طهران: مقاومة كـ "حزب الله" تتشكل في سوريا...."الحر" يستعيد قرية آبل في القصير و30 ألف متطوع عراقي لدعم النظام..«الحر» يتقدم في مطاري منغ ودمشق الدولي ويفقد السيطرة على ريف القصير.. فورد: الأسد لن يقبل الحل السياسي قبل تغيير موازين القوى على الأرض....روسيا تكشف عن خلافات تعرقل عقد المؤتمر الدولي بشأن سورية....بدأت معركة القصير والجميع خائف من مجازر تطهير جديدة...قصص سورية عن «الشريط الساحلي المقدس»... وعن مواطن مراوغ

«برميل البارود» ينفجر على الحدود السورية - التركية... أكثر من 40 قتيلا و100 جريح في تفجيرين انتحاريين بتركيا وتحذيرات من «الحساسيات الإثنية والطائفية وقد » وقعا في بلدة الريحانية.. وسوريا «مشتبه به طبيعي»....اوغلو: مرتكبو اعتداءي الريحانية "سيدفعون الثمن" من اينما أتوا

تاريخ الإضافة الإثنين 13 أيار 2013 - 4:56 ص    عدد الزيارات 1979    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

"الحر" يستعيد قرية آبل في القصير و30 ألف متطوع عراقي لدعم النظام
طهران: مقاومة كـ "حزب الله" تتشكل في سوريا وتفجيران يقتلان عشرات الأتراك وأنقرة تتهم استخبارات الأسد
(ا ف ب، رويترز، سي ان ان، ا ش ا، العربية، الجزيرة، "المستقبل")                       
أشارت أصابع اتهام المسؤولين الأتراك مباشرة أمس، إلى استخبارات بشار الأسد متهمة إياها بالوقوف وراء تفجيري مدينة ريحانلي التركية حيث سقط أمس أكثر من أربعين قتيلاً وعشرات الجرحى، في وقت تقدم مقاتلو المعارضة في منطقة القصير من ريف حمص واستعادوا قرية آبل من قوات الأسد وشبيحته، كذلك قطعوا طريق إمداد استراتيجياً لقوات النظام بين حماه وحلب.
وفي العراق (بغداد علي البغدادي)، سجل دعم حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للنظام السوري نقلة نوعية، وأطلقت حملة تطوع ضخمة في بغداد وست محافظات شيعية للقتال الى جانب كتائب الاسد. كما أعلنت طهران أمس على لسان رئيس هيئة الأركان العسكرية الإيرانية اللواء سيد حسن فيروزآبادي، أن الحرب في سوريا انتهت ومقاومة تشبه "حزب الله" تتشكل فيها.
ففي تركيا، نقلت قناة تلفزيون "إن. تي. في" عن نائب رئيس الوزراء بشير أتالاي ان النتائج الأولية للتحقيق في التفجير المزدوج بسيارتين ملغومتين وأسفر عن مقتل 43 شخصا امس، أظهرت ان المهاجمين على صلة بجهاز الاستخبارات السورية.
وانفجرت السيارتان في بلدة ريحانلي التركية قرب الحدود مع سوريا. وتصاعد الدخان من البقايا المتفحمة بعد التفجيرات التي وقعت امام مبان حكومية.
ووقع الانفجاران في شارعين مزدحمين في الصباح الباكر في ريحانلي مما اسفر عن تناثر السيارات والكتل الخرسانية في البلدة التي تقع في اقليم هاتاي جنوب تركيا حيث يوجد مئات الآلاف من اللاجئين السوريين.
وقالت احدى اللاجئات وهي ام لثلاثة اطفال تدعى ام كلثوم "فزع اطفالي لأن ذلك ذكرهم بالقصف عندما كنا في حلب."
وقال نائب رئيس الوزراء التركي بولنت آرينج ان نظام الرئيس السوري "مشتبه به طبيعي" في التفجيرات.
وقال آرينج أيضا للصحافيين في تعليقات أذيعت على الهواء مباشرة "نعرف ان الناس الذين لجأوا إلى هاتاي اصبحوا اهدافا للنظام السوري، "نفكر فيهم (نظام الأسد) كمشتبه بهم طبيعيين عندما يتعلق الامر بالتخطيط لمثل هذا الهجوم المروع."
وأكد آرينج ان نحو 40 شخصا قتلوا بينما حذر رئيس الوزراء التركي طيب اردوغان من ان عدد القتلى يمكن ان يرتفع نظرا لان بعض المصابين اصاباتهم خطيرة.
وقال اردوغان ان التفجيرات ربما كانت لها صلة بعملية السلام التركية مع المتمردين الاكراد من حزب العمال الكردستاني الذي بدأ انسحابه من تركيا الاسبوع الماضي لانهاء صراع دام ثلاثة عقود، لكنه قال ان التفجيرات ربما كانت تستهدف اثارة التوتر في الاقليم الذي يقيم فيه عدد كبير من اللاجئين السوريين.
وذكرت فضائية العربية أن السلطات التركية اعتقلت أربعة سوريين وتركيا تشتبه في دور لهم في انفجار ريحانلي.
وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو انه ليس صدفة ان التفجيرات جاءت في وقت تزايدت فيه الخطوات الديبلوماسية من اجل انهاء الصراع في سوريا. وأضاف داود اوغلو للصحافيين خلال رحلة يقوم بها إلى برلين "ربما كان هناك من يريدون تخريب السلام التركي لكننا لن نسمح لهم. يجب الا يحاول احد اختبار قوة تركيا."
وقال داود أوغلو حسبما نقلت فضائية العربية أمس، إن أنقرة تحتفظ بحق الرد بما تراه مناسباً.
ولم تعلن اي جهة على الفور مسؤوليتها عن التفجير، كما لم يرد اي تعليق من جانب دمشق.
ونددت واشنطن بشدة بالتفجير المزدوج في بلدة ريحانلي أمس، وتعهدت بالتضامن مع تركيا في تحديد الجناة.
ودان وزير الخارجية الاميركي جون كيري التفجيرات "المروعة" التي استهدفت جنوب تركيا قرب الحدود مع سوريا.
وقال كيري ان "هذا الخبر المروع أثر بنا جميعا نظرا الى اننا نعمل بشراكة وثيقة مع تركيا ونظرا الى ان تركيا كانت مرارا محاورا حيويا في عملي كوزير للخارجية خلال الاشهر الثلاثة الماضية".
وقال السفير الأميركي لدى تركيا فرانسيس ريتشاردوني "الولايات المتحدة تستهجن بشدة الهجوم الوحشي الذي وقع اليوم (أمس) وتقف الى جانب شعب وحكومة تركيا لتحديد الجناة وتقديمهم للعدالة."
كما أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأشد العبارات الهجوم الإرهابي الذي وقع في وقت مبكر صباح أمس في بلدة ريحانلي، وذكر بيان أصدره المتحدث الرسمي باسم الأمين العام أن بان كي مون يأمل معرفة الجناة وتقديمهم للعدالة على وجه السرعة.
وقال الائتلاف الوطني السوري المعارض ان الهجمات محاولة فاشلة "لتدمير الاخوة" بين السوريين والاتراك وانها تستهدف معاقبة تركيا على دعم الانتفاضة السورية.
وانتعشت الامال هذا الاسبوع في حل ديبلوماسي للحرب السورية التي دخلت عامها الثالث بعد ان اعلنت موسكو وواشنطن عن جهود مشتركة للجمع بين الحكومة السورية والمعارضة في مؤتمر دولي، لكن مسؤولا روسيا قال أمس، ان هناك خلافا بالفعل بشأن الاطراف المشاركة وانه يشك في امكانية عقد هذا المؤتمر خلال هذا الشهر.
والى جانب الخلافات بشأن من يمثل المعارضة والحكومة في المحادثات كانت هناك اسئلة عن المشاركة المحتملة لايران حليف الاسد.
وقال ديبلوماسيون في نيويورك ان الاجتماع الخاص بسوريا ربما يؤجل إلى حزيران وانه لم يتضح بعد من هي الاطراف التي ستشارك فيه.
وفي إيران قال رئيس هيئة الأركان العامة الإيرانية المسلحة اللواء سيد حسن فيروزآبادي، إن مقاومة شعبية على غرار "حزب الله" "تتشكل في سوريا،" معتبرا أن الحرب في سوريا "قد انتهت" وقد منيت ما اعتبرها "قوى استكبار" بهزيمة نكراء.
ونقلت وكالة "مهر" الإيرانية شبه الرسمية للانباء أن فيروزآبادي قال إن "صمود الشعب السوري في وجه المجموعات الإرهابية في سوريا" و"تصديه للمؤامرات الخارجية" جاء نتيجة بسالة وشجاعة ووعي الشعب السوري بقيادة الرئيس بشار الأسد."
وأضاف فيروزآبادي أن "استهداف الرئيس بشار الأسد وتهديده هو محور مطالب القوى الاستكبارية المتمثلة بأميركا وبريطانيا"، مضيفا أن الرئيس السوري "هو الوحيد في الظروف الحالية (الذي) يستطيع أن يحقق مطالب الشعب السوري المتمثلة بالحفاظ على وحدة التراب السوري واستقلال وسيادة سوريا."
وتابع "لحسن الحظ، ولرؤية الرئيس السوري الاستراتيجية، نشهد اليوم في سوريا تأسيس حركات مقاومة شعبية على غرار "حزب الله" اللبناني، كما أن لجانا شعبية تم تشكيلها في الأراضي التي حررها الجيش السوري" وأضاف: "الحرب في سوريا قد انتهت ولم يعد للغرب فرصة لإعادة تقييم مواقفه حيال سوريا."
وفي العراق، سجل دعم حكومة رسئيس الوزراء نوري المالكي للحليف السوري نقلة نوعية، حيث تم إطلاق حملة تطوع ضخمة في بغداد وست محافظات شيعية للقتال الى جانب كتائب الاسد.
وافادت مصادر مطلعة في تصريح صحيفة "المستقبل" ان "ناشطين في ميليشيات موالية لطهران اطلقوا حملة تطوع شعبية خلال الاسبوع الماضي في مناطق عدة من بغداد وفي البصرة وذي قار وميسان والنجف وكربلاء والديوانية بهدف دعم القوات النظامية السورية والقتال الى جانبها"، مشيرة الى ان "عدد المتطوعين بلغ نحو 30 الف متطوع حتى الآن، في وقت لا تزال الحملة مستمرة".
واوضحت المصادر ان "مراكز التطوع في المحافظات المذكورة تستقبل طلبات التطوع بمعرفة السلطات العراقية التي تتغاضى عن تلك الحملات، لا سيما مع وجود فتاوى من رجال دين شيعة، بينهم المرجع الشيعي محمد اليعقوبي الذي اباح القتال في سوريا الى جانب قوات الاسد تحت عنوان حماية المقدسات الشيعية".
وأكدت المصادر ان "دفعة اولى من المقاتلين انطلقت فعلاً قبل يومين الى سوريا حيث يُنتظر ان يتم ارسال المزيد خلال الايام المقبلة خصوصاً مع تصاعد حدة القتال بين جيش الاسد والجيش السوري الحر"، مشيرة الى ان "لافتات انتشرت في العديد من المدن العراقية تحض الشباب العراقيين على التطوع للقتال في سوريا".
ولفت المصادر الى ان "القائمين على حملة التطوع ينتمون الى ميليشيا عصائب اهل الحق وكتائب حزب الله المواليتين لايران، فيما اتخذ التيار الصدري (بزعامة السيد مقتدى الصدر) موقفاً حيادياً حيث لم يمنع او يجيز لاتباعه التطوع للقتال خشية من تداعيات تورط شيعة العراق في الصراع السوري".
ميدانياً، قال ناشطون إن عناصر الجيش الحر تمكنوا من السيطرة على قرية آبل في القصير بريف حمص، كما تمكنوا من قطع طريق صحراوي يربط بين محافظتي حماه وحلب ويخوضون معارك عنيفة مع القوات النظامية التي تحاول إعادة السيطرة عليه، فيما قال ناشطون إن بلدات في ريف حماه تعرضت فجر أمس لقصف صاروخي عنيف.
وبحسب الناشطين فإن عملية السيطرة على قرية آبل جاءت بعد اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات الأمن والشبيحة منذ ليلة أول من أمس واستطاع خلالها الجيش الحر السيطرة على البلدة وقتل أكثر من ثلاثين عنصرا من الأمن والشبيحة وجرح ستين آخرين.
وتتزامن التطورات في ريف القصير مع معارك عنيفة تخوضها القوات النظامية مع مقاتلين معارضين في محاولة منها لإعادة فتح طريق إمداد إستراتيجية بين محافظتي حماه وحلب، بعدما أعاد المقاتلون قطعها الليلة قبل الماضية.
وقالت مصادر المعارضة إن مقاتلي المعارضة تمكنوا من قطع الطريق الإستراتيجي بين حماه وحلب بعد السيطرة على حاجزي القبتين وأم عامود إثر اشتباكات عنيفة تدور في المنطقة منذ عدة أيام.
وتعرف الطريق التي أعاد مقاتلو المعارضة قطعها باسم "طريق البادية"، وتمتد من السلمية في حماه وسط البلاد إلى مطار حلب الدولي.
وفي تطور آخر قالت لجان التنسيق المحلية إن بلدات في ريف حماه تعرضت فجرا لقصف صاروخي عنيف مصدره مطار حماه العسكري. وقد بثت مواقع الثورة السورية على الإنترنت صورا تظهر سكانا من بلدة حلفايا بريف حماه وهم يفرون بسبب قصف قوات النظام التي تتهم بارتكاب مجزرة جديدة في البلدة ذهب ضحيتها أكثر من ثلاثين شخصاً.
وأكد ناشطون أن قوات النظام استهدفت البلدة من كل الحواجز الموجودة في المنطقة، حيث تعاني البلدة من حصار شديد من قبل الجيش النظامي.
وقالت لجان التنسيق المحلية إن الجيش الحر استهدف حي عش الورور بدمشق الذي يعد من معاقل مليشيات الشبيحة، وتمكن من صد محاولتهم اقتحام حي برزة، كما أفادت شبكة شام بأن قوات النظام قصفت أحياء برزة وجوبر والحجر الأسود وأحياء دمشق الجنوبية.
وتسعى قوات النظام للسيطرة على منطقة الشيخ سعيد بمدينة حلب لفك الحصار عن وحداتها العسكرية، بينما أكدت شبكة شام تجدد القصف على حيي بستان القصر والخالدية تزامنا مع الاشتباكات.
واستهدف الثوار مطار الطبقة العسكري بمحافظة الرقة (وسط) بقذائف الهاون، كما أجبروا قوات النظام على التراجع من أطراف بلدة خربة غزالة بدرعا.
 
