جنبلاط: اتفاق الطائف مهدّد ونعود إلى الانعزال.. الرفاعي: الطعن مضمون والتمديد للمجلس غير شرعي

بين "اليوم الاسود"، كما وصفه الرئيس سعد الحريري، و"اليوم الأنصع بياضاً في تاريخ لبنان " على حد تعبير العماد ميشال عون، و"اليوم الحزين الذي يعيدنا الى الانعزاليات" كما قال النائب وليد جنبلاط ، لا تزال مدة الاسبوع التي حددها الرئيس نبيه بري، النقطة التي يمكن ان تفسح في المجال لمزيد من الاتصالات السياسية لرأب الصدع اذا امكن.
"اقتراح القانون الارثوذكسي" بات على مقربة من الهيئة العامة لمجلس النواب بعدما سلك طريقه امس في جلسة اللجان النيابية المشتركة، على رغم انسحاب تدريجي لنواب "المستقبل" و"جبهة النضال الوطني" و النائب روبير غانم وعدد من النواب المسيحيين المستقلين الذين تولى باسمهم النائب بطرس حرب التفاوض قبل الانسحاب. وسيرفع اقتراح القانون بعد اقراره رسميا، الى رئيس الجمهورية الذي ينتظر ان يوقعه قبل "الطعن فيه" امام المجلس الدستوري " لانه ينسف ابرز بنود اتفاق الطائف والدستور في ما خص العيش المشترك".
وفي متابعة للمرحلة اللاحقة رأى مصدر نيابي ان المشروع غير مكتمل ولا توزيع للنواب الستة الاضافيين ولا مصادقة دستورية على هذه الزيادة، وانه يمكن ان يعلق في هيئة مكتب المجلس اذ لم تدرس المشاريع الاخرى المطروحة قبل التصويت.
 

وعلمت "النهار" ان الرئيس ميشال سليمان اوفد مساء امس الوزير السابق خليل الهراوي الى عين التينة للتشاور في امكان توفير مسعى للتوافق على مشروع يقوم على المختلط بين النسبي والاكثري، بعدما كانت اللجنة النيابية الفرعية اقرت المبدأ. واذ اكد الرئيس بري ان الباب لا يزال مفتوحا للتوافق، تمنى على الرئيس سليمان من موقعه متابعة اتصالاته مع كل الفرقاء لايجاد صيغة توافقية تلائم الجميع.
وصرح رئيس المجلس لـ"النهار" بان "قانون الستين اصبح وراءنا والارثوذكسي امامنا، وانا سابقى في الوسط من اجل التوافق. انا صارحت النواب بانني مستمر في عملي ودوري".
 

وفي رأي مصادر سياسية بارزة تحدثت الى "النهار" أن المشروع أقر ليدفن ويدفن معه قانون الستين. ولتبدأ بعده مرحلة شد الحبال والضغط في إتجاه إنضاج مشروع آخر.
وافادت المصادر البارزة ان الخطوة التالية ستتمثل في ترك المجال في الفترة الفاصلة عن موعد إنعقاد الهيئة العامة وقبل أول موعد حاسم في الاستحقاق الانتخابي (9 آذار، الموعد الاقصى امام الحكومة لدعوة الهيئات الناخبة)،امام تنفيس الاحتقان والغضب والاعتراض، لينتقل البحث بعدها الى الخيارات الاخرى المتاحة التي يمكن أن تنتج قانونا مقبولا لدى الجميع.
ولأنه يبقى في السلة أكثر من مشروع، تقضي التسوية التي يجري العمل عليها بطرح كل المشاريع والاقتراحات ومنها مشروع الحكومة للبحث والتصويت لتسقط لمصلحة مشروع الرئيس بري القائم على النظام المختلط. واكدت المصادر أن العمل جار على تعديلات ستدخل على المشروع تشمل عدد الدوائر وتوزيعها الجغرافي، أما النسبية فستبقى مناصفة مبدئياً.
 

واعتبرت اوساط كتلة "المستقبل" ان ما جرى ، على صعوبته، ليس نهاية المطاف ولا يزال المجال مفتوحا امام مخارج ما دام المشروع لم يقر في الهيئة العامة . ولفتت الى قول النائب بطرس حرب ان رئيس الجمهورية سيطعن فيه اذا ما اقر في الهيئة العامة. ولاحظت "ان "حزب الله" وسائر اطراف قوى 8 آذار يخيرون اللبنانيين بين قانون يحقق الغلبة لهذا الفريق وتأجيل الانتخابات، بما يفكك مؤسسات الدولة ويدفع البلاد الى ارض معركة مفتوحة امتداداً الى تورط الحزب في الصراع الدائر في سوريا".
 

اما النائب جنبلاط فقال لـ"النهار": "انه يوم حزين لأنه يعيدنا الى الانعزال ويؤسس لانعزاليات متعددة ومتنوعة في الجسم اللبناني. بدل ان نتوافق على قانون الغاء الطائفية السياسية وانتخاب مجلس شيوخ على أساس طائفي ومجلس نواب غير طائفي، حصل ما يدحض المناصفة واتفاق الطائف التاريخي".
واضاف: "اكرر ان ما جرى يقود البلاد أكثر الى التشرذم والمجهول، واتفاق الطائف اصبح مهدداً نتيجة الفكر الرجعي عند بعض الناس".
 

وعلق النائب مروان حماده على ما جرى، فقال لـ"النهار": إن التصويت لم يكن على قانون بل على تأجيل الانتخابات الى أجل غير محدد".
 

وشدد الخبير الدستوري حسن الرفاعي لـ"النهار" على انه "لا يجوز للرئيس بري بحكمته ان يسير بطرح المشروع الارثوذكسي امام الهيئة العامة للتصويت عليه على رغم اعتراض فئة كبيرة من النواب عليه".
وقال إن "ما يسمى المشروع الارثوذكسي هو مخالف لأبسط المفاهيم الدستورية، واذا ما اقرّ بأكثرية التصويت فان الطعن الدستوري فيه مضمون". وأشار الى ان "من سيعمل على اقرار المشروع الارثوذكسي بوجود اعتراض وطني كبير عليه يعلم علم اليقين انه سيتم الطعن فيه، وهو يريد تعطيل الانتخابات النيابية والتمديد للمجلس الحالي... ولكن ليعلموا ان التمديد غير دستوري ولا يجوز لرئيس الجمهورية ان يقبل به، فالشعب اوكل النائب لمدة محددة ولا يجوز للوكيل ان يمدد لنفسه".
 

وبعد غياب التوافق بين هيئة التنسيق النقابية ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي في إجتماع أمس، يتخذ اليوم الثاني للإضراب المفتوح كما أعلن رئيس هيئة التنسيق النقابية حنا غريب أمس تسمية "يوم الموظف والأستاذ والمتقاعد والأجير وكل مستفيد من سلسلة الرتب والرواتب".
ودعا غريب بإسم هيئة التنسيق اليوم إلى إضرابات وإعتصامات رداً على موقف الرئيس ميقاتي "السلبي جداً"، مشيراً إلى أن اليوم الاربعاء هو يوم للإعتصامات، أمام السرايات في مختلف المناطق اللبنانية وللإعتصام في  العاشرة صباحاً أمام مبنى الضريبة على القيمة المضافة لوزارة المال.
 

وعلمت "النهار" انه تقرر نقل جلسة مجلس الوزراء من السرايا الحكومية الى القصر الجمهوري، بسبب الحاجة الى اتخاذ موقف سياسي اثر الاحتجاج الخليجي على مواقف العماد ميشال عون.
واعتبرت مصادر وزارية انها ستكون جلسة الاستهلالية السياسية، اكثر منها جلسة جدول الاعمال، بحيث ان اقرار مشروع قانون الانتخاب الارثوذكسي، وكذلك الاضراب المفتوح لهيئة التنسيق النقابية فرضا نفسهما على الحكومة. واكدت ان موضوع سلسلة الرتب والرواتب ليس مطروحاً على الجلسة.
وفيما كان ينتظر ان تتسلم اللجنة الوزارية المختصة بسلسلة الرتب والرواتب، تقرير المجلس الأعلى للتنظيم المدني عن زيادة عامل الاستثمار، لم يتسلمه الوزراء، ولم يبلغ رسمياً الى رئاسة الوزراء. واقتصر البحث في اللجنة على دراسة الارقام التقديرية النهائية للسلسلة بين 2013 و2018، كما قدمتها وزارة المال، واتفق على سلة من المقترحات الضريبية، وعلى مقترحات اصلاحية في الادارات والمؤسسات العامة، طلب من وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية صياغتها بمشاريع قوانين ومشاريع مراسيم، منها على سبيل المثال تعديل ساعات العمل لتصير من الثامنة صباحاً حتى الخامسة عصراً من الاثنين الى الخميس، على ان يبقى يوم الجمعة كما هو في العادة، وتكون هناك عطلة نهاية الاسبوع يومي السبت والأحد.

