كيري ينتقد تأخر بلاده في إنهاء الأزمة السورية...وأردوغان يرى أن تدخّل "حزب الله" وإيران سينقلب عليهما...موسكو تتهم واشنطن بعدم ممارسة ضغوط كافية على المعارضة السورية.....روسيا.. والأزمة السورية...«المعارضة استولت على 4 أحياء من دمشق»

واشنطن تنشر صواريخ باتريوت و"إف 16" في الأردن: الأسد يطلب المساعدة من إيران والحزب وكمين لثوار القصير يودي بمقاتلين من "حزب الله" بينهم قيادي....النظام السوري يحشد لـ«معركة كبرى» في حلب ومعلومات عن وجود عناصر من "حزب الله"

تاريخ الإضافة الأربعاء 5 حزيران 2013 - 6:39 ص    عدد الزيارات 1760    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

واشنطن تنشر صواريخ باتريوت و"إف 16" في الأردن: الأسد يطلب المساعدة من إيران والحزب وكمين لثوار القصير يودي بمقاتلين من "حزب الله" بينهم قيادي
(ا ف ب، رويترز، سي ان ان، ا ش ا، "المستقبل")
دخلت الحرب التي يشنها نظام بشار الأسد ومقاتلو "حزب الله" على القصير السورية أمس أسبوعها الثالث من غير أن يتمكن الجيش السوري والمقاتلون المتحالفون معه من حسم المعركة على الأرض، إضافة إلى الخسائر التي يتكبدونها بالرجال والعتاد حيث أفادت الأنباء عن سقوط عدد من مقاتلي الحزب في كمين للجيش السوري الحر، بينهم أحد القادة الميدانيين.
وأمس أعلن مسؤولون أميركيون أن واشنطن ستنشر صواريخ باتريوت ومقاتلات "اف 16" في الاردن، بهدف "اجراء مناورات عسكرية" مع امكان احتفاظ عمان ببعض هذه الاسلحة لاحقاً، تزامناً مع تصريح بارز لوزير الخارجية الأميركي جون كيري انتقد فيه بشار الأسد الذي "يطلب المساعدة الميدانية" من إيران و"حزب الله" بحسب تصريح الوزير الأميركي.
ميدانياً، واصل الطيران الحربي السوري أمس قصفه لمدينة القصير التي دخل القتال فيها بين قوات النظام و"حزب الله" من جهة ومقاتلي المعارضة من جهة ثانية أسبوعه الثالث.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان أن الطيران الحربي قصف أمس اكثر من مرة مدينة القصير، بعد ليلة من المعارك العنيفة عند اطرافها الشمالية، وفي قرية الضبعة الواقعة الى شمالها والتي لا يزال مسلحو المعارضة يسيطرون على أجزاء منها ويدافعون عنها بضراوة.
وبعد ظهر أمس، أفاد المرصد عن استمرار القصف على القصير "بقذائف الهاون والمدفعية والصواريخ".
وذكرت أنباء أمس، أن القيادي في الحزب علي بركات قتل خلال المواجهات التي يخوضها الحزب إلى جانب القوات الحكومية في بلدة القصير في ريف حمص. وبحسب المعلومات، فإن جثة بركات لا تزال داخل الأراضي السورية، وأن تشييعه سيكون رمزياً على غرار ما جرى مع محمد جهاد يوسف في صور الاسبوع الماضي.
وكانت معلومات سابقة تحدثت عن مقتل حسين خليل عباس، كذلك قتل كل من هادي المؤذن الملقب بـ"القاسم"، والقائد محمد خليل ناصر الدين.
وفي محافظة حلب (شمال)، افاد المرصد السوري عن سقوط "26 شهيدا إثر قصف من صاروخ ارض - ارض استهدف بلدة كفر حمرة" منتصف ليل الاحد - الاثنين، وان بين الضحايا ثمانية اطفال دون الثامنة عشرة وست نساء.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان القوات النظامية تحاول السيطرة "بالكامل" على القرية الواقعة شمال غربي مدينة حلب، سعيا لفك حصار مقاتلي المعارضة عن قريتي نبل والزهراء الشيعيتين في ريف حلب الشمالي والمتواصل منذ اشهر.
وتواصلت الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة أمس في عدد من مدن وبلدات ريف دمشق خاصة حجيرة وحلبون وجوبر.
وذكر سكان محليون لمراسل وكالة أنباء الشرق الاوسط (اش ا) فى دمشق أن الاشتباكات كانت على أشدها غرب بلدة الشيفونية في منطقة دوما حيث سقط العديد من القتلى والمصابين مؤكدين أن من بين القتلى جنسيات غير سورية.
وأشار السكان إلى أن مواجهات ضارية جرت أيضا غرب بلدة حلبون وفي بلدة حجيرة حيث سمعت أصوات الطلقات النارية بشكل متواصل كما شوهدت السنة الدخان تتصاعد، كما دارت في المزارع المحيطة ببلدات المنصورة والبحارية والقرية الشامية بالغوطة الشرقية مواجهات عنيفة سقط خلالها العديد من القتلى والمصابين.
وأكد السكان أن اشتباكات عنيفة أخرى جرت في محيط مبنى كتيبة الموسيقى وشرق دوار المناشر في مدينة جوبر.
وفي واشنطن، اعلن مسؤولون اميركيون أمس ان الولايات المتحدة ستنشر صواريخ باتريوت ومقاتلات اف 16 في الاردن البلد المحاذي لسوريا، بهدف اجراء مناورات عسكرية، مع امكان احتفاظ عمان ببعض هذه الاسلحة لاحقا.
وقال المتحدث باسم القيادة المركزية الاميركية اللفتنانت كولونيل تي. جي. تايلور في بيان انه "تم السماح بنشر (صواريخ باتريوت ومقاتلات اف 16) في الاردن من اجل مناورات" اطلق عليها اسم "ايغر لايون". وأضاف "بهدف تعزيز قدرة الاردن وموقعه الدفاعي، يمكن ان تبقى بعض هذه المعدات في مكانها بعد المناورات بناء على طلب الحكومة الاردنية".
وهذا القرار بإبقاء هذه الاسلحة في الاردن من شأنه اثارة مزيد من التكهنات حول تدخل عسكري اميركي محتمل في سوريا، الامر غير الوارد حتى الان بالنسبة الى البيت الابيض.
ولم يوضح المسؤولون الاميركيون عدد مقاتلات اف 16 التي ستشارك في هذه المناورات ولا عدد تلك التي ستبقى في الاردن. وسبق ان دعمت الولايات المتحدة عملية مماثلة في بداية العام في تركيا، حين نشر الحلف الاطلسي صواريخ باتريوت على طول الحدود التركية - السورية.
ويأتي قرار الولايات المتحدة بالنسبة الى الاردن بعد تحذيرات عدة وجهتها واشنطن الى النظام السوري، وخصوصا في شأن تسليح "حزب الله".
وفي نيسان الماضي كشف وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل انه تم نشر 150 جنديا اميركيا اضافيا في الاردن منذ العام الفائت ليرتفع عدد هؤلاء في المملكة الى اكثر من مئتين.
وفي تصريح لافت، انتقد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس، الرئيس السوري بشار الأسد، معتبراً أنه يطلب المساعدة على الأرض من إيران ومقاتلي "حزب الله"، وقال كيري إن مقاتلي الحزب دخلوا إلى الأراضي السورية حيث اشتركوا في الحرب مع نظام الأسد.
وأضاف أن هناك عدداً كبيراً من اللاجئين المحاصرين في القصير وان الأسد مستعد لاستعمال صواريخ السكود لقصف المدنيين وذلك للبقاء في السلطة.
وأضاف كيري أن الوضع في سوريا لا يحتمل وغير مقبول.
وقال وزير الخارجية الاميركي أمس، ان الولايات المتحدة بدأت "متأخرة" جداً لانهاء الحرب في سوريا وانها تحاول منع الانهيار الكامل للبلاد.
وقال في مؤتمر صحافي "هذه عملية صعبة جدا." وأضاف "نحاول منع العنف الطائفي من جر سوريا الى انهيار كامل وتام تتفكك فيه الى جيوب وتدمر مؤسسات الدولة ويعلم الله كم سيكون عدد اللاجئين الاضافيين وكم عدد الابرياء الذين سيقتلون."
وتوقع وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي أمس، ان يتم ارجاء عقد المؤتمر الدولي حول سوريا من حزيران الى تموز.
وقال الوزير الالماني في تصريح ادلى به في مقر الامم المتحدة في نيويورك "من الافضل عقد المؤتمر في تموز بدلاً من عدم عقده على الاطلاق".
ودعا فسترفيلي جميع الدول "وخصوصا روسيا" الى مضاعفة الجهود لايجاد حل سياسي للنزاع، مضيفا "نحن قلقون جدا ازاء الوضع في سوريا واطلب بالحاح من جميع الاطراف احترام الحياة البشرية واملاك السكان المدنيين".
وقبل يومين من انعقاد الاجتماع التمهيدي لمؤتمر جنيف-2 حول الازمة السورية الذي سيضم ممثلين للولايات المتحدة وروسيا والامم المتحدة، اعلن الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية احمد بن حلي ان هناك صعوبات كبيرة تعرقل انعقاد المؤتمر الدولي، وان "التدخلات العسكرية غير السورية تزيد في تعقيد الوضع"، في اشارة الى تدخل "حزب الله" العسكري.
واضاف في تصريح لوكالة فرانس برس في الدوحة "اذا لم ينعقد مؤتمر جنيف 2، فإن سوريا ستذهب نحو الدولة الفاشلة والانهيار الكامل"، مشيرا الى انه يتعين على ايران ان تكون جزءا من "التسوية" في سوريا وليس من "العسكرة".
وقالت روسيا أمس، إنها منعت هذا الاسبوع صدور بيان لمجلس الامن الدولي بخصوص حصار بلدة القصير السورية لانه يعد من قبيل مطالبة القوات الحكومية بوقف إطلاق النار من جانب واحد.
ووصف الكسندر لوكاشيفيتش المتحدث باسم الوزارة ما يحدث في القصير بأنه "عملية لمكافحة الإرهاب تتصدى لمتشددين يروعون سكان" البلدة السورية.
وقال ديبلوماسيون إن روسيا عرقلت يوم السبت مسودة بيان لمجلس الأمن الدولي وزعتها بريطانيا تعبر عن القلق الشديد بشأن الوضع في القصير وتحث الجانبين على تفادي وقوع إصابات بين المدنيين. ودعت المسودة الحكومة السورية الى "الاضطلاع بمسؤوليتها في حماية المدنيين" والسماح بدخول عمال الاغاثة الى السكان المحاصرين.
وقال لوكاشيفيتش إن هذه المسودة تعد "مطالبة للجيش السوري بوقف أحادي الجانب لإطلاق النار ومخرجا لقطاع الطرق المحاصرين في عدة أحياء في البلدة".
وأضاف "لا يمكن اعتبار الوقت مناسبا لاقتراح رفع صوت المجتمع الدولي في وضع يكمل فيه الجيش السوري عملية لمكافحة الارهاب ضد متشددين روعوا سكان (القصير) لأشهر دون كابح."
وأمس، أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية انسحابها من الائتلاف المعارض. وبررت موقفها بأن "الثوار على الارض" لم يحصلوا على التمثيل الذي وعدوا به مرارا داخل الائتلاف، منتقدة التدخلات الخارجية في عمل الائتلاف والفساد المالي وتركيز بعض اعضائه على "الظهور الاعلامي" اكثر من "خدمة الثورة".
 
