واشنطن تعترض رسالة إيرانية باستهداف مصالح لها في العراق ولا تستبعد أمراً مماثلاً في لبنان رداً على ضربة ضد نظام الأسد....تظاهرات في أنحاء سوريا في "جمعة ليس بالكيماوي وحده يقتل الأسد أطفالنا" ......40 في المئة من الأطفال السوريين خارج المدارس واللاجئون في الأردن يعانون الأمرّين بعد قساوة الحرب

قياديون في غرفة عمليات الأسد لـ «الراي»: هكذا سنحتوي الضربة الأميركية في الميدان....أوباما يقرّر توسيع ضرب سوريا واستخدام مقاتلات حربية.....11 دولة في "قمة الـ20" تدعو إلى "ردّ دولي قوي" وواتفاق وزراء دفاع أوروبا على محاسبة المسؤول عن الهجوم الكيميائي

تاريخ الإضافة الأحد 8 أيلول 2013 - 6:49 ص    عدد الزيارات 1894    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

 
11 دولة في "قمة الـ20" تدعو إلى "ردّ دولي قوي" وواتفاق وزراء دفاع أوروبا على محاسبة المسؤول عن الهجوم الكيميائي
أوباما يقرّر توسيع ضرب سوريا واستخدام مقاتلات حربية
(ا ف ب، رويترز، يو بي أي، كونا، سكاي نيوز)
أصدر الرئيس الأميركي باراك أوباما توجيهاته إلى وزارة الدفاع الأميركية لوضع لائحة موسّعة من الأهداف المحتمل ضربها في سوريا، وأضافت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الإدارة الأميركية تحدثت لأول مرة عن استخدام مقاتلات أميركية وفرنسية لشن هجمات على أهداف محددة، إضافة إلى صواريخ "توماهوك" التي تطلق عبر السفن.
ورافق الإصرار الأميركي على ضرب نظام الأسد، دعوة 11 دولة في بيان لها في "قمة العشرين" امس، الى "رد دولي قوي" على استخدام أسلحة كيميائية في سوريا، مؤكدة أن مؤشرات تدل "بوضوح" على مسؤولية النظام عنها. كذلك اتفق وزراء دفاع دول الاتحاد الأوروبي أمس على محاسبة المسؤولين عن هذا الهجوم الكيميائي قرب دمشق في 21 آب الفائت، وأن "هناك العديد من العلامات التي تتيح لنا بأن نستنتج بأن الأسلحة الكيميائية استخدمت من قبل النظام".
ففي مؤتمر صحافي على هامش قمة مجموعة العشرين في مدينة سان بطرسبرغ الروسية أمس، قال الرئيس الأميركي إن نظام بشار الأسد يهدد السلم والاستقرار العالميين، على خلفية الهجوم الكيميائي الذي وقع في ريف دمشق في 21 آب الماضي، ولكنه أقرّ بصعوبة الحصول على تفويض من الكونغرس لشن الضربة العسكرية.
وأضاف أوباما أن عدم معاقبة نظام الأسد سيعطي رسالة واضحة بأن السلطات السورية قادرة على استخدام السلاح الكيميائي متى تريد. وأكد أنه كان هناك إجماع خلال القمة على استخدام السلاح الكيميائي في سوريا، كما يوجد إجماع على ضرورة منع استخدام مثل هذه الأسلحة.
وتابع الرئيس الأميركي "معظم قادة تلك الدول كان واثقاً من استخدام ذلك السلاح. وهناك دول تعتقد أن الضربة يجب أن تتم من خلال الأمم المتحدة. ولكن نظراً لتعطيل مجلس الأمن بشأن هذه القضية، فمن الصعوبة أن يكون هناك رد عبر مجلس الأمن"، وتابع "أنا احترم مخاوف بعض الأصدقاء بشأن شن ضربة عسكرية، ولكن الأمن القومي للولايات المتحدة يفرض علينا مثل هذا الرد".
لكنه قال إن ثمة خلافاً بين الزعماء خلال اجتماعهم في سان بطرسبرغ بشأن ما إذا كان من الملائم استخدام القوة في سوريا من دون استصدار قرار من الأمم المتحدة. وقال أوباما في المؤتمر الصحافي "غالبية الحاضرين يرتاحون للاستنتاج الذي توصلنا إليه بأن الأسد وحكومة الأسد هم المسؤولون عن استخدامها". وأضاف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يوافق على ذلك.
وقال "في ظل حالة الجمود بمجلس الأمن بشأن هذا الموضوع، فإن هناك حاجة لرد دولي إذا كنا جادين بشأن فرض حظر على استخدام الأسلحة الكيميائية ولن يتأتي هذا من خلال تحرك في مجلس الأمن".
وأعلن أوباما أنه سيوجه كلمة إلى الشعب الأميركي حول التدخل العسكري في سوريا الثلاثاء المقبل.
وقال أوباما في كلمة عقب اختتام أعمال قمة العشرين في مدينة سانت بطرسبورغ في روسيا "سأوجه كلمة للشعب الأميركي بشأن سوريا الثلاثاء"، وتابع "سنستمر في التشاور مع الكونغرس وأقدم أفضل طرح للشعب الأميركي".
وحذّر من أن عجز المجتمع الدولي يؤدي الى تعقيد الوضع ويتطلب اتخاذ قرارات أكثر صعوبة، وقال "إن عدم ردع الأسد يشجع الآخرين على استخدام السلاح الكيميائي".
واتهم نظام الأسد بتهديد الاستقرار والسلم في العالم واستخدامه الكيميائي يهدد الدول المجاورة مثل لبنان والأردن وتركيا والعراق وإسرائيل.
وفي ما يتعلق بآراء قادة دول مجموعة العشرين حول سوريا، قال أوباما اختلفت مع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين حول من استخدم السلاح الكيميائي في سوريا، مشيراً إلى أن الانقسام في آراء قادة الدول تركز حول اللجوء لمجلس الأمن، وأضاف أن أغلب الدول تعتقد مثلنا أنّ النظام مسؤول عن الكيميائي.
وأقرّ أوباما أنه سيكون من الصعب الحصول على موافقة النواب لتدخل عسكري ضد سوريا، ولكنه جدد التأكيد على أن الرد على استخدام الكيميائي سيكون محدداً من حيث الوقت والنطاق، وقال لن تكون عمليتنا في سوريا كما كانت في العراق وأفغانستان.
وقال أوباما الذي يسعى إلى حشد تأييد دولي لضربة عسكرية لمعاقبة الحكومة السورية على الهجوم الكيميائي الذي وقع في آب الماضي، إنه يثمن مساندة هولاند لما وصفها بضربة محدودة رداً على "هذه الأفعال البغيضة".
وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في مؤتمر صحافي كذلك، إنه يتعين التريث لحين صدور تقرير محققي الأمم المتحدة قبل الرد على الهجوم الكيميائي الذي شهدته سوريا الشهر الماضي.
وقال يتعين على الكونغرس الأميركي انتظار صدور تقرير المفتشين النهائي قبل التصويت على السماح بضربة عسكرية لنظام دمشق.
ودعت إحدى عشرة دولة في قمة مجموعة العشرين في بيان لها أمس، الى "رد دولي قوي" على إثر استخدام أسلحة كيميائية في سوريا، مؤكدة أن مؤشرات تدل "بوضوح" على مسؤولية نظام بشار الأسد في هجوم 21 اب/أغسطس.
ووقع على هذه الدعوة التي نشرها البيت الأبيض في ختام قمة سان بطرسبورغ، كل من استراليا وكندا وفرنسا وايطاليا واليابان وكوريا الجنوبية والسعودية واسبانيا (التي ليست رسمياً عضواً لكنها مدعوة دائمة الى مجموعة العشرين).
وأورد البيان "ندين بأشد العبارات الهجوم الرهيب بالأسلحة الكيميائية في ضواحي دمشق في 21 آب الذي أسفر عن مقتل عدد كبير من الرجال والنساء والأطفال". وأضاف أن "الادلة تؤكد بوضوح مسؤولية النظام السوري عن هذا الهجوم. إننا ندعو الى رد دولي قوي على هذا الانتهاك الخطير للقواعد والقيم المطبقة في العالم بهدف توجيه رسالة واضحة لعدم تكرار هذا النوع من الفظائع. إن من ارتكبوا هذه الجرائم يجب أن يتحملوا المسؤولية".
وتابع البيان أن "الموقعين طالبوا منذ وقت طويل بقرار قوي يصدره مجلس الأمن الدولي، لكن الأخير" معطل منذ عامين ونصف العام، و"العالم لا يمكنه أن ينتظر نتيجة عملية لا نهاية لها آيلة الى الفشل".
والبيان الذي لم يتضمن أي إشارة علنية الى تدخل عسكري في سوريا، يعكس مجدداً انقسام المجتمع الدولي حيال الملف السوري.
ولاحقاً، قال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن المستشارة انغيلا ميركل لم توقع البيان المذكور لأنها تريد "قبل كل شيء موقفاً أوروبياً مشتركاً".
وأضاف المتحدث "بالتوافق مع رئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي، تجنبت المستشارة لهذا السبب اتخاذ موقف مسبق".
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أصدر توجيهاته للبنتاغون لوضع لائحة موسّعة من الأهداف المحتمل ضربها في سوريا بهدف الحد من قدرة النظام السوري على استخدام السلاح الكيميائي.
وقالت الصحيفة إن أوباما وجّه البنتاغون لإعداد لائحة موسّعة للأهداف المحتملة في سوريا استجابة لتقارير استخباراتية عن أن بشار الأسد ينقل قواته وأجهزة استخدام الأسلحة الكيميائية مع انشغال الكونغرس بمناقشة مسألة إعطاء الضوء الأخضر لعمل عسكري ضد سوريا.
ونقلت عن مسؤولين أن أوباما عازم حالياً على التشديد أكثر على جزئية الردع والحد من قدرة الأسد على استخدام السلاح الكيميائي، الأمر الذي تقول الإدارة إنه هدفها من الضربة العسكرية لسوريا.
وأضافت أن هذا يعني توسيع الأهداف لتتخطى الخمسين أو قرابة الخمسين من المواقع الرئيسية التي كانت جزءاً من لائحة الأهداف الأساسية التي وضعتها القوات الفرنسية قبل تأجيل أوباما للإجراء العسكري السبت سعياً لموافقة الكونغرس على خطته.
وذكرت الصحيفة أنه المرة الأولى التي تتحدث فيها الإدارة الأميركية عن استخدام مقاتلات أميركية وفرنسية لشن هجمات على أهداف محددة، إضافة إلى صواريخ توماهوك التي تطلق عبر السفن.
وقالت إن هناك ضغطا متجددا لإشراك قوات أخرى من حلف شمال الأطلسي الناتو.
وأشارت إلى أن المسؤولين الكبار هم على علم بالأمور التنافسية التي يواجهونها حالياً وهي أنه حتى في حال الفوز بتصويت الكونغرس سيكون عليهم القبول بقيود تفرض على الجيش بشأن الضربة، فيما أيضاً في المقابل عليهم من أجل أن تكون هذه الضربة مجدية، توسيع نطاقها.
ونقلت عن مسؤولين عسكريين أن الضربات لن تستهدف مستودعات السلاح الكيميائي في حد ذاتها تفاديا لكارثة محتملة، بل ستستهدف وحدات ومقرات عسكرية خزّنت وجهّزت الأسلحة الكيميائية وشنت الهجمات ضد المتمردين السوريين، وكذلك المقرات التي أشرفت على هذه الجهود، والصواريخ والمدفعية التي أطلقت الهجمات.
واتهم وزراء دفاع دول الاتحاد الأوروبي أمس النظام السوري باستخدام الأسلحة الكيميائية في النزاع الدائر في سوريا.
وقال وزير الدفاع الليتواني جوزواس أوليكاس الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في مؤتمر صحافي عقب ختام الاجتماع الذي بدأه الوزراء في العاصمة الليتوانية فيلنيوس وناقشوا فيه وسائل تعزيز الدفاع الأوروبي المشترك والوضع في سوريا، إن الاجتماع بحث الأزمة السورية وتم الاتفاق خلاله على أن تستمر المناقشة حول هذا الموضوع من قبل وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذين بدأوا اجتماعاً ليومين أيضاً في العاصمة الليتوانية.
وأكد "أن جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي دانت استخدام الأسلحة الكيميائية وأنه ينبغي محاسبة المسؤولين عن هذا الهجوم وهناك العديد من العلامات التي تتيح لنا بأن نستنتج بأن الأسلحة الكيميائية استخدمت من قبل النظام".
 
