واشنطن تدرس استخدام القوة العسكرية في سورية.....«النصرة» تستبق تشكيل «صحوات سورية» و«جنيف - 2» على هامش الجمعية العامة

أحمد الجربا لـ «الشرق الأوسط»: أولويتي تأمين السلاح.. ويحلم من يعتقد أننا نقبل ببقاء الأسد... مقتل قائد العمليات في القابون.. ......6,8 ملايين نسمة داخل البلاد بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة والأمم المتحدة: أطفال سوريا ضحايا لصراعِ متردٍّ......مقتل مدير «السيدة زينب» في دمشق... والأكراد يواصلون «استنساخ» التجربة العراقية

تاريخ الإضافة الأحد 21 تموز 2013 - 3:55 ص    عدد الزيارات 1859    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

أحمد الجربا لـ «الشرق الأوسط»: أولويتي تأمين السلاح.. ويحلم من يعتقد أننا نقبل ببقاء الأسد... ورئيس الائتلاف السوري يصف الموقف السعودي بـ«الأميز دوليا»

جدة: أسماء الغابري .... كشف أحمد الجربا، رئيس الائتلاف لقوى الثورة والمعارضة السورية لـ«الشرق الأوسط» بوضوح تام أبرز ما تحمله أجندته بعد انتخابه رئيسا للائتلاف في 7 من يوليو (تموز) الجاري، وضمنها تزويد الجيش الحر بالأسلحة اللازمة لإكمال النضال، وتوفير المتطلبات الأساسية للشعب السوري من غذاء ودواء، واعتماد الشفافية والوضوح في كل شيء إلا ما يتعلق بالأسرار العسكرية التي تقتضي المصلحة الوطنية عدم إفشائها. وأكد الجربا، في حوار مع «الشرق الأوسط» بعد لقاء جمعه بالأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، مساء أول من أمس، أنه جاء إلى السعودية لوضع النقاط على حروف أجندته السياسية والعسكرية في مواجهة نظام بشار الأسد في دمشق.
ورغم أن الجربا لم يكفر باجتماع «جنيف2»، فإنه أعلن بصراحة تامة أنه لا يؤمن بأجندة هذا الاجتماع، ووصفها بأنها «ليست بكتاب منزل من السماء»، مبديا بوضوح أن فرصة التسوية السياسية انتهت بنهاية العام الأول من عمر الثورة.
ووصف الجربا نظام الأسد بأنه لا يفهم لغة غير لغة القوة، داعيا إلى عدم اللف والدوران «حول الموضوع الأساسي» مُعدا «القضية الأساسية العالقة هي تأمين متطلبات الصمود من سلاح وغذاء وماء ودواء، وأن كل المشاكل بين الائتلاف والداخل تتمحور حول هذه المعضلة».
ولوح بقدرته على امتلاك سلاح سيواجه به كل القوى المتقاعسة في دعم الثورة السورية، وهو سلاح الشفافية وكشف كل شيء أمام الشعب السوري، مشيرا في هذا الصدد إلى أن هناك «غزارة في الوعود الدولية يسمعها الثوار وشح في التنفيذ يلمسه الائتلاف.. والناس في الداخل تتعاطى مع الائتلاف انطلاقا من الوعود التي يسمعونها كأنها حقائق لا تقبل الجدل».
وأظهر الجربا حرصا شديدا على أهمية «وجود سلاح نوعي بأيدي الثوار»، وهو ما يمثل الأولوية المطلقة بالنسبة للمعارضة التي يترأس قيادتها، فضلا عن حرصه على العمل من داخل سوريا وليس من الخارج، وبالتأكيد على أهمية «الطلب من دول أصدقاء سوريا لإقامة منطقة آمنة لحماية المدنيين، وأن تدخل قيادة الائتلاف السياسية والعسكرية وتعمل انطلاقا من الداخل وأعتقد أن المنطقة الآمنة إن تحققت فسوف تكون بداية النهاية للنظام».
وعبر الجربا عن امتنانه الشديد للموقف السعودي الذي وصفه بأنه «من أميز المواقف التي دعمت وتدعم الثورة السورية منذ انطلاقاتها الأولى»، وقال: إن «هذا الموقف يستند إلى المبادئ وينحاز إلى القيم والأخلاق بامتياز تام».
* ما سبب زيارتكم للمملكة العربية السعودية؟ وما فحوى مباحثاتك مع الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي؟
- أقوم وزملائي في الائتلاف بجولة تشمل دولا عربية وغربية، وكانت البداية من المملكة لما لها من أهمية وثقل ودور محوري في دعم الثورة السورية، ولتميز العلاقات التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين، كما أننا نقوم بزيارة المملكة لشكرها على مواقفها تجاه القضية السورية ولشرح وجهة نظر الائتلاف للقيادة السعودية. تطرقنا خلال لقائنا بولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز لمدى المعاناة التي يعيشها شعبنا في الداخل وفي مخيمات اللجوء، وشرحنا له مدى تفاقم الوضع الإنساني الصعب، وتكلمنا عن مدى الهجمة الشرسة خاصة في الثلاثة أشهر الأخيرة التي يتعرض لها الشعب السوري الصامد على يد النظام المجرم وشبيحته، خاصة بعد دخول إيران وحزب الله على الخط في دعم النظام عسكريا وبشكل مباشر.
* الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، دعا في نهاية الشهر الماضي دول الاتحاد الأوروبي إلى تطبيق قرار رفع الحظر عن توريدات السلاح إلى المعارضة السورية الذي كان اتخذه الاتحاد نظرا للوضع الخطير في سوريا. كيف تقيمون ذلك؟
- لا شك في أن الموقف الرسمي السعودي هو من أميز المواقف التي دعمت وتدعم الثورة السورية منذ انطلاقاتها الأولى، وهو موقف يستند إلى المبادئ وينحاز إلى القيم والأخلاق بامتياز تام، وهذه المواقف غير مستغربة عن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والحكومة السعودية بشكل عام. وكان الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية من أول الداعين إلى تسليح المعارضة والجيش الحر وكان ذلك خلال مؤتمر أصدقاء سوريا الأول الذي انعقد في تونس قبل عام ونصف العام. ورفع الحظر الأوروبي هو خطوة في الاتجاه الصحيح لكن يجب على هذا القرار أن يفعل.
* كيف تقرأون مشهد اللحظة الراهنة في الأزمة السورية؟
- نعتقد أن دخول حزب الله على خط الصراع في سوريا، بالإضافة إلى الحرس الثوري الإيراني، وبعض المتطرفين العراقيين المحسوبين على إيران جعل قواعد اللعبة تتغير؛ فنرى أن إيران تدعم النظام بالمال وتقوي اقتصاده وتزويده بالمقاتلين وبالسلاح، وبالتالي علينا كقيادة للائتلاف والجيش الحر أن نغير الاستراتيجية التي كانت سائدة على مدى أكثر من عام.
نعتقد أن وجود سلاح نوعي بأيدي الثوار أصبح ضرورة لا يمكن الاستمرار من دونها، وكذلك الطلب من دول أصدقاء سوريا إقامة منطقة آمنة لحماية المدنيين، وأن تدخل قيادة الائتلاف السياسية والعسكرية وتعمل انطلاقا من الداخل وأعتقد أن المنطقة الآمنة إن تحققت سوف تكون بداية النهاية للنظام.
* ما الذي ينوي رئيس الائتلاف والائتلاف بشكل عام القيام به وسوريا على شفا هاوية؟
- بالنسبة لي الأولوية المطلقة الآن هي تأمين السلاح النوعي لمقاتلي الجيش الحر اليوم قبل الغد؛ نحن أمام عصابات تشن على الشعب السوري حرب إبادة، والسلاح هو الحل الوحيد لمواجهتها ووقف مجازرها، وأعتزم أيضا العمل على تأمين المواد الإغاثية والطبية لشعبنا الصامد.
من الممكن أن أحدثك عن برنامجي لإصلاح الائتلاف، وتعزيز شفافية العمل، وتوحيد الصف وكلها ضمن جدول أعمالي، ولكن الكلام فيها الآن سيكون من باب الترف السياسي ما دمنا لم نؤمن ما نذود به عن دمائنا وحرماتنا، وما يؤمن خبز شعبنا اليومي وتضميد جراحه، وأنا لا أرغب الدخول في معترك الترف السياسي وشلالات الدم السوري تسيل تحت أنظارنا حتى لا نغدو في الائتلاف كفلاسفة الرومان الذين كانوا يتناقشون في معنى الكون بينما كانت أسوار روما تدك وتسقط.
* في الداخل السوري هناك أزمة اقتصادية، هل الحصول على السلاح هو الحل للأزمة؟
- يجب ألا «نلف وندور» حول جوهر الموضوع. القضية الأساس العالقة هي تأمين متطلبات الصمود من سلاح وغذاء وماء ودواء، كل المشاكل بين الائتلاف والداخل تتمحور حول هذه المعضلة فهناك غزارة في الوعود الدولية يسمعها الثوار وشح في التنفيذ يلمسه الائتلاف والناس في الداخل تتعاطى مع الائتلاف انطلاقا من الوعود التي يسمعونا كأنها حقائق لا تقبل الجدل.
اليوم وبكل صراحة سأسعى لحل هذه المعضلة انطلاقا من استراتيجية مزدوجة الشق الأول منها يقوم على متابعة مصادر الدعم لحظة بلحظة وتأمين كل الشروط والظروف المطلوبة من قبل الجهات الداعمة في ظل احترام الثوابت الثورية والسيادة الوطنية. وقد بدأت من اليوم الأول لانتخابي بسلسلة اتصالات وزيارات لهذا الغرض، ولن أختمها إلا وقد حصلت على ما يرضي ضميري وشريحة كبيرة من الداخل والخارج، والشق الثاني وهو الشفافية التي سأعتمدها في كل المفاصل داخل الائتلاف ومن خلال التعاطي مع الخارج وعليه فإنني سأصارح شعبنا العزيز والجريح بكل شاردة وواردة، فالدول التي تدعم وتفي بالوعود سأذكر دعمها واشرح وانشر سبل توصيله وتوزيعه ما عدا الأمور العسكرية فهي أمانة الأركان ومناط عملها، أما الدول والجهات التي تعد وتماطل وتسوف أو تضع أجندات خارج ثوابتنا سأضع أعمالها بين يدي شعبنا ليحكم ويعرف من هو الشقيق والصديق ومن يستعرض على حساب دمائنا ولا مجال للمجاملة هنا فالموت والخراب يتربص بنا.
* هل أنتم على استعداد للدخول في تسوية سياسية خلال اجتماع «جنيف2»؟
- أولا أقول إن «جنيف2» ليست كتابا منزلا لا يمكن تجاوزه أو تغيير كلامه نحن ننظر إلى جنيف من عيون الثوار وتضحياتهم ومن هنا ننطلق في مقاربة جنيف وغيرها من الأمور المطروحة على الطاولة السياسية. ولكن أقول بصراحة لو كان هذا النظام يملك ذرة من المسؤولية الوطنية لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه، ففي بدايات الثورة وخلال أول عام لها كان هناك فرصة وأمل في حل سياسي يؤدي لتحقيق مطالب الثورة والشعب، لكن نظام القمع وعبر إجرامه المستمر أجهض المبادرات السياسية الواحدة تلو الأخرى، بدءا من مبادرة الجامعة العربية إلى مبادرة كوفي أنان إلى جهود الأخضر الإبراهيمي التي باتت قيد النسيان. إن هذا النظام لا يفهم إلا مبدأ القوة ولن يلزمه أحد بأي حل سياسي إلا الواقع على الأرض مع الكثير من الضغوط السياسية من قبل حليفيه الرئيس فلاديمير بوتين والنظام الإيراني.
إن بقاء بشار الأسد وأركان نظامه ورموز تسلطه في الحكم هو مرفوض رفضا قطعيا وهو حلم لمن يعتقد أننا، كشعب وثوار ومعارضين سياسيين، قد نقبل به. إن ثورتنا لها أهداف واضحة لن ننحاز عنها أو نفاوض عليها وهي أهداف مشروعة ومحقة دفع شعبنا من أجلها دماء عشرات الآلاف من شهدائه. كما أننا مع أي حل سياسي يؤدي لتحقيق أهداف الثورة كاملة دون نقصان ولكنه ينظم انتقال السلطة سلميا ويختزل من تضحيات شعبنا السوري كله ومن الزمن اللازم لتحقيق النصر له، كل الشعب بكل أطيافه وفئاته مواطنون متساوون بالحقوق والواجبات في دولة حرة وديمقراطية.
* هل يمتلك الائتلاف إمكانية الاستمرار خصوصا بعد سحب الثقة الداخلية منه في جمعة (ثورة متقدة ومعارضة مقعدة)؟
- سوف نحاول أن نضع الائتلاف على الطريق الصحيح ونحتاج إلى بعض الوقت، ونعتقد أننا سوف ننجح في كسب ثقة الشعب والمجتمع الدولي بنا، ولكن يجب أن نعترف دائما أن المطلوب هو معالجة إحدى أكبر الكوارث الإنسانية في التاريخ باستخدام موارد غاية في المحدودية وهذا أمر مستحيل، وبالتالي سوف نفعل ما هو مطلوب منا من مأسسة وتنظيم للعمل، وننتظر من الجهات المانحة أن تفي بوعودها.
 
