على هذا الإخلاء تظاهرات وقطع طرق، كان الامر ليكون مفهوماً لدى الجيش
.

 
لكن قرار التوسع في التحقيق، الذي صدر عن الحكومة، أتى بالنسبة الى قيادة الجيش، على شكل وليمة معدة في مطبخ وزاري، كان همه الاول الانصياع لضغط الشارع، وتحقيق مكسب سياسي من رصيد المؤسسة العسكرية، ولو كان ذلك مناقضاً لواجب الحكومة في عدم التضحية بالمؤسسة العسكرية في متاهة المصلحة السياسية، لهذا السياسي او ذاك، حتى لو كان في موقع رئاسة الحكومة، أو حتى لو كان يتولّى وزارة العدل.

 
خلاصة ذلك كما حصل قبل انعقاد جلسة مجلس الوزراء، أن وزير العدل شكيب قرطباوي قد اتفق على إخراج تسوية "التوسع في التحقيق"، مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ولم يكن إلّا ميقاتي وقرطباوي يعرفان، أن هذه التسوية هي المدخل لإعادة توقيف الضباط، هذا مع العلم أن الضباط، خلافاً للعسكر، أوقفوا بجنحة (وليس جناية) إساءة استعمال السلطة ومخالفة التعليمات سنداً للمادتين 377 من قانون العقوبات، والمادة 166 من قانون القضاء العسكري، فيما أوقف العسكر بجرم إساءة استعمال السلطة، ومخالفة تعليمات وإطلاق نار، بموجب المادة 377 والمادة 550 معطوفة على المادة 560 من قانون العقوبات، والمادة 166 من قانون القضاء العسكري، وهو ما يعني انهم أوقفوا بجناية. وللمفارقة أدّى التوسّع في التحقيق إلى إعادة توقيف من افرج عنهم بجنحة (الضباط)، وعدم توقيف من ادعي عليهم بجناية.

 
وللمفارقة ثانياً أن الضباط الذين أوقفوا بعد التوسّع، لم يسألهم قاضي التحقيق أي سؤال جديد في الملف يبرّر التوسّع (وهو ما يمليه عليه القانون). وللمفارقة ثالثاً ان إعادة التوقيف حصلت في توقيت زمني أملى وضع الملف في الأدراج إلى ما بعد العطلة القضائية، خصوصاً أن القاضي ابو غيدا يعتزم السفر للإجازة.

 
لدى المؤسسة العسكرية ما هو أبعد من الشعور بالعتب والمرارة، من جراء تسوية "التوسع"، التي مررها رئيس الحكومة ووزير العدل، وعلى رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون الذي هو مرجعية وزير العدل، وسواء كان يعرف او لا يعرف ان هذه التسوية ستؤدي إلى توقيف

 
الضباط، فإنّ النتيجة كانت أن وزيره المعني ووزراءه العشرة لم يكن يفترض بهم أن يوافقوا على مرورها في مجلس الوزراء، ليعود مناصروه ويشاركوا في قطع الطريق في صربا احتجاجاً على قرار صدر عن حكومة له فيها القدرة على التعطيل.

 
ولدى المؤسسة العسكرية ما هو أبعد من الشعور بالعتب والمرارة، لأن ما تناهى اليها من معلومات أكد أن التسوية تم تمريرها بخبث، ولأن وزير العدل اتصل بمفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية، قبل انعقاد جلسة مجلس الوزراء، طالباً "التوسع"، فيما كان القاضي صقر يعارض هذا الإجراء كون التحقيق انتهى، وكون الملف أصبح لديه للمطالعة.

 
لدى المؤسسة العسكرية ما هو أبعد من الشعور بالعتب والمرارة، وما كان يفترض أن يؤدي إلى تداعيات غير عادية، بسبب تعمد رئيس الحكومة ووزير العدل، اتخاذ القرار "بالتوسع" من دون انتظار الاجتماع مع قائد الجيش العماد جان قهوجي، الذي ما ان تم الاجتماع به حتى أُعلم بالتسوية، ولم تتم مصارحته بأنها ستكون مدخلاً إلى توقيف الضباط، بل تم الإيحاء بأن هذا التوسع في التحقيق يهدف فقط، إلى تفادي كأس الإحالة إلى المجلس العدلي، ليتبين بعدها لقهوجي أن الاجتماع به وإعلامه المسبق لم يكن اكثر من فخ سياسي، لنيل غطاء من القيادة لم تعطه في قضية إعادة توقيف الضباط.