قمة الـ 20: الأكثرية تؤيد «رداً قوياً»
موسكو - رائد جبر
لندن، نيويورك - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما في لقاءاته في قمة «مجموعة العشرين»، أنه «واثق» من مسؤولية نظام الرئيس بشار الأسد عن «مجزرة الكيماوي» قرب دمشق. وقالت مصادر ديبلوماسية غربية لـ «الحياة»، إنه ابلغ قادة الدول الذين التقاهم أن أميركا قادرة بمفردها على القيام بالعملية العسكرية، وأن كل ما يطلبه منهم رفع الصوت واتهام النظام السوري و «توفير الغطاء السياسي للعملية العسكرية».
ودعت 11 دولة في القمة في بيان نشره البيت الأبيض إلى «رد دولي قوي» على «الهجوم الكيماوي»، مؤكدة أن مؤشرات تدل «بوضوح» على مسؤولية نظام الأسد. وجاء في البيان، الذي وقّعته بناء على دعوة من أميركا كلٌّ من استراليا وكندا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وتركيا واليابان وكوريا الجنوبية والسعودية وإسبانيا: «ندين بأشد العبارات الهجوم الرهيب بالأسلحة الكيماوية في ضواحي دمشق الذي أسفر عن مقتل عدد كبير من الرجال والنساء والأطفال. والأدلة تؤكد بوضوح مسؤولية النظام السوري عن هذا الهجوم. وندعو إلى رد دولي قوي على هذا الانتهاك الخطير للقواعد والقيم المطبقة في العالم بهدف توجيه رسالة واضحة لعدم تكرار هذا النوع من الفظائع. إن من ارتكبوا هذه الجرائم يجب أن يتحملوا المسؤولية». وتابع البيان أن «الموقعين طالبوا منذ وقت طويل بقرار قوي يصدره مجلس الأمن الدولي، لكن الأخير معطل منذ عامين ونصف العام»، و «العالم لا يمكنه أن ينتظر نتيجة عملية لا نهاية لها آيلة إلى الفشل».
ولم يتضمن البيان أي إشارة علنية إلى تدخل عسكري في سورية، لكنه عكس مجدداً انقسام المجتمع الدولي حيال الملف السوري. وكانت قمة «الفرصة الأخيرة» فشلت في تقريب المواقف بين روسيا والولايات المتحدة، وأطلقت نتائج الاجتماع العدَّ العكسي تحضيراً للضربة العسكرية. وبدا الانقسام واضحاً بين البلدان الأعضاء في «مجموعة العشرين» برغم حديث قادة غربيين عن «اتفاق الغالبية على ضرورة الرد على استخدام السلاح الكيماوي واختلاف في التعاطي مع آليات الرد المطلوب».
وانتهت اجتماعات قادة «مجموعة العشرين» من دون تحقيق تقدم نحو تقريب المواقف بين روسيا من جانب والولايات المتحدة وحلفائها من الجانب الآخر. وبذل كل فريق جهوداً مضاعفة لحشد أوسع تأييد ممكن، لكن الانقسام كان المسيطر على مواقف المجموعة.
وفي تطور مفاجئ، التقى أمس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الأميركي على هامش القمة، بعدما كانت التوقعات أشارت إلى ضعف فرص عقد لقاء ثنائي، وقال الزعيمان في مؤتمرين صحافيين منفصلين عقدا في ختام أعمال القمة، إن اللقاء كان «صريحاً وبناء، لكنه لم ينجح في تقريب وجهات النظر».
وأوضح بوتين أنهما اتفقا على «مواصلة الاتصالات»، وأنه حذّر نظيره من تداعيات العملية العسكرية المحتملة. وشدد الرئيس الروسي على أن استخدام القوة ضد دولة ذات سيادة مخالف للقانون الدولي إلا في حال الدفاع عن النفس أو عبر قرار من مجلس الأمن.
وزاد أن معظم المشاركين في قمة «العشرين» أكدوا رفضهم العملية العسكرية ضد دمشق، معتبراً أن العمل على زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط سيأتي بنتائج عكسية. وكرر بوتين اتهام المعارضة السورية بالقيام بـ «عملية استفزازية»، معتبراً أن «ما حصل بشأن استخدام الكيماوي هو استفزاز من المسلحين، الذين يأملون باستقدام دعم خارجي».
وزاد أن الدول التي رفضت التدخل العسكري خلال أعمال القمة هي روسيا والصين والهند وإندونيسيا والأرجنتين والبرازيل وجنوب إفريقيا وإيطاليا، بينما تعاملت ألمانيا بحذر شديد. وقال بوتين إن بلاده ساعدت سورية بالسلاح وفي المجال الاقتصادي و «سنواصل تقديم العون وخصوصاً في المجال الإنساني».
في المقابل، قال أوباما إنه أبلغ نظيره الروسي عدم تفاؤله بتقريب وجهات النظر مع موسكو، لكنه دعاه إلى «نبذ الخلاف والاتفاق على آليات الحل السياسي عبر جنيف-2، لأن العمل العسكري لن ينهي الأزمة في سورية، وثمة مشكلات كبيرة، على رأسها معاناة السوريين وملايين النازحين الذين تنبغي تسوية أمورهم وإعادتهم إلى وطنهم».
وأضاف أوباما إن الأمور تزداد سوءاً، ولا بد من تحرك دولي سياسي لتسوية الأزمة، لأنه لا حل عسكرياً طويل الأمد» و «نحن نتحدث حالياً عن رد محدد على استخدام الكيماوي». واعتبر أنه «سيكون من الصعب على بوتين أن يحافظ على موقفه الحالي بعد صدور تقرير الخبراء الدوليين». وأعرب أوباما عن ثقته بأن الكونغرس سوف يتخذ قراراً «صائباً» لدعم موقفه، وأعلن أنه سيوجه الثلثاء كلمة إلى الشعب الأميركي.
وأقر أوباما بصعوبة الحصول على موافقة الكونغرس، وقال «كنت أعلم بان الأمر سيكون صعباً»، مقراً بتحفظات الأميركيين في بلد «في حالة حرب منذ أكثر من عشر سنوات الآن». وقال إن غالبية أعضاء «العشرين» متفقون على ضرورة الرد على استخدام السلاح الكيماوي لكنهم مختلفون حول طبيعة الرد المناسب وآلياته. وزاد أن «الجنرالات الذين يأتمرون بأوامر الرئيس السوري لا يخضعون للسيطرة ولديهم أكبر ترسانة سلاح كيماوي في العالم». وتابع أنه «لم تطرح أفكار عملية بديلة من استخدام القوة».
وأضاف أوباما أن استخدام السلاح الكيماوي يهدد أمن الدول المجاورة لسورية، بما في ذلك تركيا والأردن ولبنان والعراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن ذلك ينطوي على خطر زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط كلها، ووقوع السلاح الكيماوي في ايدي المجموعات الإرهابية. وشدد على أن العالم «لا يمكن أن يقف متفرجا أمام مشهد جثث الأطفال الذين قتلوا بطريقة وحشية»، مؤكداً تصميمه على مواجهة استخدام الكيماوي لأن «الفشل في التعامل مع النظام السوري سوف يشجع دولاً مارقة على استخدام أسلحة محرمة». وزاد أنه يسعى لحشد أوسع تأييد في الكونغرس، مشيراً إلى أن «البعض دعاني في السابق لضرب سورية والآن يعارضون توجهي».
أما الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، فقال إن بلاده ستنتظر تقرير مفتشي الأمم المتحدة بشأن هجوم 21 آب (أغسطس) الكيماوي في ريف دمشق قبل بدء أي عمل عسكري ضد النظام السوري، وأوضح في مؤتمر صحافي: «هل سننتظر تقرير المفتشين؟ نعم، سننتظر تقرير المفتشين، كما سننتظر تصويت الكونغرس» الأميركي.
وأشار إلى أن فرنسا لن تضرب سوى أهداف عسكرية، موضحاً: «بالنسبة إلينا سنحرص فقط على استهداف أهداف عسكرية لتجنب تمكين (الأسد) من الإيحاء بسقوط ضحايا مدنيين». وأكد هولاند أن فرنسا والولايات المتحدة تسعيان إلى أوسع تحالف للرد على الهجوم الكيماوي، وأن على بلاده مسؤولية كبيرة، لأن لديها قدرة عسكرية ولن تقبل أن يبقى الهجوم بدون عقاب. وأكد أن لا حل سياسياً سريعاً للنزاع السوري من دون رد عسكري، وقال: «نقول لهؤلاء الذين يعتقدون أن بالإمكان التوجه إلى الحل السياسي وترك من يستخدم الغاز ويقوم بمجازر ضد شعبه من دون عقاب، إن لا حل سياسياً إلا بالضغط العسكري». وقال إنه إذا رفض الكونغرس الأميركي الضربة العسكرية، فستعزز فرنسا دعمها العسكري للمعارضة السورية وتزودها بالوسائل العسكرية التي تحتاجها.
إلى ذلك، عقد الموفد الدولي - العربي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي اجتماعاً مع وزراء خارجية «العشرين» حضرته رئيسة مجلس الأمن القومي الأميركي سوزان رايس، ودعا الحضور إلى تسريع خطوات عقد «جنيف-2».
وأجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سلسلة لقاءات بينها اجتماع مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس وآخر مع الوزير التركي احمد داود أوغلو هدفا إلى إقناع البلدين بالتريث وعدم دعم تحرك عسكري. وقالت مصادر ديبلوماسية إن الوزيرين أبلغا لافروف بضرورة القيام برد حازم على استخدام الكيماوي، وبأن الأدلة المتوافرة «مقنعة وثابتة».
وأوضح مصدر ديبلوماسي فرنسي إن باريس طلبت من الأوروبيين خلال القمة «الحديث بلغة واحدة» لأن «الآتي سيكون أسوأ». وزاد إن الموقف الفرنسي يؤيد عقد «جنيف-2» لكن باريس «لا ترى في السلطة السورية شريكاً يمكن التفاوض معه».
من جهة ثانية، أوردت وكالات أنباء روسية امس أن موسكو سترسل المزيد من السفن إلى سواحل سورية في خطوة تقول إنها ستساعد في منع الهجوم الأميركي.
وقالت وزارة الدفاع الروسية أواخر آب (أغسطس) إنها ستنفذ عملية تناوب روتينية لسفنها قبالة الساحل السوري، لكن وسائل إعلام محلية قالت أمس إن وحدات تقليدية في طريقها أيضاً إلى هناك.
ونقلت وكالة «انترفاكس» للأنباء عن مصدر بالبحرية الروسية لم تسمه قوله، إن سفينة الإنزال الضخمة «نيكولاي فيلشنكوف» في طريقها إلى الساحل الشرقي للمتوسط. وأضاف: «سترسو السفينة في نوفوروسيسك حيث سيجري تحميلها بشحنة خاصة وستتجه إلى منطقة الخدمة العسكرية المحددة في شرق البحر المتوسط».
كذلك نقلت وكالة الإعلام الروسية عن مصدر لم تذكر اسمه في الأسطول قوله، إن «الفرقاطة سميتليفي ستتجه إلى البحر المتوسط في الفترة من 12 إلى 14 أيلول (سبتمبر) وأن السفينة الحربية شتيل وزورق الصواريخ إيفانوفيتس سيقتربان من سورية بحلول نهاية الشهر».
ميدانياً، انسحب مقاتلو المعارضة السورية من أطراف بلدة معلولا ذات الغالبية المسيحية الواقعة شمال دمشق والتي كانوا اقتحموها قبل يومين، وفق ما أعلن «الائتلاف الوطني السوري». وأكدت المعارضة السياسية والعسكرية الحرص «على معالم البلدة الأثرية والدينية». في المقابل، قصفت قوات الأسد بتسعة صواريخ أرض-أرض مدينة معضمية الشام في جنوب غربي العاصمة في محاولة للسيطرة عليها قبل ضربة عسكرية محتملة، بسبب قربها من مطار المزة العسكري ومواقع عسكرية أخرى.
وفي نيويورك، رد السفير السعودي لدى الامم المتحدة عبدالله المعلمي على رسالة السفير السوري بشار الجعفري الى الأمم المتحدة التي اتهم فيها المملكة العربية السعودية بـ «دعم الإرهاب في سورية». وقال المعلمي إن «الرسالة تدل على أن النظام السوري يمر في مرحلة فقدان التوازن وفقدان الصواب»، مؤكدا ان «سجل المملكة في مكافحة الإرهاب لا يحتاج الى إيضاح أو الى من يدافع عنه».
وقال العلمي ان «المشكلة الأساسية في القضية السورية هي أن النظام السوري لا يعترف بإرادة شعبه ويسعى الى تصوير القضية واختصارها في أنها حرب مع فئات إرهابية، وهذا يتنافى مع الواقع الذي أبرزه الشعب السوري في تضحياته العظيمة حينما قدم أكثر من ١٠٠ ألف شهيد سقط آخرهم في الغوطة نتيجة الاستخدام الفاضح للنظام السوري للأسلحة الكيماوية المحظورة. ونتيجة ردود الفعل الدولية الحاصلة حالياً، تأتي مثل هذه الرسالة لتحاول صرف الأنظار عن واقع الأمر المرير في داخل سورية».
وفي ما يخص تصريحات الممثل الخاص المشترك الى سورية الأخضر الإبراهيمي حول التقيد بالقانون الدولي في أي عمل عسكري، في إشارة الى احتمال ضربة أميركية ضد سورية، قال المعلمي «إن السيد الإبراهيمي يقول، ونحن نوافقه، بأنه لا ينبغي له أن يصدر آراء شخصية». وتابع «وإن كان الإبراهيمي يتحدث عن القانون الدولي فإننا نرجو أن يتفضل معاليه بإيضاح موقف القانون الدولي من الاستخدام المحظور للأسلحة الكيماوية وموقف القانون الدولي من عمليات الإبادة الجماعية التي يمارسها النظام السوري ضد شعبه». وقال «كما نتمنى أن يتمسك معالي السيد الأخضر الإبراهيمي بدوره ومهمته كممثل لجامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة». وكان الإبراهيمي قال في سان بطرسبرغ إن «القانون الدولي يقول إنه لا يمكن لأي دولة أن تتولى تطبيقه بنفسها بل من خلال مجلس الأمن».
 