«برميل البارود» ينفجر على الحدود السورية - التركية
الحياة...موسكو- رائد جبر
لندن، بيروت، الدوحة، إسطنبول، أنقرة - «الحياة»، رويترز - أ ف ب، أ ب - بعد ايام من التوتر في مدينة الريحانية التركية قرب الحدود السورية بين اللاجئين السوريين واهالي المنطقة على خلفية مذهبية وسياسية، انفجر «برميل البارود» في سلسلة من السيارات المفخخة ما ادى الى مقتل 40 وجرح عشرات الاشخاص.
وفيما قال نائب رئيس الوزراء التركي بولنت آرينج ان الحكومة السورية «مشتبه فيه طبيعي» في الانفجارات، أوضح رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان انها قد تكون مرتبطة بالصراع في سورية او بعملية السلام بين انقرة و «حزب العمال الكردستاني» بزعامة عبدالله اوجلان.
وقال اردوغان، الذي يتوجه بعد ايام الى واشنطن للقاء الرئيس باراك اوباما للبحث في الملف السوري وعملية المصالحة مع الاكراد، للتلفزيون التركي «إننا نمر في أوقات حساسة حيث بدأنا عهداً جديداً لحل القضية الكردية. وهؤلاء الذين لا يستطيعون استيعاب هذا العهد الجديد، يمكن أن يقدموا على مثل هذه الأفعال».
وزاد: «هناك قضية حساسة أخرى، وهي أن إقليم هاتاي (الذي وقعت فيه الانفجارات) يقع على الحدود مع سورية، وهذه الأفعال ربما نفذت لإثارة تلك الحساسيات». وقال وزير الداخلية التركي معمر غولر ان الهجمات «استفزاز» لتقويض عملية السلام التي بدأتها انقرة قبل شهور عدة مع المتمردين الاكراد.
ودان «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، الذي بدأ اجتماعاته في إسطنبول امس، «الهجمات الإرهابية» في الريحانية. وأكد في بيان «وقوفه وأبناء سورية جميعاً إلى جانب الحكومة التركية والشعب التركي الصديق». وأضاف ان الهجمات «تهدف إلى الانتقام من الشعب التركي، ومعاقبته على مواقفه المشرفة واستقباله اللاجئين السوريين الذين فروا من جرائم النظام في قراهم ومدنهم، ويعتبرها محاولة يائسة وفاشلة لإيقاع الشقاق بين الشعبين».
وأفاد مراسل «الحياة» في أنقرة ان الريحانية بدت اخيراً كـ «برميل بارود» في انتظار الانفجار في اي لحظة مع تزايد التوتر بين أبنائها وغالبيتهم من العلويين، واللاجئين السوريين وغالبيتهم من السنّة. وأطل هذا التوتر برأسه فور حصول التفجيرات، اذ خرج عشرات الاتراك للتظاهر ضد وجود السوريين على أرضهم وتدخل تركيا في الملف السوري وهاجموا بعض المارة من السوريين.
وأشارت الاستخبارات التركية في وقت سابق الى وجود عناصر للاستخبارات السورية بين اللاجئين، يسعون الى توتير الوضع، خصوصاً بعد حرق اشخاص علم تركيا في الريحانية. وحذر عدد من السياسيين في المعارضة من انفلات الوضع في هاتاي (اسكندرون) ذات الغالبية العلوية مع وجود عدد كبير من السوريين هناك وأجهزة المخابرات الدولية او انتقال التوتر الطائفي اليها. وكان موقع «بي بي سي» باللغة التركية نشر تحقيقاً قال فيه ان أحد «الشبيحة» الذين شاركوا في «مجازر» بانياس غرب سورية هو من علويي تركيا.
وفي موسكو استبعد مصدر روسي انعقاد المؤتمر الدولي (جنيف - 2) قبل نهاية الشهر الجاري. وعزا المصدر القريب من الكرملين وشارك في المحادثات الروسية البريطانية قبل يومين في سوتشي، ذلك إلى «وجود عدد كبير من النقاط الخلافية التي لم يتم تذليلها». وقال ان لقاء رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون مع الرئيس اوباما المقرر في واشنطن غداً «سيحدد بعض الامور. وبعد ذلك، ستجري اتصالات موسعة بين كل الاطراف. وأعتقد ان تحديد اطار زمني امر مبكر جداً. إنه أمر صعب، وليس واقعياً». وأشارت مصادر اخرى الى ان احد الامور التي تشكل تحدياً امام انعقاد المؤتمر هو «عقدة» مشاركة ايران فيه، بسبب رفض «الائتلاف الوطني» ودول عربية ذلك لدورها في الصراع الى جانب النظام.
ونقلت المعارضة السورية عن السفير الاميركي لدى سورية روبرت فورد قوله لرئيس «المجلس العسكري في حلب» العقيد عبدالجبار العكيدي ان النظام السوري لن ينحو باتجاه الحل السياسي ما لم تتغير موازين القوى على الارض، فيما دعا حزب معارض الدول الغربية الى دعم المعارضة بـ «السلاح النوعي» لانجاح المؤتمر الدولي الذي دعت موسكو وواشنطن لعقده في الاسابيع المقبلة.
وفي وسط سورية، شنت القوات النظامية هجوماً على مقاتلين معارضين في محاولة منها لإعادة فتح طريق إمداد استراتيجية بين محافظتي حماة في وسط البلاد وحلب شمالاً، بعدما أعاد المقاتلون قطعها ليل امس باعتبار انها تشكل خط امداد الى مطاري حلب الدولي والنيرب العسكري شرق حلب.
وفيما دارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة وبين عناصر من القوات النظامية واللجان الشعبية المؤيدة لها وعناصر من «حزب الله» اللبناني على أطراف مدينة القصير في ريف حمص الغربي قرب الحدود اللبنانية، مع قصف براجمات الصواريخ والمدفعية من قبل القوات النظامية على المدينة، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل سبعة عناصر من القوات النظامية إثر هجوم شنه مقاتلون معارضون على حاجز في قرية آبل في ريف حمص، التي كانت القوات النظامية سيطرت عليها. وتزايدت الكتائب المقاتلة على أجزاء كبيرة من قرية آبل، وسط أنباء عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف القوات النظامية.
وفي دمشق، تعرض مخيم اليرموك جنوب العاصمة لقصف جوي من قبل القوات النظامية عند منتصف ليل الجمعة-السبت، ما أدى إلى تصاعد ألسنة اللهب في سماء المخيم. ودارت اشتباكات في محيط مبنى إدارة المركبات التابعة للجيش النظامي بين مدينتي عربين وحرستا في الغوطة الشرقية.
في غضون ذلك، كان لافتاً اعلان «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة» بزعامة احمد جبريل ومنظمة سورية بدء تشكيل وحدات قتالية لـ «تحرير» هضبة الجولان السورية المحتلة من قبل اسرائيل منذ 1967، بعد اعلان مصادر سورية عن السماح للمنظمات بالعمل في الجولان رداً على غارات اسرائيلية قرب دمشق الاسبوع الماضي. وأفادتا في بيانين منفصلين انهما فتحتا باب التطوع امام كل المواطنين السوريين في تشكيلهما المقاوم وأن كلاً منهما شكلت القيادة العسكرية لتنفيذ هذه المهمة.‏
ونفى عضو المكتب التنفيذي في « المجلس الوطني السوري» المعارض أن يكون هناك تأجيل لانتخاب رئيس جديد لـ»الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» ، وقال إن ما ورد على صفحته في فايسبوك هو «»تأجيل انتخاب رئيس جديد للمجلس الوطني السوري الى الثامن من حزيران (يونيو) المقبل».
وأضاف أن السفير الاميركي السابق في سورية روبرت فورد اجتمع مع الأمين العام للائتلاف مصطفى الصباغ ورئيس الحكومة الموقتة غسان هيتو في اسطنبول ولم يجتمع مع ممثلي « اعلان دمشق» في الائتلاف، وأكد أن فورد « جاء ليضع ( من اجتمع معهم ) في صورة اجتماع وزير الخارجية الاميركي وليم كيرى ونظيره الروسي سيرغي لافروف واجتماع كييري والرئيس الروسي بوتين، وقال لـ» الحياة» ان فورد «أكد أن الموقف الأميركي لم يتغير «في شأن رؤيته للوضع والنظام السوري.
 
