يوم الحشود في مصر: الكلمة للشارع ومصر في حضرة... الفتنة...كيف خسر "الإخوان المسلمون" مصر؟

مصر: السيسي يُعزز نفوذه بالحشود ومرسي متهم بـ «التخابر» والاسلاميون يقررون الاستمرار في التظاهر يومي السبت والاحد

تاريخ الإضافة الأحد 28 تموز 2013 - 7:06 ص    عدد الزيارات 1905    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

مصر: السيسي يُعزز نفوذه بالحشود ومرسي متهم بـ «التخابر»
الحياة..القاهرة - محمد صلاح
كسب وزير الدفاع المصري الفريق أول عبدالفتاح السيسي معركة الميادين، بعدما احتشد أمس ملايين في محافظات عدة تلبية لدعوة اطلقها لمنحه تفويضاً لمواجهة «العنف والإرهاب المحتمل». وقاربت أعداد المتظاهرين الحشود التي خرجت في 30 حزيران (يونيو) الماضي، حتى أن ميدان التحرير امتلأ عن آخره قبل موعد الإفطار رغم ارتفاع درجات الحرارة وظمأ الصائمين.
وفي حين كانت الحشود تتوافد على الميادين استجابة لدعوة السيسي، أُعلن حبس الرئيس السابق محمد مرسي 15 يوماً على ذمة اتهامات بـ «التخابر مع حركة حماس الفلسطينية» في قضية «فتح السجون» وقتل جنود وضباط.
ورفعت الحشود الضخمة سقف مطالب المتظاهرين إلى حد محاكمة مرسي وقيادات جماعته «الإخوان المسلمين» بعد حلها. وقالت حملة «تمرد» في بيان أمس: «يجب الإسراع بمحاكمة الرئيس السابق المعزول محمد مرسي لأنه أجرم في حق شعبه كثيراً». واعتبرت أن «محاكمة مرسي وكل من أجرم بحق الشعب المصري بداية لطريق العدالة والقصاص لشهداء الوطن».
وتوارت تظاهرات جماعة «الإخوان» ومؤيدي الرئيس المعزول أمام مسجد رابعة العدوية في حي مدينة نصر وفي ميدان النهضة في الجيزة، بعد مسيرات نظموها في مناطق عدة شهدت مناوشات واشتباكات محدودة مع المعارضين أسقطت عشرات الجرحى في القاهرة ودمياط وقتيلين في الاسكندرية.
وانطلقت مسيرات حاشدة صوب ميدان التحرير بعد صلاة الجمعة من مساجد عدة وسط إجراءات أمنية مشددة، ليكتظ الميدان بالمتظاهرين قبل الإفطار. وهتف المتظاهرون في ميدان التحرير: «الشعب خلاص أسقط الإخوان» و «الشعب يريد مكافحة الإرهاب» و «الشعب يريد محاكمة المعزول» و «اضرب يا سيسي».
ورفعت آلاف الصور لوزير الدفاع، كما رفعت صور للرئيس المعزول خلف القضبان. ولوحظت انتقادات حادة للولايات المتحدة في اللافتات، إذ رفع متظاهرون صوراً للرئيس الأميركي باراك أوباما ملتحياً وكتبوا تحتها: «أوباما بن لادن».
وحتى قبل وصول المسيرات من مساجد القاهرة كان ميدان التحرير قد اكتظ بالمتظاهرين، وسط تحليق مروحيات الجيش في سمائه على ارتفاع منخفض، وتسبب الزحام في إصابة العشرات بالإغماء.
واحتشد عشرات الآلاف في محيط قصر الاتحادية الرئاسي بعد أن نظم المتظاهرون المعارضون لمرسي مسيرات من المساجد القريبة من القصر وسط إجراءات أمنية مشددة. واعتبر الناطق باسم الرئاسة أحمد المسلماني أن «إمتلاء ميدان التحرير بالصائمين يأتي تأكيداً على نبذ الإرهاب ودعم الثورة».
في المقابل، نظم أنصار مرسي مسيرة شارك فيها آلاف في شارع رمسيس اتجهت من مسجد الفتح في العباسية إلى مسجد رابعة العدوية. ورفع المتظاهرون صوراً للرئيس المعزول ورددوا هتافات ضد السيسي. وشارك المئات في مسيرات عدة نظمها «الإخوان» في أحياء مختلفة، لكنها كانت مسيرات محدودة خلافاً لمسيرة رمسيس التي ظهر أنها المسيرة الرئيسة لأنصار مرسي في القاهرة.
وفي المحافظات، ظهرت الغلبة واضحة لمعارضي «الإخوان»، بعدما حشدت الجماعة غالبية أنصارها للقدوم إلى القاهرة للتظاهر أمام مسجد رابعة العدوية.
في غضون ذلك، أمرت السلطات القضائية أمس بسجن مرسي 15 يوماً على ذمة التحقيقات في شأن اتهامه بـ «التخابر واقتحام السجون وقتل وخطف جنود الشرطة»، بعد يوم من دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والولايات المتحدة وبريطانيا الجيش إلى إطلاق سراح مرسي وقادة «الإخوان» المعتقلين أو إحالتهم على محاكمات غير مسيسة.
ووجهت سلطات التحقيق إلى مرسي اتهامات «التخابر مع حركة حماس للقيام بأعمال عدائية في البلاد والهجوم على المنشآت الشرطية والضباط والجنود واقتحام السجون المصرية وتخريب مبانيها وإحراق سجن وادي النطرون وتمكين السجناء من الفرار وفراره شخصياً من السجن وإتلاف الدفاتر والسجلات الخاصة بالسجون واقتحام أقسام الشرطة وتخريب المباني العامة والأملاك، وقتل بعض السجناء والضباط والجنود عمداً مع سبق الإصرار، واختطاف بعض الضباط والجنود».
وقال قاضي التحقيق في قضية اقتحام السجون حسن سمير في بيان إنه أجرى تحقيقاً مع مرسي وواجهه بالأدلة والاتهامات الموجهة إليه في الجرائم التي ارتكبها وآخرون، قبل أن يأمر بحبسه 15 يوماً احتياطياً على ذمة التحقيقات التي يجريها معه.
ورفضت جماعة «الإخوان» الاتهامات التي نسبت إلى الرئيس المعزول، واعتبرت أنها «تبعث على السخرية». وقال الناطق باسم الجماعة جهاد الحداد: «لا نأخذ الأمر بجدية على الإطلاق وسنواصل احتجاجاتنا في الشوارع».
 
«حماس» تنتقد الاتهامات لمرسي: عارٌ وخطير... ولم نكن يوماً أعداء لمصر
الحياة...غزة - فتحي صبّاح
خرجت حركة «حماس» عن صمتها إزاء مجريات الصراع السياسي في مصر، ووصفت قرار حبس الرئيس المصري «الإخواني» المعزول محمد مرسي بتهم تتضمن التخابر مع الحركة، بأنه «جزء من حملة التشويه والدعاية المضللة ضد الحركة وقطاع غزة والشعب الفلسطيني».
وقررت «حماس» رفع نبرة صوتها في وجه «الانحراف الخطير في تشويه الصورة واستغلالها في شكل رخيص والهجوم المريع على الحركة»، في وقت شهدت صفحات التواصل الاجتماعي «صراعاً افتراضياً موازياً» بين مؤيدي مرسي و»الاخوان» و»حماس» من جهة، ومعارضيهم من الفلسطينيين، وأحياناً من المصريين من جهة أخرى.
واستنكر القيادي في «حماس»، وكيل وزارة الخارجية في حكومتها غازي حمد هذه الحملة «المغرضة التي «تقف وراءها جهات معينة» أحجم عن الافصاح عن هويتها. واعتبر، في حديث الى «الحياة»، أن «الحملة تهدف الى الوقيعة بين مصر وقطاع غزة، وهي جزء من مسلسل أخبار وادعاءات كاذبة تهدف الى زيادة البلبلة في مصر وبين مصر والفلسطينيين». ووصف قرار حبس مرسي بتهمة «التخابر مع حماس» بأنه «خطير»، مضيفاً أن الحركة «لم تكن يوماً معادية لمصر. علاقتنا مع الجميع على المستوييْن السياسي والأمني كانت جيدة، وبنينا ثقة مع المستويات الرسمية».
وقال حمد الذي يُعتبر بمثابة وزير خارجية حكومة «حماس» وقناة الاتصال الوحيدة مع مصر منذ عزل مرسي، إن اعتبار «حماس» حركة معادية والزج بها في اللعبة السياسية المصرية «يتم استغلاله بشكل رخيص يفتقر الى المعايير الأخلاقية والقيمية والقانونية».
وأشار الى أن الحركة «أبلغت الجانب المصري رفضها واستنكارها» قرار التهم الموجهة الى مرسي بالتخابر مع «حماس»، لافتاً الى أن قادة الحركة «التقوا مرسي بشكل طبيعي وضمن البروتوكول وبحضور مدير المخابرات العامة وبشكل علني أمام وسائل الاعلام».
ويأتي هذا التطور في ظل تدمير الجيش المصري مئات أنفاق التهريب بين غزة ومصر، وفتح معبر رفح الحدوي ثلاث ساعات يومياً أمام المرضى والحالات الانسانية فقط، وفي ظل تحليق طائرات مروحية مصرية داخل القطاع في مدينتي رفح وخان يونس التي تبعد عن الحدود نحوعشرة كيلومترات.
ويتخوّف فلسطينيون من إجراءات عقابية مصرية. غير أن حمد استبعد أن تصعّد مصر إجراءاتها ضد القطاع لتصل الى ملاحقة «بعض المشتبه بهم» بارتكاب أعمال «عدائية» في مصر.
ورأى الناطق باسم «حماس» سامي أبو زهري أن قرار حبس مرسي «يؤكد أن السلطة القائمة في مصر باتت تتنصل من القضايا القومية، بل وتتقاطع مع أطراف أخرى للإساءة إليها، وفي مقدمها قضية فلسطين».
ولفت القيادي في «حماس» صلاح البردويل الى إن «حماس ليست حركة إرهابية، لا في القانون المصري ولا لدى الشعب المصري، بل هي حركة تحرر وطني ومقاومة أصيلة تدافع عن كرامة الأمة العربية والإسلامية ومصر نفسها من التربص الصهيوني الدائم بها وبأمنها وبحدودها».
واعتبر أن من «العار، ومما يدعو إلى الخزي أن تُتهم حماس ويُتهم الرئيس المصري ويُحبس بتهمة التخابر معها، الأمر الذي يعطي انطباعاً أنها عدوة للشعب المصري والأمة العربية والإسلامية، وأن ملاحقة كل من يتصل بها أمر قانوني، وهو أمر مستنكر، ونحن في زمن أصبحت الحقائق تقلب فيه بكل سذاجة».
 
مصر: تلبية واسعة لدعوة السيسي للتظاهر وحشود «الإخوان» تتوارى
القاهرة - «الحياة»
لقيت دعوة وزير الدفاع المصري الفريق أول عبدالفتاح السيسي إلى التظاهر لتفويضه في «مكافحة العنف والإرهاب المحتمل» استجابة واسعة أمس، فرغم ارتفاع درجات الحرارة وصيام رمضان، امتلأ ميدان التحرير قبل موعد الإفطار بمئات الآلاف من المتظاهرين، كما احتشد الآلاف أمام قصر الاتحادية الرئاسي، وتظاهر مئات الآلاف في ميادين المحافظات المختلفة، لتتوارى تظاهرات جماعة «الإخوان المسلمين» ومؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي في «رابعة العدوية» في حي مدينة نصر وفي ميدان النهضة في الجيزة، بعد مسيرات نظموها في مناطق عدة وشهدت اشتباكات مع المعارضين انتهت بطرد «الإخوان».
