21 لواء ومجموعة معارضة تتوحد لإخراج قوات النظام من الغوطة الشرقية..خبير عسكري: الصواريخ الروسية لسوريا «بانتسر» وليس «إس 300».... محللون مؤيدون للأسد يعزون تقدمه في بعض الجبهات لإعادة هيكلة قواته وعزز قواته بـ60 ألفا من الميليشيات...النووي الإيراني كان هدف غارات إسرائيل الأخيرة على سوريا

توقيف تسعة أشخاص بعد تفجيري الريحانية.. وأنقرة تؤكد تورّط نظام الأسد...المرصد السوري: القتلى أكثر من 120 ألفاً منذ بدء الانتفاضة... "الموساد": الأسد رجل إسرائيل في دمشق.....الخطيب: الغرب يسعى إلى «سايكس بيكو» جديد يقسم سورية ويحولها بلداً للأقليات

تاريخ الإضافة الثلاثاء 14 أيار 2013 - 5:00 ص    عدد الزيارات 1838    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

تركيا تتهم النظام السوري بمحاولة جرها إلى «فخ طائفي»
لندن، برلين، إسطنبول، دمشق، الناصرة - «الحياة»، رويترز، أ ف ب
اتهمت أنقرة أمس مجموعة «إرهابية موالية للنظام السوري» بالوقوف وراء تفجير سيارتين مفخختين في مدينة الريحانية التركية قرب حدودها مع سورية. وإذ دعت الحكومة التركية المجتمع الدولي إلى «التحرك» ضد سورية، حرصت على دعوة الأتراك إلى «ضبط النفس» وعدم الانجرار إلى «فخ» عبر إثارة «فتنة طائفية» في تركيا.
وكان نائب رئيس الوزراء التركي بشير اتالاي أعلن أمس اعتقال تسعة أشخاص أتراك ينتمون إلى «منظمة إرهابية على اتصال مع أجهزة الاستخبارات السورية»، قائلاً إن بعضهم أدلى «باعترافات»، بعد قول وزير الداخلية التركية معمر غولر أن منفذي التفجيرين «على علاقة بمنظمات تدعم النظام السوري وأجهزة مخابراته».
وفيما قال اتالاي إن منفذي الهجوم لم يأتوا من الجهة الأخرى من الحدود بل «بحسب معلوماتنا فانهم أتوا من الداخل»، رفض غولر الإدلاء بمزيد من المعلومات عن هوية المشتبه بهم وطبيعة مجموعتهم، لكنه قال إنهم ناشطون «نعرف أسماءهم وأنشطتهم» و «اتصالاتهم الوثيقة» بنظام دمشق. وقال: «لقد كشفنا هويات هؤلاء المنظمين والذين قاموا بعمليات الاستطلاع والذين أودعوا السيارات». وتوقعت مصادر مطلعة أن يحمل أردوغان هذا الملف إلى لقائه مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في واشنطن نهاية الأسبوع الجاري، لتصعيد الضغوط على النظام السوري.
ويتوقع أن تربك هذه المعلومات عن التورط السوري الموقف التركي الذي وجه اصبع الاتهام إلى دمشق بالوقوف خلف التفجيرات. واعتبر أردوغان أن الهجمات «لا تهدف إلى تغيير سياسة بلاده من الأزمة السورية وإنما زعزعة الاستقرار وخلق فتنة طائفية بين مكونات الشعب التركي»، مؤكداً أن بلاد لن تسقط في هذا الفخ. وقال أردوغان خلال لقاء في إسطنبول: «إنهم يريدون جرنا إلى سيناريو كارثي»، داعياً الشعب إلى «التنبه وضبط النفس في مواجهة أي استفزاز يهدف إلى جر تركيا إلى المستنقع السوري».
من جانبه، قال وزير الخارجية أحمد داود أوغلو إن «من قاموا بجريمة التطهير العرقي في بانياس (على الساحل السوري) هم أنفسهم من قام بالتفجيرات في الريحانية»، قبل أن يدعو من برلين أمس المجتمع الدولي إلى «التحرك» ضد النظام السوري.
إعلامياً، تم تداول معلومات عن علويين أتراك من الاسكندرون ينتمون إلى تنظيمات يسارية متطرفة كانت سورية حاضنة لها في ثمانينات القرن الماضي، بعدما فر عناصرها من تركيا بعد الانقلاب العسكري في 1980. وقالت مصادر إعلامية تركية إن امتدادات هذه التنظيمات هي المسؤولة عن تفجيرات الريحانية، وأن عناصر منها تقوم بدعم قوات الجيش والأمن النظامية في منطقة الساحل السوري وتتنقل بين تركيا وسورية.
في المقابل، نفى وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أي تورط سوري في التفجيرين، وقال: «منذ مئة عام لدينا مشاكل مع تركيا ولم تقدم سورية بكل حكوماتها وجيشها وأجهزتها على سلوك هكذا تصرف أو فعل، ليس لأننا لا نستطيع بل لأن تربيتنا وأخلاقنا وسلوكنا وقيمنا لا تسمح». وشن هجوماً لاذعاً على أردوغان، قائلاً: «أنا أطالبه أن يتنحى كقاتل وكسفاح وليس من حقه أبداً أن يبني أمجاده على دماء الأتراك وعلى دماء السوريين».
وقال داود أوغلو في مقابلة مع قناة «تي آر تي» التلفزيونية التركية إنه «لا علاقة للهجوم باللاجئين السوريين في تركيا. علاقته الكاملة بالنظام السوري. ويتعين أن نكون حذرين حيال الاستفزازات العرقية في تركيا ولبنان بعد مجزرة بانياس» في غرب سورية، علماً أن المعارضة اتهمت النظام بشن عملية «تطهير عرقي» ضد مواطنين سنة قتلوا على أيدي قوات نظامية وموالين لها من الطائفة العلوية.
وأصدر زعيم «الجبهة الشعبية لتحرير لواء اسكندرون» علي كيال بياناً بعدما اتهمته مصادر تركية بالوقوف وراء التفجيرين. وقال إن هذه التفجيرات «نفذتها اليد ذاتها الملطخة بالدماء في تفجيرات حلب ودمشق وغيرها من التفجيرات في سورية»، مشيراً إلى أن أردوغان «يلفظ أنفاسه الأخيرة وسيغرق في دماء سياسته التي بنيت على معادلة الموت للشعوب البريئة».
في غضون ذلك، أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن أكثر من 80 ألف سوري، بينهم 34 ألف مدني منهم نحو خمسة آلاف طفل، قتلوا خلال سنتين من الصراع في سورية، في وقت واصلت طائرات حربية سورية غاراتها على مناطق مختلفة في البلاد. وقال «المرصد» انه وثق سقوط 70257 شخصاً منذ انطلاقة الثورة السورية في آذار (مارس) 2011، يضاف إليهم أكثر من 12 ألفاً من «الشبيحة» والمخبرين الموالين للنظام.
وشنت المعارضة أمس هجوماً بقذائف الهاون على عدد من أحياء منطقة المزة جنوب دمشق، في حين تعرضت أمس مناطق في بلدتي دروشا وخان الشيح في الغوطة الغربية لدمشق لقصف عنيف، بالتزامن مع اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية على أطراف دروشا، وفق المرصد الذي أضاف أن مناطق في بلدة بيت سحم قصفت بالمدفعية الثقيلة وسط اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية التي تحاول اقتحام البلدة.
وجددت القوات النظامية قصفها بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون على مناطق في مدينة القصير وسط البلاد، في وقت حقق مقاتلو المعارضة تقدماً في مناطق أخرى من ريف حمص قرب حدود لبنان.
سياسياً، قالت مصادر في «الائتلاف الوطني السوري» المعارض انه سيجتمع في إسطنبول في 23 الشهر الجاري، لاتخاذ قرار في شأن المشاركة في مؤتمر السلام الذي ترعاه أميركا وروسيا في جنيف، علماً أنه كان رحب بأي حل سياسي «يبدأ» برحيل الأسد. وكان نائب رئيس «الائتلاف» رياض سيف بين موقعين على بيان يؤكد على ضرورة «التعاطي بأقصى درجات الجدية مع فرص الحل السياسي». وتجري المعارضة مشاورات لاختيار رئيس لـ «الائتلاف» والحكومة الموقتة وتشكيل وفد إلى المؤتمر.
وفي القاهرة، أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أن المبعوث الدولي- العربي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي يقوم حالياً بإعداد الأمور الإدارية والفنية واللوجستية لمؤتمر «جنيف-2». وأضاف أن الاتفاق بين القطبين الكبيرين في مجلس الأمن أحيا الأمل في الحل السياسي، وأن روسيا بدأت تعترف بأن الشعب السوري هو من يقرر «مصير» رئيسه.
وفي الناصرة، كرر وزير الطاقة الإسرائيلي سيلفان شالوم أمس قلق حكومته من احتمال تنفيذ روسيا صفقة بيع صواريخ أرض جو روسية متطورة من طراز «أس 300»، معرباً عن خشيته من أن هذه الأسلحة «ستغير ميزان القوى في المنطقة بشكل دراماتيكي». وأضاف في حديث إذاعي أن «احتمال وصول هذه الأسلحة إلى سورية ومنها ربما إلى حزب الله يجب أن يقلقنا جميعاً».
وكان شالوم يعقب على الأنباء عن زيارة رئيس حكومته بنيامين نتانياهو إلى روسيا هذا الأسبوع بهدف إقناع القيادة الروسية بعدم تنفيذ صفقة الصواريخ.
من جهته رأى رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية سابقاً رئيس «معهد أبحاث الأمن القومي» في جامعة تل أبيب عاموس يدلين أن روسيا التي لم يعجبها عدم تصدي الدفاعات السورية للطائرات الإسرائيلية التي نفذت هجومين قبل أقل من أسبوعين، هو الذي دفع بها إلى الحديث عن تسريع تنفيذ الصفقة وإمداد سورية بالدفاعات المتطورة، لكنه لم يستبعد في الوقت ذاته أن تكون موسكو تشارك في «لعبة نفسية» تريد منها ردع إسرائيل والولايات المتحدة عن القيام بعمل عسكري ضد نظام الأسد، أكثر من رغبتها في تنفيذ الصفقة.
 
انقرة تتهم موالين للأسد بتفجيري الريحانية... لجر تركيا الى «سيناريو كارثي»
لندن، برلين، اسطنبول، دمشق - «الحياة»، رويترز، أ ف ب
اتهمت انقرة مقاتلين موالين للرئيس السوري بشار الاسد بالوقوف وراء تفجير سيارتين مفخختين في مدينة الريحانية اول من امس. وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان دمشق تريد جر بلاده الى «سيناريو كارثي»، في وقت نفت دمشق هذه الاتهامات ودعت اردوغان الى «التنحي».
وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو في برلين إن الوقت حان ليقوم المجتمع الدولي بتحرك ضد الرئيس السوري بشار الاسد في ظل تزايد المخاطر الأمنية التي تتعرض لها تركيا وغيرها من جيران سورية، في ضوء توافر خيوط تحقيق لدى بلاده تفيد بوقوف مقاتلين موالين للأسد وراء التفجيرين اللذين اديا الى مقتل 46 شخصاً في بلدة تقع جنوب تركيا بقرب الحدود مع سورية.
وقال نائب رئيس الوزراء التركي بشير اتالاي إن السلطات ألقت القبض على تسعة اشخاص جميعهم أتراك وبينهم المدبر المزعوم للهجوم، وذلك بعد قول داود أوغلو إنه يعتقد أيضاً أن الجناة هم من نفذوا هجوماً على بلدة بانياس الساحلية السورية الأسبوع الماضي. وأوضح في مقابلة مع قناة «تي آر تي» التلفزيونية التركية: «لا علاقة للهجوم باللاجئين السوريين في تركيا. علاقته الكاملة بالنظام السوري. ويتعين أن نكون حذرين حيال الاستفزازات العرقية في تركيا ولبنان بعد مجزرة بانياس».
وكانت المعارضة اتهمت النظام بشن عملية «تطهير عرقي» ضد مواطنين سنّة قتلوا على ايدي قوات نظامية وموالين لها من الطائفة العلوية.
ونفى وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أي تورط سوري. ونقلت وسائل اعلام رسمية عنه قوله ان بلاده «لم ولن تقدم أبداً على تصرف كهذا لأن قيمنا لا تسمح بذلك. ليس من حق أحد أن يطلق الاتهامات جزافاً». لكنه اتهم تركيا بالمسؤولية عن العنف في سورية من خلال مساعدته مقاتلين مرتبطين بتنظيم «القاعدة». وقال الزعبي: «منذ مئة عام لدينا مشاكل مع تركيا ولم تقدم سورية بكل حكوماتها وجيشها وأجهزتها على سلوك تصرف او فعل كهذا، ليس لأننا لا نستطيع، بل لأن تربيتنا وأخلاقنا وسلوكنا وقيمنا لا تسمح».
وشن وزير الإعلام السوري هجوماً لاذعاً على اردوغان، قائلاً: «انا اطالبه بأن يتنحى كقاتل وكسفاح وليس من حقه ابداً ان يبني امجاده على دماء الاتراك وعلى دماء السوريين». وتساءل الوزير السوري عن توقيت العملية الذي جاء: «الآن وقبل ايام من ذهاب اردوغان للقاء اوباما». وقال: «هل يريد (اردوغان) ان يحرض الولايات المتحدة ويقول ان دولته وكيانه الذي هو عضو في الناتو (حلف شمال الاطلسي) يتعرض لاعتداء من سورية؟».
وأصدر زعيم «الجبهة الشعبية لتحرير لواء اسكندرون» علي كيال بياناً بعدما اتهمته مصادر تركية بالوقوف وراء التفجيرين. وقال ان هذه التفجيرات «نفذتها اليد ذاتها الملطخة بالدماء في تفجيرات حلب ودمشق وغيرها من التفجيرات في سورية»، مشيراً الى ان اردوغان «يلفظ أنفاسه الأخيرة وسيغرق في دماء سياسته التي بنيت على معادلة الموت للشعوب البريئة». وأشار في صفحته على «فايسبوك» الى ان السيارتين كانتا معدّتين للانفجار في مرفأي طرطوس واللاذقية غرب سورية.
الى ذلك، استنكرت الحكومة العراقية الاحد التفجيرات «الإجرامية» في بلدة الريحانية في جنوب تركيا، داعية دول المنطقة الى التعاون في مواجهة «الارهاب والتطرف». وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي: «تعبر الحكومة العراقية عن شجبها واستنكارها الشديدين لعمليات التفجير الإجرامية التي وقعت في بلدة الريحانية التركية، وتعرب عن تضامنها مع الشعب التركي الصديق وعوائل الضحايا الابرياء». وأضاف «ان ارتكاب هذه الجرائم واتساع دائرة الارهاب يشكلان حافزاً اضافياً على ضرورة تعاون جميع الدول، لا سيما دول المنطقة، والتنسيق في ما بينها لقطع دابر الارهاب واستئصال التطرف والعنف بكل أشكاله».
 
