العلويون: الخلافة لعلي والعصمة للإمام والمهدية من أصل الدين....مشايخ من جبل العرب يدعون أبناءهم إلى ترك الجيش ويعلنون السويداء دار أمان....حزب الله يحشد في زيتا وغوكران بقيادة صفوان ومدلج استعداداً لمعركة ما بعد الأسد.."الجيش الحرّ": "حزب الله" ينفّذ اجتياحاً داخل سوريا...تضخيم "النصرة" إعلامياً يهدف الى تجفيف السلاح عن الثوار

قصف صاروخي للنظام يقتل 50 بحلب......في تطور نوعي.. الجيش الحر يعلن تشكيل الفرقة الجوية الأولى....المعارك المستمرة منذ تسعة اشهر تحول دير الزور التي مدينة اشباح مدمرة..... لا خبز في دمشق.. والحكومة تتهم المواطنين بشراء ما يزيد عن الحاجة...تركيا تتمسك برؤيتها لمستقبل سورية وأوغلو يحرّض مجلس الأمن...3 تطورات تحيي الآمال بحسم الأزمة السورية.. تعيين كيري وإقناع الأسد بالتواري لصالح البعثيين.. وتطور موقف موسكو

تاريخ الإضافة الأربعاء 20 شباط 2013 - 7:47 ص    عدد الزيارات 2259    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

 
في تطور نوعي.. الجيش الحر يعلن تشكيل الفرقة الجوية الأولى.... لا خبز في دمشق.. والحكومة تتهم المواطنين بشراء ما يزيد عن الحاجة
 
لندن: «الشرق الأوسط» .... في تطور نوعي أعلن الجيش السوري الحر (تشكيل الفرقة الجوية الأولى) بقوام 10 طائرات بطياريها. وجاء هذا الإعلان بينما قتل نحو 90 سوريا معظمهم قضوا خلال اشتباكات مع قوات النظام السوري في دمشق وريفها وحلب ودرعا وحمص وإدلب ودير الزور.
وأعلن قائد الفرقة الجوية الأولى العميد الطيار الركن «محمد يحيى بيطار» باسمه وباسم الطيارين الذين رفضوا الوقوف بجانب نظام الرئيس السوري بشار الأسد عن «جاهزية» جميع الطيارين «واستعدادهم الكامل للقيام بأي مهمة تطلب» من قبل الجيش الحر. ويعد هذا أول إعلان عن امتلاك الجيش الحر لسلاح جو، ويرى مراقبون أن شأن هذا التطور أن يرفع وتيرة المعارك وبشكل يخلخل توازن المواجهات الجارية.
وتزامن هذا مع أنباء غير مؤكدة أوردها موقع الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد عن إسقاط طائرة «مدنية كانت تنقل مصابين من ضباط ورتب رفيعة من حلب إلى دمشق».
وفي العاصمة دمشق شنت قوات الأمن التابعة للنظام السوري حملة اعتقالات واسعة في الصالحية العليا شملت حارات: شيخ إبراهيم وأبو نجيب ووادي الشياح وجامع التقوى وداغستاني وطلعة عجاج، وبعض الحارات السفلية، وتم اعتقال نحو 200 شاب بشكل عشوائي. وبحسب شهود عيان تم تجميعهم أمام جامع التقوى والتقاط صور لهم، وضربهم وإهانتهم، قبل ترحيلهم إلى المقر الأمني، في منطقة الجسر الأبيض، وهناك تم سؤالهم عن أشخاص مطلوبين أطلق سراح كل من لم يرد اسمه في قوائم المطلوبين والمشتبه بهم. كما شنت حملة مداهمات شرسة في منطقة العمارة في المدينة القديمة شارك فيها الشبيحة إلى جانب رجال الأمن، في وقت قال سكان في حي باب توما القريب من العمارة قذيفة هاون على أحد المنازل في المسبك، ووصلت شظاياها لغاية الشارع العام، وبحسب السكان اقتصرت الخسائر على الأضرار المادية.
وسجلت الأوضاع المعيشية في العاصمة أمس تأزما جديدا على صعيد توفر الخبز، وقال ناشطون إن معظم أفران العاصمة لم تعمل أمس لأسباب غير معروفة، ووصل ثمن ربطة الخبز في بعض المناطق إلى 100 ليرة سورية في حين أن السعر الرسمي 15 ليرة سورية، مع الإشارة إلى أن سعر الدولار يعادل 93 ليرة.
وطلبت طلبت مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بدمشق أمس من أفران دمشق بيع ثلاث ربطات خبز فقط للمواطن يوميا، ونقلت (سانا) عن مدير المديرية زياد هزاع تصريحه أن «شراء بعض المواطنين لكميات زائدة عن حاجتهم من الخبز إضافة للأسباب الأخرى أدى إلى ازدياد الضغط على الأفران ونقص المادة ولذلك ألزمت المديرية الأفران ببيع ثلاث ربطات للمواطن ووزعت عدة مراقبين على الأفران حيث تم تنظيم عشرين ضبطا الشهر الفائت بحق بائعي الخبز».
ونظمت مديرية حماية المستهلك بدمشق 61 ضبطا بحق المخالفين و24 ضبط عينة خلال الشهر الأول من العام الحالي. في حين قالت مصادر محلية إن ميليشيات النظام واللجان الشعبية يقومون بالاستيلاء على أكبر كميات من الخبز دون أن يجرؤ أحد على مواجهتهم أو وضع حد لممارساتهم في إذلال الأهالي وفي الاستيلاء على الحصة الأكبر من الخبز.
 
قصف صاروخي للنظام يقتل 50 بحلب
الجزيرة
أفاد ناشطون سوريون بأن نحو 50 شخصا قتلوا وأصيب آخرون جراء إطلاق قوات النظام صاروخا على منازل مدنيين في حي جبل بدرو في مدينة حلب.
وأضافوا أن الصاروخ أعقبه قصف بالهاون وراجمات الصواريخ. كما أشار الناشطون إلى أن صاروخا موجها من نوع سكود سقط على مدينة تل رفعت بريف حلب.
وفي وقت سابق أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن نحو تسعين شخصا قتلوا الاثنين في أنحاء متفرقة من البلاد، بينما وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل نحو 3000 من عناصر الجيش الحر أثناء الثورة. وقال ناشطون إن اشتباكات عنيفة تجري في عدد من مدن وبلدات ريف دمشق ومناطق أخرى، كما يواصل الثوار القتال مع مقاتلين تسللوا من لبنان إلى ريف حمص قرب الحدود.
وفي ريف دمشق، بث ناشطون صورا تظهر قيام عناصر من الجيش الحر بتفجير دبابة لقوات النظام في المليحة بالغوطة الشرقية، وقالوا إن الثوار تصدوا لمحاولة قوات النظام اقتحام داريا ودروشا ومخيم خان الشيح، كما هاجموا حاجزيْ سيدي مقداد ونور الشام ودمروا ثلاث دبابات حاولت دخول مدينة زملكا، وقصفوا اللواء 39 في عدرا بقذائف الهاون والدبابات.
وفي الأثناء، استهدف الجيش الحر مدرسة المدفعية بمنطقة الراموسة في حلب بالدبابات والهاون، كما سيطر على كتيبة المحروقات التابعة لمطاري حلب الدولي والنيرب العسكري المحاصرين منذ مدة.
ودارت اشتباكات في أحياء باب النصر والأشرفية وأحياء حلب القديمة ومحيط ثكنة المهلب، وفي محيط مطاريْ منغ وكويرس العسكريين، كما استهدف الثوار بالمدفعية الثقيلة والدبابات مدرسة الشرطة وحواجز قوات النظام المحيطة ببلدة خان العسل.
وإلى الشمال من حلب، تشهد إدلب معارك في معرة النعمان والنيرب، حيث استهدف الجيش الحر قوات النظام في معسكري الحامدية ووادي الضيف، وبمحيط معسكر الشبيبة ومبنى الإسكان العسكري.
وعلى الجبهة الجنوبية، قالت شبكة شام إن الجيش الحر تمكن من تدمير دبابة أثناء التصدي لمحاولة اقتحام درعا البلد، كما استحوذ على العديد من الأسلحة والآليات في عمليات ببلدات بصر الحرير واليادودة ووادي اليرموك.
وذكرت الشبكة أن الاشتباكات متواصلة في محيط اللواء 113 وفي أحياء الحويقة والجبيلة بريف دير الزور، وأضافت أن الجيش الحر سيطر على حاجز محطة المياه مع استمرار الاشتباكات عند مقر الإذاعة.
وفي ريف حماة الشمالي، قال ناشطون إن الثوار استهدفوا قوات النظام المتمركزة على تل الحماميات بقذائف الهاون وأوقعوا عددا من الإصابات في صفوفها.
دمشق وحمص
في السياق، يصعد الجيش الحر عملياته العسكرية في دمشق منذ أيام، حيث استهدف بقذائف الهاون قوات النظام المتمركزة في مبنى الأمن الجوي بساحة العباسين التي تعد من أهم ساحات العاصمة.
وقال ناشطون إن الجيش الحر منع قوات النظام من اقتحام منطقة بورسعيد بحي القدم، كما صدها عن دخول حي القابون، وتمكن من تدمير دبابة أثناء صد هجوم بحي جوبر، كما هاجم القوات المتمركزة في مبنى بلدية مخيم اليرموك.
من جهة ثانية قال ناشطون إن اشتباكات متواصلة لليوم الثالث بين الثوار ومقاتلين تسللوا من لبنان إلى عدد من قرى القصير في ريف حمص قرب الحدود.
وكانت الهيئة العامة للثورة السورية قد أعلنت الأحد أن الجيش الحر قتل 12 عنصرا من حزب الله قرب القصير، في حين قالت مصادر الحزب إن ثلاثة لبنانيين قتلوا وجرح 14 آخرون في 'مواجهة للدفاع عن النفس' على الأرض السورية.
قصف وإدانة
ويتواصل قصف الجيش النظامي على مناطق عدة بسوريا، وقد وثقت شبكة شام العديد من المناطق، ومنها مدن داريا وحرستا ويبرود ومعضمية الشام بريف دمشق، وقرية بداما بإدلب، ومدن الرستن وتلبيسة والحولة بحمص، وأحياء الجبيلة والحويقة والعرضي وجامعة الجزيرة بدير الزور، وبلدات خربة غزالة وبصر الحرير وناحتة والمليحة الشرقية بريف درعا.
في الأثناء، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل نحو 3000 من عناصر الجيش الحر، أي ما يعادل 6% من إجمالي القتلى منذ بداية الثورة, وقالت الشبكة إنهم من الجنود المنشقين عن جيش النظام ومن المدنيين الذين تطوعوا للقتال، مشيرة إلى أن الكثير منهم كانوا أطباء ومهندسين ومدرسين وعاملين في مهن أخرى.
وجاءت محافظة إدلب في مقدمة عدد القتلى, تلتها محافظة درعا ثم حمص وريف دمشق، وجاءت محافظات طرطوس والقنيطرة والسويداء في المرتبة الأخيرة.
واتهمت الشبكة في بيان الجيش النظامي بارتكاب جرائم حرب عندما قتل 140 من عناصر الجيش الحر سلموا أنفسهم لقوات الجيش النظامي عند وقوعهم في الأسر، وحمّلت الشبكة السورية مسؤولية القتل والتعذيب إلى النظام السوري بكل أجهزته وعلى قمة هرمه الرئيس بشار الأسد.
 
 
3 تطورات تحيي الآمال بحسم الأزمة السورية.. تعيين كيري وإقناع الأسد بالتواري لصالح البعثيين.. وتطور موقف موسكو
 
جريدة الشرق الاوسط... لندن: أمير طاهري ... هل يسعى الرئيس السوري، بشار الأسد، إلى حل من خلال التفاوض يضع حدا لهذه الحرب الأهلية الدامية التي تشهدها بلاده؟ هذا هو الأمل الذي يحاول مبعوث الأمم المتحدة الخاص، الأخضر الإبراهيمي، أن يبقيه حيا من خلال المناورات الدبلوماسية حتى وإن كان يراها البعض وهما. وساعدت ثلاثة عوامل في خروج هذا الأمل إلى الوجود. العامل الأول هو تعيين باراك أوباما لجون كيري وزيرا للخارجية. وعلى عكس هيلاري كلينتون، التي سبقته في هذا المنصب، يتمتع كيري بإدراك عميق لعقلية الرئيس السوري. وسافر كيري بصفته عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الديمقراطي إلى دمشق لحضور اجتماعات استمرت عدة ساعات مع الأسد. وتمكنت زوجة كيري، ماريا تيريزا ثيرستين، التي ولدت في البرتغال، بمرور السنوات، من إقامة علاقات وطيدة بين الأسرتين من خلال صداقتها مع زوجة الأسد، أسماء الأخرس. كذلك من المثير للاهتمام أن ابنة كيري، فانيسا، متزوجة من طبيب إيراني وهو ما يعزز فهم أسرة كيري للمنطقة.
وهاجم كيري بصفته مرشحا رئاسيا عام 2004 الرئيس جورج بوش، ووصفه بأنه قائد «مندفع يصوب السلاح قبل تحديد الهدف»، مدمن على «دبلوماسية رعاة البقر»، ودعا إلى إصلاح شامل للسياسة الخارجية. وقدم كيري خلال الأسبوع الماضي تلميحات مثيرة عن «أفكار جديدة» لإنهاء الصراع في سوريا. العامل الثاني الذي قد يمنح مصداقية لآمال عقد اتفاق هو تنامي اعتقاد الأشخاص المقربين من الأسد أن الطريقة الوحيدة لتمكين البعثيين من الاحتفاظ بقدر من السلطة هي إقناع الرئيس بالتواري إلى الظل.
العامل الثالث هو تطور الموقف الروسي، فموسكو تدرك أن الرهان على الأسد يؤدي إلى عزلة روسيا في الشرق الأوسط. لذا فإذا أمكن التخلي عن الأسد من دون أن يبدو هذا كهزيمة لروسيا، ربما تبدي موسكو استعدادا للتعاون. وتخبرنا مصادرنا بأنه تم وضع الخطوط العريضة لاتفاق خاص بالأسد بمساعدة شخصيتين سياسيتين لبنانيتين مقربتين منه. وبحسب هذا الاتفاق المقترح، سيكون على الأسد الموافقة على مرحلة انتقالية ليس له دور فيها.
واختيار الكلمات مهم لإصرار الأسد على أنه «لن يتنحى» قبل نهاية مدته الرئاسية في مايو (أيار) عام 2014. وتنص مسودة الاتفاق على تسمية الأسد لأحد نائبيه كرئيس للحكومة الانتقالية التي سيكون لأحزاب المعارضة حق تسمية ثلث وزرائها. وسيحق للائتلاف الحاكم بقيادة حزب البعث الاشتراكي اختيار ثلث آخر. أما الثلث الباقي فمن المفترض أن يتشكل من «شخصيات محترمة» يقبلها الطرفان.
ستقترح الحكومة الانتقالية تعديلات دستورية يتم طرحها في استفتاء، وستجري انتخابات رئاسية وبرلمانية في غضون عام. ويأمل الأسد في أن يظل رئيسا حتى نهاية فترته الرئاسية التي تنتهي العام المقبل. خلال تلك الفترة سينقل سلطاته التنفيذية إلى رئيس وزرائه مع الاحتفاظ ببعض الوظائف الرمزية كرئيس للدولة.
يرغب الأسد مقابل التنحي في الحصول على الحصانة من الملاحقة القضائية من الاتهامات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وأي دعوى جنائية من خلال المحكمة الجنائية الدولية ينبغي أن يتم التصديق عليها من قبل مجلس الأمن، وهو ما يستطيع «الفيتو» الأميركي وقفه، لكن الأسد يأمل في أن يتمكن كيري من منحه الحصانة المطلوبة.
ويرغب الأسد أيضا في الحصول على ضمانات بتوقف دول أصدقاء سوريا، المجموعة التي تضم 100 دولة، عن دعم مجموعات المعارضة المسلحة بمجرد تشكيل الحكومة الانتقالية.
ستساعد الجبهة التي تقودها الولايات المتحدة في وقف إطلاق النار وتمكين الجيش السوري من تأمين حدود البلاد واستعادة القانون والنظام.
ما يرفضه الأسد تقديم تعهد بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة.. فرغم فرار غالبية أعضاء أسرته إلى خارج سوريا بحثا عن الأمن، يرفض الأسد الاقتراحات بضرورة الرحيل عن سوريا هو الآخر.
لقي الاتفاق المقترح ترحيبا حذرا من جانب عدد من فصائل المعارضة السورية، لكن الغالبية، وخاصة فصائل المعارضة المسلحة، لا تثق في الأسد وترى أن الاتفاق المقترح ليس سوى خدعة لكسب الوقت.
ويتشكك غالبية أعضاء تكتل «أصدقاء سوريا» في مصداقية الأسد، حيث تشدد العديد من الدول العربية، وبخاصة مصر، على أن يكون رحيل الأسد عن السلطة بصورة لا لبس فيها الخطوة الأولى، لا الأخيرة، في أي مرحلة انتقالية.
المشكلة الأخرى هي أن الأسد ربما لم يعد يمتلك سلطة اتخاذ القرار في دمشق عندما أنشأت إيران شبكة خاصة بها داخل النخبة الحاكمة.. فقد ذكر علي خامنئي، المرشد الأعلى، أكثر من مرة أنه لن يسمح بسقوط الأسد.
ويرى المحللون أنه على الرغم من وجود بصيص من الأمل، لكن كيري والإبراهيمي قد يكتشفان أن الضوء في نهاية النفق لم يكن سوى سراب.
 
