المفاوضات والعودة الى الغوص في بحار التمنيات!....أوباما القادم الى المنطقة.. هل يغوص في مياه إسرائيلية لم تعد راكدة؟

مبعوث اللجنة الرباعية قلق من إضراب المعتقلين عن الطعام وإصابة عشرات الفلسطينيين في تظاهرات مناصٍرة للأسرى.....صوفيا تؤكد أنها أبعدت وفد الحركة لأنه "شكّل تهديداً جدياً لأمنها الوطني" و"حماس" تتهم بلغاريا بـ "الانصياع للضغوط الصهيونية" بعد طرد نوابها.....انتحار "العميل إكس" يفتح مجدداً ملف الاعتقال السري والموت الغامض

تاريخ الإضافة الأحد 17 شباط 2013 - 7:24 ص    عدد الزيارات 1889    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

مبعوث اللجنة الرباعية قلق من إضراب المعتقلين عن الطعام وإصابة عشرات الفلسطينيين في تظاهرات مناصٍرة للأسرى
المستقبل...                      
انتفضت المدن والقرى الفلسطينية أمس تضامناً مع الاسرى المضربين في السجون الإسرائيلية حيث دارت مواجهات مع قوات الاحتلال اسفرت عن إصابة العشرات من الفلسطينيين لاسيما خلال تظاهرة أمام سجن "عوفر" الإسرائيلي في رام الله في الضفة الغربية.
فقد أدى نحو ألف فلسطيني صلاة الجمعة، أمس، أمام سجن عوفر في رام الله، قبل ان ينطلقوا بتظاهرة مناصرة للأسرى المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية.
واندلعت مواجهات مع القوات الإسرائيلية التي أطلقت قنابل مسيلة للدموع تجاه المتظاهرين وقامت بتفريقهم بالقوة، ما أدى إلى إصابة نحو 150 فلسطينياً بحالات اختناق، وفق وسائل إعلام محلية.
وقال الأمين العام للمبادرة الوطنية، النائب مصطفى البرغوثي، إن التظاهرة جاءت نصرة للأسير سامر العيساوي الذي يخوض إضراباً عن الطعام منذ نحو 207 أيام، تسببت بتدهور حالته الصحية.
واضافة الى العيساوي، يخوض جعفر عز الدين وطارق قعدان اضرابا عن الطعام منذ اكثر من سبعين يوماً والمعتقل ايمن الشراونة منذ اكثر من ثلاثين يوماً.
وشهدت مدينة بيت لحم تظاهرة مماثلة، قام خلالها شبان فلسطينيون برفع أعلام فلسطين، وصور الأسير العيساوي على بوابة مستوطنة "أفرات"، جنوب مدينة بيت لحم.
وقال الناطق الإعلامي باسم اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان، محمد بريجية، إن مجموعة من المتظاهرين نجحوا بالوصول إلى مستوطنة "أفرات" ورفع أعلام فلسطين وصور الأسير العيساوي، داخلها، وعلى بوابتها الخارجية، لافتاً إلى أن القوات الإسرائيلية فرقت المتظاهرين عبر إطلاق القنابل المسيلة للدموع.
وفي بلعين، أصيب العشرات من المواطنين والمتضامنين الأجانب بالاختناق الشديد إثر قمع الاحتلال لمسيرة بلعين الأسبوعية المناوئة للاستيطان وجدار الضم والتوسع، والتي جاءت أمس دعما للأسرى المضربين عن الطعام.
وقال شهود عيان إن جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية باتجاه المشاركين عند وصولهم إلى الأراضي المحررة "محمية أبو ليمون" بالقرب من جدار الضم والتوسع وتم رشهم بالمياه العادمة الممزوجة بالمواد الكيميائية.
وفي النبي صالح، أصيب العشرات من المواطنين والمتضامنين الأجانب بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع إثر قمع الاحتلال للمسيرة الأسبوعية السلمية التي خرجت امس تضامنا مع الأسرى المضربين عن الطعام.
وفي القدس، هاجمت قوة معززة من جنود وشرطة الاحتلال مسيرة جماهيرية حاشدة في بلدة العيسوية، وسط القدس المحتلة، للتضامن مع الأسير العيساوي، وأصابت عددا من المواطنين بينهم عدد من الصحافيين.
وفي بيت لحم، منعت قوات الاحتلال مسيرة المعصرة الأسبوعية المنددة بجدار الضم والتوسع من الوصول إلى مكان إقامة الجدار.
وأفاد الناطق الإعلامي باسم اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في محافظة بيت لحم محمد بريجية أن جنود الاحتلال أغلقوا الطريق الموصل إلى مكان إقامة الجدار ومنعوا المشاركين بالمسيرة من الوصول إليه.
وفي محافظة جنين، أصيب العديد من الشبان بحالات اختناق جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع الذي أطلقه جنود الاحتلال على حاجز الجلمة العسكري.
وذكرت مصادر أمنية أن مواجهات اندلعت بين هؤلاء الشباب وقوات الاحتلال التي أطلقت القنابل المسيلة للدموع والصوتية والأعيرة المطاطية ما أدى إلى إصابة العديد من الشبان بحالات اختناق.
وفي قلقيلية، أصيب العشرات من المشاركين في مسيرة كفر قدوم الأسبوعية السلمية بحالات اختناق، من بينهم مصور صحافي.
ورفع المشاركون في المسيرة العلم الفلسطيني واللافتات الداعية إلى فتح الطريق وإنهاء الاحتلال والاستيطان، وأخرى تطالب بالإفراج عن الأسرى من سجون الاحتلال.
