وزارة الدفاع الليبية تحذر من الاقتراب من منشآتها دون أسباب.....الحكومة التونسية تتعهد بحل الأزمة بالحوار والجيش والأمن يشددان ملاحقتهما للمجموعات المسلحة ..انقاذ الاقتصاد التونسي وإنعاشه رهينُ توافق سياسي...الملك محمد السادس يعفو عن 385 محكوما بمناسبة عيد الفطر.... بوتفليقة يتغيب عن صلاة العيد لأول مرة منذ الاستقلال قبل 51 عاما ..... مقتل أكثر من 300 شخص ونزوح الآلاف خلال معارك في جنوب السودان

الرئيس المصري الموقت: خطواتنا لمواجهة الأزمة محسوبة ومتأنية... الظواهري: لم ولن أتلقى أموالاً من «الإخوان» لإشعال سيناء...فشل حل الأزمة المصرية يقلق الغرب.. والحكام الجدد لا يرون فائدة من الحوار مع «الإخوان»...احتفالات العيد في القاهرة تباعد المسافة بين «رابعة» و«التحرير» .....بسبب تهديدات بقطع المعونات وتجميد صفقة طائرات... دعوات في مصر إلى الاتجاه نحو روسيا لكبح ضغوط أميركا

تاريخ الإضافة السبت 10 آب 2013 - 6:19 ص    عدد الزيارات 1952    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

زوجة مرسي من «رابعة»: راجع... راجع
 القاهرة - «الراي»
اكدت نجلاء زوجة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، امس، انه «سيعود الى الحكم وان مصر ستكون اسلامية».
وقالت نجلاء في كلمة القتها في ميدان رابعة العدوية حيث يعتصم انصار مرسي وحيث ادوا صلاة العيد ان «مصر اسلامية مهما دبروا ومكروا. فهم مكروا مكرا تزول منه الجبال ولكن مكر الله اشد. هو الذي يعز جنده وينصر احزابه ونحسب اننا من حزب الله الغالبين».
وهتف الحشد في الميدان «راجع راجع» في اشارة الى اصراره على عودة مرسي الى الحكم، فرددت زوجته معهم «راجع راجع».
وقالت: «ابلغ سلام الريس ليكم. ما شفتوش وما سمعتوش لكني اعلم جيدا ما في قلبه لكم وكم الحب اللي عنده ليكم».
 
الرئيس المصري الموقت: خطواتنا لمواجهة الأزمة محسوبة ومتأنية
 القاهرة، الإسكندرية - «الراي»
ما بين مشاهد سياسية وشعارات ولافتات حول الحالة الحالية، ومظاهر احتفالية متنوعة، كان المشهد في الميادين والشوارع المصرية، أمس، سواء في التحرير والاتحادية، أو في النهضة ورابعة العدوية، وكأن المصريين أرادوا أن يحتفلوا بعيد الفطر، ولكن من دون نسيان أن هناك ثورة تكمل فصولها، هذا بالنسبة للمناهضين للإخوان، أو أن هناك رئيسا معزولا يريدون عودته، هذا بالنسبة للمؤيدين للإخوان.
وادى الرئيس الموقت المستشار عدلي منصور ورئيس الوزراء حازم الببلاوي، ونائب رئيس الجمهورية للعلاقات الدولية محمد البرادعي، والنائب الأول لرئيس الوزراء وزير الدفاع والإنتاج الحربي الفريق أول عبدالفتاح السيسي، صلاة عيد الفطر في مسجد القوات الجوية شرق القاهرة.
كما أدى الصلاة في المسجد نفسه وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، ومفتي الجمهورية شوقي علام، والمستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية أحمد المسلماني، ومفتي الجمهورية السابق علي جمعة، وعدد من كبار رجال الدولة.
وقال منصور في كلمته للمصريين لمناسبة عيد الفطر: «على المصريين أن يفرحوا»، وأكد أن «البعض يظن أنه قادر على منع حركة التاريخ أو إيقاف عجلة الزمن، أو أنه قادر على تحدي إرادة الشعب المصري في مستقبل واعد ومستحق، وذلك لن يكون»، مضيفا، إن «خطوات حكومة حازم الببلاوي في مواجهة هذا الأمر، ستكون خطوات محسوبة ومتأنية بغير تساهل ولا تفريط».
وشن عضو جبهة «أزهريون مع الدولة المدنية» الشيخ جمعة محمد علي، هجوما حادّا على جماعة الإخوان قائلا: «الإخوان يستخدمون الأطفال الأبرياء كدروع بشرية في مواجهة قوات الشرطة».
وأضاف خلال خطبة العيد التي ألقاها من أعلى منصة ميدان التحرير، إن «الشعب المصري يرفض كل الممارسات التي ينتهجها جماعة الإخوان في اعتصامهم برابعة العدوية وميدان النهضة.
ودعا للجيش المصري «بالنصرة والسداد في خطواته التي يهدف بها تطهير البلاد». وهنأ الجيش بعيد الفطر المبارك، متمنيًا أن «يستمر الشعب المصري في نضاله من أجل تحقيق أهداف الثورة».
ووسط أجواء احتفالية وهدايا حشود من الناس، كان لافتا أن عددا من الشباب المسيحي شكلوا دروعا بشرية حول المتواجدين في الميدان لحماية إخوانهم المسلمين، فيما كثفت اللجان الشعبية من تواجدها على المداخل المؤدية للميدان خوفا من وجود مندسين، وسط حضور أمني من الجيش والشرطة.
وطالبت منصة ميدان التحرير وزارة الداخلية «بضرورة وسرعة فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، وذلك لما يمثلانه من خطر على الأمن القومي لما فيه من أسلحة، وأعلنت منصة ميدان التحرير، عن تنظيم حفلات غنائية طوال أيام عيد الفطر المبارك، وتوالي إذاعة الأغاني الوطنية».
وفي مصر الجديدة، وضع أهالي الحي الراقي لافتات على واجهات المباني مؤيدة للجيش والشرطة، وأذاعوا الأغاني الوطنية عبر مكبرات صوت في الشوارع.
وقال محمود بكار، إمام مسجد عمر بن عبدالعزيز، المطل على بوابة رقم 4 لقصر الاتحادية، إن «حب الوطن علامة من علامات الإيمان بالله ورسوله»، مشيرا إلى أنه «يجب على جموع الشعب المصري الوقوف مع الفصيل الذي يحافظ على تراب هذا الوطن الغالي، ويجب علينا عدم الانحياز في التفكير الذي يؤدي بنا إلى دمار وتفتت صفوف الشعب المصري».
في المقابل، احتشد عدد من مؤيدي جماعة الإخوان، أمس، أمام النصب التذكاري في شارع النصر في مدينة نصر، حيث قاموا برفع صورة الرئيس السابق محمد مرسي ووزعوا الهدايا على الأطفال، وقاموا ببناء جدار في الشارع لحماية المعتصمين.
وأعلنت منصة اعتصام ميدان النهضة في الجيزة، عن بدء البرنامج الترفيهي لأول أيام عيد الفطر المبارك، الذي يتضمن فقرات كوميدية وأناشيد دينية، وعرض «ثعبان الكوبرا»، كما قدمت مسرح العرائس للأطفال.
في سياق آخر، أطلق شباب جماعة «الإخوان» فكرة ختم عدد من الأوراق المالية، وتوزيعها، بشعار «ضد الانقلاب» ضمن حملة يتبنونها ضد عزل مرسي، مؤكدين أن فكرتهم «تأتي استكمالا للأنشطة التوعوية التي يقومون بها لتأليب المصريين ضد الإرادة السياسية الموجودة حاليا».
وعقد أحد الشيوخ في اعتصام مؤيدي مرسي في ميدان النهضة، ليل أول من أمس، قران عروسين من أنصار مرسي، أعلى منصة اعتصام ميدان النهضة بالجيزة، وسط دعوات المتواجدين بحياة سعيدة لهما.
وخارج القاهرة، نشبت عشية أول أيام العيد اشتباكات بين مؤيدي الرئيس المعزول ومعارضيه أمام استاد جامعة المنصورة، شمال دلتا مصر، بدأت عقب خلاف على مرور سيارة من وسط المؤيدين، وهو ما أدى إلى إصابة العشرات، بينهم إصابة خطرة لأحد مدربي الأسود.
في المقابل، أكد الببلاوي أن «مجلس الوزراء يعبر عن أسفه عن سقوط ضحايا في قرى المنيا، ويؤكد على محاسبة المتورطين من محاولة إثارة فتنة طائفية بين المسلمين والمسيحيين، ولن يكون لها وجود أبدا في مصر، فالدين لله والوطن للجميع».
وفي ما يتعلق بالأوضاع القائمة الآن في مصر، أوضح أن «المجلس يعيد تأكيده أن قرار فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة هو قرار نهائي توافق عليه الجميع ولا رجعة عنه على الإطلاق، وأن مراعاة المجلس لحرمة شهر رمضان والعشر الأواخر منه، التي كان يُؤمل أن تُحل هذه الأزمة خلال هذه الفترة من دون اللجوء إلى تدخل أمني لا تعني تراجع المجلس عن قراره».
ووجّه شيخ الأزهر أحمد الطيب كلمة إلى الشعب المصري ناشد فيها المصريين «المحبة والتعاون والتسامح في يوم العيد». وقال إن «الأزهر الشريف يثق في قدرة المصريين على تجاوز أزماتهم وقدرتهم على إغلاق الباب أمام التدخل الأجنبي في شؤونهم الداخلية».
ودعا حزب «النور» أصحاب المبادرات إلى الاستجابة إلى مبادرة الطيب لتلقي مبادراتهم للمصالحة، بعد فشل الوفود الدولية في جهود الوساطة.
وأعلن حزب «الوسط» قبوله دعوة «المعهد المصري الديموقراطي» للتوسط من أجل ترتيب لقاء مباشر، غير مشروط، مع البرادعي، لبحث سبل الخروج من الأزمة السياسية الراهنة.
من جانب ثان، هاجم ديبلوماسيون وقوى سياسية مصرية تصريحات السيناتور الاميركي جون ماكين، التي اعتبر فيها «ما حدث بمصر 30 يونيو انقلابا عسكريا وليس ثورة شعبية».
 
