النظام يواصل غاراته الجوية على أحياء حلب.. ومليون ونصف سوري يواجهون مجاعة...استهداف مركز أمني يحتل مدرسة الشهداء جنوب العاصمة...

أوباما: إيران تدعم ديكتاتورا في دمشق.. وحان وقت عزلهما...أوباما أمام الأمم المتحدة: سنحاسب من يؤذي مواطنينا وأصدقاءنا.. والفيلم المسيء مثير للاشمئزاز...

تاريخ الإضافة الخميس 27 أيلول 2012 - 4:50 ص    عدد الزيارات 2062    التعليقات 0    القسم عربية

        


أوباما: إيران تدعم ديكتاتورا في دمشق.. وحان وقت عزلهما

بان كي مون يدعو مجلس الأمن للتدخل لوقف «الكارثة» السورية * قطر تدعو إلى خطة بديلة * انفجارات في دمشق وقصف على حلب

نيويورك: مينا العريبي بيروت: ليال أبو رحال >>> اتهم الرئيس الأميركي باراك أوباما إيران أمس، بالمساعدة في الإبقاء على ديكتاتور في السلطة في سوريا، وقال إن الوقت حان لعزل أولئك الذين جعلوا كراهية الولايات المتحدة وإسرائيل أو الغرب مبدأهم السياسي الرئيسي. وقال أوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في إشارة إلى الرئيس السوري بشار الأسد: «مثلما يقيد حقوق شعبه فإن الحكومة الإيرانية تدعم ديكتاتورا في دمشق وتعزز منظمات إرهابية في الخارج». وأكد أوباما أن بلاده ستفعل «ما يجب عليها» لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي، مؤكدا في الوقت نفسه من جديد تفضيل واشنطن لحل دبلوماسي في هذا الملف.

من جانبه اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن النزاع السوري «كارثة إقليمية لها تداعيات عالمية»، وطالب مجلس الأمن بالعمل على إنهائها، وذلك في كلمة ألقاها في افتتاح أعمال الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وفيما دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى «ضرورة» القيام بتحرك في سوريا، وحماية المناطق التي حررتها المعارضة، دعا أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، إلى تدخل عسكري عربي في سوريا لوقف النزاع هناك. من جهته دعا رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم في مقابلة مع قناة «سي إن إن» القوى العالمية إلى إعداد «خطة بديلة» بشأن سوريا في غضون أسابيع، وفرض منطقة حظر جوي لتوفير ملاذ آمن داخل البلاد إذا فشل المبعوث الدولي بشأن سوريا الأخضر الإبراهيمي في إحراز تقدم في الأزمة.

إلى ذلك, شهدت دمشق انفجارات أمس بالقرب من تجمعات أمنية, فيما تابعت قوات الأمن السورية شن غارات جوية على أحياء عدة في حلب، حيث تدور معارك كر وفر بين «الجيش الحر» والجيش النظامي، الذي أعلن أمس استعادته السيطرة على حي العرقوب الكبير، شرق مدينة حلب.

 

أوباما أمام الأمم المتحدة: سنحاسب من يؤذي مواطنينا وأصدقاءنا.. والفيلم المسيء مثير للاشمئزاز... أوباما أكد على ضرورة مواجهة «الديكتاتور الأسد».. و«النووي» الإيراني خطر على الاقتصاد العالمي * بان كي مون يحذر من «كارثة عالمية» بسبب الأزمة السورية

نيويورك: مينا العريبي
.... «أريد أن أبدأ اليوم بالحديث عن أميركي اسمه كريس ستيفنز». هكذا بدأ الرئيس الأميركي باراك أوباما خطابه أمام الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة.. طريقة استثنائية للحديث عن حدث تعتبره الولايات المتحدة استثنائيا وخطيرا. إذ إن مقتل ستيفنز، السفير الأميركي لدى ليبيا في 11 سبتمبر (أيلول) الذي تعتبره واشنطن مثالا على الوجه الذي تريد أن تقدمه للعالم، وما صاحبه من مهاجمة السفارات الأميركية على أثر استغلال متظاهرين الفيلم المسيء للإسلام حجة لأعمال عنف، طغت على خطاب الرئيس الأميركي أمس الذي أكد رفضه الإساءة للرسول (صلى الله عليه وسلم)، ولكن أيضا رفض بحزم استخدام العنف للتعبير عن الاحتجاج عن مثل هذه الأعمال.

كما كانت الأزمة السورية والملف الإيراني والتغييرات السياسية في العالم العربي كلها حاضرة في خطاب أوباما، ولكن لم تعد الأولى في أولوياته، إذ كان القسم الأكبر من الخطاب حول استهداف الولايات المتحدة واستهداف ما سماها «القيم التي تم إنشاء الأمم المتحدة على أساسها» من خلال التطرف والعنف. وتحدث أوباما عن تجربة ستيفنز في العالم العربي، وبلاغته في اللغة العربية، وتواصله مع شعوب المنطقة، قائلا إنه كان يعشق عمله وكان «فخورا بالبلد الذي خدمه ورأى كرامة الشعوب التي التقاها». وأوضح أنه تحدث مطولا عن ستيفنز الذي «قتل في المدينة التي ساعد على إنقاذها» لأن «كريس ستيفنز يمثل أفضل وجه لأميركا». وأضاف: «إنه تصرف بتواضع ولكن كان يدافع عن عدد من المبادئ؛ الاعتقاد بأن الناس يجب أن تكون حرة لتحديد مستقبلها، وأن تعيش بحرية وكرامة وعدالة وفرص». وحرص أوباما على الإشادة بالليبيين الذين تظاهروا ضد مقتل ستيفنز وعبروا عن حبهم له، ووضعوا صوره على صفحاتهم على موقع «فيس بوك».

