مدير مركز ديان بتل ابيب: سورية ستفكك الى دويلات بعد الاسد...مصادر أميركية: صفقة «إيران ـ سوريا» بين واشنطن وموسكو، الإبراهيمي يسهم في البحث عن «علويين معتدلين».....ملامح حلب القديمة اختفت وسط الدمار وساكنوها: لم نعد نتعرف حتى على الحارات

الإبراهيمي يحذر من «صوملة سورية» ويتوقع 100 ألف قتيل في 2013 ... اشتباكات عنيفة على الحدود السورية - الأردنية وجودة يبحث تطورات الأزمة مع حجاب

تاريخ الإضافة الثلاثاء 1 كانون الثاني 2013 - 5:34 ص    عدد الزيارات 2095    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

الإبراهيمي يحذر من «صوملة سورية» ويتوقع 100 ألف قتيل في 2013
القاهرة - محمد الشاذلي ؛ أنقرة - «الحياة»
دمشق، بيروت - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - تتواصل المعارك العنيفة في سورية، خصوصاً حول مركز الحامدية العسكري جنوب معرة النعمان شمال غربي سورية، ومحيط معسكر وادي الضيف شرق معرة النعمان، آخر أكبر معسكر للقوات النظامية في المنطقة، وسط تحقيق مقاتلي المعارضة تقدماً لافتاً على الأرض تمثل في الاستيلاء على حاجزين عند مداخل مركز الحامدية وآليات. واعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد «يشرف على السقوط وأن الأزمة السورية تشهد فصلها الأخير». فيما جدد المبعوث الدولي -العربي للأزمة الأخضر الإبراهيمي تحذيره من أنه من دون حل للصراع عام 2013، فإن الدولة السورية «ستنهار» وتتجه نحو «الصوملة» وقد يسقط 100 ألف قتيل.
وقال أردوغان في محافظة أورفه جنوب تركيا قبل توجهه بصحبة رئيس «الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة» أحمد معاذ الخطيب لزيارة أحد أكبر المخيمات التركية للاجئين السوريين «تلقينا إشارات قوية تؤكد قرب سقوط نظام الأسد، لم يبق الكثير لوقف نزيف الدم الجاري منذ نحو عامين، قد يكون الوضع مؤلماً ومكلفاً لكنه اقترب من النهاية».
وأشار أردوغان إلى استخدام الأسد صواريخ «سكود» قائلاً إن الرئيس السوري «لم يعد يجد عدداً كافياً من الطيارين لإلقاء القنابل على المدن والسكان وأنه لذلك بدأ باستخدام الصواريخ أرض - أرض بعدما أصبحت مطاراته محاصرة».
وقالت مصادر في حكومة حزب «العدالة والتنمية» إن المخطط، الذي أعد قبل شهر بين خبراء أتراك وعسكريين في المعارضة قبل نحو شهر تقريباً، ويتضمن محاصرة المطارات وشلها في كل محافظة في شكل متواز استهدف قطع جميع الإمدادات القادمة من إيران أو روسيا سواء الغذائية أو العسكرية، من أجل إفلاس النظام اقتصادياً وعسكرياً وشل حركته، موضحة أن النظام السوري لن يستطيع الاستمرار في القتال مع هذا الحصار.
ومع استبعاد أنقرة أي فرصة لجهود الإبراهيمي وقولها أنها «جاءت في الوقت الضائع»، جدد المبعوث الدولي - العربي تحذيره من انهيار الدولة السورية إذا استمرت الأزمة من دون حل. وحض من القاهرة على تقديم مساعدة خارجية لدفع طرفي الصراع للجلوس إلى طاولة الحوار.
وقال الإبراهيمي إن الوضع يتدهور بشدة لكن لا يزال من الممكن التوصل إلى حل في عام 2013 بموجب شروط خطة السلام التي تم الاتفاق عليها في جنيف في حزيران (يونيو). ولا يوضح بيان جنيف مصير الأسد، لكنه يتضمن وقفاً لإطلاق النار واتخاذ خطوات نحو إجراء انتخابات.
وكرر الإبراهيمي في تصريحات للصحافيين بعد محادثات عقدها مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي قوله: «إما الحل السياسي أو الانهيار الكامل للدولة السورية». وأضاف: «نحن عندنا اقتراح وأعتقد أن هذا الاقتراح سيتبناه المجتمع الدولي... أسس الحل السياسي موجودة، هناك أسس لبناء عملية سلام وإنهاء الحرب والاقتتال بحيث يتم وقف إطلاق النار وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات وخطوات تؤدي إلى انتخابات، والانتخابات قد يكون فيها رئيس إذا اختار الشعب السوري النظام الرئاسي أو على الأرجح أن يكون هناك نظام برلماني يضمد سورية من جراحها».
وقال الإبراهيمي: «أنا أقول إن الحل يجب أن يكون هذه السنة 2013... البعض يتحدث عن تقسيم سورية لكن ما سيحدث هو صوملة، وأمراء حرب».
ميدانياً قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «مقاتلين من لواء جبهة ثوار سراقب وريفها أسقطوا طائرة مروحية كانت تحوم في سماء سراقب والمناطق المحيطة بها. وشوهدت الطائرة وهي تهوي وتندلع النيران فيها بالقرب من مطار تفتناز العسكري» في محافظة إدلب. وقتل ثمانية مواطنين، بحسب المرصد، في سقوط قذيفة على سوق الخضار في حي الميسر. وفي حماة، قتل سبعة أشخاص، بينهم ثلاثة أطفال في قصف من قوات النظام على بلدة كفرنبودة. كما تعرض حي الخالدية في حمص لقصف من القوات النظامية، ووقعت اشتباكات في حي جورة الشياح. من جهة ثانية، أعلن الائتلاف انه سيدعو إلى «انعقاد جلسة طارئة لمجلس الأمن واتخاذ موقف حازم ونهائي يوقف جرائم النظام بحق السوريين وتجريم كل من يدعمه بالسلاح والمال والخبرة والمقاتلين».
وتحدثت وكالات الأنباء الروسية عن أن سفينة حربية روسية غادرت البحر الأسود متوجهة إلى سورية، على أن تليها سفينتان أخريان، تحسباً لاحتمال إجلاء المواطنين الروس من هذا البلد.
وقال مصدر في قيادة أركان الجيش الروسي إن سفينة الإنزال «نوفوتشيركاسك» التي تنقل وحدة مشاة وعتاداً عسكرياً ستصل خلال النصف الأول من كانون الثاني (يناير) إلى مرفأ طرطوس حيث توجد قاعدة بحرية روسية. كما أن سفينتي الإنزال «آزوف» و «نيكولاي فيلتشنكوف» غادرتا أيضاً البحر الأسود باتجاه سورية، بحسب المصدر نفسه. وأفادت وسائل الإعلام الروسية أن القطع الحربية الثلاث ستشارك في مناورات قبالة الشواطئ السورية.
 