 
إسرائيل لن تتدخّل في سوريا ما لم تتهدّد مصالحها.. وأردوغان يرى أن تدخّل "حزب الله" وإيران سينقلب عليهما
جبهة حلب تشتعل وسط اتهامات لـ"حزب الله" بالمشاركة فيها والثوار يتقدّمون في ريف حمص
(أ ش أ، أ ف ب، رويترز، يو بي أي)
اشتعلت جبهة حلب على وقع حديث عن حشد "حزب الله" آلافاً من عناصره إلى جانب قوات بشار الأسد لفك الحصار عن قريتين شيعيتين وقطع الطريق على قوات المعارضة إلى كل من دمشق وحمص، فيما سجل الثوار تقدماً على قوات الأسد ـ "حزب الله" في منطقة الرستن بريف حمص.
ونقلت قناة "الجزيرة" الفضائية عن "الجيش الحر" قوله إن "مقاتلينا اضطروا إلى تلغيم المباني لمنع تسلل قوات النظام لبلدات المدينة".
وكان ناشطون سوريون أفادوا أمس بأن حركة نزوح واسعة بين سكان بعض مناطق ريف حلب الشمالي، وذلك عقب أنباء تردّدت عن حشد ما بين ثلاثة وخمسة آلاف من جيش النظام السوري و"حزب الله" في محيط ريف حلب الشمالي في محاولة لاقتحام بعض البلدات.
وأفادت تقارير صحافية بسقوط 10 قتلى من قوات الأسد بمنطقة السفيرة في مدينة حلب في اشتباكات عنيفة بينها وبين الكتائب الثورية، فيما دمر الثوار دبابتين خلال الاشتباكات.
وقد أفاد مراسل شبكة "الدرر الشامية" أن قوات الأسد المتمركزة في معامل الدفاع بالسفيرة قصفت قريتيّ تل عرن والزعلانة براجمات الصواريخ، ما أدى لسقوط عدد من الشهداء والجرحى.
كما وردت أنباء عن سيطرة الكتائب الثورية على جبل شويحنة بحي الراشدين بعد اشتباكات عنيفة دارتْ فجر أمس.
وقتل 26 شخصاً ليلة الأحد ـ الاثنين في سقوط صاروخ أرض ـ أرض على بلدة في محافظة حلب في شمال سوريا. وقال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أمس، "قضى 26 شهيداً إثر قصف من صاروخ أرض ـ أرض استهدف بلدة كفر حمرة في ريف حلب عند منتصف ليل الاحد ـ الاثنين"، موضحاً أن بين الضحايا ثمانية أطفال دون الثامنة عشرة وست نساء.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة "فرانس برس" إن الصاروخ أحدث "انفجاراً ضخماً" في البلدة الواقعة على المدخل الشمالي الغربي لمدينة حلب، والتي تحاول القوات النظامية "السيطرة عليها بالكامل" بعدما استعادت في الفترة الماضية البساتين المحيطة بها، بحسب عبد الرحمن.
وأشار إلى أن قوات النظام تحاول التقدم في ريف حلب الشمالي "لفك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء" اللتين تقطنهما غالبية شيعية، ويحاصرهما الثوار.
وفي الرستن بريف حمص، قال ناشطون سوريون إن "الجيش الحر" سيطر على حاجزين عسكريين في مدينة الرستن ضمن عملية "النصرة للقصير".
ونقلت قناة الجزيرة" أمس عن الناشطين قوله إن الجيش الحر تمكن أيضاً من تدمير دبابة وآليات عسكرية تابعة للجيش النظامي في الرستن، مؤكدين سقوط عدد من القتلى في صفوف قوات النظام خلال اشتباكات اندلعت بين الجانبين.
وأفاد ناشطون باندلاع اشتباكات عنيفة أمس بين قوات النظام المدعومة بعناصر من "حزب الله" وبين "الجيش الحر" في مدينة داريا بريف دمشق.
وأصيب فيه عشرات الأشخاص في قصف استهدف حي الحجر الأسود جنوب العاصمة، حيث شنت الطائرات الحربية أكثر من ثلاث غارات على الحي وألحقت دماراً واسعاً بالمباني السكنية.
تركيا
وعلى الحدود السورية ـ التركية، ضبط "الجيش الحر" على معبر "باب الهوى" مقابل المعبر الحدودي التركي "جيلفة غوزو" كمية كبيرة من المتفجرات يصل وزنها إلى 400 كيلوغرام داخل سيارة قادمة من سوريا ومتجهة إلى تركيا. وذكرت شبكة "إن.تي.في." الإخبارية التركية أنه اتضح أن المتفجرات كان يخطط لاستخدامها في عملية إرهابية دموية بإحدى المدن الحدودية جنوب البلاد.
وقال الجيش التركي أمس، إنه ردّ على مصدر نيران انطلقت من الجانب السوري باتجاه إحدى آلياته المصفّحة خلال دورية في إقليم هاتاي جنوب تركيا، من دون سقوط ضحايا.
ونقلت صحيفة زمان التركية عن الجيش التركي قوله في بيان، إن بين 8 إلى 10 مسلحين في الأراضي السورية أطلقوا عدداً من الرشقات النارية من أسلحة خفيفة باتجاه آلية عسكرية مصفحة كانت تقوم الأحد بدورية قرب قرية حسيب باشا في منطقة ألتينوزو الحدودية.
وقال البيان إن إطلاق النار كان عشوائياً، وإن الآلية التركية لم تصب. وأضاف أن مطلقي النار فرّوا إلى عمق الأراضي السورية بعد أن ردّت القوات التركية على الفور على مصدر النيران.
وهذا الحادث هو الثاني من نوعه، حيث أعلن الجيش التركي الخميس الفائت أنه رد على مصدر نيران من الجانب السوري باتجاه إحدى آلياته المصفّحة في هاتاي أيضاً.
في غضون ذلك، أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد ضعيف، مشدداً على أن الكفة على الأرض راجحة لمصلحة المعارضة السورية.
ونقلت وسائل إعلام تركية عن أردوغان قوله، في مقابلة تلفزيونية، أن النظام السوري يحافظ على قوته من خلال استخدام المقاتلات والصواريخ، مشدداً على أن النظام ضعيف على الأرض وكفة قوات المعارضة هي الراجحة، في ظل تنامي عزلة الحكومة السورية.
وقال أردوغان أنا متأكد من أن بشار الأسد سيرحل عاجلاً كان أم آجلاً، معتبراً أن "الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة في سوريا" يكتسب زخماً سياسياً نظراً لازدياد عدد أعضائه، وإعلان رفضه المشاركة في مؤتمر "جنيف 2" ما لم تنفذ بعض التعهدات التي قدّمت له.
وتطرق إلى مسألة اللاجئين السوريين في تركيا، فأشار إلى أن عددهم بلغ 300 ألف لاجئ، متوقعاً أن يتزايد هذا العدد بالرغم من عودة قسم منهم إلى سوريا.
وقال إن المسألة السورية ستحل في نهاية المطاف، إلا أن الصعوبة تكمن في ظل تواصل الدعم الروسي ـ الإيراني.
واعتبر أردوغان، أن دخول "حزب الله" على خط الأزمة السورية، وتواصل الدعم الإيراني، سينعكس سلباً عليهما، وأعرب عن أمله في ألا تتخذ الصراعات الجارية خطاً مذهبياً، داعياً الجميع إلى عدم الانقياد وراء الفتنة الطائفية.
إسرائيل
وفي اسرائيل قال وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون إن سياسة حكومته تتمثّل بعدم التدخل في سوريا، "إلا في حالة واحدة وهي وجود خطر قد يقوّض مصلحة اسرائيل ويهدد أمنها، وهو متمثل في شحنات وأنواع الأسلحة التي يمكن أن تصل لسوريا والتي ستقوم بموجبها بتحويل بعض من هذه الشحنات الى منظمة مثل "حزب الله" اللبناني الذي يعتبر خطراً إستراتيجياً على إسرائيل".
وقال يعلون إن الأوضاع في سوريا صعبة للغاية والقتال فيها يشتد، مشيراً الى أن النظام السوري لم يعد يسيطر سوى على نسبه 40 % من مجموع الأراضي السورية، ومشيراً الى أن المعارضة تسيطر على أربعة أحياء داخل العاصمة السورية دمشق.
وأوضح يعلون أن المعارك أخذت طابعاً تصعيدياً نتج عن تحول المعارك الى معارك بين الطوائف والأعراق من سنة وشيعة حيث وصلت الأمور الى ذبح الأطراف بعضها لبعض.
وذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني أمس أن يعلون قال أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكنيست الإسرائيلية أن "منظومة إس 300 الروسية للدفاع الجوي لم تسلم إلى سوريا حتى الآن، وإذا حدث فلن تسلم قبل عام 2014".
دعم أوروبي للاجئين
إنسانياً، أعلن عضو المفوضية الأوروبية للتوسعة وسياسة الجوار الأوروبية المفوض ستيفان فولي أمس، عن تخصيص 50 مليون يورو لدعم جهود الأردن في إيواء اللاجئين السوريين.
وقالت وزارة الخارجية الأردنية في بيان، إن فولي الذي وصل إلى المملكة في وقت سابق، أبلغ الوزير ناصر جودة خلال لقائهما اليوم أن الاتحاد خصّص 50 مليون يورو مساعدة جديدة لدعم الأردن نصفها يذهب مباشرة لدعم خزينة المملكة الأردنية الهاشمية وذلك لمساعدته في تحمل الأعباء الناتجة عن استضافته مئات الآلاف من اللاجئين السوريين.
وأوضح أن جودة وفولي بحثا تطورات الوضع في سوريا والجهود المبذولة للتوصل الى حل سياسي يوقف نزيف الدماء ويحفظ أمن وأمان سوريا ووحدتها الترابية بمشاركة كافة مكونات الشعب السوري.
وأشار البيان إلى أن جودة وفولي شدّدا على أهمية الجهود المبذولة لإحياء مفاوضات جادة وفاعلة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي وصولاً الى الهدف المنشود المتمثل بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
ويقول الأردن إنه يستضيف أكثر من نصف مليون لاجئ سوري على أراضيه، وتتوقع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن يرتفع العدد إلى 1,2 مليون بنهاية العام الحالي، أي ما يعادل خُمس سكان المملكة.
وأمس أصيب 6 من عناصر الأمن الأردني بجروح، بتجدّد المواجهات فجراً مع لاجئين سوريين في مخيم الزعتري الكائن في صحراء محافظة المفرق شمال شرقي البلاد.
وقال مصدر أمني أردني إن 6 عناصر من قوات الدرك الأردنية أصيبوا بجروح فجر اليوم خلال مواجهات مع لاجئين سوريين يقطنون في مخيم الزعتري الكائن في شمال شرقي البلاد، وقد تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وأشار إلى أن قوات الدرك استخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم .
وكانت قوات الدرك الأردنية فرّقت الأحد تظاهرة وتصدّت لأعمال شغب افتعلها لاجئون سوريون يقطنون في مخيم الزعتري شمال شرقي البلاد.
ويقول الأردن إنه يستضيف أكثر من نصف مليون لاجئ سوري على أراضيه، وتتوقع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن يرتفع العدد إلى 1,2 مليون بنهاية العام الحالي، أي ما يعادل خُمس سكان المملكة.
 