وانطلقت مسيرات حاشدة صوب ميدان التحرير بعد صلاة الجمعة من مساجد عدة، وسط إجراءات أمنية مشددة، ليكتظ الميدان بالمتظاهرين قبل الإفطار، ليستقبل الميدان مساء أعداداً غير مسبوقة قاربت أعداد المتظاهرين في 30 حزيران (يونيو) الماضي.
وكانت قوات الشرطة كشفت من إجراءاتها في محيط ميدان التحرير لتأمين المتظاهرين. وتفقد وزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم وقائد المنطقة المركزية العسكرية اللواء توحيد توفيق محيط الميدان فجراً. وتواجدت دوريات مشتركة من الجيش والشرطة عند كل أطراف الميدان لمعاونة اللجان الشعبية في تفتيش المارة، كما طافت سيارات كشف المتفجرات ميادين التظاهر للتأكد من خلوها من أي عبوات ناسفة.
وتم نشر 25 تشكيلاً من الأمن المركزي وعشرات المدرعات والعربات المصفحة في محيط ميدان التحرير و25 تشكيلاً وعشرات المدرعات والعربات المصفحة في محيط قصر الاتحادية الرئاسي لتأمين التظاهرات. وأغلقت القوات المسلحة كل الطرق المؤدية إلى مقر وزارة الدفاع بسبب انتشار التظاهرات في الأحياء القريبة منها.
ونشرت السلطات 20 تشكيلاً من الأمن المركزي وعشرات المدرعات في محيط مدينة الإنتاج الإعلامي لتأمين منشآتها والإعلاميين والعاملين فيها أثناء دخولهم وخروجهم منها، إضافة إلى تجهيز مجموعات قتالية في مختلف قطاعات الأمن المركزي لسرعة التدخل إن استدعت الظروف. وتم تأمين التجمعات بنحو ألفي سيارة إسعاف وزعت على 19 ميداناً في كل المحافظات.
وهتف المتظاهرون في التحرير: «الشعب خلاص أسقط الإخوان» و «الشعب يريد مكافحة الإرهاب» و «الشعب يريد محاكمة المعزول» و «اضرب يا سيسي». ورفعت آلاف الصور لوزير الدفاع، كما رفعت صور للرئيس المعزول خلف القضبان، ولوحظت انتقادات حادة للسياسة الأميركية في مصر، إذ رفع متظاهرون صوراً للرئيس الأميركي باراك أوباما ملتحياً وكتبوا تحتها: «أوباما بن لادن». وحتى قبل وصول المسيرات من مساجد القاهرة كان ميدان التحرير قد اكتظ بالمتظاهرين، وسط تحليق مروحيات الجيش في سمائه، وسبب الزحام في إصابة العشرات بالإغماء. واحتشد عشرات الآلاف في محيط قصر الاتحادية الرئاسية بعد أن نظم المتظاهرون المعارضون لـ «الإخوان» مسيرات من المساجد القريبة من القصر وسط إجراءات أمنية مشددة.
في المقابل، نظم أنصار مرسي مسيرة شارك فيها عشرات الآلاف في شارع رمسيس، اتجهت من مسجد الفتح في العباسية ومنه إلى الاعتصام الرئيس لهم أمام مسجد رابعة العدوية. ورفع المتظاهرون صوراً للرئيس المعزول ورددوا هتافات ضد السيسي. وشارك مئات في مسيرات عدة نظمها «الإخوان» في أحياء مختلفة، لكنها كانت مسيرات محدودة خلافاً لمسيرة شارع رمسيس، إذ ظهر أنها المسيرة الرئيسة لأنصار مرسي في القاهرة.
ووقعت اشتباكات محدودة بين أنصار مرسي ومعارضيه في حي شبرا القاهري حين ردد مئات من أنصار الرئيس المعزول هتافات ضد السيسي، فهتف آخرون ضد مرسي وتأييداً لوزير الدفاع، ثم تطور الأمر إلى مناوشات ورشق متبادل بالحجارة، لكن سرعان ما تمت السيطرة على الموقف، بعدما طرد معارضو مرسي مؤيديه من المنطقة. وجُرح 10 أشخاص في تلك الاشتباكات.
وقرب اعتصام الإسلاميين في الجيزة، رفع أهالي في منطقة بين السرايات القريبة من الاعتصام صور السيسي في شرفات منازلهم، ما أثار استياء المشاركين في مسيرات تأييد مرسي، ووقعت مناوشات لفظية بين الجانبين.
وفي الإسكندرية، تظاهر آلاف في ميدان سيدي جابر تلبية لدعوة السيسي وحمل المتظاهرون صوراً لمرسي وقيادات جماعة «الإخوان» مكتوباً عليها «حاكموهم». وهتف المتظاهرون: «يسقط يسقط حكم المرشد» و «طهر يا سيسي مرسي مش رئيسي» و «الشعب يريد حل الإخوان». وشكل الأهالي لجاناً شعبية لتأمين المتظاهرين. كما كثفت قوات الأمن من وجودها في محيط المنطقة لتأمين الحشود. كما نظم الصيادون تظاهرات بمراكب الصيد قرب شاطئ الاسكندرية رفعوا خلالها أعلام مصر وصور السيسي.
واحتشد آلاف من مؤيدي مرسي أمام مسجد القائد إبراهيم عقب صلاة الجمعة، ورفعوا صوراً لمرسي كتبوا عليها: «لا للانقلاب العسكري ومع الشرعية» إضافة إلى أعلام مصر. ووقعت اشتباكات قرب ساحة القائد ابراهيم بين أنصار مرسي ومعارضيه، قُتل فيها شخص وأصيب العشرات. وقال شهود عيان إن الطرفين تبادلا الرشق بالحجارة والزجاجات الفارغة، وسُمع دوي إطلاق نار في المنطقة.
وفي المحافظات، ظهرت الغلبة واضحة لمعارضي «الإخوان»، بعدما حشدت الجماعة غالبية أنصارها للقدوم إلى القاهرة للتظاهر في «رابعة العدوية». ووقعت اشتباكات محدودة بين أنصار مرسي ومعارضيه في ميدان الحرس في مدينة دمياط.
 
الاسلاميون يقررون الاستمرار في التظاهر يومي السبت والاحد
القاهرة - ا ف ب
اعلن تحالف أسسه الاخوان المسلمون اثر الاطاحة بالرئيس الاسلامي محمد مرسي في الثالث من تموز/ يوليو، مساء الجمعة انه مستمر في التظاهر يومي السبت والاحد "لاسقاط الانقلاب"، معتبرا ان الشارع المصري انحاز الى صفه.
وجاء في بيان لـ"التحالف الوطني لدعم الشرعية" تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه "نحن نثق أن اليومين القادمين من، مليونية اسقاط الانقلاب، ستكون حاسمة في تاريخ مصر".
واضاف البيان "لقد اثبتت عشرات الملايين التي خرجت اليوم (امس الجمعة) في كل محافظات مصر (..) انها ترفض الانقلاب العسكري الفاشي الدموي الذي يريد إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء وترفض أي حديث عن التفويض بالقتل والذبح لاي مصري تحت أي ادعاء أو ذريعة".
واعتبر البيان ان تظاهرات امس "اوقفت قائد الانقلاب عند حده، وعلى القيادة العامة للقوات المسلحة تنحية هذا الرجل الذي لم يعد يصلح للقيادة" في اشارة الى قائد الجيش ووزير الدفاع الفريق اول عبدالفتاح السيسي.
ونزل مئات الالاف من المصريين تلبية لدعوة السيسي الذي كان طلب الاربعاء من المصريين النزول الى الشارع الجمعة لمنحه "تفويضا" لمواجهة العنف والارهاب، في مقابل عشرات آلاف من انصار الاسلاميين المطالبين بعودة مرسي للحكم.
وسجلت اشتباكات ومناوشات بين الطرفين كان اشدها في الاسكندرية حيث قتل خمسة اشخاص. ونقلت وسائل الاعلام الرسمية المصرية عن مصدر امني ان التقديرات الاولية لعدد من نزل الجمعة في ميادين مصر كلها هو 26 مليون مواطن.
 
قاضي التحقيق يأمر بحبس مرسي 15 يوما بتهمة التخابر مع «حماس» واقتحام السجون وقيادات الحركة تنفي علاقتها بالقضية وتعدها تطورا خطيرا يحولها لـ«عدو»

جريدة الشرق الاوسط... القاهرة: محمد عبده حسنين رام الله: كفاح زبون .... أصدر المستشار حسن سمير، قاضي التحقيق المنتدب من محكمة استئناف القاهرة، قرارا أمس بحبس الرئيس المعزول محمد مرسي لمدة 15 يوما احتياطيا، على ذمة التحقيقات التي يجريها معه في القضية المعروفة إعلاميا بـ«وادي النطرون»، والمتعلقة باتهامه بالهروب مع غيره من السجن إبان ثورة 25 يناير 2011. ورفضت جماعة الإخوان المسلمين القرار، ووصفه المتحدث باسمها بأنه «وأد لإرادة الشعب المصري الحر».
ومن جهتها، رأت حركة حماس الفلسطينية أن قرار حبس مرسي بتهمة التخابر معها «تطور خطير يحولها إلى عدو»، ونفت أي علاقة لها بملف وادي النطرون والسجون المصرية.
ويقبع مرسي حاليا في مكان ما تابع للقوات المسلحة غير معروف، بعد عزله في 3 يوليو (تموز) الحالي. ووفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط (الرسمية)، فإن القرار «جاء بعد أن تم استجواب مرسي، ومواجهته بالأدلة وتوجيه الاتهامات له في الجرائم التي ارتكبها بالاشتراك مع آخرين».
وبينما تداولت وسائل إعلام محلية معلومات، عن مصادر غير رسمية، تفيد بالاتجاه لنقل الرئيس السابق إلى سجن «طرة»، نفت وزارة الداخلية وجود أي قرار رسمي حتى الآن بنقل مرسي للسجن.
وتتضمن لائحة الاتهامات المسندة إلى مرسي «السعي والتخابر مع حركة حماس للقيام بأعمال عدائية في البلاد، والهجوم على المنشآت الشرطية، والضباط والجنود واقتحام السجون وتخريب مبانيها وإشعال النيران عمدا في سجن وادي النطرون، وتمكين السجناء من الهرب وهروبه شخصيا، وإتلاف الدفاتر والسجلات الخاصة بالسجون واقتحام أقسام الشرطة، وتخريب المباني العامة والأملاك، وقتل بعض السجناء والضباط والجنود عمدا مع سبق الإصرار، واختطاف بعض الضباط والجنود».
وكلف قاضي التحقيق النيابة العامة بسؤال بعض الشهود إعمالا للسلطة المخولة له بنص المادة 70 من قانون الإجراءات الجنائية.
وكانت محكمة جنح مستأنف الإسماعيلية أصدرت حكما في القضية الشهر الماضي بإعادة ملف القضية إلى النيابة العامة للتحقيق من جديد في كيفية هروب السجناء وتورط عناصر خارجية وداخلية في اقتحام السجن، واستدعاء 35 من قيادات جماعة الإخوان المسلمين وعلى رأسهم محمد مرسي للتحقيق في عملية هروبهم. كما طلبت المحكمة من النيابة مخاطبة الإنتربول الدولي للقبض على المتهمين من حزب الله وحماس.