 
لا يكفي بالنسبة الى المؤسسة العسكرية وصف ما قامت به الحكومة بأنه امتناع عن تحمل المسؤولية في حماية الجيش، بل يمكن الذهاب في نظرها إلى حد اتهام من قرّر التوسع، بأنه اراد نقل مشكلته إلى داخل المؤسسة العسكرية، ولكن من فعل ذلك عليه ألّا ينسى ان القيادة تعتبر أن كرامة المؤسسة وهيبتها، كما التزامها القانون، وحدة لا تتجزأ، بدءاً من التعاطي مع العسكريين والضباط من كل الرتب، وصولاً إلى رأس القيادة التي باتت تتساءل عن مدى قدرة الحكومة، بل رغبتها بكلّ مكوّناتها، في الحفاظ على العمود الفقري الذي يضمن الامن والاستقرار في لبنان.
 
«هيـئـة التنسـيق»: لا عـودة إلى تصحيـح المسـابقات قبـل إقـرار «السلسـلة»
«حكومات» العجز تكشف الجيش .. وتشلّ «دولة العتمة»
السفير...
لم يعد اللبنانيون يحتاجون إلاّ إلى نشرة طرق يومية، تدلهم إلى السالك والآمن منها، أو المحتمل قطعه أو المقطوع نهائيا، شمالا وجنوبا وبقاعا وجبلا وعاصمة، بعدما فقدوا الأمل بأهل سلطة جوفاء، وبدولة يتمسكون بها، سبيل نجاة من انفلات غرائز الطوائف والعشائر والمذاهب.
صار اللبنانيون بحاجة إلى نشرة كهربائية يومية تدلهم إلى موعد استراحة مولداتهم، أو إطفاء شموعهم، أو مغادرة ظلامهم، لمن يتعذر عليهم، ولو شراء شمعة واحدة.
ها هم اللبنانيون، وعشية شهر رمضان المبارك، يتذوقون مرارة أسعار بلا رقابة ولا رقيب، وبحور، صارت كلها ملك «مافيات» الشواطئ، وهواء مستباح بكل أنواع الملوثات، حاله كحال الغذاء والدواء والخبز، وزد على ذلك، موسم الشح في المياه في كل صيف، فكيف يعيش اللبنانيون وأي وعد يقدمونه لمن يرغبون بمشاركتهم عيشهم السعيد؟
مرّ لبنان بأزمة وطنية منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي انتهت، على زغل، في مطلع التسعينيات، وبرغم النار والموت والتهجير والهجرة والنزوح والحواجز، بقيت الدولة، بقطاعها العام وليرتها ومؤسساتها الأمنية موحدة، وأخطر ما في الأمر، أنه في زمن السلم الأهلي الرجراج والمترنح، على إيقاع التداعيات السورية والانقسامات الوطنية، ثمة من يريد استهداف ما تبقى من الدولة.
ها هو الجيش يوضع في عكار بين نارين، لا بل هناك من يريد له أن يتحول إلى دشمة، فماذا إذا أطلق معارضون سوريون مسلحون النار من الأرض اللبنانية باتجاه الأراضي السورية، وهل بمقدور الجيش أن يرد عليهم، وماذا إذا أدى ذلك إلى سقوط ضحايا؟ ماذا إذا قرر الجيش اللبناني التصدي لقوة نظامية سورية تطارد مجموعة سورية مسلحة في نقطة حدودية مشتركة؟
لا أحد من أهل السلطة يملك جوابا. الأنكى من ذلك، أن الجيش يشعر، من خلال «وقيعة الكويخات»، أن هناك من يريد تزوير المعطيات والحقائق.. ولذلك قررت قيادته وضع النقاط على الحروف، من خلال بيان رسمي سيصدر في الساعات المقبلة، إلا إذا نجحت الضغوط في ثني الجيش عن قراره، وفيه يتم كشف وقائع من صلب التحقيق القضائي في حادثة الكويخات يكشف عنها للمرة الأولى.
وربما تسنى للبعض أن يضع علامة استفهام حول ما جرى، مساء أمس، من قطع للطرق بين بيروت وجونية، وخاصة حول دور قيادة الجيش، أو بعض قادة الأفواج والألوية، لكن قيادة الجيش التي سارعت إلى الإجابة من خلال فتح الطرق وإفشال محاولة الإيقاع بينها وبين أهالي الضباط والعسكريين الذين أعيد توقيفهم، ولاحقا لم تتردد في إبلاغ من يعنيهم الأمر بأن ما جرى «عبارة عن حركة اعتراضية عفوية رداً على مخالفات قانونية غير مسبوقة تتمثل في إعادة توقيف الضباط والعسكريين، وبرغم ذلك، نزل الجيش سريعا وفتح الطرق».
وقالت مصادر عسكرية لـ«السفير» إن الجيش لن يقبل بأن يوضع ضمن معادلة من معه ومن ضده من اللبنانيين، «وما حصل هو أن هناك قرارا غير قانوني بتوقيف ضباط وعسكريين في عملية حكومية التفافية على رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وبخديعة للعماد ميشال عون من خلال وزير العدل، الذي أبلغه أن التوسع في التحقيق يحصل بناء على معطيات جديدة في التحقيق ولا يقود بالضرورة إلى إعادة التوقيف، قبل أن تفاجأ قيادة الجيش بإعادة التوقيف في يوم عطلة قضائية».
