تمويل السلسلة رهن بمعطيات جديدة لوزير المال وحاكم المركزي

على رغم عدم صدور أي بيان رسمي عن الرئاستين اللبنانية والفرنسية امس عن الزيارة الخاطفة والمفاجئة التي سيقوم بها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند غدا لقصر بعبدا في طريقه الى المملكة العربية السعودية، تتخذ هذه الزيارة بعدا مهما شاءت عبره باريس توجيه رسالة واضحة وصريحة في اختصار دعمها للبنان في هذه المرحلة المفصلية برئيس الجمهورية ميشال سليمان وجهوده الرامية الى الخروج من الازمة السياسية الحادة التي تتخبط فيها البلاد.
وأفاد مراسل "النهار" في باريس سمير تويني انه على رغم الطابع الخاطف للزيارة التي لن تستمر سوى ثلاث ساعات قبل ظهر غد، فقد حرص الرئيس الفرنسي على ان يخص لبنان بلفتة مميزة تعبر عن مدى الاهتمام الفرنسي به وتضامن باريس مع البلد الصديق في مرحلة حرجة اقليميا وداخليا تهدد استقراره وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه. كما ان هذه الزيارة ستشكل تأكيدا لدعم فرنسا للمؤسسات الدستورية اللبنانية وعلى رأسها الرئيس سليمان الذي بات يمثل بالنسبة الى الدول الغربية "حامي الوحدة الوطنية". ذلك ان الرئيس هولاند سيشدد خلال لقائه الرئيس اللبناني على حماية الوحدة الوطنية وتشجيع الحوار بين كل الافرقاء. غير ان الزيارة تتسم ببعد اضافي، يتصل بالزيارة التي كانت مقررة لرئيس الوزراء نجيب ميقاتي لباريس بين 19 تشرين الثاني الجاري و21 منه. وأشار مراسل "النهار" في باريس الى ان الاحداث الاخيرة في لبنان عدلت الموقف الفرنسي، إذ شعرت باريس بحرج من استقبال الرئيس ميقاتي في الظرف الحاضر بما قد يظهرها كأنها تدعم فريقا لبنانيا ضد فريق آخر أو كأنها تدعم حكومة كانت وضعت شروطا لدعمها. فارتأت تاليا الافادة من تحرك هولاند في الشرق الاوسط ليقوم بالزيارة الخاطفة لبعبدا، الامر الذي يرتب اعادة النظر في زيارة ميقاتي لباريس.
وأبلغت مصادر مطلعة في بيروت على ترتيبات الزيارة "النهار" ان الرئيس الفرنسي سيصل الى العاصمة اللبنانية قرابة الثامنة صباح الاحد ويتوجه فورا من مطار رفيق الحريري الدولي الى قصر بعبدا حيث يقام استقبال رسمي له ويعقد لقاء ثنائيا مع الرئيس سليمان تليه ترويقة عمل. ويصدر في نهاية اللقاء كل من الرئيسين سليمان وهولاند بيانا صحافيا في مؤتمر صحافي مشترك وقد يفتح المجال لسؤالين لكل من الاعلام المحلي والفرنسي، ويغادر بعدها الرئيس هولاند بيروت في طريقه الى الرياض.
وأوضحت المصادر ان هذه الزيارة الرئاسية الفرنسية تدخل في اطار الدعم الفرنسي للجهود التي يتولاها الرئيس سليمان واعطائه قوة دفع في دوره لايجاد حل للخروج من الازمة الحالية وذلك ضمن التأييد الدولي الذي جرى التعبير عنه في مواكبة الازمة.

 