وكان مرسي وعدد من قيادات الإخوان المسلمين والجماعات الجهادية محبوسين في سجن وادي النطرون بالصحراء الغربية وقت الثورة. وقال مرسي فور خروجه من محبسه - آنذاك - في مكالمة هاتفية مع قناة «الجزيرة» الفضائية، إن «من أخرجوه من سجن وادي النطرون في أحداث 28 يناير (كانون الثاني) 2011 كانوا أهالي نزلاء السجن وليس حركة حماس الفلسطينية».
وأضاف أن «أهالي السجناء ظلوا يحاولون تحطيم بوابات السجن لأربع ساعات متواصلة، وأن السجناء - وهو معهم - تعرضوا لخطر الموت بسبب كثافة إطلاق الغازات المسيلة للدموع».
ورحب عدد من القوى السياسية والثورية المناهضة لجماعة الإخوان المسلمين بالقرار، وقال محمد عبد العزيز، مسؤول الاتصال السياسي بحركة تمرد، إن «حبس مرسي بتهمة التخابر هو مطلب من مطالب ثورة 30 يونيو».
في المقابل، رفضت جماعة الإخوان في مصر الاتهامات الموجهة لمرسي. وقال أحمد عارف، المتحدث باسمها إن «خبر حبس مرسي صباح يوم جمعة (إسقاط الانقلاب) هو إشهار إفلاس كامل لقادة الانقلاب العسكري الدموي وتهافت شديد على وأد إرادة الشعب المصري الحر والرافض لعودة الدولة الدكتاتورية البوليسية بكل ما تحمله من ممارسات القمع والاستبداد واللصوصية».
وأكد عارف في بيان له أمس على صفحته الرسمية على موقع «فيس بوك» أنه «ليس بإمكان أحد خديعة الشعب المصري ولا المراهنة على أن يستسلم أمام الهجمة الشرسة للثورة المضادة ولن يتنازل خطوة عن أي مكتسب من مكتسبات ثورة كل المصريين ثورة 25 يناير والتي توضع الآن في قفص الاتهام».
كما شدد التحالف الوطني لدعم الشرعية، الداعم لمرسي، على أن قرار حبسه «مريب وانهيار دوله القانون وسيادة قانون الغاب بحكم الانقلاب العسكري الفاشي». وقال بيان للتحالف إن «القرار يأتي في وقت يطلب فيه العالم كله بإطلاق سراح الرئيس المختطف دون وجه حق منذ 3/ 7 ولا يسمح له بلقاء أسرته ولا معاونيه».
من جهتها، اعتبرت حركة حماس، قرار حبس مرسي بتهمة التخابر معها، يعني أن «السلطات المصرية الحالية تتنصل من القضايا القومية والقضية الفلسطينية». وقال المتحدث باسم حركة حماس في غزة، سامي أبو زهري «حماس تدين هذا الموقف لأنه ينبني على اعتبار أن حماس حركة معادية وهذا تطور خطير، يؤكد أن السلطة القائمة في مصر باتت تتنصل من القضايا القومية، بل وتتقاطع مع أطراف أخرى للإساءة إليها، وفي مقدمتها قضية فلسطين».
ووصف القيادي في حماس صلاح البردويل، قرار حبس مرسي بمحاولة «زج الحركة في معركة سياسية غير شريفة». وقال البردويل «إن حماس حركة مقاومة أصيلة، وحركة تحرر وطني، وليست حركة إرهابية لدى الشعب المصري ولا في القانون المصري، وهي تدافع عن كرامة الأمة العربية والإسلامية، وعلى رأسها مصر نفسها من التربص الصهيوني الدائم بها».
وأضاف أن «ما يجري هو تقديم حماس كعدوة للشعب المصري، ومحاولة تشريع ملاحقة كل من يتصل بها». وتابع: «هذا قلب ساذج للحقائق، وانحراف للبوصلة عن العدو الحقيقي الذي يهدد الشعب المصري والأمة».
ودان البردويل في تصريح نشره المركز الفلسطيني التابع لحماس، ما وصفه بـ«وضع الحركة في مواجهة الشعب المصري واتهام كل من يتواصل معها بأنه يستحق الحبس». وقال: «هذا أمر ينافي القانون المصري نفسه، وينافي الأخلاق المصرية، وينافي إرادة الشعب المصري كله، الذي يعشق فلسطين وحماس. هذا الشعب الذي ذاق مرارة العدوان الصهيوني في بحر البقر وفي سيناء، هذا الشعب الذي يعاني المؤامرات تلو المؤامرات ويبغض الاحتلال ويكره كل من يتعامل معه وليس مع شرفاء الأمة».
وتساءل البردويل: «هل اتهام مرسي بالتخابر مع حماس معناه أن كل الأحزاب اليسارية والليبرالية وعناصرها ممن تواصلوا مع حماس وباركوا لها انتصاراتها في معركة الفرقان وحجارة السجيل، هم عرضة للاعتقال والتحقيق؟ أليس هذا أمرا مخزيا ومعيبا أن تصل الخصومة السياسية داخل مصر إلى التعدي على شعب فلسطين المقاوم؟ أليس الأولى بهؤلاء أن يتصدوا للحملة الصهيونية على المقدسات العربية والإسلامية؟ هل هذا هو ما وصلت إليه عبقرية صانعي هذا القرار اللئيم؟».
وجدد البردويل التأكيد على أن حماس «لم تتدخل ولا تتدخل في الأزمة المصرية الداخلية، وأنها لم تؤذ مصر، ولا يوجد أي دليل على ذلك». ونفى البردويل بشدة أي علاقة لحركته بأحداث سجن وادي النطرون. وقال: «التلفيق الذي صدر بشأن موضوع السجون باطل جملة وتفصيلا، ولم يكن أحد من أبناء حماس في السجن الذي كان فيه مرسي».
 
المصريون يجددون شرعية ثورتهم ضد حكم الإخوان والمحافظات تنتفض ضد الإرهاب * «الإخوان» تواصل اعتصامها في «رابعة» * الجيش ينفي وجود ساعة صفر لتصفية مؤيدي مرسي

جريدة الشرق الاوسط... القاهرة: وليد عبد الرحمن .. في واحدة من المشاهد المؤثرة في تاريخهم الحديث خرج ملايين المصريين أمس إلى الشوارع والميادين لمنح الجيش التفويض لـ«محاربة الإرهاب»، وسط ترقب أمني، وتحذيرات من أي اعتداء على المتظاهرين من قبل أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي المعتصمين والذين خرجوا بالآلاف في ميداني (رابعة العدوية) شرق القاهرة، والنهضة (غرب القاهرة) للمطالبة بعودة مرسي للسلطة.
وأوضحت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط» أن «الحشود استجابت لطلب الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع من أجل منحه تفويضا من الشعب لمواجهة الإرهاب، وأن المؤسسة العسكرية تتعهد بالتنسيق مع أجهزة وزارة الداخلية في إطار المسؤولية الوطنية تجاه الشعب المصري العظيم بحماية المتظاهرين السلميين».
وأكدت المصادر أن المؤسسة العسكرية تجدد تحذيرها من الانحراف عن المسار السلمي لأعمال التظاهر أو اللجوء إلى أي مظهر من مظاهر العنف أو الإرهاب، وأنه سيتم مواجهة ذلك بكل حسم وقوة وفقا لمقتضيات القانون، قائلة إن «القوات المسلحة تناشد مختلف القوى السياسية بالبعد عن أعمال الاستفزاز والالتزام بضوابط التعبير السلمي عن الرأي».
ورفع ملايين المصريين الذين خرجوا أمس (الجمعة) لتجديد شرعية ثورتهم ضد حكم الإخوان في مظاهرة «لا للإرهاب»، شعارات «إحنا الشعب الخط الأحمر»، و«يا سيسي يا سيسي إحنا وراك يا سيسي»، و«الجيش والشعب إيد واحدة.. تحيا مصر»، و«يا أبو دبوره ونسر وكاب.. إحنا معاك ضد الإرهاب»، و«الجيش المصري في كل مكان.. عمره ما يغدر ولا يتهان»، و«مش محتاج مننا تفويض.. اقضي بجد على المطاريد»، و«فوضناك فوضناك.. اضرب وانفخ وإحنا معاك»، و«يا إخواني خايف ليه عارف نفسك ولا إيه». ورفع المتظاهرون صور وزير الدفاع، وطافوا في مسيرات عبر الشوارع حتي ميدان التحرير، وحلقت طائرات حربية أعلى ميدان التحرير بهدف تأمينه، وتمشيط أسطح العمارات، تحسبا لاعتلائها من قبل مجهولين، وأطلق المئات من المتظاهرين صافرات «الفوفوزيلا»، والشماريخ والألعاب النارية، تعبيرًا عن فرحتهم لحراسة الجيش المظاهرات والمعتصمين في ميادين مصر، فيما ردد آخرون هتافات تدعم القوات المسلحة والفريق أول عبد الفتاح السيسي، ترددت أصداؤها بقوة في معظم المدن والمحافظات المصرية.
وفي المقابل استمر عدة ألوف من أنصار الرئيس مرسي في الاعتصام في منطقة رابعة العدوية القريبة من مقر القصر الرئاسي، بينما اختفى مؤيدوه تقريبا من باقي المحافظات المصرية. وقال مراقبون إن «حشود ميدان التحرير أمس كانت مماثلة من تلك التي تسببت في إسقاط نظام الرئيس السابق محمد مرسي في 30 يونيو (حزيران) الماضي».
ودعا لمظاهرات أمس الفريق أول عبد الفتاح السيسي بالنزول والاحتشاد في الميادين أمس (الجمعة) لـ«تفويضه في مواجهة العنف والإرهاب المحتمل»، متعهدا بتأمين هذه التظاهرات، في مواجهة أي أعمال عنف متوقعة من أنصار الرئيس المعزول.
وقالت مصادر أمنية إن «قوات الأمن قامت بالانتشار بكثافة لتأمين المتظاهرين بالتنسيق مع القوات المسلحة، بتشكيلات أمنية وعشرات المدرعات والعربات المصفحة بمحيط ميدان التحرير ومحيط قصر الاتحادية الرئاسي بمصر الجديدة، لتأمين المتظاهرين السلميين خلال التظاهرات، والحيلولة دون أي محاولة للاعتداء عليهم».
وأضافت المصادر الأمنية نفسها، لـ«الشرق الأوسط» أن «تشكيلات أمنية انتشرت في الشوارع لحماية أبناء الشعب والمنشآت».
وفي خطبة الجمعة بميدان التحرير، قال الشيخ مظهر شاهين إمام وخطيب مسجد عمر مكرم إن «الشعب المصري بخروجه أمس، فوض الفريق أول السيسي بمحاربة الإرهاب في كل ربوع البلاد».
وطالب شاهين خلال خطبته التي ألقاها من أعلى منصة التحرير بعدد من المطالب منها «محاسبة المتورطين في قتل المتظاهرين، وتفويض الجيش باتخاذ الإجراءات الرادعة لمكافحة الإرهاب».
وردد الآلاف بشكل جماعي القسم خلف الشيخ مظهر شاهين: «أقسم بالله العظيم أن نحافظ على الثورة وعلى جيشنا وثورتنا وأن نعيش من أجلها».
في السياق ذاته، أكد الدكتور محمد سلطان رئيس هيئة الإسعاف المصرية أن حصيلة الاشتباكات التي وقعت أمس بين المؤيدين والمعارضين للرئيس المعزول مرسي بمنطقة شبرا وبمحافظة دمياط، أسفرت عن إصابة 30 شخصا.