«الرئاسة» تضع قواعد اختيار «لجنة الـ 50» المتعلقة بالتعديلات الدستورية
الرأي..القاهرة - من صلاح مغاوري وفريدة محمد
في انتظار الخطوة التالية، ضمن تفاصيل خريطة طريق المرحلة الانتقالية، أعلنت الرئاسة المصرية قواعد اختيار «لجنة الخمسين» التي ستتولى إعداد التعديلات على دستور العام 2012 المعطل، بحيث تضم 50 عضوا يمثلون كل فئات المجتمع وطوائفه وتنوعاته السكانية، وعلى الأخص الأحزاب والمثقفين والعمال والفلاحين وأعضاء النقابات المهنية والاتحادات النوعية والمجالس القومية والأزهر والكنائس المصرية والقوات المسلحة والشرطة والشخصيات العامة، على أن يكون بينهم 10 من الشباب والنساء على الأقل، وعلى أن ترشح كل جهة ممثليها، ويرشح مجلس الوزراء الشخصيات العامة.
وأشارت الرئاسة، إلى أن «قواعد اختيار هذه اللجنة تأتي في ضوء المقترحات التي وردت من القوى المجتمعية المختلفة»، مضيفة انه «وفقا للمادة 29 من الإعلان الدستوري الصادر في 8 يوليو الماضي التي تنص، إنه في صدد تعديل دستور 2012 المعطل، على إنشاء لجنة تضم 50 عضوا، وفي ضوء هذه المادة، على الجهات التالية التقدم بترشيحاتها لعضوية لجنة الخمسين، على أن تقدم عدد الترشيحات الأصلية المطلوبة وعددا مماثلا على الأقل من الترشيحات الاحتياطية، على أن ترفق كل جهة ترشيحاتها بسيرة ذاتية لكل مرشح».
وذكرت انه «على الأزهر ترشيح 3 مرشحين عنه، على أن يكون أحدهم من شباب علمائه، وتُرشح الكنائس المصرية مجتمعة 3 مرشحين، و4 مرشحين عن الشباب، ممن لا تتجاوز أعمارهم 40 عاما، واحد على الأقل من شباب تمرد، وواحد على الأقل من شباب 25 يناير، و2 من شباب المهنيين الفاعلين في 25 يناير أو 30 يونيو».
كما تتضمن الترشيحات، ترشح التيارات السياسية الأربعة الرئيسة والممثلة في أحزاب تحمل توجهاتها مرشحيها، 2 عن أحزاب التيار الإسلامي بالتوافق، و2 عن أحزاب التيار الليبرالي بالتوافق، ومرشح واحد عن أحزاب التيار اليساري بالتوافق، ومرشح واحد عن أحزاب التيار القومي بالتوافق بينها، كما يرشح قطاع الثقافة المصري، مرشحا واحدا عن اتحاد الكتاب، ومرشحا عن اتحاد النقابات الفنية، ومرشحا عن قطاع الفنون التشكيلية والتطبيقية، وواحدا عن المجلس الأعلى للثقافة.
وبالنسبة لمرشحي النقابات المهنية، مرشح عن نقابة المحامين، ومرشح عن نقابة الأطباء، ومرشح عن نقابة المهندسين، ومرشح عن نقابة الصحافيين، إضافة إلى مرشح عن اتحاد الغرف السياحية، ومرشح عن اتحاد الغرف الصناعية، ومرشح عن اتحاد الغرف التجارية، ومرشح عن اتحاد طلاب مصر، ومرشح عن الاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية.
وذكرت مؤسسة الرئاسة، أنه إضافة إلى هذا يرشح مجلس الوزراء المصري 10 من الشخصيات العامة، ويراعى أن يكون منهم ممثلون للتنوع الجغرافي المصري: الدلتا والصعيد وسيناء والنوبة ومطروح، ما لم يكن ذلك قد تحقق في ترشيحات الجهات السابقة.
وذكرت مصادر في مجلس الشورى، حيث تتم اجتماعات لجنة تعديل الدستور، إنه «تم الانتهاء إلى تقرير حول المقترحات والمواد الأكثر طلبًا للتعديل، حيث تبين أن أكثر المقترحات طالبت بضرورة النص على حظر إنشاء الأحزاب الدينية، وأن معظم المقترحات طالبت أيضا بإلغاء مجلس الشورى، وإضافة إلى تأمين معاشات لأصحاب المهن التي لا يحصلون من خلالها على أي معاشات»، كاشفة أن وزارتيّ الدفاع والداخلية لم ترسلا أي مقترحات، وأيضا مؤسستيّ الرئاسة والأزهر الشريف، إضافة إلى امتناع أحزاب الإسلام السياسي».
 
الجيش: مقتل وإصابة 124 «إرهابيا» وتوقيف 103 خلال شهر في سيناء
القاهرة ـ «الراي»
نشر الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة المصرية العقيد أحمد علي بيانا تفصيليا بنتائج أعمال القوات المسلحة في القضاء على «البؤر الإرهابية والتكفيرية» في سيناء خلال الفترة من 5 يوليو الى 4 أغسطس الجاري.
وقال إنه «خلال الآونة الأخيرة تصاعدت العمليات الإرهابية من قبل عناصر تكفيرية تسللت إلى أرض سيناء خصوصا في محافظة شمال سيناء، حيث قامت تلك العناصر بارتكاب جرائم ضد عدد من ضباط وجنود القوات المسلحة والشرطة، إضافة إلى قيام عناصر من المخربين بتدمير وإشعال النيران في محطات ومواسير الغاز في العريش والشيخ زويد ورفح، وغيرها من أعمال قطع الطرق في ربوع سيناء، الأمر الذي أصبح يهدد بدو وأهالي سيناء الشرفاء وبالتالي تهديد الأمن القومي المصري».
وأضاف: «قامت عناصر من قواتنا المسلحة، بدعم أجهزة وزارة الداخلية في شن حملة أمنية مكثفة في سيناء، التي أسفرت عن توقيف 103 ومقتل وإصابة 124».
وتابع: «قامت القوات المسلحة بتدمير 102 نفق و40 بيارة مواد بترولية كانت معدة لتهريبها إلى قطاع غزة بإجمالي 2.7 مليون لتر بنزين وسولار».
الى ذلك، كشفت مصادر أمنية رفيعة المستوى، أن القوات المسلحة المصرية «تمكنت في الأيام الأخيرة من قتل 22 عنصرا إرهابيا وتكفيريا في شمال سيناء و3 في صحراء مدن القناة»، مؤكدة انه «تم القضاء على هؤلاء بأسلوب أطلق عليه العمليات النظيفة، التي قامت بها قوات الصاعقة والعمليات الخاصة من دون إلحاق أي أضرار بالأبرياء والأهالي في الكتل السكنية في سيناء».
وأوضحت أن «19 من العناصر التي تم استهدافها تابعون للسلفية الجهادية وأنهم من بين الهاربين من السجون أثناء أحداث ثورة 25 يناير، وفضلوا عدم العودة لمنازلهم في محافظات الدلتا، وقرروا التمركز في سيناء لإنشاء ما يسمى بالإمارة الإسلامية».
وأشارت إلى أنه «من ضمن العناصر الذين تم استهدافهم أيضا 3 من عناصر حماس، الذين دخلوا إلى سيناء عبر الأنفاق عقب عزل الرئيس محمد مرسي والانضمام إلى مجموعات إرهابية كانت تخطط لاغتيال عدد من الشخصيات العامة والمعارضة للإخوان، علاوة على قتل 3 أيضا تابعين لتنظيم القاعدة كانوا يحملون بطاقات مزورة».
الظواهري: لم ولن أتلقى أموالاً من «الإخوان» لإشعال سيناء
القاهرة - عبدالجواد الفشني:
نفى زعيم السلفية الجهادية في مصر محمد الظواهري، أمس، ما تردد عن تلقيه أي أموال اخيرا، أو في فترة سابقة من جماعة الإخوان، أو أي جماعة سياسية أو دينية لإشعال الأوضاع في سيناء.
واكد في بيان انه «غير موجود في غزة أو العريش أو سيناء، رغم أن الوجود هناك ليس جريمة»، مبينا أن «المروجين لتلك الاشاعات مجموعة من المرشدين والعملاء ممن يسمونهم خبراء إعلاميين أو قيادات إسلامية». وحذر هؤلاء بقوله: «الأمة لن تقبل اعتراض هؤلاء الأقزام في طريق تحكيم شريعتها وعبادة ربها كما أمر».
 
تقرير حقوقي: غياب المحاسبة ألقى بالمجتمع في دروب العنف الأهلي
القاهرة - «الراي»
افاد مركز «أندلس لدراسات التسامح ومناهضة العنف»، بان «المشهد المصري مع تنامي دور القوى الإسلامية السياسية، يبدو للوهلة الأولى محفوفا بالعنف السياسي وحالة الاستقطاب الحادة، وهو أمر صحيح إلى حد بعيد ولكن الانعكاسات المستمرة لهذه الحالة من تردي الأوضاع الاقتصادية والثقافية يلقي بظلاله على الواقع الاجتماعي ويؤثر بشكل كبير على روح المجتمع المصري، سواء ثقافته أو بنيانه وعلاقاته الاجتماعية، فضلا عن قضايا مثل غياب العدالة والمحاسبة والبطالة والفقر وضيق الحال، والفجوة الطبقية الناجمة عن غياب سياسات العدالة الاجتماعية»، مؤكدا أن «غياب المحاسب ألقى بالمجتمع في دروب العنف الأهلي».
وأضاف في تقرير إن «هناك حالة من حالات الاحتقان الدائم على كل المستويات تحفز النزعات العنيفة لدى المواطنين، وتقدم العنف كبديل سهل عن اتخاذ السبل القانونية أو الخروج من الأزمات القائمة، كما أن غياب سيادة القانون وفشل الدولة في التعامل مع القضايا المختلفة قد أجج لهيب العنف في المجتمع المصري واختلفت مستوياته ما بين الدولة والمواطنين»، لافتا إلى أنه «طرأت على المجتمع مجموعة من الظواهر التي تؤكد أن استخدام العنف في المعاملات والقضايا المختلفة في مصر على وشك أن يصبح عقيدة، ويتجلى ذلك بوضوح في الأماكن التي تتراجع فيها سيطرة الدولة والقانون أو تتصرف فيها أجهزة الدولة بشكل يحفز العنف ولا يقضي على أسبابه».
ورصد وقوع 864 حالة استخدام عنف خلال الأشهر الأخيرة بينها، 613 حالة تندرج تحت فئة العنف الاجتماعي، و137 حالة عنف سياسي و105 حالات عنف طائفي - مذهبي، ونتج عن هذه الحوادث 2555 ضحية بواقع 1935 مصابا و530 قتيلا و66 مختطفا.
ونوه إلى أنه «رغم أن العنف الطائفي في مصر لا يعد ظاهرة حديثة، إذ ترجع أصوله إلى سبعينات القرن العشرين وتتصاعد أحداثه في مصر مع اختلاف الإدارات وتصاعد الخطاب الديني المتطرف المحرض وكذا استغلاله عبر الحكومات المتلاحقة في تدعيم سلطتها الديكتاتورية وترويع المواطنين، فإن تطورات العنف الطائفي تجسدت في ظاهرتين بالأساس، الأولى هي المتعلقة بالاعتداء على كاتدرائية العباسية، وهو الهجوم الأول في التاريخ على كنيسة بقنابل مسيلة للدموع، النقطة الثانية أن مهاجمة الكاتدرائية جزء من الهجوم الأوسع على جنازة ضحايا العنف الطائفي في أحداث الخصوص، وهو ما يلفت الانتباه في النقطتين لتهاون وتراخي الدولة والأجهزة الأمنية في تأمين الكاتدرائية، رغم قيمتها الروحية والتاريخية، وكذلك في تأمين جنازة الضحايا الذين لم يستطيعوا حمايتهم أو محاسبة المعتدين عليهم في أحداث الخصوص».
وأكد أن «جماعات الإسلام السياسي وبعض التيارات الأخرى الإقصائية من مختلف التوجهات تتبنى خطابا عدوانيا استعدائيا إقصائيا يدعم أفكار العنف والإقصاء في المجتمع، ما يزيد فرص العنف ويعمق أثره على مستويات مختلفة بالمجتمع المصري».
وذكر أن «غياب المحاسب ألقى بالمجتمع في دروب العنف الأهلي، كما أنه منع عن مواطنيه حقهم في التقاضي وحقهم في مساواتهم أمام القانون وخلف حالة من العنف والعدوانية أصبح المجتمع يحتاج معها لبرامج إعادة تأهيل وتهيئة نفسية».
 