مصادر أميركية: صفقة «إيران ـ سوريا» بين واشنطن وموسكو، الإبراهيمي يسهم في البحث عن «علويين معتدلين»

جريدة الشرق الاوسط... واشنطن: محمد علي صالح .. قالت مصادر أميركية إن الرئيس باراك أوباما، بسبب تعنت الروس للموافقة على حل مشترك لإنهاء الحرب في سوريا، وبسبب رغبته هو في تخفيض المواجهة مع إيران، يدرس اقتراحات قدمها له مستشاروه للاتفاق على صفقة مع الروس تشمل تنازلات من الجانبين نحو كل من سوريا وإيران.
وقالت المصادر إن مستشاري أوباما قدموا له تقارير عن تغييرات في الموقف الروسي الذي كان يدعم الرئيس السوري بشار الأسد بقوة عند بداية الحرب، ثم صار - مؤخرا - يلمح إلى أن مصير الأسد ليس أهم بالنسبة لروسيا من مصير علاقتها مع سوريا، ومع الدول العربية، ومع الولايات المتحدة. وعلى الرغم من أن هذه التقارير التي رفعت إلى الرئيس أوباما لا تنتقد سياسته نحو سوريا منذ أن بدأت الحرب هناك، تشير إلى أن «الأحداث تسير بسرعة أكبر من سرعة تحركاتنا»، وأن توقع سقوط نظام الأسد «من الداخل»، والتركيز على أن الأسد «سيسقط آجلا أو عاجلا»، تصور الإدارة الأميركية وكأنها «تقود من المقعد الخلفي».
وكانت اتهامات «القيادة من المقعد الخلفي» وجهت بكثافة ضد الرئيس من قبل قادة في الكونغرس (جمهوريين وديمقراطيين) قبل سنتين، عندما كان أوباما يتردد في ضرب قوات الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، ثم انضم في النهاية إلى الجهود العسكرية الأوروبية التي قادتها فرنسا في ذلك الوقت.
وحسب المصادر الأميركية، أشارت التقارير التي رفعت إلى أوباما من جانب مستشاريه في البيت الأبيض، ومن جانب وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، إلى أن الأسد يزيد تصلبا ورفضا للرحيل مع تقدم قوات المعارضة. وأن هذا عكس السيناريو الذي كانت وضعته إدارة أوباما عندما بدأت الحرب، وهو أن الأسد سيحس أنه يضعف تدريجيا، وسيرحل.
وقالت المصادر الأميركية إن ربط تقارير المستشارين للعلاقات الأميركية مع سوريا بالعلاقات الأميركية مع إيران يعتبر خطوة إلى الأمام. على الرغم من أنها خطوة اضطرارية بسبب غياب تحركات عسكرية أميركية لدعم المعارضة داخل سوريا.. وبسبب تفضيل الحل الدبلوماسي على مواجهة عسكرية مع نظام الأسد، وربما أيضا مع الروس. هذا بالإضافة إلى تقارير بأن العقوبات القاسية التي فرضتها الولايات المتحدة، بمفردها، أو بالتعاون مع الدول الأوروبية أو مع الأمم المتحدة، لم تقدر - حتى الآن - على إجبار إيران على وقف برامجها النووية. وأن تصريحات المسؤولين الإيرانيين مؤخرا تشير إلى أنهم، على الرغم من المقاطعات، يستمرون في أبحاثهم النووية.
واقترح مستشارو أوباما خطوات لربط صفقة سورية إيرانية، تبدأ بموافقة واشنطن على أن يرحل الأسد، لكن يبقى قادة علويون أقل تطرفا للتعاون مع قوات المعارضة. وأن زيارات الأخضر الإبراهيمي، مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، إلى سوريا لم تكن فقط للتفاوض مع الأسد.. ولكن - أيضا - لجمع معلومات عن «علويين معتدلين» يمكن التعاون معهم. وأن مسؤولين في الأمم المتحدة نقلوا إلى مسؤولين أميركيين أسماء شخصيات من هذه المجموعة جمعوها خلال الاتصالات بين الأمم المتحدة والمسؤولين في نظام الأسد.
ويشير هذا السيناريو الجديد إلى أن كلا من روسيا وإيران يمكن أن ترحبا، على مضض، بحكومة انتقالية من علويين معتدلين وسنة معتدلين في سوريا. وذلك لتحاشي أعمال عنف ضد كل من البلدين، وقطيعة لمدة طويلة، إذا سيطر على المرحلة الانتقالية سنة متطرفون، أو عناصر من منظمات لها صلة بالقاعدة. لهذا يراهن السيناريو، كما قالت المصادر الأميركية، على «انتقالية مصرية»؛ تبعد الإسلاميين الذين يدعون إلى العنف والتطرف، وتدعم الإسلاميين المعتدلين، وتعمل لتعايشهم مع غير الإسلاميين والمسيحيين. وربطت تقارير المستشارين بين صفقة إيران - سوريا وبين خطة الرئيس أوباما للمحاولة - مرة أخرى - لتحسين العلاقات مع إيران مع بداية رئاسته الثانية في الشهر المقبل.
وكانت أخبار أميركية أشارت إلى أن الرئيس باراك أوباما وافق، قبل انتخابات الرئاسة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على محادثات ثنائية مع إيران حول برنامج إيران النووي. في ذلك الوقت، تردد البيت الأبيض في تأكيد أو نفي تلك الأخبار، وهناك فرق بين «موافقة» على المحادثات الثنائية وبين «استعداد» لها. وقال بيان أصدره البيت الأبيض في ذلك الوقت: «قلنا منذ البداية إننا سنكون على استعداد للقاء ثنائي».
وكرر البيان موقف أوباما بأنه لا بد من منع إيران من الحصول على سلاح نووي، وقال: «سوف نفعل ما يجب علينا لتحقيق ذلك. كان دائما هدفنا من العقوبات هو الضغط على إيران لتنفذ التزاماتها. الآن، تقع المسؤولية على الإيرانيين للقيام بذلك، وإلا سيواصلون مواجهة مزيد من العقوبات وزيادة الضغط».
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» قالت، على ألسنة مسؤولين في إدارة أوباما، طلبوا عدم نشر أسمائهم أو وظائفهم، إن الولايات المتحدة وإيران «اتفقتا للمرة الأولى على مفاوضات ثنائية حول البرنامج النووي الإيراني»، وأن هذا الاتفاق «الذي لا مثيل له، تم الوصول إليه بعد محادثات سرية ومكثفة بين مسؤولين أميركيين وإيرانيين». وقالت الصحيفة إن الاتصالات بدأت قبل الانتخابات الرئاسية، لكن الإيرانيين هم الذين أصروا على أن تبدأ المفاوضات المباشرة بعد الانتخابات الرئاسية، وذلك «لأنهم يريدون أن يعرفوا أي رئيس أميركي سوف يتفاوضون معه».
في ذلك الوقت، وعلى الرغم من أن الصحيفة نشرت في طبعتها الورقية نفي البيت الأبيض (بعد أن كانت نشرت الخبر في موقعها في الإنترنت)، أكدت صحة خبرها، وقالت إن تصريحات المسؤولين الأميركيين لها عن المفاوضات المباشرة ربما تعني أن الرئيس أوباما، بعد أن يفوز في الانتخابات، سيكون أكثر حرية في التصرف (لأنه لن يقدر على ترشيح نفسه مرة ثالثة).
 