الاتحاد الأوروبي يمدد العقوبات على سوريا ويرفض مد المعارضة بالسلاح... وزير خارجية لوكسمبورغ لـ«الشرق الأوسط»: لا أزمة سلاح في سوريا.. فهناك الكثير منه
 
بروكسل: عبد الله مصطفى باريس: ميشال أبو نجم القاهرة: أدهم سيف الدين ... جدد الاتحاد الأوروبي أمس عقوباته المفروضة على سوريا لثلاثة أشهر قادمة، واستثنى منها ما يتعلق بالمواد والمعدات ذات الصلة بالاحتياجات الإنسانية أو حماية المدنيين. وبعد جدل طويل رفض مد المعارضة السورية بالسلاح، لكنه قرر فتح الباب لتأمين «وسائل حماية أكبر للمدنيين».
وكان قرار صدر في ديسمبر (كانون الأول) الماضي يقضي بتجديد العقوبات التي تشمل قطاع النفط والسلاح فضلا عن الحظر المالي.
وفي بيان صدر عن اجتماعات وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أمس، أعرب الاتحاد عن ترحيبه بالدعوة التي أطلقها زعيم ائتلاف المعارضة السورية أحمد معاذ الخطيب للحوار مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد للتوصل إلى حل سياسي ينهي الصراع القائم في البلاد. كما أبدى التكتل الأوروبي الموحد قلقه البالغ إزاء ما وصفه بـ«الحالة الدراماتيكية» للوضع الإنساني للنازحين هربا من أعمال العنف وصعوبة وصول المساعدات الإنسانية إلى الداخل. وجدد الاتحاد الالتزام بتقديم الدعم لمهمة المبعوث الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي، وكذلك تقديم الدعم لائتلاف المعارضة السورية فضلا عن الاستمرار في تقديم المساعدات الإنسانية للاجئين السوريين، وخصوصا في دول الجوار.
وكان الاتحاد الأوروبي فرض ما يزيد على 18 حزمة من العقوبات على السلطات السورية جراء الأحداث التي تشهدها البلاد منذ 23 شهرا شملت القطاع النفطي والمالي وقطاع الطيران، فضلا عن تجميد أرصدة العشرات من المسؤولين السوريين، لكن مناقشات أمس تركزت على مسألة رفع حظر التسلح «بصورة كلية أو جزئية» إلى المعارضة، فبينما تعارض أو تتردد الغالبية العظمى من الدول الأعضاء في الاتحاد في رفع حظر الأسلحة المفروض على سوريا ارتفعت أصوات تؤيد تسليح جماعات المعارضة السورية، في مقدمتها بريطانيا.
وقال وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ: «نريد تقديم مزيد من الدعم للائتلاف السوري المعارض، نحن نقدم له دعما دبلوماسيا وسياسيا ولا بد من توسيع إطار هذا الدعم، ونقدم له ما يسمح له بحماية حياة الناس، ونحن نرى أنه لا بد من إعادة النظر في فرض العقوبات وخصوصا في حظر السلاح، في نفس الوقت نحن حريصون على عدم توريد أسلحة لأطراف غير مرغوب فيها»، في إشارة إلى الجماعات المتشددة، بينها جبهة النصرة التي أدرجتها الولايات المتحدة على لائحة الإرهاب. ولكن الطرح البريطاني الذي يلقى دعما من إيطاليا وفرنسا قوبل بتحفظ من عدة دول، ومنها ألمانيا التي أكدت رفضها رفع الحظر على السلاح حتى لا يتفاقم الوضع. وقال غيدو فسترفيلي وزير الخارجية الألماني إن «رفع حظر السلاح يعني مزيدا من العنف، كما أنه سيفتح الباب أمام سباق للتسلح في سوريا». وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» قال وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسيلبورن: «لا أظن أن هناك أزمة في السلاح، فهناك ما يكفي من أسلحة، وسوريا تحتاج إلى أشياء أخرى كثيرة خلافا لما يدعو إليه البعض من حلول ذات طابع عسكري، ويجب التركيز على الحل الدبلوماسي، وأنا أفضل هذا الخيار بدلا من خيارات أخرى لها خطورة كبيرة». وبدوره قال وزير الخارجية البلجيكي ديديه رايندرز في رد على سؤال لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا بد من الحصول على ضمانات بشأن كيفية وماهية الأطراف التي ستستفيد من وصول أسلحة إلى سوريا، وفي نفس الوقت وعلى المستوى الإنساني سنطرح في اجتماع جنيف تطبيق المعايير الدولية الإنسانية المعمول بها في العالم، وهذا مطلبنا منذ البداية ويتفق معنا في الرأي دول وأطراف أخرى كثيرة».
وانتهي اجتماع أمس إلى اتفاق أوروبي على تمديد العقوبات حتى نهاية مايو (أيار) وتعديلها إلى «تأمين دعم أكبر ومساعدة تقنية لحماية المدنيين»، بدلا عن رفع الحظر على توريد الأسلحة إلى المعارضة.
وفي غضون ذلك، وصفت مصادر دبلوماسية أوروبية في باريس الإتفاق الأوروبي بأنه «اتفاق الحد الأدنى» وأن الخلافات داخل صفوف الاتحاد «عميقة» وأن العواصم الأوروبية منقسمة إلى ثلاث مجموعات أولها ما زالت تدفع باتجاه رفع العوائق التي تمنع تسليح المعارضة وتتمثل ببريطانيا وإيطاليا وبدرجة أقل فرنسا. أما مجموعة «الممانعة» وهي الأكبر فتتشكل بالدرجة الأولى من الدول الإسكندنافية وبلدان غرب وشمال أوروبا فيما الآخرون إما «مترددون» أو «غير مهتمين» أو لا مواقف قاطعة لهم. وترى المصادر المشار إليها أن زيادة المساعدة التقنية والمعدات غير القاتلة «لن تحدث تغييرا في الواقع الميداني» بين النظام والمعارضة المسلحة خصوصا أن مثل هذه المعدات كالمناظير التي تتيح الرؤية الليلية وأجهزة الاتصال وغيرها تقدم منذ فترة طويلة للمعارضة.
ولا يرغب الأوروبيون ولا الأميركيون في وقوع السلاح «في أيد غير صديقة» وفق التعبير الأميركي. وقالت مصادر دفاعية أوروبية لـ«الشرق الأوسط» إن الغربيين «يسعون مع الجيش السوري الحر إلى تحديد الأطراف الموثوقة» التي لا يشكل وصول السلاح إليها خطرا مستقبليا. غير أن هذه الجهود لم تثمر بعد بشكل كاف ما يترك المسألة «مفتوحة» ورهنا بالتطورات المرتقبة على الصعيدين السياسي والميداني.
وأفادت هذه المصادر أن الغربيين «يعملون على تأطير المعارضة المسلحة وتنظيمها». وطالما لم ينته هذا العمل، فإن تسليحا للمعارضة على نطاق واسع «لن يتم».
وكان حارث النبهان عضو الهيئة السياسية لائتلاف المعارضة السورية أعرب في وقت سابق أمس عن أمله في أن يرفع الأوروبيون حظر توريد السلاح للمعارضة من أجل تمكين القوى الثورية من تحقيق تغيير موازين القوى على الأرض، و«يرغم النظام السوري على القبول والتعاطي مع فكرة الحل السياسي القائمة أصلا على خروج بشار الأسد ليفتح طريق الكلام مع الآخرين».
 
لجنة تحقيق دولية تتهم النظام السوري والمعارضة المسلحة بارتكاب جرائم حرب
 
جنيف - لندن: «الشرق الأوسط».. بيروت: ليال أبو رحال ... أفادت لجنة التحقيق المستقلة حول أعمال العنف في سوريا، التابعة للأمم المتحدة، بأن أفرادا من قوات الأمن السورية ومن المعارضة السورية مسؤولون عن وقوع «جرائم حرب» في سوريا، موضحة أن تلك الممارسات شملت «إعدامات وتعذيب وترهيب المدنيين العزل».
وكشف خبراء ومحققون في اللجنة، التي يقودها البرازيلي باولو بينهيرو وتضم 20 محققا ويستعدون لتقديم «لائحة سرية الشهر المقبل تحمل أسماء المتهمين الرئيسيين في تلك الجرائم»، في تقرير صادر أمس، عن أنه «تم التعرف على مسؤولين سوريين يمكن أن يكونوا ضالعين في ارتكاب جرائم حرب وقعت في سوريا، أو يمكن أن توجه إليهم تهمة المساعدة في وقوع تلك الجرائم». واتهم التقرير «قناصة» المعارضة السورية بتسببهم في «سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى المدنيين».
وأكد التقرير، الذي يتناول فترة الستة أشهر الماضية، مستندا إلى 445 مقابلة أجريت مع ضحايا سوريين وشهود عيان خارج سوريا، أن «القوات الحكومية والميليشيات المتحالفة معها ارتكبت إعدامات خارج إطار القانون، في خرق صارخ للقانون الدولي الذي يحمي حقوق الإنسان أثناء الحروب»، واعتبر المحققون أن تلك الأحداث يمكن أن تكون بحد ذاتها «جرائم حرب» لأنها «وقعت ضمن عمليات عسكرية مخطط لها، استهدفت المدنيين».
وشددت كارلا ديل بونتي، عضو لجنة التحقيق والمدعية العامة السابقة بمحكمة الجنايات الدولية، عند عرض التقرير، على أنه «آن الأوان لكي يتدخل القضاء ونقترح المحكمة الجنائية الدولية». وأشارت أمام الصحافيين إلى وجوب أن «تتخذ المجموعة الدولية ومجلس الأمن الدولي قرار إحالة هذا الملف إلى القضاء»، موضحة أنه «لا يمكننا (اللجنة) اتخاذ قرار، لكننا نمارس ضغوطا على المجموعة الدولية للتحرك، لأنه آن الأوان للتحرك».
وفي سياق متصل، يقول الباحث اللبناني والخبير في العلاقات الدولية الدكتور سامي نادر، لـ«الشرق الأوسط»، إنه «من الممكن إحالة التقرير إلى المحكمة الجنائية في حال تبنيه من قبل مجموعة من الدول الموقعة على معاهدة إنشاء المحكمة، كما يمكن لعدد من المنظمات الدولية أن يرفعوا التقرير إلى المحكمة الجنائية». ويبرر نادر عدم حماسة الولايات المتحدة في هذا السياق، بكونها من الدول غير الموقعة على معاهدة إنشاء المحكمة الجنائية. وذكر بأن «المحكمة الجنائية المعنية بالنظر تحديدا في جرائم ضد الإنسانية، كانت قد نظرت في جرائم حصل معظمها في أفريقيا وفي يوغوسلافيا السابقة، وتم الحكم على أشخاص وأفراد وليس جرائم»، لافتا إلى أن «إشارة التقرير إلى لائحة بأسماء متورطين قد تسهل عملية نظرها في الملف السوري».
 
