لبنان يخشى تَمدُّد «معركة القلمون» إلى واقعه «المفخّخ»...سليمان يثير في الكويت ملف اللاجئين: لبنان عاجز عن تداعيات الأزمة السورية

رعى رئيس الجمهورية ميشال سليمان ندوة نظمها "منتدى بعبدا" قبل ظهر السبت في فندق "فينيسيا" بعنوان "الاستقلال من الميثاق الى اعلان بعبدا" ، حضرها الرئيس سليمان، الرئيس نجيب ميقاتي، المطران بولس مطر ممثلا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، الرئيس فؤاد السنيورة، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، الوزراء: ناظم الخوري، وليد الداعوق، علاء الدين ترو، مروان شربل، نقولا نحاس، فريج صابونجيان، سفراء الولايات المتحدة الأميركية ديفيد هيل وروسيا الكسندر زاسبكين وإيران غضنفر ركن ابادي والاتحاد الأوروبي انجلينا ايخهورست والمغرب علي اومليل وفلسطين أشرف دبور وسلطنة عمان محمد بن خليل الجازمي، والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي، ونواب.

بدأت الندوة بوثائقي عن تاريخ لبنان منذ الاستقلال حتى اليوم أعده المستشار الإعلامي في القصر الجمهوري جورج غانم، وألقى الدكتور شفيق المصري مداخلة بعنوان "الجذور القانونية لإعلان بعبدا"، قال فيها: "يمكن توزيع إعلان بعبدا – كوثيقة – على ثلاثة محاور، الأول يتعلق بضرورة تعزيز الثقافة السياسية ويهدف إلى صقل المواطنية اللبنانية في التعامل السلمي والإيجابي مع الآخر واحترام المسلمات الوطنية. والثاني ضرورة التركيز على المبادىء الدستورية والتزام حكم القانون وإحترام أداء المؤسسات الدستورية واجهزتها التنفيذية. والثالث قائم على المرجعيات الدستورية الداخلية والمرجعيات القانونية الإقليمية والدولية الملزمة للبنان - الدولة. هذه المرجعيات تشكل الجذور القانونية الثابتة لبناء هذا الإعلان".

وألقى عضو هيئة الحوار الوطني البروفسور فايز الحاج شاهين كلمة بعنوان "المبادىء الميثاقية التي يستند اليها اعلان بعبدا". سؤالان ينبغي الاجابة عنهما، "الاول: ما هي هذه المبادىء الميثاقية؟ والثاني: ما هي القيمة المضافة التي ادخلها اعلان بعبدا على هذه المبادىء؟".

وقال: "ان للعيش المشترك مفهوماً خاصاً في لبنان. في اكثرية الدول التي تتميز بالتنوع الطائفي او الاثني، يوجد عيش مشترك بالمعنى السوسيولوجي. اما في لبنان فالعيش المشترك له معنى دستوري يتمتع بقوة الزامية وهذا المعنى هو الحق لكل طائفة في الاشتراك في السلطة. وهذا الحق يضمنه الدستور".

وألقى رئيس المجلس الوطني للاعلام عبد الهادي محفوظ كلمة بعنوان "إعلان بعبدا في ما له وفي ما عليه" قال فيها: "الإنقسام السياسي والطوائفي والمذهبي والمناطقي يحكم علاقات اللبنانيين وذلك بسبب انعدام الحوار وتغليب لغة الإلغاء للآخر. وقد يكون إعلان بعبدا آخر مناسبة أنتجت تعبيرا مشتركا شدد على الثوابت اللبنانية الجامعة".

وأكد الوزير السابق زياد بارود ان "إعلان بعبدا هو ضد التمديد للانعكاسات السلبية لتوترات المنطقة على لبنان ولحالة من الضبابية لا تزال تلف موقف الدولة اللبنانية كدولة ذات سيادة ولحالة المراوحة غير المجدية في حسم بعض الخيارات"، فيما ألقى الوزير السابق جهاد أزعور كلمة لاحظ فيها "أن الفرصة مجددا من خلال إمكان تحديث الميثاق، وجعله جسر عبور لتحقيق الاستقلال المستدام. ولربما يشكل "إعلان بعبدا" الخطوة الأولى في هذا المجال".

وكانت مداخلة للوزير السابق خالد قباني الذي أشار الى أن صيغة العيش المشترك "تعرضت لخضات واهتزازات، نتيجة انخراط لبنان في الصراعات الاقليمية والدولية، وعدم قدرته على حماية وحدته الداخلية وتماسكه الاجتماعي وتضامنه الوطني، والخلافات بين قياداته وقواه السياسية، على مصالح شخصية وفئوية وطائفية، بعيدة عن الشأن الوطني والمصالح العامة المشتركة، مما أفسح في المجال للتدخلات الخارجية، التي حولت لبنان ساحة للصراعات والنزاعات ولتصفية الحسابات الإقليمية والدولية. لم يلجم لبنان نفسه عن هذه الصراعات، بل زجت القوى السياسية بنفسها في هذه الصراعات".