في غضون ذلك، أعربت أوساط مواكبة للمأزق السياسي عن تشاؤمها بامكان حصول حلحلة قريبة نظرا الى اتساع الخلاف العميق بين الافرقاء السياسيين على الوضع الحكومي. وقالت انه على رغم ما بدأ تسريبه في بعض المجالس عن تداول تركيبات وسيناريوات حكومية محتملة، فان واقع الازمة يؤكد انعدام وجود أي قناة أو تواصل بين الافرقاء في المرحلة الراهنة مما يؤشر لازمة طويلة يخشى ان ترتدي انعكاساتها السياسية والاقتصادية بعداً سلبياً.
اما في صورة المأزق الحكومي، فقد قال مصدر قيادي في 14 آذار لــ"النهار" امس تعليقاً على تطورات الموضوع الحكومي: "اننا لن نجلس مع السلاح الى طاولة مجلس الوزراء بعد اليوم وهذا قرار نهائي، ومطلبنا هو حكومة حيادية تنظم انتخابات يختار فيها اللبنانيون إما ان يحكمهم السلاح وحده وإما ان يحكمهم مشروع الدولة وحده، ومن يربح الانتخابات يشكل حكومة أكثرية، لكننا لن نجلس مع السلاح في حكومة واحدة بعد اليوم". واكد ان الحركة الشعبية المطالبة بإسقاط الحكومة "ستتصاعد في بيروت وطرابلس".
وصرح النائب نهاد المشنوق لـ"النهار" في الاطار عينه بان "لا عودة الى حكومة الوحدة الوطنية التي جربناها ولن نمشي بها ولن نقبل بها". وقال: "هناك اقرار من المسؤولين المعنيين بان حكومة ميقاتي راحلة. قطعنا إذا مرحلة الاستقالة واصبح الحديث يدور على شكل الحكومة وهذا تقدم حققناه ونصر على حكومة لمرحلة انتقالية تتشكل من تكنوقراط محايدين وثمة شخصيات كثيرة مؤهلة من هذه الفئة للمشاركة فيها".
في المقابل، علمت "النهار" من اوساط كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط ان ما يطرحه الأخيران هو حكومة وحدة وطنية وحكومة سياسية يمكنها مواجهة الاخطار المحدقة بلبنان بحيث تجمع كل القوى السياسية في مسؤولية مشتركة. وفي حين تحفظت اوساط المختارة عن طرح الحكومة الحيادية واستغربت مثل هذا الطرح في هذا الظرف، توافقت مع اوساط رئيس الجمهورية على التاكيد ان لا حكومة جديدة ما لم يكن هناك حوار مسبق، مشددة على ان الرئيس ميقاتي لن يستقيل اذا لم يتم الاتفاق سلفاً على حكومة جديدة بحيث لا تستلزم عملية التغيير الحكومي سوى اسبوع. واعتبرت ان الاحتمالات المطروحة لمنع الفراغ تختصر بالآتي: اما ان تستمر الحكومة الحالية، واما ان تعاد تسمية الرئيس ميقاتي بالأكثرية الحالية نفسها. اما الاحتمال الثالث فهو تأليف حكومة وحدة وطنية تتوزع الحصص فيها تلقائياً على ثلاثة أثلاث متساوية (العشرات الثلاث) بين القوة الوسطية المكونة من رئيس الجمهورية والرئيس ميقاتي والنائب جنبلاط، وقوى 14 آذار وقوى 8 آذار. ولفتت الى ان هذه الصيغة ليست جديدة وقد سوقت قبل تأليف الحكومة الحالية. وخلصت هذه الاوساط الى ان رفض الحوار يعني ان لا استقالة للحكومة.

 

في سياق آخر، بدأت الحكومة امس التحضير لبت ملف تمويل سلسلة الرتب والرواتب في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء الاربعاء. وانعقد لهذه الغاية اجتماع في السرايا برئاسة ميقاتي وحضور الوزراء المعنيين وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، خصص للاستماع الى وجهات النظر في شأن مصادر تمويل السلسلة وانعكاسها على الاقتصاد. وعلمت "النهار" ان وزير المال محمد الصفدي قدم افكاراً ومقترحات جديدة آخذاً في الاعتبار ارقام السلسلة المترتبة على زيادة الرواتب ومعاشات المتقاعدين. كما ان حاكم المصرف المركزي قدم عرضاً للوضع المالي مبرزاً اخطار تحميل الاقتصاد اعباء اضافية غير مدروسة النتائج. وعلم  أيضاً ان الصفدي سيرفع تقريراً جديداً الى مجلس الوزراء في ضوء المعطيات الجديدة التي عمل عليها، كما سيقدم سلامة، الذي دعي الى حضور جلسة مجلس الوزراء، مقاربته في ضوء تقرير الصفدي ليصار الى اتخاذ القرار المناسب. وفيما أكدت مصادر وزارية التوجه الجدي لدى الحكومة الى اقرار التمويل، لم تجزم بامكان اقراره في جلسة الاربعاء افساحاً في المجال للوزراء لابداء ملاحظاتهم.