توقيف تسعة أشخاص بعد تفجيري الريحانية.. وأنقرة تؤكد تورّط نظام الأسد
المستقبل..(أ ف ب، رويترز، يو بي أي، أ ش أ)
اعتقل تسعة اشخاص امس في تركيا بعد التفجيرين اللذين اوقعا 46 قتيلا في مدينة الريحانية التركية قرب الحدود السورية فيما أكدت انقرة مسؤولية نظام دمشق عن العملية الإرهابية، التي نفى هذا النظام اي ضلوع له في ذلك.
وغداة هذا الهجوم الذي اثار المخاوف من توسع رقعة النزاع السوري، اعلن نائب رئيس الوزراء التركي بشير اتالاي ان هؤلاء الاشخاص التسعة وكلهم اتراك ينتمون الى "منظمة ارهابية على اتصال مع اجهزة الاستخبارات السورية" مضيفا ان بعضهم ادلى "باعترافات".
وقال اتالاي ايضا ان 38 من القتلى الـ46 تم التعرف الى هوياتهم وبينهم 35 تركيا وثلاثة سوريين.
وبعد ساعات على التفجيرين اعلن وزير الداخلية التركي معمر غولر اعتبارا من مساء السبت ان المسؤولين عن انفجار سيارتين مفخختين امام مقر بلدية الريحانية التي تعد 60 الف نسمة وحيث يقيم العديد من اللاجئين السوريين "على علاقة بمنظمات تدعم النظام السوري واجهزة مخابراته".
واوضح اتالاي ان منفذي الهجوم لم يأتوا من الجهة الاخرى من الحدود بل كانوا موجودين في تركيا. وقال "بحسب معلوماتنا فان المنفذين اتوا من الداخل".
وامس رفض غولر الادلاء بمزيد من المعلومات حول هوية المشتبه فيهم وطبيعة مجموعتهم لكنه قال انهم ناشطون "نعرف اسماءهم وانشطتهم" و"اتصالاتهم الوثيقة" بنظام دمشق.
وقال "لقد كشفنا هويات هؤلاء المنظمين والذين قاموا بعمليات الاستطلاع والذين اودعوا السيارات".
واكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان امس ان النظام السوري يحاول جر تركيا الى "سيناريو كارثي" عبر هجمات منها ما شهدته بلدة الريحانية. وقال اردوغان خلال لقاء في اسطنبول "انهم يريدون جرنا الى سيناريو كارثي"، داعيا الشعب الى "التنبه وضبط النفس في مواجهة اي استفزاز يهدف الى جر تركيا الى المستنقع السوري".
واشارت عدة صحف تركية امس الى احتمال ضلوع مجموعة صغيرة سرية تركية يسارية اسمها "اجيلجير" لجأ زعيمها مهراج اورال الى سوريا في نهاية سبعينات القرن الماضي.
وافادت صحيفة "صباح" الموالية للحكومة الاثنين الماضي ان مهراج اورال شارك في الاونة الاخيرة في تجاوزات ضد السكان في شمال غرب سوريا.
واكد غولر ان احد اهداف المحرضين على الهجوم هي "اثارة توترات بين الناس المقيمين هنا في الريحانية والذين تم ايواؤهم فيها بهدف انساني (السوريون)".
وكان وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو توعد من ناحيته السبت منفذي التفجيرين من اي جهة اتوا. وقال للصحافيين اثناء زيارة الى برلين ان "المرتكبين سيدفعون ثمن فعلتهم، سواء أتوا من داخل البلاد أم من خارجها".
وعندما سئل بشأن ضرورة الدعوة الى تحرك حلف شمال الاطلسي قال "ان ذلك ليس ضروريا في الوقت الحاضر" وفي تلميح ضمني الى حلفاء النظام السوري بمن فيهم ايران، قال الوزير التركي "دعونا على الدوم اولئك الذين يدعمون النظام السوري الى عدم التحالف مع الذين يرتكبون جريمة ضد الانسانية". واعتبر ان تفجيري الريحانية يظهران ضرورة التوصل الى "حل عاجل" للازمة السورية.
وكان داود اوغلو اشار في وقت سابق الى "المصادفة" بين توقيت الاعتداء المزدوج الذي استهدف مقر بلدية الريحانية، و"تسارع" الجهود الرامية لحل الازمة في سوريا ولا سيما مع الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الى واشنطن الخميس.
وشدد الوزير التركي على ان بلاده لن تغير في سياستها لناحية ايواء اللاجئين السوريين، مؤكدا ان "كل من يلجأ الى هنا هو ضيفنا".
مواقف تركية داخلية
لكن هذه الضمانات لم تمنع الانتقادات التي تتزايد في الصحافة التركية ولدى المعارضة حول سياسة دعم المعارضة السورية واستقبال اللاجئين السوريين الذين يبلغ عددهم حاليا حوالى 400 الف شخص.
واعتبر كاتب الافتتاحية كان دوندار في صحيفة "ميلييت" قائلاً "يبدو ان تركيا تغرق في المستنقع السوري (...) منذ اشهر اصبحت طرفا في هذه الحرب الاهلية عبر دعمها المعارضة مباشرة".
واضاف "كان يفترض بالحكومة ان تتوقع رد فعل دمشق وان تتخذ الاجراءات اللازمة لحماية السكان".
واعتبر اورهان بورسلي في صحيفة جمهورييت المعارضة ان "هذه المجزرة هي نتيجة السياسات الحربية للسلطة" التركية.
ودعا زعيم المعارضة الاشتراكية- الديموقارطية كمال كيليجار اوغلو الحكومة الى "اعادة النظر في سياستها الخارجية".
وحذر عبد الحميد بيليشي الكاتب في صحيفة زمان المقربة من الحكومة من "اننا نخوض حربا غير معلنة مع سوريا التي لدينا حدود معها تبلغ 910 كلم. يمكن في كل لحظة ان نكون في مواجهة هجمات اسوأ من هذا".
وفي الريحانية حيث جرى دفن اولى الضحايا الاحد، كان التوتر شديدا بين السكان وعدد من السوريين المقيمين في المدينة وفي مخيم قريب للاجئين.
وقال احد السكان ويدعى احمد كسكين لوكالة "فرانس برس": "نريد فقط ان يرحلوا. لم يكن ليحصل اي شيء من هذا القبيل لو لم يكونوا هنا".
والسبت اضطرت الشرطة لاطلاق النار في الهواء لتفريق مجموعات شبان ارادت مهاجمة سوريين.
مواقف سورية
واتهم المجلس الوطني السوري المعارض امس النظام السوري بارتكاب التفجيرين. وقال المجلس في بيان "يدين المجلس الوطني السوري بأشد عبارات الإدانة والإستنكار الجرائم الجبانة التي ارتكبها عملاء النظام السوري في مدينة الريحانية التركية، بحق مواطنين سوريين وأتراك".
واعتبر المجلس في بيانه ان ما جري في الريحانية وقبله في تل أبيض وباب الهوى يظهر "مدى إجرام هذا النظام القاتل ومدى خطورته على حياة جيرانه وعلى السلم والأمن في جميع دول المنطقة" مؤكدا على ضرورة "صيانة العلاقة الأخوية المتينة التي تربط الشعبين السوري والتركي، وحمايتها من السعي المحموم للنظام الإجرامي لتعكير صفوها وتمزيق أواصرها".
واكد البيان ان الموقف التركي "المبدأي المساند للثورة السورية ولمطالب الشعب السوري بالحرية والكرامة، والمحتضن لمئات ألوف اللاجئين السوريين، يستحق التقدير والثناء، ويؤمنون أن حياة السوريين وأمنهم، وأن حياة وأمن وسلام جيرانهم لن تصان إلا بإسقاط نظام أسد المجرم".
واشار الى ان ذلك "يلقي على عاتق الجميع مسؤولية التحرك الجماعي العاجل للضرب على يد هذا النظام ومنعه مرة وإلى الأبد من اللعب بحياة واستقرار وأمن وسلام منطقة بأسرها".
ونفت حكومة نظام دمشق الاتهامات التركية لها بالوقوف خلف التفجيرين بالسيارتين المفخختين، وذلك بحسب تصريحات لوزير الاعلام في هذه الحكومة عمران الزعبي.
وقال الزعبي "منذ مئة عام لدينا مشاكل مع تركيا ولم تقدم سوريا بكل حكوماتها وجيشها واجهزتها على سلوك هكذا تصرف او فعل ليس لاننا لا نستطيع بل لان تربيتنا واخلاقنا وسلوكنا وقيمنا لا تسمح"، وذلك بحسب تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي.
واكد وزير الاعلام الذي كان يتحدث في افتتاح ندوة بمكتبة الاسد في دمشق ان "ليس من حق احد ان يطلق اتهامات جزافا"، مشيرا الى ان "وزير الداخلية (التركي) يقول ان الاتهام موجه الى سوريا وسوف نثبت عندما نصل الى ادلة". اضاف ان الاخير "يطلق اتهامات ثم يريد ان يبحث عن ادلة وبمعنى اخر يريد ان يصنع ادلة".
وحمل الزعبي الحكومة التركية "المسؤولية الكاملة عما حدث"، مشيرا الى انها ورئيسها رجب طيب اردوغان والوزراء ولا سيما وزير الداخلية "يتحملون مسؤولية مباشرة سياسية واخلاقية تجاه الشعب التركي والمنطقة وتجاه الشعب السوري والعالم".
وشن وزير الاعلام السوري هجوما لاذعا على اردوغان، قائلا "انا باطالبه ان يتنحى كقاتل وكسفاح وليس من حقه ابدا ان يبني امجاده على دماء الاتراك وعلى دماء السوريين".
وتساءل الوزير السوري عن توقيت العملية الذي جاء "الان وقبل ايام من ذهاب اردوغان للقاء اوباما". وقال "هل يريد (اردوغان) ان يحرض الولايات المتحدة ويقول ان دولته وكيانه الذي هو عضو في حلف الناتو (حلف شمال لاطلسي) يتعرض لاعتداء من سوريا؟".
وتابع "هل هذا هو المطلوب؟ هل يريد ان يستعرض ويقول انه يملك من القوة ما يكفي للتدخل في سوريا بالنيابة عن الاخرين؟ (...) وهل يريد افشال الجهود الروسية الاميركية والذهاب الى مؤتمر وايجاد ترتيبات سياسية؟"، في اشارة الى التقارب بين موسكو وواشنطن ودعوتهما الى عقد مؤتمر دولي لحل الازمة السورية بمشاركة ممثلين للنظام والمعارضة.
من جهة اخرى، اعتبر الزعبي ان لنظامه الحق "في هذا الوقت وكل وقت ان تتصرف بمسألة الجولان تصرف المالك بملكه" مشيرا الى ان الهضبة التي تحتل اسرائيل اجزاء منها "ارض عربية سورية كانت وستبقى ولو وجد فيها الجيش الاسرائيلي ولنا الحق ان ندخل اليها متى نشاء ونخرج منها متى نشاء وبالطريقة التي نشاء".
واكد الزعبي ان على اسرائيل ان تدرك "انها لا تستطيع ان تتنزه بالسماء السورية. السماء السورية ليست متنزها لاحد والارض السورية ليست متنزها لاحد والجيش والشعب السوري يعرف جيدا كيف يدافع عن سوريا وكيف يقاتل عن سوريا"، وذلك بعد نحو اسبوع من قصف جوي اسرائيلي لمواقع عسكرية سورية شمال غرب دمشق.
واشار الى ان هذا الكلام "موجه لكل من يعتقد ان الاسباب والظروف متاحة له ليعبث بالبلد" مضيفا يجب الا يشتبه احد ولا يتوهم احد ولا يظن احد خطأ ان فرصة سانحة له ليعبث مع سوريا" الغارقة في نزاع دام منذ اكثر من عامين.
إدانات خارجية
خارجياً، دانت الحكومة الاردنية الاحد التفجيرين. وقال وزير الدولة لشؤون الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني ان "الاردن يدين التفجيرات الاجرامية التي وقعت في مدينة الريحانية جنوب تركيا ويعرب عن تضامنه مع الحكومة التركية والشعب التركي الصديق وتعاطفه مع ذوي الضحايا والمصابين".
وجدد المومني في تصريحاته التي اوردتها وكالة الانباء الاردنية، التأكيد على "موقف الاردن الثابت والمبدئي برفض كل أشكال العنف".
واستنكرت الحكومة العراقية الاحد التفجيرات "الاجرامية" في بلدة الريحانية في جنوب تركيا، داعية دول المنطقة الى التعاون في ما بينها لمواجهة "الارهاب والتطرف".
وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي "تعبر الحكومة العراقية عن شجبها واستنكارها الشديدين لعمليات التفجير الاجرامية التي وقعت في بلدة الريحانية التركية، وتعرب عن تضامنها مع الشعب التركي الصديق وعوائل الضحايا الابرياء".
واضاف "ان ارتكاب هذه الجرائم واتساع دائرة الارهاب يشكل حافزا اضافيا على ضرورة تعاون جميع الدول سيما دول المنطقة والتنسيق فيما بينها لقطع دابر الارهاب واستئصال التطرف والعنف بكل اشكاله".
جنود حفظ السلام
في سياق آخر أفرج مقاتلو المعارضة السورية امس عن أربعة فلبينيين من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة الذين كانوا خطفوا من عند خط وقف إطلاق النار بين سوريا ومرتفعات الجولان المحتلة الأسبوع الماضي.