 
سنة الخوف من اللاجئين
أنقرة يوسف الشريف ؛ عمان - تامر الصمادي ؛ بيروت - «الحياة»
أطلق حديث المبعوث الدولي - العربي الأخضر الإبراهيمي عن الوضع الأمني في سورية وإمكانات سقوط ما يصل إلى مئة ألف قتيل واضطرار حوالى مليون شخص إلى مغادرة دمشق في حال اشتدت المعارك ضراوة في العاصمة وضواحيها في السنة الجديدة، جرس إنذار في لبنان «القلق والخائف» من المأساة والانعكاسات في حين قال مسؤولون أردنيون أنهم سيغلقون الحدود أمام موجات النازحين «لأن البلاد لا تحتمل عدداً أكبر من اللاجئين إضافة إلى ما فيها وستطلب من الأمم المتحدة إنشاء مخيمات للنازحين عن مناطق القتال داخل سورية.
في الوقت نفسه توقعت مصادر حكومة حزب «العدالة والتنمية» في اتصال مع «الحياة» سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في الربع الأول من السنة «على أبعد تقدير»، مع ما يرافقه من مآس، خصوصاً أن المعلومات الاستخباراتية من الداخل السوري تؤكد ذلك بعد نجاح مخطط عسكري شاركت تركيا في وضعه للثوار في الداخل السوري.
ولوّح الأردن أمس بإغلاق حدوده مع سورية في أول رد رسمي على تصريحات الإبراهيمي الذي قال فيها أثناء تواجده في موسكو والقاهرة إن «أي مواجهات داخل دمشق قد تتطور على نحو سريع وتنذر بعواقب وخيمة»، معتبراً «أن دمشق مدينة كبيرة يسكنها حوالى 5 ملايين نسمة وقد يتسبب الذعر في موجات هجرة جماعية جديدة إلى لبنان والأردن، ما ينذر بأسوأ العواقب».
وسارعت الحكومة الأردنية للرد على الإبراهيمي قائلة إن «موارد الأردن المحدودة وطبيعته الجغرافية ليست مهيأة أبداً لأي موجات هجرة جماعية غير مألوفة»، وقال الناطق باسمها لـ «الحياة» إن الموقف من الأزمة «لم يكن مجانياً، بل كان للأردن ثمن يدفعه».
وأكدت الحكومة خشيتها من «التداعيات السياسية والأمنية والاقتصادية المرافقة لمسار الأزمة وانعكاساتها السلبية على المملكة». وقال الناطق باسم الحكومة الوزير سميح المعايطة لـ «الحياة» إن «الأردن يستضيف أكثر من 275 ألف لاجئ سوري منذ بداية الأزمة، وقد يضطر لإغلاق حدوده مع سورية في حال انهيار النظام في دمشق وانتشار الفوضى على نحو غير مسبوق». وأضاف: «الحدود السورية مقلقة للأردن من الناحيتين الإنسانية والأمنية، ويجب اتخاذ قرارات سريعة وعاجلة لحماية أمن البلاد». وتحدث عن أن الاتصالات مع السلطات السورية «مقطوعة منذ شهور»، قائلاً: «لا توجد مؤسسات رسمية هناك لنتحدث معها».
وتابع: «إذا ما تعرضت سورية لخطر الانهيار، لا قدر الله، على المجتمع الدولي إقامة مخيمات لجوء داخل الأراضي السورية لا أن تلجأ إلى دول الجوار».
وأشار إلى «أن الأجهزة الحكومية تتحمل أعباء اقتصادية وأمنية تفوق إمكاناتها المحدودة في مقابل توفير الحماية لعشرات آلاف السوريين»، لافتاً إلى أن حجم المساعدات الدولية المقدمة إلى اللاجئين في بلاده «دون المستوى المأمول».
وقال: «نقوم بالجهد المناط بنا من منطق واجبنا تجاه أشقائنا السوريين، ونؤمن لهم الغذاء والعلاج والمسكن إلى جانب التعليم وأمور أخرى، لكننا نحتاج إلى مبادرات إغاثة سريعة تجاه هؤلاء».
وأكد وزير الخارجية الأردني ناصر جودة أن لبلاده اتصالات مع المعارضة السورية بجميع اتجاهاتها، نافياً أن يكون موقف المملكة «رمادياً» حيال الأزمة.
ويرتبط الأردن مع سورية بنقطتي حدود بطول 360 كلم، الأولى في الرمثا تقابلها درعا السورية، والثانية حدود جابر ويقابلها في الجانب السوري نصيب.
وتبعد درعا عن الرمثا حوالى 11 كلم فقط، ويعمل غالبية أبناء المدينة الأردنية على نقل البضائع من سورية إلى الأردن.
في الجانب الآخر من الحدود السورية مع لبنان يبدو المشهد اكثر قتامة إذ لم يسبق أن شهدت بيروت هذا العدد الضخم من السيارات التي تحمل اللوحات السورية. لكن أصحابها من الطبقة الوسطى والميسورين، الذين لم يُسجل معظمهم أسماءهم كنازحين لدى هيئات الإغاثة، التي تقدم المساعدات، فجلهم تسمح له إمكاناته باستئجار مسكن في العاصمة أو خارجها، وبعضهم اشترى شقة أو يسكن لدى أقارب.
لكن السواد الأعظم من النازحين يعيش في أسوأ الظروف الصحية والإنسانية على رغم استنفار هيئات المجتمع المدني التي رفعت درجة الاهتمام بهم كلما ازداد العدد وعلى رغم مساعدات هيئات دولية وأجهزة الدولة اللبنانية الضعيفة الإمكانات المالية. ففي نيسان (أبريل) 2011 كان عددهم 5 آلاف، وأصبحوا الجمعة الماضي، (قبل 5 أيام من نهاية 2012) أكثر من 170 ألف نازح، منهم 24 ألفاً لم يسجلوا أسماءهم لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين.
وتقول بعض الجهات السياسية المتعاطفة معهم إن العدد يقارب الـ250 ألفاً. وهو عدد يستبق توقعات بعض مسؤولي الأمم المتحدة الذين قدروا أن يرتفع عددهم إلى أكثر من 300 ألف مع اشتداد المعارك في سورية في 2013، فيما فرض القلق من تدفق الهاربين من آتون النار الجهنمية التي يمكن أن تتصاعد في بلاد الشام البدء في إعداد خطط لاستقبال ما يفوق ذلك بكثير، وهو ما حرّك كبار المسؤولين والحكومة لوضع خطة للتعاطي مع المأساة ، تأخرت نتيجة خضوعها كما كل شيء في لبنان، للانقسام السياسي حول الأزمة، بين مؤيد للنظام وداعم للثورة.
ويفترض وضع اللمسات الأخيرة عليها في اجتماع وزاري بعد غد، ليُقرها مجلس الوزراء الخميس، إثر اتصالات مكثفة مع الدول والهيئات المانحة لتأمين تمويل لها يناهز 300 مليون دولار. فالخزينة اللبنانية تعاني من عجز كبير، ولم يكن تأمن من المبلغ قبل أسبوعين سوى 15 في المئة.
ويخضع إيواء النازحين السوريين الذين أضيف اليهم 14127 فلسطينياً نتيجة معارك مخيم اليرموك (حتى 23 الجاري وفق أرقام الأمن العام) إلى التجاذب القائم في لبنان نتيجة الحساسيات الطائفية حيث تتخوف قوى عدة، مسيحية، من أن تطول إقامتهم، وأن يزيد ذلك في تأثيرهم الديموغرافي والسياسي نتيجة التداعيات المستمرة للأزمة على لبنان، ولهذا رفضت أطراف عدة إقامة مخيمات لهم، خشية تحولها إلى قواعد للمناهضين للنظام. لكن تصاعد العدد مع صعوبات فصل الشتاء، بات يفرض نصب الخيم لإيواء عدد كبير منهم، بحسب مرجع رسمي، خصوصاً أن محافظة الشمال، التي تستوعب نصف النازحين، بعضهم يقاسم منازل أصحابها السكن ويقطن المدارس الخالية، كما في البقاع، لم تعد قادرة على استيعابهم من دون هذا الإجراء الموقت. وهو ما على الحكومة أن تحسمه. وهي تلقت هبة 600 خيمة لم تستخدم نتيجة اعتراض فريق في الحكومة... وبالأمس شكت 13 عائلة من إخراجها من مجمع للنازحين في بلدة عكارية فباتت ليلها في العراء.
وتركيا، التي بدأت ترتاح قليلاً من موجات اللاجئين اثر سيطرة المعارضة على مناطق شاسعة في الشمال قد تساعد هيئات دولية في إنشاء مخيمات للسوريين النازحين داخل الأراضي المحررة بعدما كان وصلها أكثر من 120 ألف سوري أقامت لهم مخيمات عدة.
 
