السنة 2012 أَفـَلت على170637 سورياً و13000 فلسطيني.. لجأوا إلى لبنان منذ بدء الحرب وأعمال العنف ...سلسلة الرواتب وإضرابات المعلمين طغت على 2012 التربوية والطلاب منقسمون..

الـ 2013 اللبنانية ... مخاوف من انهيار داخلي تلجمها «بوليصة تأمين» دولية.....لجنة قانون الانتخاب ستصطدم بتباعد المشاريع والحلول الوسط محكومة بتأمين قبول جنبلاط...تفاؤل بالاتفاق على قانون انتخاب ولدى بري 10 حلول، معركة انتخاب مفتٍ جديد للجمهورية في 2014 انطلقت

تاريخ الإضافة الثلاثاء 1 كانون الثاني 2013 - 6:13 ص    عدد الزيارات 2156    التعليقات 0    القسم محلية

        


تفاؤل بالاتفاق على قانون انتخاب ولدى بري 10 حلول، معركة انتخاب مفتٍ جديد للجمهورية في 2014 انطلقت

 

على كثرة الملفات الضاغطة والاستحقاقات التي تواجه الحكومة في 2013، يبدو الملف الانتخابي الأكثر تقدماً لما عداه، مع بروز نفحة تفاؤل سادت لدى معظم الأطراف، وإصرار على عدم تحمل مسؤولية تأجيل الانتخابات، في ظل مطالبة بإقرار قانون جديد، يتوقع ان تطل بشائره في 15 كانون الثاني المقبل، أي بعد اسبوع من موعد اجتماع اللجنة الفرعية في 8 منه، مع امكان تمديد الاجتماع اذا استدعت المناقشات ذلك، كما صرح الرئيس نبيه بري لـ"النهار".
وقد أطل المشروع الذي أعدته اللجنة الوطنية لقانون الانتخاب أو ما عرف بـ"مشروع فؤاد بطرس" الى الواجهة مجدداً ليشكل ورقة عمل أساسية، بعد ادخال بعض التعديلات عليه لضمان عدم حسم النتائج سلفاً لأن الأمر يعطل العملية الانتخابية برمتها وهذا ما أكده لـ"النهار" الوزير السابق زياد بارود.

 

بري

وقال الرئيس بري إن "اللجنة النيابية الفرعية فتحت ثقباً في الحياة السياسية اللبنانية، وأحدثت منفذاً في مشوار قانون الانتخاب. وفي امكانها أن تقودنا الى انفراجات واسعة، اذا أحسنا استغلال هذه الفرصة الذهبية شرط أن يتعامل جميع الأفرقاء معها بنيات صافية".
ولدى سؤاله عن المطلوب منها، أجاب: "المطلوب من الجميع التخلي عن سلبياتهم واذا لم نصل الى ايجابيات فهناك نقص في لبنانيتنا. لديها امكان لاجتراح أفكار للوصول الى تفاهم على قانون انتخاب، على قاعدة أن لا تكون النتائج محسومة لدى أي فريق، ويعتقد طرف انه قادر على الفوز".
وسئل هل لديك حل؟ أجاب: "عندي عشرة حلول وأنا على استعداد لطرحها شرط أن تكون النيات سليمة".
وأبلغ "النهار" انه سيواكب عمل اللجنة الفرعية يومياً، وانه لا يعارض تمديد فترة عملها اذا استدعت المناقشات أكثر من اسبوع. وأعلن انه سيجتمع برئيسها النائب روبير غانم قبل موعد انعقادها. ولم يمانع في أن تختصر مهلة تقديم الاستقالات عن ستة أشهر كما هي واردة في قانون الستين، لعدم حرمان فئات الترشح.

 

ميقاتي

أما رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، فقال لـ"النهار" انه مؤمن ومقتنع بامكان الوصول الى تفاهم حول قانون الانتخاب. ورأى أن حركة الاتصالات والمشاورات الاخيرة أفضت الى شبه توافق على ضرورة كسر الحلقة المفرغة والوصول الى ما يخرج البلاد من الجمود. وعبّر عن تفاؤله بأن جلسة الثامن من كانون الثاني ستكون مدخلا لنقاش حول القانون.
وإذ أكد ان كل المشاريع ستكون على طاولة الحوار والبحث وليس فقط مشروع الحكومة، لم يخف تشجيعه لقانون الوزير السابق فؤاد بطرس مع بعض التعديلات التي تجعله أقرب الى تلبية مطالب مختلف الافرقاء.
وسئل عن مصير الحكومة، فأجاب بأنها لن تبقى الى ما لا نهاية وستصبح في حكم المستقيلة عند حصول الانتخابات. وأول مؤشر جدي لذلك سيكون فور اقرار قانون الانتخاب.

 

بارود

وتحدث وزير الداخلية السابق وعضو الهيئة الوطنية لقانون الانتخاب زياد بارود الى "النهار" عن المدة الضرورية لامكان تطبيق "مشروع فؤاد بطرس" فقال: "أستعين بالتجربة التونسية للجواب عن هذه الهواجس التي قد تكون مشروعة. في تونس أقر القانون في شهر ايار 2011 وجرت الانتخابات في تشرين الاول 2011 أي في اقل من ستة أشهر. ونص القانون على انشاء هيئة خاصة للانتخابات، واعتماد قانون نسبي والاقتراع في الخارج. واعتبر قانونا "تقدميا" في بلد كان يخضع لديموقراطية الـ99 في المئة.
أما في لبنان فلا ارى معوقات تقنية اساسية في الموضوع. القانون ليس معقدا كما يحاول البعض ان يقول. وهو يعتمد نظاما مختلطا يزاوج بين الاكثري 60% والنسبي 40%. وعلى الناخب ان يضع ورقتين في صندوقين وينتهي دوره، علما أن اللوائح مطبوعة سلفا. كل ما يحتاج اليه تطيبق القانون هو تدريب رؤساء الاقسام ولجان الفرز، وهذا الامر يحتاج الى شهر في الحد الاقصى".
وأكد بارود "أن المشكلة ليست تقنية، بل هي خيار سياسي في اللحظة المؤاتية. وأهمية المشروع الذي أعدته لجنتنا ان أي طرف لم يتبنَّ هذا المشروع لانه لا يحسم النتائج لأي فريق. فالهيئة كانت علمية وحيادية، وعملت بشكل علمي، ولم يشكك أحد في حيادها، واعتمدت معايير مسبقة قبل توزيع المقاعد".
ورأى ان المشروع الذي وضع عام 2006 ربما كان يحتاج الى بعض تعديلات، وأهمها تعديل في اتجاه عدم حسم الاكثرية النيابية سلفا، لأن هذا الامر يعطل العملية الانتخابية برمتها.

 

المعارضة

لكن مصادر في المعارضة لا تؤيد المضي في مشروع بطرس لأنه يعتمد النظام النسبي "ولا نسبية في ظل وجود السلاح". وتقول إن مشروع بطرس يحتاج الى تعديل وذلك لتغير الظروف التي وضع على اساسها، وان المشروع في رأيها يحتاج الى سنتين على الاقل قبل بدء العمل به.

 

معركة دار الافتاء

الى ذلك، برزت أمس ملامح انطلاق معركة انتخاب مفتٍ جديد للجمهورية اللبنانية سنة 2014، اذ احتدم الصراع حول انتخابات المجلس الاسلامي الشرعي الأعلى الذي تنتهي ولايته اليوم. وقد ارجأ المفتي محمد رشيد قباني الانتخابات التي كانت مقررة بضغط سياسي، بينما بدأ حركة اتصالات وزيارات للقيادات السنية، كانت محطتها امس لدى الرئيس عمر كرامي، وقد رفع خلالها المفتي سقف خطابه. وهو رفض التمديد للمجلس، معتبراً ان وجوده غير شرعي وانه مصر على الانتخابات، موافقاً على اقتراح للرئيس نجيب ميقاتي باجراء الانتخابات قبل 31/ 3/ 2013.
وأعرب عن اعتقاده ان "هناك اهدافاً سياسية وراء التمديد للمجلس والسبب يكمن في مشروع لسحب صلاحيات مفتي الجمهورية. يريدون تسييس المجلس وأنا أرفض ذلك، ليس كرهاً لسياسة معينة، كما يشاع ان مفتي الجمهورية أصبح في مقلب آخر، وهذا كذب وافتراء، وأكذوبة إبليس".
واكد ان قرار اعضاء المجلس بالتمديد سنة كاملة "باطل". وقال: "إن القرار ليس لاعضاء المجلس، وأنا اعرف لمن القرار. وصاحب القرار هو من أفشل المبادرة التي طرحها الرئيس ميقاتي".

 

 
"النهار" – خاص

هل ثمة ارتباط بين انتخابات "الشرعي".. وانتخاب مفتٍ جديد للجمهورية سنة 2014؟

 

صباح الخميس الماضي أصدر مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني قراراً حمل الرقم 133 وقضى بإلغاء الدعوة التي كان قد وجهها لاجراء انتخابات المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى والتي كانت مقررة في 30 – 12 – 2012.
على الاثر بادر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى طرح حل توافقي يقضي بتأجيل الانتخابات ثلاثة أشهر وأن تجري قبل 31 – 3 – 2013. وفي حين لقي الاقتراح استحساناً لدى المفتي قباني وكتلة "المستقبل"، برزت عقبة واحدة هي اصرار مفتي الجمهورية على تحديد نهاية ولاية المجلس في 31 – 3 – 2013، في مقابل اصرار "المستقبل" على انتهاء ولاية المجلس حكماً مع اعلان نتائج الانتخابات، الامر الذي اعتبره المفتي إلغاء لسقف المهلة الزمنية. وتقول مصادر مطلعة ان المفتي لن يتراجع عن قرار اجراء الانتخابات خلال ثلاثة أشهر. فهل ثمة ارتباط بين انتخابات المجلس الشرعي وانتخاب مفت جديد للجمهورية سنة 2014؟
"الجواب نعم، ولكن ليس في حسابات المفتي قباني"، على ما تقول مصادر قريبة منه، وتضيف انه يحاول قطع الطريق على محاولة سحب صلاحياته وصولاً الى إلغاء مفاعيل المرسوم رقم 18، وهو السبب الأساس في مشكلة "المستقبل" مع المفتي في الفترة الاخيرة، وعليه فإنه مصرّ على انتخاب مجلس شرعي جديد يحمي دار الفتوى من التدخلات السياسية".
وهل بات المجلس الشرعي في حالة فراغ؟
يؤكد المفتي قباني ان "ولاية المجلس الحالي تنتهي صباح 1 – 1 – 2013، والفراغ قائم".
واذ تصر كتلة "المستقبل" في المجلس على ان "تمديد المجلس لنفسه شرعي وان يكن قد تم في غياب مفتي الجمهورية"، يلفت المفتي قباني الى ان "18 عضواً ممن مددوا لأنفسهم سارعوا بعد التمديد الى تلبية دعوة المفتي الى الانتخابات عبر تقديم طلبات ترشح للمجلس الجديد".