أوروبا تبحث ملف تسليح المعارضة السورية غدا.. الجربا إلى فرنسا.. وإدريس إلى الولايات المتحدة

جريدة الشرق الاوسط.... باريس: ميشال أبو نجم بروكسل: عبد الله مصطفى ... يعقد الاتحاد الأوروبي غدا اجتماعا على مستوى وزراء خارجية دول التكتل الأوروبي في بروكسل لمناقشة تطورات الأوضاع في منطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط، ومنها الملف السوري وتداعياته على دول الجوار. ويأتي هذا الاجتماع وسط تراجع في المعسكر الداعي لتسليح المعارضة السورية الساعية لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، خصوصا فرنسا وبريطانيا التي قالت أول من أمس إنها تتوقع بقاء الأسد في منصبه لسنوات كثيرة.
وتزامنا مع ذلك، يحل أحمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة ضيفا على باريس، محطته الأولى في جولة ستقوده لاحقا إلى بريطانيا وألمانيا ثم إلى الولايات المتحدة الأميركية التي سيزورها أيضا اللواء سليم إدريس رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر.
ومن المنتظر أن تعرض منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون على وزراء خارجية الدول الـ28 المكونة للاتحاد تقريرا عن الأزمة السورية وأثرها على دول الجوار، ومنها لبنان.
وفي هذا الصدد، شددت مصادر أوروبية على أن قرار إدراج اسم الجناح العسكري لحزب الله اللبناني على القائمة الأوروبية للمنظمات الإرهابية، فيما لو اتخذ، يستند فقط إلى تورط الحزب في «أنشطة إرهابية» استهدفت أوروبا ولا علاقة له بتورطه في الصراع السوري، «على الرغم من أن الكثير من دول التكتل الموحد انتقدت تدخل حزب الله في سوريا، ولكن ما نحن بصدده حاليا لا علاقة له بالشأن السوري، فهذا يستوجب الشروع بنقاش مختلف»، حسب قول المصادر.
ويأتي هذا الاجتماع غداة تصريحات من مسؤولين بريطانيين وفرنسيين تؤكد أن البلدين لا ينويان تسليح المعارضة السورية، وهو أمر كانا من أشد المدافعين عنه في السابق. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية أول من أمس عن مصادر بريطانية لم تسمها، في واحد من أكثر التقييمات تشاؤما للصراع حتى الآن، أن لندن تخلت عن خطط لتسليح المعارضة السورية، وتعتقد أن الأسد قد يبقى في منصبه لسنوات، كما قامت الحكومة البريطانية الأسبوع الماضي بإعطاء مجلس العموم (البرلمان) البريطاني الحق في نقد (عرقلة) أي قرار بتسليح الجيش السوري الحر. وحذت باريس حذو لندن، إذ أعلن وزير الخارجية لوران فابيوس أمس أن فرنسا «لم تغير موقفها» بشأن رفض تسليم مسلحي المعارضة السورية أسلحة فتاكة. وقال فابيوس في ختام لقاء مخصص للقضايا الدولية مع السياسي الفرنسي فرنسوا بايرو إنه «في الوقت الراهن لم تعدل فرنسا موقفها. لم نسلم أسلحة فتاكة، هذا هو موقفنا».
وتحت ضغط لندن وباريس، قرر الأوروبيون في نهاية مايو (أيار) الماضي رفع الحظر المفروض على شحنات الأسلحة إلى المعارضة السورية. إلا أنهم التزموا (من دون أن يكون ذلك قرارا إلزاميا) بعدم تسليم أسلحة قبل أغسطس (آب) وتوافقوا على إعادة النظر بموقفهم من الآن وحتى ذلك التاريخ. والاجتماع الشهري لوزراء الخارجية الأوروبيين الاثنين في بروكسل هو الأخير قبل هذا الموعد.
حينئذ قال وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ، إن بريطانيا غير ملزمة بأي موعد زمني في قرارها لتسليح المعارضة السورية أو عدم تسليحها، في إشارة إلى أن لندن قد تسلح المعارضة، وهو ما لم يحدث. ويطالب الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة وهيئة أركان الجيش السوري الحر بتسلم معدات مضادة للدبابات ومضادات للطيران، لكن الغربيين يخشون أن تقع أسلحة متطورة جدا بأيدي المجموعات الإسلامية المتطرفة التي تقاتل في سوريا. وحتى الآن، اكتفت الدول الغربية رسميا بتسليم تجهيزات عسكرية غير قتالية وتقديم «مساعدة تقنية» تتعلق بتقديم المشورة والتدريب لمقاتلي المعارضة السورية.
ويعتبر التراجع الفرنسي - البريطاني حيال ملف التسليح انتصارا للفريق المعارض للتسليح داخل الاتحاد الذي تقوده دول مثل بلجيكا والنمسا، التي هددت في وقت سابق بسحب قوتها العاملة في قوة فض الاشتباك في الجولان المحتل إن تم تمرير قرار تسليح المعارضة قبل شهرين. وبالإضافة إلى هذين الفريقين هناك معسكر «المتوجسين» وتقودهم ألمانيا، ويطالبون بمزيد من الضمانات حول الأيادي التي ستستخدم الأسلحة، كي لا تعود بالضرر في نهاية المطاف على الأوروبيين.
وتعتبر باريس أن انتخاب جربا وقبله توسيع الائتلاف بضم أعضاء جدد إليه سيساعد في «تنشيط» المعارضة السورية من غير أن يؤدي ذلك إلى رفع التحفظات الغربية عن مدها بالسلاح. وترى فرنسا التي يتابع سفيرها السابق في دمشق أريك شوفاليه ملف المعارضة عن قرب، أن مهمة رئيس الائتلاف الأولى يجب أن تكون العمل على إعادة اللحمة إلى صفوفه وحمل كافة مكوناته على العمل معا عبر تخطي عملية انتخاب الرئيس الجديد في 6 يوليو (تموز) الجاري.
وتراهن فرنسا على الجربا لتوثيق العلاقات بين جناحي المعارضة السياسي والعسكري.
وفي هذا السياق، قالت المصادر الفرنسية إن الجربا «يرتبط بعلاقات جيدة» مع اللواء إدريس الذي يريده الغربيون محاورهم العسكري الأول والجهة التي تمر عبرها المساعدات العسكرية «من غير السلاح» الموجهة إلى المعارضة بهدف «تقوية الجناح المعتدل» بوجه المنظمات الإسلامية المتطرفة كـ«جبهة النصرة» وأخواتها.
وترى فرنسا في الجربا صورة المعارض التي «يمكن تسويقها» والتي «يطمئن» إليها الرأي العالم الغربي الخائف من الكتائب الإسلامية التي ردع صعودها الميداني العواصم الأوروبية عن الاستمرار في مساعي التسليح. بيد أن باريس لا ترى أن امتناعها عن تقديم الأسلحة سيكون بمثابة «مشكلة كبيرة» للمعارضة السورية باعتبار أن السلاح «يصل إليها من مصادر أخرى» وأن بوسعها المساعدة عبر التأهيل والتدريب العسكريين، فضلا عن تقديم المساعدات والعتاد «ومن ضمنها المعدات العسكرية غير القاتلة».
ورغم أن باريس تشير في كل بياناتها إلى ضرورة «الحل السياسي» في سوريا عبر «جنيف 2»، فإن مصادرها تعتقد أنه أصبح «بعيد المنال» ما دام النظام السوري ومن يدعمه «لم يصلوا إلى قناعة حقيقية بالحاجة إلى الحل السياسي» باعتبار أن الحل العسكري «بعيد المنال».
 
مقتل قائد العمليات في القابون.. وقوات الأمن تعتقل «زعيم الشبيحة» بجرمانا... مقتل 12 مسلحا من اللجان الشعبية الموالية بحمص

بيروت: «الشرق الأوسط» ... أعلن ناشطون، أمس، أن الجيش السوري الحر استهدف مطار دمشق الدولي بصواريخ «غراد»، مما أدى إلى مقتل نحو 20 شخصا، وتدمير عدد من الأبنية، بينما سقط 12 مسلحا من اللجان الشعبية الموالية في اشتباكات مع معارضين للنظام في حمص.
وشهدت العاصمة السورية، أمس، اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي في جمعة أطلق عليها الناشطون تسمية «رمضان شهر النصر والفتوحات»، بالتزامن مع استهدف الجيش الحر مركز البحوث العلمية لخاضع للجيش النظامي.
ومع استمرار انقطاع التيار الكهربائي لليوم الثاني على التوالي، أمس، عن أغلب الريف الدمشقي والمناطق الجنوبية من سوريا، تناقلت صفحات ومواقع المعارضة على شبكة الإنترنت أنباء نقلا عن ناشطين، أفادت بفك وحدات من «الجيش الحر» الحصار عن مناطق عدة في القابون، تخضع لحصار خانق منذ شهر تقريبا. وأدت الاشتباكات، وفق المعارضة، إلى مقتل 20 جنديا نظاميا والعميد حيدر محمد محمد قائد العمليات العسكرية في هناك.
وكثف الجيش النظامي، إثر مقتل العميد محمد، من قصفه للقابون براجمات الصواريخ وقذائف الهاون ومضادات الـ57. وأظهرت صور بثها ناشطون تفجير «الحر» بناء تسلل إليه عناصر من القوات النظامية، وذكر المرصد السوري أن عددا من جنود النظام سقطوا بين قتيل وجريح إثر اقتحامهم منزلا مفخخا في حي القابون الذي يشهد اشتباكات متواصلة منذ نحو أسبوع.
في موازاة ذلك، عاشت مدينة جرمانا، في ريف دمشق، حالة من التوتر، إثر اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية من جهة واللجان الشعبية من جهة ثانية، بعد اعتقال قوات الأمن السورية قائد اللجان الشعبية المدعو حسين شعيب، الذي يعد زعيم الشبيحة في منطقة الغوطة الشرقية.
وفي السيدة زينب، أورد المرصد السوري أنباء عن مقتل المدير الإداري لمقام السيدة زينب إثر سقوط قذائف على حرم المقام، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والجيش الحر. وواصلت القوات النظامية، أمس، قصفها على أنحاء عدة في مدينة دوما، في حين تعرضت مدينة مسرابا وأحياء في بلدة بيت جن لقصف بقذائف الهاون والمدفعية. واستهدفت كتائب الجيش الحر فجر أمس، وفق المرصد، مبنيي المخابرات الجوية وإدارة المركبات في مدينة حرستا، بعدد من الصواريخ المحلية الصنع.
وفي مدينة حلب، تعرض حي الراشدين لقصف نظامي مركّز، أمس، على وقع اشتباكات عنيفة في أحياء عدة. وبينما أفاد ناشطون معارضون باعتقال القوات النظامية عددا من طلاب جامعة حلب من داخل قاعات الامتحان، خيمت أجواء توتر بين لواء التوحيد وتنظيم «الدولة الإسلامية» في ريف حلب، بسبب خلاف حول السيطرة على مناطق عدة.
وفي حمص، أكدت المعارضة الأنباء عن مقتل 12 مسلحا من اللجان الشعبية الموالية للنظام السوري خلال الاشتباكات المتواصلة مع «الجيش الحر» في المدينة، مع مواصلة القوات النظامية حملتها للسيطرة على الأحياء التي يسيطر عليها مقاتلو الجيش الحر. وأشار المرصد السوري إلى اشتباكات في حي الخالدية بين مقاتلين من الجيش الحر من جهة والقوات النظامية وعناصر من الدفاع الوطني الموالية لها، التي تكبدت خسائر فادحة خلال اشتباكات أول من أمس، من جهة أخرى.
وكان المرصد السوري قد أفاد، في وقت متأخر أول من أمس، عن مقتل «12 عنصرا في صفوف اللجان الشعبية الموالية للقوات النظامية اليوم خلال اشتباكات عند أطراف حي الخالدية». وتشن القوات النظامية منذ نهاية شهر يونيو (حزيران)، حملة على عدد من الأحياء التي يسيطر عليها مقاتلو الجيش الحر وسط مدينة حمص، التي تحاصرها القوات النظامية منذ أكثر من عام. أما في درعا، فقد دارت اشتباكات عنيفة في محيط المشفى الوطني، بينما شنت طائرات «ميغ» التابعة للقوات النظامية غارات على مدينة اللجا.
 
«الكيان الكردي» المتوقع في شمال سوريا يثير مخاوف الصدام الداخلي... مقاتلو «بي واي دي» يسعون إلى السيطرة على منافذ حدودية مع العراق وتركيا

