انشقاق قائد عام الشرطة العسكرية في سوريا، محام لبناني يتقدم ببلاغ ضد الشعار بتهمة قتل مئات اللبنانيين....شبان صغار يشاركون في الانتفاضة السورية...روسيا: استخدام دمشق أسلحة كيماوية «انتحار سياسي»

الإبراهيمي يبحث مع الأسد سبل حل للوضع «المقلق»....العكيدي: مقاتلو المعارضة السورية يحاصرون قواعد جوية في حلب...غارات جوية واشتباكات في ريف دمشق وناشطون يعلنون إسقاط طائرة في حماة

تاريخ الإضافة الأربعاء 26 كانون الأول 2012 - 7:02 ص    عدد الزيارات 2060    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

الإبراهيمي يبحث مع الأسد سبل حل للوضع «المقلق»
بيروت، دمشق، موسكو - «الحياة»، أ ف ب، رويترز
أعرب الموفد الدولي - العربي الى سورية الاخضر الابراهيمي، بعد لقائه الرئيس بشار الاسد في دمشق أمس، عن امله بتوصل اطراف الازمة السورية الى حل يضع حداً لوضع «ما زال مقلقاً» في البلاد التي تعيش نزاعاً دموياً منذ 21 شهراً، فيما أكد الاسد حرصه على إنجاح اي جهود «تحفظ سيادة الوطن واستقلاله».
واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان استخدام نظام الاسد الاسلحة الكيماوية سيكون بمثابة «انتحار سياسي»، فيما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان القوات النظامية السورية استخدمت ضد المعارضين قنابل تحتوي على غاز ابيض من دون رائحة.
ويأتي هذا الاجتماع الثالث للابراهيمي مع الأسد، منذ تعيينه في آب (اغسطس) الماضي، في ظل تواصل العنف في سورية وتصاعده، إذ شن الطيران الحربي السوري الاثنين غارات على مناطق في ريف دمشق الذي شهد اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين، فيما ذكر ناشطون سوريون إن المعارضة أسقطت طائرة حربية في محافظة حماة.
وقال الابراهيمي، في مؤتمر صحافي بعد اجتماعه مع الأسد، ان «الوضع في سورية لا يزال يدعو للقلق، ونأمل من الاطراف كلها ان تتجه نحو الحل الذي يتمناه الشعب السوري ويتطلع اليه».
واضاف انه تطرق مع الأسد الى «الهموم الكثيرة التي تعاني منها سورية في هذه المرحلة، وتبادلنا الرأي حول الخطوات التي يمكن اتخاذها في المستقبل» لحل الازمة المستمرة منذ آذار (مارس) 2011.
من جهته، اكد الاسد للابراهيمي «حرص الحكومة السورية على إنجاح اي جهود تصب في مصلحة الشعب السوري وتحفظ سيادة الوطن واستقلاله» بحسب التلفزيون السوري الذي ذكر أيضاً ان الطرفين بحثا في «التعاون القائم بين الحكومة السورية والمبعوث الاممي... وكانت المباحثات ودية وبناءة».
وكان الابراهيمي وصل الى دمشق الاحد قادماً عن طريق البر من مطار بيروت، وقد يزور موسكو قبيل نهاية الاسبوع الجاري بحسب مسؤول روسي.
من جهة اخرى، اكد الناطق باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش ان روسيا مستعدة لاجلاء رعاياها الموجودين في سورية «اذا كان لا بد من ذلك». ونقلت وكالات الانباء الروسية عن مصادر في هيئة الاركان ان سفينتين حربيتين روسيتين جديدتين ارسلتا الى مرفأ طرطوس الذي يعد المرفأ الوحيد لرسو السفن الروسية في البحر المتوسط.
الى ذلك، استبعد لافروف في مقابلة بثتها أمس قناة «روسيا اليوم» الناطقة بالانكليزية استخدام سورية اسلحة كيماوية، وأضاف «في حال حصل ذلك، فسيكون بمثابة انتحار سياسي للحكومة».
وكان المرصد السوري لحقوق الانسان نقل عن ناشطين في مدينة حمص مقتل «ستة مقاتلين معارضين ليل الاحد على جبهة الخالدية - البياضة (في حمص) نتيجة اصابتهم بغازات خرج منها دخان ابيض من دون رائحة». ولم تعرف طبيعة هذا الغاز.
في غضون ذلك تواصلت العمليات العسكرية في أنحاء مختلفة في سورية، وشن الطيران الحربي غارات على مناطق في ريف دمشق الذي شهد اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين، فيما ذكر ناشطون سوريون إن مقاتلي المعارضة أسقطوا طائرة حربية في محافظة حماة.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان «مقاتلين اسلاميين من جبهة النصرة ولواء احرار العشائر وكتائب احرار الشام سيطروا على اجزاء كبيرة من بلدة معان التي يقطنها علويون» في محافظة حماة. واشار الى «مقتل 11 مقاتلا اثر القصف على محيط البلدة وأكثر من 20 من القوات النظامية ومسلحين موالين لها».
وافاد التلفزيون السوري بمقتل «عدد من اهالي قرية معان التابعة لبلدة صوران بريف حماة برصاص ارهابيين»، مضيفا ان «وحدة من قواتنا المسلحة وبالتعاون مع الاهالي، تصدت لهم واشتبكت معهم واوقعتهم بين قتيل ومصاب».
وتأتي هذه الاحداث بعد تحذير الامم المتحدة في الفترة الاخيرة من ان النزاع السوري المستمر منذ 21 شهراً وأدى الى مقتل اكثر من 44 الف شخص، بحسب المرصد، بات «طائفيا في شكل واضح».
 
