مأساة اليرموك: استكمال الدور الأسدي في لبنان على المسرح السوري واللاجئون الفلسطينيون يحلمون بحق العودة الى مخيمات اللجوء

سليمان ألغى جلسة الحوار المقررة غداً في بعبدا ونوّه بالجهود التي بُذلت للمصالحة في بريح.....ميشال المر لـ "النهار": مواقف الرئيس إنقاذية وحوار بعبدا ينتظر خلوات ساحة النجمة

تاريخ الإضافة الإثنين 7 كانون الثاني 2013 - 5:40 ص    عدد الزيارات 1973    التعليقات 0    القسم محلية

        



 
محمد أبي سمرا

مأساة اليرموك: استكمال الدور الأسدي في لبنان على المسرح السوري واللاجئون الفلسطينيون يحلمون بحق العودة الى مخيمات اللجوء

 

ما هو دور منظمة "القيادة العامة" في ما حصل في مخيم اليرموك الفلسطيني قرب دمشق؟ وهل يستكمل النظام الاسدي، المتحلل في بحر من الدماء السورية، دوره اللبناني في تعريب المأساة الفلسطينية وحروبها الأهلية، مبرهناً انه صاحب "رسالة خالدة" في "أمة عربية واحدة"؟!

في أيام العواصف الرعدية الغزيرة المطر، تدفق الهاربون الفلسطينيون من مخيم اليرموك السوري الى لبنان، فوصلت مجموعات منهم الى مخيم شاتيلا في بيروت، حيث لا يبدو ان شيئاً يميزهم عن المقيمين في المخيم الشديد البؤس والاكتظاظ، سوى تحسرهم على ما كانوا عليه في بيوتهم ومساكنهم الفسيحة في اليرموك، مقارنة بالأكواخ الضيقة المقبضة التي يتكدس فيها فلسطينيو شاتيلا. "كنا نعيش هناك في مدينة، ولم نتخيل ان بشراً يمكن ان يعيشوا في مثل هذه الاماكن التي وصلنا اليها"، قال احدهم. الاقامة في شاتيلا تشبه حقاً اقامة اكداس البشر في جحور النمال او قفائر النحل، لكن من دون التنظيم الغريزي او الفطري الذي تقيمه تلك الحشرات في الجحور والقفائر. العابر ازقة المخيم الاسمنتي، يستغرب كيف لم ينفجر بعد بأكداسه البشرية وبؤسها، ويستعيد تلك المقولة عن مقدرة البشر الخارقة على التعود والتأقلم مع اشد الظروف قسوة وشقاء.
سيراً من محطة شارل حلو للنقل قرب مرفأ بيروت، وصل ابو هلال الفلسطيني الى مخيم شاتيلا في ليلة عاصفة ماطرة. ستيني هزيل، وجهه داكن نتيجة حروق تركت لونها في الجلد، ومثل قبعة يلفّ شاشٌ طبي رأسه، مذ اصابته شظية قبل ايام في جامع عبد القادر الحسيني في مخيم اليرموك الفلسطيني السوري القريب من دمشق. كانوا كثيرين، فلسطينيين وسوريين، عندما انهالت قذائف الطائرات على المسجد الذي هربوا اليه من بيوتهم، وكان يؤوي سواهم من مهجّري ضواحي دمشق القريبة. لا يعلم اين ومتى ومن ضمّد رأسه بالشاش. بعد دوي الانفجار، لا يتذكر سوى أنه وجد نفسه بين جموع من فلسطينيي اليرموك في احد شوارع دمشق، هاربين. امضوا بقية النهار وليلته هائمين على وجوههم في الشوارع. بعضهم انهكه التعب، فافترش زوايا الرصيف وغفا. في الصباح اخذوه معهم الى مقر امني سوري خاص بالفلسطينيين في دمشق، للحصول منه على تصاريح تمكّنهم من اجتياز الحدود السورية – اللبنانية.
العجيب في روايات السوريين والفلسطينيين الفارين الى لبنان، ان الاجهزة الامنية السورية في دمشق وسواها من مدن سوريا المدمرة، لا تزال تقوم بأعمالها الامنية الروتينية، كأن لا شيء يحدث في "سوريا الاسد". المرأة الحلبية المهجرة الى بيروت مع زوجها واولادها منذ اشهر، عادت قبل اسبوعين لتفقّد بيتها واهلها في حلب، لكن الحاجز الامني السوري الحدودي في جديدة يابوس اوقفها في طريق عودتها الى لبنان، وقال لها رجاله ان لديهم برقية من حلب تمنعها من مغادرة سوريا، ما ارغمها على العودة الى دمشق والاتصال هاتفياً بزوجها في بيروت، فتمكن من تأمين عبورها الحدود، بعد اتصالات اجراها بمعارفه في العاصمة السورية.
الفلسطينيون الذين فرّوا من مخيم اليرموك وسواه من مخيمات الفلسطينيين في سوريا، مجبرون على الحصول على تصاريح من الأجهزة الامنية السورية التي لا تزال تقوم بأعمالها الروتينية في دمشق. ابو هلال وسواه من مهجّري اليرموك الى لبنان، امضوا نهاراً في دمشق متزاحمين للدخول الى المقر الامني، كي يحصلوا على التصاريح. كانوا خائفين، كعادتهم وكحال السوريين كلما أُرغموا على "زيارة" هذه المقار. فبعضهم بدل حصوله على التصريح، قد يُعتقل ويختفي في سجون "أمن فلسطين" الشهيرة في "سوريا الأسد"، التي لا ترتضي بغير السجون او الحروب الأهلية طريقاً الى "الوطن السليب". بعد فرارهم من مخيم اليرموك وتشردهم في شوارع دمشق، وحصولهم على التصاريح، تدفق الفلسطينيون الى الحدود السورية – اللبنانية. منهم من وصل بالباصات او بالسيارات التي تضاعفت أجور الانتقال فيها، ومنهم من امضى نهاراً او ليلة كي يصل سيراً. ابو هلال وصل بالباص، وكغيره من الهاربين الفلسطينيين دفع 25 ألف ليرة لبنانية، رسماً للدخول الى الأراضي اللبنانية، بعد انتظاره وسواه ساعات طويلة لاجتياز الحدود التي يجتازها السوريون الهاربون من ديارهم من دون حاجتهم الى تصاريح، ولا الى دفع رسوم مالية وانتظارات طويلة. وهذه كلها تشعر الفلسطينيين بالتمييز، وتذكّرهم بأنهم من "الوطن السليب". المرأة السورية، المتزوجة من رجل فلسطيني في مخيم اليرموك، كان عليها أن تنتظر زوجها 4 ساعات في البرد والمطر، كي يجتاز الحدود. أما أبو هلال، الذي وصل مساء الى محطة شارل حلو للنقل، فلم يدرِ الى أين يذهب. مكث وقتاً في المحطة حائراً، قبل أن يتذكر اسماً من أسماء مخيمات الفلسطينيين في بيروت: شاتيلا هو الأقرب، قال له أحدهم، فاجتاز وسط بيروت وصولاً الى صبرا فمخيم شاتيلا، بعد منتصف الليل. في صباح النهار التالي، وفي مركز تابع لحركة "فتح" لاستقبال مهجري اليرموك، قال إنه نام ساعتين أو ثلاثاً في محطة شارل حلو. وكغيره من المهجرين كان يدخن من دون توقف، بيدين مرتجفتين برداً.

 

***
 


تفتح مأساة مخيم اليرموك الراهنة في "سوريا الأسد"، الغارقة في الدم والنار والدمار، سجل المأساة الفلسطينية المديدة المتنقلة في بلدان المشرق العربية. وإذا قيِّض في يوم ما أن يُكتب تاريخ وقائعي حقيقي لمأساة الفلسطينيين منذ اقتلاعهم من ديارهم العام 1948 وتشتتهم في أرجاء الارض، فلن تستغرق رواية الفصل الاول من مأساتهم (الإقتلاع والشتات الأولان) أكثر من جزء طفيف من صفحات ذلك التاريخ الكبير. أما النصيب الأوفر من تلك الصفحات فتستأثر به الفصول التالية التي عنوانها العام المشترك: تعريب المأساة الفلسطينية والحروب الأهلية العربية، التي لعبت فيها "سوريا الأسدية" الدور الأبرز والأكبر على المسرح اللبناني. وها هو النظام الأسدي المتحلل في بحر من الدماء السورية، يستكمل دوره الفلسطيني – اللبناني على المسرح السوري، بدءاً بمخيم اليرموك قرب دمشق، مبرهناً أنه صاحب "رسالة خالدة" في "أمة عربية واحدة" من المحيط الى الخليج. وقد تكون آخر فصول هذه الرسالة "حلبجة سورية" يتكهن بها المجتمع الدولي، مكتفياً بتهديد الأسد ووعيده بحساب عسير بعد وقوعها، وبعدما هادنه وقايضه وتركه يسرح ويمرح ويسوس حروبه الأهلية طوال عقود في لبنان، وبين الفلسطينيين، وفي سوريا.
أبو هلال وسواه من فلسطينيي "الشتات" السوري الجديد، قالوا إن لا جدوى من هذا الكلام الآن، متحسرين على ما كانت عليه حياتهم في مخيم اليرموك وسواه من المخيمات السورية. أحدهم كرّر أن اليرموك "مدينة تدخل السيارات والشاحنات وحتى الدبابات شوارعها، وليس مثل مخيم شاتيلا وغيره من مخيمات أهلنا في لبنان، ونحن لا نحسدهم على الاقامة فيها". هناك في اليرموك "كانت أحوالنا المعيشية والسكنية أفضل من السوريين المقيمين بيننا، لأن الأنظمة الادارية المتبعة في سوريا لا تميز ما بين الفلسطيني والسوري، لا في ما يتعلق بقوانين العمل والبناء والتملك والانخراط في الوظائف، إلا تمييزاً طفيفاً، لا نكاد نشعر به"، قال شخص ثالث، ثم تابع: مثلنا مثل السوريين، لم يكن يُسمح لأحد منا ومنهم بحيازة سلاح، أو سكين حتى، إلا لأولئك الفلسطينيين المنتمين الى منظمتي "حماس" و"القيادة العامة". وما يسمى مخيم اليرموك ليس مخيماً إلا اصطلاحاً، لأن غالبية سكانه من الفلسطينيين الذين أبت الأنظمة العربية إلا أن تسمي أماكن تجميعهم وإقامتهم مخيمات موقتة، كي يظلوا لاجئين موقتين وجاهزين لتجارة القضية والوطن السليب، طوال عقود. شخص من الحاضرين تدخل في الكلام قائلاً: ما لنا وهذا كله الآن! هذا كلام لا يفيد. هل لديك غرفة يمكن أن نأوي اليها؟!