وشهد ميدان الشون بمدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية توافد المتظاهرين والأهالي للمشاركة في جمعة «لا للإرهاب»، وقام عدد من المتظاهرين بتوزيع صور الفريق السيسي على المتظاهرين، وردد المتظاهرون هتافات «الله أكبر.. انزل يا سيسي طهر يا سيسي». وفي الإسكندرية، احتشد جموع المواطنين بمنطقة سيدي جابر للمشاركة في الفعاليات الاحتجاجية ضد الإخوان.
وفي تحد للمظاهرات المناوئة للرئيس قام مؤيدو مرسي في حي رابعة العدوية بالقاهرة بتجديد مطالبهم بعودة مرسي لمنصبه وعودة مجلس الشورى المنحل والدستور، بالتزامن مع تهديد قادة من التيار الإسلامي الموجودين في رابعة بالدفاع عن «شرعية الرئيس» حتى الموت.
وكان التحالف الوطني لدعم الشرعية، الذي يضم أحزابا إسلامية في مقدمتهم حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان، دعا المصريين للتظاهر أمس في «جمعة الفرقان» للمطالبة بعودة الرئيس المعزول للحكم.
من جهته، نفى العقيد أحمد علي المتحدث باسم الجيش المصري وجود ساعة صفر للقضاء على مؤيدي مرسي. وقال أمس إنه في إطار ما تداولته بعض مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» من تصريحات منسوبة للفريق صدقي صبحي رئيس أركان حرب القوات المسلحة، مفادها أن ساعة الصفر للقضاء على مؤيدي الرئيس السابق في تمام الرابعة والنصف من عصر أمس، وفي ذات الشأن تؤكد القوات المسلحة على أنه لا صحة لهذه المعلومات شكلا وموضوعا، وتأتي ضمن سلسلة الأكاذيب والمعلومات المغلوطة التي تستهدف محاولات تشويه المؤسسة العسكرية.
وشدد المتحدث العسكري على أن دعوة الفريق أول عبد الفتاح السيسي للنزول إلى كافة ميادين مصر لا تحمل تهديدا لأطراف سياسية بعينها، بل جاءت كمبادرة وطنية لمواجهة العنف والإرهاب الذي لا يتسق مع طبيعة الشعب المصري ويهدد مكتسبات ثورته وأمنه المجتمعي، واستكمال لمسيرة ثورة 30 يونيو (حزيران) والتي استمدت شرعيتها من إرادة الشعب.
ومن ناحيته، أكد الأزهر الشريف أن بيان شيخ الأزهر الليلة قبل الماضية موجه للمصريين كافة، في كل ميادين مصر بما فيها ميدان رابعة العدوية وغيره، وليس لطرف دون آخر، وكان النداء لهم جميعا لإنقاذ مصر من كل ما يلحق بها من ضرر أو خطر.
وقال الأزهر: «ليس من الأمانة قيام البعض بتوجيه البيانات الوطنية للأزهر، أو استغلالها لأغراضٍ سياسية». وكان شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب قد أصدر بيانا الليلة قبل الماضية، أكد فيه أن الشعب أيا كانت توجهاته وانتماءاته سوف يعبر عن رأيه بصورة حضارية دون انزلاق إلى دائرة العنف أو مستنقع الفوضى في مظاهرات الجمعة، إلا أن كثيرين اعتبروها موجهة لمعارضي مرسي في التحرير وليس لمؤيدي الرئيس المعزول في ميداني رابعة العدوية والنهضة.
 
مصر في حضرة... الفتنة
القاهرة - «الراي»
هل أصبحت مصر البلد العربي التالي الذي ينزلق الى الفتنة؟
هذا السؤال بات مشروعاً بعد الجولة الجديدة من المعركة الدامية والمفتوحة باستخدام الحشود بين جماعة «الاخوان المسلمين» من جهة والجيش والقوى السياسية المدنية من جهة ثانية، في ظل قلق كبير في داخل مصر وخارجها من ان تصل البلاد الى نقطة يصبح معها من الصعب لملمة الاوضاع واعادة وضعها على سكة العودة الى آليات متوافق عليها للحكم.
ففي ظل تصعيد ميداني واضح، تجلى ببدء أعداد كبيرة من المصريين بالتوافد الى الميادين بدءا من فجر أمس تلبية لدعوة وزير الدفاع الفريق اول عبد الفتاح السيسي لاعطائه «تفويضاً بمحاربة الارهاب»، ونزول الاسلاميين في ميادين مقابلة، جاء تطور حبس الرئيس المعزول محمد مرسي 15 يوما على ذمة التحقيق بتهمة التخابر مع حركة «حماس» واقتحام سجن وادي النطرون حيث كان مرسي محبوسا قبل ثورة 25 يناير، ليؤكد أن أبواب التفاوض قد اغلقت، اقله في الفترة الراهنة، خصوصا أن ذلك اعقب تقدم رئيس الوزراء في عهد مرسي هشام قنديل بمبادرة للتهدئة بدا أن الجيش والقوى السياسية تجاهلوها. وتزامن هذا التطور مع آخر أوحى بنية الجيش حسم الامور بسرعة وتمثل في اعطاء مهلة 48 ساعة لجماعة «الاخوان» للانضمام الى «المصالحة الوطنية».
على ان الرد «الإخواني» التصعيدي بدوره جاء سريعا، خصوصا انه تضمن الاعلان عن الاستمرار بالتظاهر.
ووصف المتحدث باسم جماعة «الاخوان» جهاد الحداد الاتهامات التي وجهها قاضي التحقيق الى مرسي بانها «تبعث على السخرية».
وقال: «لا نأخذ الأمر بجدية على الاطلاق وسنواصل احتجاجاتنا في الشوارع. في الحقيقة نحن نعتقد أن المزيد من الناس سيدركون ما يمثله هذا النظام فعلا... عودة دولة (الرئيس السابق حسني) مبارك القديمة بقوة غاشمة».
جاء هذا كله في ظل موقف غربي، وخصوصا اميركي، غلب عليه «الحياد السلبي»، اي ترك الامور تأخذ مسارها الحتمي في مصر، مع ميل الى انتقاد ضمني لاجراءات الجيش.
فقد أعلن مسؤول اميركي ان ادارة الرئيس باراك اوباما ابلغت الكونغرس بانها لا تريد اتخاذ موقف رسمي من عزل مرسي وما اذا كان ذلك يمثل انقلابا ام لا، مضيفا: «نحن نرى ان استمرار تقديم المعونة لمصر بما يتفق وقانون بلادنا ضروري لتحقيق هدفنا تعزيز انتقال رشيد الى الحكم الديموقراطي»، فيما أبدى البيت الأبيض قلقه «من أي لهجة تؤدي إلى إذكاء التوتر في مصر»، وذلك في تعليق على دعوة السيسي المصريين للنزول الى الشوارع.
ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى الإفراج عن مرسي وقادة «الاخوان» أو ان يتم البحث في ملفاتهم بشفافية ومن دون تأخير.
يوم الحشود في مصر: الكلمة للشارع
القاهرة - من فريدة موسى وأحمد إمبابي وإبراهيم جاد
رغم المخاوف الواسعة، والتحذيرات من صدامات دامية واحترازات أمنية مشددة، شهدتها الطرق والميادين والشوارع والكباري ومحطات المترو والقطار، ومحيط السجون والمنشآت المدنية والعسكرية، استقبل ميدان التحرير، ومحيط قصر الاتحادية الرئاسي، وميادين الثورة المصرية في عدد كبير من المحافظات حشودا مليونية في جمعة «لا للإرهاب» التي دعا إليها وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي، فيما نظم أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي تظاهرات تحمل عنوان «الفرقان» و»إسقاط الانقلاب» في ميدان النهضة بالجيزة، ومنطقة رابعة العدوية في حي مدينة نصر، وعدد من الميادين في المحافظات.
وتمركزت قوات الأمن من الجيش والشرطة في أماكن عدة لحماية المتظاهرين من أي أعمال عنف، وعزّزت اللجان الشعبية من تواجدها بمداخل ومخارج الميدان.
كما شهدت الميادين حالة من الاستنفار الأمني، من قبل اللجان الشعبية التي انتشرت بكثافة على مداخل ومخارج ميدان التحرير، بشكل واضح، وعلى مخارج مترو الأنفاق الموجودة داخل الميدان.
وطالبت منصة الميدان بانضمام متطوعين جدد للجان الشعبية من أجل تشديد عمليات التأمين.
وتحركت مسيرات جمعة «لا للإرهاب» أو «جمعة التفويض» من أماكن مختلفة في اتجاه ميدان التحرير وقصر الاتحادية الرئاسي، حيث انطلقت في الزمالك من أمام وزارة الثقافة إلى كوبري قصر النيل إلى التحرير ومن ميدان مصطفى محمود إلى شارع جامعة الدول العربية وكوبري قصر النيل إلى التحرير، وفي عين شمس، من ميدان ألف مسكن، إلى شارع جسر السويس - إشارة روكسي إلى الاتحادية، وفي مصر الجديدة من ميدان الحجاز إلى روكسي والاتحادية، وفي مدينة نصر من أمام سيتي ستارز إلى شارع الميرغني إلى الاتحادية.
وفي المقابل انطلقت مسيرات من مساجد الخازندار بشبرا، السلام والحي العاشر والتجمع الخامس، النور في العباسية، والفتح برمسيس في اتجاه «رابعة العدوية».
وانطلقت مسيرات من مساجد الاستقامة في ميدان الجيزة وأسد بن الفرات في الدقي وخاتم المرسلين في العمرانية وخالد بن الوليد في الكيت كات والصباح في شارع الهرم في اتجاه ميدان النهضة.
كما شهد عدد كبير من المحافظات تظاهرات تأييدا للجيش وتلبية لدعوة الفريق أول عبد الفتاح السيسي لرفض الإرهاب.
وأعلنت وزيرة الصحة والسكان الدكتورة مها الرباط رفع درجة الاستعداد القصوى بالمستشفيات بجميع المحافظات ومرفق الإسعاف وأقسام الطوارئ.
وقال رئيس هيئة الإسعاف الدكتور محمد سلطان، إن الوزارة دفعت بـ 1979 سيارة إسعاف موزعة على كل المحافظات وأماكن التجمعات على مستوى الجمهورية.
وعسكريا نشر «أدمن» الصفحة الرسمية للمجلس الأعلى للقوات المسلحة رسالة بعنوان «الفرصة الأخيرة» قال فيها إن «دعوة القائد العام للقوات المسلحة للشعب المصري للاحتشاد في ذكرى غزوة بدر لها معانٍ ودلالات أعمق وأكبر من كل من اجتهد في التفسير».
وأضاف أن «هذه المعاني واضحة للجميع ورؤيتها بسيطة وسلسة وهي:
- إن القائد العام للقوات المسلحة قد أعطى مهلة أخرى لـ 48 ساعة للتراجع والانضمام إلى الصف الوطني استعدادا للانطلاق للمستقبل.
التأكيد على أن ثورة 30 يونيو هي إرادة شعب وليس انقلابا عسكريا كما حاولوا تصويره للغرب والحشود الهائلة خير دليل على ذلك، ومن لم ير ذلك في يوم 30 يونيو ويوم 3 يوليو سوف يراه يوم الجمعة 26/7، وهو رهان الواثق على إرادة هذا الشعب العظيم.
- التأكيد أن القوات المسلحة على قلب رجل واحد، وأن كل ما يقولونه على منصة الكذب والافتراءات هي من وحي خيال كاذب ومريض يفتقد إلى أبسط أنواع المصداقية.
- التأكيد أن المخططات باتت مرصودة، وأن القوات المسلحة والشرطة لن تسمحا بالمساس بأمن واستقرار الوطن في كافة ربوعه، مهما كانت التضحيات.