بيروت: «الشرق الأوسط» ... استأثر الوضع في المناطق الكردية في شمال سوريا باهتمام محلي وإقليمي واسع، في ظل تردي الوضع الأمني في المنطقة نتيجة الهجوم الذي يشنه المقاتلون الأكراد على المقاتلين الإسلاميين لطردهم من عدد من المناطق، وتحديدا في منطقة رأس العين الحدودية ومعبرها، بالتزامن عن معلومات يتم بثها بشكل متصاعد عن نية الأكراد إعلان «كيان ما» وصل إلى حد توقع إعلان دولة، أو إعلان «حكومة غرب كردستان».
وبينما قالت مصادر إعلامية وعسكرية واسعة الاطلاع لـ«الشرق الأوسط» إن أكراد سوريا ممثلين بحزبي «بي واي دي» و«يكيتي» بالإضافة إلى المجلس الوطني الكردي يتجهون إلى إعلان حكومة خاصة بهم بمشاركة شيخ عشيرة آل طي العربية، مرجحة أن يتم إعلان حكومة دولة «إقليم غربي كردستان» التي ستمتد بمحاذاة الشريط الحدودي الشمالي والشرقي لسوريا وتحديدا إقليم كردستان العراق قريبا جدا، أكدت هيئة التنسيق التي ينتمي إليها الحزب الكردي الرئيس «بي واي دي» أن أمين عام الحزب صالح المسلم نفى هذه المعلومات، في حين يلفت باحثون أكراد إلى أن المشروع «غير ممكن على الأرض»، معتبرين أنه «لا يعدو كونه مغامرة بالأكراد تفيد النظام وبتحريض منه ربما».
ولفت الناشط الإعلامي أمير الحسكاوي في اتصال مع «الشرق الأوسط» إلى أن «حكومة غربي كردستان ستضم 9 وزراء بينهم رئيسها المهندس صالح محمد مسلم»، بالإضافة إلى كل من «سينم محمد نائبا لرئيس الحكومة، عبد الحميد حاج درويش وزيرا للخارجية ونائبا لرئيس الحكومة، محمد موسى وزيرا للطاقة والثروة البترولية (عن حزب اليسار الكردي)، محمد الفارس وزيرا للمالية والاستثمار (شيخ عشيرة طي)، فؤاد عليكو وزيرا للعدل والشؤون الانتقالية (حزب يكيتي الكردي)، شيرازاد عادل يزيدي وزيرا للإعلام، العقيد آلدار خليل وزيرا للداخلية وقائد القوات المسلحة، وصالح كدو وزيرا للتضامن الاجتماعي».
وأضاف أن «المعلومات تشير إلى احتمال الإعلان عن الدولة قريبا جدا»، لافتا إلى أن الحكومة ستضم «حزب الاتحاد الديمقراطي (بي واي دي) ، وحزب يكيتي على الرغم من جناح معارض في يكيتي لهذا التوجه، وكذلك شيخ عشيرة عربي هو محمد الفارس الموالي لنظام الأسد والمسؤول الأول عن ما يسمى جيش الدفاع الوطني وهو عبارة عن ميليشيات عربية سنية».
وشرح الحسكاوي إلى أن سيطرة الحكومة المزمع إعلانها «ستمتد من المالكية شرقا إلى أجزاء من حلب غربا وتشمل القامشلي وريفها وصولا إلى الحسكة المدينة مع ترجيح أن تكون القامشلي هي المدينة العاصمة». وأوضح أنه نتيجة ذلك فإن المنافذ الحدودية التي ستسعى وحدات حماية الشعب الكردي للسيطرة عليها «ستكون بالدرجة الأولي رأس العين»، بالإضافة إلى «منفذ سيملكا مع العراق وهو منفذ مائي فوق نهر دجلة غير رسمي وهو الوحيد مع العراق من جهة الحسكة، وكذلك منفذ نصيب مع تركيا في القامشلي، ويوجد منفذ غير رسمي في رأس العين وهو مغلق منذ أكثر من شهرين بسبب المعارك، وكذلك منفذ تل أبيض».
ولفت الحسكاوي إلى أن الجناح العسكري لهذه الحكومة سيعتمد على كل من «جيش الدفاع الوطني والمتعارف عليه باسم (المقنعون) برئاسة محمد الفارس هو شيخ عشيره طي، الذي أنشأ مجموعتين في الحسكة والقامشلي على غرار تلك التي أنشأها النظام في حمص من العلويين». وأضاف أنه «سيتشكل جيش هذه الدولة من شبيحة عرب هم المقنعون وشبيحة أكراد هم عناصر وحدات الحماية كنوع من التوازن»، موضحا أن هذا سيكون «من خارج كل تشكيلات الجيش الحر والثورة». وأوضح أن «الجناح الكردي سيكون مؤلفا من وحدات الحماية بالإضافة إلى مقاتلين أكراد قدموا من قنديل في تركيا بعد إعلان أوجلان وقف الحرب مع الحكومة التركية».
من جهته، أوضح مصدر عسكري واسع الاطلاع في الجبهة الشرقية التابع لهيئة أركان الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» أن «الدولة المفترضة ستمتد على طول الشريط الحدودي الشمالي لسوريا وبالأخص ذلك الملاصق لكردستان العراق وصولا إلى حلب»، مشيرا إلى أن رئيس إقليم كردستان العراق «مسعود البارزاني يدعم قيام هذا الإقليم بشكل مطلق». لكن هذا المصدر العسكري أكد أن «هذه الدولة المفترضة غير ممكنة التحقق ولن يتعدى الأمر إذا حصل حد إعلان حكومة». وأشار إلى أن هذا الإعلان سيفيد النظام «لكن لن يتم السماح بتحويله واقعا على الأرض».
في هذا السياق، اتفق الكاتب والباحث الكردي السوري بدرخان علي في حديث لـ«الشرق الأوسط» مع ما ذهب إليه المصدر العسكري، مشددا على أنه «لا يرى إمكانية لتطبيق هذا المشروع على الأرض»، واصفا الكلام عن تشكيلة حكومية جاهزة بأنه «مجرد شائعات». وقال: «الأسماء حتى الآن غير مطروحة. الخطوة مريبة وليست مطمئنة قط. وأراها مغامرة بالأكراد إلى حد كبير».
وفي حين يقر علي بأن «موضوع تشكيل حكومة كردية من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي، بمسمياته المختلفة، ليس مجرد فرقعة إعلامية»، لكنه يشدد على أنه «مشروع أحادي من طرف (ب ي د) وتحديدا جماعة صالح مسلم لم يستشر فيه أحدا أو يناقشه مع أي هيئة كردية بل الجميع عرف به من الإعلام وهناك اعتراض واسع على المشروع كرديا على الأقل وهو مرفوض سوريا ودوليا»، ونفى علي أن تكون «أي جهات دولية أو إقليمية أبلغت الجهات الكردية رسميا بموقفها الرافض لإقامة هذه الدولة»، لكنه أعرب عن اعتقاده أن هذا المشروع «يخدم مصلحة النظام السوري كما أنه يضع الأكراد في مواجهة مع بعضهم البعض كما مع عرب المنطقة وكذلك تركيا وغيرها».
ورأى أنه إذا كان الائتلاف الوطني المعارض مع كل الاعتراف الذي يحظى به من قبل دول غربية كثيرة ودول إقليمية «لم يستطع إلى الآن تشكيل حكومة مؤقتة لأسباب كثيرة منها بالتأكيد المخاطر المترتبة على وجود حكومتين في نفس البلد، فعلى ماذا يعتمد الاتحاد الديمقراطي في خطوته هذه؟ وعلى ماذا يراهن؟». ورجح علي أن يكون ما يحصل «سياسة فرض الأمر الواقع»، مردفا «لكن ليس كل شيء يفرض بالقوة»، وشددا على أن «تشكيل حكومة كردية أمر لا يعني الأكراد وحدهم».
ولفت إلى أن زعيم عشيرة طي «محمد الفارس هو رجل النظام وله ميليشيا في القامشلي هي عبارة عن جيش الدفاع وطني»، معتبرا أن اشتراك الفارس بالمشروع إذا حصل «يؤكد الاعتقاد السائد بأن هناك تحريضا من قبل النظام على المضي قدما في إعلان الدولة الكردية وهو أمر لا أستبعده».
إلى ذلك، تطرق على إلى الواقع على الأرض، وأوضح أن «النظام موجود في القامشلي ويدفع رواتب للناس ويتسلم محاصيل الزراعة كما أن هناك بعض الفروع الأمنية»، لينتهي إلى تساؤل: «هل ستكون الحكومة المفترضة حكومة ضمن حكومة (سورية تابعة للنظام)؟ لن ينجح الأمر».
وكانت توقعات قد راجت بشأن إعلان «الدولة» يوم أمس في الذكرى ضمن إطار التحضيرات لتشكيل إدارة مشتركة في غرب كردستان الذي طرحه حزب الاتحاد الديمقراطي بمناسبة حلول الذكرى الأول لبدء التحرك الكردي ضد النظام في 19 يوليو (تموز) 2012. وقد عقد حزب الاتحاد الديمقراطي اجتماعا لمناقشة «مشروع الإدارة المشتركة التي سيشارك فيها جميع مكونات المنطقة من عرب وكرد وسريان وآشور. والتي ستكون وظيفتها إدارة المنطقة من جميع النواحي السياسية، الدبلوماسية، الخدمية، الأمنية والاقتصادية»، بالإضافة إلى كتابة دستور للمنطقة، كما أفاد بيان عن الاتحاد أمس. وأوضحت معلومات رسمية كردية أنه من المقرر أن يحصل كل حزب سياسي أو مؤسسة أو منظمة أو حركة موجودة في غرب كردستان توافق على المشروع على خمسة مقاعد في الإدارة المشتركة والتي ستنتخب لجنة تنفيذية من أعضاء الإدارة ستعمل خلال ستة أشهر لتنظيم إجراء انتخابات من أجل وضع حكومة مؤقتة للمنطقة. وقال البيان إن جميع اللقاءات أكدت أن المشروع لا يهدف إلى إقامة حكومة مركزية أو أي محاولة انفصال عن سوريا.
 
المعارضون يقايضون وقف «تجويع حلب» بفك «حصار حمص»..تهريب المواد الغذائية داخل «جهاز تلفزيون» إلى مناطق سيطرة النظام

جريدة الشرق الاوسط... حلب: وائل عصام ... لا تخفي أم باسل غضبها من مقاتلي «الجيش الحر» الذين فرضوا حصارا قاسيا على سكان المناطق الخاضعة للنظام طوال الأيام الماضية. تقول: «لقد حاصرونا وكأننا عملاء للنظام.. نعم إنهم ينظرون لكل من يسكن مناطق النظام بأنهم عملاء..هل تصدق هذا؟». ونجح النظام السوري في اليومين الأخيرين في كسر هذا الحصار بإدخاله قافلة من الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية وتوزيعها بأسعار رمزية للسكان في تحد لسياسة الحصار المفروض من المعارضين مما جعل الكثير من السكان يعتبرون أن سياسة الحصار التي فرضها هؤلاء على سكان المناطق «المحتلة» جاءت بنتائج عكسية.. وأحدثت شرخا كبيرا بين سكان تلك المناطق و«الجيش الحر» كما تقول أم باسل التي جاءت من حي الحمدانية الواقع تحت سيطرة النظام لحي الشعار الذي تسيطر عليه المعارضة لتزور أقرباءها: «لم نعد نثق بهم، أصبحنا نخاف من دخول المتشددين لمناطقنا بعد أن اضطهدونا على معبر بستان القصر. يقولون لنا لا تأتوا إلى المناطق المحررة اطلبوا من (الرئيس السوري) بشار الأسد أن يوفر لكم الطعام». لم تعد أم باسل وغيرها من سكان المناطق «المحتلة» مضطرة للقدوم لمناطق المعارضة للتبضع وشراء المواد الغذائية فقد توفرت هذه المواد، بل أصبحت أسعارها فجأة أرخص من مناطق المعارضة، فمثلا تباع ربطة الخبز بـ15 ليرة (أقل من 10 سنتات)، بينما تباع بـ300 في مناطق المعارضة بعدما تمكن النظام من إدخال قافلة الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية.
وكانت انتقادات واسعة قد صدرت بعد قيام مجموعات من الجيش الحر بمنع أهالي تلك الأحياء من شراء أي مواد غذائية من المناطق المحررة في حلب ونقلها لمناطقهم على مدى الأسابيع الماضية ما أدى إلى تخفيف هذا الحصار لاحقا. ولعل المشهد الذي يتداوله ناشطون على موقع «يوتيوب» عن محاولة أحد الأشخاص تهريب بضعة كيلوغرامات من الطماطم والبطاطا داخل تلفزيون يؤشر إلى حدة الأزمة التي يعيشها السكان المدنيون في مناطق النظام الذين تظاهروا في بستان القصر الذي يعتبر أحد المعابر الفاصلة بين مناطق النظام والمعارضة ضد الجيش الحر مطالبين بكسر الحصار عنهم، مما أدى إلى مواجهات بينهم وبين عناصر «الحر» انتهى إلى إطلاق النار لتفريقهم.
يقول مقاتل من إحدى الكتائب المرابطة عند الحاجز إنهم يفرضون حصارا على «حلب المحتلة» كما يسميها ردا على حصار حمص، مضيفا: «كما يحاصرون أهلنا في حمص ويقطعون عنهم الطعام والشراب، سنحاصر مناطق النظام لنضغط عليه»، لكن هذا الكلام يثير غضبا لدى قطاعات واسعة من المعارضين والناشطين. وكتب الناشط الإعلامي أحمد كنجو على صفحته مقاله بعنوان «أليس فيكم رجل رشيد؟»، واصفا ممارسات المقاتلين علـى المعبر بأنها أقرب إلى الشبيحة. ويضيف: «ثلة من المسلحين الشبيحة على أحد الحواجز استطاعت خلال أسبوع واحد تشويه صورة ثورة عمرها أكثر من سنتين».
أما من تجرأ أكثر على الذهاب للحاجز ومطالبة المقاتلين بتخفيف الحصار فقد تعرض في كثير من الأحيان للضرب كما حصل مع الناشط لؤي أبو الجود الذي تعرض للقذف بحبتي طماطم على وجهه، وفي المرة الثانية تعرض للصفع. لكن الناشط المشاغب الذي يطلق على صفحته على موقع «فيس بوك» اسم «الإعلامي الفاشل» لم يستسلم. ويقول: «ذهبنا للتكلم مع الأمير أكلنا قتله (تعرضنا للضرب) والناس بقيت في الشارع، وفي اليوم الثاني فتحوا المعبر وسمحوا بكيلو واحد أو اثنين».
حالة الغليان هذه دفعت بمجموعة من الفصائل لعقد اجتماع لإصدار قرار بإسناد مهمة الإشراف على المعبر للهيئة الشرعية التي تضم ممثلين عن كبرى الفصائل مثل لواء التوحيد وأحرار الشام. وقال المجتمعون إنهم ينوون تشكيل لجنة للتحقيق بممارسات الكتيبة المسؤولة عن المعبر ومن ضمنها تهجم بعض أفرادها على فتاة كانت ضمن مجموعة من المتظاهرين المطالبين برفع الحصار عن الأحياء الغربية في حلب.
وكانت المجموعة التي تسيطر على المعبر وافقت على رفع الحصار جزئيا وبشروط محددة (ألا تزيد الحمولة الغذائية على بضعة كيلوغرامات) ليتوافد آلاف السكان يوميا على معبر بستان القصر لشراء المواد الغذائية، وهو معبر مرصود من قبل قناصة النظام الذين لا يتركون يوما يمر من دون تذكير المارة برصاصاتهم.
أصبح المشهد عند كل مساء صادما. آلاف النساء والرجال يحملون أكياس المواد الغذائية ويهرولون مسرعين لقطع منطقة المعبر خوفا من رصاص القناصين. إن هم تجاوزوا حاجز المعارضين وسمح لهم بإخراج أكياس الطعام، قد يطلق عليهم حاجز النظام النار «إنه معبر الموت فعلا»، كما يقول أحد الناشطين.
وكانت القصة بدأت عندما أحكم المعارضون حصارهم على مناطق في المدخل الغربي لحلب خصوصا حي الراشدين، حيث قطعت كل طرق الإمداد التي تربط النظام بدمشق واللاذقية غرب حلب وجنوبها لتنقطع المواد الغذائية عن سكان تلك المناطق في حلب الغربية والذين يقدر عددهم بمليوني إنسان.
 