يصل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى بيروت غدا الاحد ويجري محادثات مع الرئيس ميشال سليمان في زيارة قصيرة تستمر ثلاث ساعات، تبدأ صباحا لدى وصوله من باريس ويتخللها فطور في قمة ثنائية يعقبها اجتماع سريع مع المسؤولين اللبنانيين.
ويعقد الرئيس الفرنسي مؤتمرا صحافيا في القصر الجمهوري وتقام مراسم الاستقبال والوداع ثم يغادر لبنان الى السعودية.
ويريد الرئيس الفرنسي من خلال الزيارة الخاطفة ان يخص لبنان بلفتة مميزة تعبر عن مدى اهتمام باريس وتضامنها مع البلد الصديق في مرحلة حرجة اقليميا وداخليا تهدد استقراره وسيادته واستقلاله وسلامة اراضيه، لا سيما بعد اغتيال اللواء وسام الحسن وما تلاه من تداعيات. وتحمل الزيارة دعما للمؤسسات الدستورية اللبنانية وفي مقدمها الرئيس ميشال سليمان الذي بات يمثل بالنسبة الى الدول الغربية "حامي الوحدة الوطنية".
وتخشى باريس التي عبرت عن قلقها منذ اندلاع الانتفاضة في سوريا على السلم الداخلي في لبنان واحتمال انتقال العدوى السورية اليه، وتحرص على حمايته برفعها شعار الاستقرار الداخلي الذي يتخطى في الظرف الراهن جميع القضايا والملفات المطروحة خصوصا بعد اغتيال الحسن وارتفاع منسوب القلق والخشية من انزلاق الوضع الى المجهول.
والى جانب التأكيد على حماية الوحدة الوطنية يريد الرئيس الفرنسي التشجيع على الحوار بين كل الافرقاء، وفي السياق تتسم الزيارة ببعد اضافي يتمثل في حصولها عشية زيارة كانت مبرمجة لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي للعاصمة الفرنسية في 19 تشرين الثاني الجاري الى 21 منه، وفي جدول اعمالها لقاء مع هولاند ورئيس الحكومة الفرنسية جان مارك ايروت ووزير الخارجية لوران فابيوس ورئيس الجمعية الوطنية الفرنسية كلود بارتولون.
غير ان التطورات الاخيرة في لبنان عدلت في موقف باريس واشعرتها بأن استقبال الرئيس ميقاتي في الظرف الحاضر يحمل احراجات على رغم تقديرها لادائه، فهي لا تريد الظهور مظهر من يدعم فريقا لبنانيا ضد فريق آخر، وحكومة كانت فرنسا وضعت شروطا لدعمها. فارتأت ديبلوماسيتها الافادة من تحرك هولاند الى الشرق الاوسط لاستبدال زيارة هولاند لبيروت بزيارة ميقاتي للعاصمة الفرنسية باعتبار انها لم تعد مبررة، خصوصا ان هولاند سيلتقيه في بيروت، فيما لقاء ميقاتي وايروت ليس بالاهمية القصوى. ومع الاشارة الى ان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة كان اخيرا في فرنسا بعد زيارته لأميركا وشرح في باريس الوضع الاقتصادي وموقف لبنان من العقوبات المالية على سوريا وايران، والوضع الاقتصادي في شكل عام.
ويؤكد هولاند خلال لقائه الزعماء اللبنانيين التزام فرنسا الدائم دعم امن لبنان واستقراره واستقلاله وسيادته ومساندته في كل المجالات، والعلاقة التاريخية الصلبة التي تربط بين البلدين. وسيكرر دعمه للدور الذي يقوم به الرئيس سليمان في مشاوراته الحوارية والتي تحظى بدعم دولي واقليمي من اجل صون الوحدة الوطنية. كما سيؤكد دعمه لورقة بعبدا التي تؤكد سياسة النأي بالنفس باعتبارها سبيلا وحيدا لحماية الاستقرار. وسيطالب باسم بلاده الحامية لحقوق الانسان السير في التحقيقات لمعرفة هوية القتلة ومحاسبتهم لأن باريس تدعم سياسة "عدم الافلات من العقاب". كما من الطبيعي ان الرئيس الفرنسي يريد التأكد من نظيره اللبناني من سلامة اوضاع القوة الفرنسية العاملة في نطاق "اليونيفيل".
وستكون الزيارة الخاطفة مناسبة امام هولاند ليغوص في الملف اللبناني والسوري قبل محادثاته في السعودية مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز في شؤون شتى ابرزها الازمة في سوريا وسبل معالجتها.