بعد جدل حول اتصالاتهما الهاتفية.. أخيرا كيري ولافروف يبحثان وقف العنف في سوريا.. المنتدى العربي ـ الروسي يناقش الأزمة السورية غدا بحضور العربي ووزراء خارجية العراق والكويت ولبنان ومصر
 
جريدة الشرق الاوسط... موسكو: سامي عمارة القاهرة: سوسن أبو حسين ... كشفت وزارة الخارجية الروسية عما دار في المكالمة الهاتفية التي جرت بين سيرغي لافروف وزير الخارجية ونظيره الأميركي جون كيري في وقت متأخر، أول من أمس، وقالت الخارجية الروسية في بيانها الصادر حول هذه المكالمة التليفونية: «إن الوزيرين تبادلا الآراء حول قضية الأزمة السورية من منظور ضرورة وقف العنف من جانب كل الأطراف، والبدء في الحوار بين السلطات الحكومية والمعارضة». وأشار البيان أيضا إلى «أن الوزيرين وبمبادرة من الوزير لافروف تطرقا إلى الحديث عن الأوضاع في شمال شرقي آسيا، والمسائل المتعلقة بالتفجيرات النووية التي أجرتها كوريا الشمالية».
وخلص الوزيران إلى ضرورة التواصل حول مختلف القضايا الدولية والقضايا الثنائية، بما في ذلك بحث احتمالات اللقاء في أقرب وقت ممكن.
وكان الجدل قد احتدم حول هذه المكالمة خلال الأيام القليلة الماضية، مما دفع الناطق الرسمي باسم وزير الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش ينتقد، خلال مؤتمره الصحافي الدوري الأخير، ما صدر عن نظيرته الأميركية فيكتوريا نولاند حول «تباطؤ» الجانب الروسي في الرد على طلب الوزير الأميركي كيري حول الحديث مع لافروف خلال زيارته لعدد من الدول الأفريقية.
وقال لوكاشيفيتش إن الجانب الروسي لم يستطع الاستجابة للطلب الأميركي فور وصوله، لكنه، وعلى الرغم من ازدحام برنامج الوزير لافروف، حدد المواعيد المناسبة لإجراء الاتصال الهاتفي بين الوزيرين الروسي والأميركي، بما في ذلك في 14 فبراير (شباط)، إلا أنه لم يتلقّ ردا من جانب واشنطن، وهو ما جعل الجانب الروسي يعتبر أن الأمر لم يعد مطلوبا.
ومن المقرر أن يصل اليوم إلى موسكو كل من نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية ووزراء خارجية العراق هوشيار زيباري، ولبنان عدنان منصور، وليبيا محمد عبد العزيز، والكويت الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، ومصر محمد كامل عمرو، حيث من المقرر أن تبدأ في موسكو صباح غد (الأربعاء) أول اجتماعات المنتدى العربي - الروسي بمشاركة لافروف. وقالت المصادر الروسية إن الأزمة السورية والمسائل المتعلقة بضرورة وقف العنف والبدء في الحوار بين الأطراف المعنية السورية ستكون في صدارة جدول أعمال اللقاء المرتقب، الذي سوف يعقبه مؤتمر صحافي يعقده الدكتور العربي والوزير لافروف.
وكانت موسكو سبق أن أعلنت رسميا عن دعوتها كلا من وليد المعلم وزير الخارجية السوري، والشيخ معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري، في إطار الجهود التي تتواصل من أجل البحث عن حلول عاجلة لوقف العنف والبدء في الحوار بين الحكومة والمعارضة استنادا إلى ما سبق وتوصلت إليه «مجموعة العمل» من اتفاقات في يونيو (حزيران) 2012.
ووسط توقعات بلقاء محتمل بين المعلم والخطيب في العاصمة موسكو، أكد ميخائيل بوغدانوف المبعوث الشخصي للرئيس الروسي في الشرق الأوسط لـ«الشرق الأوسط» عدم صحة المعلومات التي تواردت حول إجراء مفاوضات بين الطرفين.
وأوضح أن الوزير السوري يصل إلى موسكو في 25 فبراير الحالي، بينما من المقرر أن يزور الخطيب العاصمة الروسية في وقت لاحق بعد هذا التاريخ.
وفي غضون ذلك، قالت مصادر مطلعة في القاهرة إن القضية الرئيسية للمنتدى تتعلق بمناقشة الأوضاع في سوريا، التي بلغت مرحلة خطرة، بالنظر إلى حجم الضحايا من قتلى وجرحى ونازحين داخل البلاد وخارجها. وأشارت المصادر إلى أن وزراء الخارجية سيوجهون الدعوة إلى ضرورة وقف فوري لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع المعتقلين السوريين، مع التأكيد على أهمية الجلوس حول طاولة الحوار، وضرورة وضع الأزمة على المسار السياسي، وفق ترتيبات «اتفاق جنيف»، ومعالجة الوضع الإنساني والحاجة الملحة إلى المساعدات، وتأييد دخولها سوريا وتوزيعها على النازحين في كل من لبنان والأردن والعراق وتركيا. كما سيدعو المنتدى إلى دعم جهود الإبراهيمي لحل الأزمة السورية.
من جانبه، قال وليد البني الناطق الرسمي باسم الائتلاف الوطني السوري لـ«الشرق الأوسط»، ردا على تصريحات الإبراهيمي بشأن دعوة المعارضة والحكومة السورية إلى مفاوضات في مقار تابعة للأمم المتحدة، إن موقف الائتلاف هو الموقف الذي صدر عن الهيئة السياسية للائتلاف، وهو أن بشار الأسد ورموز نظامه خارج أي حل سياسي إلا من لم تتلطخ أيديهم بالدماء، مشيرا إلى أنه في ظل هذه الشروط فإن الائتلاف يرحب بأي حل سياسي أو جهد دولي لإخراج الشعب السوري من الأزمة الراهنة.
إلى ذلك، أفادت وكالة الأنباء السورية «سانا»، نقلا عن وزارة الحالات الطارئة الروسية عزم الأخيرة إرسال طائرتين تحملان مساعدات إنسانية إلى سوريا يبلغ وزنها الإجمالي 44 طنا. وأشارت الناطقة الرسمية باسم الوزارة إيرينا روسيوس في تصريح، أمس، إلى أن الطائرتين وهما من طرازي «ايل 62» و«ايل 76» يمكن أن تنقلا في طريق العودة مواطنين روسيين مقيمين في سوريا، إذا أبدوا رغبة بالمغادرة.
ونقلت وكالة «إيتار تاس» الروسية للأنباء عن المتحدثة أن الطائرتين اللتين تحملان خياما ومولدات الكهرباء وأثاثا و11 طنا من الغذاء ستهبطان في اللاذقية، شمال غربي سوريا.
 
تركيا تتمسك برؤيتها لمستقبل سورية وأوغلو يحرّض مجلس الأمن
الحياة...عمر كوش *
يفتح تفجير معبر «جيلفا غوزو» التركي، المقابل لمعبر باب الهوى السوري، الباب مجدداً أمام مدى تأثر تركيا بالوضع السوري، حيث ذهبت الصحافة التركية المقربة من حزب «العدالة والتنمية»، الحاكم، إلى اتهام النظام السوري بالوقوف وراء العملية الإرهابية، واعتبرته نظاماً مشهوداً له بتفجير الأوضاع في دول الجوار، وعاملاً من عوامل عدم الاستقرار في المنطقة، وربطت التفجير بالتهديد الذي أطلقه وزير إعلام النظام ضد تركيا قبل يومين من وقوعه. وبعض الكتاب والأكاديميين الأتراك والمتابعين للشأن السوري اعتبر أن النظام السوري يقف، كذلك، وراء التفجير الانتحاري الأخير، الذي أصاب مقر حراسة السفارة الأميركية في أنقرة، بالنظر إلى وجود بعض عناصر المنظمة اليسارية المتطرفة، المتهمة بالوقوف وراء التفجير، في العاصمة السورية، دمشق.
وإذا أضفنا أن قوات النظام السوري سبق أن أسقطت في 22/6/2012 طائرة حربية تركية، قال القادة الاتراك إنها لم تدخل المجال الجوي السوري، إلى جانب القذائف التي تتساقط من حين إلى آخر داخل الأراضي التركية، وأودى بعضها بحياة مواطنين أتراك، ندرك جيداً مدى تجرؤ النظام السوري على تركيا، التي كان يخشاها طوال عقود عديدة، وكانت تشكل مصدر قلق بالنسبة إليه، فكلنا يتذكر موقف النظام الاستسلامي إبان أزمة 1998، التي انتهت بتوقيع «اتفاقية أضنة» المذلة، وتخلى فيها النظام عن احتضان حزب «العمال الكردستاني»، وأبعد عبد الله أوجلان.
غير أن الأمور تغيرت كثيراً اليوم، فتركيا هي اللاعب المحوري في الملف السوري، والنظام في الهزيع الأخير من عمره، ويحاول بشتى الوسائل تصدير أزمته وافتعال الأحداث مع الجارة، التي كان يهابها طوال فترة حكمه الاستبدادي لسورية.
ولا شك في أن موقف الحكومة التركية من الثورة السورية، يثير العديد من المواقف المؤيدة والرافضة له في داخل تركيا وخارجها، حيث تدعمه الأوساط الشعبية، أوساط حزب «العدالة والتنمية» وجمهور الداعمين له، المتعاطفين مع محنة السوريين ومآسيهم، بل إن منهم من يطالب حكومة رجب طيب أردوغان باتخاذ خطوات أكبر.
في المقابل، تنتقد أوساط المعارضة التركية، وبخاصة حزب «الشعب الجمهوري»، سياسات الحكومة حيال الوضع في سورية، وتعتبرها متهورة وتورط تركيا، وتجرها إلى مستنقع خطر. وراح حزب «الشعب الجمهوري»، بوصفه حزب المعارضة الرئيس، يتخذ مواقف تحابي النظام السوري، لكنه ليس الوحيد في ذلك، بل تشاركه في النظرة إلى ما يجري في سورية معظم أحزاب اليسار التركي، بما فيها الحزب «الشيوعي» التركي، وكذلك أحزاب وقوى اليمين المتطرف. إلا أن الواضح، هو أن مواقف أحزاب وقوى المعارضة، القومية والعلمانية، التركية، تدخل من باب النكاية والمناكفة أكثر من كونها مبدئية. وتتعاطف أوساط المثقفين والأكاديميين الأتراك، بشكل عام، مع محنة الشعب السوري وثورته، لكن العديد من الباحثين والأكاديميين يرون أن بلدهم تحمّل مخاطر كبيرة من خلال دعم المعارضة السورية، واحتضان قيادات «الجيش الحر» والمنشقين، ويخشون من تدهور بعض علاقات تركيا الدولية. وهناك من يعتبر منهم أن نقاط الصواب في السياسة التركية إزاء الأزمة السورية، تفوق بأضعاف مضاعفة النقاط الخاطئة فيها، وأن من الأفضل التفكير بمصير المنطقة وإلى أين تتجه.
 مرجعية المصلحة
ويجد الاهتمام التركي بسورية مرجعيته في مصالح واعتبارات اقتصادية واستراتيجية وأمنية وتاريخية، كونها شكلت على الدوام نافذة تركيا على العالم العربي، إذ وبعد طوال جفاء وعداء، توطدت العلاقة بين البلدين، منذ مجيء حزب «العدالة والتنمية» إلى الحكم، وفقاً لنظرية «تصفير المشاكل مع دول الجوار»، التي وضع أسسها وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوعلو. وتطورت طرق وميادين التعاون، وفي شكل حوّل سورية من بلد معادٍ إلى بوابة تركيا العربية، فوقعت معها عام 2004 اتفاقية التجارة الحرة، فضلاً عن عشرات الاتفاقيات الأمنية والاقتصادية والتجارية الأخرى. وبالوقت ذاته، تنامى الدور التركي في منطقة الشرق الأوسط، في شكل أفضى إلى نسج شبكة من العلاقات والنفوذ في دول المشرق العربي، وإلى التوقيع على اتفاقيات اقتصادية وسياسية مهمة معها، حيث أبرمت حكومة حزب «العدالة والتنمية» اتفاقيات ثنائية مع العديد من الدول العربية، وألغت تأشيرات الدخول مع كل من سورية ولبنان والأردن، وتمكنت من تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي مع معظم بلدان المشرق العربي. وشكل كل ذلك نقطة تحول مفصلية في السياسة التركية حيال البلدان العربية. والأهم هو أن تركيا اعتبرت بمثابة الدولة النموذج في المنطقة العربية، المستند إلى علاقات جيدة وإيجابية مع محيطها العربي والإسلامي، إلى جانب نجاحاتها الملحوظة في ميادين التنمية والاقتصاد والديموقراطية وفي علاقة الدين بالدولة. كما اعتبرت تركيا دولة ناجحة في إدارة العلاقات الدولية، نظراً الى مراعاة نظامها ومسؤوليها التوازن الدقيق بين قوة الأمر الواقع، وقوة الحق الأصيل، في ضوء موازين القوى.
غير أن الأمر اختلف مع قيام الثورة السورية في 15/3/2010، ومع استمرار النظام في التوغل في أعمال القتل وإقحام الجيش في شوراع وأزقة أحياء المدن والبلدات والقرى السورية، حيث لجأت تركيا إلى ممارسة سياسة مزدوجة، فمن جهة أولى لم تتوقف عن حض القيادة السورية للقيام بالإصلاحات والتغييرات والاستجابة لمطالب المحتجين والمتظاهرين، ومن جهة ثانية، احتضنت مختلف أطراف المعارضة السياسية السورية في الخارج، وسمحت لها بعقد مؤتمراتها، واستقبلت الضباط المنشقين، والمدنيين الهاربين.
ولا شك في أن الموقف التركي من الأزمة السورية لا تحكمه المصالح فقط ولا المبادئ، بل أيضاً جملة من الاعتبارات والحسابات والتوازنات الداخلية، وكذلك الضغوط، الداخلية والخارجية، إضافة إلى أن تركيا يهمها مآل الأوضاع في المنطقة، وخصوصاً على حدودها الجنوبية.
ومن الطبيعي أن تفيض الأزمة السورية على دول الجوار، فتركيا اعتبرتها - منذ بداية الثورة السورية - أزمة ترتقي إلى مصاف قضية تركية داخلية، بالنظر إلى امتلاكها حدوداً مشتركة على طول أكثر من 850 كيلومتراً، ووجود الأكراد على المناطق الحدودية، وبخاصة مع تمدد مقاتلي حزب «العمال الكردستاني» في الشمال الشرقي من سورية، بمساندة النظام ودعمه. إضافة إلى عوامل التاريخ والجغرافيا والدين والعلاقات الاقتصادية ودور تركيا الإقليمي الصاعد. وعليه، ارتفعت أصوات الساسة الأتراك ضد ممارسات النظام، واستقبلت قوى المعارضة السورية.
وتدخل حسابات الربح والخسارة في مواقف الساسة الأتراك، وكذلك في مواقف مختلف الأوساط الاجتماعية في تركيا، حيث أنفقت تركيا، إلى الآن، أكثر من ستمئة مليون دولار على اللاجئين السوريين، الذين يحظون برعاية، رسمية وشعبية، لا يحظون بمثلها في الأردن، حيث وضعهم مزرٍ ولا إنساني. وفي لبنان والعراق لا يختلف وضعهم الصعب عن وضعهم في الأردن كثيراً. وقد تجاوز عدد اللاجئين السوريين في المخيمات التركية المئة وثمانين ألفاً، فضلاً عن دخول أكثر من نصف مليون سوري منذ بداية الثورة إلى الآن، ومنحتهم الحكومة التركية تسهيلات كثيرة، في ما يتصل بحق الإقامة وحق العمل والدراسة والسكن والتملك. وهي أمور لم تمنحها لهم الدول العربية التي لجأوا إليها، على رغم كل ما يقال عن العروبة والإخوة ووحدة الحال.
وفي جانب الخسارة، تراجعت الحركة الاقتصادية بشكل ملحوظ في المحافظات التركية الحدودية، فمثلاً، كان حجم صادرات محافظة «غازي عينتاب» إلى سورية لوحدها، يصل قبل الأزمة إلى 150 مليون دولار. إضافة إلى توقف حركة مرور شاحنات وبضائع الترانزيت، حيث كانت 90 في المئة من صادرات تركيا إلى السعودية وقطر ودولة الإمارات والمنطقة تمر عبر سورية. ويضاف أيضاً أغلاق سورية مجالها الجوي أمام الطائرات التركية، التي كانت تعبر مجالها الجوي وما يترتب عن ذلك من كلفة إضافية.
 اهتمام شعبي
ولعل المفاجئ هو حجم الدور الاجتماعي والإغاثي الإنساني التركي، حيث لعبت منظمات تركية غير حكومية، مثل «هيئة حقوق الإنسان والحريات والإغاثة الإنسانية»، و «هيئة الإغاثة الإنسانية»، والهلال الأحمر التركي، ومنظمة «مازلومدر»، وغيرها، أداوراً مهمة في جمع المساعدات وتنظم حملات إنسانية، كان أكبرها حملة «حلّ الشتاء. رغيف خبز وغطاء للسوريين»، التي تحولت إلى حملة دولية. وكانت مدعومة ومنظّمة إلى حدّ كبير من جانب الحكومة التركية. في المقابل، لا يبدو الدور السياسي التركي بالمستوى ذاته، بالنظر إلى جملة اعتبارات دولية وإقليمية. ومع ذلك، وتبقى تركيا صاحبة الكلمة الأقوى بين دول المنطقة في الأزمة السورية، فالحدود التركية - السورية الممتدة والواسعة ما زالت مفتوحة، والقيادة التركية لن تتخلى عن الدور المحوري لتركيا في مجمل ملفات الشرق الأوسط، على رغم أن السياسة التركية تشي بأنها متردّدة أكثر من كونها استباقية في الملف السوري، بالنظر إلى ارتهانها بالقرار الأطلسي، والأميركي تحديداً، وخشيتها على أمنها القومي، وقلقها من إرهاصات أي تحرك لها على صورتها الدولية.
ولا يعول الساسة الأتراك كثيراً على الحل السياسي للأزمة السورية، نظراً الى خبرتهم اللصيقة بطبيعة وتركيبة النظام السوري، لكنهم لن يقفوا في وجه أي حل يضمن إنهاء حكم النظام، ورحيل رموزه. قد دعا أحمد داود أوغلو إلى بدء حوار سياسي وفي شكل فوري في سورية، بين المعارضة، ومن وصفهم بالذين لم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين، على رغم أن النظام رد على مبادرة رئيس الائتلاف الوطني، أحمد معاذ الخطيب، بمزيد من الهجمات وأعمال القتل. لكن أوغلو، تساءل خلال الاجتماع 71 للجنة البرلمانية التركية - الأوروبية المشتركة، عن دعاة الحوار للانتقال السياسي في سورية. ووجه انتقادات غير مسبوقة للمواقف الأوروبية والدولية، عبر تساؤله عما يجب على المعارضة السورية أن تفعله لتحريك المجتمع الدولي، على رغم تعرضها للظلم والقتل، ولم تزود بأية إمكانيات أو دعم ملموس. ولعل داود أوغلو كان محقاً عندما اعتبر أن مجلس الأمن فقد صدقيته، وعندما جدد تساؤله عن الجهة التي تمثل وجدان وضمير العالم. ولا يمكن إلا أن يتساءل السوريون مع داوود أوغلو عن العدالة والحقوق الدولية وعن وجدان المجتمع الدولي وضميره، بخاصة بعد استشهاد أكثر من 70 ألف سوري، وإقامة الملايين في ظروف شديدة القسوة خلال الشتاء، فإن لم يتدخل المجتمع الدولي الآن، فمتى يتدخل لإنهاء مأساة السوريين؟ ويؤلمنا أن نسأل سؤال داوود أوغلو عن عدم إقامة الاعتبار للدم السوري المراق في كل يوم، ولماذا لم تظهر حركة احتجاجية شعبية أو رسمية واحدة في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، تندد بما يحدث في سورية، وهي التي أشبعتنا بالحديث عن حقوق الإنسان والإدعاء بالديموقراطية الحديثة؟ وهل سيتحرك الضمير العالمي بعد مقتل 700 ألف سوري؟
 * كاتب سوري
 