بدوره ألقى السفير الروسي الكسندر زاسبكين كلمة قال فيها: "منذ بداية مسلسل الازمات كنا مقتنعين بأن سياسة اسقاط الانظمة غير مقبولة ولا يجوز للمجتمع الدولي او مجموعة دول ان تتورط فيها،. من الواجب معالجة قضايا الاصلاحات من طريق الحوار الوطني واستنادا إلى مبادىء العدالة والتسامح واحترام حقوق الانسان، الا ان الاحداث في المنطقة تطورت باتجاه التصعيد وانتشرت اللعبة الخطيرة باستخدام شعارات الديموقراطية من جهة والإسلامية من جهة اخرى في وقت كان الواقع يدل على انتشار التطرف والمجابهة والارهاب. ومن دول المنطقة وجدنا أن لبنان وقف موقفاً متميزاً في اثناء تطور الاوضاع، وأيدت روسيا اعلان بعبدا منذ البداية لانه يتكون اساسا للحفاظ على الاستقرار الداخلي في لبنان وايجاد الحلول للقضايا من طريق الحوار الوطني وتجنب الفتنة الطائفية".

وألقى المنسق الخاص للأمم المتحدة ديريك بلامبلي كلمة قال فيها: "إن إعلان بعبدا يتضمن العديد من العناصر التي توازي تقريبا كلها اهتمامات أثارتها كذلك الأمم المتحدة، مثلا الحاجة إلى تعزيز مؤسسات الدولة وسيادة القانون، والحاجة الى دعم الجيش وأهمية احترام القرارات الدولية بما فيها القرار 1701 وعناصر أخرى بالنسبة للحدود وبالنسبة للابتعاد عن حدة التخاطب السياسي. ولم يميز الترحيب الأولي بالإعلان بين عناصره، ومن الواضح أن جميعها مهمة. إلا أن الفقرة 12 من الإعلان هي التي بدت كأنها فتحت آفاقا جديدة، باعتمادها مبدأ تحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية والدولية، وبتركيزها على الحاجة إلى تجنب الانعكاسات السلبية للتوترات والأزمات الإقليمية من أجل الحفاظ على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي".

وختاماً، ألقى الرئيس سليمان كلمة عن ظروف إعلان بعبدا وأهدافه ومبادئه، مشدداً على ان اعلان بعبدا "لم يتكلم عن الحياد، بل تكلم عن التحييد". ورأى "ان الاشهر المقبلة قد تحمل تطورات كبيرة وقد تكون هناك حلول ديبلوماسية للأزمة السورية عبر جنيف - 2 وما يتبعه، وقد تكون هناك حلول للملف النووي الايراني، وانفراج للعلاقات العربية - الغربية، ولكن يمكن ان يكون هناك ايضا تدهور وتراجع لهذا المشهد الدولي، وربما يعود منطق الحل العسكري في سوريا ويزداد ويرتفع الضغط على ايران وايضا يمكن ان يصبح هناك توتر سعودي - ايراني. وهذا ما لا نتمناه، ولكن ما نتمناه هو ان نتطلع اين نحن من هذا الوضع. فهل نريد ان نربط مصير لبنان بالتوترات وبمزيد من القوى الاقليمية؟".

 

انتخبت الاكثرية في الجمعية العمومية للمحامين في بيروت المرشح المدعوم من 14 آذار والحزب التقدمي الاشتراكي المحامي جورج جريج (57 عاما من بلدة قرنة الحمرا) نقيبا جديدا للمحامين لولاية سنتين، ونال 2663 صوتا، بفارق 1230 صوتا عن منافسه المرشح المدعوم من الثامن من آذار المحامي فادي بركات الذي نال 1439 صوتا، بمشاركة 4204 مقترعين.

ففي يوم انتخابي طويل اقترع فيه ثلثا المحامين الذين يحق لهم الاقتراع، وتحديدا 4794 محاميا، شهد بهو الخطى الضائعة في قصر العدل اشرس مواجهة بين القوى السياسية تحصل للمرة الاولى في انتخابات نقابة المحامين في بيروت على الاطلاق، ولا سيما بالنسبة الى مركز نقيب المحامين، صبت حممها في صناديق الاقتراع في جو ديموقراطي هادىء اتسم به المحامون على مدى عمر مؤسستهم. فمنذ عهود خلت لم يحصل ان تنافس مرشحان، كل منهما مدعوم في شكل علني من فريق سياسي على مقعد النقيب. وبغض النظر عن نيل النقيب الفائز اصواتا نابعة من ترؤسه لثمانية اعوام رابطة خريجي كلية الحقوق، ثم عمله النقابي مقررا في لجنتين في النقابة وفوزه في انتخابات العضوية مرتين.

وامام ضخامة الهجمة السياسية، بدا المرشحون الذين خاضوا معركتهم لمركزي العضوية والنقيب مستقلين، ابطالا في خوضهم هذه التجربة امام جحافل القوى السياسية، وان لحقتهم اصوات من شظاياها. هي حال المرشحين المحامين ناضر كسبار واندره الشدياق وعزيز طربيه.

كان الاصطفاف السياسي سيد الموقف وصبت اصوات قوى 14 آذار سلة واحدة في خانة مرشحيها النقيب الفائز جريج والمحامي سميح بشراوي الذي يفوز بالعضوية للمرة الثانية، اضافة الى تأييد لحزب التقدمي الاشتراكي والطاشناق لجريج. وكذلك فعل "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" والاحزاب الوطنية في التزامها التصويت للمرشح العوني المحامي فادي بركات الذي فاز بالعضوية، والمرشح حسين زبيب الذي فاز بمركز العضو الرديف، وكاد ان يفوز بالمركز الرابع في العضوية الذي حل فيه المحامي كسبار بفارق 17 صوتا عنه.