 

***
 


في موقعها على الانترنت نقلت "تنسيقية مخيم اليرموك – الثورة السورية" عن "الموسوعة الحرة ويكيبيديا" مقتطفات من تاريخ المخيم الذي أنشئ العام 1957 على مساحة تقدر بما يزيد على مليونين من الأمتار المربعة لتجميع لاجئين فلسطينيين الى سوريا، وإقامتهم، على مسافة 8 كلم من دمشق، داخل الحدود الحضرية للعاصمة، غير بعيد من ضواحيها، كالقدم والتضامن والحجر الأسود. بمرور الأعوام حسَّن الفلسطينيون مساكنهم ووسّعوها، وشيدوا بنايات بطبقات عدة، فلم يعد يختلف في شيء عن أحياء الضواحي الدمشقية القريبة، ما حمل وكالة "الأونروا" لغوث اللاجئين الفلسطينيين، على عدم تصنيفه مخيماً رسمياً، أسوة بسواه من المخيمات الفلسطينية. فهو يزدحم بالمساكن والبنايات الاسمنتية المكتظة، من دون أن يقتصر سكانها على الفلسطينيين الذين يخالطهم عدد كبير من السوريين. وفي اليرموك شارعان رئيسان تكثر فيهما المتاجر، ويزدحمان بسيارات الأجرة والحافلات الكبيرة العاملة في النقل. الشارعان هذان، لوبيا وصفد، من أكثر الأسواق التجارية الشعبية نشاطاً في دمشق وضواحيها، فارتفعت أسعار المتاجر فيهما ارتفاعاً خيالياً. يعمل كثر من سكان اليرموك الفلسطينيين أطباء ومهندسين وموظفين في الادارة السورية وفي سائر المهن والاعمال التجارية والحرفية، فتبدو ظروفهم المعيشية افضل بكثير من أحوال سكان المخيمات، وحتى من أحوال فئات واسعة من مساكنيهم السوريين. فالإقتلاع والحراك والتضامن حفزت الفلسطينيين على تحسين معيشتهم وسكنهم، مع العلم أن في اليرموك 4 مستشفيات، وأكبر عدد من مدارس "الأونروا" وسواها من المدارس الحكومية. وترعى الوكالة الدولية مركزين لتحسين أحوال النساء، كما أنها طوّرت في تسعينات القرن العشرين عدداً من المراكز الصحية والتعليمية، بأموال اميركية وكندية. القانون الذي صدر العام 1956 ساوى اللاجئين الفلسطينيين بالمواطنين السوريين، فصار اليرموك "عاصمة الشتات الفلسطيني"، قبل أن تصير صبرا والفاكهاني ومحيط جامعة بيروت العربية عاصمة هذا الشتات في سبعينات القرن الماضي ومطلع ثمانيناته، مع العلم ان في سوريا 10 مخيمات فلسطينية تتوزع على ست مدن. مئات من شبان اليرموك قتلوا في الحروب الملبننة، بعدما غطى الجيش السوري المرابط في لبنان دخولهم وانخراطهم في الحرب. بعد تشتت المنظمات الفلسطينية المسلحة في لبنان العام 1982، خمد دور اليرموك "النضالي" لصالح نشاط تجاري، أدى الى نهضة اقتصادية لافتة في انحائه، والى استقطاب عشرات الوف السوريين للعمل والسكن فيه، فبات عدد سكانه حوالى 800 الف نسمة معظمهم من الأحياء العشوائية القريبة، فيما لا يتجاور سكانه الفلسطينيون 150 الف نسمة. في العام 1999 انتقلت قيادتا "حماس" و"الجهاد الاسلامي" الى دمشق، فأقام زعيم "حماس"، خالد مشعل، في اليرموك الذي انخرط عدد كبير من شبانه في الحركتين الاسلاميتين الحليفتين للنظام السوري، إضافة الى منظمة "القيادة العامة" بقيادة أحمد جبريل.

 

***
 


في الحقبة الاولى السلمية من الثورة السورية، وحدها منظمة جبريل – وهي ليست سوى جهاز أمني فلسطيني يتلقى أوامره من قيادة المخابرات السورية منذ سبعينات القرن الماضي، وشاركت في الحروب الأهلية الملبننة على هذا الاساس الى جانب منظمة "الصاعقة" – تبنت رواية النظام السوري عن الثورة بوصفها "مؤامرة كونية" على النظام تنفذها "عصابات مسلحة". حال "القيادة العامة" الجبريلية في هذا كحال أطراف "الممانعة" في لبنان. أما "حماس" فلم تتأخر في رفضها "الحل الأمني" في سوريا، ونقلت مكاتبها وخيارها السياسي من دمشق الى الدوحة، متخلية عن "محور الممانعة"، وفقاً لتقرير طارق عزيرة الباحث في "مؤسسة الدراسات الفلسطينية" في بيروت.
في مخيم اليرموك، حيث يقيم حوالى 650 الفاً من السوريين، ظهرت "تنسيقيات" للحراك الثوري السلمي، فشارك فيها وفي التظاهرات فلسطينيون، فيما نشطت منظمة جبريل، بالتعاون مع "الصاعقة" و"فلسطين حرة"، في تجنيد أبناء المخيم للمشاركة في قمع الاحتجاجات، تحت ستار ما سمّي "لجان شعبية". مع تحول الأحياء المحيطة باليرموك مناطق للتوتر الامني، نزحت عائلات سورية كثيرة الى المخيم الذي لعب دوراً بارزاً في أعمال الإغاثة، بينما واصلت المنظمة الجبريلية القمع والاعتقالات في صفوف الناشطين السوريين والفلسطينيين. في مطلع حزيران 2011 أطلقت المخابرات السورية، بالتعاون مع عاملها أحمد جبريل ومنظمته، ما سمّي "مسيرة العودة"، فاقتادت عشرات من الشبان الفلسطينيين الى الحدود السورية – الاسرائيلية في الجولان، حيث نزعوا الشريط الحدودي المكهرب، وتوغلوا في الاراضي السورية المحتلة، فقتل الجيش الاسرائيلي عدداً منهم، وفي الوقت عينه تقريباً أطلق "حزب الله" مسيرة مماثلة الى الحدود اللبنانية – الاسرائيلية. بعض قتلى "المسيرة" الى الجولان، شيِّعوا في مخيم اليرموك في 6 تموز، فثار غضب الفلسطينيين وحوّلوا التشييع تظاهرة ضد "القيادة العامة" التي اطلق عناصرها النار على المتظاهرين. بعد تعرض مخيم الرمل الفلسطيني في آب 2011 لقصف من جيش النظام السوري، ونزوح ألوف من سكانه، خرجت من اليرموك تظاهرات تهتف بـ"وحدة الدم السوري – الفلسطيني". أما مخيم درعا، فتعرض في الأثناء الى قصف مدمر أخلاه تماماً من سكانه، وسوّاه بالأرض. حيال هذا المصير تخوّف فلسطينيو المخيمات السورية، فتداعى الناشطون في اليرموك وسائر المنظمات والهيئات الفلسطينية العاملة فيه الى اجتماع تحت عنوان "تحييد المخيم"، لكن منظمة جبريل رفضت الدعوة، واستمرت في أعمالها الأمنية المسلحة انطلاقاً من اليرموك. في الاثناء تواصل النزوح الفلسطيني من سوريا الى لبنان، منهم حوالى 350 عائلة وصلت الى مخيم عين الحلوة، بينما قتل اكثر من 700 فلسطيني في سوريا حتى الآن، عدا الجرحى والمعتقلين. في آب، كانت عشرات القذائف تتساقط على اليرموك، فأوقعت عشرات القتلى والجرحى، وتبادلت السلطات السورية والمعارضة المسلحة الاتهامات بالمسؤولية عن القصف. اما في 16 كانون الثاني فاستهدف المخيم بصاروخين من غارة جوية، اديا الى مقتل العشرات وجرحهم، فبدأت بذلك رحلة فرار الفلسطينيين في اتجاه العاصمة دمشق، ومنها الى الحدود السورية – اللبنانية.
روى الفارّون من اليرموك الى مخيم شاتيلا ان منظمة أحمد جبريل المسلحة وحدها في مخيمات سوريا الفلسطينية، عمدت منذ شهور الى تجنيد شبان وفتيان متبطلين في حارة المغاربة على طرف اليرموك، وتسليحهم لقاء مبالغ مالية سورية، وحشدتهم في "مجمع الخالصة" الأمني التابع لها، وأطلقتهم لمطاردة الناشطين السوريين في الاحياء القريبة، كالحجر الاسود والقدم والتقدم. أما الكاتب الفلسطيني عبد المجيد سويلم، فأشار في مقاله له في موقع على الانترنت، الى ان "مجموعات جبريل التي تعمل كمقاول للنظام السوري، استطاعت، بالعمليات القذرة التي قامت بها ضد الجيش الحر، ان تُدخل اليرموك في الأتون السوري. وهي كانت تخصصت مديداً في اعمالها المأجورة إياها في مخيمات الفلسطينيين في لبنان".
لذا عمدت مجموعات "الجيش السوري الحر" الى مهاجمة اليرموك مساء الاحد 17 كانون الاول الجاري، فسارع حوالى مئة من منظمة "القيادة العامة" الى الانشقاق عن قيادة أحمد جبريل، أثناء دخول "الجيش الحر" الى المخيم، فحصلت مجابهات وتعرض اليرموك في اثنائها الى قصف مدمر. في 20 كانون الأول سار مئات من الفلسطينيين في تظاهرة تشييع احد القتلى هاتفين "يا حيف يا يرموك يا حيف/ شعبك نازح عَ الرصيف"، و"يا يرموك نحنا رجالك/ الله يلعن خوانك". وكتب إسلام عاشور على صفحة "تنسيقية مخيم اليرموك" في الـ"فايسبوك" ان "جيوش الممانعة وحلفاءها جعلت اللاجئ الفلسطيني يحلم بحق العودة الى مخيمات اللجوء".