وقال مقاتلون من كتائب شهداء اليرموك التابعة للمعارضة السورية إنهم كانوا يحتجزون الجنود الأربعة من أجل سلامتهم بعد اشتباكات مع قوات الحكومة السورية عرضتهم للخطر.
وقال متحدث باسم مقاتلي المعارضة إن الأربعة جرى تسليمهم صباح اليوم عند نقطة بيت آرا الحدودية وهي منطقة تلتقي فيها الحدود الأردنية والسورية مع مرتفعات الجولان.
وقال أبو اياس الحوراني لرويترز إنه جرى تسليم الأربعة في منطقة في وادي اليرموك.
وأكد وزير خارجية الفلبين ألبرت ديل روساريو لرويترز في مانيلا الافراج عن الجنود الأربعة.
وكانوا خطفوا يوم الثلاثاء أثناء قيامهم بدورية قريبة من منطقة احتجزت فيها كتائب شهداء اليرموك 21 مراقبا فلبينيا لمدة ثلاثة أيام في مارس آذار.
ونقل تقرير على موقع قناة الجزيرة الانكليزية على الانترنت في وقت سابق عن مصادر قولها إن الأربعة نقلوا إلى إسرائيل. إلا أن الحوراني قال إن معلوماته أنهم سلموا على الأرجح إلى السلطات الأردنية.
وقال البريغادير جنرال توتان المتحدث باسم القوات المسلحة الفلبينية إن الأربعة أعيدوا بالفعل إلى كتيبتهم في قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في مرتفعات الجولان.
وأضاف في بيان انهم سيخضعون لفحص طبي وسيجري سؤالهم ولكن يبدو أنه لم تلحق بهم أضرار.
وفي نيويورك قال بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة إن قطر ولها صلات وثيقة ببعض الثوار التي تقاتل لاطاحة الأسد ساعدت في تأمين الافراج عنهم بسلام.
ولكنه صرح بأن قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك متواجدة هناك لضمان أن يسود السلام بين إسرائيل وسوريا في الجولان. ودعا كل الأطراف إلى احترام حرية حركة وسلامة وأمن أفراد القوة.
لاجئون ومساعدات
وقرر الاتحاد الاوروبي تقديم 65 مليون يورو (نحو 84 مليون دولار) لمساعدة اكثر من اربعة ملايين سوري في الداخل اجبروا على ترك منازلهم والهروب بسبب استمرار النزاع الدائر في سوريا، وذلك بحسب ما افادت بعثة الاتحاد في عمان امس.
وقالت البعثة في بيان "نعلن عن تقديم 65 مليون يورو استجابة للازمة الانسانية الناجمة عن مستوى العنف المتنامي بشكل سريع جراء القتال المندلع في سوريا".
واضافت ان "التمويل الاضافي سيتم انفاقه داخل سوريا لمساعدة اكثر من اربعة ملايين شخص اجبرهم القتال على الهرب من بيوتهم".
وقالت كريستالينا جيورجيفا مفوضة المساعدات الانسانية في الاتحاد الاوروبي ان "اوروبا ساعدت وسوف تستمر بمساعدة اولئك المتضررين، وهذا التمويل الجديد ما هو الا قسط من الراحة لضحايا هذا النزاع المرعب".
واضافت ان "عدم توقف طرفي النزاع عن القتال وفشل المجتمع الدولي بايجاد حل سياسي لهذا العنف سيضع المجتمع الاغاثي بموقف يصبح عاجزا فيه عن تلبية الاحتياجات غير المسبوقة واسعة النظاق"، مشيرة الى "اننا على شفا الهاوية".
واوضحت جيورجيفا ان "العنف وعدم الامان والصراع لاجل البقاء سحق حياة ملايين السوريين اليومية حاليا (...) كما ان الوضع يزداد سوءا بشكل يومي، فالعديد من الناس فقدوا منازلهم وعائلاتهم ويتكبدون الكثير من المصاعب النفسية والجسدية ولايبدو وجود نهاية تلوح بالافق".
وبحسب البيان، فانه وقبل تخصيص هذا التمويل الاضافي، "قامت المفوضية الاوروبية بإنفاق 200 مليون يورو على المساعدات الانسانية لسوريا والدول المجاورة، حيث تم تخصيص ما نسبته 49 في المائة من التمويل للداخل السوري والباقي تم توزيعه بين الاردن ولبنان وتركيا والعراق".
كما قام الاتحاد الاوروبي "قبل ثلاثة اشهر بمنح 100 مليون يورو لجهود الاغاثة وذلك في مؤتمر المانحين في الكويت".
وقدم الاتحاد الاوروبي "193 مليون يورو اخرى عبر آليات الاتحاد الاوروبي الاخرى استجابة للازمة السورية تم انفاقها في مجالات التعليم ودعم التجمعات والمجتمعات المضيفة".
في سياق متصل، اكد وزير الخارجية الاردني ناصر جودة خلال لقائه بجيورجيفا ان "الاردن بحاجة الى المزيد من المساعدات ليتمكن من مواجهة الوضع الانساني جراء استقباله اكثر من 530 الف سوري على اراضيه ويقدم المأوى والخدمات لهم"، مشيرا الى "اهمية ان يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في مساعدة الاردن لتمكينه من الاستمرار في اداء دوره الانساني في خدمة الاشقاء السوريين اللاجئين الى الاردن".
وكشف جوده في تصريحاته التي اوردتها وكالة الانباء الاردنية "نية الاتحاد الاوروبي زيادة المساعدات التي تأتي الى الاردن لتمكين المملكة من التعامل مع هذا العبء على قطاعات حيوية في الاردن كالتعليم والصحة والطاقة".
وادى النزاع السوري منذ منتصف آذار 2011 الى نزوح اكثر من 1,4 مليون لاجئ سوري، اضافة الى 4,25 مليون شخص تركوا منازلهم في داخل سوريا.
الجامعة العربية
ديبلوماسيا، اعلن الامين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي ان المبعوث المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا الاخضر الابراهيمي باق في منصبة بعد التفاهم الاميركي ـ الروسي الاخير على ايجاد حل سياسي للازمة السورية. وقال العربي في مؤتمر صحافي امس في مقر الجامعة العربية ان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ابلغة اول من امس ان الابراهيمي مستمر في مهمتة كمبعوث دولي وعربي الى سوريا، وانه يقوم حالياً" اي الابراهيمي "بإعداد الامور الادارية والفنية واللوجستية للمؤتمر الدولي المزمع عقده خلال الفترة المقبلة والذي لم يتم الاتفاق بشكل نهائي على موعده. واوضح العربي ان أهم شيء حدث في تطورات الأزمة السورية في الفترة الاخيرة هو الاتفاق بين القطبين الكبيرين في مجلس الامن وهما موسكو وواشنطن، وهو ما احيا الامل في الحل السياسي، موضحا ان الإبراهيمي قد اكد ان الظروف غير مهيأة لاتمام مهمتة بسبب عدم التوافق فى مجلس الامن، وهو الامر الذي تغير الان، وبالتالي يستمر الابراهيمي كمبعوث اممي ـ عربي الى سوريا.
واضاف العربي ان الجديد في هذا الاتفاق ان روسيا بدأت تعترف ان الشعب السوري هو من يقرر مصير رئيسه بشار الاسد، ولم تعد تتحدث كما كان يحدث في السابق عما اذا كان سيتنحى الاسد اولا ام فى النهاية.
واردف ان المشاورات تجرى حاليا بين عديد من الاطراف المعنية بالازمة السورية للاتفاق على اجندة المؤتمر الدولي والاطراف المشاركة فيه واجندتة وموعده، موضحا ان الجانب الروسي اوضح ان لديهم اسماء من يمثلون الحكومة السورية في المؤتمر الدولي، فيما ابلغت المعارضة السورية الجامعة العربية انه تقوم حاليا باجراء مشاورات باختيار رئيس الائتلاف والحكومة وتشكيل الوفد الذي سيذهب الى المؤتمر.
واكد العربي على ان الدول العربية التي شاركت في مؤتمر جنيف، كانت ممثلة وفق آلية محددة، تمثل رئاسة القمة ومجلس الجامعة ورئاسة اللجنة الوزارية المعنية بالازمة، وكانوا متفقين على ما صدر في جنيف "1" الصادر في يونيو 2012، ويدعمون المؤتمر الدولي المقبل.
وردا على سؤال حول ما اذا كان سيتم اعادة النظر في موضوع شغل المعارضة للمقعد السوري في الجامعة العربية، قال العربي ان الجمهورية العربية السورية هي احدى الدول المؤسسة للجامعة العربية، ولم يتم تعليق عضويتها، ولكن تم في تشرين الثاني 2011 تعليق مشاركة وفود الحكومة السورية، بسبب استمرار العنف، وتم في قمة الدوحة الاخيرة منح المقعد للاتئلاف السوري باعتباره ممثلا للشعب السوري، ولا جديد في هذا الموضوع.
وردا على سؤال حول موقف الجامعة العربية من الجماعات المسلحة في سوريا والمتهمة بالارهاب ولماذا لا يتم سحب السلاح منهم، قال العربي انه في اي صراع مسلح يحاول كل طرف سواء كان حكومة او معارضة ان يحصل على السلاح، وهناك قرار من مجلس الجامعة يدعو الدول لدعم المعارضة السورية بكل الاشكال، وهناك من يرى ان دعم المعارضة بالسلاح يؤدي الى تحقيق توازن في الصراع الدائر في سوريا واجبار الجميع على الذهاب للحلول السياسية. واوضح ان بيان جنيف الاول طالب بضرورة وقف اطلاق النار وهو ما يتطلب ارسال قوات لمراقبة وانهاء العنف والبدء فى العملية السياسية.
وأكد العربي ان ما تم الاتفاق عليه بالبدء فى المرحلة الانتقالية يعني دخول سوريا مرحلة جديدة وانشاء حكومة ذات صلاحيات كاملة يتم الاتفاق عليها بين ممثلي النظام والمعارضة بالتوافق، وهو ما تم التوافق عليه في جنيف بين الدول الاطراف في مجلس الامن، ثم حدث اختلاف بين الاطراف في كيفية تحقيق ذلك، وهو الامر الذي عاق تنفيذ بيان جنيف الاول، موضحا ان الجديد هو اعتراف روسيا بان الشعب السوري هو ما يقرر مصير الاسد.
وجدد العربي ادانتة الاعتداءات الاسرائيلية على سوريا التي حدثت اكثر من مرة، متوقعا انها لن تكون الاخيرة، محملا في ذلك المسؤولية لمجلس الامن الدولى المسؤول عن حفظ الامن والسلم الدوليين.
إيران و"الكيميائي"
في سياق اخر، اكد وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي في مقابلة مع اسبوعية "دير شبيغل" الالمانية نشرت امس ان ايران تعارض استخدام الاسلحة الكيميائية فيما تتبادل الحكومة السورية، حليفة طهران، ومسلحو المعارضة الاتهامات باستخدام هذه الاسلحة.
وفي المقابلة نفسها اعلن صالحي ان طهران مستعدة للمشاركة في المؤتمر الدولي حول سوريا الذي اقترحت عقده الولايات المتحدة وروسيا معتبرا انه يمكن ان يؤدي الى "اطلاق مفاوضات بين الحكومة والمعارضة في سوريا".
وقال الوزير الايراني "ندين استخدام الاسلحة الكيمائية" مذكرا بان بلاده تعرضت لمثل هذا النوع من الاسلحة خلال الحرب مع العراق في الثمانينات وذلك بحسب مقتطفات من المقابلة نشرتها دير شبيغل.
وردا على سؤال حول احتمال ان توقف ايران دعم الرئيس السوري بشار الاسد اذا ثبت انه استخدم مثل هذه الاسلحة اكتفى صالحي بالقول ان طهران "تعارض بشكل قاطع استخدام اي نوع من اسلحة الدمار الشامل".
والخميس اكدت دمشق انها مستعدة لكي تستقبل فورا لجنة تحقيق تابعة للامم المتحدة حول الاسلحة الكيميائية لكن فقط للنظر في اتهاماتها للمعارضة المسلحة بوقائع حصلت في خان العسل قرب حلب (شمال) في 23 اذار الماضي.
وبحسب الامم المتحدة فان دمشق رفضت في المقابل ان يشمل التحقيق اتهامات مماثلة وجهت ضد الجيش السوري من قبل لندن وباريس بخصوص حوادث وقعت في خان العسل وكذلك في حمص (وسط) في 23 كانون الاول 2012.
وبخصوص الجهود الدبلوماسية الهادفة الى حل الازمة السورية قال صالحي ان ايران مستعدة للمشاركة في المؤتمر الدولي الذي عرضت الولايات المتحدة وروسيا عقده.
وقال وزير الخارجية الايراني "لم نتلق بعد دعوة، لكننا سنحضر بالتأكيد. ويمكن ان نطلق مفاوضات بين الحكومة والمعارضة في سوريا".
وحتى الان كانت طهران تدعو فقط الى "محادثات بين الحكومة السورية والمعارضة السلمية لتشكيل حكومة انتقالية" كما اكد صالحي الثلاثاء خلال زيارة الى الاردن.
 