يذكر ان تحركا مماثلا لما جرى على اوتوستراد صربا، تم ليلا في البترون، وأدى الى قطع الاوتوستراد في الاتجاهين، قبل ان يعيد الجيش فتحه، كما ان «التيار الوطني الحر» دعا الى تجمع اعتبارا من السادسة من مساء اليوم في محلة المتحف، وذلك «دعماً للجيش واحتجاجاً على استمرار توقيف الضباط والجنود».
اشتباك المياومين.. مستمر
وفي موازاة ذلك، شهد اعتصام مياومي وجباة الكهرباء تصعيداً في كل المناطق، وخصوصا في بيروت وجونيه ورياق، وذلك احتجاجاً على التأخير في عملية تثبيتهم في المؤسسة، وعلى عدم دفع رواتبهم المتأخرة.
وبدا لافتاً للانتباه التجمع الذي شهدته دائرة جونية، والذي استمر من الساعة الثامنة حتى الساعة الثانية عشرة والنصف ظهراً، لينفض بعدها من دون حدوث أي اشكال. كذلك قام المياومون في مبنى المؤسسة في كورنيش النهر، بإقفال كل الصناديق في صالة الزبائن. كما قطع المياومون والجباة، بالإطارات والحجارة، الطريق الدولية في رياق - بعلبك أمام مركز الدائرة بالاتجاهين، وافترشوا الطريق احتجاجاً على عدم تحقيق مطالبهم.
وبرز للمرة الأولى تحرّك مضاد للمياومين، قام به مناوئون لهم، توجهوا الى مبنى مؤسسة الكهرباء، واشتبكوا معهم وجرى تراشق بالحجارة والزجاجات قبل ان تتدخل القوى الأمنية لتفريق الجانبين.
غريب: لا عودة إلى التصحيح
من جهتها، أعلنت «هيئة التنسيق النقابية» إصرارها على توصيتها بالعودة الى مقاطعة تصحيح الامتحانات الرسمية، وتنفيذ الإضراب في المؤسسات العامة كافة، اعتبارا من اليوم، في أعقاب موقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي أعلنه في «السفير» أمس، وأكد فيه ألاّ مبرر لوقف التصحيح.
ودفع تصريح ميقاتي، بـ«هيئة التنسيق» الى تأكيد موقفها الرافض لأي محاولة لفصل السلاسل بهدف شق صفوف القطاعات الوظيفية وضرب وحدة هيئة التنسيق النقابية، معتبرة يوم الثلاثاء (اليوم) «يوماً لوحدة العمل النقابي في لبنان، يوماً لوحدة هيئة التنسيق النقابية، يوماً تؤكد فيه دعوتها إلى الإضراب والاعتصام الساعة العاشرة صباحاً لموظفي القطاع العام مع مقاطعة الامتحانات الرسـمية تصحيحاً ونتائج اعتباراً من اليوم».
وقال رئيس «رابطة اساتذة التعليم الثانوي» وعضو «هيئة التنسيق» حنا غريب لـ«السفير» ألاّ عودة الى التصحيح ما لم يقر مجلس الوزراء مشروع سلسلة الرتب والرواتب، واعتبر أن قيمة ما يحصل اليوم «أننا أمام مشهدية وحدوية وطنية ونقابية وتضامنية غير مسبوقة وعلى الحكومة حمايتها بدل السعي الى شق هيئة التنسيق وتفتيتها».
وعلم أن رئيس الحكومة حدد موعدا لهيئة التنسيق عند الساعة العاشرة والنصف من قبل ظهر غد في السرايا الحكومية للبحث في مشروع قانون سلسلة الرتب والرواتب. مع الإشارة الى أن اللجنة الوزارية الخماسية المكلفة بالملف ستجتمع عند الساعة التاسعة والنصف من قبل ظهر اليوم في السرايا الكبيرة.
وستعرض محصلة الاجتماعين أمام مجلس الوزراء الذي سينعقد عصر غد في القصر الجمهوري في بعبدا (ص6).
سليمان إلى تركيا اليوم
من جهة ثانية، سلطت زيارة رئيس الجمهورية الى تركيا اليوم، الضوء مجددا على قضية الزوّار اللبنانيين الـ11 المخطوفين في سوريا، في ظل تقديرات بأن تحمل الزيارة نهاية سعيدة لهذه القضية. علما أن مصادر رسمية تحدثت عن إشارات إيجابية تلقاها الجانب اللبناني من دون ان تكشف ماهية هذه الإشارات، الا انها لفتت الى ان رئيس الجمهورية كان قد أكد قبيل زيارته الى باريس انه لن يزور تركيا إلا إذا لمس تطورات إيجابية جدية حول هذه القضية، ورد الأتراك بأنه عندما يحصل تطور إيجابي نحدد المواعيد.
وعلم أن الجانب التركي اتصل بعد ظهر أمس وقال ان مواعيد سليمان قررت اليوم ظهرا على التوالي مع كل من نظيره عبدالله غل ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الأمر الذي فسر إيجابا من الجانب اللبناني الذي يأمل بنهاية سعيدة لقضية المخطوفين قبل بداية شهر رمضان.
وفي ظل هذه الأجواء، يطل الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله في المهرجان الذي سيقيمه الحزب في الثامنة والنصف مساء غد الأربعاء في «ملعب الراية»، في الضاحية الجنوبية، لمناسبة الذكرى السادسة لانتصار تموز 2006»، حيث سيلقي خطابا وصف بـ«المهم جدا».
 
