الخرطوم: غزة تهيمن على مؤتمر الحركة الإسلامية والبشير يعتبر السودان «مثالاً يُحتذى»...نتانياهو يلوّح بتوسيع العمليات وباراك يتوقع لحظات موجعة قبل استعادة الردع

«عمود سحاب».. عبارة توراتية... الاسم الذي اختاره الجيش الإسرائيلي لعدوانه الجديد على غزة...وغزة تقصف تل أبيب..حرب غزة دخلت مرحلة جديدة بأسلحة نوعية والفلسطينيون سارعوا بالرد مبكراً كرسالة ردع

تاريخ الإضافة السبت 17 تشرين الثاني 2012 - 6:10 ص    عدد الزيارات 1919    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

...وغزة تقصف تل أبيب
نيويورك - راغدة درغام
غزة، الناصرة، رام الله، نيويورك - «الحياة»، ا ف ب - سجل الفلسطينيون امس انتصارات معنوية عدة في الحرب الدائرة مع اسرائيل تمثلت أولاً بقصف تل أبيب، «قلب الدولة» و«خطها الأحمر»، وثانياً بإطلاق صواريخ نوعية جديدة مثل «فجر 5» وتوسيع رقعة أهدافها لتصل الى حولون وكريات ملاخي، وثالثاً عندما بثت القناة العاشرة صوراً لرئيس الحكومة بنيامين نتانياهو يترك مكتبه في «قريات هممشلاه» في تل أبيب متجهاً بسرعة إلى ملجأ مع سماع صفارة إنذار في المدينة قبل سقوط صاروخ في بلدة حولون المجاورة واعلن توسيع العملية العسكرية.
وتتسابق مساعي التهدئة مع دق طبول الحرب، اذ تحدث الاعلام الاسرائيلي عن اقتراح مصري لاستعادة الهدوء، في حين نقل عن محللين عسكريين توقعهم ان استمرار القصف لمنطقة تل أبيب سيدفع الجيش إلى توغل بري في ساعات صباح الجمعة، علماً ان 250 صاروخاً استهدفت اسرائيل في يوم واحد تم اعتراض 105 منها.
ونقلت القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي عن مصدر إسرائيلي مطلع على الوساطة المصرية، ان الاقتراح المصري يتناول شقين: الأول ان يوقف الطرفان النار، والثاني التزام الطرفين إتاحة الفرصة لمصر لبلورة «رزمة التزامات متبادلة». وأضاف المعلق السياسي اعتمادا على مصادر سياسية أن إسرائيل ليست متحمسة للاقتراح المصري، وتريد إضافة شروط مثل وقف تهريب الأسلحة إلى القطاع ووقف إنتاج الأسلحة والقذائف الصاروخية. واضاف ان إسرائيل ليست معنية بوقف النار في اليومين القريبين، بل تبحث عن «صورة انتصار»، وترى أن العملية لم تستكمل أهدافها.
في هذا الصدد، قال نتانياهو ان الهجوم يجب ان يتواصل، مشيراً الى ان الجيش مستعد بجدية كبيرة لتوسيع عملياته في قطاع غزة وتنفيذ توغل بري. من جانبه، توقع وزير الدفاع ايهود باراك لحظات موجعة قبل استعادة الردع، وقال «نحن أمام امتحان سيستمر وقتاً ويجب أن نواجهه منتصبي القامة... وبهدوء أعصاب». واضاف «اني على قناعة بأن العملية ستحقق أهدافها وتسهم في استعادة الردع والهدوء حتى إن استغرق ذلك وقتاً... سنبلغ نهاية العملية ولَنا الغلبة». على رغم ذلك، اقرت مصادر امنية اسرائيلية ان قصف محيط تل ابيب تطور خطير كسرت فيه الفصائل الفلسطينية «التابو» الامني لاسرائيل، وكشف ان حركتي «حماس» و«الجهاد» تملكان قدرات صاروخية اكبر مما كانت تعتقده اجهزة الامن الاسرائيلية.
في هذه الاثناء، ادى التصعيد الى مقتل ثلاثة اسرائيليين، ووضع اكثر من مليون اسرائيلي في حال طوارئ بينما نزح عدد كبير منهم من الجنوب الى الشمال. ووافق باراك على استدعاء 30 الف جندي احتياط فيما نشرت بطارية القبة الحديد لاعتراض الصواريخ.
بموازاة ذلك، تحولت مدن قطاع غزة الى مدن اشباح خلت من سكانها بسبب الغارات الاسرائيلية، باستثناء جنازات تشييع الشهداء الـ 15 الذين سقطوا في الغارات، وعلى رأسهم نائب القائد العام لـ «كتائب القسام»، الجناح العسكري لـ «حماس» احمد الجعبري.
ورفضت حكومة «حماس» في مؤتمر صحافي اي حديث عن التهدئة، معتبرة انها ستكون «خديعة» في هذا الوقت. وقال الناطق باسم الحكومة طاهر النونو ان «الاحتلال الاسرائيلي هو من بدأ المعركة بضربة غادرة استهدفت شعبنا، لكنه لن يملك زمام انهائها كما يريد».