الحوادث الأمنية بين سوريا وتركيا منذ 2012

بيروت: «الشرق الأوسط»

 
عرفت العلاقات التركية - السورية تحسنا ملحوظا، بعيد تسلم حزب «التنمية والعدالة» السلطة بزعامة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان منذ عام 2002، وتطورت هذه العلاقات إلى حد تمت معه إزالة مئات الآلاف من الألغام التي زرعتها تركيا على طول الحدود بين البلدين لحماية نفسها من تسلل مقاتلي حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) التركي المحظور.
لكن هذه العلاقات ما لبثت أن ساءت أواخر عام 2011، بعد أن أعلنت تركيا أنها رفعت يدها عن محاولة التوسط في النزاع السوري، وانحيازها إلى جانب المعارضة السورية التي باتت تستخدم تركيا قاعدة خلفية لها.
وفيما يلي أبرز الأحداث الأمنية بين البلدين منذ ذلك التاريخ:
* 2012 - 22 يونيو (حزيران): الدفاعات الجوية السورية تدمر طائرة حربية تركية بينما كانت (بحسب أنقرة) في المجال الجوي الدولي.
- 19 سبتمبر (أيلول): 3 جرحى في بلدة اكتشاكالي التركية (جنوب شرق) برصاص مصدره مركز حدودي سوري حيث يواجه مقاتلو المعارضة السورية القوات النظامية.
- 3 أكتوبر (تشرين الأول): إطلاق قذائف عدة من سوريا تصيب اكتشاكالي وتسفر عن مقتل 5 مدنيين أتراك. ويرد الجيش التركي بقصف عدة «أهداف» في الأراضي السورية.
- 4 أكتوبر: موافقة البرلمان التركي على عمليات عسكرية في سوريا إن دعت الضرورة.
- 10 أكتوبر: تركيا تعترض طائرة ركاب سورية تقوم برحلة إلى موسكو، وتقول أنقرة إن الطائرة تنقل «ذخائر» ومعدات عسكرية، لكن روسيا وسوريا تنفيان وجود أسلحة على متنها. وتسبب الحادث في تصعيد كلامي بين أنقرة من جهة وسوريا وروسيا من جهة أخرى.
- 12 أكتوبر: طائرة مطاردة تركية تبعد مروحية للجيش السوري اقتربت من الحدود (مسؤول تركي).
- 8 نوفمبر (تشرين الثاني): 5 مدنيين أتراك يصابون بجروح في معارك بين الجيش ومقاتلين معارضين سوريين عند مركز رأس العين الحدودي.
* 2013 - 26 يناير (كانون الثاني): حلف شمال الأطلسي يعلن أن الدفعة الأولى من 6 بطاريات صواريخ باتريوت التي نشرها في تركيا لحماية حدودها من أي هجمات محتملة باتت عملانية.
- 11 فبراير (شباط): هجوم بسيارة مفخخة نسبته تركيا إلى أجهزة المخابرات السورية يوقع 17 قتيلا و30 جريحا عند مركز جيلفه غوزو (جنوب شرق). وفي مارس (آذار) أمرت محكمة تركية بوضع أربعة سوريين مرتبطين بنظام دمشق وتركي في الحبس الوقائي، للاشتباه في تنفيذهم الهجوم.
- 2 مايو (أيار): مقتل شرطي عند مركز اكتشاكالي الحدودي برصاص مصدره الأراضي السورية.
- 11 مايو: انفجار سيارتين مفخختين في بلدة الريحانية جنوب تركيا قرب الحدود السورية، مما أدى إلى مقتل 46 شخصا على الأقل، وإصابة نحو مائة، وأنقرة تتهم النظام السوري بالوقوف وراءه.
 
موجة استنكار لتفجيرات تركيا.. وكيري يعتبرها رسالة «خاصة وشخصية» لواشنطن.. الجامعة العربية تدين وإيران تنادي بمكافحة الإرهاب

أنقرة – لندن - عواصم: «الشرق الأوسط» .. أثار التفجيران الانتحاريان اللذان شهدتهما بلدة الريحانية، جنوب تركيا قرب الحدود السورية، أول من أمس وأسفرا عن مقتل 43 شخصا وإصابة نحو 100، موجة استنكار دولية وعربية وإقليمية وسط دعوات لتعاون إقليمي لمواجهة «خطر التطرف والإرهاب».
ودان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التفجيرين اللذين نفذا بسيارتين مفخختين، مؤكدا أن منفذيهما يجب أن «يساقوا أمام العدالة». وقال مارتن نيسيركي، المتحدث باسم بان، إن «الأمين العام يدين بأقسى عبارات الإدانة الاعتداءات الدموية» التي استهدفت مقر بلدية الريحانية بمحافظة هاتاي القريبة وهي بلدة تقع على بعد ثمانية كيلومترات من الحدود مع سوريا.
وأضاف أن الأمين العام «يدين كل أعمال الإرهاب، ويجدد التأكيد على أنه ما من شيء أبدا يبرر استهداف المدنيين (...)، ويأمل أن يتم التعرف سريعا على المرتكبين وأن يتم سوقهم أمام العدالة»، حسب ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.
ومن جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، مساء أول من أمس السبت، إن الولايات تدين «الأخبار المروعة» بشأن تفجير السيارتين الملغومتين في تركيا. وأضاف «إننا نقف مع حليفتنا تركيا». وأشار إلى أن تفجيرات تركيا تمثل «رسالة خاصة وشخصية» للولايات المتحدة، نظرا لدور تركيا «كمحور حيوي» في منطقة الشرق الأوسط بأكملها.
وفي تلك الأثناء، دان نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عرقجي الاعتداء «الإرهابي الهمجي» الذي وقع في تركيا، وقال إن «هذا عمل إرهابي همجي، ومثل هذه الجرائم مدانة في العالم أجمع»، مؤكدا أنه «من واجب كل البلدان مكافحة الإرهاب». كما ندد الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، في بيان صحافي أمس، بشدة بتلك الأعمال الإرهابية التي أودت بحياة العديد من الأبرياء، معتبرا أن استخدام السيارات المفخخة وأعمال القتل والعنف يمثل أعمالا إرهابية تستدعي إدانة شديدة من المجتمع الدولي. كما أدان فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الهجومين، وقال قبيل مغادرته القاهرة متوجها على متن طائرة خاصة على رأس وفد من كبار العلماء إلى مسقط في زيارة لسلطنة عمان والإمارات تستغرق خمسة أيام «إنني أدين بشدة هذا الاعتداء، كما أقدم التعازي للشعب والحكومة التركية في الضحايا»، داعيا الله أن يعم السلام والأمن في المنطقة.
ومن جانبه، أعرب وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني عن إدانة الأردن لـ«التفجيرات الإجرامية» التي وقعت في مدينة الريحانية جنوب تركيا. ووفقا لوكالة الأنباء الأردنية «بترا» أمس فقد جدد المومني التأكيد على موقف الأردن الثابت والمبدئي برفض كل أشكال العنف. ومن ناحيتها، استنكرت الحكومة العراقية التفجيرات «الإجرامية» في تركيا، وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي «تعبر الحكومة العراقية عن شجبها واستنكارها الشديدين لعمليات التفجير الإجرامية التي وقعت في بلدة الريحانية التركية، وتعرب عن تضامنها مع الشعب التركي الصديق وعوائل الضحايا الأبرياء». وأضاف أن «ارتكاب هذه الجرائم واتساع دائرة الإرهاب يشكل حافزا إضافيا على ضرورة تعاون جميع الدول لا سيما دول المنطقة والتنسيق في ما بينها لقطع دابر الإرهاب واستئصال التطرف والعنف بكل أشكاله».
 
 
المرصد السوري: القتلى أكثر من 120 ألفاً منذ بدء الانتفاضة... أنقرة: حان الوقت ليتحرك العالم ضد الأسد
المستقبل..(ا ف ب، رويترز)
كرّرت أنقرة أمس اتهام جماعة لها صلة بالاستخبارات السورية بالمسؤولية عن تفجير سيارتين ملغومتين في بلدة ريحانلي الحدودية مع سوريا ما أسفر عن مقتل 46 شخصاً، وقالت إن الوقت حان كي يتخذ المجتمع الدولي إجراء ضد نظام بشار الأسد.
وعلى الرغم من إعلان المرصد السوري لحقوق الانسان أمس، ان 82 ألف شخص على الأقل قتلوا بعد عامين من الحرب الدائرة في سوريا، إلا أن رئيس المرصد رامي عبد الرحمن قال ان هذه الأعداد هي الحالات الموثقة، وإن العدد الاجمالي للقتلى منذ بدء الانتفاضة يتجاوز 120 ألفاً.
ففي تأكيد تركي جديد على صلة للاستخبارات السورية بالتفجيرين اللذين وقعا في جنوب تركيا أول من أمس وأوديا بعشرات القتلى والجرحى، ألقى وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو بالمسؤولية عن الهجوم الإرهابي على "منظمة ماركسية سابقة مرتبطة بشكل مباشر بنظام" الرئيس السوري بشار الاسد. وقال انه يجري التحقيق في "أي علاقة بين مجزرة بانياس والهجوم الارهابي الاخير".
وأضاف ان صمت العالم حيال النزاع في سوريا هو السبب في "العمل الارهابي الوحشي" الذي ادى الى مقتل العشرات بالقرب من الحدود التركية - السورية.
وقال اوغلو خلال زيارة لبرلين ان "الهجوم الاخير يظهر كيف تتحول شرارة الى حريق عندما يظل المجتمع الدولي صامتا ويفشل مجلس الامن الدولي في التحرك". واضاف "من غير المقبول ان يدفع الشعبان السوري والتركي ثمن ذلك". وقتل 46 شخصا على الاقل واصيب 100 اخرون في تفجير سيارتين مفخختين في بلدة ريحانلي بالقرب من الحدود السورية، في اعنف هجوم تشهده تركيا منذ سنوات.
ووصف الوزير التركي هذا الهجوم بأنه انتهاك لـ"الخط الاحمر" الذي وضعته تركيا، وقال "حان الوقت لأن يتخذ المجتمع الدولي موقفاً مشتركاً ضد النظام (السوري) فورا ومن دون اي تأخير". ودعا الى اطلاق "مبادرة عاجلة وديبلوماسية تهدف الى تحقيق النتائج" للعثور على حل للازمة السورية، مضيفا ان "تركيا لديها الحق في القيام بأي اجراء" رداً على تفجيرات ريحانلي التركية.
والتقى اوغلو في المانيا نظيره الالماني غيدو فسترفيلي الذي قدم تعازيه بضحايا "العمل الارهابي الوحشي" متعهداً دعم بلاده لتركيا.
وفي اسطنبول قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في خطاب أذاعه التلفزيون التركي في وقت لاحق أمس، "لن نفقد هدوئنا. لن نتخلى عن التفكير السديد ولن نقع في الفخ الذي يحاولون دفعنا إليه"، لكنه أضاف "أياً كان الذي سيستهدف تركيا سيدفع الثمن عاجلاً أم آجلاً".
وأوضح اردوغان في كلمة الى انصار حزبه خلال تجمع حاشد أمس، ان الدول مثل تركيا ترد على الاستفزاز بقوة اكبر حتى من الهجوم الاولي. وأضاف "الدول الرئيسية تنتقم بضعف حجم الاستفزاز الاولي عندما تواجه هجوما لكنها تنتظر الوقت المناسب. يتعين الا يشك احد في ان الثمن سيدفع لحياة اخواننا في ريحانلي علاوة على مئات الالوف في سوريا".
وتابع رئيس الوزراء التركي خلال لقاء في اسطنبول "انهم يريدون جرنا الى سيناريو كارثي"، داعيا الشعب الى "التنبه وضبط النفس في مواجهة اي استفزاز يهدف الى جر تركيا الى المستنقع السوري".
وقال بشير اتالاي نائب رئيس الوزراء التركي للصحافيين إن السلطات ألقت القبض على تسعة أشخاص جميعهم أتراك منهم المدبر المزعوم للتفجيرين.
وقال وزير الداخلية التركي معمر جولر إن جماعة لها صلات مباشرة بالاستخبارات السورية هي التي ارتكبت الهجوم.
وتسبب التفجيران في هدم منازل خرسانية وتحطيم سيارات على مسافات تبعد ثلاثة شوارع على الاقل.
وانتشرت قوات من الشرطة والجيش بأعداد كبيرة أمس، في ريحانلي حيث طوقت قوات الأمن موقعي التفجيرين في حين ازالت الجرافات الحطام والزجاج المتناثر. وتجول أشخاص في انحاء البلدة ينظرون هنا وهناك وغالبا ما يدخلون في مناقشات حامية بخصوص الاحداث التي وقعت في اليوم السابق.
وهناك مشاعر غضب واضحة تجاه عشرات الالاف من اللاجئين السوريين في البلدة التي اصبحت قاعدة إمداد وتموين لمقاتلي المعارضة السورية عبر الحدود.
وفي ارتفاع كبير لعدد القتلى بسبب الحرب الدائرة في سوريا، قال المرصد السوري لحقوق الانسان أمس، ان 82 ألف شخص على الأقل قتلوا وفقد 12500 آخرون بعد عامين من الحرب الأهلية في سوريا.
وقال المرصد وهو جماعة مراقبة مؤيدة للمعارضة ان معظم القتلى لاقوا حتفهم على أيدي قوات الأسد والميليشيا الموالية له وان معظم المفقودين يعتقد انهم محتجزون لدى الشرطة السرية التابعة للحكومة وجهات أخرى موالية لها.
وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد ان معظم الضحايا المدنيين قتلوا على أيدي النظام. واضاف ان قتل المعتقلين في سجون غير رسمية أمر معتاد وان ظروف احتجاز السجناء مروعة.
وقال المرصد الذي أسسه عبد الرحمن في بريطانيا قبل سبع سنوات ان 4788 طفلا كانوا بين 34473 مدنياً قتلوا في الحرب. وأضاف ان 12916 مقاتلاً مناهضاً للأسد قتلوا إلى جانب 1924 منشقاً عن الجيش.
وبالنسبة للموالين للأسد قتل 16729 جندياً و12 ألفاً من رجال الميليشيا والمخبرين. وقال التقرير ان مصير نحو 2500 جندي من القوات الموالية ما زال مجهولاً ويعتقد ان مقاتلي المعارضة يحتجزونهم.
وقال عبد الرحمن ان هذه الأعداد هي الحالات الموثقة وان العدد الاجمالي للقتلى منذ بدء الانتفاضة يتجاوز حسب تقدير المركز 120 ألفا.
وقال مسؤولون من ائتلاف المعارضة السورية الذي يواجه أزمة منذ استقالة رئيسه في اذار ان الائتلاف سيجتمع في اسطنبول في 23 ايار لاتخاذ قرار بشأن المشاركة في المؤتمر الدولي المزمع عقده في محاولة أميركية روسية لإنهاء الأزمة السورية.
وفي تطور منفصل أمس، أفرج مقاتلون من المعارضة السورية عن اربعة فليبينيين من قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة الذين اختطفوا عند خط وقف اطلاق النار بين سوريا والجولان الاسبوع الماضي.
ميدانياً، تواصلت الغارات التي تقوم بها المقاتلات التابعة لنظام الأسد ضد المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق، ونشر سوريون لقطات صورها هواة على الانترنت ظهرت فيها طائرة حربية تابعة لنظام الاسد تقصف منطقة الغوطة الشرقية في دمشق أمس.
ويظهر في لقطات اخرى نشرت في الآونة الأخيرة على الإنترنت مقاتلون من المعارضة المسلحة في حمص يتبادلون النار مع قوات حكومية وتسمع في اللقطات اصوات انفجارات على مقربة. وظهر في لقطات اخرى في مستشفى ميداني بمنطقة اريحا في ادلب جرحى اصيب بعضهم باصابات قاتلة.
 