بعد قراره امس وقف استقبال المرضى على حساب وزارة الصحة، اعلن الوزير علي حسن خليل أن الوزارة ستعاود تغطية نفقات الاستشفاء في جميع المستشفيات الحكومية والخاصة، بعدما وعد وزير المال بتوقيع مرسوم تحديد السقوف المالية والاعتمادات"، كاشفا ان هذا الاخير أكد له أنه سيوقع المرسوم على مسؤوليته الشخصية بعد ان ينظم عملية النقل من الاحتياط لتغطية المبالغ المخصصة للاستشفاء.

تطرق في مؤتمر صحافي عقده في حضور المدير العام للوزارة وليد عمار ونقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون، الى القرار الذي اصدره عن ضبط استيراد المستلزمات والادوات الطبية واسعارها، مشيرا الى أنه ارسل القرار إلى مجلس شورى الدولة، وتم اتخاذ قرار بمباشرة بالعمل فيه حتى قبل صدور قرار مجلس الشورى، لأن الأمور باتت متطورة إلى مرحلة كبيرة جدا".
وقال "الصرخة التي أطلقناها ليس لها اي خلفية، لا سياسية ولا شخصية. هي صرخة الناس الذين لا يجب ان يعيشوا اي لحظة قلق على انتظام واستمرار الاستشفاء لهم. بصراحة كل ما في الأمر ان ثمة حاجة لإصدار مرسوم يحدد السقوف المالية والميزانيات المخصصة للاستشفاء في وزارة الصحة، واتخذ قرار في هذا الشأن في مجلس الوزراء، ثم تم تأكيده في قرار ثان وتوضيحه في قرار آخر، ولكن المرسوم لم يصدر، ربما لأسباب إدارية تتعلق بطبيعة الوضع المالي وعدم إقرار الموازنة واعتماد اسس القاعدة الاثني عشرية وغيرها من الأمور الادارية التي تم تبرير التأخير فيها. وأكد أنه تحمل مسؤولية تغطية عملية الاستشفاء ما يقارب الشهرين، بمعدل 1300 حالة يوميا تدخل المستشفيات".
وعن موضوع الأدوات الطبية، قال "ثمة معضلة سابقة تاريخية تتعلق بنفقات وتغطية الادوات واللوازم الطبية في العمليات الجراحية، وهذا الأمر كان من المشكلات الكبيرة عن مدى تغطية Prothese الذي يسبب مشكلة عن حدود التغطية في المستشفيات، ولهذا اصدرت الوزارة ثلاثة قرارات في غاية الأهمية بهذا الخصوص.
أضاف "القرار الأول يتعلق بتنظيم ادخال واستعمال المواد الطبية المختلفة، حيث كنا امام حالة عدم وجود آليات واضحة عن عملية ادخال الـ Prothese الى لبنان، ولا أسس تنظيمية له،  فأصدرنا قرارا من 10مواد حول تنظيم ادخال جميع التجهيزات والادوات واللوازم الطبية المستوردة، حدد المواصفات التي يجب ان تكون عليها وآليات تقديمها. وهذا الأمر يفترض أن يحسم كل اللغط المتعلق بمشكلات الادوات الطبية المغروسة والمزروعة في جسم الانسان وغيرها من الادوات التي تحتاجها بعض العمليات".
وقال" هناك الكثير من المستشفيات، وبحجة الادوات الطبية والـ prothese التي يجب ان توضع في جسم المريض كانت تفرض مبالغ مالية على سعر هذه القطع، وهذا السعر كان يتفاوت بين مستشفى وآخر، وبين تاجر وآخر، بين طبيب وآخر، وأسمح لنفسي القول ان هناك شبكة من المصالح تمسك بهذا الملف، ولذلك أصدرنا قرارا يتعلق بتعديل التعرفات الجراحية حتى تتضمن زيادة على اسعار Prothese بشكل لا يسمح للمستشفى بأن يفرض السعر الذي يمكن أن تفرضه عليها الشركة أو ما يحدده الطبيب. وإذ أكد أنه لا يريد "أن يوجه اتهامات"، اشار الى ان ثمة حلقة كانت تضع المرضى تحت ضغط تعرفات أو اسعار المعدات الطبية"، لافتاً الى "ان القرار يعدل التعرفات الجراحية الذي تعتمد التعرفات عينها الخاصة بصندوق الضمان والتي تتقاطع بدورها مع التعرفات المعتمدة لدى الاجهزة الطبية العسكرية".
واعلن "صدور قرار بتأليف لجنة من الوزارة لتنسيق هذه العملية، والتأكد من حسن تطبيق القرار"، مشيرا الى ان الشرط الذي يوضع على دخول المرضى الى المستشفيات بفرض دفعة مسبقة على الصندوق هو أمر مخالف لنصوص العقد الموقع بين المستشفيات ووزارة الصحة".
وتطرق الى موضوع تفشي داء الحصبة بين النازحين السوريين، مشيرا الى ان الوزارة تبلغت عن تفشي بعض حالات الحصبة في بعض المناطق اللبنانية وخصوصا تلك التي يوجد فيها نازحون سوريون، معتبرا أن هذه الحالات كانت متوقعة أمام هذا العدد الكبير من النازحين. ولفت الى ان الوزارة تقوم منذ اسابيع بحملات تلقيح واسعة في أماكن انتشار النازحين السوريين، مشيراً الى ان عدد الملقحين بلغ خلال شهر شباط أكثر من 230 الف طفل عدا المدارس، والوضع في هذا المجال تحت السيطرة، وليس هناك مشكلة حقيقية على الاطلاق حتى وان كنا نتوقع ازدياداً في هذه الحالات لكن كل الاجراءات المطلوب اتخاذها تتخذ".

في الـ2013 ينتخب اللبنانيون التابعون لمذهب معين، النواب المحددين لكل مذهب. هذا اذا سلك اقتراح قانون "اللقاء الارثوذكسي" طريقه النهائية في الهيئة العامة بعدما اقرّ امس في اللجان المشتركة.
هذا الاقتراح الذي يفصل الناس مذاهب وطوائف ويضيّق خياراتهم الانتخابية، ويعيدهم الى زمن "طوائفي" لا بل مذهبي، تحت عنوان فضفاض هو "تصحيح التمثيل المسيحي"، اقرّ بأقل من نصف ساعة، بعدما انسحب نواب كتلة "المستقبل" و"جبهة النضال الوطني" وعدد من النواب المستقلين.
قصمت المادة الثانية من الاقتراح "ظهر البعير"، فأدت الى انسحاب نواب من القاعة، والى تموضع جديد في الاطراف السياسيين. بات نواب الاشتراكي و"المستقبل" وعدد من المستقلين في خانة، ونواب "تكتل التغيير والاصلاح" وكتل الكتائب و"القوات اللبنانية" و"الوفاء للمقاومة" و"التنمية والتحرير" في خانة اخرى.
وبين "اليوم الاسود"، كما وصفه الرئيس سعد الحريري، و"الانتصار للديموقراطية"، وفق تعبير النائب الان عون، لا تزال مدة الاسبوع، والتي حددها الرئيس نبيه بري، النقطة الفيصل التي يمكن ان تفتح المجال امام مزيد من الاتصالات السياسية لرأب الصدع اذا امكن، لا سيما ان اكثر من طرف لفت الى ان باب النقاش لم يقفل.