وبدا الفارق في الاصوات جليّا، سواء في نتائج فرز صناديق الاقتراع لانتخابات العضوية او في نتائج فرز اصوات المرشحين لمركز النقيب. فالمرشح جريج حاز في العضوية 2641، صوتا، وبعده مباشرة حل بشراوي 2132 صوتا". وهذا الفارق، وهو 509 اصوات، توافر لجريج من الحزب التقدمي الاشتراكي والطاشناق ونقباء سابقين للمحامين والعلاقات المباشرة بالمحامين، وكذلك اصوات من محامين شيعة قيل ان بعضهم مقرب من حركة "امل". ويكون جريج، الذي علق مهماته السياسية في حزب الكتائب في ايلول الماضي، نال اصواتا من كل الطوائف.

وحل ثالثا المرشح العوني بركات بـ1612 صوتا، فكسبار (1487 صوتا)، زبيب (1470 صوتا)، الشدياق (1414 صوتا)، سعيد علامة (1203 اصوات) معظمها من قوى 14 آذار والتقدمي الاشتراكي، عزيز طربيه (1134 صوتا)، مطانيوس عيد (263 صوتا)، فرنسوا الجميل 0225 صوتا)، حسان الزيات (181 صوتا). ووجدت 30 ورقة بيضاء و11 ورقة ملغاة.

وبعد اعلان نتائج العضوية اعلن المرشح كسبار انسحابه من معركة النقيب، وجرت محاولات ليسحب بركات ترشحه واعلان فوز جريج بالتزكية نظرا الى فارق الاصوات في نتائج العضوية. ولم تثمر المحاولة. اذذاك دعا نقيب المحامين في بيروت نهاد جبر المحامين الى التوجه الى صناديق الاقتراع والتصويت لمركز النقيب. وبنتيجة الفرز، فاز جريج بفارق مماثل تقريبا. وقرابة الرابعة والنصف بعد الظهر أعلن جريج نقيبا جديدا للمحامين، في حضور الرئيس امين الجميل الذي تابع العملية الانتخابية في قصر العدل، وشوهدت الورقة التي وضعها في الصندوق رقم 2 تحمل اسمي جريج وبشراوي فحسب، كما شارك في الاقتراع النواب المحامون نعمة الله ابي نصر وبطرس حرب وسامي الجميل ونوار الساحلي وهادي حبيش وزياد اسود.

والقى جريج كلمة قال فيها: "انا نقيب كل المحامين. وثقوا بأن نقيبكم فئة دمه لبنانية مئة في المئة، وطنية صرفة، لا شراكة فيها للخارج، ايا يكن هذا الخارج، شقيقا ام نسيبا ام غربيا، ولا تبعية ولا استزلام ولا استسلام. وثقوا بأن نقابة المحامين ستبقى عاصية على التلوث السياسي، كيانا قائما بذاته. وثقوا بأني نقيب للمحامين في نقابة بيروت، ولست ممثلا شرعيا لاي حزب. ان انتمائي والتزامي هما لاثنين، لبنان ونقابة المحامين".

وعاهد المحامين على ان "أكون نقيباً لنقابة بحجم الوطن، حاضنة مؤسسات الدولة، والرافعة الاولى للحريات العامة والعدالة وحقوق الانسان، وشبكة الامان الوطني، والمظلة الواقية للسلم الاهلي في أحلك الظروف وأدقها"، داعياً السياسيين الى الاتحاد "لأن لبنان في خطر"، والى "الافراج عن الحكومة ورفع أياديهم عن القضاء".

 

أمضت عشرات العائلات الطرابلسية ثلاث ساعات من الرعب في شوارع وأحياء السرايا القديمة – الزاهرية – البقّار – الاسواق الداخلية – والسويقة ومحيط مجرى نهر ابو علي إثر وقوع حادث بدأ مع مرور شخص مجهول يقود دراجة نارية على حاجز لقوى الامن الداخلي في محلة السرايا القديمة – وعندما حاول عناصر الحاجز توقيفه لحجز الدراجة انفاذاً لاتفاق في الاجتماع الذي عقد عصر السبت في سرايا طرابلس، لم يمتثل راكب الدراجة، فاطلق العناصر النار في الهواء وما كان منه الا ان رد على القوة الامنية برشق ناري مع مسلحين آخرين استمر ثلاث ساعات، وتدخل الجيش الذي ضرب طوقاً امنياً في المنطقة ونفذ عمليات دهم لأماكن واحياء ومنازل واوقف بعض المتشبه فيهم، وامتد الاشتباك الى الاسواق الداخلية مما تسبب باضرار في المنازل والمحال التجارية. وبوشرت المساعي من الفاعليات في المدينة لوقف الاشتباكات. وقام النائب محمد كبارة بزيارة للاسواق في المدينة واعلن من هناك ضرورة ملاحقة الفاعلين والقبض عليهم وانزال اشد العقوبات بهم. وتزامن ذلك مع عمليات قنص في شارع سوريا وجبل محسن واطلاق رصاص في محلة التل اصيب خلاله شخص. وشوهدت طوال يوم امس دوريات للجيش مع حواجز تقوم بتفتيش السيارات والتدقيق في الهويات، ووقع خلاف بين شباب قرب ساحة الكورة في طرابلس ادى الى اطلاق الرصاص، فأصيب بنتيجته شخص يدعى عبدالله النيز برصاصة في قدمه.