من جهة اخرى، يعتزم ناشطون فلسطينيون اقامة خيمة اعتصام في الساحة الرئيسية لمقر الصليب الاحمر في مدينة البيرة للتضامن مع المعتقلين الفلسطينيين المضربين عن الطعام الاربعة.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن منسق القوى الوطنية في مدينة رام الله قوله "سنقيم خيمة اعتصام تضامنا مع الاسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال، وذلك في ساحة الصليب الاحمر في البيرة".
وكان الصليب الاحمر في مدينة البيرة في الضفة الغربية اعلن وقف خدماته امام اهالي المعتقلين الفلسطينيين، وذلك اثر قيام فلسطينيين بالاعتصام داخل المقر والاضراب عن الطعام تضامنا مع المعتقلين في السجون الاسرائيلية.
ووعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس المعتقلين الفلسطينيين واهاليهم خلال زيارته أمس خيمة اعتصام تضامنية مع المعتقلين الفلسطينيين، في مدينة البيرة، بالتوصل الى الافراج عنهم "كما حققنا الدولة الفلسطينية قبل شهرين".
وقال عباس كما نقلت وكالة الانباء الفلسطينية ( وفا) "اعدكم واقول لكم كما حققنا الدولة قبل شهرين سنحقق الافراج عن كل أسرانا". واضاف: "تعرفون تماما اننا في كل مناسبة عندما نتحدث عن المفاوضات نقول الأسرى ووقف الاستيطان، ما لم يحصل هذا لا يوجد بيننا وبينكم (إسرائيل) مفاوضات".
واكد انه سيطرح قضية المعتقلين الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية على الرئيس الاميركي باراك اوباما في زيارته المرتقبة الى منطقة الشرق الاوسط. وتابع ان "وفدا اميركيا سيأتينا برئاسة وزير الخارجية (جون كيري)، ووفدا آخر سيأتي برئاسة رئيس الولايات المتحدة. ثقوا تماما أنه لن يكون على رأس جدول أعمالنا إلا أسرانا البواسل".
وفي سياق متصل، اعرب ممثل اللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الاوسط توني بلير عن قلقه من تدهور الحالة الصحية لاربعة معتقلين فلسطينيين مضربين عن الطعام في السجون الاسرائيلية بعد نقل احدهم الى المستشفى ليل الخميس الجمعة.
وقال بلير في بيان تسلمت وكالة "فرانس برس" نسخة منه أمس الجمعة "إنني قلق للغاية من تدهور الحالة الصحية للاسرى الأربعة والذي يخوض أحدهم الإضراب عن الطعام منذ ما يزيد عن مئتي يوم".
واضاف في بيانه "كما قلت مرارا في السابق، على اسرائيل احترام حقوق الإنسان لكافة الأسرى وتوفير كل وسائل الدعم والمساندة الطبية الضرورية والقانونية الواجبة بحسب المعايير الدولية". وتابع: "يجب العمل على حل هذه المسألة بالسرعة المطلوبة من أجل تجنب نتيجة مأسوية قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار على الأرض".
وكانت الامم المتحدة اعلنت الاربعاء عن قلقها حيال مصير الاسرى الاربعة ولا سيما سامر العيساوي.
(يو بي أي، اف ب، اش ا)
 
الأسير العيساوي يناشد مصر و"السلطة" منع الاحتلال من تشريحه في حال وفاته
المستقبل...
ناشد الأسير الفلسطيني سامر العيساوي المضرب عن الطعام مصر والسلطة الفلسطينية منع الاحتلال الإسرائيلي من تشريح جثمانه في حال وفاته داخل سجنه.
ويواصل الأسير المقدسي العيساوي إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم 206 على التوالي وسط تدهور حاد في صحته وبلوغه مرحلة حرجة للغاية.
وقال العيساوي في رسالة إلى أسرته أعلنتها أمس "مناشدتي الأخيرة إلى القيادة المصرية والسلطة الفلسطينية إذا لم يتمكنوا من تحريري حياً، فإن استشهدت أن يمنعوا الاحتلال من تشريح جسدي، وأن يصلى علي في المسجد الأقصى وأدفن بجوار شقيقي الشهيد فادي".
وأضاف: "إضرابي عن الطعام يأتي ضمن معركة الوفاء لدماء الشهداء"، واصفاً إضرابه بأنه "معركة البقاء والوجود وإثبات الذات"، مؤكداً أن استمراره في الإضراب عن الطعام "لم يكن ليتواصل لولا دعم الشعب الفلسطيني لي ومساندته في المعركة التي أخوضها".
وتابع أن "الاحتلال حاول الالتفاف على ما تم إنجازه في صفقة التبادل"، مشدداً على أن حريته من حرية الشعب الفلسطيني وأن قضيته "قضية وطنية وليست شخصية"، مؤكدا أنه وصل "إلى نهاية النفق" ولا يرى "إلا نور الحرية أو الشهادة".
وتجري مصر حاليا اتصالات مكثفة للإفراج عن العيساوي وباقي الأسرى المضربين وهم أيمن شراونة وطارق قعدان وجعفر عزالدين المضربين عن الطعام بمدد مختلفة.
ويشار إلى ان سامر العيساوي، وهو من سكان مدينة القدس المحتلة، جرى إعادة اعتقاله بعد إطلاق سراحه في إطار اتفاق تبادل الأسرى المعروف بـ"صفقة شاليط"، إلا أن إسرائيل أخلت بشروط هذا الاتفاق، وأعادت اعتقاله وبعض زملائه، وفرضت تنفيذ الأحكام الصادرة بحقهم.