 

قباني زار كرامي مصراً على انتخابات المجلس الإسلامي: هدف التمديد لسحب صلاحيات مفتي الجمهورية

 

أكد الرئيس عمر كرامي انه "مع وحدة الصف"، ودعا الرئيس نجيب ميقاتي إلى "القيام بمبادرة جدية توصلاً الى الحلول وأن يكون دوره أفعل". وأكد مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني "الإصرار على إجراء انتخابات المجلس الإسلامي الشرعي الاعلى بعد نشره اسماء لوائح الشطب للهيئة الناخبة أوائل السنة، واعتبار المجلس الحالي منتهي الصلاحية ابتداء من يوم غد (اليوم) ولا شرعية لهذا المجلس بعد انتهاء مدة ولايته المحددة بثلاث سنوات، وكل كلام غير ذلك باطل.   
زار المفتي قباني الرئيس عمر كرامي في طرابلس وعقدا اجتماعاً استمر نحو ساعة ونصف ساعة حضره المدير العام للأوقاف الاسلامية الشيخ هشام خليفة ومدير العلاقات العامة في دار الفتوى الشيخ شادي المصري والدكتور ابرهيم محسن.
بعد اللقاء قال المفتي: "جئنا في صبيحة هذا اليوم الى دارة الرئيس عمر كرامي للتشاور في أمور المجلس الشرعي الاسلامي التي تأخذ نقاشاً واسعاً وأود القول إن يوم غد الاثنين (اليوم) هو آخر ايام المجلس الاسلامي الشرعي، وكل ما يقال نقيض ذلك من اجتماع للمجلس واتخاذه قراراً للتمديد سنة هو عمل باطل، ففي المرسوم الاشتراعي الرقم 18 ليست هناك جلسة يدعو اليها نائب الرئيس الا في حال واحدة هي أن يقوم نائب الرئيس مقام مفتي الجمهورية في حالة غيابه والغياب يعني اما مرضه واما سفره خارج البلاد. ثم ان المرسوم الاشتراعي الرقم 18 ينص على أن المجلس الشرعي يجتمع في مقر مفتي الجمهورية وبذلك تكون اي جلسة خارج هذا المقر غير شرعية وباطلة، والمجلس الشرعي لم يجتمع في مقر مفتي الجمهورية لأن أبواب مقر مفتي الجمهورية كانت مغلقة، ولقاء المجلس لم يدعُ اليه مفتي الجمهورية فكيف تفتح أبواب مقر دار الفتوى؟ لقد اجتمعوا على درج دار الفتوى والصور واضحة جداً وقرروا وهم واقفون وسموها جلسة. هؤلاء يعملون لتقسيم الصف الاسلامي، والتمديد يكون للأمور الاستثنائية، وكل منهم يتذرع ويقول بأن الظروف استثنائية بينما نرى بإن انتخابات نقابات المهن الحرة تجرى ولم يكن هناك ظروف استثنائية وأيضاً انتخابات مجالس وادارات عامة، والمجلس النيابي الحالي هم يقولون بأنفسهم ان لا بد من اجراء انتخابات نيابية في موعدها، فلماذا لا تجري انتخابات المجلس الشرعي؟
إن هناك أهدافاً سياسية وراء التمديد للمجلس والسبب يكمن في مشروع لسحب صلاحيات مفتي الجمهورية. ليس صلاحيات محمد رشيد قباني بل مفتي الجمهورية أياً يكن. وأنا لا أقبل بأن يأتي مفتي جمهورية من بعدي هزيلاً لا يستطيع أن يتخذ قراراً واذا اختلف مع أحد يقوم نائب الرئيس ويجمع المجلس ويتخذ قرارات في وجه مفتي الجمهورية. اذاً هذه ليست دار فتوى وليس مجلساً شرعياً. وهنا لا بد من اصلاح المؤسسة الدينية. وأعتبر أن المجلس الشرعي مستمر بأركانه الطبيعيين أي اصحاب الدولة رؤساء الحكومات السابقين ورئيس الوزراء الحالي ومفتي الجمهورية رئيس هذا المجلس. أما هؤلاء الأعضاء فأنا أحترمهم واقدر لهم دورهم ولكن ما يقومون به موقف سياسي يريدون من خلاله تسييس المجلس الاسلامي الشرعي الأعلى، وأنا ارفض ذلك ليس كراهية لسياسة معينة كما يشاع أن مفتي الجمهورية أصبح في مقلب آخر وفي سياسة أخرى. هذا كذب وافتراء".

 

 
ابرهيم حيدر

سلسلة الرواتب وإضرابات المعلمين طغت على 2012 التربوية والطلاب منقسمون.. التربية تراوح مكانها والجامعة تغالب التطوير والمدارس تترنح بالتكلفة والاقساط

 

السنة 2012، تربوياً، كانت نقابية بامتياز. هي سنة الاضرابات في القطاع التعليمي، طلباً لإقرار سلسلة الرتب والرواتب للأساتذة والموظفين، والتي لا تزال عالقة لدى مجلس الوزراء بلا إحالة على مجلس النواب. أما في التعليم العالي، فبقيت الجامعة اللبنانية ومشكلاتها في الطليعة، في حين ان الانتخابات الطالبية في الجامعات رافقتها مشكلات سياسية، ولم تستطع وزارة التربية مواكبة التطورات، فبقيت تراوح مكانها.

عصفت الاضرابات والاعتصامات التي نفذها الأساتذة في القطاعين الرسمي والخاص، بـ"أجندة" السنة الدراسية، مطالبين بإقرار سلسلة الرواتب، بعد الاتفاق على بنودها مع لجنتين من مجلس الوزراء، واحدة مصغرة واخرى موسعة، وبعدما سبقها اتفاق مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. ولم تسلم الامتحانات الرسمية، اذ قاطعها الأساتذة لمدة قبل ان يعاودوا وضع اسس التصحيح والمراقبة في حزيران الماضي، بوعد حكومي بإقرار السلسلة، لكنهم عادوا وقاطعوا التصحيح الى أن تعهدت الحكومة ورئيسها نهائياً بإقرار السلسلة، التي تأخر إقرارها الى 7 أيلول الماضي، لكن مقسطة على 5 سنوات، في انتظار تأمين التمويل اللازم.
وإذ بقي اقرار السلسلة معلقاً في مجلس الوزراء من دون إحالة على مجلس النواب لأن التمويل لم يؤمن، رفض الأساتذة والموظفون تقسيطها، واي ضرائب مرافقة لها، علما ان المفعول الرجعي للسلسلة يبدأ، وفق القرار، من 1 تموز 2012. ولأنها لم تحل بصفة المعجل على مجلس النواب فتحت السنة 2012 أزمتها حول السلسلة الى السنة المقبلة 2013، مع استمرار الجدل حولها وقرار هيئة التنسيق النقابية التصعيد اضرابات واعتصامات، بالتزامن مع كل جلسة لمجلس الوزراء وشل القطاع العام حتى احالة السلسلة بصفة المعجل على مجلس النواب من دون تقسيط وانصاف المتقاعدين والمتعاقدين، ورفض المحسومات على المعاش التقاعدي، الى اعادة النظر بقيمة الدرجة للأستاذ الثانوي وزيادتها، واحتجاجاً على "التمييع " الحكومي، وخضوع مجلس الوزراء لضغوط الهيئات الاقتصادية.
وما كان يمكن أن تصل الأمور الى حال التعقيد في القطاع التربوي والتعليمي في موضوع السلسلة، لولا السياسات التربوية وطريقة ادارة الحكومة للملف في 2012، وهو ما انسحب على السنة الجديدة برنامج اضرابات واعتصامات، يبدو انها لن تتوقف قبل احالة السلسلة. واذا بالحكومة تقف عاجزة اليوم امام تنفيذ وعودها أمام الأساتذة والموظفين، وتفتح صراعاً ما بين ادارات المدارس والمؤسسات التربوية الخاصة التي رفضت السلسلة، باعتبار انها ترتب زيادة كبيرة على الاقساط وتؤدي الى قفل عدد كبير من المدارس، فيما طالبت بفصل التشريع التربوي بين القطاعين العام والخاص، وهو الامر الذي اقترحه رئيس الحكومة في ورقته الأخيرة، الأمر الذي  استنفر المعلمين، واستفزهم لفتح معركة الدفاع عن وحدة التشريع ورفض اي محاولات لضربه، وبات في برنامج التحرك الاول لهيئة التنسيق النقابية.

 

اضرابات القطاع التربوي
 

اذاً طغت الاضرابات والتظاهرات على السنة 2012، وبات قطاع التعليم في الواجهة، علماً ان هذه الاضرابات شكلت امتداداً للسنة 2011، بعدما أقر مجلس الوزراء، وبعده مجلس النواب، سلسلة أولى للقضاة، ثم سلسلة لأفراد الهيئة التعليمية في الجامعة اللبنانية، وهو الأمر الذي حفز القطاعات الأخرى والأسلاك المختلفة على الطالبة بالمساواة والسلاسل،رغم ان الحكومة تدرك أن هذا النوع من الزيادات يرتبط بالإصلاح والانتاجية، الذي يمكن ان يحصل لو  كانت أمور الدولة مستقرة، فيما تحرك الأساتذة والموظفين لم يهز الاستقرار، بعدما كانت اعتصاماتهم واضراباتهم سلمية الى أبعد الحدود.
وينتقد الأساتذة تذرع الحكومة بالوضع المالي العام ، "لأن المعلمين ليسوا مسؤولين عن اقتراح إعداد سلاسل رتب ورواتب جديدة للموظفين تساوي كلفتها في حسابات الحكومة 2200 مليار ليرة، وفي حساباتهم 1650 مليارا. وهم لا يوافقون على أن يكونوا في أدنى السلّم الوظيفي، وأن لا تحافظ السلسلة الجديدة على موقعهم، مقارنة ببقية القطاعات. فالحكومة هي من أعطت القضاة وأساتذة الجامعة اللبنانية زيادات على رواتبهم، ثم اطاحت اتفاقها مع الأساتذة والمعلمين بعد أشهر من المفاوضات، وبعدما أقرت السلسلة لم تحلها على مجلس النواب.، بل طرحت اقتطاع 10% من رواتب المتقاعدين، فيكون المعاش التقاعدي وتعويض نهاية الخدمة 75% من أساس الراتب بدلاً من 85%، الأمر الذي رفضته الرابطات، لتفاجأ بعد ذلك بطرح اقتطاعه من أساس الراتب، وفق التعديلات التي لحقت بالسلسلة. وحتى في اقرار السلسلة تراجعت الحكومة عن معظم التعهدات التي قطعتها والاتفاقات التي حصلت مع اللجنتين الوزاريتين.
وحتى لا يقال ان الأزمة بقيت عند حدود الأساتذة في موضوع السلسلة، لاحقت المدارس الخاصة، التي تأثرت بالإضرابات المتتالية، والمرشحة للإستمرار في السنة 2013. ولذلك تتحضر هذه المدارس لزيادة الاقساط في هذه السنة، خصوصاً بعد اقرار الدرجات للأساتذة في مجلس النواب، وبعد زيادة غلاء المعيشة، التي كانت سابقاً ملحقة بالسلسلة، ما يفتح قضية الأقساط ووضع المدارس الخاصة، خصوصاً المجانية منها، على مصراعيها.