حضّ متروبوليت المكسيك للروم الارثوذكس المطران انطون الشدراوي اللبنانيين المقيمين، على "الاقتداء بالمغتربين في أسلوب خدمتهم لوطنهم الثاني والحفاظ عليه كما يحرصون على لبنان".
وأضاف "أن المقيمين ينعمون بثروة ينبغي لهم الا يضيعوها، وهي وحدتهم في اطار التنوع الفكري والسياسي والديني". وذكر ان زيارة البابا بينيديكتوس السادس عشر للبنان "أعطت اللبنانيين درساً كبيراً وهي ان يتحدوا في مواجهة التطرف وفي الحفاظ على الاعتدال، وهذه ثروة يجب الا يهدروها في خضم خلافاتهم والنزاعات".
تحدث الشدراوي في لقاء وداعي أقامه السيد جورج الشدراوي على شرفه قبل مغادرته الى مكسيكو يوم الاربعاء المقبل، في حضور وزير العمل سليم جريصاتي ووزير الثقافة غابي ليون والنائب السابق لرئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي ورئيس مجلس القضاء الأعلى جان فهد والرئيسين السابقين لجمعية المصارف عبدالله الزاخم وفرنسوا باسيل والسفير عبد الرحمن الصلح ومدعوين.
وألقى الفرزلي كلمة في المناسبة حض فيها على التوافق على مشروع "اللقاء الارثوذكسي" لقانون الانتخاب "لأن معظم اللبنانيين رأوا فيه مخرجاً للانتخابات المقبلة".

في الدقائق التي استشهد فيها اللواء وسام الحسن في الاشرفية، كان رئيس مجلس النواب نبيه بري ينقّح سطور الكلمة التي كان سيلقيها في احتفال للجمعية الاسلامية للتخصص والتوجيه العلمي في بئر حسن، والذي جرى تأجيله بعد الجريمة. بعد هذا التأجيل كتبت "النهار" خبرا عن بشرى كان بري سيزفها في اللقاء الى اللبنانيين في زحمة خلافاتهم بدءا من مشروع قانون الانتخاب الى سلسلة الرتب والرواتب ورغيف الخبز.