وقال أوباما إن الهجوم على المدنيين في بنغازي، الذي أدى إلى مقتل 3 بالإضافة إلى ستيفنز، كان هجوما على الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن بلاده ممنونة من الحكومة الليبية على المساعدة التي حصلت عليها واشنطن منها ومن الشعب الليبي، مؤكدا عزم بلاده «ملاحقة القتلى ومحاسبتهم». وأضاف أنه يقدر أيضا الخطوات التي أخذها قادة مصر وتونس واليمن لتأمين السفارات الأميركية. إلا أنه شدد على أن «الهجمات التي شهدناها خلال الأسبوعين الماضيين ليست فقط هجوما على أميركا، بل هجوم على المبادئ التي تم تأسيس الأمم المتحدة عليها، على فكرة أنه يمكن للشعوب أن تحل خلافاتها بسلم وأن الدبلوماسية يمكن أن تحل محل الحرب». واعتبر أنه في حال كان العالم «جديا» في سعيه لحماية تلك المبادئ «لن يكون كافيا أن نزيد عدد الحراس أمام سفارة أو نشر تصريحات ندم.. بل علينا أن نتحدث بصراحة حول الأسباب الأعمق وراء هذه الأزمة».

وأضاف أنه يمكن تحقيق ذلك بالتأكيد من الأمم المتحدة بأنه «لا مكان للعنف وعدم التسامح» بين الدول. وهنا ربط أوباما بين ما سماه بـ«الربيع العربي» والثورات العربية ودعم الولايات المتحدة لها لـ«أننا نؤمن بأن الحرية وتحقيق المصير لا تخص ثقافة واحدة، وهي ليست فقط مبادئ أميركية أو غربية، بل مبادئ عالمية.. وأن هناك تحديات جسيمة تأتي مع الانتقال إلى الديمقراطية»، ولكنه رأى أن في النهاية ستجلب نتائج أفضل لشعوب العالم. وأضاف: «أحداث الأسابيع الأخيرة تذكرنا بأن الطريق إلى الديمقراطية لا ينتهي مع التصويت.. الديمقراطية الحقيقية تطالب بعدم اعتقال المدنيين بسبب آرائهم، وأن الشركات يمكن أن تفتح من دون دفع رشاوى».

وتحدث أوباما مطولا عن أهمية احترام الثقافات المختلفة، ومعتبرا الفيلم المسيء للإسلام «مثيرا للاشمئزاز، ولقد أوضحت أن الحكومة الأميركية لا علاقة لها بهذا التسجيل وأعتقد أنه يجب رفض محتواه من قبل كل الذين يحترمون إنسانيتنا المشتركة». وأضاف أن الفيلم يشكل «إهانة ليس فقط للمسلمين بل للأميركيين أيضا.. فنحن بلد لمسلمين مؤمنين في كل أرجائه، ونحن لا نحترم فقط حرية الديانة بل لدينا قوانين تحمي الأفراد من الأذى بسبب هويتهم أو ما يؤمنون به». وأضاف: «نحن نتفهم لماذا يشعر الناس بالإساءة بسبب الفيلم، لأن الملايين من مواطنينا من بينهم». ولكنه أجاب على من يتساءل حول أسباب عدم منع التسجيل، قائلا: «دستورنا يحمي حق حرية التعبير عن الرأي». ولفت إلى أن «غالبيتنا في الولايات المتحدة مسيحيون، ولكننا لا نمنع تعابير ضد مقدساتنا.. أنا كرئيس للبلاد وقائد القوات العامة أقبل بأن أناسا سيسمونني أسماء سيئة، وسأدافع دائما عن حقهم في ذلك». ولفت إلى اعتباره أن «السلاح الأقوى ضد الكلام المبني على الكراهية ليس الحقد بل المزيد من الكلام - أصوات التسامح التي تعمل ضد العنصرية والكفر، والتي ترفع قيم التفاهم والاحترام المتبادل».

وخلال الخطاب الذي استمر 31 دقيقة، عرض أوباما أبرز اهتماماته للعلاقات الخارجية، التي تركزت على العالمين العربي والإسلامي. وكانت رسالته واضحة: «علينا الاتفاق، لا يوجد كلام يبرر العنف اللاعقلاني، لا توجد كلمات تبرر مقتل الأبرياء، ولا يوجد فيلم يبرر مهاجمة سفارة.. أو عذر لحرق مطعم في لبنان أو هدم مدرسة في تونس أو القتل والتدمير في باكستان». واعتبر أن ما حدث خلال الأسبوعين الماضيين «تتطلب منا جميعا أن نعالج التوتر بين الغرب والعالم الإسلامي الذي يتقدم نحو الديمقراطية». وبينما أكد أن أحداث العنف لا تمثل أغلبية المسلمين، فإن منتجي الفيلم المسيء لا يمثلون الأميركيين، لكنه شدد على أن «واجب جميع القادة في كل الدول أن يتحدثوا بقوة ضد العنف والتطرف». وطالب بـ«تهميش من يستخدمون كراهية أميركا أو الغرب أو إسرائيل كمبدأ أساسي للسياسة»، حتى وإن لم يدعوا للعنف المباشر. وقال إن هذا النوع من العمل السياسي لا يمكن أن «يحقق آمال الحرية.. حرق العلم الأميركي لا يقدم التعليم لطفل، وتكسير مطعم لا يعالج الجوع ومهاجمة سفارة لن تخلق فرصة عمل واحدة». وشدد على أن «المستقبل لن يكون لمن يستهدف الأقباط المسيحيين في مصر، بل يجب أن يكون لمن نادى في ميدان التحرير (مسلمون ومسيحيون نحن شعب واحد)».