«منظومة الزرارية» تكشف قدرات اختراق إسرائيلية متطورة
السفير...داود رمال
يقول مرجع أمني لبناني على صلة بمتابعة ملف التجسس الاسرائيلي إن أهم ما في منظومة التجسس الاسرائيلية المكتشفة في الزرارية في قضاء الزهراني، «أنها منظومة جديدة وتمّت زراعتها في هذا العمق الجنوبي (شمال الليطاني) حديثاً».
يشرح المصدر معطيات تتصل بعمليات اكتشاف منظومات التجسس ويقول لـ«السفير»: «في البداية، كان الإسرائيلي يتعاطى براحة في عمليات زرع هذه المنظومات، ظناً منه أنها عصية على الاكتشاف، لذلك لم تكن منظومتا صنين والباروك المكتشفتان سابقاً، مزودتين بجهاز تفجير عن بعد في حال وقوعهما في قبضة الاجهزة الرسمية اللبنانية او المقاومة، وهذا يدلل على ان هاتين المنظومتين زرعتا منذ فترة بعيدة، واصبح معلوماً حجم التغطية لهما من قبرص وجزء من تركيا الى العمق السوري وجبل الشيخ مع تغطية لمساحة لبنان كاملاً.
اما المنظومات التالية، يضيف المرجع، «فإن الإسرائيلي زوّدها بجهاز تفجير، حيث يعمد الى التخلص منها فور اكتشافها، وهذا ما جرى في دير كيفا والزرارية، ما يعني انهما زرعتا حديثاً».
ويضيف المصدر «ان منظومة دير كيفا تبين بحجمها وتمديداتها أنها لم تحتج الى وقت وجهد كبيرين لأن أجزاءها لم تكن متباعدة (جهاز التجسس الموضوع على السلك يبعد عن جهاز البث عشرين متراً) اما منظومة الزرارية، فإن جهاز البث يبعد عن الجهاز الملصق بالسلك الهاتفي لشبكة اتصالات المقاومة حوالي ثمانين مترا، كما ان السلك الموصول بين الجهازين تم الحفر له بعمق نصف متر، الأمر الذي يحتاج الى جهد كبير وفترة عمل طويلة (ساعات متواصلة) وعدد من الخبراء والعمال على الارض».
ويوضح المرجع «ان منظومة الزرارية زرعت في منطقة خارج نطاق عمل قوات «اليونيفيل»، اي شمال نهر الليطاني، وتم اختيار المكان بعناية العارف، لكونها منطقة حساسة ومعزولة كان ترصد فيها باستمرار سيارات متوقفة، وهي تقع بالتحديد على الخط الفاصل بين لواءين للجيش اللبناني هما الخامس والسابع وغالباً ما تكون هذه النقاط من النقاط المصنفة «ضعيفة أمنياً»، وهي ايضاً على حدود منطقة جنوب الليطاني من ناحية الشمال، اي ان العدو الاسرائيلي يرصد بدقة خريطة انتشار وحدات الجيش اللبناني في منطقة الجنوب شمالاً وجنوباً».
ويشير المرجع الى أن الخطورة في الأمر ان المقاومة «تتمتع في منطقة شمال نهر الليطاني بحرية حركة أكبر بكثير منها في منطقة جنوب النهر، حيث منطقة عمل «اليونيفيل» والجيش».
وتتألف منظومة الزرارية التجسسية من الآتي:
أولاً، 12 بطارية تغذية للجهازين (التجسس والبث) تخدم لسنوات طوال من دون الحاجة لإعادة تشريج وفق تقنية متطورة ربما تدخل فيها الطاقة النووية.
ثانياً، جهاز يتـحكم بالتغـذية بين البـطاريات وجهازي التجسـس والبـث.
ثالثاً، جهاز تجسس مزروع مباشرة على السلك.
رابعاً، جهاز بث يقوم بنقل كل المعلومات الواردة من الجهاز على السلك.
خامساً، جهاز تفجير عن بعد (فور اكتشاف المنظومة يتم تفجيرها من موقع التحكم الاسرائيلي عن بعد).
واذ يشير المرجع الى أن «مجرد اكتشاف هذه المنظومة المموهة والمزروعة بدقة متناهية هو إنجاز نوعي»، يكشف أن «الجديد هو ان جهاز البث يعمل وفق تقنية ثلاثية الأبعاد اي يبث ارضياً الى نقطة ما عند الحدود اللبنانية الفلسطينية وجوياً الى طائرات التجسس وفضائياً إلى الأقمار الاصطناعية».
ويؤكد المصدر «انه لتركيب هذه المنظومة بحجمها الكبير ومساحة الحركة التي تستوجبها، فإنها تحتاج إلى ما لا يقل عن مئة عسكري يقومون بمهام عزل المنطقة كليا على مساحة تسمح بالتحرك كما أن عمل الخبراء يحتاج إلى أكثر من عشر ساعات متواصلة مع حماية بحرية وجوية غير منظورة. كما أنه في عمليات حساسة جداً كهذه، فإن الإسرائيلي لا يشرك عملاء الداخل خلال عملية الزرع لعدم الثقة بهم وللحفاظ على سرية مطلقة للمنظومة، وهذا يدلّ على قدرات تقنية وبشرية كبيرة ونوعية استخدمها العدو لزرع المنظومة».
يشير المرجع إلى «أن الإسرائيلي يستخدم عادة عامل الطقس لا سيما أيام الذروة حيث العواصف الثلجية لكي ينزل قوات الكوماندوس الخاصة على الأرض بعد عملية مسح حراري دقيق ومتطوّر تكشف أي كائن حي على مساحة واسعة».
ويتردد أن جهات لبنانية «رصدت في بعض المناطق الجردية البقاعية غير المأهولة بالسكان، في الشتاء الماضي، زلاجات اختفت فوراً بعد رصدها، وثمة تقدير بأن الاسرائيلي يركز على منطقة البقاع لاعتقاده بحرية حركة اوسع فيها ولكونها محل اهتمام اسرائيلي كبيراً باعتبارها ساحة إسناد خلفية اساسية للمقاومة، كما ترصد دائماً حركة مشبوهة على طول الساحل من الناقورة الى الزهراني وصولاً الى صيدا تستدعي استنفاراً لبنانياً رسمياً ومقاوماً لرصدها ومتابعتها».
ويخلص المرجع الى «ان العدو الاسرائيلي أظهر في مناسبات عدة قدرات كبيرة على التوغل في العمق اللبناني، وهذا أمر خطير جداً ومدعاة للدراسة والمتابعة».
 