- إن القيادة العامة للقوات المسلحة، وفور انتهاء فعاليات الجمعة 26/7، سوف تغير استراتيجية التعامل مع العنف والإرهاب الأسود، والذي لا يتفق مع طبيعة وأخلاق هذا الشعب العظيم، وبالأسلوب الملائم له، والذي يكفل الأمن والاستقرار لهذا البلد العظيم».
واكد أن القوات المسلحة هي جيش الشعب كله، ومن الشعب كله، ولا ترفع سلاحها أبدا في وجه شعبها، ولكن ترفعه في وجه العنف والإرهاب الأسود الذي لا دين له ولا وطن.
وقام اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية صباح أمس بزيارة تفقدية لمحيط ميدان التحرير، حيث اطمأن على تنفيذ الخطة الأمنية لتأمين المحاور والطرق المؤدية الى الميدان وتأمين كافة المتظاهرين، والتقى بعدد من الضباط والقوات المعنية بتلك المنطقة، وأكد احترام جهاز الشرطة لكل المواطنين والحرص على سلامتهم وتأمين فعاليات التظاهرات السلمية ومواجهة أي خروج عن الشرعية بكل حزم وحسم وفق مقتضيات القانون.
وأكدت وزارة الداخلية، قيامها بتنفيذ خطط أمنية غير مسبوقة لتأمين المواطنين وممتلكاتهم خلال تلك التظاهرات والفعاليات وتأمين المنشآت العامة والحيوية بالدولة، من خلال إجراءات تأمينية مكثفة.
كما تفقّد قائد المنطقة المركزية العسكرية اللواء أركان حرب توحيد توفيق عبد السميع الحالة الأمنية في الميدان، في الساعات الأولى من صباح امس.
وشهد الميدان انتشار الدبابات على مداخله وكوبري قصر النيل وشارع محمد محمود وطلعت حرب.
وانتشرت مدرعات الجيش لتأمين الميدان بالمناطق المحيطة بها، وتواجدت الشرطة بكثافة أمام شارعي طلعت حرب ومحمود بسيوني، وطلبت المنصة الرئيسية من المتواجدين الانتظار في الميدان للمشاركة في المليونية.
وقال مصدر عسكري إن قيادة الجيش الثالث قررت تعزيز تواجدها بالمجرى الملاحي للقناة ونفق الشهيد أحمد حمدي والكمائن الحدودية والمنشأة الحيوية ابتداء من مساء أول من أمس، وتم وضع خطة لتأمين تظاهرات الجمعة في ميدان الأربعين والانتشار بجميع الشوارع والميادين تحت شعار «ضد العنف والتطرف والإرهاب»، على أن تقوم قوات الجيش بتأمين المتظاهرين، ومنع أي أعمال عنف وشغب من أي خارجين عن القانون ضدهم.
وعززت قوات الأمن من تواجدها بمداخل ومخارج مدينة الإنتاج الإعلامي، وشملت عملية التأمين من الداخل والخارج والمناطق الحيوية المحيطة بها بعدد من تشكيلات الأمن المركزي، والقوات المسلحة إضافة لنشر العديد من الأكمنة المتحركة والفرق البحثية.
وقام مئات من أهالي سمنود في محافظة الغربية بقطع طريق السكة الحديد القادم من المنصورة متجها إلى القاهرة، بعد أن علم الأهالي بوجود عدد كبير من الإخوان متجهين إلى رابعة العدوية، وقاموا تفتيش القطار للتأكد من خلوه من الأسلحة.
وكما في ميدان التحرير الذي بدأت الحشود بالتوافد اليه فجرا، كذلك في ميدان رابعة العدوية، توافد الالاف مبكرا.
وكانت طائرات هليكوبتر تابعة للقوات المسلحة، قد ألقت بيانات مساء أول من أمس، على المعتصمين في «رابعة العدوية» من مؤيدي مرسي قالت فيها إن «كل ما تفعله القوات المسلحة هو من أجلك أنت، وليس فيه أي معاداة للدين أو الإنسانية أو أي تهديد للحياة أو الحرية فشاركنا يدا بيد، لا نعاديك ولا تعادينا نساندك لتساند وطنك، ولا ترفع سلاحك في وجه أخيك، ولا تهدم ولا تحرق، ولنكن معا جميعا ضد القتل والعنف والإرهاب».
ولكن رد فعل المعتصمين على البيان، كان الرفض وترديد هتافات منددة بالقوات المسلحة وتدعو لعودة الرئيس مرسي إلى منصبه وعزل السيسي.
الظواهري يكذّب «الإخوان»: «السلفية الجهادية» غير مشاركة
القاهرة - من عبد الجواد الفشني: أكد زعيم السلفيين الجهاديين في مصر محمد الظواهري أنه «لم تصدر عنه أي بيانات في شأن الاشتراك في تظاهرات ردا على دعوة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح السيسي المصريين النزول إلى الميادين «لتفويض الجيش في مواجهة الإرهاب».
وقال إن عددا من المواقع التابعة لجماعة الإخوان والجماعة الإسلامية والأحزاب السلفية التابعة لهما، قامت بنشر بيان نسبته إلى السلفية الجهادية عن نزول أعضائها تأييدا للرئيس المعزول محمد مرسي وجماعته. وأشار إلى أن «السلفيين الجهاديين لا يمارسون العمل السياسي من قريب أو بعيد وأن ممارستهم الفعلية تكون في العمل الدعوي والخيري فقط، منذ أن قاموا بإعلان جمعية خيرية مشهرة في الشؤون الاجتماعية».
وناشد جماعة الإخوان وأتباعهم «عدم الزج بهم في العملية السياسية لتحقيق مصالح تساعد على تشويه صورة السلفيين الجهاديين في المجتمع». وتابع: «نحن أعلنا مرارا عدم استخدامنا للعنف طالما أننا نمارس الدعوة بحرية».
حبس مرسي 15 يوماً على ذمة التحقيق بتهمة التخابر مع «حماس» والهروب من السجن
 القاهرة - من يوسف حسن وعبد الجواد الفشني وإبراهيم جاد
بينما كانت محاولات طرح مبادرات حل الأزمة المصرية تتواصل، أصدر قاضي التحقيق المنتدب من محكمة استئناف القاهرة المستشار حسن سمير، قرارا بحبس الرئيس المصري المعزول محمد مرسي لمدة 15 يوما احتياطيا على ذمة التحقيقات التي يجريها معه.
وقال المستشار حسن سمير، إنه قام باستجواب مرسي ومواجهته بالأدلة وتوجيه الاتهامات له في الجرائم التي ارتكبها وآخرون، وهي السعي والتخابر مع حركة «حماس» للقيام بأعمال عدائية في البلاد، والهجوم على المنشآت الشرطية، والضباط والجنود واقتحام السجون المصرية وتخريب مبانيها واشعال النيران عمدا في سجن وادي النطرون وتمكين السجناء من الهرب وهروبه شخصيا من السجن وإتلاف الدفاتر والسجلات الخاصة بالسجون واقتحام أقسام الشرطة وتخريب المباني العامة والأملاك، وقتل بعض السجناء والضباط والجنود عمدا مع سبق الإصرار، واختطاف بعض الضباط والجنود.
وكشف سمير أنه كلّف النيابة العامة بسؤال عدد من الشهود إعمالا للسلطة المخولة له بنص قانون الإجراءات الجنائية، موضحا أنه ينبغي على وسائل الإعلام الالتزام بقرار حظر النشر الصادر في تلك القضية، عدا ما يصدر عنه شخصيا من بيانات بشأنها حفاظا على سرية التحقيقات وسلامة الأمن القومي للبلاد.
استبقت عدة مبادرات للصلح وحل الأزمة الراهنة في مصر، تظاهرات الأمس، في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وجاءت في غالبيتها من قيادات وأحزاب لها انتماءات دينية، وسط حالة رفض من القوى الثورية، في وقت صدر فيه قرار قضائي بحبس الرئيس المعزول 15 يوما على ذمة التحقيقات التي تجري معه، وتتهمه بالتخابر لصالح حماس والهروب من سجن وادي النطرون.
ورفضت جماعة «الاخوان المسلمين» الاتهامات الموجهة لمرسي ووصفتها بأنها «تبعث على السخرية». وقال المتحدث باسم جماعة الاخوان جهاد الحداد «لا نأخذ الامر بجدية على الاطلاق وسنواصل احتجاجاتنا في الشوارع. في الحقيقة نحن نعتقد أن المزيد من الناس سيدركون ما يمثله هذا النظام فعلا... عودة دولة مبارك القديمة بقوة غاشمة». وكشفت مصادر عن وساطة بين جماعة الإخوان وقيادات رسمية في البلاد، في محاولة لاحتواء الموقف بين الطرفين بعد التصعيد الذي شهدته عقب خطاب وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي الأربعاء. وقالت مصادر، إن الجماعة ترى أن مبادرة رئيس الوزراء السابق الدكتور هشام قنديل التي أعلنها الخميس تصلح كأساس جيد للشروع في حوار ينتهي بالمصالحة الوطنية. وكان قنديل، قد طرح عددا من النقاط لاحتواء الأزمة السياسية الراهنة ترتكز على ضمان عدم محاكمة مرسي وإخلاء سبيل المعتقلين من الإخوان ووقف القضايا وعدم مصادرة أموال حزب الحرية والعدالة والجماعة وضمان الخروج الآمن لمختلف قيادات الإخوان، ووقف ما تعتبره الجماعة تحريضا إعلاميا ضدها.
وطالب المرشح الرئاسي السابق محمد سليم العوا، بالبحث عن مخرج سياسي للأزمة الراهنة، مؤكدا أن المخرج بالبلطجة لن يصلح والمخرج بالقوة لن يصلح، ولكن المخرج يجب أن يكون سياسيا يتنازل فيه كل طرف من أجل أن يجتمع الجميع.
وأكد أن الحل لا يكون عبر الاعتقالات أو القهر وإنما من خلال رؤية دستورية من دستور 2012، والذي ينص في أحد مواده على أنه إذا قام مانع موقت يحول دون مباشرة الرئيس لأعماله يقوم بتفويض صلاحياته لرئيس الوزراء، مقترحا أن يكون رئيس الوزراء بالتوافق، بحيث يدعو لانتخابات الرئاسة خلال 90 يوما ويكون لدينا رئيس جمهورية، وقال إن الرجوع للحق فضيلة ومن غير الممكن التمادي في الباطل.
وفي مبادرة ثالثة، أعلن حزب الدستور عن خطة إنقاذ تتضمن 6 خطوات سريعة يتم تنفيذها في الساعات القليلة القادمة، لتجنب مواجهات قد تأخذ البلاد إلي نفق مظلم. وحدد الحزب هذه الخطوات، في وضع السلاح جانبا وضبط أي أسلحة موجودة بحوزة أي فصائل سياسية، وإطلاق سراح جميع المختطفين والمحتجزين، والتزام الاعتصامات بالطابع السلمي وبصورة منظمة تراعي مصالح أهالي المناطق التي تتم فيها هذه الاعتصامات، ووقف دعوات التحريض والتكفير وتبرير وتزيين القتل والدعوة للأعمال الإرهابية والانتحارية، واحترام إرادة الشعب المصري في تأييده لخريطة الطريق الجديدة للمرحلة الانتقالية، وتدعيم إجراءات المصالحة الوطنية في إطار تطبيق العدالة الانتقالية، ودعا جميع القوى السياسية والأطراف الفاعلة على ساحة المشهد السياسي، إلى تحمل مسؤولياتها الوطنية وإعلاء المصالح العليا للبلاد، والتحلي بأقصي درجات ضبط النفس.