وأكد أوباما على التزام بلاده بلعب دورها في العالم، مؤكدا «سنحاسب من يؤذي مواطنينا وأصدقاءنا وسنقف إلى جوار حلفائنا»، لكنه لفت إلى أن تلك الجهود في بناء عالم أفضل مع الشركاء تعتمد على «احترام ومصالح متبادلة». وانتقل أوباما باختصار في خطابه إلى قضايا مهمة في العالم العربي. إذ قال إن «في سوريا، يجب ألا يكون المستقبل ملكا لديكتاتور يذبح شعبه»، معتبرا أن «إذا كانت هناك قضية تتطلب التظاهر السلمي، فهو نظام يعذب الأطفال ويقصف المباني» في إشارة إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وأضاف: «علينا أن نقف مع السوريين الذين لديهم رؤية مختلفة، رؤية لسوريا عالمية وشاملة.. ويكون لدى جميع السوريين رأي في كيفية حكمهم، سنة وعلويين وأكرادا ومسيحيين». وأضاف: «هذا هو الهدف الذي سنعمل من أجله، مع العقوبات والنتائج لمن يضطهد الآخرين، ومع الدعم والمساعدة لمن يعمل لهذا الصالح المشترك، لأننا نعتقد أن السوريين الذين يحتضنون هذه الرؤية ستكون لديهم القوة والشرعية للقيادة». واتهم أوباما إيران بالمساعدة في الإبقاء على ديكتاتور في السلطة في سوريا، وقال إن الوقت حان لعزل أولئك الذين جعلوا كراهية الولايات المتحدة وإسرائيل أو الغرب مبدأهم السياسي الرئيسي. وقال أوباما في إشارة إلى الأسد «مثلما يقيد حقوق شعبه فإن الحكومة الإيرانية تدعم ديكتاتورا في دمشق، وتعزز منظمات إرهابية في الخارج». وأضاف: «نعلن مرة أخرى أن نظام بشار الأسد يجب أن يزول، وكذلك معاناة الشعب السوري يجب أن تتوقف ويجب أن يبدأ فجر جديد».

وفيما كرر أوباما تنديده بالنظام الإيراني أشاد بالشعب الإيراني و«تاريخه اللافت». واعتبر أن النظام الإيراني «فشل مرة تلو الأخرى في انتهاز فرصة إثبات أن برنامجه النووي سلمي، وأن يلتزم بالتزاماته أمام الأمم المتحدة». وكان أوباما واضحا في موقفه من إيران، قائلا: «لأكون واضحا، أميركا تريد حل هذه القضية من خلال الدبلوماسية، ونؤمن بأنه ما زال هناك وقت ومجال لذلك، ولكن الوقت ليس من دون حدود». وأضاف: «من دون شك، إيران لديها سلاح نووي تحدٍّ لا يمكن احتواؤه، سيعني التهديد بمحو إسرائيل وسيهدد أمن دول الخليج واستقرار الاقتصاد العالمي». وأضاف أن ذلك أيضا «يهدد إطلاق سباق تسلح نووي في المنطقة وانهيار معاهدة منع انتشار السلاح النووي، لهذا هناك تحالف من الدول لتحاسب الحكومة الإيرانية، ولهذا الولايات المتحدة ستقوم بما يجب أن تقوم به لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي». وفي ما يخص القضايا السياسية في العالم الإسلامي، شدد على أن مستقبل الفلسطينيين والإسرائيليين يجب ألا يكون لمن «يدير ظهره على أمل السلام»، مكررا دعوته لدعم حل الدولتين.

ومن جهته، كرر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تحذيره من تدهور الأوضاع في سوريا، قائلا: «الوضع في سوريا يزداد سوءا يوما بعد يوم، والأزمة لم تعد محدودة في سوريا فقط، بل هي كارثة إقليمية مع تداعيات عالمية». وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن هذه الأزمة بحاجة إلى «عمل في مجلس الأمن»، مجددا نداءه للمجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن «لدعم وثيق» للمبعوث العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي. وأضاف: «يجب أن نوقف العنف ونوقف تدفق السلاح إلى الطرفين، وأن ندعم عملية انتقال (سياسي) يقودها السوريون». 

 

استهداف مركز أمني يحتل مدرسة الشهداء جنوب العاصمة... النظام حول المدارس والمشافي والأبنية الحكومية في المناطق الساخنة إلى ثكنات عسكرية

لندن: «الشرق الأوسط»
.... شهدت مدرسة الشهداء تفجيرا صباح أمس في منطقة الطبالة الواصلة بين منطقة الباب الشرقي في العاصمة والأحياء الجنوبية وكل ضواحي ريف دمشق الجنوبية التي تتعرض لعمليات عسكرية موسعة وقصف متواصل، وكشف هذا التفجير الذي استهدف تجمعا أمنيا في المدرسة عن استخدام النظام للمباني الحكومية والمدارس كثكنات عسكرية في المناطق المدنية، تضاف إلى المقرات الأمنية التي هي بالأساس متمركزة داخل الأحياء السكنية. وبحسب سكان العاصمة، فإن كثيرا من المدارس في المناطق الساخنة باتت مقرا لقوات الأمن ومنطلقا للقصف الصاروخي أو المدفعي على الأحياء والمناطق الثائرة، كنقاط ارتكاز جديدة غير معروفة، سوى من سكان تلك المناطق، وهذه هي المرة الأولى التي يتم خلالها استهداف مدرسة من تلك التي تحولت إلى مقرات للشبيحة والأمن، مع الإشارة إلى أن قوات النظام دأبت منذ بداية الأزمة على استخدام المباني الحكومية العالية لتمركز القناصة، وبالأخص المدارس والمقرات الحزبية، ومنها ما تحول إلى مراكز لتخزين السلاح والذخيرة، وأخرى لتجمع الأمن والشبيحة واللجان الشعبية، لقربها من المواقع المستهدفة بالقمع وأيضا للتمويه.

وأفاد ناشطون باستخدام النظام مدرسة الشهداء في منطقة الطبالة عند دوار البيطرة كغرفة عمليات تشهد اجتماعات للفرق الأمن والشبيحة المكلفة بقمع الاحتجاجات في أحياء الحجر الأسود والتضامن والسبينة والسيدة زينب وغيرها، كما كانت قاعدة للقصف على تلك المناطق.

ويوم أمس تضاربت المعلومات حول التفجير الذي وقع في مدرسة الشهداء في العاصمة دمشق على طريق المطار، حيث تبنت أكثر من جهة العملية، مثل لواء التوحيد والمجلس العسكري في دمشق وأنصار الإسلام، إلا أن أبرزها لواء «أحفاد الرسول في سوريا»، كما أقرت وسائل الإعلام الرسمية بوقوع انفجار عبوتين ناسفتين في مدرسة الشهداء أدى إلى إصابة 7 أشخاص بجروح.

