الأسد يمضي في منطق «الأرض المحروقة» ولو سقط 300 ألف قتيل... برلين: نظام الأسد يتآكل «بسرعة متزايدة»

إيران تنقل ثقل معركتها من سوريا إلى اليمن...ومصادر أميركية لـ«الشرق الأوسط»: نشاط إيراني متزايد باليمن، تقرير فيدرالي يتحدث عن 30 ألف عنصر استخبارات لطهران حول العالم من لبنان إلى الأرجنتين....سوريون يرفعون أعلام العراق في جمعة «حمص تنادي الأحرار لفك الحصار»، تنديدا باستهداف المواطنين.. ورفضا لخيارات الإبراهيمي...تجدد المفاوضات بين أميركا وروسيا بشأن مصير الأسد....غارات جوية في محيط دمشق وتعزيزات إلى دوما وقوات النظام أعدمت 250 ضابطاً وعسكرياً

تاريخ الإضافة الأحد 6 كانون الثاني 2013 - 4:50 ص    عدد الزيارات 1940    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

مصادر أميركية لـ«الشرق الأوسط»: نشاط إيراني متزايد باليمن، تقرير فيدرالي يتحدث عن 30 ألف عنصر استخبارات لطهران حول العالم من لبنان إلى الأرجنتين
جريدة الشرق الاوسط.. واشنطن: منير الماوري لندن: محمد جميح... أفاد تقرير حكومي أميركي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه أن طهران يوجد لديها 30 ألف عنصر استخباراتي حول العالم، ينتشرون على نطاق جغرافي يمتد من لبنان إلى الأرجنتين.
ويتألف التقرير من 64 صفحة وساهم في إعداد بياناته عدد من أجهزة الاستخبارات الأميركية بالتعاون مع فريق بحثي من مكتبة الكونغرس. وجاء في التقرير أن وزارة الاستخبارات الإيرانية توفر الدعم اللوجستي والمالي للعملاء في حين يشرف الحرس الثوري الإيراني على العمليات الميدانية للجواسيس.
ويأتي هذا التقرير بالتزامن مع معلومات مطابقة أكدها لـ«الشرق الأوسط» مصدران منفصلان في كل من وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ووزارة الخارجية عن رصد لنشاط إيراني متزايد داخل الأراضي اليمنية، لكن المصدران رفضا تأكيد أو نفي معلومات أخرى تفيد بأن إيران تحاول الاتجاه جنوبا لنقل معركتها مع الولايات المتحدة من سوريا إلى اليمن بعد تيقن طهران من سقوط حتمي مرتقب لحليفها في دمشق بشار الأسد. وفي السياق ذاته أكد المصدرين الدفاعي الأميركي صحة معلومات كشفها مركز أبحاث «نيو أميركا فاونديشن» في واشنطن أمس بأن عدد قتلى «القاعدة» في اليمن خلال العام الماضي 2012 وصل إلى 539 لكنه امتنع عن تقدير عدد المدنيين الذين قتلوا جراء الغارات الأميركية على اليمن.
 
إيران تنقل ثقل معركتها من سوريا إلى اليمن، «الشرق الأوسط» تحصل على تقرير رسمي أميركي يؤكد وجود 30 ألف عنصر استخباراتي إيراني حول العالم

واشنطن: منير الماوري لندن: محمد جميح صنعاء: «الشرق الأوسط» ..
حصلت «الشرق الأوسط» على تقرير فيدرالي أميركي يؤكد وجود 30 ألف عنصر استخباراتي إيراني حول العالم يؤدون مهام في غاية السرية تمتد من لبنان إلى الأرجنتين، وتشمل عمليات التجسس والتفجيرات الإرهابية وتنفيذ الاغتيالات السياسية وسرقة المعلومات التقنية.
ووفقا للتقرير فإن وزارة الاستخبارات الإيرانية لا تدعم الحركات الشيعية في العالم فقط، بل تمتد صلاتها بالكثير من المنظمات المحسوبة على المسلمين السنة، بما في ذلك تنظيم القاعدة وفروعه المتعددة في العالم.
وجاء في التقرير المشار إليه من 64 صفحة، وساهم في توفير بياناتها أكثر من جهاز استخباري أميركي بالتعاون مع فريق بحثي من مكتبة الكونغرس، أن وزارة الاستخبارات الإيرانية توفر الدعم اللوجيستي والمالي لهذه العناصر، في حين يشرف الحرس الثوري الإيراني على العمليات الميدانية.
ويأتي هذا التقرير بالتزامن مع معلومات مطابقة أكدها لـ«الشرق الأوسط» مصدران منفصلان في كل من وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ووزارة الخارجية، عن رصد لنشاط إيراني متزايد داخل الأراضي اليمنية. ورفض المصدران تأكيد أو نفي الاستنتاج القائل بأن إيران تحاول الاتجاه جنوبا لنقل معركتها مع الولايات المتحدة من سوريا إلى اليمن بعد تيقن طهران من سقوط حتمي مرتقب لحليفها في دمشق بشار الأسد.
وفي هذا السياق قال المصدر الدفاعي الأميركي لـ«الشرق الأوسط»: «النشاط الإيراني لم يعد يقتصر على الحديقة الخلفية للمملكة العربية السعودية، بل امتد بقوة إلى الحديقة الخلفية للولايات المتحدة ذاتها..». في إشارة على ما يبدو إلى الوجود الإيراني في بعض بلدان أميركا اللاتينية.
وفي السياق ذاته أكد المصدر الدفاعي الأميركي صحة معلومات كشفها مركز «أبحاث نيو أميركا فاونديشن» في واشنطن أمس، أن عدد قتلى «القاعدة» في اليمن خلال العام الماضي 2012 وصل إلى 539، لكنه التزم الصمت لدى سؤاله عما إذا كان هؤلاء قد سقطوا بطائرات أميركية من دون طيار.
وامتنع المصدر ذاته عن تقدير عدد المدنيين الذين قتلوا جراء الغارات الأميركية، مكتفيا بالقول إن عدد الضحايا الأبرياء أقل بكثير جدا من عدد القتلى الذين تم التأكد من أنهم من عناصر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، أو من عناصر ما يسمى بأنصار الشريعة، وهو تنظيم فرخته «القاعدة» في اليمن، من أجل العمل بحرية أكبر في مناطق لا تستطيع قيادات «القاعدة» البقاء فيها، مثل منطقة رداع وسط اليمن التي تحولت مؤخرا إلى هدف للغارات الأميركية، فيما كشفت مصادر يمنية عن أن مجاميع قبلية في منطقة رداع بدأت تعرب عن احتجاجها على الغارات الأميركية عن طريق قطع الطرق المؤدية من رداع بمحافظة البيضاء إلى ذمار باتجاه العاصمة صنعاء.
وفي رداع أيضا ذكرت مصادر قبلية يمنية أن الحركة الحوثية أصبح لها امتداد في المدينة وضواحيها، خصوصا بين قبائل ريام.. الأمر الذي يفسر انضمام بعض شباب القبائل الأخرى إلى أنصار «القاعدة» نكاية بالحوثيين وأنصارهم.
وخلال العام الماضي زاد عدد غارات الطائرات من دون طيار على أهداف في اليمن على عدد الغارات التي تنفذ في باكستان. وارتفع عدد الهجمات باليمن من ثماني هجمات عام 2001 إلى 53 هجوما خلال العام الماضي، فيما تراجعت الهجمات المنفذة في باكستان من 72 إلى 46 هجوما، وفق ما رصدته مجموعات مراقبة، وأوردته «التايمز» البريطانية أمس.
وفي الوقت الذي يستهدف فيه أنصار «القاعدة» بطائرات أميركية من دون طيار، فإن «القاعدة» في اليمن بدأت مؤخرا تلجأ إلى الدراجات النارية المفخخة لاستهداف عناصر الجيش والأمن اليمني في اغتيالات ينفذها سائقون مجهولون.
وحسب مصادر يمنية فإن عدد الضباط والأفراد من الجيش والأمن اليمني، الذين قتلوا على يد عناصر تنظيم القاعدة خلال العام الماضي وصل 72 عسكريا من مختلف الرتب، وأصبحت كل من الدراجة النارية المفخخة والطائرة من دون طيار «درون» تشتركان في نشر الرعب والخوف في أوساط المواطنين اليمنيين.
وتكتفي الحكومة بتوجيه الاتهام لعناصر إرهابية، لكن عدم تبني تنظيم القاعدة لمعظم العمليات يشير إلى أن جماعة الحوثي قد تكون متورطة في هذه الاغتيالات. وقالت وزارة الداخلية في اليمن إنها بصدد اتخاذ الإجراءات القانونية والوقائية للسيطرة على عشوائية الدراجات النارية وإخضاعها للقانون المروري.
وأوضح مصدر مسؤول بوزارة الداخلية لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن هذه الإجراءات تأتي بعد أن تحولت الدراجات النارية من وسيلة للمواصلات إلى وسيلة لارتكاب الجرائم وإقلاق الأمن والاستقرار والسكينة العامة.
وزادت هجمات الطائرات من دون طيار منذ تولى الرئيس الأميركي باراك أوباما الرئاسة، لكن تنفي الولايات المتحدة رسميا علاقتها بالغارات. وتصف واشنطن تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» بالفرع الأكثر نشاطا للتنظيم الدولي، منذ أن حاول شن هجمات فاشلة على الولايات المتحدة الأميركية.
وفيما يبدو تركت الولايات المتحدة سياسة اعتمدت عليها لفترة من الزمن وتقوم على مبدأ «اقتل أو اعتقل»، وكرست مؤخرا سياسة أخرى هي «اقتل أو اقتل»، وهي السياسة التي حتمها وجود صعوبات قانونية تواجه اعتقال الأشخاص، واحتجازهم في الولايات المتحدة أو حتى في قاعدة غوانتانامو، حيث تواجه الإدارة الأميركية صعوبات جمة في احتجاز المشتبه بهم على أراضيها أو على أرض أخرى محايدة، وفي ظروف كهذه يبدو أن سياسة «اقتل أو اقتل» هي الأقرب إلى تفكير صانع القرار في البنتاغون وأجهزة الاستخبارات الأميركية الذين قال أحدهم لـ«التايمز» البريطانية: «لم تعد هناك سياسة (اقتل أو اعتقل)، الموجود الآن سياسة (اقتل أو اقتل)».
ومع أن سياسة «اقتل أو اقتل» هي السائدة حاليا في الحرب على «القاعدة»، إلا أن مسؤولين أميركيين يبدون انزعاجهم منها ليس لمبررات قانونية، ولكن لأن استهداف عناصر «القاعدة» بالقتل يضيع على المحققين الأميركيين فرصة ثمينة في الحصول على معلومات مهمة عن هذا التنظيم، والكيفية التي يعمل بها. وبما أن الولايات المتحدة قد غيرت سياساتها بهذا الخصوص، فالظاهر أن تنظيم القاعدة قد غير تكتيكاته كذلك، حيث يبدو أن تنظيم القاعدة عمد إلى سياسة «التنقل» بين مناطق يمنية مختلفة بعد طرد عناصره من مدن وبلدات محافظة أبين الجنوبية، وقد ذكرت قيادات أمنية يمنية أن «القاعدة بدأت تكدس أسلحة ومقاتلين في بعض مناطق محافظة البيضاء»، مستغلة الطبيعة الجبلية للمحافظة والعمق القبلي فيها، كما كثف التنظيم من هجماته على أهداف أمنية وعسكرية يمنية، في عمليات كان بعضها مروعا، كما حدث في عملية استهداف بروفات لعرض عسكري كان من المقرر أن يتم في ميدان السبعين وسط العاصمة صنعاء، مما أدى إلى مقتل وإصابة قرابة 400 جندي من قوات الأمن المركزي.
وتعتمد الولايات المتحدة في حربها على «القاعدة» في اليمن على عدد من الوسائل، منها استعمال طائرات «إف 15»، ولدى الولايات المتحدة قاعدتها الخاصة بها في جيبوتي التي لا تبعد أكثر من 120 كيلومترا من الحدود اليمنية، حيث تنطلق المقاتلات الأميركية «إف 15» من هناك لتنفيذ هجمات، وعمليات استطلاع وضربات «الدرون»، وإلى جانب ذلك هناك هجمات يقوم بشنها سلاح البحرية الأميركية من قواعد بحرية قريبة من اليمن على أهداف لـ«القاعدة»، غير أن أخطاء قاتلة تحدث في مثل هذه الهجمات التي تشنها صواريخ بحر - بر، وأوضح مثال على ذلك عملية «المعجلة» التي قتل فيها ما يزيد على 40 من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، وهو الأمر الذي ألجأ الأميركيين إلى التركيز على الخيار الثالث، وهو استعمال الطائرات من دون طيار «درون»، والعمليات التي تقوم بها هذه الطائرة من أكثر العمليات دقة، حسب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الذي على العكس من سلفه اعترف بشن مثل هذه الهجمات على أهداف لـ«القاعدة في اليمن»، في الوقت الذي كان فيه الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح يتخذ مع الأميركيين سياسة «اضربوا ونحن نتبنى»، وقال هادي عن هذه الضربات بأنها «دقيقة للغاية، وهامش الخطأ في ضرباتها يصل إلى الصفر». ولكثرة طلعات الـ«درون» في الأجواء اليمنية يتحدث كثير من المواطنين في اليمن عن أنهم أصبحوا معتادين سماعها في أجواء البلاد فوق القرى والبلدات المستهدفة.
ومع استمرار الحرب الأميركية على «القاعدة»، يذهب محللون إلى أنها ستطول، إما لأن «خطر (القاعدة) لا يزال موجودا»، حسب تصريحات أدلى بها لـ«الشرق الأوسط» العميد محمد الصوملي القائد السابق للواء 25 ميكا الذي قاتل «القاعدة» في زنجبار، أو لأن هناك من «لا يريدون أن تموت قضية الحرب على الإرهاب» حسب عادل الأحمدي، الكاتب اليمني المختص في شؤون الجماعات الإسلامية.
 
