لبنانيون خائفون من تبعات تورط حزب الله في القتال السوري...أميركا سلمت مفاتيح الأزمة السورية إلى الروس!>>>100 مليون دولار من قطر للمعارضة وتحذير روسي للأسد والثوار من "طريق مدمّر"

الجيش الحر يسقط مقاتلة بعد شنها غارة في حمورية في ريف دمشق....لبناني معتقل في قبرص يعترف بأنه مسؤول الارتباط لحزب الله في أوروبا....القضاء اللبناني يطلب الإعدام لرئيس الأمن القومي السوري... غارات جوية كثيفة على مواقع المعارضة في دمشق وحلب ....لاجئ سوري الى الأردن: امس جن جنون النظام....السيطرة على دمشق ... معركة جامدة لكن دامية وقناصة الطرفين أبطالها

تاريخ الإضافة الجمعة 22 شباط 2013 - 4:52 ص    عدد الزيارات 2061    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

الجيش الحر يسقط مقاتلة بعد شنها غارة في حمورية في ريف دمشق
موقع إيلاف..وكالات           
تمكن مقاتلو الجيش السوري الحر من إسقاط طائرة مقاتلة تابعة للقوات السورية في ريف دمشق، وذلك بعد وقت من شنها غارة قتلت 20 شخصًا، فيما هدد رئيس هيئة أركان في الجيش الحر بقصف مواقع لحزب الله داخل لبنان متهمًا الحزب بقصف مواقع للمقاتلين المعارضين في سوريا.
بيروت: قتل عشرون شخصا الاربعاء في غارة جوية شنتها طائرة حربية على بلدة حمورية في ريف دمشق، فيما سقطت في المنطقة نفسها بعد وقت قصير مقاتلة بنيران مقاتلين معارضين، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد السوري في بيان مساء اليوم "ارتفع الى عشرين عدد الشهداء الذين قضوا جراء القصف بالطيران الحربي على بلدة حمورية في ريف دمشق". وبعد اقل من ساعة على الغارة، اسقط مقاتلون معارضون للنظام بنيران اسلحة رشاشة ثقيلة طائرة حربية كانت تقصف مناطق في الغوطة الشرقية.
وبث ناشطون على موقع "يوتيوب" على شبكة الانترنت شريط فيديو تظهر فيه طائرة في سماء مدينة حمورية، بحسب ما يقول التعليق، وهي تطلق ثلاث قنابل على الاقل، قبل ان تسمع اصوات رشاشات، ثم يصرخ احدهم "اشتعلت"، وتشاهد الطائرة وقد اندلعت فيها النيران من الخلف وهي تهوي الى الامام نحو الارض بسرعة هائلة.
وتزامنت الغارات مع معارك ضارية في مناطق الغوطة الشرقية، بحسب المرصد، وعمليات قصف واسعة تستخدم فيها راجمات الصواريخ. وسجل سقوط مزيد من القتلى والجرحى. كما قتل رجلان وامرأة جراء قصف تعرض له مخيم اليرموك في جنوب مدينة دمشق، وثلاثة شبان في قصف على حي جوبر في شرق العاصمة، بحسب المرصد الذي اشار الى تعرض حي برزة في غرب العاصمة ايضا للقصف.
ولليوم الثاني على التوالي، تعرضت مناطق في دمشق بعيدة نسبيا عن اعمال العنف، لسقوط قذائف. اذ قتل لاعب كرة قدم سوري واصيب اربعة آخرون بجروح لدى سقوط قذيفتي هاون على مدينة تشرين الرياضية في حي البرامكة في وسط العاصمة. وكانت قذيفتان اخريان سقطتا الثلاثاء على مقربة من قصر تشرين الرئاسي في غرب دمشق.
وفي حلب (شمال)، افاد المرصد عن غارات جوية على عدد من احياء المدينة الاربعاء. كما وقعت اشتباكات بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية في محيط مطاري النيرب وكويرس العسكريين شرق مدينة حلب، في اطار "حرب المطارات" التي اعلنتها المجموعات المقاتلة منذ اكثر من اسبوع في محافظة حلب.
وقتل في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الاربعاء 107 اشخاص بينهم 45 مدنيا، بحسب المرصد الذي يقول انه يعتمد، للحصول على معلوماته، على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في كل سوريا.
الجيش الحر يهدد بقصف مواقع لحزب الله
إلى ذلك، هدد رئيس هيئة الاركان في الجيش السوري الحر سليم ادريس اليوم الاربعاء بقصف مواقع لحزب الله داخل الاراضي اللبنانية متهما الحزب بقصف مواقع للمقاتلين المعارضين في سوريا.
وقال ادريس لوكالة الأنباء الفرنسية إن "حزب الله يرسل مقاتلين للقتال مع نظام بشار الاسد في كل من دمشق وريف دمشق وحمص ولدينا اثباتات على ذلك. لكنه في الاسبوع الحالي والايام الماضية بدأ بنغمة جديدة وهي قصف القرى السورية من الاراضي اللبنانية".
وأضاف أن الحزب "يستخدم الاراضي اللبنانية لقصف الاراضي السورية ومواقع الجيش الحر. هذا هو المتغير الجديد في نشاط حزب الله وفي دخوله على ملف الازمة السورية".
وتابع "اذا لم يتوقف قصف الجيش الحر وقصف قرانا من الاراضي اللبنانية، فاننا امام العالم، نعلن، وهذا حقنا، حق الدفاع عن النفس، اننا سنرد على مصادر النيران... اي طلقات باتجاه القرى الحدودية السورية من الاراضي اللبنانية سنرد عليها، باذن الله".
وقال ادريس ان الجيش الحر طلب "من المسؤولين اللبنانيين، من رئيس الجمهورية (ميشال سليمان) ومن رئيس الوزراء (نجيب ميقاتي) ان يتدخلوا لوقف هذا العمل"، مشيرا الى انه لم يسمع اي رد، او رد فعل.
واضاف ان "حزب الله ينتهك سيادة لبنان عندما يقصف القرى السورية من الاراضي اللبناني وينتهك سيادة الاراضي السورية... هذا العمل غير مبرر قانونيا ومرفوض في الشرائع الدولية والقانون الدولي وحسن الجوار". واوضح ادريس ردا على سؤال ان قصف حزب الله "يستهدف القرى المحيطة في مدينة القصير" في محافظة حمص، وينطلق من قرية زيتا الواقعة على الحدود اللبنانية السورية والتي تنقسم بين لبنان وسوريا.
ومؤخرًا، اشتعلت مناطق وقرى حدودية متداخلة بين لبنان وسوريا، مع إعلان الجيش الحر مقتل عدد من عناصر حزب الله في اشتباكات في ريف منطقة القصير السورية الأحد الماضي. وردًا على اتهامات بوجود مقاتلين له في المناطق السورية الحدودية مع لبنان، يردد حزب الله أن "أهالي هذه المناطق الشيعية يدافعون عن أنفسهم جراء مهاجمة مقاتلي المعارضة السورية لقراهم".
 
لبنانيون خائفون من تبعات تورط حزب الله في القتال السوري
موقع إيلاف...هيثم الطبش    
قال لؤي المقداد، الناطق الاعلامي باسم الجيش السوري الحر، إن حزب الله يحشد عشرة آلاف مقاتل لاجتياح القصير، ما يثير مخاوف شريحة واسعة من اللبنانيين، يرتابون من تداعيات هذا التورط على لبنان بأسره.
بيروت: يتفاعل يومًا بعد آخر تدخل حزب الله العسكري في منطقة القصير السورية، ويتردد صدى ذلك في لبنان، وربما في خارجه أيضًا. ويشرح مراقبون الوضع اللبناني الحالي على الشكل الآتي: تفكك المكوّنات تبعًا لاختلافهم على قانون الإنتخاب، وتوتر متصاعد مع دول الخليج يتسبب به حزب الله وحليفه النائب ميشال عون، والاستغلال السياسي للضغوط المعيشية.
إلى ذلك، قد تظهر ترددات الأعمال العسكرية التي يقوم بها الحزب في الداخل السوري خلال الفترة القريبة المقبلة. في سياق متصل، علمت "إيلاف" من مصادر وزارة الخارجية اللبنانية أن تخوفًا يسود الأجواء من إجراءات خليجية قد لا تكون في الحسبان. ونقلت المصادر أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يسعى إلى ترتيب زيارات سريعة إلى عدد من العواصم الخليجية، وتحديدًا المنامة وأبوظبي، لشرح الموقع اللبناني الرسمي من التطورات الأخيرة.
تحضير لاجتياح
ظهرت معطيات جديدة تحدث عنها لؤي المقداد، الناطق الاعلامي باسم الجيش السوري الحر، الذي قال في حديث تلفزيوني إن عناصر حزب الله، الذين يتخطى عددهم الألف عنصر، يتمركزون حاليًا في قرى العقربية والغسانية والصفصافة السورية في منطقة القصير في محافظة حمص.
أضاف: "من هذه المناطق، يدكّون مناطق تواجد عناصر الجيش الحر، وتشهد مناطق البرهانية والنهرية والفاضلية في القصير اشتباكات عنيفة".
وتباع قائلًا: "نعتقد أن حزب الله يعدّ لاجتياح منطقة القصير، وقد وصلتنا معطيات تفيد بأنّه يحشد زهاء 10 آلاف مقاتل لهذه المهمة"، مستهجنًا رواية حزب الله عن عمليات دفاع عن النفس يقوم بها أبناء المناطق المتداخلة على الحدود بين البلدين، ومتسائلًا: "هل أبناء هذه المناطق منظمون عسكريًا لدرجة تنسيق عمليات القصف المدفعي براجمات الصواريخ ليسبق اجتياحًا بريًا لقرى سورية؟"
ملطخة بالدم
لفت المقداد إلى معلومات متوافرة لدى الجيش الحر مفادها أن ثمة اختلافا في الرأي يسود بين قيادات حزب الله. وقال: "هناك قيادات في الحزب غير راضية عن أدائه"، مشددًا على أن قيادات الصف الأول في حزب الله، وعلى رأسهم الامين العام حسن نصرالله ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا، تلطخت أيديهم بدماء الشعب السوري، "ولا مجال للتفاهم معهم بعد سقوط النظام الحالي".
شدد الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون في حديث لـ"إيلاف" على أن هناك استهجانًا لبنانيًا كبيرًا لانخراط حزب الله في مواجهة الثورة السورية. قال: "مؤسف أن الحكومة اللبنانية تنأى بنفسها ورئيسها، نجيب ميقاتي، يكرر القول إن لبنان يتمسك بموقعه الحيادي وبسياسة النأي بالفس، في حين أن مكوّنًا أساسيًا ورئيسا في حكومته، أي حزب الله، منغمس حتى الأذنين في المواجهة ومنخرط في القتال على الأرض".
واعتبر أن الدور القتالي الذي يلعبه حزب الله سيعرض لبنان إلى ضغوط دولية يمكن أن تتطور. قال: "الدول العربية عمومًا والخليجية خصوصًا تقف إلى جانب الثورة السورية، واليوم نجد أن هناك حملة ممنهجة من حزب الله ومن حليفه ميشال عون لسلخ لبنان من علاقاته المتميزة مع دول الخليج، لذلك لا أستبعد ترددات دبلوماسية كبيرة لما يفعله الحزب".
ربيع طهران
وعن طبيعة الترددات الداخلية التي سيفرزها الدور العسكري للحزب في سوريا، أشار بيضون إلى أن الدخول في الثورة هو دخول في تأجيج الصراع السني ـ الشيعي، "وهو دور عهدت به إيران إلى الحزب، فوقوف حزب الله إلى جانب النظام ينطبق عليه تشبيه الملكي أكثر من الملك، وذلك ناتج من أن الإيرانيين يريدون الدفاع عن بشار الأسد لأنهم يعرفون أن ربيع دمشق سيؤدي إلى ربيع طهران، وهذا يسبب الخوف والرعب لإيران وللحزب".
وشدد بيضون على أن مواقف الحزب لا تعبّر عن الطائفة الشيعية في لبنان، بل عن استراتيجية النظام الايراني. وقال: "نحن مع مواقف الشعب السوري ومطالب الثورة بالحرية والديمقراطية".
ورأى بيضون أن تصرفات حزب الله تسيء بقدر كبير إلى الطائفة الشيعية، ولأبنائها المنتشرين في الخليج والدول العربية. وقال: "يأخذ هذا الحزب الطائفة الشيعية من تورط إلى آخر، واليوم يضع مصير اللبنانيين عمومًا والشيعة خصوصًا على المحك، وعلينا ألا ننسى أن أوروبا تستعد لوضع الحزب على قائمة الإرهاب، وهذا سيزيد الوضع صعوبة".
وشكك بيضون في أن تحتاج منطقة القصير إلى عشرة آلاف مقاتل، كما قال المقداد، "فهي لا تستوعب هذا العدد، لكن حزب الله يملك خبرة القتال في حرب الشوارع والعصابات، وهذا يجعله خطرًا على الثورة".
 