 المعارضة تتقدم في محيط معرة النعمان... و «الائتلاف» يريد جلسة طارئة لمجلس الأمن
دمشق، بيروت - «الحياة»، أ ف ب، رويترز
أحرز مقاتلو المعارضة السورية تقدماً على الارض في معركتهم للسيطرة على مركز الحامدية العسكري جنوب مدينة معرة النعمان في شمال غربي سورية، في وقت تستمر الاشتباكات العنيفة في محيط معسكر وادي الضيف شرق معرة النعمان، آخر اكبر معسكر للقوات النظامية في المنطقة، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد في بيان أمس ان «مقاتلين من جبهة النصرة وكتائب اخرى مقاتلة (معارضة للنظام) تمكنوا من الاستيلاء على حاجزين عند مداخل» مركز الحامدية، وهو عبارة عن تجمع عناصر وآليات. واشار الى استمرار الاشتباكات داخل المركز امس.
وقال المرصد ان مدينة معرة النعمان التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون منذ التاسع من تشرين الاول (اكتوبر) وقرى محيطة بها تعرضت للقصف براجمات الصواريخ، فيما اوقعت الاشتباكات المستمرة في محيط معسكر وادي الضيف سبعة قتلى بين المعارضين بينهم قائد مقاتلة في لواء «كتائب احرار الشام».
وبعد استيلائهم على معرة النعمان الواقعة في محافظة ادلب على الطريق السريع بين دمشق وحلب (شمال)، تمكن مقاتلو المعارضة من اعاقة وصول الامدادات الى القوات النظامية في مدينة حلب. وهم يحاصرون وادي الضيف القريب من معرة النعمان منذ ذلك الوقت ويحاولون دخوله للحؤول دون تمكن قوات النظام من اعادة فتح هذه الطريق.
وفي المحافظة نفسها، قال المرصد ان «مقاتلين من لواء جبهة ثوار سراقب وريفها اسقطوا طائرة مروحية كانت تحوم في سماء سراقب والمناطق المحيطة بها. وشوهدت الطائرة وهي تهوي وتندلع فيها النيران بالقرب من مطار تفتناز العسكري».
وقتل ثمانية مواطنين، بحسب المرصد، في سقوط قذيفة على سوق الخضار في حي الميسر.
وفي محافظة حماة (وسط)، قتل سبعة اشخاص امس في قصف من قوات النظام على بلدة كفرنبودة، وبين القتلى ثلاثة اطفال. وكان قتل 23 طفلاً في قصف واشتباكات في منطقتي دمشق وحلب (شمال) اول من امس.
في مدينة حمص (وسط)، تعرض حي الخالدية امس لقصف من القوات النظامية، فيما وقعت اشتباكات صباحاً في حي جورة الشياح.
وتمكنت القوات النظامية فجر اول من امس من دخول حي دير بعلبة في مدينة حمص حيث افيد مساء عن العثور على عشرات الجثث المشوهة من دون ان تعرف ظروف مقتلهم.
وأصدر المكتب الاعلامي للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بياناً امس تحدث فيه عن «مجزرة جديدة».
وجاء في البيان «قامت قوات الأسد والشبيحة بتاريخ 29 كانون الأول (ديسمبر) بعد عملية استمرت عدة أيام في أحياء حمص القديمة وفي حي دير بعلبة على وجه الخصوص بمجزرة جديدة»، مشيراً الى سقوط «220 شهيداً من الأطفال والنساء والرجال». لكن المرصد السوري يرفض تأكيد هذا الرقم او اعطاء اي حصيلة بسبب «تعذر توثيق اسماء القتلى نتيجة انقطاع الاتصالات». وقد اشار الى ان بين القتلى مدنيين ومقاتلين.
وأعلن الائتلاف انه سيدعو الى «انعقاد جلسة طارئة لمجلس الأمن واتخاذ موقف حازم ونهائي يوقف جرائم النظام بحق السوريين وتجريم كل من يدعمه بالسلاح والمال والخبرة والمقاتلين».
كما دعا «المجتمع الدولي للوفاء بوعوده وامداد الجيش الحر والثوار بكافة الوسائل التي تمكنه من الدفاع عن المدنيين الأبرياء».
من جهة ثانية، نفذت طائرات حربية امس غارات جوية على عدد من البلدات والمدن في ريف دمشق، في وقت وصلت تعزيزات اضافية للقوات النظامية الى مدينة داريا التي تتواجد هذه القوات في قسم منها ومقاتلو المعارضة في القسم الآخر.
وانفجرت سيارة مفخخة في شارع عين غزال في مخيم اليرموك، تسببت بمقتل امرأة.
وقتل في اعمال عنف امس في مناطق مختلفة من سورية 50 شخصاً، بحسب المرصد السوري الذي يقول انه يعتمد، للحصول على معلوماته على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في كل انحاء سورية.
في موازاة ذلك، ذكر الاعلام الرسمي السوري ان قوات الجيش تواصل عملياتها ضد «الارهابيين». وأوردت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» ان «مجموعة ارهابية مسلحة اغتالت مدير أوقاف الرقة (شمال) عبد الله الصالح أمام منزله في حي الدرعية في مدينة الرقة». ونقلت عن مصدر مسؤول ان «ارهابيين أطلقوا عدة طلقات نارية على الشهيد الصالح استقرت احداها في رأسه»، مدرجة ذلك «في اطار استهداف الكفاءات الوطنية».
وقال المرصد السوري ان الصالح كان من الموالين للنظام السوري.
وذكر المرصد أن مقاتلين سيطروا امس على مركز تجميع خطوط النفط في قرية حمزة بلاسم بمحافظة الرقة بعد اشتباكات مع القناصة المتواجدين في المركز وأسرهم.
فيما أفادت تقارير إعلامية بانشقاق 20 جندياً في محطة الجركة لضخ النفط بمحافظة الرقة.
وأشار المرصد السوري إلى استمرار الاشتباكات بين القوات النظامية ومجموعات من المسلحين المعارضين في عدة مناطق من محافظة إدلب وكذلك في محافظة درعا على الحدود مع الأردن.
وكان المرصد السوري اعلن أن اكثر من عشرين طفلاً قتلوا في قصف مصدره القوات النظامية على منطقتي دمشق وحلب اول من امس.
وقال المرصد في الحصيلة النهائية للضحايا إن «32 مواطناً بينهم 11 طفلاً وثلاث سيدات استشهدوا جراء قصف من القوات النظامية على مدن وبلدات المنصورة ودوما والمعضمية وعربين والنشابية وداريا والمليحة والمعضمية وحوش الفارة ومخيم الحسينية ويلدا» في ريف دمشق.
كما قتل ثلاثة مواطنين احدهم طفل برصاص قناص في حيي القابون وبرزة في العاصمة وطفل إثر سقوط قذيفة على مخيم اليرموك في جنوب دمشق.
وفي محافظة حلب، افاد المرصد عن مقتل 24 مواطناً بينهم ثمانية اطفال وخمس سيدات جراء القصف بالطيران الحربي تعرضت له بلدات تل رفعت واعزاز والمنصورة في ريف حلب. كما قتل طفل جراء القصف على بلدة السفيرة، وآخر في الحادية عشرة من عمره في اشتباكات مع القوات النظامية في مدينة حلب.
 