العكيدي: مقاتلو المعارضة السورية يحاصرون قواعد جوية في حلب
ريف حلب (سوريا) - رويترز
قال قائد عسكري إن مقاتلي المعارضة السورية يحاصرون قواعد ومطارات عسكرية موالية للرئيس السوري بشار الأسد في انحاء محافظة حلب الواقعة شمال البلاد، لكنهم يواجهون صعوبات في التصدي لهجمات تشنها مقاتلات تستطيع حتى ان تنطلق من المطارات المحاصرة.
وقال العقيد عبدالجبار العكيدي رئيس المجلس العسكري في محافظة حلب التابع للجيش السوري الحر لـ"رويترز" ان قواته "تقاتل من دون اي مساعدة من الحكومات الغربية والعربية التي ترغب في الإطاحة بالأسد من السلطة".
وقال العكيدي الذي يقود ما بين 25 ألف جندي و30 ألفا في انحاء محافظة حلب ان مقاتلي المعارضة غيروا استراتيجيتهم من قتال قوات الأسد في المدن إلى محاصرة قواعده في الريف بهدف التشجيع على حدوث انشقاقات وإضعاف المواقع ليتسنى اقتحامها.
وساعد ذلك في تراخي قبضة الأسد في شمال وشرقي البلاد خلال الحرب الأهلية المستمرة منذ 21 شهرا والتي يقول نشطاء انها حصدت بالفعل أرواح اكثر من 44 ألف سوري.
وقال العكيدي في المقابلة التي اجريت معه في مركز قيادته بريف حلب انهم استقروا على هذه الاستراتيجية في الآونة الاخيرة. وأضاف أن الوضع بالنسبة لقواته على الأرض جيد تماما.
وتابع العكيدي الذي كان جالسا امام مكتب وإلى جانبه علم الثورة السورية إن قواته خفضت عملياتها القتالية في المناطق المكتظة بالسكان.
وأضاف أنهم ارغموا في البداية على مهاجمة قوات الأسد في الأحياء لطردهم منها حتى لا يلحقوا أي أذى بالمدنيين. وقال انه بعد اكتساب الخبرة القتالية قرروا العودة إلى الريف لتحرير القواعد العسكرية الكبيرة المحصنة بالدبابات والصواريخ والمدفعية وقذائف المورتر بالاضافة إلى الطائرات. ومضى يقول ان الحصار يقطع خطوط الإمداد عن هذه القواعد والأهم انه يساعد عناصر من الجيش السوري على الانشقاق ما يجعل من الأسهل اقتحامها في نهاية المطاف.
ويقود الجيش السوري الحر بشكل كبير ضباط انشقوا عن قوات الأسد. ومع ذلك فقد بذلت المعارضة جهودا كبيرة لجذب أعداد كبيرة من المنشقين ولكن لم يتخل سوى عدد قليل من كبار المسؤولين عن الحكومة.
وقال العكيدي إن قواته تحاصر حاليا ثلاثة مطارات عسكرية هي كويريس والنيرب ومنغ ومبنى لاستخبارات القوات الجوية.
ويعتمد الأسد بشكل متزايد على مقاتلاته التي ما زالت تستطيع الإقلاع من قواعد محاصرة لضرب مقاتلي المعارضة غير المسلحين جيدا.
وقال العكيدي، الذي يقدر بان الأسد لم يعد لديه سوى أقل من 100 طائرة قادرة على الطيران، ان المشكلة الوحيدة التي تواجههم هي القوة الجوية بعد ان اعتادوا على قتال الدبابات وقصفها.
وتابع انهم اعتادوا على الاستيلاء على قواعد عسكرية تضم دبابات وحاملات جند مدرعة لكنهم لا يستطيعون السيطرة بعد على طائرات، وأعرب عن امله ان يتمكنوا من ذلك قريبا.
وقال العكيدي ان قوات الأسد تستخدم مروحيات هليكوبتر، إضافة إلى مقاتلات ميغ وسوخوي الروسية الصنع لضرب مقاتلي المعارضة الذين ما زالوا يفتقرون للصواريخ المتطورة المضادة للطائرات.
وفي محافظة حماة وسط البلاد قال نشطاء إن مقاتلي المعارضة أسقطوا مقاتلة حكومية امس الاثنين.
لكن العكيدي قال ان قواته لا تحصل على اي مساعدة من الخارج رغم التقارير التي أفادت بأن قطر والسعودية تسلحان مقاتلي المعارضة.
وقال انهم لم يتلقوا "اي مساعدة من اي دولة عربية أو اجنبية لا نقود ولا أسلحة بل مجرد وعود جوفاء". وتابع "يبدو ان أحدا لا يريد سقوط نظام بشار في المستقبل القريب حتى تدمر البلاد بالكامل وتدمر بنيتها التحتية تماما". وقال "يبدو انه لا تعنيهم الدماء السورية".
وقال العكيدي الذي انشق في بداية عام 2012 إن أكثر من 90 في المئة من ريف حلب ونحو 80 في المئة من المدينة التي كانت ذات يوم مركزا تجاريا مزدهرا بات تحت سيطرة مقاتلي المعارضة.
 