هورموزلو لـ «الراي»: تفجيرا الريحانية من صنع منظمات يسارية مرتبطة بالمخابرات السورية
الرأي..كتب ماجد العلي
أكد مستشار الرئيس التركي ارشاد هورموزلو ان التحقيقات التي أجرتها السلطات التركية في تفجيري بلدة الريحانية القريبة من الحدود السورية اول من امس، افضت الى ان المتورط بهذين التفجيرين اللذين اوقعا 46 قتيلا واكثر من مئة جريح هي منظمات يسارية مرتبطة بالنظام السوري.
وقال هورموزلو في تصريح خاص لـ «الراي» ان «منفذي الهجمات الارهابية ينتمون الى منظمات يسارية تركية مرتبطة بالمخابرات السورية»، لافتا الى ان «هذه المنظمات لها سوابق بحوادث عنف شهدتها تركيا في السابق».
وردا على سؤال عن الاجراءات التي تنوي تركيا القيام بها في حال ثبوت تورط المخابرات السورية في التفجيرين، أوضح هورموزلو ان «التركيز ينصب حاليا على الوصول الى الفاعلين وتقديمهم الى المحاكمة. وكل المواضيع تطرح على بساط البحث لتحديد كيفية الرد على النظام السوري».
وكان وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو أعرب عن اعتقاده ان من تورطوا في تفجيري الريحانية «هم أنفسهم من نفذوا الهجوم على مدينة بانياس السورية الاسبوع الماضي وقتلوا خلاله 62 شخصا على الاقل»، مضيفا ان «لا علاقة للهجوم باللاجئين السوريين في تركيا. علاقته الكاملة بالنظام السوري. ويتعين ان نكون حذرين حيال الاستفزازات العرقية في تركيا ولبنان بعد مجزرة بانياس».
وفي وقت كانت الريحانية تدفن ضحايا التفجيرين، كشف نائب رئيس الوزراء التركي بشير اتالاي ان تسعة أتراك اعتقلوا في ما يتصل بهما، منهم مدبر الهجوم، وقال: «هناك اعترافات».
 
"الموساد": الأسد رجل إسرائيل في دمشق
المستقبل..("سي أن أن عربية")
نقل موقع "سي أن أن" بالعربية عن القائد السابق للمخابرات الإسرائيلية (الموساد) إفرايم هليفي، قوله إن إسرائيل لا تعتبر البحث عن بديل للرئيس السوري، بشار الأسد، من بين أولوياتها، وإن كانت تظن بأنه سيسقط في نهاية المطاف، مشيراً إلى أنها تعرف أمراً أساسياً حول أسرة الأسد، وهو تمكنها من الحفاظ على الهدوء في الجولان طوال 40 سنة.
وقال هليفي في مقاله الذي حمل عنوان "رجل إسرائيل في دمشق... لماذا لا تريد القدس سقوط الأسد؟"، إن تاريخ محاولات بناء السلام بين سوريا وإسرائيل يجب أن يؤخذ في الحسبان لدى محاولة فهم الموقف الإسرائيلي الحالي من نظام دمشق، مضيفاً أن الهدف الاستراتيجي الأكبر لإسرائيل في ما يتعلق بسوريا كان وجود سلام مستقر، وهو أمر بدّلته الحرب الدائرة حالياً في سوريا.
وتابع هليفي قائلاً، في المقال الذي نشرته "فورين أفيرز" الصادرة عن مركز أبحاث "مجلس العلاقات الخارجية" الأميركي، "إسرائيل سوف تتدخل في سوريا عندما ترى ضرورة لذلك، هجمات الأسبوع الماضي (في إشارة إلى الغارات على مستودعات للصواريخ في دمشق) تركزت على تدمير مستودعات أسلحة، كما أن إسرائيل لم تقدّم أي إشارة إلى رغبتها في زيادة تدخلها، فهي في نهاية المطاف ليس لها مصلحة في تسريع سقوط نظام الرئيس بشار الأسد."
وأضاف: "إسرائيل تعرف أمراً مهماً حول أسرة الأسد، وهو أنها تمكنت طوال 40 سنة من حفظ شكل من أشكال الهدوء على الحدود، لطالما كان البلدان في حالة حرب... لكن إسرائيل كانت على الدوام قادرة على الوثوق بحكومات حافظ وبشار الأسد من أجل تطبيق اتفاق فصل القوات الذي أقر عام 1974."
ولفت هليفي، الذي قاد "الموساد" بين عامي 1998 و2002 إلى أن "إسرائيل لا تنظر براحة إلى طرفي النزاع، فمن جهة تشعر إسرائيل بتزايد دور الجماعات المتشددة في سوريا، والتي تنتمي إلى تنظيم "القاعدة"، ومن جهة أخرى فإن القوات الموالية للأسد تعتمد بشكل متزايد على الحرس الثوري الإيراني وقوات "حزب الله"، ولفت إلى أن إيران تضغط بشكل متزايد على دمشق من أجل السماح بتمرير أسلحة متطورة إلى "حزب الله".
غير أن هليفي استطرد بالقول "إن حرباً أهلية طويلة الأمد في سوريا لن تكون في صالح إسرائيل أيضاً، خصوصاً وأن الصراع فيها يجذب بشكل مستمر عناصر متشددة من أرجاء المنطقة ويهدد بزعزعة محيط إسرائيل، بما في ذلك لبنان والأردن والعراق، كما قد يؤدي ذلك إلى فقدان الأسد سيطرته على أسلحته الكيماوية أو الانغماس في استخدامها بمعاركه".
ورأى هليفي أن "دمشق فهمت رسائل إسرائيلية وصلتها تشير إلى عدم رغبة الدولة العبرية في التدخل الواسع بسوريا بعد الغارة قرب دمشق"، مضيفاً أن "الدليل على فهم الرسالة هو صدور تصريحات التنديد بالغارة عن مسؤولين من الصف الثاني، وكذلك إصدار بيان عمومي وغامض من الحكومة السورية".
وختم هليفي بالقول: "لا نقول إن إسرائيل ستبذل جهدها لدعم الأسد، فهي- على غرار دول أخرى - تعتقد بأن رحيله مسألة وقت، ولكن دولة بحجم إسرائيل عليها أن تضع أولويات لسياستها الخارجية ولأهدافها وهي لا تعتقد أن المساهمة في صناعة بديل مقبول للأسد هو من مصلحتها أو ضمن قدراتها، وستترك هذه المهمة للآخرين... وستحرص على إخطار روسيا وأميركا بأنها مهتمة مثلهما بمنع الوجود الدائم للإيرانيين أو الجهاديين بسوريا".
 
سعود الفيصل يلتقي صالحي في جدة: العلاقات الثنائية وتطورات المنطقة
(واس)
استقبل وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في جدة مساء أمس، وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي، وجرى خلال الاستقبال بحث العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة .
حضر الاستقبال وكيل وزارة الخارجية للعلاقات الثنائية خالد بن إبراهيم الجندان ومدير عام فرع وزارة الخارجية في منطقة مكة المكرمة السفير محمد الطيب .
 
الخطيب: الغرب يسعى إلى «سايكس بيكو» جديد يقسم سورية ويحولها بلداً للأقليات
الرأي..
«عصفور في قفص ذهبي» وصفت قناة الجزيرة الانكليزية حال الشيخ معاذ الخطيب رئيس الائتلاف السوري المستقيل في لقاء بثته القناة السبت 11/5/2013.
الخطيب صاحب الخطابات العاطفية في المحافل الدولية كما وصفته القناة وصاحب المواقف المثيرة للجدل بدءاً من عرضه لمفاوضات مباشرة مع النظام إلى فضحه ما يدور داخل الائتلاف وحالة الانقسام التي تشعره بالحنق والأسى وفقاً لمقدمة البرنامج، لذا لم يعد يقوى على البقاء أكثر.
شن الرئيس المستقيل للإئتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة في سورية معاذ الخطيب هجوماً غير مسبوق على الائتلاف بوصفه «مكاناً لتمرير قرارات لا تخدم السوريين»،
وقال الخطيب في لقاء مع قناة «الجزيرة» الناطقة باللغة الانكليزية بثته ليل اول من امس ونقله عنها موقع «زمان الوصل»: «كنت قد أصبحت شخصاً يوقع على قرارات لاتخدم السوريين فقررت تركه»، أضاف: «هناك أشخاص أصبحوا أيادي لتمرير قرارات لاتخدم سورية».
وعن حال الحكومة المؤقتة، قال رئيس الائتلاف المستقيل بأن تشكيلها خضع لسجال بين دولتين إقليميتين، لكل منهما مرشحها وتريد تشكيل الحكومة وفقاً لرغبتها، وقال الخطيب انه لا يريد تسمية هاتين الدولتين، لكن مقدمة البرنامج باغتته بالقول:»الكل يعلم أنك تقصد قطر والسعودية»، فضحك وقال: «لماذا تسألين عن أمر معروف، نحن لا نريد وزارة أو حكومة بل هيئة تنفيذية».
وحول التشكيلة، قال الخطيب إن بعض الأسماء المطروحة تتم من من قبل أفراد وأسماء أخرى من قبل دول و»أنا أرفض ذلك ويجب على جورج صبرا ورياض سيف وسهير أتاسي ومصطفى الصباغ أن يستقيلوا من الائتلاف ويعملوا في لجانه الأخرى وألا يشاركوا في اختيار الرئيس».
وعند سؤاله إن كان هناك تواصل مع النظام، أكد الخطيب «عدم وجود تواصل مباشر معه ولكن عبّر عن ضرورة إجراء حوار مباشر»، مشيراً إلى المبادرة التي طرحها من قبل «ولكنها حوربت من قبل البعض الذين يريدون إضعاف الدولة واستمرار القتال في سورية وإضعاف الثورة والدولة معاً».
وأكد الخطيب أن «الأعداء أنفسهم يلتقون لإيجاد حل وهذا رأيناه عبر تاريخ العالم عند محاكمة العقل والسياسة»، في إشارة إلى وجوب الحوار والتفاوض مع النظام السوري.
وحول طبيعة هذه المفاوضات الممكنة، أوضح الخطيب أنها «لن تكون مع قيادات عسكرية بل مع جهات سياسية حاصلة على تفويض كامل من النظام لحل المشكلة ويجب ألا تكون شاركت في قتل الشعب السوري».
وعن المجازر التي تتعرض لها القرى السورية لا سيما قرية البيضا التي شهدت مجزرة طائفية على يد قوات النظام وشبيحته، لمح الخطيب إلى عدم مؤازرة بعض كتائب الجيش الحر لها لعدم تلقيها أوامر بذلك من الدول التي تساعدها وتدعمها.
ولخَّص الخطيب الموقف الدولي حيال الشأن السوري بسايكس- بيكو جديد تحاول من خلاله الدول الغربية إعادة تقسيم سورية وتحويله إلى بلد للأقليات ترعاها هذه الدول.
وأشار إلى «حال بلاد الشام قبل مئات السنين والسعي الغربي إلى إنشاء كيانات صغيرة وهزيلة تتقاتل مع بعضها. وإلى خلق نخب سياسية تتبوأ مواقع ومناصب وإمارات مزيفة يكون نتاجها مزيداً من الآلام للشعوب ومحاولة لكسر إرادتها».
 
21 لواء ومجموعة معارضة تتوحد لإخراج قوات النظام من الغوطة الشرقية
الرأي...
اعلنت تنسيقية النشابية الكبرى والقرى المحيطة بها في ريف دمشق عن توحيد كافة الالوية التي تقاتل قوات الرئيس بشار الاسد في الغوطة الشرقية، بهدف اخراج هذه القوات من الغوطة ومن ثم الدخول الى دمشق.
وقالت في بيان ان الاتحاد يضم 21 لواء هي «الاسلام» و«المغاوير» و«سيوف الحق» و«البراء» و«شهداء دوما» و«أبو موسى الأشعري والرضوان» و«الإمام الحسين» و«درع العاصمة وفتح الشام» و«الفاروق عمر» و«أسود الله وثوار الغوطة» و«أسود الغوطة» و«الفرقان» و«توحيد الإسلام» و«شهداء الإسلام» و«الفرقة أولى مشاة» و«كتائب الصديق» و«فوج المهام الخاصة» و«كتيبة المهام الخاصة» و«حركة أحرار الشام» و«كتائب السيف الأموي» و«جبهة النصرة».
وبذلك تكون جميع الالوية في منطقة الغوطة قد توحدت باستثناء لواء «امهات المؤمنين».
وكان هناك تنافس كبير بين هذه الالوية وعدم تنسيق في مواجهة الجيش النظامي. وتأتي خطوة توحيدها خصوصا بعد ان حاصرت قوات النظام الغوطة الشرقية وقطعت طرق الامدادات من الاردن وتركيا بعد سيطرتها على المنطقة الممتدة بين مطاري دمشق الدولي والضمير العسكري وعلى عدد من قرى الغوطة مثل حران العواميد والعتيبة والعبادة والقيسا ومحاصرة القيسا وغيرها.
 