 

ميشال المر لـ "النهار": مواقف الرئيس إنقاذية وحوار بعبدا ينتظر خلوات ساحة النجمة

 

 

عدوان يكشف عن لقاء لـ14 آذار وقوى 8 آذار تتهيأ لموقف موحد 

أبو فاعور: طلائع واعدة لمساعدات غربية وعربية للنازحين 

بعبارة شديدة الاقتضاب لم تخفَ أبعادها على سائر القوى السياسية، اعلن قصر بعبدا امس ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان ابلغ اعضاء هيئة الحوار الوطني "قراره الغاء جلسة الحوار" المقررة غداً الاثنين في القصر الجمهوري.
وهي المرة الاولى التي يتخذ فيها الرئيس سليمان قراراً بالغاء جولة حوارية، وليس بتأجيلها الى موعد آخر، الأمر الذي اكتسب دلالة ثقيلة من حيث تعمق الأزمة السياسية وتعليق جولات الحوار على نحو رسمي مثبت هذه المرة حتى التوصل الى تطور ما من شأنه ان يحدث ثغرة في الانسداد السياسي.
ونقل زوار الرئيس سليمان عنه لـ"النهار" انه وإن ارجأ انعقاد هيئة الحوار إلا انه سيتابع اتصالاته مع اطراف هذه الهيئة انطلاقاً من إصراره على ضرورة استمرار الحوار اذا لم يكن حول الطاولة فمع كل من هؤلاء الاطراف. كما نقلوا عنه انه قام بجهود كبيرة لفتح ثغرة في جدار التباعد وايجاد قواسم مشتركة تعيد جمع الاطراف على مبدأ الحوار، وهو لن يوقف هذه الجهود لأنه مؤمن بأن الحوار ضرورة وانقطاعه يهدد الوضع اللبناني برمته.
وأوضح رئيس الجمهورية امام زواره انه لن يحدد موعداً جديداً إلا بعد استشارات واتصالات سيتابعها مع كل الاطراف في الاسبوعين المقبلين وعندما يتأكد من تجاوبهم يعمد على الفور الى تحديد موعد جديد وذلك منعاً لاحراجه ولإحراج الاطراف.

 

ميشال المر
 

وكشف نائب رئيس الوزراء السابق النائب ميشال المر في حديث مسهب عن مجمل الوضع الداخلي لـ"النهار"، انه كان مستعداً لحضور جولة الحوار غداً، لكنه اضاف ان القرار في شأن جولات الحوار "متروك لفخامة الرئيس واذا قرر تأجيلها فهذا الامر يعود اليه والى المعطيات التي يملكها". وفي دعم قوي لموقف الرئيس سليمان قال المر انه "لا يوافق الذين يعلنون مقاطعة جلسات الحوار بسبب بقاء هذه الحكومة".
واضاف: "فخامة الرئيس هو قائد السفينة والمواقف التي صدرت عنه في الفترة الاخيرة تدل بوضوح على ان ما يقرره هو لمصلحة انقاذ لبنان من هذه الأزمة التي يتخبط فيها وقراراته نابعة من قناعاته الوطنية الثابتة ونحن نؤيد رأيه بأن الحوار ضروري ولا نرى بديلاً منه".
غير أن المر شدّد في المقابل على ضرورة تغيير الحكومة الحالية "التي جاءت من جراء مخالفة الاتفاق الميثاقي الذي تم في الدوحة في ايار 2008". وعدَّد مجموعة دوافع تملي استقالتها من ابرزها "ان بقاءها يبقي الأزمة السياسية والاقتصادية والمعيشية على حالها ويعرض لبنان للأزمات المستمرة والمشاكل الأمنية يومياً"، مؤكداً أن الحكومة "اصبحت العقبة أمام انعقاد طاولة الحوار". ودعا الى تشكيل "حكومة حيادية برئيسها ووزرائها والا يكون أي منهم مرشحاً للانتخابات النيابية المقبلة".
 

 
استعداداً "للحوار" النيابي
 

في غضون ذلك، تتكثف الحركات واللقاءات داخل كل فريق سياسي عشية انطلاق اعمال اللجنة السياسية الفرعية لقانون الانتخاب الثلثاء المقبل في مجلس النواب.
وعلمت "النهار" ان اطراف اللقاء الثلاثي في قوى 8 آذار، اي "أمل" و"حزب الله" و"التيار الوطني الحر" سيعقدون اجتماعاً قبل الثلثاء المقبل في حضور النواب الذين يمثلونهم في اللجنة النيابية الفرعية استعداداً لاجتماعات اللجنة. وادرج اللقاء في اطار تقديم صورة موحدة في اجتماعات اللجنة عن موقف الاطراف الثلاثة من قانون الانتخاب.
في المقابل تحدث نائب رئيس حزب "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان الى "النهار" عن رؤيته الى عمل اللجنة النيابية المصغرة والمكلفة درس مشاريع قوانين الانتخاب، فقال ان "الغاية الرئيسية من معاودة اللجنة اجتماعاتها الثلثاء هي الدفع الى عقد اجتماع للهيئة العامة لمجلس النواب في اقرب وقت، وذلك كي يصوّت كل فريق للقانون الذي يريد ويتحمل مسؤوليته علناً وننتهي من المزايدات. قريباً سنقول ان ساعة الحقيقة قد دقت ليحكم الناس على الافعال وليس النيات".
وشدّد عدوان على ان حزبه سيفعل كل ما يستطيع للانتهاء من "قانون الستين"، جازماً بأن هذا القانون لن يبقى. وكشف ان اجتماعاً عقد في الساعات الـ24 الماضية ضم ممثلي "المستقبل" والكتائب و"القوات" الذين "سيطرحون معاً وبوضوح خلال اجتماعات اللجنة مشروع الدوائر الخمسين، ولكن بانفتاح على مناقشة كل مشاريع القوانين". وقال ايضاً ان "الاجواء ملائمة وفقاً للاتصالات التي اجريناها للانتقال الى قانون جديد غير الستين. صحيح اننا قد لا نتوصل الى ذلك في اللجنة الفرعية، ولكن اؤكد ان هناك مشروعاً جديداً سينال اصوات اكثرية النواب في الهيئة العامة".
ورداً على سؤال، قال ان الكنيسة المارونية تقوم بمسعى لتقريب وجهات النظر بين الافرقاء المسيحيين حيال قانون الانتخاب.
ويستعد رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة للادلاء بمواقف وصفت بـ"المهمة" عشية انطلاق اجتماع الحوار النيابي الخاص بقانون الانتخابات وذلك عبر حديث تلفزيوني لمحطة الـMTV غداً الاثنين. وسيشرح السنيورة مواقف “المستقبل” وقوى 14 آذار من حصيلة العام الفائت ورؤيته للتطورات هذه السنة.

 

أزمة النازحين

وسط هذا المناخ السياسي لم تغب قضية النازحين من سوريا الى لبنان عن المشهد الداخلي أمس. وقد طلب لبنان رسمياً عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب في مقر الجامعة العربية للبحث في أزمة النازحين السوريين والفلسطينيين الى أرضه. وأوضح سفير لبنان في القاهرة ومندوبه الدائم لدى الجامعة العربية خالد زيادة ان اتصالات تجرى حالياً لتحديد موعد الاجتماع، مرجحاً ان يكون يوم السبت المقبل.
وصرح وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور تعليقاً على ما نشر في “نهار” أمس لـ”النهار” ان هناك “رفضاً لانشاء لجنة تؤدي الى تسليم معارضين الى النظام السوري”. واضاف: “لسنا في حاجة الى مادة اضافية للتجاذب السياسي. وكل الجدل الذي يحصل لا يمكن أن يقودنا إلا الى استمرار التعاطي الانساني السيادي الرصين في هذا الملف بعيداً من أي فرضية سياسية”.
وكشف ان الحديث عن انشاء لجنة تنسيق مع النظام السوري “أثار مخاوف لبنانية، وقد قمت بالاتصال برئيسيّ الجمهورية والحكومة ووزير الخارجية الذي استوضحته الامر فنفى حصوله”. وعلم ان أبو فاعور وخلال الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء، ورداً على اقتراح منصور اجراء اتصالات مع الجهات السياسية في سوريا قال “ان ما هو مطروح هو الكلام مع الطرف وراء الازمة”. وعندما اقترح منصور تشكيل وفد لزيارة سوريا رد عليه الرئيس سليمان بأن الأمر “لا يحتاج الى أكثر من التعاطي مع السفارات”.
الى ذلك، ابلغ ابو فاعور “النهار” ان هناك امكانات واعدة لمساعدة النازحين السوريين ظهرت طلائعها بالتزام المانيا دفع 20 مليون دولار فيما يستعد الاتحاد الاوروبي لتقديم مساهمة كبرى القسم الاهم منها سيأتي الى لبنان. وأيضاً تستعد كندا للقيام بخطوة مماثلة فيما تتحضر الكويت لعقد مؤتمر للمانحين آخر الشهر الجاري على ان تبادر الكويت فور نيل الحكومة الكويتية الثقة الى ضخ المساعدات. وتنتظر الولايات المتحدة الاميركية ابرام اتفاق مع المفوضية العليا للاجئين كي تساهم بدورها في المساعدات.
واوضح ان المفوضية العليا للاجئين أوصت بعدم اقامة مخيمات للنازحين والاستعاضة عنها بدفع بدلات ايجار اماكن الايواء أو ترميم الابنية التي يمكن استخدامها لا سيما أبنية المدارس المهجورة.
يشار في هذا السياق الى ان نقطة المصنع الحدودية، لا سيما منها المسلك المؤدي في اتجاه سوريا، شهدت امس زحمة خانقة حيث سجلت حركة كثيفة في الاتجاهين.