(اش ا)
 
صوفيا تؤكد أنها أبعدت وفد الحركة لأنه "شكّل تهديداً جدياً لأمنها الوطني" و"حماس" تتهم بلغاريا بـ "الانصياع للضغوط الصهيونية" بعد طرد نوابها
المستقبل..
دانت حكومة "حماس" المقالة في غزة، طرد ثلاثة من نوابها من بلغاريا حيث كانوا يقومون بزيارة غير مسبوقة لهذا البلد، معتبرة انه "انصياع للضغوط الصهيونية"، فيما اعتبرت صوفيا أن وجودهم يشكل تهديداً جدياً للأمن الوطني.
وقالت حكومة "حماس" في بيان للناطق باسمها طاهر النونو انها "تعبر عن احتجاجها لدى الحكومة البلغارية جراء قيام عناصر امنها باقتحام مقر اقامة الوفد البرلماني الفلسطيني وترحيلهم". واضافت: "ندين هذا التصرف الذي يعكس حجم الانصياع للضغوط الصهيونية".
مكتب رئيس حكومة "حماس" اسماعيل هنية، أكد في بيان ان الحكومة "تتابع قضيتهم (النواب الثلاثة) ووجهت رسالة احتجاج الى بلغاريا ترفض ما حدث وتعتبره اعتداء على الحصانة البرلمانية المقررة دولياً".
اما النائب الاول لرئيس المجلس التشريعي احمد بحر، فقد اعتبر ما قام بها الامن البلغاري "حماقة وتصرفاً سياسياً غير مسؤول ويشكل رضوخاً سافراً للضغوط الصهيونية واهانة بالغة للشعب الفلسطيني".
ودعا بحر الحكومة البلغارية الى "الاعتذار الفوري عن الاساءة المقصودة للنواب المشمولين بالحصانة الدولية والثقة الشعبية (...) واعادة النظر في سلوكها السياسي المتواطئ مع الاحتلال".
ودعا الحكومة البلغارية للاعتذار الفوري عن الإساءة المقصود لنواب الشرعية المشمولين بالحصانة البرلمانية والثقة الشعبية والدستورية الفلسطينية وحماية الاتفاقات والمواثيق الدولية، وطالبها بإعادة النظر في سلوكها السياسي المتواطئ مع الاحتلال الصهيوني".
وفي العاصمة البلغارية، صوفيا، نقلت وكالة أنباء "صوفيا" عن بيان لوكالة الأمن الوطني البلغارية، أن "وفد "حماس" غادر بلغاريا صباح اليوم (أمس) الجمعة بعد الطلب منه القيام بذلك". وأضاف "أن الفلسطينيين الـ4 طردوا من بلغاريا لأنهم شكلوا تهديداً جدياً للأمن الوطني".
وأوضحت الوكالة إنها تصرّفت "وفقاً للمادة 42 من قانون الأجانب البلغاري، الذي يسمح بطرد المواطنين الأجانب في حال شكلوا تهديداً للنظام العام أو الأمن الوطني"، مشيرة إلى أن الوفد وصل شرعياً إلى بلغاريا بدعوة خاصة، لكن خلال تواجدهم تم تلقي معلومات تعطي سبباً للاعتقاد بأن وجودهم يشكّل تهديداً جدياً للأمن الوطني".
وكان النواب الثلاثة زاروا صوفيا بدعوة من "مركز دراسات الشرق الاوسط" لحضور مؤتمر حول الشرق الاوسط. ويدير المركز بلغاري من اصل فلسطيني يدعى محمد ابو عاصي.
وقال ابو عاصي ان "عناصر من اجهزة الامن البلغارية دخلوا صباح الجمعة الى غرف الفنادق التي نزل فيها النواب الثلاثة ونقلوهم الى المطار". واوضح ان النواب الثلاثة في المجلس التشريعي الفلسطيني "غادروا صوفيا باتجاه اسطنبول عند الساعة 10,00 (08,00 تغ)".
وزير الداخلية البلغاري تسفيتان تسفيتانوف، قال لشبكة التلفزيون "تي في7" ان النواب غادروا بلغاريا. واضاف ان "هؤلاء الاشخاص دخلوا بلغاريا بتأشيرات لكنهم اظهروا منذ دخولهم الى بلغاريا ان لديهم دوافع مختلفة عما اعلنوا عنه".
ويتألف الوفد البرلماني من نواب حماس الثلاثة صلاح البردويل ومشير المصري واسماعيل الاشقر.
ولا يقيم الاتحاد الاوروبي اي شكل من اشكال العلاقات الرسمية مع حركة حماس او حكومتها المقالة التي تحكم قطاع غزة منذ منتصف 2007.
(اف ب، يو بي اي)
 
 
إسرائيل في أسبوع
 انتحار "العميل إكس" يفتح مجدداً ملف الاعتقال السري والموت الغامض
المستقبل...حسن مواسي
أثار الكشف عن انتحار عميل جهاز الاستخبارات الخارجية الاسرائيلي "الموساد" بن زايغر والملقب بـ"العميل إكس" الإسرائيلي ـ الاسترالي، سراً، عاصفة إعلامية هيمنت على الرأي العام الإسرائيلي، وتناولت خلالها الصحف ووسائل الاعلام الإسرائيلية تفاصيل مهمة حول هوية المعتقل وعلاقاته بجهاز "الموساد"، والمهام التي كانت موكلة اليه، وذلك بعدما كانت الرقابة العسكرية تفرض تعتيماً على القضية.