مصر: الأزمة تسمم أجواء احتفالات العيد
الحياة..القاهرة - محمد صلاح
لم تغب الأزمة السياسية المستعرة في مصر عن مشهد الاحتفالات بعيد الفطر المبارك، إذ تحولت ساحات الصلاة مراكز للتظاهرات والتظاهرات المضادة، كما شهد بعضها مشاحنات بين مصلين وأئمة حاولوا تسييس خطبهم.
وانقسمت ساحات الصلاة بين مؤيد لعزل مرسي ومعارض له، فاستمرت تظاهرات مؤيدي الرئيس المعزول الذين خرجوا في مسيرات من المساجد تحت شعار «مليونية عيد النصر»، وإن مر الأمر بهدوء وغابت عنه مشاهد العنف، بينما أدى مئات الصلاة في ميدان التحرير ورددوا هتافات مؤيدة للجيش ولعزل مرسي.
وفي وقت أدى أركان الحكم الصلاة في مسجد القوات الجوية، أطلت للمرة الأولى زوجة الرئيس المعزول نجلاء على المعتصمين في «رابعة العدوية»، معتبرة أنه «راجع إن شاء الله». وهتفت مع المعتصمين «راجع، راجع، راجع». وقالت: «أبلغكم سلام الريس لكم. أنا لم أره أو أسمعه، لكن أعلم جيداً ما في قلبه لكم وما يكنه... أريد أن أقول بشرى ثم أترككم تحتفلون بالعيد. الله وعد أولياءه بالبشرى في الحياة الدنيا، والشعب المصري أثبت أن مصر إسلامية».
وتبادل خطباء المساجد الهجمات، فاستمر وزير الأوقاف السابق طلعت عفيفي الذي أم المعتصمين في «رابعة العدوية» وخطب فيهم في الهجوم على «الانقلاب العسكري»، فيما هاجم المفتي السابق علي جمعة خلال خطبته في مسجد القوات الجوية جماعة «الإخوان» من دون أن يسميها، محملاً إياها مسؤولية العنف.
وتوجه رئيس الحكومة حازم الببلاوي بعد الصلاة بصحبة وزير الداخلية محمد إبراهيم إلى معسكر قوات الأمن المركزي في الدراسة (شرق القاهرة)، حيث شدد في كلمة مقتضبة أمام الضباط والجنود على أن «الحكومة تضع الأمن على رأس أولوياتها، ولا يوجد مجتمع مستقر من دون الأمن المبني على القانون وبما يحافظ على هيبة الدولة وأرواح المواطنين وممتلكاتهم».
وكان الرئيس الموقت عدلي منصور تعهد في كلمة لمناسبة العيد مساء أول من أمس المضي في خريطة المرحلة الانتقالية التي رسمها الجيش وقوى سياسية واتخاذ «خطوات محسوبة ومتأنية بغير تساهل ولا تفريط في مواجهة من يظن أنه قادر على منع حركة التاريخ أو إيقاف عجلة الزمن»، في إشارة إلى أنصار مرسي المتمسكين بعودته. واعتبر أن «قطار المستقبل انطلق، وعلى الجميع إدراك اللحظة واللحاق به، وعلى من يتخلف عن إدراك تلك اللحظة أن يتحمل مسؤولية قراره».
وشدد على فشل الجهود الديبلوماسية والوساطات الدولية لحل الأزمة، موضحاً: «أعطينا الفرصة كاملة لكل الجهود الديبلوماسية للوقوف على حقائق الأوضاع في المشهد الراهن، وأعطينا المساحة الواجبة لاستنفاد الجهود الضرورية من أجل نبذ العنف وحقن الدماء والرجوع عن إرباك حركة المجتمع المصري، لكن تلك الجهود لم تحقق النجاح المأمول، رغم الدعم الكامل الذي وفرته الحكومة».
لكن وزارة الخارجية الأميركية رأت أن وقت الحوار في مصر لم ينته. وأعربت على لسان الناطقة باسمها جينيفر ساكي عن قلقها من تصريحات الرئاسة، مشيرة إلى أن «الوقت غير ملائم لتحميل طرف ما مسؤولية ما حدث، لكنه وقت الحوار الذي يهدئ الوضع». وقالت إن «الوسطاء قدموا مجموعة من الأفكار البناءة، لكن القرار يبقى قرار المصريين أنفسهم».
وتقاطع الموقف الأميركي مع موقف شيخ الأزهر أحمد الطيب الذي دعا إلى وقف الاستقطاب والانقسام وحذر من الفتنة. وطالب في كلمة تلفزيونية لمناسبة عيد الفطر بإجراء مصالحة وطنية، معتبراً أنه «لا يمكن لرفقاء سفينة تحدق بها المخاطر أن ينجو فريق منها من دون الفريق الآخر، ولا يمكن لأي فريق أن ينعم بالأمن والاستقرار في مجتمع يسوده الانقسام والفتن».
وشدد الطيب الذي دعا قوى سياسية وشخصيات إلى اجتماع بعد العيد لبلورة مبادرة لحل الأزمة، على أن «الأزهر يثق في قدرة المصريين على تجاوز أزماتهم وحل مشاكلهم وخروجهم من هذه المحنة التي يمر بها هذا الوطن وإغلاق الباب أمام كل صور التدخل الأجنبي في الشأن الداخلي المصري».
 
مصر: صلاة العيد تتحول ساحة للصراع السياسي
القاهرة - «الحياة»
تحولت صلاة عيد الفطر في مصر إلى ساحة للصراع بين الفرقاء السياسيين الذين لم يلتزموا بهدنة خلال العطلة، فخرج أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في مسيرات وصولاً إلى مقري اعتصامهم أمام مسجد «رابعة العدوية» في شرق القاهرة وفي ميدان النهضة في الجيزة، تحت شعار «مليونية عيد النصر»، فيما أدى مئات من مؤيدي عزل مرسي صلاة العيد في ميدان التحرير مرددين هتافات مؤيدة للجيش.
وأطلت زوجة الرئيس المعزول نجلاء علي على المعتصمين في «رابعة العدوية» وقالت إنها تحمل تحية من مرسي إليهم، فيما كان أركان الحكم الموقت يؤدون الصلاة في مسجد سلاح الطيران، قبل أن يتوجه رئيس الحكومة حازم الببلاوي ووزير الداخلية محمد إبراهيم إلى معسكر لقوات الأمن المركزي. ووقعت مواجهات في عدد من المساجد في المحافظات بين الفرقاء على خلفية محاولات لتسييس خطب صلاة العيد.
وكان الآلاف من مؤيدي مرسي نظموا مسيرات خرجت من عدد من المساجد في القاهرة ومحافظات أخرى للمطالبة بإعادته إلى الحكم، فيما أمّ وزير الأوقاف السابق طلعت عفيفي صلاة العيد في اعتصام رابعة العدوية. وفي اعتصام ميدان النهضة أمّ المصلين وألقى الخطبة الداعية السلفي محمد عبدالمقصود.
واعتلت زوجة الرئيس المعزول وابنته منصة الاعتصام، قائلة: «أبلغكم سلام الريس لكم... أنا لم أره أو أسمعه، لكن أعلم جيداً ما في قلبه لكم وما يكنه... وهو راجع إن شاء الله». وهتفت مع المعتصمين: «راجع، راجع، راجع». وتابعت: «أريد أن أقول بشرى ثم أترككم تحتفلون بالعيد... الله وعد أولياءه بالبشرى في الحياة الدنيا، والشعب المصري أثبت أن مصر إسلامية».
في المقابل، حرص كبار أركان الحكم الموقت على أداء صلاة العيد التي نقلها التلفزيون الرسمي من مسجد القوات الجوية حيث حضر في البداية وزير الداخلية محمد إبراهيم ثم رئيس الحكومة حازم الببلاوي وتلاه نائب الرئيس للشؤون الدولية محمد البرادعي قبل أن يدخل الرئيس الموقت عدلي منصور بصحبة وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي قبل بدء الصلاة بدقائق قليلة.
وخطب في المصلين المفتي السابق علي جمعة الذي هاجم جماعة «الإخوان» من دون أن يسمها وحملها مسؤولية «العنف»، كما انتقد استخدامها للأطفال وإظهارهم يحملون الأكفان. وتوجه الببلاوي بعدها بصحبة وزير الداخلية إلى معسكري الأمن المركزي في الدراسة (شرق القاهرة)، حيث شدد في كلمة مقتضبة أمام ضباط وجنود الشرطة على أن «الحكومة تضع الأمن على رأس أولوياتها، ولا يوجد مجتمع مستقر من دون الأمن المبني على القانون وبما يحافظ على هيبة الدولة وأرواح المواطنين وممتلكاتهم». تأتي الزيارة بعد يوم واحد من تأكيد الببلاوي أن قرار فض اعتصامي أنصار مرسي «نهائي ولا رجعة فيه»، مشيراً إلى أن الحكومة لم تنفذه بعد مراعاة لحرمة شهر رمضان.
وكان مئات أدوا صلاة العيد في ميدان التحرير، حاملين الأعلام المصرية وصوراً للسيسي، ورددوا هتافات مطالبة بالتدخل في مواجهة الإرهاب وداعمة للجيش، فيما دعا «تحالف القوى الثورية» إلى الاحتشاد في كل الميادين في المحافظات وأمام قصر الاتحادية الرئاسي يوم الجمعة المقبل «لرفض التدخل الأجنبي ورفض الخروج الآمن للرئيس المعزول ولقيادات جماعة الإخوان، وللمطالبة بعقد محاكمات عادلة لهم»، معلناً أن «تلك التظاهرات ستطالب أيضاً بمواجهة ومحاربة الإرهاب بكل قوة وحسم».
إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية أمس أن عاطلاً من العمل سبق اتهامه في أحداث الاعتداء على معارضين للرئيس المعزول أمام قصر الاتحادية العام الماضي ضُبط لتعديه على ضابط شرطة، «وتبين وجود صور له على هاتفه المحمول حاملاً سلاحاً آلياً داخل اعتصام رابعة العدوية، وأخرى لجثث عليها آثار تعذيب».
وقالت في بيان إن المتهم «كان يستقل دراجة بخارية في منطقة مدينة نصر من دون لوحات معدنية، ولدى سؤاله عن التراخيص تعدى على أحد ضباط الشرطة بالسب، وحاول الفرار وتمكنت القوة الأمنية من السيطرة عليه». وأضافت: «بفحص هاتفه المحمول تبين وجود صور له وهو يحمل سلاحاً آلياً داخل اعتصام رابعة العدوية، وأخرى لبعض الجثث عليها آثار تعذيب اعترف بارتكابه، وأقر بأن الصور للمتوفين من التعذيب في ميدان رابعة العدوية وأنه قام بالاحتفاظ بها لإرهاب من يقدم على التعدي على المعتصمين هناك».
 