 

 


"إنماء طرابلس والميناء" الكورنيش ليس للبيع

 

استنكرت جمعية "انماء طرابلس و الميناء" بعد اجتماعها برئاسة روبير حبيب، المساعي لتنفيذ مشروع ردم قبالة كورنيش الميناء - طرابلس يهدف الى استبدال مساحة كبيرة من الشاطئ بعقارات جديدة". اذ أن "قرارات المجلس الأعلى في شأن الواجهة البحرية ونظام الشواطئ يمنع الردم وإقامة المشاريع التي تحجب النظر، وتحرم المواطنين التمتع بثروات الطبيعة".
ورفضت الجمعية "السكوت عن مثل هذا المشروع، مؤكدة أن "ميناءنا ليس للبيع". ودعت الى "الحفاظ على الكورنيش وطبيعته ومساحاته الشاطئية التي تشكل واجهة مشرقة للمدينة المعروفة باحتضانها احدى اروع الجزر والمحميات المحلية والشرق اوسطية".
 وحضت الجمعية "الجهات الرسمية المعنية بالحفاظ على طبيعة لبنان وشواطئه وجميع الحرصاء على طرابلس والميناء، على الحؤول دون تنفيذ هذا المشروع الذي يبتر من المدينة أحد أعضائها ويفقدها روحيتها من أجل أسباب استثمارية بحتة، كما يهدد أرزاق عدد كبير من العمال والصيادين في الميناء. ودعت الجمعية المساهمين، الى وقفة ضمير والى "مزيد من الوعي لدى ابناء المدينة، علهم يدرون ماذا يفعلون ويتراجعون عن بيع مينائهم".

 

 
مي عبود ابي عقل

ميشال المرّ لـ "النهار": الحوار ضرورة ونريد صحوة ضمير قبل الانهيار والانتخابات يجب ألا تتأجّل لأيّ سبب... ولتشرف عليها حكومة حيادية

 

 

ليس عادياً أن يمضي سياسي خمسين سنة من عمره في العمل السياسي الناجح، ويستمر يوما بعد يوم، وسنة بعد سنة، في الحفاظ على قاعدته الشعبية التي تواصلت من جيل الى جيل، وما زالت تقوى وتتنامى، لأنه يتعايش معها يومياً، فهو الحاضر دائماً، ليلا ونهاراً، في أفراحها وأحزانها، وفي تأمين متطلباتها والخدمات لها، من أي نوع كان، طبية أو اجتماعية، وتوفير فرص العمل للشباب في القطاعين الخاص والعام.
 

أما على الصعيد السياسي فالرئيس ميشال المر هو من السياسيين القلائل القادرين على التعامل مع الأزمات الصعبة، محاولاً إيجاد الحلول لها، مهما كانت معقدة، لأنه حواري بامتياز، ولم يقطع صلته بأحد.
قليلة هي إطلالاته الإعلامية، لكنه عندما يتكلم يوجه رسائل محددة في الوقت المناسب.
* الى اين الوضع في رأيك وسط هذا المشهد المتأزم والصراع بين فريقي 8 و 14 آذار؟ وإلى أين نحن ذاهبون؟
- الوطن في حال الخطر، إن لم نقل في غرفة العناية الفائقة. فالمواطن يواجه يومياً أخطاراً أمنية من كل الانواع، بحيث إنه اذا ترك بيته الى مقر عمله، لا يعرف إن كان سيعود حياً أو ميتاً أو مخطوفاً. كذلك وصلت الأوضاع المعيشية، عند فئة كبيرة من اللبنانيين، الى حال الفقر والتفتيش عن لقمة العيش، لأن الشلل والجمود أصابا كل القطاعات الإقتصادية والتجارية والصناعية والسياحية والزراعية. فرص العمل شبه معدومة أمام الشباب حاملي الشهادات العليا أو المهنية، مما أدى الى هجرة عشرات الآلاف منهم شهرياً، سعيا وراء لقمة العيش خارج لبنان. وصل الشعب اللبناني الى حالة الكفر بالدولة وبالسياسيين كافة، موالاة  أو معارضة، ويزداد هذا الكفر يوماً بعد يوم، بحيث دبّ اليأس في نفوس الناس والمواطنين، وفقدوا الثقة بمستقبل وطنهم، وهم اليوم يواجهون المصير المجهول.
 إلى أين نحن ذاهبون؟ إذا لم نتحسّب جيداً الى ما هو آتٍ علينا، فإن الوضع القائم أخطر بكثير مما يتوقع بعضهم، ولبنان يمرّ في مخاض عسير وخطير اليوم وخلال الأشهر المقبلة، الأمر الذي يتطلب من كل الفرقاء والقيادات على تنوعها وقفة تتسم بروح المسؤولية والتضامن والوحدة في وجه العاصفة المقبلة علينا، نريد وقفة تتجلى فيها الوطنية في بعدها الأمني والإنساني والاخلاقي، لحماية ما تبقى من هذا الوطن، وتكون هذه الوقفة المتجردة بمثابة صحوة ضمير، كي ننقذ ما تبقى من الوطن، قبل الوصول الى الإنهيار الكبير حيث لا ينفع بعدها الندم.

 

السلاح والحكومة

* ما هي الأسباب التي أدت الى وصولنا الى هذه الأوضاع؟
- الأسباب متعددة منها: اقليمية ودولية، ومنها داخلية.
اقليمياً ودولياً: التداعيات والإرتباطات العائدة الى ما يجري في الشرق الأوسط، وخصوصاً في الدول العربية المجاورة للبنان، وأهمها ما يجري في سوريا وانعكاساتها، ثم في القضية الفلسطينية، الإضافة الى ما يجري في العراق وإيران ومصر وسواها. التطورات المتسارعة للأوضاع في سوريا، إنعكست سلباً على الساحة اللبنانية، لأن الإنقسام السياسي الحالي في لبنان أدى الى استنفار شعبي مسلح دائم ومستمر بين الأفرقاء، ومن الممكن أن يؤدي في أي لحظة الى التصادم والإقتتال والفتنة، إضافة الى مشكلة النازحين.
داخلياً هناك 3 أسباب:
1- الإحتقان الطائفي والمذهبي الذي يتمادى على الساحة اللبنانية، وتحول مع الوقت الى حرب باردة، يعرّض الوطن كل يوم الى ما يشبه فتنة طائفية متنقلة تهدد كيانه في أي لحظة.
2-  السلاح، وهو يشكل المشكلة الكبرى التي يجب إيجاد الحلول لها، لأنها الأداة الفاعلة التي تشكل الخطر اليومي والدائم الذي يهدد الأوضاع الأمنية، وبالتالي الإستقرار في البلاد.
وفي جلسة الحوار في أوائل حزيران 2012، وضع فخامة رئيس الجمهورية جدول أعمال لمعالجة مشكلة السلاح، وكانت عناوينه كما يلي:
أ- سلاح المقاومة، وكيفية الإستفادة منه إيجابياً للدفاع عن لبنان، والإجابة عن الأسئلة التالية: لماذا يستعمل؟ ومتى؟ وكيف؟ وأين؟
ب- السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وسبل إنهائه، والسلاح الفلسطيني داخل المخيمات وطرق معالجته، تنفيذاً لمقررات مؤتمر الحوار الوطني.
ج - نزع السلاح المنتشر داخل المدن وخارجها.
انتهت جلسة الحوار الى صدور "إعلان بعبدا" الذي وافق عليه الجميع، وجاء في خلاصته: "اعتبار هذا البيان بمثابة "اعلان بعبدا"، يلتزمه جميع الأطراف، وتبلغ نسخة منه الى جامعة الدول العربية، وإلى منظمة الأمم المتحدة، ويشكل وثيقة ميثاقية". ويتضمن هذا البيان طريقة معالجة مشكلة السلاح وسواها من المشكلات التي يعاني منها لبنان. لكن ويالأسف، لم تستكمل الخطوات التنفيذية " لإعلان بعبدا " حتى اليوم. كذلك لم يتم طرح إستراتيجية دفاعية ومناقشتها، واتخاذ قرار في شأنها بعد.
3- الوضع الحكومي: جاءت هذه الحكومة الى الحكم جراء مخالفة الإتفاق الميثاقي الذي تم في الدوحة في أيار 2008 وتم توقيعه والموافقة عليه من جميع الافرقاء السياسيين في لبنان، والذي جاء فيه: "تتعهد الأطراف كافة بمقتضى هذا الإتفاق، بعدم الإستقالة أو إعاقة عمل الحكومة".  لكن الواقع أن هذه الحكومة جاءت نتيجة استقالة الوزراء الممنوعة استقالتهم حسب إتفاق الدوحة، فيكون رافق ولادتها اشكال كبير وصدمة سياسية داخلية لفريق كبير على الساحة اللبنانية،  كما كانت له ارتدادات إقليمية على بعض الدول العربية المعنية بالأزمة اللبنانية، وكان المفترض معالجة هذه المسألة عند تأليف الحكومة، وذلك بإشراك أكثرية الأفرقاء على الساحة لكي تصبح حكومة تمثل أكثرية الأفرقاء في حال تعذر الوصول الى حكومة وحدة وطنية شاملة، ويكون تم التعويض جزئيا على الإشكال الدستوري الذي قضى بالإستقالة.
لكن ما جرى عندما تم تشكيل هذه الحكومة، هو استبعاد فئة كبيرة من اللبنانيين منها، مما أدى الى الشعور الدائم لدى هذه الشريحة بأنها مهمشة ومستبعدة عن المشاركة في الحكم وفي القرارات التي تعني جميع اللبنانيين. هذه الحكومة عندما تألفت كانت تمثل فريقاً سياسياً من لون واحد محلي وإقليمي، لكن الأوضاع في لبنان اليوم تتطلب قرارات مصيرية تعني جميع اللبنانيين، ولا يمكن لهذه الحكومة التي هي بلون واحد أن تتخذها.
* ما هو الحل لمشكلة الحكومة في رأيك؟ هل تؤيد سقوطها أو تغييرها أو بقاءها؟
هذه الحكومة عليها أن تستقيل للأسباب الآتية:
1- إن بقاءها يبقي الأزمة السياسية والإقتصادية والمعيشية على حالها، ويعرض لبنان للأزمات السياسية المستمرة وللمشاكل الأمنية يوميا، وفي حال طرأ أي تطور إقليمي، من الممكن أن ينعكس على الساحة اللبنانية، ونصل بالتالي الى فتنة أهلية تؤدي الى كارثة في البلد، كل ذلك بسبب الإبقاء على حكومة من لون واحد معروفة بارتباطاتها الإقليمية.
2- ستبقى الأزمة الإقتصادية والسياحية والمعيشية تراوح مكانها، بل ستزداد، لأن الدول العربية الصديقة، والتي كانت دائما تدعم لبنان، ستبقي على مقاطعتها، وتمنع رعاياها من المجيء الى لبنان، مادامت هذه الحكومة باقية.
3- أصبحت هذه الحكومة هي العقبة أمام انعقاد طاولة الحوار، لأن الفريق الذي يقاطع طاولة الحوار يعلن السبب وهو بقاء الحكومة.
4- كذلك أصبحت هذه الحكومة هي السبب في مقاطعة سير العمل في اللجان النيابية وشلل العمل في مجلس النواب، مما أدى الى عدم اقرار قانون للإنتخابات وغيره من القوانين الضرورية والملحة. لكن دولة الرئيس بري يحاول كعادته إنقاذ الدور التشريعي للمجلس النيابي، ونتمنى على الجميع معاونته للوصول الى النجاح بدوره الوطني الإنقاذي.
5- ان فترة الستة أشهر التي تسبق الإنتخابات هي فترة تحضيرية للعملية الإنتخابية، ومنها إعلان لوائح الشطب في كل القرى اللبنانية، وأعمال لجان القيد وسواها والتي تشكل جزءا من العملية الإنتخابية، وهذا الجزء من العملية الإنتخابية يبدأ قانوناً في العاشر من شباط وينتهي في أواخر آذار من كل سنة، فلا يجوز أن تجري التحضيرات للإنتخابات من قبل حكومة غير حيادية ولها لون واتجاه معين، رغم حيادية وزير الداخلية ونواياه الطيبة.
6- لا يمكن التذرع بالفراغ الحكومي، لأن الحكومة إذا استقالت تستمر بتصريف الأعمال حتى تتألف حكومة جديدة، أي أن الخوف من الفراغ ليس في محله، كما أن الأوضاع الأمنية يعالجها الجيش وقوى الأمن الداخلي، وليس الحكومة.
* ما هي الحكومة التي ترى وجوب تأليفها في هذه المرحلة؟
- يجب أن تكون الحكومة حيادية برئيسها ووزرائها،  وأن لا يكون أي منهم مرشح الى الإنتخابات النيابية المقبلة، وان يتصرفوا على أنهم جاؤوا لمهمة محددة هي الإشراف على العملية الإنتخابية.