كيري ينتقد تأخر بلاده في إنهاء الأزمة السورية
واشنطن - جويس كرم
< لندن، نيويورك، موسكو - «الحياة» - أ ف ب، رويترز - دافعت موسكو امس عن استخدامها حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الامن يدين حصار قوات النظام السوري للقصير، واتهمت واشنطن بعدم ممارسة ضغوط كافية على المعارضة السورية كي تشارك في مؤتمر «جنيف - 2». واعتبرت ما يقوم به الجيش السوري في القصير «مكافحة للارهاب». وفيما اعتبر «الائتلاف الوطني» السوري المعارض روسيا «شريكة في سفك الدم السوري»، قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان بلاده بدأت «متأخرة» في جهود انهاء النزاع والوصول الى حل سلمي لتفادي الانهيار الكامل للبلاد».
وقال كيري، في تصريحات صحافية عقب لقائه وزير الخارجية البولندي رادوسلو سيكورسكي، أن جهود السلام في سورية «هي عملية صعبة جدا ووصلنا اليها متأخرين». وأضاف أن الولايات المتحدة تحاول «منع الاقتتال المذهبي من جر سورية الى حالة انهيار كامل بحيث تتفكك البلاد الى جيوب وتنهار مؤسسات الدولة”.
وفيما شنت طائرات حربية غارات على شمال القصير مع سقوط ثلاثة صواريخ ارض - ارض على المدينة، افادت تقارير بحشد النظام قوات مدربة على حرب العصابات مدعومة بعناصر لـ»حزب الله» في ريف حلب شمالا، مع تأكد وجود خبراء من كوريا الشمالية في مواقع عسكرية اساسية.
وقال الناطق باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش امس إن روسيا منعت الاسبوع الماضي صدور بيان لمجلس الامن بخصوص حصار بلدة القصير لانه يعد من قبيل مطالبة القوات الحكومية بوقف إطلاق النار من جانب واحد. ووصف ما يحصل في المدينة بأنه «عملية لمكافحة الإرهاب تتصدى لمتشددين يروعون السكان». من جهته، اعلن «الائتلاف» في بيان انه «يدين تحول موسكو إلى شريك في سفك دماء المدنيين السوريين»، مضيفا: «تورط روسيا في دعم جرائم نظام الأسد ضد المدن والقرى السورية، يجعلها طرفا في الصراع ويحرمها من القدرة على لعب دور جاد في بناء حل سياسي يحقق طموحات الشعب السوري، ويوقف نزيف الدماء».
ميدانيا، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن طائرات حربية شنت صباح أمس غارات عدة على مناطق في مدينة القصير مع سقوط ثلاثة صواريخ ارض - ارض بعد معارك عنيفة عند أطرافها الشمالية، ووقعت مواجهات عنيفة بين مقاتلي المعارضة وقوات الجيش مدعومة من «حزب الله»، فيما واصلت المعارضة التصدي للهجمات على قرية الضبعة الواقعة شمال القصير التي كانت قوات النظام دخلتها بدعم من «حزب الله» من الجهات الجنوبية والغربية والشرقية قبل ثلاثة أسابيع.
وقصفت القوات النظامية بلدة كفر حمرة في حلب حيث سقط صاروخ أرض - أرض أسفر عن مقتل 26 شخصاً بينهم 8 أطفال دون الثامنة عشرة وست نساء، واندلعت في بلدة معارة الأرتيق اشتباكات عنيفة بين مقاتلي «الجيش الحر» وقوات النظام مدعومة من «حزب الله». وأشارت مصادر عدة عن حشد النظام حوالى خمسة آلاف من مقاتليه وعناصر «حزب الله» لاقتحام الريف الشمالي في حلب. وقالت مصادر موالية إن الجيش النظامي حشد قوات تدربت على حرب العصابات للهجوم على محوري الجنوب والغرب في ريف حلب، والسعي لفك الحصار عن مطار «منغ» العسكري.
ونقل الموقع الالكتروني لـ»المرصد السوري» عن مديره رامي عبد الرحمن تأكيد «مشاركة ضباط كوريين شماليين في القتال إلى جانب القوات النظامية في حلب»، لافتاً إلى أن «عدداً من مقاتلي قوات الدفاع الوطني (وهي ميليشيات تابعة للنظام) تحدث إليه عن وجود هؤلاء الضباط». وقال: «العدد الكلي لهؤلاء الضباط غير معروف، لكن بالتأكيد يوجد في حلب بين 11 و15 ضابطاً كورياً شمالياً ومعظمهم يتكلم اللغة العربية»، موضحاً أن «هؤلاء ينتشرون على جبهات متعددة مثل (مؤسسة) معامل الدفاع جنوب شرقي حلب وفي مراكز القوات النظامية داخل مدينة حلب».
وفي نيويورك، أكدت لجنة تقصي الحقائق الدولية حول سورية أن ١٧ مجزرة ارتكبت خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي وأن تقارير لديها تشير الى مشاركة «حزب الله» القوات الحكومية في إحداها في بلدة الصنمين «حيث ارتكبت الفظائع بحق النساء والأطفال» فيما أكدت في الوقت نفسه أن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية ترتكب على أيدي القوات الحكومية والميليشيات التابعة لها، وكذلك المجموعات المسلحة المعارضة وإن على نطاق أضيق.
وأعلنت اللجنة في تقرير يعرض اليوم أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف أن الصراع في سورية «بلغ مستوى جديداً من الوحشية حيث ارتكبت القوات الحكومية والميليشيات التابعة لها القتل والتعذيب والاغتصاب والتهجير القسري، في جرائم ضد الإنسانية نفذت كجزء من هجمات منهجية ضد السكان». وفي المقابل ارتكبت مجموعات المعارضة «جرائم حرب وهي لا تزال تشكل خطراً على المدنيين عن طريق وضع الأهداف العسكرية في المناطق المدنية، لكن انتهاكاتها لم تصل بعد الى كثافة وحجم ما فعلته القوات الحكومية والميليشيات التابعة لها».
وأشار تقرير اللجنة، الذي يغطي الأحداث في سورية بين منتصف كانون الثاني (يناير) ومنتصف أيار (مايو) الماضيين، الى أن ثمة «أسباباً معقولة للاعتقاد بأن مواد كيماوية قد استخدمت كأسلحة في سورية ولكن لا يمكن التعرف على ماهية هذ المواد أو نظم نشرها أو هوية الجناة». وشدد على ضرورة «وضع لحد لتدفق الأسلحة لإعطاء فرصة أمام الديبلوماسية ولوقف أعمال العنف».
واعتبرت اللجنة أن «انقسامات المعارضة السورية تنبع جزئياً من اعتماد المعارضة على رعاة غالباً ما تتضارب جداول أعمالهم». واشارت الى وضع مختلف في المناطق الكردية في الشمال الشرقي حيث «سعى الأكراد السوريون الى توحيد قيادتهم تحت مظلة المجلس الأعلى الكردي وهم يواصلون تعزيز حكمهم الذاتي الداخلي ويتفادون كلما أمكن الانجرار الى الميدان».
وأضافت اللجنة أن «تأثير جماعة النصرة يزداد قوة وهي جزء إن لم تكن رائداً لمعظم العمليات الرئيسية بفضل تنظيمها وكفاءتها وبسبب الزيادة في فرص حصولها على الدعم الخارجي» مشيرة الى أن «الدعم لها ازداد منذ إعلانها علاقاتها مع القاعدة في العراق من حيث انضمام المجندين والمعدات». وخلصت الى إن «هناك أسباباً معقولة للاعتقاد بأن كميات محدودة من المواد الكيماوية استخدمت لكن لم يتسنّ بناء على الأدلة المتاحة أن تحدد بدقة المواد الكيماوية التي استخدمت أو نظم إستخدامها أو المسؤولين عن استخدامها».
 