 الإبراهيمي: إذا لم تحل الأزمة خلال 2013 ستنهار الدولة السورية
الحياة..القاهرة - محمد الشاذلي
قال المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية للأزمة السورية الأخضر الإبراهيمي إن الوضع هناك يتدهور بشدة لكن لا يزال من الممكن التوصل إلى حل في 2013 بموجب شروط خطة السلام التي تم الاتفاق عليها في جنيف في حزيران (يونيو). وأضاف أن الدولة ستنهار من دون التوصل إلى حل، محذراً من «صومال جديد» في سورية.
وقال الإبراهيمي إن أفكاره للحل تتضمن وقف إطلاق النار وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات وخطوات تؤدي إلى انتخابات يتم عبرها تشكيل الحكومة ويكون النظام برلمانياً وليس رئاسياً حسب رغبة السوريين «لأنهم لا يريدون نظاماً رئاسياً». وأوضح الإبراهيمي أنه تحدث في هذا الشأن مع موسكو وأميركا وفي سورية أيضاً، مشدداً على أن البحث يجري عن الحل الضروري والمستعجل. وكان الإبراهيمي أجرى محادثات في القاهرة أمس مع كل من الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي ووزير الخارجية المصري محمد عمرو. وأكد الإبراهيمي في مؤتمر صحافي مشترك مع العربي أن «الوضع في سورية سيء جداً جداً... ويتفاقم ووتيرة تفاقمه تزداد»، محذراً من أنه «إذا استمر الوضع كما هو لسنة أخرى سيقتل 100 ألف سوري آخرين». وكرر الإبراهيمي قوله: إما حل الأزمة سياسياً بشكل يرضي الشعب السوري ويحقق طموحاته وحقوقه المشروعة، أو أن تتحول سورية إلى جحيم. وشدد على أنه «من دون الحل سيحدث انهيار كامل لدولة سورية». وأشار إلى أنه أطلع العربي على نتائج زيارته لكل من دمشق وموسكو. ولفت إلى أنه تحدث مع الرئيس السوري بشار الأسد مطولاً وذكر له كل الأمور المتعلقة بالأزمة، كما تحدث مع وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف أيضاً في الشأن نفسه. وقال الإبراهيمي إنه خلال ما يقرب من عامين من أزمة سورية قتل حوالى 50 ألفاً، وإذا استمرت الأزمة سنة أخرى سيقتل 100 ألف وليس 25 ألفاً، وأن هناك 4 ملايين في سورية «هائمين» منهم مليونا نازح ومليونان لم ينزحوا ولكنهم في أمس الحاجة إلى كل شيء. وأعلن الإبراهيمي أنه سيتقدم بمقترحه للحل إلى المجتمع الدولي، منتقداً في الوقت نفسه أداء مجلس الأمن تجاه أزمة سورية، وقال إن المجلس مسؤول عن السلم والأمن في العالم كله، مضيفاً أنه إذا لم تحل أزمة سورية في خلال الأشهر المقبلة سيكون العالم كله مهدداً. ولفت الإبراهيمي إلى أن هناك توافقاً من كل دول المنطقة وكذلك الدول (5+1) على الحل السلمي للأزمة في إشارة إلى نتائج اجتماع جنيف في حزيران (يونيو) الماضي. وقال إن هناك أسساً صالحة لبناء عملية سلام في سورية، ويستطيع السوريون أنفسهم إنهاء الحرب، وهم لن يقبلوا بأي نظام رئاسي بعد ذلك كما كان من قبل فهم يريدون برلماناً منتخباً. وأكد أنه ليس متشائماً من الوضع في سورية، وإنما ما يتحدث عنه هو الواقع، وحذر مما يمكن أن تصل إليه سورية إذا لم يتم التعامل مع الأزمة بشكل صحيح، وقال إن الحل ممكن ولكنه يزداد صعوبة كل يوم. وأكد أن اقتراحه يتضمن أيضاً أسلوب العمل الذي يؤدي إلى تغيير حقيقي شامل. وأوضح أنه تحدث مع الرئيس السوري «ولكن ليس كل ما يقال يعلن للإعلام». وتابع: «إنني أخجل وأنا أقف أمام اللاجئين في الأردن أو تركيا وأنا لا أستطيع أن أقدم لهم شيئاً أو أقدم لهم على الأقل خبر يطمئنهم. ونفى الإبراهيمي في شدة أن يكون الرئيس السوري أبلغه أنه سيستخدم الأسلحة الكيماوية. وقال: المطروح تم التوافق عليه من معظم دول المنطقة وكل الدول الخمس الدائمة العضوية والأمين العام للأمم المتحدة ودول المنطقة شاركت فيه ما عدا السعودية وإيران وفيها أسس صالحة تماماً للبناء عليها وبناء عملية سلام يستطيع السوريون أنفسهم عبرها إنهاء الحرب والقتال وبناء مستقبل سورية. وتابع: أنا لم أقل إن بقاء الرئيس لازم لا من قريب ولا من بعيد ولم أقل يرحل غداً. وكان الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الوزير المفوض عمرو رشدي صرح عقب لقاء عمرو والإبراهيمي بأن مصر ستواصل جهودها على جميع الأصعدة المتاحة لحل الأزمة سلمياً، مشدداً على استبعاد إمكانية الحسم العسكري ومعارضة التدخل العسكري الأجنبي، وضرورة البدء على الفور في عملية انتقال وتحول ديموقراطي منظم في سورية. وأشار إلى أن المقابلة جاءت عقب عودة عمرو من موسكو حيث أجرى محادثات مع نظيره الروسي تناولت الشأن السوري، وذلك في إطار الجهود المصرية المستمرة لحقن الدماء في سورية من خلال الأطر الثنائية والدولية. وكان العربي رد أمس في لقاء صحافي مخصص للحديث عن حصاد العام على انتقادات لضعف موقف الجامعة إزاء هجوم الجيش السوري على مخيم اليرموك، وقال إن البعض يتصور أن الجامعة لديها جيش يمكن أن تدافع به عن مخيم اليرموك، مشيراً إلى أنه اتصل بالسلطات السورية، ولكنهم تجاهلوا اتصالاتي، مؤكداً أن ما حدث في اليرموك مسؤولية السلطات السورية ومجلس الأمن المسؤول عن الأمن والسلم الدوليين، وقال إن الدول العربية التي لديها مخيمات فلسطينيين عليها حمايتهم.
 