ومن جهته، دعا شيخ الأزهر أحمد الطيب الشعب المصري إلى إنقاذ مصر ممن يتربص بها، وقال في بيان وجهه إلى الشعب المصري مساء أول من أمس، إن الأزهر «يثق كل الثقة في أن الشعب بجميع توجهاته وانتماءاته سيعبر عن رأيه بصورة حضارية دون الانزلاق إلى دائرة العنف أو مستنقع الفوضى وأن هذا الشعب المصري العريق لن يخذل بلاده وسيلقي على العالم كله درسا في تحمل المسؤولية وحسن التعبير عن الرأي».
«حماس»: تطور خطير اعتبارنا حركة معادية
غزة - ا ف ب - دانت حركة «حماس» قرار القضاء المصري حبس الرئيس المعزول محمد مرسي متهمة السلطات المصرية الحالية «بالتنصل من القضايا القومية» وعلى رأسها قضية فلسطين.
وقال المتحدث باسم «حماس» في غزة سامي ابو زهري ان «حماس تدين هذا الموقف لانه ينبني على اعتبار ان حماس حركة معادية»، معتبرا انه «تطور خطير يؤكد ان السلطة القائمة في مصر باتت تتنصل من القضايا القومية بل وتتقاطع مع اطراف اخرى للإساءة اليها وفي مقدمتها قضية فلسطين».
بان كي مون يدعو للإفراج عن مرسي وقادة «الإخوان»
نيويورك - ا ف ب - دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الجيش المصري الى الافراج عن الرئيس المعزول محمد مرسي وبقية القياديين في جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها.
وقال المتحدث باسم الامين العام ادواردو ديل بوي ان بان «يأمل أن يتم الافراج (عن مرسي وحلفائه) او ان يتم البحث في ملفاتهم بشفافية وبدون تأخير».
وأضاف ان الامين العام «يتابع بانتباه وبقلق متزايد الاحداث في مصر»، وذلك عشية تظاهرات متضادة دعا اليها كل من مؤيدي الرئيس المعزول ومعارضيه.
واكد المتحدث ان «الامين الامين يدعو مجددا كل الاطراف للالتزام باكبر قدر من ضبط النفس، وهو يدعم حق جميع المصريين في التظاهر السلمي».
واضاف ان بان «يدعو السلطات الانتقالية الى حفظ القانون والنظام وفي الوقت نفسه ضمان امن جميع المصريين».
وقال ان الامين العام «يجدد دعوته الى حوار وطني ذي معنى والى عملية مصالحة لا تستثني احدا وهدفها يجب ان يكون وضع خريطة طريق تقود الى عودة تامة للسلطة الى المدنيين والنظام الدستور والحكم الديموقراطي».
واشنطن لا تنوي اتخاذ موقف رسمي حول هل ما حدث في مصر انقلاب أم لا؟
واشنطن - رويترز، أ ف ب، يو بي آي - أبلغت ادارة الرئيس باراك أوباما الكونغرس انها لا تنوي اتخاذ قرار رسمي بشأن ما حدث في مصر وهل تعتبره انقلابا أم لا، وهي خطوة تجنبها اتخاذ قرار يؤدي تلقائيا الى قطع المعونة الامريكية.
قال مسؤول أمركي رفيع ان مساعد وزير الخارجية الاميركي وليام بيرنز الذي زار مصر اخيرا تحدث الى اعضاء الكونغرس ليبلغهم بان حكومة اوباما ليست ملزمة قانونا بأن تخلص الى أي نتيجة في مسألة عزل الرئيس المصري محمد مرسي وهل يعتبر انقلابا أم لا وان اتخاذ مثل هذا القرار لن يكون في مصلحة الولايات المتحدة.
واوضح المسؤول «نحن نرى ان استمرار تقديم المعونة لمصر بما يتفق وقانون بلادنا ضروري لتحقيق هدفنا تعزيز انتقال رشيد الى الحكم الديموقراطي»، مضيفا: «نحن نعمل مع الكونغرس لتحديد أفضل السبل للاستمرار في تقديم المعونة لمصر».
وأكد البيت الأبيض قلقه من أية لهجة تؤدي إلى إذكاء التوتر في مصر، داعياً إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس.
وسئل نائب المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست عن موقف بشأن دعوة وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي للشعب للنزول إلى الشوارع لتفويض الجيش والشرطة بمواجهة «العنف والإرهاب»، فقال ان «إدارة أوباما قلقة من أية لهجة تؤدي إلى اذكاء التوتر ويرجح أن تقود إلى مزيد من العنف».
وشدد على ان مصر تمر في وقت عصيب يتطلب من المصريين الوقوف معاً إذا كانوا راغبين في الابتعاد عن موجات الاضطراب وانعدام الاستقرار.
وقال ان هذه الإدارة تحث القوات الأمنية على التحلي بأقصى درجات ضبط النفس والحذر، وبذل كل ما في وسعها لتفادي حصول اشتباكات بين المتظاهرين المتعارضين.
وكرر إرنست دعوة المتظاهرين لأن تكون التظاهرات سلمية.
وسئل عن قرار واشنطن عدم تسليم مصر 4 مقاتلات «إف 16»، فأوضح انه ليس من مصلحة أميركا إجراء تغييرات كبيرة في المساعدة التي تقدمها لمصر في هذه المرحلة، «لكن في ما يتعلق بالـ اف 16 وجدنا انه من غير المناسب المضي بعملية التسليم الآن».
وأضاف: «نحن ما زلنا نراجع موجباتنا.. ونأمل أن يتخذ المسؤولون في مصر الخطوات الضرورية للانتقال إلى حكومة منتخبة ديموقراطياً».
وعموما، تتابع الدول الغربية بقلق متزايد الازمة المصرية خشية ان يكون التزام الجيش باعادة الديموقراطية الى البلاد مجرد واجهة يتستر خلفها للامساك بزمام السلطة لفترة طويلة.
 
 
كيف خسر "الإخوان المسلمون" مصر؟
(رويترز)
عندما نزل المصريون إلى الشوارع بالملايين للمطالبة بسقوط الرئيس حسني مبارك عام 2011 لم يخطر ببال أحد أنهم سيعاودون التظاهر بعد عامين لإطاحة الرجل الذي اختاروه خلفاً له.
فقد قلب سقوط الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين التي انضوى تحت لوائها الوضع السياسي في الشرق الأوسط رأساً على عقب للمرة الثانية بعد انتفاضات الربيع العربي التي أطاحت عدداً من حكام المنطقة.
وسلطت الأضواء على بعض الأسباب الرئيسية قبل شهر من تدخل الجيش لعزل مرسي عندما التقى اثنان من القيادات السياسية في عشاء خاص في منزل السياسي الليبرالي أيمن نور بحي الزمالك الراقي في القاهرة. واعتبر البعض هذا اللقاء محاولة أخيرة لتجنب الصدام.
ضم هذا اللقاء عمرو موسى (76 عاماً) وزير الخارجية السابق أحد رموز الاتجاه الليبرالي وخيرت الشاطر (63 عاماً) نائب المرشد العام للإخوان وهو من أبرز مهندسي سياسة الإخوان ومموليهم.
واقترح موسى أن يذعن مرسي لمطالب المعارضة بما في ذلك تغيير الحكومة لتحاشي الصدام.
وقال موسى لرويترز إن الشاطر "سلم بما قلته عن سوء إدارة الشؤون المصرية في ظل حكومتهم وأن هناك مشكلة. كان يتحدث بحرص وينصت باهتمام". ورد الشاطر المحتجز بأمر من النيابة الآن ولا يمكنه عرض روايته للأحداث بأن مشاكل الحكومة ترجع إلى "عدم تعاون الدولة العميقة" متمثلة في المؤسسات ذات المصالح المتجذرة في الجيش وأجهزة الأمن والقضاء وأجهزة الدولة.
وقال موسى إن "الرسالة التي خرجت بها بعد ساعة أنه سيتباحث معي وسيتفق مع بعض آرائي ويختلف مع الباقي لكنهم ليسوا في وضع يسمح لهم بالتغيير".
وروى نور رواية مماثلة وقال إن الشاطر لم يتزحزح عن موقفه، لكنه أضاف أن هذه المحادثات كان من الممكن أن تصبح بداية لعملية مصالحة سياسية لو لم تصل إلى وسائل الإعلام.
وقال نور إن الشاطر "شخص عادي ومظهره لا ينصفه. فمظهره يعطي الانطباع بالغموض والقسوة لكنه مهذب ولطيف".
وانفض لقاء ثلاثتهم على العشاء أمام حوض السباحة في شرفة شقة نور ذات الطابقين بالدور الثامن عندما علم به الصحافيون. وغادر موسى الاجتماع مقتنعاً أن الإخوان يثقون بأنفسهم أكثر من اللازم وغير أكفاء في الحكم ومعلوماتهم ضعيفة عما يحدث في الشارع وصفوف الجيش.
ومع ذلك كان الكثير من المراقبين المصريين والأجانب يتوقعون أن تهيمن الحركة الإسلامية التي تتمتع بقدر كبير من التنظيم، والتي قواها قمع السلطات لها على مر السنين على مصر والمنطقة لفترة طويلة بعد أن ظلت خاضعة لحكام خرجوا من عباءة الجيش وحظوا بدعمه على مدى 60 عاماً.
وبدلاً من ذلك، صدر القرار بعزل مرسي ليصبح رهن الاحتجاز منذ الثالث من تموز الجاري عقب احتجاجات ضخمة مناهضة لحكومته وذلك بعد عام واحد من توليه الرئاسة كأول رئيس منتخب في انتخابات حرة للبلاد.
والدرس المستفاد من سقوط مرسي له وجاهته. فالفوز في الانتخابات ليس كافياً لحكم مصر. إذ يحتاج حكام مصر بعد مبارك إلى قبول المؤسسة الأمنية لهم والمواطنين بصفة عامة. وقد يخرج الإسلاميون في مصر بدرس شديد المرارة مفاده بأن "الدولة العميقة" لن تسمح لهم باستخدام السلطة الحقيقية حتى إذا حصلوا على تفويض ديموقراطي من الشعب.
ويسعى هذا التقرير المبني على لقاءات مع عدد من قيادات الجماعة والساسة الليبراليين والنشطاء الشبان وضباط الجيش والديبلوماسيين لفحص أربع نقاط تحول أساسية على طريق الثورة في مصر أولها قرار الإخوان خوض الانتخابات الرئاسية وثانيها الطريقة التي اتبعها مرسي لإقرار الدستور والثالثة إخفاقات المعارضة الليبرالية والأخيرة قرار القوات المسلحة التدخل.
ولم يمكن الاتصال بمرسي وعدد من قيادات الإخوان الذين تم احتجازهم بقرارات من النيابة العامة منذ عزل الرئيس المنتخب.
وتبدو الاحتمالات ضعيفة أن تمر الفترة الانتقالية الثانية التي تشهدها مصر بسلاسة أكثر منها في الفترة الأولى في ضوء مقاومة الإخوان للتخلي عن السلطة.
وهذه المرة الأوبى التي يقول الجيش فيها إنه لا يريد أن يتولى الحكم بنفسه مباشرة مثلما كان الحال في الفترة الأولى التي أعقبت سقوط مبارك.
لكن لا تساور الشكوك أحد أن الرجل الذي يتولى القيادة الآن هو الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع الذي عيّن أيضاً نائباً أول لرئيس الوزراء.
في الفترة التي أعقبت إطاحة مبارك لم يكن لدى جماعة الإخوان أي نية لحكم البلاد. فقد طمأنت المصريين الليبراليين والجيش بإعلانها على الملأ أنها لا تسعى لشغل مقعد الرئاسة أو الفوز بأغلبية برلمانية.