اشتباكات بين «النصرة» والأكراد.. وعمليات خطف متبادلة

بيروت: «الشرق الأوسط» ... تتواصل الاشتباكات في منطقة رأس العين بين مقاتلين إسلاميين وآخرين يتبعون لوحدات «حماية الشعب الكردي» في ظل إعلان اللجان الشعبية الكردية أسر 16 مقاتلا إسلاميا تزامنا مع احتجاز جبهة النصرة 16 طالبا كرديا في مدينة الحسكة.
وأشار الناشط الكردي ميرال مرادو لـ«الشرق الأوسط» إلى أن حادثة احتجاز الطلاب الكرد حصلت في قرية الخريطة قرب منطقة تل رمان أثناء عودتهم من حمص حيث كانوا يتقدمون للامتحانات في جامعتها، مؤكدا أن هؤلاء لا ينتمون إلى أي حزب سياسي هم مجرد طلاب مسالمين. ولفت إلى أن «العملية جاءت على خلفية الاحتقان بسبب الأحداث الجارية في رأس العين».
في المقابل، أعلن الناطق الرسمي باسم اللجان الشعبية الكردية علي بشار أومري أن مقاتلي اللجان الشعبية تمكنوا من أسر 13 مسلحا في مدينة رأس العين شمال شرقي سوريا. ولفت أومري إلى أن «من بين المسلحين الأسرى 6 خبراء أتراك ومقاتلا شيشانيا تم التأكد من هويتهم عن طريق البطاقات الشخصية التي كانت بحوزتهم». وأكد أومري أن «وحدات حماية الشعب الكردي ضبطت مع الأتراك أدوية كانت بحوزتهم إضافة إلى أسلحة فردية»، لافتا إلى أن «مهمة الأتراك كانت تقديم الدعم اللوجيستي والعملياتي للمجموعات المسلحة التي شنت الهجوم على منطقة رأس العين».
وجاءت تصريحات أومري بعد إعلان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، أن «مقاتلا من جبهة النصرة فجر نفسه بالقرب من أحد مقرات وحدات حماية الشعب الكردي في ناحية الجوادية فيما سيطرت وحدات حماية الشعب على قرية تل علو التابعة لناحية جل آغا عقب اشتباكات عنيفة مع مقاتلين من جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام وبعض الكتائب المقاتلة وبعض المقاتلين من الأحزاب الكردية».
ويشير الناشط سالارا الكردي لـ«الشرق الأوسط» إلى أن كتائب «الجيش الحر» لا يمكن أن تقف على الحياد في هذه المعركة، لا سيما أن الإسلاميين يساعدونه في معركته ضد نظام الرئيس بشار الأسد، فيما مقاتلو الاتحاد الديمقراطي الكردي يهاجمون مواقعه. لافتا إلى «وقوع أسرى بين الطرفين خلال معارك الأيام الماضية»، ورفض سالارا اعتبار مدينة رأس العين الحدودية تحت سيطرة المقاتلين الأكراد، مؤكدا أن حواجز «الجيش الحر» ما زالت في وسط المدينة وعلى أطرافها في حين تقتصر سيطرة وحدات «الحماية الكردية» على منطقة الصناعة. ويوضح الناشط الكردي الذي يقيم في إحدى قرى رأس العين أن «المعركة بين المقاتلين الكرد والكتائب الإسلامية عطلت تقدم الجيش الحر وشغلته عن معركة تحرير فوج المدفعية 121 في جبل كوكبة».
 
حشود عسكرية تركية عند الحدود السورية وأوغلو ينبه من «الاتجاهات الانفصالية» لدى الأكراد.... مسؤول تركي: لدى الجيش تفويض برلماني للتدخل

جريدة الشرق الاوسط.... لندن: ثائر عباس... تعيش تركيا الرسمية والشعبية حالة من «التأهب» مع تواتر المعلومات عن احتمال إعلان دولة كردية، أو حكومة لأكراد الشمال السوري تكون مدخلا إلى كيان مستقل مشابه لما هو قائم في العراق. ورفعت القيادة العسكرية التركية من حال التأهب على حدودها مع سوريا، خصوصا في المناطق المحاذية للمنطقة ذات الكثافة الكردية التي تشهد مواجهات بين التنظيمات الكردية والإسلاميين، في حين أشارت مصادر تركية إلى أن تعزيزات كبيرة تتجه إلى المنطقة من وحدات الجيش التركي، وأن الأوامر أعطيت للطائرات التركية باستهداف أي تحرك مشبوه عند الحدود بعد اجتماع استثنائي عقد بين رئيس الجمهورية عبد الله غل ورئيس الحكومة رجب طيب أردوغان ورئيس أركان الجيش الجنرال نجدت أوزل.
ولا تبدو أنقرة مستعدة أبدا للسماح بأي كيان انفصالي على حدودها الشمالية وفقا لما أكدته مصادر تركية لـ«الشرق الأوسط»، مشيرة إلى أن الاستعدادات العسكرية التي تجري «لا تهدف إلى غزو شمال سوريا، لكنها رسالة إلى من يهمهم الأمر مفادها أن أنقرة لن تتهاون بأي شيء يتصل بأمنها القومي». ورفضت مصادر رسمية الرد على سؤال لـ«الشرق الأوسط» عن المدى الذي يمكن أن تذهب إليه أنقرة في منع قيام أي كيان كردي عند حدودها، لكنها أشارت إلى أن الحكومة التركية تمتلك تفويضا برلمانيا للتدخل في الأراضي السورية إذا كان ثمة مخاطر جدية.
وحذر وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو من أي اتجاه انفصالي ومن «العواقب الخطيرة» التي يمكن أن تنجم عن ذلك. وقال أوغلو في مؤتمر صحافي إن «المخاطر التي يمكن أن تنجم عن فرض أمر واقع بالغة الخطورة». واعتبر أن اتجاها انفصاليا لدى المقاتلين الأكراد في حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يعتبر الذراع السورية لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا الذين باتوا يسيطرون على رأس العين المواجهة لتركيا «سيؤدي إلى تسعير المعارك وتعميق الوضع المهتز في سوريا». ووجه داود أوغلو أيضا تحذيرا إلى مختلف الفصائل من نقل معاركها إلى الأراضي التركية. وأضاف أوغلو أن «تركيا ستواصل اتخاذ كل التدابير الضرورية لتأمين حماية حدودها» التي يبلغ طولها 800 كلم مع سوريا.
 
الإفراج عن 43 سجينة سورية يوحي بنهاية قريبة لملف المخطوفين اللبنانيين في أعزاز... وزير الداخلية اللبناني: ننتظر رد الجانب التركي حول الخطوة التي ستلي العملية

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: كارولين عاكوم .... أوحى خبر الإفراج عن 43 معتقلة في السجون السورية بوساطة من الأمن العام اللبناني بقرب الإفراج عن المخطوفين اللبنانيين الشيعة التسعة الموجودين منذ أكثر من سنة في حلب لدى لواء «عاصفة الشمال»، كونه أحد الشروط التي رفعها خاطفو اللبنانيين، فيما اعتبر أهالي المخطوفين أنّ هذه الخطوة إشارة إيجابية على جدية تحريك الملف، ولا سيما الصفقة التي كان قد بدأ التفاوض بشأنها بين المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم من جهة والجانب التركي والمخطوفين من جهة أخرى، والتي تقضي بمقايضة مئات السجينات السوريات لدى النظام مقابل الإفراج عن المخطوفين التسعة.
وفي حين قال وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل، لـ«الشرق الأوسط» إنّ لبنان بانتظار جواب الجهة التركية التي يتم التفاوض معها بشأن هذه القضية، وعن الخطوة التي ستلي عملية الإفراج عن السجينات، وضع أدهم زغيب، نجل أحد المخطوفين الخطوة في سياق تنفيذ الاتفاق الذي جرى بين إبراهيم والجهة التركية، مشيرا في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ المعلومات الأخيرة التي لديهم تتعلق بالاقتراح الأخير الذي قدّمه الخاطفون والذي يقضي بالإفراج عن عدد من السجينات مقابل إطلاق سراح اثنين من المخطوفين، وهو الأمر الذي رفضه إبراهيم في بداية الأمر إلا أنّه عاد ووافق عليه قبل أيام من شهر رمضان المبارك مشترطا أن يتم الإفراج عن اربعة من المخطوفين ولا سيما العجزة والمرضى منهم. وأكّد زغيب أنه لا معلومات لديهم حول الأسماء والزمان، لافتا إلى أنّ لجنة أهالي المخطوفين بانتظار ما سيعلمها به اللواء إبراهيم. وكشف زغيب أنّ العوائق التي كانت تقف دون التوصل إلى نتيجة نهائية في هذه الصفقة، هي أنّ لائحة الأسماء التي قدمت لإبراهيم، تتألف من 500 اسم، استطاع الأخير التأكد من وجود 120 منهن، وعادوا بعدها وقدموا لائحة أخرى، مؤلفة من نحو 700 اسم، وهو الأمر الذي يتطلب جهودا لإثبات وجودهن ومن ثم التفاوض بشأنهن.
بدوره، أبدى الشيخ عباس زغيب، المكلف من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بمتابعة ملف المخطوفين اللبنانيين، تفاؤله في خطوة النظام الإفراج عن السجينات المعتقلات آملا أن تكون بداية النهاية. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «تجاوب النظام مع مبادرة اللواء إبراهيم الذي سبق أن أطلقها في بداية رمضان، والتي تقضي بأن يفرج النظام عن عدد من السجينات مقابل أن يطلق سراح عدد من المخطوفين، وهذا ما نأمل التوصل إليه على أن يتم تنفيذ الصفقة بشكل كامل في أقرب وقت ممكن». وعما إذا كان قد تم التواصل مع الجهة الخاطفة عبر اللواء إبراهيم ومعرفة عما إذا كان سيتم التجاوب مع المبادرة في المدى المنظر، قال زغيب «لا داعي للتواصل، إذا كان لديهم النية بإنهاء هذه القضية فسينفذون ما وعدوا به، لا سيما أنّ تركيا تؤكد مرارا أنّها تريد إنهاء هذا الملف، كما يفترض أن تخاف على رعاياها ومصالحها في لبنان». واستبعد زغيب أن يعمد الأهالي إلى القيام بأي خطوات تصعيدية في هذا الإطار، لأنّهم لا يزالون يعولون على المساعي التي يقوم بها اللواء إبراهيم.
وكان لواء عاصفة الشمال قد أصدر الأسبوع الماضي بيانا حذّر فيه من التباطؤ في تنفيذ الاتفاق الأخير من قبل ما سماه «حزب إيران في الوقت الذي يشتد فيه القصف على الريف الشمالي في حلب من قبل إيران وحزبها مما يعرض حياة المحتجزين اللبنانيين للخطر الشديد». وطالب البيان حينها أهالي المخطوفين بالضغط على الحزب للإسراع في عملية التبادل. وهو الأمر الذي رفضه الأهالي نافين أي علاقة لحزب الله بالقضية، وليس طرفا في المفاوضات محملين كذلك الدولة التركية أي أذى قد يتعرض له أبناؤهم.
 