بدوره، رأى رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل من الخرطوم حيث يشارك في مؤتمر الحركة الاسلامية السودانية، ان اسرائيل تحاول اختبار دول الربيع العربي بمحاولتها الاعتداء على غزة، مشيرا الى ان «عهد عربدة اسرائيل في المنطقة ولى». واعتبر ان مشاريع التسوية الاقليمية والدولية ومبادرات السلام مستهلكة، داعياً الى «طي هذه الصفحة السوداء».
ونددت السلطة الفلسطينية بالتصعيد الاسرائيلي، واعتبرته حرباً على مشروعها الرامي الى رفع مكانة فلسطين لدى الامم المتحدة الى دولة «غير عضو»، فيما شهدت الضفة الغربية تظاهرات واعتصامات تضامناً مع غزة.
من جانبها، بعثت مصر برسالة تضامن وتهدئة الى غزة عندما أعلنت ان رئيس وزرائها هشام قنديل سيزور غزة اليوم على رأس وفد رفيع وسيلتقي رئيس الحكومة اسماعيل هنية.
ولقي التصعيد الأخير ردود فعل راوحت بين التنديد بالعدوان الاسرائيلي وبين التفهم لحق اسرائيل في الدفاع عن نفسها. وفيما دعا الرئيس فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي مع نتانياهو الى تجنب «تصعيد» العنف في غزة، أكد البيت الابيض ان «ليس هناك اي مبرر للعنف» الذيت مارسه «حماس» التي حملها مسؤولية انفجار الوضع في غزة، معتبرا ان هذا العنف «لا يساعد الفلسطينيين في شيء».
وفي نيويورك، ركز الجهد الفلسطيني والعربي في الأمم المتحدة على متابعة التطورات في قطاع غزة، ومواصلة الحملة الديبلوماسية لحشد التأييد لترفيع وضعية فلسطين الى دولة مراقبة في الأمم المتحدة. وأكد السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة رياض منصور «الاستعداد الى العودة الى مجلس الأمن لطرح مشروع قرار في شأن العدوان الإسرائيلي على غزة، وسنستمر في التحرك الى أن يتحقق الهدف بتوقف الحملة الإسرائيلية العسكرية على شعبنا في غزة».
وأجرى منصور أمس ضمن وفد عربي ضم سفراء السودان والعراق والجامعة العربية والمغرب ومصر، مشاورات مع رئيس مجلس الأمن السفير الهندي هارديب سينغ بوري ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة فوك يريميتش تناولت التطورات في غزة والتحرك الفلسطيني لتعزيز التأييد لمشروع القرار الفلسطيني الذي وزع على أعضاء الأمم المتحدة الـ١٩٣ والهادف الى نيل صفة الدولة المراقبة، تمهيداً لطرحه على التصويت في ٢٩ الشهر الحالي.
وقال رئيس المجلس بعد الاجتماع إن المشاورات تركزت على «استطلاع سبل التحرك في حال تلقينا طلباً بعقد اجتماع لبحث التطورات في غزة». وأضاف أن مجلس الأمن «لم يكن متفقاً على المسألة» عند انعقاد جلسته مساء الأربعاء، ما أعاق صدور موقف موحد عنه. وقالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي إن «الضغط على القيادة الفلسطينة لن يجد نفعاً والرأي العام الفلسطيني لن يقبل بالتراجع الآن» في شأن التحرك في الأمم المتحدة مشددة على ضرورة أن يتركز الضغط «على إسرائيل، الطرف الذي يخالف القانون الدولي».
وقالت مصادر فلسطينية إن «أمام الرئيس محمود عباس إما المضي قدماً نحو الدولة غير العضو في الأمم المتحدة أو الذهاب الى بيته». وأشارت الى أن الرئيس باراك أوباما طلب من القيادة الفلسطينية عبر بريطانيا تأجيل التحرك في الأمم المتحدة ٣ أشهر، لكن القيادة الفلسطينية رفضت الطلب. وتحدثت عن توقعات «بإجراءات عقابية أميركية على القيادة الفلسطينية، وهناك رأي فلسطيني يستبعد أن تحذو الدول الأوروبية حذو واشنطن في ذلك».
وعن العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة، قالت المصادر إن «اغتيال الجعبري كان دعوة الى الانتقام ولجر حماس الى مواجهة قابلة للجم، لكن عندما تبدأ المواجهة فإنها قد تفلت من السيطرة»، مشيرة الى أن «الدم الفلسطيني يستخدم مجدداً لأغراض انتخابية إسرائيلية».
 