النظام السوري يحشد لـ«معركة كبرى» في حلب ومعلومات عن وجود عناصر من "حزب الله"
بيروت، لندن - «الحياة»، أ ف ب
بدأ النظام السوري بحشد قواته في ريف حلب، شمال البلاد، استعداداً لمعركة كبرى جديدة وسط تردد معلومات عن وجود عناصر لـ «حزب الله» وخبراء من كوريا الشمالية في مراكز عسكرية أساسية، في وقت قتل 26 شخصاً بصاروخ أرض - أرض في ريف حلب.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن طائرات حربية شنت صباح أمس غارات عدة على مناطق في مدينة القصير بعد معارك عنيفة عند أطرافها الشمالية، بينما شهدت أطرافها الشمالية مواجهات عنيفة بين مقاتلي المعارضة وقوات الجيش مدعومة من «حزب الله»، فيما واصل مقاتلو المعارضة التصدي للهجمات على قرية الضبعة الواقعة شمال القصير التي كانت قوات النظام دخلتها بدعم من «حزب الله» من الجهات الجنوبية والغربية والشرقية قبل ثلاثة أسابيع.
وفي مدينة حمص، قصفت قوات نظامية بقذائف الهاون حي الخالدية ما أدى إلى سقوط جرحى، في وقت قتل ضابط منشق وجرح آخرون بقصف جوي على مناطق في تلبيسة وسط استمرار الاشتباكات بين مقاتلي المعارضة وحواجز الجيش النظامي في مدينة الرستن المجاورة، علماً أن مقاتلي المعارضة فتحوا هذه الجبهة لـ «التخفيف» عن حمص.
وفيما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن وحدات الجيش أعادت أمس «الأمن والاستقرار إلى 13 قرية وبلدة» في ريف حماة كان بينها قريتان تسكنهما غالبية علوية، قال «المرصد السوري» إن قوات النظام اقتحمت بلدة خطاب في ريف حماة واعتقلت عدداً من المواطنين.
وفي إدلب شمالاً، تعرضت قرية معردبسة لقصف عنيف من القوات النظامية وقامت القوات النظامية بإحراق المحاصيل الزراعية بين بلدتي دير الشرقي ودير الغربي.
وأفاد «المرصد السوري» بأن مقاتلين قتلا في حي الليرمون في حلب خلال اشتباكات مع القوات النظامية، كما تعرضت أطراف بلدة خان العسل بالريف الغربي وبلدة عندان لقصف من قبل القوات النظامية.
وفي بلدة كفر حمرة في حلب سقط صاروخ أرض - أرض أسفر عن مقتل 26 شخصاً بينهم 8 أطفال دون الثامنة عشرة وست نساء. وفي بلدة معارة الأرتيق اندلعت اشتباكات عنيفة بين كتائب «الجيش الحر» من طرف وقوات النظام و «حزب الله» من طرف آخر. واستعاد مقاتلو المعارضة السيطرة على جبل شويحنة المطل على البلدة بعد معارك عنيفة أدت إلى نزوح الأهالي إلى الشمال.
وتحاول قوات النظام السيطرة على كفر حمرة في المدخل الشمالي الغربي لحلب للتقدم باتجاه فك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء اللتين تقطنهما غالبية شيعية. وأشارت مصادر عدة عن حشد النظام حوالى خمسة آلاف من مقاتليه وعناصر «حزب الله» لاقتحام الريف الشمالي في حلب. وقالت مصادر موالية إن الجيش النظامي حشد قوات تدربت على حرب العصابات للهجوم على محوري الجنوب والغرب في ريف حلب، والسعي لفك الحصار عن مطار «منغ» العسكري.
في غضون ذلك، نقل موقع «زمان الوصل» الإلكتروني عن أحد قادة «الجيش الحر» العميد مصطفى الشيخ توقيع اتفاق بين مقاتلي المعارضة وقوات الحماية الشعبية التابعة لـ «الاتحاد الديموقراطي الكردي» لوقف إطلاق النار بعد مواجهات عنيفة بعد اتهام فصائل كردية بتسهيل مرور مساعدات عسكرية إلى قريتي نبل والزهراء.
وأكد مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن «مشاركة ضباط كوريين شماليين في القتال إلى جانب القوات النظامية في حلب»، لافتاً إلى أن «عدداً من مقاتلي قوات الدفاع الوطني (وهي ميليشيات تابعة للنظام) تحدث إليه عن وجود هؤلاء الضباط». وقال: «العدد الكلي لهؤلاء الضباط غير معروف، لكن بالتأكيد يوجد في حلب بين 11 و15 ضابطاً كورياً شمالياً ومعظمهم يتكلم اللغة العربية»، موضحاً أن «هؤلاء ينتشرون على جبهات متعددة مثل (مؤسسة) معامل الدفاع جنوب شرقي حلب وفي مراكز القوات النظامية داخل مدينة حلب». وزاد أن «هؤلاء الضباط لا يشاركون في القتال الميداني بل يقدمون دعماً لوجيستياً، إضافة إلى وضع خطط العمليات العسكرية».
إلى ذلك، قال معارضون إنه تم العثور على جثة المطرب الشعبي عبدالرحمن رستم (أبو حسن حريتاني) في نهر قويق في حلب بعدما خطف قبل تسعة أشهر على أحد حواجز النظام. وكان نشطاء أطلقوا على قويق اسم «نهر الشهداء» بعدما عثر على دفعات مختلفة من القتلى وصل عددهم إلى مئة.
وفي شمال شرقي البلاد، دارت اشتباكات عنيفة في محيط قرية عين عيسى في ريف الرقة قرب مقر اللواء 93 الذي تسعى المعارضة إلى قطع خط إمداده مع مقر الفرقة 17 ومطار الطبقة العسكري، باعتباره النقطة الوحيدة الخاضعة لسيطرة النظام بعد سيطرة المعارضة على مدينة الرقة في بداية آذار (مارس) الماضي. وفي الحسكة بين الرقة وحدود العراق، انفجرت عبوة ناسفة في شارع المدينة الرياضية أثناء مرور دورية للقوات النظامية في المدينة. وشن طائرات حربية غارة على بلدة تل حميس في ريف الحسكة.
وفي دمشق، نفذت القوات النظامية حملة دهم واعتقالات عشوائية في منطقة العمال في حي برزة شمال العاصمة، في وقت تجددت الاشتباكات بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية عند الأطراف الغربية في مدينة داريا جنوب العاصمة. ودارت مواجهات بين مقاتلي الكتائب المقاتلة والقوات النظامية عند أطراف بلدة بيت سحم على طريق مطار دمشق الدولي. لكن الاشتباكات الأشد كانت في أطراف بلدة المعضمية جنوباً رافقها قصف من قبل القوات النظامية على المدينتين. وقتل طفل في البلدة نتيجة إصابته في القصف الذي تعرضت له. ودارت اشتباكات عنيفة على أطراف بلدة بيت سحم بين دمشق والجولان، وسط قصف للقوات النظامية على مناطق في البلدة. وفي أطراف بلدة زملكا من جهة المتحلق الجنوبي في الغوطة الشرقية، حصلت مواجهات تحت غطاء من قصف لطائرات حربية الذي طاول أيضاً مناطق في مدن وبلدات جسرين والزبداني ومزارع مدينة دوما في ريف دمشق وفي بلدة دير عطية بين العاصمة وحمص.
وبين دمشق وحدود الأردن، تجدد القصف من قبل القوات النظامية على مناطق في بلدة تسيل في ريف درعا. واستهدفت كتائب مقاتلة حاجز «المستشفى الوطني» التابع للقوات النظامية في درعا المحطة، في وقت قصفت طائرات حربية قرية جدل في منطقة اللجاة في ريف درعا، وفق «المرصد السوري».
 
موسكو تتهم واشنطن بعدم ممارسة ضغوط كافية على المعارضة السورية
الحياة...بغداد، موسكو، برلين - أ ف ب، رويترز
اتهمت روسيا الولايات المتحدة بعدم ممارسة ضغوط كافية على المعارضة السورية كي تشارك في مؤتمر السلام الدولي الذي تحاول موسكو وواشنطن تنظيمه، وأعلنت بريطانيا انها لن تبت في أمر تسليح المعارضة السورية الا بعد ظهور نتائج المؤتمر الدولي، فيما حذرت بغداد من ان قرار الاتحاد الاوروبي برفع الحظر على الاسلحة للمعارضين السوريين يؤثر «بشكل مباشر» على امن العراق واستقراره ولا سيما بسبب خطر «تسرب» هذه الاسلحة الى اراضيه.
ونقلت وكالة الاعلام الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قوله «ان الولايات المتحدة لا تبذل بالتأكيد جهداً كافياً في ما يتعلق بالضغط على المعارضة السورية كي تحضر المؤتمر الدولي».
وأضاف ان الولايات المتحدة «يجب الا تسمح للمعارضة بأن تحدد مهلاً وتفرض شروطاً. وأهم هذه الشروط مطلب رحيل الرئيس السوري بشار الاسد».
وقال «الائتلاف السوري» المعارض اواخر الشهر الماضي انه لن يشارك في محادثات السلام الا اذا وضع موعد للتوصل الى تسوية يتخلى بموجبها الاسد عن السلطة.
وأعلنت روسيا والولايات المتحدة في 7 أيار (مايو) الماضي انهما تعملان على عقد مؤتمر دولي للسلام في سورية يجمع حكومة الاسد والمعارضة، لكنهما لم يحددا موعداً له. وبعدما كان متوقعاً عقد هذا المؤتمر الشهر الجاري أعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قبل يومين عن اعتقاده بأن يعقد في شهر تموز (يوليو) المقبل.
الى ذلك، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان بلاده لن تبت في أمر تسليح المعارضة السورية الا بعد ظهور نتائج المؤتمر الدولي بشأن سورية. وقال هيغ لصحيفة «فرانكفورتر الجماينه تسايتونغ» في مقابلة نشرت الاثنين ان الاولوية هي للجهود التي تبذلها الولايات المتحدة وروسيا لدفع الطرفين المتحاربين الى طاولة المحادثات، وان كان «لا يشعر بالتفاؤل بدرجة كبيرة».
ونقلت الصحيفة عن هيغ قوله ان «القرار الخاص بتسليم أسلحة فتاكة سيعتمد على كيف ستسير هذه المفاوضات وعلى تصرفات دول اخرى»، ولفت الى ان الوقت لم يتأخر لتسليح مقاتلي المعارضة رغم المخاطر التي ينطوي عليها ذلك خصوصاً أنه لا تلوح في الأفق نهاية للحرب في سورية التي اندلعت منذ اكثر من عامين.
وقال هيغ «نريد حلاً سياسياً بأسرع ما يمكن. وللأسف لا نعرف ما اذا كان هذا الحل سيتوفر. الصراع يمكن ان يستمر شهوراً بل سنوات».
وذكر ان روسيا، وهي حليف قديم لسورية، وافقت على ان هناك حاجة الى حل سياسي، لكن المسألة «هي الى اي مدى هم مستعدون للتأثير على الاسد». وحذر هيغ من ان «الموقف يزداد سوءاً بوضوح ويعرض استقرار المنطقة للخطر. هذا ما تراه موسكو وواشنطن ولندن وباريس وبرلين».
الى ذلك، قال رئيس الوزراء نوري المالكي في بيان نشره مكتبه الاعلامي الأحد ان «العراق قلق من ارتفاع وتيرة العنف والتسلح والتوتر الحاصل في المنطقة». وأضاف انه يرى في «قرار بعض الدول الاوروبية» رفع الحظر عن الاسلحة للمعارضة السورية «تأثيراً مباشراً على امن العراق واستقراره».
وأوضح ان «هذا السلاح سيتسرب الى العراق نظراً الى علاقات الارهابيين والمتطرفين من جبهة النصرة والقاعدة وغيرهما على جانبي الحدود».
ويدعو العراق الى حل سياسي في سورية التي يشترك معها بحدود بطول 600 كلم.
وقرر وزراء الخارجية الاوروبيون في 27 أيار الماضي في بروكسيل رفع الحظر على الاسلحة للمقاتلين السوريين المعارضين.
لكن الدول الاوروبية توافقت على عدم تسليح المعارضين السوريين حالياً لعدم الاضرار بالجهود الرامية الى تسوية سياسية.
 