 فشل حل الأزمة المصرية يقلق الغرب.. والحكام الجدد لا يرون فائدة من الحوار مع «الإخوان» ومصادر حكومية لـ «الشرق الأوسط»: القاهرة لم تطلب وساطة من أحد

القاهرة: عبد الستار حتيتة ... عبرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن قلقلهما وانزعاجهما لعدم توصل الأطراف في مصر إلى مخرج من الطريق المسدود الذي وصلت إليه الأمور خلال المحادثات لنزع فتيل الأزمة السياسية في البلاد، في وقت كشف فيه وزير خارجية هولندا، فرانز تيمرمانز، بعد لقائه كبار القيادات في السلطة بمصر، عن أن الوساطة الدبلوماسية «فشلت في كسر الجمود السياسي، لأن الحكام الجدد للبلاد لا يرون أي فائدة من الحوار مع جماعة الإخوان المسلمين»، التي ينتمي إليها الرئيس السابق محمد مرسي.
وقالت مصادر الحكومة المصرية إن القاهرة لا تفضل التعليق على «القلق الأميركي الأوروبي» تجاه الأوضاع الداخلية في البلاد، لأن «مصر أدرى بمصالحها وأدرى بما ينبغي عليها القيام به»، وأضافت أن الوفود الأجنبية التي زارت العاصمة المصرية طيلة الأيام الأخيرة لم يكن مطلوبا منها تقديم وساطة، ولكنها هي التي طلبت الحضور لمصر لمعرفة ما يدور، فقلنا لهم أهلا وسهلا لأنه ليس لدينا ما نخفيه.
وأعلن كل من وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، في بيان مشترك الليلة قبل الماضية أنه «رغم تجنب المزيد من المواجهات الدموية حتى الآن (بمصر).. فما زلنا نشعر بالقلق والانزعاج لعدم توصل زعماء الحكومة والمعارضة حتى الآن إلى سبيل لحل الأزمة الخطيرة والاتفاق على تنفيذ إجراءات ملموسة لبناء الثقة».
وزار مبعوثون من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وقطر والإمارات القاهرة لعدة أيام في محاولة لحل الأزمة، لكن الحكومة والرئاسة قالتا إن هذه المساعي فشلت. وردت واشنطن بالقول على لسان المتحدثة باسم الخارجية، جين ساكي، إنها قلقة من وصف جهود الوفود الأجنبية بالفشل، وأن الوقت الراهن يتطلب البدء في حوار يمكن أن يساعد في إعادة الهدوء في الأجل الطويل. بينما أجاب الوزير الهولندي، تيمرمانز، عن سؤال لوكالة «رويترز» أمس عن سبب فشل الدبلوماسية، بقوله: «بعد أن تحدثت إلى الرئيس المؤقت ورئيس الوزراء ووزير الخارجية، انطباعي أنهم ببساطة لا يرون أي فائدة في هذه المرحلة من الحوار مع جماعة الإخوان».
وعزل الجيش الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لـ«الإخوان»، في الثالث من يوليو (تموز) الماضي. وألقي القبض عليه وعلى مساعدين له وكذلك على قيادات في جماعة الإخوان، لكن ألوفا من مؤيدي الجماعة ما زالوا يعتصمون في ساحتي رابعة العدوية ونهضة مصر، بالقاهرة والجيزة، للمطالبة بإعادة مرسي إلى منصبه. وتصف جماعة الإخوان ما جرى من عزل للرئيس بأنه «انقلاب عسكري»، وتقول إنها «لن تتوقف عن التمسك بالشرعية وبعودة الرئيس المنتخب (مرسي)»، وهو أمر يبدو وفقا لمجريات الواقع الجديد ضربا من الخيال، وفقا لمصادر حكومية مصرية.
وقتل ما يقرب من 300 شخص في أعمال عنف سياسي منذ الإطاحة بمرسي، بينهم 80 يعتقد أنهم سقطوا برصاص قوات الأمن في حادث واحد يوم 27 من يوليو (تموز)، رغم وجود روايات ومقاطع فيديو تتحدث عن وقوع القتلى خلال فوضى عارمة أثناء مهاجمة أنصار لمرسي لدار الحرس الجمهوري شرق القاهرة.
وقال مصدر دبلوماسي غربي لـ«الشرق الأوسط» إن «الولايات المتحدة وأوروبا وأطراف دولية أخرى تعول على توصل الأطراف المصرية المتنازعة إلى حل يجنب البلاد الواقعة على الممر الملاحي الدولي في قناة السويس الانزلاق في موجة من العنف والعنف المضاد، خصوصا في القاهرة وسيناء المجاورة لإسرائيل ومنطقة الصعيد التي تشهد تحريضا من أنصار مرسي ضد المسيحيين المصريين، بالإضافة إلى أن البلاد تواجه غموضا في مستقبلها الاقتصادي رغم المساعدات العربية الضخمة التي أسهمت في إنعاش الاحتياطي النقدي لأول مرة منذ شهور».
ودخلت الأزمة السياسية في مصر مرحلة جديدة متوترة منذ يوم الأربعاء الماضي بعد انهيار جهود الوساطة الدولية وتهديد الحكومة مجددا بالتحرك ضد اعتصامات «الإخوان». وقال البيان الأميركي الأوروبي الصادر الليلة قبل الماضية إن «الوضع لا يزال هشا للغاية ولا يهدد بمزيد من إراقة الدماء والاستقطاب فحسب وبل ويعوق الانتعاش الاقتصادي الضروري لنجاح العملية الانتقالية في مصر».
وغادر عدد من المسؤولين الغربيين القاهرة يومي أمس وأول من أمس دون الوصول إلى نتائج تذكر. وأعقبتها الرئاسة المصرية بالقول إن جهود التوصل إلى حل قد فشلت، وحملت جماعة الإخوان مسؤولية هذا الفشل، بينما شدد الرئيس المؤقت عدلي منصور على أن بلاده ماضية قدما وبكل إصرار نحو تحقيق النتائج المرجوة من خارطة المستقبل. وهي الخارطة التي جرى على أساسها عزل مرسي مطلع الشهر الماضي، وتضمنت وضع دستور للبلاد وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية خلال تسعة أشهر. وقال منصور في كلمة للمصريين بمناسبة عيد الفطر الليلة قبل الماضية إن مصر تمر بمرحلة حرجة، وإن «قطار المستقبل انطلق وعلى الجميع إدراك اللحظة واللحاق به وعلى من يتخلف عن إدراك تلك اللحظة أن يتحمل مسؤولية قراره».
وغادر القاهرة أول من أمس المبعوث الأميركي، ويليام بيرنز، عائدا إلى بلاده بعدما حاول على مدى أيام الوصول إلى حل وسط بين الحكومة و«الإخوان»، وبينما بقي مبعوث الاتحاد الأوروبي برناردينو ليون في العاصمة المصرية حتى أمس للغرض نفسه، أعربت بروكسل عن قلقها البالغ إزاء انهيار المحادثات بين الفرقاء المصريين.
واستقل وزير الخارجية الهولندي الطائرة من القاهرة متوجها إلى بلاده بعد زيارة استمرت يومين التقى خلالهما مع الرئيس منصور ورئيس الوزراء حازم الببلاوي ووزير الخارجية نبيل فهمي وعددا من المسؤولين وممثلي القوى السياسية. وأكد في تصريح وزعته السفارة الهولندية، أن مستقبل مصر يهم الأوروبيين بصفتهم جيرانا لها، موضحا أن الهدف من زيارته هو دعم الجهود الكبيرة التي بذلها الاتحاد الأوروبي وجهات دولية أخرى فاعلة لإيجاد سبيل لبدء حوار بين كل الأطراف.
وأضاف أنه تحدث بكل إخلاص مع المسؤولين المصريين وغيرهم ممن التقاهم في القاهرة بشأن ضرورة أن يضع الجميع مستقبل مصر أولا نصب أعينهم، بما يتضمنه من دستور يشعر المصريون بأنهم ممثلون فيه، وإجراء انتخابات حرة ذات مصداقية، مشيرا إلى أن مصر تواجه وضعا سياسيا متوترا.. ومع ذلك فإن العنف ليس هو الحل للأزمة الراهنة. وقال إن هناك الكثير من عدم الثقة بين مختلف الأطراف، مطالبا اللاعبين الرئيسيين في مصر الآن بضرورة العمل لإيجاد حل سلمي.
وأضاف تيمرمانز في تصريحات لاحقة: «ما أراه هو أن المواجهة تتصاعد وأن المزيد من الناس سينزلون إلى الشوارع للاحتجاج وسيتزايد التوجه في القوات المسلحة لكبح ذلك»، معربا عن اعتقاده أن «هناك ما يدعو للقلق بشأن الأيام والأسابيع المقبلة». وأشار إلى أن ما سيحدث في مصر، أيا كان، ستكون له آثار على الدول العربية التي تكافح من أجل الديمقراطية.
وقالت مصادر الحكومة المصرية إن زيارات الوفود الأجنبية للقاهرة في ظل الأزمة الراهنة «مسموح بها لأنه ليس لديها ما تخفيه»، لكن «القرار النهائي بشأن معالجة الأزمة قرار مصري». ومن جانبه أعلن السفير بدر عبد العاطي، المتحدث باسم وزارة الخارجية، أمس أن الوزارة تركز على شرح ونقل صورة الثورة الحقيقية للعالم الخارجي وحشد التأييد السياسي والاقتصادي، وأن وزير الخارجية نبيل فهمي قام بإجراء اتصالات تليفونية مع أكثر من 53 وزير خارجية من دول العالم المختلفة.
 
احتفالات العيد في القاهرة تباعد المسافة بين «رابعة» و«التحرير» ومصريون يواجهون مسيرات «الإخوان».. وظهور أول لزوجة مرسي