 

موقف نواب "المستقبل" لم يكن مفاجئا، اذ اعلن اكثر من نائب مساء اول من امس، انه اذا استهلت الجلسة بمناقشة المادة الثانية من الاقتراح، فان الانسحاب سيتم.
المادة الثانية شكلّت "بيت القصيد"، اذ تقول حرفيا: "يتم انتخاب النواب المحددين لكل طائفة من الناخبين التابعين لها على اساس النظام النسبي، ويعتبر لبنان دائرة انتخابية واحدة مع مراعاة حفظ تمثيل المناطق. يقترع الناخبون لمرشحين من طائفتهم فقط، اما الناخبون المسيحيون الذين ينتمون الى طوائف الاقليات فيقترعون الى مرشحي الاقليات، واما الناخبون المسلمون الذين ينتمون الى طوائف الاقليات غير المخصص لها اي مقعد في مجلس النواب، فيكون لكل منهم الحق في الاقتراع لمن يختارونهم من المرشحين المسلمين، الى اي طائفة انتموا".
قانون غريب عجيب، تألف من 16 مادة،  واضيفت اليه مادة واحدة امس، ليصبح 17 مادة. والمادة المضافة تسمح للبنانيين غير المقيمين، وللمرة الاولى، بالاشتراك في الانتخابات.
من هنا، انتج هذا الاقتراح فرزا جديدا للخريطة السياسية. اذ حين طلب النائب عمار حوري تأجيل النقاش في المادة الثانية 48 ساعة، لكونها تعتبر صلب القانون الارثوذكسي الذي يرفضونه بقوة، عرض الطلب على التصويت. فكان ان نال 31 صوتا ضد التأجيل و24 مع التأجيل. فكان الانسحاب.
اللافت هنا كيف توزعت اصوات كتلتي "القوات" والكتائب. اذ صوّتت "القوات" ضد التأجيل وكذلك الكتائب، فيما امتنع النائب "القواتي" جوزف المعلوف. انه اللعب في السياسة وتوزيع الادوار. ثوان وينسحب نواب "المستقبل"، ثم نواب "جبهة النضال الوطني" والنائبان بطرس حرب وروبير غانم ونائب  "الجماعة الاسلامية" عماد الحوت. وحاول النائب احمد فتفت اقناع النائب سامي الجميل بالانسحاب، لكونه صوّت مع التأجيل، الا ان الاخير لم يغادر القاعة.
دقائق وتطرح مشكلة جديدة هي مشكلة النصاب. اذ حاول نواب المعارضة التلميح الى ان النصاب فقد في الداخل، الا ان معلومات مغايرة من اوساط مجلس النواب، اكدت ان النصاب لا يزال مؤمنا في الداخل. اذ انه في بداية انعقاد جلسة اللجان المشتركة، يفترض ان يكون النصاب نصف النواب + واحد. وبعد الانعقاد يصبح النصاب الثلث.

 

قطع الاقتراح الارثوذكسي القطوع.  واذا كان النظام الديموقراطي يعطي النواب حق الانسحاب من الجلسة، فان احتجاج هؤلاء كان في الاساس على حصر النقاش والتصويت على "الارثوذكسي" فقط، دون الاقتراحات الاخرى، ولا سيما ان بري اعتبر انه اذا تمت الموافقة على هذا الاقتراح فلن يتم البحث في القوانين الأخرى. لذا يعدّ التصويت على المادة الثانية من القانون نسفا لكل القوانين الأخرى، بنظر نواب المعارضة.    
وتحدث باسم كتلة "المستقبل" فتفت الذي قال: "هناك محاولة لتغيير النظام اللبناني، وقد سمعنا كلاما من هذا القبيل. نحن عملنا ما في وسعنا من أجل التوافق وقمنا بأربع خطوات، الأولى عبر مبادرة الرئيس بري، والثانية عبر اقتراح القانون المختلط، والثالثة عبر مشاركتنا في جلسة اللجان، أما الرابعة فكانت اليوم (امس) عبر طلب تأجيل النقاش للبحث اكثر على هامش الجلسة، الا اننا لم نوفق في أي من الخطوات".    
أما شهيب فقال: "حاولنا السعي الى قانون موحد، وقدّمنا الكثير، في جبهة نضال وطني والمستقبل والكتائب والقوات، فيما لم يقدم التيار الوطني الحر وحزب الله شيئا. لم نصل الى قاسم مشترك، وانسجاما مع موقفنا ضد الارثوذكسي الذي يؤدي إلى غالب ومغلوب وطريق الى الفراق وليس الوفاق، وخصوصا ان البلد لا يمكن أن يحكم بهذه الطريقة، انسحبنا، وحتى وإن تمّ التصويت اليوم، ففي الهيئة العامة كلام آخر".    
بدوره اعتبر حرب ان "رئيس الجمهورية سيبادر الى رد القانون والطعن به أمام المجلس الدستوري، وهذا ما سيؤدي إلى تأجيل الإنتخابات، وخصوصا في الجو الذي يمهد له وزير الداخلية لجهة أن أي قانون جديد سيؤدي إلى التأجيل التقني. نحن كنا مع النقاش في كل المشاريع وليس فقط حصر الموضوع بنقاش اللقاء الأرثوذكسي".
على المقلب الآخر، كان "الانتصار". بعد الجلسة خرج عون محاطا بنواب التكتل ليقول: "اليوم تم اجتياز مرحلة كبيرة من أجل اجراء الانتخابات على اساس قانون انتخابي جديد، رغم محاولات العرقلة التي جرت لوقف النقاش حتى اللحظات الاخيرة. حاولوا الكثير لعرقلة الجلسة، وآخر محاولة كانت تطيير النصاب بحجة أن هذا القانون يضرب العيش المشترك، لكن كل محاولتهم باءت بالفشل، فالمسار التشريعي اقوى من محاولات الترهيب، والحديث عن التوافق لم يبدأ من جلسة اليوم، بل منذ اكثر من ستة اشهر، وقد أمضت اللجنة الفرعية أكثر من 60 يوماً و30 إجتماعاً ومئة ساعة من النقاشات ولم نتوصل إلى توافق، ويسعى البعض إلى امرار الوقت لأنهم لا يريدون الإعتراف بحقيقة المشكلة، فهل من غبنٌ اذا اخذ المسيحيون 64 نائبا؟ نريد أن نسمع جوابهم عما اذا كانوا يشعرون بالغبن في حال حصول المسيحيين على حقوقهم، فليتقبلوا بعقلٍ مفتوح أن لا مفرّ من تحقيق المناصفة الحقيقية، ومن يريد نسف المناصفة لن يأخذها برضانا".
وتحدث ايضا النائب نعمة الله ابي نصر عن اضافة مادة عن اقتراع المغتربين، ثم تكلم النواب سيمون ابي رميا واغوب بقرادونيان وحكمت ديب. وأكد النائب جورج عدوان ان " القوات حزب لا يناور. نحن نريد أن ننظر الى مرحلة اليوم على انها نهاية مرحلة وبداية لأخرى، والنقاش لن يقفل قبل إقرار قانون الإنتخاب الجديد في الهيئة العامة، وما حصل اليوم يجب أن نعتبره مرحلة نوعية في التفتيش عن قانون افضل، ولا تزال الفرص متاحة".
لكن الجميل فضّل الا يعطى الموضوع اكثر مما يستأهل، "لان ما جرى هو تكملة للمسار الديموقراطي، وهذا امر صحي، وباب التوافق لا يزال مفتوحا، وكذلك التواصل مع الجميع لتأمين التمثيل الصحيح وعدم اشاعة تشنج اضافي في البلد".
انتهى     الجدل واعيدت الكرة مرة جديدة الى بري الذي سيجري اتصالات قبل احالة الاقتراح على الهيئة العامة، فهل يرضي الجميع كما اعتاد دوما، ام ان "الارثوذكسي" اقرّ لئلا تجرى الانتخابات؟!

أدهى ما في اقتراح القانون الارثوذكسي انه يحدد في المادة 12 منه "كيفية الاقتراع للائحة والصوت التفضيلي"، اذ تقول ان "لكل ناخب ان يقترع للائحة واحدة من بين اللوائح المتنافسة، ويحق له الاقتراع بصوت تفضيلي لمرشح من ضمن اللائحة التي يكون قد اختارها. في حال لم يقترع الناخب بالصوت التفضيلي يبقى اقتراعه صحيحا وتحتسب فقط اللائحة. اما اذا ادلى بأكثر من صوت تفضيلي ضمن اللائحة، فلا يحتسب أي صوت تفضيلي وتحتسب اللائحة وحدها. وفي حال اقتراع الناخب للائحة وادلى بصوت تفضيلي ضمن هذه اللائحة وبصوت تفضيلي أو أكثر ضمن لائحة أخرى، فلا يحتسب أي صوت تفضيلي، وتحتسب اللائحة وحدها. وفي حال لم يقترع الناخب لاي لائحة وادلى بصوت تفضيلي ضمن لائحة واحدة، فتحتسب اللائحة والصوت التفضيلي.
بهذا يكون الاقتراع ضيق خيارات الناخب لا في الاقتراع لمذهب محدد وحسب، وانما في اختيار اللائحة ايضا وطريقة احتساب الصوت التفضيلي. والمفارقة الثانية تتعلق بالناخبين اليهود. اذ يعطيهم الاقتراح وفي مادته الثانية افضلية على غيرهم، فيمنحهم، "الحق في الاقتراع لمن يختارونهم من المرشحين المسلمين او المسيحيين". هذا "الامتياز" لا تتمتع به بقية المذاهب!