 

محور أساسي مع الطاشناق

* ما هو الحل لأزمة قانون الإنتخاب في ظل  الإجماع على رفض قانون الستين وعدم الإتفاق على قانون جديد؟ وهل من خوف على تأجيل موعد الإنتخاب؟
- لا أرى أن هناك اجماعاً على رفض قانون الستين، لأن هناك عدداً كبيراً من النواب، وربما الغالبية منهم مع قانون الستين، وفقاً للمعلومات المتوفرة لديّ. ولست مع تأجيل الإنتخابات لأي سبب كان، يجب أن تجرى الإنتخابات في الوقت المحدد لها أي أوائل حزيران عام 2013، وعلينا الإتكال على دور الرئيس بري الإنقاذي للوصول الى قانون إنتخاب يتم بالتوافق أو بالغالبية الكبرى من الفرقاء، وبالتالي من النواب.
أما على الصعيد الشخصي فلا فرق عندي بين القانون النسبي أو القانون الأكثري أو قانون الوزير فؤاد بطرس أي النصف أكثري والنصف نسبي، وإلاّ فليكن قانون الستين معدلاً. المهم أن تجري الإنتخابات ولا تتأجل لأي سبب كان.
* أين سيكون موضعك في ظل معركة مفصلية في المتن على ما يبدو وأنت بيضة القبان فيها؟
- لا يمكن أحداً الإدعاء أنه ستكون هناك معركة مفصلية في المتن قبل معرفة التحالفات التي ستتم قبل شهرين أو ثلاثة من تاريخ الإنتخابات. لماذا تريدون أن نتقاتل ونتصادم على الساحة المتنية عندما يمكننا التوصل الى اعطاء كل  فريق حصته في التمثيل النيابي المتني،  وذلك بالحوار والتفاوض بين القوى الفاعلة في المتن؟ نشكر الله لأن المتن لم تصل إليه المعارك والصدامات التي طاولت مناطق عدة في لبنان، فهل نجلبها اليه اليوم بسبب معارك إنتخابية ربما تؤدي الى التصادم والإقتتال؟
أما إذا كنت أنا بيضة القبان فأقول لكم ان لدي قاعدة إنتخابية كبيرة من المستقلين، ومعروفة قوتها من الجميع، وهي تشكل بيضة القبان، ولكن سنستعملها للتوصل الى التوافق.
* كيف هي علاقاتك بالكتائب والطاشناق؟
- علاقاتي مع الكتائب مستمرة بشخص الشيخ سامي الجميل، ولدينا وجهات نظر متقاربة، ومن خلاله نسمع رأي التيار الذي يمثله. أما بالنسبة الى الطاشناق فعلاقاتي التاريخية بهذا الحزب عمرها أكثر من خمسين عاما، وكنا طيلة هذه المدة متحالفين في الإنتخابات، باستثناء عام 2009 حيث كانت له ظروف خاصة أدت الى عدم التحالف معنا. ولكن العلاقة الطبيعية عادت بعد الإنتخابات الأخيرة الى ما كانت عليه منذ الستينيات، أي علاقة صداقة وتنسيق دائمين في المواقف. وفي آذار 2013 أي قبل الإنتخابات بشهرين، نبدأ درس إمكانية التحالف النهائي، في ضوء موقع كل منا في حينه، وإن شاء الله سنشكل مع الطاشناق محورا أساسيا للمستقلين في المتن، يؤدي الى التوافق مع جميع الأفرقاء.
لذلك، لا أرى أننا مقبلون على معركة مفصلية في المتن، بل على تفاهم ربما يشمل كل القوى السياسية الموجودة فيه.

 

لا بديل من الحوار

* بعد جلسات الحوار التي حضرتها هل ترى انها ذات جدوى، أم يجب تغيير الصيغة؟
- هذا القرار متروك لفخامة الرئيس. فإذا قرر تأجيلها فالأمر يعود اليه والى المعطيات التي يملكها. أما على صعيد الذين يعلنون مقاطعة جلسات الحوار بسبب بقاء الحكومة، فإنني لا أوافقهم الرأي. فخامة الرئيس هو قائد السفينة، والمواقف التي صدرت عنه أخيراً تدل بوضوح على أن ما يقرره هو لمصلحة إنقاذ لبنان من هذه الأزمة التي يتخبط فيها، وقراراته نابعة من قناعاته الوطنية الثابتة، ونحن نؤيد رأيه في أن الحوار ضروري ولا نرى بديلا منه.
* يحكى عن تيار الوسطية في البلاد هل أنت فيه؟
- أنا مع تيار المستقلين، لأن القاعدة الشعبية التي تدعمني في المتن من المستقلين، وهم يمثلون شريحة كبيرة من الناخبين. أما الوسطية فهي تسمية طرحت أخيراً في الإعلام، وعندما نعلم ما هي الوسطية وبرنامجها، ومن هي قياداتها، وما هي أهدافها، سيكون في امكاننا اعطاء رأي فيها. أما اذا كان الطرح الوسطي في خلفياته هو دعم بقاء الحكومة القائمة، فإننا لا نشاركهم الرأي، لأن مصلحة لبنان العليا تقضي بألا تبقى هذه الحكومة كما ذكرنا.
* كيف ترى الوضع في سوريا في ظل ما يتردد عن خواتيمها؟
ا- هذا السؤال يجب توجيهه الى  الأميركيين والأوروبيين والروس والصينيين، لأنهم يعرفون  ماذا يفعلون ويخططون في هذا الموضوع. وبما أنني لا أحب التنظير والإفتراضات، ليس لدي جواب عن هذا السؤال. فأنا لا أعرف.

 

 

سليمان ألغى جلسة الحوار المقررة غداً في بعبدا ونوّه بالجهود التي بُذلت للمصالحة في بريح
 

 

نوه رئيس الجمهورية ميشال سليمان "بانجاز الخطوات التي تؤدي الى استكمال المصالحات في الجبل خصوصاً في بلدة بريح وبالجهود التي بذلت في هذا المجال".
واعتبر أمام زواره في بعبدا أمس "ان لقاء المصالحة يشكل الحلقة الأخيرة من بروتوكول المصالحة" الذي رعاه بين لجنة مشتركة من المقــيمين والعائدين من ابناء البلدة في حضور رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط الذي "بذل جهوداً مستمرة لتحقيق هذا الانجاز".
ولفت الى "ان هذا الانجاز يطوي الصفحة الاخيرة من ملف عودة المهجرين ويفتح صفحة جديدة من اهم الصفحات في تاريخ الوحدة الوطنية والعيش المشترك فيكون لها تأثيرها في تصليب الوحدة والتفاهم بين ابناء الجبل وتاليا بين ابناء الوطن".
هيئة الحوار
في مجال آخر، أبلغ سليمان أعضاء هيئة الحوار الوطني قراره الغاء جلسة الحوار المقررة غداً الاثنين في القصر الجمهوري في بعبدا.
على صعيد آخر، عرض رئيس الجمهورية التطورات مع النائب جان اوغاسابيان ثم مع النائب السابق لرئيس مجلس الوزراء اللواء عصام ابو جمرا، فالوزير السابق كريم بقرادوني.
ومن زوار بعبدا النائب السابق صلاح حنين.
من جهته، أصدر مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية البيان الآتي: "يعلن فرع المراسم في المديرية العامة لرئاسة الجمهورية انّ موعد استقبال فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان لأعضاء السلكين الديبلوماسي والقنصلي محدد سابقا في 15 و16 كانون الثاني الجاري، وذلك بسبب موعد هيئة الحوار الوطني من جهة وزيارة الرئيس القبرصي ديميتريس كريستوفياس للبنان في 9 و10 و11 منه من جهة أخرى".