حرب غزة دخلت مرحلة جديدة بأسلحة نوعية والفلسطينيون سارعوا بالرد مبكراً كرسالة ردع
غزة - «الحياة»
دخلت الحرب العدوانية الاسرائيلية على قطاع غزة مرحلة جديدة أمس في يومها الثاني بعد سقوط صاروخ فلسطيني من نوع «فجر 5» في تل ابيب، وآخر من نوع «غراد» على مدينة كريات ملاخي أدى الى مقتل أربعة اسرائيليين واصابة آخرين بجروح متفاوتة، اضافة الى سقوط صاروخ ثالث قرب مفاعل «ديمونا» النووي.
فبعد أقل من 24 ساعة على اغتيال نائب القائد العام لـ «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس» احمد الجعبري، ردت فصائل المقاومة بإطلاق صاروخ من نوع «فجر 5» على تل ابيب، المدينة الاهم في اسرائيل، ما يُظهر تطوراً نوعياً في قدرات الفصائل الفلسطينية، خصوصاً حركتي «حماس» و «الجهاد الاسلامي»، اللتين تمتلكان صواريخ ووسائل قتالية «نوعية» قادرة على ايقاع الاذى بإسرائيل.
وتعتبر هذه المرة الثانية التي تصل فيها الصواريخ الى تل ابيب، إذ قصف الجيش العراقي المدينة ومدناً اسرائيلية أخرى بنحو 39 صاروخاً عام 1991 ابان الحرب العراقية.
وجاء الرد الفلسطيني مبكراً هذه المرة خلافاً للحرب السابقة التي شنتها اسرائيل على القطاع في 27 كانون الاول (ديسمبر) عام 2008 واستمرت 22 يوماً. ويعكس «قصف» تل أبيب التي تبعد نحو 60 كيلومتراً عن غزة، بالصواريخ من جانب المقاومة الفلسطينية، خصوصاً «حماس»، تصميماً على الانتقام لاغتيال الجعبري، وتصعيداً يحمل رسائل عدة للدولة العبرية لخصه محللون برغبة «حماس» في ايصال رسالة «ردع» لإسرائيل مبكراً حتى تفكر أكثر من مرة وتعيد حساباتها قبل أن تُقدم على رفع وتيرة الحرب على القطاع، أو على شن هجوم بري قد تدفع ثمنه غالياً.
 اطلاق 200 صاروخ
وجاء «قصف» تل ابيب واطلاق أكثر من 200 صاروخ على مدن وبلدات اسرائيلية اخرى مثل كريات ملاخي التي تبعد نحو 40 كيلومتراً عن غزة، ليعطي اسرائيل اشارات لبدء هجوم بري على القطاع، اذ قال جيش الاحتلال ان لديه ضوءاً أخضر بذلك، وتم استدعاء الاحتياط في وقت واصلت الدبابات التدفق على الحدود الشرقية للقطاع البالغ طوله نحو 50 كيلومتراً، ترافقها جرافات ضخمة لفتح طرق خاصة بها من بين كروم البرتقال ومنازل المواطنين، تماماً كما فعلت في الحرب السابقة.
 15 شهيداً
في هذه الأثناء، ارتفع عدد شهداء القصف الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ عصر أول من أمس الى 15 شهيداً، من بينهم طفلان وسيدة حامل ومسنة، فيما أصيب أكثر من 150 فلسطينياً خلال أكثر من مئة غارة على مناطق متفرقة من القطاع، تركز معظمها في مدينة غزة وشمال القطاع. وشيع آلاف الفلسطينيين جثمان الشهيد الجعبري من دون أي حضور لقادة الحركة البارزين الذين اختبأوا خشية اغتيالهم، وفي ظل ظروف أمنية شديدة التعقيد في القطاع.
وتمكنت المقاومة من ضرب بارجة حربية اسرائيلية قبالة شواطئ غزة مساء الأربعاء بصاروخ موجه. واعترف الناطق باسم الجيش الاسرائيلي أفيحاي درعي باستهداف البارجة ومقتل جندي على متنها واصابة ثلاثة آخرين بجروح. وقالت القناة العبرية الأولى ان صاروخاً من نوع «غراد» سقط قرب مفاعل «ديمونا» النووي في قلب صحراء النقب.
وأعلنت «كتائب القسام» قصفها مدينة تل أبيب بصاروخ من طراز «فجر 5»، ونحو 100 صاروخ من نوع «غراد» في اتجاه البلدات المتاخمة للقطاع، في رد أولي على اغتيال الجعبري.
وقالت «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الإسلامي» إنها أطلقت أكثر من 130 صاروخاً وقذيفة، من بينها 65 صاروخ «غراد» نحو بئر السبع واسدود وكريات ملاخي وعسقلان.
وفي قطاع غزة، خلت شوارع مدن القطاع تقريباً من السيارات والمارة بسبب استمرار الغارات الاسرائيلية على مناطق متفرقة ومنشآت مدنية ومنازل المواطنين. كما أغلقت المحال التجارية أبوابها، في وقت سارع فيه الناس لشراء الخبز والخضروات وحاجاتهم الأساسية التي اختفى كثير منها فجأة.
 