مقتل 12 شبيحاً في حمص وحكومة مؤقتة للأكراد شمالاً والأسد ينقضّ على معارضة الداخل
المستقبل...(رويترز، يو بي أي، "كلنا شركاء"، المرصد السوري)
عندما كان ميزان القوى على الأرض ضد نظام بشار الأسد، كانت أبواقه الإعلامية والسياسية وحليفاتها اللبنانية والإيرانية والروسية تزعم أن المعارضة السلمية مقبولة بل يدعمها النظام. وعندما استشعر ببعض القوة نتيجة التدخل المباشر لـ"حزب الله" في القتال والدعم الإيراني المتعدد أمنياً ومالياً وعسكرياً، لم يتردد الأسد في التهام تلك المعارضة التي كانت تهلل لها أبواقه يوماً.
فقد أقدم النظام على اعتقال الفنان التشكيلي يوسف عبدلكي وكلا من توفيق عمران وعدنان الدبس، الذين استوقفهم حاجز للأمن السياسي في مدخل مدينة طرطوس أول من أمس.
وفي خطوة لافتة يعتزم الأكراد في شمال سوريا تشكيل حكومة مستقلة لإدارة مناطق وجودهم في شمال سوريا، حسبما قال مسؤول كردي أمس، في وقت أعلن الثوار عن مقتل 12 مسلحاً من اللجان الشعبية الموالية للنظام السوري خلال اشتباكات مع الثوار في مدينة حمص، وذكر سكان ونشطاء من المعارضة أن هجوماً أودى بحياة أنس الروماني مدير مرقد السيدة زينب في جنوب العاصمة.
والمتعقلون الثلاثة الجدد أعضاء في "حزب العمل الشيوعي" ضمن "هيئة التنسيق الوطنية"، المصنفة معارضة "وطنية شريفة" من قبل النظام، مقابل توصيف الآخرين (الائتلاف الوطني والمجلس الوطني) في الخارج بالمتآمرين والمرتبطين.
وقبل ستة شهور اعتقلت سلطات نظام الأسد الدكتور عبد العزيز الخيِّر القيادي العلوي البارز في "حزب العمل الشيوعي" والعضو في "هيئة التنسيق لقوى التغيير الوطني الديموقراطي"، مع رفيقيه إياس عيّاش وماهر طحّان، في طريقه إلى دمشق بعد وصوله قادماً من زيارة إلى الصين.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) أمس خبراً عن وفاة الخيَّر تحت التعذيب. ونسبت الخبر إلى مصادر واسعة الاطلاع في المعارضة السورية قالت إن "لديها تأكيدات عن وفاة السياسي المعارض عبد العزيز الخيَّر في سجون نظام بشار الأسد" من دون أن تسميها. وأضافت الوكالة نقلاً عن تلك المصادر أن "شخصيات دولية عدة طالبت السلطات في دمشق بالإفراج عنه، لكن السلطات كانت تمارس حالة إنكار لوجوده لديها، علماً بأن الجميع يعرف أنه في أقبية سجونها الظالمة، وآخرهم الموالي لنظام الأسد وجناحه العسكري في لبنان حسن نصر الله".
وكشفت الوكالة أن "الطبيب الذي حضر إلى السجن الذي فيه الخيَّر لمعالجته من مرضه في المعتقل نتيجة سوء معاملته، قال بعد دقائق من وصوله إلى السجن وخروجه بشكل سريع: لقد وصلت للأسف متأخراً، في إشارة إلى وفاته".
وتفسير استهداف الناشطين المدنيين السلميين والعلمانيين والمثقفين بحسب أحد المعارضين، أن النظام وبعد كل ما جرى في سوريا ما يزال يحمل العقلية التي تصنف البشر إما معه أو ضده، وأنه وإن كان تساهل في فترة سابقة في النشاط السياسي السلمي مجبراً، فهذا لا يعني أنه يستثني أحداً من معارضيه من الملاحقة، فهو لا يقبل بأي شكل من أشكال المعارضة، باستثناء التي تعمل معه وتحت جناحه كما تيار الوزيرين قدري جميل وعلي حيدر وغيرهما، علماً أن جميل وحيدر مفروض عليهما حصار رسمي يمنعهما من تحقيق أي إصلاح وعدا به.
وكثيرا ما انتقد عبدلكي (62 عاماً) الأسد ووالده حافظ الأسد الذي حكم سوريا 30 عاماً قبل وفاته عام 2000.
وتقول جماعات معارضة إن نشطاء حقوقيين آخرين اعتقلوا الأسبوع الماضي في ما قالوا إنه علامة على أن الحكومة السورية تضاعف ضغوطها على من ينبذون العنف ويدعون إلى المقاومة السلمية للأسد.
وقال سامر عيطة، عضو "المنتدى الديموقراطي السوري" لوكالة "رويترز" في بيروت إن قوات الأسد تستهدف عمداً الجماعات غير ذات الصلة بالانتفاضة المسلحة.
وقال المنتدى المعارض الذي يقدم المساعدات الإنسانية للاجئين السوريين والعائلات النازحة ويدعو إلى الديموقراطية في سوريا، إن اثنين من نشطائه وهما رامي سليمان وبدر منصور اعتقلا هذا الأسبوع.
وبدأ شبان سوريون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي للدعوة إلى الإفراج عنهما. كما تضمنت الحملة الدعوة للإفراج عن عبدلكي الذي وصفه شبان بأنه فنان موهوب ومثال للفنانين والنشطاء الشبان.
وتحمل صفحته الشهيرة على فايسبوك اسم "الفن والحرية".
وقال فنان صديق لعبدلكي طلب عدم الكشف عن هويته، إن الفنان التشكيلي السجين مثل بيكاسو وإن لوحاته ورسومه الهزلية لأسرة الأسد وتدويناته التي دعم فيها فنانين شبان ألهمت الكثيرين وقال "هذه ضربة هائلة لثورتنا".
وفي خطوة لافتة يعتزم الأكراد في شمال سوريا تشكيل حكومة مستقلة لإدارة مناطق وجودهم في شمال سوريا، بحسب ما قال مسؤول كردي أمس.
وقال سكرتير حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي صالح مسلم "نرى ان الازمة (في سوريا) لا نهاية لها قريبة في الافاق ولهذا نحن محتاجون داخل المجتمع في غرب كردستان (...) لتشكيل ادارة ذاتية ديموقراطية".
وتشير عبارة غرب كردستان الى المناطق ذات الغالبية الكردية في شمال سوريا، لا سيما محافظة الحسكة (شمال شرق) وبعض مناطق حلب.
واضاف مسلم ان الامر هو "مشروعنا منذ عام 2007 لتامين احتياجات الناس"، مشددا على ان الحكومة ستكون موقتة. وتابع "هي شكل موقت للادارة (...) وبمجرد ان يكون هناك اتفاق شامل ضمن سوريا في المستقبل عندها يمكن ان نضع حدا لهذه الادارة".
واكد المتحدث باسم "مجلس الشعب لغرب كردستان" شيرزاد الايزدي التوجه الى تشكيل الحكومة.
وقال ان "هذه الادارة الكردية ستكون بمثابة حكومة محلية موقتة، وهي التي ستتخذ الاجراءات لتنظيم انتخابات في المناطق الكردية"، واوضح ان التجربة ستكون "في بعض الاوجه، مشابهة لتجربة اقليم كردستان".
واشار الى ان المقترحات لتشكيل الحكومة وتنظيم الانتخابات تخضع للنقاش بين اطراف كردية متعددة، وان ثمة "فكرة ان تكتب دستورا موقتا حتى لا يكون هناك فراغ في المنطقة".
وتتولى مجالس محلية إدارة المناطق الكردية في شمال سوريا منذ انسحاب قوات نظام الرئيس بشار الاسد منها منتصف العام 2012.
وتدور منذ ايام معارك عنيفة بين الاكراد ومقاتلين متشددين ينتمون الى جبهة النصرة ومقاتلين مرتبطتين بتنظيم القاعدة.
وادت الاشتباكات المتواصلة الى سيطرة الاكراد على بلدات وقرى في محافظة الحسكة، وطرد المقاتلين من مدينة راس العين الحدودية مع تركيا.
وحذر وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو المجموعات الكردية في سوريا من اي اتجاه انفصالي ومن "العواقب الخطيرة" التي يمكن ان تنجم عن سيطرتهم على هذه المدينة.
ميدانياً، أطلقت قوات النظام السوري صاروخاً، وشنت غارة جوية على مدرسة الأندلس في حي الدبلان في حمص حيث كانت تعيش 250 عائلة نازحة من مناطق حمصية أخرى، بالإضافة لأطفال قتل أهلهم في القصف العشوائي الذي لم يتوقف منذ مدة. وأشارت الأنباء إلى وجود جثث متفحمة لم يتم إخراجها حتى الآن، كما لم يعرف حتى الآن عدد الضحايا. ولكن بحسب ناشط فإن هذه الغارة التي نفذها النظام على تلك المدرسة كانت رداً على استهداف الأحياء الموالية من قبل الجيش السوري الحر.
وقتل 12 مسلحاً من اللجان الشعبية الموالية للنظام السوري خلال اشتباكات مع الثوار في مدينة حمص مع مواصلة محاولات قوات الأسد للسيطرة على الأحياء التي فيها الثوار في المدينة.
وفي دمشق وريفها، استمرت الاشتباكات على عنفها في حي القابون شمال شرق دمشق، وتعرضت مناطق في حيي جوبر وبرزة لقصف من قوات النظام وسط اشتباكات عند أطراف حي برزة، كما جددت قوات النظام قصفها على شارعي فلسطين والثلاثين في مخيم اليرموك.
وقال نشطاء وسكان إن مدير مرقد شيعي في دمشق لقي حتفه في هجوم صاروخي وقع قرب المرقد مما قد يؤجج التوترات الطائفية في الصراع المستمر منذ 28 شهرا.
وذكر سكان ونشطاء من المعارضة أن الهجوم أودى بحياة أنس الروماني مدير مرقد السيدة زينب في جنوب العاصمة. وهناك تقارير متضاربة عن أضرار لحقت بالمرقد.
ونقل المرصد السوري ومقره بريطانيا عن مصادر قولها إن حرم المقام تضرر من الهجوم. غير أن أحد السكان المحليين قال لرويترز إن الصواريخ سقطت خارج المسجد.
وفي تركيا، أعلن العقيد بيرند ستكومان قائد وحدة العمليات الألمانية المسؤولة عن تشغيل منظومة صواريخ باترويت الدفاعية، أن المنظومة التي نشرت في تركيا في ولاية قهرمان مرعش رصدت نحو 300 صاروخ أطلق من سوريا حتى الساعة.
وقال ستوكمان لوكالة أنباء "الأناضول" التركية أمس، إن المنظومة تعمل بشكل ممتاز، مضيفاً أنها ترصد النشاط الجوي السوري.
سياسياً، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إنه ما من ظروف تسمح لبشار الأسد باستعادة الحكم بقبضة من حديد على سوريا وقد فقد شرعيته، مشدداً على أن الشعب السوري يريد قيادة وحكومة جديدة.
وذكر كارني خلال مؤتمر صحافي، "أن الولايات المتحدة تعزز المساعدات التي تقدمها للمجلس العسكري السوري، وتقدم أكثر كمية من المساعدات الإنسانية للسوريين وتنسق مع الحلفاء والشركاء والمعارضة للمساعدة في تعزيز قوة المعارضة التي تتحمل اعتداء الأسد وقواته بمساعدة من حزب الله وإيران".
وأشار كارني إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما "يسأل القادة العسكريين الأميركيين عن الخيارات، لكنه سبق وأوضح أنه لن يتم إرسال أي جنود إلى الأرض في سوريا".
لكنه قال إن "أوباما بشكل عام يراجع كل الخيارات في سوريا لأن عدم القيام بذلك يعني عدم الوفاء بمسؤوليته التي يراها وهي تقييم الوضع المتغير هناك باستمرار في ما يتعلق بمصلحتنا القومية وما هو أفضل لمساعدة الشعب السوري والمعارضة السورية على بلوغ اليوم الذي يتخلصون فيه من حكم الأسد الاستبدادي ويبدأ العمل على إعادة بناء بلادهم وقيام حكومة تحترم حقوق كل السوريين وتوفر لهم الفرص بمستقبل أفضل".
وأقر كارني بأن الوضع على الأرض في سوريا خطير، مشيراً إلى أن "الأسد يستمر في قتل شعبه، والمعارضة مستمرة في القتال ضده ومقاومته". وذكر أن "بشار الأسد لن يحكم سوريا من جديد بالطريقة عينها والشعب السوري يطالب عن حق بقيادة وحكومة جديدة".
وشدد على أن "التركيز الأميركي ينصب على الوصول إلى اليوم الذي تتم فيه عملية انتقالية تساعد سوريا على وقف العنف والمصالحة".
وطلب من كارني توضيح ما يقصده بالقول إن الأسد لن يحكم سوريا بالطريقة عينها، فأوضح أن ما يقصده هو أنه ما من ظرف يمكن فيه أن يتمتع بشار الأسد أو يستعيد الحكم بقبضة من حديد على سوريا. وأضاف أن الشعب السوري كان واضحاً بأن ما من دور للأسد في سوريا بالمستقبل.
وتابع أن "الأسد فقد شرعيته كحاكم وقد تضرج بدماء شعبه ويستمر في شن حرب ضده، لذا لا شك لدينا في أنه لم يعد قائداً شرعياً لذاك البلد وللشعب السوري". وشدد على أن "سوريا تعيش نزاعاً رهيباً وعنيفاً ودموياً، والأسد هو المسؤول، مؤكداً أن مستقبل سوريا وآمالها تقوم على حكومة ما بعد الأسد تحترم حقوق كل شعبها".
وسئل إن كان الأسد قد يحصل على دور في سوريا إن غيّر تصرفاته، فنفى كارني وقال "إن بشار الأسد لن يحكم سوريا من جديد برأينا، ولا نعتقد أن لديه أي حق أو شرعية لذلك".
وفي باريس، أفاد مقربون من الرئيس الفرنسي أمس، أن رئيس الائتلاف السوري المعارض الجديد احمد عاصي جربا سيزور باريس الثلاثاء والأربعاء حيث سيلتقي الرئيس فرنسوا هولاند.
وقال مصدر ديبلوماسي آخر "نعرفه جيداً، إنه فرنكوفوني. جاء الى باريس مراراً"، مشيراً الى أن جربا مقرب من المعارض الليبرالي والعلماني ميشال كيلو الذي انضم في حزيران الى الائتلاف الوطني السوري المعارض ومن اللواء سليم ادريس رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر الذي يقاتل نظام الأسد.
وسيلتقي جربا أيضاً لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية الفرنسية الثلاثاء.
وبحسب المقربين من الرئيس الفرنسي، فإنه سيزور أيضاً لندن وواشنطن وبرلين.
وأول من أمس، اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قبل انعقاد المجلس الأوروبي الاثنين المقبل في بروكسل مخصص لبحث الوضع في سوريا، أن فرنسا "لم تغير موقفها" بشأن عدم تسليم مسلحي المعارضة السورية أسلحة فتاكة".
وقال فابيوس "في الوقت الراهن لم تعدل فرنسا موقفها. لم نسلم أسلحة فتاكة، هذا هو موقفنا".
وحتى الآن، اكتفت الدول الغربية رسمياً بتسليم تجهيزات عسكرية غير قتالية وتقديم "مساعدة تقنية" تتعلق بتقديم المشورة والتدريب لمقاتلي المعارضة السورية..
 