الناشط الإعلامي محمد القصير لـ «الراي»: إذا سقطت القصير فلن تبقى ضوابط على الإطلاق
بيروت - من ريتا فرج
أكد عضو تنسيقية القصير الناشط الإعلامي محمد القصير أن «البلدة تتعرض لقصف وحشي عبر الطيران وصواريخ أرض أرض»، مشيراً الى «وقوع اشتباكات عنيفة منذ يومين على تخوم البلدة بين الجيش السوري الحر وحزب الله».
ولفت القصير في اتصال مع «الراي» الى أن الجيش السوري ومقاتلي «حزب الله يحاصرون البلدة من كل الجهات»، كاشفاً عن أن «الضغط يتركز على الجنوب والشرق والغرب في حين أن جهة الشمال تتعرض لضغط عسكري أقل بسبب اتصالها بجبهة الضبعة».
وأشار الى أن مطار الضبعة العسكري الاستراتيجي شمال القصير «يشهد أعنف المعارك بشكل يومي وتمّ التصدي (الاحد) لمحاولة توغل حزب الله من جهة المطار باتجاه القرية، وكانت نتيجة التصدي مقتل ما يقارب خمسين عنصراً من الحزب بالاضافة الى تدمير ثلاث مصفحات كما سيطر الجيش الحر على مدفع 106 مم مثبت على جيب حديث بالاضافة الى عدد من الذخائر» وتابع: «هذا الجيب استخدمه الثوار للتصدي للرتل نفسه وبحمد لله دمّرنا احدى دباباتهم بأسلحتهم».
وقال ان «عناصر حزب الله في القصير يصل عددهم الى 15 ألف مقاتل»، مؤكداً «تدفق أعداد كبيرة من مقاتلي الحزب في الأيام الأخيرة» ولافتاً الى أن «الجيش الحر يواصل تعزيزاته العسكرية في القصير»، وموضحاً أن الجولة التي قام بها رئيس المجلس العسكري الثوري في حلب العقيد عبد الجبار العكيدي في البلدة برفقة قائد المجلس العسكري في القصير المقدم محيي الدين الزين وعدد من قيادات الجيش الحر والاعلامي هادي العبد لله عززت من صمود الثوار».
وأضاف: «بلدة القصير تقع تحت سيطرة الجيش الحر باستثناء المربع الامني الواقع في الجهة الشرقية من البلدة، ويسيطر الثوار أيضاً على قرية الضبعة والبويضة الشرقية» مشيراً الى أن «هذه المناطق تشهد معارك عنيفة بشكل يومي».
وأكد أن «غالبية عناصر حزب الله التي تقاتل في القصير من قوات النخبة» وقال: «إذا لم يسحب الحزب عناصره من القصير ومن كل سورية ستكون النتائج كارثية على المنطقة وستؤدي الى ارتدادات لا سيما على لبنان».
وعمّا إذا سيطر الجيش السوري و«حزب الله» على القصير ما السيناريو المتاح أمام الجيش الحر، لفت الى أن «كل الخيارات ستكون مفتوحة أمام الثوار ولن تبقى ضوابط على الاطلاق» محملاً المجتمع الدولي «ردود الأفعال التي قد تحصل في حال سقوط البلدة».
ووصف الناشط الاعلامي معارك القصير بـ «معارك الالتحام المباشر لأنها في الأساس تنهض على حرب الشوارع»، موضحاً أن النظام السوري «استنجد بحزب الله لأنه يعتقد أنه بارع في مثل هذه الحروب»، ولافتاً الى أن «ضباط الحرس الثوري ينحصر دورهم في الخبرات وليس لدينا معلومات مؤكدة حول مشاركتهم بشكل مباشر في المعارك».
وأشار الى أن «عدد الجرحى من المدنيين في القصير يتخطى الألف حتى الان»، مؤكداً أن «نسبة الدمار في البلدة تصل الى 90 في المئة»، ومشدداً على أن «حسم المعركة في القصير سيكون لصالح الجيش الحر رغم الزخم العسكري واللوجستي الذي يحظى به حزب الله والجيش السوري».
واعتبر أن «حلفاء النظام السوري، ايران وحزب الله وروسيا والعراق، يرصدون كل طاقاتهم في سبيل دحر الثوار»، مضيفاً «دول الخليج لا تعرف حجم الخطر الذي ينتظرها في حال سيطرت ايران وعصاباتها على سورية» داعياً إياها الى «التحرك بسرعة لمساعدة الثورة السورية بدل الاكتفاء بالادانات».
وتوقع أن «يفتح الجيش الحر أكثر من جبهة بغية تخفيف الضغط على القصير» موضحاً: «لقد تمّ فتح جبهات في الريف الشمالي لحمص وثمة معارك تدور منذ ثلاثة أيام في شمال الرستن، والثوار قد يلجأون الى خوض المعارك على محاور أخرى».
«المعارضة استولت على 4 أحياء من دمشق»
يعلون: الأسد يسيطر على 40 في المئة من سورية
تل أبيب - د ب أ، يو بي آي - قال وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون إن قوات الرئيس السوري بشار الأسد تسيطر فقط على 40 في المئة من الأراضي السورية وأن «هناك 4 أحياء على الأقل في دمشق يسيطر عليها المقاتلون».
وأضاف يعلون خلال اجتماع للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست: «نشخص وجود نشاط على خلفية عرقية وكل طرف ينفذ مذابح ضد الطرف الآخر».
واكد الوزير الاسرائيلي أن إسرائيل «تراقب بقلق احتمال أن تزود روسيا سورية بمنظومة الصواريخ اس 300»، موضحا أن هذه الصواريخ لم تنقل بعد إلى سورية ومتوقعا أن يحدث ذلك عام 2014.
وقال إن سياسة إسرائيل «ثابتة بعدم التدخل في الحرب الأهلية في سورية ما دامت مصالحها لم تتضرر ولاسيما من خلال نقل وسائل قتالية متقدمة كصواريخ أو أسلحة كيماوية إلى حزب الله».
 