اتفاق بين المقاتلين الاكراد والعرب المناهضين للنظام السوري بوساطة مسيحية
موقع إيلاف..أ. ف. ب.        
نجحت وساطة المعارض المسيحي ميشال كيلو في وقف المعارك بين المقاتلين العرب المعارضين للنظام والاكراد في مدينة راس العين شمال سوريا.
بيروت: توقفت المعارك بين المقاتلين العرب المعارضين للنظام السوري والمقاتلين الاكراد في مدينة راس العين في شمال سوريا بعد ثلاثة اشهر من التوتر، بعد التوصل الى اتفاق بين الطرفين بوساطة المعارض المسيحي ميشال كيلو.
واندلعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين بعد دخول مقاتلين اسلاميين مدينة راس العين ذات الغالبية الكردية في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وسيطروا على معبر استراتيجي على الحدود التركية.
واستمرت المعارك تعنف حينا وتتراجع احيانا حتى اسبوع مضى.
والمدينة التي تسكنها غالبية من الاكراد كانت موطنا لنحو 55 الف شخص من اتنيات واديان مختلفة من بينهم عرب سنة ومسيحيون وارمن.
ويقول ناشطون ان نحو 65% من سكان المدينة فروا بسبب القتال، ومن بقي في المدينة يعانون من نقص في الطعام والمواد الاساسية.
وبدأت المفاوضات بوساطة المعارض السوري المستقل ميشال كيلو بين الطرفين المتحاربين قبل 15 يوما وانتهت باتفاق اعلن عنه الاحد بين المجلس العسكري في المنطقة التابع للجيش السوري الحر ولجان الحماية الشعبية الكردية.
وصرح كيلو لوكالة فرانس برس عبر الهاتف ان "الجيش السوري الحر وقع اتفاقا بالنيابة عن جميع الجماعات المسلحة باستثناء جبهة النصرة التي لم تشارك في الجولة الاخيرة من القتال. ولكن جبهة النصرة شاركت في المحادثات وهي موافقة على مضمونها وهي الضامنة لعدم انتهاك الاتفاق".
وقال كيلو ان كتيبة "غرباء الشام" التي تعد ثاني اكبر مجموعة اسلامية مسلحة بعد جبهة النصرة في المنطقة، تؤيد الاتفاق ايضا.
ومن ابرز النقاط الواردة في الاتفاق "اعادة انتشار القوات العسكرية وازالة المظاهر المسلحة من المدينة".
واكد كيلو انه "لا يوجد حاليا سوى عدد قليل جدا من المقاتلين في راس العين".
واتفق المقاتلون الاكراد والمسلحون المعارضون على توحيد جهود قواتهما ضد القوات السورية النظامية.
وجاء في نص الاتفاق ان الطرفين يتعهدان ب"التعاون والتنسيق بين الجيش السوري الحر وقوات الحماية الشعبية لتحرير المدن غير المحررة والتي ما زالت تحت سيطرة النظام" السوري، في ما سمي "معركة الكرامة ضد النظام الدموي التسلطي البغيض لبناء سوريا الحرة تتمتع كل مكوناتها بحقوقها المشروعة تحت شعار سوريا لكل السوريين".
ومثل الجيش الحر في المفاوضات العقيد حسن العبدالله وفهد الجاعد من جبهة النصرة، بينما مثل الاكراد جوان ابراهيم من لجان الحماية الشعبية، ومحمد صالح عطية من المجلس الوطني الكردي اضافة الى ممثلين عن الهيئة الكردية العليا.
وتضم شمال وشمال شرق سوريا معظم افراد الاقلية الكردية البالغ عددهم مليوني شخص.
وشارك الاكراد بحذر في الحركة الاحتجاجية ضد الرئيس السوري بشار الاسد، ولكنهم حملوا السلاح لطرد المعارضين المسلحين من مناطقهم خشية ان يجلب ذلك عليهم اعمال عنف كمعظم انحاء البلاد.
واتهم المقاتلون المعارضون الاكراد مرارا بالتعاون مع النظام بعد انسحاب القوات النظامية من مناطقهم في بداية النزاع المسلح من دون اي مواجهات.
وقال كيلو ان اتفاق الاحد يعد خطوة مهمة رغم انه اقر بان "اي اتفاق يمكن ان يتعرض لخروقات".
وقبل شهر، دعا المجلس الوطني الكردي في راس العين المعارضة السورية الى التدخل لوضع حد للقتال الجاري في المدينة.
وقال كيلو "شعرنا انه يتعين علينا ان نفعل شيئا لانهاء هذا الجنون. وابلغنا الجانبين باننا يمكن ان نتوصل الى اتفاق يرضي الطرفين.. ووافق جميع المقاتلين على الانسحاب من المدينة ومواجهة النظام معا".
وصرح ناشط كردي من راس العين ان الاحزاب الكردية تامل في ان يضمن الائتلاف الوطني السوري المعارض التزام المقاتلين بالاتفاق لتبديد مخاوف السكان.
وقال الناشط الذي يقدم نفسه باسم هافيدار لوكالة فرانس برس عبر سكايب "انتهت العداوات بين الطرفين قبل اسبوع. ومنذ ذلك الوقت الامور هادئة.. ولم تقع مواجهات بعد الاتفاق".
غير ان منشقا كرديا بارزا معارضا للنظام عبر عن شك في صمود الاتفاق.
وقال مسعود عكو ان "غرباء الشام يعتقدون ان جميع الاكراد موالون للنظام وليسوا اسلاميين بالشكل الذي يرضيهم".
واضاف بعد مشاركته في المحادثات التي ادت الى الاتفاق "يمكن لاي من الجانبين ان ينتهك الاتفاق في اي وقت".
وتابع "ان المجلس العسكري للجيش السوري الحر ليس قويا في المنطقة، وقيادته اطلقت تصريحات متضاربة في الماضي. وفي رايي فان هذا الاتفاق فارغ".
 
لبناني معتقل في قبرص يعترف بأنه مسؤول الارتباط لحزب الله في أوروبا
إيلاف     
اعترف اللبناني حسام طالب يعقوب أمام إحدى المحاكم القبرصية بأنه يشغل منصب مسؤول الارتباط لحزب الله في أوروبا، ويأتي ذلك في وقت تمارس فيه إسرائيل ضغطًا على الاتحاد الاوروبي لضم منظمة حزب الله اللبنانية على لائحة الارهاب.
إيلاف من بيروت: إعترف مواطن لبناني أوقف في قبرص بعد أيام من التفجير الذي استهدف حافلة في بلغاريا، ووجهت له بتهمة المشاركة في التخطيط لاعتداء على سياح إسرائيليين في الجزيرة، بأنه ينتمي لحزب الله اللبناني.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إنّ حسام طالب يعقوب البالغ من العمر 24 عاما، اعترف أيضا أمام إحدى المحاكم القبرصية بأنه يشغل منصب مسؤول الارتباط للحزب في أوروبا.
وقال المتهم إن الحزب كلفه بمراقبة الأماكن التي يرتادها الإسرائيليون في دول أوروبية، من ضمنها موقف سيارات قرب أحد مستشفيات ليماسول، ثاني أكبر مدينة في جزيرة قبرص، بالإضافة إلى فندق "غولدن آرتشز"، لكنه نفى سعيه للقيام باعتداءات.
وكشف يعقوب أنه وفي إطار المهمة المكلف بها التقى أكثر من مرة بأحد مسؤولي الحزب، الذي عرفه باسم أيمن دون ذكر تفاصيل أكثر، لأن الأخير كان يرتدي قناعا يخفي ملامح وجهه خلال لقاءاتهم.
إلا أنه نفى التهمة الموجهة إليه بالتخطيط لاعتداءات، موضحا أن "هدفه هو الدفاع عن لبنان في المقام الأول".
وكانت الشرطة القبرصية اعتقلت يعقوب في ليماسول في يوليو 2012 بعد وصوله من لندن، وعثرت بحوزته على أرقام لوحات لحافلات تنقل إسرائيليين في الجزيرة.
وجاءت عملية اعتقال يعقوب بعد أقل من أسبوعين على التفجير الذي استهدف حافلة كانت تقل سياح إسرائيليين في مدينة بورغاس البلغارية، وأسفر عن مقتل 5 سياح إسرائيليين والسائق البلغاري.
وفي فبراير الجاري، اتهمت الحكومة البلغارية حزب الله بالوقوف وراء التفجير، غير أن الحزب نفى بشدة تلك الاتهامات.
ومن ضمن الاعترافات التي ادلى بها المعتقل للسلطات الامنية في قبرص انه قام بزيارة السويد وهولاندا في عام 2008 بهدف شراء شرائح الكترونية واجهزة تنصت، وقال ان التمويل كان يأتي عن طريق اشخاص كان يقابلهم في مكان اقامته دون معرفة هوية هؤلاء الاشخاص.
وكشف التحقيق تفاصيل مثيرة من ضمنها السفر الى البلدان التي تعارض حزب الله اللبناني وتدعم خطة اشراك المنظمة على لائحة الارهاب، والمهمة الرئيسية هي جمع معلومات وتهريب اسلحة واستئجار سيارات بحسب التحقيقات.
هذا ودعا مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض "توم دونيلون" الاتحاد الأوروبي لوضع حزب الله للمنظمات الإرهابية، وتقوم بلغاريا بالضغط على الدول الاوروبية لضم حزب الله على قائمة المنظمات الارهابية في المقابل قال مسؤولون في الاتحاد الاوروبي ان الاتحاد ليس معنيا بضم حزب الله على لائحة الارهاب وانما ملاحقة المسؤولين عن تفجير منتجع بورغاس في بلغاريا.
 