 

الجامعة

في المقابل، بقيت قضايا الجامعة اللبنانية تراوح مكانها لجهة استكمال مجالسها الأكاديمية، من تعيين للعمداء وتأليف مجلس الجامعة، فيما استمر المتعاقدون في الجامعة بالإضرابات والاعتصامات مطالبين بتفريغهم وإنهاء هذه القضية، وسط خلاف على العدد، الى مشكلة الملف عينه، لجهة المعايير والشروط الأكاديمية، وعلى اي أساس جرى اختيار الاساتذة في لائحة التفرغ، واستبعاد آخرين يتمتعون بالكفاءة عينها. ورغم ان اوضاع الجامعة اللبنانية تحتاج الى متابعة وبرنامج للإصلاح، الا ان وزارة التربية والتعليم العالي لم تبادر، كوزارة وصاية، الى جمع المعنيين والعمل على حل المشكلات التي تعانيها وتطوير أنظمتها وتعديل قانونها.
وإذا كان رئيس الجامعة الدكتور عدنان السيد حسين أعد استراتيجية للنهوض بالجامعة، ارتكزت على تطوير قانونها وتأليف مجلسها وادخال إصلاحات على بنيتها، الا ان التدخل السياسي في أوضاعها لا يزال يشكل الكلمة الفصل، بعدما أدى هذا التدخل الى حصول مخالفات تتحمل مسؤوليتها القوى السياسية والحكومة التي تركت أوضاع الجامعة على حالها تتخبط في مشكلاتها.
وقد نفذت الجامعة اضراباً ليوم واحد بدعوة من رابطة الاساتذة المتفرغين، لتعيين العمداء الجدد وتفريغ المتعاقدين. ولم يخفِ رئيس الجامعة دعمه للإضراب من أجل انجاز هذا الملف، بعدما تبين ان السياسيين يتعاملون بإستخفاف مع قضايا الجامعة ومتطلباتها ودورها. وفي وقت انتخبت هيئة جديدة لرابطة الاساتذة المتفرغين في الجامعة، الا انها كانت نتيجة تسوية سياسية بين القوى المؤثرة في 8 و14 آذار، الى بعض المستقلين، وهو امر يؤثر على تحركها لإعادة تصويب أوضاع هذه المؤسسة. أما المخاوف التي طغت على السنة 2012، فهي إغراق الجامعة بمتعاقدين جدد، وزيادة أعبائها المالية، من دون درس الحاجات الفعلية للكليات والمعاهد. وكان واضحاً أن ملف تفريغ الاساتذة المتعاقدين في الجامعة لم يعد في يد المؤسسة، وكل الوقائع تشير الى انه بات ملفاً سياسياً بامتياز، وان كان ما يطالب به المتعاقدون حقاً من حقوقهم. ويعترف أهل الجامعة بأنها في حاجة الى تفريغ متعاقدي بعد بلوغ عدد من الأساتذة السن القانونية وإحالتهم على التقاعد، لكن التفريغ لا يمكن أن يتم تحت الضغط ومن خلال التدخل السياسي، وهو يستدعي درس الملفات وتحديد الحاجات الأكاديمية في التخصصات وفي الفروع، وليس توزيعاً لممثلي القوى السياسية ومحاصصة قد تزيد الأعباء، علماً ان كل القوى تتدخل في هذا الموضوع، في الحكومة والموالاة والمعارضة.

 

قصور المعالجات التربوية

لم تقدم وزارة التربية والتعليم العالي في 2012 مشاريع مبادرات يمكن ان تساهم في حل المشكلات العالقة. وان كانت هذه المشكلات تضخمت، مع دخول عامل التلامذة السوريين النازحين ضاغطاً على الوضع التربوي وعلى اوضاع البلد عامة، فالتربية خلال هذه السنة، وان كانت استطاعت اجراء امتحانات رسمية بشفافية، رغم بعض المخالفات التي عالجتها المديرية العامة للتربية ودائرة الامتحانات، ورغم مقاطعة الاساتذة للتصحيح، بقيت تراوح مكانها في الحديث عن انجازات وهمية، بعيداً من الواقع.
تخبطت وزارة التربية بين الاولويات، فرغم انها ساهمت في دفع مشروع قاتون اصلاح التعليم المهني والتقني الى الاقرار في مجلس النواب، وهو مشروع معد منذ سنوات، الى تحويل مشاريع قانون التعليم العالي الجديد الى المجلس وانجازه في اللجان النيابية، وكذلك تحويل مشروع قانون هيئة الجودة، الا ان وزير التربية حسان دياب، دفع ببعض الملفات الى الواجهة من دون غيرها، فهو لم ياخذ بتقرير اللجنة الفنية للتعليم العالي وقف التراخيص للجامعات الخاصة الى حين اقرار القانون الجديد في مجلس النواب، اذ رفع الى مجلس الوزراء ملف الجامعة الدولية في بيروت BIU فأقر في مجلس الوزراء رغم الخلاف القائم في شأنها ورغم تحفظ عدد من أعضاء مجلس التعليم العالي. كذلك يجري الحديث عن تراخيص لجامعات جديدة باتت جاهزة وسترفع الى مجلس الوزراء.
وكان واضحاً في السنة 2012 أن وزارة التربية لم تتمكن من حل العديد من الملفات التربوية، ليشهد التعليم الرسمي تراجعاً واضحاً، في وقت جرى التعامل مع قضية المتعاقدين في الثانوي والأساسي بطريقة متسرعة لا تعكس خطورة هذا الملف على التعليم الرسمي عموماً. وقد تعاقدت الوزراة مع آلاف المتعاقدين الجدد، رغم وجود أكثر من 25 ألف متعاقد في الثانوي والأساسي والمهني والتقني الرسمي. وفي المقابل، لم تخرج مشاريع قوانين تتعلق بتثبيت المتعاقدين ووضع استثناءات خاصة لهم، الى العلن رغم وجودها، فنخبطت وزارة التربية في معالجة هذا الملف، مرة تطرح مباراة مفتوحة، ثم تعد مشاريع لاستثناءات خاصة، لم تصل الى نتيجة، في وقت يستمر المتعاقدون بالاضرابات والاعتصامات ويؤثرون على واقع الدراسة في المدارس الرسمية.
اما في ما يتعلق بالتلامذة السوريين، فإن المشكلة لا تنحصر بوزارة التربية، لكنها ضغطت بقوة على الامكانات الموجودة، فيما أفادت مدارس كانت مرشحة للقفل لقلة أعداد التلامذة فيها، من وجود التلامذة النازحين، ما يطرح على وزارة التربية اعادة تنظيم هذا الملف ومتابعته في السنة الجديدة، قبل ان يصبح مثل غيره من الملفات غير القابلة للحل.

 

الجامعات والحركة الطالبية

بقيت الجامعات الخاصة في وضع مستقر، ودخلت تخصصات جديدة في كليات عدد من الجامعات، لكن مسالة الفروع الجغرافية لعدد من الجامعات ايضاً بقيت من دون حسم، رغم وجود بعض المخالفات لدى مؤسسات تعليم عالٍ حديثة، تستدعي اعادة الترتيب القانوني للفروع المستحدثة. لكن ما ميز حركة الجامعات الخاصة، كانت الانتخابات الطالبية، التي وإن عبرت بسلام، الا انها زادت من عمق الانقسام السياسي بين الطلاب، على ما شهدناه من سجال وخلافات بين طلاب 8 و14 أذار، الى الإشكالات، وصولاً الى التضارب في بعض كليات الجامعات الخاصة. وهذا الامر دفع بإدارات الجامعات الى التحذير من تحول الخلاف اشكالات، وانها ستتخذ اجراءات تأديبية في حق الطلاب المتسببين بالاشكالات.
لكن موسم الانتخابات الطالبية في الجامعات، وان عبر بسلام، الا ان التحضيرات لانتخابات الطلاب في الجامعة اللبنانية، ما زال يراوح، فالتوتر الذي تشهده كليات بعينها، من الأداب - الفنار الى العلوم - الفرع الثاني، والذي أدى الى تضارب بين طلاب من فريقين سياسيين مختلفين، الى ما يحصل من مشكلات في مجمع الحدث، لا يبدو انه سيعبر بانتخابات اللبنانية بسلام، اذا لم تتخذ اجراءات حازمة قادرة على منع تحول الانتخابات نزاعاً مفتوحاً بين الطلاب. وفي المحصلة، فإن الحركة الطالبية في الجامعات وفي مقلبي 8 و14 أذار، بقيت في دائرة الخطاب السياسي الذي ينذر بمزيد من الانقسام على كل المستويات.
ولعل تجربة الانتخابات الطالبية في السنة 2012، يجب ان تكون حافزاً للقوى السياسية المختلفة على إعادة النظر في طريقة تعاملها مع الطلاب في الجامعات، وإخراج حملاتها من التعبئة السياسية المباشرة، التي تنقل اصطفافات البلد كاملة الى الجامعات.

 

 


 
البقاع الغربي – "النهار"

يزبك: نريد قانوناً انتخابياً على قياس الوطن وليس الفئات

 

دعا "حزب الله" اللبنانيين الى "التلاقي على طاولة الحوار وانتاج قانون انتخابي يمثّل جميع تطلعات اللبنانيين، ويكون على قياس الوطن، لا على قياس التنظيمات والفئات، لأن غير ذلك، يضعنا أمام كيانات، ليست في مصلحة لبنان واللبنانيين، والوطن".
هذا الموقف أعلنه عضو شورى الحزب الشيخ محمد يزبك في حفل تأبيني في بلدة لبّايَا في البقاع الغربي، حضره النائب أمين وهبي والنائب السابق فيصل الداود، ووفود من قيادة "حزب الله" وحركة "أمل" في البقاع الغربي وأمين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر، ورئيسا اتحاد بلديات السهل ابرهيم بدران والبحيرة خالد شرانق على رأس وفدين من رؤساء البلديات والمختارين وجمع، من أبناء المنطقة.
بعد كلمة للقاضي الشيخ علي الخطيب، شدّد فيها على "نبذ الفتنة والتفرقة"، قال الشيخ يزبك في كلمة ألقاها باسم "حزب الله": "نحن مطالبون اليوم بأن نتوحد على حب الوطن مهما تعددت الاختلافات. فالاختلاف في الرأي لا يمنعنا من حب الوطن طالما أن سبيلنا وطريقنا الى الوطن واحد، ليكون عزيزاً، كريماً وسيداً"، وناشد "اللبنانيين جميعاً" أن يلتفوا معاً، اذ لا خيار لنا الاً اللقاء والحوار والتفاهم" فالعاقل يعتبر من غيره.
وأضاف: "لا يظنّن أحد أننا في لبنان في منأى عما يجري حولنا في المنطقة، مهما حاولنا أن نُحسِن الخطاب، نحن في حاجة الى عمل. العاقل يختار الحوار، وإذا لم نتحاور ونتفاهم ونترك الأمور للعبث بمقدراتنا ووطننا فأين نصبح ويصبح لبنان؟".

 

عون وكتلة "التغيير" في بكركي: مستعدّ للقاء جنبلاط عند الحاجة

 

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في بكركي أمس في حضور وفد من نواب "تكتل التغيير والإصلاح" برئاسة العماد ميشال عون، وألقى عظة،استهلها بالترحيب بعون والوزراء والنواب والمسؤولين في "التيار الوطني الحر"، وأضاف:" نحن في اليوم ما قبل الأخير من سنة 2012. فلنطوِ مع آخر ساعاتها كلَّ السلبيّات، ولننفتح على الجديد الذي تُدشّنه نعمةُ الميلاد والسنة الجديدة 2013 الآتية إلينا من نعم الله. نحن لم نتجاوز المحن والسقوط بقدراتنا ولا بانقساماتنا والعداوات، ولا بأقوالنا ومواقفنا الإيجابيّة والسلبيّة. بل تجاوزناها بقدرة الله ويده الخفيّة التي كانت تنتشلنا من الوقوع في الهاوية، في كلِّ مرّة شارفنا على فوهتها. فمن الضرورة أن نعرض هذا الأمر، ونشكر عناية الله، ونتّعظ متذكّرين الصالحات، ومُتناسين السيئات، وتائبين عن الخطايا. وَلْنَتُقْ إلى الجديد الذي يُرينا وجه الله وجودته. كفى البقاء على المواقف السلبيّة! كفى التخوين والإدانة! كفى التلاعب بمصير شعبٍ ودولةٍ ووطن! كفى الخوف من التلاقي والتحاور بصدقٍ وتجرّدٍ وشفافيّة! كفى التمادي في الفساد والسرقة وهدر المال العام وإفقار الشعب وإنهاك البلاد في التقهقر الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي والانمائي!
تعالوا نتوق إلى الجديد النازل علينا من فوق، في ذكرى ميلاد الإله الذي صار إنسانًا "وملؤه النعمة والحق"، على ما كتب يوحنّا في مقدّمة إنجيله. إذا استمررنا في أن نرثَ العتيق الذي ليس من الله بل من العالم، لن نكون أبدًا في جديد. وابن الله الذي صار إنسانًا، مُتضامنًا مع البشريّة جمعاء، قد جعلنا معه وَرَثَةً لله، أي لكلّ ما هو جديد نأتيه بنعمته وكلمته في حياتنا الخاصّة والعامّة.
فلنملأ السنة الجديدة من الحضور الإلهي ليكون لها معنى. فالزمان اليوم هو الوقت المقبول: ونحن في سنة الإيمان، وبين أيدينا الإرشاد الرسولي "الكنيسة في الشرق الأوسط، شركة وشهادة"، وفي أذهاننا والقلوب وهج زيارة قداسة البابا بينيديكتوس السادس عشر، الذي أعاد إلينا بكلماته الثقة بالله وبالذّات وبالوطن صاحب الرسالة والنموذج، وكشف لنا معنى وجودنا وقيمة حضورنا في لبنان وبلدان الشرق الأوسط".