 
أكثر من 40 قتيلا و100 جريح في تفجيرين انتحاريين بتركيا وتحذيرات من «الحساسيات الإثنية والطائفية وقد » وقعا في بلدة الريحانية.. وسوريا «مشتبه به طبيعي»

بيروت: ثائر عباس أنقرة: «الشرق الأوسط» ... شهدت تركيا أمس «أسوأ كوابيسها» مع استهداف إحدى بلداتها الحدودية بتفجيرين كبيرين، أوقعا أكثر من 40 قتيلا و100 جريح، بينهم 29 في حالة خطر شديد، مما قد يرفع عدد الضحايا خلال الساعات المقبلة.
وعلى الرغم من امتناع المسؤولين الأتراك عن الإشارة إلى النظام السوري بشكل مباشر «بانتظار التحقيقات»، بعث توقيت ومكان التفجير أكثر من رسالة إلى الداخل التركي، أهمها اللعب على «الحساسيات الطائفية»، لأن التفجير وقع في بلدة سكانها عرب سنة من المؤيدين للمعارضة السورية في إقليم تتعدد فيه الانتماءات الطائفية التي تتطابق مع الانتماءات الطائفية السورية، المكونة بشكل أساسي من سنة وعلويين ومسيحيين.
وكشف كبير مستشاري الرئيس التركي إرشاد هورموزلو لـ«الشرق الأوسط» عن معلومات نقلتها السلطات في «ولاية هاتاي» التي وقع فيها الانفجار عن احتمال كون التفجيرين انتحاريين.
وقال هورموزلو إن المعلومات تحدثت عن اكتشاف جثة مواطن سوري الجنسية في إحدى السيارتين كان صاحبها مربوطا بحزام الأمان، مما يرجح فرضية التفجير الانتحاري. ورفض هورموزلو توجيه الاتهام إلى النظام السوري أو غيره، بانتظار انتهاء التحقيقات، لكنه قال إن تركيا «دولة قوية قادرة على حماية مواطنيها، وهي سوف تلاحق الجناة أينما كانوا، وسينالون عقابهم العادل»، مشددا على أن بلاده «لن تهتز إرادتها بسبب حوادث مفتعلة، هدفها إشاعة الرعب وإثارة الحساسيات الإثنية والحساسيات بين الأطياف (الطوائف) المختلفة في هذه المنطقة».
وتحدث المسؤول التركي عن «خيوط معينة»، تكونت لدى أجهزة الأمن والاستخبارات التركية، موضحا أن هذه الخيوط «تؤشر في اتجاه معين»، رافضا الكشف عن ماهيته. لكنه أكد في المقابل أن مثل هذه الحوادث «لن تخيف تركيا ولن تجعلها تتوانى في التعبير الصريح والواضح عن موقفها من الأحداث (السورية) ولن تتوقف عن دعم ما تراه عادلا من القضايا».
وعلى الرغم من أن الناطق بلسان الخارجية التركي ليفنت جمركجي رفض في اتصال مع «الشرق الأوسط» الحديث عن «مسؤوليات» في موضوع التفجير، لكنه أكد أن بلاده سوف تقوم برد قاسٍ على أي طرف أو دولة تظهر التحقيقات تورطها في الجريمة. وأفادت قناة «سكاي نيوز» بأن تركيا هددت «برد قاسٍ»، إذا ثبت تورط الحكومة السورية في تفجيرات الريحانية بهتاي، بينما قال نائب رئيس الوزراء التركي إن الحكومة السورية مشتبه به طبيعي في هذه التفجيرات. وصرح نائب رئيس الوزراء التركي، بولنت أرينج لتلفزيون «إن تي في» أن النظام السوري «بأجهزته السرية وجماعاته المسلحة هو بالتأكيد أحد المشتبه بهم المعتادين على التحريض على مثل هذه المؤامرة الفظيعة وتنفيذها».
وبدوره، تحدث رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عن هذه «الحساسيات». وقال إن هجمات السيارات الملغومة قد تكون ذات صلة بالصراع الدائر في سوريا أو بعملية السلام بين أنقرة والمتمردين الأكراد. وقال في تصريحات بثها التلفزيون التركي: «إننا نمر بأوقات حساسة، حيث بدأنا عهدا جديدا يشهد عملية حل القضية الكردية. وهؤلاء الذين لا يستطيعون استيعاب هذا العهد الجديد.. يمكن أن يقدموا على مثل هذه الأفعال». وأضاف: «هناك قضية حساسة أخرى، وهي أن إقليم هاتاي (الذي وقعت فيه الانفجارات) يقع على الحدود مع سوريا، وهذه الأفعال ربما نفذت لإثارة تلك الحساسيات».
وكانت سيارتان مفخختان انفجرتا، بعد ظهر أمس، في قلب بلدة «الريحانية» أو ريحانلي، وفقا لاسمها التركي، وهي بلدة حدودية يقع عند طرفها الشرقي معبر يؤدي إلى سوريا، حصل عنده تفجير مشابه في شهر فبراير (شباط) الماضي، حيث انفجرت سيارة مفخخة عند المعبر نفسه، وألقت تركيا بمسؤولية الهجوم الذي أسفر عن مقتل 17 شخصا، وإصابة 30 آخرين على السلطات السورية.
وأكد وزير الداخلية التركي معمر غولر أن حصيلة التفجيرين مرشحة للارتفاع، لأن 29 مصابا أصيبوا بجروح بالغة، متحدثا عن «استفزاز» يهدف إلى تقويض عملية السلام التي بدأتها أنقرة قبل أشهر عدة مع المتمردين الأكراد.
وقد انفجرت السيارتان أمام مبنى البلدية ومكتب البريد في البلدة، مما أدى إلى وقوع دمار كبير في المنطقتين. وأرسلت السلطات التركية العشرات من سيارات الإطفاء وسيارات الإسعاف إلى المكان لإجلاء المصابين، كما عملت المروحيات على نقل الحالات الصعبة إلى مستشفيات أكثر تجهيزا في داخل تركيا.
وقد أدى الانفجار إلى تضرر مبنى البلدية، بينما أفاد شهود عيان بانهيار مبنى خشبي قديم قريب من البلدية، بينما انقطع التيار الكهربائي بالكامل عن المنطقة المتضررة. وبدأ عدد من أهلي البلدة بمغادرتها خوفا من تفجيرات أخرى. وأفادت وسائل إعلام تركية عن شجارات بين سكان محليين ومواطنين سوريين، متحدثة عن ارتفاع في التوتر بين الجانبين.
ولم تعلن أي جهة حتى الآن المسؤولية عن الهجوم، لكن وزير الخارجية أحمد داود أوغلو حذر من «اختبار قدرة تركيا»، وقال إنه سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة.
وقال داود أوغلو للصحافيين خلال زيارته لبرلين: «يجب أن لا يحاول أحد اختبار قدرة تركيا. وستتخذ قواتنا الأمنية جميع الإجراءات الضرورية».
وأدان الائتلاف الوطني السوري «الهجمات الإرهابية التي وقعت في مدينة الريحانية جنوب تركيا»، مؤكدا «وقوفه وأبناء سوريا جميعا إلى جانب الحكومة التركية والشعب التركي الصديق».
ورأى الائتلاف أن «هذه الجريمة الإرهابية النكراء تهدف إلى الانتقام من الشعب التركي، ومعاقبته على مواقفه المشرفة في الوقوف إلى جانب الشعب السوري، واستقباله للاجئين السوريين الذين فروا من جرائم النظام في قراهم ومدنهم»، معتبرا أنها «محاولة يائسة وفاشلة لإيقاع الشقاق بين الشعبين».
وتأتي تفجيرات السبت بعد يومين من تصريحات لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قال فيها إنه يعتقد أن النظام السوري استخدم أسلحة كيماوية وتجاوز «الخط الأحمر»، الذي حدده الرئيس الأميركي باراك أوباما، وعشية زيارة سيقوم بها أردوغان إلى واشنطن، حيث سيكون الملف السوري بندا أول على جدول أعمالها.
ونددت الولايات المتحدة بشدة بالتفجير المزدوج الذي تم بسيارتين ملغومتين وأسفر عن مقتل نحو 40 شخصا في بلدة ريحانلي التركية قرب الحدود مع سوريا، أمس، وتعهدت بالتضامن مع تركيا في تحديد الجناة.
* الريحانية بلدة سنية في محيط علوي
* الريحانية هي إحدى مدن محافظة هاتاي المعروف سابقا باسم لواء إسكندرون الذي فصل عن سوريا في عام 1937 بقرار من عصبة الأمم وضم إلى تركيا في عام 1939، بناء على استفتاء أجري بإشراف سلطات الانتداب الفرنسي. وتقع البلدة في سهل العمق على الطريق الواصلة من حلب إلى أنطاكية، وتبعد 5 كيلومترات عن الحدود بين سوريا وتركيا عند معبر باب الهوى في محافظة إدلب.
تقابلها من الجانب السوري للحدود الحالية مدينتا حارم وكفر تخاريم في محافظة إدلب. غالبية سكان المدينة من العرب السنة، في حين أن معظم مناطق اللواء الأخرى ذات غالبية علوية. وتشتهر منطقة الريحانية بزراعة القطن والحبوب.
 