أوباما مصرّ على توجيه ضربة لنظام الأسد واجتماعه مع بوتين لم يغيّر وجهات النظر
(أ ف ب، رويترز، يو بي أي)
لم يغير اللقاء بين الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين، الذي حصل على هامش قمة "العشرين" في سان بطرسبرغ أمس، من موقف الطرفين: فالأول أصر على توجيه ضربة لنظام بشار الأسد، والثاني واصل رفضه التدخل الأميركي وتعهد بمواصلة تقديم المساعدات العسكرية وغير العسكرية لهذا النظام على الرغم من الاقتناع الواسع بين الدول التي حضرت قمة العشرين بمسؤوليته عن القصف بالسلاح الكيميائي على غوطتي دمشق الشرقية والغربية في 21 آب الماضي.
لكن بيان للبيت الأبيض أعلن أن 11 دولة من مجموعة العشرين دانت الهجوم الكيماوي، الذي شهدته سوريا في 21 آب الماضي، ودعت لرد دولي قوي.
وجاء في البيان الذي صدر في ختام أعمال مجموعة العشرين: "تشير الأدلة بوضوح إلى مسؤولية الحكومة السورية عن الهجوم الذي يأتي في إطار استخدام النظام لنمط من الأسلحة الكيماوية".
ويحمل البيان توقيع زعماء وممثلي 11 دولة، هي أستراليا وكندا وفرنسا وإيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية، والسعودية وإسبانيا وتركيا وبريطانيا والولايات المتحدة. ولم يصل البيان إلى حد الدعوة إلى القيام برد عسكري.
وأضاف البيان: "ندعو إلى رد دولي قوي على هذا الانتهاك الخطير للقواعد والضمير العالمي، ما من شأنه أن يبعث برسالة واضحة مفادها أنه يتعين عدم تكرار مثل هذا النوع من الفظائع. يجب محاسبة أولئك الذين اقترفوا هذه الجرائم".
واشنطن
فقد تحدى الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس ضغوطاً من زعماء العالم لإثنائه عن القيام بعمل عسكري ضد سوريا.
وقال مصدر في مجموعة العشرين عن العشاء الذي جرى في قصر يعود لعهد القياصرة في سان بطرسبرج عاصمة الامبراطورية الروسية السابقة "كان هناك نقاش طويل مع انقسام واضح في المجموعة".
وأبدى أوباما تشبثاً بموقفه في سان بطرسبرج بالرغم من تحذير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من الحاجة إلى التوصل إلى تسوية سياسية لإنهاء الحرب. وقال بان "كل يوم نخسره هو يوم يموت فيه عشرات من المدنيين الأبرياء".
وقال بن رودس نائب مستشار أوباما للأمن القومي للصحافيين إن أوباما "أكد مجدداً ثقتنا الكبيرة" في أن حكومة الأسد مسؤولة عن الهجوم.
كما أبلغ أوباما زعماء مجموعة العشرين أن من المهم التمسك بالأعراف الدولية التي تحظر استخدام السلاح الكيماوي وأشار إلى عجز مجلس الأمن الدولي عن التحرك.
وقال مشاركون في العشاء إن التوتر بين بوتين وأوباما كان واضحاً لكنهما عاملا بعضهما بأدب ويبذلان ما بوسعهما في ما يبدو لتجنب التصعيد.
وشرح أوباما وجهة نظره بشأن سوريا خلال محادثات أجراها أمس الجمعة مع الرئيس الصيني شي جين بينغ الذي تعارض بلاده التدخل العسكري واستخدمت حق النقض (الفيتو) أيضاً في مجلس الأمن ضد مشاريع قرارات لإدانة الأسد.
وقبل اجتماعه مع شي قال أوباما من دون الإشارة إلى سوريا "على الرغم من استمرار بعض الخلافات الكبيرة وأسباب التوتر فإنني واثق من القدرة على معالجتها".
وعبر الرئيس الأميركي أمس عن تقديره لمساندة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند القوية للتحرك العسكري ضد سوريا بسبب هجوم بالأسلحة الكيماوية.
واجتمع أوباما مع هولاند على هامش قمة العشرين. وقال هولاند للصحافيين إن هناك حاجة إلى تشكيل أكبر تحالف ممكن للتحرك ضد سوريا، وإن عدم الرد قد يسمح بوقوع هجمات أخرى من هذا النوع.
وقال أوباما الذي يسعى إلى حشد تأييد دولي لضربة عسكرية لمعاقبة الحكومة السورية على الهجوم الكيميائي إنه يثمن مساندة هولاند لما وصفها بضربة محدودة رداً على "هذه الأفعال البغيضة".
وأضاف أوباما أن القوى العالمية لا تزال ملتزمة بالحوار مع إيران وعبر عن أمله في أن يظهر الرئيس الإيراني الجديد بالأفعال أن بلاده لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية.
ورأى البيت الأبيض أمس أن روسيا "ليس لديها ما تضيفه" الى النقاش السياسي الجاري في الولايات المتحدة بشأن الأزمة السورية، بعدما رفض الرئيس الجمهوري لمجلس النواب لقاء وفد برلماني روسي بهذا الشأن.
وقال مساعد مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض بن رودز خلال مؤتمر صحافي على هامش قمة مجموعة العشرين "أعتقد أن الروس ليس لديهم ما يضيفونه الى النقاش في الولايات المتحدة" بشأن النزاع في سوريا.
وتابع رودز "رأينا روسيا ترفض باستمرار التحرك لمحاسبة نظام (الأسد) وتحاول تفادي المشكلات الجوهرية بجميع الوسائل".
وقال إن الروس "ساندوا الأسد أياً كانت الوقائع ومهما فعل النظام" بعدما أعلن أوباما السبت أنه اتخذ قراراً بتوجيه ضربات الى الحكومة السورية لمعاقبتها على هجوم كيميائي مفترض وقع قرب دمشق وأسفر عن أكثر من 1400 قتيل بحسب واشنطن.
وأضاف المستشار "لا نتوقع الحصول على تعاون من الروس في مسألة الأسلحة الكيميائية" في وقت يهيمن النزاع السوري على القمة منذ افتتاحها أمس.
وكانت روسيا أعلنت في الثاني من أيلول إرسال هذا الوفد على أمل التأثير على النقاش الجاري في الكونغرس حول صوابية التحرك العسكري ضد النظام السوري.
وعلى الأثر أعلن رئيس الدوما (مجلس النواب) سيرغي ناريشكين أن البرلمان الروسي تخلى عن إرسال الوفد بعد رفض البرلمانيين الأميركيين الاستماع اليه في مسألة ضرب سوريا.
روسيا
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس أن استخدام القوة ضد دولة ذات سيادة محظور في القانون الدولي من دون تفويض من مجلس الأمن، وقال إن روسيا ستساعد سوريا إذا تعرضت لضربة عسكرية.
وقال بوتين في مؤتمر صحافي في ختام قمة العشرين، إن روسيا ستساعد سوريا في حال تعرضها لضربة عسكرية من الخارج، مضيفاً سنواصل تقديم المساعدات، بينها الأسلحة، لسوريا.
وجدد بوتين اتهام المعارضة السورية باستخدام السلاح الكيميائي، وقال إن كل ما حصل بشأن استخدام الكيميائي هو استفزاز من المسلحين الذين يأملون بدعم خارجي.
وقال إن استخدام القوة ضد دولة أخرى محظور إلا للدفاع عن النفس أو بقرار من مجلس الأمن الدولي، محذراً من أن الولايات المتحدة ستضع نفسها خارج القانون في حال تنفيذها عملية عسكرية ضد سوريا.
وحذر بوتين من أن العمل على زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط سيأتي بنتائج عكسية، مشيراً إلى أن جميع الأحداث في الشرق الأوسط تنعكس على الاقتصاد العالمي.
وأشار بوتين إلى أن زعماء مجموعة العشرين لم يتمكنوا من تحقيق تقارب في مواقفهم بشأن الأزمة السورية خلال القمة، ولفت إلى أن معظمهم أكدوا رفضهم أي عملية عسكرية ضد دمشق، غير أنه أعلن أن الولايات المتحدة وتركيا والسعودية وفرنسا وكندا دعت إلى تنفيذ هذه العملية العسكرية.
وقال إنه لم يتم الاتفاق مع رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، بشأن سوريا، غير أنه أكد العمل على تحسين العلاقات الثنائية مع لندن.
وقال بوتين، الذي التقى نظيره الأميركي، على هامش القمة، "اتفقنا مع أوباما على عقد لقاء بين (وزير الخارجية الروسي سيرغي) لافروف و(وزير الخارجية الأميركي جون) كيري قريباً".
وأكّد أنه اتفق وأوباما على الاختلاف في الرأي بخصوص سوريا، غير أنهما اتفقا على استكمال الحوار في هذا الصدد.
وقال مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، إن بوتين وأوباما، عقدا، أمس، لقاء منفرداً على هامش قمة مجموعة العشرين بحثا خلاله الشأن السوري.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن أوشاكوف قوله إن الرئيسين اتفقا على مواصلة الاتصالات بشأن المسائل المتعلقة بسوريا عبر وزارتي الخارجية، وأضاف أن الخلافات لا تزال قائمة.
وأشار إلى أن اللقاء استمر 20 دقيقة، وأن الرئيسين لم يتناولا موضوع زيارة أوباما الى موسكو التي تم إلغاؤها في وقت سابق.
ومن المفترض أن تتوجه سفينة حربية روسية جديدة باتجاه الساحل السوري بعد تحميل "شحنة خاصة" من ميناء نوفوروسيتسك على البحر الأسود، كما أفاد الجمعة مصدر عسكري لوكالة أنباء انترفاكس.
وقال المصدر في قيادة أركان البحرية الروسية إن سفينة الإنزال نكولاي فيلتشنكوف التي ترسو في ميناء سيباستوبول ستتوقف الجمعة في نوفوروسيتسك قبل أن تبحر الى المتوسط.
وقال المصدر "السفينة ستتوقف في نوفوروسيتسك حيث ستحمل حمولة خاصة"، من دون مزيد من التفاصيل.
وتحافظ روسيا على تواجد حربي في شرق المتوسط منذ بداية النزاع في سوريا. وأرسلت روسيا الى المنطقة خلال الأيام الماضية سفناً أخرى بينها سفن تحمل منصات إطلاق صواريخ ومدمرات وسفينة الحرب الالكترونية وسفينتا إنزال كبيرتان.
وقال مصدر عسكري الأربعاء إن تعزيز التواجد الروسي سيتيح لموسكو "القدرة على التحرك" تبعاً لتطور الوضع في سوريا في حين أعلنت الولايات المتحدة وفرنسا أنهما تريدان توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري، الأمر الذي تعارضه روسيا بشدة.
الصين
وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) قالت إن الرئيس الصيني شي جين بينغ أبلغ نظيره الأميركي أمس بأنه لا يمكن حل الأزمة في سوريا إلا من خلال الحل السياسي وليس بالهجوم العسكري.
ونقلت الوكالة عن شي قوله في اجتماع مع أوباما على هامش قمة مجموعة العشرين "الحل السياسي هو الطريق الصحيح الوحيد للخروج من الأزمة السورية. والضربة العسكرية لا يمكن أن تحل المشكلة من جذورها". وأضاف "نتوقع من دول معينة أن تعيد التفكير قبل التحرك".
تركيا
وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس إن كل زعماء مجموعة العشرين في سان بطرسبرج وافقوا على ضرورة التدخل في سوريا وأكد مجدداً إمكانية تشكيل تحالف صغير من أجل عملية مشتركة حتى بدون موافقة الأمم المتحدة.
وكانت تركيا قالت من قبل إنها مستعدة للمشاركة في تحرك دولي ضد الأسد ووضعت قواتها المسلحة في حالة تأهب للتصدي للتهديدات القادمة من سوريا التي تشترك معها في حدود طولها 900 كيلومتر.
وقال أردوغان للصحافيين في إشارة إلى هجوم بالأسلحة الكيميائية وقع في سوريا الشهر الماضي "كل الزعماء الذين حضروا القمة تقريباً يتابعون عن كثب المذبحة التي ارتكبها النظام السوري ضد شعبه وعبر الزعماء عن الضرورة الملحة لتنفيذ عملية ضد دمشق".
وأضاف أردوغان في المؤتمر الصحافي الذي عقده في سان بطرسبرغ حيث تُعقد قمة مجموعة العشرين "في هذه اللحظة لا يوجد شيء من قبيل قرار بعملية مشتركة في سوريا... لا يوجد قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة". لكنه استطرد قائلاً إنه يمكن لمجموعة صغيرة من الدول أن تشكل تحالفاً. وأضاف "يمكن أن تكون ثلاث دول أو خمس دول... ماذا ستكون استراتيجية عملية كهذه وماذا ستكون التكتيكات فهذه أمور أخرى... لكن تم التأكيد على ضرورة حدوث أمر كهذا (في القمة)".
الابراهيمي
وقال المبعوث الدولي لسوريا الأخضر الابراهيمي أمس في مؤتمر صحافي على هامش قمة العشرين إنه لا يحق لأي دولة أن "تطبق العدالة بنفسها" وأن تقوم بعمل عسكري يستهدف سوريا بدون موافقة مجلس الأمن الدولي.
الناتو
حلف شمال الأطلسي (الناتو) أعلن أمس، أنه لا يعتزم توسيع دوره في الأزمة في سوريا الذي سيقتصر على حماية تركيا.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن مدير المكتب الإعلامي لحلف شمال الأطلسي في موسكو روبرت بشيل، تأكيده على أهمية حماية تركيا، الدولة العضو في الحلف.
وأضاف أن الحلف نشر لهذا الهدف صواريخ باتريوت على حدود تركيا مع سوريا، مشيراً إلى أن الناتو لا ينوي القيام بأي عمل آخر بشأن الوضع في سوريا.
ويأتي موقف "الناتو" في ظلّ تصاعد الحديث عن ضربة لسوريا تقودها الولايات المتحدة من المتوقع أن يبدأ الكونغرس التصويت عليها يوم الاثنين المقبل.
جولة أوروبية لكيري
وغادر وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس واشنطن ليبدأ جولة في أوروبا بهدف حشد أكبر دعم ممكن من نظرائه الأوروبيين لمشروع الضربات على سوريا ولإجراء لقاءات مع مسؤولين في الجامعة العربية والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
ويتوجه كيري على التوالي الى فيلنيوس (ليتوانيا)، باريس ولندن، على أن يعود الى الولايات المتحدة الاثنين المقبل.
واشارت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جنيفر بساكي الى أن كيري سيلتقي، إضافة الى اجتماعاته مع المسؤولين الليتوانيين اليوم، "وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي (الـ28) في جلسة غير رسمية"، إذ إن ليتوانيا تترأس حالياً الاتحاد.
واكتفت المتحدثة الاميركية بالقول إن الوزراء "سيجرون محادثات تتناول الشرق الأوسط، خصوصاً سوريا، مصر والمفاوضات المباشرة الجارية بين الإسرائيليين والفلسطينيين".
ومن المتوقع وصول كيري مساء اليوم الى باريس لإجراء لقاءات مع السلطات الفرنسية، أقرب حلفاء واشنطن في الضربة المحتملة على سوريا. ويلتقي وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اليوم في باريس.
الى ذلك، تستضيف العاصمة الفرنسية الأحد لقاء بين وزير الخارجية الأميركي ومسؤولين من الجامعة العربية، في ظل إبداء دول عربية استعدادها لدعم الضربات ضد نظام بشار الأسد وانخراط دول عربية أيضاً في إعادة إطلاق عملية السلام الإسرائيلية ـ الفلسطينية.
وستتم مناقشة هذين الملفين بشكل كبير بين كيري ومحاوريه العرب بحسب بساكي.
وينهي كيري هذه الجولة المقتضبة بلقاء الاثنين في لندن مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بحسب المتحدثة الأميركية. وسبق أن التقى الرجلان مراراً في الأشهر الستة الأخيرة خلال محاولات كيري الحثيثة لإعادة إطلاق المفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
كما أن مسؤولاً أميركياً لفت الى أن وزير الخارجية الأميركي قد يلتقي "قريباً" رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
الاتحاد الأوروبي
في فيلنيوس، أعرب وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي أمس عن أمله في أن تقوم الأمم المتحدة بـ"تسريع" عمل الخبراء الذين حققوا في سوريا حول استخدام أسلحة كيميائية في 21 آب/ أغسطس.
وقال فسترفيلي إن "طلبي هو أن نتمكن من الحصول على نتائج فريق المفتشين في أسرع وقت ممكن"، مشيراً الى ضرورة الاستناد الى "تقرير مستقل" في النقاش الدائر حول الرد الذي ينبغي على المجتمع الدولي اعتماده.
وتحدث الوزير الألماني لدى وصوله الى اجتماع مع نظرائه الأوروبيين في فيلنيوس.
وكان فابيوس اعتبر أن هناك "احتمالاً كبيراً لخيبة أمل" من تقرير مفتشي الأمم المتحدة حول الهجوم بالأسلحة الكيميائية في سوريا لأنه لن يرد على السؤال المتعلق بمنفذيه.
وقال فابيوس إن المفتشين "ليسوا مكلفين التحقيق" حول المسألة "الحاسمة والتي نملك أدلة بشأنها: إنما بشأن من ارتكب هذه المجزرة الكيميائية".
وشدد وزراء أوروبيون آخرون على غرار فسترفيلي، على أهمية انتظار تقرير الأمم المتحدة قبل اتخاذ قرار بشأن تدخل مسلح.
واتفق وزراء الدفاع الأوروبيون في فيلنيوس على أنه تم استخدام أسلحة كيميائية في 21 آب في سوريا وعلى وجود "مؤشرات كثيرة" الى مسؤولية النظام في الهجوم، على ما أعلن وزير الدفاع الليتواني.
وقال يوزاس أوليكاس الذي تتولى بلاده حالياً الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي إن "جميع الوزراء نددوا باستخدام أسلحة كيميائية" واتفقوا على "وجوب أن يتحمل الذين استخدموها المسؤولية" مؤكداً وجود "مؤشرات كثيرة تسمح لنا بالاستخلاص بأن الأسلحة الكيميائية استخدمها النظام" السوري.
ورداً على سؤال حول الخلافات بين البلدان الأوروبية، قال "ليس هناك رد موحد على الوضع في سوريا، ولهذا السبب عبرنا عن آراء مختلفة".
وبعد وزراء الدفاع، اجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بعد الظهر، سعياً وراء موقف مشترك حول الرد الذي يتعين اعتماده.
وقال ديبلوماسي أوروبي طلب التكتم على هويته إن الأدلة التي قدمتها أجهزة الاستخبارات في الأيام الأخيرة أقنعت البلدان الأوروبية بتورط النظام. وأضاف أن "الأسئلة الوحيدة الباقية هي هل اتخذ الأسد القرار أم اتخذ على مستوى عسكري".
وفي ما يتعلق بالتدخل العسكري الذي تنادي به الولايات المتحدة، قال إن وزيري فرنسا والدنمارك "أكدا دعمهما له، أما وزراء بلدان أخرى مثل ايطاليا وإسبانيا فدعوا الى الحذر". وأوضح الديبلوماسي "لكن أي وزير لم يقل إن بلاده ستعبر عن إدانتها إذا ما حصل عمل مسلح"..
 