 

عون

وبعد خلوة مع الراعي قال عون "إن الزيارة هي لتهنئة غبطته بالأعياد، وبحثنا في الامور العامة وطبعا مثل كل مرة كنا متفقين وآراؤنا متطابقة حول الامور الاساسية في البلاد، لكننا نتحفظ الآن عن اعلان عن هذه الامور كي تعلن في حينها".
وعن احتمال عقد لقاء مسيحي في بكركي، قال: "نتمنى أن يحصل، وبالنسبة الي أنا مستعد للقاء أي كان توصلاً الى حل، لأن الحل بالحوار وليس بالمقاطعة، والحوار يكون بين أناس مختلفين وليس بين الاحباء. لذلك على المختلفين أن يتحاوروا لايجاد الحل وإلا فلا حاجة الى الحوار".
وعن إمكان لقائه ورئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، قال:" لا مانع، وعندما تدعو الحاجة نلتقي بالطبع معه ومع غيره، وعندما تكون هناك أزمة وطنية يلتقي المعارضون والموالون لايجاد حل، والتمنع خطأ جسيم في حق الوطن".

 

 


 
مرجعيون – "النهار"

فياض: اجتماعات اللجنة الفرعية قد تشهد مفاجآت إيجابية

 

رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض ان "اجتماعات اللجنة الفرعية لقانون الانتخاب ستفضي الى مفاجآت ايجابية" مشيراً الى ان "اي فريق لا يمكنه انتاج نظام انتخابي منفرداً"، وان "الانتخابات المقبلة تشكل دورا مفصلياً في المرحلة المقبلة لخطورة الاوضاع التي تحوط لبنان". ودعا الى "احاطة اجتماعات اللجنة بالمناخات الايجابية تمهيدا للتوصل الى انتاج نظام انتخابي جديد".
وقال خلال لقائه عدداً من مديري المدارس والمؤسسات التربوية لمنطقة العرقوب في مقر "حزب الله" في الخيام: "ينتظر الوطن انعقاد اجتماع اللجنة النيابية الفرعية للتشاور ونأمل في الا تخيّب اللبنانيين. سنتعاطى واياها بايجابية ومسؤولية انطلاقاً من ادراكنا خطورة الاوضاع، وندرك الدور المفصلي الذي تشكله الانتخابات في المرحلة المقبلة، ونحذّر من ان تكون محطة لمزيد من التفاقم والتصعيد، وندعو الى تحويلها محطة تنقل البلاد الى مرحلة سياسية جديدة تسمح بمزيد من الاستقرار والهدوء وتعيد الاعتبار الى الوحدة الوطنية.
من الخطأ ان تُستبدل المقاطعة بمماحكة لتضييع عمل اللجنة. فالبلد شبع من تفاقم الاوضاع، وهو يحتاج الى مقاربة مختلفة تضع حداً للمعاناة والمشكلات على امل ان تكون الانتخابات محطة لنقل البلد الى الاستقرار". وحمّل "المسؤولية للجميع سواء في 8 ام في 14 آذار". قال: "منذ الدعوة الى الاجتماعات عاد الفريق الآخر عن مقاطعته وأعلن استعداده لتلبية دعوة الهيئة العامة وعلينا جميعاً استكمالها. وهناك حاجة الى بناء تفاهم وطني على النظام الانتخابي. الجميع يدرك انه ليس في استطاعة احد انتاج نظام انتخابي بمفرده، وهذه اللجنة هي بالتالي حاجة الجميع".
وتابع: "قد تشهد اجتماعات اللجنة مفاجآت ايجابية اذا تعاطى واياها الجميع بمسؤولية. ونحن لا ندعو الى الحوار ونؤكد عليه لاسباب تكتيكية بل للتأكيد ان هذا البلد لا يقوم ولا تُحل مشاكله الا بالحوار، ومقاطعته تعني رمي لبنان في المجهول".

 


 
عكار - ميشال حلاق

السنة 2012 أَفـَلت على170637 سورياً و13000 فلسطيني.. لجأوا إلى لبنان منذ بدء الحرب وأعمال العنف

 

بدأت اوضاع اللاجئين السوريين الى لبنان وكذلك الفلسطينيين النازحين من مخيماتهم في سوريا تضغط اكثر فأكثر على مجمل المناخ العام للمناطق التي لجأ اليها النازحون الذين يتزايد عددهم يومياً بمعدل 5000 نازح في الاسبوع، وثمة تقديرات بأن يبلغ عدد النازحين الى لبنان في العام 2013 نحو 300 الف اي نحو 8 في المئة من مجمل سكان لبنان مما يرتب تداعيات كبيرة على مجمل الاوضاع الحياتية والمعيشية والانسانية والامنية للوضع اللبناني الذي يعاني اساساً ازمات متفاقمة.
وكان لافتا أمس اضطرار 13 عائلة سورية الى مغادرة احد مراكز ايواء اللاجئين في مدرسة الرامة في وادي خالدـ وقد هام أفرادها على وجههم في قرى المنطقة الى أن امن لهم رئيس بلدية مشتى حمود ناجي رمضان ملجأ موقتا لا تتوافر فيه شروط السكن ريثما يتوافر لهم ملجأ بديل بالحد الادنى من مقومات العيش.
وقام عضو المكتب السياسي لتيار "المستقبل" محمد المراد على رأس وفد ضم علاء عبد الواحد شقيق الشيخ عبد الواحد بجولة تفقدية شملت عدداً من القرى والبلدات الحدودية التي استهدفها القصف السوري أخيراً واطلعوا على اوضاع الاهالي ومعاناتهم.
وأوضح التقرير الاسبوعي لمفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين أن عدد اللاجئين السوريين المسجلين لدى المفوضية في لبنان بلغ نهاية الاسبوع الماضي 170637 شخصاً. من بين هؤلاء، 126724 مسجلون لدى المفوضية و43913  في انتظار حلول موعد تسجيلهم. وسجلت المفوضية أكثر من 24000 لاجئ خلال  كانون الأول في مراكز التسجيل التابعة لها في كل من طرابلس وبيروت والبقاع والجنوب، فضلاً عن فرق التسجيل المتنقلة. ويتوزع النازحون المسجلون حالياً على الشكل الآتي: شمال لبنان  64798، البقاع 49692 ، بيروت وجبل لبنان والجنوب 12234.
على صعيد الحماية قال التقرير ان "كانون الأول شهد إطلاق خطة استجابة الحكومة اللبنانية للتصدي لأزمة اللاجئين السوريين والتي تحدد مجالات تدخل الحكومة وتبلغ قيمتها الإجمالية 178 مليون دولار أميركي، فضلاً عن خطة الاستجابة الإقليمية الرابعة التي توجه نداءً بقيمة 267 مليون دولار أميركي من أجل مساعدة اللاجئين الذين يتوقع أن يصل عددهم إلى 300 ألف شخص في لبنان في الفترة المقبلة. وهذه الخطط مناسبة في توقيتها إذ إنها تعكس الحاجة المتزايدة الى حماية وتلبية الحاجات الأساسية لدى الأعداد المتزايدة من اللاجئين السوريين والفلسطينيين المنتشرين في أرجاء البلاد. ستتم مناقشة خطة الحكومة في اجتماع لمجلس الوزراء اللبناني في الأسبوع المقبل".
وكان لافتا في التقرير أن المفوضية اطلقت مع الوكالات الشريكة حملة توعية على مسألة تسجيل الولادات تهدف إلى تنبيه الأهالي من اللاجئين الى الحاجة الملحة إلى تسجيل أطفالهم عند الولادة. وفي أوساط اللاجئين المسجلين، ولد أكثر من 550 طفلاً سورياً في لبنان منذ بداية الأزمة إذ أن العديد من الأمهات كن قد فررن من سوريا وهن حوامل فاضطررن إلى التوليد في لبنان. قام الخبراء بشؤون انعدام الجنسية بتدريب العاملين في مجال التوعية والاتصال خلال شهر كانون الأول على تقديم المشورة إلى اللاجئين في شأن الحاجة الملحة الى تسجيل أطفالهم عند الولادة من أجل تأهيلهم للحصول على الجنسية السورية.
وقال التقرير ان نحو 13000 فلسطيني لجأوا الى لبنان من سوريا منذ بدء الثورة السورية، بمن فيهم 3000 فلسطيني فروا أخيراً نتيجة أعمال العنف التي شهدها مخيم اليرموك قرب دمشق. وتتعاون المفوضية مع "الأونروا" لتلبية حاجات سائر السكان الفارين من سوريا، وتتولى "الأونروا" القيادة في تقديم المساعدة إلى اللاجئين الفلسطينيين.

 

 
سلوى بعلبكي

ماذا تتمنى الهيئات الاقتصادية في 2013 وماذا ستقدّم لتفعيل عجلة الاقتصاد؟. الاستقرار السياسي والأمني والخطاب الهادئ ضرورة لإعادة ما تهدّم في 2012

 

كثرت مطالب الهيئات الاقتصادية في الـ2012، عام الحوادث والملفات المستجدة بلا حساب. صرخات لانقاذ الاقتصاد واهله، توالت فصولا لتخفيف تكاليف طارئة، لكنها تحوّلت اعباء اثقلت كاهل المؤسسات ودفعت بعضها الى الافلاس والانهيار والاقفال. لم تستطع الهيئات توفير فرص عمل جديدة، لان الاقتصاد عجز عن النمو. فكانت العين البصيرة، اكبر شاهد على الركود الذي حلّ بوطأته على معظم القطاعات وانذر بعضها بنتائج كارثية. اليوم، ينطوي عام وتبدأ سنة أخرى. ماذا تتوقع الهيئات الاقتصادية من الـ2013؟ وماذا ستقدم لتحريك عجلة النمو وتخفيف وطأة الركود؟

في مقابل الانقسام السياسي الذي طبع 2012، كان موقف الهيئات الاقتصادية موحدا حيال القضايا التي تعنيها وتعني الوطن عموما، مع ترفعها عن السياسة الضيقة. من هنا يأمل رئيس جمعية الصناعيين نعمت افرام من السياسيين ان يعوا المخاطر الاقتصادية ويبتعدوا من اي سياسة ديماغوجية وشعبوية، ويركزوا على حماية الاقتصاد الذي هو في صلب الحماية الاجتماعية والتعاضد الاجتماعي.
في السياسة الاقتصادية، يأمل افرام ان يقر قانون الكهرباء 462 الذي يلحظ تأليف الهيئة الناظمة كي نستطيع جذب رؤوس الاموال من القطاع والانتقال الى التشركة الحقيقية بين القطاعين العام والخاص بغية انتاج الكهرباء وتاليا تخفيف عجزها التي يستنزف موازنة الدولة.
صناعيا، يأمل افرام في "إنجاز مدن صناعية جديدة ببنى تحتية حديثة كي نستطيع النهوض بالصناعة الوطنية ونوفّر تطورّها بحيث تخرق الاسواق العالمية بجودتها ومتانتها".
وفي السياسة العامة، يطمح الى انجاز قانون انتخابي عادل بعيد من السياسة الضيقة ليتم من خلاله اختيار الممثلين الحقيقيين للشعب  اللبناني كي يؤدوا دورهم في اعادة انتاج وتحديث القوانين التي تجدد هيئة الدولة ... دولة المؤسسات.
كذلك يتمنى ظهور خط سياسي جديد يركز أكثر على مصالح لبنان، بعيداً من كل المحاور، اذ يعتبر ان الحياد اولوية لتحصين لبنان من العواصف المحيطة.
ومع ظاهرة زحمة السير التي تشهدها بيروت في هذه الفترة، تمنى افرام حلاً سحرياً لمشكلة زحمة السير التي أصبحت لا تطاق.