أجرى رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون اتصالات بالبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي النائب والرئيس امين الجميل، ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، ورئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية، والامين العام لحزب الطاشناق هوفيك مخيتاريان، شاكرا لهم دعمهم اقتراح قانون "اللقاء الارثوذكسي".
تناول عون في تصريح اثر ترؤسه اجتماع التكتل، اقرار "المشروع الارثوذكسي" في اللجان المشتركة فقال: "اليوم هو الانصع بياضا في تاريخ لبنان، فقد عادت الحقوق الى اصحابها من دون المس بحقوق الآخرين، كما انه اعيدت القيمة الى الاصوات المحرومة والمهمشة والتي هي من جميع الطوائف، لذلك نحن سعداء لاننا حققنا هذا الانجاز".
واكد "الاستعداد للاسهام في اعمار لبنان ولكن فوق الفكر الاصلاحي وليس الالغائي"، موضحا انه "لن يكون هناك احتكاك بين الطوائف لان المنافسة ستكون داخل الطائفة الواحدة، والمستفيدون من الخلل الذي كان قائما لن يفرحوا بما اقر اليوم".
وشدد على "اننا لا نريد تطيير الانتخابات، بل اننا مصرون على اعطاء المدة الكافية للتحضير لها".
وردا عن سؤال آخر، اشار الى انهم "يتكلمون وكأن كلام الكتائب او القوات اللبنانية مرهون لتيار المستقبل، هذه سياسة فيها تحالفات تعقد وتحالفات تفك، القانون الانتخابي الذي طرح لم يكن يتبع لتحالف معين، هم يريدون البقاء في السطلة".
وعن اضراب هيئة التنسيق النقابية قال: "اننا نواجه اضرابا. نحن مع الزيادات ولكن الخلاف ليس على هذا الموضوع، لا نريد اخذ ضرائب من فقير لاعطاء فقير، بل نريد اخذ ضرائب ممن لديهم اموال لمصلحة الفقراء، لربما نرمم الطبقة الوسطى. هناك عشرون نوعا من مصادر التمويل غير الضرائب على الطبقات الفقيرة، هناك الكماليات والمخالفات والاملاك البحرية وغيرها من عائدات الاموال".
اضاف: "سنسمع لاحقا ان الحق على تكتل التغيير والاصلاح، واننا لا نؤيد مطالب المضربين، هذا موقفنا ونحن لا نريد ضرائب على الفقراء".
وسئل عن تدخل "حزب الله" في سوريا، فأجاب: "كلنا نعرف ان هناك نحو 12 بلدة على الحدود اللبنانية لديها اقرباء في الهرمل وغيرها، والمشكلة تحصل ولكن لا احد يذهب لتحرير الاماكن المحتلة من الاصوليين، بل هم يساعدون جيرانهم واقرباءهم". وعن كلامه عن البحرين، لفت الى ان "في البحرين حركة مسالمة يقومون بها وتستأهل ان تأخذ مدى حقيقيا في العالم، لم ادع الى ثورة مسلحة ولا الى التسليح، والبعض قال انني اؤيد ايران، ولكن لو اردت تأييد ايران لقلت ان من حقها الجزر الثلاث، وربما يتخذون اجراءات ضد اللبنانيين هناك لانهم يريدون تكبير الحملة. الكلام الذي قلته ليس تدخلا في شؤون الخارج بل هو نصيحة لحل المشكلة اكثر مما هو انحياز".

لم يكن مفاجئا ما حدث في مجلس النواب امس بعد توجه اللجان المشتركة الى اقرار مشروع قانون الانتخاب الذي قدمه "اللقاء الارثوذكسي" وشغل جميع الافرقاء طوال الاشهر الاخيرة.
وكان للمادة الثانية في هذا المشروع الوقع الكبير، اذ احدثت انقسامات من العيار الثقيل في صفوف قوى 14 آذار، حتى ان ثمة من يشبه نواب كتلة "المستقبل" بـ"الطيور" التي تحاول الفرار من سكين هذا المشروع الذي خلط اوراقا سياسية ونيابية وتحالفية عدة، وستتسع مساحة هذا الشرخ اكثر اذا اخذ المشروع طريقه الى الهيئة العامة.
وقد سعى نواب "المستقبل" الى تأجيل التصويت على المادة الثانية "المتفجرة"، واقله 48 ساعة بغية تعليق جلسات اللجان المشتركة لافساح المجال امام مروحة من المشاورات، وهذا ما اراده اكثر من نائب من هذا الفريق.
من راقب جلسة اللجان امس لاحظ ان النواب المسيحيين الذين ايدوا "الأرثوذكسي" تفوّقوا على انفسهم في ابراز "الوجع المسيحي النيابي".
منذ عام 1992 الى اليوم. والانسحابات كانت قاسية على "تيار المستقبل"، وتحت انظار رفاق في الخندق السياسي الواحد منذ اعوام، اي نواب كتلتي "القوات اللبنانية" وحزب الكتائب. في وقت كان فيه نواب "تكتل التغيير والاصلاح" في قمة الانشراح والفرح لتحقيقهم هذا النصر الانتخابي يتباهون به أمام جمهورهم، ولن يتخلوا عن هذه الورقة بسهولة.
أين بري من كل ما حصل؟
هذا السؤال لا يفارق ألسنة جميع الافرقاء. ويقول رئيس المجلس لـ"النهار": "انا صارحت النواب بأنني مستمر في عملي ودوري من اجل التوافق. وما حصل (التصديق على الارثوذكسي) هو مسار قانوني ودستوري".
ومن يطلع على خبايا بري وما يدور في مخيلته يلمس انه مستعجل لتحديد موعد للهيئة العامة. وعند تكرار هذا النوع من الاسئلة عليه يكتفي بالقول "حتى الان لم احدد". ويورد بري قولاً للقائد الاسلامي طارق بن زياد عندما خاطب جنوده في جبل طارق بعد صرفه المراكب: "العدو امامكم والبحر من ورائكم فأين المفر".
وما يقوله حرفياً بعد "واقعة" اللجان المشتركة أمس: "قانون الستين أصبح وراءنا والارثوذكسي امامنا، وانا سأبقى بعون الله في الوسط من أجل التوافق بين اللبنانيين".

 

اما رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الرافض بشدة لهذا المشروع فقد اطلق في اتصال مع "النهار" عبارة الحزين" على هذا اليوم.
ويقول: "انه يوم حزين لانه يعيدنا الى الانعزال ويؤسس لانعزاليات متعددة ومتنوعة في الجسم اللبناني، بدل أن نتوافق على قانون الغاء الطائفية السياسية وانتخاب مجلس شيوخ على اساس طائفي ومجلس نواب غير طائفي. ما حصل يدحض المناصفة واتفاق الطائف التاريخي".
ويضيف: "اكرر ان ما جرى يقود البلاد اكثر الى التشرذم والمجهول".
وسألته "النهار" ما هي رسالتك الى الافرقاء المسيحيين في 8 و14 آذار الذين نادوا بهذا المشروع وأيدوه؟
فأجاب: "أوجه تحية اولاً الى العقلاء والمستقلين عند المسيحيين الذين وقفوا في وجه هذا المشروع، وفي مقدمهم الرئيس ميشال سليمان".
وما هو تعليقه على مسار جلسة اللجان المشتركة؟ اجاب: “ما حصل هو تصويت سياسي وليس قانونياً. ويا للاسف، فإن بعض الغرائز تضرب قواعد المناصفة في البلد. واقول ان اتفاق الطائف اصبح مهدداً نتيجة الفكر الرجعي عند بعض الناس".
ويبدو ان جنبلاط، في ختام الاتصال به مساء امس، لم ينس قانون الستين ليعود ويذكر بأنه "لا يزال قائماً"، على عكس كل الاصوات التي قالت ان هذا القانون اصبح في القبر.
ومن ساحة النجمة الى السعودية، يعارض جنبلاط كل الاصوات التي وصفت زيارته الاخيرة بأنها فاشلة.
ويقول في هذا الصدد "انها زيارة مصارحة ممتازة، وجرى تبادل افكار عدة مع المسؤولين السعوديين".
وعلى سيرة المملكة، فإنها كانت في مقدم كلام الرئيس بري امس في جلسة اللجان المشتركة عندما سلمه نائب بيروتي صورة تسيء الى العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز.
فكان رد بري ان الملك صديق لكل اللبنانيين، وانه لن ينس علاقته الطيبة مع الامام موسى الصدر وله "بصمات بيض في هذا البلد".
وسبق لبري ان اجرى اتصالات بالمدعي العام التمييزي حاتم ماضي وسفير المملكة علي عواض عسيري في لمتابعة الرسم الكاريكاتوري في احدى الصحف السعودية، والذي اساء الى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي.
ويقول بري لـ"النهار": "نحن لا ننس دور الملك وحبّه للبنان، ونؤيد استمرار أطيب العلاقات مع المملكة الشقيقة".
وفي المناسبة، لا يزال بري يتذكر ما فعلته المملكة في أيام الوئام بين "س. س".