"الائتلاف السوري": تدخل حزب الله العسكري في سورية هو انتهاك للإتفاقات الدولية
الحياة...بيروت - ا ف ب
دان الائتلاف السوري المعارض مشاركة حزب الله اللبناني في النزاع السوري، معتبرا اياه "انتهاكا للاتفاقات الدولية لا يمكن السكوت عنه".
وقال الائتلاف في بيان، ان "شهادات العديد من السوريين والاحداث تشير الى التورط المباشر لحزب الله في اعمال القتل والاجرام والاعتداء على حرمات السوريين، تحت ستار دعم صمود نظام الأسد في وجه المؤامرة التي تستهدفه".
وقتل عناصر من حزب الله يقاتلون في صفوف اللجان الشعبية الموالية للنظام قبل يومين في معارك مع المعارضة في قرى حدودية مع لبنان، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.
واوضح مصدر في حزب الله رافضاً كشف اسمه لوكالة "فرانس برس"، ان هؤلاء "لبنانيون مقيمون في الاراضي السورية" وانهم كانوا "في معرض الدفاع عن النفس ضد المجموعات المسلحة".
 
مشايخ من جبل العرب يدعون أبناءهم إلى ترك الجيش ويعلنون السويداء دار أمان
موقع إيلاف...غاندي المهتار
اجتمع لفيف من رجال الدين من طائفة الموحدين الدروز في السويداء في سوريا، وأعلنوها دار أمان لكل من يدخلها، محرّمين القتال والاقتتال، وداعين أبناءهم إلى ترك جيش يقتل أبناء الوطن.
غاندي المهتار من بيروت: في يوم الجمعة الماضي، اجتمع عدد من رجال الدين من طائفة الموحدين الدروز في محافظة السويداء، في مقام شيحان، ودعوا أبناء الطائفة إلى الانشقاق عن الجيش السوري النظامي، محرّمين حمل السلاح مع أي جهة، ومعلنين السويداء دار أمان لمن يدخلها، لا يجوز القتل فيها ولا الاقتتال.
بعد الاجتماع، أصدر المجتمعون بيانًا بدايته "نحن عدد من رجال الدين في محافظة السويداء، اجتمعنا في مقام شيحان، ومن خلفنا مجموعة من الشباب المسلح بالإيمان والتقوى تدعى مجموعة أحفاد عمار بن ياسر (رضي الله عنه) مهمتها حماية الأرض والعرض"، وأقرّوا فيه أن تكون السويداء، من الصَّوَرة حتى العانات، "دار أمان لمن يدخل إليها من إخوتنا السوريين، لا يجوز القتل فيها ولا الاقتتال مهما كانت الأسباب".
لإلقاء السلاح
انطلق متن البيان مما يجري في سوريا، بعدما اتضحت الرؤية، وبان الحق من الغيّ، وأصبح هناك اقتتال دموي استهدف السوريين جميعًا، ليدعو "كل أبنائنا إلى ترك الجيش، والعودة فورًا إلى السويداء من دون تأخير أو تبرير، ومن دون تمييز بين مجند أو ضابط ومتطوع واحتياط، لأنهم عندما التحقوا بالجيش ذهبوا للدفاع عن الوطن. أما اليوم فالجيش يدافع عن قادة يقتلون أبناء الوطن، ويدمّرون الوطن، ولا يميّزون بين مقاتل ومدني آمن. فهل يليق هذا العمل بشجعان بني معروف، المعروف عنهم الدفاع عن المظلوم وردع الظالم، واحترام المبادئ الإنسانية في أحلك الظروف الحربية؟، فلم يُعرف عنهم قتل أسير، أو تعذيب إنسان، أو الإساءة إلى طفل أو امرأة على مرّ تاريخهم الحافل بالبطولات".
تحريم وإهدار دم
وأعلن المجتمعون في بيانهم تحريم حمل السلاح، الذي يكون تابعًا لجهة ما، "فمن يحمله ماله حرام، ونسبه حرام، وطعامه حرام، ويُقاطع من جميع الشرفاء الموحّدين". كما تم تحريم كل من يقوم بإثارة الفتن، ونقل الأخبار الكاذبة، والترويج للشائعات، والقيام بأعمال التشبيح، والعمل لمصلحة جهة تدفع له، "فمن يفعل ذلك محرم، محرم، محرم".
وأهدر المشايخ دم من يقوم بالقتل ويعترف بذلك أو يُعرف عنه ذلك، مثل عصام زهرالدين المجرم، فدمه مهدور، ومن يقتله أيًا كان لا جرم عليه، فالقاتل يُقتل في شرع الله.
ختم المجتمعون بيانهم بالتوجّه إلى "إخواننا في الدين في الأراضي العربية المحتلة، فنقول لهم أنتم بعيدون عن أرض الواقع، لا تعرفون ما يجري في سوريا حقيقة، لذلك نطلب إليكم عدم التعليق على ما يجري في سوريا، ونقول لكم إن السوريين الشرفاء إخوتنا، ومن يدمّر الوطن من أجل الكرسي ويقصف المنازل بالطائرات والصواريخ لا يمت لنا بصلة".
حراك خجول
منذ بداية الأزمة في سوريا، بقيت المناطق التي يسكنها الموحدون الدروز هادئة، بالرغم من انطلاق بعض التظاهرات المنددة بقمع النظام للحراك السلمي في بدايات الثورة، خصوصًا في درعا المحاذية للسويداء، عاصمة جبل العرب، حيث يسكن الموحدون.
وحين اضطرت الثورة السورية إلى اتخاذ الجانب العسكري، بقي الموحدون خارجها، وبقوا على ولاء للنظام في سوريا غير معلن، خصوصًا أن أبناء الموحدين الدروز في الجيش السوري ليسوا قلة، ولا هم بأنفار أغرار فقط، بل فيهم الضباط والعقداء والعمداء.
إلا أن هذا الولاء ليس ما دفع الموحدين الدروز إلى الاشتباك ذات يوم مع ثوار سوريين على حدود درعا، بل لأن هؤلاء الثوار هاجموا مراكز أمنية وعسكرية درعاوية، واتخذوا عناصرها رهائن، وكان بينهم من أبناء جبل الدروز. فهبّ هؤلاء لاستعادة أبنائهم، قاطعين الطريق على الثوار وخاطفين منهم.
إلى بعض الحراك الدرزي الخجول، ممثلًا في الناشطة السورية منتهى الأطرش وبانشقاق بعض الضباط الدروز وانضمامهم إلى الجيش السوري الحر، بقيت القرى والبلدات والمدن في محافظة السويداء على هدوئها، مهادنة الثورة، وموالية النظام.
منشق ظهر الجبل
من الضباط الذين انشقوا، الملازم خلدون زين الدين، الذي أشاع الإعلام السوري بأن "العصابات الإرهابية المسلحة خطفته وأجبرته على ما قاله في مقطع الانشقاق المصوّر.
حتى كان 11 كانون الثاني (يناير) الماضي، حين قاد زين الدين عشرات المقاتلين أكثر من 60 كيلو مترًا من مدينة درعا باتجاه ظهر الجبل في السويداء، في أعنف وأول هجومٍ عسكري ضد الجيش النظامي فيها، دام ثلاثة أيام، إلى أن قتل في اليوم الثالث، وبرفقته نحو 16 مقاتلًا سقطوا معه، نعاهم المجلس العسكري في السويداء في بيان، أكد وقوع معارك عنيفة، أشدها معركة دارت رحاها قريبًا من تل المسيح، إلى الشرق من قرية سليم، تكبدت فيها القوات النظامية نحو 221 قتيلًا وأكثر من 150 جريحًا.
منعت السويداء من تشييع زين الدين، فأقيمت صلاة الغائب عن روحه في مدينة عاليه في لبنان، دعا إليها أقارب الشهيد من آل زين الدين في لبنان والحزب التقدمي الاشتراكي، وحضرها الشيخ نعيم حسن، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان، والشيخ علي زين الدين "رئيس مؤسسة العرفان التوحيدية"، ونواب وحشد من أهالي مدينة عاليه ومنطقة الشوف، ووفد من السويداء.
جنبلاط يدعوهم إلى الثورة
وكان النائب وليد جنبلاط دعا أهالي جبل العرب مرارًا إلى الدخول في الثورة السورية على نظام الرئيس بشار الأسد، منبهًا في جريدة الأنباء، الناطقة باسم الحزب التقدمي الاشتراكي، الدروز في سوريا من مغبّة الدخول في مغامرة الجيش الشعبي، الذي يزمع الأسد إنشاءه، لأن هذه الخطوة "تأتي لتلغي أي بصيص أمل بالتوصل إلى تسوية سلمية، ولتؤكد استحالة نجاة سوريا من التدمير الكامل. من هنا، الدعوة موجّهة مجددًا إلى العرب الدروز للتأكيد على تراثهم الوطني والتاريخي في مواجهة الظلم ودورهم في حماية وحدة سوريا مع سائر المناضلين الوطنيين اﻷحرار".
وفي تعليق على بيان مشايخ السويداء، كتب جنبلاط اليوم في الأنباء: "السويداء عبّرت مرة جديدة عن أصالتها من خلال بيان مشايخها، الذين أكدوا عروبتهم ووقوفهم إلى جانب الحق ورفضهم الظلم والقمع والتزامهم الثورة وإدانتهم للخارجين عنها، وهي ليست بحاجة إلى من يدافع عنها من لبنان أو غير لبنان، أو لتسجيل بطولات وهميّة من على المنابر".
أضاف: "إن مشايخ السويداء سجلوا من خلال بيانهم الأخير موقفاً متقدماً جداً يعكس تمسكهم بالقيم والمبادئ الأساسيّة وانحيازهم للعدل والحرية، وتاريخهم مشرف في هذا المجال منذ مواجهتهم الانتداب الفرنسي ورفضهم الخضوع والإذلال".
وختم قائلًا: "التحية، كل التحية، للمشايخ العرب في جبل العرب على نصرتهم للثورة السورية، والتحية إلى الثورة السورية التي تسجل كل يوم بطولات أسطورية وملحميّة في مواجهة آلة القتل والاستبداد، وهي تتكبّد في سبيل ذلك تضحيات كبيرة وهائلة واستثنائية".
وهاب: الدروز هم المقاومة
من جانبه، حيّا رئيس حزب التوحيد وئام وهاب، خلال إحيائه احتفالًا شعبيًا في بعقلين، باسم الموحدين الدروز جميعًا في جبل لبنان وجبل العرب، سوريا "ونقف إلى جانبها ونشدّ على يد رئيسها في هذه الأيام، ونقف إلى جانب جيشها"، مؤكدًا بذلك أن الدروز باقون على عهد بشار الأسد، ومشددًا على أن "سوريا لن تسقط، ومن لديه القدرة على القتال فليقاتل حتى النهاية".
أضاف: "نحن مقاومون من سلطان الأطرش إلى كل المشايخ الذين ناضلوا منذ مئات السنين في هذه الجبال وسنبقى مقاومين، كما إننا أقوياء بما فيه الكفاية لنقاوم إسرائيل".
وتابع قائلًا: "إن كان هناك من أحد يسألنا إن كنا مع المقاومة فنحن المقاومة، نحن من اخترعناها في جبل العرب، ومن يريد التأكد ليسال إبراهيم باشا ومحمد علي باشا، أو ليسأل الفرنسيين إن كان هذا أقرب إليه، كيف قاومناهم منذ زمن ليس ببعيد. تاريخنا كله مقاومة، ولن يكون لنا مستقبل إلا بالمقاومة".
وقال: "سوريا لن تسقط، وإنما هم سيسقطون على أبواب الشام، ولن تستقبل بعد اليوم الخونة، سوريا لن تسقط، ومن له قدرة على القتال فليقاتل، فمحور المقاومة اتخذ قراره بالقتال من أجل حماية سوريا".
 