واستمر الوضع في الأسواق الداخلية القديمة في طرابلس على توتره، مع استمرار تبادل إطلاق النار بين قوى الأمن الداخلي، ومسلحين عمدوا إلى إلقاء عدد من القنابل اليدوية في محيط السوق، من دون وقوع إصابات.

ومن المقرر ان تبدأ عناصر قوى الامن الداخلي التاسعة صباح اليوم بتنفيذ المرحلة الثانية من الخطة الامنية لمدينة طرابلس، حيث سينتشر 500 عنصر في مرحلة اولى داخل منطقتي باب التبانة وجبل محسن، فضلاً عن الدوريات والحواجز التي ستقام في المدينة.

وكان وزير الداخلية والبلديات مروان شربل أطلق الخطة الامنية لطرابلس خلال مؤتمر صحافي عقده السبت في سرايا المدينة، مشيرا الى ان "من واجب العناصر الامنية ان تقوم بدورها كاملا، وأن تطلب مؤازرة وحدات الجيش عند الضرورة". ولفت إلى ان "الخطة ستشمل جميع المناطق في المدينة، وعلى رأسها باب التبانة، جبل محسن، القبة، المنكوبين، وابي سمرا، والمناطق المحيطة بمحاور القتال، وستدخل العناصر الامنية الاحياء والازقة الداخلية".

واعتبر شربل ان "حياة جديدة ستشهدها طرابلس إعتبارا من اليوم، فالمأساة التي عاشتها المدينة منذ سنتين، وهذه الثالثة، لم يعد أحد يقدر أن يتحملها، لا الاقتصاد ولا الطرابلسي، وقسم كبير من الذين كانوا يتقاتلون لم يعد في مقدورهم تحملها، لأنها مأساة كبيرة لم تؤد إلا الى الخراب والدمار وإستشهاد الأبرياء. أرجو أن يكون هذا اليوم خاتمة الأحزان، وأن تكون هناك إطلالة جديدة لمدينة طرابلس، بجهود الجميع".

وشكر رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي أدى دوراً مهما وكان دائما في جميع الإجتماعات التي عقدناها مصرا على إنهاء الأزمة في طرابلس.كما أشكر جميع سياسيي المدينة وفاعلياتها".

الى ذلك اعتبر النائب السابق مصباح الاحدب في مؤتمر صحافي " ان هناك فضيحة تتعلق بتعاطي بعض القضاء مع ملف التفجيرين في طرابلس، كما حصل في ملف ميشال سماحة، وهناك اكثر من تقصير ان لم نقل تواطؤ "من بعض القضاء وغض نظر عن المجرمين الارهابيين التكفيريين".

ورأى ان "بعض ضباط مخابرات الجيش يحمون عددا كبيرا من المطلوبين، لا بل يوظفونهم للقيام باطلاق النار على عمال طرابلسيين ابرياء من الطائفة العلوية. وان بعض ضباط مخابرات الجيش يحتضنون مجموعات مسلحة عملها الوحيد اطلاق النار ورمي القنابل والاعتداء على مواقع الجيش لاظهار طرابلس إرهابية ترفض الدولة والجيش، والكل في طرابلس يعلم ذلك ويرفضه".

 

مسيرة "حزب الله" العاشورائية في النبطية أمس كانت مناسبة لاحياء ذكرى اليوم الثالث عشر لاستشهاد الامام الحسين ولتشييع قائد مجموعة الحزب العسكرية في منطقة السيدة زينب في ريف دمشق حسن محمد مرعي الذي سجّي جثمانه على المنصة الرسمية للاحتفال تحت شعار: "كلنا عباسك يا زينب"، فيما صدحت: "إلى الشام... إلى كربلاء... شعارنا لبيك يا زينب"، في جوار مجسم لمقام السيدة زينب ينتشر حوله جرحى المعارك السورية ومقاتلون باللباس العسكري.

انطلقت المسيرة من أمام النادي الحسيني بمشاركة رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد والنائب علي عمار ورئيس اتحاد بلديات الشقيف محمد جميل جابر ورئيس بلدية النبطية أحمد كحيل ونائب المسؤول التنظيمي لاقليم الجنوب في حركة "أمل" محمد ترحيني وحشد من المناصرين والمحازبين.

وألقى رعد كلمة قال فيها ان "حسن مرعي المسجّى أمامكم شاهد بين أيديكم على صدق ولائنا لنهج الحسين ومسيرته المستمرة بنصرة دين الله في كل مكان (...)".

وذكّر بأن "الخطر الأساسي والوحيد هو العدو الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين، لذلك علينا في الأمة العربية والإسلامية أن نلم الشمل وتتكاتف جهودنا لنصرة فلسطين التي هي عنوان مظلومية الأمة في عزتها وكرامتها".

وأكد أن "ما يُسمى بالتكفيريين أو الارهابيين لن يتجرأوا على وضع راياتهم فوق ترابنا، فهم غير جديرين باحترام الإنسانية جمعاء، والمطلوب نبذهم من هذه الأمة".