وقال الباحث الأميركي ناثان براون المتخصص في شؤون مصر بمعهد كارنيغي للسلام الدولي "قابلت الشاطر ثلاث مرات في عامي 2011 و2012 وفي كل مرة كان من الواضح أن الشهية السياسية كانت تتنامى لكن في المرة الأولى أكد بشدة أن الإخوان لن يسعوا للحصول على السلطة السياسية على الفور.
وأضاف "كان في غاية الوضوح في ما يتعلق بالأسباب: فالعالم غير مهيأ لذلك ومصر غير مهيأة وكانت العبارة التي ظل يكررها أن أعباء مصر أكبر من أي طرف سياسي. واتضح أن هذه الآراء سديدة للغاية لكنه هجرها".
وبدأت الأحداث تكتسب وتيرتها الخاصة. سيطر الإخوان على البرلمان بالتحالف مع أحزاب إسلامية صغيرة ومستقلين لكنهم سرعان ما اكتشفوا أن هذا ليس كافياً لإقرار التشريعات أو تطبيقها. فقد كان المجلس العسكري الحاكم آنذاك يحتفظ بمفاتيح السلطة.
ومع نمو مشاعر الإحباط بدأ بعض أعضاء الإخوان وخصوصاً من الشباب يطالبون الجماعة بتغيير موقفها والسعي للفوز بالرئاسة وما ستجلبه من سلطات تنفيذية.
وقال جهاد الحداد (31 عاماً) أحد القيادات الشبابية الإسلامية "كان مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان بالكامل يعارض الترشح للرئاسة". واستخدم جهاد و16 ناشطاً غيره موقعي التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر لتغيير آرائهم. وأضاف في مقابلة في منتصف الليل بموقع اعتصام مؤيدي مرسي عند مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر في القاهرة أن مجموعة النشطاء مارست ضغوطاً شديدة ووضعت قائمة بأعضاء مجلس شورى الجماعة وحددت المجموعة التي ستضغط عليها لتغيير رأيها.
وجادل المعارضون بأن السعي وراء السلطة التنفيذية سابق لأوانه وسيثير الشبهات والعداء تجاه جماعة الإخوان التي اتبعت منذ فترة طويلة استراتيجية قوامها الصبر والتدرج.
وبلغ السيل الزبى في اجتماع طويل مغلق لمجلس شورى الجماعة بمقرها المكون من أربعة أدوار في حي المقطم المطل من جبل المقطم على القاهرة.
وقال عصام حشيش (63 عاماً) أستاذ الهندسة الجامعي وعضو مجلس الشورى "ظللنا نتناقش ثلاثة أيام وكل فريق يسوق مبرراته لرأيه سواء بالرفض أو القبول. وعندما تم التصويت كان القرار بفارق ثلاثة أو أربعة أصوات".
كان هذا التصويت من أصعب الاقتراعات في تاريخ الجماعة وتم على ثلاث جولات. فقد وافق 56 عضواً من بين 108 أعضاء بالموافقة على تقديم مرشح للإخوان لخوض انتخابات الرئاسة واعترض 52 عضواً.
وبعد ذلك كان التأييد للشاطر كمرشح الإخوان للرئاسة طاغياً.
وكان الإسلاميون بحثوا من قبل تقديم مرشح من خارج الجماعة وفاتحوا القاضيين أحمد مكي وحسام الغرياني في هذا الموضوع. وامتنع الرجلان.
وقال مطلعون على بواطن الأمور إن شخصية الشاطر وطموحه عاملان رئيسيان. فالشاطر رجل الأعمال الذي تمتد امبراطوريته في عالم الأثاث ومراكز التسوق هو السياسي المهيمن في الجماعة ويصفه زملاؤه وديبلوماسيون أجانب بأنه مفاوض صلب وعملي اعتاد أن يحقق مآربه.
لكن ترشيحه لم يدم طويلاً. فقد رفضت لجنة الانتخابات التي يرأسها قاضٍ عيّن في منصبه في عهد مبارك ترشيح الشاطر على أساس أنه دين بجريمة العام 2007 رغم أن الاتهامات كانت لها في ما يبدو دوافع سياسية.
وهكذا وجد مرسي نفسه يرتدي عباءة مرشح الاخوان وهو الذي كان أستاذاً للهندسة بإحدى جامعات الإقاليم وتلقى قسطاً من التعليم في الولايات المتحدة لكنه كان يتمتع بقدرات سياسية وخطابية أقل من الشاطر.
وقال حشيش "عندما أخذنا قرار ترشيح مرسي بعد خروج خيرت الشاطر عاد (مرسي) إلى بيته باكياً. فقد تم تحميله مسؤولية لم يسع إليها. وكان معروفاً أن أياً كان من سيتولى المسؤولية آنذك لن يجد الطريق مفروشاً بالورود. لكننا كنا نعلم أيضاً أنه لم يكن هناك أحد يمكنه في تلك الفترة أن يتولى ذلك مثلنا". وفاز مرسي بفارق ضئيل في انتخابات الرئاسة في الجولة الثانية من التصويت وبنسبة 51.73 في المئة من أصوات الإسلاميين والمعارضين للمرشح الآخر أحمد شفيق قائد القوات الجوية السابق الذي كان آخر رئيس وزراء في عهد مبارك.
ويدين مرسي بنسبة من الأصوات التي فاز بها لدعم المرشحين الليبراليين واليساريين الذين ألقوا بثقلهم وراءه في انتخابات الإعادة. فقد كان مؤيدوهم يكرهون شفيق كما أنهم حصلوا على سلسلة من التأكيدات أن مرسي سيشكل حكومة تضم كل الأطياف ويشركهم والمجتمع المدني في وضع دستور جديد.
وأطلق على الناخبين الذين حولوا ولاءهم من المرشحين الليبراليين في الجولة الأولى إلى مرسي في انتخابات الإعادة وصف "عاصري الليمون" في إشارة إلى ما درج عليه المصريون في وصف الطعام غير المحبب للنفس عندما يضطر المرء لتناوله بعصر الليمون عليه.
وتحرك مرسي بسرعة لتغيير قيادات القوات المسلحة بعد تنصيبه في 30 حزيران من العام الفائت.
وفي غضون ستة أسابيع استدعى المشير حسين طنطاوي (76 عاماً) الذي شغل منصب وزير الدفاع في حكومات مبارك على مدى نحو 20 عاماً ورأس المجلس العسكري عقب سقوط مبارك ليطلب منه التقاعد هو ورئيس أركان القوات المسلحة الفريق سامي عنان. وعين مرسي الفريق أول عبد الفتاح السيسي قائداً عاماً للقوات المسلحة.
وفي واحد من أكبر أخطائه اعتقد مرسي أنه بسط سلطته على رجال الجيش. وفي واقع الأمر كان كبار الضباط راغبين في إحالة الاثنين للتقاعد لفتح سلم الترقيات.
وقال ضابط برتبة عقيد إن الإخوان "أساؤوا قراءة ما حدث. فقد سمحنا نحن بحدوثه". وأضاف أن القوات المسلحة كانت تنظر بارتياب شديد لرئيس الدولة الذي كانت تعتقد أنه يرى مصر ولاية في "خلافة إسلامية".
اعتقد مرسي أن القوات المسلحة لن تتحرك ضده لا سيما إذا حافظت جماعة الإخوان على المصالح الاقتصادية للجيش عند وضع الدستور الجديد.
وقال ديبلوماسي غربي رفيع "اعتقد أن السيسي رجله. لم يفهم ديناميات السلطة". وعندما سعى مرسي والإخوان الى وضع الدستور الجديد اصطدموا بالأحزاب الليبرالية ومنظمات المجتمع المدني التي أغضبها الطابع الإسلامي للدستور وغموض الصياغة في ما يتعلق بحرية التعبير وغياب الضمانات الصريحة لحقوق النساء والمسيحيين والمنظمات غير الحكومية.
وبعد أسابيع من النقاش ساهم الخوف من أن يحل القضاء الذي تولى كثير من رجاله مناصبهم في عهد مبارك الجمعية التأسيسية في دفع مرسي الى إصدار إعلان دستوري يحصن الجمعية من الطعن بها أمام القضاء ويحصن قراراته هو نفسه من القضاء.
كان مبعث هذه الخطوة ارتياب عميق لدى الإخوان أن القضاء يسعى للقضاء على كل مكاسبهم الانتخابية. وعندما قرر مرسي طرح الدستور انسحبت المعارضة. وقال السياسي أيمن نور "الحقيقة أن الإعلان الدستوري (الذي حصن قرارات مرسي من القضاء) كان خطأ كبيراً". وأضاف أنه كان من الممكن حتى ذلك الحين إعادة بناء الثقة بين مرسي والقوى السياسية "لكن لم يُبذل جهد كافٍ من الجانبين لإعادة بناء هذه الثقة".
وكان الإعلان الدستوري نقطة تحول. لم يستشر فيه الوزراء وحذر كثير من مساعدي مرسي أنه سيضعه في مسار تصادم مع المجتمع المدني. واستقال خمسة من كبار مستشاري مرسي. لكن مرسي أبدى التصميم والثقة بالنفس نفسيهما اللذين كانا سمة قراراته الرئيسية.
وقال جهاد الحداد عضو الإخوان "من الأمور التي نعرفها عن الرئيس عناده الشديد." وأطلق الإعلان الدستوري الشرارة لتظاهرات عارمة استمرت أسابيع خارج قصر الاتحادية الرئاسي حيث ظل القصر يتعرض لهجمات بزجاجات المولوتوف والحجارة.
ومن جراء مشاعر الإحباط لفشل الشرطة والحرس الجمهوري في حماية قصر الرئاسة دفعت جماعة الإخوان بمجموعة من المدربين على أعمال أمنية إلى القصر حيث خاضوا معارك حامية مع المتظاهرين المعارضين لمرسي في السادس من كانون الأول.
وانحسرت الاحتجاجات في نهاية الأمر، لكن هذا المشهد الوحيد لقوة منظمة من الإخوان في الشوارع رغم عدم حمل أفرادها أسلحة نارية أثار انزعاج المعارضة الليبرالية والجيش.
وتفجرت موجة جديدة من الاحتجاجات في 25 كانون الثاني الذكرى السنوية الثانية للانتفاضة التي أطاحت مبارك والتهبت المشاعر في مدن قناة السويس الرئيسية الثلاث بسبب أحكام قضائية أعقبت سقوط قتلى في مباراة لكرة القدم. وخرجت الأمور عن سيطرة الحكومة وفرض مرسي حظر تجول في بورسعيد مركز الاضطرابات لكن أوامره لم تنفذ.
وقال مكي الذي أصبح وزيراً للعدل "الناس كانوا يلعبون كرة القدم ليلاً مع جنود الجيش الذين كان يفترض أن يفرضوا حظر التجول. وحين أقرر فرض حظر تجول وأرى أن لا المواطنون ولا جيشي الذي يفترض أن يفرض حظر التجول يستمعون لي يجب علي أن أدرك أنني لست حقا رئيساً".
وفي 29 كانون الثاني أصدر الجيش أول تحذير إذ قال إن الاضطراب السياسي يدفع مصر إلى شفا الانهيار وإن القوات المسلحة ستبقى المؤسسة الراسخة المتماسكة التي ترتكز عليها الدولة. وفي الواقع كان هذا نذيراً بتدخل القوات المسلحة.
وباستثناء أيمن نور قاطعت المعارضة الليبرالية أي اتصالات مع مرسي وحزب الحرية والعدالة الجناح السياسي لجماعة الإخوان بعد صدور الدستور.