صحيفة "هآرتس" كتبت في إفتتاحيتها تحت عنوان: "محظور اخفاء الناس"، إن "إخفاء الناس هو من المؤشرات الواضحة على أنظمة الظلام والطغيان، التي لا تحترم حقوق الإنسان، وترى في مواطنيها ملكًا للدولة"، مشيرة إلى أنه "في الإتحاد السوفياتي (سابقاً) كانوا يبلغون عائلات ضحايا ستالين بأن أعزائهم الذين قتلوا، قدموا الى المحاكمة وحكموا بالسجن 15 سنة من دون الحق في الكتابة اليهم او تلقي الرسائل منهم. وفي الأرجنتين، تحت حكم الجنرالات، كان الناس يُؤخذون من بيوتهم، من دون أن يعودوا. وكان أقرباؤهم ينتظرونهم عبثًا. إسرائيل ليست الاتحاد السوفياتي، او الأرجنتين أو الصين، بل ديموقراطية ملتزمة بحقوق الإنسان، وتسمح بحرية التعبير والنشر. ولكن أحيانا تضحي الدولة بحقوق المواطن تحت مسمى "إعتبارات الأمن"، أحد التعابير التي تستخدم لإخفاء الناس، بعيدًا عن اعين الجمهور وفي ظل الرقابة المتشددة التي تفرض على وسائل الإعلام".
وأضافت: "في سلسلة من الحالات منذ الخمسينات، القي القبض على إسرائيليين مشتبه بهم بالتجسس، وفي جرائم أمنية أخرى، وسجنوا لسنوات طويلة، بعدما ادينوا في محاكمات سرية بحضور حفنة من الشركاء في السر. وفي الغالب كان الحديث يدور عن رجال إستخبارات وأمن تعفنوا، والكشف عن أفعالهم كان يضع مسؤوليهم في موضع حرج. هكذا كان الامر في قضية مردخاي كيدار، "السجين إكس" الاصلي، وهكذا في قضية ماركوس كلينغبرغ، الجاسوس من المعهد البيولوجي، والضابط عزات نافسو الذي حاك محققوه له ملفاً، والآن، في قضية بن زايغر، المهاجر من أستراليا الذي انتحر في سجن أيالون قبل نحو سنتين".
ولفتت "هآرتس" إلى أن "السلطات تعلل إخفاء المشبوهين بتضليل العدو وحماية أسرار عملياتية وحياة العملاء الناشطين. فأسرار الدولة جديرة بالحفظ الحريص، ولكن لا يمكنها أن تبرر مسألة بهذه الخطورة.
وكتب آيتان هابر في "يديعوت أحرنوت" تحليلاً بعنوان: "موافقة صامتة"، قال فيه: "في حرب لبنان الثانية، سقط في المعركة المقدم عمانوئيل مورانو. ومنذ أن قُتل، لم تُنشر صورته على الملأ. وقد يكون هو الضحية الوحيدة من الجيش الاسرائيلي الذي مُنع منعاً باتًا نشر صورته في وسائل الاعلام. لماذا؟ وماذا عن حق الجمهور في المعرفة، ولماذا يُظلم عمانوئيل مورانو، حقه كحق 23 ألف من قتلى معارك إسرائيل؟ وكيف لا يُمكّنوننا من أن نبذل له ولو قليلاً من التكريم الأخير ونرى وجهه المشرق؟، ولماذا لا يوجد غضب ولا صراخ في إسرائيل؟".
واضاف: "لا يوجد غضب ولا صراخ، ولم يكن، ولن يكون إضطراب إعلامي، لأن اولئك الناس الذين يعرفون جواب على هذا السؤال، يعرفون أيضًا أن يأخذوا في الحسبان، صعوبة الحرب الاستخباراتية الإسرائيلية، ويدركون جيدًا الضرر الذي قد يسببه نشر الصورة".
المحلل رونين بيرغمان، كتب تحليلاً بعنوان "فشل الغموض" قال فيه: "في آذار 2001 أختفى العميد يتسحاك يعقوب (ياتسا). أعتقلت الشرطة و"الشباك" يتسحاك يعقوب في مطار بن غوريون ونُقل للتحقيق معه بسبب مقابلة صحافية أجراها معي تناول فيها ايضاً المشروع الذري الاسرائيلي. وأصبح آنذاك "السجين إكس".
ضجت البلاد بالإشاعات وكان بعضها آثمًا ومتعمداً، وكأن يعقوب اعتُقل بعد الاشتباه به بانه جاسوس روسي. ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" أجزاءً من القضية، ما أثار جدلاً تجاوز المحيطات في الغموض الذري الإسرائيلي.
وأضاف: "إننا نعرف تفصيلات قضية بن زايغر قبل ان ينتحر. وقد كان من أقنعني آنذاك بأنه ينبغي من أجل أمن الدولة، إبقاء الموضوع سرًا (لزمن ما على الأقل). وأعتقدت بعدما انتحر انه ينبغي نشر جزء من القضية. لا شك في انه توجد أجزاء في هذه القضية من المناسب أن تبقى سرًا".
وعلى أثر قضية يعقوب، قدّم عدد من اعضاء الكنيست استجواباً، طلبوا فيه معرفة ما إذا كان يوجد سجناء "إكس" آخرون في إسرائيل. وردت وزارة العدل آنذاك بأنه لا يوجد. لكن هناك بعض الاسئلة ينبغي، بل يجب ان تُسأل، وهي: ألم يكن ممكناً العمل مع بن زايغر بطريقة تختلف عن تلك التي أختيرت، طريقة كانت ستفضي إلى تقليل الضرر، لكنها ما كانت لتفضي إلى موته؟ ولماذا لا توجد جهة خارجية تراقب في الوقت المناسب قرارات "الشاباك" و"الموساد" والنيابة العامة على إبقاء انسان في ظروف عزل قاسية، في ظل إخفاء القضية كلها عن عائلته والجمهور؟، ولماذا لم يتم التحقيق في القضية بجدية بعدما انتحر؟ لا يوجد ما يُخشى، فهذه الاسئلة ستبقى بلا جواب. ولن يرفع أحد في إسرائيل حبة البطاطا الساخنة هذه".