وخاطب شعوب العالم الإسلامي: "انتم أهلنا لأن ديننا واحد وكتابنا واحد ونبينا واحد، لذلك دعونا نمضي معاً في نصرة دين محمد ولا تدعوا التكفيريين يعملون تحت عباءتكم ويستقوون بمظلتكم، فأنتم أهلنا وهم أعداؤنا وأعداؤكم".

وشدّد على أن "في لبنان مواطنين على دينهم بطوائفهم المختلفة، لكنهم شركاء لنا في الوطن، فلنحفظ العيش المشترك والاستقرار الأهلي وندافع معاً بالتنسيق مع الجيش وباحتضان الجميع عن وطننا ضد العدو الصهيوني وتلك المجموعات التكفيرية التي هي نقيض العيش الواحد، لكونها تتلاقى مع الصيغ التي يصبو اليها العدو الاسرائيلي في أوطاننا". ودعا الى "وحدة إسلامية ضمن وحدة وطنية لمواجهة عدو واحد يتهدد المصير والوجود".

ونقل تحيات الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله الى المشاركين "الذين ينحني أمام ثباتكم وشجاعتكم وإصراركم على إحياء شعائر الحسين على رغم التهديدات".

وكان رعد قال في احتفال تأبيني في الجنوب: "إننا مع احترامنا للخلفية النبيلة التي دفعت أكثرية الأعضاء وليس كل الأعضاء لإصدار ما صدر عن هيئة الحوار الوطني (اعلان بعبدا)، ومع احترامنا وتقديرنا لخلفية رئيس الجمهورية في ما صدر، إلا أن ما صدر جف حبره قبل أن يصل الى وسائل الاعلام، وتنكر له فريق 14 آذار قبل أن يعلن، ولا يزالون يتنكرون".

¶ دعا عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" علي فياض فريق 14 آذار الى "التعاطي بواقعية ومسؤولية، فالواقعية تعني الإقلاع عن الشروط التعجيزية والمسؤولية. تستدعي تنازل الجميع لمصلحة الوطن، لأن حال البلاد بلغت وضعاً يرثى له".

وقال خلال احتفال تأبيني: "لم نطرح أي شروط على مشاركة الفريق الآخر في الحكومة، علماً أن في جعبتنا ملاحظات جوهرية على اداء الفريق الآخر، كما أننا لم نضع العراقيل أمام الحوار الوطني، بل أعلنا أننا جاهزون لهذا الحوار من دون شروط مسبقة، في حين أن الفريق الآخر يضع الشروط ويطلق مواقف متناقضة".

 

مع انسداد الافق على ولادة حكومة جديدة في ظل تصعيد الزمن العاشورائي، والذي بلغ ذروته في الايام الاخيرة، ينشغل لبنان الرسمي والشعبي بتداعيات اللجوء السوري الذي سجل ارتفاعا كبيرا وضغطا واسعا في عطلة نهاية الاسبوع، مما يرفع تحدي تنظيم هذا اللجوء لتسهيل ايصال المساعدات الى اللاجئين وتوفير المأوى قبل الشتاء، وضبط الامن بعدما تضاعف عدد المقيمين في لبنان، ليبلغ عدد اللاجئين السوريين والفلسطينيين نصف عدد اللبنانيين.

وعلمت "النهار" ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان عكف مساء امس على إعداد الكلمة التي سيلقيها امام القمة العربية - الافريقية الاقتصادية الثالثة في الكويت والتي تبدأ أعمالها اليوم على ان تتضمن في خطوطها العامة الشأن الداخلي العام وملف اللاجئين السوريين الذي ازداد تفاقما في الايام الاخيرة عبر عرسال. وسيحذر سليمان من انعدام قدرة الدولة اللبنانية على احتواء هذا اللجوء المتنامي بسرعة كبيرة. وهو يعمل لتحضير الاجواء للافادة القصوى من مؤتمر للاجئين تحضّر الكويت لعقده في كانون الثاني 2014.

عددياً، سجل اليومان الاخيران وفق مصادر غير رسمية وصول 14 الف لاجئ من المعابر الشرعية ونحو 20 الفاً بطرق غير شرعية. وسجلت وزارة الشؤون الإجتماعية، التي زادت وتيرة نشاطها، قدوم أكثر من 500 عائلة سوريّة جديدة الى عرسال، على رغم أنّ بعض العائلات التي قدِمت منذ السبت فضّلت العودة إلى سوريا، وتحديداً إلى منطقة يبرود. وبلغ حتى عصر الأحد عدد العائلات السورية التي بقيت في لبنان قرابة 1700 عائلة، تم تسجيل 600 منها وتسليمها المساعدات الأولية. واشارت الوزارة الى انها أقامت مركزاً لتسجيل اللاجئين وتوزيع المساعدات. كما اشارت الى تأمين إقامة 350 عائلة لاجئة في مراكز إقامة جماعية، و100 عائلة في المخيّمات العشوائية، والباقي في المنازل داخل عرسال.

وفي شبعا، سجّلت فرق الوزارة وصول 924 شخصاً منذ 30 تشرين الأول حتى ظهر الأحد 17 تشرين الثاني، بينهم ثلاثة جرحى أمس نقلوا إلى المستشفيات القريبة.