وقال بيان صادر عن لواء أحفاد الرسول إنهم قاموا بتنفيذ «عملية نوعية تتمثل باستهداف مدرسة أبناء الشهداء جانب فرع فلسطين على طريق المطار، التي تعتبر مقرا أساسيا للأمن والشبيحة في مدينة دمشق»، وأسفرت العملية النوعية عن مقتل أكثر من «60 ضابطا و30 صف ضابط و90 مجندا و300 شبيح»، من بينهم اللواء محمد أيمن عثمان وعميدان و4 عقداء، وعددا كبيرا من شبيحة شارع نسرين وحي بستان الدور ومناطق أخرى. وتوعد لواء أحفاد الرسول النظام بـ«الرد الثوري العسكري القاسي» على «الاستمرار بقصف المدن ودك المناطق المختلفة والقيام بإعدامات ميدانية ومجازر يندى لها جبين الإنسانية، وبحسب المكتب الإعلامي لألوية أحفاد الرسول؛ فقد تم زرع 7 عبوات ناسفة في خزانات تحت الأبنية، وعبوتين في الطابق الأول وعبوتين مكان الاجتماع، وأن ذلك تم مع خلال تجنيد عناصر من داخل المقر الأمني مقابل المال.

من جانبه، قال التلفزيون الرسمي إن «عبوتين ناسفتين انفجرتا في مبنى مدارس بالعاصمة دمشق، مما أدى لإصابة 7 أشخاص بجروح»، ونقلت وسائل إعلام سورية عن مصدر مسؤول في محافظة دمشق قوله: «إن انفجار العبوتين اللتين تم زرعهما بجانب فندق الطلاب ومبنى المسرح في «مدارس أبناء الشهداء» تسبب في اندلاع حريق في المكانين، وإصابة 7 أشخاص إصابات طفيفة، ووقوع أضرار مادية بسيطة».

واتهم المسؤول (الذي لم يكشف عن هويته) «عناصر إرهابية مسلحة» بزراعة العبوتين. وقال شهود عيان إنهم رأوا أعمدة دخان أسود تتصاعد من موقع الانفجار صباح أمس، كما بث ناشطون مقاطع فيديو تظهر مشاهدة أعمدة الدخان من منطقة بعيدة.

ويشار إلى أنه سبق أن وقع تفجير مماثل ناجم عن عبوتين ناسفتين، في وقت سابق من الشهر الحالي، قرب كتيبة الحراسة في مبنى هيئة الأركان العامة في شارع المهدي بن بركة في حي أبو رمانة بدمشق، قالت السلطات إنه أسفر عن إصابة 4 أشخاص بجروح، بينما قالت مصادر في الجيش الحر إن العشرات من الشبيحة قضوا في التفجير. وشهدت مدينة دمشق عدة تفجيرات استهدفت مقرات أمنية وعسكرية.

ولا جديد في استخدام النظام للمدارس والأبنية الحكومية كثكنات عسكرية أو مراكز أمنية، فقد سبق أن استهدفت مدارس ومستشفيات في محافظة حمص من قبل الجيش الحر، والشهر الماضي قامت عدة كتائب في الجيش الحر بعملية كبيرة في مدينة القصير القريبة من الحدود مع شمال لبنان، تم خلالها استهداف مبنى المشفى الوطني حيث تم حفر نفق يصب تحت المشفى الذي تحول إلى ثكنة عسكرية فيه أكثر من 100 جندي وعدد من الدبابات والآليات، وقامت كتائب الجيش الحر بتفخيخ النفق ثم تفجيره قبل الهجوم عليه، حيث وقع اشتباك قضى فيه نحو 9 مقاتلين من الجيش الحر وعدد غير معروف من القوات النظامية. بحسب ما قالته مصادر في الجيش الحر في حمص، التي لا تزال تدرج عددا من المدارس والمراكز الثقافية والأبنية الحكومية المدنية التي يحتمي بها جيش النظام على قائمة الأهداف.

 

النظام يواصل غاراته الجوية على أحياء حلب.. ومليون ونصف سوري يواجهون مجاعة.... العقيد العكيدي لـ«الشرق الأوسط»: إذا تمكنا من القضاء على الفوج 46 نكون قد نفذنا عملية نوعية

بيروت: ليال أبو رحال
.... تعرضت مناطق سورية عدة لقصف عنيف من قبل قوات الأمن السورية، أمس، حيث سقط أكثر من مائة قتيل في محصلة أولية مساء أمس وعشرات الجرحى، بينما أعلنت مديرة برنامج الغذاء العالمي إثرين كيزن أن «أعداد السوريين الذين يواجهون شبح الجوع ارتفعت إلى 1.5 مليون شخص»، موضحة أن «أعداد السوريين الذين يحتاجون مساعدات غذائية تضاعفت 5 مرات في الأشهر القليلة الماضية».

وقالت المسؤولة الدولية إن «برنامج الغذاء العالمي لا يستطيع مساعدة سوى نصف هذا العدد، في حين أن العمليات العسكرية لم تمكنه من إيصال الطعام إلى المحتاجين»، مشيرة إلى أن «البرنامج بحاجة إلى 60 مليون دولار لمواجهة الزيادة المطردة في أعداد الجوعى من السوريين»، مطالبة المجتمع الدولي بتقديم المزيد من التبرعات.

وفي موازاة ذلك، تابعت قوات الأمن السورية شن غارات جوية على أحياء عدة في حلب، حيث تدور معارك كر وفر بين «الجيش الحر» والجيش النظامي، الذي أعلن أمس استعادته السيطرة على حي العرقوب الكبير، شرق مدينة حلب.

ونقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن مصدر عسكري تأكيده «الانتهاء من تطهير منطقة العرقوب في حلب من الإرهابيين وإعلانها منطقة آمنة، والاستمرار بتطهير منطقة سليمان الحلبي (المجاورة)»، بينما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية، نقلا عن مصدر عسكري سوري ميداني، بقوله إن «العمليات انتهت في منطقة العرقوب، وعناصر القوات المسلحة يقومون بتفتيش الأبنية شقة وراء شقة للتحقق من عدم وجود متمردين».