الإبراهيمي يبحث مع الأسد سبل حل الأزمة السورية
الحياة..دمشق - أ ف ب
أعرب الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي بعيد لقائه الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق الإثنين، عن أمله بتوصل أطراف الأزمة السورية إلى حل يضع حداً لوضع «ما زال مقلقاً» في البلاد التي تعيش نزاعاً دموياً منذ 21 شهراً، فيما أكد الأسد حرصه على نجاح أي جهود «تحفظ سيادة الوطن واستقلاله».
وقال الإبراهيمي بعيد عودته إلى مقر إقامته في فندق شيراتون في دمشق بعد الاجتماع الثالث الذي يعقده مع الرئيس السوري منذ تعيينه موفداً مشتركاً للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في آب (اغسطس) الماضي، أن «الوضع في سورية لا يزال يدعو للقلق، ونأمل من الأطراف كلها أن تتجه نحو الحل الذي يتمناه الشعب السوري ويتطلع إليه».
وأضاف: «تشرفت بلقاء السيد الرئيس (الأسد) وتكلمنا في الهموم الكثيرة التي تعاني منها سورية في هذه المرحلة». وأضاف: «كالعادة تبادلنا الرأي حول الخطوات التي يمكن اتخاذها في المستقبل» لحل الأزمة المستمرة منذ 21 شهراً.
وأوضح الإبراهيمي أن الأسد تحدث عن «نظرته لهذا الوضع، و(أنا) تكلمت عما رأيته في الخارج في المقابلات التي أجريتها في المدن المختلفة مع مسؤولين مختلفين في المنطقة وخارج المنطقة، وعن الخطوات التي أرى أنه يمكن أن تتخذ لمساعدة الشعب السوري على الخروج من هذه الأزمة».
وأجرى الإبراهيمي، الذي عُيِّن في منصبه في آب (أغسطس) الماضي خلفاً لكوفي انان، سلسلة لقاءات مع عدد من المسؤولين في الدول المعنية بالنزاع السوري، آخرها في السادس من كانون الأول (ديسمبر) الجاري مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي سيرغي لافروف.
من جهته، أكد الأسد للإبراهيمي «حرص الحكومة السورية على إنجاح أي جهود تصب في مصلحة الشعب السوري وتحفظ سيادة الوطن واستقلاله»، وفق ما جاء في شريط عاجل بثه التلفزيون الرسمي السوري.
وأوضحت القناة الرسمية أن الطرفين بحثا في «التعاون القائم بين الحكومة السورية والمبعوث الأممي (...) والمباحثات ودية وبناءة».
من جهتها، أشارت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إلى أن اللقاء حضره عن الجانب السوري المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان ووزير الخارجية وليد المعلم ونائبه فيصل المقداد ومعاون الوزير أحمد عرنوس.
وكان الإبراهيمي وصل إلى دمشق الأحد قادماً من طريق البر من مطار بيروت.
وخلال زيارته الأخيرة إلى دمشق، والتي استمرت من 19 الى 24 تشرين الأول (اكتوبر)، التقى الوسيط الدولي الرئيس الأسد وعدداً من كبار المسؤولين السوريين.
ويومها تفاوض الإبراهيمي على هدنة بمناسبة عيد الأضحى وأعلن عن اتفاق طرفي النزاع على الالتزام بها طيلة أيام العيد، ولكن هذه الهدنة لم تصمد إلا ساعات معدودة.
غارات جوية واشتباكات في ريف دمشق وناشطون يعلنون إسقاط طائرة في حماة
بيروت، الدوحة - «الحياة»، أ ف ب، رويترز
شن الطيران الحربي السوري الاثنين غارات على مناطق في ريف دمشق الذي شهد اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين، فيما ذكر ناشطون سوريون أن مقاتلي المعارضة أسقطوا طائرة حربية الاثنين في محافظة حماة.
وتأتي هذه الأحداث غداة مقتل 60 شخصاً في بلدة حلفايا في محافظة حماة (وسط) جراء غارة جوية استهدفت مخبزاً، بحسب المرصد، في حين قال الإعلام الرسمي إن القوات النظامية نفذت عملية في البلدة رداً على «جرائم» ارتكبتها «مجموعة إرهابية مسلحة».
وقال المرصد إن «طائرات حربية نفذت غارات جوية على مدن وبلدات الغوطة الشرقية رافقها تصاعد لسحب الدخان من المنطقة»، بعدما أشار في وقت سابق إلى أن الطيران الحربي نفذ غارتين على بلدة جسرين والمنطقة الواقعة بين بلدتي جسرين وكفربطنا. تزامناً، دارت اشتباكات في مدن عربين والمعضمية وداريا الواقعة في ريف دمشق، بحسب المرصد.
وتشن القوات النظامية في الفترة الماضية حملة عسكرية مستمرة في محيط العاصمة للسيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين.