العميد صالح عبيد أحمد: القضية الجنوبية لا تحل بالحوار.. وإنما بالتفاوض، قال لـ«الشرق الأوسط»: إيران لا تستطيع تحويل الجنوب لساحة صراع.. و«القاعدة» صنيعة نظام صالح

عرفات مدابش.... يتطرق هذا الحوار الذي أجرته «الشرق الأوسط» مع العميد صالح عبيد أحمد، نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن الأسبق، إلى قضية الجنوب والحوار الوطني ومشاركة الجنوبيين فيه، وانقسام الفصائل الجنوبية وتباين مواقفها من المشاركة في الحوار الوطني الشامل، كما يعرج على علاقة إيران ببعض فصائل الحراك ودعمها لها، وأيضا نشاط تنظيم القاعدة في جنوب اليمن.
ويتحدث العميد صالح عبيد أحمد، وهو أحد المحكومين بالإعدام ضمن ما عرفت بـ«قائمة الـ16» بعد الحرب الأهلية عام 1994، عن مستقبل جديد ينتظر الجنوب، وعن صمود الجنوبيين في وجه نظام صنعاء السابق، ويؤكد أن الرئيس السابق علي عبد الله صالح رحل عن السلطة لكن نظامه ما زال قائما، فإلى نص الحوار:
* لماذا لم تعودوا إلى اليمن رغم تغيير النظام؟ أما زلتم تخشون حكم الإعدام بحقكم؟
- ما تشير إليه من حكم هو بضاعة المخلوع علي عبد الله صالح ردت إليه في حينها، ولم نكن يوما قد أخذناه على محمل الجد، والجميع يدرك أن ذلك الحكم جاء لمحاولة وضع غطاء هزيل على الجرم التاريخي الذي ارتكبه نظام صالح المقيت بحق الوحدة السلمية وبحق شعب الجنوب، أما العودة إلى الوطن التي تتكلم عنها فهذا هاجسنا الأول، ولن نبقى إلى ما لا نهاية في الخارج، لكن الأمر يحتاج إلى ظروف نأمل أن تتوفر قريبا لكي نشارك شعبنا في نضاله ومسيرته نحو استعادة حقوقه وحريته الكاملة. وليس واقعيا أن نقول ببساطة عمياء إن النظام قد تغير، فبالنسبة لنا ذهب المخلوع من على كرسيه المتآكل، لكن النظام باق على حاله، والقوى المتنفذة ما زالت هي سيدة القرار، فهل يجرؤ أحد أن يدعي عكس ذلك؟
* كيف تنظرون إلى تعدد مكونات ومواقف الحراك الجنوبي؟ وهل سيؤثر ذلك على مستقبل الجنوب؟
- الحراك الجنوبي هو ثورة شعبية سلمية تشمل كل أبناء شعب الجنوب، وما تتحدث عنه هو مكونات نخبوية تتفق في الأهداف الاستراتيجية، وربما تختلف في بعض الوسائل، ومن يفقه ما يعانيه الجنوب من ظلم وكبت وتضليل وتعتيم في عصر الإعلام، يدرك أن هناك أقوالا كثيرة وطروحات مزورة أو غير دقيقة، لا تمت للواقع بأي صلة، وإن كنت قد شاهدت مليونية عدن في 30 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي ومسيرات المحافظات الأخرى، فعليك أن تدرك أنها هي شعب الجنوب وحراكه وثورته السلمية وليس منتديات السياسة، مع إيماننا بضرورة العمل السياسي وممارسته بوعي كامل، إلا أنه يجب أن لا يخرج عن، أو يتجاوز إرادة الجماهير.
بالطبع هناك اختلافات ثانوية، فنحن شعب لم يأت من المريخ أو عطارد، بل لدينا تاريخ ونخب وقراءات مختلفة، ونعتبر أي ظاهرة تطفو على السطح من هذا النوع مسألة صحية وطبيعية، لكن عليك أن تدرك، والجميع أيضا، أن الجنوب قد تعلم كثيرا من دروس الماضي وعبره، وأن أبناء الجنوب قد ذاقوا ما لم يذقه أي شعب من القهر والظلم والشتات وفقدان كيانهم السياسي والثقافي لأكثر من عقدين، وتلك الدروس هي مانع حقيقي لأي انزلاق نحو الأخطاء، وأي تعدد في المكونات إنما هو ظاهرة حيوية تصب في الأخير نحو التكامل الهادف لخلاص الجنوب من حالة الهيمنة والإلغاء والشتات.
وخلاصة الأمر أن شعب الجنوب منذ الوهلة الأولى كان يدرك حجم المصاعب والتحديات الماثلة أمامه، ولكنه قبل التحدي وعرف طريق الخلاص، وبرهن طوال السنوات الماضية على أنه جدير بصنع مستقبله وحمايته، ولا أشعر بأي خوف في هذا الأمر، لكن لا تزال أمامه مهام صعبة، ونحن جميعا نسعى لكي نساهم في تحقيق حلمه دون التفريط في أي حق من حقوقه.
* هناك من يعتقد أن على الجنوبيين المشاركة في الحوار الوطني بعد سقوط النظام والإجراءات الأخيرة التي قام بها الرئيس عبد ربه منصور هادي.
- لا خلاف مطلقا حول أهمية الحوار لإظهار الحقيقة، ولكن الحوار الجدي الكفيل بإنضاج الظروف اللازمة للتفاوض، ومن ثم الوصول إلى الحلول العادلة والمرضية لشعب الجنوب؛ لأن القضية الجنوبية لا تحل أساسا بالحوار، بل بالتفاوض على وجه التحديد، وهذا يعني بالضرورة تهيئة أجواء الثقة في المقام الأول، فنحن لسنا بصدد الذهاب إلى وليمة أو مهرجان خطابي، نحن نحمل تاريخا من الظلم والإقصاء وفقدان الحقوق في الحياة الحرة، وجرح في الهوية بكل مضامينها السياسية والثقافية، وامتهان للكرامة، وفي ظل هذا الواقع المزري الذي يعيشه شعب الجنوب ليس من المنطق أن يقال لنا وبكل بساطة تعالوا إلى الحوار مع تلك الفئات والقوى الظالمة، التي قتلت وتقتل أهلنا كل يوم، تعالوا إلى حوار من دون أي مقدمات تشمل تسوية الأرضية السياسية والأمنية والاعتراف بالقضية الجنوبية كقضية عادلة يقف وراءها شعب بأسره دون استثناء، ودون أي ضمانات تذكر، ونحن جميعا نعلم أن قضية الجنوب لا مكان لها في نصوص المبادرة الخليجية التي أتت في ظروف ندركها جميعا، وهدفت إلى نزع فتيل الحرب والصراعات الدموية في الشمال.. نحن نحترم الأشقاء الذين بادروا، ونحترم كل من يمتلك نوايا حسنة، إنما علينا التأكيد على أن الحوار يجب أن تكون له ظروف منطقية ومقدمات ضرورية، لكن عندما نشعر بأن لغة 1994 (الحرب الأهلية) ما زالت سائدة في الخطاب السياسي لمراكز القوى، ولا يوجد أي دليل على الاعتراف بالحق الجنوبي، ونجد أن القضية الجنوبية على جدول الأعمال كغيرها من القضايا التاريخية المزمنة التي تخص الساحة الشمالية وحدها، وكغيرها من القضايا الاجتماعية الداخلية، فعندئذ لن يكون الحوار سوى واجب يؤديه الحكام ضمن مهام مرحلية، وأكرر أن قضيتنا ليست مظالم عادية، أو حقوقا مادية منهوبة، أو وظائف حكومية، أو مواقع بيروقراطية للأفراد، وحسب، بل هي قضية حياة وهوية يسعى الشعب لاستعادتها، ولن نسمح لأنفسنا بأن نتجاوز إرادة الشعب في الجنوب ونهرول إرضاء لزيد أو عمرو من الحكام أو الأحزاب، ونعتقد أن كثيرا من القوى الشعبية الجنوبية قد وضعت رأيها ومطالبها البديهية مقدمة طبيعية لمشاركة الجنوب في أي حوار أو تفاوض، ولا أعتقد أن الأمر عصي على الفهم لمن يمتلك نوايا حقيقية لإيجاد حلول عادلة.
* ما الذي يهدف إليه الجنوبيون؟ هل هو الانفصال أو استعادة الدولة حتى لو رفعت عنهم المظالم؟ وماذا عن الفيدرالية؟ أليست حلا مناسبا بديلا للاقتتال؟
- عليك أن تنظر إلى المسيرات المليونية النادرة (قياسا بعدد سكان الجنوب) وتسمع لصوت الجماهير؛ لتعلم ما الذي يهدف إليه الجنوبيون، وأؤكد لك أن لا أحد يقوى على كسر تلك الإرادة، مهما قالوا، ومهما أعلنوا، ومهما اجتهدوا، ومهما كانت رمزية هذا أو ذاك.. لا أحد يستطيع أن يتخطى إرادة الشعب في الجنوب، فالجماهير هي الفيصل، وإذا الشعوب أرادت أن تصنع مستقبلها فلن يعيدها أحد إلى الخلف، ولم نعد في حقبة الستينات وما بعدها زمن الرموز والزعامات الفردية، إنما نحن في زمن الشعوب، زمن الجماهير التي تتطلع نحو المستقبل بثبات، ولا يحق لأحد أن يعد وصفة سياسية في المطابخ أو المختبرات، ولا يستطيع أحد أن يتجاوز رؤية الناس؛ فالناس نضجت والشعوب لا يغويها الخطاب أو الخطباء، أما الاقتتال الذي تتحدث عنه فلا أعلم مقاصدك هنا، لكن من ناحية الجنوب لن يأتي منه سوى الخير والأمل والأمن والاستقرار للداخل وللمنطقة؛ لأنه أكثر شعب في الإقليم متسلح بالدروس والعبر، ولن يحمل أي بؤرة محتملة لعدم الاستقرار، بل إنه ضمان أكيد لدرء المخاطر أيا كانت أنواعها وأسبابها.
* ما صحة الأنباء عن ارتماء البيض في أحضان إيران وتحالفه مع الحوثيين وعلي عبد الله صالح؟ وكيف ينظر الجنوبيون إلى ذلك؟