 

شماس: وقف آلة تدمير الاقتصاد
 

في انتظار اخماد نار النزاع المستفحل في سوريا، وان يلملم لبنان انعكاساته المؤلمة عليه على الصعد الامنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، يطالب رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس الحكومة بالمحافظة على ما تبقى من مناعة في الاقتصاد الوطني. ففي 2012، تلقت القطاعات الانتاجية ضربات متتالية من خلال انهيار حاد في رقم الاعمال بالتزامن مع ارتفاع صاروخي للاعباء التشغيلية، ومع ما نجم عن ذلك من تفش في حالات التعثر والاقفال والافلاس والصرف والافرادي والاجتماعي. فالقطاع الخاص وفق شماس، "بات يعاني ضيقة مالية غير مسبوقة بعدما استنفد كل وسائل التمويل من اقتراض وزيادة رأس المال وسحب الادخار الاحتياطي، وصولاً الى تأخير الاستحقاقات لأصحاب الحقوق والديون الممتازة من خزينة عامة، ومصارف، وموظفين وموردين". وحذّر شماس الحكومة من مغبة اتخاذ أي تدبير تعسفي، كأن ترفع نسب الضرائب أو تستحدث اقتطاعات مرهقة تحت أي مسمى مما قد يوجه رصاصة الرحمة الى الاقتصاد اللبناني. كذلك عليها أن تضرب بيد من حديد كل عمليات الشغب من حرق اطارات وقطع طرق وخطف وتهديد رعايا دول صديقة وما شابه من اعمال تخريبية، كلفت لبنان الغالي والنفيس في العام الماضي.
في مقابل هذه المطالب، ماذا ستقدم الهيئات؟ يقول شماس "بقدر ما تبتعد الحكومة عن اتخاذ الاجراءات المؤذية للاقتصاد الوطني، بقدر ما سنقترب منها كهيئات اقتصادية ونساندها والعكس صحيح. من هنا، نحن مستعدون لإبداء كل ايجابية وانفتاح إزاء الملفات الاقتصادية التي ستطرحها الحكومة في الايام المقبلة، شرط أن تتخلى عن غوغائيتها وعن نظرتها الفوقية للامور، وهذا ما اتسم به العمل الحكومي في المرحلة السابقة". فالهيئات الاقتصادية وفق شماس مستعدة للمساهمة في ازالة التشنج السائد في الخطاب الاقتصادي الاجتماعي ولاعادة احياء الحوار الثلاثي مع الدولة وشركاء الانتاج بغية اطلاق عجلة النمو الاقتصادي وتحديد الافق المستقبلي، واستنباط العلاجات الآنية العاجلة التي ننتظرها.

 

الاشقر: الاستقرار الامني والسياسي
 

نسبة الاشغال الفندقي في هذه الفترة تقدر بـ 65%، وهي نسبة يحمد الله عليها نقيب اصحاب الفنادق بيار الاشقر مقارنة بالاوضاع، علما أن الاشغال في تلك الفترة تجاوز الـ 150% في الاعوام السابقة. ولكن المداخيل لم تصل الى 50% مقارنة بالاعوام نسبة الى الحسومات التي اجريت على الاسعار والتي تناهز 40%.
في ظل هذه الاوضاع ماذا يأمل الاشقر من 2013؟ جل ما يطلبه هو الاستقرار الامني والسياسي. رغم "ان البعض سيعتبر كلامي كلاماً سياسياً"، الا انه آثر التركيز على انه "اذا لم يكن ثمة حكومة تعمل على تحسين العلاقة مع الخليج والعرب بحيث تستطيع استرداد العلاقة القديمة، فإنه من العبث العودة الى الازدهار الاقتصادي وخصوصا السياحي في لبنان. فالتواصل مع اشقائنا العرب هو الركيزة للاقتصاد ان من الناحية السياحية أو العقارية او المالية، خصوصا ان المؤسسات الكبيرة في لبنان 50% من تمويلها ورأسمالها هو عربي وخليجي. وكذلك الامر بالنسبة الى القطاع العقاري، بدليل ان غالبية مالكي الشقق الكبيرة هم من العرب. لقد كبرنا حجم الاقتصاد اللبناني ليس ليستوعب اللبنانيين فحسب، بل ليضم كذلك فئة واسعة من الخليجيين والعرب.
واعتبر ان العرب والخليجيين خصوصا يأخذون على الحكومة الحالية تضامنها مع النظام السوري، لذا كان التحذير السياسي من القدوم الى لبنان والتي كان آخرها التحذير الاماراتي. على هذه الحكومة القيام باتصالات واجراءات لاعادة التواصل معهم، بغية اعادة الحيوية الى الاقتصاد عموما والسياحة خصوصا.
كل ما نطلبه ان يعم الامن والاستقرار في الـ 2013 اذ لا يمكننا أن نعول على نهوض اي قطاع من دون هذين العاملين.

 

عربيد: اعتماد خطاب هادئ
 

يتأثر عمل قطاع الامتيازات بالحركة الاقتصادية العامة، وخصوصا في ما يتعلق بحركة السوق المحلية. ورغم ان الاسواق شهدت حركة في شهر الاعياد، الا انها لم تستطع وفق رئيس الجمعية اللبننية لتراخيص الامتياز والـ "Franchise" شارل عربيد، استرداد الذي خسرناه وتغطية الانكماش الذي حصل خلال السنة بسبب ارتدادات الازمة السياسية في الداخل التي أثرت على حركة التسويق وصناعة بيع التجزئة.
من هنا، فإن المطلوب في سنة 2013، برأي عربيد ان يكون لدى اهل السياسة الوعي لاعتماد  خطاب ونبرة هادئة، حتى نتمكن من استعادة ما فقدناه ونوفّر الحد الادنى من الحركة في الاسواق الداخلية.
ونظرا الى ارتباط القطاع السياحي الوثيق بالوضعين الامني والسياسي، يقترح بأن لا نبقى متكلين على القطاع السياحي فقط، بل يجب تقوية كل القطاعات الانتاجية حتى لا يبقى مصير الاقتصاد مرتبطا بقطاع واحد.
اما في ما يتعلق بالاسواق الخارجية، فإن المطلوب من الحكومة وفق عربيد "تحفيز التصدير ورعاية القطاعات الانتاجية، وبينها قطاع الامتياز، عبر المشاركة الفاعلة والكثيفة في المعارض الخارجية، ومن خلال مساعدة المؤسسات على تخطي المرحلة ان كان حيال توفير التمويل اللازم أو اعادة جدولة الديون وايجاد خطة طوارىء لخفض الكلفة التشغيلية التي اصبحت مرتفعة جداً وغير متوازية مع رقم الاعمال الذي يشهد هبوطا".
وبما ان عربيد يؤمن بقدرة القوى العاملة اللبنانية وامكاناتها، أكانوا اصحاب مؤسسات او عمالا وموظفين، لذا فإنه يعتبر أنهم قادرون من خلال تعاضدهم وتكاتفهم على تجاوز هذه المرحلة الصعبة. "علينا الاتكال على انفسنا من خلال زيادة الانتاجية وترشيد الانفاق، وعلى ما لدينا من قيمة مضافة والايمان بأنفسنا، فنحن شعب حي ومنتج ويمكننا تأمين مستقبل زاهر لاولادنا في بلادنا".

 

 

 