في دمشق، أفاد المرصد عن اشتباكات بعيد منتصف الليل في حي القابون في شمال شرقي العاصمة، وشارع الثلاثين في جنوبها الذي يفصل بين مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وحي الحجر الأسود. وتعرض المخيم خلال الأسبوع الماضي لغارات جوية تزامناً مع اشتباكات في أحيائه بين مقاتلين معارضين بينهم فلسطينيون، ومسلحين فلسطينيين من فصائل موالية للنظام السوري، ما دفع عشرات الآلاف من سكانه إلى مغادرته، قبل أن يعود الآلاف منهم بعد اتفاق قضى بانسحاب المسلحين.
إلى ذلك ذكر ناشطون سوريون أن مقاتلي المعارضة في محافظة حماة أسقطوا طائرة مقاتلة الاثنين في حماة التي بدأ المقاتلون السعي لدخولها الأسبوع الماضي.
وذكر المرصد السوري ان «مقاتلين اسلاميين من جبهة النصرة ولواء احرار العشائر وكتائب احرار الشام سيطروا على اجزاء كبيرة من بلدة معان التي يقطنها علويون» في محافظة حماة. وأشار الى «مقتل 11 مقاتلاً اثر القصف على محيط البلدة وأكثر من 20 من القوات النظامية ومسلحين موالين لها».
ونقل المعارضون القتال الآن إلى العديد من البلدات المسيحية والعلوية التي تتمركز فيها قوات الأسد ويعيش فيها سكان بينهم الكثير من المؤيدين للحكومة.
وقال الناشط هاني الحماوي إن المقاتلين استخدموا أسلحة مضادة للطائرات لإسقاط الطائرة خارج قرية معان التي يحاول المقاتلون حصارها منذ عدة أيام. وأضاف أن الطائرة كانت تحلق على ارتفاع منخفض فوق منطقة سيطر عليها المقاتلون. ولم يتسن التحقق بشكل مستقل من الأمر.
وبعد ساعات من مقتل 60 شخصاً في حلفايا، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) في وقت متقدم من ليل الأحد أن «مجموعة إرهابية مسلحة هاجمت بلدة بريف حماة وارتكبت جرائم بحق أهلها راح ضحيتها عدد من النساء والأطفال»، من دون الإشارة إلى الغارة على المخبز.
ونقلت عن الأهالي قولهم إن «المجموعة الإرهابية ارتكبت جرائم واعتدت على المباني العامة والحكومية ومن ضمنها مستوصف البلدة ومقر البلدة، وانهم ناشدوا الجيش (النظامي) التدخل، فلبى نداءهم وأوقع أعداداً كبيرة من الإرهابيين بين قتيل ومصاب».
وذكرت «سانا» أن القوات النظامية السورية نفذت الأحد عملية ضد «مجموعة إرهابية مسلحة» في بلدة حلفايا في ريف حماة (وسط)، متهمة إياها بالمسؤولية عن مقتل العشرات في البلدة.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد الأحد أن غارة جوية استهدفت مخبزاً في البلدة الأحد، ما أدى إلى مقتل 60 شخصاً.
وفي شريط فيديو بثه ناشطون على الإنترنت، يمكن رؤية جثة مقطعة الأطراف مرمية وسط شارع في البلدة، لينتقل بعدها إلى المخبز الذي قال إن الغارة استهدفته، وتجمع خارجه العشرات محاولين إسعاف الضحايا، وسط الصراخ وأصوات أبواق الشاحنات الصغيرة التي تنقل المصابين.
ويظهر في الشريط شابان يرتديان زياً عسكرياً يجران مصاباً، إضافة إلى جثث غارقة في دمائها ممددة على الرصيف ووسط الشارع. وبدت إلى جانب بعض الجثث دراجات نارية شبه مدمرة.
وغطى مدخل المخبز الحجارة والركام بينما تكدست نحو عشر جثث فوق بعضها البعض على الرصيف المغطى بالدماء.
من جهتها، اتهمت سانا «المجموعات الإرهابية» بتصوير «الجرائم (...) لاتهام الجيش العربي السوري بها بالتزامن مع زيارة مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية الأخضر الإبراهيمي».
وحمل المجلس الوطني السوري المعارض المجتمع الدولي مسؤولية ما جرى في حلفايا «وذلك بتقاعسه عن نصرة الشعب السوري وغض الطرف عن جرائم النظام القذرة بحق أهلنا العزل».
واعتبر أن «هذه المجازر تؤكد أن النظام قد أفلس ولم يعد يملك السيطرة على البلاد، وهو في حالة تخبط وتوتر دائم».
وأدت أعمال العنف الأحد إلى مقتل 198 شخصاً جراء أعمال العنف في مناطق سورية مختلفة، بحسب المرصد الذي يتخذ لندن مقراً له.
إلى ذلك، ذكرت المنظمة السورية لحقوق الإنسان (سواسية) أن عدد الضحايا المسجلين في سورية منذ تاريخ قبول المبعوث العربي الدولي الأخضر الإبراهيمي بمهمته كمبعوث خاص للجامعة العربية والأمم المتحدة في 16 آب (أغسطس) 2012 حتى الآن بلغ 25103 ضحايا، أي بمعدل 197 ضحية يومياً.
وقالت المنظمة في بيان أصدرته في دمشق أمس أن النظام السوري استبق وصول الإبراهيمي إلى دمشق الأحد «بمجازر مروعة عمت البلاد باستخدام طائرات ميغ الروسية وبراميل متفجرة وقنابل عنقودية وغازات كيماوية سامة وصواريخ، وكان أشنعها قصف الفرن في حلفايا في محافظة حماة».
 