«الحر» يتقدم في مطاري منغ ودمشق الدولي ويفقد السيطرة على ريف القصير.. مقاتلون: كثافة القصف على داريا وجوبر اضطرنا للانسحاب حفاظا على المدنيين

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: نذير رضا ... تتفاوت التقديرات بشأن تقدم الجيش السوري الحر في معارك تلف أنحاء سوريا منذ 27 شهرا؛ إذ مقابل إعلان نظام الرئيس بشار الأسد استعادة سيطرته على مواقع خسرتها في وقت سابق في محافظات حلب وحماه وحمص وريف دمشق، تؤكد المعارضة أن قواتها تحقق مزيدا من التقدم، خصوصا في جبهات دمشق ودرعا، وأن ما يثبط تقدمها في بقية المناطق هو «قلة السلاح ومواقع المعارك المكتظة بالسكان».
وتشير خارطة التطورات في سوريا إلى تقدم محدود للجيش السوري الحر في دمشق وحلب ودرعا، بعد أن تحقق التطور الأكبر خلال الشهرين الماضيين على جبهتي دير الزور والرقة. وفي المقابل، برز تطور لافت لتقدم الجيش النظامي في ريف القصير، بعد دخول المعركة، التي يشارك فيها حزب الله إلى جانب القوات النظامية شهرها الثاني. وعدا ذلك، تقول المعارضة إن استعادة سيطرة القوات الحكومية على بساتين كفرسوسة وتخوم داريا والمعضمية، وأحياء حلب المتاخمة لمطار النيرب «بسبب انسحاب مقاتلي الحر حفاظا على أرواح المدنيين».
وعلى جبهة حلب، سجل للجيش الحر تقدم ملموس في مطار منغ العسكري، إذ سيطرت قوات المعارضة على المدرج ونقاط الحراسة ومواقع حمايته. ويؤكد عضو المجلس الأعلى لقيادة الثورة في حلب ياسر نجار لـ«الشرق الأوسط» أن «القوات النظامية لم تعد تسيطر في المطار إلا على 3 أبنية متلاصقة؛ هي مبنى الإدارة، ومبنى الحركة، ومضافة الطيارين». ويشير النجار إلى أن «برج المراقبة متوقف عن الحركة، وبات المطار بأكمله معطلا، بعدما ضرب الطيران الحربي النظامي كامل مدرجات المطار، غير آبه لجنوده المحاصرين فيه». وفي الجبهة الشرقية لحلب، التي تدخل منطقة الديرية من ضمنها، إلى جانب مشفى الأمراض العقلية، يقول النجار إن الجيش الحر «نفذ عمليات نوعية». أما الجبهة الشمالية، فشهدت «محاولة من القوات النظامية لاستعادة السيطرة على اللواء الـ80 التي فقدت السيطرة عليه قبل فترة، لكنها فشلت».
ويحصل التقدم الوحيد للقوات النظامية، بحسب النجار، «على الجبهة الجنوبية، إذ استعاد منطقة الشيخ سعيد والنيرب، كونه الممر الوحيد لمطار حلب الدولي في النيرب، وما لبث أن انسحب الجيش النظامي منها، لكن المنطقة لا تزال تحت سيطرته، كما سيطر على مبنى الإسكان في الشيخ سعيد، الذي يتعرض لقصف بقذائف الهاون من قبل الجيش الحر». وفي قلب المدينة، يبدو أن هناك هدنة غير معلنة بين الطرفين المتقاتلين، رغم أن الجيش الحر «يسيطر على نحو 70 في المائة من المدينة»، كما يقول النجار. ويشرح: «غداة كل تقدم للجيش الحر، يضطر للانسحاب بسبب مشكلة الذخيرة، حيث لا يستطيع تعويض ذخيرته التي يفقدها أثناء الهجوم، ما يضطره للانسحاب»، لافتا إلى أن ذلك «وقع فعلا على جبهتي مطار النيرب ومطار كويريس».
وفي دمشق، حققت قوات المعارضة تقدما ملموسا على جبهة المطار، بموازاة انسحابها من بعض المواقع في الغوطة الغربية. ويؤكد القيادي الميداني المعارض في الجبهة الجنوبية النقيب علاء الباشا لـ«الشرق الأوسط»، أن الجيش الحر «يسيطر على منطقة قصر المؤتمرات في المنطقة القريبة من النزهة، على خط مطار دمشق الدولي، كما أحرز تقدما في عدرا عبر سيطرته على بعض النقاط العسكرية». ويشير إلى تقدم للحر في مخيم اليرموك والمناطق المتاخمة له، من ضمنها السيطرة على شارع 30 بعد مواجهات أفضت لسيطرة المعارضة على المنطقة.
أما على جبهة داريا، فينفي الباشا أن يكون الجيش الحر فقد السيطرة على المنطقة، إذ يؤكد أن «انسحابنا من بساتين كفرسوسة والمعضمية وبساتين داريا، كان تكتيكيا، بعدما كثف الجيش النظامي القصف المدفعي ودفع بتعزيزات إلى المنطقة». وقال إن الانسحاب «كان بهدف الحفاظ على أرواح الثوار». ويشار إلى أن المنطقة «لا تزال تشهد اشتباكات ومعارك كر وفر، وهو ما يحدث على جبهة جوبر وسوق الهال، حيث جرى الانسحاب بهدف حماية أرواح المدنيين». وإلى الجنوب، سجلت سيطرة قوات المعارضة على مرصدين للجيش السوري في القنيطرة، من أصل 4 مراصد لمراقبة الجولان. وفي درعا، جنوب البلاد، أعلنت المعارضة تقدمها على جبهة خربة غزالة. ويقول الباشا إن الجيش الحر «يسيطر على كامل أحياء المدينة، كما يسيطر على الأوتوستراد القديم الذي يربط دمشق بالحدود مع الأردن». لكن المعارضة، وتحديدا مقاتلي لواء اليرموك، «اضطروا للانسحاب من معبري (ناصيف) و(جابر) الحدوديين مع الأردن بعد السيطرة عليها» كي لا تقع مشكلة دبلوماسية بين الأردن وسوريا. ويؤكد الباشا أن الإنجازات التي تحققت خلال الفترة الأخيرة، تمثلت في تنفيذ عمليات اغتيال بحق ضباط كبار، بينهم «مدير سجن صيدنايا» وقائد لواء أبو العباس المعروف بـ«أبو عجيب».
ومقابل الإنجازات والإخفاقات، لا تزال جبهة إدلب على حالها، رغم الاشتباكات المتفرقة التي تحدث، والقصف الجوي لمواقع المعارضة. وتقول مصادر الجيش الحر في إدلب لـ«الشرق الأوسط»، إن المعارضة «تحشد للسيطرة على المدينة». وتشير المصادر إلى أن مقاتلي المعارضة في إدلب وحماه «التحموا في معركة (الجسد الواحد)، ما اضطر الجيش النظامي لتوجيه ضربات عنيفة بالمدفعية وسلاح الجو، وخصوصا على منطقة حمشايا والمنطقة الشرقية في حماه التي أجبر القصف فيها المعارضة على الانكفاء بعد السيطرة عليها».
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن القوات النظامية سيطرت أمس على بلدات خطاب والقصابية وتل حسن وزور جديد وزور المسالق وزور الناصرية في ريف حماه. وفي حمص، أعلنت المعارضة سيطرتها على قرية ابل بريف حمص، وهي بوابة حمص الجنوبية، مقابل خسارتها مواقع كثيرة في ريف القصير، وسط تحذيرات من سقوط هذه المنطقة بأكملها، ما يسهل سيطرة النظام على حمص بأكملها.
وتواصلت الاشتباكات في القصير والقرى الواقعة شرق المدينة بين الجيشين الحر والنظامي، بعد سيطرة القوات النظامية على القرى الجنوبية المتاخمة للحدود اللبنانية، والغربية والشمالية المتاخمة لأوتوستراد طرطوس - دمشق. وإذ تؤكد مصادر معارضة من المدينة لـ«الشرق الأوسط» أن بعض أحياء القصير «تحولت إلى كتلة من الركام نتيجة القصف العنيف الذي تتعرض له»، تشير إلى وصول تعزيزات من الجيش الحر إلى محيط المدينة للقتال إلى جانب مقاتلي المدينة، لافتة إلى أن التعزيزات «أرسلها لواء الإسلام وكتائب معارضة أخرى».
وتؤكد المصادر أن المنطقة تشهد «معارك كر وفر بين الجيشين النظامي والحر»، مؤكدة أن المعارضة «تستشرس لعدم سيطرة القوات الحكومية على المنطقة وريفها الشرقي، لأنه ذلك من شأنه أن يسهل سقوط مدينة حمص بأيدي النظام»، علما أن ريف القصير يعتبر ممرا آمنا للمسلحين المعارضين الذين يقاتلون في حمص، كون المنطقة ريفية وغير مأهولة، وتتيح لهم الاستراحة وشن الهجمات على القوات النظامية.
 
الجيش السوري يسعى لفتح طريق استراتيجية تربط الوسط بالشمال
لندن، اسطنبول، بيروت، انقرة- «الحياة»، رويترز، ا ف ب
شنت القوات النظامية السورية هجوماً على مقاتلين معارضين في محاولة منها لإعادة فتح طريق إمداد استراتيجية بين محافظتي حماة في وسط البلاد وحلب شمالاً، بعدما أعاد المقاتلون قطعها ليل امس. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لـ «فرانس برس»، إن اشتباكات عنيفة دارت امس بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية، التي حاولت اعادة فتح طريق حماة-حلب، ذلك غداة تمكن المقاتلين من قطع الطريق الاستراتيجي بين حماة وحلب بعد السيطرة على حاجزي القبتين وأم عامود إثر اشتباكات عنيفة تدور في المنطقة منذ أيام عدة».
وتعرف الطريق التي اعاد المقاتلون المعارضون قطعها باسم «طريق البادية»، وتمتد من السلمية في حماة إلى مطار حلب الدولي. وكانت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية أعلنت في آذار (مارس) الماضي أنها «أعادت الأمن والاستقرار» إلى القرى الواقعة على هذه الطريق، ومنها أم عامود والقبتين.
وفي حمص وسط البلاد، أفاد المرصد عن اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة وبين عناصر من القوات النظامية واللجان الشعبية المؤيدة لها وعناصر من «حزب الله» اللبناني على أطراف مدينة القصير قرب الحدود اللبنانية، التي «تتعرض لقصف براجمات الصواريخ والمدفعية من قبل القوات النظامية».
وفي الريف الجنوبي لحمص، أفاد المرصد عن مقتل سبعة عناصر من القوات النظامية إثر هجوم شنه مقاتلون معارضون على حاجز في قرية آبل التي كانت القوات النظامية سيطرت عليها. وفيما قالت المعارضة إن مقاتليها سيطروا على البلدة، أفادت مصادر موالية للنظام أن آبل «لا تزال آمنة». وقال المرصد إن الطيران الحربي شن غارات جوية على قريتي آبل والبويضة الشرقية، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة، مشيراً إلى أن الكتائب المقاتلة على أجزاء كبيرة من قرية آبل، وسط أنباء سقوط قتلى وجرحى في صفوف القوات النظامية.
وفي دمشق، تعرض مخيم اليرموك جنوب العاصمة لقصف جوي من قبل القوات النظامية عند منتصف ليل الجمعة-السبت، ما أدى إلى تصاعد ألسنة اللهب في سماء المخيم. ودارت اشتباكات في محيط مبنى إدارة المركبات التابعة للجيش النظامي بين مدينتي عربين وحرستا في الغوطة الشرقية، في حين تعرضت مدينة زملكا للقصف من قبل القوات النظامية رافقها اشتباكات عند أطراف المدينة من جهة المتحلق الجنوبي.
ودارت مواجهات في مدينة المعضمية جنوب دمشق، وعند مدخل بلدة بيت سحم قرب الجولان رافقها قصف من قبل القوات النظامية.
وفي شمال غربي البلاد، قتل عنصر من الكتائب المقاتلة خلال اشتباكات مع القوات النظامية في محيط معسكر القرميد في ريف إدلب، وأعلن مقتل قائد إحدى الكتائب ومرافقه في قرية أم عامود في الريف الشرقي لحلب، نتيجة انفجار لغم بهما، حيث لغّمت القوات النظامية الطرق الزراعية والرئيسية خلال اقتحامها للقرية، وفق المرصد السوري.
وفي شمال شرقي البلاد، سمعت أصوات إطلاق نار كثيف بعد منتصف ليل الجمعة-السبت في معبر اليعربية الحدودي مع العراق والذي يسيطر عليه عناصر من الكتائب المقاتلة.
 