واشنطن تعترض رسالة إيرانية باستهداف مصالح لها في العراق ولا تستبعد أمراً مماثلاً في لبنان رداً على ضربة ضد نظام الأسد
المستقبل...لندن ـ مراد مراد
نقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤول أمني أميركي أن الاستخبارات الأميركية رصدت اتصالاً إيرانيا بإرهابيين في العراق يطلب اليهم شن هجمات على اهداف أميركية في العراق واحتمال مهاجمة السفارة الاميركية في بيروت، فيما قالت وسائل إعلام أميركية أن الضربة ضد نظام بشار الأسد ستكون موسعة وأضخم من المتوقع.
فقد نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أميركيين، قولهم ان الولايات المتحدة اعترضت أمراً صادراً عن إيران إلى مسلحين بالعراق تدعوهم فيه لمهاجمة السفارة الأميركية وعدة مصالح أميركية في بغداد بحال توجيه ضربة إلى سوريا.
وأوضحوا أن الأمر الإيراني صدر عن قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، وتم توجيهه إلى مجموعات شيعية مدعومة من إيران في العراق.
ويقول سليماني في رسالته، إن على المجموعات الشيعية أن تستعد للرد بقوة على أية ضربة أميركية لسوريا.
ورفض مسؤولون إيرانيون التعليق على الموضوع.
ولم يحدد المسؤولون الأميركيون، نطاق الأهداف المحتملة، لكنهم ذكروا ان السفارة الأميركية في بغداد كانت هدفاَ محتملاً.
كما نقلت الصحيفة، عن بعض المسؤولون الأميركيين ان أميركا في حالة تأهب لإحتمال مواجهة قوارب صغيرة وسريعة تابعة للأسطول الإيراني في الخليج العربي، لسفن حربية أميركية تتمركز هناك، كما انهم يخشون من أن يهاجم حزب الله السفارة الأميركية في بيروت.
وقال المسؤولون إن رد الحكومتين السورية والإيرانية المباشر أقل احتمالاً من رد مجموعات مسلحة مثل "حزب الله".
وأضافوا ان "حزب الله" قد يستخدم للقيام بهمات صاروخية ضد قواعد عسكرية أميركية أو ضد حلفاء أميركا ومن بينهم إسرائيل.
وذكر المسؤولون ان تأخير توجيه الضربة لسوريا يعطي الفرصة لتنسيق الرد بين مجموعات متحالفة مع النظام السوري ومن بينها ميليشيات شيعية في العراق.
كما لفتوا إلى ان المدمرات الأميركية في البحر الأبيض المتوسط تحمل بالإضافة إلى صواريخ "توماهوك" التي قد تستخم ضد سوريا، صواريخ يمكن أن تستخدم لاعتراض صواريخ باليستية في حال قامت إيران بضربة انتقامية.
وأتى هذا التقرير بالتزامن مع إصدار وزارة الخارجية الأميركية تحذيراً للمواطنين الأميركيين يدعوهم إلى تفادي السفر إلى العراق إلا عند الضرورة.
وتناقلت وسائل الاعلام الاميركية امس تقارير ومعلومات بشأن الضربة العسكرية الاميركية المرتقبة لنظام الأسد. وانفردت شبكة اخبار "ان بي سي" الاميركية بتقرير يتوقع ان يكون التدخل الاميركي اكبر حجما من المتوقع فيما اشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الى ان الرئيس الاميركي باراك اوباما امر بتوسيع الضربة وتحديد المزيد من الاهداف بعد قيام النظام السوري بنقل معداته وقام بتغييرات في المواقع المرجح استهدافها.
وبحسب تقرير لقناة "ان بي سي" التلفزيوينة فإن العملية العسكرية الاميركية ستشمل اضافة الى 200 صاروخ "توماهوك" التي ستطلق من البوارج الاميركية الرابضة في البحر المتوسط، طيرانا حربيا سيشن غارات جوية تستمر 48 ساعة.
وقال مسؤول في الامن القومي الاميركي لشبكة "ان بي سي" ان "هذه الضربة ستلحق خلال يومين فقط خسائر لنظام الاسد افدح بكثير من الخسائر التي سببها له الثوار على مدى عامين".
وبهدف تقليص القدرة العسكرية للأسد وخاصة القدرة على اطلاق اسلحة كيميائية فإن اوباما بحسب "نيويورك تايمز" امر بتوسيع نطاق الضربة خاصة بعدما قام جيش النظام بتغيير اماكن صواريخه واعد ما يمكن اعداده تحسبا، وذكرت الصحيفة ان مجموع المواقع الكبرى التي سيتم استهدافها قد تتجاوز الـ50 موقعا.
وشاركت "نيويورك تايمز" الشبكة الاخبارية في ترجيح استخدام طائرات قاذفات القنابل الضخمة "بي 52" و"الشبح ـ بي 2" التي ستمطر المواقع السورية بشتى انواع القنابل والصواريخ دون ان تقدر رادارات دمشق على رصدها.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أن أوباما عازم حالياً على التشديد أكثر على جزئية الردع والحد من قدرة الأسد على استخدام السلاح الكيميائي، الأمر الذي تقول الإدارة إنه هدفها من الضربة العسكرية لسوريا.
وذكرت الصحيفة أنه المرة الأولى التي تتحدث فيها الإدارة الأميركية عن استخدام مقاتلات أميركية وفرنسية لشن هجمات على أهداف محددة، إضافة إلى صواريخ توماهوك التي تطلق عبر السفن.
وقالت إن هناك ضغطا متجددا لإشراك قوات أخرى من حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وأشارت إلى أن المسؤولين الكبار هم على علم بالأمور التنافسية التي يواجهونها حالياً وهي أنه حتى في حال الفوز بتصويت الكونغرس سيكون عليهم القبول بقيود تفرض على الجيش بشأن الضربة، فيما أيضاً في المقابل عليهم من أجل أن تكون هذه الضربة مجدية، توسيع نطاقها.
ونقلت عن مسؤولين عسكريين أن الضربات لن تستهدف مستودعات السلاح الكيميائي في حد ذاتها تفاديا لكارثة محتملة، بل ستستهدف وحدات ومقرات عسكرية خزّنت وجهّزت الأسلحة الكيميائية وشنت الهجمات ضد المتمردين السوريين، وكذلك المقرات التي أشرفت على هذه الجهود، والصواريخ والمدفعية التي أطلقت الهجمات.
 