انتخابات الربيع «معركة» على القانون ... وإجراؤها في موعدها
الـ 2013 اللبنانية ... مخاوف من انهيار داخلي تلجمها «بوليصة تأمين» دولية
بيروت - «الراي»
مع ان الأزمة السورية بتطوّراتها الدامية والغموض الذي يكتنف مصير النظام السوري ومصير «سورية الجديدة» من بعده تشغل العالم بأسره، يبدو لبنان عشية استقبال السنة الجديدة 2013 اكثر البلدان انشغالاً وارتباطاً وانخراطاً في انعكاسات هذه الازمة عليه.
ويمكن القول، مع الساعات الاخيرة من الـ 2012 ان هذه السنة تُختصر لبنانياً بتعمق الانعكاسات التي فجّرتها الازمة السورية في لبنان على مختلف الصعد السياسية والامنية والاقتصادية والاجتماعية من دون ان يتوافر للبنانيين ادنى ضمان في ان تحمل اليهم السنة الجديدة ما يخفف من أعباء المزيد من التداعيات والانعكاسات على اوضاعهم.
فالسنة الراحلة تترك للبنانيين ازمة سياسية حادة ومفتوحة على شتى انواع السيناريوات القلقة والمقلقة خصوصاً في ظل اقتناع عام، يعبّر عنه فريقٌ ويصمت عليه فريق أخر، بان سنة 2013 مرشحة لان تشهد تحولات دراماتيكية ضخمة في الازمة السورية في مقدمها احتمال انهيار النظام. وهي الاحتمالات التي تطوى معها الـ 2012 وتفتح معها سنة 2013 اقله في الحسابات المضمرة لسائر الافرقاء اللبنانيين.
وفي ضوء هذا الواقع، تدور كل التوقعات المسبقة على الاستحقاق الانتخابي اللبناني في الربيع المقبل، والذي بدأ يشكل حجر الرحى الاساسي الذي يحرّك مجمل الوضع السياسي اللبناني.
وتنطلق سنة 2013 واقعياً مع المحاولة الجديدة اليتيمة لاحياء حوار نيابي عبر لجنة نيابية مصغرة تضم نواباً من مختلف الكتل الكبيرة في قوى 14 آذار والكتل الوسطية، معنيّة بدرس ملف قانون الانتخاب. ومع ان الجو الداخلي يبدو مرحباً بهذه الخطوة لكونها المحاولة الاولى لكسر القطيعة بين فريقيْ النزاع والتي نشأت بقوة عقب اغتيال اللواء وسام الحسن في اكتوبر الماضي وما أعقبها من مطالبة قوى 14 آذار باستقالة الحكومة، فان مجمل المعطيات لا يحمل على التفاؤل بامكان نجاح هذه اللجنة في التوصل الى قانون جديد ضمن معه لبنان إتمام استحقاقه في موعده الدستوري الذي يبدو انه صار يتنازعه «خط احمر» دولي يصرّ على انتخابات بمواقيتها و«عصا غليظة» من فريق 8 آذار تلوّح بتطيير الاستحقاق ما لم يُقرّ قانون جديد بديل عن الحالي.
المواقف العلنية للافرقاء كافة من هذا الاستحقاق توحي بفجوة هائلة يصعب معها تصور اختراق «عجائبي» لوضع قانون توافقي يرضي الجميع. والاهم من ذلك ان تطورات الازمة السورية تملي قاعدة «ذهبية» في الصراع اللبناني وهي ان كل فريق لن يكون مستعداً للتنازل او التخلي عن اوراق يملكها في وقت يسود الانطباع بأن العد العكسي للنظام السوري بات حقيقة واقعة. وهو الامر الذي ينعكس على لبنان بمزيد من الغموض القلق على استحقاقاته واوضاعه في السنة الجديدة.
واذا كانت «جردة» الاضرار والتداعيات للازمة السورية على لبنان في السنة الراحلة تتسع في كل المجالات، فان اكثر ما يخشاه المراقبون هو تلاشي المناعة السياسية والاقتصادية في السنة الجديدة امام الاخطار الاضافية التي ستتدفق على لبنان من أزمة جارته سواء في مضاعفة أعداد النازحين السوريين والفلسطينيين وأثقالهم غير المحدودة او عبر الرياح الحارة التي ستفلح ازمته السياسية الداخلية.
ولكن، رغم كل هذه الانطباعات المثيرة للقلق ثمة مَن لا يزال يراهن على قرار دولي واقليمي بعدم ترك لبنان وحيداً في ساحة تلقي انعكاسات الازمة السورية عليه.
هذا الرهان ، وإن كان بعضٌ قليل يسوّقه ويبدي اقتناعاً به، يرتكز الى معادلة أرستها السنة الحالية المشارفة نهايتها، وهي ان لبنان «اعتاد» في الـ 22 شهراً من عمر الازمة السورية التكيّف مع انعكاساتها ومرّر الامر بحد ادنى من الاهتزازات ولم يصل الى حدود مخيفة، وهو امر يعكس وجود قرار دولي يمنع انهيار لبنان. ولن يكون الوضع مختلفا في السنة الجديدة بل على العكس تماماً، فان القرار الدولي سيمعن في الضغط لمنع تحويل لبنان ورقة «تصدير واستيراد» للازمة السورية الى حدود انفجاره.
وفي اي حال فان صراع الرهانات هذا يكاد يكون نسخة طبق الاصل عن واقع لبنان العابر من سنة الى سنة بهاجس سيظل يلازمه ويؤثر عليه ما دامت الازمة السورية مفتوحة على مزيد من التطورات والمفاجآت.
الراعي: كفانا خوفاً من التلاقي
عون: التمنع عن الحوار جريمة والبديل هو... القتال
بيروت ـ «الراي»: أكد زعيم «التيار الوطني الحر» النائب العماد ميشال عون أن لا مانع لديه من لقاء رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط أو غيره «عندما تكون هناك أزمة وطنية»، لافتا إلى أن «التمنع عن الحوار جريمة بحق الوطن، والبديل هو القتال».
واعلن عون بعد زيارته امس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي للتهنئة بالأعياد أن «المهم أن تتفق الأكثرية (قوى 8 آذار وجنبلاط) حول موضوع الحوار وبعدها مستعدّون لنحاور الاخرين»، متمنيا أن «يحصل لقاء مسيحي قريب في بكركي»، قائلا: «أنا مستعد للقاء أي أحد من أجل الوصول الى حل، والحوار يكون بين أناس مختلفين، ولا أفهم المنطق الذي يقول العكس».
وأوضح أنه «جرى البحث مع البطريرك في الأمور العامة، ومثل كل مرة كنا متفقين ومواقفنا متطابقة في المواضيع المهمة في البلد ولكن اليوم نتحفظ عنها حتى تُعلن في حينه وهذا أمر مفرح»، معتبرا أن «الارادة الدولية المنتفعة من قضية النفط في لبنان يهمها المحافظة على الاستقرار في بلدنا».
وكان الراعي دعا في عظة الاحد «إلى التخلي عن المواقف السلبية والتخوين والإدانة والتلاعب بمصير الوطن والدولة والشعب»، وقال: «كفى الخوف من التلاقي والتحاور بصدق وتجرد وشفافية، وكفى التمادي في الفساد والسرقة وهدر المال العام وإفقار الشعب وإنهاك البلاد في التقهقر الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي والانمائي»...
 
لجنة قانون الانتخاب ستصطدم بتباعد المشاريع والحلول الوسط محكومة بتأمين قبول جنبلاط
الحياة...بيروت - وليد شقير
يترقب الوسط السياسي اللبناني ما سينتج من اجتماعات اللجنة النيابية الفرعية المولجة البحث عن مخارج في ما يخص قانون الانتخاب، باعتباره أمراً بات أكثر من ملح نظراً إلى أنه لم يبقَ أمام القوى السياسية سوى 5 أشهر قبل حصول عمليات الاقتراع لإنتاج مجلس نيابي جديد. وهي مدة بالكاد تكفي من أجل بدء المرشحين لهذا الاستحقاق تهيئة أنفسهم للمنافسة الكبرى التي تكتسب أهمية خاصة لأن البرلمان الجديد سينتخب رئيس الجمهورية المقبل، ولأنه سيتيح إعادة إنتاج السلطة السياسية في لبنان وسط تحولات سياسية كبرى في المنطقة، ولا سيما في سورية التي كان لها الباع الطويلة على مدى السنوات الماضية في تحديد شكل هذه السلطة وتوجهاتها بحكم نفوذ النظام السوري في الداخل اللبناني.
وإذ كانت المنافسة ستأخذ أبعاداً عدة، فإن البعد الإقليمي سيكون الأبرز فيها بين فريقين: قوى 8 آذار التي تسعى إلى تكريس ما يردده قادتها من أن التحولات في سورية لن تؤثر في موازين القوى المحلية، وقوى 14 آذار التي ترى أن اتجاه النظام السوري إلى السقوط سيطيح معه تلقائياً آثار هذا النفوذ الذي ساهم في ترجيح غلبة قوى سياسية معينة في ميزان القوى الداخلي، من أجل ترجيح التزامات وتوجهات على السلطة اللبنانية لها وظائف إقليمية وسورية وإيرانية أكثر من استهدافاتها اللبنانية. إلا أن تحت سقف هذا البعد الإقليمي للمنافسة، هناك أبعاد أو جوانب أخرى تتحكم بالتوجهات الانتخابية للأطراف الذين يدخلون حلبة المبارزة وتتعلق بالأحجام، وبالحسابات الطائفية والمذهبية. فهناك قوى سياسية تسعى إلى تمديد مفعول ما أنتجه النفوذ السوري على الداخل اللبناني باعتباره حقاً مكتسباً. وهذا ينطبق على حلفاء سورية الحاليين والسابقين. وهذا الفريق يتخوف من جنوح الفريق الذي سيستفيد من تهاوي النظام، إن مذهبياً (السنّة)، أو سياسياً لتحجيمه. وهناك فريق يرى أن التغيير في سورية سيعيد إليه القدرة على المبادرة ويدفع خصومه إلى الحوار والمساومة معه، بعد أن يكون حُسم منه نفوذ النظام السوري أو جرِّد من دعمه في ميزان القوى المحلي، الذي أتى بالحكومة الحالية برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي.