 

 
ريتا صفير

الصراع المتوسطي بنسخة آسيوية يتفاعل بين الصين  واليابان... هل تولّد "مبارزات النفط" مناطق ازدهار وسلام؟

 

كما في البحر الابيض المتوسط، كذلك في المحيط الهادئ. هنا، بين "مثلث" لبنان وقبرص واسرائيل "صراع" بحري، "حلبته" المنطقة الاقتصادية الخالصة على خلفية احتوائها على موارد نفطية. وهناك، بين اليابان والصين ملامح حرب بحرية حول جزر سينكاكو. من مسبباتها نزاع حول السيادة على اراض تعود "جذور" ملكيتها الى نظام ارسته الحرب العالمية الثانية وما سبقها، فيما تبرز في خلفياتها ايضا "عقدة" النفط استناداً الى دلائل عن وجود موارد مماثلة في المنطقة كما يقول  اليابانيون.
وفي الحالتين، تكاد وسائل المواجهة تتشابه. ففي الفترة الأخيرة،  تعددت الخروق الصينية بحرا (62 زورقا دخلت المياه الاقليمية اليابانية 18 مرة) بحسب الخارجية اليابانية، بالتزامن مع اصدار بيجينغ قانونا في شأن البحار الإقليمية والمناطق المجاورة يعتبر الجزر جزءا منها.
وقد عدّت هذه الاعمال علامة من علامات التصعيد الذي استكمل نهاية الشهر الماضي بخروق جوية للاجواء وصفته الخارجية اليابانية "بأنه "عمل خطر من شأنه رفع حدة التشنج" .
اما على الجبهة المتوسطية، فتظهر جولات السفن الحربية التركية قبالة الشواطئ القبرصية سابقا والتهديدات اللبنانية - الاسرائيلية المتبادلة ملامح عسكرة محتملة للنزاع على الثروات البحرية، وقت شكل الاتفاق الاسرائيلي - القبرصي للترسيم البحري احد "الاسلحة" التشريعية التي شهرت في وجه لبنان، على خلفية قضم 860 كيلومترا مربعا من حقوقه.
في مقال نشرته "الهيرالد تريبيون" الشهر الماضي، تناول وزير الخارجية الياباني السابق كويشيرو غامبا "عمق" الصراع الآسيوي، فكتب قائلا في مستهل افتتاحية في هذا الخصوص:" تركزت المخاوف الامنية العالمية في العشرية الاخيرة، على التطورات في الشرق الاوسط، حيث يبقى الوضع هناك هشا  مقلقاً. وباتت اخيرا البيئة الامنية في المحيط الآسيوي – الهادئ غير مستقرة ومبعث قلق متنام كما يبدو انطلاقا من اعادة التوازن الاستراتيجي الاميركي حيال المنطقة".
وقد مثلت الخروق الصينية والاحتجاجات التي اندلعت في مناطق صينية بالتزامن مع رشق مؤسسات ديبلوماسية بمواد خطرة وتنفيذ أعمال عنف ضد مواطنين يابانيين، مصدر قلق لطوكيو التي اكدت عبر خارجيتها  "الرد في شكل حاسم على اي خرق جوي بموجب التشريعات الداخلية"، متهمة الصين بتصعيد الوضع من جانب احادي. الا ان اليابان وعدت في الوقت عينه بان تتعاون مع جارتها الآسيوية "لجعل بحر شرق الصين بحر سلام وتعاون وصداقة عبر تعزيز الثقة المتبادلة بين السلطات البحرية ومواصلة المشاورات الثنائية".
ضمن هذه المقاربة، ينفي اليابانيون ان تكون جزر سينكاكو جزءا من الأراضي التي تخلت عنها بلادهم وفقا لمعاهدة سان فرنسيسكو للسلام التي رسمت حدود الأراضي اليابانية بعد الحرب العالمية الثانية ووقعتها  48 دولة. وهم يقولون ان هذه المناطق وضعت تحت إدارة الولايات المتحدة كجزء من جزر نانسيي شوتوكو، علما انه تم الاعتراف بمعاهدة سان فرنسيسكو ضمن معاهدة السلام الصينية - اليابانية التي أبرمتها اليابان مع جمهورية الصين (تايوان) عام 1952.
ومن وجهة النظر اليابانية، منحت طوكيو الحقوق الإدارية على جزر نانسيي شوتوكو ومنها جزر سينكاكو طبقاً للاتفاق الياباني - الاميركي حول جزر ريوكيو وجزر دايتو عام 1971. وهي تعزز مقاربتها هذه بتأكيد مفاده ان حكومتي الصين وتايوان بادرتا بمطالبتهما بالسيادة على الجزر تزامنا مع دراسة للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لآسيا والشرق الأقصى (ECAFE)  تحدثت عن احتمال وجود موارد نفطية في بحر الصين الشرقي.
في المقابل، يستعيد الصينيون تاريخ مطالباتهم السيادية على هذه المناطق والتي تعود الى القرن التاسع عشر. آنذاك شكلت الصين محور دول آسيوية، بينها الجزر المتنازع عليها، والتي تولت دفع بدلات لها اقرارا بدورها المركزي.    
واذا كانت طوكيو تعول على  تطبيق هذه المبادئ وفقا للقوانين البحرية الدولية، على قول غامبا، فهي تذكر ايضا بمبادرات طبعت تاريخ النزاع الحديث وتضمنت شراء الحكومة اليابانية الجزر من مواطن محلي وفقا للقانون المدني في ايلول 2012. وقد قوبلت الخطوة برد فعل صيني انطلق من انهزام اليابان في الحرب العالمية الثانية، ومحاولتها راهنا قلب النظام العالمي الذي أرسي بعدها.
وفيما يزداد الكلام عن امكان تحويل القضية كلها الى محكمة العدل الدولية، تطرح مجموعة اسئلة: هل تنحو ازمة الموارد النفطية في البحر الابيض المتوسط المنحى ذاته عبر فض النزاع من خلال التوجه الى المؤسسات الدولية المعنية، ام تتظهر بشائر تسوية في منطقة عانت طويلا من الصراعات على اختلافها؟

 

ميقاتي وكرامي تابعا انتخابات المجلس الشرعي واجتماع لرؤساء الحكومات الأسبوع المقبل

 

ناقش رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي مع وفد من المجلس الاسلامي الشرعي الأعلى ضم نائب الرئيس عمر مسقاوي، والأعضاء: جلال حلواني، رشيد ميقاتي، خلدون نجا، محمد فواز، محمد الصميلي، بسام برغوت وعبد الحليم الزين، انتخابات المجلس الاسلامي الشرعي الأعلى في دارته في طرابلس. وأبلغ ميقاتي الوفد أنه سيدعو رؤساء الحكومة السابقين الى إجتماع في السرايا ظهر غد.
وصرّح مسقاوي ان ميقاتي "يُعتبر المفصل الأساس في إيجاد حل للأزمة"، مطالباً "بإنتخابات فاعلة وقادرة على وضع ضوابط أساسية للمجلس الذي يعد المرجعية الأساس في ضبط اداء هذه المؤسسة، من مفتي الجمهورية الى المدير العام للأوقاف". وذكر "إن القانون وضع لهذه الضوابط قواعد أساسية"، معتبراً "ان الدعوة الى انتخابات من دون رقابة المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى تمثل امراً خطيراً جداً على المؤسسة".
واضاف: "موقف الرئيس ميقاتي كان الموقف القانوني المسؤول عن هذه المشكلة، ومنذ مراجعة السلطة في مجلس شورى الدولة كان متناغماً مع أساس المشكلة، وهي أنها إدارية مرهونة بضوابط قانونية تمنع اي مسؤول من تجاوز حدوده، وإن المجلس الشرعي هو الوحيد المخوّل دعوة الهيئة الناخبة لانتخاب أعضائه الجدد بعد انتهاء مدته، وهذا واجب، اضافة الى أن على المجلس أن يحضر للعملية الانتخابية، كما انه المرجع في أي شكوى أو مراجعة". وتمنى على ميقاتي "دعوة اصحاب الدولة السابقين ليرسموا الطريق الصحيح لانتخابات صحيحة".
ونقل عن ميقاتي استعداده لحل القضية، متوقعاً "جواباً ايجابياً، لأننا نعلم أنه يشدد على انتخابات صحيحة واجتماع لأصحاب الدولة جميعا، وبذلك تحفظ وحدة الطائفة ومرجعيتها بعيداً من الخلافات خصوصاً أن الدعوة للانتخابات تقع في فخ الخلافات والانقسامات وهذا خطير جدا".
وكان ميقاتي عقد سلسلة اجتماعات سياسية وامنية.

 

عند كرامي

كذلك زار وفد المجلس الشرعي الرئيس عمر كرامي الذي تلقى اتصالاً من ميقاتي وابلغه بموعد اجتماع رؤساء الحكومات غداً الاثنين "من اجل وضع خطة إصلاح متكاملة للشؤون الدينية وحلولاً لقضية انتخاب المجلس الشرعي".
ودعا كرامي، بعدما عرض اعضاء الوفد وجهة نظرهم، الى "ضرورة وضع خريطة طريق تطبق وطي صفحة الفوضى والشائعات والارتكابات التي عادت على الطائفة بالسوء". وامل في "أن يتوصل رؤساء الحكومات في اجتماعهم الى خطة كاملة ومتكاملة للشؤون الدينية".
وقال كرامي بعد اللقاء: "ان الطائفة السنية لا تخلو من الشخصيات المهمة والخيّرة ونحن نعاني هذه الازمة منذ مدة طويلة. وفي رأينا يجب ان تكون هناك اصلاحات لكل الامور وهذا لا يعيب احداً(...) ولا يجوز ان تكون المسألة مسألة انتخابات المجلس الشرعي ومن ينتخب ومن لا ينتخب وجداول الشطب وغيرها. المطلوب وضع خطة كاملة وطي صفحة الفوضى. وطبعاً الاخوان في المجلس الذين شرفونا بحضورهم يتحسسون المسؤولية ويتحسسون دقة الموقف وان شاء الله يتم الامر بما يخدم مصلحة الطائفة".
وقال مسقاوي: "تجاوب الرئيس كرامي معنا، مما اعطانا آمالاً اوسع في التوصل الى مخرج للأزمة الحالية. فهو اقترح ايجاد حلول للشؤون الدينية في المدى الاوسع عبر انتخاب مجلس شرعي جديد قادر على ان يحقق كل الاصلاحات التي سبق ان اعدها اصلاً اصحاب الدولة منذ اكثر من عامين(...)".