في غضون ذلك، استمرت وتيرة هجوم "حزب الله" على "اعلان بعبدا" اذ بعد ما اكده الرئيس ميشال سليمان السبت، مميزا بين الحياد وتحييد لبنان عن الازمة السورية، رد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد قائلا: "إننا ومع احترامنا للخلفية النبيلة التي دفعت أكثرية الأعضاء وليس كل الأعضاء لإصدار ما صدر عن هيئة الحوار الوطني، ومع إحترامنا وتقديرنا لخلفية رئيس الجمهورية في ما صدر، إلا أن ما صدر جف حبره قبل أن يصل إلى وسائل الإعلام".

ولم تعلّق اوساط قصر بعبدا على كلام رعد. وفي المقابل أفادت مصادر مواكبة ان "حزب الله" لا يزال يتصرف ازاء الاعلان على خلفية انه "منتصر" في الحرب الدائرة في سوريا ولا داعي لأن يعترف بما يمثل نقيضاً لهذا "الانتصار".

وقالت مصادر في قوى 14 آذار لـ"النهار" إن مقاطعة "حزب الله" مؤتمر "منتدى بعبدا" اول من امس وموقف رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة " السلبي من "اعلان بعبدا" يمثلان" اصرارا من الحزب على تقديم أجندته الخارجية على ما سواها".

على صعيد آخر، دهمت السيول مساء امس بلدة القاع في البقاع الشمالي ("النهار") حيث بلغ ارتفاع المياه 50 سنتيمتراً، بعد هطول أمطار غزيرة وتساقط برد ليل السبت – الاحد في أعالي جرود السلسلة الشرقية، لينطلق السيل بعدها بوحوله وأتربته من مشاريع القاع.

وفي بشري ("النهار")، تساقطت الثلوج على المرتفعات الشمالية وغطت قمم المكمل نزولا الى الارز، حيث تدنت درجة الحرارة.

 

بعدما أقفلت تطورات الأسبوع الماضي كل منافذ المحاولات السياسية لحل الأزمة الحكومية في لبنان وخصوصاً في ظل المبارزة الكلامية التي حصلت بين الرئيس السابق للحكومة زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري والامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، عادت الهواجس الأمنية بقوة الى واجهة المشهد اللبناني لتطغى عليه بالكامل.

وقد توزّعت هذه الهواجس بين الوضع الذي تشهده منطقة البقاع الاوسط والشمالي في ظل تدفق أفواج جديدة من النازحين السوريين، ومدينة طرابلس التي تقف عند مشارف تجربة أمنية جديدة محفوفة بالشكوك المسبقة في إمكان تنفيذها بنجاح ولا سيما بعد المواجهات التي وقعت ليل السبت بين قوى الامن الداخلي ومسلّحين في الأسواق الداخلية والتي لم تتوقف الا بعد تدخلات ضاغطة من فاعليات المدينة.

على ان الوضع على الحدود الشرقية مع سورية بدا الأكثر إثارة للاهتمامات في الساعات الاخيرة، بعدما كشفت وزارة الشؤون الاجتماعية في بيان رسمي دخول نحو 1200 عائلة سورية لاجئة الى بلدة عرسال جراء المعارك الجارية في منطقة القلمون السورية.

واذا كانت المؤشرات الميدانية في القلمون توحي بان المعركة الكبيرة المنتظرة ربما تكون بدأت هناك، فان الساعات الاخيرة شهدت تصاعد المخاوف اللبنانية من التداعيات الخطيرة لهذه المعركة على لبنان ليس فقط على صعيد تدفق موجات جديدة واضافية من اللاجئين السوريين بل اكثر على صعيد خطر تمدُّد هذه المعركة الى الداخل اللبناني إن بطريقة مباشرة او بإثارة توترات متنوعة.

ولعل أكثر ما تخشاه الجهات الرسمية السياسية والأمنية اللبنانية على ما اوضحت لـ «الراي» مصادر وزارية معنية هو ان تتسبب معركة القلمون، سواء كانت معركة شاملة وواسعة او حصلت على مراحل متدرجة، بنقل الصراع الى الداخل اللبناني من خلال احتماليْن خطرين للغاية: الاول ان تحصل احتكاكات وربما صدامات بين أعداد من اللاجئين السوريين الذين تبدو بلدة عرسال وجهتهم الحصرية حتى الآن وبين عناصر من «حزب الله» الذي بات معروفاً انه منخرط بقوة وكثافة في معركة القلمون بدرجة لا تقلّ عن انخراطه سابقاً في معركة القصير. وهو احتمال تقول المصادر الوزارية انه يجري العمل على تلافيه وتجنبه ما امكن من خلال الاجراءات العسكرية والامنية والاغاثية التي تتعامل مع الوافدين باعتبارهم لاجئين واعتماد آلية محددة يفترض ان تبعدهم عن اي احتكاك باي مجموعة لبنانية. ومع ذلك فان الامر لا يبعث على الاطمئنان الكامل نظراً الى ضآلة القدرات على ضبط الوضع تماماً وخصوصاً اذا كانت بين اللاجئين مجموعات مقاتلة محتملة او افراد من المعارضين وهو امر يصعب ضبطه.

اما الاحتمال الخطر الآخر، فهو إمكان حصول صدامات لبنانية - لبنانية اي بين اهالي عرسال وأطراف يؤازرونهم وبين «حزب الله» في حال تمدُّد القتال الى تخوم المناطق الحدودية التي ينتشر فيها مقاتلون للحزب، في وقت تُعد عرسال خط الاتصال الرئيسي بالمعارضين السوريين.