رأت كتلة "المستقبل" في مواقف الرئيس سعد الحريري في ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري " تعبيراً عن التزام التيار المبادئ التي انطلق منها وعمل على اساسها الرئيس الشهيد. وخصوصاً ان الرئيس سعد الحريري أكد ان تيار المستقبل تيار مدني، ثابت على خط الاعتدال والعيش المشترك ولن ينجر الى ما يدعو إليه دعاة التطرف والصراعات المذهبية والطائفية". وأكدت الكتلة بعد اجتماعها الاسبوعي أمس برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة "هذه المنطلقات لانتظام الحياة الوطنية والسياسية في البلاد، ومنها بشكل أساسي المشكلة التي يطرحها سلاح حزب الله الخارج على الشرعية والمهدِّد للسلم الاهلي". واستغربت "الطريقة والاسلوب والمضمون الذي رد فيه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على كلام الرئيس الحريري الذي تناول المواضيع بشكل سياسي ليأتي الرد من الامين العام للحزب ووسائله الاعلامية بشكل شخصي متوتر وتوتيري، مما يدل على عمق المأزق الذي يتخبط فيه الحزب والمشكلات التي يقع فيها". ورأت الكتلة في التصويت على الاقتراح الارثوذكسي انه "ادخل لبنان وحياته الوطنية وصيغة عيشه المشترك وطريقة الحكم فيه في منزلق خطير وغير مسبوق يهدد بتدمير ما سبق ان عرفه وعاشه الشعب اللبناني من قيم وطنية، ولا سيما ما يتعلق بالعيش المشترك والاعتدال. وما اقدم عليه بعض النواب في جلسة اللجان المشتركة لم يكن إلا نتيجة ساعة تخلّ عن أسس لبنان ومقدساته، وهو يوم أسود في تاريخ التشريع اللبناني".
وكرّرت رفضها هذه الخطوة الخطيرة التي من شأنها اغتيال الاعتدال في لبنان وتغيير صورة لبنان وطبيعته وتهديد مستقبله، فضلا عن كونه يقدم أفضل هدية للعدو الاسرائيلي". وأصرّت على التمسك بموقفها "وهي لن تتوقف عن معارضة هذا المشروع الانتحاري بكل الوسائل الديموقراطية المتاحة، ولا تزال تعتبر أنّ الوقت مُتاح للمراجعة والعودة عن المعصية التي ارتكبت، والحؤول دون تحوّلها  خطيئة مميتةً للبنان ولعيشه المشترك وصيغته الفريدة ونموذج الرسالة التي يؤديها ، وتدارُك الأمر عبر عدم إقراره في الهيئة العامة لمجلس النواب".
واستنكرت الكتلة أشدّ الاستنكار "المشاركة العلنية والمتزايدة لحزب الله في الصراع العسكري في سوريا، مما يورط الحزب ولبنان ويدخله في اتون صراع لا قعر له، ويضرب عرض الحائط كل الشعارات الزائفة عن عدم التدخل في الشؤون السورية و يفضح سياسة النأي بالنفس الاعلامية فقط، فيما الحكومة التي يشارك فيها ويقودها حزب السلاح متورطة في التغطية حتى أذنيها على الموبقات، وفي تأمين قوافل شاحنات المازوت والديناميت والمتفجرات والإسناد الأمني والسياسي والديبلوماسي لنظام يقتل الشعب العربي السوري".
واذ دانت "أي تدخل مسلح في سوريا"، رأت أنّ "مشاركة الحزب في الصراع المسلح في سوريا واستخدامه الاراضي اللبنانية منطلقاً لذلك يؤكد أنّه تحول أداةً للصراع الاقليمي".
وحمّلت الكتلة الحزب "مسؤولية المخاطر التي يُدخل فيها لبنان والدولة ومؤسساتها".

رأى الرئيس سعد الحريري في تغريدة له على "تويتر" أن اقرار مشروع "اللقاء الارثوذكسي" في اللجان المشتركة "يوم أسود في تاريخ العمل التشريعي". ولاحظ في مجال آخر، "ان حزب الله مصاب بداء السلاح غير الشرعي"، وذلك تعليقاً على الحلقة التلفزيونية للاعلامي نديم قطيش أول من أمس، معتبراً "ان نتيجة تحليل خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله صحيحة مئة في المئة".

دعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى "كسر ظلمة التباعد والانقسام في هذا الوطن"، آسفا امام وفد من "عصبة السيدات في الجامعة الاميركية" في بيروت برئاسة سلوى دومياني "لان الخلافات بين السياسيين وانقساماتهم تعطل الحياة الاقتصادية في البلد".
وقال: "نحن في امسّ الحاجة الى لمّ شمل اللبنانيين والخروج من الصدامات".
واستقبل الراعي وفدا من اهالي بلدة بريح العائدين والمقيمين في حضور وزير المهجرين علاء الدين ترو يرافقه المدير العام للوزارة احمد محمود ورئيس الصندوق المركزي للمهجرين فادي عرموني وكهنة الرعية والمشايخ لشكر البطريرك على "مساهمته الكبرى في انجاز المصالحة وعودة الاهالي الى بلدتهم".
وقال ترو: "لقد طوينا صفحة من تاريخ الحرب التي مرت علينا"، وشدد على "ضرورة السعي الى حل مشاكلنا بالحوار وبالتلاقي فنجنب لبنان ما يعيشه العالم العربي من حولنا".
من جهته شدد البطريرك الراعي على "اهمية عيش المصالحة الحقيقية".
ثم التقى رئيس المجلس الدستوري عصام سليمان فالسفير اللبناني في سلطنة عمان حسام دياب.

 

واستقبل البطريرك الراعي رئيس "المجلس العام الماروني" الوزير السابق وديع الخازن على رأس وفد من الهيئة التنفيذية في المجلس.
وقال الخازن: "تشرفنا بلقاء غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعد زيارته التاريخية لدمشق للمشاركة في حفلة تنصيب البطريرك يوحنا العاشر يازجي في كنيسة الصليب المقدس.
فاذا كانت هذه الخطوة ضرورية في اي وقت، الا انها في مثل هذه الظروف، مثلت تحديا للعنف الدائر في بلد كان مسرحا للقداسة ولشفيع الطائفة المارونية مار مارون.
وتأتي رمزية هذه الزيارة في توقيتها لتشد من ازر المسيحيين والوقوف في وسط العاصفة ومعاناتهم مع شركائهم المسلمين سواء
بسواء".

كلف النائب العام التمييزي حاتم ماضي قسم المباحث الجنائية المركزية إجراء تحقيقات لمعرفة هوية واضعي صور مشوهة للعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز، عثر عليها معلقة على جسر المشاة في جل الديب، على شكل كاريكاتور.
وثمّن السفير السعودي علي عواض عسيري في بيان خطوة ماضي "فتح تحقيق لمعرفة الجهة التي تقف وراء رفع الصورة التي تمس بمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز حفظه الله، في بعض المناطق". واعتبر "أن هذا العمل مستنكر ورخيص ويعبّر عن الجهة التي قامت به حصراً".
واستغرب "صدور مثل هذه الأعمال التي نثق بأنها لا تعبّر عن الاخلاق والخصال العالية التي يتميز بها الأشقاء اللبنانيون، كما أن العلاقات الأخوية العميقة التي تربط الشعبين الشقيقين اللبناني والسعودي أسمى من أن يتعرض لها بعض المتهوّرين، لأن الجميع يعرف أن الملك عبدالله بن عبد العزيز يكنّ للبنان ولشعبه ما يكنه لبلاده ومواطنيه، ومواقفه ومبادراته الأخوية الكثيرة حيال لبنان تعبّر عن محبته لهذا البلد العزيز وأبنائه".
واعتبر النائب محمد قباني أن "التعرض للمملكة الشقيقة أو للملك الكبير والعزيز عمل رخيص وجبان ومستنكر من جميع الوطنيين اللبنانيين، ومن يقوم به هو بلا أخلاق وبلا أي شعور وطني على الاطلاق"، مبدياً "كل التقدير لجلالة الملك عبدالله على دوره العربي الكبير ودعمه الدائم للبنان".