يسرائيل هرئيل، كتب في مقالاً بعنوان "الموساد ونتنياهو مستهدفان" يقول: "صدر أصغر تلخيص الى الآن لقضية بن زايغر، عن وورن ريد، رجل "الشباك" الأسترالي يقول فيه: الحديث بالضرورة عن تجسس وخيانة ومعلومة شديدة الحساسية، اذا عرفها الآخرون، فستكون تهديدًا أمنيًا مباشرًا لإسرائيل، لكن لا يمكن في أيامنا هذه طمس قضية، حتى ولو كان الكشف عنها تهديدًا أمنيًا مباشرًا لإسرائيل".
وأضاف: "لا شك في أن "الموساد" ليس أقل علمًا من الصحافيين الذين يسخرون منه عندما يطلب الامتناع عن النشر، لأنه لا يمكن في أيامنا إخفاء معلومات. ومع ذلك، ولأسباب ستتضح بكل يقين، لا يمكن في أيامنا هذه، إخفاء شيء، على الرغم من التوسل إلى الصحف بالا تؤجج النيران".
المحلل جدعون ليفي أوضح في تحليل عنوان: "إغتيال وإخفاء وتعذيب وإعتقال": "شكرًا للتلفاز الإسترالي، لأنه ذكّرنا بالدولة الظلامية التي نعيش فيها. وشكراً لأعضاء الكنيست كارهي اسرائيل، زهافا غلئون، وأحمد الطيبي، ودوف حنين، فقد أنقذوا كرامة الدولة. وشكرًا لبعض وسائل الإعلام وجمعيات حقوق الإنسان في إسرائيل التي حاولت أن تؤدي عملها على الرغم من كل شيء".
وأضاف: "أما الباقون جميعًا، فيجب عليهم الآن ألا يشعروا فقط بالخزي العميق لخيانتهم لعملهم، بل أن يُقدموا حساباً عن الدور القبيح الذي يشغلونه في النظام الإسرائيلي. إلى جانب منظمات الظلام وجهاز القضاء المتعاون مع السلطة، يوجد محررو الصحف الذين تحمسوا لتجديد أيام "لجنة المحررين" القبيحة، والصحف وقنوات التلفاز التي حاولت إخفاء ظهور القضية، وكل العملاء والمحامين والسجانين والعاملين في الرقابة ورجال الشرطة والمحققين الذين عرفوا وسكتوا".
وأردف يقول: "إن المعلوم عن القضية ضئيل، ضئيل جدًا، لكن الضئيل ايضًا لا يمكنه ان يُسوغ إخفاء إنسان، لأنه لا يوجد شيء يمكن أن يُسوغ إخفاءً كهذا. إن ظروف حياة زايغر وموته يلفها الغموض .. قد يكون إنتحر، وقد يكون قُتل، وقد يكون خان وقد لا يكون، ولكن كيف نعلم؟ هل نستمر في الإعتماد على ما يقولونه لنا؟ هل يخطر بالبال ألا نعلم؟، كنا نعتقد أن مردخاي كيدار، بل ماركوس كلينغبرغ أصبحا من الماضي، ومن الأيام المظلمة التي لن تعود بعد. فجاءت القضية الحالية وبرهنت على أنه لم يتغير شيء. فإسرائيل تشبه انظمة الحكم الظلامية، وإسرائيل تشبه ما كان في خمسينات القرن الماضي. سنضطر إلى إنتظار إحسان التلفاز الأسترالي في شأن هذه التفصيلات ايضاً".
وختم: "إن دم زايغر يصرخ الآن، لكن ليس الحديث عن ظروف حياته وموته، بل الحديث عن شيء أعمق كثيراً، لأن هذه القضية ليست قضيته وحده، بل هي قضيتنا جميعاً".
 
المفاوضات والعودة الى الغوص في بحار التمنيات!
المستقبل...ماجد الشيخ
ما إن انتهت الانتخابات الإسرائيلية المبكرة للكنيست التاسعة عشرة، حتى عاد الحديث عن المفاوضات واستئنافها بين الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية، ليهيمن من جديد على الحركة السياسية والدبلوماسية المحلية والإقليمية والدولية، وبرز في مقدمها تلك التصريحات الصادرة من البيت الأبيض بشأن ضرورة السعي لاستئناف المفاوضات؛ وما قيل عن مبادرة فرنسية بريطانية متوقعة. حتى أن مصادر سياسية مقربة من بنيامين نتنياهو، أعلنت بعد أيام من إعلان نتائج الانتخابات، أنه مستعد للعودة الى المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين، في أي لحظة من دون شروط مسبقة. وأنه مستعد للقاء رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، في القدس أو في رام الله بهدف اعادة تنشيط العملية السلمية.
وعلى هامش منتدى دافوس الاقتصادي العالمي، بحث الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، سبل دفع عملية التسوية وفرص استئناف المفاوضات الإسرائيلية ـ الفلسطينية بعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة. في وقت تختلف فيه الآراء في شأن "حل الدولتين"، ففيما قال العاهل الأردني إن "فرصة تحقيق التسوية على أساس حل الدولتين ستظل واردة إلى حين انتهاء الولاية الثانية للرئيس الأميركي باراك أوباما، وليس بعد ذلك". قالت بريطانيا على لسان وزير خارجيتها "إن احتمالات تطبيق حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني انعدمت تقريبًا بسبب التوسع في النشاط الاستيطاني اليهودي في الأراضي المحتلة، وحذرت إسرائيل من ان ذلك يفقدها تأييد المجتمع الدولي".