وبينهما تتخذ قوى أخرى مثل رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط، موقعاً وسطاً، على رغم انتظارها هي الأخرى بفارغ الصبر تهاوي النظام السوري، وتتوجس من طموحات الفريقين المتنافسين في ما بعد هذا التهاوي. وإذا كانت الأبعاد الإقليمية والمحلية للمنافسة الانتخابية هذه جعلت الاتفاق على قانون الانتخاب صعباً فلأن كل فريق يسعى إلى أن يضمن من خلاله أرجحيته في البرلمان. ومن الطبيعي في هذه الحال أن تخضع مشاريع قانون الانتخاب لحسابات الربح والخسارة أكثر من أي وقت بعيداً من شعارات الإصلاح الانتخابي وعصرية القوانين... إلخ.
فاللجنة الفرعية التي ستجتمع في 8 كانون الثاني (يناير) أمامها مشروعان: المشروع الحكومي الذي يقول باعتماد النسبية وبتقسيم لبنان إلى 13 دائرة انتخابية وهو مدعوم من «أكثرية الأكثرية» في الحكومة (رفضه وزراء جنبلاط) وتعارضه قوى 14 آذار، ومشروع مسيحيي قوى 14 آذار الذي يعتمد النظام الأكثري والدوائر الصغرى الخمسين، وهو يلقى معارضة شديدة من فريق جنبلاط، فيما يقف تيار «المستقبل» في الوسط بين جنبلاط، وبين حلفائه المسيحيين، حيال هذا المشروع لحرصه على مراعاة هواجس الفريقين.
وفي المقابل، فإن إصرار جنبلاط على اعتماد القانون الحالي، أي قانون 1960 الذي أدخلت عليه تعديلات طفيفة في اتفاق الدوحة عام 2008 بدمج بضع دوائر (كانت قائمة على أساس الأقضية)، يجعله يقبض على ناصية الأكثرية في ما يخص أي مشروع، حيث تفرض الظروف، إذا تعذر التوصل إلى تسوية معه حول أي مشروع، عودة مسيحيي 14 آذار وقوى 8 آذار عن رفضها لهذا القانون، لتجرى الانتخابات على أساسه لأن الأمر الواقع سيفرض ذلك.
 الانتخابات بالـ60 آفضل من تآجيلها
ومع أن قوى كثيرة في فريق 8 آذار في طليعتها زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون، و «حزب الله»، رفضت قانون الستين ملوحة بتأجيل الانتخابات إذا كانت ستجرى على أساسه، فإن اقتراب الحاجة إلى حسم قانون الانتخاب دفع مرجعيات وقوى عدة من البطريرك الماروني بشارة الراعي ورئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى القول إنه بين تأجيل الانتخابات وبين إجرائها على أساس قانون الستين معدلاً فإن إجراءها باعتماده أفضل من تأجيلها، على رغم تفضيل كل منهما اعتماد قانون آخر، وانحياز سليمان المبدئي إلى النسبية. وهما موقفان يرجح أن ينضم إليهما المزيد من الأطراف الذين يرفضون القانون الحالي، أمام الإصرار الدولي على عدم تأجيل الانتخابات وتأكيد قوى 14 آذار ولا سيما تيار «المستقبل»، أنها لن تصوت إلى جانب أي قانون لتمديد ولاية المجلس النيابي الحالي ومهما كانت الظروف، هذا فضلاً عن أن فريق جنبلاط لن ينضم إلى أي كتل نيابية تطرح التمديد للبرلمان...
وتشكل هذه الوضعية دافعاً إضافياً لدى جنبلاط كي يواصل إصراره على اعتماد القانون الحالي خصوصاً أنه يضمن النظام الأكثري الذي يفضله ويبقي على الدوائر التي يتمتع بالنفوذ فيها كما هي ويؤمن له أرجحية واضحة فيها للخروج من عمليات الاقتراع بكتلة تبقي على موقعه كبيضة قبان في الخريطة النيابية والسياسية.أما المشروع الثالث الذي يعتمد انتخاب كل طائفة نوابها، (مشروع اللقاء الأرثوذكسي) فيبدو أنه ولد ميتاً، نظراً إلى ما يسببه من تباعد بين الطوائف وتكريسه التقوقع المذهبي والطائفي.
وإذ أُوكلت إلى اللجنة الفرعية مهمة التوصل إلى تصور مشترك في الموقف من مشروع الحكومة وتحديداً نقطتي اعتماد النسبية، وتوزيع الدوائر الانتخابية على 13 دائرة، فإن تباعد المواقف بين الفريقين الرئيسين حياله، إضافة إلى رفض جنبلاط إياه يجعل من المستحيل اعتماده لتعذر تأمين الأكثرية له، ويوجب التفتيش عن صيغ أخرى. وفي وقت سعى فريق 8 آذار إلى اجتذاب جنبلاط إلى هذا المشروع عبر زيادة عدد الدوائر إلى 15 أو أكثر لإراحته بدل دمج الدوائر التي له نفوذ فيها والتي يخشى من تذويب حصته المفترضة فيها، فإن هذه المحاولة فشلت نظراً إلى اعتراض جنبلاط على النسبية أساساً. وفي الحسابات الانتخابية تبين أن مشروع الحكومة (النسبية) يؤمن لقوى 8 آذار أكثرية من 72 إلى 73 نائباً من دون حصة جنبلاط، فيما يؤمن مشروع مسيحيي 14 آذار لها أكثرية من 78 نائباً، بحيث يمكنها الاحتفاظ بالأكثرية إذا حسمت منها حصة جنبلاط.
ويتحكم بالمشروعين هاجس المنافسة بين القوى المسيحية المتخاصمة في شكل رئيسي، استناداً إلى المزايدة بين هذه القوى على مبدأ تأمين أكثر عدد من النواب المسيحيين ينتخبون من الناخبين المسيحيين، وهي المزايدة التي عززها طرح مشروع «اللقاء الأرثوذكسي» بانتخاب كل طائفة نوابها.
ويقول أحد المعنيين بدراسة مشاريع قانون الانتخاب إن معالجة عقدة انتخاب أكبر عدد من النواب المسيحيين من الناخبين المسيحيين تبدو متعذرة إذا تمت مراجعة الدوائر الانتخابية، سواء كانت مصغرة أم موسعة، لأن الدوائر تظهر أن عدد الناخبين المسيحيين يبلغ بين 32 و34 في المئة فيما عدد الناخبين المسلمين يبلغ بين 60 و62 في المئة، باستثناء 3 أو 4 دوائر فيها وجود مسيحي شبه صافٍ ولا يمكن استثناء وتأثير الأقلية الناخبة المسلمة فيها في ترجيح هذا أو ذاك، ما يعني أن هذه العقدة نشأت نتيجة الانقسام السياسي المسيحي، مقابل غياب الانقسام، أو رسوخ الأكثرية لأحزاب وزعامات في الطوائف الإسلامية السنّية والشيعية والدرزية ما يتيح لها انتخاب ممثليها في البرلمان. وعليه، فإن مداولات اللجنة النيابية الفرعية تواجه صعوبات كبرى بفعل تباعد المواقف، ما دفع رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي يحرص على تأمين أوسع توافق على القانون إلى محاولة التفتيش عن حلول وسط على رغم انسداد أفق التسويات التي ترضي الجميع. ولعل هذا ما يجعل الحديث عن تسويات بهذا المعنى يقتصر على التسريبات الإعلامية من دون تبني أي منها من قبل أي من الأطراف، كالآتي:
1 - يتم الهمس بأن بعض مسيحيي 14 آذار ومعهم «القوات اللبنانية» يطرحون خفض عدد دوائر مشروعهم من 50 دائرة إلى 35 أو 37 دائرة في سياق العمل على مراعاة جنبلاط، على رغم أن الأخير لن يقبل بأي مشروع يقسّم دائرتي الشوف وعاليه مهما كانت الظروف.
ويتردد أن هذه الأفكار تستند إلى مشروع قانون كان أعده الراحل كمال جنبلاط عام 1964 يقضي بتقسيم الدوائر إلى 42 على الأساس الأكثري، استناداً إلى زيادة عدد الأقضية في التقسيم الإداري مع إصلاحات انتخابية كان اقترحها تتعلق بأصول الفرز والإنفاق الانتخابي. وهو مشروع كان لا يستبعد تقسيم الشوف إلى دائرتين وكذلك عاليه. لكنه أيضاً المشروع الذي عاد عنه جنبلاط عام 1975 في برنامج الحركة الوطنية الذي اقترح النظام النسبي مع الدوائر الموسعة.
2 - إن الرئيس بري كما نقل بعض الأوساط عنه يسعى إلى تسويق فكرة اعتماد مشروع القانون الذي أعدته لجنة برئاسة الوزير السابق فؤاد بطرس الذي اقترح صيغة مركبة بين إجراء الانتخابات على أساس توزيع المقاعد بين الأقضية والمحافظات ويقضي بانتخاب 77 نائباً وفق النظام الأكثري و51 نائباً وفق النظام النسبي. ولكن، تردد أن بري يقترح أن يوزع النواب مناصفة بين نظامي الانتخاب الأكثري والنسبي.
3 - إن الرئيس نجيب ميقاتي يؤيد فكرة اعتماد مشروع لجنة الوزير بطرس،
إلا أن كل هذه التعديلات والأفكار لا تزال تسريبات، في انتظار اجتماع اللجنة النيابية الأسبوع المقبل، فضلاً عن أن أياً منها لا يوافق عليه جنبلاط الذي يبقى تأمين الأكثرية لمصلحة أي مشروع في يده، إضافة إلى رفض «المستقبل» اعتماد النظام النسبي في هذه الظروف، وكذلك معظم حلفائه في 14 آذار.
 

