نص تصور الرئيس سليمان للاستراتيجية الوطنية للدفاع: اقرار وضع سلاح المقاومة بتصرف الجيش المولج حصرا استخدام القوة..ويكيليكس: بري أعاق الخصخصة لضمان الحصول على مكاسب مالية..زعزعة إيمان المسلمين بدينهم غير ممكنة.. سوريا يلزمها 7 أعوام كي تعود إلى ما كانت عليه عام 2010

التصوّر الدفاعي لسليمان: المقاومة بإمرة الجيش.. بوادر اعتراضات هادئة لقوى 14 آذار

تاريخ الإضافة السبت 22 أيلول 2012 - 6:14 ص    عدد الزيارات 2246    التعليقات 0    القسم محلية

        


التصوّر الدفاعي لسليمان: المقاومة بإمرة الجيش.. بوادر اعتراضات هادئة لقوى 14 آذار

 

 

إجراءات احترازية كثيفة اليوم تواكب تظاهرات الاحتجاج
 

خطوات جديدة للأجهزة في الحملة الأمنية لمكافحة الخطف
 

تحت تأثير الاجواء السياسية الهادئة التي خلفتها زيارة البابا بينيديكتوس السادس عشر للبنان الاسبوع الماضي ومناخ الاجماع الداخلي على التنديد بالفيلم والرسوم المسيئة الى الاسلام، أفضت جولة الحوار التي انعقدت أمس في قصر بعبدا الى تلقف هادئ للتصور الذي طرحه رئيس الجمهورية ميشال سليمان للاستراتيجية الدفاعية وإن تكن طلائع ردود الفعل الاولية عليه عقب الجولة أبرزت بوادر اعتراضات وخصوصا لدى فريق 14 آذار.
ويمكن ايجاز التصور الذي طرحه الرئيس سليمان بخلاصة أساسية هي تثبيت الإمرة المبدئية للجيش في الاستراتيجية الدفاعية مع الاقرار بدور المقاومة وسلاحها.
ومع ان هذه الخلاصة لا تلحظ الآليات التفصيلية التي يتركها رئيس الجمهورية للتوافق السياسي، فانه قدم تصوره في صفحتين ونصف صفحة فولسكاب حدد فيها المخاطر على لبنان وسبل مواجهتها ومن ثم مرتكزات الاستراتيجية التي كان أبرز ما تضمنته فقرة تنص على الآتي: "حتى تزويد الجيش القوة الملائمة للقيام بمهماته، التوافق على الأطر والآلية المناسبة لاستعمال سلاح المقاومة ولتحديد إمرته ولإقرار وضعه في تصرف الجيش المولج حصرا باستعمال عناصر القوة، وذلك لدعمه في تنفيذ خططه العسكرية مع التأكيد ان عمل المقاومة لا يبدأ إلا بعد الاحتلال".
وعلمت "النهار" ان تصور سليمان بدا للوهلة الاولى عقب تلاوته إياه في الجلسة كأنه لم يستفز أحدا، إلا أن مناقشة بعض التفاصيل في شكل أولي أبرزت ان الخطوط العريضة للتصور لم ترض أحدا. وبادر نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري الى القول: "يا فخامة الرئيس، نلتقي معكم في معظم ما طرحتموه لكن الورقة لا تعطي جوابا واضحا ولا تحمل جديدا حول ما اذا كان سلاح المقاومة سيبقى كيانا مستقلا يعمل بإمرة الدولة أم سيتم تسليمه الى الدولة". لكن النقاش لم يتسع في الجلسة كي يتسنى للجميع درس مضمونها قبل استكمال النقاش في الجلسة المقبلة التي حدد موعدها في 12 تشرين الثاني.
وفي المعلومات المتوافرة لدى "النهار" أن نقاشا عاما حصل في شأن التطورات في البلاد بما فيها حوادث الخطف والوضع الاقتصادي شارك فيه معظم أركان الحوار.
وأدلى الرئيس فؤاد السنيورة بمداخلة طويلة تناولت مجمل الاوضاع، وتطرق الى كلام قائد الحرس الثوري الايراني "الباسدران" محمد علي جعفري عن ارسال عناصر من الحرس الى لبنان وسوريا. وقال: "ان اللبنانيين يعارضون بشدة ان تتعرض ايران لأي حرب او اعتداء من جانب اسرائيل أو غيرها، لكننا في الوقت ذاته لا يمكن ان نقبل بأن يتحول بلدنا منصة صواريخ لأحد أو أرضا للمواجهة بين القوى الاقليمية او لمواجهة القوى الدولية". وأضاف ان "المطلوب من حزب الله ان يتعهد أمام اللبنانيين عدم وجود نية او استعداد من أي نوع لاستخدام هذا السلاح لأهداف غير لبنانية". ثم انتقد اقرار الحكومة سلسلة الرتب والرواتب "من غير أن تعرف حقيقة تكاليفها" محذرا من "الاعباء المستقبلية الهائلة التي سيتحملها الشعب اللبناني".
ولما انتهى السنيورة من كلامه سارع العماد ميشال عون الى تأييده. ثم سأل أحد المشاركين السنيورة: لماذا لم تتكلم من قبل؟ فأجاب انه سبق له ان حذر الحكومة من مغبة ما أقدمت عليه عندما زادت رواتب القضاة وأن عليها ان تأخذ في الاعتبار مطالب أخرى لأساتذة الجامعة والمعلمين والموظفين وهذا ما حصل.
وتحدث النائب محمد رعد، فأكد أن المطلوب تعاون الجميع في مواجهة ما هو متراكم من السياسات السابقة. كذلك طالب فريق 14 آذار ان يضع كل اسئلة في موضوع سلاح المقاومة في ورقة واحدة للاجابة عنها مرة واحدة بدل تكرارها في كل مرة، ولفت الى ان "تيار المستقبل" لم يطرح حتى الآن رؤيته للاستراتيجية الدفاعية. فأجابه السنيورة: "ان استراتيجيتنا تتلخص بالآتي: إمرة السلاح يجب أن تكون للدولة ونقطة على السطر".
ورحب رئيس مجلس النواب نبيه بري مساء امس بالاجواء التي سادت جلسة الحوار والورقة التي قدمها الرئيس سليمان والتي وصف بري الافكار الواردة فيها بأنها "قابلة للأخذ والرد". وتساءل: "أليس من المفارقة ان يتزامن انعقاد جلستنا هذه مع المناورات الاسرائيلية على الحدود؟ فلنأخذ دائما هذا الامر في الحسبان ولا نغفله".

 

سعيد

ولاقت قوى 14 آذار ورقة الرئيس سليمان في الجلسة الحوارية بعدم ارتياح عبّر عنه منسق الامانة العامة لهذه القوى فارس سعيد الذي قال لـ"النهار" ان "المواقف الشجاعة الاخيرة لرئيس الجمهورية في مواجهة الارهاب والفلتان الامني استدعت الاشادة والتصفيق، اما في ما يتعلق بالاستراتيجية الدفاعية فالمرجعية الوحيدة يجب ان تكون الدستور المنبثق من اتفاق الطائف، والمناقشات الاولية لهذه الاستراتيجية كما عرضها فخامة الرئيس مناقضة تماما لاحكام الدستور لكونها تعترف مداورة بمؤسسة لا وجود لها في الدستور هي "المقاومة" وان دعا الى عملها في اشراف الجيش. الدستور واضح ومسؤولية الدفاع عن لبنان تعود حصراً الى الدولة ومؤسساتها. اما اذا كانت هذه المحاولة خطوة اولى لتطبيق احكام الدستور كاملة فنعتبرها بداية للطريق الصحيح".
وعن الاراضي المحتلة قال سعيد: "ان تحريرها يكون باعتراف سوريا بلبنانيتها بعد الترسيم، وتاليا لا داعي لتحميل لبنان عبء استمرار المقاومة والاعتراف بها". واكد "ان صيغة "شعب وجيش ومقاومة" التي رفضناها عندما تألفت الحكومة الحالية لن نقبل بها حول طاولة الحوار".