جريدة الشرق الاوسط... القاهرة: جمال القصاص ... في مشهدين متباينين بطعم السياسة، وسعت المسافة بين اعتصام جماعة الإخوان المسلمين بمحيط مسجد رابعة العدوية، وبين ميدان التحرير رمز الثورة بقلب العاصمة القاهرة، احتفل المصريون أمس بحلول عيد الفطر.
وأدى رئيس الجمهورية المؤقت المستشار عدلي منصور، والفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع، والدكتور محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية للشؤون الخارجية، والدكتور حازم الببلاوي رئيس الحكومة، وأعضاء المجلس، ومفتي الجمهورية صلاة عيد الفطر بمسجد القوات الجوية بالعاصمة.
ووسط أجواء مشحونة بالترقب والحذر لفض اعتصاماتهم، انطلقت عقب صلاة العيد بالمساجد والميادين مسيرات من عدة مساجد بالقاهرة إلى اعتصامي «رابعة العدوية» بضاحية مدينة نصر وميدان النهضة بالجيزة مطالبة بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي ورفعت شعارات تندد بما سمته «انقلابا ضد الشرعية».
وشهدت منصة اعتصام «رابعة العدوية» أول ظهور علني للسيدة نجلاء محمود، زوجة الرئيس السابق محمد مرسي، والتي غابت عن الأنظار منذ عزله يوم 3 يوليو (تموز) الماضي. وهنأت زوجة مرسي، في كلمة لها قبل صلاة عيد الفطر مؤيدي مرسي، قائلة: «كل عام والشعب المصري بخير تقبل الله منكم الصيام وبارك الله فيكم وفي جهودكم».. مضيفة أن «مرسي راجع راجع بإذن الله»، مشيرة إلى أنها لم تر زوجها أو تسمع صوته منذ عزله.
وتابعت بلهجة حماسية: «أحسب أن الشعب المصري أثبت أنها إسلامية، مهما يكيد الظالمون ويمكرون وأحسب أننا من حزب الله الغالبون».. وتابعت: «مهما يكيد الكائدون أو يغيظ الغائظون أو يدبرون ويمكرون، فالمكر من العباد يقابله مكر الله الأشد، لأنه الأكبر والأقوى».
وعلى الجانب الآخر، أدى الآلاف من القوى المدنية والتيارات السياسية المعارضة لـ«الإخوان» صلاة العيد في ميدان التحرير، وحرص الكثير منهم على التقاط الصور التذكارية بجوار مدرعات الجيش، التي انتشرت في محيط الميدان لتأمينه. كما تبادلوا التهاني على إيقاع الألعاب النارية والأغاني الوطنية وأغاني العيد التراثية، التي بثتها إذاعة المنصة الرئيسة بالميدان.
وطالبت المنصة المتظاهرين بالاحتشاد بالميدان، طوال الأيام المقبلة، لمواجهة ما سمته بالتدخل الأميركي السافر في شؤون مصر، على حد قولهم، وعلق متظاهرون بالميدان لافتة كبيرة على المنصة كتبوا عليها باللغة الإنجليزية عبارات تهاجم أميركا بسبب ما يقولون إنه «دعم لجماعة الإخوان المسلمين».
وفي المقابل تحولت تظاهرة رابعة العدوية المؤيدة للرئيس المعزول إلى ساحة للرقص والغناء، وندد المتظاهرون بعزم الحكومة فض الاعتصام بالقوة، وأكدوا أنهم لن يغادروا الميدان وسيواجهون تدخل قوات الأمن بصدور مفتوحة.
في محاولة لقلب الصورة، والرد على الانتقادات اللاذعة لاستخدامها الأطفال كدروع بشرية في التظاهرات والاعتصامات؛ لجأت جماعة الإخوان إلى حيلة جديدة لجذب الأطفال والمواطنين للانضمام للاعتصام، وذلك عبر تنظيم ملاه ومسارح جماعية وحمام سباحة للأطفال للاحتفال بهم على مدار أيام عيد الفطر، وتقديم جرعات من الترفية والعروض الفنية لهم. وازدانت الملاهي والمسارح والحمام بصور الرئيس المعزول مرسي والشعارات الإخوانية.
وعلى صعيد المصادمات بين الموالين لـ«الإخوان» والمواطنين الرافضين لهم، احتوت اللجان الشعبية بقرية «محلة أبو علي» بمحافظة الغربية اشتباكات بين أنصار الرئيس المعزول وأهالي القرية على إثر قيام أنصار مرسي بوضع صورة كبيرة له مكتوب عليها «نعم للشرعية وضد الانقلاب» معلقة على ظهر المدرسة الثانوية بالقرية. كما قام البعض الآخر من أنصار مرسي بتوزيع منشورات مناهضة للجيش، ورد عليها الأهالي بتمزيقها ونشبت اشتباكات محدودة بين الطرفين.. إلا أن اللجان الشعبية التي كانت تؤمن المواطنين نجحت في احتواء الموقف.
وفي شارع ناصر بمدينة شبر الخيمة بمحافظة القليوبية المتاخمة للقاهرة، تمكن خبراء قسم المفرقعات بمديرية الأمن من السيطرة على قنبلة يدوية وتفجيرها قبل انفجارها دون وقوع أي إصابات، بعدما تسببت في حالة من الذعر بين المواطنين. وتبين من تقرير المفرقعات أن القنبلة يدوية الصنع، وتولت النيابة التحقيق.
وفي مدينة أولاد صقر بمحافظة الشرقية، مسقط رأس مرسي، أصيب 5 أشخاص في اشتباكات مع مجموعة من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين؛ على إثر مشادة كلامية بين الأهالي بالمدينة ومجموعة من أعضاء «الإخوان» أثناء قيامهم بمسيرة بعد صلاة العيد، برئاسة رئيس مجلس المدينة وعضو بمجلس الشورى المنحل عن حزب الحرية والعدالة التابع لـ«الإخوان». وأثناء سيرهم استفزت شعاراتهم المناهضة للجيش الأهالي فحدثت بينهم مشادات كلامية تطورت إلى اشتباكات أسفرت عن إصابة 5 من الأهالي وتم تحرير محضر بالواقعة.
وشهدت محافظة قنا بصعيد مصر 3 مسيرات، ضمت بضعة آلاف من أعضاء التيارات الإسلامية أنصار ومؤيدي الرئيس السابق للمطالبة بعودته للحكم وعودة مجلس الشورى والعمل بالدستور. وجابت المسيرات الشوارع والميادين حتى ميدان الساعة الرئيس بوسط المدينة، مرددين الهتافات المعادية للجيش وللشرطة، وأقاموا معرضا للصور. واتهم عدد من أهالي قنا في بلاغات رسمية للنيابة العامة تضررهم من اعتصام أنصار مرسي، لقيامهم بقطع الطريق العام وتعطيل مصالح المواطنين دون وجه حق. وكلفت إدارة البحث الجنائي بالتحري حول الواقعة وظروفها وملابساتها، فيما أخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.
 
بسبب تهديدات بقطع المعونات وتجميد صفقة طائرات... دعوات في مصر إلى الاتجاه نحو روسيا لكبح ضغوط أميركا
إيلاف...صبري عبد الحفيظ حسنين
بسبب ما يعتقد المصريون أنه تدخل أميركي في شؤونهم الخاصة، ظهرت دعوات في مصر تطالب السلطات بضرورة تعديل دفة السياسية الخارجية صوب روسيا، لتكون بديلًا من أميركا، لاسيما في ظل التهديدات التي يطلقها الساسة الأميركيون بقطع المعونات عن مصر، وتجميد صفقة طائرات من طراز "F16" المتطورة.
صبري عبد الحفيظ من القاهرة: يتبنى بعض قادة الجيش والعسكريون المتقاعدون تلك الدعوات، لاسيما أن غالبية القادة القدامي حصلت على تدريبات أو درست في روسيا، باستثناء بعض القادة الجدد، الذين درسوا في أميركا، وعلى رأسهم وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي.
تقاطع مصالح
وتتلاقى الدعوات المصرية، مع تطلع الدب الروسي إلى استعادة نفوذه ومكانته في المنطقة عبر البوابة المصرية، وانتشرت أنباء في أوساط المصريين، تفيد بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبدى استعداد بلاده التام لمساعدة مصر، وإرسال نظام المدفعية المتطور "ميغ s 300" المضاد للطائرات إلى مصر خلال الأيام المقبلة، إلا أن تلك الأنباء لم يتم التأكد منها بشكل رسمي.
ووفقًا لمصدر عسكري، فإن مصر بالفعل بدأت في الانعتاق من أسر أميركا في ما يخص التسليح، لاسيما بعد ثورة 25 يناير. وأضاف لـ"إيلاف"، أن مصر إكتشفت أن ارتماءها في أحضاء أميركا طوال فترة حكم الرئيس السابق حسني مبارك، أضرّت بها كثيرًا، وجعلتها تدور في فلك القطب الأميركي، مشيرًا إلى أن ذلك ساهم في تقزيم دور مصر إقليميًا ودوليًا، نظرًا إلى تبنيها وجهة النظر الأميركية على الدوام.
وأفاد بأن مصر بدأت في تنويع مصادر تسليح الجيش المصري، من الصين وجنوب أفريقيا وروسيا، إضافة إلى الإعتماد على التصنيع المحلي. وأشار إلى أن ثمة دعوات تطالب بأن يتم تقليل الاعتماد على أميركا بشكل تدريجي، لتقليل الضغوط عليها، وحتى يكون هناك استقلال تام للقرار السياسي المصري.
ووصف تهديدات بعض الساسة الأميركيين بقطع المعونات عن مصر بأنها "جوفاء"، وأشار إلى أنهم لا يقرأون التاريخ، ولا يعرفون شيئًا عن إتفاقية السلام، التي تعتبر أن تلك المساعدات جزء منها.
الخبراء العسكريون المصريون يرون أن مصر اعتمدت أكثر من اللازم على أميركا في تسليح الجيش، ويدعون إلى العودة إلى أحضان الدب الروسي. وقال اللواء نبيل فؤاد الخبير الأمني والاستراتيجي إن اعتماد مصر على الولايات المتحدة الأميركية من الناحية العسكرية خطأ كبير.
تموّل عدونا
وأضاف لـ"إيلاف" أن الخطأ يكمن في أن الولايات المتحدة حليف قوي لإسرائيل، وأبدى استياءه من الاعتماد العسكري بدرجة كلية على دولة "تموّل عدونا بالأسلحة"، على حد قوله. وأوضح أن الرئيس الراحل أنور السادات كانت له وجهة نظر تتلخص في أن مصر دولة صغيرة، والدولة الصغيرة لا بد أن تلحق بدولة كبيرة، وكان يرى أن الدولة الكبيرة هي الولايات المتحدة الأميركية مقارنة بالاتحاد السوفيتي، الذي كان لا يعتبر غنيًا، خاصة أن الاتحاد السوفيتي وقتها لم يكن يساعد مصر عسكريًا بالدرجة الكافية.
وشدد على ضرورة ألا تعتمد مصر كليًا وأساسيًا على حليف واحد فقط لشراء السلاح، وألا تعطي لدولة ما حجمًا أكبر من حجمها، منوهًا بأن ما تحصل عليه مصر من سلاح أو طائرات أو أي نوع من الصفقات لا يكون من دون مقابل، مشيرًا إلى أن روسيا لا تريد مساعدة مصر من دون مقابل، وإنما هي ستحصل على أموال مقابل هذه الصفقات، معربًا عن اعتقاده بأن الولايات المتحدة الأميركية تقوم فقط بمحاولة تهديد وإرهاب مصر للخضوع لرغباتها، ولكنها في الحقيقة لن تستطيع قطع العلاقات العسكرية مع مصر.
من جانبه، قال اللواء محمد مختار الخبير العسكري إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحاول أن يقوّي مركزه، وأن يكون له أصدقاء من الوطن العربي، بمبدأ إن لم يساعدوه فلن يحاولوا الإقدام على الإضرار به. وقال لـ"إيلاف" يجب على مصر أن تقوم بتنويع مصادر الصفقات العسكرية.
ولفت في هذا الشان إلى أنه إذا "اتجهت مصر إلى المعسكر الشرقي فلا بد أن تتعامل مع روسيا وكوريا والصين، حتى لا تعتمد على دولة واحدة، ولا تتعرّض لما هي فيه الآن مع الولايات المتحدة من ضغوط وتدخل سافر في شؤونا الداخلية". كما دعا إلى ضرورة تصنيع مصر المعدات الحربية بالتعاون مع الدول أصحاب التكنولوجيا الحربية، التي توجد علاقات قوية معهم، إضافة إلى الدول العربية، منوهًا بتصنيع اﻹمارات للغواصة "جيف" بالتعاون مع فرنسا.
أمن إسرائيل أولًا
ونبه مختار إلى أن أميركا لا يمكنها قطع المعونة العسكرية عن مصر نظرًا إلى أنها مرتبطة بمعاهدة كامب ديفيد، وقال إن واشنطن يهمّها أمن إسرائيل أكثر من مصر، بالرغم من إسرائيل لم تقتصر على إعانة الولايات المتحدة الأميركية لها فقط، ولكن تعاونها كان مع القارتين آسيا وأوروبا، إضافة إلى الولايات المتحدة الأميركية، وأن إسرائيل تأخذ من أميركا، وألمانيا ومن دول أخرى، إلى جانب امتلاكها تصنيعًا حربيًا قويًا جدًا، وتملك ترسانات بناء سفن في ميناء تي شوني، وتقوم فيه بتصنيع سفن وصواريخ مضادة للسفن، إضافة إلى الصناعات الجوية، وتحاول الآن عقد صفقة غواصات مع ألمانيا، وإرسال بعثات لكيفية تصنيع المواد الحربية الأخرى.
ولفت إلى روسيا تسعى إلى بناء علاقات قوية مع مصر، وتقديم معونات لها كبديل مما تحصل عليه القاهرة من أميركا، معتبرًا أن هذا الموقف نوع من "البيزنس" نظرًا إلى أن السلاح تجارة مربحة، إضافة إلى ربط مصر بروسيا في الإصلاح وقطع غيار الأسلحة والمعدات والسماح لهم بالتواجد مرة أخرى في منطقة البحر المتوسط والمياه الداكنة، وقد تصل إلى البحر الأحمر، ومنح الروس فرصة فرض نفوذها في المياه الإقليمية ومنطقة الشرق من جديد عن طريق مصر.
أميركا الخاسرة
وبلهجة باترة، قال اللواء محمود سعيد، الخبير الاستراتيجي لـ"إيلاف"، إن الولايات المتحدة الأميركية لم ولن تتخذ أي قرار بشأن قطع المساعدات العسكرية عن مصر، لافتًا إلى أن ما أقدمت عليه واشنطن هو تجميد مؤقت لإرسال الـ4 طائرات F16، مؤكدًا أن المساعدات ستستمر، لأنها جزء من المصالح الأميركية، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة الأميركية تعلم جيدًا أنها إذا قامت بقطع المساعدات، فإن مصرلديها الكثير من المصادر الأخرى، سواء روسيا أو الصين، وتستطيع جلب السلاح من هذه الدول، وهو ما يعني أن الضرر وقتها سيقع على أميركا نظرًا إلى أن الأصوات تتعالى في مصر للمطالبة بالاستغناء عن هذه المساعدات.
 