الجيش التركي يقول إنه رد على إطلاق نار من الجانب السوري وقوات الأسد تدمّر مدرسة تسكنها250عائلة في حمص
المستقبل...(أ ف ب، يو بي أي، "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، "كلنا شركاء")
تعمل قوات نظام بشار الأسد على تدمير أي مبنى يمكن أن يلجأ إليه المدنيون في الأحياء غير الموالية للنظام في حمص، وفي هذا السياق دمرت مدرسة تسكنها 250 عائلة موقعة عدداً من القتلى والجرحى، وتمكن الثوار في حمص أيضاً من قتل 12 شبيحاً من ميليشيات الأسد المسلحة.
وفيما استمرت المعارك عنيفة في دمشق وأنحاء أخرى من البلاد وسط قصف عنيف بالمدفعية والصواريخ والطائرات، قالت تركيا إنها ردت على إطلاق نار جاء من داخل الاراضي السورية.
حمص
فقد أطلقت قوات النظام السوري صاروخاً، وشنت غارة جوية على مدرسة "الأندلس" في حي الدبلان في حمص، حيث كانت تعيش 250 عائلة نازحة من مناطق حمصية أخرى، بالإضافة لأطفال قتل أهلهم في القصف العشوائي والذي لم يتوقف منذ مدة.
وجاء القصف على الرغم من أن المنطقة خاضعة للنظام، والمدرسة خالية إلا من عوائل هربت من قصف المناطق الأخرى واستقرت في تلك المدرسة، وحاولت أن تبقى على قيد الحياة في ظروف بعيدة عن أدنى حدود الإنسانية، لتتحول المدرسة إلى ما يشبه المنطقة المكتظة بالسكان، إلا أن ذلك لم يمنع ولم يوقف النظام السوري عن تدميرها فوق رؤوس من فيها.
وتشير الأنباء إلى وجود جثث متفحمة لم يتم إخراجها حتى الآن، كما لم يعرف حتى الآن عدد الضحايا. ولكن بحسب ناشط فإن هذه الغارة التي نفذها النظام على تلك المدرسة كانت رداً على استهداف الأحياء الموالية من قبل الجيش الحر.
لم يظهر الفيديو تناثر أدوات مدرسية تخص طلاباً، وإنما ظهرت بعض الأغراض كالأغطية والملابس وعدة الطبخ وبعض المواد الأولية الضرورية للحياة.
وقتل 12 مسلحاً من اللجان الشعبية الموالية للنظام السوري خلال اشتباكات متواصلة مع الثوار في مدينة حمص، مع مواصلة محاولات قوات الأسد للسيطرة على الأحياء التي يتواجد فيها الثوار في المدينة.
وقال "المرصد السوري لحقوق الانسان" أمس إن اشتباكات دارت في حي الخالدية وسط حمص "بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة وقوات النظام وعناصر من الدفاع الوطني الموالية لها والتي تكبدت خسائر فادحة خلال اشتباكات الامس في الحي".
وافاد المرصد في وقت متقدم من ليل الخميس عن مقتل "12 عنصراً في صفوف اللجان الشعبية الموالية للقوات النظامية (أول من أمس) خلال اشتباكات مع مقاتلي الكتائب المقاتلة عند أطراف حي الخالدية".
وتشن قوات نظام الرئيس بشار الأسد منذ نهاية حزيران حملة على عدد من الأحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة وسط مدينة حمص، والتي تحاصرها القوات النظامية منذ أكثر من عام.
وأمس، أفاد المرصد أن الحي يتعرض لقصف متواصل من القوات النظامية.
دمشق وريفها
واستمرت الاشتباكات على عنفها في حي القابون شمال شرقي دمشق، وتعرضت مناطق في حيي جوبر وبرزة لقصف من قوات النظام، وسط اشتباكات عند أطراف حي برزة، كما جددت القوات النظامية قصفها على شارعي فلسطين والثلاثين، في مخيم اليرموك.
وفي ريف دمشق وردت أنباء عن مصرع المدير الاداري لمقام السيدة زينب في إثر سقوط قذائف على حرم المقام، كما تعرضت بلدة حجيرة البلدة للقصف من قبل قوات النظام فيما دارت اشتباكات عنيفة بين الكتائب المقاتلة وقوات النظام، في منطقة المرج بالغوطة الشرقية، وأنباء عن سقوط خسائر بشرية في صفوف القوات النظامية.
إدلب
واستشهدت سيدة من مدينة جسر الشغور في إدلب في سجون قوات النظام بعد اعتقالها على يد القوات النظامية، منذ عدة أيام.
ونفذ الطيران الحربي غارتين جويتين على مدينة بنش ولم ترد معلومات عن حجم الخسائر حتى اللحظة.
حلب
واستهدفت الكتائب المقاتلة، مقرات للقوات النظامية في بلدة خان العسل في حلب، فيما وردت أنباء عن إصابة طفلين بجراح جراء القصف على مناطق في بلدة دير حافر، من قبل قوات النظام.
حماه
ونفذ الطيران الحربي ثلاث غارات جوية على مناطق في جبل البلعاس والقرى المحيطة به في حماه.
الحسكة
وتعرضت مناطق في جنوب مدينة الحسكة لقصف من قوات النظام المتمركزة في جبل كوكب، بينما نفذ الطيران المروحي غارة بالقرب من قرية الخمائل المحاذية للفوج 121، فيما استمرت الاشتباكات أمس لليوم الرابع على التوالي بين وحدات حماية الشعب من طرف، ومقاتلي "جبهة النصرة" و"الدولة الإسلامية في العراق والشام"، ومقاتلي بعض الكتائب المقاتلة من طرف آخر، في قرى تل علو وكرهوك وعلي آغا وخراب باجار، التابعة لناحية جل آغا "الجوادية"، حيث استشهد مقاتل من وحدات حماية الشعب أول من أمس في الاشتباكات بمحيط قرية خراب باجار.
وكانت الاشتباكات قد اندلعت منذ ظهر يوم الثلاثاء، عقب هجوم لمقاتلي "جبهة النصرة" و"الدولة الإسلامية في العراق والشام"، على دورية لوحدات حماية المرأة، وتمكنت من أسر مقاتل من وحدات حماية الشعب، والذي كان يقود السيارة، حيث استمرت الاشتباكت حتى يوم الأربعاء نتيجة لرفض الهدنة من قبل "جبهة النصرة" و"الدولة الإسلامية في العراق والشام" وبعض الكتائب المقاتلة، والتي كان من المتوقع أن تتم عند العاشرة مساء الثلاثاء، وانتهت الاشتباكات بسيطرة وحدات حماية الشعب على مدينة رأس العين، كذلك اندلعت الاشتباكات في محيط ناحية جل آغا "الجوادية"، وتربة سبية "القحطانية" وكركي لكي "معبدة"، حيث نتج عن الاشتباكات منذ اليوم الأول وحتى الأمس، إلى أنَّ 28 مقاتلاً لقوا مصرعهم من عناصر جبهة النصرة ومقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام وبعض الكتائب المقاتلة ، و15 مقاتلاً من وحدات حماية الشعب.
 تركيا
الجيش التركي أعلن أمس أنه رد، على إطلاق نار من الجانب السوري في الأراضي التركية، في حادثة هي الثالثة من نوعها في غضون يومين.
وذكرت صحيفة "زمان" التركية أمس أن رئاسة الأركان العامة في الجيش التركي أصدرت بياناً قالت فيه، إن مواطناً تركياً يدعى علي بيليس أصيب بجروح جراء إصابته برصاصة طائشة مصدرها تل خلف السورية، التي تقع في جنوب غربي رأس العين الحدودية. وأضاف أنه تم نقل بيليس إلى مستشفى محلي، مشيراً إلى أن حياته ليست بخطر.
وقال البيان إن الجيش التركي أطلق النار على أهداف محددة سابقاً قرب بلدة تل خلف السورية، وذلك وفقاً لقواعد الاشتباك التركية.
وكان وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو حذّر قبل ذلك، من أن بلاده ستردّ فوراً وبشكل فعّال على أية تهديدات ضدها تأتي من الجانب السوري من الحدود، بعد سيطرة حزب كردي سوري على مدينة رأس العين السورية واستعادتها من سيطرة مقاتلي جبهة النصرة فيها.
ونقلت وسائل إعلام تركية عن داوود أوغلو قوله في مؤتمر صحافي مع نظيره اليوناني إيفانجيلوس فينيزيلوس، إن أنقرة ستردّ فوراً بأكثر الطرق فعالية ضد أية تهديدات لتركيا تأتي من الجانب السوري، وهي تقيّم الوضع المتغيّر في رأس النبع الحدودية التي شهدت مؤخراً اشتباكات بين مسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري ومقاتلي "جبهة النصرة" المرتبطة بتنظيم "القاعدة".
وتحدث عن الاشتباكات في حمص، حيث أحرزت القوات الموالية للنظام السوري تقدّماً ملحوظاً على الأرض، وقال إن بعض المجموعات في سوريا تحاول استغلال الوضع، مضيفاً أن الوضع في سوريا هش جداً والتوتر يتصاعد.
وقال إن مستقبل سوريا ونوع البنية السياسية يقرره البرلمان المنتخب من الشعب. وإلى حين تشكيل هذه البنية، على الكل الابتعاد عن أوضاع حكم الأمر الواقع... إن هذا يشكل خطراً أكبر.
وأضاف أن النظام السوري قد يلعب بالأكراد والعرب والتركمان ضد بعضهم البعض، يجب ألا ينخدع أحد بالتوجّه نحو مثل هذه الأحكام الأمر الواقع التي قد يؤدي إلى مزيد من الاشتباكات الكثيفة بدلاً من الحصول على الاعتراف بها...
 
 
6,8 ملايين نسمة داخل البلاد بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة والأمم المتحدة: أطفال سوريا ضحايا لصراعِ متردٍّ
المستقبل..(مركز الأمم المتحدة للإعلام ـ بيروت)
اختتمت الممثلة الخاصة لأمين عام الأمم المتحدة لشؤون الأطفال والنزاع المسلح السيدة ليلى زروقي زيارة لسوريا والأردن والعراق وتركيا ولبنان أتاحت لها فرصة لأن ترى مباشرة تأثير الصراع السوري على الأطفال الذين يعيشون في سوريا وفي المنطقة.
وقالت زروقي في ختام الزيارة إن "كل واحد تحدثت إليه، سواء داخل سوريا أو خارجها، أطلعوني على قصص شخصية لهم حول تأثير الصراع على الأطفال وأسرهم. وقابلت آباء وأمهات فقدوا أطفالهم في التفجيرات، وأطفالاً شاهدوا إخوانهم وأخواتهم يقتلون أمام أعينهم، وأطفالاً يتماثلون للشفاء من جروح شديدة لدرجة أنني تساءلت كيف تمكنوا من النجاة".
وقابلت الممثلة الخاصة مسؤولين في الحكومة السورية وأجرت اتصالات مع أعضاء من جماعات معارضة. وقد حثت جميع الأطراف على اتخاذ تدابير عاجلة لحماية الأطفال والمدنيين. وقالت إن "على جميع الأطراف التوقف عن القصف واستخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان، وكذلك عن الهجمات الإرهابية".
تزايد الأزمة الإنسانية
وهناك داخل سورية 6,8 ملايين نسمة بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، نصفهم من الأطفال. ولا يزال الوصول إلى السكان المتضررين صعباً أو مستحيلاً.
والتقت الممثلة الخاصة في ريف دمشق الأطفال والنساء الذين شردوا عدة مرات وعلى مدى عدة أشهر والذين يعتمد بقاؤهم أحياء على المساعدات الإنسانية التي يتلقونها. وقالت زروقي: "يجب أن تضمن جميع الأطراف التسليم الآمن والنزيه للمساعدات الإنسانية ـ التي توجد حاجة ماسة جدا إليها. ويجب عدم أخذ المدنيين رهائن من قبل الأطراف المتحاربة".
إن الأطفال وأسرهم يواصلون الفرار من سوريا يومياً. وفي كثير من الحالات، ما فتئوا يفرون داخل بلدهم لأشهر وأحياناً لسنوات قبل أن يقرروا اللجوء إلى العراق والأردن ولبنان وتركيا وأماكن أخرى. لقد غادروا بلدانهم بسبب العنف، ولكن أيضاً لأن الحصول على الغذاء والمياه النظيفة وغيرها من الضروريات الأساسية قد أصبح صراعاً يومياً. وهم يعيشون ـ أحياناً في ظروف قاسية ـ داخل مخيمات اللاجئين أو ضمن المجتمعات المضيفة. وقرابة نصف 1,7 مليون لاجئ سوري هم من الأطفال.
والتقت الممثلة الخاصة أيضاً مسؤولين حكوميين وعمال إغاثة وضحايا في الأردن والعراق وتركيا ولبنان. وقد أثنت على الجهود الهائلة التي تبذلها البلدان المضيفة لمساعدة اللاجئين في أراضيها. وتدفق اللاجئين يشكل ضغوطاً اجتماعية واقتصادية وسياسية حادة تضع استقرار المنطقة في خطر.
وحشدت الأمم المتحدة دعماً كبيراً من قبل المانحين ولكن الاحتياجات لا تزال تتجاوز الموارد المتوفرة. وتدعو الممثلة الخاصة المجتمع الدولي إلى الاستمرار في مساعدة أطفال سورية وأسرهم.
يجب حماية الأطفال من التجنيد
واعتمدت الحكومة السورية مؤخراً قانوناً يحظر تجنيد واستخدام الأطفال دون سن 18 عاماً. وشجعت زروقي السلطات على فرض القانون بطريقة عادلة ومنصفة لحماية الأطفال.
ولا تزال الممثلة الخاصة تتلقى معلومات تفيد بأن بعض جماعات المعارضة تستخدم الأطفال كمقاتلين وللقيام بأدوار مساعدة رغم تأكيدات بعض القادة المحليين بأنهم لن يقبلوا مقاتلين دون السن المسموحة.
وقالت الممثلة الخاصة: "لقد قابلت بعض المراهقين الذين انضموا إلى مجموعات المعارضة وآخرين يريدون العودة إلى أرض المعركة. يجب القيام بكل شيء ممكن لمنعهم من المخاطرة بمستقبلهم وحمل السلاح. وسيتعرض للمساءلة من هم في القيادة ويجندون ويستخدمون الأطفال في أرض المعركة".
الاعتقال التعسفي والاحتجاز وسوء معاملة الأطفال
يتواصل حجز الأطفال من قبل السلطات السورية بتهم أمنية، أو للاشتباه في أنهم أو أسرهم متعاطفون مع جماعات المعارضة. وبالمثل، تحتجز أيضاً جماعات المعارضة أطفالاً.
وقالت زروقي: "تلقيت تقارير تفيد بأن الأطفال المحتجزين يتعرضون لسوء المعاملة والتعذيب، أو أنهم يحتجزون في ظروف مهينة. العائلات لا يعلمون شيئاً عن أقربائهم. ولقد ذكرت السلطات بوجوب تقديم جميع الأطفال المحتجزين فوراً إلى القضاء من أجل تقييم قانونية احتجازهم أو إطلاق سراحهم وفصلهم عن البالغين ومعاملتهم بكرامة في جميع الظروف".
جيل من السوريين يحرم من التعليم
وتتعرض المدارس السورية للاعتداء. فقد تم قصفها واستخدمت ثكنات عسكرية أو سجوناً أو تم ببساطة إغلاقها بسبب انعدام الأمن. هناك آلاف الأطفال داخل سوريا والبلدان المجاورة خارج المدرسة منذ شهور أو حتى سنوات. وقد بذلت حكومات والأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية جهوداً كبيرة لمساعدة الأطفال على العودة إلى المدرسة، ولكن هناك المزيد مما يتعين القيام به.
وكررت زروقي أمام الحكومات والشركاء خلال مهمتها أن "التعليم هو واحدة من أكثر الوسائل فعالية لبناء مجتمع شامل للجميع ومفتوح". وقالت: "لا يمكن أن نسمح للجيل القادم من السوريين أن يكون أمياً".
مساءلة المتحاربين
تضمنت تقارير الممثلة الخاصة إلى مجلس الأمن ستة انتهاكات جسيمة مرتكبة ضد الأطفال في حالات الصراع المسلح: القتل أو التشويه، التجنيد والاستخدام، الاختطاف، العنف الجنسي، الاعتداء على المدارس والمستشفيات، ومنع وصول المساعدات الإنسانية.
ويتم يومياً ارتكاب انتهاكات جسيمة في حق الأطفال في سورية. لذلك تم وضع القوات الحكومية والميليشيات التابعة لها وكذلك جماعات المعارضة على قائمة العار التابعة للأمين العام.
وقالت زروقي إن "معرفة ما يحدث بالفعل وإطلاع العالم على الكيفية التي يتأثر بها الأطفال من الصراع الدائر في سورية هما الخطوة الأولى نحو المساءلة وإنهاء الإفلات من العقاب". وأضافت تقول إنه من دون حل سياسي، سوف يستمر الأطفال في المعاناة من عواقب وخيمة لهذا الصراع...
 