لكن الاتحاد الاوروبي وبدعم من الولايات المتحدة بدأ مساعي ديبلوماسية لمحاولة التوفيق بين الجانبين في حكومة للوحدة الوطنية. وكان الهدف إجراء انتخابات برلمانية جديدة وإبرام اتفاق قرض مع صندوق النقد الدولي يفتح الباب أمام فيض من المساعدات والاستثمارات الخارجية.
وعلى مدى شهور ظل الديبلوماسي الأوروبي برناردينو ليون يتنقل بين زعماء جبهة الانقاذ المعارضة المكونة من ستة أحزاب ورئاسة الجمهورية والجناح السياسي للإخوان وظل في الوقت نفسه على اتصال بالجيش. وبحلول نيسان كان ليون قد صاغ مسودة اتفاق تقتضي من مرسي وخصومه تقديم تنازلات.
ولم يعلن مرسي قط تأييده صراحة المبادرة الأوروبية التي قدمت له في رسالة بالبريد الالكتروني في 11 نيسان رغم أنه لم يرفضها أيضاً. لكن تطورات الأحداث سرعان ما جعلت إبرام الاتفاق مستحيلاً.
وأشار عصام الحداد مستشار مرسي للسياسة الخارجية الذي كان أحد مفاوضي الإخوان مع ليون إلى أن زعماء جبهة الانقاذ منقسمون بما يتعذر معه التوصل الى اتفاق. وسلم خالد داود المتحدث باسم الجبهة بأنها تضم بعض الشخصيات التي لديها شعور متضخم بالذات لكنه أضاف أن القيادات تتوحد عند الضرورة.
وعندما عادت كاثرين آشتون مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي إلى القاهرة مع ليون يومي 18 و19 حزيران كان الوضع قد تدهور.
وقال عضو في فريق العمل مع ليون لرويترز "وجدنا الرئيس مرسي بعيداً عن الواقع. كانت رسالة الزيارة إبلاغه أن الوقت ينفد أمامك يا سيادة الرئيس. الوقت ينفد أمام البلد".
كانت جماعة الإخوان قد ورثت عن الحكومة المؤقتة التي عينها المجلس العسكري اقتصاداً متداعياً. وفي 17 شهراً بين سقوط مبارك وتنصيب مرسي تراجعت احتياطيات النقد الأجنبي من 36 مليار دولار إلى 15.5 مليار أي أنها تكفي بالكاد لتغطية واردات ثلاثة أشهر. كما أصبحت القاهرة تدين بمبلغ ثمانية مليارات دولار لشركات الطاقة الدولية ما دفع منتجي الغاز إلى تقليل الشحنات الموجهة لمصر وتجميد الاستثمارات وتراجع الانتاج المحلي من الغاز.
وأفزعت صور الاحتجاجات العنيفة وعدم الاستقرار السياسي السياح والمستثمرين. وكان المجلس العسكري قد عرقل محاولة أولى عقب الثورة للاتفاق على قرض من صندوق النقد الدولي حيث أراد أن يتجنب تراكم الديون على مصر أو تعريض السيادة الوطنية للخطر.
وقال بعض العالمين ببواطن الأمور في الحكومات الموقتة الأولى إن القادة العسكريين كانوا يخشون أيضاً أن يتسببوا في احتجاجات عنيفة إذا قبلوا مطالب الصندوق بخفض الدعم الحكومي لأسعار المواد الغذائية والوقود.
وأكد مسؤول كبير سابق في وزارة المالية إن الإعلان الدستوري الذي أصدره مرسي قضى فعلياً على أي احتمالات باقية لإبرام اتفاق القرض مع صندوق النقد. وأضاف "ما حدث في موضوع الدستور أظهر أن الشعب منقسم". وتراجع الصندوق بفعل شبح عدم الاستقرار.
وقد جفت منابع الدعم المالي من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بسبب عدائهما لجماعة الإخوان وأصبح مرسي معتمداً على قطر التي قدمت قروضاً ومنحاً وودائع قيمتها نحو ثمانية مليارات دولار بينما حصلت مصر في عهد مرسي من تركيا وليبيا المتعاطفتين مع الإخوان على مبالغ أقل.
وظل عبء نظام الدعم غير الفعال لأسعار الخبز والوقود يتزايد على موازنة الدولة ليصبح مساوياً تقريباً للعجز في الموازنة بالكامل.
وشهدت البلاد أزمات نقص السولار والبنزين وامتدت طوابير السيارات أمام محطات البنزين بل وحدثت مشاجرات بسبب التسابق على ملء خزانات السيارات.
وازداد انقطاع التيار الكهربائي سوءاً في الفترة التي سبقت احتجاجات 30 حزيران الضخمة. ومع تراجع قيمة الجنيه المصري ارتفع التضخم إلى 9.75 في المئة.
وشعر الإخوان المسلمون بالضغوط المتزايدة فاتهموا مخربين موالين للنظام السابق باستغلال الوضع والتلاعب في امدادات الوقود والكهرباء. وحمل كثير من المصريين الحكومة المسؤولية عن الأزمات.
وقال باسم عودة (43 عاماً) وزير التموين في حكومة مرسي في الشهور الستة الأخيرة وأحد النجوم الصاعدين في جماعة الإخوان "أكبر شكل من أشكال التعويق كان فشل وزارة الداخلية في القيام بمهامها. تخيل دولة بلا أمن".
وفي مقابلة مع رويترز في موقع اعتصام مؤيدي مرسي اتهم عودة الوزارة بتوجيه عصابات إجرامية عرقلت توزيع الوقود في الأيام التي سبقت تظاهرات 30 حزيران.
وغذت المشاكل الاقتصادية الدعم الشعبي لحركة تمرد الشبابية التي دعت المواطنين الى التوقيع على استمارة تطالب برحيل مرسي وبإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. بدأت هذه الحركة في الأول من أيار على أيدي ثلاثة نشطاء في العشرينات لا يملكون سوى هواتفهم المحمولة وأجهزة لابتوب وانتشرت كالنار في الهشيم.
وحكى خالد داود المتحدث باسم جبهة الانقاذ الوطني أنه حضر مؤتمراً صحافياً عقدته حركة تمرد يوم 12 أيار في مكتب شديد التواضع "لم تكن تستطيع حتى أن تتنفس فيه". ثم أطلقت الحركة مفاجأتها المدوية في تلك الغرفة عندما أعلنت أنها جمعت في غضون أيام مليوني توقيع.
وقال إنه عندما حضر الاجتماع التالي لجبهة الانقاذ قال لقادتها إن عليهم تأييد حركة تمرد.
وبحلول 30 حزيران أعلن قادة الحركة أنهم جمعوا 22 مليون توقيع تحمل عناوين أصحابها وأرقام بطاقات الهوية. وما من سبيل للتأكد من مصدر مستقل من صحة هذه البيانات لكن كان من الواضح أن الحركة مست وتراً حساساً لدى الشعب.
وقال محمود بدر (28 عاما) وهو صحافي شاب ساهم في تأسيس الحركة لرويترز إن "تمرد" نجحت في ما فشل فيه الآخرون بفضل الحملات البسيطة واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي.
إلا أن مسؤولي الإخوان مقتنعون أن تمرد حصلت على تمويل من دول خليجية ومن رجال أعمال مصريين كبار يعيشون في الخارج ومن الجيش. والواقع يبدو أكثر عفوية من ذلك رغم أن بعض الوجوه غير المألوفة التي يشتبه أن لها صلات بأجهزة الأمن بدأت تظهر في مكاتب تمرد في الأيام الأخيرة.
وقال رجل الأعمال الملياردير نجيب ساويرس الذي غادر مصر عقب انتخاب مرسي لرويترز إنه ألقى بثقله وراء هذه الحملة الشبابية.
واضاف في مكالمة هاتفية من يخته قبالة ساحل جزيرة ميكونوس اليونانية "حزب المصريين الأحرار الذي أسسته استخدم كل فروعه في مختلف أنحاء مصر لجمع توقيعات لتمرد. وكذلك قناة التلفزيون التي أملكها وصحيفة المصري اليوم كانا يدعمان حركة تمرد إعلامياً. من الإنصاف القول إنني شجعت كل المؤسسات التابعة لي لدعم الحركة. لكن لم يكن هناك تمويل لأنه لم تكن هناك حاجة له".
وهناك خلاف حول التوقيت الذي قرر الجيش فيه عزل مرسي. فقد قال ضباط كبار إن الفريق أول السيسي ظل يأمل حتى اليوم الأخير من إنذاره للرئيس كي يقبل اقتسام السلطة في أن يوافق مرسي على الدعوة لاستفتاء على استمراره في الحكم. وكان هذا الاستفتاء سيسمح بغطاء دستوري لرحيله.
وقال ضابط في الجيش برتبة عقيد إن القوات المسلحة تدخلت لإنقاذ البلاد من حرب أهلية. وأضاف "هذا لا علاقة له برغبة الجيش في السلطة بل برغبة الناس في تدخل الجيش. فهم يثقون بنا لأننا نقف دائماً مع الشعب المصري لا مع شخص أو نظام".
ويواجه الجيش الآن المشكلة نفسها التي فشل في حلها خلال حكم المجلس العسكري عامي 2011 و2012 وهي كيفية إدارة عجلة الانتاج في مصر من دون تحمل مسؤولية الإصلاحات المؤلمة وما يتبعها من استياء شعبي.
ففي عهد المجلس العسكري شهدت البلاد ركوداً اقتصادياً وانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان ولم تحدث إصلاحات تذكر. وبدا الارتياح على القادة العسكريين وهم يسلمون الكأس المسمومة للرئيس مرسي عقب انتخابه رغم أنهم لم يأتمنوا الإخوان على كل مفاتيح السلطة.
وقال الضابط إن الوضع مختلف هذه المرة. فالجيش لن يتولى الحكم بنفسه وستكون هناك فترة انتقالية قصيرة قبل تشكيل حكومة مدنية منتخبة. ومع ذلك ورغم تدفق 12 مليار دولار من السعودية والإمارات والكويت فإن الأوضاع تبدو أسوأ مما كانت عليه في فترة حكم المجلس العسكري.
فجماعة الإخوان المسلمين مصرة على منع حكومة الكفاءات الجديدة من النجاح في ما فشلت فيه حكومتها. والجيش يتأرجح بين رغبته في ضم الإخوان إلى عملية المصالحة الوطنية وبين شن حملة على قادة الجماعة المتهمين بالتحريض على العنف وخيانة البلاد.
وقد ألقت السلطات القبض على بعض قادة الجماعة. أما قادتها الذين ما زالوا بعيداً عن أيدي السلطات فقد بدأوا مسيرة طويلة من المقاومة غير العنيفة.
لكن جماعات متشددة من الإسلاميين قد تلجأ للكفاح المسلح والاغتيالات. ومن المظاهر الأولى لذلك ما تشهده شبه جزيرة سيناء من أعمال عنف.
وربما يعود آخرون إلى استراتيجية الدعوة الإسلامية على مستوى القاعدة الشعبية بدلاً من محاولة التغيير من القمة.
وقال الحداد إن نتيجة القمع لن تكون إلا تقوية الإخوان. وأضاف "هذه منظمة تأسست منذ 85 عاماً في ظل نظم قمعية. هذه مواجهة. فإما أن نرغم العسكر على العودة لثكناتهم ونلقنهم درساً ألا يطلوا برأسهم من جديد على المشهد السياسي وإما أن نموت في هذه المحاولة"..
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 157,446,976

عدد الزوار: 7,068,281

المتواجدون الآن: 64