الحكومة التونسية تتعهد بحل الأزمة بالحوار والجيش والأمن يشددان ملاحقتهما للمجموعات المسلحة ورسالة جديدة لأبو عياض تنتقد الدعاة والمشايخ وطلبة العلم لانعدام وضوح موقفهم إزاء ما يجري في البلاد

تونس: «الشرق الأوسط» ... وعد رئيس الحكومة التونسية الإسلامية علي العريض (أمس) بأن تبذل حكومته كل جهدها، من أجل أن تحل بواسطة الحوار الأزمة السياسية الناجمة عن اغتيال المعارض محمد البراهمي.
وأكد العريض في بيان أصدره بمناسبة عيد الفطر أن «الحوار هو السبيل الأمثل لتخطي الصعوبات الماثلة ولحل الإشكاليات القائمة». وأضاف أن «الحكومة لن تدخر جهدا في دعم الحوار والعمل على تسريع وتيرته».
وهذا رد الفعل الأول لرئيس الحكومة منذ تعليق أعمال المجلس الوطني التأسيسي الثلاثاء الماضي بقرار من رئيسه مصطفى بن جعفر إلى حين بدء حوار بين السلطة والمعارضة لحل الأزمة السياسية.
في غضون ذلك نقلت إذاعة «موزاييك» التونسية الخاصة، أمس (الخميس)، عن مصادر أمنية أن وحدات من الجيش والأمن التونسيين تحاصر مجموعة مسلحة تتكون من 15 عنصرا في منطقة «راس الثور» في جبل «الشعانبي» بمحافظة القصرين (300 كلم جنوب غربي تونس العاصمة) على مستوى محطة الإرسال الإذاعي والتلفزيوني الموجودة بالجبل, مبينة أنه جرى تبادل إطلاق نار بين القوات التونسية والمسلحين المتحصنين بهذه المنطقة.
وكانت قوات الأمن التونسية قد ألقت مساء أول من أمس (الأربعاء) القبض في قرية أولاد مسعود بمنطقة فوسانة، التابعة لمحافظة القصرين على أحد العناصر المسلحة وبحوزته سلاح «كلاشنيكوف» وقنابل يدوية. وربطت وسائل إعلام محلية بين عملية الإيقاف هذه ومحاصرة هذه المجموعة المسلحة.
كما أفادت إذاعة «إكسبريس إف إم» التونسية بأن قوات الأمن ألقت القبض فجر أمس (الخميس) على ثلاثة مسلحين آخرين، قد يكونون على صلة بمقتل العسكريين الثمانية في 29 يوليو (تموز) الماضي. وأضافت أنه «عثر لدى أحد الموقوفين على هاتف جوال، ومقطع فيديو يصور بعض تفاصيل مقتل الجنود الثمانية».
وأكدت وزارة الداخلية في بلاغ رسمي لها نبأ إيقاف العنصر المسلح الأول الذي ألقي القبض عليه في قرية أولاد مسعود، ولم تصدر بلاغات رسمية أخرى إلى حدود مساء أمس حول بقية ما تناولته وسائل الإعلام المحلية.
كما ذكر مراسلون لوسائل إعلام محلية أن قوات الأمن التونسية قامت أمس (الخميس) بمداهمة محلات في مدينة قصر هلال التابعة لمحافظة المنستير في الوسط الشرقي لتونس، بعد ورود معلومات عن وجود أسلحة داخلها. وقد أوقفت قوات الأمن شخصين اثنين في أعقاب هذه العملية دون العثور على أسلحة بهذا المحل.
من جهة أخرى كتب أنصار الشريعة بالقيروان على صفحتهم الرسمية على الموقع الاجتماعي «فيس بوك» نص رسالة توجه بها أبو عياض للدعاة والمشايخ وطلبة العلم. وحملت هذه الرسالة عنوان «بيان عاجل إلى مشايخنا ودعاتنا وطلبة العلم»، وجاء فيها بالخصوص قول أبو عياض متوجها للمشايخ والدعاة وطلبة العلم: «يزعجنا أننا لا نرى لكم موقفا واضحا من كل ما يجري، كأن المعركة لا تعنيكم، أو كأنكم غير مكلفين بتبيين الحق والذود عنه بكل وسيلة شرعها رب البرية»، وأضاف أبو عياض وفقا لهذه الرسالة: «إن ثقتنا في علمكم وحكمتكم وحرصكم على دعوتنا هو الذي دفعني إلى أن أخط لكم هذه المناشدة، سائلا الله أن يلهمنا وإياكم الصواب والسداد في القول والعمل»، قبل أن يضيف: «إنكم اليوم مطالبون بالخروج إلى الناس من أجل حماية دعوتنا وشد أزر شبابنا الذي بدأت الحيرة والتخبط تجتاحه، خاصة أن الظلم الذي يمارس عليه لم يعد يتحمله أو يطيقه»، كما جاء في نص هذه الرسالة أيضا: «إن أبيتم إلا الاعتزال واللوذ بالصمت، فأعلنوا استقالتكم من الساحة واتركوا للشباب فسحة ليتحمل المسؤولية كاملة تجاه هذه المحنة، مع رجاء واحد؛ أن تكفوا ألسنتكم عليهم وأن لا تشحذوها ضدهم».
وكان أبو عياض قد توجه يوم 27 يوليو الماضي برسالة إلى لطفي بن جدو وزير الداخلية في الحكومة، رفض فيها محاولات إقحام أنصار الشريعة في عمليات الاغتيال التي جدت في تونس.
 
تجميد البرلمان يقرب الوضع في تونس من السيناريو المصري وتاريخيا لم يتدخل الجيش التونسي في السياسة

لندن: «الشرق الأوسط» ... قال محللون وساسة إن تجميد البرلمان المؤقت قد يقرب تونس مهد ثورات الربيع العربي من السيناريو المصري الذي أطاحت فيه المعارضة العلمانية بحكومة يقودها الإسلاميون.
وقد تكون الصدمة الأكبر التي تعرض لها حزب النهضة هي أن الضربة الأخيرة جاءته من أحد حلفائه العلمانيين، بينما يشير إلى تصاعد الاستقطاب بين القوى الإسلامية والعلمانية، حسب «رويترز».
وقال المحلل نور الدين المباركي: «هذا مكسب للمعارضة، هذا نقل للأزمة إلى داخل الحكومة الائتلافية».
وجمد مصطفى بن جعفر رئيس المجلس التأسيسي والعضو في حزب التكتل الشريك الصغير في الائتلاف الحاكم أعمال المجلس التشريعي يوم الثلاثاء الماضي إلى أن تبدأ المحادثات بين الحكومة والمعارضة.
وقال بن جعفر إنه اتخذ هذه الخطوة لضمان الانتقال إلى الديمقراطية. لكن نجيب مراد عضو المجلس التأسيسي عن حزب النهضة وصف ما حدث بأنه «انقلاب داخلي».
وتواجه تونس أعنف أزمة سياسية وأمنية منذ الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بحكم الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي عام 2011 وأطلقت شرارة الانتفاضات العربية.
وتنظم المعارضة العلمانية التي أغضبها اغتيال اثنين من قادتها وتشجعت بإطاحة مصر بالرئيس الإسلامي بدعم من الجيش احتجاجات حاشدة يوميا في محاولة للإطاحة بالحكومة وحل المجلس.
وجاءت هذه الخطوة قبل أسابيع من الموعد المقرر أن ينتهي فيه المجلس التأسيسي من وضع مسودة الدستور وقانون الانتخابات الذي سيمكن تونس من إجراء انتخابات جديدة بحلول نهاية العام.
وقال المحلل التونسي سفيان بن فرحات، إن «السيناريو المصري ليس بعيدا ويبدو ممكنا إذا استمرت الأزمة»، لكنه استبعد أن يقدم الجيش التونسي يد المساعدة.
وتاريخيا لم يتدخل الجيش التونسي في السياسة من قبل على عكس الحال في مصر. وعلى عكس قرارات مرسي بالإسراع بصياغة دستور يميل لصالح الإسلاميين ورفضه اقتسام السلطة مع المعارضة الليبرالية حكم حزب النهضة بالتحالف مع الأحزاب العلمانية وأحجم عن إدخال الشريعة في الدستور.
وقال بن فرحات إن «تجميد المجلس إلى جانب الاحتجاجات الحاشدة يمكن أن يعيد ترتيب أوراق اللعبة السياسية ويقودنا إلى نقلة جديدة أكثر خطورة في الأزمة إذا استمرت المعارضة والحكومة في عنادهما».
وقال المعارض سفيان شورابي: «الاحتجاجات الحاشدة وقرار بن جعفر سيسرع بنا لما حدث في مصر». وأضاف: «المعارضة كثفت ضغوطها وبن جعفر استجاب».
ويهون قادة النهضة من خطورة تعليق عمل البرلمان ويقولون إن ذلك سيساعدهم على حمل المعارضة على التوصل إلى تسوية من خلال المحادثات.
وقال لطفي زيتون وهو سياسي من حزب النهضة إن القرار لم يضعف الحزب، بل إنه سيدفع المعارضة إلى بدء المحادثات وتوقع أن تبدأ المحادثات فور انتهاء عطلة عيد الفطر قائلا إن المجلس لن يظل معطلا لفترة طويلة.
لكن ذلك قد يكون من قبيل التمني فإن المعارضة ترى فيما يبدو أن تعطيل عمل المجلس يبرر موقفها.
وقال الباجي قائد السبسي رئيس حزب نداء تونس المعارض «رأيتم الناس في الشارع، حل المجلس مطلب شعبي».
وأضاف أن اقتراح النهضة إجراء استفتاء ليس جادا، بل مجرد محاولة لكسب الوقت وأن الظروف ستقود إلى حل الحكومة كذلك.
ورغم أن «النهضة» ما زال قويا كحزب سياسي ففي مطلع الأسبوع احتشد أكثر من مائة ألف شخص في ميدان رئيس في تونس العاصمة لتأييد الحكومة في أكبر احتشاد منذ الإطاحة ببن علي، لكن الحزب يفقد بعضا من شركائه المؤثرين. فقد ألقى الاتحاد العام التونسي للشغل بثقله وراء تعليق عمل المجلس وساند احتجاجات المعارضة.
وقد يكون الاتحاد الذي يضم 600 ألف عضو لاعبا حاسما في تحديد نتيجة الأزمة نظرا لقدرته على شل البلاد إذا ما دعا إلى إضراب.
وفي حين يشير إلى احتمال وقوع المزيد من أعمال العنف اشتبك نشطاء من لجنة حماية الثورة مع محتجين معارضين للحكومة في الأسابيع القليلة الماضية. ووسط حالة الفوضى السياسية يراقب المواطن التونسي العادي باستياء ما يراه كثيرون صراعا قبيحا على السلطة.
وتقول نادية يوسفي (25 عاما) وهي تقف خارج متجر للبقالة في وسط تونس العاصمة: «المعارضة تريد ركوب موجة الأحداث الإقليمية الأخيرة، لكنها لا تعرض علينا شيئا سوى المزيد من الاحتجاجات».
وأضافت: «لماذا لا ننتظر كلنا بضعة أشهر ونجري الانتخابات.. (النهضة) سيئ. لكن الآن المعارضة أسوأ. إنهم يستغلون شبابنا كوقود للتخلص من الحكومة والبرلمان وتركنا في فراغ».
 