طرابلس – "النهار"
ألقى مجهول قرابة السادسة والدقيقة الـ45 مساء امس ثلاث قنابل يدوية في محلة الرفاعية في طرابلس قرب مدرسة الفيحاء، انفجرت منها اثنتان، وأحدثتا دوياً اثار توتراً. وتحركت القوى العسكرية والامنية على الفور سعيا الى تعقب الفاعلين.
وليلا ألقى مجهول قنبلة صوتية على مقهى "صحصح" وقنبلة اخرى على مطعم "بيتنا" في محلة الضم والفرز في طرابلس، ما أدى الى تضرر عدد من سيارات الرواد.

 

أوقف نوفل. ح في ملف حادث عرسال وبوشر التحقيق الاولي معه. وبذلك اصبح عدد الموقوفين في الملف ثلاثة.
وكان رئيس بلدية البلدة علي الحجيري قد اعتذر عن عدم الحضور امام قاضي التحقيق العسكري فادي صوان للاستماع الى افادته بصفة شاهد بواسطة وكيله المحامي طارق شندب الذي وفد الى مكتب القاضي صوان وابرز معذرة الحجيري.
ويشار الى ان رئيس البلدية والمختار يحتاجان الى رفع حصانة من وزارة الداخلية، ويتخذ الاجراء بالتوقيف بعد ورود الاذن بالملاحقة.

 

عكار - "النهار"
أعيد فتح الطريق الدولية عند معبر العريضة الحدودي مع سوريا والتي كان الاهالي اقفلوها منذ فجر الإثنين احتجاجا على استهداف مسجد البلدة وبعض المنازل عند الضفة اللبنانية لمجرى النهر الكبير بطلقات نارية مصدرها الجانب السوري. وبعد رفع الخيمة التي كان الاهالي نصبوها وسط الشارع العام، استعاد المعبر الحدودي في العريضة حركته الاعتيادية في الاتجاهين.

 

أعلنت مديرية التوجيه في قيادة الجيش أن طائرتين حربيتين خرقتا الساعة 1:10 فجر أمس الاجواء اللبنانية من فوق البحر قبالة البترون، ونفذتا طيرانا دائريا فوق مختلف المناطق اللبنانية، ثم غادرتا الاجواء بعد أكثر من ساعتين.

 

عثر فجر امس على المواطن ب.ج.خ (63 عاما) وهـ. مجهولة بقية الهوية جثتين مضرجتين بالدماء داخل شقة في رأس الدكوانة، جراء اصابتهما بعدد من الطلقات النارية. وبعد استقصاءات وتحريات تم توقيف شقيق هـ. وأحد الشبان السوريين للتحقيق معهما.

 

لم تسجل النيابة العامة التمييزية الشكوى التي تقدم بها المحامي وديع عقل بصفته الشخصية ضد صحيفة "الوطن" السعودية بجرم نشر كاريكاتور يسيء الى البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. وردها النائب العام التمييزي حاتم ماضي لأنه لا يحق للمحامي عقل تقديمها بصفته الشخصية.

عود على بدء. تغيب مطالب السائقين العموميين ثم تطفو على سطح الحكومة المثقلة هذه الايام بأحمال سلسلة الرتب والرواتب للمعلمين وموظفي القطاع العام، وتنفيذ هيئة التنسيق النقابية الاضراب المفتوح حتى تحقيق مطالبها، فيما يستعد قطاع النقل البري لتنفيذ الاضراب العام والتظاهر في 28 الجاري وفي كل المناطق.

تتفرع مطالب السائقين العموميين بين السيارات العمومية والشاحنات والفانات، ويعقد اتحاد النقل البري جمعيات عمومية متفرقة في كل المناطق استعدادا ليوم الاضراب. ولفت رئيس الاتحاد عبد الامير نجدة لـ "النهار"، الى "تجاهل الحكومة على نحو غير مسبوق لمطالب القطاع، فيما اقرت اللجنة الوزارية برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي اخيرا مطالب السائقين لكنها اهملت تنفيذها او حتى وضع جدول زمني لها، مما وضعنا تحت ضغط السير في الاضراب والتظاهر حتى تحقيق ما اتفق عليه".
وقال ان ابرز "المسائل التي تهم السائقين، هي ضرورة تحديد سقف لأسعار البنزين التي ستلامس الـ 40 الف ليرة، لأننا من أشد المتضررين من جراء ذلك، وخصوصا خلال العام السياحي الماضي، وإذا كان ثمة مساعدات ستقدم الى الفنادق والمطاعم، فان السائقين أول المطالبين بها لأنهم تضرروا كثيرا من مقاطعة الخليجيين، وليس ثمة ركاب في البلد".
وطالب نجدة بـ"الإعفاء الجمركي، وتعديل الإشتراكات في الضمان الإجتماعي، وخصوصا بالنسبة الى الزوجة لتصبح 60 الف ليرة و33 ألفا للأولاد"، ملاحظا الاهمال الرسمي الفادح حيال مضاربة السيارات الخصوصية والمزورة وسيارات غير اللبنانيين الذين يعملون "على عينك يا تاجر"، على حساب السائقين العموميين اولاد البلد، اذ كلما راجعنا المسؤولين في الدولة يرفعون المسؤولية عنهم ويضعونها على البلديات، وعندما نشكو امرنا الى وزير الداخلية والبلديات يطالبنا بإحضار أرقام السيارات المخالفة".
واشار الى انه قبل استشهاد اللواء وسام الحسن "جرى توقيف جميع السيارات ذات الأرقام المزورة، لكن لماذا يسكت المسؤولون راهنا عن هذا الموضوع؟"، لافتا الى ان قانون السير الجديد يلحظ "سحب نقاط من دفاتر السوق وصولا الى سحب هذه الدفاتر بعد 12 نقطة، فضلا عن رفع قيمة محاضر الضبط من 20 الف ليرة الى 150 الفا، وثمة ست فقرات في هذا القانون يصل فيها محضر الضبط الى 450 الف ليرة إضافة إلى شهرين سجن".
وسأل: "كيف يمكن ان نقبل في هذه القضايا التي يستحيل امرارها، فيما يئن قطاع النقل البري تحت وطأة الديون في ظل غياب السياح؟، مطالبا رئيس مجلس النواب نبيه بري بالايفاء بوعده تجاه القطاع "عبر تأليف لجنة من السائقين والنواب لتعديل قانون السير".
ماذا بعد اضراب 28 الجاري؟ اجاب نجده: "لم يعد لدينا الا الاضرابات والنزول الى الشارع حتى تحقيق مطالبنا، بعدما طفح الكيل من هذه الحكومة". وقد توزعت الجمعيات العمومية للسائقين، استعدادا للاضراب في المتن الاعلى، الشمال، بعقلين، زحلة، النبطية، صور وغيرها.
ويشكو رئيس اتحاد السائقين بسام طليس، الجو السياسي الذي نعيشه، "لقد اضطررنا الى تنفيذ الاضرابات والاعتصامات والتظاهرات، اذ عودتنا الحكومات في لبنان، النزول الى الشارع للحصول على المطالب، في الوقت الذي يفترض فيه ان تكون هذه الحكومات مسؤولة عن السياسات الإجتماعية والإقتصادية، فلا تضطر النقابات والاتحادات للتظاهر والاضراب لتحقيق المطالب".
وذكّر طليس بالمطالب التي اقرها مجلس الوزراء برئاسة رئيس الجمهورية وأبرزها "تنفيذ خطة النقل وتحديد سقف صفيحة البنزين والمازوت، كذلك وضع حد لتزوير ارقام السيارات العمومية وتشغيل سيارات الخصوصي، فضلا عن وجود يد عاملة غير لبنانية تعمل على السيارات العمومية".
اما نقيب أصحاب الشاحنات شفيق القسيس، فتناول "المعاناة في موضوع النقل الخارجي"، مطالبا بـ "المعاملة بالمثل، لأن كل الدول العربية تضع رسوما على شاحناتنا، فيما لبنان لا يتقاضى أي رسوم، إضافة الى ان شاحناتنا تدفع ضريبة المازوت"، داعيا الدولة الى "وضع اتفاق مع الدول للمعاملة بالمثل، وفرض ضرائب على مرور الشاحنات الآتية الى لبنان".
وقال: "مطالبنا مزمنة والدولة لا تنفذها، وعددها 24 مطلبا سنعلنها في إضراب 28 الجاري"، منتقدا قانون السير الذي "بدأت الدولة تنفيذه على أصحاب الشاحنات، وخصوصا في موضوع رسم الميكانيك، اذ فرضت 25 ألف ليرة عن كل كيلوغرام من وزن الشاحنة، وإذا كنا نريد دفع ميكانيك شاحنة واحدة علينا بيع أربع شاحنات للتسديد، وان هذا الإضراب الذي نتوقع نجاحه سيوصلنا الى كامل حقوقنا".
بدوره، اكد نقيب الباصات فيليب صقر، ان أصحاب الباصات، وعددهم في لبنان أكثر من 7 آلاف "متضررون جدا وخصوصا حيال تحديد معايير أبواب الباصات، اضافة الى محاضر الضبط التي تتعدى المئة الف ليرة، وكل ذلك في ظل وضع معيشي صعب".
ورأى رئيس نقابة قطاع النقل في المتن الجنوبي كمال شميط "ان قطاع النقل هو أهم قطاع في لبنان، وهو القطاع الحيوي الذي يمد الحياة لكل أجزاء الوطن، ونحن شركاء مع الدولة فيه، وأصحاب عمل رغم اننا سائقون، لأن الدولة هي السلطة والمرجع لنا وصاحب العمل يجب أن يكون على تواصل مستمر معنا لتحقيق مصلحة الجميع".
يذهب السائقون العموميون الى الاضراب العام والتظاهر يوم الخميس 28 الجاري، فتتعرض مصالح المواطنين مجددا للتعطيل، فضلا عن اضراب قطاع التعليم والقطاع العام، مما يدفع الى القول ان لبنان بات بلد المطالب الخالية من الحلول او الحلول المتوقفة عن التنفيذ بانتظار قطار الفرج. لكن على اي سكة سيأتي؟