 

الخطف

اما على صعيد الحملة الامنية التي باشرتها القوى العسكرية والامنية لمكافحة اعمال الخطف، فأكد مرجع امني أمس لـ"النهار" ان ثمة تحضيراً لخطة ينفذها الجيش وسائر القوى الامنية قريبا، متوقعاً ان تعطي هذه الخطة النتائج المرجوة منها. وأفاد المرجع ان بصمة وجدت على سيارة المخطوف علي منصور في غزة بالبقاع الغربي ارشدت القوى الامنية الى كشف هوية خاطفه.
كذلك كشف مصدر عسكري لـ"النهار" ان عناصر من مديرية المخابرات في الجيش دهمت أمس منزل احد المتهمين بخطف المواطن يوسف بشارة الذي حرر عقب دفع عائلته 400 الف دولار. واوضح ان القوة لم تعثر في المنزل على الخاطفين، لكنها ضبطت منه مبلغ 380 الف دولار وتبين ان احد الخاطفين اقتطع من الفدية 400 دولار فقط قبل فراره.
وفي طرابلس تمكنت الاجهزة الامنية مساء امس من القبض على المتورطين في احراق مطعم KFC السبت الماضي خلال تظاهرة احتجاج على الفيلم المسيء الى الاسلام. وسيتولى قائد سرية درك طرابلس العميد بسام الايوبي عرض الموقوفين اليوم امام وسائل الاعلام قبل احالتهم على القضاء المختص.

 

يوم الاحتجاجات

الى ذلك، عززت القوى العسكرية والامنية اجراءاتها الاحترازية حول السفارة الفرنسية والمراكز الثقافية والتربوية الفرنسية في مناطق عدة وكذلك حول مراكز ديبلوماسية غربية اخرى عشية يوم التظاهر الذي ستشهده مناطق لبنانية عدة اليوم احتجاجاً على فيلم "براءة المسلمين" وعلى الرسوم التي نشرتها مجلة "شارلي ايبدو" الفرنسية، علما ان المدارس الفرنسية في لبنان تبلغت ضرورة التوقف عن التدريس.
وفي هذا السياق علمت "النهار" ان اجراءات احترازية اتخذت في الجنوب وخصوصا في مناطق عمل القوة الموقتة للامم المتحدة في لبنان "اليونيفيل" وعممت القيادة الدولية في الناقورة على وحداتها ضرورة تكييف نشاطاتها العسكرية بما يتلاءم وتجنب مرور الآليات العسكرية في مدينة بنت جبيل حيث تقام تظاهرة اليوم.
كذلك اتخذت ترتيبات واجراءات امنية ستنفذ في وسط بيروت بعد ظهر اليوم حيث ينظم الشيخ احمد الاسير وانصاره اعتصاما في الخامسة عصراً.
وفي اطار آخر نفذ ناشطون من "الحملة المدنية للاصلاح الانتخابي" امس اعتصاما في ساحة رياض الصلح استنكاراً لتصدي قوى الامن لها الاربعاء لدى اعتصامها امام مبنى مجلس النواب للمطالبة باصلاح قانون الانتخاب.

 

 
هدى شديد

المتحاورون يعودون في 12ت2 لمناقشة الاستراتيجية... تصوّر سليمان: عمل المقاومة لا يبدأ إلا بعد الاحتلال

 

"الإمرة للجيش"، هذه هي خلاصة التصوٰر الذي قدّمه رئيس الجمهورية ميشال سليمان لاستراتيجية وطنية للدفاع، محدداً فيه الاخطار بثلاثة: العدو الاسرائيلي، والارهاب، والسلاح الذي "ينتشر عشوائياً بين ايدي المواطنين اللبنانيين والاحزاب والمنظمات والفصائل واللاجئين الفلسطينيين ويتخذ عناوين مختلفة(...)". وفي طرحه لمواجهة هذه الاخطار، اعتبر انه "ينبغي تعزيز قدرات الدولة وإنماء طاقاتها لمقاومة اي اعتداء، ليصل في اقتراحه لمرتكزات الاستراتجية، الى طرح من ستة ابواب، ابرزها ما استند فيه الى الدستور وقانون الدفاع، لجهة "التوافق على الاطر والآليات المناسبة لاستعمال سلاح المقاومة ولتحديد امرته، ولإقرار وضعه بتصرّف الجيش المولج حصراً باستعمال عناصر القوة، وذلك لدعمه في تنفيذ خططه العسكرية، مع التأكيد أن عمل المقاومة لا يبدأ الا بعد الاحتلال".
صفحتان ونصف صفحة اختصر فيها رئيس الجمهورية جلسات مطوٰلة من الحوار امتدّت من العام ٢٠٠٦ في مجلس النواب، وصولاً الى بعبدا، ويسعى من خلالها الى إقامة جسر عبور بين ضفتيّ المعارضة والموالاة. ولكن للوهلة الأولى بدا أنها بخطوطها العريضة لا تستفزّ احداً، الا أنها في تفاصيلها المدوّرة الزوايا لا ترضي احداً.
والدليل، ردّة الفعل الأولية التي بادر بها نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، رئيس الجمهورية بقوله له: "يا فخامة الرئيس، نلتقي معكم في معظم ما طرحتموه في ورقتكم، ولكنها لا تعطي جواباً واضحاً ولا تحمل جديداً حول ما اذا كان سلاح المقاومة سيبقى كياناً مستقلاً يعمل بأمرة الدولة، أم سيتم تسليمه الى الدولة، ولذلك نريد أن نناقش هذا الأمر". لكنّ الرئيس أجاب بانه يفضل أن يرفع الجلسة لكي يتسنى لكل طرف أن يدرس الورقة ويعود بملاحظاته في الجلسة المقبلة لمناقشتها
هكذا وزٰعت الورقة على أعضاء هيئة الحوار، وبعدما أعطوا استراحة قصيرة لقراءتها، سرعان ما رفع رئيس الجمهورية الجلسة وتمنى عليهم درسها في الوقت الفاصل عن موعد الجلسة المقبلة التي حدٰدها في ١٢ تشرين الثاني، لتوضع عندها على طاولة الحوار والنقاش.
وكانت الجلسة بدأت بكلمة لرئيس الجمهورية الذي أشاد بـ"مدى نجاح زيارة قداسة البابا بينيديكتوس السادس عشر من حيث "التنظيم والمضمون"، معتبرا انها "اعادت تسليط الضوء على موقع لبنان ودوره كرسالة حرية وعيش مشترك". وكرر ادانته لـ"الفيلم المسيء الى الاسلام"، كما اكد "ضرورة التزام مندرجات اعلان بعبدا وضرورة التشدد في وقف ظاهرة الخطف والسطو"، لافتا الى ما تم اتخاذه من تدابير فعالة من القوى الامنية.
ثم دار نقاش عام في التطورات والأحداث التي يشهدها البلد، بما فيها حوادث الخطف، والإقتصاد المخطوف، وسبل العمل بإجماع على تحريره من اخطار تتهدٰده. ووفق أحد القيادات أن "الكل كان مرتاحاً وغير مستعجل في الجلسة لأن الكل يلعب على عامل الوقت لاعتباراته الخاصة".
وعلمت "النهار" آن ما ركّز عليه النائب وليد جنبلاط على طاولة الحوار، هو نفسه الذي حرص على إعلانه للمرة الأولى بعد الجلسة، لجهة الاتفاق على المعالجة المشتركة للوضع الاقتصادي، ومعالجة سلسلة الرتب والرواتب بعيدا من الانقسام السياسي بين 14 و8 آذار بما يضمن احقاق العدالة الاجتماعية، والحفاظ على استقرار الوضع النقدي".
وتحدّث كل من الرئيس أمين الجميّل والرئيس فؤاد السنيورة، وسائر فريق الرابع عشر من آذار بالعناوين نفسها، ولاسيما لجهة الاستثمار الايجابي لزيارة البابا الى لبنان، ولدور لبنان في حوار الحضارات وفي مواجهة الإساءة للأديان، كما لجهة الكلام الذي صدر عن قائد الحرس الثوري الايراني والذي لم يعقبه أي توضيح رسمي واضح وصريح، لا من ايران ولا من "حزب الله"، وتأكيد الرفض لأن يتحوّل لبنان منصة صواريخ لإيران او لغيرها. كما تركٰز الموقف المعارض على الاعتداءات المتكررة على الحدود اللبنانية من الجانب السوري، و"موقف الحكومة المتخاذل في هذا المجال".
وفي المداخلة التي قدّمها السنيورة، فقد اكد المعارضة بشدة "لان تتعرض ايران لاي حرب أو اعتداء من اسرائيل أو غير اسرائيل، لكننا في الوقت نفسه لا يمكن ان نقبل بأن يتحول بلدنا منصة صواريخ لأحد".
وأضاف: "سيقول البعض ان كلام قائد الحرس الايراني تم تحريفه، وهذا أمر غير صحيح لكننا لم نسمع نفياً واضحاً وصريحاً من حزب الله او كلاما يقول ان سلاحه هو لأهداف لبنانية فقط". واعتبر أن "المطلوب من حزب الله ان يتعهد امام اللبنانيين عدم وجود نية أو استعداد من أي نوع كان لاستخدام هذا السلاح لأهداف غير لبنانية".
وفي القضية الاقتصادية الاجتماعية قال السنيورة: "نعم، علينا زيادة رواتب الموظفين في القطاع العام، وليس مقبولا ان يكون العاملون في القطاع العام في ضائقة، لكن الحكومة تقرّ زيادات دون رؤية اصلاحية ودون خطة لتحسين الخدمات ودون قدرة على تأمين العائدات، وتأخذ البلد واقتصاده وماليته الى المجهول".
واثار الفريق المعارض موضوع الحكومة "البعيدة كل البعد عن مبدأ الحياد"، في مقابل الاشادة بموقف رئيس الجمهورية الذي اعتبر "معوضا لتقصير الحكومة في الكثير من المحطات المفصلية". وبقي الهاجس الاكبر من سلاح حزب الله ودوره في الداخل والخارج هو العنوان الابرز في مداخلات فريق 14 آذار.
وعلم ان النائب محمد رعد الذي كان يتلقى كل اسئلة المعارضة بجديدها وقديمها، طلب من فريق الرابع عشر من آذار ان يضع كل اسئلته في ورقة واحدة للاجابة عنها مرة واحدة، بدلا من تكرارها كل مرة.