أردوغان: نظام الأسد أشرف على السقوط
أنقرة - يوسف الشريف؛ لندن - «الحياة»
اعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يشرف على السقوط وأن الأزمة السورية تشهد فصلها الأخير. يأتي ذلك بينما قالت مصادر في حكومة حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم لـ «الحياة» أنها تتوقع سقوط نظام الأسد في شباط(فبراير) أو آذار (مارس) المقبل على أبعد تقدير وأن المعلومات الاستخباراتية القادمة من الداخل السوري تؤكد ذلك بعد نجاح مخطط عسكري شاركت تركيا في وضعه للثوار في الداخل السوري.
وقال أردوغان في محافظة أورفه جنوب تركيا قبل توجهه بصحبة رئيس الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة أحمد معاذ الخطيب لزيارة أحد أكبر المخيمات التركية للاجئين السوريين والذي يضم نحو 26 ألفاً منهم: «لقد تلقينا إشارات قوية تؤكد قرب سقوط نظام الأسد، لم يبق الكثير لوقف نزيف الدم الجاري منذ نحو عامين، قد يكون الوضع مؤلماً ومكلفاً لكنه اقترب من النهاية».
وأشار أردوغان إلى استخدام الأسد صواريخ سكود قائلاً إن الرئيس الأسد «ما عاد يجد عدداً كافياً من الطيارين لإلقاء القنابل على المدن والسكان وأنه لذلك بدأ باستخدام الصواريخ أرض أرض بعد أن أصبحت مطاراته محاصرة».
وقالت مصادر في حكومة العدالة والتنمية لـ «الحياة» إن أردوغان يشير هنا إلى خطة عسكرية بدأ الثوار بتنفيذها بنجاح منذ نحو شهر تقريباً بمحاصرة المطارات وشلها في كل المحافظات بشكل متواز، والهدف من هذه الخطة قطع جميع الإمدادات القادمة من إيران أو روسيا سواء الغذائية أو العسكرية، من أجل إفلاس النظام اقتصادياً وعسكرياً وشل حركته، وأن هذه الخطة القائمة على حصار المطارات وشلها ستضع نهاية النظام الذي لن يستطيع الاستمرار في القتال مع هذا الوضع بحلول شباط أو آذار المقبل على الأكثر.
وأضافت المصادر أن هذه الخطة تم وضعها وتطويرها من أجل اختزال وقت المعركة على الأرض وتجاوز عدة مراحل، وأنه تم الاتفاق عليها مع الجيش الحر وجار العمل على تنفيذها بدقة والتزام.
ويلفت الانتباه أن تصريحات أردوغان هذه عن معلومات عن قرب سقوط النظام جاءت بعد انشقاق جنرالين في سلاح الطيران الأسبوع الماضي ولجوئهما إلى تركيا، حيث تشير المصادر إلى أنهما قدما معلومات مفيدة جداً عن حالة النظام داخلياً ووضع سلاح الطيران والمطارات. وقال أردوغان في لقاء صحافي مع قناة «تي أر تي» الحكومية أنه يتوقع تعافي الاقتصاد السوري وإعادة إعمار سورية سريعاً وتعافى البلاد من ما لحق بها بشكل سريع جداً مقارنة بالعراق الغارق في المشاكل.
وأكد أردوغان أن تركيا ستقف إلى جانب سورية الجديدة وستساعدها على النهوض سريعاً، وأضاف: ربما يكون لدى العراق البترول والموارد الطبيعية بشكل أكبر وأغنى، لكن سورية لديها موقع جغرافي وتركيبة سكانية تساعدها على استعادة قوتها وعافيتها سريعاً.
وكانت مصادر تركية قالت لـ «الحياة» إن أنقرة لا ترى أي فرصة لجهود المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي وأنها جاءت في الوقت الضائع وأنه ما عاد ممكناً الآن العودة إلى إعلان جنيف. وأضافت المصادر أن المعارضة لا يمكن أن تقبل ببقاء الأسد بأي شكل كان ولو من دون صلاحيات خلال المرحلة الانتقالية والسبب هو عدم الثقة فيه وأن كثيراً من القيادات المعارضة قالت بأن الأسد قد يسعى لإطالة أمد الفترة الانتقالية وتخريبها من خلال القيام بعمليات اغتيال في صفوف المعارضة والمشاركين في الحكومة الانتقالية، لذلك يجب إبعاده تماماً عن تلك المرحلة هو ورجاله.
 