تظاهرات في أنحاء سوريا في "جمعة ليس بالكيماوي وحده يقتل الأسد أطفالنا" وقوات النظام تحاول احتلال معضمية الشام والثوار ينسحبون من معلولا
(أ ف ب)
تعرضت مدينة معضمية الشام جنوب غرب دمشق لقصف عنيف من القوات النظامية في محاولة للسيطرة على هذه المدينة القريبة من مطار عسكري استراتيجي في دمشق، فيما أكد الثوار أنهم انسحبوا من بلدة معلولة المسيحية قرب العاصمة.
وقال "المرصد السوري لحقوق الانسان" إن مناطق في مدينة معضمية الشام تعرضت "لقصف عنيف من القوات النظامية"، مشيرا الى سقوط اربعة صواريخ ارض ـ ارض على المدينة.
واشار الى ان القصف يتزامن "مع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والثوار على عدة جبهات في محيط المدينة (...) في محاولة من القوات النظامية اقتحام المناطق التي تسيطر عليها الكتائب المقاتلة في المدينة".
واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "يبدو ان النظام يحاول السيطرة على معضمية الشام قبل الضربة (الغربية المحتملة)، وذلك لقربها من مطار المزة العسكري الاستراتيجي" الواقع في غرب دمشق.
ومطار المزة اهم مطار عسكري في سوريا، ويضم تجمعات كبيرة لقوات النظام، لا سيما الفرقة الرابعة التي تعد من أبرز فرق النخبة في الجيش، ويقودها ماهر الاسد شقيق الرئيس السوري بشار الاسد.
وافادت "الهيئة العامة للثورة السورية" بتجدد الاشتباكات بين "الجيش الحر" وقوات النظام على المحور الجنوبي الشرقي لمدينة داريا القريبة من المعضمية.
كما افاد المرصد بغارات للطيران الحربي والمروحي التابع لنظام الأسد طاولت أمس مناطق عدة في ريف دمشق، لا سيما في الشمال، بالاضافة الى مناطق في ادلب (شمال غرب) والرقة (شمال) ودرعا (جنوب).
في غضون ذلك، انسحب مقاتلو المعارضة السورية من اطراف بلدة معلولا ذات الغالبية المسيحية الواقعة شمال دمشق التي كانوا اقتحموها قبل يومين، بحسب ما اعلن ائتلاف المعارضة، مشيرا الى حرص الجيش السوري الحر على معالم البلدة الاثرية والدينية.
وقال "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" في بيان اصدره ليل الخميس ـ الجمعة" ان "كتائب الجيش السوري الحر قامت يوم الأربعاء بتدمير حاجزي معلولا وجبعدين التابعين لقوات النظام والواقعين على طريق دمشق ـ حمص الدولي قرب المدخل الرئيسي لمدينة معلولا، بعد معارك عنيفة مع قوات الأسد وميليشيا اللجان الشعبية المتمركزة في الحاجزين".
واضاف البيان ان "الجيش الحر" تمركز "لساعات قليلة على أطراف المدينة لم يقم خلالها بأي اعتداء على كنائس أو أديرة"، قبل الانسحاب "حفاظا على أرواح المدنيين وصيانة للإرث الحضاري العريق فيها".
وشدد الائتلاف وهيئة اركان "الجيش الحر" على "التزامهما الكامل بحماية جميع السوريين دون أي تمييز مبني على أسس دينية أو طائفية أو عرقية أو اثنية أو سياسية، وحرصهما التام على صيانة الإرث الحضاري والإنساني والديني في سورية بكل الوسائل الممكنة".
وكانت تقارير اعلامية اعتمدت على تسريبات من قبل النظام، اشارت الى تعرض احدى كنائس معلولا للقصف والاحراق على ايدي مسلحين معارضين.
وقالت رئيسة دير مار تقلا في معلولا الام بلاجيا سياف لوكالة "فرانس برس" في اتصال هاتفي ان المسلحين انسحبوا من البلدة الخميس. واضافت ان "الجميع (في اشارة الى مقاتلي الطرفين) انسحب من معلولا يوم امس"، مبدية في الوقت نفسه تخوفا من "عودة الوضع الى ما كان عليه لان الوضع كالجمر تحت الرماد".
واشارت الى ان جيش الأسد "ما زال يقيم حاجزا عند المدخل الرئيسي لمعلولا".
وتحدث المرصد عن استمرار الاشتباكات بين قوات النظام ومقاتلين معارضين في التلال المحيطة بمعلولا.
وكان المرصد ذكر الاربعاء ان مقاتلين جهاديين من "جبهة النصرة" المرتبطة بتنظيم "القاعدة" وكتيبة اسلامية اخرى سيطروا على حاجز للقوات النظامية على مدخل معلولا، بعد هجوم بدأ بتنفيذ احد المقاتلين عملية انتحارية، ما ادى الى مقتل ثمانية من عناصر الحاجز.
ورد الطيران الحربي السوري بقصف الحاجز بعد سيطرة المقاتلين عليه، بحسب المرصد. في حين افاد سكان في البلدة وكالة "فرانس برس" ان عناصر من "جبهة النصرة" وكتائب اخرى قاموا باستهداف أحياء في داخلها بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة.
واشار المرصد امس الى ان هجوم الاربعاء "تبعته اشتباكات بين المقاتلين وعناصر من اللجان الشعبية المسلحة الموالية للنظام" استمرت ساعات، قبل ان ينسحب المقاتلون "مساء اليوم ذاته الى أطراف المدينة".
واشار الى سماع اصوات اطلاق رصاص وانفجارات امس في معلولا "مصدرها التلال المحيطة بالبلدة، والتي يتمركز في بعضها مقاتلون من الكتائب المقاتلة يهاجمون نقاط تمركز القوات النظامية على تلال أخرى".
وتعد معلولا الواقعة على مسافة 55 كلم شمال دمشق من ابرز البلدات المسيحية في سوريا، وما زال بعض سكانها يتحدثون اللغة الآرامية، وهي لغة المسيح. وتعرف البلدة بالعديد من الكهوف التي لجأ اليها المسيحيون في القرون الاولى للمسيحية هربا من الاضطهاد.
 