والبشرى التي كان سيعلن عنها، هي من دون مقدمات، ان بحر جنوب لبنان، وبعد اجراء المسوحات العلمية الدقيقة، ثبت انه من اغنى بلدان المنطقة التي تحتوي على كميات من النفط والغاز موجودة ايضا في اجزاء اخرى من الشاطئ اللبناني، فضلا عن كميات من النفط في البر ايضا.
لكن الامر الذي يزعج بري هو ان المسؤولين في اسرائيل، على اختلاف مواقعهم، سواء في الموالاة او في المعارضة باتوا يعرفون ان لبنان ينام على ثروات نفطية وغازية واهله يتقاتلون ويتجهون الى الانقسام واقامة المتاريس ولا يستطيعون توفير لقمة الخبز في ظل انكماش الحركة الاقتصادية، وآخرها ما يحصل في قطاع الفنادق.
هذه المعلومات النفطية التي يملكها بري اطلع عليها بالطبع وزير الطاقة جبران باسيل، ووصلت ارقامها ومعطياتها الى رئيسي الجمهورية والحكومة.  
ولم يبق امام لبنان الا استثمارها بدل الغرق في وحول 8 و14 آذار.
ويطلق بري "الرسالة النفطية" هذه "لمن يعتبر"، ويسقطها على الواقع السياسي والاقتصادي غير المشجع.
يعي بري جيدا الضغوط التي يشكلها الملف السياسي الذي يخفي الامن في طياته والوضع الاقتصادي المتدهور في البلد وانعكاسه على الحياة السياسية واليوميات اللبنانية، وسط التراشق الاعلامي والشروط واللاءات المتبادلة بين مختلف الافرقاء، والتي ارتفع منسوبها بعد اغتيال اللواء الحسن.
وفي ظل هذا المناخ الذي تخيم حرارته على العلاقات المتوترة بين الافرقاء اللبنانيين، لا يرى رئيس المجلس اي تقية او مخافة من الله والوطن، ينبغي ان يمارسها اصحاب الشأن والقرار قبل الاستمرار في الابحار في مركب لبنان الى المجهول وسط هذا الكم من العواصف التي تلوح في فضاء المنطقة.
ويقول ان ثمة من يضحي بكل شيء "في سبيل تحقيق غاياتنا ومن دون اكتراث لأي من العواقب التي تهدد البلد".
وامام هذه المعطيات غير المطمئنة التي تدور في ذهن بري، يعتقد ان الموضوعين السياسي والاقتصادي باتا في  حاجة الى معالجة ملحة وسريعة وهادفة قبل ان نقول "لات ساعة مندم". وان الملفين ليسا جديدين علينا.
ويقول "انا لا اريد ان افلسف الامور"، وهو ينطلق من نقطة واضحة المعالم. ويشبه واقع لبنان باسطوانة تسجل و"تعلك" المواقف نفسها وتكرر الموضوعات ذاتها، وان جمهور المستمعين من الشعب اللبناني مجبر على الاستماع الى هذه المعزوفة.
ويستحضر هذه المقدمة ليعود الى يوم 21 تشرين الاول عام 2006 بعد تعرض لبنان لمحاولة اغتيال كبيرة، هي عدوان تموز آنذاك، وكان يومها في جنيف يشارك في مؤتمر البرلمانيين الدوليين قبل عيد الفطر، وأخبر اللبنانيين انه يحضر لهم "عيدية" وكتب آنذاك الزميل الراحل جوزف سماحة مقالا في "الاخبار" بعنوان "العيدية".
ويذكر بري هنا بالمؤتمر الصحافي الذي عقده "وشو كان الوضع يا اخوان".
ويردد مضمون تلك الاسطوانة آنذاك: تظاهرات في الشوارع اضافة الى الاعتصامات ومحاولات (8 آذار) احتلال السرايا الحكومية مع اطلاق دعوات عدة ابرزها الدعوة الى اسقاط الحكومة والمطالبة بأخرى جديدة لتحل محلها فضلا عن المطالبة بقانون انتخاب جديد و"سبحان سبحان يلّي بغيّر وما بيتغيّر".
ويعرض هذه البانوراما ليصل الى عقده مؤتمراً دعا فيه جميع الاطراف آنذاك الى حلقة تشاور، اي سلوك طريق الحوار وكيف حصره بموضوعين هما: حكومة وحدة وطنية وقانون انتخاب جديد يركز على شكل الدائرة وماهية النظام الانتخابي. ويقول انه بعد المؤتمر الصحافي الذي عقده كانت المعارضة (8 آذار) في تلك الفترة شبه مرتاحة، فيما قوى 14 آذار كانت بين مرحبة ومتخوفة.
ويعود بالذاكرة الى الكلمة التي ألقاها في مستهل تلك الجلسة: "لانه غير مرحب بنا في الشارع، وكي لا نتحول شوارع، ارحب بكم في مجلسكم هذا وعلى الطاولة التي ليس لها تاريخ (...)".
ويروي كيف جرى خرق الهدنة الاعلامية وكيف ان الاعلاميين كانوا احرص من السياسيين امام الموضوعات التي جرى تسريبها.
وينتقل في مراجعته هذه الى جلسة 11 تشرين الثاني عام 2006 التي تحدث فيها عن استشهاد الرئيس رفيق الحريري وشن اسرائيل عشرات الحروب وتحذيره من النزول الى الشارع الذي تحول شوارع. وختم كلامه في تلك الجلسة على طريقة "اللهم اشهد اني بلغت ورفعت الجلسة".
ويقوده هذا التسجيل او "الاسطوانة" اليوم الى التذكير واسقاط وقائع 2006 وما رافقها على ظروف 2012 وما تحمله.
ويتحدث على طريقة "المصدوم" من عدم تلبية دعوة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى الحوار ورفض الدخول في اي تشاور او "الحكي مع بعضنا البعض في جلسات الحكومة او من دونها في مجلس النواب بغية التوصل الى تفاهم بين مؤسسات الدولة".
ويردد بري امام هذا المشهد السوداوي الذي يلف الحياة السياسية في لبنان الملاحظة نفسها التي ساقها في آخر طاولة حوار عام 2006: "مرة اخرى اردد اللهم اشهد اني بلغت". وقد وصل الى هذا التحذير بعيدا من موقفه من مساحة 8 آذار او 14 آذار. وينتقل من السياسة الى الاقتصاد ليصف وضعه بأنه "خطير"، وانه يدق ناقوس الخطر كل يوم.
والسؤال الذي لا يغيب عن افكاره هو كيف يتصارع اللبنانيون وهم "ينامون" على ثروة لا تقدر، يجري التباطؤ في العمل للوصول اليها؟ ويقول عندما كنت اتكلم عن النفط في اليابسة اللبنانية منذ اعوام عدة وعن وجوده في البحر اخيرا، كانوا يقولون انني ابالغ في هذا الشأن وكنت ارد عليهم بكلا كبيرة".
على طاولة الحوار، وبرئاسة الرئيس سليمان وزعت على المشاركين تقديرات عن كميات النفط في لبنان "وردوا عليّ بأن هذه الارقام فيها مبالغات ايضا".
على طريقته، يريد بري ان يرد اليوم على جميع المشككين في وجود نفط في بحر لبنان وبره بالوقائع والاثباتات العلمية. ويكشف عن مؤتمر استضافته لندن الشهر الفائت بعنوان "الاكتشافات الجديدة للنفط في العالم" وحضر من لبنان ممثلون لمجلس النواب ووزارة الطاقة ونظم هذا المؤتمر العالمي معهد الفيزياء البريطاني العريق في حضور شركة "سبكتروم" البريطانية التي اجرت مسوحات في لبنان.
وتبين في خلاصات هذا المؤتمر ان الاكتشافات النفطية الكبرى في العالم تتركز في ناميبيا والبحر المتوسط البرازيل وجنوب شرق آسيا.
وحري المرور على كل بلد او بقعة في هذه المناطق دقائق عدة اما المفاجأة التي توقف عندها المشاركون فهي تخصيص ساعتين للبنان. وحصل هذا الامر في حضور ممثلين لاكبر 50 شركة نفطية عالمية من بلدان اميركية واوروبية وآسيوية. وابرز ما توقف عنده المشاركون هو الخلاصة او التقرير الذي اعدته "سبكتروم" من مسوحاتها في لبنان وخصوصا في الجنوب، وتبين الآتي:
- اول مكان مناسب للمسح واستخراج النفط هو بحر جنوب لبنان، حيث توقعات الكميات الافضل في بلدان المنطقة والتي تحوي على كميات كبيرة من النفط والغاز.
- أظهرت حصيلة الدراسات والمعطيات في المؤتمر ان في لبنان ثلاثة اضعاف الكمية عن اي مكان آخر في المنطقة – بحسب قول بري – وان الكميات الموجودة عندنا هي ثلاثة اضعاف ما هو في اسرائيل.
- وصلت الشركات المشاركة في المؤتمر الى خلاصة، هي ان تأخير لبنان في استغلال هذا الحقل يضع صدقيته على المحك بين الشركات التي ستلجأ الى بلدان اخرى لاستخراج النفط اي في اتجاه ناميبيا والبرازيل وبلدان جنوب آسيا.
اثر تلقيه هذه المعلومات واثباتها على الخرائط بعد المسوحات التي جرت، يقرع رئيس المجلس جرس الانذار امام جميع اللبنانيين على اختلاف مشاربهم واتجاهاتهم السياسية والطائفية، ويناشد الحكومة وجميع المسؤولين دعم لبنان والسير بسرعة في استثمار هذه الثروات "لنسدد الديون وما نختلف عليه من حق للعامل ورب العمل، ولنعوض هذه الخسارة المتمادية كي لا اقول الجريمة المتمادية في حق بلدنا والاجيال المقبلة".