ملامح حلب القديمة اختفت وسط الدمار وساكنوها: لم نعد نتعرف حتى على الحارات
الحياة...حلب - رويترز
أُغلق مسجد يعود للقرن الثالث عشر بعد أن أصابت قذيفة قاعدة مئذنته. ويطلق قناصة النار من مكامن فوق أسوار القلعة التي تحصن فيها ذات يوم المقاتلون الإغريق والرومان والبيزنطيون والعرب والأتراك.
وقبل بضعة أشهر فقط كانت حلب القديمة متحفاً حياً ومدينة مفعمة بالحيوية، حيث كان المتسوقون يساومون على أسعار الكتب والتوابل والصابون في السوق.
وحلب أكبر المدن السورية ومركزها الاقتصادي، كما أن الحي القديم بالمدينة بما يضمه من تحصينات شاهقة الارتفاع بناها خلفاء صلاح الدين الأيوبي بعد انتصاره على الصليبيين في القرن الثاني عشر، مُدْرَج ضمن مواقع التراث العالمي المسجلة لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافية (يونسكو) التي أشادت بمعمار المدينة القديمة باعتباره من عجائب الإنجاز البشري.
لكنه تحول الآن إلى منطقة حرب وأصبح أنقاضاً. وتغطي صفائح حديدية عليها آثار الإصابة بالأعيرة النارية الأزقة التي تضم منافذ البيع بالأسواق التي إما أغلقت أو أحرقت أو دمرت. وينتشر مقاتلو المعارضة في المنطقة في سيارات تنبعث منها الأغاني الثورية.
وقال الحاج عامر، الذي يمتلك داراً للطبع في منطقة السوق القديمة: «حلب القديمة كانت أساس هذا العالم... ما يحزننا حقاً هو المساجد التي دمرت». وأضاف: «هذه المنطقة هي جذوري... حياتي منذ عام 1975... سأبقى دائماً هناً».
وتسببت الحرب الأهلية في سورية في مقتل ما يقدر بنحو 44 ألف شخص ونزوح نصف مليون شخص عن ديارهم. ووصلت الحرب إلى حلب قبل نحو ستة أشهر ورغم أن مقاتلي المعارضة يسيطرون الآن على معظم المدينة، فإن أجزاء منها ما زالت ساحة للمعارك.
وسرد مسؤولو الأمم المتحدة الذين أعلنوا حلب القديمة موقعاً للتراث العالمي بعضاً من العجائب الموجودة في المدينة.
وكتبوا يقولون: «القصر الملكي... مرصع بالرخام الأبيض. غرفة العرش التي تعود إلى العصر المملوكي (القرنين الخامس عشر والسادس عشر) تم ترميمها بذوق راق... الفنانون والحرفيون السوريون أعادوا تمثيل الشكل الفاخر للبلاط الملكي».
وخلال جولة في البلدة القديمة يعرض السكان الأضرار التي لحقت بالآثار ويتحدثون عن شعورهم بالحسرة الشديدة.
وفي جامع العثمانية حدثت فجوة كبيرة في القبة التي تعود إلى عام 1728. كما أن الأرضية الخرسانية تحمل آثار قذيفة، بينما اختفى الزجاج الذي كان يزين الأقواس العالية عند مدخل ساحة الصلاة.
وقال أبو محمد البالغ من العمر 70 عاماً الذي يصلي دائماً في هذا المسجد: «لم يكن هناك مسلحون في هذا المسجد».
وأضاف: «قبل نحو أسبوعين بعد أن انتهينا من صلاة العصر كنا نجلس في الظل عندما انفجرت قذيفة في الفناء».
بالإضافة إلى ذلك تنبعث رائحة كريهة للمياه الراكدة من غرف في حمام يعود للعهد العثماني وكان مزدحما قبل الحرب.
وسقطت قذيفة على قبة البهو وتناثرت قطع الزجاج الملون حول نافورة. ووقعت مصابيح على الأرض. وبدأ الناس يعودون ببطء إلى أنقاض المدينة القديمة.
وقالت ريهام، التي تبلغ من العمر 12 عاماً وكانت تصاحب جدتها في زقاق إلى مركز طبي: «عدنا لأنه ليس لنا مكان آخر نذهب إليه... لم نعد حتى نتعرف على الحارات».
وفي السوق ما زالت بعض منافذ البيع التي نجت من القصف مفتوحة لبيع الحلوى والمشروبات الغازية. ويحتسي الرجال الشاي أمام الورش.
وقال أبو عثمان، وهو مقاتل في لواء التوحيد التابع للجيش السوري الحر: «دمر بشار الأسد المساجد والأسواق القديمة... وهي من أقدم الأسواق في العالم». وأضاف: «لم نر المياه والكهرباء منذ شهرين... وكأن الرجل بينه وبين الآثار، مثل الأسواق والمساجد، عداوة. وحتى الباعة، لأنهم لم يؤيدوا ظلمه، انتقم منهم بإحراق كل ممتلكاتهم».
 