مَن ربح ومَن خسر في حرب واحدة بجبهات كثيرة اسمها سورية؟
الرأي العام الكويتية.. كتب علي مغنية.. ( مقال بلغة ومفاهيم حزب الله لتبرير تورطه في سورية)
حرب واحدة بجبهات كثيرة اسمها... سورية. الداخل والخارج، الاقليم والعالم... جميعهم هناك على «الحلبة» المفتوحة على منازلات وتحولات وجولات، بلا انتصارات كاملة ولا هزائم كاملة، بلا حلول قريبة، ولا بعيدة ربما.
إنه الصراع الذي يمكن لأيّ مراقب أن يؤرّخ بداياته لكن من الصعب التكهن بموعدٍ ما لنهاياته، بعدما صارت خطوط العرض والطول في سورية، خطوط نار لجبهات يتقاتل خلفها الجميع، ومعهم التاريخ والأكفان والأحلاف والاستراتيجيات.
بعد عامين ونيف من حرب سورية والحروب عليها، وعشية «جنيف -2»، او الخطوة الثانية في مسيرة الالف ميل نحو «تسوية ما»، يخضع الميدان لـ «المجهر» وتحصى عمليات «الربح والخسارة» في الديبلوماسية... فالجميع كل الجميع، يأوي الى جرْدة حساب».
«خط الممانعة»، المترامي الاطراف، من قصر المهاجرين في دمشق، الى الكرملين في موسكو، مروراً بالضاحية الجنوبية لبيروت في لبنان، وطهران وبغداد، يعاين وقائع الحرب ويقرأ في نتائجها، يستخلص العبر ويبدّل من تكتيكاته ويخرج بخلاصات معبّرة.
في تقويم «محور الممانعة» لحرب العامين ونيف، كلام عن «جبهة النصرة» والمعارضة الاخرى في سورية، وعن النظام وخيارات الرئيس بشار الاسد، عن روسيا وموقعها، والتحالف الدولي وحساباته، عن «حزب الله» ومكانته، عن المستقبل القريب والبعيد.
ثمة اقتناع بان الرئيس الاسد أخطأ في بداية الأحداث. فهو لم يدرك ان الخطأ الدولي الذي ارتُكب في حرب العام 2006 على لبنان، تجري محاولة لتصحيحه عبر حرب سورية للتخلص من محور «الممانعة» انطلاقاً من دمشق بعد استعصاء «حزب الله».
لم يلتفت الاسد، بادئ الأمر، الى هذه المسألة، رغم وعيه العميق بان دعمه لـ «حزب الله» عام 2006 وتسليمه أحدث الاسلحة لن يمرّ دون عقاب، فهو ظنّ ان الربيع العربي الذي تحوّل شتاءً عاصفاً، لن يهبّ على دمشق.
لم يبادر الأسد الى إصلاحات سريعة، سبقه العالمان العربي والغربي في عملية الانقضاض على نظامه، وفقد تالياً في المراحل الاولى من الحرب القدرة على الامساك بزمام المبادرة، قبل ان يعاود، بمعاونة خط الممانعة، إدارة الدفة.
غير ان اكثر المستفيدين من الحرب كان «جبهة النصرة» بزعامة ابو محمد الجولاني وابو مصعب السوري، والتي كانت جزءاً من تنظيم «القاعدة» في العراق وتضمّ المئات من الذين يرغبون بمهاجمة القوات الاميركية والشيعة في بلاد الرافدين.
كان افراد «جبهة النصرة» يعبرون من لبنان، يتدرّبون في سورية، ويقاتلون في العراق، الى ان تحوّلت سورية ارض نصرة وجهاد، فدخلها مئات المقاتلين الذين وجدوا بيئة حاضنة تدعمهم وترفع راياتهم.
ومهما خسرت «جبهة النصرة» في حربها مع النظام او في مواجهاتها مع «حزب الله» او في مطاردتها من المخابرات الاميركية الموجودة في الاردن، فما من احد يغفل عن ان بضع مئات من المقاتلين صاروا عشرة آلاف.
وبهذا المعنى، فان «جبهة النصرة»، التي تضمّ مقاتلين من مختلف الجنسيات وتعدّ العدة لما بعد سورية، على غرار تجربة اسامة بن لادن يوم كان في افغانستان، تُعتبر ابرز المنتصرين مهما كانت نتائج الحرب ومهما طال أمدها.
وبعيداً عن هذه الظاهرة المستجدة، التي تحوّلت «علامة فارقة» في مسار الحرب الدائرة في سورية منذ مطلع الـ 2011، فان الصراع المفتوح كشف عن مجموعة حقائق ذات طبيعة استراتيجية، وفي مقدّمها الدور الروسي.
فالحرب في سورية أعادت من جديد الدب الابيض الروسي الى صلب المعادلة الدولية عبر توازن دولي مع «العم سام» الاميركي، بعدما كانت الولايات المتحدة احتلت مجموعة «غينيس» بتحطيم الارقام القياسية في استخدام «الفيتو» لمصلحة اسرائيل.
اليوم دخلت موسكو على خط منافسة واشنطن في استخدام «حق النقض» لمصلحة سورية، لمنع اي قرار يمنح المجموعة الدولية فرصة للتدخل العسكري في الحرب الدائرة في سورية، على غرار ما حصل في ليبيا.
ووجدت روسيا في حرب سورية فرصة ثمينة أعادتها الى ملف الشرق الاوسط عبر ادارة الرئيس فلاديمير بوتين، التي نجحت في استنهاض التوازن، الذي اضمحل منذ ايام «البيريسترويكا»، فاصطحب روسيا الى جانب خط الممانعة.
لعبة المصالح وتقاطعاتها جعلت علاقة موسكو استراتيجية بأطراف «محور الممانعة»، في سورية الى العراق فإيران، اضافة الى «حزب الله» في لبنان، والذي اصبحت روسيا تتعامل معه كشريك شرق اوسطي اساسي في معادلة الحرب والسلم.
وكشفت دوائر ديبلوماسية موثوقة ان روسيا ابلغت الى اسرائيل اخيراً، وفي شكل لافت، ان خيارات الكرملين تُحسم في الكرملين وليس في تل ابيب، في اشارة الى ان موسكو في حلّ من اي التزامات تتصل بقضايا السلاح.
الترجمة العملية لهذا الكلام، في تقدير عارفين، ان روسيا أسقطت اي تعهدات بمنع او تأخير وصول الرادارات الحديثة لصواريخ «يا خونت» والـ « اس - 300» والـ «ميغ 29» لسورية، وانها تستطيع اعادة العمل بالاتفاقات، خصوصاً بعد الغارة الاسرائيلية على دمشق.
روسيا، التي رأت في الغارة الاسرائيلية كمَن يطلق النار على قدميه، اثبتت انها تملك ما يكفي من النفوذ لاقناع الرئيس الاسد بعدم الرد الفوري التكتيكي على الغارة، وتالياً تعهدت هي بـ «الردّ الاستراتيجي».
موسكو - وبحسب خبراء في الشؤون الروسية - اتخذت قرارات كاسرة لمعادلة الامن القومي الاسرائيلي كخط احمر، من دون ان تتسبب بأي صدام سياسي مع واشنطن. فالرئيس بوتين عرف كيف يلتقط الفرصة لانتزاع مكانته في شرق اوسط كرمليني.
وفي ضوء هذا التطور النوعي في الاداء الروسي، فان اميركا واسرائيل رضختا في لعبة الشطرنج الجديدة لقيصر روسيا، الذي أرسى قواعد مكّنته من القول «كش ملك» في ما يلبي مصالح روسيا ويعزز الروح القومية لشعبها العائد الى المعادلة من جديد.
وما يصحّ على روسيا، يصحّ ايضاً على آخرين نجحوا في الافادة من تجارب الحرب في سورية، وفي مقدّمهم «حزب الله»، الذي اكتسب حتى يومنا هذا خبرة لا مثيل لها، تضاهي تلك التي افاد منها خلال 30 عاماً من القتال ضد اسرائيل.
فللمرة الأولى منذ ولادته مطلع الثمانينات من القرن الماضي، يقاتل «حزب الله» في القصير وحمص وريفها، اي على مساحة تمتدّ من لبنان غرباً الى العراق شرقاً. يقوم بعمليات هجومية ويناور في مساحة تضاهي نصف مساحة لبنان.
عمليات «حزب الله» ابان الاحتلال الاسرائيلي لجزء من جنوب لبنان قبل العام الفين، كانت تقتصر على مساحة جغرافية بحدود حوالي 6 آلاف متر مربع، وكان يقوم بعمليات دفاعية متحرّكة وثابتة في مواجهة الاسرائيليين الذين اضطروا للانسحاب.
اليوم «حزب الله» يقاتل في سورية على مساحة تزيد على 6 آلاف كليومتر مربع... يقوم بعمليات دفاعية، ثابتة ومتحركة، يناور في الهجوم المدعوم بالآليات الثقيلة وحاملات الجند، يشنّ عمليات قصف واسعة تمهيدية وبمشاركة مفهوم الاسناد الجوي وتكتيكاته.
يشارك «حزب الله» في هذه الحرب بأفراد وضباط وكوادر من قطاعات مختلفة ومن مختلف الاختصاصات... قوات الهندسة، فرق المشاة، فرق المدفعية، الوحدات الصاروخية، الوحدات الخاصة، سلاح الاستخبارات العسكرية وسلاح الطيران.
انه «جيش» يقاتل للسيطرة على مناطق شاسعة ويعمل على الدخول الى مدن وقرى محصنة، وقد أثبت تفوقه وبأشواط على اي مناورات عسكرية لاي جيش من ارقى الجيوش، التي غالباً ما تقتصر مناوراتها على أهداف... وهمية.
هذه الخلاصات ليست دعائية، ودليلها ما يجري في الميدان. ففي الايام الاولى من الهجوم الكبير الذي شنّه «حزب الله» على مدينة القصير، سرعان ما اكتشف خللاً تنفيذياً، اخذ منه العبر وقام بتعديل هجماته لتذليل العقبات والحد من الاخطاء.
وبعدما افاد من «الدرس المجرب» في الايام الاولى، سجل عمليات ناجحة يعود الفضل فيها الى «ابتكارات» استمدّها على قاعدة «الحاجة ام الاختراع»، وهي ابتكارات من الجدير، في رأي قادته الميدانيين، تدريسها في المعاهد العسكرية.
من تلك الابتكارات استخدام الحزب لطائرات من دون طيار لرصد امكنة المسلحين وتحصيناتهم، ومواجهة الأنفاق الصغيرة برمي دواليب مشتعلة في داخلها، أما الانفاق الممتدة لمئات الامتار فحُوّلت مياه الانهر الى داخلها وجرى اغراقها بمن فيها.
هذه «المخيلة العسكرية» مكّنت الحزب من القضاء بلحظات على شبكة أنفاق استدعى إعدادها وتجهيزها نحو عامين، اضافة الى نجاحه في اقامة ممرات بين المباني للانقضاض على المسلحين والهبوط عليهم من فوق الاسطح لا الصعود اليهم من الاسفل.
ولم يقتصر الامر على الميدان السوري، فـ «حزب الله» قام بعمليات استباقية في لبنان لرفع الضرر وتخفيف وطأته، رغم اقتناعه بانه واقع حتماً و«تحصيل حاصل»، خصوصاً انه ادرك بان لا مفر من تأمين ظهره لحظة الانتقال الى سورية.
ولهذا، فإن «حزب الله» في عملياته الاستباقية أراد منع الهجوم الآتي من الشرق، وعمل على حصر التعامل مع التكفيريين بعمليات امنية داخل الاراضي اللبنانية، لاعتقاده ان المواجهة معهم آتية، سواء شارك في معارك سورية ام لم يشارك.
ولم يكن امراً عادياً اخراج «حزب الله» الصراع ضد التكفيريين الى العلن بعدما كان امينه العام السيد حسن نصرالله حريصاً ولاعوام طويلة على عدم مجابهتهم، وعلى مناداة زعيم «القاعدة» بـ «الشيخ اسامة» في اكثر من مناسبة.
ومَن يدقق اليوم في ادبيات «حزب الله» وتوجهاته وخياراته، يدرك ان زمن الاحراج في مقاربة ملف التكفيريين انتهى، واستل السيد نصرالله السيف مقابل الأنياب التي «كشّر» عنها هؤلاء في العراق وسورية، لتبدأ المواجهة.
وفي «الغرف المقفلة» للحزب، التي تجري فيها عمليات تقويم الموقف، حديث عن ايجابية لا يستهان بها، فالحرب في سورية ساعدت «حزب الله» في الحصول على اكثر الاسلحة تطوراً، بعدما فتح الرئيس الاسد مخازنه دفعة واحدة، اقله لثلاثة اسباب جوهرية:
اولاً، دعماً للمقاومة على قاعدة العلاقة الـ «ما فوق استراتيجية» بينهما، ثانياً، رداً على الغارة الاسرائيلية على عاصمة الامويين، وثالثاً، تفادياً لوقوع هذه الترسانة بيد المعارضة السورية ومسلحيها.
وثمة مَن يعتقد ان هذه الحرب اعطت «حزب الله» ارضية داخل سورية لم يكن ليحلم بها من قبل. فلم يقتصر التحول على فتح جبهة الجولان المقفلة منذ نحو 40 عاماً فقط، بل اختلط الدم بالارض السورية ليزهر بيئة حاضنة.
هذه المسألة ستكون عميقة، فالبيئة الحاضنة لـ «حزب الله» الآخذة في الاتساع في سورية ستساعده على الانتشار، ليس كقوة عسكرية فقط، انما في ترسيخه لمفهوم ينتج مقاومة سورية شبيهة بمقاومة «حزب الله» ومرآة له.
واللافت ان الحرب دفعت الحزب لاتخاذ مواقف حاسمة لا تخلو من «المفارقات»، خصوصاً مع البُعد الاستراتيجي الكبير للصراع في سورية، وهو ما ينسحب على مواجهته مع «القاعدة» وعلى علاقته مع حركة «حماس».
«حزب الله» يدرك ان مقتل عدد لا بأس به من قادة «القاعدة» الذين ينتمون الى الحرس القديم لن يحول دون ايجاد هذا التنظيم قادة جدد، الا انه - اي «حزب الله» - تعلّم اليوم ألا يدير لـ «القاعدة» الخد الايسر، وان المواجهة مع هذا التنظيم لن تكون نزهة.
اما مع «حماس»، فثمة معادلة جديدة. فالحزب ارتضى وجودهما في خندق واحد ضد اسرائيل، رغم اشتعال حرب الخنادق بينهما داخل سورية، وهو ما يدل على براغماتية فائقة في مقاربة تحالفات سياسية لا استراتيجية مع الآخرين.
وبعيداً عن لعبة الخنادق، فان الحرب في سورية اظهرت هشاشة تأثير الثقافة الاوروبية على الاسلاميين القاطنين في القارة العجوز، مع تدفق المئات من الاوروبيين الذين اعتنقوا الاسلام للقتال في صفوف «القاعدة» وقتل وأسْر العديد منهم.
هذا الامر، وبحسب مطلعين، استدعى تدفق اجهزة المخابرات الغربية، وعلى رأسها الالمان، مطالِبةً السلطات السورية بالتعاون في مجال مكافحة الارهاب، لان اوروبا تخشى «سيندروم» سورية مع عودة هؤلاء «المجاهدين» الى ديارهم.
وسرعان ما تسببت الحرب في سورية في ابعاد الادارة الاميركية عددا من ديبلوماسييها، بعدما اكتشفت ان الـ 80 مليون دولار التي انفقتها ذهب اكثرها الى «جبهة النصرة»، وكأنها تستثمر في عدوها، وهو ما اعترفت به اميركا عينها.
وتجد اميركا نفسها اليوم «قريبة بعيدة» من الحرب في سورية... تستخدم اموالاً خليجية لمدّ المسلحين بالعتاد و«تتبرع» هي بالدعم الاستخباراتي واللوجستي والتدريبي، وتسعى الى الحل الديبلوماسي، على قاعدة «مرغم اخاك لا بطل».
في رأي دوائر ديبلوماسية مهتمة بالتحولات الشرق اوسطية، ان الولايات المتحدة ادركت ان سورية هي جزء من الأمن القومي الروسي، فموسكو مستعدة لبذل الغالي والنفيس في سبيل ابقاء النظام السوري ومنع سقوطه او انهياره.
اميركا فهمت ان روسيا على اقتناع بان رحيل نظام الاسد سيتيح للولايات المتحدة نصب «الباتريوت» على الحدود السورية المترامية، وما ساعد في جرّ واشنطن الى نفق الحل السياسي خسارة المعارضة على الارض وتشرذمها السياسي.
وفي تقدير اطراف معنية ان اميركا اطلقت الرصاص على قدميها في زيارة السيناتور جون ماكين للمعارضة في سورية وطلبه من خاطفي الشيعة اللبنانيين الاحتفاظ بهم، وهم الذين مضى على اختطافهم في اعزاز اكثر من عام.
في «خط الممانعة» ثمة مَن أخذ العبرة من ماكين، ويتجه في حال تطورت الحرب ودخلت اميركا في خضمها، الى الاحتفاظ ببعض الرهائن، اسوة بـ«وصية» السيناتور الاميركي، ما يعيد الى الحاضر ما عرف في الثمانينات بـ «الرهائن الغربيين».
اما سورية «بيت القصيد»، فان جيشها، رغم الدمار والمآسي حرص على المشاركة على كل الجبهات، في بعضها تعرّف على الاساليب القتالية التي يتقنها «حزب الله» في حرب المدن، ما أكسبه خبرة هائلة في الميدان وتكتيكاته ومناوراته.
هذه الخبرة سرعان ما زادت من جرأة الرئيس الاسد في اعلانه نيته ضرب اسرائيل، خصوصاً ان نتائج رد الفعل الاسرائيلي في حال ردّ الاسد، لم تعد خسارة فعلية في بلاد مدمرة اقتصادياً واستقرارها في خبر كان.
وفي لغة «تصويرية» ذات دلالة، ثمة مَن يقول ان الاسد يضع يده على الزناد واصبعه يرتجف، ما يعني ان الضغط على الزناد لفتح النار يمكن ان يحصل في اي لحظة ربما تقرّرها اسرائيل عينها عبر ايّ خطأ ترتكبه.
وما دام الحديث عن الاسد، الذي تزداد التكهنات في شأن مصيره في ضوء الكلام عن تسويات، فثمة مَن يلتفت الى التاريخ مستعيداً تجارب رؤساء وقادة في ازمنة الحروب والمراحل التي تلتها.
من تلك التجارب خسارة ونستون تشرشل الانتخابات بعد الحرب مباشرة، ليس لانه لا يتمتع بمواصفات القائد بل لان الشعب أراد إزاحة رموز الحرب و«أبطالها» مع افول الحرب العالمية الثانية وأهوالها.
وكما بالنسبة الى تشرشل، كذلك الامر مع شارل ديغول، بطل تحرير فرنسا، الذي خسر في الانتخابات الرئاسية مباشرة بعد الحرب، وهو المصير عينه الذي لقيه الرئيس الايراني هاشمي رفسنجاني بعد انتهاء الحرب العراقية - الايرانية.
الحرب في سورية لن تنتهي قبل الـ 2014، موعد الانتخابات الرئاسية، ومن غير المؤكد اعادة انتخاب الرئيس الاسد في حال قرر الشعب ايجاد شخصية لا تذكّرها بالحرب الدامية الدائرة في بلاده... ربما يصحّ ذلك وربما لا.
 