العلويون: الخلافة لعلي والعصمة للإمام والمهدية من أصل الدين
موقع إيلاف..غاندي المهتار 
تتعدد مصادر تاريخ العلويين وتختلف في محطات سياسية، إلا أنها تجتمع على أنهم شيعة مع بعض الاختلاف، يؤمنون بعصمة الامام، وبأن عودة المهدي من أصل الدين، وبأنهم لا يفرضون حجابًا على نسائهم إلا في وقت الصلاة.
 بيروت: في الصراع الإسلامي على الخلافة، تشيّع قوم من المسلمين للامام علي بن أبي طالب، وصاروا يعرفون بشيعة علي. مع الزمن، بقي من التسمية الشيعة فقط.
والشيعة في اللغة هي الأنصار، بينما الحكم الاصطلاحي فيها فهو أنها فرقة إسلامية تحصر الخلافة في علي وذريته بالنص. ثم اختلف الشيعة في مَن مِن ذريته يحق له الخلافة أو الإمامة، فنادت الزيدية بإمامة الحفيد الثالث زيد بن علي بن الحسين، وقالت الإسماعيلية بإمامة حفيده السابع إسماعيل بن جعفر الصادق، وقالت الاثني عشرية بإمامة الحفيد الثاني عشر محمد بن الحسن، الملقب بالعسكري.
ومن رحم الشيعة ولد العلويون النصيريون، الذين ينتسبون إلى علي الأولى بالخلافة وإلى محمد بن نصير البكري النميري الذي يرى فيه العلويون الباب الشرعي للإمام الحسن العسكري، على الرغم من رفض الشيعة الجعفرية ذلك.
 نبذة من تاريخ
 بعد النميري، رئيس الطائفة محمد بن جندب، ثم أبو محمد عبد الله بن محمد الجنان الجنبلاني، ثم الحسين بن حمدان الخصيبي، ثم أبو سعد الميمون سرور بن القاسم الطبراني.
تركز العلويون في بغداد وفي اللاذقية على شاطئ بلاد الشام، لكن مركز اللاذقية هو ما تبقى لهم، بعدما انتهى مركز بغداد على يد المغول.
وحين وصلت الحملات الصليبية إلى الشرق، قاتلها العلويون، ثم هادنوها كغيرهم من المسلمين، وانصرفوا إلى قتال جانبي ضد الأكراد والاسماعيليين، حتى خضعوا للدولة العثمانية في العام 1516.
والمعروف أن العلويين والعثمانيين لم يجتمعوا على خير كثيرًا، فثارت بعض عشائرهم على الدولة العلية، التي بعثت إليهم حملات التأديب.
بسقوط الدولة العثمانية وقيام الانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان، رفض كثير من أعلام وعلماء الطائفة التعاون مع الفرنسيين، وتصدوا لمحاولاتهم خصّ المحاكم المذهبية العلوية بتشريع خاص مباين للتشريع الإسلامي.
فقد رفض القضاة العلويون ذلك، وأعلنوا على الملأ أنهم مسلمون وتشريعهم إسلامي جعفري. كما تصدى العلماء العلويون للفرنسيين إذ حاولوا سلخ الطائفة عن الإسلام.
وفي العام 1936، نشر علماء المذهب العلوي كتيبًا جاء فيه: "كل علوي لا يعترف بإسلامه، أو ينكر أن القرآن كتابه وأن محمدًا صلى الله عليه وسلم نبيه، لا يعد في نظر الشرع علويًا، ولا يصح انتسابه للمسلمين العلويين". كما أصدروا مذكرة ملحقة بالكتيّب، فيها: "وما العلويون سوى أحفاد القبائل العربية التي ناصرت الإمام عليًا عليه السلام فوق صعيد الفرات".
 أدلة التشريع أربعة
 لا يخالف العلويون فرق الشيعة في أن الامامة أصل من أصول الدين التي لا تحتمل التأويل، ولا تخضع للاجتهاد، والقول بالنص والتعيين، أي أن اختيار الإمام يتم بالتعيين الإلهي، وهذا ما يرفضه أهل السنة.
وجاء في بيان تحت عنوان "عقيدة المسلمين العلويين"، أصدره عدد من رجال الدين العلويين في سوريا ولبنان في العام 1972: "نعتقد أن الامامة منصب إلهي، اقتضته حكمة الله سبحانه لمصلحة الناس، في مؤازرة الأنبياء بنشر الدعوة، والمحافظة بعدهم على تطبيق شرائعهم وصونها من التغيير والتحريف والتفسيرات الخاطئة. ونعتقد أن اللطف الإلهي اقتضى أن يكون تعيين الإمام بالنص القاطع والصريح، وأن يكون الإمام معصومًا – مثل النبي – عن السهو والذنب والخطأ، لكي يطمئن المؤمنون بالدين إلى الإقتداء به في جميع أقواله وأفعاله".
وحول هذا الامام المعصوم عن الخطأ تدور أدلة التشريع العلوية. فهي عندهم أربعة، أولها القرآن طبقًا لتفسير الائمة، مع رفض كتب تفسير أهل السنة كابن كثير والقرطبي والطبري، وثانيها السنة النبوية بحسب ما ثبت على ألسنة الأئمة، مع رفض صحيحي بخاري ومسلم وأحمد وابن ماجه اللذين يعتمدهما أهل السنة، وثالثها الإجماع وضمنه مقال الإمام المعصوم، وهو دليل قاطع ولو بطن مستنده في الكتاب والسنة، ورابعها العقل وهو عندهم حجة يقتصر استعمالها في الفقه على المجتهد، أي من حصلت عنده ملكة تساعده على استنباط الأحكام.
حشمة محببة
 من الباحثين من ينسب إلى العلويين إيمانهم بالتقمص، أي بانتقال الروح من جسد إلى آخر بعد الموت، لكن لا وجود لأي مصدر داخلي يثبت هذا الايمان. إلا أنهم يؤمنون بظاهر الدين وباطنه، وبأن باطن العبادات مختلف عن ظاهرها الجسماني الذي يحرص المؤمن على تنفيذه بعناية، فبواطن الأمور تورث من الأئمة المعصومين، ويردها الله لمن يشاء من عبادة المصطفين بالبصيرة والعقل.
وبين باطن وظاهر، ينتظر العلويون ظهور المهدي الذي يملأ الدنيا عدلًا بعدما يخيم عليها الجور. ويرد في بيان "عقيدة المسلمين العلويين": "فابنه الإمام الثاني عشر صاحب الزمان الحجة المهدي، عجل الله به فرج المؤمنين، وسيظهره الله في آخر الزمان فيملأ الدنيا قسطًا وعدلًا كما مُلئت ظلمًا وجورًا".
على الضفة الاسلامية الأخرى، يؤمن أغلب أهل السنة بالمهدية، لكنهم يخالفون العلويين والفرق الشيعية فى طبيعة الامام المهدي المنتظر، وفي أن الإيمان بالمهدية ليس أصلًا من أصول الدين.
والجدير ذكره أن العلويين يرون أن الحجاب ليس فريضة إسلامية من نوع الكبائر، التي توجب مقولة تاركة الحجاب داخلة النار، بل هو حشمة محببة تظهر تعفف المرأة وطهارتها. إلا أنهم يشددون على ضرورته في الصلاة. ويسوق العلويون تفاسير من القرآن الكريم يدعمون بها رأيهم، فاصلين بين الآيات المنزلة بحق نساء آل بيت الرسول وبحق باقي نساء المسلمين.
 كلاذية وحيدرية
 ينقسم العلويون في عشائر كلاذية وأخرى حيدرية. بين الكلاذية، التي ينتسب إليها آل الأسد، ثمة عشائر رئيسة أربع هي الحداديون والنميلانيون والرشاونة (وهي من عشائر المحارزة البشازعة القديمة) والخياطيون والنواصرة والقراحلة والرشاونة والرسالنة والجروية والباشطوية والمقاورة والمهالبة. وتنقسم كلّ من هذه العشائر إلى أفخاذ وبطون.
أما العشائر الحيدرية، فمن أهم عائلاتها آل غزال وآل حاتم وآل صالح وآل الشيخ حيدر وآل الدوير.
تنتسب عشائر العلويين الرئيسة إلى عرب اليمن القحطانيين من قبيلتي همدان وكندة، وإلى عرب الشام والعراق من قبائل غسّان وبهرا وتنوخ، الذين تشيعوا أولًا ثم تركوا التشيع وتحولوا علويين. ويدعي المحارزة نسبًا هاشميًا، كما قويت عشائر أخرى بهجرة قبائل طي وغسّان من جبل سنجار في العراق إلى المنطقة الممتدة بين طبرية وجبل عامل حتى حلب، بسبب الحروب الصليبية.
 انتشار ونجوم
 سكنت العشائر العلوية بادية الشام قبل نزوحها إلى ديار ربيعة في الجزيرة الفراتية. وفي العهد العثماني، سكنوا بيلان وأضنه وانطاكية، وتوجه بعضهم إلى الكلبية بالقرب من اللاذقية في سوريا، وبعض آخر نحو جبال البهرة ليساكنوا الاِسماعيليين، وبعض ثالث ذهب إلى الأردن وطبرية والقدس.
في العالم اليوم نحو 40 مليون علوي، منهم في سوريا أكثر من أربعة ملايين، يشكلون نحو 90 في المئة من سكان اللاذقية وطرطوس، ونحو 60 في المئة من سكان محافظة حمص، وأكثر من نصف سكان محافظة حماة. كما يشكلون غالبية سكان منطقة جسر الشغور في محافظة أدلب، وزهاء 25 في المئة من سكان دمشق وريفها، وتوابع محافظات درعا والسويداء والقنيطرة.
وفي تركيا اليوم نحو 20 مليون علوي، بينهم ستة ملايين من الأكراد، يستقرون غرب الأناضول، ويعرفون باسم التختجية والحطابين، وعلويون في شرق الأناضول يطلق عليهم اسم القزل باشيه. وفي أجزاء أخرى من تركيا وألبانيا، يسمى العلويون باسم البكداشية، وتعاليمهم تضم ممارسات غير موجودة في الدين الإسلامي، ومختلفة مع عادات وممارسات الطائفة العلوية.
وهناك عدد غير محدد منهم في إيران وتركستان ويعرفون باسم العلي إلهية، إلى جانب مئة ألف علوي في لبنان وبضعة آلاف في فلسطين.
وقد لمع نجم علويين عدة، لعل أبرزهم الشاعر ادونيس، والمسرحي سعد الله ونوس، والشاعر بدوي الجبل، والأديب ممدوح عدوان، والشاعر سليمان العيسى، إلى جانب الرئيسين حافظ وبشار الأسد، الرئيسين التاسع والعاشر لسوريا، ورفعت الأسد، شقيق الرئيس الراحل حافظ الأسد.
 
لبنانيون يقطعون طريقا إلى سوريا ويطالبون جيشهم بالتدخل
موقع إيلاف..أ. ف. ب.        
تتعرض قرية العريضة اللبنانية لإطلاق نار من الجانب السوري، الأمر الذي دفع سكان القرية لقطع الطريق مع سوريا، داعين الجيش اللبناني إلى التدخل وإقامة نقاط أمنية لمنع تكرار حوادث إطلاق النار.
العريضة (لبنان): يقطع عشرات الاشخاص منذ صباح اليوم الاثنين معبرا حدوديا رسميا مع سوريا في شمال لبنان، احتجاجا على اطلاق عيارات نارية ليلا من الجانب السوري على قريتهم، بحسب ما ذكر مراسل وكالة فرانس برس.
 وقال المراسل ان عشرات الاشخاص من سكان بلدة العريضة الحدودية مع لبنان ذات الغالبية السنية تجمعوا قرب مركز الامن العام اللبناني على معبر العريضة الحدودي الرسمي ونصبوا خيمة في وسط الطريق ووضعوا حجارة لمنع السيارات من دخول سوريا او الخروج منها.
 وقال الشيخ خضر محمد عبلا، امام مسجد البلدة، لوكالة فرانس برس "نحن نقطع الطريق احتجاجا على اطلاق الرصاص الذي تتعرض له بلدتنا من عناصر الجيش السوري المنتشرين على مجرى النهر الكبير" الفاصل بين الاراضي اللبنانية والسورية في المنطقة.
 واضاف "لن نفتح هذه الطريق قبل ان يضع الجيش اللبناني نقاطا عسكرية له لمنع تكرار الخروقات الامنية".
 واكد الشيخ عبلا ان مسجد البلدة "تعرض فجر اليوم خلال وجودي بداخله لاداء صلاة الفجر لاطلاق رصاص من الجانب السوري ادى الى تحطم بعض النوافذ"، مشيرا الى اصابة منازل مجاورة للمسجد بالرصاص ايضا.
 ويقع المسجد على ضفة النهر تماما على بعد امتار قليلة من الاراضي السورية، وكان في الامكان مشاهدة آثار تحطم الزجاج وثقوب فيه ناتجة من الرصاص.
 وغالبا ما تتعرض القرى اللبنانية الحدودية مع سوريا في الشمال لسقوط قذائف ولاطلاق رصاص ناتج من اشتباكات بين مجموعات المعارضة المسلحة والقوات النظامية في الجانب الآخر من الحدود.
 كما تفيد تقارير امنية عن تسلل مسلحين بين جانبي الحدود اما لدعم مقاتلي المعارضة واما هربا من ملاحقات للجيش السوري.
 