"قراءات في استراتيجيات حزب الله": الحرب النفسية تحرم إسرائيل المعلومات
السفير...علي دربج
خلال عدوان تموز العام 2006 خاضت إسرائيل، الى جانب معاركها الجوية والبرية ضد "حزب الله"، حربا نفسية شرسة ومعقدة، مستهدفة خصوصا أمينه العام السيد حسن نصرالله.
استندت حملة الحرب النفسية الإسرائيلية هذه الى الفرضية القائلة بأن الحرب النفسية يمكن أن تساعد الجيش الإسرائيلي على إلحاق الهزيمة بـ"حزب الله".
في المقابل، برع "حزب الله" في استخدام تكتيكات الحرب النفسية، وأجاد توظيفها وتثميرها وتفعيلها وحسن إدارتها. لم يقف الحزب قبالة الإسرائيلي موقفا تنافسيا أو نديا فحسب. إذ ان استراتيجيات الحزب وتكتيكاته، ذات الصلة، قد نجحت وأربكت اسرائيل وأضرت بوعي قادتها، وحملت الاسرائيلي على إعادة النظر في أوضاعه ومستقبل وجوده، بعدما أحيت من جديد هواجس البقاء لديه.
الجانب الخفي من هذه الحرب أضاء عليه الباحث د. يوسف نصر الله في كتابه: "الحرب النفسية" ـ قراءات في استراتيجيات "حزب الله"، الصادر عن "دار الفارابي".
عمل نصر الله على إيجاد تعريف جامع يوضح بطاقة هوية الحرب النفسية. وبيّن أهمية هذه الحروب والخطر المتأتي منها. وتوقف مليا عند الأدوات والوسائل والأشكال والأنواع والاتجاهات التي تتوسلها. إضافة الى الأساليب الملتوية التي تستخدم خلالها مثل الدعاية والشائعة والضغوط الاقتصادية والمناورة السياسة والاغتيالات والتسميم السياسي وتشجيع التمرد وغسل الدماغ واستخدام الأقليات والمنظمات والاعمال العسكرية الرادعة وحروب المصطلحات وما الى ذلك.. وعدد السبل الكفيلة بدرء خطرها وكيفية مواجهتها والتصدي لها.
واستعرض مرتكزات الحرب النفسية الإسرائيلية في مواجهة العرب. فضلا عن مرتكزات الحرب النفسية لـ"حزب الله" في مواجهة إسرائيل. والأهداف النفسية للعدوان الاسرائيلي على لبنان في العام 2006. وتطرق أيضا الى بعض فصول المواجهة النفسية التي جلبت لـ"حزب الله" نصرا كبيرا.
وقدم الكاتب قراءة افتراضية لمنظومة المركبات والاستراتيجيات التي نشأت من صلبها عقيدة "حزب الله" في إطار حربه النفسية المفتوحة مع إسرائيل، لا سيما استخدامه عدداً من الاستراتيجيات أبرزها: الغموض البناء، مفاجآت الردع واستراتيجية تثوير الوعي واستنهاضه.. وشرح ما لهذه الاستراتيجيات المتبعة من فعالية وسطوة، مشيرا الى بعض المعطيات والحيثيات التي تكوّن في مجموعها العام تصورا عن ماهية الضوابط والقواعد الحاكمة لإيقاعات سلوك "حزب الله"، بوصفه "حزبا حديديا" يعمل كما يقال "بالنظام المرصوص"، إذ لا فوضى ولا تضارب في المواقف ولا إطلالات إعلامية عابثة ولا معرفة إلا على قدر الحاجة الملحة، لا سيما في الدوائر المغلقة ذات الحساسية العالية. إذ ليس بمقدور أحد، إلا ندرة قليلة من أصحاب القرار والشأن، أن يدرك عموم مكونات المشهد.