 
40 في المئة من الأطفال السوريين خارج المدارس واللاجئون في الأردن يعانون الأمرّين بعد قساوة الحرب
(اف ب)
يشعر اللاجئون السوريون في مخيم الزعتري شمال الأردن، الذي يضم 130 الف شخص، بالاحباط واليأس بسبب ظروفهم المعيشية الصعبة وطول انتظارهم لنهاية النزاع الذي اجبر اكثر من مليوني شخص على الفرار من سوريا.
ويقول سعيد سالم (45 عاما) وهو مزارع من درعا واب لاحد عشر طفلا بترت يده اليمنى في قصف جوي في سوريا قبل نحو عامين لوكالة فرانس برس "نقضي كل وقتنا امام شاشات التلفزيون، نرى الخراب والدمار والموت يعم بلادنا بينما العالم يتفرج علينا".
واضاف وهو جالس في خيمته الصغيرة وقد احاط به عدد من افراد اسرته "لقد زادت معاناتنا بسبب امتداد امد النزاع وطول الانتظار وظروف حياتنا الصعبة واستنزافنا لاموالنا".
واوضح سالم ان "سكان المخيم يزدادون يوما بعد يوم ومشاكلهم هي الاخرى تكثر وتزداد يوما بعد يوم، الوضع محبط".
واعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة الثلاثاء تخطي عدد اللاجئين السوريين عتبة المليونين. وذكرت المفوضية ان عدد هؤلاء اللاجئين في دول جوار سوريا قبل سنة بالتمام كان 230 الفا و671 لاجئا انضم اليهم 1,8 مليون لاجئ جديد خلال الاشهر الـ12 الاخيرة.
ويؤكد اللاجئ محمد الدرعاوي (35 عاما) وهو مزارع من درعا، ان "الحياة هنا اصبحت صعبة جدا، نعيش في الصحراء دون طعام صحي او مياه نظيفة او دواء او عمل او مال. مشاكلنا بدأت تزداد، الامور اصبحت لا تطاق".
ويضيف وقد احاطت به طفلتاه "عندما يكون هناك عشرات آلالاف من الناس محتجزون في مكان واحد بلا عمل يملأ اوقات فراغهم وبلا ومال يمكنهم من شراء احتياجاتهم، عليك ان تتخيل أنت شكل هذه المشاكل". ويشعر الكثير من اللاجئين في مخيم الزعتري المزدحم بالاف البيوت المتنقلة والخيام في الصحراء شمال الأردن، والذي افتتح في تموز من العام الفائت، بانهم متروكون ومنسيون في هذه المنطقة الحدودية النائية.
ويوضح علي سلمان (38 عاما) وهو يدخن سيجارته ويمعن النظر بأطفاله الخمسة الذين بدوا بحال يرثى لها وهم يلعبون امام الخيمة "نعيش في ظروف صعبة، ونتناول طعاما وماء ملوثا. لم نذق طعم الفواكه منذ اشهر، واذا مرضنا لا توجد عناية طبية كافية".
واضاف لفرانس برس "ماذا ينتظر العالم اكثر كي يتحرك ويساعدنا؟ لماذا لا يفعل شيئا لنا ولأطفالنا؟ الا يشاهدون المجازر التي تحصل في سوريا كل يوم؟ لقد مات اكثر من 100 الف شخص الا يكفي هذا العدد للتدخل؟" واغلب سكان المخيم هم من درعا جنوب سوريا القريبة من الحدود مع الأردن، مهد الاحتجاجات التي انطلقت في آذار 2011 ضد نظام الأسد.
ويؤكد حسن النشوة (48 عاما) وهو من درعا واب لثمانية أطفال لا يذهب اي منهم الى مدارس المخيم، وهو جالس في دكانه الصغير ان "لا مستقبل ينتظر اولادي في هذا المكان البائس. انهم يعملون واكبرهم (19 عاما) يعمل زبالا ويساعدونني في تحمل تكاليف الحياة".
ويضيف النشوة الذي يبيع اضافة الى الخضروات ومياه الشرب لعب أطفال من بينها مسدسات بلاستيكية "نحن في معتقل كبير وحياتنا صعبة جدا ولا احد يشعر بحالنا"، مشيرا الى انه حاول الخروج من المخيم بكفالة "لكن سلطات المخيم لم تسمح لنا بالخروج جميعا".
وتساءل اين المجتمع الدولي، اين العالم؟ ماذا ينتظر ؟ لماذا لا يجدوا لنا حلا لأزمتنا، نريد ان نعود الى منازلنا".
وعند مدخل المخيم، يصطف عشرات الأطفال امام عرباتهم المعدنية أملا في ان يطلب منهم احد الزوار نقل اغراضه لاحد زوايا المخيم الكبير المترامي الاطراف.
الى ذلك، كشفت منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسف) امس ان ما يقارب المليوني طفل سوري بين سن السادسة والـ15 عاما، اي ما نسبته 40% من اجمالي السوريين في هذه الفئة العمرية، باتوا خارج المدارس. وقالت المتحدثة باسم اليونيسف ماريكسي ميركادو خلال مؤتمر صحافي "بالنسبة لبلد كان على عتبة الوصول الى مرحلة التعليم الابتدائي للجميع قبل اندلاع النزاع، هذه الارقام مخيفة". واضافت "في حين من المقرر ان تعيد المدارس في سوريا والبلدان المجاورة فتح ابوابها خلال الاسابيع المقبلة، فإن السماح للأطفال بتلقي نوع من التعليم يغدو مهمة شائكة".
وفي سوريا، تعرضت اكثر من ثلاثة الاف مدرسة للتدمير او لحقت بها اضرار منذ اندلاع النزاع، كما ان نحو 900 مدرسة اخرى تشغلها عائلات لنازحين هربوا من اعمال العنف.
ومن اصل هؤلاء المليوني طفل سوري خارج المدارس، نصفهم لجأ الى البلدان المجاورة لسوريا.
ففي لبنان، يبلغ عدد المقاعد الدراسية المتاحة 300 الف الا ان الحكومة تقدر عدد الأطفال الذين سيكونون في سن التعليم عند نهاية العام بـ550 الف طفل. وفي الأردن، نحو ثلثي الأطفال السوريين في سن التعليم والبالغ عددهم 150 الفا لن يدخلوا الى المدارس. وزهاء 30 الفا منهم يعيشون في مخيم الزعتري، الا ان المدارس الموجودة لا تستوعب سوى 14 الف تلميذ. وعلى الرغم من ذلك، نسبة مواظبة التلامذة على التعليم تبقى ضعيفة بسبب عدم الاستقرار الذي يسود الوضع في المخيم.
وفي العراق ايضا، الغالبية الساحقة من الأطفال السوريين الذين يعيشون لدى عائلات مضيفة لا يذهبون الى المدارس.
ومن اصل مليوني لاجئ سوري احصتهم المفوضية العليا للاجئين، مليون منهم دون سن الـ18 عاما، بينهم 740 الفا دون الـ11 عاما. الى ذلك، يتأثر ثلاثة ملايين طفل سوري بالنزاع داخل الاراضي السورية، بحسب الامم المتحدة.
وحتى اليوم، لم تتلق اليونيسف سوى 51 مليون دولار من اصل الـ161 مليونا التي طلبتهم لتغطية النفقات المطلوبة لهذا العام جراء استمرار النزاع السوري.
 