- الحديث عن الأحضان هراء، ولست هنا بصدد الدفاع عن أحد، لكني أؤكد لك من موقعي ومعرفتي بكل القيادات الجنوبية أن القضية الجنوبية ما كانت ولن تكون جزءا من أي صراعات أو خلافات إقليمية، ولن يستطيع أي قطب توظيفها أو جرها أو تجييرها إلى أي موقف يدخل في هذا التصنيف، والأخ علي البيض يدرك تماما هذا الأمر، أما تحالفه مع علي صالح فإنها نكتة سمجة، وأعتقد أنك بوصفك صحافيا لن يهضمها عقلك، وكذلك غيرك من الإعلاميين، ولن يتقبلها كل ذي عقل سوي.
* هل تستطيع إيران أن تجعل الجنوب ساحة جديدة للصراعات؟
- إن كنت مصرا على إثارة هذا النوع من التساؤل فأنا أؤكد لك أن الجنوب لن يكون ساحة لأحد غير شعبه، ولا تستطيع أي دولة، مهما كانت، أن تجعل الجنوب ساحة لأي صراع من أي نوع، ورأيت كم حاول نظام صنعاء أن يلغم الجنوب بالمجموعات المتطرفة، وسخر من أجل ذلك كل إمكاناته بانتظار اليوم المشهود الذي خطط له لأن يسقط الجنوب بيد الإرهاب.. لكنه فشل، فالجنوب بيئة طاردة للعنف، وشعبه واع وفطن لأي صراعات داخلية أو خارجية، أو أي تطرف مهما كانت أوصافه، وقد أشرت في سياق حديثي إلى أن الجنوب شعب متمدن ومثقف، وتعلم من قسوة التاريخ ومن ظلم البشر ما لم يتعلمه أي شعب في المنطقة، ويدرك الجميع هذا الأمر.
* من باعتقادك الفصيل الذي له حضور وتأثير كبير في الشارع الجنوبي؟
- هناك حراك جنوبي، أي ثورة شعبية سلمية، ولا تجوز هيكلتها إلى فصائل كما يشير سؤالك، والحراك هو فصيل شعبي واحد موحد، وله قيادات ميدانية تدير شؤونه التنظيمية، وأبناء الجنوب يحترمون كافة القيادات الجنوبية التي تناضل في صفهم، والحراك كل لا يتجزأ، وأصبح هذا مفهوما جدا، فلا أحد يقوى على أن يدعي غير ذلك.
* بوصفك وزير دفاع سابقا ومسؤولا أمنيا وعسكريا بارزا.. كيف تقرأ تحركات تنظيم القاعدة وأنشطته في كافة أنحاء اليمن، وتحديدا في الجنوب؟
- أولا يا عزيزي، المجموعات المتطرفة لم تظهر فجأة؛ فقد سبقها تاريخ من الإعداد والتبني حظيت به من النظام، وأول ما تم استخدامها كان قبل وأثناء حرب 1994، قبل ظهور «القاعدة» كتيار جهادي عالمي، وشكلوا فصيلا فاعلا في تلك الحرب الظالمة، ولأن النظام كان دائما له هدف واحد هو البقاء في الحكم أو الطوفان بعد رحيله، فقد عمل بجهد منذ سنوات على حشد تلك المجموعات على جزء من جغرافيا الجنوب لمقاومة أي تصعيد للحراك الثوري، وإيهام العالم بأن الجنوب إما أن يكون ملحقا لنظام صنعاء أو أن يسقط بيد الإرهاب، وأثبت الجنوب عدم صحة تلك الفرضية التي روج لها النظام.
لكن كما نقرأ المشهد بشكل عام، فإن تلك المجموعات بعد أن منيت بهزيمة نكراء في أبين الصامدة على أيدي اللجان الشعبية وأهلنا هناك، وفقدت سيطرتها على المحافظة، ما زال بعض أفرادها يتنقلون من منطقة لأخرى رغم وجود الجيوش وأجهزة الأمن التي لا تحصى، وبالطبع فإن بقاء بعض هذه المجموعات بهذه المرونة في الحركة يستند إلى حالة عدم الاستقرار التي توفر وقودا حيويا لـ«القاعدة» التي تستغل حالة الترهل السياسي والأمني لتجد مناخا متاحا لنشاطها، ولا نعتقد أن الأمر سينتهي ما لم يتم تثبيت دعائم الاستقرار ووضع حلول لكافة المعضلات على الساحة الشمالية، وكذلك تمكين الجنوب من استعادة كامل حقوقه، وهو وحده القادر على أن يتحمل مسألة الدفاع عن أراضيه من أي اختراقات، بل على استعداد لتصفية مناطقه من أي وجود لتلك المجموعات إن تمكن من استعادة كافة حقوقه وقدراته الطبيعية؛ لأن ذلك بالنسبة له قضية حياة، أما النظام في صنعاء أو ما تبقى منه، فإن الأمر لم يتعدَّ كون تلك المجموعات الإرهابية ورقة بيده لعب بها ويلعب بها للمساومات والتضليل، ونخشى أن يستمر التلاعب بتلك الورقة بشكل مغامر في ظروف لم تعد تسمح لأي مناورات خطرة.
 
البيض وناصر يلتقيان علناً في بيروت بعد خصومة 27 عاما
«التايمز»: الطيران السعودي انضمّ إلى أميركا في حرب جوية غير معلنة ضد «القاعدة» في اليمن
الرأي..صنعاء - من طاهرحيدر
كشفت صحيفة «التايمز» البريطانية،أمس، أن «السعودية انضمت إلى الولايات المتحدة في شن حرب جوية غير معلنة ضد تنظيم القاعدة في اليمن». وكتبت الصحيفة (ا ف ب، يو بي آي، رويترز) ان «السعودية وفّرت طائرات مقاتلة لمساعدة الولايات المتحدة في عمليات الطائرات من دون طيار ضد أهداف تنظيم القاعدة»، ما سيثير تساؤلات جديدة حول شرعية توسيع واشنطن لعمليات القتل المستهدف.
واضافت أن «الطائرات من دون طيار الأميركية تقدم الدعم للقوات اليمنية لمكافحة مقاتلي تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، والذي تعتبر الولايات المتحدة فرعه في اليمن الأكثر نشاطاً ودموية للشبكة الجهادية العالمية».
ونقلت الصحيفة عن مصدر استخباراتي أميركي، «ان بعض عمليات الطائرات من دون طيار في اليمن هي في الواقع عمليات لسلاح الجو السعودي».
وأشارت إلى أن «عمليات الطائرات من دون طيار الأميركية في اليمن، ارتفعت بمعدل 3 أضعاف خلال العام الماضي مقارنة مع 2011 وفقاً لمركز (مؤسسة اميركا الجديدة) للأبحاث في واشنطن، وفاقت العام الماضي وللمرة الأولى عدد العمليات في باكستان».
وكتبت «التايمز» ان عدد هجمات الطائرات من دون طيار الأميركية في اليمن، ارتفع من 8 هجمات عام 2001 إلى 53 هجوماً في العام الماضي، فيما تراجع عدد هجماتها في باكستان من 72 إلى 46 هجوماً خلال الفترة نفسها.
واضافت أن 228 شخصاً قُتلوا في اليمن في هجمات سرية، شملت غارات جوية سعودية.
ويشن الطيران الاميركي غارات بطائرات من دون طيار لمساندة القوات اليمنية في معركتها ضد مقاتلي «تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب». وتصنف واشنطن الجناح اليمني من «القاعدة» على انه الاكثر نشاطا ودموية في التنظيم.
والخميس الماضي، قتل ثلاثة عناصر مفترضين من «القاعدة» في هجوم منسوب لطائرة اميركية من دون طيار في محافظة البيضاء وسط اليمن.
من ناحية أخرى، التقى الرئيسان اليمنيان الجنوبيان السابقان علي ناصر محمد وعلي سالم البيض للمرة الأولى علناً منذ خلافهما عام 1986، نتيجة ما سمي حينها «مجزرة 13 يناير»، بينما يستعد الرئيس السابق علي عبدالله صالح للقاء ناصر محمد في حال زار صنعاء، او خارج اليمن قريباً.
ونقلت صحف ومواقع يمنية ان «اللقاء التاريخي العلني هو الأول، ويعتبر الثاني، خلال عامين بين الرئيسين البيض وعلي ناصر محمد في بيروت، بعد قطيعة طويلة بينهما منذ مجزرة 13يناير 1986 التي قادها الأخير وفريقه ضد فريق البيض وراح ضحيتها الآلاف من القتلى من أبناء محافظتي الضالع وأبين».
وكان الشيخ طارق الفضلي احد قيادات «الحراك الجنوبي» أكد لـ «الراي» في وقت سابق ان «ناصر والبيض متخاصمان منذ احداث يناير»، وطالبهما «بالتسامح والتصالح اذا كانا صادقين لحل القضية اليمنية الجنوبية».
وذكرت «وكالة أنباء عدن» التابعة لانفصاليي الجنوب، أن «البيض استقبل في مكتبه في العاصمة اللبنانية بيروت في مساءً اول من امس (الخميس) الرئيس علي ناصر محمد في زيارة خاصة، وتناول الرئيسان في لقائهما الذي اتسم بالودية الأوضاع في محافظات الجنوب المحتل، كما ناقشا أوضاع الثورة الجنوبية».
في غضون ذلك، نفى مصدر رئاسي يمني أي خلاف بين الرئيس عبد ربه منصور هادي واللواء علي محسن الأحمر والعميد احمد علي صالح، نجل الرئيس السابق، او حتى مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح واحزاب يمنية اخرى.
وتابع المصدر لـ «الراي»، ان «ما يروج من إشاعات عن خلاف صادرة من مطابخ من يحاول اصحابها تعكير الجو الحواري اليمني - اليمني».
وكشف المصدر «ان لقاء جمع بين الرئيس هادي واللواء الأحمر من أجل خطة لتدشين التدريبات في المنطقة الشمالية، كما تم تكليفه متابعة مصير ثلاثة مختطفين غربيين بينهم سيدة"..
 