روسيا.. والأزمة السورية
المستقبل...عبير بشير
الأزمة السورية باتت مفتوحة على كل السيناريوات، ولا سقف للتوقعات فكل الاحتمالات واردة، ولا يمكن التنبؤ بما ستؤول إليه الأحداث، حتى عتاة المحللين السياسيين والعسكريين، لا يمكنهم تصور سيناريو النهاية للدراما السورية.
كثرة الطباخين والأيادي في الطبخة السورية، جعل مسار الأزمة السورية في غاية التعقيد والتشابك، حتى بات من المستحيل الإمساك بطرف الخيط ولكن ما يمكن تأكيده، بأن اللعبة خرجت منذ فترة طويلة من بين أيدي اللاعبين المحليين، إلى أيدي لاعبين إقليمين ودوليين.. وهنا يمكننا تسمية الأشياء بأسمائها: صمود الأسد ونظامه هو بفعل الدعم اللامحدود من روسيا وإيران وحكومة المالكي، أما صمود المعارضة فهو بفعل قوى إقليمية وازنة مثل تركيا ودول الخليج. ولكن على كل الأحوال،لا يمكن المقارنة بين ما يتلقاه الأسد من حلفائه وخصوصا المساعدات العسكرية الهائلة، وبين ما تتلقاه المعارضة من دعم عسكري ومادي غير كاف لقلب موازين القوى.
الوضع في سوريا دخل في مرحلة التوازن الإستراتيجي، وكل طرف يستطيع إيلام الطرف الآخر بقوة،مؤتمر جنيف 2 على الأبواب ،ولكن حذار من التفاؤل، لأن هذا المؤتمر لن يكون نهاية المطاف أو كاسحة ألغام بل بداية صعبة - سواء تم انعقاده أم لم يتم - فهو سيتوج روسيا كدولة عظمى، تحاور من منطلق قوة عن حليفها النظام السوري، وتضع الخطوط الحمراء وخصوصا بعد النجاحات الاخيرة التي حققها الجيش النظامي على الأرض، وما قاله وزير الخارجية سيرغي لافروف من أن على المعارضة الكف عن المطالبة بشروطها قبل الحوار أي رحيل الأسد يوحي بقدر كبير من الثقة الروسية، بان الأسد باق. ويحمل استخفافا واضحا بالمعارضة السورية إلى حد صبينتها وفي هذا الإطار يتحدث المراقبون بأن روسيا باتت ترفع شعار: لا مفاوضات على الأسد، المفاوضات حول الأسد وعلى التفاصيل الأخرى.
حزم موسكو وشدة مراسها، جعل من روسيا - نجم الملف السوري -، الرئيس فلاديمير بوتين يعرف ما يريد، وهو لن يتخلى عن الأسد، حتى لو وصل القتال إلى شوارع موسكو هكذا قال، الرئيس الروسي قال أيضا بأنه يتفهم حالة السأم والضجر الذي يعاني منه الشعب السوري، بسبب وجود النظام السوري لأكثر من أربعين عاماً أباً عن جد روسيا لا تؤمن بديمقراطية سكر زيادة ولا سكر وسط على الطريقة الأميركية أو الأوروبية - روسيا كانت وما زالت تعتبر الديمقراطية خطرا على الشعوب، وهي نوع من اللهو والترف السياسي الذي تمارسه الدول المتخمة كالولايات المتحدة وأصدقائها، وهو لا يتناسب مع معدة دول العالم الثالث الخاوية، ولكن بالنسبة لموسكو،لا بأس بديمقراطية على- الريحة -، وهي مع حكومة سورية موسعة تشارك بها المعارضة السورية مع إدخال تغييرات مهمة على الحياة السياسية في سوريا، ولكن مع بقاء الأسد وأركان نظامه.- وكأنك يا أبو زيد ما غزيت -.
الكثيرون يؤكدون بأن روسيا لا تدافع عن نظام الأسد، بل تدافع عن روسيا ومصالحها، وأن كل ما فعلته موسكو من دعمها اللامحدود للأسد، هو لتجميع سلة من الأوراق المهمة لمرحلة التفاوض الشامل على مصالحها مع المجتمع الدولي وفي مقدمته الولايات المتحدة، وأننا الآن في الفصل الأخير من المسرحية الروسية من أجل - موسم الحصاد الكبير- كل هذا صحيح مئة بالمئة، فنحن نعرف بأن الدب الروسي لن يفرط بسهولة في مياه بانياس الدافئة، بل على العكس سمحت الأزمة السورية، لقيصر روسيا بأن يبعث أساطيله للمياه السورية جهارا نهارا -، ونعرف بأن هناك الكثير من الكلام لدى موسكو،تريد إسماعه لأوروبا بخصوص إمدادات الغاز الطبيعي... ونعرف.بأن موسكو تخطط لزيادة حصصها من بيع السلاح في السوق الشرق أوسطية.. ونعرف.. ونعرف....
ولكن هناك بعد مهم نشأ مع ولادة الأزمة السورية، وهو بعد لايستهان به، حيث أخرج المارد الروسي من قمقمه :وهو - العناد والكرامة القومية لروسيا، روسيا الذي تعود عليها العالم بأنها تتخلى عن حلفائها وأصدقائها في وقت الشدائد والأزمات. هاهي الآن تعيد صياغة التاريخ من جديد، يقال إنها تخلت عن عبد الناصر، ويشهد التاريخ المعاصر، كيف تخلت عن صدام حسين بسهولة،حين الغت معاهدة الدفاع المشترك بين موسكو وبغداد عشية حرب الخليج الأولى، وكيف لم تحرك ساكناً بينما كانت طائرات حلف الناتو تقصف مراكز النظام الليبي ومعسكراته وأنظمته الدفاعية ومخازن الأسلحة. الآن روسيا- بوتين تقول الذي فات... مات -، وروسيا اليوم هي من ستشكل خريطة المنطقة، والمارد الروسي خرج من قمقمه..
وليس دقيقاً، بأن روسيا خسرت شعبياً على مستوى العالم العربي والإسلامي لتورطها في الدم السوري، وخسرت صداقة الكثير من الأنظمة العربية، وتعرض مصالحها الاقتصادية للخطر. لأنه ببساطة شديدة: الأزمات هي من تصنع النجوم، والأزمة السورية هي من ستصنع نجم الدب القطبي -، والعالم يحترم ويهاب القوي. وفي موسكو يقولون مهما كرهنا العرب على خلفية وقوفنا مع النظام، لن يكرهونا كما يكرهون أميركا، على خلفية دعمها الأبدي لإسرائيل على حساب الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني. ومع ذلك يتسابق الزعماء العرب، لنيل الرضى الأميركي، ويصطفون بالدور من أجل الحصول على لقاء مع الرئيس الأميركي في البيت الأبيض، ويكافح المواطنون العاديون العرب والاكادميون من أجل الحصول على فيزا أو فرصة عمل في الولايات المتحدة. ولو نجحت روسيا في فرض سيناريو الحل كما تراه هي وهو بقاء الأسد يعني ذلك بأن معادلة دولية جديدة ستتشكل، وروسيا ستكون رأس الحربة بها.
وفي خضم كل ذلك، روسيا عينها على إسرائيل وخصوصا في أعقاب الضربة الجوية الكبيرة على دمشق، هي تعلم بأن الدولة العبرية تستطيع قلب الطاولة في المنطقة وخلط كل الأوراق وحرف البوصلة الدولية، كما أن موسكو تدرك بأن كل ما أنجزته وحققته في سوريا متمثلاً ببقاء الأسد ونظامه حتى الآن - هو بفعل التردد والارتباك والتقاعس الأميركي -ويمكن القول العجز والفشل الأميركي في إدارة الملف السوري -، كل ذلك سوف يتبخر في ليلة وضحاها، حيث أن بوابة التدخل الأميركي العسكري هي إسرائيل وأمنها، وليس الشعب السوري وعشرات الآلاف من الضحايا المدنيين.والأطفال.
وبكلام أوضح، المنطقة أشبه ببرميل بارود، وأي عود ثقاب كفيل بإشعاله، موسكو قلقة جدا من استمرار استهداف إسرائيل للعمق السوري، وبحسب التقديرات الروسية، لا يمكن لسوريا وحلفائها الاستمرار في بلع الإهانات العسكرية التي تأتي من تل أبيب - حتى لو ارادوا ذلك - وبالتالي أي رد سوري عسكري على إسرائيل مباشراً كان أو غير مباشر،سوف يطلق يد إسرائيل في الرد على نطاق واسع في سوريا. وهنا مربط الفرس، إذ إن المنطقة ستكون مقبلة على حرب إقليمية، ولن تكون الذراع الأميركية العسكرية وذراع حلف الناتو بعيدة عن ذلك، لذلك كان استدعاء، قيصر روسيا، لنتنياهو على عجل، لتحذيره من مغبة اللعب في النار السورية، ولكن نتنياهو رفض إعطاء ضمانات لروسيا بعدم تكرار الضربات الجوية على سوريا في المستقبل القريب.
ندعي، بأن المعارضة السورية باتت تقبل بأي شي، إلا بقاء الأسد، في مقابل ذلك، نجزم بأن روسيا مستعدة لقبول كل شيء إلا رحيل الأسد، ولكن المنطق واللامنطق يقول: بان لا مكان للأسد في مستقبل سوريا.
 
