مئات القتلى والجرحى في إقليم سيكيانغ في أعنف مواجهات بين الأويغور والهان

تاريخ الإضافة الثلاثاء 7 تموز 2009 - 6:33 ص    عدد الزيارات 5604    التعليقات 0    القسم دولية

        


في ما قد يكون أسوأ أعمال عنف يشهدها إقليم سيكيانغ في شمال غرب الصين منذ عقود، دارت مواجهات في الشوارع أول من أمس ذهب ضحيتها 156 شخصاً وجرح 828 آخرون، وسط قلق وترقب دوليين.
وأفات وكالة الصين الجديدة للانباء "شينخوا" ان عدد قتلى الاضطرابات العرقية التي حصلت الأحد في أورومتشي عاصمة الإقليم ارتفع الى 156 قتيلا، من غير ان تحدد ما إذا كان هؤلاء من الاويغور المسلمين ام من اتنية الهان. وأضافت في نبأ مقتضب ان الشرطة فرقت بعض "مثيري الشغب حاولوا التجمع" في مسجد عيد كاه بوسط مدينة كاشغار. وتحدثت عن امتلاك الشرطة أدلة على جهود لتنظيم "اضطرابات" في مدينتي أكسو ويلي قازاخ.
وكان شبان اقتحموا الأحد حواجز عسكرية وهاجموا منازل وآليات واشتبكوا مع الشرطة احتجاجاً على مقتل اثنين منهم في شجار في مصنع الأسبوع الماضي. وقال قائد الشرطة في المنطقة ليو ياو هوا ان "المشاغبين أحرقوا 261 سيارة بينها 190 باصاً وعشر سيارات أجرة على الأقل وسيارتان للشرطة", مشيرا إلى أن الشرطة اعتقلت "بضع مئات" من المتورطين في أعمال العنف،  بينهم عشرة على الأقل من المشتبه في تحريضهم عليها وانها تبحث عن نحو 90 آخرين.
وانتشر ألفان من رجال الأمن يعتمرون خوذاً ويرتدون سترات واقية من الرصاص ومزودين عصياً ودروعاً في السوق الرئيسية في أورومتشي، وقطعت خدمة الهواتف الخليوية وحظر الدخول إلى موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت الذي كان الوسيلة الأولى لنقل صور الاضطرابات في شوارع العاصمة الإيرانية طهران. وقال التاجر يانغ جين في اتصال هاتفي إن "قانون الطوارئ فرض فعلاً على المدينة".
وبث التلفزيون الصيني مشاهد لاعمال العنف، بدت فيها شابات سالت دماؤهن وهن يواسين بعضهن بعضاً، ومسناً طريح الارض ينزف من راسه وهو يحاول الوقوف، وشابا يجلس على الرصيف وقد غطته الدماء. وتوالت هذه المشاهد الدامية وسط لقطات لسيارات وباصات تحترق. وكان هناك متظاهرون يستعدون لقلب سيارة للشرطة. وبدا ان الحجار كانت ابرز اسلحة المتظاهرين. وقال معلق التلفزيون إن "العديد من المدنيين وشرطياً قتلوا خلال هذه الحوادث الاجرامية العنيفة المدبرة والمنظمة".
واعتبر حاكم سيكيانغ نور بايكيلي، وهو ينتمي إلى الأويغور، ان الاضطرابات من عمل "قوى متطرفة في الخارج"، مشيرا الى الحملة الامنية في المنطقة الاستراتيجية قرب باكستان وآسيا الوسطى. ولم يستبعد مسؤول آخر تحريض "مؤتمر الأويغور العالمي بزعامة ربيعة قدير" على الاحتجاجات في "جريمة عنف متعمدة ومنظمة". وقدير سيدة أعمال من الأويغور تقيم حاليا في الولايات المتحدة بعد سجنها سنوات واتهامها بتدبير نشاطات انفصالية. غير ان الناطق باسم "مؤتمر الأويغور العالمي" ديل شات راشيت قال من منفاه في أسوج :"إنهم ينحون علينا باللائمة لصرف انتباه الأويغور عن التمييز والقمع اللذين أثارا هذا الاحتجاج".
ويذكر ان إقليم سيكيانغ الذي يشكل سدس مساحة الصين ويقع على طريق الحرير القديمة، منطقة جبلية وصحراوية شاسعة معظم سكانها من الاويغور، وهم مسلمون ناطقون اللغة التركية، تتهم بيجينغ بعضهم بالقيام باعمال عنف انفصالية. وفي الإقليم  47 اتنية، أبرزها الهان التي قفزت نسبتها من ستة الى 40 في المئة نتيجة السياسة الاسكانية التي تتبعها بيجينغ منذ التسعينات من القرن الماضي.
ويحاذي الإقليم كلا من افغانستان وجمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق المسلمة قازاقستان وطاجيكستان وقرغيزستان. وفيه احتياط النفط الاساسي للصين. وكان ضم الى الامبراطورية الصينية عام 1884، وهو يتمتع حالياً بحكم ذاتي. وقد شهد جزء منه فترة وجيزة من الاستقلال تحت اسم تركستان الشرقية بين عامي 1930 و1949.
• في واشنطن، أسف الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية ايان كيلي "بشدة لهذه الخسائر البشرية"، ودعا "الاطراف كافة الى الهدوء وضبط النفس".
• في جنيف، حض الامين العام للامم المتحدة بان كي-مون الاثنين كل الحكومات في العالم على معالجة النزاعات من طريق الحوار واحترام الحقوق الديموقراطية. وكان يجيب عن سؤال عن الأحداث في سيكيانغ، ومما قال انه "بمعزل عن المكان الذي تجري فيه الاضطرابات، فإن موقف الامم المتحدة وامينها العام واضح، ان جميع النزاعات سواء الداخلية او الدولية يجب ان تحل سلمياً ومن طريق الحوار".


المصدر: جريدة النهار

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,056,993

عدد الزوار: 6,750,415

المتواجدون الآن: 95