ووفق شهود عيان، فإن الشارع الرئيسي في العرقوب تعرض لدمار كبير، حيث انهارت واجهات الأبنية، كما أقام الجيش النظامي حواجز على 3 مداخل للحي ومنع الدخول إليه، لكن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أشار إلى «معارك مستمرة في المنطقة». وقال: «لا يمكن الحديث عن سيطرة طالما المعارك مستمرة».

وقال أحد الناشطين في حلب لـ«الشرق الأوسط» إن «الطائرات المروحية شنت غارات جوية عنيفة على قرية العبلة وأطراف مدينة الباب الواقعة في ريف حلب، مشيرا إلى «تمركز قناصة النظام في أحياء عدة في مدينة حلب، حيث يستهدفون كل ما يتحرك»، وهو ما أشارت إليه الشبكة السورية لحقوق الإنسان، لافتة إلى أن «جثث عدة لقتلى جراء القنص موجودة في الشوارع ولا يتمكن الأهالي من سحبها بسبب القناصة».

في موازاة ذلك، أعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن «الجيش السوري الحر تمكن من السيطرة على بلدة كفرلاها وكفرجوم وحررهما من قوات النظام»، في حين أدى القصف العنيف بالطيران الحربي على بلدة كفركرمين إلى سقوط عدد كبير من الجرحى.

وفي بيان لقائد ألوية المعتصم بالله، بثه ناشطون على الإنترنت، أكد العميد الركن أحمد الفج محاصرة مقاتلي «الجيش الحر» للفوج 46 المتمركز قرب أورم الكبرى في ريف حلب وأسر 50 جنديا نظاميا.

وقال قائد المجلس العسكري في حلب العقيد عبد الجبار العكيدي لـ«الشرق الأوسط»، إنه «تم القضاء على 3 حواجز متمركزة حول الفوج وعلى الشبيحة التابعين له في القرى المجاورة وتحرير بلدتي أورم الكبرى والشيخ علي»، مؤكدا أن «الفوج محاصر بشكل كامل من قبل الجيش الحر، ونحاول اقتحامه، بعدما دمرنا عددا كبيرا من آلياته وأسرنا عددا من ضباطه وعناصره».

ووصف العكيدي هذا الفوج النظامي بأنه «الأقوى في حلب، وهو يقصف كل قرى الريف الغربي بالمدفعية والصواريخ»، معتبرا أنه «إذا قدرنا الله للقضاء عليه نكون قد قمنا بعملية نوعية هي الأولى للجيش الحر».

وفي ريف دمشق، تعرضت الأحياء السكنية في قدسيا لإطلاق نار كثيف من قبل حاجز للحرس الجمهوري، بينما اقتحمت قوات الأمن السورية منطقة السيدة زينب لليوم الثاني على التوالي بالدبابات والمدرعات وشنت حملة مداهمات واعتقالات طالت عشرات الشبان وسرقة ونهب وحرق المنازل، وفق ما أعلنته لجان التنسيق المحلية. كما تعرضت بلدة عرطوز والبساتين المحيطة بها في ريف دمشق لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة بينما شهدت بلدة الذيابية اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والجيش النظامي، وفق ما ذكرته شبكة «شام» الإخبارية.

أما في دير الزور، فقد دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية والجيش الحر، وتحديدا في حي الجورة، قبل أن تتمكن قوات الأمن من اقتحامه، وأفادت لجان التنسيق «باستخدامها الأطفال والمدنيين كدروع بشرية».

وكان القصف قد تجدد، أمس، على أحياء البعاجين والعمال في دير الزور، وشهدت أطراف مدينة البوكمال هجمات بالطيران المروحي وقصفت طائرات الـ«ميغ» الحربية حي الجبيلة، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى.

وفي حماه، أشار المرصد السوري إلى «حملة مداهمات واعتقالات في حي الأربعين، ترافقت مع إحراق عدد من المنازل المقتحمة»، في حين تعرضت قرية سوحا للقصف من قبل القوات النظامية التي استخدمت الطائرات.

وفي درعا، اقتحمت قوات الأمن السورية الحي الشرقي في مدينة داعل، بعد قصف استمر حتى ساعات الصباح الأولى، وطال القصف كذلك بلدتي الكرك الشرقي والنعيمة. واستهدف الطيران الحربي بلدة أبطع بقصف عنيف خلال تشييع عدد من قتلى البلدة، فيما أكد ناشطون معارضون سقوط 9 قتلى أعدموا ميدانيا على يد عناصر من «الشبيحة» في الحي الجنوبي لبلدة أبطع، مشيرين إلى قصف بالمدفعية الثقيلة على بلدات النعيمة وبالمروحيات على مدينتي داعل والشيخ مسكين.

وفي حمص، ذكر المرصد السوري أن «اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة وقعت في قرية النقيرة وجوبر والسلطانية ومنطقة بحيرة قطينة». وأفادت لجان التنسيق المحلية عن «قصف عنيف جدا بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ وتهدم عدد كبير من المنازل في مدينة الرستن، التي تتعرض للقصف اليومي منذ أكثر من 3 أشهر». كما دارت اشتباكات بين قوات الأمن والجيش الحر، إثر محاولة قوات النظام اقتحام المنطقة.

ووجه أهالي قرية جوسية الحدودية مع لبنان نداءات استغاثة لليوم الخامس على التوالي، أمس، بسبب انقطاع الخبز عنهم والدقيق وأي من المواد الأولية لصنع الخبز، وتفتقد مدينة القصير المجاورة للخبز منذ يومين. كما ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أنه «تم العثور على 11 شخصا مقتولين على أوتوستراد حمص - طرطوس كانوا في حافلة تقلهم في منطقة البقيعة»....