مخيم الزعتري "موطن بعيد عن الوطن"
(اف ب) 
بات مخيم الزعتري للاجئين السوريين المزدحم بالبيوت المتنقلة والخيام في الصحراء شمال الاردن موطنا لنحو 150 الف لاجئ، ليصبح خامس اكبر تجمع سكاني في المملكة.
وافتتح المخيم في تموز العام الفائت ليواجه الاردن الشحيح الموارد كابوس ايواء الاعداد المتزايدة من السوريين الفارين من رعب الحرب في بلدهم. ويؤوي المخيم الآن، وفقا للسلطات والامم المتحدة، اكثر من 150 الفا من اللاجئين الذين يحاولون استعادة حياتهم والوقوف على اقدامهم مجددا رغم انهم يسمعون ليلا اصوات الحرب الدائرة في بلدهم.
ويجري استبدال معظم الخيام المؤقتة بكرفانات (بيوت متنقلة) تكلفة كل منها نحو 2500 دولار. ويحوي المخيم الآن 16500 بيت منها.
ويأمل القائمون على المخيم في ان يصل عدد تلك البيوت الى 30 الفا قريبا.
وقال مسؤول المخيم من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين كيليان كلاينشميت لوزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي زار المخيم الخميس "لا اجمل من الموطن".
وسلط الضوء على حقيقة انه مع عدم وجود حل في الافق لانهاء الصراع الدائر منذ 28 شهرا في سوريا، فان سكان المخيم باتوا يهيئون أنفسهم بشكل متزايد لإقامة طويلة ويحاولون هنا استئناف حياتهم. والعديد من سكان المخيم هم من درعا جنوب سوريا القريبة من الحدود مع الاردن، مهد الاحتجاجات التي انطلقت في آذار2011 ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، والتي تحولت لاحقا الى نزاع مسلح ادى حتى الآن الى مقتل اكثر من مئة الف شخص.
وقال كلاينشميث عامل الاغاثة المخضرم الذي عمل في نقاط ساخنة في البوسنة ورواندا والصومال، ان "سكان درعا تجار وهذا في دمهم"، مضيفا "انهم يتاجرون في أي شيء".
ويقوم بعض قاطني المخيم بمد ارضيات اسمنتية لتقيهم من الطين، بينما وضع البعض نوافير مياه صغيرة رأى فيها كلاينشميث "رمزا للوطن".
ويقوم بعضهم بسرقة الكهرباء من الخطوط الرئيسية بالمخيم بما يرفع فاتورة كلاينشميث الى نحو 500 الف دولار شهريا.
ومعظم تلك الطاقة المسروقة تغذي نحو 3 آلاف محل تجاري و580 مطعما واكشاك الطعام على جانبي شارع مرصوف وسط المخيم سمي "الشانزيليزيه" على اسم اعرق الشوارع الفرنسية.
ويستطيع اللاجئون هنا شرب الشاي وشراء الاحذية او حتى شراء مكيف لبيوتهم التي ركب على العديد منها لواقط المحطات الفضائية.
ولدى اللاجئين بعض المال الذي يأتي معظمه من اقارب في الخليج العربي والغرب، فيما يتقاضى بعضهم مساعدات مالية من جمعيات خيرية ومنظمات انسانية.
ويبحث الآخرون، بمن فيهم الأطفال، عن اي عمل ويبيعون اي شيء يملكونه، فيما يعد التهريب مشكلة. حتى البيوت المتنقلة يتم بيعها او تأجيرها لاستخدامها لغير الهدف الذي اقرته المفوضية.
وهناك مستشفى فرنسي وآخر مغربي الى جانب مستشفى ايطالي اردني وعيادات صحية اردنية وخليجية اضافة الى اطباء بلا حدود.
ويضم المخيم كذلك مدرستين التحق بهما 10 آلاف طالب للدراسة فيما يتجاوز عدد من يحتاجون للانخراط في المدارس لتلقي التعليم في المخيم 30 الفا، وفقا ليونيسف. والمدرستان هما النقطتان الاساسيتان لتوزيع الخبز على اللاجئين.
ويضم المخيم كذلك ملاعب كرة قدم وملاعب للاطفال لاشغال قرابة 60 الف طفل. ويقول كلاينشميث انه "من الضروري اشغال 60 الف طفل".
وتنجب النساء في المخيم الذي تشكل النساء والاطفال 70% من قاطنيه، ما معدله 12 الى 15 طفلا يوميا.
واندلع العنف في المخيم غير مرة في فترة اسماها كلاينشمي "الفترة المظلمة" عندما كان عمال الاغاثة يرشقون بالحجارة الغاضبين من اوضاعهم المعيشية في المخيم وتجاهل العالم لهم.
ويرى كلاينشميث ان "هذه حقبة جديدة" رغم ان العنف لا يزال يقع احيانا.
ويقول "انا لا ادير مخيما بل مدينة موقتة ولهذا أرى انها بدأت بالاستقرار لاننا بدانا الحوار وايجاد رؤية نحاول من خلالها اخراج الناس من حالة اليأس".
رؤيته لا تزال موضع خلاف مع السلطات في المملكة التي يبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين فيها نحو مليونين من اصل سكانها ال6,8ـ ملايين نسمة.
وقال وزير الخارجية الاردني ناصر جودة "نقول دائما اننا نتطلع الى الاحتفال يوما باغلاق المخيم وعودة من فيه إلى ديارهم الآمنة، لكسب عيشهم". اضاف ان "الشعب السوري فخور جدا بنفسه وهو ذو تاريخ غني ومساهمة مذهلة في الحضارة على مر العصور، ووضعهم هذا مؤقت".
وتتطرق رؤية كلاينشميث الى الطلب من القادرين على دفع اثمان الطاقة والمياه في محاولة لتخفيف التوتر مع الاردنيين الذين تحملوا اعباء استضافة هذا العدد الكبير من السوريين. وتبلغ كلفة تقديم الخدمات في الزعتري ليوم واحد نحو مليون دولار.
ورأى كلاينشميث ان "الموضوع سيكون اكثر قبولا من قبل الاردنيين إذا رأوا ان هذا المكان لا يسبب خسارة اموالهم".
وردا على سؤال حول مدة بقاء هذا المخيم، قال كلاينشميث "ربما ثلاثة أيام او 30 سنة، من يدري؟".
ويفر آلاف السوريين هربا من العنف في بلدهم عبر الحدود السورية الاردنية كل ليلة فينتهي المطاف بكثير منهم في هذا المخيم المزدحم. وافتتح الاردن في نيسان الفائت مخيما ثانيا للاجئين السوريين على اراضيه في منطقة مريجب الفهود على بعد نحو 75 كيلومترا شمال شرق العاصمة الاردنية عمان بدعم من الامارات يؤوي حاليا اكثر من 6 آلاف شخص. وتقول عمان انها استقبلت اكثر من 550 ألف لاجئ سوري منذ بدء الازمة في الجارة الشمالية في آذار2011، فيما تتحدث يونيسف عن نحو 600 الف لاجئ. وتسبب تدفق هذا العدد الكبير من اللاجئين الى المملكة باستنزاف الموارد الشحيحة مثل المياه والطاقة وبمشكلات اجتماعية. وتوقع وزير الخارجية الاردني ناصر جودة في ايار ان يبلغ عدد اللاجئين السوريين ما نسبته 40% من سكان المملكة بحلول منتصف عام 2014 ان لم تنته الازمة في بلدهم..
 
«النصرة» تستبق تشكيل «صحوات سورية» و«جنيف - 2» على هامش الجمعية العامة
لندن، بيروت، باريس، أنقرة - «الحياة» ، رويترز ، أ ف ب
أكدت مصادر ديبلوماسية غربية لـ «الحياة» ان الأمور تسير في اتجاه عقد مؤتمر «جنيف-2» الخاص بالأزمة السورية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في النصف الثاني من ايلول (سبتمبر) المقبل، بحيث يلقي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وممثلو الدول الكبرى والإقليمية بيانات ثم يكلف المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي بالتحرك بين النظام السوري والمعارضة للاتفاق على تشكيل «حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة».
وأعلن امس ان رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض احمد الجربا سيزور باريس يومي الثلثاء والأربعاء المقبلين للقاء الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ومسؤولين في البرلمان الفرنسي، ضمن جولة تقوده أيضاً الى لندن وبرلين، وصولاً الى قيامه مع رئيس اركان «الجيش الحر» اللواء سليم ادريس بزيارة نيويورك لتقديم ايجاز الى ممثلي مجلس الأمن. كما يقوم اللواء ادريس بزيارة واشنطن الأسبوع المقبل. وكان مقرراً ان يصل الجربا امس الى القاهرة لبحث موضوع المقيمين السوريين في مصر، قبل اجتماع الهيئة السياسية لـ «الائتلاف» في اسطنبول اليوم وغداً.
وقبل انتخابه رئيساً لـ «الائتلاف»، كان جربا يتولى الملف الحساس المتعلق بتسليح المعارضة، وبهذه الصفة شارك في وفود عدة تمثل الائتلاف وزار دولاً عربية وأوروبية لإقناعها بجدوى التسليح. وأعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قبل انعقاد مجلس اوروبي الاثنين في بروكسل مخصص لبحث الوضع في سورية، ان باريس «لم تغير موقفها» في شأن عدم تسليم مسلحي المعارضة السورية اسلحة فتاكة. وقال: «في الوقت الراهن لم تعدل فرنسا موقفها. لن نسلم اسلحة فتاكة، هذا هو موقفنا».
في غضون ذلك، قُتل مدير مقام «السيدة زينت» قرب دمشق واستهدف مقاتلو المعارضة مبنى السفارة الروسية في العاصمة السورية.
وظهر تطور جديد تمثل بقيام «جبهة النصرة» بضربات استباقية لمنع تشكل «صحوات سورية» على غرار ما حصل في العراق قبل سنوات، لدى تشكيل قادة عشائر كتائب حاربت تنظيم «القاعدة» هناك. وأفاد «المرصد» بأن مقاتلي «النصرة» في مدينة السفيرة في ريف حلب شمالاً، اعتقلوا الطبيب عبد الله الحمدو بـ «تهمة تشكيل صحوات مناوئة لها مؤلفة من العشرات من المقاتلين، علماً ان الحمدو كان من اوائل الذين خرجوا في تظاهرات ضد النظام (السوري) في مدينة السفيرة».
وفي الوقت نفسه، واصل مقاتلو «قوات الحماية الشعبية» التابعة لـ «مجلس غرب كردستان» تقدمهم في شمال شرقي سورية. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن مقاتلاً فجر نفسه قرب أحد مقار «وحدات الحماية» في ناحية الجوادية (جل آغا) في الحسكة في شمال شرقي البلاد، في وقت سيطرت «وحدات الحماية» على قرية تل علو التابعة لناحية جل آغا (الجوادية) والسويدية وقرية السويدية بين مدينة كركي لكي (معبدة) وبلدة تل كوجر (اليعربية)، عقب اشتباكات عنيفة مع مقاتلين من «جبهة النصرة» و»الدولة الإسلامية في العراق والشام» وبعض الكتائب المقاتلة ومقاتلي أحزاب كردية.
وفي دمشق، قُتل المدير الإداري لمقام السيدة زينب إثر سقوط قذائف على حرم المقام، في وقت قصفت قوات النظام مناطق مختلفة في دمشق مع حصول اشتباكات في حيي برزة البلد والقابون شمال العاصمة. وأعلنت المعارضة انها قصفت بخمسة صواريخ كاتيوشا محلية الصنع مبنى السفارة الروسية في وسط دمشق وأنها «حققت اصابات مباشرة» في المبنى.
وفي نيويورك، احتج السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة رون بروسور على ما اسماه «الانتهاك الخطير لاتفاق الفصل بين القوات للعام 1974» نتيجة سقوط «وابل من قذائف الهاون التي اطلقت من سورية» وقيام «دبابات وشاحنات ومركبات مصفحة تابعة للقوات الحكومية السورية بالدخول الى المنطقة العازلة».
وقال بروسور في رسالة الى الأمين العام وإلى رئيس مجلس الأمن ان «العنف الذي يزلزل سورية اخذ يرسل الصدمات في كل انحاء المنطقة ويهدد بزيادة زعزعة استقرار الشرق الأوسط».
 