 

 

باسيل نفى دعوته إلى إغلاق الحدود: طالبنا بوضع حدّ لاستقبال النازحين

 

قال وزير الطاقة والمياه جبران باسيل "ان عدد النازحين من سوريا وصل الى 170 الفاً عدا غير المسجلين"، مشيراً الى "أننا أمام حالة تتطور مما استدعى موقفاً قوامه فكرتان هما وضع حد لاستقبال النازحين من سوريا ولا أحد تكلم على اغلاق الحدود، وتخفيف العبء على لبنان ولم يتكلم أحد على طرد نازحين، فجاء الرد باتهامنا بالعنصرية والطائفية والانتخابات". واشار في مؤتمر صحافي الى ان "العباءة الانسانية زادت شكوكنا"، معتبراً "ان من المعيب وضع الموضوع في اطار انتخابي  (...) وهناك سوريون مسلمون ومسيحيون يأتون الى لبنان فأين الطائفية في الموضوع؟".
وأشار الى "وجود مناطق آمنة في سوريا كالسويداء"، متسائلاً "هل سياستنا تشجيع السوريين على القدوم الى لبنان؟" وتحدث عن "اجراءات جيدة صدرت عن الحكومة ونؤيدها، واختلفنا على الهدف"، موضحاً انه "في موضوع الإيواء، الواضح ان فائضاً حصل وهذا ينعكس على ارتفاع أسعار السكن، وهناك اكثر من مخيم، كما جاء في تقرير الحكومة، كما ان التغذية تأثرت فالشعب السوري يجوع ولا نستطيع تأمين حاجاته". واشار الى وجود "سفارات متعاقدة مع مستشفيات ومستوصفات"، متحدثاً عن "1134 مدرسة فيها نازحون سوريون وامكانات مجتمعنا معروفة نتيجة الاختلاف والتوازنات، ونرى زيادة في السرقات و"لخبطة" في سوق العمل".
وفي الموضوع الأمني، لفت الى ان "وزير الداخلية قال بوجود مخيمي تدريب ورأينا سوريين يقاتلون في طرابلس واوقف الجيش سوريين كانوا يقاتلون في قصقص"، معرباً عن "تخوفه من تحويل المخيم عسكرياً، وهذا الامر قائم دون وجود مخيمات، وفي حال تركنا النازحين مفرقين فالخوف من خلايا نائمة وفي الحالتين هناك كارثة أمنية".
وسأل "اين مرجعية الدولة؟" كاشفاً انه تبلغ من سفير "ان بلاده ستقدم اموالاً ولكن ليس الى الدولة".
ولفت الى "اختلاف كبير مع وزراء"، مشيراً الى ان بعضهم ومنهم الوزير وائل ابو فاعور، قال ان عدد السوريين في بلداتنا بات اكبر من عدد ابنائها". وذكر ان "امام البلدان احتمالات منها اغلاق الحدود كما فعلت سويسرا عام 1939، والحالة الثانية هي حالة تركيا او الأردن اذ يستقبل النازحون بشروط وسقف بشري وعددي معين، اما الحالة الثالثة والتي نشهدها في لبنان فهي الفلتان وعدم وجود ضوابط".
وذكر "بالتجربة مع الفلسطينيين وان كانت ظروفها مختلفة، وعندما جاؤوا الى لبنان لم يتخيل أحد انهم سيبقون. لا نريد إلاّ ان يأخذوا حقهم في العودة، ولكن التوطين بات امراً قائماً".

 

 
صيدا - احمد منتش

"حزب الله" لم يتعلَّم من أخطاء  مَن سبقه ولماذا اعتماده سياسة "فتح" في إضعاف الحلفاء؟

 

لا يبدو اطلاقاً ان "حزب الله" استفاد حتى اليوم من خبراته وتجاربه المعقدة  والمريرة احياناً، ولا من كل قوته وقدراته الهائلة في شكل ايجابي، وكما يفترض مع حلفائه الرئيسين في مدنهم وبلداتهم كما يبدو ايضاً انه لم يتعلم ابداً من اخطاء من سبقه في رفع لواء الثورة والمقاومة وحمل السلاح وتخزينه وتوزيعه في شكل عبثي ومن دون اي مراعاة للاصول وللحلفاء الاصليين.
اعاد الاشتباك المسلح الذي وقع قبل ايام في نزلة صيدون في صيدا بين انصار "التنظيم الشعبي الناصري" وما يسمى "انصار سرايا المقاومة اللبنانية" التي أنشأها "حزب الله" قبل 14 عاماً الى اذهان الناس عموماً  وابناء صيدا خصوصاً الحوادث المؤلمة التي كانت تحصل بعد منتصف السبعينات والثمانينات، بين اطراف ما كان يعرف بالصف الواحد والقضية المقدسة الواحدة ايضا وتحديداً بين حركة "فتح" الطرف الفلسطيني الاقوى آنذاك في لبنان واكثر من طرف لبناني حزبي مؤيد في الاساس لحركة "فتح" وداعم لها ويكافح من اجل قضية فلسطين، وعلى رغم ذلك كانت "فتح" تمارس في تلك المرحلة سياسة اضعاف القوى الحليفة لها  بغية اخضاعها كلياً لمشروعها السياسي والامني والعسكري ولتوجهاتها حتى لو كانت على حساب البلد المضيف، وذلك من خلال ممارسة التدخل في مجمل الامور المتعلقة بالآخرين وممارسة العديد من اساليب الإغراء والضغوط وانشاء حركات وتنظيمات وجمعيات رديفة تكون معظم كوادرها وعناصرها من هذه القوى الحليفة حتى اصبحت تسمية " دكا كين ـ فتح" مألوفة لدى غالبية الاحزاب ومنها حركة "امل" التي كان لها النصيب الاكبر من تدخلات "فتح" في بيئتها وساحتها الجنوبية تحديداً. ولا بد اليوم والحديث عن صيدا من تذكير من يجب تذكيرهم بما حصل قبل فترة وجيزة من الاحتلال الاسرائيلي للبنان عام 1982  من إحراق جزء كبير من سوق صيدا القديمة على اثر اشتباكات عنيفة بين انصار "التنظيم الشعبي الناصري" ومسؤول الامن الموحد التابع لحركة "فتح" محمد الغرمتي الملقب بـ"ابي عريضة" والذي تحول بعد ايام معدودة من الاجتياح وبعد احتلال صيدا من مناضل "فتحاوي" ووطني  الى عميل اسرائيلي من الدرجة الاولى  كانت له صولات وجولات في افتعال الحوادث والتعديات قبل الاحتلال، وابرزها مهاجمته بالرشاشات الثقيلة مقر مطرانية صيدا المارونية واقتحامه كنيستها والاعتداء على كاهنها الخورأسقف المرحوم يوحنا الحلو.
حبذا لو مارست "فتح" آنذاك سياسة عدم التدخل في الشأن اللبناني المحلي، وخصوصاً  في الشؤون الداخلية  لاحزاب وتنظيمات كانت في صلب عقيدتها ونهجها مناصرة الثورة الفلسطينية ودعم قضيتها.
وبالعودة الى اشتباك نزلة صيدون بدأت تسود الشارع الصيداوي اسئلة عدة بينها مــــاذا يريد "حزب الله" من صيدا؟ ولماذا يدعم جهات واشخاصاً ورجال دين كا نوا سابقا في تنظيمات مارست المقاومة  ضد اسرائيل ولم تتخلَّ عنها حتى اليوم كالتنظيم الشعبي الناصري والجماعة الاسلامية الخ؟ وما الفائدة مما  يسمى "سرايا المقاومة"؟ وما هو الدور المنوط بها؟ وكيف يسمح "حزب الله" لاشخاص فصلوا من تنظيماتهم نتيجة سلوكياتهم ومشاكلهم الانضمام الى السرايا؟ ثم كيف يسمح "الحزب" لنفسه بأن يعين مسؤولاً عن هذه السرايا  شخصا شيعيا من خارج صيدا  اذا كان فعلا يرفض الخطاب المذهبي لخصومه؟ ولماذا يستمر في دعم احد المسؤولين العسكريين عن "قوات الفجر" في "الجماعة الاسلامية" بعد فترة على خروجه من بيت الجماعة؟ ثم لماذا هذا الاستخفاف بالحلفاء في حين انهم يتلقون السهام من داخل بيئتهم نتيجة تمسكهم بنهج المقاومة  ودفاعهم عن "حزب الله"؟ 

 

إنجرار متبادل إلى الإعلام

 

زحلة – "النهار"
فيما كان يعتقد ان العام 2013 سيطوي الخلاف الذي استعر تصريحات بين "قوى 14 آذار" في زحلة ممثلة بنواب من "كتلة نواب زحلة" والوزير السابق سليم ورده من جهة، وراعي ابرشية الفرزل وزحلة للروم الكاثوليك المطران عصام درويش على خلفية زيارة السفير الايراني لمطرانية سيدة النجاة بدعوة من درويش وتتويجها بغداء على شرف الزائر، والتي سبقتها جولة لوفد من "حزب الله" على الوزير نقولا فتوش والوزيرالسابق الياس سكاف والنائب السابق سليم عون ومطرانية سيدة النجاة، كانت اولى بشائر فتح صفحة جديدة، رأس خيط المصالحة الذي ألقاه المطران درويش في عظة قداس رأس السنة، اذ قال مقوّما "انجازات" العام الفائت: "رغم الانتقادات الكثيرة (...)، استطعنا تنمية علاقات زحلة مع الجوار واعطيناها مكانا مرموقا في المجتمع اللبناني".  
لكن المفاجأة كانت الرسالة التي وجهها المطران درويش، امس خلال استقباله وزير الزراعة حسين الحاج حسن معايدا، الى منتقديه عبر رده على كلام للنائب طوني ابو خاطر ورد في حديث تلفزيوني، اذا قال المطران درويش بعد تقديمه كتاب "ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك، تاريخ عريق ودور ريادي" الذي كتبه الدكتور خير المر: "سمعت احد النواب الزحليين، يقولها في الاعلام، وينصحني بأن اقرأ هذا الكتاب. سعيد جدا ان اقدمه اليك، واقول لهذا النائب، انصحه بان يقرأه ويفهمه، لان دور سيدة النجاة نحن امناء عليه. انصح هذا النائب وغيره، اذا كانت لديهم نصيحة، فليكن عندهم الجرأة ان يأتوا الى هذا الصرح ويناقشوا فيه، ونحن نسمع ونصغي ونقبل النصيحة، ولكن في سيدة النجاة. حان الوقت لنقول لهؤلاء لتكن عندهم الجرأة ولا يدفعوا فاتورة في الإعلام.
وتاريخ سيدة النجاة لن يرحم من يتطاول على هذه المطرانية وعلى المطران، والتاريخ سيعطي الحق".
هكذا انجرّ المطران درويش على غرار منتقديه الزحليين من 14 آذار الى ردود الفعل، عندما لم يلجموا انفسهم امام الميكروفونات عن الادلاء بملء ارادتهم بتصريحات، او تسريب مواقف لم تؤدِ الا الى تأجيج الخلاف وتسييل حبر المقالات الاعلامية، الامر الذي يبدو انه مستمر في 2013 الذي طوى اول ايامه دعاء المطران درويش نفسه في عظة رأس السنة: "اتمنى من كل منكم ان يكون حصنا لهذه الابرشية، حصنا للمطران، فالمطران ضعيف اذا لم يجد المحبة من اولاده واخوته، وبدوركم انتم ضعفاء إذا لم يكن لديكم مطران قوي".