يزور رئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوض سيدني حيث يلتقي الجالية اللبنانية ومسؤولين اوستراليين. وافاد بيان لمكتبه الاعلامي انه عقد مؤتمرا صحافيا اعتبر خلاله "ان لبنان الرسالة والديموقراطية مهدد باستقراره، لأن النظام السوري يحاول تصدير ازمته اليه للتغطية على جرائمه في سوريا".
واضاف: "منذ اسقاط اتفاق الدوحة مرورا بالقمصان السود الى طائرة ايوب التي تلبي اهدافا ايرانية، ظهرت معالم المؤامرة"، لافتا الى ان "لبنان مهدد ايضا باقتصاده". وناشد المغتربين المشاركة في الاستحقاق الانتخابي واصفا في رد على سؤال " التجاذبات داخل الامانة العامة لقوى 14 آذار بالطبيعية ونحن افرقاء داخل تحالف واحد ومن حق جمهور 14 آذار ان يطالب بالكثير". ورأى"ان فتح مطار رينه معوض في القليعات حاجة امنية واقتصادية لأن مطار بيروت اصبح بوابة للاغتيالات ويجب ان يكون اولوية في اول حكومة لـ 14 آذار". وتابع: "اذا كانت اسرائيل هي التي تغتال فهذا يعني ان ازلام النظام السوري والايراني ينفذون. وكنت اتمنى ان تكون اسرائيل هي التي اغتالت رينه معوض لأنه صاحب مشروع عربي". 