لم تطرح أمس أي مبادرة جدية لإيجاد مخرج لملف سلسلة الرتب والرواتب. لكن ظهر بصيص أمل "خجول" أمس في تصريح وزير المال محمد الصفدي بعد اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة درس مشروع سلسلة الرتب والرواتب برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي، اشار فيه الى أن السلسلة ستحال على مجلس النواب في غضون أسبوعين حدا أقصى.
وبعد فشل اللقاء بين هيئة التنسيق النقابية والرئيس نجيب ميقاتي أمس، يتخذ يوم الإضراب الثاني كما أعلن رئيس رابطة اساتذة الثانوي حنا غريب أمس تسمية "يوم الموظف والأستاذ والمتقاعد والأجير وكل مستفيد من سلسلة الرتب والرواتب".
للمناسبة دعا غريب بإسم هيئة التنسيق إلى إضرابات وإعتصامات رداً على موقف الرئيس نجيب ميقاتي "السلبي جداً"، مشيراً إلى أنه يوم للإعتصامات أمام مراكز السرايا في مختلف المناطق اللبنانية وللاعتصام العاشرة قبل ظهر اليوم أمام مبنى وزارة المال TVA.

كيف كانت الأجواء العامة لليوم الأول للإضراب؟ ظهرت معاناة بعض المعنيين بقضية السلسلة من خلال صرخة أحد المتقاعدين في نهاية الإضراب  على المذياع أمام الجموع متوجهاً إلى الرئيس نجيب ميقاتي: "انا ما معي مصاري طعمي ولادي يا دولة الرئيس". وتزايد الكلام ليشمل انتقادات لاذعة تتهم مباشرة كل من محمد شقير وعدنان القصار بالوقوف في وجه إقرار السلسلة.
ولا شك في أن الذين قصدوا أمس ساحة رياض الصلح كانوا من فئة المقهورين جداً والذين جاؤوا إلى الساحة من مناطق بعيدة بعضهم من الهرمل، وعلي النهري من البقاع رغم الطقس العاصف. انتظروا تحت زخات المطر الشديد عودة هيئة التنسيق النقابية من إجتماعها مع الرئيس نجيب ميقاتي رغم ان الأجواء العامة كانت تنذر بالأسوأ. هكذا عاد حنا غريب متعباً وقال بعفوية: "فشل ذريع". اما نقيب المعلمين نعمة محفوض فردد قبل إعتلاء المنبر أن اللجنة الوزارية المصغرة هي مجرد ديكور وإجتماعها لن يقدم ولن يؤخر في إحالة السلسلة.
ماذا جرى في الإجتماع مع ميقاتي؟ حاول وزير العمل سليم جريصاتي أن يتابع وساطته لدفع الأمور إلى الأمام والعمل لاجتماع الهيئة مع الرئيس نجيب ميقاتي. لكن مجريات اللقاء الذي حضره جريصاتي اثبتت أن "الرياح سارت عكس ما تشتهي السفن". وبعد اللقاء قال غريب للصحافيين: "التقينا الرئيس ميقاتي في حضور وزير العمل... لم يقل لنا شيئا، وهو لا يزال عند موقفه، بل بالعكس، فهو يطلب منا وقف التحرك في مقابل لا شيء؟ رداً على سؤال عما إذا كانت الهيئة ستحتل الوزارات قال: "كل الخطوات أصبحت مباحة بالنسبة الينا في ظل عدم اللامبالاة التي يظهرها المسؤولون". واضاف: "ليس هناك شيء اسمه إحتلال، نحن لسنا اشخاصا متمردين على النظام العام، نحن موظفون في الوزارات وما من وزارات من دون موظفين وما من دولة من دون موظفيها. وعندما نريد تنفيذ الاضراب وإيقاف المعاملات، في إمكاننا القيام بذلك ونحن جالسون على مكاتبنا ".
وكان سبق ذلك اعتصام مركزي في ساحة رياض الصلح في حضور ما يقارب 3000 موظف واستاذ، حيث أكد غريب في كلمته "ان ارباب العمل يتحملون المسؤولية عن العجز العام، وهم شركاء في الهدر والفساد." وقال: "كفى مراوغة، لا معنى لاقرار السلسلة في ضوء التعليمات التي يريدها البنك الدولي والتي عجزت الحكومات السابقة عن تنفيذها.
من جهته، لم يتجاوب أرباب القرار مع إقتراح نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض الذي طالب في كلمته بتحويل جلسة اللجنة الوزارية عصر أمس الى جلسة حكومية واحالة السلسلة الى مجلس النواب".
بدوره، أعلن الدكتور محمود حيدر باسم رابطة موظفي الادارات العامة "ان السلسلة التي اقرت في مجلس الوزراء جاءت بعد 16 سنة من آخر تصحيح للاجور والرواتب". اما كلمة رابطة التعليم الاساسي في لبنان، فألقاها حسين جواد مشددا على "عدم التراجع عن مطلبنا مهما طال الزمان". وإختتم الإحتفال بكلمة لرابطة التعليم المهني والتقني القاها رئيسها ايلي خليفة الذي اكد "اننا لن نعود الى صفوفنا قبل احالة السلسلة الى مجلس النواب، سائلا الهيئات الاقتصادية: من اين تجنون ارباحكم؟". يذكر أن حمزة منصور تحدث باسم المتعاقدين الثانويين، مؤكدا حق الاساتذة بالسلسلة.
من جهة أخرى، أكد غريب لـ"النهار أن التجاوب كان كاملاً في القطاع الرسمي. أما نقيب المعلمين نعمة محفوض فأكد لـ"النهار" عن وجود خروق في بعض المدارس الخاصة التي اعتبرت يوم أمس يوم تدريس عادي. وفي بيروت تفاوتت نسبة المشاركة في الاضراب، حيث التزمت المدارس الرسمية فيها، فيما لم يلتزم عدد من المدارس الخاصة.
أما في جونيه فقد لبّى أساتذة التعليم الرسمي والخاص والهيئات الرسمية في وسط كسروان الدعوة إلى الاضراب، فيما حضر عدد من موظفي الادارات الرسمية إلى مكاتبهم، كالبلديات، لكنهم توقفوا في بعضها عن العمل.
وفي الضنية سجل إلتزام كامل بالإضراب ولم تسجل خروق بارزة في هذا المجال، باستثناء فتح بعض المدارس الخاصة أبوابها أمام تلامذة الشهادات الرسمية، المتوسطة والثانوية.
وفي اقليم الخروب أقفلت المؤسسات الرسمية والبلديات والمدارس الرسمية ابوابها في القرى والبلدات، وبقي التلامذة في منازلهم. وفي الكورة استجابت المدارس والثانويات والمهنيات الرسمية الى دعوة الهيئة. اما المدارس الخاصة فقد التزم بعضها بالاضراب، كما توقف موظفو الادارات الرسمية في سرايا اميون عن العمل، باستثناء مصلحة مياه الكورة ومكتب كهرباء لبنان و"اوجيرو".
وفي منطقة عاليه، التزم الاساتذة في التعليم الرسمي وفي المراحل كافة بدعوة هيئة التنسيق النقابية، واقفلت كل المدارس الرسمية في القضاء ومنطقة المتن الاعلى، وتوجه عدد من الاساتذة الى بيروت للمشاركة في التظاهرة. في حين لم يلتزم معظم المدارس الخاصة بالاضراب، وكذلك لم تلتزم بالاضراب عدد من البلديات واتحادات البلديات.
وفي قائمقامية عاليه حضر الموظفون ولكنهم لم يستقبلوا طلبات المواطنين، وتوقفوا عن انجاز المعاملات الادارية.