 

العقيد المنشق قاسم سعد الدين ينجو من محاولة اغتيال في حماه... منسق المجلس العسكري في حمص: استهدف لأنه يشكل فوهة بركان الثورة ويقود مجلسا عسكريا يضم 500 ضابط و18 ألف عنصر

بيروت: كارولين عاكوم
.... بعد ستة أشهر على قيادته المجلس العسكري في حمص، تعرض العقيد قاسم سعد الدين أمس لمحاولة اغتيال بعد عودته من تركيا، حيث بقي ليومين، ومن ثم اجتماعه برئيس المجلس العسكري في حلب العقيد عبد الجبار العكيدي، بحسب ما أعلن مسؤول الإعلام في الجيش السوري الحر فهد المصري، لافتا إلى أن مسلحين تابعين للنظام تعرضوا لموكب سعد الدين في طريق عودته إلى حمص عن طريق حماه، وقال المصري لـ«الشرق الأوسط»: «تعرض موكب سعد الدين بالقرب من منطقة السلمية لكمين مسلح من قبل الشبيحة وعناصر قوات النظام، الأمر الذي أدى إلى وقوع اشتباكات بينهم وبين عناصر الحماية التابعة لسعد الدين استمرت نحو نصف ساعة تقريبا أسفرت عن مقتل نحو 6 من الشبيحة وفرار الآخرين، فيما نجا مرافقو سعد الدين جميعهم». ولفت المصري إلى أن «الاجتماع الذي جميع الاثنين كان في إطار التنسيق المستمر بين كل المجالس العسكرية ولوضع النقاط على الحروف في ما يتعلق بالعمليات العسكرية في المستقبل القريب وتعزيز عملها ووجودها في الداخل».

من جهته، اعتبر المنسق العام للمجلس العسكري في حمص، خالد بكار أن استهداف سعد الدين يعود إلى العمل العسكري الجبار الذي يقوم به منذ تأسيسه المجلس العسكري في 29 مارس (آذار) الماضي. وقال بكار لـ«الشرق الأوسط»: «حاولوا اغتيال سعد الدين لأنه يشكل فوهة بركان الثورة العسكرية في حمص بعدما أسس المجلس العسكري الأول في سوريا الذي أصبح اليوم يضم أكثر من 500 ضابط و18 ألف عنصر موزعين على 8 مراكز في حمص؛ وأهمها القصير وتلكلخ الزعفرانة وتلبيسة والرستن والحولة، ونجح في أن يلوي ذراع النظام من خلال العمليات العسكرية التي نفذها وينفذها في عدد من المناطق، كما سيطر بشكل كامل على ريف حمص الشمالي الغربي، إضافة إلى مناطق عدة». وأشار بكار إلى أن أكثر الخسائر الفادحة التي تكبدها النظام في معركته مع عناصر المجلس العسكري في حمص كانت في تلبيسة والرستن؛ إذ أسفرت معركة الرستن الثانية التي وقعت خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي عن مقتل أكثر من 2000 شبيح وجندي من النظام وتدمير 48 مدرعة، فيما أدت معركة التحرير الأخيرة في تلبيسة إلى مقتل أكثر من ألف جندي من قوات النظام وتدمير 27 مدرعة، وهذا الوضع لم يختلف في مناطق أخرى مثل الحولة والقصير حيث خسائر النظام كانت أيضا فادحة.

وأكد بكار أن الاجتماع الذي جمع كلا من سعد الدين والعكيدي، بعد تحرير ريف حلب، الذي ستتبعه اجتماعات لاحقة، سينعكس إيجابا على وتيرة العمليات العسكرية في حلب وحمص، أكبر المحافظات السورية، لافتا إلى أن جهودا كبيرة تبذل من كل الجهات المعنية بالعمليات العسكرية لتوحيد الصفوف وتعزيز المواقع على أرض المعركة.....

 

قذائف سورية تسقط في أراضي الجولان المحتل... إسرائيل: نعتبر إطلاق النار «معركة سورية داخلية»

تل أبيب: «الشرق الأوسط»
.... سقطت عدة قذائف هاون من الأراضي السورية، صباح أمس، في كروم تفاح تابعة لمستوطنة تقع شمالي هضبة الجولان المحتلة. ولم توقع هذه القذائف أي إصابات.

وذكرت مصادر إسرائيلية، أن القذائف أطلقت في أثناء معارك بين مقاتلين معارضين والجيش السوري، وأن الاعتقاد السائد هو أن الجيش السوري الرسمي الموجود في قرية جبتا الخشب، هو الذي أطلقها باتجاه المعارضة الموجودة شرقي الجولان، ليمنعها من التقدم نحوه. وفاجأ مصدر عسكري إسرائيلي بالقول إن إسرائيل تعتبر إطلاق النار «معركة سورية داخلية» وإن «الجيش الإسرائيلي لن يتدخل في صراع سوري داخلي».

وكانت إسرائيل قد رفعت في السابق شكوى إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بسبب تسلل جنود سوريين في 19 يوليو (تموز) الجاري إلى منطقة منزوعة السلاح في هضبة الجولان تتولى إدارتها قوة من الأمم المتحدة. واعتبرت ذلك في حينه «تجاوزا للخطوط الحمراء». ومنذ ذلك الوقت وهي تعلن تأهبها غير العادي على الحدود وأجرت تدريبات على سيناريو حرب مع سورية. ولذلك، فإن لهجتها أمس بدت مفاجئة في اعتدالها....

 

قطر تطرح خطة بديلة للأزمة السورية تتضمن منطقة حظر للطيران... رمضان لـ«الشرق الأوسط» : إذا رفضتها روسيا والصين سنطبقها خارج إطار مجلس الأمن

بيروت: بولا أسطيح
.... تزامنا مع انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، طرح رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني، خطة بديلة لحل الأزمة السورية تتضمن إقامة منطقة حظر للطيران، وزيادة حجم المساعدات الإنسانية للشعب السوري داخل وخارج البلاد، لافتا إلى أنه وخلال أسابيع ستكون الخطة جاهزة.

وفي مقابلة مع شبكة «سي إن إن» الأميركية، قال رئيس وزراء قطر: «نعتقد ونتمنى أن يكون بمقدورنا حل الأزمة بصورة سلمية»، مشيرا إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد يملك خيارا وحيدا للتصدي لهذه الأوضاع ويتمثل في قتل شعبه ليتمكن من الفوز بهذه الحرب.