           
أكدت أنه «لن يكون مستغرباً خسارة مزيد من القتلى في إطار الحرب المفتوحة»
مصادر «حزب الله» لـ«الراي»: نُسلّح ونُدرّب مَنْ يرغب من اللبنانيين المقيمين في قرى القصير بسورية
خاص - «الراي»
كشفت مصادر «حزب الله» لـ«الراي» عن ان «الحزب يدرب ويسلح من يرغب من اللبنانيين الذين يقطنون القرى السورية في منطقة القصير في ريف حمص والمتاخمة للحدود اللبنانية»، مشيرة الى ان «القرار بتدريب وتسليح هؤلاء اتخذ بعدما بدأ تعرضهم، ونتيجة لانتمائهم المذهبي، للاعتداءات من المسلحين».
وقالت هذه المصادر انه «في العام الاول من الازمة في سورية كانت تلك القرى وسكانها خارج اللعبة السياسية والعسكرية. فما يوصف بالمعارضة السورية نأت بنفسها عن الدخول في صراع مع تلك القرى، قبل محاولات الدخول اليها مع بدء العام الثاني من الصراع في سورية».
ورأت المصادر عينها ان «المنحى الطائفي الذي اخذته وتتخذه الاحداث في مناطق عدة، وليس في كل المناطق، جعلت من الطبيعي حصول مواجهات بين سكان تلك المناطق المنتمين الى حزب الله وبين القوى المهاجمة التي تتعرض لهم في مناطقهم الامنية».
وأشارت تلك المصادر الى ان «سقوط هؤلاء الشهداء (قبل يومين) لن يكون التطور الاخير. فمن الطبيعي ان يسقط المزيد في حرب مفتوحة على كل الاحتمالات تشهدها سورية»، لافتة الى انه «من غير المستغرب او المستبعد ان يُسمع في الاسابيع المقبلة او الاشهر المقبلة عن سقوط المزيد من الشهداء، حتى من اولئك التابعين للحزب، على ارض سورية، ما دامت الحرب مستمرة»، متحدثة عن انه «من الطبيعي سقوط خسائر في مواجهة تشهد كمائن وكمائن مضادة فهذا امر يجب قبوله».
وكان الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله قد رسم في اكتوبر الماضي سياق هذا «الانخراط» بمعارك في قرى القصير بريف حمص معلناً «ان هناك قرى سوريّة يسكنها لبنانيون على الحدود، وهم من طوائف مختلفة وعددهم يقارب 30 ألفا، وبعض هؤلاء ينتمون إلى عدد من الأحزاب اللبنانية، ومنها حزب الله (...) وقد اتخذ السكان القرار بالتسلح والدفاع عن أنفسهم بعد الاعتداءات عليهم».
وترافق اعتراف «حزب الله» الاحد بأن «ثلاثة لبنانيين من الطائفة الشيعية قتلوا وجرح 14 آخرون في معارك بسورية، بينما كانوا في مواجهة للدفاع عن النفس» هذه المرة مع تقارير مثيرة عن ملابسات المواجهات التي سقط فيها هؤلاء وسط اتهام «الجيش السوري الحرّ» للحزب بانه يقوم «باجتياح بري يترافق مع غطاء ناري من المدفعية المتمركزة في القرى التي سيطر عليها داخل الاراضي السورية وفي بعض القرى الحدودية اللبنانية» وبان مقاتليه «الذين يسيطرون على ثماني قرى سورية على الحدود حاولوا أن يوسعوا نطاق سيطرتهم بانتزاع السيطرة على ثلاث قرى مجاورة هي أبو حوري والبرهانية وسقرجة بريف القصير من أيدي الجيش الحر».
وبينما شيّع «حزب الله» في الضاحية الجنوبية حيدر محمد صوفان «الذي استُشهد أثناء القيام بواجبه الجهادي» وهو الذي يُعتقد انه احد الثلاثة الذين سقطوا في معارك القصير، نُقل عن مصدر أمني لبناني ان «قتيلي حزب الله الآخريْن دفنا داخل الأراضي السورية، أما المصابون فقد تم نقلهم إلى الأراضي اللبنانية».
وكان لافتاً ما اورده المنسق السياسي والاعلامي لـ «الجيش السوري الحرّ» لؤي المقداد من ان «الاجتياح الذي يقوم به حزب الله للاراضي السورية وتحديداً منطقة القصير هو الاول من نوعه من حيث التنظيم والتخطيط والتنسيق مع طيران النظام السوري»، موضحاً ان «العملية العسكرية لحزب الله بدأت فور انتهاء نصرالله من خطابه (السبت)، وذلك باشراف مصطفى بدر الدين ووفيق صفا».
واذ اعتبر «أن أمر العمليات قد اتخذ كي يدخل حزب الله علانية وجهاراً الى المعركة في سورية»، أوضح «أن حزب الله تمركز في خمس قرى داخل الاراضي السورية وقد نصب راجمات صواريخه ومدفعيته الثقيلة في بعض المواقع داخل هذه القرى وهو تمركز في قرى زيتي والغسانية والصفصافة والجوز والاشتباكات الآن تدور في خمس قرى اخرى».
ولاحظ «ان حزب الله قد عودنا في الفترة الماضية على القصف من بعض المناطق داخل الحدود اللبنانية الى القرى في محافظة حمص، أما الآن فكانت العملية وهي لأول مرة باسم اجتياح بري بالاضافة لغطاء ناري وهذا الامر يعني ان هناك غرفة عمليات عسكرية».
وحذر من «ان الجيش الحر قد يضطر الى الطلب من أهالي المناطق التي ينصب فيها حزب الله مدفعيته وراجمات صواريخه داخل الأراضي اللبنانية ويقصف بها اهلنا وقرى مدينة حمص ان يبتعدوا عن هذه المواقع لأن مرابض المدفعية التي تقصف بها سورية ستكون هدفاً للجيش الحر ان اتخذ هذا القرار».
وناشد «الحكومة اللبنانية ورئيس الجمهورية ميشال سليمان التدخل فوراً لوقف هذا الاجتياح الذي هو اعلان حرب من حزب الله على سورية»، معتبراً أن حزب الله قد اعلنها حرباً مفتوحة على الشعب السوري ويبدو انه سيجر الويل الى هذه المنطقة».
في موازاة ذلك، اعلن السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم علي بعد زيارته امس وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور رداً على سؤال حول «حادثة بلدة القصير الحدودية بين عناصر من حزب الله والجيش السوري الحر» ان «محاولة البعض إشاعة ان المقاومة اللبنانية تساعد في الداخل السوري، فهذا الامر مردود عليه وقد عبّر عنه السيد نصرالله في مرات سابقة بقوله ان هناك اناسا من جنسيات سورية - لبنانية متداخلة، اذ ان اللبنانيين الموجودين على الارض السورية هم معنيون في مواجهة هؤلاء المسلحين عندما يتعرضون لهم. ما عدا ذلك كله كلام، على من يطلقه أن يتحسس الحد الادنى من الصدقية والاحترام المعايير الاخلاقية في التعاطي مع هذا الامر».
 
قال ان عناصره يتوزعون في شكل كثيف ويحملون مناظير ليلية
النجار لـ «الراي»: «حزب الله» يقاتل في سورية لإقامة ممر آمن لنقل سلاحه من البوارج الإيرانية
بيروت ـ من ريتا فرج: أعلن عضو المجلس الأعلى في قيادة الثورة وعضو المجلس الوطني السوري في الداخل ياسر النجار أن «مناطق القصير في ريف حمص شهدت قبل مدة تسلل عناصر «حزب الله» اليها ودخولها في قتال مباشر مع الجيش السوري الحر»، مشيراً الى أن «الثوار خاضوا حرب عصابات اتسمت بالكر والفر مع جيش النظام وهم اليوم يخوضون التجربة نفسها مع مقاتلي حزب الله».
وأكد النجار في اتصال مع «الراي» أن «حزب الله يريد السيطرة على قرى منطقة القصير التابعة لمحافظة حمص، لكنه يتعرض الى الكمائن التي ينصبها له الجيش الحر»، معتبراً «أن دخول الحزب في هذا الشكل العلني والفج في معركة الدفاع عن النظام السوري يبرهن على العجز الذي أصاب جيش النظام»، وتساءل «كيف يمكن أن تسمح الحكومة اللبنانية التي تدعي سياسة النأي بالنفس بانتهاك حزب الله للسيادة السورية؟».
وكشف عن أن «مقاتلي «حزب الله» يتوزعون في شكل كثيف داخل منطقة القصير ولديهم عتاد كبير من الأسلحة، ومن بينها المناظير الليلية»، معتبراً أن «دخول الحزب في مواجهة الثوار غايته وضع الجيش الحر بين طرفي كماشة، أي مقاتلي الحزب من جهة والقرى العلوية المتاخمة من جهة أخرى. وهذا لا يعني أن الطائفة العلوية متورطة في هذا السيناريو رغم استدراج النظام لها».
وأشار الى أن «المعلومات التي وردتنا من شباب سوريين موجودين في لبنان تؤكد امتلاك حزب الله لخريطة دقيقة تساعده على كشف كل مداخل المنطقة ومخارجها»، لافتاً الى «وقوع عدد كبير من القتلى في صفوف حزب الله رغم حديث البعض عن سقوط 14 قتيلاً»، مناشداً «السلطات اللبنانية بأن يكون لها موقف حاسم من انتهاك حزب الله للسيادة السورية»، ومؤكداً أن «المنطقة التي ينتشر فيها حزب الله تقع تحت سيطرته بعدما تمّ إخلاؤها من جيش النظام وهذا يتطلب انتشار مئات المقاتلين».
وقال النجار «ان دخول حزب الله الى هذه القرى لا يندرج في اطار حماية العلويين كما يروج البعض»، معتبراً أن «هذا التدخل أتى رداً على الرسالة التي أعلنتها طهران في الفترة الاخيرة حين رأت أن سقوط النظام في سورية يعني سقوط المحافظة 35 في ايران»، مشيراً الى أن «الحزب يتلقى الاوامر من مرجعيته في طهران وهو أداة من أدوات ولاية الفقيه».
ولفت الى أن «المقاتلين الذين يدافعون عن النظام ليسوا من حزب الله فقط والمعلومات التي لدينا تشير الى وجود 60 ألف مقاتل ايراني دخلوا في هذ المعركة»، مشدداً على أن «استدراج حزب الله الى القتال الى جانب النظام بهذا الحجم يؤكد أن الجيش السوري في مرحلة النزع الأخير لذا أخلا منطقة القصير واستنجد بحزب الله والحرس الثوري».
ورأى أن دخول «حزب الله بهذا الزخم على خط الدفاع عن النظام له دوافع استراتيجية مهد لها النظام عبر سياسة التهجير القسري الذي تتعرض لها حمص على مستوى الريف والمدينة بغية إنشاء دويلة علوية من جهة، وتأمين ممر يسمح بتدفق الأسلحة للحزب التي تحملها البوارج العسكرية الايرانية عبر ميناء طرطوس»، موضحاً أن «هذا الممر يتطلب حماية طريق حمص - دمشق ودمشق - بيروت»
 
حزب الله يحاول السيطرة على ريف حمص
موقع إيلاف....هيثم الطبش   
لم ينفِ حزب الله خبر مقتل ثلاثة من أفراده وجرح 14 آخرين في معارك عنيفة مع الجيش السوري الحر في بلدة القصير السورية الحدودية مع لبنان. وتفيد التقارير أن عناصر الحزب ينفذون خطة استراتيجية للسيطرة على ريف حمص بدعم جوي من النظام السوري.
المجلس الوطني: حزب الله شنّ هجومًا مسلحًا على قرى وسط سوريا
بيروت: قتل ثلاثة من حزب الله وجرح 14 في معارك دارت في بلدة القصير السورية الحدودية مع لبنان، الخبر انتشر نقلاً عن مصدر في حزب الله، الذي لم يصدر نفياً. المسألة لا تنتهي عند حدود المعركة، لأن تداعياتها وما يمكن ان تشهده الأيام المقبلة هو الأخطر، لأنه يمثّل الإعلان الرسمي لدخول حزب الله جدياً في المعركة الدائرة في سوريا.
ويعتبر مراقبون أن منطقة البقاع، شرق لبنان، تمثّل العمق الإستراتيجي للنظام السوري والشريان الحيوي الذي يصله بحزب الله، وبالتالي فإن أي تسوية يمكن أن يرضى بها النظام في المرحلة المقبلة ستستند في مكان ما إلى تأكده من أن هذا الشريان متين. كما يشير المراقبون أيضاً إلى أن اندفاع حزب الله لخوض معارك في المناطق السورية القريبة من البقاع اللبناني يأتي في سياق الدعم الايراني المباشر لنظام الرئيس بشار الأسد بوصف الحزب جزءاً من المنظومة الايرانية المتكاملة.
عمق إستراتيجي
ويرى مصطفى علوش عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل أن "دور حزب الله يأتي ترجمة مباشرة للدور الإيراني في سوريا ومن باب الاحتفاظ بالتواجد الإيراني في سوريا لأن خسارة الحليف الإستراتيجي ستنعكس على الواقع الايراني الداخلي في وقت لاحق".
ويقول علوش في حديث لـ"إيلاف" إن "حمص تشكل الإمتداد الإستراتيجي بين دويلة حزب الله وبين الدويلة التي يمكن أن يلجأ اليها بشار الأسد بعد تقدم الثوار في الداخل، فربما يتوصل السوريون إلى تسوية في وقت ما ترضى بها المعارضة والنظام، إلا أن إيران لن تقبل بأي تسوية".
جبهة إيرانية
ويضيف: "التطورات السورية تأخذ الانتباه العالمي الآن، لكن بعد سقوط بشار الأسد فإن الأنظار العالمية ستتجه إلى إيران، التي ستكون خسرت كل ما بنته خلال 30 عاماً،" لافتاً إلى أن حزب الله يمثّل حلقة وصل أساسية في هذا المجال، وأن إيران تلعب كل الأوراق في دفاعها المستميت عن الأسد، وهو ما عبّرت عنه تصريحات مسؤولين ايرانيين في مقدمهم الرئيس احمدي نجاد.
وقال: "حزب الله عملياً يدافع عن النظام السوري لأن الحزب وإيران يدركان أن لا أرضية في سوريا لمشروع ولاية الفقيه ولذلك هما يتمسكان بالأسد".
في الميدان
وتشير مصادر ميدانية إلى أن حزب الله يسيطر على ثماني قرى حدودية في ريف حمص في إطار مساهمته إلى جانب النظام في تنفيذ خطة لاستعادة المنطقة، وهو ما تؤكده الهيئة العامة للثورة السورية التي تؤكد أن حزب الله يشنّ هجمات لاحتلال ثلاث قرى إضافية، واضعة ذلك في إطار سعي الحزب إلى منع سقوط طريقي دمشق - حمص ودمشق - بيروت اللذين يعتبران شريانين حيويين للنظام السوري.
وتقول مصادر لبنانية بقاعية إن الحزب يقصف قرى ريف حمص التي يسيطر عليها الجيش السوري الحر من مرتفعات منطقة الهرمل، ما أدى يوم الأحد إلى مقتل عشرة أشخاص بينهم طفل وسيدة.
وتنقل إحدى الصحف عن مصادر لم تسمِها أن المنطقة "استخدمها حزب الله منذ مطلع الصيف الماضي لضرب قواعد المعارضة السورية داخل الحدود"، مشيرة إلى أن القصف "يتنوع بين مدفعي وصاروخي"، لافتة إلى أن حزب الله يعزز وجوده في هذه المناطق.
وتأتي الأنباء عن سقوط قتلى حزب الله وجرحاه بعد ساعات من حديث الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الذي قال فيه إن "كل ما يؤدي إلى انتقال الصراع السوري الى لبنان خطأ، ولا مصلحة للبنان فيه وهذا ما نقوم به". وحمّل المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان "الحكومة اللبنانية مسؤولية سياسية واخلاقية للعمل على ردع هذا العدوان".
عملية منسّقة
ويرى الناطق الإعلامي باسم الجيش السوري الحر، لؤي المقداد، في حديث إلى صحيفة لبنانية أن "الاجتياح الذي يقوم به حزب الله هو الاول من نوعه من حيث التنظيم والتخطيط والتنسيق مع طيران النظام السوري"، موضحًا أنه "للمرة الاولى يقوم الحزب باجتياح بري يترافق مع غطاء ناري من المدفعية المتمركزة في القرى التي سيطر عليها".
ويؤكد المقداد أن "العملية العسكرية لحزب الله بدأت فور انتهاء نصرالله من خطابه، وذلك بإشراف مصطفى بدر الدين ووفيق صفا"، معتبرًا أن "الخطاب كان ساعة الصفر... وسيستغل نصرالله هذا الظهور ليؤخر إطلالته المقبلة لعدم تبرير ما يحصل". ويسأل المقداد الحكومة اللبنانية "إذا كان إرسال المازوت والديناميت إلى بشار الاسد جزءاً من النأي بالنفس، فهل تعتبر أن مشاركة فصيل في الحكومة في قتل الشعب السوري بشكل سافر ومعلن هي نأي بالنفس ايضًا؟"
 