يأتي هذا الموقف/المواقف على خلفية ما أسفرت عنه نتائج الانتخابات الإسرائيلية، وما استدعته من نقاشات داخل حزب الليكود، والتراجع الذي اعتراه، وبروز مواقف تطالب بمحاسبة نتنياهو على سياسته وما وصفوها بالاخفاقات الخطيرة، التي ادت الى خسارة الحزب ربع مقاعده، كما ارتفعت الاصوات المحذرة من تدهور اكبر في ظل جمود العملية السلمية، الى حد ان اعتبر نواب ومسؤولون في الحزب ان الوضع الحالي ينذر باحتمال اجراء انتخابات برلمانية قريبة مع مرشح جديد لحزب الليكود.
هذا في وقت بدا اكبر احزاب الائتلاف في حكومة نتنياهو، "يوجد مستقبل" برئاسة يائير لبيد، يطرح اهمية دفع عجلة المفاوضات مع الفلسطينيين. حيث يؤكد عضو الكنيست المنتخب عوفير شيلاح من الحزب ان حزبه "سيصر خلال الاتصالات الائتلافية على مطلبه باجراء مفاوضات مع الفلسطينيين بهدف التوصل الى تسوية سياسية، باعتبارها امرا ضروريا وعدم الاكتفاء بمجرد التفاوض". وقال شيلاح في حديث مع الاذاعة الاسرائيلية "ان حزب "يوجد مستقبل" سيصر ايضا على تسوية قضية المساواة في تحمل عبء الخدمة العسكرية والعمل على سن قانون يلزم كل شاب في الثامنة عشرة من العمر باداء الخدمة العسكرية او المدنية. واستبعد شيلاح فكرة اقامة كتلة مانعة لاحزاب اليسار والوسط لانه لا يوجد اي احتمال واقعي لتشكيل مثل هذه الكتلة.
من جهته وعلى الصعيد الدولي، قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، إن بلاده ستقوم بطرح مبادرة سلمية في الشرق الأوسط من أجل إعادة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى مائدة المفاوضات؛ وذلك بالتنسيق والتعاون مع الحكومة البريطانية. وعلى خلفية إن الإدارة الفرنسية على قناعة بأن العام 2013 يجب أنْ يكون عامًا لاتخاذ قرار حول مستقبل عملية المفاوضات. على أن تعلن المبادرة الجديدة في بادئ الأمر من خلال إعلان لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، ومن ثم سيتم إقرارها في قمة رؤساء الدول التي ستعقد في شهر آذار (مارس) المقبل، في حين أن ايرلندا التي ترأس الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي، والتي تصفها الحكومة الإسرائيلية بأنها أكثر الدول عدائية لها، تقوم بممارسة الضغوط على الحكومات الأوروبية باتجاه تفعيل الضغط على إسرائيل بسبب سياستها الاستيطانية، على الرغم من أنه لم يتم الاتفاق حول آلية الضغط الأوروبية التي يجب إتباعها.
من جهة ثانية نسب للناطق الرسمي باسم البيت الأبيض طومي فيتور، تلميحه إلى إمكانية تدخل الولايات المتحدة الأميركية في العملية السياسية، وقال إنه على الطرفين أن يتعاملا بجدية مع المفاوضات من أجل التعامل مع الصعوبات للتقدم إلى سلام دائم، مضيفًا أن الإدارة الأميركية ستقوم بمساعدة الطرفين من اجل التحرك إلى المفاوضات المباشرة. جاء ذلك في أعقاب الحديث عن اندلاع أزمة جديدة بين الإدارة الأميركية وحكومة نتنياهو على خلفية إعلان الأخيرة عن نشر مناقصات للبناء في مستوطنتين اثنتين بالضفة الغربية المحتلة، لبناء 198 وحدة سكنية جديدة، حيث شملت المناقصات بناء 114 وحدة سكنية في الحي الاستيطاني (غفعات هتمار) التابع لمستوطنة (أفرات) في الكتلة الاستيطانية (غوش عتصيون)، و84 وحدة سكنية في الحي الاستيطاني (غفعات هخرسينا) في مستوطنة (كريات أربع) في الخليل. كما أعلنت إسرائيل عن خطط بناء مكثفة في مستوطنات القدس والضفة الغربية أخيرا؛ كان أكبرها تلك التي أعلن عنها نتنياهو في أعقاب قبول فلسطين دولة مراقبة في الأمم المتحدة وشملت بناء 3000 وحدة سكنية في المنطقة (E1) والتي جرّت تنديدا دوليا واسعا ضد إسرائيل، من ضمنها الانتقادات الشديدة التي وجهها الرئيس الأميركي باراك أوباما لسياسة نتنياهو؛ يومها كشف موقع شبكة (بلومبرغ) عن أن الرئيس الأميركي وجه خلال محادثات مغلقة انتقادات شديدة لسياسة نتنياهو في ما يتعلق بالاستيطان، وحذر من أن إسرائيل ستُواجه عزلة دولية مطلقة في حال استمرت في هذه السياسة.
فهل يشكل الإعلان عن نية أوباما زيارة إسرائيل وفلسطين والأردن خلال الشهر المقبل، تبديدا لسوء الفهم بين الطرفين، ليعيد تأكيد موضوعة التحالف الاستراتيجي والعلاقات المتينة التي لا يمكن أن تنفصم عراها، نظرا لما هو مشترك استراتيجيا بين الولايات المتحدة وإسرائيل ومصالحهما المشتركة في هذه المنطقة؟..