 

تصور سليمان
 

اما تصور الرئيس سليمان فعدد اولا "المخاطر" وحددها بالعدو الاسرائيلي والارهاب والسلاح"، ثم تناول "مرتكزات الاستراتيجية" وهي "التمسك باتفاق الهدنة واتخاذ كل الاجراءات اللازمة لتحرير جميع الاراضي اللبنانية والزام اسرائيل تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته وتفعيل حضور لبنان الدولي من خلال الديبلوماسية المباشرة وتعزيز القدرة العسكرية للجيش". وجاء في الفقرة 2 من هذا الباب "استنادا الى المادة 65 من الدستور ولقانون الدفاع الوطني ومن تزويد الجيش بالقوة الملائمة للقيام بمهماته التوافق على الاطر والآليات المناسبة لاستعمال سلاح المقاومة ولتحديد امرته ولاقرار وضعه بتصرف الجيش المولج حصرا باستعمال عناصر القوة وذلك لدعمه في تنفيذ خططه العسكرية مع التأكيد ان عمل المقاومة لا يبدأ الا بعد الاحتلال".

 

البيان
 

واثر الجلسة صدر عن المتحاورين بيان جاء فيه: "افتتح فخامة الرئيس الجلسة بعرض ابرز التطورات التي حصلت على الساحتين الداخلية والاقليمية منذ الجلسة الاخيرة، مشيدا بمدى نجاح زيارة قداسة البابا بينيديكتوس السادس عشر ولاسيما من حيث التنظيم والمضمون وسماحها باعادة تسليط الضوء على موقع لبنان ودوره كرسالة حرية وعيش مشترك. كما كرر ادانته للفيلم والرسومات المسيئة الى الاسلام والرسول الاعظم الذي صدر بصورة مشبوهة بالتزامن مع زيارة قداسة البابا للبنان. وذكر بضرورة التزام جميع مندرجات "اعلان بعبدا"، ولا سيما منها البندين 12 و13، حفاظا على استقرار لبنان وسلامة اراضيه، واكد ضرورة التشدد لوقف ظاهرة الخطف والسطو، مشيرا الى ما تم اتخاذه من قرارات وتدابير فعالة من قبل القوى العسكرية والامنية، وفي طليعتها الجيش لضبط الامن وملاحقة المخلين واحالتهم على السلطات القضائية المختصة.
كما تم التطرق بشكل مستفيض الى الاوضاع الاقتصادية والمعيشية والسبل الفضلى لمعالجتها.
وطرح فخامة الرئيس تصوره لاستراتيجية وطنية دفاعية متكاملة.
وبنتيجة المداولات توافق المتحاورون على الآتي:
1 – اعتبار التصور الذي قدمه فخامة الرئيس منطلقا للمناقشة سعيا للتوافق على استراتيجية دفاعية وطنية، ومن ضمنها موضوع السلاح، وتأكيد ضرورة المحافظة على دينامية الحوار.
2 – البناء على ما كرسته زيارة قداسة البابا من اجواء استقرار وتضامن بين كل مكونات الشعب اللبناني من اجل ترسيخ نهج دائم من الحوار والتوافق في مقاربة المسائل الوطنية.
3 – اعتبار الفيلم والرسوم المسيئة الى الاسلام عملا استفزازيا مدانا يهدف الى زرع الفتنة والتفرقة والصراع بين الحضارات والديانات والثقافات، وبالتالي دعم الحكومة اللبنانية في موقفها الداعي الى العمل على اصدار تشريع دولي يحرم ويجرم الاساءة الى الديانات السماوية.
4 – تحديد الساعة 11:00 من قبل ظهر يوم الاثنين 12 تشرين الثاني 2012 موعدا للجلسة المقبلة لهيئة الحوار الوطني".

 

جنبلاط
 

واشار رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط بعد انتهاء الجلسة الى انه كان اول من دعا الى الحوار مع الرئيس نبيه بري، "واليوم كانت جلسة ممتازة وسادها هدوء ولم يكن هناك اي توتر، بل بالعكس، اتفقنا على مواضيع حساسة منها المعالجة المشتركة للوضع الاقتصادي، اي معالجة سلسلة الرتب والرواتب بعيدا من الانقسام السياسي بين 14 و8 آذار من اجل احقاق العدالة الاجتماعية، ولكن ايضا من اجل الحفاظ على استقرار النقد الوطني".
وقال: "بغض النظر عن موقف كل فريق سياسي من احداث سوريا، اتفقنا على الحياد اللبناني الرسمي، وتحية للجيش اللبناني الذي قام بخطوات جبارة في طرابلس من اجل منع الفتنة ومعالجة الفقر".
واضاف: "في ما يتعلق بتصور الاستراتيجية الدفاعية، اعطانا رئيس الجمهورية ورقة مهمة جدا قابلة للنقاش، وليست نهائية، واخيرا بدأنا نعبر الى الامور الاساسية، ووافقنا كلنا على مناقشة الاستراتيجية الدفاعية".

 

 

 
خليل فليحان

الخلل الأمني يقلق الأجانب والعرب من الأسباب: الإساءة للنبي وسوريا

 

الاستقرار الأمني في البلاد على المحك. لم يعد اهتزازه محصوراً فقط بحوادث الخطف بشقيها، إما بهدف المبادلة بمخطوفين لبنانيين وإما  بهدف الابتزاز المالي. وتتوسع محاولات الاهتزاز الامني لتطول التداعيات السلبية للاقتتال السوري الدائر، وتصل شظاياه الى قرى حدودية في الشمال والبقاع عبر سقوط قذائف تصيب البشر والحجر. وقد فشلت كل المحاولات الرسمية التي هدفت الى وقفها، والجواب الدائم والثابت "القذائف تسقط من طريق الخطأ".
وأضيفت الى عوامل الاهتزاز الامني، مخاوف باريس على أمن رعاياها ومصالحها في لبنان، بعد نشر المجلة الفرنسية "شارلي إيبدو" رسوما ساخرة عن النبي محمد واحتمال حدوث تداعيات لها، مما جعل جهاز امن السفارة يرسل بواسطة مختصين رسائل نصية يحددون فيها للفرنسيين الموجودين بداعي العمل في لبنان او اللبنانيين - الفرنسيين الذين يحملون الجنسية الفرنسية، الأماكن التي يمكن ان تشكل خطرا على امنهم. وحددت السفارة مجموعة اجراءات لاتباعها من أجل تجنيب الرعايا اي سوء، مثل عدم فتح عدد من المدارس المرتبطة بالسفارة يوم الجمعة،  وعدم ارتياد اماكن معينة في اليوم نفسه، أي اليوم. أما الملف الثاني فهو العلاقة مع سوريا عبر قضية توقيف الوزير السابق ميشال سماحه بتهمة نقل متفجرات في سيارته من دمشق الى بيروت.
اما دول الخليج فلا تزال على مقاطعتها الامنية للبنان، اذ تنصح لرعاياها بعدم المجيء اليه لاحتمال تعرضهم لعمليات خطف، وان لا مجال للمجيء الى بيروت قبل انتهاء الازمة السورية، وفقاً لمصادر ديبلوماسية خليجية في بيروت.  
كذلك فرض الإعلان عن وجود عناصر من "الحرس الثوري الايراني" في لبنان نفسه على الاهتمامات الرسمية، في انتظار الأجوبة الإيرانية عن أسئلة كان طرحها الرئيس سليمان على السفير غضنفر ركن آبادي.
اما الخطر الدائم على لبنان فيكمن في التهديدات الاسرائيلية لـ"حزب الله" وترسانته الصاروخية وما تشكله من خطر على أمن الدولة العبرية. وأضيف الى قلقها من خطر السلاح النووي الايراني، مخاوفها من السلاح الكيميائي السوري الذي توهم تل أبيب الدول الكبرى بأنه في حال سقط النظام الحالي سيسلم الحزب هذا السلاح. لذا يكثر الجيش الاسرائيلي من سيناريوات الحرب على لبنان.
ولفتت دوائر ديبلوماسية في بيروت لدى سؤالها عن تقويمها للوضع الامني الى أنه "هشّ، والأخطار التي يمكن ان يتعرض لها السائح او رجل الاعمال كثيرة، وليس من ضمانات أكيدة، بدليل انه كلما قبض على خاطف، يعقب ذلك حادث خطف آخر في وضح النهار وفي اي منطقة". وأكدت "ان هذا الفلتان عائد الى عدم إنزال العقاب الصارم بالمرتكبين، وهذا ما يشجعهم على ذلك أو على تكراره"، موضحة ان تقاريرها الى دولها لاتخرج عن هذا السياق.