التوازنات المالية في تدهور مستمرّ.. انقاذ الاقتصاد التونسي وإنعاشه رهينُ توافق سياسي
إيلاف...محمد بن رجب
يقول خبراء اقتصاديون تحدّثوا لـ"إيلاف" إنّ الوضع الاقتصادي التونسي دخل مرحلة الخطر، على خلفية الأحداث الاخيرة، والتي اثرت خاصة على السياحة. وربطوا بين حل سياسي توافقي، وعودة الانتعاش الى الاقتصاد.
محمد بن رجب من تونس: نبّه البنك المركزي في بيانه لشهر يوليو 2013 إلى خطورة تبعات التطورات الأخيرة على النشاط الاقتصادي والتوازنات المالية الداخلية والخارجية داعيا إلى اتخاذ التدابير الضرورية العاجلة على الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية القادرة على استعادة النشاط الاقتصادي لنسقه المطلوب.
لاحظ بيان البنك المركزي الذي اطلعت عليه "إيلاف"، أنّ المعطيات الأولية المتوفرة تشير إلى ضعف نسق النشاط الاقتصادي خلال السداسي الأول من السنة الحالية الشيء الذي يجعل من الصعب، إن استمر هذا النسق، تحقيق الهدف المرسوم بالميزان الاقتصادي بالنسبة للنمو لسنة 2013.
هشاشة تقتضي إنعاشًا
اعتبر الخبير الاقتصادي سامي الأشهب أنّ بيان البنك المركزي لشهر يوليو 2013 رسالة واضحة المعالم موجهة أساسا إلى الفرقاء السياسيين عموما حتى يضعوا حدا لهذه المنزلقات الخطيرة التي يريدون أن يأخذوا تونس إليها، وبالتالي اقتصادها الذي يعيش الهشاشة أصلا، على حدّ تعبيره.
وأشار الأشهب في تصريح لـ"إيلاف" إلى أنّ السداسي الأول من السنة الحالية لم يحقق ما كان منتظرا على مستوى نسبة النمو وسط تراجع واضح وخسائر في عديد المجالات التي كانت لها تداعيات خطيرة على الاقتصاد.
أشار البنك المركزي إلى استقرار نسبة التضخم في مستوى مرتفع في حدود 6,4٪ خلال شهر يونيو 2013 وذلك للشهر الثالث تباعا، مع تسجيل مؤشر أسعار الاستهلاك زيادة بـ 0,3٪ خلال شهر جوان 2013 مقارنة بـ0,1٪ خلال الشهر السابق. وكذلك تسجيل انخفاض طفيف لسوق صرف الدينار إزاء كل من الأورو واليان الياباني بـ 1,6٪ و1,1٪، على التوالي، مقابل شبه استقرار إزاء الدولار الأميركي.
وأوضح الخبير الاشهب أنّ الاقتصاد التونسي قادر على الانتعاش من جديد وتعويض الخسائر التي لحقت به في النصف الأول من السنة الجارية ولكن ذلك مرهون بمدى رغبة السياسيين في الحوار والاتفاق لما فيه مصلحة تونس، مؤكدا على أنّ الاقتصاد يتميز بالمرونة التي تجعله قادرا على تجاوز هذه الأزمة الصعبة التي يعيشها لا باغتيال محمد البراهمي بل منذ 6 فبراير الماضي تاريخ اغتيال شكري بلعيد.
انتعاشة لم تكتمل
قال الأشهب إن الجميع بدأ يحسّ بالانتعاشة التي يمرّ بها الإقتصاد التونسي في الأشهر الثلاثة الأخيرة و خاصة على مستوى القطاع السياحي بالرغم من التأثير الواضح لأحداث جبل الشعانبي على المشهد السياسي والاجتماعي والاقتصادي في تونس، ولكن الانتعاشة لم تتواصل بسبب اغتيال محمد البراهمي وقتل الجنود الثمانية في جبل الشعانبي، فكل ذلك، سيكون له تأثير سلبي على نسبة النمو من خلال انخفاض نسق سير مختلف القطاعات وما الإعتصامات الحالية إلا دليل على ذلك خاصة إذا لم يقع فضّها في أقرب وقت، فتواصلها سيكون له تأثير كبير على القطاع السياحي خاصة، على حدّ تعبيره.
وأكد الوزير المكلف بالشؤون الاقتصادية لدى رئيس الحكومة رضا السعيدي تسجيل تأثر نسبي للاقتصاد التونسي الذي يتأثر ضرورة بمختلف الأوضاع التي تعيشها البلاد من اعتصامات وغيرها بعد اغتيال محمد البراهمي، مشيرا إلى القطاع السياحي لئن تأثر فلم يتم تسجيل إلغاء حجوزات سابقة لكن الإشكال هو عدم تسجيل حجوزات جديدة في هذه الفترة الحاسمة من الموسم السياحي.
وأوضح السعيدي أنّ الحركة الاقتصادية متواصلة كما أنّ البورصة استعادت نشاطها الطبيعي.
عجز المبادلات متفاقم
لاحظ البنك المركزي استمرار تفاقم عجز المبادلات التجارية مع الخارج خلال النصف الأول من العام الحالي، وبالتالي تواصل الضغوط على العجز الجاري الذي يبقي في مستوى غير مريح رغم انخفاضه نسبيا مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، أي 4,2٪ من الناتج المحلي الإجمالي مقابل 4,6٪ قبل سنة.
وقد أمكن الحد من آثار هذه التطورات على الموجودات الصافية من العملة الأجنبية حيث بلغت11.347 مليون دينار أو ما يعادل 104 أيام من التوريد بتاريخ 30 يوليو2013، بالرغم من تراجع فائض كل من ميزان القروض وميزان الاستثمار الأجنبي،وذلك بفضل تعبئة موارد خارجية هامة.
إشاعات
أكد الخبير الاقتصادي فتحي النوري أنّ الاقتصاد التونسي يعيش وضعا صعبا إن تواصلت الحالة كما هي عليه الآن ولكن ليس كما يشيع البعض من عدم قدرة الدولة على خلاص أجور العمال والموظفين، فبعض القطاعات ستتأثر بالوضع الحالي الذي تعيشه البلاد على غرار القطاع السياحي كما الاستثمار الخارجي أساسا، وبالتالي على المسؤولين السياسيين العمل على إيجاد الحلول اللازمة حتى يعود الاقتصاد الوطني إلى سالف نشاطه، ولن يكون ذلك ممكنا في ظل الأزمة السياسية التي نعيشها والوضع الأمني المتدهور.
أبرز الدكتور النوري في تصريح لـ" إيلاف" أنّ تونس أمانة لدى جميع الفرقاء السياسيين، وبالتالي لا بد من تغليب المصلحة العليا للبلاد على مصالح سياسية ضيقة من خلال الحوار وإيجاد حلّ واتفاق يلزم الجميع على الانصياع اليه، لمصلحة تونس، فالأزمة السياسية التي نعيشها حاليا لا يمكنها أن تساعد الإقتصاد الوطني على الانتعاش وتعويض الخسائر للوصول إلى تحقيق نسبة النمو المنتظرة.
وقال الشاذلي العياري محافظ البنك المركزي لصحيفة لوموند الفرنسية إنّ تونس في نهاية سنة 2011 كانت في وضع سيء جدا مع نسبة نمو سلبي تقدّر بـ 2% أما في نهاية السنة المنصرمة 2012 فقد أصبحت نسبة النمو إيجابية وناهزت 3.6% مع تسجيل فائض في ميزان المدفوعات يعود إلى التعاون الدولي والاستثمارات الأجنبية المباشرة وخوصصة عدد من المؤسسات.
أضاف العياري أنّ الثلاثي الأول من السنة الحالية 2013 كان مخيبا للآمال فبعد أن كانت نسبة النمو المتوقعة في حدود 4% أصبحت في حدود 2.7% مؤكدا على ضرورة تجاوز الاضطرابات المتعلقة بانعدام الأمن والخلافات بشأن مشروع الدستور من أجل تحقيق النسبة المؤملة أما دون ذلك فلن تتعدّى نسبة النمو 2%.
أسباب الأزمة
أشار الخبير الدكتور فتحي النوري إلى أنّ الأزمة الاقتصادية التي تعيشها تونس متواصلة منذ ما بعد ثورة 14 يناير 2011 وزادت المشاكل خلال السنة الماضية 2012 وكذلك في السنة الجارية 2013، فالوضع يعتبر صعبا ولكنه لم يصل إلى درجة الكارثة وهو ما يتطلب تدخلا ناجعا.
وتعود أسباب المشاكل الاقتصادية التي تعيشها تونس – بحسب النوري- إلى عدم التفكير في حلول جديدة بعيدة عن الإبقاء بنفس التمشيات السابقة إلى جانب الانتدابات العديدة والطلبات المجحفة للزيادة في الأجور وترسيم العمال وغيرها من الضغوطات التي استجابت لها الحكومة إلى جانب الوضع الصعب الذي يعيشه الشريك الأوروبي خاصة مع الاضطرابات العديدة والتجاذبات السياسية التي شهدتها البلاد خلال فترة ما بعد الثورة.
وشدد الخبير النوري على ضرورة بث الطمأنة في نفوس المستثمرين في الداخل والخارج وكذلك طمأنة الرأي العام التونسي بأن الوضع الحالي ما هو إلا فترة ستمرّ لتعود الانتعاشة للاقتصاد و إذ لا بد اليوم من تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية الضيقة، على حدّ تعبيره.
وأقرّ وزير السياحة التونسي جمال قمرة بتأثير الأزمة الحالية التي تعيشها تونس على القطاع السياحي سلبيا، مبرزا في الآن نفسه تحقيق نتائج طيبة خلال شهر يوليو الماضي أفضل من نفس الفترة من العام الماضي 2012 ومشددا على ضرورة تجاوز الأزمة الحالية بالحوار والتوافقات.
 