نتنياهو مصمم على منع تنفيذ صفقة صواريخ «اس 300» الروسية مع سورية
الرأي..القدس - ا ف ب - اعلن وزير المياه والطاقة الاسرائيلي سيلفان شالوم ان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يفترض ان يتوجه قريبا الى موسكو «مصمم» على محاولة منع صواريخ ارض جو روسية متطورة الى سورية.
وقال شالوم للاذاعة الاسرائيلية ان احتمال تسليم صواريخ روسية من طراز «اس-300» الى سورية «يثير قلقنا الى ابعد حد ورئيس الوزراء مصمم تماما على الا يتم تنفيذ هذا العقد».
واضاف شالوم ان تسليم مثل هذه الاسلحة لسورية «سيغير توازن القوى في المنطقة وهذه الاسلحة يمكن ان تقع بايدي حزب الله». وتابع انه اذا حصلت سورية على هذه الصواريخ «فان تحرك الدول التي ترغب في تغيير في سورية سيصبح اصعب».
واعلن الكرملين السبت ان نتنياهو سيتوجه قريبا الى روسيا لاجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من دون تحديد موعد لذلك.
وقالت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان هذه الزيارة ستتناول خصوصا مسألة تسليم سورية بطاريات صواريخ ارض جو «اس-300» وهي اسلحة حديثة جدا يمكنها تدمير طائرات او صواريخ موجهة.
واسلحة من هذا النوع يمكن ان تحد من حركة الطيران الاسرائيلي في المجال الجوي السوري او اللبناني.
واعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة ان موسكو تضع اللمسات الاخيرة على تسليم هذه الصواريخ الدفاعية لسورية.
 
خبير عسكري: الصواريخ الروسية لسوريا «بانتسر» وليس «إس 300».... مصادر خليجية تقلل من أهمية التصريحات الروسية بشأن صفقة الصواريخ

الدوحة – لندن: «الشرق الأوسط» إسطنبول: ثائر عباس القاهرة: وليد عبد الرحمن ... قللت مصادر خليجية من أهمية التصريحات الروسية الأخيرة بشأن صفقة صواريخ إلى سوريا، واعتبر خبير عسكري الحديث عن تسليم روسيا صواريخ «إس 300» مناورة سياسية، مشيرا إلى أن المقصود هو صواريخ «بانتسر» المضادة للطائرات، وهي صفقة قديمة كانت سوريا وسيطا فيها، ومقصدها الأخير هو إيران.
وكانت المصادر الخليجية تعقب على التقارير والتكهنات التي دارت في أعقاب تصريحات، بعدما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، يوم الجمعة الماضي، أن موسكو تضع اللمسات الأخيرة على تسليم صواريخ دفاعية إلى سوريا.
لكن لافروف قال إن بلاده ليس لديها أي خطط جديدة لبيع نظام دفاع جوي متطور لسوريا، ولكنه ترك الباب مفتوحا أمام إمكانية إرسال مثل هذه الأنظمة إلى دمشق، بموجب عقود قائمة.
وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال»، هذا الأسبوع، إن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بشأن صفقة روسية وشيكة لبيع أنظمة صواريخ «إس - 300» المضادة للطائرات لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
وفي معرض رده على سؤال لأحد الصحافيين في العاصمة البولندية وارسو، قال لافروف: «روسيا لا تنوي البيع. فروسيا باعتها بالفعل منذ فترة طويلة. وقد وقعت العقود وتستكمل عمليات تسليم المعدات، وهي عبارة عن تكنولوجيا مضادة للطائرات، بموجب العقود المتفق عليها».
وعلى الرغم من أن السؤال أشار إلى أنظمة صواريخ «إس - 300»، فإن لافروف لم يحدد في إجابته ما إذا كانت المعدات الجاري تسليمها بالفعل هي أنظمة «إس - 300» المتطورة أم أنظمة أخرى.
وأضاف الوزير الروسي أن عمليات التسليم تتماشى مع القانون الدولي، وأن المعدات مخصصة للأغراض الدفاعية فقط.
وقال لافروف: «إنها مصممة كي تتمتع سوريا باعتبارها الدولة المستوردة بالقدرة على حماية نفسها من الهجمات الجوية، وهو سيناريو ليس مستبعدا تماما».
وأعرب مسؤول خليجي على اطلاع على الملف السوري عن أمله في أن لا تسلم روسيا صواريخ «بانتسر» للنظام السوري». وأضاف: «هناك تعجب من الموقف الروسي من القتل والتدمير الذي يقوم النظام السوري الغاشم، والذي، للأسف، سينعكس سلبا على مصالح روسيا في سوريا مستقبلا وفي المنطقة».
من جانبه، رفض مصدر تركي رسمي الربط بين عملية نشر الصواريخ الغربية في تركيا وصفقة الصواريخ الروسية، مشيرا إلى أن «باتريوت» يهدف إلى حماية الأراضي التركية من أي «حماقات» قد يفكر البعض في ارتكابها، مشيرا إلى أن عمليات التفجير الأخيرة أثبتت أن ثمة من لا يتوانى عن فعل أي شيء لتحسين وضعه وتخفيف الضغط عنه. وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» إنه لا يوجد من يبرر لإيران الخوف من الجانب التركي، فنحن، وعلى الرغم من اختلافنا معها، نحرص على بقاء العلاقة مع جيراننا في أفضل الأوضاع الممكنة.
لكن خبيرا استراتيجيا تركيا أكد أن «كل الاحتمالات مفتوحة»، مشيرا إلى أن بلاده تخوض حربا شبه مباشرة مع النظام السوري في كثير من المناطق، ومواجهة باردة مع إيران وروسيا، معتبرا أن المصالح الاقتصادية والخوف من الحرب وحدهما يمنعان انزلاق الأمور نحو الأسوأ مع إيران. وتحدث الخبير عن أن كشف بعض الخلايا الإيرانية في تركيا أوضح للمسؤولين الأتراك، بما لا يقبل الشك، أن إيران خائفة من شبكة «باتريوت»، وأنها تحاول الوصول إلى كل ما يمكنها من تجنب ضربة عسكرية إسرائيلية أو أميركية.
وقال مصدر في المعارضة السورية المسلحة لـ«الشرق الأوسط» إن النظام تسلم بالفعل بعض بطاريات الصواريخ الروسية، مشيرا إلى أن ثمة عمليات تدريب تجري لأطقم هذه الصواريخ التي ستوضع في البداية، تحت مراقبة وإشراف خبراء روس، بالإضافة إلى مشاركة خبراء إيرانيين. وأوضح المصدر أن معلومات المعارضين تجزم بوصول بطارية واحدة على الأقل نصبت في منطقة الساحل السوري على أن تنصب الدفعة الثانية في أماكن أخرى، أبرزها دمشق.
وتأتي إثارة موسكو قضية الصواريخ في أعقاب القصف الإسرائيلي لشحنة صواريخ سورية إلى حزب الله اللبناني. يذكر أن سلمان الشيخ، مدير مركز «بروكينغز» للبحوث في الدوحة، أشار في نشرة الأسبوع الماضي إلى أن «إسرائيل تريد إظهار أنها عازمة على حماية خطوطها الحمراء، وقد تصرفت من أجل منع نقل الأسلحة المتطورة إلى حزب الله، كما ردت مباشرة على قصف من وحدات الجيش السوري في الجولان ودقت جرس إنذار استخدام الأسلحة الكيماوية».
وبحسب مجلة «جينز ديفينس ويكلي» الأميركية المتخصصة في قضايا الدفاع، فإن صواريخ «بانتسر - إس 1» تشكل أحدث تكنولوجيا الدفاع الجوي. ويذكر أن صفقة بيع نظام «بانتسر - إس 1» تعود لعام 2006 كجزء من صفقة أسلحة قيمتها تصل إلى مليار دولار أميركي، وينص العقد على بدء التسليم في أغسطس (آب) 2007. وبحسب المجلة الأميركية، فإن إيران هي الراعي الأول للصفقة الروسية إلى سوريا، وتستخدم سوريا كوسيط للحصول على النظام الصاروخي. وتشمل صفقة الأسلحة 50 نظاما صاروخيا، كان يفترض حصول إيران على 10 منها على الأقل بحلول عام 2008، ولكن التسليم تأخر.
وحول تفسير القرار الروسي بتسليم هذه الصواريخ، قال اللواء محمد الجوادي، خبير الأمن القومي في مصر، إنه يمكن تفسير القرار الروسي بطريقتين. الأول أن يكون قرار تسليم سوريا نظام الصواريخ المتطور استفزازا للولايات المتحدة من أجل حدوث مواجهة عسكرية يكون لها نتيجة على مستوى المساومات الدولية بالنسبة لروسيا، لكون هذا القرار تصعيدا محسوبا من أجل المساومات مع أميركا. أما التفسير الثاني لما حدث يتفق مع رغبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الوجود في سوريا، لأنها آخر معاقل لهم في منطقة الشرق الأوسط بعد خروج دول كثيرة كانت تجد في روسيا الصدر الحنون، مثل ليبيا والقرن الأفريقي واليمن الجنوبي.
وتابع أن «القصة في الصفقة الروسية هي وجود عسكري على الأرض».
ومن جهته، قال اللواء أركان حرب محمد قشقوش المحلل العسكري والاستراتيجي المصري إن تحويل الصفقة من إيران إلى سوريا ليس هو العامل الأول، لأن هناك دوافع لعدد من الأطراف، أولهم روسيا والحكومة السورية وإيران وحزب الله وإسرائيل، فروسيا لا يوجد لها حاليا أي موضع قدم في المياه الدافئة بالبحر المتوسط، غير في سوريا، وتحديدا في طرطوس، وتابع اللواء أركان حرب قشقوش: «إن أسباب اختيار طرطوس أنه ميناء عسكري من الدرجة الأولى وتجاري من الدرجة الثانية، بعكس اللاذقية، كما أن طرطوس يعتبر الميناء الرئيس في إقليم التجمع السكاني العلوي مستقبلا، وهذا المكان في الوقت نفسه قد يكون فيما بعد مأوى أو ملاذا للرئيس السوري بشار الأسد، وقد يكون مخرج الأسد من سوريا عن طريق أي قطعة بحرية».
وأضاف اللواء قشقوش لـ«الشرق الأوسط»، أن «روسيا مستميتة على العمل في هذا الاتجاه ومع سوريا لهذا الاعتبار الرئيس، ثم أنها تحاول أن تقوى بعد فترة ضعف كبيرة جدا، وبوتين يحاول أن يثبت أنه الرجل القوي في وجه الغرب». وأشار إلى أن النظام السوري يملك ترسانة عسكرية قوية جدا، فلديه 4800 دبابة، ولكن هناك تقادم في الأسلحة السورية، وأحدث سلاح عند النظام السوري هو «سي 72»، بعدد نحو 1400 دبابة منذ عام 1983، وهناك دبابات في سوريا من عام 1957، والمشكلة تكمن في تحديث أسلحتها.
وأوضح أن «سوريا تمتلك 280 صاروخا، وعندها 50 منصة إطلاق صواريخ، ولم تستخدم منها إلا عددا يسيرا على الحدود التركية، وهي صواريخ محلية الصنع وضعيفة التوجيه».
وقال اللواء قشقوش: «إن العبرة هنا ليست بصفقة في الأسلحة، صحيح أن هذه الصفقة الروسية فيها جزء نوعي مرتبط بالذي يتم حاليا».
وتابع: «صفقة الأسلحة التي حولتها روسيا من إيران لسوريا سوف تؤثر إيجابيا على ميزان القوى لصالح سوريا، لكن لن تقلب ميزان القوى العام في مواجهة إسرائيل».
 
مصادر خليجية تقلل من التصريحات الروسية بشأن صفقة صواريخ لسوريا.. «بانتسر» المضادة للطائرات صفقة قديمة كانت وجهتها النهائية إيران