 اليمن يعلن إحالة متهم بالتجسس لصالح إسرائيل إلى القضاء، رجال قبائل يتظاهرون ضد هجمات على قراهم يعتقدون أنها أميركية

لندن: «الشرق الأوسط» ... أعلن اليمن أمس أنه أحال إلى القضاء متهما بالتجسس لصالح إسرائيل، فيما تظاهر عدد من رجال القبائل احتجاجا على هجمات يعتقد أن طائرات أميركية من دون طيار تنفذها في البلاد.
وأفاد موقع وزارة الدفاع اليمنية أمس بأن شابا يمنيا يعمل مهندسا في مجال المعلوماتية سيحال إلى المحكمة الجزائية للمحاكمة بتهمة التجسس لصالح المخابرات الإسرائيلية (الموساد). وذكر الموقع نقلا عن «مصدر قضائي» في مدينة عدن الجنوبية أن «النيابة الجزائية المتخصصة ستحيل خلال اليومين القادمين ملف متهم يدعى إبراهام الذارحي، وهو يمني بالغ من العمر 24 سنة ويعمل مهندس كمبيوتر، إلى المحكمة الجزائية بتهمة التجسس لصالح الموساد الإسرائيلي». ويدل اسم المشتبه به على أنه قد يكون منتميا إلى الأقلية اليهودية الصغيرة التي تعيش في اليمن والتي هاجر معظم أتباعها إلى إسرائيل خلال العقود الماضية. وبحسب موقع وزارة الدفاع، فإن الذارحي اعتقل في مدينة تعز جنوب صنعاء، وأحيل إلى النيابة الجزائية في عدن الأسبوع الماضي. وذكر الموقع أن الذارحي «أقر في اعترافاته بعمالته للموساد، وأنه سافر إلى عدة دول بينها إسرائيل وتم تجنيده من قبل الموساد الإسرائيلي لنقل معلومات استخباراتية عن الأوضاع في اليمن».
ونقلت وسائل إعلام يمنية عن مصدر أمني قوله إن الشخص يحمل اسمين، الأول هو «علي عبد الله محسن الحيمي السياغي»، والثاني هو «إبراهام الدرعي أو الذارحي». وأشار إلى أن ضبط «الدرعي» يأتي ضمن خطة تعقب لضبط شبكة تخابر واسعة النطاق تعمل لصالح إسرائيل.
من جانبها، كشفت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، في تقرير لها الأربعاء، أن أجهزة الأمن اليمنية ألقت القبض على أحد اليهود من أصل يمني بتهمة التجسس لصالح جهاز الموساد. ونقلت الصحيفة العبرية أن المتهم في اليمن قد هاجر إلى إسرائيل منذ فترة، إلا أنه عاد من جديد إلى اليمن لزيارة بعض أقربائه هناك.
إلى ذلك، تظاهر العشرات من رجال القبائل المسلحين في جنوب اليمن أمس احتجاجا على هجمات بطائرات من دون طيار يقولون إنها قتلت مدنيين أبرياء، وزادت الغضب من الولايات المتحدة. وقتل ثلاثة متشددين على الأقل يشتبه في أنهم على صلة بتنظيم القاعدة، بينهم قائد محلي أول من أمس في هجوم بطائرة من دون طيار في بلدة رداع، في خامس هجوم من نوعه في المنطقة خلال عشرة أيام. وقال أحد رجال القبائل المشاركين في اعتصام أمام مبنى حكومي في رداع لـ«رويترز» عبر الهاتف إن سبعة مدنيين على الأقل قتلوا في الغارات التي وقعت في الآونة الأخيرة. وقال «إذا لم تمنع السلطات الهجمات الأميركية فسوف نحتل المؤسسات الحكومية في البلدة». وقال رجل آخر «الحكومة فتحت البلاد للأميركيين كي يقتلوا مسلمين».
وكان المحتجون يحملون بنادق كما يفعل رجال القبائل اليمنيون عادة، ولم ترد تقارير عن وقوع أعمال عنف. وفي حادث منفصل قال مسؤول أمني في منطقة حضرموت بشرق اليمن، رفض الكشف عن اسمه، لـ«رويترز»، إن أشخاصا يشتبه في كونهم مهربي مخدرات خطفوا ضابطا بالجيش في المنطقة. وأضاف المصدر أنه يعتقد أن الخطف الذي حدث في الصحراء القريبة من الحدود السعودية عمل انتقامي من عملية للجيش ضد تجارة المخدرات في المنطقة قبل نحو ثلاثة أيام أجبرت مجموعة من المهربين على الفرار من المنطقة.
ولا يعلق المسؤولون اليمنيون بشأن من ينفذ بالضبط الهجمات بطائرات من دون طيار أو من يصدر الأوامر بشنها. وأيد الرئيس عبد ربه منصور هادي صراحة شن الهجمات أثناء زيارة للولايات المتحدة في سبتمبر (أيلول) 2012. ونقل عن هادي قوله إنه يوافق شخصيا على كل هجوم. ولم يعلق هادي الذي أشاد به السفير الأميركي في صنعاء لكونه أكثر فاعلية ضد «القاعدة» من سلفه على الهجمات التي وقعت في الآونة الأخيرة. وتعتقد الحكومات الغربية أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب هو أنشط وأخطر أجنحة التنظيم العالمي، وحاول التنظيم تنفيذ عدد من الهجمات ضد أهداف أميركية. وقال مسؤولون قبليون وسكان إن عشرة مدنيين على الأقل بينهم فتاة عمرها عشرة أعوام قتلوا في رداع في سبتمبر في هجوم جوي أخطأ على ما يبدو هدفه وهو سيارة قريبة كانت تقل متشددين.
 
وزير الخارجية اللبناني يستدعي السفير السوري «للبحث في قضية اللاجئين»، ملف النازحين يفاقم الخلاف السياسي.. والمرعبي يعتبر اعتراض وزراء عون «عنصريا»