موسكو: العنف المستمر في سوريا لن ينهي الصراع... محلل روسي: «الجامعة» أخطأت في معالجة الأزمة وهذه فرصتنا للإيضاح وعضو بالائتلاف: أولويتنا هي الإغاثة

لندن: «الشرق الأوسط» القاهرة: أدهم سيف الدين .... حذرت روسيا، أمس، من أن العنف المستمر في سوريا «لن يؤدي إلى إنهاء الصراع»، ودعت نظام الرئيس بشار الأسد إلى ترجمة استعداده للحوار إلى أفعال، بينما تجتمع في القاهرة اليوم الهيئة العامة للائتلاف الوطني لمناقشة ملفات يغيب عنها تشكيل حكمة وطنية وزيارة رئيس الائتلاف معاذ الخطيب إلى موسكو المتوقعة في مطلع مارس (آذار) المقبل.
فبعد تعذر انعقاده على مدار السنيين الثلاث الماضية على خلفية الموقف الروسي من الربيع العربي، انعقد منتدى التعاون العربي الروسي بمشاركة وفد وزاري عربي برئاسة الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي وعضوية وزراء خارجية الكويت صباح الخالد ولبنان فوزي صلوخ والعراق هوشيار زيباري ومصر محمد كامل عمر وغياب قطر والسعودية.
واستقبل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعضاء المنتدى في مقر تابع لوزارة الخارجية الروسية، وقال للمشاركين: «فيما يتعلق بالصراع السوري يمكن أن نخلص إلى أن المراهنة على حله بالقوة من أي جانب لن تنجح، وبمرور الوقت فإن فهم ضرورة الحوار تتضح أكثر».
بدوره، أشار المحلل السياسي الروسي فيتسلاف ماتازوف في اتصال أجرته معه «الشرق الأوسط» من لندن أن أهمية المنتدى تنبع من انعقاده في موسكو بعد موجة التغييرات السياسية التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن الموقف العربي «ممثلا بجامعة الدول العربية اتجاه الصراع في سوريا كان خاطئا». وأضاف أن اللقاء سيعطي القيادة الروسية الفرصة لتفسير تفاصيل الأخطاء التي وقعت بها فيما يخص معالجتها للأزمة السورية.
وحول تحفظ المملكة العربية السعودية ودولة قطر على الذهاب إلى موسكو، أكد ماتازوف، الذي عمل دبلوماسيا في الخارجية الروسية، أنه كان من الأفضل حضور ممثلين عن الدولتين للمنتدى، لكنه أشار إلى أن غيابهما لا يقلل من أهمية ما الحوار العربي - الروسي «خصوصا أن الدول العربية بالعموم ممثلة بالجامعة العربية والخليج العربي بالخصوص حاضر ويمثله وزير خارجية الكويت، بحسب وصفه.
وصدر عن المنتدى وثيقتان، هما بيان وخطة عمل مشترك. وفيما نص البيان على ضرورة مكافحة الإرهاب بكافة أشكاله، أكدت خطة العمل المشتركة على ضرورة حل أي مشكلة أو نزاع على أساس قوانين ومواثيق هيئة الأمم المتحدة وضمان دور فعلي ورئيس للأمم المتحدة.
من جانبها، قالت الخارجية المصرية في بيان لها إن الوزير عمرو شدد على ضرورة التوصل إلى حل سياسي لتلك الأزمة وفق الترتيبات التي أقرها بيان جنيف في 30 يونيو (حزيران) 2012 وذلك عبر «عملية سياسية تؤدي إلى تشكيل حكومة ذات صلاحية تنفيذية كاملة لتسيير المرحلة الانتقالية ونقل السلطة في إطار زمني متفق عليه».
واستبقت الخارجة الروسية الاجتماع بتحذير نظام الأسد والجهات المعارضة له من أن استمرار نزاعهما العسكري يعتبر «طريقا مدمرا للطرفين». وقال لافروف «لا يمكن لأي من الطرفين أن يسمح لنفسه بالرهان على حل عسكري. إنه طريق لا يقود إلى أي مكان، بل إلى دمار الطرفين».
وفي سؤال لـ«الشرق الأوسط» حيال ما إذا كانت روسيا بصدد استخدام «الفيتو» مرة رابعة في حال طلب من مجلس الأمن إحالة الملف السوري لمحكمة الجنايات الدولية، أكد المحلل الروسي ماتازوف أن روسيا «طالبت منذ البداية باعتماد الأمم المتحدة وهيئاتها كمرجعية لحل الأزمة في سوريا»، مشيرا إلى أن بلاده لا تعارض من حيث المبدأ نقل الملف السوري إلى الجنايات الدولية عن طريق مجلس الأمن، لكنه شدد على أن موسكو لن تسمح «بأي انحراف يؤدي إلى تسييس القضية»، على حد وصفه، داعيا المنظمات الدولية إلى الكف عن الاعتماد على أرقام تصدر عن هيئات ومؤسسات سورية تتخذ موقفا سياسيا منحاز ضد نظام الأسد. يشار إلى أن لافروف أكد خلال الاجتماعات أن بلاده تعمل على ترتيب زيارة لرئيس الائتلاف الوطني الخطيب إلى موسكو، قائلا: «إننا نعمل على تحديد موعد لزيارة الخطيب إلى هنا، على الأرجح في مطلع مارس». وتابع أن الزيارة ترمي إلى «توفير الظروف المواتية لبدء حوار مباشر» بين النظام والمعارضة.
وفي هذا الصدد، أشارت مصادر من المشاركين في لقاء القاهرة لـ«الشرق الأوسط» إلى أن مسألة سفر الخطيب إلى موسكو وتشكيل حكومة لم يدرجا على جدول أعمال الهيئة العامة للائتلاف الوطني المعارض التي تجتمع في القاهرة اليوم.
وسيناقش أعضاء الائتلاف في اجتماعهم الدوري الشهري الخيارات المطروحة للوصول إلى رؤية سياسية موحدة إزاء أي طرح سياسي لإخراج البلاد من الأزمة التي اقتربت من كسر حاجز السنتين. وقال حارث النبهان عضو الائتلاف الوطني السوري لـ«الشرق الأوسط»، إن «الاجتماع سيبحث رؤية سياسية للائتلاف واعتماد الإطار العام للحل السياسي، التي خرجت بها الهيئة السياسية المؤقتة للائتلاف الأسبوع الماضي، وتتضمن ثماني نقاط أساسية كما سيناقش الاجتماع نقاطا مؤسساتية وتنظيمية تتعلق الائتلاف»، دون أن يتطرق للتفاصيل.
وسيعتمد الائتلاف هيكلية إدارية ولائحة مالية، بالإضافة إلى مناقشة ما يستجد من أمور سياسية وميدانية على الأرض، وما قد يقترح في الاجتماع من أفكار جديدة، من قبل أعضاء الائتلاف، بحسب النبهان.
ونفى النبهان أن يكون هناك طرح لتشكيل الحكومة المؤقتة في جدول أعمال الاجتماع، باستثناء مناقشات تكون ضمن الرؤية السياسية، وقال: «حقيقة لا يوجد بند خاص يخص تشكيل الحكومة في قائمة جدول أعمال الاجتماع، ولكن يمكن مناقشة سبل تشكيل الحكومة من خلال طرح الرؤية السياسية للائتلاف في الاجتماع».
وأوضح أن الأمور الإغاثية تحظى بأهمية كبيرة في اجتماعات الائتلاف، من النقاش والحلول المقترحة لمعالجة معاناة السوريين في الداخل والخارج بدول الجوار والذي وصل إلى ما يقارب 850 ألف لاجئ، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
 
تشكيل تجمع معارض لحث المسيحيين على المشاركة في الثورة.. مطران الكلدان في حلب ينفي تهجيرهم رغم تعرضهم للخطر