روسيا: استخدام دمشق أسلحة كيماوية «انتحار سياسي»
الحياة...بيروت، موسكو - أ ف ب
اعتبرت روسيا أن استخدام نظام الرئيس السوري بشار الأسد الأسلحة الكيماوية سيكون بمثابة «انتحار سياسي» فيما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات النظامية السورية استخدمت ضد المعارضين قنابل تحتوي على غاز أبيض من دون رائحة لكنه غير معروف.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة بثتها أمس قناة «روسيا اليوم» الناطقة بالإنكليزية «لا أعتقد أن سورية ستستخدم أسلحة كيماوية. وفي حال حصل ذلك، فسيكون بمثابة انتحار سياسي للحكومة».
وتابع: «كلما وردتنا إشاعات أو معلومات تفيد بأن السوريين يستخدمون أسلحة كيماوية، إننا نتحقق منها مرة أو مرتين، نتوجه إلى الحكومة، وفي كل مرة نتلقى تأكيداً حازماً بأنهم لن يفعلوا ذلك أيا كانت الظروف».
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نقل عن ناشطين في مدينة حمص مقتل «ستة مقاتلين معارضين ليل الأحد على جبهة الخالدية البياضة في حلب نتيجة إصابتهم بغازات خرج منها دخان أبيض من دون رائحة».
وأشار إلى أن الغاز انتشر في المكان «بعد إلقاء قوات النظام قنابل نثرت دخاناً أبيض بعد اصطدامها بالجدران، بما يوحي بأنه نوع جديد لم يستخدم حتى الآن».
وأوضح أن كل من تنشق هذا الغاز شعر «بدوار وصداع شديدين والبعض منهم أصيب بحالات صرع».
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن القنابل المستخدمة «ليست سلاحاً كيماوياً، لكن لا نعرف ما إذا كانت محرمة دولياً أم لا».
وأشار إلى أن الناشطين «أكدوا أنها ليست أسلحة تقليدية وهذه الآثار تسجل للمرة الأولى».
وكانت لجان التنسيق المحلية أفادت عن إلقاء القوات النظامية «قنابل تحوي غازات على حي الخالدية (في حمص)»، ما يؤدي إلى «ارتخاء في الأعصاب وضيق شديد في التنفس وتضيق حدقة العين»، موضحة أنه «لم يتمكن الأطباء حتى الآن من معرفة نوع» هذا الغاز.
وفي شريط فيديو مرفق، يتولى طبيب ومسعفون معالجة شاب قيل أنه تنشق هذا الغاز، وهو يسعل ويعاني من صعوبة في التقاط أنفاسه.
ويضع مسعف قناع أوكسيجين صغير على أنف الشاب، بينما يقول الطبيب «إصابة نتيجة إلقاء غاز لا نعرف طبيعته. أكيد ليس سارين، لكنه يسبب تضيق في الحدقات مع ضيق نفس شديد».
وقال عبد الرحمن إن المرصد «لا يستطيع أن يحسم بنوع هذا الغاز»، مطالباً «بإرسال فريق طبي متخصص لمعاينة المصابين، ونشر تقرير فوري عن الأمر (باستخدام هذا الغاز) من أجل محاسبة من أعطى الأوامر بذلك، ومن استخدمها، والعمل على وقف كل أشكال القتل وخصوصاً منها المحرمة دولياً».
وصدرت في الفترة الأخيرة تحذيرات دولية عدة لنظام الرئيس بشار الأسد من احتمال اللجوء إلى مخزونه من الأسلحة الكيماوية الذي يعتقد أنه يضم غازات سامة مثل السارين وغاز الخردل وغاز «في اكس».
وكان وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أكد الأحد أن القوات السورية لن تستخدم أبداً الأسلحة الكيماوية، إن كان لديها مثل هذه الأسلحة، في أي مكان داخل سورية أو خارجها.
وكانت هذه المرة الأولى التي يصرح فيها وزير سوري بعدم وجود أي نية لاستخدام أسلحة كيماوية بأي شكل من الأشكال.
ويقول خبراء إن سورية تملك مخزوناً من الأسلحة الكيماوية يعود إلى السبعينات، وهو الأضخم في الشرق الأوسط يتضمن مئات الأطنان من غاز الخردل وغاز السارين.
وكان لافروف أكد السبت أن الأسلحة السورية (الكيماوية) تحت السيطرة. جمعتها السلطات السورية في مركز أو اثنين، فيما كانت موزعة من قبل في مختلف أنحاء البلاد».
 