وتقول المصادر نفسها ان هذا الاحتمال لا يزال مستبعداً من جانب الحكومة اللبنانية، لكن ذلك لا يُسقِط وجود مخاوف تنامت في الساعات الاخيرة وبرزت من خلال مواقف سياسية ونيابية حذرت من خطورة انعكاسات معركة القلمون على وضع عرسال بما يعني ان اي احتكاك بين البلدة ومحيطها مع «حزب الله» قد يفجّر صراعاً يتخذ طابعاً مذهبياً طالما عمل معظم المسؤولين والجهات الامنية والعسكرية على تجنب الوصول اليه.

ولا تخفي المصادر الوزارية ان هذا الهاجس سيشغل كل المعنيين في الأيام القليلة المقبلة عبر اتصالات وجهود لن تقتصر على الأفرقاء في الداخل بل ستشمل دولا اقليمية وعربية وغربية نافذة. وقالت ان مشاركة رئيس الجمهورية ميشال سليمان من اليوم في القمة العربية الافريقية في الكويت ستكون محطة تحرك أساسية للتركيز على مسألة اللاجئين السوريين الى لبنان واستطراداً الاحتمالات الخطرة التي ترتبها معركة القلمون على لبنان في كل الاتجاهات.

واشارت الى ان سليمان ليس في وارد التراجع اطلاقاً عن التشديد على التزام «اعلان بعبدا» من جانب كل الاطراف الداخليين الذين وافقوا على الاعلان في اشارة الى «حزب الله» خصوصاً والجماعات السنية التي تورطت في القتال، وسط تكرار «حزب الله» موقفه من هذا الاعلان بلسان رئيس كتلة نوابه محمد رعد الذي اكد أنه «ومع احترامنا للخلفية النبيلة التي دفعت أكثرية الأعضاء وليس كل الأعضاء لإصدار ما صدر عن هيئة الحوار الوطني، ومع إحترامنا وتقديرنا لخلفية رئيس الجمهورية في ما صدر، إلا أن ما صدر جف حبره قبل أن يصل إلى وسائل الإعلام، وتنكر له فريق 14 اذار قبل ان يعلن، ولا يزالون يتنكرون لأنهم لا يزالون جزءا من المحور المعادي للمقاومة الذي يستهدف المقاومة عبر سورية» ومتوجهاً الى 14 آذار بـ «أن ما قام به حزب الله وما يقوم به (في سورية) هو واجب الدفاع عن النفس، وهو ليس معنيا بأن يقف على خاطرهم».

 وتبعاً لذلك، في انتظار ما قد تتكشف عنه التطورات الميدانية في القلمون من مستجدات، تقول المصادر الوزارية نفسها انها لا تنظر بتشاؤم الى الاجواء المحيطة بالمرحلة الثانية من الخطة الامنية في طرابلس ما لم يحصل تطور دراماتيكي كبير في معركة القلمون التي ربما تسير على وتيرة متدرجة. ذلك انه بات معروفاً ان ثمة ربطاً ضمنياً بين الوضع الهش في طرابلس والاوضاع الميدانية في سورية عموماً. واذا كان من خشية واقعية فهي تتصل بإمكان حصول تحول ميداني كبير في القلمون لمصلحة اي من الفريقين مما يعرض طرابلس حينها لانفجار امني واسع. ولعل هذه الخلفية كانت وراء السعي الحثيث الى تنفيذ خطة انتشار معززة لقوى الامن الداخلي داخل الاحياء الطرابلسية وفي أزقتها ولا سيما في باب التبانة، جبل محسن، القبة، المنكوبين، وابي سمرا، والمناطق المحيطة بمحاور القتال التقليدية.

 

استنفرت الهيئات الانسانية الدولية والاهلية اللبنانية المعنية بإغاثة اللاجئين السوريين الى بلدة عرسال (شمال شرق لبنان) بعد موجة النزوح الجديدة خلال اليومين الماضيين بسبب المعارك الدائرة في بلدة قارة السورية المتاخمة للبلدة اللبنانية. وقدرت هذه الهيئات العدد الاجمالي للنازحين بنحو 1500 عائلة سورية، اي ما يفوق الـ6 آلاف شخص.

وفيما تحاول عرسال ايواء النازحين الجدد في المساجد والاماكن المغلقة العامة تمهيداً لانتقال بعضهم الى مناطق اخرى لهم فيها اقارب او معارف، فان عملية انتقال بعض العائلات النازحة بواسطة فان من عرسال الى القبيات عبر الهرمل ووجه امس، بكمين لمسلحين في منطقة جرود الهرمل اعترضوه وخطفوا منه بعد توقيفه 3 سوريين هم: محمود زهوري، محمود شعيوي وخالد الحكم وافرجوا عن النساء والاطفال واقتادوا المخطوفين الى جهة مجهولة. يذكر ان انتقال النازحين من عرسال باتجاه الشمال يتم عبر حاجز للجيش اللبناني يدقق بهويات العابرين.

واذ تحاول عرسال التأقلم مع الوضع الجديد الذي ادخلت فيه نتيجة تزايد عدد النازحين بشكل يفوق كل طاقات البلدة. فإن مخاوف تعتري الاهالي من انتقال المعارك من قارة السورية الى بلدة يبرود التي يبلغ عدد سكانها 150 الف نسمة.