فورد: الأسد لن يقبل الحل السياسي قبل تغيير موازين القوى على الأرض
لندن - «الحياة»
قالت مصادر في المعارضة السورية ان السفير الاميركي لدى سورية روبرت فورد أبلغ رئيس «المجلس العسكري في حلب» العقيد عبدالجبار العكيدي ان النظام السوري لن ينحو باتجاه الحل السياسي ما لم تتغير موازين القوى على الارض، فيما دعا حزب معارض الدول الغربية الى دعم المعارضة بـ «السلاح النوعي» لانجاح المؤتمر الدولي الذي دعت موسكو وواشنطن لعقده في الاسابيع المقبلة.
وكان فورد التقى العكيدي داخل الاراضي السورية بعد دخوله من معبر باب السلامة مع تركيا. وقالت المصادر ان اللقاء تناول «تسليح الجيش الحر ورفع الحظر عن تسليح الثوار، وطالب العكيدي الولايات المتحدة وحلفاءها برفع الحظر المفروض على إمداد الجيش الحر بالسلاح والعمل على توفير الأسلحة النوعية للثوار من أجل مواجهة جرائم النظام».
ونقلت المصادر عن فورد تأكيده موقف واشنطن «الداعي إلى حل سلمي للأزمة السورية» وانه «اشار في الوقت نفسه الى ان موضوع تسليح المعارضة أصبح مطروحاً للنقاش في شكل قوي في واشنطن إن كان على صعيد الكونغرس أو البيت الأبيض». وقال فورد إن بلاده و «هي تدعو الى الحل السلمي، فإنها تدرك أن نظام الأسد لا يمكن أن ينحو باتجاه هذا الحل ما لم تتغير موازين القوى وبشكل واضح على الأرض».
الى ذلك، أعلنت «الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير» بزعامة نائب رئيس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية قدري جميل «ترحيبها بخلاصات المبادرة الروسية - الأميركية المتمثلة بالوصول الى توافق حول حل سياسي لإنهاء الأزمة السورية وفقاً لبيان جنيف الصادر في حزيران (يونيو) الماضي، يبدأ بعقد مؤتمر دولي بمشاركة ممثلين عن النظام وجميع قوى المعارضة في سورية إلى جانب الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بالأزمة السورية، ويتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية شاملة تعمل على تحقيق المصالحة الوطنية وعزل المتشددين الذين يشكلون خطراً على سورية ومنطقة الشرق الاوسط».
وأضافت في بيان انها ستشارك في المؤتمر الدولي المذكور لـ «تحقيق المخرج الآمن من الأزمة الذي طالما دعت إليه بما فيه تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الشاملة».
في المقابل، أعلن «حزب الشعب الديموقراطي» المعارض تأييده «المخرج السياسي السلمي للصراع وبشرطيه الاساسيين: ايقاف القتل وتنحي (الرئيس بشار) الأسد وطغمته عن السلطة» معتبراً هذين الشرطين «ضروريين لإنجاح المؤتمر الدولي المزمع عقده نهاية الشهر الجاري». وأشار في بيان الى ضرورة «الوقوف عند مسألة التمثيل الحقيقي للشعب السوري الثائر، بحيث ينحصر في فعاليات الثورة بوصفها الممثل الحقيقي له، كما يمكن أن ينضم إليها ممثلون عن المعارضة الديموقراطية المنحازة للثورة».
الى ذلك، بدا «الائتلاف الوطني السوري» في اسطنبول امس اجتماعاته للبحث في موضوع توسيعه وضم قوى علمانية والبت في الحكومة الموقتة ورئاسة غسان هيتو لها وانتخاب هيئات سياسية جديدة للتكتل المعارض.
وأفاد موقع «كلنا شركاء» السوري المعارض امس ان النيابة العامة لمحكمة الإرهاب حركت دعوى ضد الرئيس المستقيل لـ «الائتلاف» معاذ الخطيب بجرم «دعم وتشجيع الإرهاب».
وشهدت القاهرة بدء أعمال المؤتمر التأسيسي لـ «القطب الديموقراطي» برئاسة ميشال كيلو ومشاركة شخصيات وقوى علمانية بينها شخصيات انسحبت من «الائتلاف»، ذلك بهدف توحيد الجهود لبناء دولة مدنية وديموقراطية.
وقال كيلو إن «تدشين القطب الاتحاد الديموقراطي الموحد، وأنه صار ضرورة مهمة تفرضها المرحلة الحالية في مسار الثورة السورية». وشدد على أن وحدة الصف السوري صارت الآن ضرورة لا بد منها، إذ صار على السوريين أن يهجروا اختلافاتهم، ويلتقوا في ساحة مشتركاتهم، عبر إقامة قطب أو محور ديموقراطي يضم الأطياف السورية كافة، ويكون لهم جميعاً، بلا أي صراعات أو نزاعات أو مكاسب فردية» ستكون بالتأكيد تافهه».
وتابع ان «إسقاط النظام هو الأساس في الثورة السورية، لكن منع سقوط الدولة هي المهمة الأكثر صعوبة». وقال: «كفى تشتتاً أيها المعارضة الوطنية السورية، فالوطن مدمر والشعب مجزأ جماعات لا سلطة لأحد عليها».
وقال القيادي في «الجيش الحر» العقيد عبدالحميد زكريا انه يؤيد «القطب الديموقراطي»، باعتباره «يعبر عن كل السوريين ولا يعمل وفق أجندات شخصية»، وقال إن «الجيش الحر يريد دولة تعددية تحترم الديانات والطوائف وليس فيها فرق بين هذا وهذا، وأن تقوم على التنوع السياسي والديني والثقافي والعرقي». مؤكداً أن ذلك يضمن قيام «دوله المواطنة».
 
روسيا تكشف عن خلافات تعرقل عقد المؤتمر الدولي بشأن سورية
الحياة...موسكو - رائد جبر
لم تمضِ ايام كثيرة على اجواء التفاؤل التي اشاعها الاعلان عن توافق روسي – اميركي ازاء حل الازمة السورية حتى برز بقوة عدد من المسائل الخلافية التي اعادت النقاش في عدد من التفاصيل إلى نقطته الأولى.
وأعلن مصدر روسي مطلع أمس أنه يستبعد انعقاد المؤتمر الدولي بشأن سورية قبل حلول نهاية الشهر الجاري كما اتفق وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع الرئيس فلاديمير بوتين والوزير سيرغي لافروف الأسبوع الماضي. المصدر الذي وصفته وكالات الأنباء الرسمية بأنه قريب من الكرملين وشارك في المحادثات الروسية – البريطانية قبل يومين في سوتشي، عزا تقديره إلى «وجود عدد كبير من النقاط الخلافية التي لم يتم تذليلها». وقال ان لقاء رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مع الرئيس الأميركي باراك اوباما المقرر في واشنطن غداً «سيحدد بعض الامور. وبعد ذلك، ستجري اتصالات موسعة بين كل الاطراف. وأعتقد ان تحديد اطار زمني امر مبكر جداً. إنه أمر صعب، وليس واقعياً».
بهذه الطريقة تكون الأنظار عادت لتنصب على اللقاء المنتظر بين الرئيسين اوباما وبوتين في ايرلندا الشمالية منتصف الشهر المقبل، باعتباره سيكون «حاسماً على طريق تذليل المسائل الخلافية ووضع خريطة طريق مقبولة من الجانبين لتسوية الملف السوري» كما قال مصدر ديبلوماسي روسي لـ «الحياة» قبل أيام.
وكان الوزيران لافروف وكيري أعلنا بعد محادثاتهما الاخيرة في موسكو قبل ايام عن «توافق روسي – اميركي لحل المشكلة السورية سياسياً». ونص الاعلان المشترك الذي أثار تفاؤل كثيرين على نية الجانبين الدعوة لمؤتمر دولي يشكل الحلقة الثانية من اتفاق جنيف الموقع صيف العام الماضي، ويهدف إلى وضع «آليات عملية لتطبيق ذلك الاتفاق عبر اطلاق نقاش لتشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات في سورية بعد جلوس طرفي النزاع إلى طاولة حوار بإشراف أطراف دولية».
ومنذ اللحظة الأولى شككت أطراف روسية بقدرة «التوافق» على الصمود، برغم اشارة كثيرين إلى أن الهدف الاصلي من اعلان التوافق تم تحقيقه وهو «نقل العلاقات الروسية – الاميركية من مربع الجمود الذي وصلت إليه ودخول مسار الحوار الثنائي حول كل الملفات الخلافية وبينها الموضوع السوري».
لكن الخلافات أطلت برأسها فوراً وخلال المؤتمر الصحافي ذاته، إذ تجنب لافروف الحديث عن العقدة الأساسية بين الطرفين، وهي مصير الرئيس السوري بشار الأسد ودوره المحتمل في الحكومة الانتقالية، بينما قال كيري إنه لا يرى افقاً لمشاركة الأسد في رسم مستقبل البلاد.
كما ترك الوزير الاميركي الباب مفتوحاً امام كل الخيارات، مؤكداً ان موضوع الاسلحة الكيماوية لا يمكن تجاهله. وفور مغادرة كيري موسكو عاد ليؤكد على النقطتين معاً.
وقالت مصادر ديبلوماسية روسية لـ «الحياة» إن موسكو وواشنطن اتفقتا بالفعل على «الحل السياسي وعلى أساس ان يكون اتفاق جنيف قاعدة أساسية للتحرك»، لكنهما «اختلفتا عدا ذلك في كل التفاصيل».
وإضافة إلى «عقدة» مصير الأسد، برزت جملة من الاسئلة الخلافية بينها طبيعة الحكومة الانتقالية وصلاحياتها وآليات تشكيلها، خصوصاً لأن الجانبين لم يتفقا على آلية الدعوة إلى المؤتمر الدولي، ما يضع تساؤلات حول امكانية حضور كل اطياف المعارضة فيه ومشاركتها في الحوار والوصول إلى نتائج.
وبدا للروس أن تركيز الجانب الأميركي خلال الأيام الأخيرة أكثر من مرة على أن «الأسد لن يكون له مكان في سورية الجديدة» يرمي الى طمأنة أطراف المعارضة التي تضع شروطاً مسبقة للحضور إلى طاولة الحوار وممارسة ضغط عليها.
مع ذلك، ظلت مسألة الكيفية التي ستقوم عليها الدعوة للمؤتمر موضوعاً خلافياً، إذ يقتضي كما قال ديبلوماسي غربي في موسكو اشراف مجلس الامن والامم المتحدة على المؤتمر الانتقال بقراراته إلى المنظمة الدولية لتحويلها إلى قرار ملزم لجميع الأطراف.
وهنا لن يكون دور الاسد وصلاحيات الحكومة الانتقالية وحدهما على الطاولة، لأن موسكو أكدت مباشرة عدم نيتها التراجع عن تنفيذ عقود السلاح الموقعة في السابق مع دمشق. واللافت أن موسكو اختارت هذا التوقيت لإعادة الحديث عن نية تسليم دمشق انظمة صاروخية متطورة من طراز «اس 300» المتوسطة المدى، علماً أن روسيا سلمت دمشق في نهاية العام 2011 عدداً من بطاريات هذه الصواريخ. ويشكل موضوع الأسلحة ملفاً خلافياً اضافياً، خصوصاً ان صدور أي قرارات ملزمة عن المؤتمر المقترح سيشمل هذه القضية.
ولم يكن مستغرباً ان تكون الملفات الخلافية بين موسكو وواشنطن هي ذاتها التي برزت خلال محادثات بوتين مع كاميرون أخيراً. وأكد مساعد الرئيس الروسي يوري اوشاكوف امس، ان بلاده مستعدة للتعاون مع بريطانيا من أجل عقد المؤتمر لكنها تنتظر اشارة من الولايات المتحدة التي توجه اليها كاميرون بعد مغادرته موسكو. وأوضح أن الاتصالات والمشاورات تهدف إلى تحديد المشاركين وعددهم، واقرار جدول لأعمال المؤتمر، و «ضرورة تحديد متى واين يعقد وصفة المشاركين فيه والقرارات الايجابية المحتملة». وقال مساعد الرئيس الروسي، ان كاميرون لم يقترح خلال لقائه بوتين عقد المؤتمر في لندن بالذات، وشدد أوشاكوف على أن مكان عقد المؤتمر وعنوانه لا يلعبان دوراً رئيسياً، والمهم هو جوهر مناقشاته.
 