وردا على سؤال عمن سيشارك في الخطة، قال: «أعتقد أن كثيرا من الدول العربية ستشارك وهناك أيضا دول أوروبية». وأضاف بن جاسم: «أعلم أن هناك انتخابات جارية في الولايات المتحدة، ولكنني آمل أن تنظر الإدارة الأميركية إلى الوضع السوري بمنظور مختلف بعد هذه الانتخابات، وأنا لا أقصد تدخلا عسكريا»، مؤكدا ضرورة «اتخاذ بعض التدابير». وإذ أكد الشيخ حمد أن بلاده لا تزود المعارضة السورية بالسلاح، تابع: «لكنها تعطي المساعدات الإنسانية للاجئين الذين فروا من العنف إلى دول أخرى». وأعرب عن تمنياته بألا تتضمن الخطط الخاصة بسوريا صراعا إقليميا بين السنة والشيعة، وقال: «أخشى أنه إن وقعت حرب سنية شيعية ألا ينتصر فيها أحد».

ووجه حديثه إلى روسيا والصين معربا عن أمله بأن ينضم هذان البلدان «إلينا لإيجاد حل لا يقوم على ما يريدونه أو ما نريده نحن بل ما يريده الشعب السوري».

وتتم دراسة تفاصيل الخطة التي أعلن عنها رئيس الوزراء القطري مع المجلس الوطني السوري الذي قال عضو مكتبه التنفيذي أحمد رمضان: «إنها مبادرة مشتركة بين المجلس والدول أصدقاء سوريا» مؤكدا أنها وضعت على نار حامية وتعد بشكل متسارع.

وكشف رمضان أن هذه الخطة ستطرح على هامش اجتماع الجمعية العامة في نيويورك خلال لقاء سيجمع أصدقاء سوريا بوفد المجلس الوطني إلى هناك، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «النقاشات في هذا الموضوع دخلت في الأسابيع الأخيرة منحى جديا للغاية خاصة في ظل القناعة المتزايدة بوجوب فرض منطقة حظر جوي بعدما تبين مؤخرا أن 90 في المائة من الضحايا الذين يسقطون في سوريا قتلوا جراء قصف الطيران والدبابات وليس في ظل اشتباكات ميدانية».

وأشار رمضان إلى أنه وفي خطوة أولى باتجاه تنفيذ الخطة سيتم عرضها على الفرقاء كافة بمن فيهم روسيا والصين، وقال: «في حال وافقتا على المبادرة عندها تطرح على مجلس الأمن، أما في حال عارضتاها فإن مجموعة أصدقاء سوريا ستلتزم باتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ الخطة خارج إطار مجلس الأمن باعتبار أنه لا يمكن أن يتحول الفيتو الروسي والصيني إلى رخصة تسمح بمواصلة قتل المدنيين».

بالمقابل، طالب نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد بوضع دول الخليج وتركيا على قوائم الدول «الداعمة للإرهاب في العالم»، باعتبار أنها ترسل جميع إرهابيي العالم إلى سوريا بما في ذلك تنظيم القاعدة.

وأشار المقداد في حديث مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إلى أن الحكومة السورية لا تستخدم لفظ انتقال السلطة، وإنما تهتم بإقامة حوار وطني شامل لجميع السوريين برعاية القيادة السورية. وشدد المقداد على أن «السلطات السورية غير مسؤولة عن قصف المدن السورية، وإنما الجماعات الإرهابية هي المسؤولة عن ذلك»...

 

منظمة «أنقذوا الطفولة»: أطفال سوريون «مصدومون» مما تعرضوا له في النزاع السوري القائم.. مسؤول ميداني في لبنان لـ«الشرق الأوسط» : بعضهم يحتاج لدعم تربوي واجتماعي وآخرون لعلاج نفسي

بيروت: ليال أبو رحال
.... حذرت منظمة «سيف ذي تشيلدرن» (أنقذوا الأطفال) الدولية والمعنية بالدفاع عن حقوق الأطفال من أن عددا من الأطفال السوريين، الشهود على القتل والتعذيب وفظاعات أخرى، هم «مصدومون» بما شاهدوه وتعرضوا له في النزاع الذي تشهده سوريا منذ أكثر من 18 شهرا. ونشرت المنظمة، ومقرها بريطانيا، «شهادات صادمة» لأطفال سوريين وذويهم من الذين فروا من النزاع تحت عنوان: «فظاعات لا تحصى ولا تعد»، تظهر كيف أن «أطفالا تعرضوا لهجمات وحشية قد رأوا ذويهم وأشقاءهم وشقيقاتهم وأطفالا آخرين يموتون، أو أنهم شاهدوا وحتى تعرضوا لأعمال تعذيب». ونقلت عن طفل يدعى حسن (14 عاما) قوله إنه رأى «جثثا وجرحى في كل مكان». ويضيف: «شاهدت أعضاء بشرية مكدسة فوق بعضها البعض. الكلاب تنهش الجثث بعد يومين على المجزرة»، فيما أشار خالد (15 عاما) إلى أنه «تعرض للتعذيب في مدرسته القديمة التي تحولت إلى مركز اعتقال وتعذيب حيث اعتقل لمدة 10 أيام أمضاها محروما من الطعام وتعرض للضرب وهو معلق بالسقف». وقال لطاقم المنظمة: «هل ترون هذه الآثار؟ كنت موثوق اليدين بحبل من البلاستيك. كان هناك أطفال في زنزانتي موثوقو الأيدي أيضا. كل بدوره، أطفأوا سيجارة على جسدي. انظروا، هذه هي الآثار».