يتابع الكاتب "لقد عكف الحزب منذ توليه إدارة الصراع مع إسرائيل على العناية بالمجال الاستخباراتي، وتنشيط أجهزته الأمنية وتمكينها، وتأمين مستلزمات الحروب الباردة كما الساخنة، بما يؤدي الى إحباط الأنشطة الاستخباراتية الإسرائيلية وإفشال جهودها للاستحواذ على المعلومات من خلال تفكيك شبكات العملاء والجواسيس، وعرقلة أجهزة الاتصال والمراقبة والرصد".
ويؤكد ان حرب تموز كشفت كيف انكب الحزب على تثمير وتوظيف طاقاته وقدراته لغرض السيطرة على فضاء الاستخبارات. ويشدد على أن استراتيجية المفاجآت كانت محل عناية "حزب الله" ورعايته ومتابعته، مستشهدا بكلام للامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله حين قال "نحن لا نخوض صراعنا مع هذا العدو على قاعدة العنتريات أو المزايدات بل على قاعدة المفاجآت".
ويعدد د. نصر الله المفاجآت بالآتي:
أولا: ضرب البارجة الإسرائيلية ("ساعر 5") الأمر الذي دفع بقائد سلاح البحرية الإسرائيلية ديفيد بن بعشاط الى الاعتراف قائلا "لقد كنا أسرى الفهم الخاطئ".
ثانيا: مفاجأة الصواريخ المنحنية المسار، وقوامها صواريخ ارض ـ ارض ذات المديات المتعددة مثل "رعد" و"فجر" و"زلزال" و"خيبر". والتي وضعت للمرة الأولى في تاريخ الصراع العمق الاسرائيلي بمجمله في دائرة الاستهداف والتصويب، وبات جزءا رئيسيا من ساحة المعركة.
ثالثا: مفاجأة الصواريخ المضادة للدروع، والتي تتحدر من عائلات مختلفة وسلالات متعددة مثل: "كورنيت" و"ميلان" و"فاغوت" و"سبايغوت" و"ميتيس" و"سبندرال" و"ساغر" و"دارغون" و"تاو" و"آر بي جي29".
رابعا: مفاجأة القدرة والسيطرة التي عكست مأسسة هذا الحزب ونظاميته وجاهزيته. وكان المثال الابزر على ذلك انه برهن أثناء هدنة (قانا الثانية) قدرته العالية على ممارسة الضبط والسيطرة على قواعده ووحداته الميدانية العاملة، الأمر الذي أنتج التزاما كاملا وتاما بوقف إطلاق النار من دون أية خروق من جانبه.
خامسا: مفاجأة الحرب البرية، اذ أظهر مقاتلو الحزب قدرات ومهارات عالية واعتمدوا تكتيكات مرنة وغير مسبوقة، وأفادوا من تراكم التجارب والخبرات. كانوا على قدر كبير من الحرفية والتمرس والكفاءة والاقتدار، وأقبلوا على حرب انتظروها كثيرا واستعدوا لها جيدا. وشرّعوا لخيار قتالي غير مسبوق مزج بين المواجهات الكلاسكية والاحتفاظ بالجغرافيا والثبات بالأرض، وبين أساليب حرب العصابات، على نحو أصبحت معه تكتيكات الحزب وفقا للجنرال الأميركي روبرت مود "تمثل ثورة جديدة في المعارك".
 