 

جنبلاط التقى السفير الروسي في المختارة

 

المختارة – "النهار"
عرض رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط في قصر المختارة امس مع السفير الروسي الكسندر زاسبكين، الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة والموقف الروسي منها. واستبقاه الى مائدة الغداء.
ومن زوّار المختارة قبل الظهر شخصيات سياسية ووفود من مناطق مختلفة عرضت على جنبلاط مطالبها، في حضور الوزيرين علاء الدين ترو ووائل ابو فاعور، والنائبين اكرم شهيب وايلي عون. ومن الوفود وفد من طرابلس والشمال ضم وجوهاً من المجتمع المدني وهيئة "السكينة الاسلامية" برئاسة احمد الايوبي، و"جبهة العمل الاسلامي وهيئة الطوارئ" برئاسة الشيخ سيف الدين الحسامي، ومنظمة "الاغاثة والانقاذ العربية" برئاسة محمد دبوسي، ولجنة "متابعة مطار القليعات" برئاسة واصف طليس، و"اتحاد الاوائل" برئاسة عبد الرحمن الدبوسي، وممثل النشطاء الاجتماعيين عبد السلام مقدم. ورافق  الوفد رئيس "الحركة اليسارية اللبناني" منير بركات.
واستقبل جنبلاط الامانة العامة الجديدة لـ"جبهة التحرر العمالي" بعد الانتهاء من مؤتمرها العام، وعرض الاستحقاقات النقابية المقبلة، ثم رئيس مدرسة دير المخلص الاب عبده رعد، عارضاً اقامة مشروع الحديقة "التربوية الحسّية" في كفرنبرخ، الى وفود من عماطور ووادي الست والسمقانية ونيحا والوردانية وعين قني وبسابا والمشرفة والعزونية.

 

المصنع معبراً لحركة الانتقال بين "المنزلين"

زحلة – "النهار"
اختنقت، بعد ظهر امس، ساحة نقطة المصنع الحدودية والمسلك المؤدي اليها في اتجاه سوريا بالسيارات السورية، التي احتلت ايضا جزءاً من المسلك في اتجاه لبنان، بعدما سارت عكس السير هرباً من الازدحام. الا ان عجقة المركبات لم توازها عجقة الافراد في دائرة المغادرة وان غصّت قاعتها وسلالمها الخارجية بالمغادرين. ويتعذر الحصول على اجابات صريحة من السوريين سواء عن اسباب قدومهم الى لبنان او مغادرتهم له. لكن ما تمكن ملاحظته ان غالبية السيارات المغادرة كانت سيارات خاصة وسيارات اجرة بعضها كان خالياً من الركاب، ولم تكن تحمل امتعة مكدسة، في وقت كانت من بين المغادرين عائلات، يتولى فرد انجاز معاملات الخروج عنها، وبالتالي يمكن تفسيرها بأنها عجقة تلي فترة الاعياد، ويومي الخميس والجمعة، حيث تنشط الحركة في اتجاه لبنان طوال نهار الخميس وليله، لتتباطأ الحركة في الاتجاهين في اليوم التالي يوم التحركات والتظاهرات في سوريا، وهي عجقة تسبق العاصفة التي قد تقفل الطرق. فبعد 21 شهراً من التحركات والمعارك الدامية في سوريا، وتوزع العائلات السورية في اقامتها بين البلدين، بات المصنع معبرا لحركة الانتقال بين منزلين، بين مقر الاقامة ومقر العمل، او طلبا لفسحة من الراحة لبضعة ايام في لبنان المجاور.

 

الطقس اليوم عاصف وكانون الأول "بيـّضها"

 

توقعت مصلحة الارصاد الجوية في ادارة الطيران المدني ان يكون الطقس في لبنان  اليوم الاحد غائما الى ماطر بغزارة مع عواصف رعدية واشتداد في سرعة الرياح التي تقارب الـ 70 كلم/س على الساحل و100 كلم/س على الجبال احيانا وخصوصاً خلال الليل، وتتساقط الثلوج على ارتفاع 1300 متر وما فوق، وتنخفض ليلا لتلامس 1200 متر وما فوق.
           
 

مرصد نقولا شاهين
 

وفي نشرة الطقس التي يصدرها مرصد نقولا شاهين أن  كمية المطر التي هطلت في رأس بيروت خلال الـ24 الساعة المنتهية في السادسة مساء أمس بلغت 18ميللمتراً، وأصبح المجموع التصاعدي حتى هذا التاريخ 505 ميللمترات يقابله في هذا التاريخ من العام الماضي 263 ميللمتراً، أما المعدل السنوي العام الى هذا التاريخ فهو 335 ميللمتراً.
وفي جردة للمطر من أيلول حتى  نهاية كانون الأول 2012 يُمكن التأكيد أن منسوب المطر في هذه الفترة جيد جداً .  علماً أن شهر أيلول كان بخيلاً في هذا العام وانتهى بزخاتٍ خجولة في ضواحي بيروت.
أما تشرين الأول أعطى 45 ميلليمتراً لقاء 44 ملم للمعدَّل العام. وفي تشرين الثاني أمطرت 202 ميللمترين لقاء
108 للمعدَّل العام، أما كانون الأول فبيّضها إذ أمطرت 240 ميللمتراً لقاء  145 للمعدل العام.
والجدير بالذكر أنه في ثلاثة أيام ما بين  20 و22 منه أمطرت 116 ملم، وهذا ما يُطلق عليه "نوّة الميلاد".
وأضاف بيان المرصد أنه "وفاءً لجريدة "النهار" التي واكبت مرصد نقولا شاهين لمنطقة رأس بيروت، نحن في صدد تأسيس موقع عبر الإنترنت لنشر المعلومات اليومية والمستندات السابقة للمقارنة، إلى جانب النشرة اليومية للمطر عبر "النهار".
ووجه تحية الى "ذكرى الراحل جوزف نصر الذي أولى هذا الموضوع اهتماماً شخصياً، لتظل الجريدة الرائدة في كل مجال للتجدُّد والخدمة الاجتماعية".

 

 

أخبــار أمنيــة وقضائية

 

 

الموسوي في احتفال لـ"فتح": لا للخطابات التكفيرية


قال عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي في احتفال لحركة "فتح" في مخيم الرشيدية (صور): "(…) كما كنا شركاء للشعب الفلسطيني في المقاومة، نحن شركاء له أيضاً في استعادة الحقوق الطبيعية للاجئيه في لبنان التي يجب أن تضم حق النضال المشروع من أجل استعادة الحقوق الوطنية كاملة".
ورأى أن "البدء والمنتهى في كل سلوك وموقف يجب ان يكون العداء لاسرائيل، ومن يجعل من شريكه في الأمة عدواً تحت أي عنوان مذهبي أو قطري لبناني – فلسطيني أو سني – شيعي أو غيره، يعتمد نوعاً من خطابات ذبح فلسطين وتقديمها قرباناً على مذبح الصهيوني.
أمامنا فرصة للخروج من الخطابات التكفيرية المغلقة الى خطاب توحيدي يقوم على وحدة نهج المقاومة المسلحة الساعية الى تحرير فلسطين وقتال العدو الاسرائيلي (…)".

 

ابرهيم عرض مع دبور وضع النازحين الفلسطينيين


استقبل المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم في مكتبه امس المسؤول عن حركة "الجهاد الاسلامي" في لبنان "ابو عماد" الرفاعي. ثم التقى السفير الفلسطيني اشرف دبور، وعرض معه ملف الفلسطينيين اللاجئين في سوريا.

 

مسلحون خطفوا كويتياً ثم أطلقوه


خطف مجهولون امس احد المقاولين الكويتيين الكبار معين رشاد خورشيد، بينما كان يقود "اكس 6" على طريق مصانع المنصورية حين صادفته سيارة فيها ثلاثة مسلحين يرتدون لباساً كتب عليه "الشرطة" واوقفوه بعدما فتشوا سيارته ونقلوه الى سيارة اخرى. ولما لم يستجب ذووه دفع فدية تركوه في محلة غاليري سمعان وفروا.

 


المصدر: جريدة النهار


السابق

سورية تقض مضاجع المالكي في الأنبار... وإيران تدعمه باتهام دول «خليجية»....التظاهرات تتصاعد في الأنبار والسعدي يحذر المالكي من «سورية ثانية».....الجعفري يفشل في جمع رؤساء الكتل واللجنة القانونية تستبعد حل البرلمان العراقي

التالي

حراك في القاهرة لبحث قضية الأسرى الفلسطينيين.. ودعوات لتدويلها، أسير يفقد القدرة على النطق بسبب الإهمال الطبي.....أبو مرزوق: الحشود الكبيرة في «مهرجان فتح» تعبير عن الوفاء لمن فجر الثورة المعاصرة، هنية: احتفال غزة مرحلة جديدة من الوحدة الوطنية...عباس الى القاهرة الأربعاء المقبل والمصالحة تتصدر محادثاته مع مرسي

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,871,729

عدد الزوار: 6,969,459

المتواجدون الآن: 93