مبادرة سورية جديدة لإحياء صوت «الغالبية الصامتة»
الحياة...واشنطن - جويس كرم
أطلق عدد من السوريين في الداخل والخارج مشروع «الحوار السوري» لاستقطاب »الغالبية الصامتة” في محاولة للتلاقي على خطوط جامعة ترأب الصدع في ضوء الاصطفاف السياسي والعسكري الحاصل في سورية وبوادر ما وصفته الأمم المتحدة بحرب مذهبية.
والمبادرة تم اطلاقها منذ أيام عبر موقع www.creativesyria.com محاولة لإحياء الشريحة الوسط في المجتمع السوري، والتي بعد نحو عامين على الأزمة ترى »أن المتشددين من الجانبين اختطفوا زمام المبادرة برفضهم الحوار وإصرار كل منهم على الانفراد بتقرير اتجاه وسرعة التغيير المنشود«مقابل بقاء » الشريحة الكبرى من المعتدلين صامتة ومُغيَبة”.
ويقول الباحث كميل أوتراقجي وهو أحد مؤسسي المبادرة إن »الطرفين يأخذان البلاد في طريق الحرب الأهلية ولا بد من تحرك لإعادة لم الشمل وإيجاد منبر لجميع السوريين». وتهدف المبادرة الى »إطلاق منبر قادر على تشخيص الأزمة وصياغة رؤية سياسية واقعية وعقلانية لمستقبل سورية”.
وتضم الهيئة المؤسسة للمبادرة ٤٠ عضواً بينهم أسماء بارزة مثل عارف دليلة وطيب تزيني، وأخرى مثل مازن بلال ومازن بيتنجانة وفاتح جاموس عادت لتوّها من زيارة الى موسكو حيث التقت وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
ويحاول المشروع استقطاب توجهين مختلفين يمتلكان رؤى متباينة تجاه الأزمة؛ أولهما يحبذ التغيير الشامل والسريع، والثاني يرى أن التغيير المتدرج أكثر أماناً. وكان القصد من هذا التنوع وفق أوتراقجي «إظهار طبيعة تفكير السوريين بكل النتائج التي ترتبت عن الحدث السوري».
وتهدف المبادرة الى تقديم مقترحات تكون مفيدة في أي حوار وطني. ولفتت الى أن الهاجس الأول للسوريين، وليس الوحيد، «النجاة» نتيجة العنف وغياب الأمان وانهيار الحالة المعيشية، ورفض الحل العسكري.
وحذرت المبادرة من مخاوف السوريين من «المحاصصة الطائفية» وانتقال العمل السياسي من الاستبداد إلى واقع من التمزيق والولاءات لمراحل ما قبل الدولة، مؤكدة المواطنة ورفض التقسيمات العرقية أو المذهبية داخل العمل السياسي والحفاظ على كرامة الإنسان وحقوقه.
 