جنبلاط: ما بديل التدخل الخارجي في سوريا؟
"حزب الله": لا استراتيجية دفاعية في مرحلة التحرير
السفير...
ركزت المواقف السياسية الصادرة عن نواب ومسؤولي "حزب الله" أمس على الدفاع عن أحقية المقاومة في الاحتفاظ بسلاحها، وكان لافتاً للانتباه إعلان رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أن الحزب لا يريد استراتيجية دفاعية "الآن لأننا ما زلنا في مرحلة التحرير".
من جهته، تابع النائب وليد جنبلاط هجومه على النظام السوري، متسائلاً عن اسباب عدم تسليح المعارضة السورية، وفي البديل عن التدخل الاجنبي.
جنبلاط: تدمير ممنهج لسوريا
وفي التفاصيل، اتهم جنبلاط النظام السوري بارتكاب مجزرة التريمسة، مضيفاً إنه "يوماً بعد يوم يتضح مشروع العصابات الأسدية المتحكمة بسوريا ودورها في التدمير المنهجي لهذا البلد ودفعه نحو المجهول والتفتيت والتقسيم". وجاء كلام جنبلاط في موقفه الأسبوعي لجريدة "الأنباء"، يُنشر اليوم.
ورأى ان النظام خلق دويلة منفصلة تدمر وحدة سوريا، واصفاً "تدمير حمص وخان شيخون ومعرة النعمان وسراقب وكفرنابل وإدلب والحلة وغيرها من المناطق" بأنه شريط تطهير وفرز مذهبي.
وسأل "ما اذا كانت زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرعوية لإسرائيل تصب في إعادة رسم خارطة جديدة للمنطقة بدءاً من سوريا إيذاناً بانتهاء حقبة سايكس - بيكو بما يساهم في طمأنة اسرائيل ويلحظ حماية المصالح الروسية في سوريا؟".
كما سأل "الرئيس التونسي والبعض من أصدقائه في المعارضة السورية الصورية عن كيفية إنقاذ الشعب السوري من هذه الطغمة الحاكمة في ظل إصرارهم على رفض التدخل الخارجي؟".
"حزب الله": لا استراتيجية دفاعية
وأعلن النائب رعد خلال احتفال في كفرصير "اننا لا نريد الآن استراتيجية وطنية للدفاع، فنحن ما زلنا في مرحلة التحرير، وأمامنا الوقت الكثير للحديث عن الاستراتيجية الدفاعية بعد التحرير". وسأل: "كيف ستحررون بقية أرضكم وتحافظون على مياهكم الإقليمية وعلى الثروات المختزنة في باطنها وتحصنون وطنكم ضد التهديدات والاعتداءات الإسرائيلية؟".
من ناحية أخرى، اكد رعد، خلال لقاء حزبي في "قاعة الاستشهادي احمد قصير" في صور، "أننا لسنا خائفين على التفاهم بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، لأن العماد ميشال عون عندما وقع عليه كان يعرف جيداً أن خدمة البلد تقتضي ذلك وكان يعرف الى أين يؤدي هذا المسار".
وقال إن "مشكلة الكهرباء التي يعانيها الشعب اللبناني اليوم لم يتسبب بها الوزير جبران باسيل، بل هي عبارة عن تراكم مشكلات عبر الزمن".
وأشار رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين، خلال احتفال تأبيني في بلدة النميرية الى ان "الطرف الآخر كان يتحدث في السابق عن عناوين مقبولة في الظاهر، ولكنه أخيرا قالها بوضوح بأنه ضد المقاومة، وأنه لا يؤمن بها، وبالحد الأدنى منذ العام 2000 وحتى الآن".
وأوضح وزير الزراعة حسين الحاج حسن في بعلبك "ان المقاومة اليوم اقوى مما هي عليه في حرب تموز 2006".
وشدد مسؤول منطقة البقاع في "حزب الله" محمد ياغي في النبي شيت على ان "سلاح المقاومة هو شرفنا وكرامتنا، وإذا كان البعض في هذا البلد يعتقد أن بمقدوره نزع سلاحنا منا فهو واهم".
وسأل النائب كامل الرفاعي في حفل في بعلبك: "ما هي البدائل التي يمكن ان تحمي لبنان؟ هل يتذكر البعض كيف كان الوطن كله ساحات مستباحة؟".
الراعي لربيع مسيحي