أعلنت قيادة الجيش في بيان امس ان "مديرية المخابرات اوقفت كلاً من: علي مرهج جعفر وهيثم خضر الحاج وعباس غازي جعفر في البقاع، لقيامهم بخطف السوري يوسف خالد التركماني بقوة السلاح في 24/ 10/ 2012 من منطقة زحلة، بالاشتراك مع آخرين، والذي تمكن من الافلات منهم بعد يوم واحد.
وقد اعترف الموقوفون باقدامهم على الخطف في حينه بهدف الحصول على فدية مالية، وضبطت في حوزة هيثم الحاج كمية من الاسلحة الحربية الخفيفة.
وتبين بنتيجة التحقيقات وجود علاقة لعلي جعفر بعمليات خطف سابقة، وان عباس جعفر من اصحاب السوابق، والثلاثة مطلوبون للعدالة بمذكرات توقيف عدة، فيما لا تزال التحريات جارية لتحديد اماكن سائر افراد العصابة وتوقيفهم.
كذلك اوقفت مديرية المخابرات في منطقة الضاحية الجنوبية حسين علي زعيتر لاقدامه على فرض خوات على المواطنين والتعدي عليهم، وتحصيل اموال من دون وجه حق.
وتبين وجود خلاصات احكام وعدد من مذكرات التوقيف في حقه بتهم الاحتيال والتزوير والسرقة وتعاطي المخدرات والاتجار بها.

 

قرر النائب العام المالي القاضي علي ابرهيم بدء تحقيقاته في ملف الجمارك مطلع الاسبوع المقبل، واستدعى عدداً من الشهود للاستماع الى أفاداتهم.

 

أحال النائب العام التمييزي القاضي حاتم ماضي صحيفة "الديار" على قسم المباحث الجنائية المركزية لنشرها في عددها الصادر أول من أمس "خبراً كاذباً يتعلق بالتحقيق الجاري في قضية اغتيال اللواء وسام الحسن، ما يشكل مساً بسلامة التحقيق وعرقلة لحسن سيره، ويخالف ما سبق تعميمه بوجوب الامتناع عن نشر ما يتعلق بتحقيقات عدلية".

 

أصدرت قيادة الجيش بيانا امس جاء فيه: "لفت بعض السياسيين الى عمل مديرية المخابرات ودورها في المرافئ الموزعة على طول الساحل اللبناني.
يهم قيادة الجيش أن توضح ما يأتي:
ان دور مديرية المخابرات وعملها على مداخل المرافئ وحسب، وينحصران بحماية هذه المرافئ ومراقبة تهريب الممنوعات من لبنان واليه، من غير التدخل في العمل الاداري لها، فالارصفة تتبع لادارة المرافئ، والكشف على البضائع وإتمام معاملاتها الرسمية من صلاحيات المديرية العامة للجمارك.
ولما كان لا دور لمديرية المخابرات ولا عمل لها في هاتين الادارتين، فإن قيادة الجيش تدعو من لديه معلومات عن نشاطات مشبوهة في المرافئ اللبنانية الى ان يضعها بتصرف هذه القيادة ليبنى على الشيء مقتضاه".

 

رفض أحد السجناء استقلال سيارة السوق بينما كانت متوقفة داخل قصر العدل في المكان المخصص لنقل الموقوفين الى سجن رومية بعد انتهاء جلسته. وعاد واستقلها على ما ذكر النائب العام التمييزي حاتم ماضي لـ"النهار" مؤكدا ان كل شيء طبيعي في قصر العدل".

 

عكار  - "النهار"
لا تزال الطريق الدولية بين لبنان وسوريا مقفلة تماما منذ يومين عبر نقطة العبودية – الدبوسية، نتيجة اعتصام اهالي بلدتي الشيخ عياش وتل اندة احتجاجا  على عدم الافراج عن الفتى سامر النعيم (16 سنة ) الموقوف في سوريا منذ 29 ايلول الماضي .
وأكد الاهالي المعتصمون أنهم مستمرون في موقفهم الرافض اعادة فتح الطريق ما لم يفرج عن ابنهم، واضعين خيمتي اعتصام وسط الطريق الاولى في بلدة تل اندة والثانية في بلدة الشيخ عياش، مما تسبب بوقف حركة العبور في الاتجاهين بين لبنان وسوريا في الاتجاهين عبر نقطة العبودية - الدبوسية، الامر الذي احدث زحمة سير كبيرة على هذه الطريق التي ضاقت بمئات الشاحنات وسيارات النقل السياحية وحافلات الركاب.
ويشار الى ان نقطة العريضة الحدودية الساحلية تشهد حركة اعتيادية مع تحويل عدد من الشاحنات مسارها الى هذه النقطة مخافة ان يطول الوضع القائم عند نقطة العبودية .