نتانياهو يلوّح بتوسيع العمليات وباراك يتوقع لحظات موجعة قبل استعادة الردع
الناصرة – أسعد تلحمي
أدرجت إسرائيل مقتل ثلاثة من مواطنيها في انفجار صاروخ «غراد» أطلق من قطاع غزة وأصاب بيتاً في بلدة «كريات ملاخي»، إضافة إلى القصف الكثيف الذي تعرضت له أمس بلداتها في الجنوب، ضمن «توقعاتها» والسيناريوات التي وضعتها قبل أن تُقدم على اغتيال نائب قائد «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس» أحمد الجعبري.
واستدعى مقتل الثلاثة رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو إلى ترؤس جلسة مشاورات مع أركان حكومته وقادة المؤسسة الأمنية ليصرح بأن الجيش مستعد لتوسيع جدي جداً لنطاق العملية، فيما أطلق وزير الدفاع إيهود باراك تهديدات بأن إسرائيل ستقوم «بكل ما يلزم» لتستعيد قدراتها الردعية والهدوء إلى الجنوب. ولم تستبعد مصادر سياسية وعسكرية أن يتطور التصعيد على الحدود بين إسرائيل والقطاع حرباً شاملة أكد مسؤولون إسرائيليون في الأشهر الأخيرة أن الجيش استعد لها.
وواصل أركان الدولة العبرية إطلاق تهديداتهم لقادة «حماس» بأن يد الجيش ستطاولهم وأنهم جميعاً مستهدفون. وقال باراك أمس إن «إسرائيل اليوم في أوج معركة ليست سهلة، وليس أكيداً أن تكون قصيرة، وستكون فيها لحظات مهمة لنا، ولحظات أخرى موجعة لنا، لكننا عاقدون العزم على استعادة قدرة الردع إلى وضعها السابق وأن نعيد الهدوء وسنقوم بكل ما يلزم، وأكرر كل ما يلزم، من أجل بلوغ هذه النتيجة». وأضاف: «تمت تصفية الجعبري فيما منظومة صواريخ الفجر القادرة على بلوغ تل أبيب تم شلّها كلها تقريباً، وبتقديرنا تضررت قدراتهم في شكل مكثف، وهذه فقط البداية».
ووضع التصعيد أكثر من مليون إسرائيلي في حال طوارئ وطُلب منهم متابعة تعليمات «الجبهة الداخلية» في الجيش (الدفاع المدني)، فيما سجلت حركة نزوح من مناطق الجنوب باتجاه الشمال. وأصدرت قيادة الجيش أوامر استدعاء لألوية في الاحتياط تحسباً لاحتمال توغل بري في القطاع. وتحركت ألوية نظامية من المظليين والمشاة التي أجرت تدريبات مكثفة في الأشهر الأخيرة، وفق الناطق بلسان الجيش، استعداداً لعملية برية.
ووزعت الطائرات الحربية الإسرائيلية منشورات على القطاع تحض سكانه على الابتعاد عن مواقع الناشطين وقادة المنظمات الفلسطينية. ووفق بيان الجيش، فإن المنشورات «تؤكد أن حماس تجر المنطقة إلى العنف، وأن جيش الدفاع الإسرائيلي مستعد للدفاع عن سكان دولة إسرائيل إلى حين استعادة الهدوء في المنطقة».
وأعلن الجيش أن نظام القبة الحديد لاعتراض الصواريخ أسقط عشرات الصواريخ من نحو 130 صاروخاً فلسطينياً أطلقت حتى ظهر أمس.
وقال القائد العام للشرطة يوحنان دنينو إن الوضع الحالي في الجنوب سيتواصل في الأيام القريبة، «وسيرتفع عدد الهجمات الصاروخية، ولدينا منظومات إنذار متطورة جداً، تشمل القبة الحديد، كما لدينا منظومات الحماية الملائمة، وفقط شيء واحد مطلوب من المواطنين هو الانضباط وتنفيذ التعليمات».
وإلى جانب العدوان العسكري، تحركت إسرائيل على الصعيد الديبلوماسي، فأجرى قادتها اتصالات مع زعماء في العالم «لشرح مبررات الحكومة والمؤسسة العسكرية
وإلى الآن، وكما كان في بدايات كل الحروب التي شنتها إسرائيل، ما زالت العملية العسكرية التي أطلق عليها اسم «عمود سحاب» محط تهليل الإسرائيليين، معتبرين نجاح الجيش في تدمير نحو مئة منصة إطلاق صواريخ متوسطة وبعيدة المدى وعشرات صواريخ «الفجر» بأنها «إنجاز لا يقل عن أهمية اغتيال الجعبري».
وتأكيداً لمقولة «عندما تدوي المدافع تصمت الأقلام»، تحظى العملية العسكرية بإجماع الأحزاب السياسية الصهيونية في إسرائيل، باستثناء حزب «ميرتس» اليساري المحدود النفوذ. وحصد نتانياهو وباراك المدائح من قادة الأحزاب ومن المعلقين العسكريين على نجاح العملية في ساعاتها الأولى، متوقعين أن يستثمره الرجلان في المعركة الانتخابية.
لكن كبير المعلقين في «يديعوت أحرونوت» ناحوم برنياع رأى أن «العملية العسكرية تنطوي على ربح فوري ومجازفة لاحقاً»، الربح المتمثل في ضرب معنويات حماس وثقة قادتها بأنفسهم، والمجازفة في حجم رد الفعل من حماس وفي رد الفعل المصري واحتمال أن يثور الشارع العربي في العالم ضد إسرائيل. وكتب أن «اغتيال الجعبري كان مشروعاً بحكم الظروف وناجعاً عملياتياً»، لكنه أعرب عن أمله في «ألا يكون عندنا سبب لنندم على فرحتنا باغتياله».
وكتب المعلق العسكري لموقع «يديعوت أحرونوت» رون بن يشاي أن «إسرائيل بدأت حرب استنزاف بعد أن استنفدت عنصر المفاجأة»، متوقعاً أن يواصل الجيش الإسرائيلي ضرب البنى التحتية العسكرية للحركة لتحجيم قدرات الرد الصاروخي للفلسطينيين. لكنه أشار إلى أن المنظمات الفلسطينية في القطاع استفادت من الحرب السابقة على القطاع ومن الحرب الأخيرة على لبنان وطبّقتها مثل إقامة مركز رقابة وسيطرة إلكترونية من الصعب على إسرائيل تشويشها، ما يفسر نجاحها في إطلاق صواريخ بعيدة المدى على إسرائيل. وتابع أن نجاح العملية في نهاية الأمر «سيتقرر ليس بناء للإنجازات العسكرية في الميدان فقط إنما أيضاً بانعكاساتها الاستراتيجية والسياسية». وزاد أن الهدف الرئيس الذي حددته إسرائيل «متواضع» يتمثل في التوصل إلى تهدئة طويلة الأمد ليس فقط في إطلاق الصواريخ «إنما أيضاً في نشاط المخربين ضد الجيش على طول السياج الأمني حول القطاع، إضافة إلى التزام جميع المنظمات الفلسطينية الناشطة في القطاع، التهدئة وأن تكفل ذلك مصر»، مضيفاً أنه في حال رفضت «حماس» هذه الشروط، فمن المتوقع أن يقوم الجيش بتوغل بري واسع.
 