 

 
واشنطن - هشام ملحم

غلايزر: عدم السماح لإيران وسوريا بإساءة استخدام السلطات المالية اللبنانية

 

قال دانيال غلايزر مساعد وزير الخزانة الاميركية لشؤون مكافحة تمويل الارهاب، انه يجب "عدم السماح لايران وسوريا باساءة استخدام السلطات المالية اللبنانية". واضاف ان الولايات المتحدة ترغب في التعاون "مع شريك لبناني قوي لمراقبة النظام المالي اللبناني". وادلى غلايزر، بهذه المواقف في ندوة حول النظام المصرفي اللبناني نظمها برنامج الشرق الاوسط في مؤسسة آسبن للابحاث بالتعاون مع جمعية النهضة اللبنانية، وشارك فيها ايضا وزير المال السابق محمد شطح ومهند اعمى مدير مؤسسة "بيم" المالية. وادار الندوة الصحافي جاي سولمون الذي يغطي الشرق الاوسط والذي يكتب عادة عن آثار المقاطعة الاميركية والدولية لسوريا وايران و"حزب الله". وأثنى غلايزر على الحيوية التقليدية للنظام المصرفي اللبناني، ولكنه اشار الى ان هذا النظام ينشط "في مناخ متسامح مع جذب ودائع جيدة وأخرى غير شرعية" ورأى ان هذا الوضع، اضافة الى المنطقة التي يعيش فيها لبنان، والاطراف الناشطين فيه، في اشارة ضمنية الى "حزب الله"، هي التي تجعل النظام المصرفي اللبناني موضع اهتمام الولايات المتحدة. واشار غلايزر في هذا السياق الى مقاطعة الولايات المتحدة للبنك اللبناني - الكندي، وأحد فروع بنك فينيسيا. وبعدما ذكر بزياراته وزيارات مسؤولين بارزين من وزارته الى لبنان، اضاف انه لا تزال هناك اسئلة حول غسل الاموال وودائع الاتجار بالمخدرات ومحاولات البعض الالتفاف على العقوبات المفروضة ضد ايران. وأشار الى ان السرية المصرفية، وهي من أهم الميزات التاريخية للنظام المصرفي اللبناني، لم تعد من الممارسات الشائعة في المصارف الدولية، موضحا ان دول مجموعة العشرين الصناعية تدعو الى شفافية مالية دولية، ولذلك فان النظام المصرفي العالمي لا يستطيع التسامح مع بعض الممارسات المقبولة في لبنان. وأضاف "نحن لا نستطيع وضع القيود الادارية للنظام المصرفي اللبناني حتى لو أردنا ذلك، ولكننا نستطيع توفير المعلومات والدعم، ويجب على اللبنانيين انفسهم ان يتحملوا مسؤولية ادارة هذا النظام".
من جهته دافع الوزير السابق محمد شطح عن سجل النظام المصرفي اللبناني بشكل عام مشيرا الى أهميته في دعم الاقتصاد اللبناني ومنعه من الانهيار، وأشار الى ان ربع العمالة اللبنانية هي في الخارج وتودع أموالها في مصارف لبنانية، وأشار الى ان عرقلة هذه العلاقة سيكون لها تأثير سلبي على اقتصاد لبنان، خصوصا ان دخل اللبنانيين في الخارج يساوي مجمل الانتاج الداخلي. ودافع مهند أعمى عن أداء النظام المصرفي اللبناني بشكل عام، مشيرا الى فجوات في لائحة الاتهامات الموجهة الى البنك اللبناني - الكندي.

 


 
ريتا صفير

ريما خلف لـ"النهار:" زعزعة إيمان المسلمين بدينهم غير ممكنة.. سوريا يلزمها 7 أعوام كي تعود إلى ما كانت عليه عام 2010

 