وقالت المسؤولة عن المنظمة الدولية جاسمن وايتبريد إنّ «أعمال عنف مروعة ارتكبت بحق أطفال في سوريا»، مؤكدة أن «هؤلاء الأطفال بحاجة لعناية خاصة لإخراجهم من هذه التجارب المرعبة». وشددت على وجوب أن «تسجل شهاداتهم كي يدفع الذين ارتكبوا أعمال العنف بحق الأطفال الثمن». ويقول منسق برامج اللاجئين في المنظمة في لبنان ميلاد أبو جودة لـ«الشرق الأوسط» إن «الأطفال السوريين اللاجئين إلى لبنان يعانون من صعوبات ومشكلات عدة، ونحن نستهدفهم ببرامجنا من أجل تقديم الدعم النفسي والاجتماعي والتربوي اللازم»، مشددا على أن «التربية حق للأطفال وكلما ذهب الطفل إلى المدرسة شعر أنه موجود في الإطار الصحيح الذي يحميه، وفي الوقت عينه نستكمل الدعم النفسي والاجتماعي». ويوضح أبو جودة أن «حالات الأطفال السوريين النفسية متفاوتة، البعض منهم يمكن دعمه نفسيا من خلال نشاطات بسيطة كالألعاب والرسم والاشتراك في ألعاب جماعية»، لافتا إلى أنه «في أحد مراكزنا في مدينة بعلبك (البقاع) على سبيل المثال تغير الأطفال كليا، باتوا يضحكون ويلعبون». لكن في حالات أخرى، وفق أبو جودة، «يحتاج الأطفال إلى تدخل أكبر من خلال معالجة نفسية، حيث يكونون في حالة حزن دائم ويعانون من صدمات كبرى».

ويشير أبو جودة إلى أن «المنظمة في لبنان تستهدف الأطفال النازحين من خلال برامج تنفذها بالتعاون مع منظمات شريكة دولية (مفوضية شؤون اللاجئين واليونيسف) على غرار حملة (العودة إلى المدرسة)، التي تتضمن تغطية تكلفة تسجيل الأطفال في المدارس الرسمية والحقيبة والزي المدرسي والقرطاسية، كما تتعاون مع منظمات لبنانية في طرابلس والبقاع (مؤسسة عامل، منظمة سوا، الحركة الاجتماعية وهيئات أخرى محلية) تساعدنا في الوصول إلى أكبر عدد من النازحين عدا عن خبرتها في التعاطي مع العائلات اللبنانية». ويقول أبو جودة إن منظمة «أنقذوا الطفولة» في لبنان تستهدف ببرامج الدعم التربوي قرابة 3750 ولدا و2000 ولد آخرين ببرامج الدعم النفسي والاجتماعي....

 

سوريا.. المتبقي 40 يوما!

طارق الحميد

على الجميع أن لا يتوهم أي حلول دولية تجاه الملف السوري، سواء التدخل العسكري من عدمه، أو زيادة المساعدات العسكرية للثوار، أو حتى التحرك التركي العسكري، كما يجب أن لا ننتظر الكثير من اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقد الآن في نيويورك. علينا أن لا نتوهم أي شيء قبل أربعين يوما من الآن!

لماذا؟ الإجابة بسيطة، فبعد أربعين يوما الانتخابات الرئاسية الأميركية، وحينها سيعرف الجميع كيف ستكون البوصلة السياسية، سواء أعيد انتخاب الرئيس الحالي باراك أوباما، أو كان الفائز القادم هو الجمهوري ميت رومني، وهو ما سيترتب عليه الكثير. وبالطبع ليست القضية قضية هل سينجو الأسد حينها أم لا، وإنما كيف سيكون التعامل معه، وبكافة الأصعدة، وخير من يعي هذا الأمر هو طاغية دمشق، ولذا سمح بمؤتمر لمعارضة الداخل، وبات المتحدث باسم خارجية الأسد يتحدث عن صعوبة الأوضاع، وأن الحوار هو الحل، ولنفس السبب نجد أن وتيرة العنف، والكذب، من قبل النظام الأسدي قد زادت، فالأسد يسابق الوقت، وتحديدا يسابق الأربعين يوما المتبقية على الانتخابات الأميركية.

هذا هو الواقع اليوم، ولن يغيره شيء إلا في حالة حدوث أمر ما على الأرض من قبل الثوار السوريين يقلب المعادلة الحالية، أو أن يقوم نظام الأسد بارتكاب عمل يهز المجتمع الدولي، الذي يبدو أنه لا يهتز أصلا أمام الجرائم المرتكبة بحق السوريين وبشكل عجيب، أو أن الأمور ستتغير في حال طرأ جديد في حالة الترقب، والتحفز، بين إسرائيل وإيران، عدا ذلك فإن أحدا غير مستعد، أو قادر، على التحرك الآن حيال الملف السوري، والدليل أنه رغم كل المحاولات الفرنسية لحلحلة الأوضاع، دبلوماسيا، وعسكريا، فإن المقترحات الفرنسية، وأحيانا التركية، تجابه بتجاهل أميركي، فلا أحد في واشنطن يريد الإقدام على أي عمل يعد مغامرة الآن أثناء السباق المحموم على البيت الأبيض. وكما أسلفنا فإن أكثر من يعي هذا الأمر هو بشار الأسد وحلفاؤه، وتحديدا الإيرانيين، وحتى الروس يعون ذلك، لكنهم يعون أيضا أنه في حال تمت إعادة انتخاب أوباما رئيسا لفترة أخرى فإن ثمن رأس الأسد سيقل كثيرا عما قبل الانتخابات، فحينها، أي بعد حسم ملف الانتخابات الأميركية، ستكون كل الخيارات على الطاولة أمام أوباما الذي لن يقلق من عامل الوقت، ولا يحتاج تجربة الأسد من جديد.

ورغم كل ما سبق فإن الواجب هو عدم التوقف، والانتظار فترة الأربعين يوما، ومن قبل جميع أصدقاء سوريا، فالمفروض الآن هو مواصلة الدعم للثوار السوريين بالمال والسلاح، ولسبب بسيط وهو أن النظام الأسدي لم ولن يتوقف عن استخدام مزيد من العنف، كما أن إيران لن تتوقف عن دعمه عسكريا وماليا، وبالتالي يجب تعزيز أوضاع الثوار السوريين على الأرض، وعدم السماح بتضعضعها ولو لحظة، خصوصا أن الأسد هو من يحاول مستميتا استعادة السيطرة على الأرض.

هي أربعون يوما، لكن لا شك أنها ستكون بمثابة الأربعين عاما للسوريين، لكن هذا هو الواقع، مهما صدر عن الأمم المتحدة بنيويورك، ومهما قال السيد الأخضر الإبراهيمي!


المصدر: جريدة الشرق الأوسط

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,972,385

عدد الزوار: 7,010,574

المتواجدون الآن: 69