«حماس» ترفض التهدئة مع اسرائيل: الاحتلال بدأ المعركة لكنه لن يملك إنهاءها
غزة - «الحياة»
اعلنت حكومة «حماس» في مؤتمر صحافي في غزة امس رفضها اي حديث عن التهدئة مع اسرائيل، معتبرة ان التهدئة في هذا الوقت ستكون «خديعة» بهدف استمرار التصعيد. وقال الناطق باسم الحركة سامي ابو زهري في مؤتمر صحافي في غزة: «لن نتعرض لمزيد من الخديعة من الاحتلال الاسرائيلي لاننا نعتبر الحديث عن هذه التهدئة في هذا التوقيت محاولة لتوفير مزيد من الغطاء لاستمرار التصعيد على غزة».
في السياق نفسه، قال الناطق باسم حكومة غزة طاهر النونو ان مصر ابلغت «حماس» ان رئيس الحكومة المصرية هشام قنديل سيزور قطاع غزة اليوم برفقة عدد من الوزراء. وتعد الزيارة رسالة تضامن مع غزة ورسالة لاسرائيل بوقف العدوان على القطاع. وأكد النونو ان «الاحتلال الاسرائيلي هو من بدء المعركة بضربة غادرة استهدفت شعبنا، لكنه لن يملك زمام إنهائها كما يريد». وأضاف ان «الشعب بصموده ومقاومته هو الذي سيرسم ملامح نهاية المعركة بالشكل الذي يريده». وطالب الدول العربية والمجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال لوقف عدوانه، ووقف التعامل بازدواجية مع قضايا المنطقة.
وهدد الناطق باسم «كتائب القسام» الملقب بـ «ابو عبيدة» بأن المقاومة ستؤدب الاحتلال الاسرائيلي رداً على اغتيال نائب قائد الكتائب احمد الجعبري ومرافقه محمد الهمص. وأضاف في تصريحات ان هذه «لن تكون النهاية بل بداية التحرير، وان لعنة اغتيال الجعبري ستطاردكم في قبوركم وحجارة السجيل ستزلزلكم».
وأكد القيادي في حركة «حماس» مشير المصري خلال تشييع جثمان الجعبري أن «كتائب القسام» وفصائل المقاومة في غزة «لن تلقي البندقية أو تتوقف عن إطلاق الصواريخ وإنها ستفرض معاملة جديدة مع الاحتلال». وشدد على أن المقاومة قبلت التحدي مع الاحتلال وستنتصر في هذه الجولة، مضيفاً أن «المعركة مع العدو لا تزال مفتوحة ولن يستطيع الاحتلال أن ينهيها برغبته».
وقررت القوى الوطنية والإسلامية تشكيل غرفة عمليات مشتركة في غزة لتنسيق العمل سياسياً وميدانياً. ونعت هذه القوى التي اجتمعت بشكل طارئ أمس لمناقشة التصعيد الاسرائيلي الخطير على القطاع القائد الجعبري، واصفة هذه الجريمة وما رافقها من اعتداءات وحشية طاولت المدنيين بـ «إعلان حرب سنواجهه بصف موحد».
ودعت القوى الى وحدة وتعبئة كل الطاقات الفلسطينية للصمود في مواجهة العدوان، وطالبت «الدول العربية والإسلامية باتخاذ مواقف جادة وعملية للضغط على المجتمع الدولي لوقف العدوان». كما دعت «جماهير شعبنا وأحرار العالم بالتحرك لنصرة وإسناد أهالي قطاع غزة الذين يقصفون ويذبحون بضوء أخضر أميركي».
 