ربما هي من القلائل الذين قرأوا "الربيع العربي" قبل ان يبدأ. عام 2002، كانت وكيلة الامين العام للأمم المتحدة الأمينة التنفيذية لـ"الإسكوا" ريما خلف تثير مع آخرين جدلا واسعا عبر تقرير التنمية الانسانية عن العالم العربي والذي حذر من "الخراب الآتي" في حال احجمت الدول العربية عن الانتقال نحو الحكم الديموقراطي. وباتت اليوم احدى اكثر النساء العربيات تأثيراً في المنظمة الدولية ممسكة بالقضايا المنبثقة من هذا الربيع من خلال تمثيلها للامين العام للامم المتحدة وترؤسها للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا، منذ زهاء عامين.
في مكتبها في مركز الامم المتحدة وسط بيروت، تعيد خلف "بوصلة" اصوات التشدد العربي الى نقطة الاعتدال. وفي اول حديث شامل تدلي به الى "النهار" منذ تعيينها في منصبها، ترد على المواقف التي رافقت الفيلم المسيء الى  الاسلام، مؤكدة ان "احداً لا يمكنه ان يزعزع ايمان مليار ونصف مليار مسلم بدينهم" ومذكرة بان قتل الانفس البريئة "غير مقبول قانونا وعرفا وشرعاً". وفيما تتوقع "زميلة" الاخضر الابرهيمي وبطرس بطرس غالي وغيرها من العرب الذين برزوا في الامم المتحدة ان ينعكس "انجاز" حكم ديموقراطي في مصر على بقية الدول العربية، تشيد بالمبادرة الرباعية التي طرحتها القاهرة لحل الازمة السورية، والتي تجمع "الاطراف الاقليمية المتأثرة والمؤثرة على الطاولة نفسها"، مبدية "بعض القلق" من أن يؤدي صعود التيارات الاسلامية الى الحد من الحريات الشخصية. ونائبة رئيس الوزراء الاردني السابقة التي تعيد التذكير بأولوية حل القضية الفلسطينية لتحقيق الاستقرار، تتناول الازمة السورية على خلفية الدراسات التي تعمل عليها "الاسكوا" . وخلاصتها "اذا بدأ الانتقال الى حكم ديموقراطي اليوم، فيلزمنا 7 اعوام كي تعود سوريا الى ما كانت عليه على مستوى الانتاج عام 2010". 
وفي ما يأتي نص المقابلة: 
¶ هل عززت اعتداءات ليبيا المخاوف التي اعربت عنها حيال صعود التيارات الإسلامية بعدما عكس فوز الليبراليين مشهداً آخر؟
- لم أعرب عن قلق شديد بشأن صعود التيارات الإسلامية، وإن كنت أتفهم دوافعه. صعود هذه التيارات ظاهرة تأتي في خضم التحول الديموقراطي. فهناك  قلق لدى البعض من أن يؤدي ذلك إلى الحد من الحريات الشخصية وتقليص حقوق المرأة، إلا أن الأحزاب الإسلامية التي وصلت إلى السلطة في المغرب وتونس لم تفعل ذلك ولم تخل بتعهداتها في هذا الشأن. الانتقال إلى الديموقراطية أساساً صعب ولا سيما في مراحله الأولى. في النهاية، الغالية ستسود، والتيارات المتطرفة إجمالاً تمثل أقلية في الدول العربية.
أما بالنسبة الى اعتداءات ليبيا، فكثر اعتبروا أن شريط الفيديو الذي أنتج يسيء إلى الإسلام. لكن أحداً لا يمكنه أن يزعزع إيمان مليار ونصف مليار مسلم بدينهم. منتج الشريط كان يستجدي رد الفعل الذي حصل في ليبيا والذي يسيء إلى المسلمين. يحق للناس الاحتجاج والإدانة ولكن قتل نفس بريئة غير مقبول قانوناً وعرفاً وشرعاً. ونحمي ديننا من خلال تصرف أخلاقي ينسجم وروح الإسلام.
¶ خاضت مصر أول تجربة على مستوى ضم "الإخوان المسلمين" إلى العملية السياسية. ما هو  تقويمك لهذه التجربة؟
- يمثل فوز محمد مرسي وإجراء الانتخابات البرلمانية رغم حل مجلس الشعب لاحقاً نقلة نوعية للعالم العربي. سقطت النظرية الغربية القائلة بإن هناك استثنائية عربية. فثمة من اعتبر أن العرب وبحكم دينهم وتنشئتهم لا يتواءمون مع الحكم الديموقراطي، وهي نظرية كانت مريحة أيضاً للحكام العرب الذين يحاولون الحفاظ على سلطتهم. إلا أنه تبين أن العرب مثلهم مثل بقية الشعوب تواقون إلى الحرية وقادرون على إقامة نظم الحكم الصالح. لكن هذا لا يعني أن كل الإشكاليات انتهت. فثمة حلف غير معلن بين القوى الداخلية المضادة للثورة والقوى الخارجية التي تجد في الحكم الديموقراطي في العالم العربي تناقضا مع مصالحها. سيمر الانتقال إلى الحكم الديموقراطي بعقبات لكنه سيستكمل في كل الدول العربية.
¶ هل تدخل مصر مرحلة إنماء طويلة الأمد  بعد هذا التغيير التاريخي؟ 
- في مصر ثروة بشرية هائلة رغم ان نسبة الأمية ما زالت مرتفعة.
أعاق التنمية سابقاً سوء الإدارة الاقتصادية والتزاوج بين الثروة والسلطة. أتوقع أن تخطو القاهرة خطوات واسعة في اتجاه التنمية.
¶ تسعى القاهرة إلى استرداد دورها الخارجي. برز ذلك أخيراً عبر المجموعة الرباعية التي تضمها مع ايران وتركيا والمملكة العربية السعودية لحل الأزمة السورية.
- كانت السياسة الخارجية المصرية مقيدة بتحالفاتها الخارجية لكنها تحررت. بدأنا نرى دوراً يتسم بالاستقلالية وتأكيداً للمصالح العربية. من الصعب الحكم على نسبة نجاح المبادرة، إلا انه يجب الإشادة بها . فالأطراف الإقليمية المتأثرة والمؤثرة بالأزمة ستجلس الى الطاولة نفسها في مسعى إلى إيجاد حل.
¶ يعارض البعض مشاركة إيران؟
- لطهران دور لا يجوز تجاهله. فكما يمكنها أن تساهم في إيجاد حل للأزمة يمكنها أن تعوقه.
¶ هل ينجح الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي حيث فشل كوفي أنان؟
- أقدر للابرهيمي موافقته على المهمة مع إدراكه لحجم الصعوبات. هو يبني على ما قام به أنان. هناك أطراف دولية، وخصوصا إسرائيل، تريد ربما استمرار الاقتتال الداخلي.
¶ كيف انعكست هذه الأزمة على عمل " الإسكوا"؟
- نجري مشاريع تقويم للخسارة البشرية والمادية المترتبة عن الأزمة ونعد تصوراً عن كيفية إعادة إعمار سوريا بالتعاون مع مفكرين سوريين من كل الأطياف السياسية. الخسارة كبيرة جداً وإذا بدأ الانتقال إلى حكم ديموقراطي اليوم، فيلزمنا 7 أعوام كي تعود البلاد إلى ما كانت على مستوى الإنتاج عام 2010.
¶ أشرتِ إلى تجارب ناجحة لتمكين المرأة في المغرب؟
- تخوف البعض من أن يقوّض صعود التيارات الإسلامية حقوق المرأة انطلاقاً من بعض المؤشرات، كتراجع نسبة مشاركتها في مصر، ودعوة بعض الغلاة إلى إلغاء القوانين الممكنة لها. تم التركيز على الصورة الصغرى. ففي المغرب ارتفعت نسبة مشاركة المرأة في الانتخابات الأخيرة من 11 إلى 17 في المئة، كما قررت المغرب، وكذلك تونس، سحب تحفظاتها العامة عن القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة وهو إنجاز كبير.
¶ هل قرأت قدوم "الربيع العربي" من خلال عملك سابقاً على تقرير التنمية الإنسانية في العالم العربي؟
- تضمّن التقرير تحليلاً معمقا لأسباب التأخر التنموي في البلدان العربية بإشارته إلى 3 نواقص هي النقص في الحرية والمعرفة وتمكين المرأة. واعتبر ان الوضع الراهن غير قابل للاستمرار راسما 3 سيناريوات  ضمنها تحقيق الازدهار الإنساني عبر تحول تدريجي نحو الحكم الصالح. انتقلت تونس ومصر إلى التحول الديموقراطي من خلال السيناريو الأول، فيما بدا العنف السمة الرئيسية في ليبيا وسوريا. وهناك حركات شعبية ما زالت تناضل بشكل سلمي من أجل الحرية والعدالة مثل الأردن والبحرين.
¶ بدا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون متفائلاً عشية زيارته لبنان مطلع السنة حيال المحادثات برعاية عربية ودولية في الأردن. إلا أن الأشهر اللاحقة بددت هذا التفاؤل ولا سيما عبر فشل العضوية الفلسطينية في الأمم المتحدة؟
- لن تتغير الظروف بين ليلة وضحاها. لكننا بدأنا نلمس تبدلاً في مواقف بعض الدول العربية التي باتت مضطرة الى الاستجابة لمواقف شعوبها من القضية الفلسطينية. يجب معالجة المسببات وهي احتلال الأراضي العربية ووجود اللاجئين وانتهاك حقوق الفلسطينيين.
¶ مشكلة اللاجئين تصيب لبنان مباشرة. كيف قرأت السجال الداخلي حيال حقوقهم ومخاوف التوطين؟
- الحق الأول للفلسطينيين هو في العودة إلى ديارهم. وإلى أن يتحقق، هناك حقوق للاجئين لجهة توفير سبل العيش الكريم والمنتج لهم. نتمنى ألا يتسبب ذلك بإشكال لبناني داخلي ولدينا ثقة بقدرة القادة اللبنانيين على تجاوز ذلك.
¶ أعلنت "الإسكوا" قبول عضوية دول جديدة فيها على خلفية "الربيع العربي". إلام تدلل هذه الخطوة؟
- انضمت إلينا 3 دول جديدة هي ليبيا وتونس والمغرب. وهذه خطوة أولى نحو توسيع "الإسكوا" كي تشمل كل الدول العربية، فيتولى جهاز ضمن الأمم المتحدة متابعة شؤون هذه الدول.