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: نذير رضا .. برز أمس تطور لافت على صعيد العلاقات اللبنانية السورية، إذ استدعى وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عدنان منصور السفير السوري علي عبد الكريم علي «تنفيذا لقرار مجلس الوزراء في جلسة أمس (الأول) المخصصة لموضوع النازحين»، على الرغم من أن مضمون هذا الاستدعاء لم يتطرق إلى انتقاد وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور لمنصور، الذي تبنى «مضمون رسالة السفير السوري التي بعث بها لوزير الخارجية».
وتزامن هذا الإجراء مع اشتعال حرب تصريحات بين السياسيين اللبنانيين على خلفية موافقة مجلس الوزراء على سلسلة إجراءات لحماية وإعانة النازحين السوريين إلى لبنان، خصوصا بعد اعتراض سبعة وزراء، معظمهم من التيار الوطني الحر على الإجراءات، ما دعا عضو كتلة المستقبل النائب معين المرعبي لاعتبار موقف الوزراء «عنصريا».
وأعلن منصور أمس أن «الغرض من هذا الاستدعاء هو البحث فيما يمكن القيام به من عمل مشترك لتسهيل عودة النازحين إلى سوريا، وإنشاء لجنة مشتركة لبنانية - سوريا لتولي ذلك تتألف من الأجهزة المعنية في هذا الملف في كلا البلدين». وأشار منصور إلى أنه سيطلب «دعوة مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية للانعقاد بشكل غير عادي مخصص لدرس سبل مساعدة لبنان في موضوع النازحين وتقديم الدعم اللازم في هذا المجال».
من جهته أكد السفير علي بعد الاجتماع الذي استغرق ساعة أن الترحيب كان جادا بضرورة التنسيق للوصول إلى قواسم مشتركة تخفف من معاناة النازحين السوريين. وأضاف: «أخبرت الوزير منصور أن الكثير من السوريين في البلدان المجاورة يعودون بأنفسهم إلى وطنهم وسوريا ترحب بعودة كل أبنائها، وخصوصا أن الأمن يستعاد في المناطق الساخنة». كما لفت إلى أن «هناك جهودا مستمرة في الحكومة السورية ومتصلة بإيجاد المخارج من توفير الحاجات الضرورية للسوريين في كل المناطق».
بموازاة ذلك، عزز ملف النازحين السوريين وموافقة مجلس الوزراء على سلسلة إجراءات لمساعدتهم، الخلاف السياسي في لبنان، فيما أكد نواب كتلة التغيير والإصلاح التي يترأسها النائب ميشال عون أن سبب اعتراضهم على الإجراءات الحكومية «ليس سياسيا». ونفى عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب نبيل نقولا أنّ «يكون اعتراض وزراء التكتل على خطة اللجنة الوزاريّة للنازحين من سوريا في مجلس الوزراء يعود لأسباب سياسيّة»، لافتا إلى أنّ «التكتل ليس ضد استقبال النازحين شرط ألا يتعدى ذلك قدرة البلد على التحمل خصوصا في ظل التحديات التي تواجه الحكومة».
بدوره، شدد عضو التكتل النائب زياد أسود على أن «تاريخ لبنان مع الفلسطينيين وقانون التجنيس لا يشجّع على معانقة النازحين». وسأل أسود في حديث تلفزيوني: «كيف يمكن ضبط حدود شاسعة وسجن رومية لا يمكن ضبطه»، مؤكدا أنه «لا يمكن السماح بأن يتحوّل لبنان إلى قنبلة موقوتة تستهدف أهله». ودعا أسود لـ«عدم تكرار تجارب الماضي بجعل لبنان موطنا لجميع النازحين من فلسطينيين وسوريين»، مشيرا إلى أن «سياسة النأي بالنفس هي التي أوصلتنا إلى هذه الحالة»، لافتا إلى أن «فريق 14 آذار يريد الانفتاح على سوريا وفتح الحدود معها من أجل تبادل السلاح».
لكن عضو كتلة المستقبل النائب معين المرعبي، اعتبر أن هذا الموقف «عنصري». وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «طريقة تعاطي وزراء التكتل مع الملف، غير إنساني، منذ البدء في مناقشة خطة إغاثة اللاجئين السوريين». وإذ رأى المرعبي أن «هذه الحكومة متآمرة ضد النازحين السوريين»، ذكّر بأنه منذ وصولهم إلى عكار في شمال لبنان إبان اشتعال الثورة السورية، «دعونا الحكومة اللبنانية لإغاثتهم، فلم نلقَ صدى إلا من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري على الرغم من أن حكومته كانت حكومة تصريف أعمال»، مضيفا أنه «حين شُكلت الحكومة الحالية، واجهنا أركانها بكيدية تجاه هذا الملف، وتوفي بعض الجرحى بسبب تمنع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وبعض الوزراء عن تغطية علاجهم في المستشفيات على نفقة وزارة الصحة».
وفي حين تم تداول معلومات في بيروت عن هواجس أمنية من النازحين السوريين، شدد المرعبي على واقعية وجود الهاجس الأمني، شارحا أن «العناصر المدسوسة من قبل النظام السوري بين النازحين، لا يمكنهم إلا متابعتهم وترهيبهم بغية ابتزازهم وتخويفهم». وإذ أشار إلى أن العناصر المدسوسة «هي مشروع فتنة»، قال إن تخويف النازحين «جعل بعض العائلات لا تسجل أسماءها في دوائر اللاجئين»، لافتا إلى أن الرقم الحقيقي للنازحين في لبنان «يتجاوز الـ250 ألف نازح».
وبينما يعتبر كثيرون أن الهاجس الأمني مبرر، عطفا على معلومات بأن معدل الجرائم الجنائية يزداد في لبنان، قال المرعبي إن «الحل الوحيد لتبديد الهواجس الأمنية والمخاوف هو في وضع النازحين في مخيمات إيواء، لكن عنصرية بعض السياسيين منعت إقامة هذه المخيمات». وأضاف: «الحكومة تماهت مع هذا الموقف، على الرغم من أن المخيمات تساهم في تنظيم مساعدتهم وضبط الأمن، بل عرقلت الحكومة خطة الهلال الأحمر السعودي الذي همّ بإنشاء مخيمات لإيواء النازحين بإيعاز من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في الشمال، كما استنكر بعض السياسيين مؤخرا إنشاء المملكة العربية السعودية مركزا لاستقبال النازحين في منطقة المرج في البقاع، بدل شكر جهود المملكة».
في هذا الوقت، رحبت السفيرة الأميركية في بيروت مورا كونيللي بقرار مجلس الوزراء باعتماد خطة شاملة لتلبية احتياجات اللاجئين من سوريا، كما أثنت على قرار الحكومة اللبنانية بمواصلة الوفاء بالتزاماتها الإنسانية الدولية تجاه اللاجئين، بما في ذلك المحافظة على حدود مفتوحة وحماية اللاجئين من المضايقات.
وأشار بيان السفارة، وصل «الشرق الأوسط» نسخة عنه، إلى أن «السفيرة كونيللي» أدركت الحاجة الماسة إلى المساعدة الدولية بسبب الأزمة الإنسانية الناجمة عن تدفق اللاجئين المتزايد، وأعادت التأكيد على التزام الولايات المتحدة بالاستجابة إيجابا لتلبية احتياجات اللاجئين السوريين والمجتمعات التي تستضيفهم. ولفتت إلى أن «الولايات المتحدة قدمت، حتى يومنا هذا، ما يقارب 210 ملايين دولار من المساعدات الإنسانية إلى الناس داخل سوريا والذين فروا إلى البلدان المجاورة».
 
سوريون يرفعون أعلام العراق في جمعة «حمص تنادي الأحرار لفك الحصار»، تنديدا باستهداف المواطنين.. ورفضا لخيارات الإبراهيمي

لندن: «الشرق الأوسط» ... في جمعة «حمص تنادي الأحرار لفك الحصار» خرجت مظاهرات في مناطق متفرقة من البلاد، لا سيما الواقعة تحت سيطرة «الجيش الحر»، وفي بعض المناطق كمدينة حرستا في ريف دمشق، والتي لا تزال تتعرض للقصف.
ووصفت مظاهرة حرستا بأنها كانت «رمزية»، للتأكيد فقط على استمرار الحراك المدني السلمي رغم دموية الأحداث المتصاعدة «ليسجلوا إصرارهم وثباتهم على المطالبة بالحرية»، بحسب ما أفاد به ناشطون في ريف دمشق. كما رفع المتظاهرون في منطقة الباب في ريف حلب الأعلام العراقية ولافتات كتبوا عليها «ثورة الإسلام في العراق والشام»، وهي المرة الأولى التي ترفع فيها الإعلام العراقية في مظاهرات الثوار السوريين، كما رفعوا لافتات أخرى تعبر عن رفض مقترحات المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي.
وفي مدينة داريا بريف دمشق، والتي تشهد اشتباكات عنيفة مع قصف متواصل من قبل قوات النظام خرجت مظاهرة طيارة وجه فيها المتظاهرون رسائل سريعة عن تردي الأوضاع في البلاد، وكتبوا على إحدى اللافتات اختزالا للأحداث «داريا إخوة العنب والدم، خلفايا إخوة الخبز والدم، والمليحة إخوة الوقود والدم.. كل شيء في سوريا أصبح أخا للدم».
وجاء ذلك بينما تواصل قوات النظام دكها لمختلف المناطق في البلاد، من بينها بلدة الحصن في ريف محافظة حماه، إلى جانب استهداف عدة بلدات في محيط مدينة الرستن وسط البلاد، حيث قتل عشرة مقاتلين في «الجيش الحر» في عملية وصفتها وكالة الأنباء السورية بعملية «نوعية قامت بها وحدة من القوات المسلحة قضت فيها على مجموعة من الإرهابيين».
وقال سكان في القلمون وسط البلاد، إن أكثر من 15 صاروخا سقطوا ليل الخميس/ الجمعة على أحياء القامعية والقاعة والصالحية في مدينة يبرود، حيث يقطن غالبية النازحين من حمص. وسمع دوي انفجار كبير على الطريق الدولي قرب مجمع النبك استهدف تجمعا لقوات النظام، وأسفر عن وقوع عدد من الضحايا وعشرات الجرحى من قوات النظام، دون أن يتم تأكيد تلك المعلومات من أي جهة.
وفي الغوطة الشرقية بريف دمشق، شن طيران النظام غارة على أحد أحياء مدينة دوما صباح أمس، مما أدى إلى تدمير أكثر من بناء تدميرا كاملا وبعضها ما زال سكانها داخلها تحت الأنقاض. كما نفذت طائرات «الميغ» الحربية عدة غارات جوية على مدينة المعضمية غرب دمشق، أسفرت عن مقتل أكثر 15 شخصا بينهم نساء وأطفال وعشرات الجرحى، جراء قصف الأبنية السكنية وتدمير بعضها بالكامل.
إلى ذلك، حاصرت قوات الأمن والشبيحة المساجد في حي نهر عيشة جنوب العاصمة، وذلك بعد ساعات من قيام الشبيحة بمداهمات في حارة القصر التي قتل فيها أحد الشبيحة قبل عدة أيام، وجرى اختطاف عدد من الرجال والشباب والأطفال. كما قاموا بإحراق أكثر من خمسة محلات تجارية مع قطع للتيار الكهربائي عن الحي لمدة يوم كامل. وحمل سكان نهر عيشة قوات النظام المسؤولية عن أعمال الشبيحة الانتقامية، وطالبوا بالكشف عن مصير المختطفين.
كما شوهدت تعزيزات عسكرية جديدة على أوتوستراد دمشق - درعا، مع عدد كبير من الدبابات والجنود، وكذلك شرق العاصمة، حيث سمع دوي القصف العنيف المتواصل على مدينة دوما، وعدد من بلدات الغوطة الشرقية، لا سيما جوبر الملاصقة لحي العباسيين. وذلك بعد يوم على قيام النظام بإغلاق كافة المنافذ إلى بلدة جوبر واستهدافها بقصف عنيف عقب اشتباكات بين مقاتلي «الجيش الحر» والقوات النظامية وقعت في منطقة الزبلطاني وامتدت باتجاه جوبر. وفي حي المزة غرب العاصمة، سمع طوال يوم أمس دوي القصف وراجمات الصواريخ الموجهة من مطار المزة العسكري إلى مدينتي داريا والمعضمية، وذلك بعد ساعات قليلة من تمكن «الجيش الحر» في داريا من إعطاب آليات عسكرية تابعة لقوات النظام في اشتباكات نشبت لصد محاولات قوات النظام اقتحام المدينة، حيث شوهد تحرك خمس دبابات تابعة لقوات النظام من أوتوستراد درعا - دمشق.
ورغم الأوضاع الأمنية المتردية خرجت مظاهرات يوم أمس في حمص ودمشق وريفها وحلب وإدلب وحماه والرقة ودير الزور، وهتف المتظاهرون في حلب: «أسود السنة الله محييكم»، كما رفعوا في منطقة الباب أعلام العراق ولافتات حيت مظاهرات العراق، ووصفوا ما يجري في سوريا والعراق بـ«ثورة إسلامية في العراق والشام». وتحدوا النظام بلافتة كتبوا عليها «اقصف واهدم كما تشاء، فالفكرة لا تموت ولأحلامنا بقية»، مرددين هتاف: «سوريا بلدنا والأسد عدونا».
 
رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي لـ«الشرق الأوسط»: الثورة السورية انحرفت عن مسارها.. وتحولت إلى صراع على السلطة، نفى أن يكون حزبه فرعا للكردستاني.. ودعا تركيا إلى عدم التدخل في الشأن السوري

جريدة الشرق الاوسط.... شيرزاد شيخاني ... أكد صالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، الذي يدير السلطة الفعلية على الأرض بالمناطق الكردية بسوريا، أن «غيوما سوداء تحوم اليوم فوق سماء سوريا.. والنظام الحالي إذا رحل أو سقط غدا، فإن أمورا كثيرا ستفاجئ الوطن، بما فيه الاقتتال الداخلي بين المنتصرين»، منوها أن «الثورة السورية انحرفت عن مسارها الديمقراطي، وتحولت إلى صراع بغيض على السلطة». ودفع عن حزبه الاتهامات المتكررة الموجهة إليه بموالاة النظام الحالي، مؤكدا أن «ثورة الشعب الكردي بدأت عام 2004 قبل الثورة الحالية بسبع سنوات»، وأن حزبه «قدم كثيرا من الشهداء على طريق النضال ضد النظام الديكتاتوري الحاكم».
ومن مقر إقامته بأحد فنادق مدينة أربيل بإقليم كردستان، التي يزورها بحثا عن دعم الأحزاب والقوى الكردستانية لأكراد سوريا لمواجهة ما يسميه بمحاولات تركيا لفرض هيمنتها على سوريا، وتحديدا على المناطق الكردية، التقت «الشرق الأوسط» بالقيادي الكردي السوري، وكان هذا الحوار.
* بصفتك رئيسا لأبرز الأحزاب الكردية السورية، ما هو الموقف المتبادل بينكم وبين تركيا حاليا؟
- حزبنا لا يعادي تركيا، وليس في نيتنا التدخل في الشأن الكردي هناك؛ بل إن تركيا هي التي تتدخل وبكل قوة في الشأن السوري، وهذا ما لا نريده، ولا نريد أن تمد تركيا يدها إلينا وتلوث بيوتنا بالدم.. ولكن ذلك لا يعني أننا نرفض التعاون معها على أساس مصالحنا المشتركة. فتركيا التي كانت تصف قيادات إقليم كردستان بأنهم مجرد رؤساء قبائل وعشائر، اضطرت أخيرا إلى الرضوخ للأمر الواقع، وتعاملت معهم بصفتهم قيادات سياسية لها دورها الفاعل في المنطقة. وعلى هذا الأساس نحن مستعدون لإجراء الحوار معها لأن هناك حدودا مشتركة بيننا تتطلب أن تكون علاقتنا متوازنة وطبيعية.
* وماذا عن المخاوف التركية من سيطرة حزبكم على مقاليد الإدارة والأمن في المناطق الكردية حاليا، وانفراده بحكم تلك المناطق مستقبلا عبر لجان الحماية الشعبية المسلحة، مما يثير مخاوف أنقرة.. خاصة أنها تعتبر الحزب جناحا سوريا لحزب العمال الكردستاني المعارض لها؟
- ليس هناك أي مبرر لمخاوف تركيا، فنحن ننظم أنفسنا بالداخل ونسعى إلى إعادة تأهيل الإدارات التي تخلت عنها أجهزة النظام، ونحاول أن نحمي مناطقنا لكي لا يدخلها من هب ودب من الجانب الآخر للحدود.. أما ما يتعلق بالاتهامات الموجهة إلينا، فإن تركيا دأبت على تسويق تلك الاتهامات منذ أمد بعيد، فالوجود الكردي يخوف تركيا أينما كان. ونتذكر أن سليمان ديميريل عبر عن ذلك بكل صراحة حينما قال بأنهم يخافون من الكردي الذي يطالب بحقوقه؛ حتى لو كان في جنوب أفريقيا.. هذه هي النظرة الرسمية للدولة التركية تجاه القضية الكردية، وأود أن أوضح وبكل صراحة بأننا في الحزب أيديولوجيا نحبذ فلسفة عبد الله أوجلان، ونستقي أفكارنا وطروحاتنا من أفكاره، ولكننا بالمقابل لا نتلقى الأوامر من أحد ولسنا على علاقة عضوية بأي حزب أو طرف كردستاني خارج إطار سوريا. نحن نتعامل مع الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني والعمال الكردستاني وكذلك مع أحزاب شرق كردستان بمعيار واحد يقوم على أساس علاقات التعاون والصداقة والمصير المشترك، ولا شيء أكثر من ذلك.
* تتحدث عن علاقات طبيعية مع الأحزاب الكردية الأخرى، ولكن هناك تقارير تتحدث عن مساعٍ من حزبي مسعود بارزاني (رئيس إقليم كردستان العراق) وجلال طالباني (الرئيس العراقي) لاستقطاب القوى الكردية السورية، بمعنى فرض كل واحد منهما هيمنته على بعض أطراف المعارضة الكردية بسوريا؟
- أكدنا - وما زلنا - أن القضية الكردية بسوريا شأن يهم شعبه بالداخل، ونرفض أي تدخل من أي جهة بفرض إرادتها أو أن تستقطب هذه الجهة أو تلك، فالحل يجب أن يكون كرديا محليا بالداخل.. فإذا استطاعت أية قوى أخرى أن تساعدنا وتدعمنا للحصول على حقوقنا القومية المشروعة فأهلا وسهلا، لأننا جميعا في سفينة واحدة. أما إذا كان الغرض هو الاستقطاب، فهذا أمر مرفوض تماما.
ومنذ البداية رفضنا المشاركة بالمجلس الوطني الكردي السوري لأننا شعرنا بوجود حالات من البعض لاستقطابه، وتوقعنا حتى حصول نزاعات بداخله، ولذلك تجنبنا الانضمام إليه. لقد طلبنا في بداية تأسيس المجلس أن تخصص نسبة 60 في المائة من عضويته للشخصيات المستقلة، ولكن ذلك لم يحصل، ولو حصل لما واجه المجلس كل هذه المشاكل والخلافات الحزبية. ولذلك شكلنا مجلس شعب غرب كردستان، وبعد ذلك شكلنا معا الهيئة الكردية العليا من المجلسين، ولم تكن لدينا أية مشاكل.. بل المشاكل بدأت في الجناح الآخر وهو المجلس الوطني الكردي بأحزابه، مما جعل من الهيئة الكردية هيئة «مشلولة»، ونحن لا نرغب في ذلك، بل نريد أن تكون هذه الهيئة جسما معافى. فإذا كانت هناك إرادة لتعافي الهيئة، فنحن مستعدون لكل أشكال التعاون والتنسيق لكي نجنب أنفسنا مشكلة الاستقطابات التي تتحدثون عنها، خاصة أننا مقبلون على مرحلة تاريخية مهمة يفترض أن نكون موحدين لكي نتحمل واجباتنا ومسؤولياتنا فيها.
* وماذا عن رفض حزبكم لأي تواجد للجيش الحر بالمناطق الكردية، ودخوله لمرات في مواجهات مع المسلحين القادمين إلى تلك المناطق؟
- نحن «الشعب الكردي» كنا جزءا من الثورة السورية، وما زلنا في ثورة ضد النظام. ومنذ البداية كان القرار الكردي هو ضرورة الالتزام بسلمية الثورة مع الاحتفاظ بحق الدفاع عن النفس، وهذا ما فعلناه في مناطقنا لحد الآن، خرجت مظاهرات بعشرات الآلاف إلى الشوارع، وما زالت تخرج في مناطقنا. وعندما اعتدت قوات النظام على المتظاهرين دافعنا عن شعبنا وسقط منا كثير من الشهداء. وهذا كان قرارنا بالأساس، لقد رفضنا تسليح المظاهرات لأننا أدركنا منذ البداية أنه إذا خضنا ثورة مسلحة فإن العدد الأكبر من الأسلحة موجود لدى السلطة، وأجهزتها الأمنية سوف تتعامل بمنتهى الوحشية مع المتظاهرين والمحتجين.. لقد كنا الطرف الأضعف من الناحية التسليحية، وكنا على قناعة بأننا في حال دخلنا نضالا مسلحا مع النظام كنا سنحتاج بالتأكيد إلى قوة خارجية لتقدم لنا السلاح، وهذا ما تجنبناه لأننا لم نرد أن يفرض علينا الآخرون إرادتهم وأجنداتهم كما يحصل اليوم. الخطأ لم يكن خطؤنا، الطرف الآخر بالمناطق العربية لم يستطع الحفاظ على سلمية الثورة ونجح الآخرون في جرهم إلى مثل هذا الوضع؛ وبالأخص تركيا التي نجحت في تحريف مسار الثورة السلمية. فما يحدث اليوم هو انحراف للثورة عن مسارها وتحولها إلى صراع على السلطة، وهذا ما يخوفنا من المستقبل.. الثورة الآن لم تعد تطالب بالحرية والديمقراطية، الآن هناك صراع على السلطة، هناك ناس يريدون أن يرحل ديكتاتور ليحل محله ديكتاتور أخر.
* لكن هذا «الموقف السلمي» منكم فسر لدى البعض بأنه تعاطف من حزبكم مع النظام الحاكم بدمشق، أي أنكم لم تفتحوا معه جبهة بالمناطق الكردية حتى لا تشغلوا قواته عن بقية المدن السورية؟
- عندما كان هذا النظام متحالفا مع النظام التركي ويمضيان فترة العسل بينهما على امتداد 14 عاما، كان هناك تعاون أمني واستخباري بينهما لملاحقة أعضائنا، وزج المئات من أنصارنا في سجون النظام، وقدمنا شهداء قضوا تحت أقبية المخابرات السورية.. نحن بالأساس بدأنا ثورتنا في 2004، أي قبل سبع سنوات من الثورة الحالية.. وهي ثورة لم تتوقف للحظة، تعرض أعضاؤنا إلى الاعتقال التعسفي. واليوم تعادي تركيا هذا النظام وتتدخل بشكل سافر في الشؤون الداخلية لبلدنا وتحاول أن تفرض نفسها على مستقبلنا.. لقد تمكنت تركيا في «مؤتمر الدوحة» من تعيين 41 عضوا من الإخوان المسلمين من أصل 63 عضوا، وفرضوا ثلاثة أعضاء من التركمان السوريين وتعدادهم لا يتجاوز مائة ألف، في حين قبلوا فقط بثلاثة ممثلين كرد لشعب تعداده يربو على ثلاثة ملايين ونصف مليون. والآن لنتساءل هل نحن نعتدي على تركيا ونثير مخاوفهم، أم هم يتدخلون بشؤوننا ويحاولون أن يرسموا حتى مستقبلنا؟
* هل هناك مشكلات بين حزبكم وبين الإخوان المسلمين في سوريا؟
- حزبنا لا يعادي الإخوان المسلمين.. نحن نحترم الأديان ونعتبرها قيما أخلاقية عبر التاريخ، ولكن أن يكون الدين وسيلة للسياسة هذا ما نعتبره خطأ. نحن لا نعادي الإخوان، ولكننا لا نقبل بأن يسودوا في المجتمع الكردي. لربما هناك مجتمعات ترضى بهم؛ هذا شأنهم، ولكننا لا نرضى أن يكون الدين أداة لركوب السياسة، وخاصة بمجتمعنا الكردي.
* كيف ترى المستقبل في سوريا؟
- (متشائما) لا يبشر بالخير.. فأنا أتوقع حدوث اقتتال داخلي أو حرب أهلية، سمها ما شئت، لأن بوادرها تظهر منذ الآن. ونحن الشعب الكردي سنحافظ على مناطقنا مهما كان الثمن إلى أن تستقر أوضاع سوريا وتتحول إلى دولة ديمقراطية حقيقية، تكفل للجميع حقوقهم المشروعة وحرياتهم السياسية والإنسانية.
 