بيروت: «الشرق الأوسط» .... أكد مطران الكلدان في حلب أنطوان أودو أمس أن «مسيحيي سوريا يأملون في تحقيق (المصالحة والسلام) في هذا البلد»، نافيا «تهجير المسيحيين من بلدهم رغم تعرضهم (للخطر) بسبب تصاعد موجة العنف»، وأشار المطران الذي يرأس أيضا جمعية «كاريتاس سوريا» إلى «عدم وجود ظاهرة تهجير للمسيحيين في سوريا، لكن عندما يكون هناك عدم استقرار وضيقة عيش واضطراب، فالكل يحاول اللجوء إلى مكان آمن، وهذا ما يحصل للمسيحيين في سوريا». وأضاف أودو في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية: «لا أعتقد أن المسيحيين مستهدفون في سوريا، وهم معرضون للخطر كغيرهم نتيجة العنف والفوضى في البلد، كذلك، هناك أعداد هائلة من إخواننا المسلمين من كل الأطياف تعرضوا للحرمان والتهجير نفسه».
وتأتي تصريحات المطران أودو بعد أيام قليلة من إعلان المعارض السوري ميشيل كيلو تأسيس تجمع سياسي يضم مسيحيين معارضين للنظام السوري، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أن «التجمع يضم مجموعة من رجال الأعمال والمثقفين وبعض رجال الدين الذين لا يؤيدون موقف الكنيسة تجاه الوضع السوري»، ومن أبرز هؤلاء سمير صطوف وميشيل صطوف والأب إسبريدون طنوس وبسام البيطار والناشطة ربى حنا. وأوضح كيلو أن «هدف التجمع كان بالدرجة الأولى دفع أبناء الطائفة إلى المشاركة بالثورة ودعم المواقف المطالبة بالحرية والديمقراطية، وعندما علمنا بأن هناك منظمة تعمل لهذا الهدف أطلق عليها اسم (مسيحيون سوريون من أجل الديمقراطية) مسجلة وعندها إدارة مستقلة، أعلنا فورا انضمامنا إليها». وأوضح كيلو أن «أعضاء التجمع كانوا ينوون القيام بجولة في القرى السورية القريبة من الحدود مع تركيا، لكن الأجواء المتوترة عند معبر باب الهوى الذي شهد تفجيرا منذ فترة جعلتنا نصرف النظر عن هذه الخطوة لنقوم لاحقا باستقبال ممثلين عن ثوار الداخل من المحكمة الشرعية في حلب وناشطين من ريف إدلب»، وأضاف أن «أعضاء التجمع ناقشوا مع (الثوار) الوضع الميداني على الأرض وكيفية تقديم الدعم الإنساني حيث سينشط التجمع في مجالات مختلفة تتعلق بإعادة إعمار المدارس والبيوت وتوصيل المياه والأدوية وإقامة دورات دراسية للأطفال النازحين، إضافة إلى بعض العيادات المتنقلة، وذلك باسم الجمهور المسيحي في سوريا الذي نعتقد أن من واجبه المشاركة في الثورة ضد النظام السوري».
وعن الاتهامات التي وصفت التجمع بأنه «تكتل طائفي»، قال كيلو: «لو كان هذا التجمع طائفيا لكنا طالبنا بحصة المسيحيين ودافعنا عن مصالحهم الضيقة»، وتابع: «ما نسعى إليه إدخال المسيحيين في الثورة ليصبحوا جسر عبور وتواصل بين عموم السوريين»، مؤكدا أن «المسيحيين ليسوا طائفة؛ بل هم جزء من الشعب وعليهم تحمل المسؤولية واتخاذ موقف حاسم مما يجري في البلاد».
ويأتي تشكيل هذا التجمع بعد أسبوع على تنصيب البطريرك يوحنا العاشر يازجي بطريركا لطائفة الروم الأرثوذكس في سوريا، حيث شارك في حفل التنصيب البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إضافة إلى عدد من رؤساء الطوائف المسيحية في مشهد قرأه كثيرون على أنه جرعة دعم قدمها مسيحيو المنطقة للنظام السوري.
وفي هذا الصدد، قال كيلو: «ليس كل رؤساء الدين في سوريا من مؤيدي النظام الحاكم أو منسجمين مع رؤية الكنيسة، هناك العشرات من الأسماء التي ينحاز أصحابها إلى حقوق الشعب ومطالبه»، مشيرا إلى أن «موقف الكنيسة من الوضع الحالي بدأ بتأييد النظام ثم اتخذ السادة المطارنة موقف المتجاهل مما يجري، إلى أن تطور الأمر قبل شهرين بالانحياز إلى آلام الشعب ونبذ العنف، وبذلك يكون الموقف قد صار قريبا جدا مما نطالب به»، وأضاف: «نحن نشجع الكنيسة على أن تطور موقفها نحو إدانة العنف المرتكب من جانب النظام الحاكم، لتضع نفسها في خدمة الشعب السوري بكل أطيافه وشرائحه وليس في خدمة المسيحيين فقط».
وعن إمكانية احتضان كتائب عسكرية يشكلها مسيحيون في الداخل السوري، قال كيلو: «سيتم نقاش هذا الأمر فيما لو تطور الوضع على الأرض نحو تشكيل كتائب مسيحية، ولكن في المبدأ لن تكون هناك منظمات مسيحية مسلحة لتوسيع الحرب الدائرة في البلاد». وخلص المعارض السوري إلى أن «المسيحيين في سوريا سيستقبلون إعلان تشكيل هذه الهيئة بإيجابية كبيرة لأنهم جزء من الشعب وليسوا أتباعا لنظام استبدادي قمعي»، مؤكدا أن «وقوف المسيحيين السوريين مع الحرية سيفيدهم في المستقبل، فيما الانحياز إلى جانب النظام سيضرهم كثيرا».
يذكر أن نسبة المسيحيين في سوريا تصل إلى 10% من تعداد السكان، وقد اتخذوا مواقف متباينة من الصراع الدائر في البلاد، إلا أن معظم التقارير تؤكد وقوفهم على الحياد بعد انتشار الفوضى في العديد من المناطق التي يقيمون فيها.
 
القضاء اللبناني يطلب الإعدام لرئيس الأمن القومي السوري... سماحة اعترف بنقل متفجرات.. واعترف بخطئه مبرئا شعبان والسيد

بيروت: «الشرق الأوسط»... طلب المدعي العام العسكري اللبناني رياض أبو غيدا تطبيق عقوبة الإعدام على الوزير السابق ميشال سماحة ورئيس مكتب الأمن القومي السوري اللواء علي المملوك ومدير مكتبه المعروف بـ«العقيد عدنان» بتهمة التحضير لتفجيرات تستهدف معارضين سوريين وسياسيين لبنانيين مؤيدين للمعارضة السورية وأحالهم إلى المحكمة العسكرية للمحاكمة.
فبعد ستة أشهر على توقيف الوزير السابق ميشال سماحة في قضية نقل متفجرات من سوريا إلى لبنان، أصدر المحقق العسكري الأول القاضي رياض أبو غيدا اليوم قرارا اتهاميا طلب فيه، عقوبة الإعدام لكل من سماحة واللواء علي مملوك وسطر بلاغ بحث وتحر لمعرفة كامل هوية العقيد عدنان، متهما إياهم بتأليف عصابة مسلحة بقصد ارتكاب الجنايات على الناس والأموال والنيل من سلطة الدولة وهيبتها توصلا إلى إثارة الاقتتال الطائفي بقصد القيام بأعمال إرهابية بواسطة عبوات ناسفة تم نقلها من سوريا إلى لبنان لقتل شخصيات دينية وسياسية وحيازة أسلحة حربية.
وجاء في نص القرار أن هؤلاء «أقدموا على تأليف عصابة ترمي إلى ارتكاب الجنايات على الناس، والأموال، نيلا من سلطة الدولة وهيبتها، توصلا إلى إثارة اقتتال طائفي عبر التحضير لتنفيذ أعمال إرهابية بواسطة عبوات ناسفة تولى نقلها وتخزينها الأول (سماحة)، بعد أن جهزت من قبل الثاني والثالث (مملوك والعقيد عدنان) مع التخطيط لقتل شخصيات سياسية ودينية، وذلك بناء لدسائس دسها الأول لدى الثاني والثالث بوصفهما ضابطين في جهاز مخابرات دولة أجنبية، لدفعها لمباشرة تلك الأعمال العدوانية على لبنان مع توفيره الوسائل التنفيذية لذلك». وكشف القرار الاتهامي التفاصيل للمرة الأولى حول حضور الشاهد ميلاد كفوري في يوليو (تموز) 2012 إلى مركز شعبة المعلومات مصرحا أن لديه معلومات على قدر عال من الخطورة يريد البوح بها. فاستوضحه رئيس الشعبة (اللواء وسام الحسن الذي تم اغتياله في وقت لاحق)، عما لديه، فأفاد بأن الوزير السابق ميشال سماحة الذي تربطه به معرفة قديمة، اتصل به ودعاه إلى منزله بمحلة الجوار، حيث فاتحه بأن اللواء علي مملوك يهديه السلام، ويريد المساعدة بتنفيذ عمليات تفجير واغتيال بمنطقة عكار، وهو سيؤمن كل المتطلبات اللوجيستية والمادية المطلوبة. ونشر القضاء مضمون اللقاءات التي حصلت بين المخبر ميلاد كفوري والوزير سماحة حسب التسجيلات بتقنية «ص.ص» وإفادة الوزير سماحة الأولية لدى شعبة المعلومات وإفادته أمام قاضي التحقيق. بالإضافة إلى محاضر شعبة المعلومات اللاحقة المستخلص مضمونها من التسجيلات فيما خص اللواء جميل السيد والوزيرة بثينة شعبان.
وفي إحدى هذه التسجيلات يقول سماحة عن المواقع المراد تفجير العبوات فيها: «أماكن وجود مقاتلين سوريين، وأثناء وجود قيادات لبنانية معهم، من الذين يدعمونهم». مضيفا: أن «تفجيرين أو ثلاثة تخلق الرعب وتزيد الحذر، و(يعملوا حسابهم أن لا تكون العمليات بذات المحل، لأنه بيصيروا حذرين)».
وأظهرت محاضر التحقيق اعترافا صريحا من سماحة بنقله المتفجرات من مكتب المملوك في دمشق. وفي المرحلة الثانية، من إفادته الأولية أفاد بأن الطرف السوري لم يدخل في تحديد أهداف قائلا: «إني أعتبر قيامي بذكرها، كالنائب الضاهر وشقيقه والمفتي، هو غلطة ارتكبتها لكي أنتهي من هذا الموضوع مع ميلاد. وأؤكد أن الهدف الذي كان يهم النظام السوري ويهمني شخصيا من عمليات التفجير هو قطع طرقات التهريب وضرب السوريين المسلحين وحرية تحركهم». وأنهى بالقول: «إني نادم على ما فعلته، وأشكر الله على عنايته التي تدخلت في الوقت المناسب لوقف إمكانية الضرر بأي إنسان، أو ممتلكات وللاستقرار العام».
وتبين أنه في هذه المرحلة من التحقيق، جرى التداول في الإعلام حول واقعة مرافقة اللواء جميل السيد للمدعى عليه ميشال سماحة أثناء نقله المتفجرات من دمشق إلى بيروت، وهذا التداول حصل قبل وصول المحضر المتعلق بهذه الواقعة.
وقد نفى سماحة – وفقا للتحقيقات المنشورة – أن تكون مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان أو الرئيس السابق لجهاز الأمن العام اللبناني يعلمان نيته نقل المتفجرات بعد أن ورد كلام لشعبان في أحد التسجيلات التي كان يحتفظ بها سماحة، بالإضافة إلى مرافقة السيد لسماحة في السيارة خلال نقله المتفجرات «من دون أن يعرف بوجودها» كما أفاد سماحة والسيد في التحقيقات.
وخلص قاضي التحقيق العسكري رياض أبو غيدا إلى طلب الإعدام للوزير اللبناني السابق ميشال سماحة واللواء علي مملوك ومدير مكتبه العقيد عدنان (المجهول باقي الهوية)، بجرم التخطيط لأعمال إرهابية وقتل في لبنان، وسطر بلاغ بحث وتحر لمعرفة كامل هوية العقيد عدنان.
وجاء في القرار الاتهامي، أن «التحقيقات أثبتت أن سماحة والمملوك وعدنان اجتمعوا في دمشق ووضعوا خطة لحصول تفجيرات في لبنان ونقلوا متفجرات من سوريا إلى لبنان وتم تكليف سماحة قتل معارضين سوريين وتجار الأسلحة الذين يهربونها ويبيعونها إلى سوريا في منطقة عكار».ولفت القرار الاتهامي إلى أن «سماحة استدعى ميلاد كفوري، وكلفه بتنفيذ هذه العمليات، وأنه أضاف إلى اللائحة تفخيخ طرقات واغتيال سياسيين ورجال دين».
وكان مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر قد سبق له أن طلب في 10 سبتمبر (أيلول) 2012 من القاضي أبو غيدا، التوسع في التحقيق في قضية سماحة واستجواب مملوك والعقيد عدنان بعد إبلاغهما ضرورة الحضور بصفة مدعى عليهما كما أصدر في 4 فبراير (شباط) 2013 أبو غيدا مذكرتي توقيف غيابية في حق كل من مملوك والعقيد عدنان.
 