بعد إلغائه لانتخابات شورى القرار...حزب الله يحشد في زيتا وغوكران بقيادة صفوان ومدلج استعداداً لمعركة ما بعد الأسد
المصدر : خاص موقع 14 آذار....طارق نجم
بعد ان بات من شبه المؤكد أنّ النظام ساقط لا محالة، فإنّ حزب الله حضر لمجموعة خطوات تحضيراً للمرحلة القادمة للمواجهة الأقليمية التي يخضوها للحفاظ على مكاسبه. وبحسب المعطيات المتوفرة التي سربتها بعد المصادر الموثوقة فإنّ الحزب يعمد الى نشر معلومات تفيد أن مجزرة سترتكب في اللبوة المقابلة لعرسال، من خلال مجموعات سورية من أجل اعتماد ذلك كمقدمة لتدخل عسكري مباشر من قبله.
وفي هذه الأجواء، ألغت قيادة الحزب انتخابات شورى القرار وهو ارفع المجالس السياسية في الحزب ناهيك عن باقي التشكيلات التنظيمية التي كانت من المقرر ان تجري في هذه الفترة بسبب ضرورة التركيز والتفرغ لما يجري على الساحة السورية.
وقد حسم حزب الله خياراته حول قرب سقوط مناطق عديدة في دمشق ومن السقوط التام للعاصمة الذي بات قاب قوسين او أدنى. وتقضي الخطة، استفزاز مجموعات اسلامية سورية-لبنانية لارتكاب مجازر ضد الشيعة من ضد بعض القرى الشيعية في الشمال والكورة بالإضافة الى إعادة إشعال جبهة التبانة-جبل محسن للوصول إلى تحرك غير مسبوق من قبل هذه الجماعات الاسلامية يبرر تدخله المفضوح في سوريا.
وعلى مستوى صيدا، يضع الحزب خططاً للمدينة حيث يعتبر أنّ حارة صيدا هي المكان الأمثل لمواجهة تحت ذريعة أن الشيعة سيتعرضون لهجوم في من جانب إسلاميي مخيم عين الحلوة وجماعة أحمد الأسير. وبالفعل، عمد ما يعرف بسرايا المقاومة في صيدا الى محاولة اشعال الوضع من خلال إلقاء قنابل في حي سوق الخضار داخل مخيم عين الحلوة وبالقرب من من أحياء الإسلاميين هناك.
أمن حزب الله الذي وصل الى خلاصة إلى أنّ الوضع العسكري مع اسرائيل يعتبر أكثر من آمن، وبالتالي فإنّ اسرائيل لا تصنف حالياً على أنها عدوة في هذه المرحلة، قد وجهه اهتمامه الى مكان آخر. الحزب قام بتجميع فرق العمليات الخاصة في منطقة البقاع وبالقرب من الحدود السورية بعد ان سحب قسماً كبيراً منهم من الجنوب باتجاه الشمال والشرق.
كما شهدت مناطق حدودية معينة حركة غير مسبوقة، حين تمّ حشد أعداد كبيرة من عناصر الحزب في قريتين شيعيتين حدوديتين هما غوكران (مسؤولها يدعى الحاج حسن صفوان) وزيتا (مسؤولها يدعى الحاج علي مدلج)، مقابلتين لمنطقة القصير وجوشيه السوريتين، تحت مسميات لجان الدفاع الشعبية التي في حقيقتها عناصر حزب الله او موالية له وتحت قيادته من أهل المنطقة. وتفيد المعلومات أنه بعكس ما يروّج الحزب بعد سقوط عدد كبير من عناصره قتلى في تلك المنطقة والتي وصلت جثثهم الى مستشفى الامام الخميني في بعلبك، فالاشتباك مع الثوار السوريين لم يكن دفاعاً عن النفس او عن تلك القرى كما نشر، بل كان جزء من معركة استراتيجية هدفها فتح طريق دمشق – حمص التي شارك حزب الله بقصف المناطق الحدودية منها من بلدة القصر في مرتفعات الهرمل. وقد اوكل الى الحزب مهمة فتح هذه الطريق بعد فشل جيش النظام بتحقيق ذلك، من أجل الحؤول او على الأقل تأخير سقوط العاصمة دمشق بيد الجيش السوري الحرّ.
 بموازاة ذلك، عمد الحزب الى تصوير ورصد انتشار للجيش السوري الحرّ في بلدة الطفيل، حيث جهز مجموعات خاصة به ووضع خطة للانقضاض على معسكر الثوار مع الإشارة الى أنّ المنطقة تعرضت لقصف متواصل في الفترة الأخيرة من قبل مدفعية النظام.
 
"الجيش الحرّ": "حزب الله" ينفّذ اجتياحاً داخل سوريا
المستقبل..
كشف الناطق الإعلامي باسم "المجلس الأعلى للجيش السوري الحر" لؤي المقداد، أن "أمر العمليات قد اتخذ كي يدخل "حزب الله" علانية وجهاراً إلى المعركة في سوريا"، وأكد أن "حزب الله" قد أعلنها حرباً مفتوحة على الشعب السوري، وأدخل حوالى ألفي مقاتل منفذاً اجتياحاً برياً، ويقصف براجماته من داخل الأراضي اللبنانية منطقة حمص"، مطالباً "الحكومة اللبنانية ورئيس الجمهورية ميشال سليمان بالتدخل فوراً لوقف هذا الاجتياح الذي هو إعلان حرب من قبل حزب الله على السوريين"، ومنبهاً الى أن "الجيش الحر سيرد على مرابض الصواريخ التي تقصف المناطق السورية".
وأوضح المقداد في حديث إلى قناة "المستقبل"، "أن "حزب الله تمركز في خمس قرى داخل الأراضي السورية وقد نصب راجمات صواريخه ومدفعيته الثقيلة في بعض المواقع داخل هذه القرى وهو تمركز في قرى زيتي، الغسانية، الصفصافة والجوز والاشتباكات الآن تدور في خمس قرى اخرى". ورأى أن "الاشتباكات في هذه القرى هي حرب معلنة من" حزب الله" ويقوم بعملية تمشيط من بعض المرتفعات داخل الاراضي اللبنانية ومن القرى التي سيطر عليها"، مقدراً العدد الذي دخل به الحزب بأكثر من ألف مقاتل". وقال: "إن حزب الله عودنا على القصف من بعض المناطق داخل الحدود اللبنانية إلى القرى في محافظة حمص، أما الآن فكانت العملية اجتياحاً برياً يحصل لأول مرة، بالاضافة لغطاء ناري وهذا الأمر يعني أن هناك غرفة عمليات عسكرية".
في هذا السياق، اعتبر المقداد أن "هذه الوقائع ليست إعلامية بل هو اجتياح منظم يحدث وسط غطاء ناري من المدفعية وقصف الأراضي السورية من داخل الاراضي اللبنانية ثم يتزامن ذلك مع اجتياح بري فهذا يعني أن هناك أمر عمليات منظماً"، محذراً من أن "الجيش الحر قد يضطر إلى الطلب من أهالي المناطق التي ينصب فيها "حزب الله" مدفعيته وراجمات صواريخه داخل الأراضي اللبنانية ويقصف بها أهلنا وقرى مدينة حمص أن يبتعد هؤلاء الأهالي عن هذه المواقع لأن مرابض المدفعية التي تقصف بها سوريا ستكون هدفاً للجيش الحر إن اتخذ هذا القرار". مناشداً "الحكومة اللبنانية ورئيس الجمهورية ميشال سليمان التدخل فوراً لوقف هذا الاجتياح الذي هو إعلان حرب من قبل حزب الله على سوريا وعلى المواطنين السوريين"، معتبراً أن "حزب الله" قد أعلنها حرباً مفتوحة على الشعب السوري ويبدو أنه سيجر الويل إلى هذه المنطقة".
الى ذلك أفاد رئيس المجلس العسكري وقائد "لواء القصير" المقدّم محيي الدين الزين في حديث لموقع "ناو ليبانون"، بأنّ "عناصر "حزب الله تسلّلت الساعة 5 ونصف صباح أمس (الأول) لاحتلال قرية أبو حوري التابعة لمدينة القصير في حمص، إلا أن الحرس التابع لنا كشف تحركهم واستدعى المؤازرة، وما لبثت أن تحولت مناطق القصير إلى ساحة حرب بيننا وبين عناصر حزب الله المدعومة من جيش النظام كانت نتيجتها أننا أجبرناهم إلى الانسحاب للمناطق المحتلة من قبل النظام ومنها قرية الصفصافة السورية". وقال: "شاركت في هذه المعركة كل الكتائب ومجموعات الثوار التابعين للمجلس العسكري في القصير". لافتاً إلى أن "حزب الله قصف قرى القصير بالراجمات والمدفعيات الموجودة عند سد زيتا والدفعية وحوش السيد"، مشيراً إلى أن "43 عنصراً من حزب الله سقطوا على يد عناصرنا منهم علي رضوان مدلج وعباس الهق وحسين خير الدين والنقيب فادي طه وضياء حسين مسرة وأسامة رشيد مسرة وغيرهم". وأكد الزين أن "العناصر التي أصيبت من حزب الله تم نقلها إلى مشفى الأمل بالهرمل، كما نقلت 16 جثةً إلى مشفى الزهراء في بعلبك".
الحزب يجلي جرحاه من سوريا
المستقبل..
نقل موقع "ناو ليبانون" عن مصادر قولها "إن "حزب الله بدأ بإدخال جرحاه من سوريا إلى لبنان"، موضحةً أن "عباس حسن دياب من بلدة حزّرتا قضاء زحلة هو جريح ويتابع حزب الله معالجته في مستشفى "الرسول الأعظم" في بيروت".
 
 
 دعوة أميركية لإدراجه على اللائحة الأوروبية للإرهاب
"نيويورك تايمز": سقط قناع "حزب الله"
المستقبل...صلاح تقي الدين
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية مقالاً حمل توقيع مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي توماس دونيلون، دعا فيه الاتحاد الأوروبي إلى إدراج اسم "حزب الله" على لائحة الاتحاد للتنظيمات الإرهابية، بعدما اعتبر أن توجيه بلغاريا أصابع الاتهام مباشرة وبوضوح إلى الحزب لوقوفه خلف "عملية التفجير الإرهابية في بورغاس" يشكلّ فعلياً "إسقاطاً للقناع الذي حاول حزب الله التستّر خلفه للتعمية على نشاطاته الإرهابية".
وقال دونيلون "في 5 شباط، وبعد أكثر من ستة أشهر من التحقيقات، أعلنت الحكومة البلغارية أنها تعتقد أن "حزب الله" مسؤول عن الهجوم الذي وقع في تموز الماضي وأدى لمقتل خمسة سياح إسرائيليين وسائق باص بلغاري وجرح عشرات آخرين في مدينة بورغاس. هذا التقرير مهم لأن بلغاريا، الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي، وجهت بشكل صريح وواضح أصابع الاتهام إلى "حزب الله" ورفعت الحجاب عن أنشطة المجموعة الإرهابية المستمرة. لم يعد بإمكان أوروبا بعد اليوم تجاهل التهديد الذي يشكله هذا الحزب على القارة والعالم.
والهجوم في بورغاس كان خسيساً. بالكاد كان السياح الإسرائيليون قد وصلوا إلى مطار المدينة وراحوا يستقلون الباص المخصص لنقلهم إلى ساحل البحر الأسود. راقب رجل متنكر حركة السياح ووضع حقيبة المتفجرات في مقصورة الحقائب ثم سار بعيداً. وانفجرت الحقيبة ما أدى لمقتل ستة أشخاص والمفجّر نفسه".
واعتبر أن "مقتل المفجّر على الأرجح لم يكن ضمن الخطة الأصلية لـ "حزب الله". لقد حاول الحزب دائماً استخدام أقصى التدابير العملية الأمنية، وهو على الأرجح لم يكن ينوي أن تنكشف عملية انخراطه في هذا الهجوم".
وأشار المسؤول الأميركي إلى أن "الأدلة التي جمعت من بقايا جثة المفجّر تضمنت هوية صادرة عن ولاية "ميشيغان" زوّرت في لبنان. واكتشف المحققون في أماكن أخرى في بلغاريا أن العملاء استخدموا أيضاً هويتين مزورتين صادرتين عن ولاية "ميشيغان"، وهذا ما أدى إلى اكتشافهما الأسماء الحقيقية للمفجّر وشريكيه. لقد سافروا إلى بلغاريا مستخدمين جوازات سفر أسترالية وكندية، ثم عاد الرجلان إلى لبنان بطريقة ملتوية من أجل إخفاء آثارهما. وبعد تقاسم المعلومات مع مسؤولي الأمن الأستراليين والكنديين، قالت الحكومة البلغارية إنها تعتقد أن هؤلاء العملاء يملكون روابط مع الجناح العسكري لـ "حزب الله".
أضاف "لولا حادثة مقتل المفجّر، لكان من المرجح أن النقاش لا يزال دائراً لغاية اليوم حول الجهة التي نفّذت هذا الاعتداء الرهيب. غير أن المحققين البلغار أثبتوا مرة جديدة للعالم أن "حزب الله" حاول لسنوات طويلة الاختباء: وأنه لا يزال منخرطاً في هجمات إرهابية دولية ضد مدنيين".
وشدّد على أن "حزب الله قد اكتسب سمعته السيئة في العام 1983 بعد تفجيره لمقر سفارة الولايات المتحدة الأميركية في بيروت هجوم أدى لمقتل 63 شخصاً. وبعد ذلك بفترة قصيرة، فجّر "حزب الله" مقري القوات الأميركية والفرنسية في بيروت، ما أدّى لمقتل 241 جندياً أميركياً و58 جندياً فرنسياً بواسطة واحدة من أكبر كميات المتفجرات التي استخدمت في هجوم إرهابي".
وأكّد أنه "في الثمانينات والتسعينات، ارتكب الحزب عمليات خطف للأشخاص والطائرات، وتفجيرين في بيونس أيرس، والعديد من التفجيرات في باريس ومحاولة تفجير في بانكوك. وفي العام 1996 ساعد في الهجوم على "أبراج الخبر" في المملكة العربية السعودية الذي أدى لمقتل 19 أميركياً. ونظراً لسجله الدموي، كان "حزب الله" في العام 1997 بين أوئل المجموعات التي أدرجتها وزارة الخارجية الأميركية على لائحتها للتنظيمات الإرهابية الأجنبية".
وتابع "خلال العقد الماضي، عمل "حزب الله" بجهد دؤوب للتعمية على سجله الإرهابي ومحاولة إقناع العالم بأنه مهتم بالسياسة فقط، وتقديم المساعدات الاجتماعية، والدفاع عن لبنان. لكن من الوهم الحديث عن "حزب الله" على أنه عامل سياسي مسؤول. لا يزال "حزب الله" تنظيماً إرهابياً وقوة مزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط.
منذ العام 2011، اغتال الحزب مدنيين في بلغاريا، وشهد احباطاً لنشاطاته في قبرص وتايلاند، وخطط لتنفيذ هجمات في أماكن أخرى. يساعد في القمع الوحشي لمناهضي نظام بشار الأسد في سوريا؛ يعمل على تنفيذ أوامر "الحرس الثوري" للجمهورية الإسلامية في إيران في المنطقة وأماكن أخرى. وبقيامه بذلك، يعرّض "حزب الله" صالح لبنان وشعبه للخطر".
واعتبر أنه "الآن، وبعدما فضحت السلطات البلغارية الأجندة الإرهابية الشاملة لـ "حزب الله"، على الحكومات الأوروبية أن ترد بسرعة. عليها أن تعطّل شبكاته العملانية، وقف تدفق المساعدات المالية غلى الحزب، ملاحقة التنظيمات الإجرامية المرتبطة بـ "حزب الله" وإدانة قادة التنظيم بسبب سعيهم المستمر وراء الإرهاب".
وختم "تحيي الولايات المتحدة هذه الدول التي أدركت منذ فترة طويلة الطبيعة الشائنة لـ "حزب الله" والتي أدانته بسبب الهجوم في بورغاس. على أوروبا أن تعمل بشكل جماعي الآن والرد بحزم على هذا الاعتداء الذي وقع داخل حدودها من خلال ضم "حزب الله" إلى لائحة الاتحاد الأوروبي للتنظيمات الإرهابية. هذه هي الخطوة الثانية لضمان أن بورغاس ستكون آخر عملية ناجحة لـ "حزب الله" على الأراضي الأوروبية".
 