السلطة تعتبر العدوان على غزة حرباً على مشروعها في الأمم المتحدة
رام الله – محمد يونس
 
شهدت الضفة الغربية أمس تظاهرات واعتصامات تضامناً مع قطاع غزة الذي يتعرض الى قصف اسرائيلي متواصل، شارك فيها قادة من حركة «حماس» وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية، فضلاً عن ناشطين وقادة مجموعات شبابية.
وهتف المتظاهرون في رام الله مطالبين الفصائل في غزة بقصف المدن الاسرائيلية رداً على اغتيال نائب القائد العام لـ «كتائب عز الدين القسام» أحمد الجعبري، كما طالبوا بإنهاء الانقسام الداخلي. ووجهت دعوات الى اقامة مسيرات بعد صلاة الجمعة في مدن الضفة تضامناً مع غزة.
واعتبرت السلطة الفلسطينية الحرب الاسرائيلية على غزة حرباً على مشروعها الرامي الى رفع مكانة فلسطين لدى الأمم المتحدة الى «دولة غير عضو» على حدود عام 1967.
وقال مفوض العلاقات الدولية في حركة «فتح» نبيل شعث ان اسرائيل تحاول عبر عدوانها على غزة اعاقة الخطوة الفلسطينية في الأمم المتحدة والادعاء بأن ولادة دولة فلسطينية ستكون قاعدة لإطلاق الصواريخ على اسرائيل. وأضاف إن القيادة ماضية في اتصالاتها مع دول العالم من اجل وقف العدوان على غزة وحشد التأييد لمشروع القرار الفلسطيني في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقطع الرئيس محمود عباس أمس جولته الأوروبية وعاد الى رام الله لمتابعة تطورات الأوضاع في غزة، فيما أعلن رئيس الوزراء سلام فياض ان حكومته تعمل على توفير احتياجات المستشفيات في القطاع.
 
مقتل مدرس يعمل لحساب الامم المتحدة في الغارات الاسرائيلية على غزة
نيويورك-ا ف ب
قتل مدرس يعمل في مدرسة تابعة للامم المتحدة في احدى الغارات الاسرائيلية على قطاع غزة، وفق ما اعلن متحدث باسم المنظمة الدولية.
وقال كريس غونيس المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (اونروا) ان مروان ابو القمصان، وهو مدرس لغة عربية، كان في سيارته حين اصيب بجروح قاتلة جراء انفجار فيما اصيب شقيقه بجروح بالغة.
وقتل 16 فلسطينيا واصيب 150 اخرون على الاقل منذ بدء العملية العسكرية الاسرائيلية على قطاع غزة بعد ظهر الاربعاء مع اغتيال قائد العمليات العسكرية في حركة حماس احمد الجعبري، وفق مصادر طبية.

 

 

 