 شبان صغار يشاركون في الانتفاضة السورية
الحياة...حلب - أ ف ب
كان سمير قطيني (17 عاماً) يحلم بأن يصبح لاعب كرة قدم، لكن في انتظار ان يتحقق حلمه، حمل رشاش «كلاشنيكوف» ليقاتل الى جانب المعارضة في حلب كبرى مدن شمال سورية.
وهو لا يشعر بالأسف على المدرسة التي غادرها من قبل ليعمل في محل والده لبيع الهواتف النقالة. والشيء الوحيد الذي يفتقده هو مباريات كرة القدم مع رفاقه.
وقال قطيني: «كنت لاعب خط وسط وأعرف جيداً كيف أسجل الأهداف. حلمي ان ألعب مع ميسي (ليونيل) وأندرياس (اينيستا)» لاعبي فريق برشلونة الشهيرين.
وتوقف الفتى عن الحديث عندما دوى انفجار. وضع سلاحه جانباً ليدفىء يديه قرب فرن. ومنذ فترة قصيرة اصبح محل تجاري مغلق في حي صلاح الدين مركزاً له.
ويقع حي صلاح الدين غرب مدينة حلب التجارية. وقد استهدفته غارات جوية وشهد مواجهات يومية منذ تموز (يوليو).
وهذه المنطقة من المدينة خلت من سكانها تماماً وتحاول القوات النظامية ان تطرد منها مقاتلي الجيش السوري الحر الذين تمركزوا فيها.
ومنذ ان غادر سمير ذويه، كوّن لنفسه عائلة جديدة تضم فتية آخرين مثله، اصغرهم سناً عبدالقادر زيدان (15 عاما) وأكبرهم محمود بصار (18 عاما).
ويقول عبدالقادر وقد لف وجهه بمنديل احمر: «لا تهتم بعمري فانا اقاتل منذ خمسة اشهر وقتلت العديد من الجنود»، وذلك بعدما اغلقت مدرسته بسبب اعمال العنف التي تهز سورية منذ آذار (مارس) 2011.
واوضح: «كنت اشاهد على التلفزيون كيف يقتل الجيش المدنيين. لم اكن اريد البقاء في المنزل ليقتلوننا نحن ايضا».
وتابع عبدالقادر: «اذكر اليوم الذي قررت فيه الذهاب الى القتال. اخذ اهلي يبكون. اتصل بهم مرة كل اسبوع لاقول لهم انني في حالة جيدة لكن امي تبكي دائما عندما نودع بعضنا». اما محمود، الاكبر سناً بينهم والاكثر تجربة، فلا يحب الحديث عن الحرب.
وقال: «لا أعرف اذا قتلت أحداً ام لا وهذا لا يهمني. اعرف اننا نطلق النار عليهم وهم يطلقون النار علينا والله يوجه الرصاص». واضاف محمود: «قبل ان اتطوع لم اكن قد امسكت اي سلاح ولم افكر يوما انني ساستخدم سلاحاً»، مؤكداً انه يريد بعد انتهاء الحرب، العودة الى المدرسة ثم الى الجامعة ليدرس الطب او التمريض. ولم يكن والداه موافقين على مشاركته في القتال.
لكنه رأى انهما «فخوران بي وان لم يقولا ذلك، وخصوصا ابي الذي كان في سني» عندما تمرد على الرئيس الراحل حافظ الاسد والد الرئيس الحالي بشار الاسد في الثمانينات.
وقال سمير الذي يهوى لعبة فيديو حربية اسمها «نداء الواجب» (كول اوف ديوتي) ان «الناس يموتون (...) لكن في نهاية المطاف الامر يشبه لعبة فيديو». واضاف: «اتقن هذه اللعبة وخصوصا القنص» فيها، عارضا بندقية مزودة بمنظار تصويب مكبر.
الا ان محمود اكد انه في الحرب الحقيقية وخلافا لالعاب الفيديو «ليست لنا فرصة ثانية ولا نعيش سوى مرة واحدة».
 
 
انشقاق قائد عام الشرطة العسكرية في سوريا، محام لبناني يتقدم ببلاغ ضد الشعار بتهمة قتل مئات اللبنانيين

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: كارولين عاكوم ... في وقت لا يزال وزير الداخلية السوري محمد الشعار، يرقد في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت للمعالجة من إصابته في الانفجار الذي استهدف مبنى الوزارة منذ أسبوعين، في غياب معلومات واضحة حول وضعه الصحي، تقدّم المحامي اللبناني طارق شندب بإخبار (بلاغ) ضده على خلفية ضلوعه بمقتل المئات في مدينة بشمال لبنان حيث كان يتولى مسؤوليات أمنية في عام 1986. في حين أعلن عن الانشقاق العسكري الأرفع رتبة في صفوف النظام السوري، وهو اللواء الركن والقائد العام للشرطة العسكرية، عبد العزيز الشلال، وانضمامه إلى الثوار.
وذكرت مصادر في المعارضة السورية أنّ لدى «الشلال» كما هائلا من المعلومات حول تحركات قيادات النظام والسجون العسكرية، وكان على تواصل منذ فترة طويلة مع ثوار دمشق. وكان قد عيّن بالإضافة إلى مهامه في قيادة الشرطة العسكرية، رئيسا للمحكمة الميدانية للغرفة الأولى والثانية، وهو المسؤول عن سجني صيدنايا وتدمر، وهو المركز الذي كان يشغله اللواء الشعار قبل ذلك.
في المقابل، وفيما يتعلّق بالبلاغ الذي قدّم ضدّ الشعار، قال شندب لـ«الشرق الأوسط»: «تقدمت بإخبار ضدّه بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي وقتل واغتيال سياسي وقتل رجال دين وأطفال في منطقة باب التبانة، ذات الغالبية السنية في طرابلس في شمال لبنان».
وبحسب الإخبار الذي قدم إلى النيابة العامة الاستئنافية في شمال لبنان، يقول شندب إنه في تاريخ 19 ديسمبر (كانون الأول) 1986 «أقدم المدعى عليه محمد الشعار وبرفقة عدد كبير من أعوانه وبمشاركة عدد من المجرمين اللبنانيين، على الدخول إلى باب التبانة في طرابلس وأقدموا على قتل وذبح أكثر من 600 شخص من المنطقة من مشايخ وعلماء وأطفال ورجال، بهدف الإبادة الجماعية والتطهير العرقي».
وفي حين لم يستبعد شندب تسييس القضية، مؤكدا في الوقت عينه عدم وقوف أي جهة سياسية وراءه، لفت إلى أنّ الخطوات القانونية التالية التي من المفترض أن تتخذ، هي أنّ يقوم المدعي العام الاستئنافي بالتحقيق مع الشعار ليأخذ بعد ذلك قرار توقيفه وإحالته إلى قاضي التحقيق. وعما إذا كان بالإمكان توقيفه وهو يعالج في المستشفى، قال: «إذا تعذر ذلك، عندها يفترض توقيفه احترازيا ومنعه من الخروج إلى أن يتعافى». وأشار شندب إلى أنّه من المتوقّع أنّ يقوم عدد من المواطنين اللبنانيين في الشمال من الذين قتل لهم أقارب على يدي الشعار أن يتقدموا بادعاءات شخصية ضدّه في الأيام القليلة المقبلة.
مع العلم، أنّ معلومات صحافية كانت قد أشارت إلى أنّه تمّ بتر إحدى ساقي الشعار، قبل أن تعود مصادر لبنانية وتنفي الخبر، لافتة إلى أنّه تمّ إخراجه من العناية المركزة إلى غرفة عادية حيث يعالج من الحروق التي أصيب بها.
 