مقتل مدير «السيدة زينب» في دمشق... والأكراد يواصلون «استنساخ» التجربة العراقية
لندن، بيروت - «الحياة»، أ ف ب
قُتل 12 مسلحاً من ميليشيا «اللجان الشعبية» الموالية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد خلال الاشتباكات المستمرة مع مقاتلي المعارضة في مدينة حمص بوسط البلاد، وسقطت قذيفة على مقام السيدة زينب أدت إلى مقتل مدير المركز، فيما يواصل الأكراد من خلال المعارك التي يخوضونها ضد المقاتلين «الجهاديين» في شمال سورية، إلى تثبيت سلطتهم الذاتية على الأرض في مناطق وجودهم.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن اشتباكات دارت صباح امس في حي الخالدية وسط حمص «بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية وعناصر من الدفاع الوطني الموالية لها، والتي تكبدت خسائر فادحة خلال اشتباكات الأمس في الحي»، حيث قُتل 12 عنصراً في «صفوف اللجان الشعبية الموالية للقوات النظامية».
وتشن القوات النظامية منذ نهاية حزيران (يونيو) الماضي حملة على عدد من الأحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة وسط مدينة حمص، والتي تحاصرها القوات النظامية منذ اكثر من عام. وتعرض الخالدية لقصف متواصل من القوات النظامية، التي قصفت أيضاً أماكن في منطقة الحولة في ريف حمص أسفرت عن مقتل فتاة، وسط تحليق للطيران المروحي في سماء المنطقة. وقُتل طفل في حي الوعر في ظروف مجهولة.
وفيما قصفت مدفعية القوات النظامية قرية الرامي في جبل الزاوية وأيضاً جبل الأربعين في ريف إدلب في شمال غربي البلاد، تجددت الاشتباكات مع مقاتلي المعارضة في حي الراشدين في مدينة حلب، وسط معلومات من مصادر موالية للنظام عن تقدم للجيش النظامي في الحي.
وجرى قبل أيام تغيير في القيادة العسكرية والأمنية في حلب، حيث ترأس اللواء مرشد الضاهر رئاسة اللجنة الأمنية خلفاً للعميد محمد خضور مع تعيين العميد عصام زهر الدين قائداً لعمليات الجيش في المدينة.
وفي دمشق، قُتل المدير الإداري لمقام السيدة زينب إثر سقوط قذائف على حرم المقام، في وقت قصفت قوات النظام بلدة حجيرة وسط اشتباكات عنيفة بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في منطقة المرج بالغوطة الشرقية أسفرت عن خسائر بشرية في صفوف القوات النظامية، وفق «المرصد».
واستمرت امس مساعي التهدئة في مخيم اليرموك بعد سيطرة مقاتلي المعارضة على عدد من الحواجز التابعة للنظام. واستهدفت الكتائب المقاتلة بصواريخ محلية الصنع مبنيي الاستخبارات الجوية وإدارة المركبات في مدينة حرستا شمال شرقي دمشق. واندلعت امس مواجهات في بساتين برزة البلد قرب حي القابون، الذي تواصل قوات النظام محاولات التقدم فيه وسط غطاء من القصف الجوي.
وبين دمشق وحدود الأردن، قتل خمسة مواطنين بينهم طفلة بقصف على بلدة الشيخ مسكين في درعا جنوب سورية، اضافة إلى سقوط ثلاثة عناصر من الكتائب المقاتلة أحدهم جندي منشق.
وفي شمال شرقي البلاد، أفاد «المرصد» أن مقاتلاً فجر نفسه قرب أحد مقرات «وحدات الحماية الشعبية» التابعة لـ «مجلس غرب كردستان» في ناحية الجوادية (جل آغا) في الحسكة في شمال شرقي البلاد، في وقت سيطرت «وحدات الحماية» على قرية تل علو التابعة لناحية جل آغا (الجوادية) والسويدية وقرية السويدية بين مدينة كركي لكي (معبدة) وبلدة تل كوجر (اليعربية)، عقب اشتباكات عنيفة مع مقاتلين من «جبهة النصرة» و «الدولة الإسلامية في العراق والشام» وبعض الكتائب المقاتلة ومقاتلي أحزاب كردية.
وقالت مصادر كردية إن عناصر «جبهة النصرة» اعتقلوا 15 طالباً كردياً في الحسكة كانوا عائدين من جامعات في مدن أخرى، رداً على اعتقال قوات «الحماية الشعبية» ثلاثة من عناصر «النصرة».
وكان 29 مقاتلاً من المتشددين و «الحماية الشعبية» قضوا في اشتباكات اليومين الأخيرين، والتي أسفرت عن طرد الإسلاميين المتشددين من مدينة راس العين على الحدود التركية.
وقال الخبير في الشؤون السورية والحركات الإسلامية توما بييريه، إن «الأكراد يعملون وفق مصالحهم الخاصة، وفي هذه الحال يريدون إزالة العوائق من أمام إقامة كيان شبيه بدولة في شمال سوريا»، مشيراً إلى أن الجهاديين «يمثلون أحد هذه العوائق الأساسية». وأضاف الأستاذ في قسم الدراسات الإسلامية والشرق أوسطية في جامعة ادنبره: «يستفيد الأكراد من إطار غير مرحِّب بالجهاديين، لا سيما العدائية المتزايدة حيالهم من قبل الجيش السوري الحر والسكان، إضافة إلى القوى (الدولية) الكبرى».
من جهة أخرى، قال تشارلز ليستر، المحلل في مركز «جاينز» المتخصص في شؤون الأمن والإرهاب، إن التوترات بين الأكراد و «الجهاديين» تتزامن مع الذكرى الأولى لسيطرة اللجان الكردية المسلحة على تسع بلدات في شمال سورية انسحبت منها قوات نظام الأسد، كما تأتي بعد شهر من إعلان «الحكم الذاتي» الكردي في «المناطق المحررة» في سورية. وزاد ليستر: «ثمة أسباب تدفع إلى الاعتقاد بأن الإعلان عن الحكم الذاتي شكل ناقوس خطر بالنسبة إلى الإسلاميين، لأن هذه المنطقة باتت شديدة الأهمية، خصوصاً بالنسبة للجهاديين الذين يمكنهم تحويلها إلى ملاذ آمن لهم، والإفادة من عائدات الحقول النفطية الموجودة فيها».
ويبدي الاكراد حساسية مماثلة حيال «الجهاديين»، وأوضح الكاتب والمحلل السياسي الكردي السوري فاروق حجي مصطفى، أن الأكراد «لا يريدون أن تسيطر القوى الإسلامية على المناطق الكردية». وأضاف أن تصريحات الإسلاميين عن إنشاء دولة إسلامية في شمال سورية أثارت مخاوف الأكراد، لذا أخذ الأكراد استعداداتهم لمواجهة أي طارئ، ومنها حماية الآبار النفطية وعدم تركها لأي جهة غير سورية.
ويمثل الأكراد نحو 15 في المائة من سكان سورية البالغ عددهم 23 مليون شخص، ويتركز وجودهم في المناطق الشمالية من البلاد. ويتبع أكراد سورية استراتيجية مماثلة لأقرانهم في العراق، الذين أفادوا من الأزمات المتعاقبة لفرض حكم ذاتي كامل في وجه السلطة المركزية.
ويقول حجي مصطفى: «في الحقيقة استطاع الأكراد، ومنذ سنتين، حماية ذاتهم بالرغم من الخلافات الفكرية أو الأيديولوجية الحادية بينهم. إلا أنهم (...) يتركون الخلافات الثانوية ويتحدون لمواجهة المشكلات الرئيسية» التي تواجه مستقبلهم.
ورغم طرد الأكراد للمقاتلين الإسلاميين من رأس العين، قال بييريه إنه «من المبكر جداً القول إن الجهاديين في طور الخسارة»، مضيفاً: «لكن من الواضح أنهم يواجهون ميليشيات كردية مصممة ومسلحة بشكل جيد، كما أن أحداً لا يهرع لدعمهم، والجيش السوري الحر لن يأسف لرؤية الدولة الإسلامية تتلقى الضربات».
وقال ليستر إن بدء معركة لطرد «الجهاديين» من كل المناطق التي يعتقد الأكراد أنهم أولى بالسيطرة عليها، سيضع «حزب الاتحاد الديموقراطي» بزعامة صالح مسلم في وضع صعب، على رغم أن قواته «في وضع عسكري ولوجيستي وتكتيكي أفضل بكثير مما كانت عليه قبل عام، وذلك ربما بفضل مساعدة من حزب العمال الكردستاني» بزعامة عبد الله أوجلان.
 
واشنطن تدرس استخدام القوة العسكرية في سورية
الرأي..واشنطن، عمان - د ب أ، يو بي آي - أبلغ رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي الكونغرس بأن المسؤولين الأميركيين يدرسون استخدام القوة العسكرية في سورية.
وبعد تعرضه لضغوط من قبل السناتور جون ماكين حول سبب عدم بذل المزيد من الجهد لإنهاء الصراع الدائر في سورية منذ أكثر من عامين، قال ديمبسي إن استخدام «الضربات الحركية» كان عرضة لـ «المداولات داخل أجهزتنا الحكومية».
واوضح ديمبسي متوجها الى ماكين: «أيها السيناتور، إنني مع بناء معارضة معتدلة وأدعمها. إن مسالة دعمي ذلك بتوجيه ضربات حركية مباشرة» تقع على عاتق الرئيس باراك أوباما وغيره من المسؤولين المنتخبين «لا على عاتق أعلى قائد عسكري في هذه الأمة».
ورفض ديمبسي الذي كان يتحدث خلال جلسة استماع للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، الخوض في تفاصيل أي نوع من الضربات العسكرية يتم دراسته، ومدى احتمال تفعيل هذا الخيار أو رأيه الشخصي حيال تلك المسألة.
وقال نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة الأدميرال جيمس وينفيلد للجنة نفسها إن «هناك مجموعة كاملة من الخيارات مطروحة».
واوضح ديمبسي ووينفيلد أيضا إن كفة الرئيس السوري بشار الأسد أرجح حاليا على ما يبدو في الصراع. وذكر ديمبسي: «يبدو أن الأمور تتحول حاليا لصالحه».
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني ان ما من ظروف تسمح للأسد باستعادة الحكم بقبضة من حديد على سورية، مشدداً على ان الشعب السوري يريد قيادة وحكومة جديدتين.
وذكر كارني خلال مؤتمر صحافي ان الولايات المتحدة تعزز المساعدات التي تقدمها للمجلس العسكري السوري، وتقدم أكثر كمية من المساعدات الإنسانية للسوريين وتنسق مع الحلفاء والشركاء والمعارضة للمساعدة في تعزيز قوة المعارضة.
وأشار إلى ان أوباما يسأل القادة العسكريين الأميركيين عن الخيارات، لكنه سبق وأوضح انه لن يتم إرسال أي جنود إلى الأرض في سورية.
لكنه قال ان أوباما «بشكل عام يراجع كل الخيارات في سورية لأن عدم القيام بذلك يعني عدم الوفاء بمسؤوليته التي يراها وهي تقييم الوضع المتغير هناك باستمرار في ما يتعلق بمصلحتنا القومية وما هو أفضل لمساعدة الشعب السوري والمعارضة السورية على بلوغ اليوم الذي يتخلصون فيه من حكم الأسد الاستبدادي ويبدأ العمل على إعادة بناء بلادهم وقيام حكومة تحترم حقوق كل السوريين وتوفر لهم الفرص بمستقبل أفضل».
وأقر كارني بأن الوضع على الأرض في سورية خطير، مشيراً إلى ان «الأسد يستمر في قتل شعبه، والمعارضة مستمرة في القتال ضده ومقاومته».
وذكر ان «بشار الأسد لن يحكم سورية من جديد بالطريقة عينها والشعب السوري يطالب عن حق بقيادة وحكومة جديدتين».
وطلب من كارني توضيح ما يقصده بالقول ان الأسد لن يحكم سورية بالطريقة عينها، فأوضح ان ما يقصده هو ان «ما من ظرف يمكن فيه أن يتمتع بشار الأسد أو يستعيد الحكم بقبضة من حديد على سورية».
وأضاف ان «الشعب السوري كان واضحاً بأن ما من دور للأسد في سورية في المستقبل».
وتابع ان الأسد فقد شرعيته كحاكم وقد تضرج بدماء شعبه ويستمر في شن حرب ضده «لذا لا شك لدينا في انه لم يعد قائداً شرعياً لذلك البلد وللشعب السوري».
وشدد على ان سورية تعيش نزاعاً رهيباً وعنيفاً ودموياً، «والأسد هو المسؤول»، مؤكداً ان «مستقبل سورية وآمالها تقوم على حكومة ما بعد الأسد تحترم حقوق كل شعبها».
وقام وزير الخارجية الأميركي جون كيري بزيارة اول من أمس الى مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الاردن، ودعا العالم إلى لعب دور أكبر في معالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في سورية.
وعقب لقائه بلاجئين سوريين في مخيم الزعتري، قال كيري: «أعتقد أنهم محبطون وغاضبون من العالم لعدم التدخل والمساعدة».
وفي المحطة الأخيرة من زيارته التي استغرقت ثلاثة أيام إلى المنطقة، قام كيري بجولة في مخيم الزعتري، شمالي الأردن، الذي يقيم به نحو 160 ألف سوري والذي تم تصنيفه على أنه ثاني أكبر مخيم للاجئين في العالم.
ولدى وصول كيري، نظم نحو 200 من سكان المخيم احتجاجا يدعو للتدخل الدولي في سورية مرددين: «أين منطقة حظر الطيران؟ أين أسلحة الثوار؟ نحن نموت وانتم صامتون»، وفقا لشهود.
وتعد الولايات المتحدة واحدة من أكبر الجهات المانحة للأردن، التي فتحت حدودها أمام أكثر من 560 ألف لاجئ سوري منذ اندلاع الأزمة في مارس 2011، كما قدمت نحو 45 مليون دولار في شكل مساعدات إنسانية طارئة الشهر الماضي.
ووافق مجلس محافظي البنك الدولي يوم الخميس على منح الأردن 150 مليون دولار في شكل مساعدات طارئة لمساعدته على التعامل مع تدفق اللاجئين من خلال دعم نظام الرعاية الصحية في البلاد وتقديم مساعدات للأسر الأردنية التي تعاني من ارتفاع أسعار الغذاء.
وقالت الأمم المتحدة هذا الأسبوع إن الحرب الأهلية السورية تسببت في تهجير نحو 6.8 مليون شخص، من بينهم 4.2 مليون شخص داخل البلاد.
وقال جوتيريس إن نحو 40 ألف سوري قد طلبوا اللجوء في الاتحاد الأوروبي، ثلثاهما في ألمانيا والسويد.
إدريس يزور نيويورك وربما واشنطن الأسبوع المقبل
واشنطن - رويترز - قال ممثلون للمعارضة السورية في الولايات المتحدة ان رئيس المجلس العسكري الاعلى للجيش السوري الحر اللواء سليم ادريس سيزور على الارجح الولايات المتحدة الاسبوع المقبل ومن المتوقع ان يطلب شحنات اسلحة اميركية سريعة.
ومن المتوقع ان يتوجه ادريس الى نيويورك لحضور اجتماعات في الامم المتحدة وقد يزور واشنطن ايضا.
وقالت اليزابيث عبجي المدير السياسي لجماعة تدعم المعارضة السورية ان زيارة ادريس للولايات المتحدة لم تتأكد تماما وان التفاصيل مازالت قيد البحث.
وحول تعثر ارسال اسلحة اميركية الى المعارضة السورية في الكونغرس، قالت عبجي: «أثق ان هذا الامر سيكون في صدارة برنامج اي لقاءات يعقدها (ادريس)... انا على يقين من انهم سيتحدثون كثيرا حول الظروف على الارض داخل سورية وهي حساسة للغاية».

المصدر: مصادر مختلفة

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 157,405,702

عدد الزوار: 7,067,155

المتواجدون الآن: 58