بان مدينًا تفجيري الريحانية في تركيا: المرتكبون يجب أن يساقوا إلى العدالة
إيلاف...أ. ف. ب.   
دان بان كي مون التفجيرين اللذين استهدفا بلدة تركية حدودية وأسفرا عن مقتل 43 شخصًا، وشدد على أن المتسببين فيهما يجب أن يساقوا إلى العدالة، في وقت رجحّت فيه أنقرة أن يكون نظام الأسد من بين المشتبه فيهم الرئيسيين في هذه الاعتداءات.
نيويورك: دان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون التفجيرين اللذين استهدفا بسيارتين مفخختين السبت بلدة الريحانية في جنوب تركيا قرب الحدود مع سوريا، واسفرا عن مقتل 43 شخصًا على الاقل، مؤكدًا ان منفذيهما يجب ان "يساقوا امام العدالة".
وقال مارتن نيسيركي المتحدث باسم بان ان "الامين العام يدين باقسى عبارات الادانة الاعتداءات الدموية"، التي استهدفت مقر بلدية الريحانية في محافظة هاتاي القريبة، وهي بلدة تقع على بعد ثمانية كلم من الحدود مع سوريا.
واضاف ان الامين العام "يدين كل اعمال الارهاب، ويجدد التأكيد على ان ما من شيء ابدا يبرر استهداف المدنيين (...) ويأمل ان يتم التعرف سريعًا إلى المرتكبين، وان يتم سوقهم امام العدالة".
وانفجرت سيارتان مفخختان حوالى الساعة 10:55 ت غ امام مقر بلدية الريحانية الواقعة على بعد ثمانية كلم من مركز حدودي مهم مع سوريا.
اوغلو: مرتكبو اعتداءي الريحانية "سيدفعون الثمن" من اينما أتوا
واكد وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ان مرتكبي التفجيرين اللذين استهدفا بسيارتين مفخختين السبت بلدة الريحانية في جنوب البلاد قرب الحدود مع سوريا واسفرا عن مقتل 43 شخصا على الاقل "سيدفعون الثمن" من اينما أتوا.
وقال الوزير التركي للصحافيين خلال زيارة الى برلين ان "المرتكبين سيدفعون ثمن فعلتهم، سواء أتوا من داخل البلاد أم من خارجها". وكان داود اوغلو اشار في وقت سابق من النهار الى "المصادفة" بين توقيت الاعتداء المزدوج الذي استهدف مقر بلدية الريحانية الواقعة على بعد ثمانية كلم من الحدود مع سوريا، و"تسارع" الجهود الرامية لحل الازمة في سوريا ولا سيما مع الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الى واشنطن الخميس.
وشدد الوزير التركي على ان بلاده لن تغير في سياستها لناحية ايواء اللاجئين السوريين، مؤكدا ان "كل من يلجأ الى هنا فهو ضيفنا". وادلى داود اوغلو بتصريحاته هذه قبيل اعلان وزير الداخلية معمر غولر ان نتائج التحقيق الاولية اظهرت ان التفجيرين نفذهما اشخاص اتوا من داخل تركيا ومرتبطون بتنظيمات موالية للنظام السوري.
وقال الوزير بحسب ما نقل عنه تلفزيون "تي ار تي" الحكومي ان "الاشخاص والتنظيم الذين نفذوا (الاعتداءين) جرى تحديدهم. لقد تبين انهم مرتبطون بتنظيمات تدعم النظام السوري واجهزته الاستخبارية"، مضيفا "بحسب معلوماتنا فان المرتكبين اتوا من الداخل".
 وردا على اسئلة الصحافيين حول احتمال وجود علاقة بين هذه الاعتداءات والنزاع السوري، اعتبر نائب رئيس الوزراء التركي والمتحدث باسم الحكومة بولنت ارينج ان نظام دمشق والرئيس السوري بشار الاسد بين المشتبه فيهم.
هذا وقتل عشرات الأشخاص في هجمات بسيارات ملغومة في بلدة ريحانلي التركية قرب الحدود مع سوريا يوم السبت، فيما اشتبهت أنقرة في تورط نظام الأسد في الاعتداءات.
وأعلن وزير الداخلية التركي معمر غولر ان منفذي هجمات بلدة الريحانية المجاورة لسوريا، والتي اسفرت السبت عن مقتل 43 شخصا، مرتبطون بمجموعات قريبة من النظام السوري، وفق ما نقلت عنه قناة تي آر تي التلفزيونية العامة. وقال غولر في مؤتمر صحافي كما نقل عنه الموقع الالكتروني للقناة "تم تحديد هويات الاشخاص والمنظمة الذين نفذوا (الهجوم). تبين انهم مرتبطون بمجموعات تدعم النظام السوري واجهزة استخباراته".
وقال الوزير بحسب ما نقل عنه تلفزيون "بي ار تي" الحكومي ان "الاشخاص والتنظيم الذين نفذوا (الاعتداءين) جرى تحديدهم. لقد تبين انهم مرتبطون بتنظيمات تدعم النظام السوري واجهزته الاستخبارية". واضاف خلال مؤتمر صحافي في انطاكية ان منفذي الهجوم لم يأتوا من الجانب الاخر من الحدود بل هم موجودون في تركيا. وقال "بحسب معلوماتنا فان المرتكبين اتوا من الداخل".
وبحسب آخر حصيلة رسمية موقتة اعلنها الوزير نفسع فقد اسفر الاعتداء المزدوج عن مقتل 43 شخصا على الاقل واصابة حوالى 100 بجروح، بينهم نحو 30 حالهم حرجة.
وكان نائب رئيس الوزراء والمتحدث باسم الحكومة بولنت ارينجردا قال على اسئلة الصحافيين حول احتمال وجود علاقة بين هذه الاعتداءات والنزاع السوري، ان نظام دمشق والرئيس السوري بشار الاسد بين المشتبه بهم.
وصرح ارينج لتلفزيون "ان تي في" التركي ان النظام السوري "باجهزته السرية وجماعاته المسلحة هو بالتاكيد احد المشتبه فيهم المعتادين على التحريض على مثل هذه المؤامرة الفظيعة وتنفيذها"، مشيرا مع ذلك الى ان التحقيق لا يزال في بدايته.
من جانبه، اوضح نائب رئيس الوزراء بشير اتالاي، الذي شارك في المؤتمر الصحافي في مدينة انطاكية القريبة من الريحانية، ان منفذي الهجمات لم ياتوا من الجانب الاخر من الحدود، بل كانوا موجودين في تركيا. وقال اتالاي "بحسب معلوماتنا، فقد جاء المنفذون من الداخل"، لافتا الى ان عدد قتلى الهجمات ارتفع حتى الان الى 43.
وقالت وكالة الاناضول ان الانفجارين كانا قويين وانهمك المسعفون في البحث عن ناجين تحت الانقاض، لافتة الى تدمير سيارات عدة جراء الانفجارين. كذلك، اصيبت البلدية بخسائر جسيمة، وتسبب الحادث في انقطاع الكهرباء في كل المنطقة التي تجاور الريحانية، بحسب قناة ان تي في الاخبارية.
لاحقا، هز انفجار ثالث البلدة من دون ان تكون له صلة بالانفجارين السابقين، بحسب ما اوضح غولر، الذي قال لقناة ان تي في ان "الانفجار الثالث نتج من انفجار خزان وقود في سيارة" من دون ان يشير الى وقوع ضحايا. وردا على اسئلة الصحافيين حول صلة محتملة بين التفجيرين والنزاع المستمر في سوريا، اعتبر نائب رئيس الوزراء والمتحدث باسم الحكومة بولنت ارينج ان النظام السوري والرئيس بشار الاسد هما بين المشتبه فيهم.
وقال ارينج لقناة ان تي في "مع اجهزة استخباراتهما ومجموعاتهما المسلحة، فان (النظام السوري والاسد) هما بالتاكيد بين المشتبه فيهم التقليديين في تنفيذ مشروع شيطاني مماثل بل والتخطيط له". لكنه تدارك ان التحقيق في التفجيرين لا يزال في بدايته.
وذكر بان السلطات التركية سبق ان حملت الاستخبارات السورية مسؤولية تفجير بوساطة سيارة مفخخة اسفر عن 17 قتيلا و30 جريحا في 11 شباط/فبراير عند معبر حدودي قريب من الريحانية. وقال ارينج ايضا "مهما يكن المخطط او المنفذ، مهما كانت القوة التي يتمتع بها، سنتولى المحاسبة".
من جانبه، لفت وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الى "تزامن" الهجومين مع "تسريع" وتيرة الجهود لحل الازمة السورية، وخصوصا مع زيارة مقررة لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لواشنطن في 16 ايار/مايو. وقال داود اوغلو للصحافيين خلال زيارته لبرلين "ليست مصادفة ان يحصل هذا في مرحلة تتسارع فيها الجهود في العالم اجمع لحل النزاع" في سوريا.
ووجّه الوزير التركي تحذيرا وقال "لقد اتخذت قواتنا الامنية تدابير (...) لن نسمح باستفزازات مماثلة في بلادنا". وشدد اردوغان من جهته على ان "كل وحدات الاستخبارات" مستنفرة لتحديد المسؤولين عن الهجومين.
وقال رئيس الوزراء ان "بعض ممن لا ينظرون بايجابية الى رياح الحرية التي تهب على بلادنا يمكن ان يكونوا ضالعين في هذه الاعمال"، في اشارة الى عملية السلام الراهنة بين انقرة ومتمردي حزب العمال الكردستاني. ودان الائتلاف الوطني السوري "الهجمات الإرهابية" في الريحانية. وقال في بيان انه "يؤكد وقوفه وأبناء سورية جميعاً إلى جانب الحكومة التركية والشعب التركي الصديق".
واضاف ان الهجمات "تهدف إلى الانتقام من الشعب التركي، ومعاقبته على مواقفه المشرفة في الوقوف إلى جانب الشعب السوري، واستقباله للاجئين السوريين، الذين فروا من جرائم النظام في قراهم ومدنهم، ويعتبرها محاولة يائسة وفاشلة لإيقاع الشقاق بين الشعبين".
واعرب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في بيان عن "تضامنه مع الشعب والسلطات التركية". وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ عبر موقع تويتر "نقف الى جانب الشعب التركي". وتستقبل تركيا نحو 400 الف لاجئ ومنشق سوري.
ودان السفير الاميركي في تركيا فرانسيس ريتشياردوني السبت باسم الولايات المتحدة الهجمات "الوحشية" التي وقعت في الريحانية. وفي رسالة تعزية بالضحايا، قال السفير ان "الولايات المتحدة تدين الاعتداءات الوحشية التي وقعت اليوم، وتقف الى جانب الشعب والحكومة التركيين لتحديد هوية المذنبين واحالتهم امام القضاء".
وتقع بلدة الريحانية التي يسكنها نحو 60 الف شخص، جنوب تركيا بالقرب من معبر جيلفيغوزو قبالة معبر باب الهوى السوري.
وشهدت المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا العديد من الهجمات الدامية في النزاع السوري الذي امتد الى تركيا التي كانت حكومتها من اقرب حلفاء الرئيس بشار الاسد، الا انها انقلبت عليه بعد اندلاع الاحتجاجات في البلاد واصبحت من اشد منتقديه.
ففي شهر شباط/فبراير انفجرت سيارة مفخخة عند المعبر نفسه، والقت تركيا بمسؤولية الهجوم على السلطات السورية علما انه ادى الى مقتل 17 شخصا واصابة 30 اخرين.
تاتي تفجيرات السبت بعد يومين من تصريحات لاردوغان قال فيها انه يعتقد ان النظام السوري استخدم اسلحة كيميائية وتجاوز "الخط الاحمر" الذي حدده الرئيس الاميركي باراك اوباما.
كيري يدين التفجيرات "المروعة" في تركيا
هذا ودان وزير الخارجية الاميركي جون كيري التفجيرات "المروعة" التي استهدفت السبت مدينة الريحانية في جنوب تركيا قرب الحدود مع سوريا، واوقعت 43 قتيلا على الاقل، ونسبت الى مجموعات موالية لدمشق .
 