السعودية تؤكد أهمية توحيد الرؤية الدولية بالتعامل مع أزمة سوريا
موقع إيلاف...زايد السريع    
خطوات عملية قادتها السعودية مع دول الخليج العربي لتعبر عن موقفها من شرعية النظام السوري في دمشق، بدت واضحة من خلال موافقة دول التعاون على تعيين ممثل للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في سوريا في الخليج.
الرياض: أكد مجلس الوزراء السعودي أهمية توحيد الرؤية الدولية في التعامل مع الأزمة السورية وضرورة نقل السلطة والإيقاف الفوري لسفك دماء الشعب السوري والخروج بموقف صلب يحفظ لسوريا أمنها واستقرارها ووحدتها الترابية ويستجيب لتطلعات الشعب السوري المشروعة.
جاء ذلك خلال جلسة مجلس الوزراء السعودي التي عقدت اليوم برئاسة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الامير سلمان بن عبدالعزيز في قصر اليمامة في مدينة الرياض.
ويبدو أن سوريا باتت في سلم أولويات المملكة العربية السعودية، إذ لم تترك منبرا دوليا إلا وتكلمت فيه عن مآسي الشعب في سوريا، كان آخرها ما صرح وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في الرياض ان الحكومة السورية ترفض اي حل لذلك يواجه العرب "مأزقا كبيرا" في سوريا, مجددا الطلب من مجلس الامن الدولي القيام بما يتوجب عليه في هذا الشأن. وقال الوزير السعودي خلال مؤتمر صحافي عقب انتهاء قمة الرياض التنموية ان "المأساة السورية للاسف تكمن في وجود حكومة ترفض اي حل. يواصلون تصور ان كل من يقاتلهم ارهابي ومن غير المرجح التوصل إلى حل سياسي معها". وتابع "ازداد ذلك بعد تعيين المبعوث الدولي العربي الاخضر الابراهيمي ونحن في مأزق كبير. ماذا يمكن ان نقوم به اكثر من ذلك؟". واضاف متسائلا "ما الذي يتوقع منا ان نقوم به من اجل ان نفوز بالمعركة؟ الوضع سيئ جدا في سوريا".
وشهدت العلاقات السورية السعودية توترا خصوصا عندما طالب مسؤولو الرياض بشار الاسد بالتنحي والتوقف عن استخدام العنف وإراقة الدم في سوريا، فضلا عن إشارتها إلى أن الامم المتحدة امامها واجب اساسي في هذه القضية.
خليجياً، قادت السعودية محوراً على الصعيد الدبلوماسي يقضي بطرد سفراء النظام السوري ووقف التعامل معه، حيث جاءت الخطوات العملية خلال الاسابيع الماضية لتؤكد مضيها في تطبيق قراراتها، حيث أكد الدكتور عبد اللطيف الزياني أمين عام مجلس التعاون الخليجي مؤخراً أن موافقة المجلس الوزاري الخليجي على طلب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية تعيين ممثل له في الخليج، يأتي في إطار دعم المجلس لقضية الشعب السوري ومساندته في تحقيق أهدافه المشروعة.
وأوضح الدكتور الزياني أنهم بانتظار ترشيح الائتلاف لممثله وفي حال اكتمال بقية الإجراءات الفنية سيزاول عمله في السعودية، التي هي دولة مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي في حين سيتبادل الممثل التنسيق في أعماله مع الأمانة مشيرا إلى أنه قد يتم التعامل مع سفير الائتلاف بوصفه ممثلا يحظى بصفة الدبلوماسية.
 
تضخيم "النصرة" إعلامياً يهدف الى تجفيف السلاح عن الثوار
المستقبل..اسعد حيدر
باراك أوباما، نصير لـ"النصرة" شاء او أبى. حاصر الرئيس الأميركي المعارضة السورية منذ انطلاقتها. وجد دائماً العذر تلو العذر حتى لا تنتصر ويسقط النظام الأسدي. في البداية عندما كان عشرات المتظاهرين المدنيين يسقطون بالرصاص، وعندما كان العشرات ثم المئات يختفون في المعتقلات المقامة على عجل في أقبية الملاعب وغيرها، لم يقل ان الأسد يجب ان يتنحى كما فعل مع القذافي وغيره علناً أو ضمناً. لا يستطيع أوباما أن يقول إنّ الصورة لديه كانت ضبابية. سفيره الناشط جداً روبرت فورد كان يتنقل في سوريا، ويرى ويعرف وينقل الصورة في تقاريره.
لم تكن "النصرة" موجودة. القمع الوحشي وغير المسبوق من نوعه حتى في "جمهوريات الموز" في أميركا اللاتينية، دفع المسالمين إلى حمل السلاح الموجود وليس المستورد.
لم يكن لـ"النصرة" حتى ذلك الوقت اي وجود يذكر. النظام الأسدي وعلى رأسه بشار الأسد عمل لـ"عسكرة" الثورة. كل يوم وجد فيه الثوار والناس العاديون انفسهم "عراة" امام الآلة الحربية الأسدية اضطروا فيه إلى فتح ثغرة للمتطرفين ومنهم "النصرة". الأسد الخبير في توريد الإرهابيين الظلاميين، والعراق شاهد على ذلك، حتى الذين لا يرغبون من العراقيين سقوط الأسد، يقولون اليوم ان الأسد "يستعيد البضاعة التي وردها لنا باسم دعم المقاومة" علما ان "القاعدة" وأخواتها قتلت من العراقيين ألوفا مضاعفة اكثر من الأميركيين. كل شيء بحساب، عند الأسد الاب والابن معاً.
كل يوم جديد من عملية تدمير سوريا الممنهجة، يضخ في "النصرة" ومن على يمينها أو يسارها في التطرف،مزيدا من الدماء والقوة. للأسف أوباما يساهم في ذلك كلما وجد العذر تلو الآخر لحجب السلاح عن الثوار مباشرة أو في منع الآخرين. لقد وصل الامر إلى حد تجفيف المال والسلاح العربي عن الثوار. ان اي لبناني حتى لو لم يشارك في الحروب التي يعيشها لبنان يعرف جيداً ان الثوار في سوريا يحاربون بما هو موجود على الارض. حتى الآن لا يملك الثوار وحدات قتالية مسلحة بالسلاح الفردي نفسه. اما السلاح الثقيل فهو غير موجود الا في حالة الاستيلاء عليه من الجيش أو المنشقين. المعارك اليومية تثبت هذه الواقعة. الهدف واضح الآن، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعطي السلاح للأسد لينتصر، واذا لم يكن بامكانه تحقيق الانتصار، فعلى الأقل ليصمد اطول فترة لتعزيز موقعه في المفاوضات مع الرئيس باراك أوباما. وحدها إيران تقاتل وكأنها تخوض معركة المربّع الاخير، تربحها فتربح الحرب الكونية. تخسرها فتخسر الحرب.
بعض المعارضة السورية، استوعب اللعبة. احمد معاذ الخطيب، بادر إلى طرح مبادرة حسن نوايا. الأسد رفضها عمليا. تابع الخطيب مساره مستندا إلى تكتل مهم معه مشكل من: رابطة علماء دمشق وتجمع تجار دمشق (جدّه عبدالقادر الخطيب كان رئيس غرفة تجار دمشق) الذين يريدون إنقاذ مدينتهم من نار الأسد بعد ان هددهم بها مباشرة، والحراك وشباب التنسيقيات وقسم مهم من الائتلاف وفي مقدمهم رياض سيف. الاخضر الإبراهيمي دعم المبادرة لعلها تنقذ مهمته. ظهرت بعد ذلك مشاريع مبادرات كان آخرها نسخة عن الحل الافغاني. بدل "الجيرغا"، مجلس شيوخ، وبدل القبائل، تنظيمات من النظام القديم مع بعض مكونات المعارضة لتبهير المشروع وتمليحه. في الاسابيع المقبلة سترمى مشاريع مبادرات لا تقدم ولا تؤخر في تصاعد مسار العنف والقتل. الواقع لا شيء سينقذ مهمة الإبراهيمي، ولا في تغيير وجهة مسار التدمير الأسدي طالما يعتبر الأسد بانه اصبح قاب قوسين من الانتصار على "الحرب الكونية" التي تشن عليه. وطالما لم يتفق أوباما مع بوتين.
"الحرب الكونية" التي يتحدث عنها الأسد هي عمليا ضد الشعب السوري. حلفاء النظام الأسدي هم أطراف مباشرون في القتال والدعم المالي المفتوح وتصدير السلاح بلا حساب والمساهمة بكل إنجازات الحرب الكترونياً. اما حلفاء الثورة فانهم لا يتوقفون عن الدعم بكل انواع الخطابات والتصريحات. أقوى الحلفاء مجرد ظاهرة صوتية، الأسوأ من ذلك كله انهم يساهمون في ذبح الثورة وفي العمل لتعميق انقسامات المعارضة السورية طلبا منهم الولاء لهم، ضمن حسابات ضحلة حول مواقعها في مستقبل سوريا. اما الحديث عن مئات الألوف من الإرهابيين فليس الا لإلغاء الشعب السوري وتضحياته، مثل ذلك إنكار رئيس الوزراء وجود مئات الألوف من اللاجئين السوريين في لبنان وتركيا والأردن وحتى العراق ومصر. الواقع وباعتراف دولي فان عدد مقاتلي "النصرة" وأخواتها لا يزيد على عشرة في المئة من كل المسلحين، أما الباقون فهم مسلحون مدنيون ومنشقون من الجيش.
الأسد لم يربح "الحرب الكونية"، الثورة تتقدم ببطء ولكن بثبات. تغيير موازين القوى على الارض كفيل بتغيير الطروح وتسريع الحل. للأسف الحل العسكري يتقدم ولو على حساب الشعب السوري، والحل السياسي مجرد حراك في مستنقعات من الخداع والأوهام.
باراك أوباما يريد إنقاذ الاقتصاد الأميركي، هذا واجبه ودوره. لكن لا يحق له ان يقدم استقالة الولايات المتحدة الاميركية من موقعها ودورها. للفشل الف وجه ووجه. الرئيس السابق جورج بوش فشل في إدارة الحرب ضد الإرهاب. أوباما في طريقه للفشل لانه يعتمد سياسة النأي بالنفس، من الآن وحتى لا يعود العالم محكوماً بأحادية القوة، يكون اوباما مسؤولاً عن إدارة العالم أو لا يكون.
عندما انضم الزنوج إلى الرئيس أبراهام لينكولن انضموا طلبا منهم للحرية. لم يسألوا ماذا بعد الحرية. الآن يقاتل السوريون طلباً للحرية وليس من أجل ما ستقدم لهم الحرية. حان الوقت للخروج من امام فزاعة "النصرة" قبل ان تتحول مع كل يوم تدمير وقتل واحباط إلى خطر حقيقي يحرق الاخضر واليابس، وأول ذلك ان رحيل الأسد اساس الحل.
 
المعارك المستمرة منذ تسعة اشهر تحول دير الزور التي مدينة اشباح مدمرة
موقع إيلاف..أ. ف. ب.        
باتت دير الزور أشبه بمدينة اشباح بعدما فر الجزء الأكبر من سكانها وتدمرت الكثير من بناياتها نتيجة القصف المستمر الذي تتعرض له من القوات النظامية السورية على مدار الساعة.
دير الزور: تدوي اصوات الانفجارات وقذائف الهاون في دير الزور، المدينة الواقعة شرق سوريا التي دمرتها المعارك الضارية الدائرة فيها منذ تسعة اشهر بين قوات الجيش السوري ومقاتلي المعارضة والتي ادت الى فرار اكثر من ثلثي سكانها.
ويقول فراس وهو مقاتل في الجيش السوري الحر "هذه هي الحال كل يوم، احيانا يكون القصف اشد عنفا. لكن الوضع اليوم اكثر هدوءا" في الوقت الذي يدوي فيه صوت انفجار كل دقيقة.
وقال فراس لمراسل لفرانس برس في حي الشيخ ياسين "قبل الحرب كان في المدينة نحو 750 الف نسمة. لكن منذ حزيران/يونيو 2012 اعتقد ان عددهم اصبح لا يزيد عن 200 الف".
وفي هذا القطاع حيث ما زال يوجد، كما يقول، نحو 600 شخص، لا يجازف احد بالخروج الى الشوارع سوى المقاتلين.
ويوضح فراس ان "سكان المدينة لجأوا الى الريف المحرر تقريبا، او هربوا الى الحدود مع تركيا التي تبعد 300 كلم عن هنا" والتي تدعم حكومتها الثورة السورية.
ويضيف "لا تسعى سوى قلة صغيرة الى اللجوء للعراق الذي لا تبعد حدوده سوى 130 كلم من هنا وذلك لان الحكومة العراقية تدعم نظام بشار الاسد".
وخلال تسعة اشهر من المعارك والقصف، قتل 3500 شخص معظمهم من المدنيين، كما يقول محمد مؤسس المركز الاعلامي للثوار في هذه المدينة المدمرة التي زادت فيها حدة المواجهات منذ حزيران/يونيو الماضي.
ويقول مقاتل اخر يدعى هيكل ان "الجزء الاكبر من الريف اصبح محررا، لكن قوات النظام ما زالت تسيطر على العديد من احياء المدينة".
ويقول مقاتل ثالث للصحافيين رافعا يديه بعلامة النصر "مرحبا بكم في دير الزور، في سوريا الحرة".
وعلى ضؤ القمر تسير سيارة اسعاف بحذر على ضفاف نهر الفرات وقد اطفأت انوارها خوفا من رصاص القنص.
الثوار ايضا يخشون ايضا القناصة والقصف المدفعي ويفضلون التنقل ليلا.
ويؤكد طارق الرزاق وهو من قادة المقاتلين، ان "قوات الاسد تتمركز في الجنوب على تل مرتفع يقصفون منه المدينة كلها".
وادى القصف الى تدمير مسجد الراوي في حي الشيخ ياسين الذي سقطت قبته الخضراء على احد جوانبها، فيما تحولت كل الاسواق والمنازل المحيطة به الى انقاض.
ويقول هيكل ان القصف الجوي الذي يشنه جيش النظام هو الذي دمر كل شيء، مشيرا الى ان "70% من منازل المدينة اصيبت بشظايا قذائف المدفعية في حين دمرت تلك الواقعة على خطوط الجبهة بنسبة 100 في المائة".
وعلى جدران المسجد المهدم كتبت عبارة "النصر او الموت" بحروف بنفسجية.
وفي شارع ابن الوليد تتوسط الطريق اربع حفر عميقة ويوضح هيكل "الطائرات قصفت بعنف هذا الحي" الذي اغلقت جميع متاجره التي تحمل معظم ستائرها المعدنية اثار القصف.
وفي ساحة باسل الاسد (على اسم الشقيق الاكبر للرئيس السوري الذي قتل في حادث العام 1994) والتي غير الثوار اسمها الى ساحة الحرية، تتناثر قطع الانقاض وشظايا الزجاج. وفي احد المباني المطلة على الساحة يقبع قناص من قوات النظام يطلق النار على كل ما يتحرك.
لكن على احد خطوط الجبهة الاربعة في المدينة يجلس ابو محمد يتسامر بهدوء مع ام طارق وقد امسك سبحته بين اصابعه. وبصوت واحد يؤكد هذان العجوزان وهما اخ واخته "هنا منزلنا الذي لا ننوي تركه ابدا".

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,118,526

عدد الزوار: 6,979,042

المتواجدون الآن: 67