دمشق بلا أضواء عشية أعياد الميلاد، احتقان لدى المسيحيين من رؤساء الكنائس لعجزهم عن حمايتهم

لندن: «الشرق الأوسط» ..... عشية عيد ميلاد السيد المسيح الذي تحتفل به الطوائف المسيحية، تبدو مدينة دمشق حزينة، إذ لا تغيب فقط الزينة عن الشوارع والمنازل في الأحياء المسيحية، بل إن الكهرباء عموما تغيب عن معظم أحياء العاصمة التي ترزح تحت وطأة ليالي مرعبة لا تتوقف خلالها أصوات القصف على ريف دمشق ومعظم أحياء الأطراف الساخنة، وذلك وسط حالة احتقان لدى غالبية المسيحيين تجاه رؤساء الكنائس الذين لم يتمكنوا من ضمان حد أدنى من الحماية لرعاياهم من قذائف مدفعيات وطائرات النظام التي هدمت منازلهم في مناطق عدة على الرغم من موقفهم الحيادي حيال الثورة. وتقول ليلى (50 عاما) من طائفة الروم الكاثوليك، وهي أم لأربعة أبناء: فعلت ما بوسعي لتسفير أبنائي خارج البلد، لا أريد أن أخسرهم. لم يتمكن البطريرك ولا أي رجل دين - وعلى الرغم من مساندتهم للنظام - من مساعدتنا. وليلى، التي تعيش في منطقة القصاع بينما يسكن أهلها في مدينة داريا، تشير إلى أن أهالي درايا من المسيحيين الكاثوليك ناشدوا خلال الفترة الماضية البطريك غريغوريوس الثالث لحام - ابن داريا - أن يتوسط لدى النظام لتجنيبهم حمم قذائف المدفعية، لكن دون جدوى.. لم يلقوا أي إجابة ودمرت منازلهم وهجروا من داريا. ووجه البطريريك لحام كلمة إلى رعية الروم الكاثوليك بمناسبة عيد الميلاد، دعا فيها إلى المصالحة مع الله وبني البشر، وقال إن الميلاد دعوة إلى المصالحة.
دعوة البطريريك جاءت عامة جدا ولا تلحظ معاناة المسيحيين؛ بحسب رأي سليمان، الذي نزح من أحياء حمص المسيحية إلى جرمانة في ريف دمشق؛ حيث شكا من تجاهل البطاركة للمسيحيين في حمص وبالأخص الطائفة الكاثوليكية. وقال، إن «حمص من دون مطران منذ أكثر من سنة، ومعظم الكنائس دمرتها مدفعيات النظام، ولم يتداع البطاركة لحمايتها ورد القصف عنها، بل راحوا يعمقون الهوة بين المسيحيين والمسلمين بوقوفهم إلى جانب النظام بزعم الوقوف إلى جانب استقرار سوريا وحماية الأقليات التي لا يضمنها إلا النظام.. وذلك على الرغم من رؤيتهم للمدفعيات تدك كنائس حمص وريفها». ويضيف سليمان (60 عاما): أن «البطاركة غطوا تقصيرهم وعجزهم حيال رعاياهم بتقديم الإعانات الإنسانية وحسب، لم يعملوا على رأب التصدعات جراء الاحتقان الطائفي، ودعوا إلى السلام دون فعل أي شيء لتحقيقه على الأرض، ولم يعملوا على حفظ كرامة المسيحيين السوريين». ويصادف اليوم الثلاثاء عيد الميلاد، في وقت ترتفع فيه الأصوات في قرى ريف حماه (ذات الأغلبية السنية) لمطالبة أهالي المدن والبلدات المسيحية - لا سيما محردة والصقيلبية - بإخلائها أو طرد قوات النظام منها، وذلك بعد وقوع مجزرة في بلدة حلفايا يوم الأحد راح ضحيتها أكثر من 150 شخصا وجرح العشرات كانوا يقفون أمام باب الفرن البلدي حين سقط عليهم صاروخان من الطيران الحربي التابع للنظام. وقال أهالي من حلفايا إنهم يتعرضون للقصف من مدفعيات النظام التي تتمركز في مدينتي محردة والصقيلبية المسيحيتين، وأن الجيش الحر سيقوم بضرب معاقل النظام هناك.. لذلك ناشدوا أهالي المدينتين بإخلائهما.
في حين قال بشير، من الصقيلبية، إن عشرات العائلات المسيحية «هجرت نحو القرى المسيحية في محافظة طرطوس، بعد تهديدات الإسلاميين»، أما ليليان فألقت اللوم على «ذعر المسيحيين الذين التحقوا بالشبيحة وقاتلوا إلى جانب النظام، وجروا البلاء على كل المسيحيين»، كما انتقدت بشدة مواقف آباء الكنائس في سوريا ووصفت مواقفهم بـ«المخزية».
وقالت: «لم نسمع منهم إدانة واحدة للمجازر التي يرتكبها النظام بحق السوريين، وكل ما يفعلونه التعبير عن الخوف من المد الإسلامي»، مؤكدة على أن «المسيحيين ليسوا مع النظام المجرم؛ لكنهم يدعمون الثورة بشكل سري لأن أحدا لا يحميهم بسبب تخاذل آباء الكنائس، فيبدو الدعم العلني وكأنه عمل فردي». وتضيف ليليان، التي تعيش في مدينة حماة: «نجح النظام في تثبيت الخوف في نفوس المسيحيين من المتطرفين الإسلاميين، مع أن ما يرتكبه من جرائم لا تجاريه جرائم أكثر الجماعات تطرفا في العالم».
معظم المسيحيين يفكرون بالهجرة بعدما اقتربت المعارك إلى قلب دمشق، وقلة منهم بدأت تشعر بأن النظام استخدمهم وقودا في معركته من أجل البقاء، بينما يسيطر على أغلبهم خوف من المستقبل في محيط متشدد بحسب ميار، الذي يعيش في حي القصور المسيحي، ويقول: «يوم السبت سقطت قذيفة على حينا وقتلت طفلا، ولا نعرف من أطلق تلك القذيفة في ظل فوضى تجتاح البلاد». وكان بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي، الذي خلف البطريرك الراحل أغناطيوس الرابع هزيم، قال: إن «ما يجري علينا يجري على الآخرين»، مشددا في خطبة ألقاها في لقائه الأول مع رعيته بعد تسلم مهامه على أن المسيحيين «موجودون في هذه البلاد وباقون، ونحن نؤمن بأن وجه المسيح لن يغيب عن هذه المنطقة التي انطلقت منها المسيحية». وقال في قداس احتفالي أقيم بكنيسة المريمية يوم الأحد إنه «بفضل وعي أبناء سوريا ستزول الغيمة التي تعبر الآن سماء بلادنا الحبيبة، وسيعود الأمن والاستقرار إلى ربوع الوطن»، مشيرا إلى أن «الكنيسة الأنطاكية عرفت عبر التاريخ أن تعيش مع الآخر المسيحي ومع الآخر المسلم، فأعطته وأخذت منه.. عاشت له كما لذاتها، فهي كنيسة مشرقية تحترم التعددية، وقد نجحت عبر العصور بمحبة الآخر واحترامه. وهي كنيسة منفتحة على كل لون وعلى كل مسعى خير، وسيتم العمل على تنمية العلاقات المسيحية والعلاقات مع المسلمين، فهي الكنيسة المسيحية الناطقة بالعربية والأقرب إلى فهم المسلمين ومخاطبتهم واحترام تقواهم». أما الأب إلياس زحلاوي، الذي يتمتع بمكانة مرموقة وسط رعيته، فتركزت دعوته بمناسبة الميلاد على التفكير بالفقراء الذين يتزايدون بسرعة، وعلى المحرومين والحزانى، بدل التفكير بالعيد والزينات وإضاءة الواجهة وشجرة الميلاد.. وقال: «أضيئوا القلوب، بدل أن تضيئوا الواجهات! أضيئوا القلوب، بدل أن تضيئوا الأشجار! مدوا أيديكم؛ افتحوا قلوبكم». ويأتي كلام الأب زحلاوي في وقت يفتقد فيه السوريون عموما - وليس فقط المسيحيين - لأبسط مقومات الحياة في أجواء حرب يفتقد فيها الغذاء والدواء والكهرباء.. مما يجعل سليمان يضحك ساخرا لدى قراءته كلمة الأب زحلاوي من خلال الإنترنت، ويقول: «السوريون مجبرون على التقشف لا تقربا إلى الله؛ بل إنهم ضحايا نظام أمم المصائب».
 
 

المصدر: جريدة الحياة


السابق

تحقيق الاستقرار للحكومة في اليمن....اليمن: بن عمر يدعو إلى تفادي ما يعرقل الحوار.. وصالح يترأس وفد حزبه فيه، «المشترك» و«الحراك» يرفضان مشاركة الرئيس السابق.. ومقتل عنصرين من «القاعدة»...قرارات هيكلة الجيش اليمني تعزز قوة هادي وتنهي حكم علي صالح

التالي

رؤساء الكتل البرلمانية يناقشون أزمة الأنبار.. والصدر لأبناء المحافظة: نرفض حكم الطائفة الواحدة، الشيخ أبو ريشة لـ «الشرق الأوسط»: مظاهراتنا هي من أجل كل الحقوق التي اغتصبت من المكون السني.....رئاسة كردستان تنفي بحث تولي علاوي الرئاسة.. وائتلاف المالكي يريد رئيسا «عربيا سنيا» خلفا لطالباني....عاهل الأردن يؤكد للمالكي دعم بلاده الكامل لترسيخ الأمن والاستقرار في العراق، رئيس الوزراء العراقي ونظيره الأردني يتفقان على مد أنبوب نفطي ومعالجة ملف الديون

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,666,753

عدد الزوار: 7,037,938

المتواجدون الآن: 66