 

أصدرت مديرية التوجيه في قيادة الجيش بياناً أمس، جاء فيه:" حصل بعد ظهر اليوم (أمس)، خلاف بين عدد من المواطنين في شارع المئتين - طرابلس، على استخدام مولدات كهرباء، تطور الى تبادل إطلاق نار بالأسلحة الحربية الخفيفة، نتج منه مقتل أحد المواطنين وإصابة اثنين بجروح.
وتدخلت قوى الجيش المنتشرة في المنطقة وفرضت طوقا أمنيا حول المكان، وباشرت تسيير دوريات راجلة ومؤللة وإقامة حواجز تفتيش وتنفيذ عمليات دهم لمنازل مطلقي النار، للقبض عليهم وإحالتهم على القضاء المختص".

 

عكار - "النهار"
نقل ياسين جعفر من محلة المخزن في بيت جعفر الى "مستشفى سيدة السلام" في القبيات ، مصابا بطلق ناري من بندقية صيد في رقبته، وما لبث ان فارق الحياة . وتجري الاجهزة الامنية تحقيقاتها لكشف ملابسات الحادث الذي لم تتوضح ظروفه.

"نطمئن عملاءنا الى ودائعهم المودعة لدينا، ونؤكد لهم أننا كنا وما زلنا حرصاء على التزام العمل ضمن الأصول المصرفية السليمة والمعايير العالمية، كذلك نؤكد إلتزامنا الأنظمة والتعاميم التي تصدرها الجهات الرقابية في مصرف لبنان"، هذا ما خلص اليه المدير العام بالإنابة لبيت التمويل العربي صبري عمار.

لفت عمار خلال مؤتمر صحافي عقده امس ورد خلاله على ما أثير أخيراً في وسائل الاعلام، "ان ما ذكره المستثمرون في صندوقي "دانات الهند" و"مرسى السيف" من أن إستثماراتهم هي ودائع لدى المصرف، ليس صحيحاً. فهذان الصندوقان هما من صناديق الإستثمار العقارية، مدة كلّ منهما أربع سنوات والمستندات التي وقعها العملاء للمصرف هي قانونية وتتضمن توكيل المصرف للمساهمة في هذه المشاريع، وكان الربح المتوقع لكلّ منها يزيد عن 50% خلال مدة الإستثمار. ونظراً الى الأزمة المالية العالمية، لم تتمكن المصارف المشرفة على هذه المشاريع من إكمالها وتسييلها خلال مدة الإستثمار، مما تطلب تمديد هذه المدة لبعض الوقت، وهذا ما دفع المستثمرين إلى الإحتجاج والمطالبة بإستثماراتهم".
واضاف عمار "قدّم المصرف للعملاء عرضاً لدفع جزء كبير من قيمة إستثماراتهم مع تعهده دفع الجزء المتبقي، اضافة إلى الأرباح بمجرد تسييل هذه المشاريع، وقبل هذا العرض معظم مستثمري مشروع "دانات" وعدد كبير من مستثمري "مرسى السيف"، اذ ان هذا العرض تجاههم لا يزال ساري المفعول".
ولفت الى ان هذه المشاريع "ليست مشبوهة ولا فاشلة ولا وهمية كما قيل، بل هي إستثمارات عقارية حقيقية قيد الإنشاء، وتحسنت قيمة هذه المشاريع نظراً الى تحسن أسعار الأراضي التي تمّ استملاكها لغايات إقامة هذه المشاريع، وفق التقرير الاخير لتقويم أسعار هذه الأراضي المقدّمة من شركات تقويم عالمية".
وقال عمار "قام المصرف بالمساهمة وإشراك عملائه في صناديق إستثمارية عدة من ضمنها صندوق إستثمار في الأسهم يتضمن حماية رأس المال، وصندوق آخر في الصكوك الإسلامية "يتضمن توزيع أرباح شهرية، اضافة إلى الأرباح الرأسمالية وغيرها من الصناديق الإستثمارية التي عادت بعائدات مجزية على المستثمرين".
وجدّد التأكيد على أن هذه الإستثمارات "ليست ودائع لدى بيت التمويل العربي، ولم يحصل في أي وقت من الأوقات أن مودع تقدّم لدينا بطلب لسحب ودائعه ورفض طلبه، اذ ان أوضاع المصرف المالية ولا سيما من ناحية السيولة هي ممتازة، باعتبار أن مصرف قطر الإسلامي، وهو من أكبر المصارف الإسلامية في العالم الإسلامي، المساهم والداعم الأكبر لبيت التمويل العربي في بيروت".