إسرائيل تدير حرب أعصاب تجاه إيران و"حزب الله"

اعتبر خبراء اسرائيليون التصريحات المكثفة التي يطلقها قادة سياسيون وعسكريون ويهددون فيها ايران و"حزب الله" بانها "حرب اعصاب قد تؤدي في نهاية المطاف الى تصعيد حالة التوتر"، محذرين من ابعاد تكرار التهديد الاسرائيلي بشأن ادخال اسلحة الى "حزب الله" تؤدي الى اخلال في التوازن العسكري كصواريخ كتف.

وبحسب المحلل العسكري عاموس هرئيل، فان هذه التهديدات تتطلب الحذر من امرين: "الأول، صعوبة تفهم الاسرة الدولية لوقوع حرب لبنان ثالثة قد تندلع بسبب صواريخ مضادة للطائرات، ينشر مثلها اليوم ايضا في سوريا. والثاني، انه اذا كان متوقع اندلاع مواجهة مع ايران، فان السؤال المطروح هل ان لاسرائيل مصلحة في اشعال ساحة ثانوية قبل أن تشتعل الساحة المركزية؟".
 
ويضيف هرئيل ان "الانطباع الاول لما نشرته صحيفة "التايمز" اللندنية خلال الاسبوع الاخير، يشير الى ان اسرائيل ترفع مستوى السرعة في حرب الاعصاب التي تديرها مع ايران و"حزب الله"، اذ ركزت على استكمال ايران خطة البحث النووي لديها، وبان تقدمها نحو تركيب اول قنبلة متعلق بقرار زعيمها الروحي الاعلى علي خامينئي.

واستخدم رئيس دائرة الابحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية يوسي بايدتس امام لجنة الخارجية والامن في الكنيست أول أمس تعابير مماثلة لتلك التي صدرت في الصحيفة البريطانية بقوله ان ايران ستصل قريبا الى النقطة التي يمكنها منها "الانقضاض على السلاح النووي". وتوقع انه من نهاية 2009 تكون القنبلة النووية الايرانية منوطة بقرار، وليس بعراقيل تكنولوجية.
 
ورأى هرئيل ان تزامن نشر الخبر في الصحيفة وتصريحات بايدتس، يعززان الاعتقاد بان احدا ما في جهاز الامن الاسرائيلي اراد أن ينقل رسالة عاجلة وعلنية في الجبهتين الايرانية و"حزب الله".
 
واضاف هرئيل ان "هذه الاحداث تأتي على خلفية الجدول الزمني النووي: تقدم البرنامج الايراني، موعد فتح الحوار الاميركي ـ الايراني، امكانية ان تقرر الاسرة الدولية تشديد العقوبات على نظام آيات الله"، مشيرا الى انه من المهم لاسرائيل في ضوء هذه السياقات، أن تجسد مدى ابعاد وجدية التهديد بالخيار العسكري الذي ربما يكون بالنسبة للادارة الاميركية الوسيلة الانجع لدفع طهران نحو تنازلات في الموضوع النووي".

 ولكن هرئيل المقرب من قيادة الجيش الاسرائيلي، يرى انه "من المحتمل أن يكون الحديث عن اكثر من ذلك، وبان اسرائيل تواصل الاستعدادات للهجوم انطلاقا من قراءة متوازنة لصورة الوضع، وفهم متعاظم بان الخلاص لن يأتي من واشنطن".