تجدد المفاوضات بين أميركا وروسيا بشأن مصير الأسد، النبهان لـ«الشرق الأوسط»: اتصالات رسمية حولها بين القاهرة والائتلاف الوطني

القاهرة: أدهم سيف الدين .... بينما يدور الحديث عن مقترح روسي يقضي برحيل الرئيس السوري بشار الأسد مع تحصينه من الملاحقة الدولية، ووجود تقارب روسي أميركي حول تلك الفكرة، قال حارث النبهان، عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أمس، إن «رحيل بشار الأسد هو المطلب الجوهري للثورة السورية؛ لكن لا معنى لحصانته في سوريا بعد رحيله». في وقت أكد فيه السفير الباكستاني لدى الأمم المتحدة مسعود خان، رئيس دورة يناير (كانون الثاني) لمجلس الأمن، أن «هناك لقاء قريبا بين (الموفد الدولي إلى سوريا الأخضر) الإبراهيمي ومسؤولين روس وأميركيين بشأن سوريا».
وأشار مسعود خان، خلال عرضه أمام الصحافيين برنامج الرئاسة الباكستانية لمجلس الأمن في يناير الحالي، إلى أن «ثمة اتصالات جديدة، وجهدا جديدا مبذولا حاليا». وقال «نأمل أن يعقد اجتماع ثلاثي الأسبوع المقبل بين موسكو وواشنطن والإبراهيمي»، موضحا أنه «تحدث (أول من) أمس مع الإبراهيمي»، الذي من المفترض أن يتوجه إلى نيويورك لعرض تقرير عن مهمته أمام مجلس الأمن.
وردا على سؤال بشأن «خطة» الإبراهيمي لإنهاء النزاع، اعتبر مسعود خان أن «كلمة خطة أكبر من حجمها»، إلا أن الموفد الدولي «يريد تحقيق تقدم دبلوماسي»، لافتا إلى أن الإبراهيمي «يريد أن تكون الحكومة السورية من بين المتحاورين». وأكد الإبراهيمي الأسبوع الماضي أن لديه «خطة يمكن أن تلقى قبولا من المجتمع الدولي»، مشيرا إلى أنه «تكلم في هذه الخطة مع روسيا وسوريا». وتنص الخطة المستندة إلى «إعلان جنيف» على وقف لإطلاق النار وتشكيل حكومة وتنظيم انتخابات إما رئاسية أو برلمانية.
إلى ذلك، وبينما أشار عضو بالائتلاف الوطني السوري (فضل عدم ذكر اسمه) في تصريحات صحافية، إلى دور مصر في ترويج مقترح روسي يقضي برحيل الأسد مع تحصينه من الملاحقة الدولية، ووجود تقارب روسي أميركي حول تلك الفكرة، ونية لطرحها في لقاء قريب يجمع بين الرئيسين فلاديمير بوتين وباراك أوباما، فإنه أضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك سعيا ومشاورات ونصائح مستمرة ودائمة بين الخارجية المصرية والائتلاف الوطني السوري، حيث تلعب مصر دور الصديق بحكم وجود مقر الائتلاف في القاهرة»، مضيفا أن «أي حل في سوريا، ومصير الأسد مرتبط برؤية الداخل في سوريا، ولن نقبل أي ضغوط تمارس على المعارضة، حتى إن كانت ترتبط بالتوازنات الدولية».
بدوره، أوضح حارث النبهان، عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، لـ«الشرق الأوسط»، أن «هناك قناة رسمية للاتصال بين وزارة الخارجية المصرية والائتلاف الوطني السوري»، قائلا «الدور المصري مرحب به، وأي حل يجب ألا يكون على حساب الثوابت الأساسية لمطالب الثورة السورية، والتي لن تمسها القيادة المصرية مطلقا».
وعن الحصانة الدولية التي تتحدث عنها التصريحات، قال النبهان إن «من سيمنح الحصانة من الملاحقة الدولية لبشار الأسد هو من سيستقبله»؛ لكنه استطرد قائلا «لا قيمة للحصانة ما دامت لم تمنح لبشار الأسد من قبل الشعب السوري». وتابع «هذا أمر تقرره السلطات التشريعية في سوريا بعد رحيل الأسد في المرحلة الانتقالية، وسنفسح المجال لكل من لم تتلطخ يداه بالدم السوري ضمن عملية ديمقراطية». فيما علق على اللقاء الروسي الأميركي بقوله «لا نستطيع التحدث عن اللقاء؛ بل عليهم هم أن يعلنوا ما توصلوا إليه بشأن أي حوار أو اتفاق يخص مستقبل الأسد».
 
الولايات المتحدة تبدأ نشر صواريخ «باتريوت» على الحدود التركية ـ السورية، وصول قوة من 27 عسكريا

جريدة الشرق الاوسط... واشنطن: هبة القدسي... وصلت قوات أميركية قوامها 27 عسكريا أميركيا إلى مدينة غازيعنتاب بجنوب شرقي تركيا أمس الجمعة، حيث تقوم بنشر صواريخ «باتريوت» قرب الحدود مع سوريا. وتقوم القوات الأميركية، إضافة إلى قوة من حلف «الناتو» تضم عسكريين ألمانا وهولنديين، بدراسة مواقع لنشر منظومة صواريخ «باتريوت»، وتشغيلها تحت إشراف حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وتعمل صواريخ «باتريوت» طراز «سام» أرض – جو على حماية الأراضي التركية ضد أي هجمات صاروخية محتملة من الجانب السوري. ومن خصائص صواريخ «باتريوت» القدرة على تدمير الصواريخ «الباليستية» التكتيكية في الجو، كما يمكن استخدامها لفرض منطقة حظر جوي في سوريا، وحماية المعارضة السورية من الغارات الجوية التي تشنها القوات الحكومية السورية.
وكانت سوريا قد أطلقت صواريخ «سكود» على المدن التركية الحدودية منذ عدة أشهر، وسقطت قذائف سورية أدت إلى مقتل عدد من المواطنين الأتراك. وتقدمت تركيا بطلب إلى حلف «الناتو» لنشر صواريخ «باتريوت» على حدودها مع سوريا، ودعمت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الطلب التركي في حلف «الناتو»، كما وافقت كل من ألمانيا وهولندا على إرسال بطاريات صواريخ «باتريوت» إلى تركيا، إضافة إلى بطاريتي «باتريوت» من الولايات المتحدة، ليصل إجمالي بطاريات الصواريخ إلى 6 بطاريات. وأعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن بطاريات «باتريوت» الست سيتم نشرها بالقرب من المدن التركية أضنة وغازيعنتاب وكهرمان ماراس.
كانت الحكومة الألمانية قد وافقت على إرسال بطاريتي صواريخ «باتريوت» و400 جندي ألماني إلى تركيا، كما وافقت هولندا على إرسال 360 جنديا. وأعلن وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا في منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي إرسال قوة مكونة من 400 جندي أميركي إلى تركيا خلال شهر يناير (كانون الثاني) الحالي لتشغيل اثنين من بطاريات صواريخ «باتريوت»، مشددا على عمل واشنطن بشكل وثيق مع أنقرة حول القضايا الإنسانية والكيماوية والبيولوجية وقضايا التسلح والدفاع الصاروخي. وقال بانيتا إن «الولايات المتحدة تلتزم بالعمل مع تركيا لتعزيز أنظمة الدفاع، والضغط على نظام الأسد في سوريا لوضع حد للعنف، والمساعدة في تطوير عملية الانتقال السياسي».
 