أعلن رئيس الهيئة التنفيذية لرابطة الاساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية أن لا إضراب في كليات الجامعة اليوم، وهو يوم دراسة عادي. وأكد دعم رابطة المتفرغين لهيئة التنسيق النقابية في مطلبها المحق بالحصول على سلسلة رتب ورواتب عادلة ومنصفة ولائقة، والتي يستفيد منها حكماً الموظفون الإداريون في الجامعة اللبنانية. وهي ترفض التسويف والمماطلة الحاصلين من الحكومة في إحالة هذه السلسلة إلى مجلس النواب. وقال ان أي إضراب في الجامعة تعلنه رابطة المتفرغين وهو متعلق حصراً بمطالب الجامعة لجهة تأليف مجلس الجامعة وتعيين العمداء واقرار ملف التفرغ، الى استعادة استقلاليتها.
ودعت الهيئة التنفيذية للرابطة في بيان أمس الأساتذة في كليات ومعاهد الجامعة اللبنانية- الفروع الرابعة في البقاع، إلى تنفيذ إضراب يترافق مع عقد جمعية عمومية الثانية عشرة ظهر غد الخميس في كلية الآداب والعلوم الإنسانية - الفرع الرابع، وذلك انتلاقاً من خطة تحركها المتنقل بين الفروع لتعيين العمداء وإقرار التفرغ.
وكانت رابطة الاساتذة المتفرغين قد نفذت اضراباً في كليات الجامعة اللبنانية - الفروع الثالثة في الشمال، وعقد الأساتذة جمعية عمومية في حرم كلية الاداب والعلوم الانسانية - الفرع الثالث في طرابلس خصصت  للتداول في شؤون الاساتذة والتحرك والمطالب.
وطالب رئيس الهيئة التنفيذية للرابطة الدكتور حميد حكم في كلمة الحكومة باصدار مراسيم تعيين العمداء لتشكيل مجلس الجامعة واقرار ملف التفرغ للاساتذة الجامعيين المتعاقدين والعمل على تحسين واقع الجامعة اللبنانية التي تعتبر الصرح التربوي  الوطني الاول في لبنان.
وشدد حكم على ضرورة التعجيل في اقرار مراسيم الترفيع التي تصنف الاساتذة من طريق اعطائهم حقوقهم الاكاديمية واعادة احتساب المعاش التقاعدي الذي اقر في اللجان النيابية والعمل على تامين الحياة الكريمة لموظفي الجامعة واقرار سلسلة الرتب والرواتب للأساتذة والموظفين.
وأكد أخيراً ان هذا التحرك لن يكون الاخير، بل ستعقبه تحركات اخرى حتى تحقيق المطالب وصولا الى الاضراب المفتوح.
من جهتها، أعلنت لجنة المتابعة للعاملين في الجامعة اللبنانية خلال اجتماع في مبنى الإدارة المركزية، المشاركة في إضراب واعتصام هيئة التنسيق النقابية في كل الوحدات والفروع الجامعية والإدارة المركزية اليوم، ووقف الأعمال الإدارية في الجامعة، بما فيها الامتحانات، والتجمع أمام مبنى الإدارة المركزية والانطلاق إلى مكان الإعتصام المركزي أمام مبنى الـTVA قرب العدلية في العاشرة قبل الظهر.
وأكّدت اللجنة إضرابها التحذيري ليوم واحد، ودعت جميع العاملين إلى الإلتزام بمضمون البيان وتلبية الدعوة والمشاركة في الإعتصامات المقررة في الأماكن المحددة من هيئة التنسيق النقابية.
وأشارت إلى خطوات لاحقة تقرر في حينه، وستكون متابعة في شكل مستمر لكل تحرّك تقرره هيئة التنسيق. 

اللبنانيون جميعهم كلهم، مقيمين ومغتربين ومنتشرين، ومعهم العرب أجمعين، والعجم من تحصيل الحاصل، بلوغاً الى الشرق الأقصى، وانعطافاً صوب الغرب بقاراته، يعلمون جيداً ويتذكّرون كل يوم بيومه ان لدى لبنان من الأزمات السياسيّة والاقتصادية والمعيشية ما يجعله في غنى عن استدراج عروض وأزمات ومشكلات إضافيّة، سواء أكانت من الجوار أم من المحيط...
ألا تكفيه أزمة الحدود مع سوريا، وتداخل القرى من الجانبين، وما "تدرُّ" عليه الحرب السورية منذ نحو سنتين من النازحين السوريين الهاربين من اعصار الموت والدمار الذي لا يترك حجراً واقفاً في طريق أو يدلّ على بيت اندثر؟
ثم، أين يروح من درب الاستحقاق النيابي ومشاريع القوانين المتصلة به، والتي ما كانت، ولا وضعت نصوصها الا لتضيف أزمات جديدة لبلد الألف أزمة وأزمة، وهموماً جديدة لبلد يحار من أين يتدبّر المصادر المموّلة لسلسلة الرتب والرواتب... التي فاقت بصبرها صبر أيوب.
بلد يُدعى لبنان يشتهي منذ أشهر، ومنذ ظهور "الأجنحة العسكرية" في محيط مطار رفيق الحريري، واشتعال جبال الدواليب على الطرق المؤدية اليه، أن يصادف زائراً عربياً ولو لساعات. أو يرحب بضيف، لا سائح، بريطاني فرنسي ايطالي الماني، مدعو لمحاضرة ما، للاشتراك في لجنة ما، لسبب ما...
بلد هذه حاله وهذا وضعه يفاجئه رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" الجنرال ميشال عون بهديّة بحجم جبل صنين، رماها بكل ثقلها وما احتوته من هجوم مضري على دولة البحرين وكبار مسؤوليها. وعلى حين غرّة. وبلا أي سبب مباشر. وفي الوقت الذي يجهّز أهل السياحة في لبنان أنفسهم ومؤسساتهم للموسم الجديد، على أمل أن تكون الاحوال قد تغيّرت، وتبدّلت معها الاجواء... فيعود العرب، ويعود أهل الخليج الى لبنان.
فكان أن هبّت دول الخليج هبة واحدة، متضامنة مع البحرين، مستنكرة موقف عون وتهجّماته وتدخله السافر في شؤون بلد شقيق لا ناقة له به ولا جمل، وتحامله على قادة هذا البلد... وعبر قناة "العالم" الايرانية.
والى ذلك استدعاء للديبلوماسيين اللبنانيين في هذه الدول، وتقديم مذكّرات احتجاج، مما يعني ان كلام عون "المضلل والمسيء"، والذي فسّر تفسيرات شتى، كان بمثابة البلة فوق الطين، أو فوق الدكة شرطوطة، وما لا يحتاج الى تحليل...
ألوف مؤلّفة من اللبنانيين يقيمون ويعملون ويستثمرون ويعيشون في دول الخليج، فما ذنب هؤلاء، وما ذنب ذويهم وعائلاتهم التي تتكل على ما يصلها من هناك؟
ثم، ماذا حصد عون من هذه الانزلاقة والدعسة الناقصة، وما هي الفائدة التي جناها لبنان واللبنانيون؟
إلاّ اذا كان عون مضطراً الى الإجادة في هجاء البحرين، وتحريض دول الخليج على لبنان إرضاءً لحلفائه!