برغم ذلك لا يمكن لخلاف من طبيعة كهذه بين حلفاء إستراتيجيين، أن يصل إلى درجة القطيعة، فطوال السنوات التي مضت كان هناك مد وجزر في طبيعة العلاقات الأميركية الإسرائيلية، لكنه لم يصل إلى درجة "انعدام الجاذبية"، وإعلان الطلاق في طبيعة ارتباط الطرفين، واستجاباتهما السياسية والأمنية للتحديات الني تواجه مصالحهما الاستراتيجية المشتركة، لا سيما اليوم حيث الحاجة مشتركة لإقامة "توازن جديد" في طبيعة الهيمنة الأميركية التي تهاوت تدريجيا، في وقت كان يختل فيه توازن القوى بين الشرق والغرب، وبين الغرب والغرب، في عز أزمة مالية واقتصادية عالمية قل نظيرها في التاريخ.
وإذا كان هناك من يهيء واهما لمقولة "إنهاء الصراع" في هذه المنطقة من العالم، عبر وهم إحراز مستويات من الأمن للمدى الطويل، فإن نتائج الانتخابات الإسرائيلية وإن اقتربت من مسألة إنهاء القضية الأهم التي كانت تتلخص بوجود "إجماع قومي" في شأن التحديات التي تواجه الوجود الإسرائيلي في بلادنا، إلا أنها لم تقترب من تهيئة الأرضية للبدء بخطوات جدية ملموسة نحو استئناف المفاوضات على أسس أكثر وضوحا من ذي قبل؛ فما زالت الإشكالات هي ذاتها والقوى التي ستتصدى لها هي ذاتها كذلك، فأي أمل يمكن أن تجود به نتائج انتخابات إشكالية في حد ذاتها، وأكثر إشكالية في ما أسفرت عنه، يمكنها أن تسفر بدورها عن تقدم في مسألة المفاوضات؛ سوى الغوص في بحار التمنيات؟
 
أوباما القادم الى المنطقة.. هل يغوص في مياه إسرائيلية لم تعد راكدة؟
المستقبل..عبير بشير
حملت التشكيلة الجديدة للكنيست الإسرائيلية - 19- سلسلة من المفاجئات. إن لجهة نسبة المشاركين في الانتخابات التي فاقت 66% وهي الأعلى منذ عشر سنوات - والتي جاءت عكس كل توقعات المراقبين الذين اعتبروا بأن نسبة المقترعين ستكون متدنية جدا بسبب غياب الحماسة لدى الجمهور الإسرائيلي، وفقدانه الثقة بالنخبة السياسية ووعودها الانتخابية. أو لجهة تصدر جنرالات الإعلام الحياة الحزبية الإعلامي ليائيرلبيد رئيس حزب "يوجد مستقبل" الذي حصد 19 مقعدا وحل في الترتيب الثاني، والإعلامية شيلي يحيومفتش التي استطاعت أن تضاعف من قوة حزب العمل في الكنيست لتصل إلى 15 مقعدا، على حساب جنرالات العسكر المتقاعدين وأصحاب القبعات الدينية.
والأهم من ذلك، أن نتائج الانتخابات وجهت ضربة قوية، لكل استطلاعات الرأي، ومراكز البحوث، التي كانت تؤكد بأن مزاج الناخب الإسرائيلي أصبح يمينيا بامتياز، بينما المجتمع الإسرائيلي - بمختلف تلاوينه - ينحدر بقوة نحو اليمين المتطرف، وان الانتخابات القادمة ستكرس هيمنة صقور اليمين وصقور المتدينين على الحياة السياسية، بينما سيشهد اليسار ويسار الوسط تآكلاً مخيفاً إلى حد التلاشي. فيما العكس هو الذي حصل إذ صرح رئيس حزب "شاس" الديني بأن: "هذه الانتخابات هي الأصعب في تاريخ الحزب منذ تأسيسه".
ومن العلامات الفارقة أيضا، هي غياب أو تغييب المرشحين للكنيست خلال حملاتهم الانتخابية، للملفات السياسية وعلى رأسها السلام مع الفلسطينيين، مقابل تركيزهم شبه التام على الملفات الاقتصادية والاجتماعية والبطالة وأزمة السكن....
وفي كل الأحوال فإن بيبي نتنياهو، هو الخاسر الأكبر من الانتخابات الأخيرة، رغم تكليفه رسميا بتشكيل الحكومة الإسرائيلية وللمرة الثالثة فقد تراجع حزبه وفقد 11 مقعدا، وقبل إغلاق الصناديق اخذ يصرخ في مدونته على الفيسبوك وكتب: "السلطة في خطر!!! أيها الليكوديون انزلوا وصوتوا بكثافة".
نتنياهو المهووس باستطلاعات الرأي والذي يتحرك ويتنفس وفقا لخطها البياني، خانته تلك الاستطلاعات التي كانت تعطيه مركزا كاسحا بين أقرانه السياسيين والتي منحته لقب "ملك إسرائيل" طوال الأشهر السابقة.
أراد نتنياهو من خلال حل الكنيست الثامنة عشر- وبدافع من غروره السياسي-، أن يضاعف من قوة حزبه الليكود بيتنا - ليتحول من ملك لإسرائيل إلى إمبراطور، وليقول للعالم بأسره بأنه الزعيم الأوحد للدولة العبرية، وأن كل قراراته وخياراته السياسية وخصوصا بما يتعلق بالقضية الفلسطينية، إنما هي بتفويض كامل من الشعب اليهودي.