الخرطوم: غزة تهيمن على مؤتمر الحركة الإسلامية والبشير يعتبر السودان «مثالاً يُحتذى»
الحياة....الخرطوم - النور أحمد النور
بدأ أمس في الخرطوم مؤتمر الحركة الإسلامية السودانية بجلسة اعتُبرت «تظاهرة سياسية» في حضور رموز من الحركات الإسلامية في المنطقة، وطغت العمليات العسكرية الاسرائيلية في قطاع غزة على اهتمام الإسلاميين.
وشارك في المؤتمر 120 شخصية إسلامية من 30 دولة أبرزهم المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر محمد بديع، ورئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي، والمسؤول العام لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا بشير الكبتي، وأمير الجماعة الإسلامية في باكستان سيد منور حسن، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل.
ويستمر المؤتمر ثلاثة أيام بمشاركة أربعة آلاف عضو. وانتخب وزير شؤون الرئاسة السابق الطيب إبراهيم محمد خير رئيساً للمؤتمر الذي سيناقش علاقة الحركة الإسلامية بالحزب الحاكم والحكومة، وينتخب مجلس شورى من 400 عضو. ولا يزال هناك غموض في شأن اختيار أمين عام جديد للحركة بدل نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه الذي أكمل دورتين في زعامة الاسلاميين، وسط استقطاب وجدل حول من يخلفه.
وطالب الرئيس عمر البشير في أول خطاب له بعد عودته من رحلة استشفاء في المملكة العربية السعودية، الحركة الإسلامية بنشر قيم التدين والفضيلة في المجتمع، وقال إن الحركة نجحت في مقاومة التيارات العلمانية والشيوعية وتمددت في المجتمعات. واعتبر التجربة السودانية مثالاً يحتذى به في إقامة العدل وبسط الشورى على رغم «حجم الاستهداف الواسع» ضدها، كما طالب البشير الحركة الاسلامية بمواجهة خطر القبلية والجهوية.
وأعلن نائب الرئيس الأمين العام للحركة الإسلامية السودانية علي عثمان محمد طه أن الحركة مطالبة بتجديد مشروعها بعد ربع قرن من قيادتها للبلاد بمراجعة كل السياسات والتشريعات وتعزيز الحريات وتقوية المؤسسات المدنية والتشريعية وصناعة القرار وبسط الشورى والديموقراطية وتأكيد حكم القانون. وتعهد طه الرد على الهجمات الاسرائيلية على قوافل في شرق السودان قبل سنوات وعلى «مجمع اليرموك للصناعات العسكرية» في الخرطوم قبل أسابيع حتى وإن طال المدى. وتابع: «إن فرص ردنا على اسرائيل قائمة وإن كانت لا تسمح قدراتنا بذلك الآن فسيكون (ردنا) في وقت آخر»، ووصف الدولة العبرية بأنها خطر على السلم العالمي.
ورأى طه أن الانفصال الذي حدث بجنوب السودان لن يكون نهاية المعركة، ولفت إلى أن شعب الجنوب لم يكن له خيار حقيقي في ما حدث.
وشدد على أن الحركة الإسلامية ستظل تنظر إلى ما وراء واقع التوترات الحالية وستمد يدها من أجل التعاون والترابط بين الشعبين حتى تعود العلاقات أقوى مما كانت عليه. وأضاف الأمين العام للحركة الإسلامية: «نريد علاقات جوار آمن مع الجنوب تقوم على أن لا يؤوي أيٌّ منا عدواً وأن تتكامل المصالح في التجارة والحدود المفتوحة للخير لا للشر». واتهم طه الغرب بالتسبب في انفصال الجنوب من أجل فصل العالم العربي الأفريقي عن إخوانه الآخرين في القارة.
واعتبر خالد مشعل السودان من طليعة الداعمين للقضية الفلسطينية، وسخر من مخططات اسرائيل في شأن القضاء على البنية التحتية لحركة «حماس». وقال إن لا قوة في العالم تستطيع ردع شعوب حرة. وتابع قائلاً إن «الغاصب لا يردع الشعوب الحرة»، مؤكداً أن البنية التحتية لحماس هم «رجالات ونساء فلسطين».
وطالب مشعل الدول العربية بقلب المعادلة وتغيير قواعد اللعبة مع الدولة العبرية، وذكر أن إسرائيل «ترتعد» بعد ثورات الربيع العربي لأن هذه البلدان ما عادت تقبل أن «تصمت» جراء ممارساتها العداونية. وأضاف: «مصر الثورة بالأمس كانت قياداتها مختلفة عن مصر القديمة واتخذت منحى آخر تجاه الاعتداء الاسرائيلي واعطت درساً».
وأشار مشعل إلى أن إسرائيل تحاول اختبار دول الربيع العربي بمحاولتها الاعتداء على غزة واستهداف قيادات «حماس». واستدرك: «ولّى عهد عربدة اسرائيل في المنطقة»، واعتبر مشاريع التسوية الإقليمية والدولية ومبادرات السلام مستهلكة وغير مجدية، وأضاف: «يجب أن نطوي هذه الصفحة السوداء».
ونصح مشعل الدول العربية وفي مقدمها مصر والسودان بالتكاتف لإيقاف إسرائيل من التدخلات المباشرة وغير المباشرة، وقال إن الدولة العبرية تحاول تهديد أمن الدولتين والسيطرة على مياه النيل. وخلص إلى القول: «إنه يشكر كل الداعمين لحركة «حماس» في غزة بالسلاح رغم الحصار المفروض عليها».
من ناحيته قال راشد الغنوشي إن السودان أجاره حينما كان مطارداً من نظام الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي وكان يحمل جواز سفر ديبلوماسياً سودانياً، كما وصف السودان بأنه بلاد الثورات والشرارات الأولى لـ «رفض الظلم». وطالب الغنوشي القيادات الإسلامية السودانية بالتكاتف والوحدة من أجل مواجهة التحديات.
وفي السياق ذاته، وجّه زعيم حزب المؤتمر الشعبي حسن الترابي رسالة إلى القيادات الإسلامية من خارج السودان، ودعاهم إلى الاعتبار من تجربة الإسلاميين في السودان. وحمل الترابي الذي تزعم الحركة الإسلامية السودانية نحو أربعة عقود، على تلاميذه السابقين وقال إنهم «آثروا التعاون مع العسكر ولو كانوا في جبروت وظلم وفساد وبغي وذلك بمبرر الحفاظ على الكسب ومحاولة إصلاحه، وبأثر فتنة الترهيب والترغيب من السلطان»، في إشارة إلى تحالفهم مع حكم الرئيس المشير عمر البشير.
وأضاف الترابي في رسالته منتقداً نظام الحكم في الخرطوم: «(لقد) انفصل الجنوب عن الشمال، ولا يزال (النظام) يتمرد ويقاتل الغرب والشرق والجنوب الجديد». وأشار إلى أن «الكبت السياسي» ازداد حتى دفع الناس إلى اليأس من الانتخابات «لأنها كانت كلها مزورة يفوز فيها الحكام بنسبة 99 في المئة». وتابع: «تعسّر المعاش (معاش المواطنين) بتضخم متضاعف لما أضحى البترول بغالبه من حظ دولة الجنوب المنفصل، وعُوّض بضرائب متتالية لتمويل الدولة وجيشها وأمنها ودعايتها». كذلك قال: «فُضحت التقوى الأخلاقية للحكّام فسوّغوا لأنفسهم أكل الربا ولم يبالوا بتعطيل الحدود بعد أن عطّلوا الأحكام في الحرية والشورى».
ورأى الترابي أن ولاة الأمر الحاكم أقاموا مؤتمراً سمّوه الحركة الإسلامية ليحتكروا تلك الصفة لأنفسهم وعزلوا أعلام الحركة المعهودين مكبوتين أو معتقلين، كما أن السياسة والحكومة تظل محتكرة لحزب المؤتمر الوطني الحاكم ومعه «سواد من عوام المنافقين والمستوزرين من قوى سياسية وآخرين يبتغون المنافع».
وبرّر خروجه عن حلفائه السابقين في الحكم، بالقول إنه غادر «لئلا يبدو النموذج الإسلامي في الحكم جبروتاً عسكرياً فاسداً خوّاناً للعهود بطرد اللاجئين المسلمين والسكوت عن القضايا الإسلامية».
وقال الترابي إن حركات إسلامية من خارج السودان جاءت إلى الخرطوم من أجل الصلح بين من هم في السجن (أي الإسلاميين المعارضين) ومن هم في السلطان (حكم البشير) لكنها أخفقت في مسعاها.
 