الدوحة - لندن: «الشرق الأوسط» إسطنبول: ثائر عباس القاهرة: وليد عبد الرحمن .... قللت مصادر خليجية من أهمية التصريحات الروسية الأخيرة بشأن صفقة صواريخ إلى سوريا، واعتبر خبير عسكري الحديث عن تسليم روسيا صواريخ «إس 300» مناورة سياسية، مشيرا إلى أن المقصود هو صواريخ «بانتسر» المضادة للطائرات، وهي صفقة قديمة كانت سوريا وسيطا فيها، ومقصدها الأخير هو إيران.
وكانت المصادر الخليجية تعقب على التقارير والتكهنات التي دارت في أعقاب تصريحات، بعدما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، يوم الجمعة الماضي، أن موسكو تضع اللمسات الأخيرة على تسليم صواريخ دفاعية إلى سوريا.
لكن لافروف قال إن بلاده ليس لديها أي خطط جديدة لبيع نظام دفاع جوي متطور لسوريا، ولكنه ترك الباب مفتوحا أمام إمكانية إرسال مثل هذه الأنظمة إلى دمشق، بموجب عقود قائمة.
وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال»، هذا الأسبوع، إن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بشأن صفقة روسية وشيكة لبيع أنظمة صواريخ «إس - 300» المضادة للطائرات لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
وفي معرض رده على سؤال لأحد الصحافيين في العاصمة البولندية وارسو، قال لافروف: «روسيا لا تنوي البيع. فروسيا باعتها بالفعل منذ فترة طويلة. وقد وقعت العقود وتستكمل عمليات تسليم المعدات، وهي عبارة عن تكنولوجيا مضادة للطائرات، بموجب العقود المتفق عليها».
وعلى الرغم من أن السؤال أشار إلى أنظمة صواريخ «إس - 300»، فإن لافروف لم يحدد في إجابته ما إذا كانت المعدات الجاري تسليمها بالفعل هي أنظمة «إس - 300» المتطورة أم أنظمة أخرى.
وأضاف الوزير الروسي أن عمليات التسليم تتماشى مع القانون الدولي، وأن المعدات مخصصة للأغراض الدفاعية فقط.
وقال لافروف: «إنها مصممة كي تتمتع سوريا باعتبارها الدولة المستوردة بالقدرة على حماية نفسها من الهجمات الجوية، وهو سيناريو ليس مستبعدا تماما».
وأعرب مسؤول خليجي على اطلاع على الملف السوري عن أمله في أن لا تسلم روسيا صواريخ «بانتسر» للنظام السوري». وأضاف: «هناك تعجب من الموقف الروسي من القتل والتدمير الذي يقوم النظام السوري الغاشم، والذي، للأسف، سينعكس سلبا على مصالح روسيا في سوريا مستقبلا وفي المنطقة».
من جانبه، رفض مصدر تركي رسمي الربط بين عملية نشر الصواريخ الغربية في تركيا وصفقة الصواريخ الروسية، مشيرا إلى أن «باتريوت» يهدف إلى حماية الأراضي التركية من أي «حماقات» قد يفكر البعض في ارتكابها، مشيرا إلى أن عمليات التفجير الأخيرة أثبتت أن ثمة من لا يتوانى عن فعل أي شيء لتحسين وضعه وتخفيف الضغط عنه. وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» إنه لا يوجد من يبرر لإيران الخوف من الجانب التركي، فنحن، وعلى الرغم من اختلافنا معها، نحرص على بقاء العلاقة مع جيراننا في أفضل الأوضاع الممكنة.
لكن خبيرا استراتيجيا تركيا أكد أن «كل الاحتمالات مفتوحة»، مشيرا إلى أن بلاده تخوض حربا شبه مباشرة مع النظام السوري في كثير من المناطق، ومواجهة باردة مع إيران وروسيا، معتبرا أن المصالح الاقتصادية والخوف من الحرب وحدهما يمنعان انزلاق الأمور نحو الأسوأ مع إيران. وتحدث الخبير عن أن كشف بعض الخلايا الإيرانية في تركيا أوضح للمسؤولين الأتراك، بما لا يقبل الشك، أن إيران خائفة من شبكة «باتريوت»، وأنها تحاول الوصول إلى كل ما يمكنها من تجنب ضربة عسكرية إسرائيلية أو أميركية.
وقال مصدر في المعارضة السورية المسلحة لـ«الشرق الأوسط» إن النظام تسلم بالفعل بعض بطاريات الصواريخ الروسية، مشيرا إلى أن ثمة عمليات تدريب تجري لأطقم هذه الصواريخ التي ستوضع في البداية، تحت مراقبة وإشراف خبراء روس، بالإضافة إلى مشاركة خبراء إيرانيين. وأوضح المصدر أن معلومات المعارضين تجزم بوصول بطارية واحدة على الأقل نصبت في منطقة الساحل السوري على أن تنصب الدفعة الثانية في أماكن أخرى، أبرزها دمشق.
وتأتي إثارة موسكو قضية الصواريخ في أعقاب القصف الإسرائيلي لشحنة صواريخ سورية إلى حزب الله اللبناني. يذكر أن سلمان الشيخ، مدير مركز «بروكينغز» للبحوث في الدوحة، أشار في نشرة الأسبوع الماضي إلى أن «إسرائيل تريد إظهار أنها عازمة على حماية خطوطها الحمراء، وقد تصرفت من أجل منع نقل الأسلحة المتطورة إلى حزب الله، كما ردت مباشرة على قصف من وحدات الجيش السوري في الجولان ودقت جرس إنذار استخدام الأسلحة الكيماوية».
وبحسب مجلة «جينز ديفينس ويكلي» الأميركية المتخصصة في قضايا الدفاع، فإن صواريخ «بانتسر - إس 1» تشكل أحدث تكنولوجيا الدفاع الجوي. ويذكر أن صفقة بيع نظام «بانتسر - إس 1» تعود لعام 2006 كجزء من صفقة أسلحة قيمتها تصل إلى مليار دولار أميركي، وينص العقد على بدء التسليم في أغسطس (آب) 2007. وبحسب المجلة الأميركية، فإن إيران هي الراعي الأول للصفقة الروسية إلى سوريا، وتستخدم سوريا كوسيط للحصول على النظام الصاروخي. وتشمل صفقة الأسلحة 50 نظاما صاروخيا، كان يفترض حصول إيران على 10 منها على الأقل بحلول عام 2008، ولكن التسليم تأخر.
وحول تفسير القرار الروسي بتسليم هذه الصواريخ، قال اللواء محمد الجوادي، خبير الأمن القومي في مصر، إنه يمكن تفسير القرار الروسي بطريقتين. الأول أن يكون قرار تسليم سوريا نظام الصواريخ المتطور استفزازا للولايات المتحدة من أجل حدوث مواجهة عسكرية يكون لها نتيجة على مستوى المساومات الدولية بالنسبة لروسيا، لكون هذا القرار تصعيدا محسوبا من أجل المساومات مع أميركا. أما التفسير الثاني لما حدث يتفق مع رغبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الوجود في سوريا، لأنها آخر معاقل لهم في منطقة الشرق الأوسط بعد خروج دول كثيرة كانت تجد في روسيا الصدر الحنون، مثل ليبيا والقرن الأفريقي واليمن الجنوبي.
وتابع أن «القصة في الصفقة الروسية هي وجود عسكري على الأرض».
ومن جهته، قال اللواء أركان حرب محمد قشقوش المحلل العسكري والاستراتيجي المصري إن تحويل الصفقة من إيران إلى سوريا ليس هو العامل الأول، لأن هناك دوافع لعدد من الأطراف، أولهم روسيا والحكومة السورية وإيران وحزب الله وإسرائيل، فروسيا لا يوجد لها حاليا أي موضع قدم في المياه الدافئة بالبحر المتوسط، غير في سوريا، وتحديدا في طرطوس، وتابع اللواء أركان حرب قشقوش: «إن أسباب اختيار طرطوس أنه ميناء عسكري من الدرجة الأولى وتجاري من الدرجة الثانية، بعكس اللاذقية، كما أن طرطوس يعتبر الميناء الرئيس في إقليم التجمع السكاني العلوي مستقبلا، وهذا المكان في الوقت نفسه قد يكون فيما بعد مأوى أو ملاذا للرئيس السوري بشار الأسد، وقد يكون مخرج الأسد من سوريا عن طريق أي قطعة بحرية».
وأضاف اللواء قشقوش لـ«الشرق الأوسط»، أن «روسيا مستميتة على العمل في هذا الاتجاه ومع سوريا لهذا الاعتبار الرئيس، ثم أنها تحاول أن تقوى بعد فترة ضعف كبيرة جدا، وبوتين يحاول أن يثبت أنه الرجل القوي في وجه الغرب». وأشار إلى أن النظام السوري يملك ترسانة عسكرية قوية جدا، فلديه 4800 دبابة، ولكن هناك تقادم في الأسلحة السورية، وأحدث سلاح عند النظام السوري هو «سي 72»، بعدد نحو 1400 دبابة منذ عام 1983، وهناك دبابات في سوريا من عام 1957، والمشكلة تكمن في تحديث أسلحتها.
وأوضح أن «سوريا تمتلك 280 صاروخا، وعندها 50 منصة إطلاق صواريخ، ولم تستخدم منها إلا عددا يسيرا على الحدود التركية، وهي صواريخ محلية الصنع وضعيفة التوجيه».
وقال اللواء قشقوش: «إن العبرة هنا ليست بصفقة في الأسلحة، صحيح أن هذه الصفقة الروسية فيها جزء نوعي مرتبط بالذي يتم حاليا».
وتابع: «صفقة الأسلحة التي حولتها روسيا من إيران لسوريا سوف تؤثر إيجابيا على ميزان القوى لصالح سوريا، لكن لن تقلب ميزان القوى العام في مواجهة إسرائيل».
 
محللون مؤيدون للأسد يعزون تقدمه في بعض الجبهات لإعادة هيكلة قواته وعزز قواته بـ60 ألفا من الميليشيات

جريدة الشرق الاوسط... واشنطن: ليز سلاي* ... بدأت القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد في تحويل الدفة لصالحها في الحرب الدائرة، مدعومة في ذلك باستراتيجية جديدة، ودعم متزايد من إيران وروسيا ومساعدات مقاتلي حزب الله اللبناني. لكن هذه السلسلة من النجاحات للقوات الحكومية في الأسابيع الأخيرة لم تسفر عن انتصارات حاسمة. غير أن محللين عسكريين مقربين من الحكومة أشاروا إلى أن التقدم الجديد جاء في المناطق التي تشكل أهمية استراتيجية، وهو ما يشير إلى مستوى جديد من الإدارة والفعالية غير المسبوقة في أداء الجيش.
هناك توقعات بأن تشهد الحرب، التي تأرجحت كفتها بعنف خلال العام الماضي وتهدد الآن بدخول لاعبين إقليميين آخرين، تحولا في ميزان القوة أكثر من مرة بصورة غير متوقعة قبل أن تنتهي. وتأتي أحداث مثل التفجيرات التي أودت بحياة ما لا يقل عن 40 شخصا في مدينة تركية حدودية، أول من أمس، والغارات الإسرائيلية على دمشق، الأسبوع الماضي، والقرارات التي اتخذتها القوى الخارجية بتسليح الثوار ضمن عدد كبير من المتغيرات التي يمكن أن ترجح كفة الميزان مرة أخرى.
بيد أن المحللين يعتقدون أن الكفة تميل الآن لصالح قوات الرئيس بشار الأسد، وهو ما يتوقع أن يضعه في موقف أقوى لتحديد شروط التفاوض مع المعارضة التي وافقت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما وروسيا الأسبوع الماضي على رعايتها. وقال تشارلز ليستر، من مركز «آي إتش إس جان للإرهاب»: «إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فسوف تكون الحكومة صاحبة النفوذ الأكثر وضوحا. وإذا توقفت الأوضاع على ما هي الآن، فسيتضح جليا أن الثورة لا تشكل خطرا تهديدا وجوديا للنظام.
ويعزو المحللون المؤيدون للأسد التقدم إلى إعادة هيكلة القوات الحكومية التي تمتلك تسليحا أفضل لمواجهة الثوار. فقد تعززت الجيش السوري التقليدي، المرتبك بسبب الانشقاقات والخسائر والمنهك من القتال المتواصل منذ أكثر من عام، بنشر ما يقرب من 60 ألف مقاتل غير نظامي دربوا، ولو جزئيا، على يد حزب الله والمستشارين الإيرانيين.
وينتمي غالبية أفراد قوة الدفاع الوطني للأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد، وهم أكثر ولاء للأسد من الجنود، بينما ينتمي ضباط الصف والجنود الذين يشكلون غالبية الجيش إلى الطائفة السنية. ويقول سالم زهران المحلل والصحافي الذي يلتقي بشكل منتظم بمسؤولي حكومة الأسد: «يشكل السنة 70 في المائة من الجيش، ولذا يحتفظ النظام بهم في ثكناتهم، أما قوة الدفاع الوطني فتتألف جميعها من الأفراد الموالين النظام».
في هذه الأثناء، سيتمكن النظام من استغلال هذا التفوق التقليدي لاستعراض قوته في المناطق التي لا تزال خاضعة لسيطرة الثوار، بما في ذلك شن الغارات الجوية واستخدام الصواريخ البالستية والمدفعية. وعلى عكس قوات الثوار، التي تلقت إمدادات محدودة من حلفائها من العرب والغرب، تستطيع لقوات الأسد الاعتماد على الإمدادات المتواصلة من السلاح والذخيرة من إيران وروسيا، بحسب حنا.
في الضواحي الشرقية من دمشق التي يحتدم فيها السباق، إحدى المناطق التي تحقق فيها قوات الأسد تقدما على الأرض، يقول مقاتلون في الجيش السوري الحر الذي يعاني قلة التنظيم، إن دمج المقاتلين في صفوف الجيش التقليدي زاد حجم القوة البشرية لجيش لنظام بمقدار الثلث. ويشير الثوار إلى أنه، على الرغم من احتفاظ المقاتلين بغالبية المعاقل التي تمكنوا من السيطرة عليها، خلال العام الماضي، فإن القوات الموالية للأسد كثفت الهجمات عليهم، وعزلتهم عن بقية كتائب الحر، وقطعت طرق الإمداد، حتى تستنفد الوحدات الذخيرة، ويغلب عليهم الإحباط.
ويقول زين الدين الشامي أحد مقاتلي اللواء الأول بالجيش السوري الحر: «نحن لا نعرف الخوف هنا، لكننا قلقون بشأن مستقبلنا. نحن نواجه كل أنوع الأسلحة ولا يمكننا الدفاع عن أنفسنا. نحن بحاجة إلى دعم هائل».
ربما كان العامل الأبرز وراء هذه التقدم تعديل قوات النظام نهجها تجاه الحرب، فبدلا من الانتشار الضعيف لقواتها في محاولة للقتال على عدة جبهات في البلاد، ركز النظام على ما سماه بعض «المحاور»، التي تشكل أهمية خاصة في سيطرته على ميزان القوة، بحسب سوريين وعسكريين على دراية بهذه الاستراتيجية. وتشمل هذه المحاور ضواحي دمشق وشريط الأرض الذي يمتد من الموانئ الساحلية للاذقية وطرطوس، شمال غربي العاصمة، والمدن الرئيسة في البلاد، التي تشكل أهم مسارات الدعم بالنسبة لها. وشدد زهران على أن التركيز الجديد لا يمثل مؤشرا على نية النظام تحرير مناطق واسعة في الشمال والشرق التي يسيطر الثوار على القسم الأعظم منها، الذين يواصلون التقدم في مواجهة المواقع المتناثرة الموالية للنظام. لكن الهدف الرئيس لقوات النظام الآن هو تأمين المركز ثم الأطراف لاستعادة باقي البلاد؛ محافظة تلو الأخرى.
ويتوقف نجاح هذه الاستراتيجية على محافظة حمص، حيث حمل المسلحون السلاح للمرة الأولى ويتدفق مقاتلو حزب الله. فالسيطرة على حمص التي تتقاطع مع 5 محافظات سوريا أخرى و3 دول ستكون نقطة انطلاق لاستعادة السيطرة على الشمال والشرق في الوقت الذي ستحرم فيه قوات الثوار من إمدادات السلاح المقبل من لبنان والعراق والأردن، ويقول زهران: «حمص هي الجزء الحيوي».
* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»
 