غارات جوية كثيفة على مواقع المعارضة في دمشق وحلب
موسكو - رائد جبر
القاهرة، دمشق، عمان – «الحياة»، ا ف ب، رويترز - تسابق الحرب التي تزداد حدة يوماً بعد يوم في سورية المساعي السياسية. ومع استمرار «حرب المطارات» التي تخوضها المعارضة في مناطق حلب للسيطرة على مطاري النيرب وكويرس، كثف الطيران السوري غاراته على حلب وريفها وعلى احياء في ريف دمشق، وادى قصف صاروخي امس الى اصابة قائد «لواء الاسلام» الشيخ زهران علوش بجراح ذكر انها خطيرة.
وتعقد الهيئة العامة لـ «الائتلاف السوري» اجتماعاً في القاهرة اليوم وغداً لكامل هيئتها العامة لمناقشة المبادرة التي سبق ان اقرتها الهيئة السياسية في الاسبوع الماضي، والتي تتضمن مبادرة سياسية من «الائتلاف» لحل الازمة في سورية.
ويترافق اجتماع «الائتلاف» مع تحذيرات اطلقها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن «الرهان على تسوية النزاع السوري باستخدام القوة سيؤدي إلى تدمير البلاد»، معلنا استعداد موسكو لاستضافة حوار بين السوريين إذا رغبوا ومن دون أن يفرض أي طرف شروطاً مسبقة عليهم.
وقال هيثم المالح عضو «الائتلاف» السوري إن اجتماعات اليوم ستناقش الوجهة السياسية الكاملة لإسقاط النظام، والمبادرة حول مقترح لحل الأزمة. وأضاف أن المشروع المقترح سيتناول انتقال الدولة من أمنية إلى ديموقراطية، وإسقاط النظام، وتصوراً لهيئة عسكرية عليا من رموز وطنية معروفة انشقت عن النظام، وتشكيل هيئة للأمن الوطني، وهيئة قضائية في إطار العدالة الانتقالية. وقال ان من المتوقع أن تتم تسمية رئيس وزراء للحكومة الانتقالية، وليس تشكيل حكومة. واوضح المالح ان من بين الشروط التي سيشترط توافرها في رئيس الحكومة «ألا يكون قد سبق له العمل مع النظام، ولم تتلوث يداه بالدماء، وأن يكون مقبولا شعبيا، وله تاريخ نضالي ونزيه».
وذكر المالح ان اسمه طرح في السابق لترؤس هذه الحكومة غير انه رفض لأن المرحلة تحتاج الى جهد كبير كما قال. اما في شأن ترشيح رياض حجاب رئيس الحكومة السورية السابق الذي انشق عن النظام في آب (اغسطس) الماضي فاعرب المالح عن اعتقاده ان حجاب لن يكون مقبولاً شعبياً، باعتباره كان محافظاً قبل ذلك ووزيراً وضليعاً في السلطة وبعثياً قديماً.
وأجرى لافروف محادثات امس في موسكو، هي الأولى من نوعها على مستوى وزراء الخارجية، في إطار «المنتدى العربي – الروسي» حضرها بالإضافة إلى الامين العام للجامعة العربي نبيل العربي وزراء خارجية كل من مصر ولبنان والكويت والعراق. وحذر لافروف من ان استمرار النزاع العسكري يعتبر «طريقا مدمرا للطرفين»، وأعلن استعداد بلاده لاستضافة حوار بين السوريين «إذا رغبوا ومن دون أن يفرض أي طرف شروطاً مسبقة عليهم». ودعا العربي، من جهته، الرئيس بشار الأسد إلى تسليم صلاحياته لنائبه فاروق الشرع لتسهيل بدء الحوار.
وقال ديبلوماسي عربي لـ «الحياة» في موسكو إن هناك اتفاقاً على ضرورة إطلاق حوار يقود إلى حل سياسي لكن العقدة لا تزال تراوح عند الدور المفترض للأسد.
واشار لافروف الى ان تطور النزاع في سورية أثبت أنه لا تمكن المراهنة على حسم عسكري للصراع وأن الرهان على القوة سيؤدي إلى تدمير سورية. واضاف أنه سيُجري لقاء مع وفد سوري برئاسة وزير الخارجية وليد المعلم الاثنين المقبل كما ذكر انه يجري حالياً الاتفاق على موعد زيارة رئيس «الائتلاف» معاذ الخطيب الى موسكو التي يحتمل أن تكون في بداية آذار (مارس) المقبل.
وعلى الصعيد الميداني، شن الطيران الحربي السوري غارة امس على بلدة حمورية في الغوطة الشرقية من ريف دمشق، قتل وجرح فيها العشرات. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان انه لم يعرف اذا كان القتلى من المقاتلين او من المدنيين. وبعد اقل من ساعة على هذه الغارة اسقط مقاتلو المعارضة طائرة حربية كانت تقصف مناطق في الغوطة الشرقية بنيران اسلحة رشاشة ثقيلة.
وذكر متحدث باسم المعارضة ان قائد «لواء الاسلام» الشيخ زهران علوش اصيب نتيجة سقوط صاروخ على مركز لقيادة المعارضة قرب العاصمة دمشق، وقال نشطاء في المعارضة إن الهجوم وقع في الساعات الأولى من صباح امس قرب منطقة دوما في شمال دمشق. وأضافوا أن الصاروخ يحتمل أن يكون باليستيا من طراز «سكود» واحدث دماراً كبيراً في المنطقة وقتل او أصاب مقاتلين آخرين.
ورفض اسلام علوش ابن عم زهران ذكر تفاصيل عن الاصابة او عن مدى خطورتها. وقال إنه لا يمكن الكشف عن حالة الشيخ. ويخوض «لواء الاسلام» حملة منذ ثلاثة اسابيع على مواقع الجيش السوري منحت مقاتلي المعارضة موطيء قدم داخل دمشق.
وقال قائد للمعارضة يقاتل في صفوف «لواء الاسلام» انه «ستكون خسارة كبيرة اذا قتل الشيخ علوش. لان لواء الاسلام هو الأقوى على الارض والشيخ علوش هو وراء قوته
وفي حلب، افاد المرصد بحصول غارات جوية على عدد من احياء المدينة. كما دارت اشتباكات بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية في محيط مطاري النيرب وكويرس العسكريين شرق المدينة، في اطار «حرب المطارات» التي اعلنتها المجموعات المقاتلة منذ اكثر من اسبوع في محافظة حلب.
 
السيطرة على دمشق ... معركة جامدة لكن دامية وقناصة الطرفين أبطالها
الحياة...دمشق - رويترز
 