بدأت معركة القصير والجميع خائف من مجازر تطهير جديدة
إيلاف....لوانا خوري          
تتخوف جهات دولية من تكرار مجازر البيضة في مدينة القصير، التي بدأت معركتها اليوم، إثر حصار شديد قام به عناصر حزب الله، مدعومين من الجيش السوري النظامي.
بيروت: بدأت ظهر اليوم السبت معركة القصير الحاسمة، بعدما كانت المدينة محاصرة من عناصر حزب الله، قدر عددها بنحو أربعة آلاف، تساندها بعض المجموعات من الشبيحة التابعة للنظام السوري، وبعض عناصر الجيش النظامي الموجودة هناك.
لا بد أنها معركة حاسمة، خصوصًا أن القصير هي العقدة الحقيقية في منشار الدولة العلوية التي يعد بها بشار الأسد نفسه، إن لم تتمكن روسيا أو إيران من اجتراح أعجوبة إنقاذه، وإبقائه في السلطة.
وكان الجيش النظامي السوري ألقى أمس الجمعة منشورات تحذيرية للمقاتلين في القصير لإلقاء أسلحتهم، تضمنت تعريف الأهالي والمدنيين بالمسالك والمعابر التي يمكن من خلالها مغادرة المدينة، لأن ساعة الحسم في القصير اقتربت، كما ورد في المنشورات.
استمرار النزوح
وفي خلال الساعات الأولى لليوم السبت، ازدادت حركة نزوح الأهالي من القصير وريفها، وفاق عدد النازحين مئة ألف، توزعوا على مساجد منطقة وادي خالد اللبنانية، وعلى منازلها إذ استضافتهم عائلات هناك، أو استقروا في العراء طلبًا للأمان وهربًا مما قد يكون مجزرة جديدة، تسجل في سجل ممانعة دمشق وطهران.
وقد ناشدت فاعليات منطقة وادي خالد المؤسسات الرسمية والخاصة اللبنانية، والجمعيات المحلية والعربية والدولية، لتقديم ما في وسعها من أجل إيواء النازحين، خصوصًا أن النزوح مستمر بلا توقف.
وحذرت نافي بيلاي، مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، من مجزرة وشيكة قد تشهدها القصير، بعد التقارير التي تحدثت عن حشود عسكرية كبرى حول البلدة، ما ينذر بارتكاب القوات الحكومية السورية والميليشيات التابعة لها وميليشيات حزب الله لفظائع جديدة. كما أعربت وزارة الخارجية الأميركية عن قلقها البالغ إزاء إلقاء القوات النظامية السورية منشورات تحذيرية تطالب سكان القصير بمغادرتها، في إطار استعدادها لاقتحام البلدة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.
خوف المجازر
وخوف بيلاي وأبناء القصير من وقوع مجازر في المدينة مبررٌ. فهذه المدينة والبلدات الملحقة بها هي حلقة الوصل بين الساحل السوري والعاصمة دمشق، وهي أيضًا المنطقة السنية الوحيدة الفاصلة بين الجيب العلوي الساحلي ومناطق الشيعة في بعلبك والهرمل بلبنان، حيث يتمركز حزب الله. وهذا ما يرفع أسهم مجازر التطهير الطائفي، تماما كما حصل في البيضة ببانياس.
ومن هنا تأتي أهمية القصير كمنطقة استراتيجية بالنسبة إلى نظام الأسد، وإلى حزب الله، لذلك وضع الجانبان كل إمكانياتهما العسكرية الميدانية لتحقيق إنتصار في هذه المنطقة، يرد الروح إلى النظام المهزوم في كل أرجاء سوريا، ويعطي الأسد ورقة تفاوض مستندة إلى خيار أخير هو الدويلة العلوية إن لم يحصل مجددًا على الدولة السورية.
في هذه المناطق، تنتشر عناصر جبهة النصرة السورية، التي بايعت أخيرًا أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة. وهذه العناصر ترفض الخروج من القصير، وتسليم المنطقة، عساها تحقق نجاحًا ولو محدودًا على هذه الجبهة، يتمثل في إلحاق الأضرار البشرية الفادحة بحزب الله، وهو ما كان يتم خلال الشهرين الماضيين، إذ تفيد التقارير تكبد حزب الله هناك نحو 138 قتيلًا، جرى تشييعهم في بلدات بقاعية وجنوبية لبنانية.
 
 الخيار القبيح للصراع المشتعل في سوريا لم يأت بعد
إيلاف..أشرف أبو جلالة       
كشفت الأحداث الأخيرة في سوريا عن حالة من عدم الاستقرار، قد تشكل خطرا محتملا من انتقال النزاع إلى لبنان والعراق، على خليفة مشاركة حزب الله علنا في القتال إلى جانب قوات الأسد، واحتدام النزاع الطائفي المستمر في العراق.
القاهرة: يبدو أن الخيار القبيح بالنسبة لما يمكن أن يتمخض عنه الصراع المشتعل في سوريا لم يأت بعد، ففي ظل تشابك واختلاط الأوراق، دون أي وضوح يذكر، لكل ما يجري هناك من تخطيط وتسليح وكر وفر من الداخل والخارج، يبدو أن الأسوأ هو القادم بالفعل.
وهو ما أبرزته صحيفة الغارديان البريطانية في تقرير لها بهذا الخصوص، موضحةً أن الأيام القليلة الماضية كشفت عن حالة عدم الاستقرار التي قد تُحدِثُها الحرب السورية في منطقة الشرق الأوسط بأسرها. فبعد الغارات التي شنتها إسرائيل، اعترف حزب الله بأن قواته تحارب جنباً إلى جنب مع تلك القوات الخاصة بالرئيس السوري، بشار الأسد، وأن سوريا ستردّ بتسليح مقاتلي الحزب تسليحاً كاملاً.
وبينما يشارك حزب الله في تأمين جبهة الرئيس بشار الأسد من ناحية البحر، وبينما تحتدم التوترات بين حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي التي يهيمن عليها الشيعة وبين المتظاهرين في المحافظات السنية، فلُيس من الصعب أن تمتد نيران هذا الصراع المشتعل ليشمل ثلاثة دول هي العراق وسوريا ولبنان.
ورجحت الصحيفة أن تكون الخسائر الناجمة عن ذلك أسوأ بكثير مما هو حاصل الآن. ولعل هذا ما جعل تقول إن أوباما ربما كان محقاً في رفضه الاستسلام لضغوط بريطانيا وفرنسا، المتعلقة بخطوة تسليح الثوار، وللقيام بدلاً من ذلك بمحاولة أخرى من أجل التوصل إلى تسوية بوساطة دولية مع المسؤولين في روسيا.
وفي وقت بدأ يخسر فيه الجيش السوري الحر الأرضية، وربما كذلك التماسك الذي كان يميز صفوفه، بعد أن بدأت تنضم وحدات كاملة لتنظيم "جبهة النصرة" الإسلامي المسلح بشكل أفضل، والذي تربطه علاقات بتنظيم القاعدة، يبدو واضحاً أن العسكرة المنضبطة عن طريق منح أسلحة بطريقة التنقيط لتغيير توازن القوى لن تكون مجدية.
وتابعت الصحيفة بقولها إنه ورغم فقدان قوات الأسد لسيطرتها على جزء كبير من الأراضي، إلا أنها لا تزال محتفظة بتماسكها، بفضل القوة المدمرة الضخمة التي تمتلكها، وفي الوقت الذي لا يوجد فيه ما يدلّ على أن الأسد لن يكون متواجداً في غضون عام.
وهو الأمر الذي جعل كل الدول تقف إلى جوار جماعات المعارضة من خلال خيارين، كليهما ليس بالسهل، حيث الاختيار بين الحل العسكري والمساعي الدبلوماسية.
والحقيقة هي أن المجتمع الدولي يواجه خيارين قبيحين وقاسيين: أولهما اللجوء بشكل كامل للخيار العسكري من خلال فرض مناطق حظر طيران، وتزويد المعارضة بأسلحة ثقيلة تحتاجها، أو عدم التصعيد، كما ذكر المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية.
ومضت الصحيفة تقول إن العمل على تأجيج ذلك الصراع يبدو خياراً أقل جاذبية، لأن ما سينتج عن ذلك سيتجاوز في النطاق ما سبق أن حدث في العراق. حيث ستزداد أعداد القتلى اليومية بشكل كبير. وستضطر روسيا وإيران لتزويد الأسد بأسلحة ثقيلة.
أما بالنسبة للخيار الثاني وهو المتعلق بعدم التصعيد، فسينطوي على سلسلة طويلة من التسويات، وهو ما سيعني منع بلدان الخليج من تسليح المعارضة، لأنه وبدون الإقدام على تنفيذ تلك الخطوات، سيكون من الصعب التوصل لأية حلول على الصعيد السياسي.
 