 

خطة عاجلة لمكافحة الجرائم المنظمة والجيش تسلّم أعتدة أميركية للطيران التدريبي

 

أعلنت قيادة الجيش في بيان  ان "اجتماعا امنيا عقد ظهر امس في غرفة عمليات قيادة الجيش في اليرزة، ضم ممثلين للجيش وسائر الاجهزة الامنية، في اطار تفعيل التنسيق المشترك بين الجيش والاجهزة الامنية للحفاظ على الامن والاستقرار، والتصدي للاعمال الاجرامية خصوصا اعمال الخطف والسطو المسلح.
المجتمعون عرضوا التطورات الامنية، واتفقوا على وضع خطة امنية شاملة تقضي بتعزيز انتشار الوحدات العسكرية، والمزيد من الاجراءات لمكافحة الجرائم المنظمة بالسرعة القصوى".
على صعيد آخر، تسلم اللواء اللوجستي في الجيش امس عبر مرفأ بيروت، كمية من الاعتدة العسكرية الخاصة بالطيران التدريبي في اطار برنامج المساعدات الاميركية المخصصة له، وتنفيذا للاتفاقات الموقعة بين الجانبين.
وفي سياق نشاطات قائد الجيش العماد جان قهوجي استقبل في مكتبه امس النائبين محمد الحجار وقاسم عبد العزيز، وتناول البحث في الاوضاع العامة. ثم استقبل وفدا من كتلة قضاء زحلة النيابية ضم النواب: عاصم عراجي، شانت جنجنيان، طوني ابو خاطر وجوزف معلوف.
وأشاد الوفد "بالجهود التي تبذلها قيادة الجيش لضبط الامن والاستقرار في مختلف المناطق اللبنانية"، منوها "بالعملية الدقيقة التي نفذتها قوى الجيش مساء (أول من) أمس، وأفضت الى تحرير المواطن المخطوف فؤاد داود والقبض على احد الخاطفين"، مؤكدا "دعم الكتلة للمؤسسة العسكرية في جهودها الآيلة الى بسط سلطة الدولة ومكافحة الجرائم المنظمة على انواعها".

 

اجتماع بدعوة من قباني دان "براءة المسلمين": لن يفيد أميركا التنصّل من مسؤولياتها

 

قال مفتي الجمهورية محمد رشيد قباني "لن يفيد الولايات المتحدة الاميركية التنصل من مسؤولياتها في منع هذا الفيلم (براءة المسلمين) بحجة حرية التعبير".
وترأس قباني أمس اجتماعاً لحشد من المشايخ والأئمة في دار الفتوى بدعوة منه ودعا المجتمعون "القمة الروحية الاسلامية – المسيحية الى تأليف لجنة لمنع تكرار الاساءة الى الدين والمعتقدات".
وصرح قباني بعد اللقاء: "(...) يواجه العالم حملة شرسة ضد الاسلام والمسلمين من فريق من الكتاب والمنتجين السينمائيين الذين يعملون على تشويه الاسلام بكل الطرق لزرع الفتنة بين المسلمين والمسيحيين في بلدانهم وبين الشرق والغرب، ولن يفلحوا في ذلك أبداً، لأن عقلاء المسلمين والمسيحيين هم على وعي كامل بما يحاك ضدهم من الدوائر الصهيونية التي تريد زعزعة صفوفهم في العيش المشترك بينهم في العالم (...).
لقد قرر العلماء دعوة القمة الروحية الاسلامية – المسيحية الى تشكيل لجنة قانونية اسلامية – مسيحية لوضع الضوابط القانونية الدولية لمنع تكرار الاساءة الى الدين والمعتقدات في العالم، وتجريم من يقدم على ذلك (...)".
وأضاف: "يطالب العلماء المجتمعون في دار الفتوى الحكومة اللبنانية باتخاذ الاجراءات التقنية اللازمة لحجب هذا الفيلم المسيء عن المشاهدة.
ونعلن للملأ اننا بكل حكمة وبكل حضارة، لن نسمح بأن يمس احد بديننا ولا بدين غيرنا، فالصهيونية عدوة الدين حاربته في الغرب حتى استهان الكثيرون في البلدان الغربية به وتجرأوا عليه، واليوم يحاربون الاسلام في العالم، وإننا نعلن من جهتنا ان المسلمين والمسيحيين في لبنان يد واحدة، وسيقودون العمل القانوني في المحافل الدولية، لعدم تمكين المسيئين في العالم من الاساءة الى الدين".
وختم: "لن يفيد الولايات المتحدة الأميركية التنصل من مسؤوليتها في منع هذا الفيلم بحجة حرية التعبير، ومساءلة منتجه والمشاركين فيه، وتوقيع العقاب على المسؤول. ونتساءل لماذا الولايات المتحدة والدول الاوروبية تحرم العداء للسامية، ولا تسنّ قانوناً يجرم العداء للدين؟".

 

 
زحلة – "النهار"

بصمات على سيارة منصور دلّت على أحد الخاطفين، سباق بين تعقّب الجناة ودفع الفدية المخفّضة

 

كشفت البصمات التي رفعت عن سيارة علي احمد منصور التي خطف منها، ليل الثلثاء في بلدة غزة - البقاع الغربي، هوية احد المشتبه فيهم بالاشتراك في الخطف، وهو مشهور صالح من بلدة بريتال - قضاء بعلبك. وحدث ذلك بعدما تمت مطابقة بصمات كل من قادوا السيارة، وبينهم احد الخاطفين الذي ازاحها من وسط الطريق قبل ان يلتحق بأفراد عصابته وضحيتهم في جيب "غراند شيروكي" الذي استخدموه في عملية الخطف. وبناء على هذه المعلومات، دهم الجيش منزلا في اعالي بريتال، بحثاً عن منصور وخاطفيه، الا انه لم يوفق بهم. وبحسب المعلومات التي توافرت عن المشتبه فيه مشهور صالح، انه سبق أن اوقفه فرع المعلومات العام الفائت في الجنوب بجرم السرقة والنصب والاحتيال. فلماذا أصبح خارج السجن؟
تطور آخر طرأ على قضية خطف منصور، بخفض خاطفيه الفدية التي يطالبون عائلته بها في مقابل الافراج عنه، من 15 مليون دولار الى 600 الف دولار، وتكثيف اتصالاتهم لترتيب دفع الفدية، الامر الذي يقرأ التحقيق فيه ان منصور بات عبئا على خاطفيه، وخصوصاً مع تصاعد الضغط في قضية الخطف.
تطرح قضايا الخطف على الفدية، اشكالية في التعامل معها، بين عائلة المخطوف التي تخشى على حياته فتمتثل لأوامر الخاطفين بدفع الفدية وعدم التنسيق مع الاجهزة الامنية، وبين الاخيرة التي لا تحبذ دفع الفدية لانه يشجع عمليات الخطف، وتؤثر تعاون الاهل معها، واتباع تعليماتها كمثل التواصل مع الخاطفين ومماطلتهم، بما يساهم في ارتكاب الخاطفين هفوة توصل اليهم بخاصة في موضوع الاتصالات. ففي قضية المخطوف المحرر فؤاد داود، إن رفض العائلة الامتثال لمطلب الخاطفين بدفع فدية، جعلهم يكررون اتصالاتهم مرات عدة في اليوم الواحد، الى جانب تحركها الذي قاد الى استنهاض مدينة زحلة بكل اطرافها ومرجعياتها السياسية والروحية والدعوة الى إضراب عام في المدينة والاعتصام امام سرايا زحلة، وكلها عناصر ساهمت في تحريره.
كيف توصل الجيش الى تحديد مكان داود وخاطفيه؟ السؤال يطرح ليس من باب التشكيك في عملية خاطفة ونظيفة ونوعية، ادت الى تحرير المخطوف وتوقيف احد خاطفيه من دون اراقة دماء، بل من باب معرفة ما اذا كان الانجاز امنيا صرف، ام كان للقوى الحزبية في بعلبك اي "حزب الله" ثم حركة "امل" دور في تحقيقه عبر توفير المعلومات عن مكان وجود الخاطفين؟
الجواب الوحيد الذي حصلنا عليه، افاد ان هفوة خاطفي داود كانت اتصالا هاتفيا رصده فرع المعلومات، الذي زوّد الجيش موقع الخاطفين، فتحركت قوة من الجيش بسرعة وانجزت عملية الدهم، قبل ان "تموت المعلومة"، بمعنى انتقال الخاطفين قبل الوصول اليهم، علما ان الجيش كان لاحق خطاهم من مكان الى آخر في الايام التي سبقت تحرير داود.
وما لم يناقض احد هذه المعلومات الاحادية المصدر، فإنها مؤشر ايجابي لتعاون الاجهزة وفاعليتها من دون الحاجة الى عكازة الاحزاب ووساطاتهم، ليحتسب الانجاز للامنيين فقط، التي سبق جهودهم حزم السلطات السياسية أمرها في القضاء على ظاهرة الخطف ودعوة الاجهزة الامنية الى التنسيق في ما بينها.
وفي السياق عينه للسؤال المذكور آنفا، كان لافتا في تهنئة راعي ابرشية الفرزل وزحلة للروم الكاثوليك المطران عصام درويش "للقوى الامنية على افراجها عن المواطن فؤاد داود"، في بيان لمكتبه الاعلامي أمس، تضمينه شكرا الى "كل القيادات السياسية والحزبية في منطقة بعلبك – الهرمل التي ساهمت بطريقة مباشرة في الافراج عن داود".