يتسم مقاتلو المعارضة في دمشق بالانضباط والمهارة والشجاعة. رأيت هؤلاء على مدى شهر قضيته على الجبهة، يدافعون عن عدد من الضواحي المشرفة على العاصمة السورية، ويشنون هجمات جماعية معقدة، ويديرون الشؤون اللوجستية، ويطببون جرحاهم ويموتون أمام عيني...
وفي الجانب الآخر، تشهد نيران قذائف المورتر والدبابات والقناصة التي يطلقها جنود الرئيس بشار الأسد أيضاً على أنهم مدربون جيداً، ويتحلون بالشجاعة، ومزودون بأسلحة أفضل بكثير.
وعلى رغم عجز جنود النظام عن إخراج وحدات «الجيش السوري الحر» من الأحياء المدمرة التي هجرها السكان إلى الشرق مباشرة من وسط المدينة، وهم في الواقع لم يبذلوا جهداً كبيراً لتحقيق هذا، فإن احتمال أن يتمكن مقاتلو المعارضة من السيطرة على معقل الأسد يبدو ضئيلاً، والنتيجة... «جمود دموي».
ويضيف مراسل وكالة «رويترز» جوران توماسيفيتش: رأيت هجمات من الجانبين، البعض يحاول الاستحواذ على مجرد منزل أو اثنين، والبعض يسعى إلى غنائم أكبر لكنه يضطر إلى التقهقر وسط نيران القناصة أو قذائف المورتر أو زخات الأسلحة الآلية.
وعلى غرار ما حدث في بيروت او سراييفو او ستالينغراد، إنها حرب قناصة، يتعقب رجالٌ فيها هدفهم عبر المنظار المقرب، بحثاً عن جزء بشري او مقلة عين تطل من خلال شق، ويستخدمون الشراك والخديعة ليجرّوا الفريسة الى حتفها.
وتفصل مسافات صغيرة طرفي الصراع أحدهما عن الآخر، إلى حد أنه في إحدى المرات صادفَتْ دوريةٌ من مقاتلي المعارضة وحدةً عسكرية داخل مبنى، فدوت أصوات القنابل اليدوية واخترقت الشظايا الجدران، وخلال ثوان تعالت آهات الجرحى وسط أصوات الأعيرة النارية.
بعدما وصلتُ إلى دمشق قادماً من لبنان في 14 كانون الثاني (يناير) عبر شبكات سرية للمعارضة، قضيت أربعة أسابيع في عين ترما والمليحة وزملكا وعربين وحرستا، وهي مناطق تسيطر عليها المعارضة وتمثل إسفيناً رأسه على بعد أقل من ميل إلى الشرق من المدينة القديمة بمساجدها وكنائسها وأسواقها.
الضواحي التي كانت الحركة فيها لا تهدأ، أصبحت خالية من الحياة ليس فيها سوى المقاتلين. المعارك والقصف والغارات الجوية على مدى ستة شهور حطمت جدران المباني السكنية وفتحتها أمام رياح الشتاء وملأت الشوارع بالأنقاض.
آلاف الرجال الذين جاء كثير منهم من قرى مجاورة وترك بعضهم الخدمة في جيش الأسد، يتحدّون البرد القارس بالاستعانة بأغطية الرأس الصوفية والأوشحة ويرتدون طبقات متعددة من الملابس القطنية والسترات الجلدية أثناء دفاعهم عن شبكة من الحواجز والنقاط الحصينة. تنقل إليهم سياراتٌ الذخائر والمؤن، ويقودهم قادة يستخدمون أجهزة اللاسلكي، ولا يكاد القتال يتوقف إلا لأداء الصلاة.
بدأ الصراع في سورية قبل 23 شهراً، وهو يضع الأغلبية السنية في مواجهة الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد وتتمتع بدعم ايران الشيعية.
وفي حدث يتكرر على الجبهة، شن أكثر من 20 من مقاتلي «لواء تحرير الشام» هجوماً في عين ترما في 30 كانون الثاني الماضي بهدف السيطرة على نقطة تفتيش تابعة للجيش أو على الأقل إلحاق أضرار بها.
صورت رجلين يزحفان بجوار سور إحدى الحدائق على بعد نحو 50 كيلومتراً من هدفهما. كان الرجلان يرتديان حذاءين رياضيين وسروالين من الجينز وملابس ثقيلة، وكان دورهما انتظار أن يقصف رفاقهما موقع الجيش بقذائف صاروخية ليطلقا نيران بندقيتيهما الكلاشنيكوف على الجنود حين يخرجون منه.
واختفت الأصوات تقريباً من الشوارع الخالية، وتهامس المهاجمان... ثم دوّى صوت عيارين ناريين وصاح أحد الرجلين متألما وسقط فوق الأسفلت.
زحف مقاتل آخر للمساعدة، وحين أدركوا أن زميلهم أصيب إصابة بالغة جاء رجلان آخران وجرّا المصاب قوي البنية من خلال فتحة ضيقة إلى مكان آمن نسبياً.
نقطة الإسعافات الأولية التي أقيمت في ساحة المعركة، عجزت عن التصرف أمام طلقة واحدة في البطن، فتوفي الرجل خلال دقائق وانسابت دماؤه على الأرض، لكن لم يكن هناك وقت للحداد، فقد تنبه الجيش إلى وجود مقاتلي المعارضة.
وفيما كان المقاتلون يعيدون تنظيم صفوفهم، أصابت قذيفةُ دبابةٍ المبنى المهجور، فتساقطت الخرسانة والأتربة علينا، وركض الناجون للاحتماء بشيء وبدأوا يستعدون ليوم آخر من القتال.
وبعدما سيطر المقاتلون على أجزاء كبيرة في تموز (يوليو) قبل أن يتجمد الموقف على الخطوط الأمامية في العاصمة، كثفوا هجماتهم الشهر الماضي في محاولة لإضعاف سيطرة الأسد على الأحياء المحيطة بوسط دمشق الحصين، وتوغلوا على الطريق الدائري الرئيسي في حي جوبر.
ومن أجرأ الهجمات التي رأيتها، هجومٌ شنه مئات المقاتلين على ثكنة عسكرية مترامية الأطراف في منطقة عربين. كان مستوى التنسيق مذهلاً بين وحدات قتالية عديدة ارتدى مقاتلوها أغطية رأس وردية وحمراء وبرتقالية لتوضيح انتماءاتهم وتقليل خطر «النيران الصديقة»، نظراً لعدم توافر زي موحد.
وأَحضرت مجموعة دبابة من طراز «تي-72» سوفياتية الصنع لتشارك في الهجوم، الذي وقع في الثالث من شباط (فبراير). بدا واضحا أن الرجال الذين كانوا يقودونها تدربوا في الجيش، ولكن لم تتوافر لديهم ذخيرة كافية.
وضمت مناوشات المشاة للسيطرة على الثكنة فرق مقاتلين تناقضت أغطية رؤوسهم الزاهية مع وجوههم العابسة، وحاول بعضهم تسلق سور ارتفاعه متران يمتد مئات الأمتار حول الثكنة.
في صباح ذلك اليوم الذي خيم عليه الضباب، حاول المقاتلون الحفاظ على عنصر المفاجأة، ولكن بمجرد أن بدأ إطلاق النار أصبح الهجوم أمراً لا رجعة فيه، ولم تظهر على المهاجمين أي علامة تنم عن أنهم ربما كانوا مدنيين خائفين منذ وقت ليس ببعيد. أطلقوا نيران البنادق على نحو متصل عبر فجوات في السور وقذفوا قنابل يدوية من فوقه وبذلوا قصارى جهدهم لتفادي الأعيرة النارية المصوبة إليهم. أخرج مقاتل رأس دمية لعرض الأزياء مثبتاً على قضيب من فتحة بالسور لخداع القناص. كان إجراء حكيماً، فقد رأيت رجلاً آخر وهو يصاب برصاص القنص حين صوب سلاحه عبر فتحة مماثلة.
وبحلول العصر، اخترق المهاجمون الدفاعات بمساعدة الدبابة، ودخلوا المجمع بحثاً عن أعداء ومعلومات، والأهم بحثاً عن مزيد من الأسلحة. كانوا يعلمون أنه سيكون من الصعب السيطرة على الموقع نفسه، لأنه كبير جداً ومفتوح وعرضة للغارات الجوية الانتقامية المعتادة، فانسحبوا مع حلول الظلام، وقال قائد إن 150 من المهاجمين أصيبوا، فيما قتل 20 لينضموا إلى 70 ألفا تقدر الأمم المتحدة أنهم لاقوا حتفهم في هذه الحرب.
ومعظم أسلحة المقاتلين بنادق كلاشنيكوف سوفياتية او صينية الصنع، كتلك التي تستخدمها قوات الأسد. ويحمل معظم المقاتلين خزنة طلقات واحدة عادة. كما رأيت بنادق (إم4) اميركية الصنع وبنادق شتاير النمساوية التي لا تورّد للحكومة السورية عادة. وتسلح دول خليجية المقاتلين، ويستخدم القناصة بنادق دراغونوف الروسية، كما رأيت بندقية باريت أميركية وهي من عيار ثقيل وقادرة على اختراق المعادن. ولدى مقاتلي المعارضة كذلك قذائف صاروخية وبعض الأسلحة الأثقل المضادة للدبابات تكفي لإثناء خصومهم عن محاولة التوغل عبر خطوطهم.
وفي أحد الأيام، رأيت رجلاً يطلق النار من بندقية سوفياتية قديمة ربما من الستينات من طراز «بي 10» وهي بندقية ثقيلة تشبه مدفع البازوكا توضع فوق عربة صغيرة ويبلغ وزنها نحو 70 كلغ. لكن المقاتل وضعها بكل بساطة على كتفه وأطلق منها قذيفة.
ويتمتع المقاتلون بالقدرة على الابتكار، فقد رأيت أيضاً رجالاً يستخدمون بندقية صيد لتفجير قنبلة يدوية محلية الصنع في عدوهم.
وعلى مسافة أبعد من خطوط القتال، يستمر بعض مظاهر الحياة الطبيعية من خلال المدنيين الذين لم ينضموا لجحافل اللاجئين. يحاول هؤلاء السكان مع تكرر انقطاع الكهرباء والماء عنهم، مواصلة حياتهم، وتبيع بضعة متاجر الخضروات أو اللحوم. وخلال التجوال رأيت مظاهر مذهلة للحياة الطبيعية، مثل لعب الأطفال في أحد الشوارع.
كانت هناك مفاجآت أخرى غير سارة، ففي يوم السبت 26 كانون الثاني، كنت أتبع دورية لمقاتلي المعارضة في المليحة.. كانت تتحرك خلف جدران المنازل بحذر تفادياً للقناصة... وبعد قليل وجد من كانوا في المقدمة انفسهم في مواجهة جنود أصيبوا بالدرجة نفسها من الذهول، وسرعان ما انطلق الرصاص والقنابل اليدوية والصراخ. ألقيت بنفسي على الأرض، وانسحب الطرفان سريعاً وتم جر المصابين إلى مكان آمن.
ولا تزال المعركة من أجل السيطرة على دمشق مستمرة.
 
 
لاجئ سوري الى الأردن: امس جن جنون النظام
الحياة...سهل حوران (الأردن) - رويترز
تحت جنح الظلام تخطو الأم الشابة عبر بساتين الزيتون الموحلة على الحدود السورية - الأردنية وتطلب من أطفالها أن يلازموها حتى لا يتوهوا في تيار البشر الفارين جنوبا طلبا للأمان. وتطل عيناها من فوق وشاح أبيض يغطي نصف وجهها الاسفل وهي تحمل حقيبة سفر داكنة اللون وإلى جوارها ابنتها الصغيرة تتعثر تحت حمل حقيبة صغيرة تثقل كاهلها تضم ما تمكنوا من أخذه من متاع قليل من منزلهم على بعد بضعة كيلومترات إلى الشمال.
 
وكانت أم سلامة (27 عاما) ضمن موجة من اللاجئين تدفقت على الأردن في الأسابيع الاخيرة من البلدات والاحياء السكنية في الأراضي الزراعية الخصبة التي كانت تعرف نعمة الرخاء في جنوب سوريا.
 
وتقول المرأة التي يعتصر الحزن فؤادها المكلوم بعد ان تركت وطنها وبيتها وزوجها في مدينة درعا مهد الانتفاضة المناهضة للرئيس بشار الأسد "لولا أطفالي لما غادرت سوريا".
 
وكانت أم سلامة من بين مئات عبروا خلال ساعة واحدة في إحدى ليالي هذا الأسبوع من منطقة حدودية غير مرسمة ضمن موجة نزوح سهلتها جماعات المعارضة السورية المسلحة والقوات الأردنية كل على جانبه من الحدود التي لا يدل عليها سوى حاجز مكسور من المعدن والأسلاك الشائكة وأبراج الحراسة الأردنية.
 
وكانت القوات الأردنية قبل الصراع تتصدى لمهربي السجائر والماشية أما الآن فتساعد الشيوخ والنساء من حاملي الحقائب وحزم الأمتعة في عبور المنطقة.
 
ويقول العميد حسين راشد زيود قائد قوات حرس الحدود الأردنية إن أكثر من 89 ألف لاجئ عبروا منذ بداية العام بمعدل يتجاوز عشرة آلاف في الأسبوع.
 