الملك محمد السادس يعفو عن 385 محكوما بمناسبة عيد الفطر.... سفير إسبانيا في الرباط ينفي أخبارا عن اتصالات هاتفية مفترضة مع المستشار عالي الهمة

الرباط - لندن: «الشرق الأوسط»... أصدر العاهل المغربي الملك محمد السادس عفوا عن مجموعة من الأشخاص؛ منهم المعتقلون ومنهم الموجودون في حالة سراح، محكوم عليهم من طرف مختلف محاكم المملكة، وعددهم 385 شخصا؛ ضمنهم عشرة أشخاص جرى الإفراج عنهم لاعتبارات إنسانية.
وقال بيان صدر عن وزارة العدل والحريات إنه جرى العفو عما تبقى من العقوبة السجنية لفائدة سجين واحد، وجرى التخفيض من عقوبة الحبس أو السجن لفائدة 319 سجينا، وجرى العفو عن العقوبة الحبسية أو عما تبقى منها لفائدة 16 شخصا، كما جرى العفو عن العقوبة الحبسية مع إبقاء الغرامة لفائدة سبعة أشخاص، إضافة إلى العفو عن الغرامة لفائدة 40 شخصا.
من جهة أخرى، أفاد بيان لسفير إسبانيا في الرباط، ألبرتو نافارو، بأن الأخبار التي نشرتها بعض وسائل الإعلام حول مكالمات هاتفية مفترضة مع مستشار الملك محمد السادس، فؤاد عالي الهمة، في موضوع دانيال غالفان فينا، «عارية تماما من الصحة».
وقال البيان إن سفارة إسبانيا تجري اتصالات على كل المستويات ومع كل مؤسسات الإدارة المغربية، «خاصة عندما يتعلق الأمر بتحسين وتسهيل تعاوننا القضائي والأمني». وأضاف بيان السفير نافارو أن إلقاء القبض على السجين غالفان فينا بمدينة مورسية، يوم الاثنين الماضي، جرى بعد دقائق من تلقي، عبر الإنتربول، مذكرة الاعتقال الدولية الصادرة عن محكمة القنيطرة. وقال السفير إن «ذلك في نظري، نموذج للفعالية والتنسيق في إطار تعاوننا القضائي والأمني والجنائي وعلى المستوى السجني».
وأوضح السفير الإسباني أن السجين غالفان فينا يوجد منذ يوم اعتقاله في سجن «سوتو ديل رييل» كما يرغب في ذلك كل الأشخاص «ذوي النيات الحسنة في إسبانيا والمغرب».
 
بوتفليقة يتغيب عن صلاة العيد لأول مرة منذ الاستقلال قبل 51 عاما رئيس الجزائر لا يحضرها

لندن: «الشرق الأوسط».... تغيب الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي عاد إلى الجزائر في 16 يوليو (تموز) بعد أن بقي في الخارج لأكثر من ثمانين يوما لتلقي العلاج، أمس (الخميس) في صلاة عيد الفطر في الجامع الكبير.
وشارك في الصلاة رئيس الوزراء عبد المالك سلال ورئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح ورئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة، بحسب وكالة الأنباء الجزائرية.
وفي خطبة صلاة العيد ذكر الإمام، أن «تحقيق الأمة انتصارها ونهضتها عبر التاريخ لا يتحقق إلا حين تتوحد كلمتها، وشملها وصفها وانقسامها وتشتتها لا يخدم إلا العدو المتربص بها».
وشارك في الصلاة مسؤولون سياسيون جزائريون وأعضاء السلك الدبلوماسي للدول الإسلامية المعتمدة في الجزائر ككل عام، لكن هذه السنة في غياب الرئيس الجزائري ولأول مرة منذ الاستقلال قبل 51 عاما.
وبوتفليقة (76 عاما) تولى الرئاسة منذ 1999 ولم يظهر علنا إلا مرة واحدة منذ عودته من فرنسا. وبدا متعبا وعلى كرسي نقال محاطا بكار المسؤولين الجزائريين في الصور التي نشرت لدى عودته، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وكان بوتفليقة قد نقل في 27 أبريل (نيسان) إلى المستشفى العسكري الباريسي «فال دوغراس» قبل أن ينقل إلى مستشفى ليزانفاليد في باريس. وفي 11 يونيو (حزيران) أصدر الطبيبان المرافقان للرئيس الجزائري محسن صحراوي ومرزاق مترف بيانا حول صحته جاء فيه: «تعرض رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة لجلطة دماغية. وأظهرت الفحوصات الأولى لدى نقله إلى المستشفى العسكري بعين النعجة بالجزائر أن الإصابة مؤقتة ولم تؤثر على الوظائف الحيوية».
 
مقتل أكثر من 300 شخص ونزوح الآلاف خلال معارك في جنوب السودان
جوبا - رويترز
 
قال مسؤولون إن أكثر من 300 شخص قتلوا ونزح الآلاف إلى الأدغال، خلال معارك على مدى أسبوعين بين جيش جنوب السودان ومتمردين وقبائل متنافسة في شرق البلاد، الشهر الماضي.
 
ويواجه جيش جنوب السودان تمرداً، يتزعمه السياسي ديفيد ياو ياو في ولاية جونقلي، واندلعت اشتباكات جديدة بين قبيلتي النوير ومورلي. وقتل أكثر من 1600 شخص في العنف القبلي في جونقلي، منذ انفصال جنوب السودان عن السودان.
 
وقال جودي جونقلي بويوريس، وهو ممثل رفيع للولاية، إن "فريقاً من الزعماء المحليين، الذين جابوا مقاطعة بيبور في جونقلي، أبلغوا عن مقتل 328 شخصاً حتى الآن، جميعهم من أفراد قبيلة مورلي وبعضهم نساء وأطفال".
ولم يعرف حتى الآن عدد الذين قتلوا أو جرحوا من أفراد قبيلة النوير. وتوقع بويوريس "زيادة عدد القتلى، على رغم أن القتال تراجع هذا الشهر".
 
وقال ممثلون لجيش جنوب السودان ومنظمات إنسانية إنه "لا يمكنهم تأكيد هذه الأرقام".
وأكد بويوريس أن "القتال انتهى منذ نحو 3 أسابيع، لكن مسؤولين محليين لم يتمكنوا من إحصاء عدد القتلى والجرحى، إلا الآن بعد أن بدأ الناس في العودة إلى منازلهم".
وتؤكد الأمم المتحدة، أن "آلاف الأشخاص يختبئون في الأدغال خارج بلدة بيبور في جونقلي، تجنباً للصراع بين الجيش وياو ياو"، الذي يقول إنه "يقاتل ضد الفساد وانتهاكات الجيش، وحكم الحزب الواحد في جنوب السودان".
 
وتقدر الأمم المتحدة عدد الذين أضيروا من الصراع بنحو 100 ألف شخص، فر كثيرون منهم إلى الأدغال وانقطع اتصال المنظمات الإنسانية معهم.
 
 
 وزارة الدفاع الليبية تحذر من الاقتراب من منشآتها دون أسباب
قذيفة من دون ضحايا في بنغازي.. وتأجيل محاكمة رموز القذافي إلى الشهر المقبل
طرابلس: «الشرق الأوسط»
حذرت وزارة الدفاع الليبية أمس المواطنين من الاقتراب من منشآتها دون أسباب، مشددة على إصدارها أوامر للحراس للتعامل «باستخدام كل الوسائل» لحماية تلك المنشآت. ويأتي ذلك فيما استمرت مظاهر الاضطراب الأمني والتي كان آخرها إصابة محل على طريق مطار بنغازي بقذيفة من دون سقوط ضحايا. فيما أعلن عن تأجيل محاكمة عدد من رموز نظام العقيد معمر القذافي إلى سبتمبر (أيلول) المقبل.

وقالت وزارة الدفاع الليبية في بيان لها مساء أول من أمس: «في الوقت الذي تتقدم فيه وزارة الدفاع بأجمل التهاني لكل أبناء الشعب الليبي وكافة منتسبي الجيش بمناسبة عيد الفطر المبارك، فإنها تلفت انتباه السادة المواطنين إلى تجنب الاقتراب من المعسكرات والمؤسسات التابعة للجيش الليبي، حيث صدرت الأوامر لكافة منتسبي الجيش القائمين على حراستها باستخدام كل الوسائل المتاحة لذلك». وحذر البيان من أن كل من يحاول اقتحام المعسكرات أو الاعتداء عليها مستغلا عطلة عيد الفطر سوف يتحمل عواقب ذلك، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الليبية.

وفي غضون ذلك، أصيب محل لبيع الألبسة على الطريق المؤدي إلى مطار بنغازي في شرق ليبيا بصاروخ ليل الأربعاء الخميس ولكن لم يسقط ضحايا، حسب ما أعلن مسؤول أمني لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال العقيد عبد الله الزايدي، المتحدث باسم الغرفة الأمنية المشتركة في بنغازي، إن «قذيفة من نوع (آر بي جي) أطلقه مجهولون وسقط في محل لبيع الألبسة يقع على الطريق المؤدي إلى مطار بنغازي». وأضاف أن «القذيفة اخترقت واجهة المحل وتسببت بأضرار مادية ولكن دون وقوع ضحايا»، موضحا أن «الدافع لهذا العمل لم يعرف حتى الآن».

ومن جهة أخرى، أوقفت قوى الأمن شخصين كانا يعملان على تفخيخ جسر بالمتفجرات على طريق يصل بنغازي بطرابلس، حسب العقيد الزايدي.

وتأتي تلك التطورات الأمنية فيما أجلت محكمة استئناف طرابلس دائرة الجنايات السابعة والخاصة بمحاكمة رموز نظام القذافي، جلسة محاكمة كل من البغدادي المحمودي والمبروك زهمول وعامر ترفاس، إلى «التاسع من شهر سبتمبر (أيلول) المقبل مع استمرار حبس المتهمين الثاني والثالث، وإعادة المتهم الأول إلى الحالة التي كان عليها».

وأعلن رئيس محكمة استئناف طرابلس بعد جلسة التداول التي عقدت عقب الانتهاء من جلسة الاستماع لمحامي الدفاع، أنه تم «تأجيل الجلسة للمتهمين بناء على طلب دفاع المتهم الثالث للاطلاع على مستندات الدفاع». كما طالبت المحكمة النيابة العامة بضرورة الالتزام بحضور أحد أعضاء النيابة مكلف يكون لديه علم بالوقائع ويتولى متابعة تنفيذ قرارات المحكمة، مع ضرورة إرفاق جميع التحقيقات والتسجيلات المرئية والمسموعة لملف القضية، بحسب وكالة الأنباء الليبية. يشار إلى أن المحمودي وزهمول وترفاس يواجهون تهما جنائية، من بينها التحريض والقيام بأعمال القتل وتحويل مبالغ مالية في حسابات خاصة كدعم لوجيستي لنظام القذافي بهدف إجهاض ثورة السابع عشر من فبراير، وتهما تتعلق بالفساد الإداري والمالي.

 

المصدر: مصادر مختلفة

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 157,429,149

عدد الزوار: 7,067,830

المتواجدون الآن: 68