 
الحكومة السورية تقدر الأضرار العامة والخاصة بنحو تريليون ليرة.. مخاوف من ارتفاع في الأسعار.. ووزير الاقتصاد يتحدث عن استيراد المواد الأساسية

لندن: «الشرق الأوسط» .. تجاوزت قيمة الأضرار العامة والخاصة في سوريا خلال عامين من الأزمة التريليون ليرة سورية (150 ليرة للدولار)، بحسب آخر التقديرات الحكومية. وقال نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الخدمات وزير الإدارة المحلية عمر غلاونجي، إن قيمة الأضرار العامة والخاصة بلغت حتى نهاية مارس (آذار) الماضي أكثر من تريليون و470 مليار و416 مليون ليرة، منها نحو 150 مليار ليرة أضرار مباشرة لحقت بالممتلكات العامة طالت أكثر من 5000 منشأة، وألف ومائة مليار ليرة خسائر غير مباشرة، و40 مليار ليرة قيمة أضرار الممتلكات الخاصة حتى نهاية عام 2012، إضافة إلى الأضرار التي لحقت بالمدن الصناعية والاستثمارات فيها.
يشار إلى أن الحكومة السورية تسجل أعداد المتضررين والنازحين الذين يتقدمون بطلبات للحكومة، وهؤلاء لا يعكسون الأعداد الحقيقية للمتضررين، إذ إن هناك مئات الآلاف منهم في المناطق المناهضة للنظام الذين لم يتقدموا بطلبات للحكومة خشية الاعتقال والملاحقة، كما لا تهتم الحكومة السورية باللاجئين، واقتصر اهتمامها على النازحين إلى الأماكن العامة كالمدارس والمنشآت الخدمية الواقعة تحت إشراف الحكومة والأجهزة الأمنية.
وفي مؤشر جديد على تدهور الاقتصاد السوري وتوقف الإنتاج كشف تقرير نشرته صحيفة «الثورة» الرسمية أن أكثر الاستهلاك المنزلي للطاقة الكهرباء يبلغ 50.72% من الكهرباء المنتجة في سوريا، إذ يشكل الاشتراك المنزلي نحو 83% من إجمالي عدد مشتركي الطاقة الكهربائية الإجمالي لجميع الفئات في البلاد عام 2012. واعتبر التقرير هذا الرقم مرتفعا قياسا بالدول التي تذهب فيها النسبة الأكبر من استهلا الكهرباء إلى الأغراض الإنتاجية. ويتخوف السوريون من أن تواصل الأسعار ارتفاعها مع اقتراب شهر رمضان، الذي يتوقعون له أن يكون شهرا قاسيا بكل المعايير، سواء من حيث ارتفاع درجات الحرارة، أو من حيث التهاب الأسعار وعدم توفر الغذائيات الضرورية لهذا الشهر.
وتعمل الحكومة السورية التي تبدو عاجزة عن ضبط الفوضى في الأسواق على اتخاذ إجراءات جديدة للحد من تلاعب التجار، إذ أكد وزير الاقتصاد محمد ظافر محبك، أن الحكومة «قررت استيراد المواد الغذائية الأساسية ونصف الأساسية بدلا من التجار»، وهي الآن «تبحث عن صيغة مناسبة لأفضل آلية لاستيرادها، تضمن وصولها قبل شهر رمضان»، وتوفر اللازم من المواد «بأسعار مقبولة» وبما «يحقق منافسة حقيقية في الأسواق السورية أمام السلع والبضائع التي يستوردها التجار ولا سيما الغذائيات والاستهلاكيات الضرورية منها».‏
 

المصدر: مصادر مختلفة

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 157,071,245

عدد الزوار: 7,053,882

المتواجدون الآن: 76