وأوضحت المتحدثة باسم المفوضية العليا للاجئين دانا سليمان ان المفوضية لم تتمكن من تقديم أرقام محددة لعدد النازحين الجدد، مشيرة الى ان الواصلين جاؤوا من دون متاعهم باستثناء الملابس على ظهورهم وبعض العائلات كان في في عجلة من امره فلم يستطع جمع أمتعته قبل الفرار. وشملت عمليات الاغاثة الفورية توزيع بطانيات وفرش ومواد غذائية ومستلزمات النظافة إلى النازحين.

وفي السياق، عقد لقاء موسع امس، في مسجد مرج الزهور (قضاء حاصبيا) تحت عنوان «وحدة الموقف ونبذ الفتنة»، وذلك على خلفية أحداث حصلت في المقلب الآخر من المنطقة وتحديداً في قرية عُرنة السورية التي تقطنها غالبية درزية امتدت تداعياتها إلى لبنان.

وكان مسلحون من «جبهة النصرة» هاجموا القرية المذكورة ذات الغالبية الدرزية. وتقع عُرنة على تلة استراتيجية خلف جبل الشيخ، استولت عليها المعارضة فأدى قصف الجيش النظامي عليها إلى سقوط 7 قتلى من الدروز وآخرين من «جبهة النصرة». وكان مسلحو المعارضة نقلوا جرحاهم الى شبعا اللبنانية في المقلب الآخر من الحدود، وجلهم من مقاتلي «النصرة» الا ان مستشفيات حاصبيا رفضت استقبالهم وجرى نقلهم الى مستشفيات صيدا. وأثار هذا التعامل احتجاجاً من قيادات درزية وسنية وتسارعت الاتصالات لتطويق الأمر والتعامل مع الموضوع من منطلق إنساني بحت.

وشاركت في لقاء مرج الزهور النائب بهية الحريري ممثلة الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري ووزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال وائل أبو فاعور ومثل رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط نجله تيمور، وشخصيات.

واعتبر ابو فاعور ان «ما يجري في سورية ليس حرباً طائفية او مذهبية، انما ثورة شعب تواق الى الحرية والديموقراطية ضد نظام ظالم لا يعرف الا البطش والقتل»، وقال: «النأي بالنفس ليس شعاراً أجوف، فما يجري هو داخل حدود سورية ولا نقبل ولا يجب ان يتسلل الى لبنان تحت اي عنوان من العناوين، وشبعا هي حاصبيا وراشيا الوادي هي العرقوب ومرجعيون والخيام وكل هذه المنطقة، ولسنا ممن ينسى التاريخ، ولن نقبل ان تأخذنا الفتنة وأن تلعب بنا اشاعة».

وقالت الحريري: «منكم نتعلم الشهامة والوفاء والكرم والتسامح والنخوة والعزيمة، وأجمل شيء في هذه المنطقة العزيزة من لبنان ان كل تلك القيم تعيش معكم، هكذا تبنى الأوطان، والإنسان لا يخرج عن أهله وجيرانه وبلده، فإذا انجرحت شبعا تقول حاصبيا آخ».

وعلق عضو كتلة «التنمية والتحرير» النيابية قاسم هاشم على لقاء بلدة مرج الزهور معتبراً أنه «لم يأتِ بجديد، والحريص على إبعاد هذه المناطق عن أثار الأزمة السورية لا يمعن في مساهماته اليومية في تأمين التموين والتحويل للعصابات المسلحة في قرى جبل الشيخ السورية».

 

تم في منطقة عكار تنفيذ مشروع البطانية الشتوية للنازحين السوريين، تقدمة من المملكة العربية السعودية عبر جمعية "التنمية والبر الخيرية". وقد طالت أكثر من خمسمائة عائلة كمرحلة أولية، واشتملت على توزيع ما يقارب الألفي بطانية.

وقد أشرف على الحملة سليمان بن عبدالله المهوس من جمعية "التنمية" السعودية ، ومنسق نشاطات الجمعية في عكار الشيخ ربيع مرعي.

وقال المهوس: "انطلاقا من ديننا الحنيف وما أمرنا به من الوقوف مع اخواننا الأشقاء، وامتثالاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، نقدم هذا اليوم مساعداتنا عبر مشروع البطانية الشتوية لاخواننا النازحين في عكار. ويتمثل هذا المشروع في المرحلة الأولى بتوزيع أكثر من ألفي بطانية. وكان سبق هذا المشروع قبل ايام، توزيع حليب الأطفال لعمر ستة أشهر. كما سبقه مشروع الضاحي حيث تم ذبح ما يزيد على 45 أضحية لهذا العام. لذلك أشيد بجهود المملكة العربية السعودية وأخواننا في المملكة، ونشدد عليهم بأن يواصلوا المسيرة بدعم اخوانهم النازحين وخاصة في هذا الوقت، حيث نزح في اليومين الأخيرين فقط، ما يقارب العشرين ألف نازح جديد لا يجدون لا مأوى ولا أماكن ولا شراباً ولا طعاماً ولا غطاء. لذلك، نتوجه لاخواننا في الأقطار العربية والعالم أن ينظروا لاخوانهم النازحين خاصة في لبنان بعين من الرحمة والشفقة، آملا النصر السريع "لاخواننا السوريين وان يمحو عنهم المحنة ويردهم الى ديارهم سالمين غانمين".