«عمود سحاب».. عبارة توراتية... الاسم الذي اختاره الجيش الإسرائيلي لعدوانه الجديد على غزة
تل أبيب: «الشرق الأوسط»
نفى الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن يكون هناك معنى سلبي للتسمية التي اختيرت للحرب العدوانية الجديدة على قطاع غزة، «عمود السحاب». وقال إن اختيار الأسماء يكون غالبا بالصدفة، وإن كان مقصودا فيعني في هذه الحالة أمرا إيجابيا.
يذكر أن تزاوج الكلمتين «عمود سحاب» مذكور في التوراة وملحقاتها مرات كثيرة. أبرزه في الآية 21 الإصحاح 21 من سفر «الخروج» في التوراة. وقد جاء فيه: «وكان الرب يسير أمامهم نهارا في عمود سحاب ليهديهم في الطريق.. وليلا في عمود نار ليضيء لهم لكي يمشوا نهارا وليلا».
وتفسر الآية على أن الله سبحانه وتعالى سمح لليهود الذين خرجوا من مصر هربا من فرعونها بأن يتوهوا بعيدا عن الطريق السهل، لكنه كان هو قائدهم لكي لا يضلوا الطريق. وظلت السحابة معهم حتى بلاد كنعان ولم تتركهم حتى في لحظات تمردهم وتذمرهم. ومعاني هذه السحابة، وفقا للتفسيرات الدينية اليهودية هي أن في السحاب معاني المطر والخير والتنقية. وتحمل معنى المعمودية أيضا، فقد كانت السحابة تظللهم في النهار فتمنع عنهم حرارة الشمس المحرقة، بينما كان عمود النار يحمل معاني التنقية والنور للإرشاد والتطهير.

المصدر: جريدة الحياة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,690,026

عدد الزوار: 6,961,429

المتواجدون الآن: 74