«العفو الدولية» تؤكد وقوع «جرائم حرب» ... ومقتل ليبيين وفلسطيني وسعودي وتركي في معرة النعمان
غارات جوية في محيط دمشق وتعزيزات إلى دوما وقوات النظام أعدمت 250 ضابطاً وعسكرياً
الرأي...دمشق - ا ف ب - شنّ سلاح الطيران السوري امس، غارات على مناطق في محيط دمشق تزامنا مع اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين، غداة تفجير سيارة مفخخة في شمال دمشق ادى الى مقتل 11 شخصا.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» أمس، ان اطراف مدينة دوما الواقعة الى الشمال من العاصمة، تعرضت لقصف من الطائرات الحربية التي استهدفت ايضا مدينة داريا (جنوب غرب) التي تشهد اشتباكات. وتواصل القوات النظامية استقدام تعزيزات الى المدينة التي تحاول منذ اسابيع السيطرة عليها.
واعلنت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من نظام الرئيس بشار الاسد في عددها امس، ان الجيش النظامي «حسم فجر (أول من) امس معركته مع الارهابيين في داريا في ريف دمشق، ودمّر ما تبقى من اوكار لمسلحيهم واوقع ارهابيي جماعة النصرةالاسلامية المتطرفة بين قتيل وجريح ومستسلم».
وتوقعت الصحيفة «اعلان المدينة آمنة مساء الجمعة (أمس)»، مشيرة الى ان محور دمشق الجنوبي «بات آمنا»، علما انها ليست المرة الاولى تعلن فيها وسائل اعلام موالية «تطهير» مناطق يتحصن فيها المقاتلون.
كذلك، افاد «المرصد» عن تعرض بساتين بيت سحم وعقربا القريبة من طريق مطار دمشق الدولي للقصف من القوات النظامية بعد اشتباكات ليلية مع مقاتلين معارضين.
وأوضح «المرصد» ان المقاتلات الحربية قصفت ايضا «المنطقة الواقعة بين يبرود والنبك»، مشيرا الى ان «انفجارين شديدين هزا مدينة النبك»، نتج احدهما عن «سيارة مفخخة استهدفت مقر المخابرات العسكرية».
وفي حمص، اغار الطيران على منطقتي جوبر والسلطانية، تزامنا مع اشتباكات في بلدة قلعة الحصن في المحافظة التي تتعرض للقصف، حسب «المرصد».
من جهتها، أكدت «وكالة الانباء الرسمية السورية» (سانا) ان القوات النظامية «دمّرت عددا من تجمعات واوكار الارهابيين بما فيها في بلدة الحصن في ريف تلكلخ».
من ناحيتها، أفادت «شبكة شام»، بوقوع اشتباكات في محيط السجن المركزي في مدينة الرقة، بالتزامن مع قصف المدفعية على محيط السجن.
أما «المجلس العسكري لدمشق وريفها»، فأكد انسحاب كتيبة الدفاع الجوي التابعة للنظام والمتمركزة في أرض العباسية في ريف العاصمة بكافة عتادها وجنودها، وتحدثت «الهيئة العامة للثورة» عن سيطرة «الجيش الحر» على حقل صفيان النفطي في ريف الرقة.
كما، وأوضح «المركز الإعلامي» لـ «المجلس العسكري في دمشق وريفها» بأن «قوات النظام دفنت 250 جثة لضباط وعساكر بعد إعدامهم ميدانياً في منطقة القلمون-القطيفة من قبل ضباط الفرقة الثالثة، لتعاونهم مع المجلس العسكري».
كما أفاد «المركز» بوجود «100 جثة في برادات مشفى القطيفة المدني في ريف دمشق».
وتعليقاً على صور تُظهر تعذيبَ قوات النظام لشخصين من المعارضة قبل قتلهما، قال كريستوف كويتل، مسؤول الطوارئ في «منظمة العفو الدولية» إن ما شوهد في مقطع الفيديو هو «جريمة حرب واضحة» وتظهر بجلاء ممارسات لا تتوافق مع اتفاقية جنيف بشأن الأسرى، داعيا إلى تقديم ملفات جرائم الحرب في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وتأتي هذه الاحداث غداة مقتل 191 شخصا جراء اعمال العنف في مناطق مختلفة، حسب «المرصد».
ومن الضحايا 11 شخصا قضوا في تفجير سيارة مفخخة في حي مساكن برزة في شمال العاصمة في وقت متقدم من ليل الخميس، ووقع في محطة وقود قاسيون، حسب «المرصد».
كذلك، افاد «المرصد» ان مقاتلين ليبيين اثنين وثلاثة هم فلسطيني وسعودي وتركي، قتلوا أول من أمس،»خلال اشتباكات مع القوات النظامية في محيط معسكر وادي الضيف في ريف معرة النعمان» في محافظة ادلب. ويحاول المقاتلون المعارضون اقتحام المعسكر بعد حصار مستمر منذ سيطرتهم على معرة النعمان في اكتوبر الماضي
 
عارضت تدخل «الأطلسي» عسكرياً في سورية... برلين: نظام الأسد يتآكل «بسرعة متزايدة»
الرأي..برلين - د ب أ - رفض وزير خارجية ألمانيا جيدو فيسترفيلة تدخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) عسكريا في سورية.
وقال في تصريحات لصحيفة «فيلت» الألمانية نشرت أمس، «أعارض بشدة تكهنات حول تدخل عسكري لحلف الاطلسي (في سورية)»، مؤكدا أنه ليس الوحيد الذي يفكر بهذه الطريقة.
وذكر فيسترفيلة أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يتآكل «بسرعة متزايدة» من دون تدخل عسكري، وقال: «هذا يعطينا ويعطي المواطنين في المنطقة أملا في أن عصر الأسد سينتهي قريبا وأنه من الممكن بدء عهد جديد تحت قيادة الائتلاف الوطني (السوري)».
وحول دعوة الأمين العام للحلف، أندرس فوج راسموسن، بدعم من الولايات المتحدة وتركيا وبريطانيا للتخطيط لتدخل عسكري في سورية حال استخدام نظام الأسد أسلحة كيماوية، قال فيسترفيلة: «لقد حذرنا النظام (السوري) بوضوح شديد من قبل من استخدام الأسلحة الكيماوية الموجودة. لكن ليس لدينا أدلة على استعدادات محددة لذلك». وأوضح أن الثورات في العالم العربي أحدثت زخما كبيرا في المنطقة، وقال: «مغزى السياسة الخارجية الفعالة يدور حول استغلال امكاناتنا في التأثير. السيناريوات مفتوحة سواء في سورية أو في دول أخرى في المنطقة. فلا يمكن لأحد أن يتوقع في مصر، على سبيل المثال، أن ينتج عن الثورة حزب مسيحي ديموقراطي شعبي. السؤال المحوري هو: هل الأحزاب ذات الصبغة الاسلامية تدعم التعددية الديموقراطية والدينية؟».
من ناحية أخرى، دافع وزير الخارجية الألماني عن سياسة تصدير السلاح التي تتبعها حكومته ضد الانتقادات التي توجهها أحزاب المعارضة.
وحمل مسؤولية توريد أسلحة الى دول خارج حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، الى «الحزب الاشتراكي الديموقراطي» و«حزب الخضر» المعارضين...
 
           
تقرير / محللون يعتبرون أن خياراته «تضيق ومنطقة العلويين قد تصبح ملاذه الأخير»
الأسد يمضي في منطق «الأرض المحروقة» ولو سقط 300 ألف قتيل
الرأي..بيروت - ا ف ب - يرى محللون ان الرئيس السوري بشار الاسد قد ينسحب كخيار اخير الى المنطقة العلوية في غرب سورية ليتابع معركته من هناك، وان خيار التسوية ليس مطروحا بالنسبة اليه، رغم سقوط اكثر من 60 الف قتيل في النزاع المستمر منذ 21 شهرا في بلاده.
وترى الخبيرة في شؤون الشرق الاوسط انياس لوفالوا، ومقرها باريس، ان الاسد «متشبث بالسلطة حتى النهاية (...) لا يزال يعيش في منطقه الخاص الذي يستند الى كسب الوقت لكي ينجو بنفسه... ليس باستعادة السيطرة على مجمل الارض التي خسرها جيشه، انما بالبقاء على جزء من هذه الارض مثل دمشق وحمص الاستراتيجية (وسط البلاد)، وبالتالي امكانية الانتقال الى جبل العلويين».
ويعتبر الباحث من معهد واشنطن للدراسات (واشنطن اينستيتيوت) اندرو تايبلر ان «النظام سيضطر قريبا الى الانسحاب من الشمال والشرق، ولو ان ذلك سيتم بثمن مرتفع جدا مثل رفع وتيرة التصعيد باستخدام مزيد من المدافع والصواريخ وربما الاسلحة الكيماوية».
ويؤكد النظام منذ منتصف الصيف الماضي ان معركة دمشق انتهت، ويكرر منذ اكثر من شهر انه يتجه الى تطهير المناطق المحيطة بها من «الارهابيين». لكن المعارك العنيفة تتواصل في ريف العاصمة الذي يستخدمه مقاتلو المعارضة كقاعدة خلفية لعملياتهم فيها حيث نجحوا في الابقاء على جيوب مقاومة في احيائها الجنوبية، وفي تنفيذ عمليات تفجير دموية في احياء اخرى.
وفي شمال البلاد، باتت المجموعات المقاتلة المعارضة تسيطر على اجزاء واسعة من الريف، بينما تستمر المعارك الضارية في حلب التي اقفل مطارها وباتت طرق الامداد اليها شبه مقطوعة. كذلك، يسيطر المعارضون على اجزاء واسعة من الشرق، وينفذون عمليات نوعية في الجنوب.
وفي حين ترى لوفالوا ان «في امكان النظام ان يصمد في دمشق اشهرا اضافية قبل النظر في خيار المنطقة العلوية»، يوافق تايبلر ان «الخيارات المتاحة اليوم امام الاسد هي البقاء في دمشق ومحاولة استعادة المناطق التي خسرها قدر الامكان (...) او اقامة منطقة ذات غالبية علوية على الساحل السوري». وتعرف سلسلة الجبال الممتدة بين محافظتي اللاذقية وطرطوس (غرب) والتي تشكل امتدادا للساحل السوري، بـ «جبل العلويين». ويروي العديد من السوريين الذين رفضوا كشف اسمائهم، ان «كل انواع الاسلحة تتكدس في جبل العلويين منذ سنوات طويلة، وليس فقط منذ بدء النزاع الحالي».
ويؤكد الخبراء ان «الجبل يضم مخزونا ضخما من الاسلحة، وان الاسد لم يستنفد بعد كامل قدرات جيشه ونظامه».
وتقول لوفالوا: «كان في امكان الاسد ان يستغل وجود (الموفد الدولي الى سورية الاخضر) الابراهيمي في دمشق ومبادرة الروس للحصول على فرصة للحوار. لكنه على العكس مارس عنفا اكبر خلال هذا التحرك الديبلوماسي. يرى انه قادر على الانتصار، وبالتالي، لا يشكل الحوار او التفاوض حول الرحيل خيارا بالنسبة اليه». ويدرك الرئيس السوري، حسب الخبراء، ان اي تدخل خارجي لن يحصل في بلاده، لذا يعتبر ان المنطق الذي اعتمده منذ بدء الحركة الاحتجاجية ضده منتصف مارس العام 2011، والتي ما لبثت ان تحولت الى نزاع دام، يعطي ثماره.
ويؤكد الخبير في الشؤون السورية بيتر هارلينغ من مجموعة الازمات الدولية (انترناشونال كرايزيس غروب) ان «النظام اعتمد منذ بداية الازمة منطقا يقول انه يدافع عن نفسه وعن البلاد في مواجهة اعتداء لا يبقي له خيارا آخر. بالنسبة الى النظام، العنف لا يأتي منه انما من مؤامرة هو مضطر لمواجهتها. وبالتالي الحلول لن تأتي منه انما من اعدائه عندما سيدركون ان الثمن الذي سيدفعونه للتغيير اكثر من باهظ، وعندها سيستسلمون». ويضيف: «النظام عزل نفسه عن كل مخرج آخر وهو غير قادر على التخلي عن هذا المنطق».
الا ان هارلينغ يشير الى ان «النظام لا يزال قويا في نواته الصلبة التي تحتفظ بتماسكها وقدرتها على التدمير رغم الخسائر. سيواصل التصعيد كما يفعل منذ نحو سنتين على امل ان يعرض طرف ما، مخرجا يأخذ في الاعتبار مصالحه».
وتقول لوفالوا ان الاسد يمضي «في منطق الارض المحروقة، ولو سقط 300 الف قتيل»..

المصدر: مصادر مختلفة

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 157,390,408

عدد الزوار: 7,066,642

المتواجدون الآن: 55