نتنياهو الذي قاد بلاده إلى عزلة دولية بسبب إصراره على الاستيطان وعلى الحل الأمني، والذي هرب طوال ولايته السابقة من الملف الفلسطيني، ورفع بدلا منه "فزاعة" الخطر النووي الإيراني في كل أحاديثه الإعلامية ولقاءاته السياسية، ولم يترك مناسبة وإلا صرح فيها عن ضربة إسرائيلية "إستباقية" وشيكة لإيران في ابتزاز واضح للإدارة الأميركية - يدفع الآن الثمن، ويدفع أيضا ثمن تحالفه مع المتطرف ليبرمان..... فمن يصدق بأن التحالف مع الفظ والفاسد ليبرمان ممكن أن يقود إلى فوز كاسح في الانتخابات ويحقق ثنائياً سياسياً رائعاً!!
وليس بعيداً عن ذلك، جاءت كلمة الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس في افتتاحه الدورة الأولى للكنيست الجديد، إذ وضع في خطابه، جملة من المرتكزات والمحددات والتي ينبغي أن تحكم السياسة العامة للدولة العبرية، وتخدم مصالحها العليا في المرحلة القادمة.
فركز بيريز على: أهمية السلام باعتباره "العمق الإستراتيجي" لإسرائيل، وإلى ضرورة تلازم المسار الأمني مع المسار السياسي،- أي ليس الاعتماد فقط على التفوق العسكري والرؤية الأمنية والحل الأمني رغم أهميته القصوى -. فمصلحة إسرائيل أولا وأخيرا هي الالتصاق بالشرعية الدولية (التعربش فيها) في هذا المحيط الإقليمي الذي يغلي، ثم أن الضمان الحقيقي لأمن إسرائيل ومستقبل مواطنيها هو البوابة الدولية والإقليمية التي تمنحها الشرعية والحماية ومفتاحها السلام مع الفلسطينيين، بدلا من الاستمرار كشجرة غريبة وكريهة مزروعة في المنطقة.
ثم تطرق "بيريز" إلى موضوع الساعة وهو "الملف النووي الإيراني"، ووجه رسالة حازمة إلى نتنياهو بأن إسرائيل لا يمكنها التحرك بمفردها لضرب إيران من دون المعية الأميركية والدولية، كما أن التعامل مع الملف الإيراني ليس محصورا بإسرائيل بل بالمجتمع الدولي عبر النافذة الدبلوماسية أو النافذة العقابية أو النافذة العسكرية.
وبكلمات موجزة وواضحة قال بيريز: "إن الملف الإيراني هو في عهدة الإدارة الأميركية والأسرة الدولية".
فالدولة العبرية لا يمكنها دفع تكلفة رعونة نتنياهو السياسية وفريقه، ولا يمكنها المخاطرة بضرب المنشآت الذرية الإيرانية، مع ما تمتلكه الأخيرة من قوة نارية وصاروخية بعيدة المدى، وحجم دفاعاتها الضخمة...
هذا على الجانب الإسرائيلي، أما بالنسبة للفلسطينيين الذين كانوا يائسين تماما من حدوث تغيير في الخارطة السياسية الإسرائيلية، فإن نتائج الكنيست الجديد بعثت فيهم الأمل، وهم يرون أن أقطاب الكنيست التاسعة عشرة، يتحدثون بلغة جديدة، ويميلون إلى التفكير المنطقي، وهم يؤيدون خيار الدولتين لشعبين جبريل الرجوب -.
وعلى كل حال فإن حجم تفاؤل الفلسطينيين لا يصل إلى ربع ربع، عناوين الصحافة ووسائل الإعلام- النارية والفاقعة التي تحدثت عن انتكاسة لمعسكر اليمين، وتعادل اليسار مع اليمين في إسرائيل، وصعود كبير لقوى السلام.... وغيرها من العناويين الصاخبة. فهناك حقيقتان يجب التأكيد عليهما كما يقول ليبرمان- الأولى: أن التيار القومي مازال هو من يقود إسرائيل، وثانيا: أن بنيامين نتنياهو ما زال هو رئيس وزاء إسرائيل.
ثم حتى من يسمونهم أقطاب معسكر السلام الجدد، كرئيس حزب "عيش عتيد" لبيد، ينفي عن نفسه صفة اليسار، ويضع أفكاره في خانة يمين الوسط، ويدعو للاحتفاظ بالقدس عاصمة موحدة وأبدية للكيان الإسرائيلي.
كما أن لبيد يرفض حق العودة للاجئين الفلسطينيين. وهو يتحدث عن انفصال بين الإسرائيليين والفلسطينيين يمكن العيش معه وليس زواج سعيد بينهم.
ولكن وفي كل القراءات السياسية، هناك تغيير قد حدث في إسرائيل: فنتنياهو قبل الانتخابات ليس هو نتنياهو بعد الانتخابات. ثم أن مخرجات الكنيست الجديدة قد رمت بحجر في مياه السلام الراكدة، وعلينا أن لا ننسى وجود لاعب كبير ومهم، قد التقط هذا الحجر عن بعد..... وهو الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي مازال أمامه أربعة سنوات كاملة. وليس أدل عن ذلك: الزيارة المفاجئة والعاجلة التي أعلن عنها البيت الأبيض لأوباما، لفلسطين التاريخية بشقيها إسرائيل والأراضي الفلسطينية، والتي جاءت عشية تظهير المشهد السياسي في الدولة العبرية.
ويرى المراقبون بأن في هذا الإعلان العاجل، رسالة أولية ومهمة، لنتنياهو وللأقطاب السياسيين في إسرائيل، بأن الرئيس الأميركي يرغب برؤية حكومة إسرائيلية راغبة وقادرة على صنع السلام مع الفلسطينيين في ولايته الثانية.

المصدر: جريدة المستقبل

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 157,114,888

عدد الزوار: 7,055,765

المتواجدون الآن: 80