ويبلغ عدد السوريين المسجلين لاجئين أو الذين ينتظرون التسجيل في الأردن 275 ألف شخص لكن الحكومة تقدر العدد الحقيقي بنحو 380 ألف لاجئ.
 
ويقوم مقاتلو الجيش السوري الحر الذي يسيطر حاليا على كثير من المناطق الحدودية بتوصيلهم خفية إلى الحدود تحت جنح الليل. وعلى الجانب الآخر تتابع أبراج المراقبة العسكرية الأردنية بأجهزة الرؤية الليلية تحركات القوات السورية.
 
ولا يتطلب العبور من بعض اللاجئين سوى السير بضع مئات من الأمتار من بلدة سورية جنوبية حتى التماس المأوى في الأردن لدى أقارب من الأهل أو العشيرة. لكن بالنسبة لآخرين تحتاج رحلة الهرب من سفك الدماء في دمشق وحمص الى أيام عدة.
 
وقال أبو ثائر عضو لواء توحيد الجنوب وهو جماعة معارضة مسلحة رئيسية في الجنوب إنهم يحاولون التخفيف على اللاجئين الذين أمضوا الساعات الطويلة يتخبطون في شاحنات تترنح بهم على طرق وعرة أو يسعون على اقدامهم مسافات طويلة. واضاف "عندما يصلون إلى بلدة تحت سيطرتنا نوفر لهم سيارات تنقلهم قرب الحدود. ولا يحتاجون الى المشي طويلا للوصول إلى السلك الشائك الأردني".
 
وبعد انتهاء محنتهم عند الحدود يتجمع النساء والأطفال في خيمة عسكرية دافئة انتظارا لعملية تسجيل سريعة قبل أن يركبوا حافلات عسكرية كبيرة تنقلهم إلى مأواهم الموقت.
 
ويقول ضابط أردني شاب في زيه العسكري وهو يأخذ بيد عجوز ثمانينية ليرافقها إلى الحافلة "هل انتهيت يا أمي؟ ألا أتيت هنا من فضلك".
 
ولا تخف المؤسسة السياسية والعسكرية في الاردن أنها تجد صعوبات بالغة في التصدي للتدفق المتواصل للاجئين، والأعباء التي تقع على كاهل المملكة شحيحة الموارد.
 
وقال العميد زيود إن الأردن اضطر لنشر 850 جنديا وضابطا على مدار الساعة و450 مركبة مضيفا ان العملية الانسانية كلفت ميزانية القوات المسلحة 250 مليون دينار (350 مليون دولار) حتى الآن.
 
ويضم مخيم الزعتري وهو مخيم اللاجئين الرئيسي في الأردن أكثر من 80 ألف لاجئ ويتوقع أن يزيدوا. ومن المتوقع فتح مخيم جديد قريبا.
 
وعلى بعد بضعة كيلومترات فحسب من أبراج المراقبة الأردنية لا ينقطع دوي القصف بالمورتر والمدفعية ونيران الدبابات في أنحاء البلدات الريفية فيبعث الرعدة في اوصال من يسمعه إذ يذكره بالاشتباكات المتواصلة بين الجيش السوري النظامي ومقاتلي المعارضة المسلحة على الجانب الاخر من الحدود.
 
وقال طالب يدرس الحقوق عرف عن نفسه باسم أبو جاسم "الحياة في بلدتنا لم تعد تطاق." وجلب أبو جاسم زوجته وابنته ذات الشهور السبعة من بلدة النعيمة التي تبعد بضعة كيلومترات إلى الشمال وكان يسكنها 17 ألف شخص قبل أن يهجرها نصفهم حاليا.
 
وقال طارق سويدان (48 عاما) الذي يملك مزرعة في بلدة الطيبة إن القصف العنيف في أنحاء الريف يسرّع وتيرة النزوح الجماعي. وأضاف "أمس جن جنون النظام. لم يكن يوما عاديا فقد قصف الجيش كل الاحياء السكنية بلا استثناء... كان قصفا بلا تمييز".
 
وبالنسبة لأم أسامة الآتية من بلدة الحولة في محافظة حمص وسط البلاد في رحلة استغرقت أكثر من 24 ساعة مع طفلتها رجاء ابنة الست سنوات كانت مغادرة سوريا الحل الأخير، وقالت "ما كان أحد ليرحل لولا الظروف المأسوية؟".
 
 
100 مليون دولار من قطر للمعارضة وتحذير روسي للأسد والثوار من "طريق مدمّر"
"الحرّ" يُسقط مقاتلة "ميغ 23" قرب دمشق
المستقبل..                       
بانتظار المعركة الكبرى، اعتاد الدمشقيون سماع صواريخ السكود التي تنطلق من القواعد العسكرية للنظام تجاه المدن البعيدة التي خرجت من قبضة الحكم الأسدي. لكن يبدو أن الدمشقيين سيعتادون أيضاً مشاهدة الطائرات الحربية للنظام تتهاوى بعد إسقاط الثوار أمس مقاتلة "ميغ 23" في ريف العاصمة، الذي طاولته أيضاً صواريخ السكود ودمر واحد منها حياً بكامله قرب ضاحية دوما.
وفي ما يؤشر إلى أزمة مفتوحة الأجل، برز تحذير من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للمعارضة كما للرئيس السوري بشار الأسد من "طريق مدمر" للطرفين في حال استمرار النزاع العسكري، مطالباً النظام بالانخراط في الحوار "بعد ان تحدث عنه طويلاً". وكذلك أمس وافق مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا الاخضر الابراهيمي على تمديد مهمته ستة اشهر على الاقل.
وأعلنت الدوحة أمس أنها قدمت مساعدة مالية للمعارضة السورية بقيمة 100 مليون دولار أميركي.
ميدانياً، قتل أمس 35 شخصاً في غارة جوية شنتها طائرة حربية على بلدة حمورية في ريف دمشق، فيما سقطت في المنطقة نفسها بعد وقت قصير مقاتلة بنيران مقاتلين معارضين، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد السوري في بيان مساء "ارتفع الى عشرين عدد الشهداء الذين قضوا جراء القصف بالطيران الحربي على بلدة حمورية في ريف دمشق".
وبعد اقل من ساعة على الغارة، اسقط مقاتلون معارضون للنظام بنيران اسلحة رشاشة ثقيلة طائرة حربية من طراز "ميغ 23" حسبما أفادت مواقع للثوار، كانت تقصف مناطق في الغوطة الشرقية.
وبث ناشطون على موقع "يوتيوب" على شبكة الانترنت شريط فيديو تظهر فيه طائرة في سماء مدينة حورية، بحسب ما يقول التعليق، وهي تطلق ثلاث قنابل على الاقل، قبل ان تسمع اصوات رشاشات، ثم يصرخ احدهم "اشتعلت"، وتشاهد الطائرة وقد اندلعت فيها النيران من الخلف وهي تهوي الى الامام نحو الارض بسرعة هائلة.
وتزامنت الغارات مع معارك ضارية في مناطق الغوطة الشرقية، بحسب المرصد، وعمليات قصف واسعة تستخدم فيها راجمات الصواريخ. وسجل سقوط مزيد من القتلى والجرحى.
كما قتل رجلان وامرأة جراء قصف تعرض له مخيم اليرموك في جنوب مدينة دمشق، وثلاثة شبان في قصف على حي جوبر في شرق العاصمة، بحسب المرصد الذي اشار الى تعرض حي برزة في غرب العاصمة ايضا للقصف.
ولليوم الثاني على التوالي، تعرضت مناطق في دمشق بعيدة نسبيا عن اعمال العنف، لسقوط قذائف، اذ قتل لاعب كرة قدم سوري واصيب اربعة آخرون بجروح لدى سقوط قذيفتي هاون على مدينة تشرين الرياضية في حي البرامكة في وسط العاصمة.
وكانت قذيفتان اخريان سقطتا الثلاثاء على مقربة من قصر تشرين الرئاسي في غرب دمشق.
وقال نشطاء إن صاروخا سقط على مركز قيادة الوحدة الرئيسية لمقاتلي المعارضة السورية قرب العاصمة دمشق أمس.
وذكر متحدث باسم مقاتلي المعارضة أن الشيخ زهران علوش مؤسس "لواء الإسلام" أصيب في الهجوم لكنه لم يذكر تفاصيل. وقال المتحدث اسلام علوش وهو ابن عم الشيخ علوش ايضا إنه لا يمكنه كشف حالة الشيخ.
وقال نشطاء إن الهجوم وقع في الصباح المبكر بمنطقة قرب ضاحية دوما في شمال دمشق. وأضافوا أن الصاروخ ويحتمل أن يكون ذاتي الدفع من طراز سكود دمر المنطقة وتسبب في مقتل او اصابة مقاتلين آخرين.
وفي حلب (شمال)، افاد المرصد عن غارات جوية على عدد من احياء المدينة الاربعاء. كما وقعت اشتباكات بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية في محيط مطاري النيرب وكويرس العسكريين شرق مدينة حلب، في اطار "حرب المطارات" التي اعلنتها المجموعات المقاتلة منذ اكثر من اسبوع في محافظة حلب.
وقتل في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الاربعاء 130 شخصاً حسب المعارضة.
وتوقفت المعارك بين المقاتلين العرب المعارضين للنظام السوري والمقاتلين الاكراد في مدينة راس العين في شمال سوريا بعد ثلاثة اشهر من التوتر، بعد التوصل الى اتفاق بين الطرفين بوساطة المعارض المسيحي ميشال كيلو.
واندلعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين بعد دخول مقاتلين اسلاميين مدينة راس العين ذات الغالبية الكردية في تشرين الثاني الماضي وسيطروا على معبر استراتيجي على الحدود التركية.
واستمرت المعارك تعنف حينا وتتراجع احيانا حتى اسبوع مضى.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن ثلاثة آلاف و873 مدرسة دمرت بشكل كامل أو جزئي على يد قوات النظام.
وأشارت الشبكة في دراسة جديدة لها تحدثت عن أوضاع المدارس واستخداماتها وأوردتها قناة "الجزيرة" أمس، إلى أن ما لا يقل عن 450 مدرسة دمرت بالكامل ولا يمكن ترميمها أو إصلاحها وأغلبها في محافظة حمص وريف دمشق وحلب.
وحذرت روسيا أمس النظام السوري والمعارضة من ان استمرار النزاع العسكري بينهما يعتبر "طريقا مدمرا للطرفين".
وصرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد لقائه الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بالقول "لا يمكن لاي من الطرفين (في سوريا) ان يسمح لنفسه بالرهان على حل عسكري. انه طريق لا يقود الى اي مكان، بل الى دمار الطرفين". واضاف "آن الاوان لوقف هذا النزاع الطويل المستمر منذ سنتين".
وطالب لافروف النظام السوري بالانخراط في الحوار "بعد ان تحدث طويلاً عنه"، حسبما نقلت فضائية "العربية".
وأكد لافروف الذي يستقبل الاثنين المقبل وزير الخارجية السوري وليد المعلم، "نرى مؤشرات ايجابية، وتوجهاً نحو الحوار من جانب الحكومة والمعارضة"، مضيفاً انه يعود الى الطرفين تحديد طبيعة الحوار المحتمل وعلى اي مستوى، مشدداً على ضرورة "الا يفرض (احد) شروطاً على الاخر".
واشار لافروف الى ان زيارة رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية احمد معاذ الخطيب الى موسكو ستتم على الارجح في مطلع آذار المقبل، مشيراً الى ان الهدف منها "توفير الظروف المؤاتية لبدء حوار مباشر" بين النظام والمعارضة.
وذكرت وكالة الأنباء القطرية (قنا)، أنه بتوجيهات سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني نائب الأمير ولي العهد قامت دولة قطر بتقديم مساهمة مالية بقيمة 100 مليون دولار أميركي للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وحدة تنسيق الدعم الإنساني (ACU).
وتأتي هذه المساهمة في إطار المعونات الإنسانية التي تقدمها دولة قطر للشعب السوري في محنته الراهنة.
(ا ف ب، رويترز، قنا، ا ش ا، العربية)
 
أميركا سلمت مفاتيح الأزمة السورية إلى الروس!