 اشتباكات عنيفة على الحدود السورية - الأردنية وجودة يبحث تطورات الأزمة مع حجاب
عمان – تامر الصمادي
أكد سكان محليون في مناطق لواء الرمثا الأردنية المحاذية للحدود السورية وقوع اشتباكات عنيفة أمس بين الجيش السوري النظامي و «الجيش الحر»، موضحين أن قصفاً مستمراً وصل إلى داخل قرى المملكة ما أدى لحال من الهلع بين الأهالي الذين غادروا منازلهم، بعد أن أدت أصوات القصف لتكسير زجاج المحال والبيوت الصغيرة.
وقالت مصادر إغاثة أردنية تعمل داخل قرى الرمثا لـ «الحياة» إن «الاشتباكات التي وقعت فجر أمس ألزمت بعض الأهالي القاطنين للمناطق القريبة من الحدود السورية الهرب من كثافة النيران، خصوصاً بعد سقوط قذائف هاون بالقرب من المناطق السكنية، من دون أن تلحق أضراراً بشرية»، ولم تصدر الحكومة الأردنية أي رد رسمي على الحادث.
وأفاد سكان في منطقة الطرة الحدودية لـ «الحياة» بأن رصاص الجيش السوري النظامي وصل جدران منازلهم بعد اشتباكه مع قوات المعارضة.
وتحدث هؤلاء عن إطلاق نار كثيف من جهة الجيش الأردني باتجاه مصدر النيران، بعد إطلاق الجيش السوري النار على جرحى كان الجيش الحر يحاول نقلهم إلى الأردن عبر الشيك لتلقي العلاج.
وأكد نشطاء أردنيون وسوريون لـ «الحياة» وصول ٤٢ جريحاً من قرى محافظة درعا للأراضي الأردنية، توفي أحدهم وهو ناشط إعلامي يعمل لصالح شبكة شام الإخبارية متأثراً بجروح أصيب بها في قرية طفس.
إلى ذلك، اعتبر مسؤول عسكري بارز في الجيش الأردني في حديث مع «الحياة» أن النظام السوري «يحاول تصدير أزمته إلى الأردن، من خلال خرقه المتواصل للحدود.
وقال المسؤول إن «وحدات الجيش السوري المتواجدة على الحدود تعاني الاضطراب والتخبط في تحركاتها، وأن قراراتها الميدانية لا تُتّخذ عن تخطيط عسكري محكم»، موضحاً أنه «تم استهداف معظم المراكز والمفارز التابعة للجيش السوري على الحدود مع الأردن، وتدميرها من قبل الجيش الحر».
وكشف المسؤول الأردني الذي فضل عدم نشر اسمه لحساسية الموقف، «تجهيز الجيش الأردني على الحدود مع سورية بمختلف أنواع الذخيرة والأسلحة الثقيلة والمتوسطة». وقال: «عملياً تم فرض حالة الطوارئ من جانبنا، ولدينا تعليمات صارمة للرّد المسلح بكثافة على أي محاولة للاعتداء على حدودنا».
سياسياً، استقبل وزير الخارجية الأردني ناصر جودة في عمان رئيس وزراء سورية السابق رياض حجاب الذي أعلن انشقاقه الصيف الماضي، وبحث معه آخر تطورات الأوضاع في الجارة الشمالية، بحسب ما أفاد مصدر رسمي أردني.
وذكرت وكالة الأنباء الأردنية أن جودة «بحث في مقر الوزارة مع حجاب آخر المستجدات والتطورات على الساحة السورية والجهود المبذولة لإيجاد حل سياسي للأزمة والتعامل مع تداعيات الوضع السوري».
 
مدير مركز ديان بتل ابيب: سورية ستفكك الى دويلات بعد الاسد
الحياة..القدس المحتلة - امال شحادة
تصاعدت اصوات الاسرائيليين المحذرة من ابعاد سيطرة تنظيمات ارهابية في سورية، في حال سقوط الاسد. وخلافا لحملة التهديد على سورية والرئيس بشار الاسد، التي يقودها رئيس الحكومة، بنيامين نتانياهو ووزير دفاعه، ايهود باراك، خرج امنيون وخبراء بتحذيرات من خطر انهيار نظام الاسد على اسرائيل. واعتبر وزير الجبهة الداخلية، افي ديختر، ان على الاسرائيليين الا يفرحوا كثيرا ان نظام الاسد سيسقط لعدم معرفة من سيخلفه واحتمال ان يكون الوضع من سيئ الى اسوأ، في حين لم يستبعد مدير مركز ديان لدراسات الشرق الاوسط ، عوزي رابي، ان تتفكك سورية طائفياً الى دويلات بعد سقوط الاسد.
وفي مقابلة مع الاذاعة الاسرائيلية قال رابي: "قد تقوم دويلات كردية وسنية وعلوية، بحيث يتدفق العلويون الى المناطق الساحلية مثل طرطوس واللاذقية، بينما يتمسك السنّيون بالعاصمة دمشق ومدينة حلب". ولم يستبعد رابي من ان تخلف الاسد معارضة تحمل طرحأ جديأ لاستقرار سورية ما بعد الاسد، ويتوقع المزيد من سفك الدماء وحالة من عدم الاستقرار، ستنعكس سلبأ على الدول المجاورة وربما على الشرق الاوسط برمته".
وفي الملف الايراني رأى رئيس مركز ديان ان العام المقبل سيكون حاسماً، وقال: "الربيع العربي انعكس سلبأ على طهران، الامر الذي لقي تعبير له بتعاظم قوة السنة في المنطقة على حساب الشيعة من جهة، وباضعاف حليفي طهران الاسد ونصرالله من جهة اخرى. اما على الصعيد الداخلي فتشهد ايران اليوم اخطر ازمة اقتصادية منذ الثورة الاسلامية في 1979. واما سياسيأ فسيشهد العام 2013 نهاية عهد احمدي نجاد رئيسأ للجمهورية الاسلامية".
وفي توقعات عوزي رابي، فان انتخابات الرئاسة الايرانية، في منتصف 2013، ستدفع القيادة الايرانية الى اتخاذ القرارات الحاسمة، وستخيرها ما بين التوصل الى اتفاق وحل وسط مع الغرب حول ملفها النووي، او المضي قدمأ في المشروع النووي، الامر الذي من شأنه ان يؤدي الى مواجهة محدودة مع الغرب بل اكثر من ذلك، على حد توقعات رابي.
وفي الجانب الفلسطيني قال عوزي رابي: "العام المقبل سيشهد مبادرات فلسطينية برعاية مصرية للمصالحة بين حركتي حماس وفتح، لكنها ستكون مصالحة تكتيكية ليس اكثر لانه لا يمكن سد الفجوات بين الحركتين. اما الرئيس محمود عباس فسيفقد السيطرة على الضفة الغربية، اذ لم يحصل أي انفراج دبلوماسي في المسيرة السلمية.
 
 

المصدر: جريدة الحياة

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 157,402,523

عدد الزوار: 7,067,063

المتواجدون الآن: 70