 

 

نص تصور الرئيس سليمان للاستراتيجية الوطنية للدفاع: اقرار وضع سلاح المقاومة بتصرف الجيش المولج حصرا استخدام القوة
رأى رئيس الجمهورية ميشال سليمان ضرورة التوافق على الأطر والآليات المناسبة لاستعمال سلاح المقاومة ولتحديد أمرته ولإقرار وضعه بتصرف الجيش المولج حصراً باستعمال عناصر القوة، وذلك لدعمه في تنفيذ خططه العسكرية مع التأكيد على ان عمل المقاومة لا يبدأ الا بعد الاحتلال وذلك حتى تزويد الجيش بالقوة الملائمة للقيام بمهامه.
 
وحصلت "المركزية" على نص تصور الرئيس سليمان للاستراتيجية الوطنية للدفاع والذي جاء في صفحتين ونصف صفحة فولسكاب وفيها:
 
تهدد لبنان مخاطر متعددة يتأتى ابرزها من العدو الاسرائيلي وتفرض على الدولة تحديات لمجابهة هذه الأخطار عن طريق وضع استراتيجية وطنية للدفاع ترتكز الى الدستور والقوانين ومستلزمات العيش المشترك وقرارات الشرعية الدولية.
 
أولاً: المخاطر: أ- العدو الاسرائيلي:
 
1- يكرر اعتداءاته على السيادة اللبنانية عن طريق الخروقات اليومية جواً وبراً وبحراً بالاضافة الى التهديدات المستمرة بضرب البنى التحتية مما ينعكس سلباً على الأمن القومي والاقتصاد الوطني.
 
2- لا يزال يحتل جزءاً من الأراضي اللبنانية في شمالي قرية الغجر ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا.
 
3- يطمع بجزء من ثروة لبنان المائية والنفطية.
 
ب- الإرهاب: تحاول بعض المجموعات الارهابية استقطاب مؤيدين لها على الأراضي اللبنانية وإيجاد بيئة حاضنة في بعض التجمعات الفقيرة وفي المخيمات الفلسطينية وتعمل على التعرض لهيبة الدولة باستهداف قواها الأمنية لاضعافها وقوات الأمم المتحدة لإرغامها على التراجع عن تنفيذ مهامها وسحب قواها.
 
ج- السلاح: ينتشر عشوائياً بين أيدي المواطنين اللبنانيين والأحزاب والمنظمات والفصائل واللاجئين الفلسطينيين ويتخذ عناوين مختلفة يساهم أكثرها في اشعال الفتنة بين اللبنانيين ويهدد الوحدة الوطنية ويستنزف قوى الجيش ويصرفها عن واجبها الوطني في الدفاع عن الأرض ومحاربة الارهاب.
 
ثانياً: مجابهة المخاطر: لمجابهة هذه المخاطر ينبغي "تعزيز قدرات الدولة وإنماء طاقاتها لمقاومة اي اعتداء على ارض الوطن واي عدوان يوجه ضده الى ضمان سيادة الدولة وسلامة المواطنين" (المادة الأولى من قانون الدفاع الوطني). وتتمثل هذه القدرات بالطاقات العسكرية والسياسية والاقتصادية والدبلوماسية والاعلامية والتربوية... التي يجب استخدامها في استراتيجية متكاملة عمادها الجيش اللبناني.
 
ثالثاً: مرتكزات الاستراتيجية: أ- التمسك باتفاقية الهدنة العامة الموقعة في 23 آذار 1949 "واتخاذ كافة الاجراءات اللازمة لتحرير جميع الاراضي اللبنانية" استناداً للفصل الثالث من وثيقة الوفاق الوطني تحت عنوان تحرير لبنان من الاحتلال الإسرائيلي. وهذا يتطلب العمل على إزالة الاحتلال تحديداً للجزء الشمالي من قرية الغجر ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا بكافة الوسائل المتاحة والمشروعة، وبالتوازي السير بعملية ترسيم الخدود الدولية للبنان والمشار اليها في القرار 1701.
 
ب- الزام اسرائيل تطبيق القرار 1701 بجميع مندرجاته والذي جسد بالوقائع العملية الإطار الذي رسمته وثيقة الوفاق الوطني بالنسبة لنشر الجيش اللبناني في منطقة الحدود وتدعيم وجود وعمل قوات الأمم المتحدة في الجنوب.
 
وتنفيذ ما ورد في المراجعة الاستراتيجية التي أجراها الجيش اللبناني مع هذه القوات بإشراف الأمم المتحدة والتي تهدف الى:
 
1- النقل التدريجي لعدد من مهمات اليونيفيل الى الجيش اللبناني (قوى بر – قوى بحر).
 
2- تزويد الجيش اللبناني بمعدات وأسلحة حديثة.
 
3- انشاء مركز تدريب لرفع جاهزية قوى الجيش المنتشرة في الجنوب.
 
ج- تفعيل حضور لبنان الدولي من خلال الدبلوماسية المباشرة وتطوير اداء البعثات الدبلوماسية في عواصم القرار الدولي والإقليمي وفي المنظمات الدولية وتعزيز العلاقات معها بهدف حماية سيادة واستقلال لبنان وسلامة اراضيه واسترجاع الاجزاء التي لا تزال محتلة منها، والحؤول دون اي شكل من اشكال التوطين، وإيجاد حل عادل وشامل لقضية الشرق الأوسط، استناداً للمبادرة العربية للسلام، يحفظ مصالح لبنان.
 
د- تعزيز القدرة العسكرية عن طريق:
 
1- اقرار قانون برنامج متوسط الأمد لتسليح وتجهيز وتدريب الجيش اللبناني، وتخصيصه بالموارد الكافية لتطوير قدراته البشرية والعسكرية، لتمكينه من وضع خطة للدفاع عن الأراضي والأجواء والمياه اللبنانية.
 
2- استناداً للمادة 65 من الدستور ولقانون الدفاع الوطني وحتى تزويد الجيش بالقوة الملائمة للقيام بمهامه، التوافق على الأطر والآليات المناسبة، لاستعمال سلاح المقاومة ولتحديد أمرته، ولإقرار وضعه بتصرف الجيش، المولج حصراً باستعمال عناصر القوة، وذلك لدعمه في تنفيذ خططه العسكرية المشار اليها في البند د. أعلاه، مع التأكيد على ان عمل المقاومة لا يبدأ الا بعد الاحتلال.
 
هـ- اتخاذ كافة الخطوات السياسية لبناء مؤسسات الدولة وبسط سلطتها، وتعزيز القوى الأمنية لضبط الأمن والتصدي للارهاب ومنع الفتنة وتطوير القدرات الاقتصادية، ولا سيما الاسراع في الاجراءات الآيلة الى استثمار حقوق لبنان الكاملة في ثروته المائية والنفطية، بما يتوافق مع اعلان بعبدا الصادر في 11/6/2012، والتصميم والمجاهرة من قبل كافة أطراف الحوار على الالتزام بحرفيته والدفاع عن مندرجاته.
المصدر : الأنباء المركزية
 
ويكيليكس: بري أعاق الخصخصة لضمان الحصول على مكاسب مالية
طارق نجم::
 
نقلت وثيقة أميركية مسربة من قبل موقع ويكيليس تحت الرقم 09BEIRUT953 أنّ عملية خصخصة قطاع الاتصالات قد إصطدم بمصالح السياسيين في لبنان وبالتحديد رئيس مجلس النواب نبيه بري وجماعته بالإضافة الى الوزير جبران باسيل الذين يطمحون للحصول على مكاسب مادية من وراء عمليات الخصخصة.
 
وقد جاء ذلك في الوثيقة السرية المؤرخة في 25 آب 2009 والمسربة في 30 آب 2011 والتي اشتملت على شهادة خبراء في هذا المجال خلال لقائهم السفيرة الأميركية في لبنان ميشيل سيسون. ومن الشخصيات التي التقت بها سيسون وذكرت أسماءهم زياد حايك، الأمين العام للمجلس الأعلى للخصخصة، وكمال شحادة، رئيس مجلس الهيئة الناظمة للإتصالات.
 