قصص سورية عن «الشريط الساحلي المقدس»... وعن مواطن مراوغ
الحياة...سلمى إدلبي
التماثيل الكثيرة المنصوبة على طرفي طريق السفر، لم نكن نلمحها. تعتادها العين إلى درجة النسيان. مثلها مثل إسفلت الشارع وبلاط الرصيف والجبال الصخرية التي تتخذ أشكال وجوه تخفت ملامحها أو تتوهج وفق الضوء. لو أنهم يعلمون كيف تصبح تلك الكتل جزءاً عادياً من المشهد، بحيث يتوقف الإنسان عن التفكير بها. تصبح من البديهيات. كالصلاة والوضوء. كركوة قهوة وعلبة شاي.
أذكر أن واحداً من التماثيل كان يستدرجني الى الضحك، وكنت أنتظر المرور بمحاذاته قبل أن نصل إلى حمص. تمثال نصفي يظهر فيه حافظ الأسد وكأنه يجلس في منتصف الطريق، وحيداً، متربّعاً. وكانت تلك الوضعية متناقضة مع صورته في مخيلة الناس. البعض يتساءل إن كان في الإمكان لمسه أم أنه مجرد صورة؟ بينما سقط بشار من الصورة منذ الأشهر الأولى لتولّيه الحكم. ليس هنالك أسهل من أن يتخيله الناس وهو يأكل أو يضحك بفم ملآن ويقهقه. لا يصعب تخيله نائماً أو متربعاً على الأرض. لم يستطع أن يصبح زعيماً. ولا أن يكون شخصاً عادياً كذلك. مجرد فراغ موجع.
في القرية الساحلية، لم يكن الناس مشغولين بالصورة أيضاً ولا بالتمثال. لم تكن تعنيهم برامج التلفزيون الرسمي مثلاً. التلفزيون هناك يلتقط المحطات اللبنانية الكثيرة. يمضون الوقت في متابعة البرامج الصباحية وأحدث الأغاني والمسلسلات. وفي الليل، يروح البعض يفتش عن محطات تركية مشوشة وغير واضحة علّه يحظى بمشهد قبلة على الأقل. لم تكن صورة الرئيس حاضرة في الجلسات الخاصة والأحاديث بين الأصدقاء.
بيوت الضيعة الحجر، المبنية وفق طراز معماري عتيق، تحوّلت مع الزمن إلى كتل إسمنتية، تعلو الطابق الأرضي. كل ابن يعمّر طابقاً ليسكنه مع عائلته. سطح البيت هو المكان المشترك الذي تمضي فيه العائلة سهرات الصيف الرّطب والحارّ. والسطح ذاته يتحول مع زواج ابن آخر إلى بيت جديد، يعلوه سطح جديد، وهكذا. بيوت الضيعة تطلّ عادة على البحر. يظهر أغبر خلف دخان معمل إسمنت بني قبل سنوات طويلة باثاً وسخه على أشجار الزيتون. في السنوات العشرين الماضية، لم يعد البحر متاحاً. ابتلعته قصور ضباط ينتمون إلى تلك القرى، وقد لا يمضون في قصورهم تلك سوى إجازات قصيرة في الأعياد أو في عطلة نهاية الأسبوع وفي بعض أيام الصيف. يغلب على تلك القصور طراز معماري يمزج الحداثة بالابتذال. رخام أبيض لا يلبث أن يكسوه الغبار، يغلف تلك القصور المبنية كصناديق كرتون متراكمة فوق بعضها بعضاً. وأذكر أن بعض تلك القصور لا يمكن تمييزها عن قصور الرّمل التي يبنيها الأطفال على شاطئ البحر. تعلو فوق شرفاتها أعمدة مسنّنة، تزنّرها أسوار من السيراميك مدوّرة كفساتين العرائس «الكشكش». ثمة نزعة طفولية خيالية تطغى على تلك القصور الفارهة. هذا عدا عن تلك التي يعمّرها ضباط كبار في الجيش على قمّة أعلى جبل يطلّ على ضيعهم. ومن يعبر طرقات الساحل السوري، يجد صعوبة في تسلّق تلك الجبال بعينيه، ليصل إلى القمة ويتأمل قصراً بعيداً، هناك، فوق، يلامس السماء. وطبعاً، ثمة طرقات خاصة تُشقّ في الجبل للوصول إلى تلك القصور.
حماة الديار هم من يعمّرون تلك القصور. يمضون أياماً بلياليها وهم ينفذون أوامر المهندس المشرف. وعملهم طوعي في طبيعة الحال. ينالون لقاءه إجازة قصيرة من العسكرية مثلاً أو في أحسن الأحوال، نقلهم إلى قطعة عسكرية أخرى أقرب إلى المحافظة التي يتبعون لها.
في الصيف، تحمل العائلة عدّة السهر وتصعد إلى السطح غير المجهّز عموماً بأي وسيلة راحة. يحملون كراسي الخيزران وطاولات خشب صغيرة ومسجّلة (يلتقط الراديو هناك معظم الإذاعات اللبنانية وبعض المحطات التركية). إبريق ماء ساخن وكؤوس صغيرة مملوءة حتى المنتصف بالمتّة والبعض يفضّل العرق أو البيرة المحلّية. يلعبون الورق ويستمعون إلى الأغاني. يتحدثون، يصرخون، يضحكون، يتعاركون. القصور تنتصب أمام الكثير من تلك الأسطح. هدير المكيفات يعكّر صفاء الليل ويطغى على أصواتهم. عائلة الضابط تمضي سهرتها في حديقة القصر أو على إحدى شرفاته، تمارس الطقوس ذاتها (لعب الورق - احتساء المتة أو العرق أو البيرة - تجاذب أطراف الحديث)، باستثناء أن الكراسي تكون وثيرة وبعضها هزّاز وثمة مظلات تحجبهم عن عيون الجيران. وعموماً، لا يجد أهالي الضيعة البسطاء مشكلة في أن تظهر بناتهم بملابس خفيفة في الصيف، كنزات بلا أكمام وتنانير قصيرة وشورتات ومايوه بقطعتين على الشاطئ على عكس عائلات الضباط المحافظين بعض الشيء. إذ تختبئ بناتهم عن أعين «عامّة» الشعب في الضيعة وعلى شاطئها. وكأنّهن دُرَرٌ تجب حمايتها من عيون الـ «عامّة». أو أن شعوراً ضمنياً يفور في صدور الضباط بأنّ بناتهم أثمن من أن يلمح شبان الضيعة البسطاء أجسادهنّ، خصوصاً أن الكثير من الضباط يلقّبون بأسماء بناتهم مضافاً اليها «ال» التعريف وليس بأسماء أبنائهم (أبو الرّيم، أبو النّدى، أبو الرّنا...).
طبعاً تلك القصص تنتمي إلى الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، أي قبل أن يتسلّل التشيّع إلى الساحل السوري... وقبل أن يتبدّل شكل الحياة في الضيع المحكومة بعوامل اقتصادية ودينية واجتماعية.
اللافت، أن حظوة الضباط لم تكن محدودة في عالم المدن الكبرى فقط، بل تسود أيضاً ضمن العائلة القريبة. الأخ الضابط مهما صغر سنّه هو المرجعية. وعندما يزور الضيعة في إجازة، يتحوّل قصره إلى مزار تؤمّه الضيعة كلها. وأذكر أن تلك السطوة يفرضها الجيل الأكبر. وأذكر أيضاً أن أولاد إخوة وأخوات الضابط يتذمّرون في أحيان كثيرة من نفوذ عمّهم أو خالهم. إذ يلاحقهم التفاوت بينهم وبين أبناء عمومهم وأخوالهم. الملابس تتبدّل، ووسائل النقل «ترتقي» من السرفيس والباص والكميون والموتوسيكل إلى سيارة المرسيدس الشبح. الاهتمامات تختلف. وتتشكل مع الوقت هوّة طبقية تحفر في العمق. عمق الروح. فبينما يعيش الأقرباء حالة فقر وبطالة، يعيش أبناء الضابط في بحبوحة تتبدّى في مظاهر فاضحة كساعة «الرولكس» وعقد الذهب الذي تتدلّى منه صورة القائد وأجهزة الموبايل الحديثة (التي انتقدها بشار الأسد في أحد خطاباته)، والملابس الباهظة الثمن والعطور والسيارات والسيجار... وأشياء أخرى.
في الضيع، لم يكن متاحاً استقدام خادمات أجنبيات من الفيليبين وأندونيسيا وأثيوبيا. حتى في العاصمة دمشق لم تكن فكرة الخادمة مطروحة عند عائلات الضباط. السائق العسكري «العلوي» وليس ذلك «السنّي»، يشارك في الأعمال المنزلية. يمسح واجهات الزجاج الممتدة على مساحات كبيرة، يكنّس، يشطف بلاط البيت ويلمّعه، ينفض الغبار، يلعب مع الأطفال والأحفاد، يطبخ أيضاً ويشتري أغراض البيت. وأحياناً، يرسل أحد الأقرباء أو المعارف صبية من الضيعة لتساعد زوجة الضابط في إتمام أعمال المنزل والأولاد. بينما العسكري «السنّي» يصعب إدخاله إلى البيت، إلى الحيّز الخاص والشخصي. فيبقى مجرّد سائق غريب يعامل باحترام أو باستخفاف، لكن في كلتا الحالتين يتم الاحتفاظ بمسافة يفرضها اختلاف الطوائف.
لا يمكن تعميم القصص الصغيرة هذه على كل المناطق العلوية في الساحل السوري. ومجرّد الكتابة عنها، يزيد من صعوبة تفسير الأسباب التي تقف وراء الولاء الأعمى لمعظم العلويين. صحيح أن كثيراً من أبناء الطائفة حصلوا على امتيازات، إلا أن أكثرية الأقلية تعيش فقراً وتهميشاً وقهراً. وعاشت على مدى سنوات تحت ظلّ القمع والسجن والإقصاء واللاجدوى. لذلك نرى كثيرين من أبناء الطائفة وقد هاجروا إلى أستراليا أو استقرّوا في روسيا وألمانيا وبلدان أخرى، بحثاً عمّا يبحث عنه أي مواطن سوري بغض النظر عن طائفته. تبقى الامتيازات المعنوية التي تمتّع بها كل علوي في سورية مع استثناءات قليلة. وتلك الامتيازات يتمتّع بها العلوي رغماً عنه. برضاه أو بغير رضاه. مجرّد أن تقع الهوية الشخصية في يد شرطي سير أو في يد موظف في دائرة حكومية، ويرى أنك تنحدر من «الشريط الساحلي المقدّس»، تتبدّل طريقة المعاملة وتتحول من مجرد رقم إلى مواطن محترم لديه حقوق! هل يكفي الإحساس المراوغ والمتواطئ بتلك المواطنة الكاذبة لبذل الروح فداءً للأسد؟
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 156,100,592

عدد الزوار: 7,015,300

المتواجدون الآن: 72