هدى الحسيني.. جريدة الشرق الاوسط

لا ترغب إيران بحرب إقليمية. لديها انتخابات رئاسية في شهر يونيو (حزيران)، ووضعها الاقتصادي منهار، والريال الإيراني مستمر في الهبوط، مما اضطر الدولة إلى نشر سيارات الشرطة في شوارع طهران، وقطع أصابع السارقين على الملأ.
إسرائيل رغم اعتراف وزير دفاعها إيهود باراك بأنها تقف وراء الغارة الجوية على سوريا قبل ثلاثة أسابيع ليست في وارد تأجيج حرب إقليمية. هي أبلغت واشنطن وموسكو، قبل الضربة، عن عزمها، وأبلغتهما وعواصم أخرى أنها ليست بصدد حرب موسعة، وإن كانت تلقت من واشنطن الضوء الأخضر لعمليات أخرى اضطرارية.
تركيا مصابة بخيبة أمل وتحاول الانصراف إلى إيجاد حل ما للمسألة الكردية.
مباشرة بعد فوز باراك أوباما في الانتخابات في السادس من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، طلب رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان موعدا للقاء أوباما، وحتى الآن يتهرب البيت الأبيض من تحديد موعد، والسبب أن أردوغان سيأتي ليبحث الوضع السوري، وضرورة إنهاء الأزمة السورية عسكريا، وهذا ما لا تريده واشنطن، وقد أبلغت ذلك إلى عدد من العواصم الأوروبية.
موسكو تبحث عن حل، توصلت مع واشنطن إلى توافق بتسليمها الملف السوري حسب ما ورد في تقرير «مؤسسة القرن المقبل». موسكو تريد إشراك إيران في «صفقة الحل»، وتريد أيضا إشراك السعودية ومصر ولبنان والأردن، شرط أن يبقى المفتاح بيدها.
قطر قلقة لخروج هيلاري كلينتون من وزارة الخارجية ومجيء جون كيري. الأولى كان يمكن إقناعها بحل عسكري، أما كيري فإنه على اتصال دائم بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (آخر اتصال مساء الأحد الماضي) من أجل ضرورة وقف العنف والبدء في الحوار بين الحكومة والمعارضة في سوريا.
كل الأطراف المعنية بالأزمة السورية تشيد بمبادرة معاذ الخطيب رئيس الائتلاف السوري المعارض. وعندما التقى علي أكبر صالحي وزير الخارجية الإيراني معاذ الخطيب أبلغه أن إيران تضمن كل ما سيتم التوصل إليه على طاولة المفاوضات.
عندما انتهى من معركة دمشق التي ساعدت موسكو في إجهاض هجوم الثوار عليها في الأسابيع الماضية، نقل عن الرئيس السوري بشار الأسد أنه شدد على ضرورة إجراء الحوار.
وحسب معلومات موثوقة جدا، فإن رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي الذي زار طهران الشهر الماضي (17 إلى 19) في إطار التنسيق السوري الإيراني تحضيرا لمؤتمر الحوار الوطني السوري، نقل معه إلى طهران «ضمانات خطية» من بشار الأسد شخصيا تؤكد التزامه بكل قرارات الحوار الوطني. كان ذلك بناء على طلب من إيران بأنها تريد تقديم ضمانات مؤكدة لأطراف المعارضة خلال حوارها معهم، بما فيها ضمانات بالعفو العام عن كل قوى المعارضة التي تقبل بالحوار الوطني، وبالأخص الجيش السوري الحر.
وحسب المعلومات الموثوقة فإنه بالرغم من أن سعيد جليلي أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أعلن في مؤتمر صحافي أن زيارته إلى دمشق في الثاني من الشهر الجاري، ولقاءه الرئيس السوري جاءت لدعم إيران الكامل لسوريا ونظامها، إلا أن السبب الحقيقي للزيارة كان لنقل مضمون المباحثات التي أجرتها إيران في طهران مع ممثلين عن الجيش السوري الحر، وممثلين عن جبهة الإنقاذ: مجموعة معاذ الخطيب (وجهت له واشنطن الدعوة لزيارتها). وأبلغ جليلي الطرف السوري تحقيق تقدم في مسار المشاركة في الحوار الوطني السوري، وأن وجهات نظر تلك الأطراف صارت أكثر واقعية فيما يتعلق بصلاحيات الحكومة الانتقالية، أو مستقبل الأسد بعد 2014. وتضيف المصادر أن إيران تبحث عن التوازن ما بين التزاماتها الاستراتيجية مع النظام القائم، وما بين التعامل الواقعي مع التطورات، خصوصا جماعات المعارضة السلمية، ذلك أن القلق الإيراني أصبح قلقا إقليميا من فراغ السلطة، وغياب البديل، وفشل الحل العسكري من قبل طرفي الصراع.
وحسب ما ورد في تقرير «مؤسسة القرن المقبل» حول الموقف الإيراني، فإن الغرب يعيد أخطاء أفغانستان. إنهم يبحثون المشكلة وإحدى العينين مغلقة. الغرب يركز على التخلص من بشار الأسد من دون التفكير بما سيأتي بعد ذلك. وبنظر إيران ستجري انتخابات رئاسية في سوريا عام 2014: «قبل ذلك لن نقبل بإقالة الأسد»!
هذه الجولة توحي بتطور بطيء في الموقف الإيراني من ناحية عدم الإصرار على بقاء الأسد بالذات.
الدول المجاورة لسوريا: لبنان، الأردن وإسرائيل، قلقة من أن تجد تصريحات الجبهات الإسلامية، من «النصرة» إلى «الحق»، إلى «جند الإسلام».. إلخ؛ آذانا صاغية لدى مجتمعات تئن من الأوجاع الاقتصادية والبطالة والضياع، وكذلك التحريض المذهبي.
أما في إسرائيل فالخوف من أن تتوحد لاحقا سوريا الإسلامية مع لبنان إسلامي وأردن كذلك، ويشكلون دولة ضاغطة على حدود إسرائيل. هي قد تجد ذريعة لإشعال فتنة داخلية سنية - شيعية، لكن دولة إسلامية تبقى بعبعا؛ لذلك من أجل تسهيل المفاوضات لانتقال سلمي، يتوقع بعض السوريين أن توافق إسرائيل على العودة إلى طاولة المفاوضات السورية من أجل إعادة الجولان، إنما من دون بحيرة طبرية لتضمن السلام والاستقرار.
أما عن المشروع الذي يتم تسويقه الآن، فحسب تقرير «مؤسسة القرن المقبل»، فإن لافروف قال للأميركيين: «اطردوا جبهة النصرة من سوريا، عندها سنقوم بتغيير موقفنا. وحتى تفعلوا ذلك، لماذا تطلبون منا أن نوجه ركلة للأسد؟»!
إذن.. المشروع يقضي بأن تنسحب أميركا من مقعد القيادة لصالح الروس. هؤلاء بدورهم سيقنعون الأسد بأنه من أجل الأمة السورية، يجب أن يوافق على الوقوف جانبا والسماح بالانتقال إلى حكومة جديدة في سوريا. الإطار الزمني لهذا لانتقال واضح، حتى سنة واحدة، الوقت الذي سيتم فيه تشكيل حكومة مؤقتة يسلم الأسد السلطة لها (أي مع موعد انتهاء فترة رئاسته).
تفيد إحدى الخطط الموضوعة بأن الحكومة المؤقتة المؤلفة من 100 عضو تعين لجنة دستورية لوضع دستور يعرض على الاستفتاء قبل الانتخابات. طبعا الشيطان يبقى في التفاصيل. المهم أن الحكم السوري وافق على هذا الاقتراح أو أجبر على الموافقة.
هذا يعني أن طاولة المفاوضات إذا عقدت ستستمر حتى شهر مايو (أيار) أو يونيو المقبل للخروج باتفاق. وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال في 19 من الشهر الماضي إنه خلال ثلاثة أشهر سيعقد مؤتمر الحوار الوطني وسيتفق المجتمعون على جدول أعمال، وسينتخبون هيئة أو لجنة لقيادة الحوار.
فترة رئاسة الأسد تنتهي في مايو 2014، وقد تبدأ الفترة الانتقالية في شهر مايو المقبل.
الكلام يوحي وكأن معارضة الخارج متفقة فيما بينها، ولا خلافات تشل تحركاتها، وكأن هذه المعارضة متفقة تماما مع مقاتلي الداخل من لجان تنسيقية ومجموعات إسلامية!
في مؤتمره الصحافي الذي عقده مع وزير خارجية الأردن ناصر جودة في الثالث عشر من الجاري، دعا جون كيري إلى المفاوضات كمخرج لتخفيف العنف، معترفا بأن الأمر ليس سهلا؛ لأن هناك الكثير من القوى على الأرض إنما «انهيار الدولة خطر على الجميع».
خلال لقائه مع أحد الوفود العربية مؤخرا، قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند: «فعلنا كل ما نستطيع لإسقاط الأسد لكننا فشلنا. لذلك قررنا أن نترك كل الأطراف تتصارع حتى تتهاوى».
لكن، ماذا إذا تهاوت الدولة السورية قبل أن تتهاوى الأطراف!
 

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,111,002

عدد الزوار: 6,978,793

المتواجدون الآن: 83