رأى البطريرك الماروني بشاره الراعي خلال عظة في حريصا أنه "لن يكون ربيع عربي من دون ربيع مسيحي، ولن يكون ربيع للبشرية من دون الإنجيل". وقال إن "رسالتنا أن ندخل ثقافة الإنجيل الى ثقافتنا أولا في لبنان، فثقافات الشعوب، وثقافات البلدان العربية تتمخض باحثة عن هويتها وعما يسمى الربيع العربي".
النابلسي: فكوا أغلال الجيش
وقال العلامة الشيخ عفيف النابلسي، خلال استقباله الأب سميح رعد: "لا نريد للجيش أن تكون يده مغلولة أمام المتطرفين والمتعصبين والداعين إلى الفتنة من دون أن يُعطى له الإذن السياسي للتحرك ولجم كل التحركات التي تضر بصورة البلد وأمنه وسلمه وشعبه".
مواقف
وفي المواقف حذر "حزب الكتائب" من "إصرار النظام السوري وأدواته على توسيع دائرة استباحته السيادة اللبنانية من خلال توسيع رقعة المناطق التي استهدفها القصف المدفعي والصاروخي في الايام الماضية، موقعاً العديد من الضحايا". ودعا السلطة الى التشدد في حماية المواطنين وتجنيب لبنان انعكاسات الازمة السورية على استقراره.
من جهته، اكد النائب سامي الجميل أن "السلام بين اللبنانيين لا يمكن ان يتأمن الا اذا كان الجميع تحت القانون من دون أي سلاح بيد أي شخص". وتحدث الجميل خلال العشاء السنوي لندوة المحامين الديموقراطيين الاجتماعيين في "حزب الكتائب" في القليعات.
ورأى النائب انطوان سعد ان "النائب ميشال عون وصل الى مرحلة الإفلاس السياسي والاجتماعي وهو يستخدم من قبل "حزب الله" و"8 آذار" كورقة جاهزة لتضليل الرأي العام".
وأشار الأمين العام لـ"الحزب الشيوعي اللبناني" خالد حدادة بعد زيارته على رأس وفد الأمين العام لـ"التنظيم الشعبي الناصري" اسامة سعد، الى "ان الحكومة التي نأت بنفسها عن كل شيء، تخلت بذلك عن مهمة احتضان الجيش اللبناني والقوى الأمنية ودورها، لصالح الزواريب والفتن، إضافة الى تخليها عن دورها على المستويين الاقتصادي والاجتماعي".
من جهته، قال سعد "ان الحكومة لا عمل لها سوى إدارة الفوضى والاستثمار في الفوضى ولا تمتلك أي مشروع يعالج قضايا وأزمات الناس".
وشدد النائب هاني قبيسي، في احتفالين في الدوير وقاعقعية الصنوبر، على وجوب التحلي بمنطق العقل ونبذ الخطاب الطائفي.
ورأى وزير المهجرين علاء الدين ترو ان "الانجاز الحكومي في الآونة الاخيرة، يدل على اصرار جميع مكونات الحكومة على رفع مستوى التحدي في مواجهة الازمات المتلاحقة".
ورحب النائب السابق فيصل الداوود "بقرار الحكومة نشر الجيش عند الحدود الشمالية والشرقية مع سوريا".
وعبرت لجنة متابعة "مؤتمر بيروت والساحل" بعد اجتماعها الدوري في مركز "توفيق طبارة"، عن "ارتياحها لفشل مساعي القوى الطائفية والمذهبية في لبنان لتفجير حالات فتنوية تطيح بالسلم الأهلي".
وأكد عضو هيئة الرئاسة في حركة "امل" خليل حمدان، خلال احتفال تأبيني في بلدة عبا، "ان المقاومة كانت ولا زالت تمثل حاجة وضرورة وطنية".
ورأى الأمين العام لـ"رابطة الشغيلة" زاهر الخطيب "ان حماية المقاومة تكون بالعمل على ترسيخ وتعزيز مثلث المقاومة والجيش والشعب".
وأكدت حركة "المرابطون" "ان من يراهن اليوم على سقوط المقاومة في فخ المشروع الأميركي الاسرائيلي بغرض التجزئة والتفتيت، هو يراهن على سراب الوهن الاسرائيلي".
ودعا عضو اللجنة التنفيذية في "حزب القوات اللبنانية" ادي ابي اللمع في القليعات، الى ضرورة ان " يتنازل الفريق الآخر عن سلاحه لمصلحة الوطن والجيش وتقويته، لا ان يحتفظوا به بحجة ان الجيش ضعيف".

 


المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,280,222

عدد الزوار: 6,985,574

المتواجدون الآن: 64