النووي الإيراني كان هدف غارات إسرائيل الأخيرة على سوريا
إيلاف..أشرف أبو جلالة         
أكدت مصادر أن الغارات التي شنّتها إسرائيل أخيرًا على سوريا كانت محسوبة لإجبار إيران على الرد، ومن ثم فتح الباب أمام شنّ هجوم مضاد يستهدف مفاعلات البلاد النووية.
أشارت تلك المصادر، وفقاً لما نقلته عنها وكالة وورلد نيت دايلي الإخبارية الأميركية، إلى أن الغارتين اللتين شنتهما إسرائيل على سوريا في مدة زمنية لم تتجاوز الثلاثة أيام، تسببتا في حدوث رد الفعل المتوقع من طهران، حيث تعهدت الجمهورية الإسلامية ومعها حزب الله في لبنان، بتقديم كامل الدعم لسوريا، ما يدل على أنهما قد يشنّان هجمات خاصة بهما رداً على هاتين الغارتين الجويتين الأخيرتين.
جس نبض
هذا وما زالت الدولة اليهودية تعتقد أن إيران تقوم في الوقت الحالي بتطوير برنامجها الخاص بالأسلحة النووية. ومضت المصادر تقول إنه وبينما تردد أن الهدف من وراء تلك الغارات هو استهداف أسلحة، كان يتم نقلها من سوريا إلى حزب الله في لبنان، فإن الهدف الحقيقي كان في واقع الأمر إثارة رد فعل من جانب طهران، من شأنه أن يوفر أساساً لهجوم إسرائيلي على مفاعلات إيران النووية.
تعتقد إسرائيل أن إيران باتت على مقربة من امتلاك السلاح النووي، لاسيما في ظل القفزات التقنية التي تقوم بها على هذا الصعيد، وذلك إن لم تكن قد امتلكته بالفعل.
وترى إسرائيل أنه لا يتعيّن عليها فحسب أن تتصدى لما تعتبره برنامج إيران الخاص بتطوير السلاح النووي، وإنما يتعيّن عليها أن تنظر أيضاً إلى إيران وحزب الله باعتبارهما جهات دعم للمقاتلين، الذين يساندون نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
كما ترى تل أبيب أنه إذا تمكن نظام الأسد من الصمود والاستمرار في قيادة البلاد، فإنها قد تصبح عرضة للتهديدات من خلال الصواريخ الإيرانية التي قد تصل إلى تل أبيب.
جرّ إلى صراع مفتوح
فيما ذهب فريق آخر من المحللين إلى القول إن إقدام الأسد على الارتكاز على مقاتلي حزب الله ربما كان أمراً مدروساً من جانب الرئيس السوري، بهدف جرّ إسرائيل إلى الصراع، من منطلق اقتناعه بأن تل أبيب تقدم يد المساعدة إلى المعارضة السورية.
كما نوه المحللون بأن الغارات الإسرائيلية قد تمنح أيضاً الرئيس السوري الأساس للحديث عن أن تل أبيب تدعم المعارضة السورية بالفعل بغية الإطاحة بالنظام.
الخطير في الأمر كذلك بالنسبة إلى إسرائيل هو أنها أطلقت تلك الغارات من دون أي تقدير من جانبها على ما يبدو للمخاطر التي قد تنطوي عليها، فما أسهل أن يحاول الرئيس بشار الأسد الرد عبر عملية انتقامية، تنطوي على إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل.
بيد أن إسرائيل ربما أقدمت على تلك الخطوة من منطلق إدراكها أن قوات الأسد منشغلة تماماً بمواجهة قوات المعارضة المسلحة، وأنها لن تجد الفرصة التي تتيح لها الرد.
 
سيف يميز موقفه عن «الائتلاف» إزاء «جدية» الحل السياسي... و«هيئة التنسيق» تعد «خريطة طريق» لمؤتمر جنيف-2
لندن - «الحياة»
ميز نائب رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض رياض سيف ومقربون منه موقفهم من الموقف المعلن لـ «الائتلاف» في شأن الحل السياسي القائم على التفاوض، مؤكداً ضرورة «التعاطي بأقصى درجات الجدية مع فرص الحل السياسي»، في وقت وجه الرئيس المستقيل لـ «الائتلاف» معاذ الخطيب انتقادات لاذعة إلى عدد من زملائه السابقين بينهم سيف. في المقابل عكفت «هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي» على إعداد «خريطة طريق» للمرحلة الانتقالية وفق المعطيات الراهنة لتقديمها إلى المؤتمر الدولي المزمع عقده في جنيف.
وقال المسؤول في «هيئة التنسيق» في المهجر هيثم مناع لـ «الحياة» إنه توجه أمس إلى جنيف لإجراء اتصالات في شأن الإعداد للمؤتمر، في ضوء توقعات بانعقاده الشهر المقبل. وجاء في بيان أصدرته «الهيئة» بعد اجتماع مكتبها التنفيذي أنها «ترحب بالتوافق الروسي - الأميركي لعقد مؤتمر جنيف-2، والاستجابة لطلب المشاركة في المؤتمر إلى جانب قوى معارضة أخرى، لأنه يحسم لصالح الحل السياسي للخروج من الأزمة السورية ضد الخيار العسكري الأمني العبثي والتدميري».
غير أنها أشارت إلى «عقبات وتعقيدات مصاحبة (لعقد المؤتمر) وناجمة عن الصراع المسلح في البلاد والتدخلات الخارجية وطبيعة النظام الاستبدادي». وقالت إنها تبدي «تفاؤلاً حذراً بشأن نجاحه لأن دولاً عدة، إضافة إلى المتطرفين من النظام وبعض جهات المعارضة، سيعملون على إفشاله، ما يتطلب مزيداً من الحرص في التحضير للمؤتمر وضمان نجاحه».
وأكد مناع أن «الهيئة» بصدد إعداد «خريطة طريق» لتقديمها إلى الأطراف الدوليين والسوريين المشاركين في المؤتمر، مشيراً إلى ضرورة تعديل الوثائق في ضوء الواقع الجديد القائم على تشكيل «هيئة حكم» من السلطة والمعارضة لإدارة المرحلة الانتقالية، ما يتطلب شرح «الصلاحيات الواسعة» لرئيس الوزراء والحكومة و «احتمال التعايش» مع رئيس الجمهورية و «نقل صلاحيات» منه.
في المقابل، نقلت مواقع إلكترونية سورية عن الخطيب انتقاده «الائتلاف»، وقال: «شعرت أنني أصبحت شخصاً يوقع على قرارات لا تخدم السوريين، فقررت تركه». وأضاف: «هناك أشخاص أصبحوا أيادي لتمرير قرارات لا تخدم سورية». وأفاد موقع «زمان الوصل» السوري أنه دعا الرئيس المكلف لـ «الائتلاف» جورج صبرا ونائبه سيف ونائبته سهير الأتاسي إلى تقديم «استقالتهم وألا يشاركوا في اختيار» رئيس التكتل المعارض.
من جهته، وقع سيف بياناً يتضمن الدعوة إلى «التعاطي بأقصى درجات الجدية مع فرص الحل السياسي بما ينسجم مع المضامين الواردة في وثيقتي العهد الوطني وملامح المرحلة الانتقالية الصادرتين عن مؤتمر المعارضة السورية في القاهرة في تموز (يوليو) الماضي». وقالت مصادر في المعارضة إن «هيئة التنسيق» لديها 12 تحفظاً عن وثيقة القاهرة المتعلقة بالمرحلة الانتقالية، وتعتقد أن فيها «تناقضات، ولم تعد صالحة للوضع الراهن».
وكان «الائتلاف الوطني» أعلن أنه «يرحب» بكل الجهود الدولية التي تدعو إلى حل سياسي يحقق تطلعات الشعب السوري وآماله في دولة ديموقراطية على أن «يبدأ برحيل بشار الأسد وأركان نظامه»، فيما ربط «حزب الشعب الديموقراطي» نجاح مؤتمر جنيف بوفاء الدول الداعمة للمعارضة بـ «التزاماتها ووعودها في دعم فعاليات الثورة بالإغاثة والسلاح النوعي الضروريين لإشعار الأطراف الداعمة للنظام بأنّ أي فشلٍ لهذا المؤتمر ستكون عاقبته هزيمة لها».
ولم يشر البيان الذي وقع عليه سيف وعدد من المقربين منه إلى موضوعي تسليح المعارضة و «رحيل» الأسد. وكان بين الموقعين توفيق دنيا ووليد البني وريما فليحان والحارث النبهان وممثل تيار «مواطنة» موفق نيربيه. وجاء فيه أن «الجيش الحر والمقاومة المسلحة التي فرضها إجرام النظام على ثورة شعبنا السلمية ركن أساسي من أركان الثورة، ولا بد من بذل جميع الجهود بهدف توحيدها وانتظامها ضمن قيادة عسكرية شرعية تتبع للقيادة السياسية، بما يضمن التزامها أهداف الثورة في إسقاط النظام وبناء الدولة المدنية الديموقراطية. ونعبر في هذا السياق عن رفضنا لأي فكر متطرف ودخيل يرفع السلاح لغايات تتناقض مع أهداف الثورة السورية في الحرية والكرامة والعدالة والمساواة لجميع السوريين وبناء دولة ديموقراطية مدنية حديثة».
وفيما واصلت هيئة «الائتلاف» اجتماعها في إسطنبول، اختتم «القطب الديموقراطي» مؤتمره في القاهرة. وتجري استعدادات لعقد مؤتمر موسع للمعارضة في مدريد في 21 الجاري، بمشاركة الخطيب وقادة عسكريين وسياسيين في المعارضة.
 

 
النهار...رويترز

حرب سوريا تفتح جبهات تهريب الذهب الأسود.. الثورة انتهت في دير الزور مُذ حلّت لعنة النفط

 

تحوّلت محافظة دير الزور في شرق سوريا، معقلاً لتجارة نفط غير مشروعة جعلت الآمال الاوروبية في شراء النفط الخام من معارضي الرئيس بشار الاسد، بعيدة المنال.

انتشر مقاتلو القبائل حول منشآت إنتاج النفط وخطوط الأنابيب التي وقعت تحت سيطرتهم، وأبرموا صفقات للتهريب والتجارة. وتمثل دير الزور أهمية كبيرة لإنتاج النفط الذي وصل الى أقل من النصف منذ اندلاع القتال قبل عامين.
والى منشآت الإنتاج، سيطر المقاتلون على الأنابيب واستخرجوا منها النفط، وتهرّب الآلاف من براميل النفط الخام الى تركيا يوميا في شاحنات صغيرة من خلال طرق زراعية، عبر معبري باب الهوى وتل ابيض الحدوديين. ويتوقف سعر البرميل على نوعية النفط وكلفة النقل، اذ كلما كانت الرحلة أقصر كان السعر أرخص. لكنها يمكن ان تصل الى 8 آلاف ليرة سورية اي اكثر من 50 دولارا بقليل.
في الاسابيع الماضية، بدأ بعض المهربين ميسوري الحال استخدام "مصافي تكرير متحركة" على شاحنات لتحويل الخام وقوداً ومنتجات أخرى. وتبلغ كلفة المصفاة متوسطة الحجم 230 الف دولار، ويمكنها تكرير نحو 200 برميل يوميا. ويباع الوقود المهرّب الى تركيا بسعر أعلى بنسبة 50% تقريبا من سعره داخل سوريا.
واعترف قادة مقاتلي المعارضة الذين كان الاتحاد الأوروبي يأمل في ان يفيدوا من القرار الذي أصدره الشهر الماضي بالسماح بشراء النفط من المعارضة، بأن حصتهم المحتملة من تلك التجارة، ضئيلة.
وثمة 11 حقلا نفطيا على الاقل في محافظة دير الزور، اكبرها حقل التيم على بعد 6 كيلومترات من مدينة دير الزور، عاصمة المحافظة التي تقع على نهر الفرات قرب الحدود مع العراق. وبعد تراجع نفوذ النظام السوري، بدأت القبائل تسيطر على حقول النفط تدريجا. وفي وجود مئات الآلاف من السوريين في تركيا، كان من السهل إقامة صلات مع رجال أعمال أتراك. وسريعا نجحت القبائل في السيطرة على مؤسسة النفط في المحافظة ايضا. وانضمت قبائل أخرى، وشكلت القبائل الأصغر حجما تحالفات للتنافس مع الاكبر. وانتشر عشرات المقاتلين حول مواقع النفط وتمركزت مركبات مزودة بأسلحة او حتى دبابات مسروقة لحراسة مصادر الثروة الجديدة.
ولا يزال للحكومة موطىء قدم في المنطقة. وتسيطر قوات الاسد على مدينة دير الزور ومعظم حقل التيم. ولا يزال بعض النفط يضخ على بعد مئات الكيلومترات الى الغرب من مصفاة بانياس المطلة على البحر المتوسط والتي تسيطر عليها الحكومة. ويقول السكان إن إنتاج النفط في المحافظة على مدى ثلاثة عقود، لم يعد عليهم بفوائد تذكر، وإنهم ما زالوا يكسبون رزقهم من الزراعة.
وأبدى من خسروا امتيازات كانوا يتمتعون بها تحت سيطرة الحكومة، مرارة حين وجدوا رجالا مسلحين يتمتعون بعلاقات قبلية جيدة يحققون الثراء. وبالنسبة الى آخرين، طغى احتمال التحول الى الثراء على الحديث السابق عن الإطاحة بالأسد. البعض يشتري منازل وأراضي ويتحدث آخرون عن اتخاذ زوجة ثانية.
وقال قائد يرأس واحدة من كتائب مقاتلي المعارضة الرئيسية في المحافظة "كلها أنانية. الثورة انتهت في دير الزور مذ ذقنا النفط. إنها لعنة".
ويفيد بعض السكان ان لتجارة النفط غير المشروعة أثراً مباشراً على الصحة. تؤدي صهاريج التكرير البدائية التي انتشرت في المحافظة الى نشر سحابة من الدخان الأسود تخيم فوق القرى مما يسبب مشكلات في التنفس. وقال احدهم ان بعض السكان يحرقون النفط لتكريره، مشيرا الى ظهور أمراض كثيرة. "بعض الناس تملأ وجوههم الآن الدمامل. لا يرتدون اي شيء للحماية، بل يدخنون السجائر أيضا اثناء القيام بذلك".


المصدر: مصادر مختلفة

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,588,968

عدد الزوار: 7,034,387

المتواجدون الآن: 77