باريس مستمرة في الضغط على الاتحاد الأوروبي للحصول على تأييد لضرب النظام السوري وهولاند قدم تنازلا للأوروبيين ولمعارضته الداخلية في انتظار تقرير المحققين الدوليين

جريدة الشرق الاوسط.... باريس: ميشال أبو نجم .... قدمت باريس تنازلا مهما لشركائها في الاتحاد الأوروبي الذين تسعى لاستمالتهم وللحصول على تأييدهم أو على الأقل عدم معارضتهم في سعيها لتجميع تحالف دولي يدعم توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري عقابا له على استخدام السلاح الكيماوي يوم 21 أغسطس (آب) في ضواحي دمشق.
وأعلن الرئيس هولاند في مؤتمر صحافي في سان بطرسبورغ عقب انتهاء قمة العشرين أن باريس «ستنتظر صدور تقرير المحققين الدوليين»، وهو ما كانت طالبت به المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وزعماء أوروبيون آخرون الذين ربطوا موقفهم «النهائي» من الضربة العسكرية بما سيصدر عن الأمم المتحدة. وحث هولاند بدوره الأمم المتحدة على الإسراع في إذاعة النتائج.
ويشكل موقف هولاند «الجديد» مهارة تكتيكية رغم أنه يعد تحولا بالقياس لما كانت تقوله باريس حتى ظهر أمس.. فهو من جهة يرضي بعض الأوروبيين المطالبين بذلك ومن جهة أخرى ينزع البساط من تحت أرجل المعارضة الفرنسية الداخلية التي شددت على هذا الطلب كما تبين من مناقشات البرلمان يوم الأربعاء الماضي بصدد السياسة الواجب اتباعها إزاء النظام السوري.
وكان وزير الخارجية الفرنسي فابيوس الذي تحدث قبل المؤتمر الصحافي لرئيس الجمهورية قد قال إن التقرير «سيخيب آمال» البعض لأنه «لن يجيب» عن السؤال الخاص بالجهة المسؤولة والتي «لدينا بشأنها أدلة» على ضلوعها في هذه «المجزرة الكيماوية»، في إشارة إلى النظام السوري.
ويرى هولاند أن انتظار تقرير المحققين يسير بالتوازي مع انتظار قرار الكونغرس الأميركي، مؤكدا مجددا أن بلاده لن تقوم بأي عمل عسكري ضد سوريا وحدها وخصوصا من غير الولايات المتحدة. وفي حال فشل إقامة التحالف، فإن فرنسا ستعمد إلى تجهيز المعارضة السورية و«إعطائها كل الوسائل العسكرية التي تمكنها من الضغط العسكري (على النظام) وتسهيل الوصول إلى حل سياسي». ونفى هولاند تهمة المعارضة الفرنسية التي تأخذ عليه «تبعيته» لواشنطن، مشيرا إلى أن مسؤولية فرنسا في الملف السوري «متميزة» عن بقية الأوروبيين لكونها عضوا في مجلس الأمن وتتمتع بالإمكانات العسكرية التي تمكنها من التدخل.
وتوقع هولاند أن يتخلى الرئيس أوباما عن خططه العسكرية في الكونغرس في حال فشل في الحصول على انتداب منه. وأكثر من أي وقت مضى، شدد هولاند على الحاجة لبناء تحالف واسع «من كل الدول التي لا تقبل أن تستخدم دولة أو نظام الأسلحة الكيماوية».
وبينما تستمر المعارضة الفرنسية في حملتها على سياسة الحكومة في الموضوع السوري آخذة عليها «عزلتها» السياسية حتى داخل الاتحاد الأوروبي وفشلها البين في بناء تحالف دولي يتبنى نهجها المتشدد الداعي إلى توجيه ضربة، يضاعف هولاند وفابيوس جهودهما لدفع هذه التهمة وإظهار أن باريس «ليست وحدها» بل إنها تعمل من داخل «تحالف» دولي واسع. وجاء البيان الصادر عن عدد من أعضاء مجموعة العشرين عقب انتهاء قمة سان بطرسبورغ ليشد من عزيمة هولاند والحكومة الفرنسية، إذ ثمة خمسة بلدان أوروبية من بين الموقعين عليه وهي إلى جانب فرنسا، إيطاليا وإسبانيا وبريطانيا وتركيا، بينما بقيت ألمانيا على موقفها. وينص البيان على الدعوة لـ«جواب دولي قوي ردا على استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي». وأكد البيان وجود أدلة «واضحة» تبين مسؤولية النظام. ومن غير الأوروبيين، وقع البيان الولايات المتحدة وكندا واليابان وكوريا الجنوبية والسعودية. واللافت أن النبأ جاء من واشنطن وليس من سان بطرسبورغ. وتركز باريس جهودها في المرحلة الراهنة على شركائها الـ27 داخل الاتحاد الأوروبي حيث لم تعلن أي من عواصمه تبنيها للمقاربة الفرنسية التي تقول بالحاجة لعمل عسكري لتأديب النظام وردعه عن اللجوء إلى الغازات السامة من جديد وفرض احترام المعاهدات الدولية وأخيرا تسهيل ولوج مرحلة العمل السياسي عن طريق تسريع قيام قناعة لدى الرئيس السوري قوامها أن «الحسم» العسكري غير ممكن وأنه لا حل إلا عن طريق «جنيف 2».
وتشكل اجتماعات وزراء الخارجية والدفاع في الاتحاد في فيلنيوس (ليتوانيا) الأمس واليوم فرصة «ذهبية» لباريس «ليس لإقناع شركائها بدعم العمل العسكري بل لإبداء التفهم والدعم السياسي» على الأقل وفق ما أفادت به مصادر دبلوماسية في العاصمة الفرنسية. وقالت هذه المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن باريس «تسعى لاستصدار بيان يوفر الدعم السياسي للخط الذي تنتهجه فرنسا (والولايات المتحدة) ولكن من غير تقييد يديها»، أي ربط الدعم مثلا بصدور قرار من مجلس الأمن الدولي أو أن يعين تقرير المحققين الدوليين الجهة المسؤولة عن استخدام الكيماوي باعتبار أنهم «غير مؤهلين» لإصدار هذا الحكم وفق التكليف الذي تلقوه من مجلس الأمن.
 