وبحسب الخبراء، فمن المتوقع أنّ عملية بيع تراخيص شركتي الإتصالات الخلوية المملوكتين للدولة إلى القطاع الخاص سيدر على الخزينة بين 4 الى 8 مليارات دولار، وستكون هذه الأموال مخصصة بموجب القانون لسداد جزء من عبء الديون الضخمة في لبنان، وهو ما يمثل حاليا أكثر من 160٪ من الناتج المحلي الإجمالي. وليس من المستغرب أن العقبة الرئيسية أمام الخصخصة هي الطبقة السياسية، حيث يهتم السياسيون أن لا يستفيد خصومهم سواء سياسياً أو مالياً من عملية البيع. وبالإضافة إلى ذلك، فإنّ العديد من القادة السياسيين يحرصون شخصياً على الحصول على نسبة من الأرباح من أي من عمليات الخصخصة.
 
وتذكر الوثيقة أنّ جبران باسيل الذي عُيّن وزيراً للإتصالات في تموز 2008 وهو من المتحمسين لخصخصة شركات الهاتف الخلوي في وقت تشكل المشاركة اللبنانية في ملكية الشركات وسيلة ملائمة لضمان إقتطاع أرباح لصالح شخصيات سياسية لبنانية. في حين أن الفكرة الأساسية كانت أن تنظم الحكومة اللبنانية مزاد بيع التراخيص لمقدمي العروض الأجانب، تؤكد جميع المعلومات الواردة أنّ وزير الإتصالات الحالي جبران باسيل هو الذي دفع نحو مشاركة لبنانية في هذا القطاع على اعتبارها فرصة لجني مكاسب مالية من الشركات المخصخصة.
 
حايك أشار إلى أنه شبه متأكد من أن رئيس مجلس النواب نبيه بري يعمل بإهتمام شديد لإيجاد سبل للإستفادة مالياً من بيع قطاع الإتصالات، ومن المتوقع أن يعيق المسار التشريعي للموضوع حتى يتمّ ضمان استفادة مالية وشخصية له. فبرّي سوف يبحث عن سبيل لتعزيز مكانته في المجلس بغية ضمان حصة مالية له من عائدات البيع ولكن لن يكون وحده في ذلك بل هناك قاة سياسيون آخرون سيناوروا للحصول عل حصة من مغانم الخصخصة.
 
من جهته نبّه شحادة إلى أن البنوك قد أظهرت رغبة في المشاركة في البيع يعكس أيضاً التدخل السياسي، خصوصاً أن العديد من البنوك اللبنانية مملوكة جزئياً من قبل كبار الشخصيات السياسية. وذكر في ما أعلنه النائب ياسين جابر (التابع لحركة أمل) بأنهم لا يعارضوا الخصخصة تماماً ولكن سوف "ننظر في كل حالة بحسب المنافع الناتجة عنها". وقال جابر لحايك شخصياً الشيء نفسه، بالاضافة إلى أنّ القبول بالبيع هي فرصة لإنتزاع تنازلات سياسية من سعد الحريري، الذي صرح أنه ملتزم بالخصخصة.
المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

 
روزيت فاضل

ناشطون وشباب اعتصموا دفاعاً عن الحرّيات... الحملة المدنية تسأل الدولة عن الإصلاح والمحاسبة

 

من حق الشباب والناشطين في الحملة المدنية للاصلاح الانتخابي ان يعتصموا سلمياً أمام ساحة رياض الصلح أمس، رافضين ان تتعامل الجهات الرسمية مع مناصري "حرية التعبير" في لبنان وفقاً لازدواجية "الصيف والشتاء" تحت سقف واحد.
لكن عقارب الساعة ما زالت واقفة بالنسبة الى كثيرين منهم عند حادثة الاربعاء الفائت، إذ شعر بعضهم بالذهول لان شرطة مجلس النواب وبعض المدنيين بلباس "القمصان البيض" تعرضوا لهم بالضرب مع الاهانات والمس بالكرامات لأنهم "استباحوا" الباحة الخارجية للمجلس.
وللمناسبة طالب أمس النائب غسان مخيبر الذي حضر مع الشباب كأحد مؤسسي الحملة وأحد مناصري قضايا الشباب والحرية في لبنان "بالتحقيق مع شرطة المجلس والقوى الامنية في ما جرى امام المجلس وشدد على انه كان في امكان القوى الامنية ان تطالب المتظاهرين الذين قصدوا الباحة من دون ترخيص مسبق ان يعبروا في مكان خارج الباحة من دون لجوئهم الى اي تصرف آخر".
اذا، ما حصل يحتاج الى قرار جريء يقضي بفتح تحقيق مع الشرطة والناشطين الذين حضروا للتظاهر سلميا تحت قبة البرلمان، لمعرفة ملابسات ما حدث وتحديد الجهة المسؤولة عما حصل ومعاقبتهم.

 

الحق في ابداء الرأي

لكن الناشطين كرروا على مسمعنا انهم لم يحاولوا التسلل الى المجلس بل ارادوا أول من أمس والبارحة وفي المستقبل القريب، ابداء رأيهم في القانون الانتخابي، وان يشاركوا في اعداد قانون انتخابي يرضي طموحاتهم ويمنعهم من التوجه في القريب العاجل لطلب الهجرة من لبنان. فالموضوع كما قال الامين العام للجمعية اللبنانية لديموقراطية الانتخابات عدنان ملكي، ابعد من قانون النسبية كما هو اليوم والذي يعكس الاكثرية المقنعة. وقال: "علينا البحث في امور متكاملة للانتخابات، ومنها اين سيقترع المغتربون؟ كيف سيصل ذوو الحاجات الخاصة الى مراكز الاقتراع؟ وكيف ستتعامل الدولة مع اقتراح مشروع قانون خفض سن الاقتراع وغيرها من الامور.
كان أمس الحضور الاعلامي كثيفاً وفاق عدد المشاركين في التحرك. تضامن مع اعضاء الحملة الاعلامية بولا يعقوبيان التي جاءت للمشاركة كداعمة حقيقية لحرية الكلمة. وقصدت الساحة ايضا السيدة حياة ارسلان التي اكدت تمسكها بحرية التعبير مشددة على حقنا في المطالبة بقانون انتخابي يضع حداً للبوسطات والمحادل. واكدت انه لو كان الشباب قطعوا طريقا ما لما كان اعترض طريقهم بالشكل الذي رأيناه.
وقبل عرض مضمون بيان الحملة، اجرينا دردشة مع عضو من قوى الامن الذي كان موجوداً في تظاهرة اول من أمس والذي حاول تبرير ما حصل، مشيرا الى ان الشباب استباحوا محيط المجلس الاربعاء الفائت. وذكر بمضمون المادة 17 من القانون 221 الذي يتيح لقوى الامن حماية المؤسسات الشرعية والمراكز كافة. وعما اذا كانت شرطة المجلس ستلجأ الى الممارسة نفسها من الحسم مع تظاهرة الشيخ احمد الاسير المقررة اليوم اجاب: شوفي بكرا كيف بدو يكون التحرك!!!
لكن البيان الذي تلاه الناشط في الحملة حسن مروة اجاب على تساؤلات العسكري الذي اراد ان يبقى "مجهول الهوية". وصف البيان باسهاب "الصدمة النفسية" للنشطاء. ووجه مروة باسم رفاقه كما جاء البيان عتباً كبيراً لـ"حراس النواب الذين انهالوا علينا بالضرب بحجة حمايتكم منا".
ووجه ايضا سؤالا الى رئاسة مجلس النواب ومكتبه: هل هذه ارادتكم". وخص ايضا الحكومة بسؤال وهو "متى يصير المواطن صاحب حق في هذا البلد، ام ان الحقوق هي فقط للعصبيات على اختلافها. فمن لا عصبية له يستحق الضرب والنفي؟" اما للاحزاب والتيارات السياسية فوجه مروة من خلال البيان سؤالا مفاده، ما هو موقفكم انتم ايضا من الاصلاح الانتخابي؟ ومن الاعتداء على المواطنين الذين لا يريدون سوى ان يكونوا مواطنين، وهل ستنسون مصالحكم الفئوية لحظة واحدة كي تستمعوا الى وجهة نظر المواطنين، كما يعبر عنها المجتمع المدني؟ أم لا مكان للمجتمع المدني في مجتمعكم السياسي – الحزبي!".
المهم أن نية الشباب تبدو حازمة في المشاركة في الاصلاح الانتخابي وهذا حقهم، والتحرك المقبل سيكون قريباً فكيف ستتعامل دولة القانون والمؤسسات مع شبابها؟
 

 


المصدر: جريدة النهار

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,466,991

عدد الزوار: 6,951,804

المتواجدون الآن: 84