 

احداث في لبنان 2012 وانعكاساتها في العام المقبل
لبنان يرث الانقسام السياسي والركود
الاقتصادي والتداعيات الإقليمية
20/10/2012: اغتيال وسام الحسن
اللواء... كمال فضل الله 
أن يرث العام الجديد تداعيات العام السابق لا يعني أن الوضع الراهن سيستمر، فاللبنانيون سريعو التأثر بما يجري من حولهم وأبعد منهم، لكنهم يلتزمون وطنيتهم وفي ذاكرتهم القدرة على إجتياز الصعاب والتغلب على الأزمات التي تعصف بهم ويرون كيف تم الانتصار على انقسامات سياسية وصلت إلى التقاتل تحت عناوين مختلفة أدى إليها الانفعال الآني والحساسيات الضيقة.
واللبنانيون كافة متمسكون بالأمل والثقة الأعمق للإنتقال من حالة مشكو منها إلى واقع هم يصنعونه بأنفسهم ولا تباعد جوهرياً بينهم وإنما تحالفات تفرضها المصالح الضيقة حتى إذا ابتعدت أو أبعدت يترسخ التوحّد والانصهار في بوتقة العمل تطبيقاً لمفاهيم الوحدة الوطنية وهي الأكثر رسوخاً وشمولية ولو ابتعد سياسيون عنها لفترة.
هذا المفهوم الإيجابي له الغلبة على غيره فيكون العام الجديد مفعماً بالفرح الذي هو جزء من أبناء هذا الوطن حتى في أثناء هبوب العواصف، فالسياسة تتبدّل وكذلك المواقف والبلد الذي اجتاز ظروفاً بالغة القسوة يعيش ربيعاً دائماً من الأمن والاستقرار والتغلب على الأزمة الإجتماعية والركود الاقتصادي.
يطل العام الجديد على لبنان من دون بارقة أمل بانفراج يخرج هذا الوطن من دائرة التباين والتباعد بين أطرافه السياسيين بصورة خاصة، فالخلافات مستمرة كما يرى متتبعو مسار الأحداث منذ فترة طويلة. إذ بات الانقسام أفقياً وعمودياً في بلد قدره أن يعيش في مهب العواصف الإقليمية والدولية ويتأثر بها إيجابياً وسلباً بحكم موقعه الجغرافي وتركيبته الإجتماعية ولم يستطع النأي بنفسه عما يدور من حوله، بفعل ولاءات مختلفة وانتماءات متعددة لم تتبدل ولو برفع شعارات مثل الوحدة الوطنية والعيش المشترك.
الحوار؟
هذا الواقع يوحي بأن العام الجديد سيرث تداعيات ما سبقه فلا بوادر تشير إلى الاتفاق على قانون إنتخابات نيابية ولا على انجاح الحوار الذي يترنح متأثراً بالمواقف المتباعدة على كيفية الوصول إلى جامع مشترك لا سيما الإستراتيجية الدفاعية ولا على جعل السلاح بيد السلطة التشريعية وحدها وكل جانب سياسي أو فريق يتمسك بما يتفق مع توجهه وهو يتعارض بالطبع مع توجه الآخر، كما أن التباين يصل إلى المفهوم الصحيح لاتفاق الطائف الذي أنهى حرب الجنون وأعاد الترابط بين المناطق وخفف كثيراً من الحساسيات والإعتبارات بين أبناء البلد الواحد، إلا أن التلاحم لم يتحقق بالمعنى الصحيح فالخلاف موجود حتى بالنسبة للثوابت والمسلمات الوطنية.
ثم أن الديمقراطية المتبعة يتم تجاوزها بمحاولات اثبات الوجود والحضور الفاعل لطرف لا يرى مصلحته متوافرة ويحاول ولو على تلك الأسس المعتمدة في الدول المتقدمة والمتطوّرة من حيث تمسكه بمصالح ذاتية والحفاظ على نفوذ مؤثر على الحياة العامة، وهذا ما يجعل مفهوم الديمقراطية الصحيحة مختلفاً عن حقيقتها حيث تكون الغلبة لهذا الحزب أو ذاك ولكن من دون الاستئثار بمقومات الدولة وتبرير ما يقدم عليه من تجاوزات مقتصرة على المحيطين به والتبرؤ من شكاوى الفساد والهدر وتجاهل القوانين خصوصاً المحاسبة والمساءلة ومن أين لك هذا؟!
المطالب النقابية والوضع الاقتصادي
وقد تفاعل الخلاف منذ سنتين عندما جرى ترتيب إقالة حكومة الرئيس سعد الحريري وهو على خطوات للاجتماع مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض الأمر الذي أعطى الإستقالة معنى سياسياً أبعد من لبنان من دون أن يكون لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي دور في حسم تلك التوقعات وما زال على مسافة بعيدة من قوى الرابع عشر من آذار وحلفائه والاقتراب بشكل أو بآخر من قوى الثامن من آذار لا سيما حزب الله والتيار الوطني الحر وان كان يعلن غير ذلك إلاّ أن الممارسات ذات صلة بالقوتين الحليفتين وهذا ما أدى إلى مقاطعة حكومته من المعارضة والمطالبة باستقالتها وتأليف حكومة حيادية من تكنوقراط أو خبراء، وان كان هذا غير متاح بفعل التباينات والتوجهات السائدة. ويستمر هذان الموقفان والمعاناة الاقتصادية والإجتماعية منهما وصولا إلى صرخة رجال الأعمال والمال من ركود بات يبعث على التخوّف من مفاعيله السلبية التي ظهرت بالإعلان عن اقفال محال تجارية وسياحية وصرف عمال واضرابات واعتصامات لم تتوقف لا سيما بالنسبة لهيئة التنسيق المطالبة بالوفاء بما اقدم عليه الرئيس ميقاتي من اتفاق مع مسؤوليها على سلسلة رتب ورواتب من دون تبصّر بما تسببه من تداعيات على الوضع المالي وقيمة النقد الوطني واللجوء إلى اجراءات قاسية لا يتحملها العمال وأصحاب الدخل المحدود ولا الدولة، ومن هنا كانت صرخة رجال المصارف العالمية وتلويحهم بالاضراب حرصاً على بقاء هذا القطاع صمام الأمن والاستقرار والثقة بلبنان من أصحاب الرساميل والمودعين والمستثمرين وكان الموقف المدعم بالأرقام والنتائج في حال اقرار سلسلة الرتب والرواتب على ما يحظى به لبنان من ثقة عربية ودولية، هذا مع الاعتراف من قبل الأطراف كافة بأن المطالب العمالية والنقابية محقة لتوفير حياة كريمة للمنتمين إليها إضافة إلى الخشية من إرتفاع الأسعار وفقدان الراتب قيمته الشرائية.
جريمة إغتيال الحسن والوضع الأمني
الأمن والاستقرار هما القاعدة الأساس للنمو والتطور اهتزا بعنف أثارته جريمة إغتيال اللواء وسام الحسن رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي والمشهود له بملاحقة واعتقال المخلين بالأمن والعابثين بسلامة الوطن، إذ يعود إليه النجاح في كشف أكثر من ثلاثين شبكة متعاملة مع إسرائيل. وكان الإنجاز الذي جنّب لبنان الوقوع في الفتنة والاضطراب الأمني والتقاتل بين أبناء الوطن الواحد هو اعتقال الوزير الأسبق ميشال سماحة في أثناء توزيع قنابل ومتفجرات لإيصالها إلى شمال لبنان مع تسجيل مكالماته واتصالاته بالأطراف المعنيين بذلك وأبرزهم اللواء مخلوف ومساعده وصولاً إلى ما كان يدور بينه وبين مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد بثينة شعبان من مكالمات أخذ بها القضاء اللبناني وأصدر مذكرات توقيف واستماع إلى شهادة المتهمين.
هذه الجريمة أعادت إلى أذهان اللبنانيين الجريمة الكبرى التي أودت بالرئيس الشهيد رفيق الحريري واهتز لها لبنان وقابلها المجتمع الدولي بالشجب والاستنكار وفرض إنشاء محكمة دولية توصلت إلى كشف المنفذين الذين لم يتم تسليمهم بعد من دون أن يثبط ذلك من عزيمة تلك المحكمة التي تواصل عملها بدقة ومسؤولية واستنادا إلى وثائق ومعطيات تجعلها ذات قدرة على اعتقال ومعاقبة مرتكبي ما وصف بجريمة العصر نظراً لمكانة الرئيس الشهيد العربية والدولية، والتي أضيف إليها اتهام النائب عقاب صقر بتسليح المعارضة السورية بتوجيه من الرئيس الحريري. وقد تم نفي ذلك الاتهام بالوقائع والأدلة التي أظهرت مدى التزوير الذي أدخل على أشرطة التسجيل التي اثبت الخبراء الفنيون ما تعرضت له من تبديل الوقائع والأدلة، وكما أدت جريمة إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري إلى ثورة الأرز وإنسحاب القوات السورية من لبنان فأن الاتهام الجديد لصقر يترك بصماته على مسار الواقع السياسي في لبنان من حيث الإستمرار بمطالبة حكومة الرئيس ميقاتي بالاستقالة التي ازدادت حدة بعد اشتباكات مسلحة بين جبل محسن وباب التبانة وسقوط قتلى وجرحى وكادت أن تطيح بالأمن على مستوى الوطن وزيادة نغمة المذهبية والطائفية وحشود المتظاهرين المطالبين بالدولة والجيش الوطني لتولي زمام الأمور وكان أن تمكنت القوى المسلحة من أحتواء الموقف وإعادة الأمن إلى منطقة الاشتباكات وعاصمة الشمال.
قانون الإنتخاب؟
ونتيجة التباعد السائد بين القوى المؤثرة على مسار الأحداث فإن هناك من بات يتوقع عدم اجراء الانتخابات النيابية في موعدها ولا يرى أن اتفاقاً سيتم على قانون تجمع عليه هذه القوى، فمشروع النسبية المحال على مجلس النواب يواجه بمعارضة شديدة من قوى الرابع عشر من آذار وحلفائها، كما هو الحال بالنسبة لقانون الستين الذي تعارضه قوى الثامن من آذار وتصرّ على قانون يعتمد النسبية، كما أن المشروع الأرثوذكسي لا يحظى بالقبول وذلك ما سبق ووضعه الوزير السابق فؤاد بطرس ثم ما سبق وحدده وزير الداخلية السابق زياد بارود ثم اللواء مروان شربل وزير الداخلية المصرّ على اجراء الإنتخابات في موعدها، ويبرز في هذا السياق ما قال به رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في احتفال عيد الميلاد وهو وجوب تلبية الدعوة إلى الحوار لأنه الوسيلة الأنجع للتفاهم، وكذلك إجراء الإنتخابات النيابية في موعدها، وإذ كان قانون الستين كما قال مرفوضاً فكيف يمكن القبول بالتمديد لمجلس منتخب على أساسه، ومن كان له بديل عن الحوار فليتقدم به، وقد توصل الرئيس نبيه بري إلى ما يوصف بكسر جليد الموافقة على مشاركة الرابع عشر من آذار في اجتماع اللجنة الفرعية لمناقشة قانون الإنتخابات في الثامن من قانون الثاني الحالي.
زيارة البابا
وسط الضباب الحاجب للرؤية الواضحة أكد اللبنانيون توحّدهم وإنصهارهم إذ التقوا بفئاتهم كافة في مناسبة لافتة تمثلت بزيارة البابا بنيديكتوس السادس عشر إلى وطنهم فأرخت الأعصاب المشدودة وغابت نغمة التباينات والفئوية، وكأنهم جميعاً فريق واحد موحّد على حقيقة راسخة هي الحرص الشديد على مكانة وطنهم وما يتحلى به من ميزات ومكانة عربية ودولية.
ولأن هذا الواقع هو الحقيقة الثابتة رأى الكل في معاني تلك الزيارة المميّزة الطريق رحباً أمام الحوار الذي يشدد عليه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وقد أشار إلى ذلك في تبادل الكلمات مع الزائر الروحي الذي جسّد قول سلفه البابا يوحنا بولس الثاني: لبنان أكثر من وطن أنه رسالة. وهذا ما هو راسخ في أذهان أبنائه.
الكهرباء
والاتفاق على بدء الإفادة من الثروة النفطية وتعيين الهيئة المختصة بذلك يعززان الثقة بفرض ترسيم الحدود البحرية لمنع إسرائيل من قضم ما يقرب من 8 آلاف كيلومتر بعد أن تم الاتفاق مع قبرص في هذا الشأن.
وهذا ما يدعو إلى الأمل بإخراج لبنان من معاناة انقطاع الكهرباء بعد وصول البواخر التركية وانشاء محطة دير عمار ليتم استبدال العتمة والظٌلمة بضوء لا تحجبه لا عوامل سياسية ولا مادية.
زيارة غزة
ولم يكن انتصار غزة الذي رسخ في الأذهان أن إسرائيل ليست جيشاً لا يقهر كما أثبت انتصار تموز على العدوان على لبنان في العام 2006 بوحدة شعب وجيش ومقاومة، وقد جاءت الزيارات العربية على مستويات عالمية لقطاع غزة تطلعاً إلى تحرير الأرض وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
ولم يكن لبنان بعيداً عن التهنئة حيث تقاطرت وفود منه معربة عن تقديرها للإنتصار الذي يعزز الثقة بمتابعة طريقه، وهذا ما عبّرت عنه تهنئة الرئيس سعد الحريري وقادة لبنانيين ووفد الرابع عشر من آذار وهو لافت بأعضائه الذين مثلوا الفئات السياسية في هذا البلد المتطلع إلى تحرير ما تبقى من أرضه محتلاً بوحدة موقف وتوجّه والإصرار على تنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 1701 ووقف الإعتداءات والتهديدات المتكررة. 
قضايا سيرثها العام المقبل
ويرث العام الجديد أيضاً تداعيات احتجاز لبنانيين في مدينة اعزاز على الحدود السورية - التركية في اثناء عودتهم من زيارة دينية في العراق حيث يعمل وزير الداخلية والخارجية باتصالات يجريها المدير العام للأمن العام عباس إبراهيم للأفراج عنهم بعد نجاحه في إستعادة جثامين اللبنانيين الذين اغتيلوا في تلكلخ.
كما تبقى سلسلة الرتب والرواتب متفاعلة، وكذلك قضية ضم أساتذة جامعيين إلى ملاك الجامعة اللبنانية، ولم يحسم بعد بشكل كامل موضوع عمال الكهرباء إذ ما زالوا يتحركون مهددين باستئناف الاضراب إذا لم يتم تثبيتهم وإلغاء اقتراح مباراة يشارك فيها اخرون، غير أن القضيتين الأبرز هي الإنتخابات النيابية وقانون لا يكون على مقاس هذا الفريق أو ذاك، وهذا بالطبع صعب أن لم يكن غير متوافر بفعل ما هو سائد من خلاف وتجاذب وجعل لبنان أشبه بالكنتونات السياسية والفئوية.
والسؤال المطروح من الغالبية هو متى الوصول إلى حلول للمشاكل المطروحة؟ وهي تشير إلى ما يشبه الاستعصاء على نهاية سعيدة لها في ظل الظروف الإقليمية والدولية الراهنة. وقد بدأ الحديث على عقدة جديدة يراها النافذون السياسيون وهي أن الإنتخابات المقبلة التي ستأتي برئيس للجمهورية كما أن محاولة إغتيال كل من الدكتور سمير جعجع والوزير السابق النائب بطرس حرب ما زالت متداولة مع المطالبة بإعتقال المتهمين، وإذا كانت هيئة الحوار الوطني لا يتوقع انعقادها فإن البحث عن مخرج غير قريب البروز في ظل الخلاف الحاصل.
والجواب الذي تردده أكثرية المراقبين والمواطنين هو أن فكاكاً للبنان مما يتخبط فيه وابعاده عن مهب العواصف يتمثل في إيجاد حل للأزمة السورية بصورة خاصة التي باتت رهناً باتفاق دولي خصوصاً بين أميركا وروسيا وما يمكن أن يحققه الموفد الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي في محادثاته في دمشق ومشاركته في مؤتمرات خارجية على أعلى المستويات.
غير أن ذلك كله لا مبرر لإستمراره بل التوحّد وقرار جامع يعطي السلطة التشريعية دورها كاملاً فلا تعجز عن اعتقال ومحاكمة مزوري الأدوية والتجاوزات الحاصلة في المرفأ والمطار ومن بائعي اللحوم والمواد الفاسدة والمهرّبين من دفع الضرائب لحمايتهم من المساءلة والمحاسبة والشراء غير المشروع.
هذه العوامل مجتمعة يرثها العام الجديد وسط مخاوف من ركود اقتصادي وجمود ورش البناء والافتقار إلى سياحة ناشطة كما في عهد الازدهار والبحبوحة المالية نتيجة استتباب الأمن والاستقرار، هذا مع الاحتفاظ بالتفاؤل ووصف هذا البلد بطائر الفينيق ما أن يغيب حتى ينهض من جديد.

المصدر: جريدة النهار


السابق

تصاعد الأزمة في العراق والأنبار تستقبل نائب المالكي بالحجارة، كردستان تعلن دعمها للمتظاهرين ضد حكومة بغداد.....متظاهرو الأنبار يستقبلون المطلك بالحجارة.. وصلاح الدين تبدأ اعتصامها اليوم، محتجون طاردوا نائب رئيس الوزراء مسافة كيلومتر ونعتوه بـ«الخائن».. والأخير يتحدث عن محاولة اغتيال...طالباني ينتقل إلى العناية العادية....تظاهرات الأنبار تقصي السياسيين

التالي

ركائز الاستراتيجية الفلسطينية لما بعد اعتراف الأمم المتحدة بالدولة غير العضو: المصالحة والمفاوضات وتنفيذ الالتزامات المتبادلة والمقاومة السلمية ودستور دولة....حكومة "حماس": سماح مصر بإدخال مواد البناء إلى القطاع يخفف معاناة الفلسطينيين من الحصار...عريقات يحذر من أن الإجراءات الإسرائيلية ضد السلطة الفلسطينية ستؤدي لتقويضها

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,867,101

عدد الزوار: 6,969,277

المتواجدون الآن: 86