قياديون في غرفة عمليات الأسد لـ «الراي»: هكذا سنحتوي الضربة الأميركية في الميدان

 خاص - «الراي»
يسابق النظام في سورية، وبمؤازرة حلفائه (ايران وحزب الله) الوقت الفاصل عن الضربة العسكرية الاميركية، التي تحشد لها واشنطن تحالفاً اقليمياً - دولياً... ويَجهد نظام الرئيس بشار الاسد لاستشراف «بنك الاهداف» المحتمل للضربة التي يزداد قرع طبولها في المتوسط، ويرفع من وتيرة اجراءاته الاحتوائية للعمل العسكري الذي يستهدف المفاصل الحيوية لنظامه وجيشه.
فكيف ستتصرّف قيادة الأسد مع الهجوم الصاروخي من البرّ والجوّ، والذي قد يستمرّ ما بين 60 و 90 يوماً من حيث المبدأ؟ ايّ سيناريو تتوقّعه مع المؤشرات التي توحي بأنّ الحرب واقعة لا محالة؟ وما الخطط التي أعدّتها للتعاطي مع الضربة العسكرية التي ترتفع أسهم حصولها يوماً بعد يوم مع انحسار فرص الحلّ السلمي على وقع قرقعة السلاح؟
قياديون في غرفة العمليات المشتركة (لمحور النظام وايران و«حزب الله») شاركوا في وضْع خطط المجابهة العسكرية، قالوا لـ «الراي» ان «الخطوات العملية لملاقاة الصواريخ الاميركية، وفي مقدّمها الثنائي كروز وتوماهوك جارية على قدم وساق، وفق خطط جرى إنجازها وتتسم بالمرونة التكتيكية تبعاً لمجريات الحرب وتطوراتها».
وتحدّث هؤلاء عن ان «حركة الاقمار الاصطناعية يكاد يُسمع صوتها وهي تصول وتجول فوق سورية، لتجديد بنك أهداف الضربة المرتقبة عبر نشاط يومي»، كاشفين عن الاجراءات التي تتخذها القيادة السورية وأبرزها:
* الهدف الاول للضربة سيكون على الأرجح القضاء على أكثر من مئة طائرة سوريّة عاملة، ولذا تقوم القيادة السورية بحمايتها عبر إخفائها لانها تشكل العنصر الاساسي في الدفاع عن النظام والهجوم على مناطق سيطرة المعارضة.
* الهدف الثاني سيكون ضرب المدرجات وإخراجها من الخدمة. وقد تم تجهيز فرق صيانة سريعة تستطيع إعادة تأهيل المدرجات وبناء غرفة عمليات للتحكم بالرادارات في المطارات للحفاظ على قدرة التحرك على هذا المستوى.
* الهدف الثالث هو ضرب الفيول والكيروزين، ولهذا جرى ايجاد مئات النقاط البديلة والمترامية التي يصعب اصطيادها لتأمين استمرارية حركة الآليات العسكرية والطيران عند انجلاء الوضع العسكري.
* الهدف الرابع سيكون ضرب القوة البحرية والموانئ والقوة الصاروخية سطح - سطح، والتي أعدّتها القيادة للعمل تحت القصف الشديد، على النحو الذي يحاكي اسلوب المقاومة في لبنان والتي لم تتأثر حركة إطلاق صواريخها رغم عمل نحو 800 طائرة اسرائيلية في الاجواء اللبنانية على مدى 33 يوماً.
* الهدف الخامس للضربة من المتوقع ان يكون الاذاعة والتلفزيون. وقد استحدثت غرفة العمليات المشتركة محطة بث بديلة على غرار ما فعله «حزب الله»، الذي لم يتوقف بث محطته «المنار» رغم تدمير مبناها في الايام الاولى من حرب يوليو 2006، حيث انتقلت الى مكان سري.
* الهدف السادس يتمثل في ضرب الاتصالات. ولتجاوُز ما قد ينتج عن ذلك، استبدلت القيادة العسكرية مراكز الاتصالات الكلاسيكية بأخرى متنقلة، وتخلّت عن أجهزة اتصالاتها اللاسلكية بأخرى سلكية لمنع التنصت على الاتصالات ولمثابرة التواصل بين الجبهات والقيادة، مهما اشتدّت الحرب.
* الهدف السابع هو ضرب انتشار القوات لضمان الغلبة للمعارضة. ولهذا اعتمدت قوات النظام على التقرب قدر المستطاع من قوات المعارضة، واتبعت طريقة انتشار على نحو شبه ملاصق لأمكنة المعارضة، ما يزيد من ضراوة المعركة في الايام المقبلة، وخصوصاً في الغوطتين الشرقية والغربية اللتين تعتبرهما المعارضة نقطة الانطلاق في اتجاه دمشق.
وقال القياديون في غرفة العمليات المشتركة انه «تم تشكيل قوات خاصة مهمتها ملاحقة قوات ومصالح الدول المشارِكة في الضربة، إضافة الى البحث عن فرق التجسس الصغيرة التي تستخدم أدوات ليزرية على الارض لمواكبة حركة الصواريخ البعيدة المدى او تلك التي تطلقها الطائرات المعادية، وتتبعها لتصحيح أهدافها، وهي التي تبعث إشارات عبر الاقمار الاصطناعية لهذه الغاية».
وأشار هؤلاء الى ان «الاوامر اعطيت للتعامل فوراً مع هذه الفرق حين الاشتباه بها والقضاء عليها دون انتظار الاوامر من القيادة»، كاشفين عن ان «القوات الخاصة المولجة بتعقب هذه الفرق تتبع قيادة مستقلة تأخذ اوامرها مباشرة من الرئيس بشار الاسد».
ولفت القياديون الذين شاركوا في وضع خطط المواجهة الى ان «الجيش السوري قُسم الى ثلاثة اقسام، لكل واحد منها قيادة مستقلة ومنفصلة لتمكينها من اخذ المبادرة بمنأى عما قد يحصل خلال الحرب اذا وقعت»، مشيرين الى ان «القسم الاول مسؤوليته المنطقة الوسطى التي تضمّ دمشق وريفها، والثاني مسؤوليته المنطقة الشمالية التي تشمل حلب وصولاً الى الحدود التركية - العراقية، اما الثالث فمسؤوليته المنطقة الجنوبية التي تضم درعا ومحيطها»، لافتين الى انه «جرى ترفيع قادة الجيوش الثلاثة الى رتب أعلى لتحفيزهم على الارتقاء بمسؤولياتهم».
وفي تقدير القياديين في غرفة العمليات المشتركة ان «الحرب المقبلة مع الولايات المتحدة وحلفائها، اذا وقعت، فلن تقتصر على الضرب بالصواريخ عن بُعد، بل ان سلاح الطيران الاميركي والاساطيل الحليفة له ستشارك في المعركة في شكل فعال، ولهذا فإن القيادة السورية انتهت من إنشاء شبكة أنفاق متواصلة في المناطق التابعة للنظام كي تستمرّ القيادة في عملها، تماماً كما فعل حزب الله في جنوب لبنان».

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 156,033,948

عدد الزوار: 7,012,551

المتواجدون الآن: 69