خسائر قطاع الكهرباء السوري في ازدياد وتكلفة إصلاحه تتخطى ملياري دولار

«الحر» يتقدم في الغوطة الشرقية لفتح خطوط إمداده.. ومقتل قائد ميداني لحزب الله...22 كانون الثاني "جنيف2" والهدف تنفيذ كامل إعلان "جنيف1" وخسائر فادحة لـ"حزب الله" في الغوطة و"الحر" يتقدم

تاريخ الإضافة الأربعاء 27 تشرين الثاني 2013 - 6:23 ص    عدد الزيارات 1789    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

معارك الغوطة الشرقية على أشدّها والمعارضة قريبة من كسر الحصار
الرأي.. دمشق - من جانبلات شكاي
لليوم الرابع على التوالي واصلت أمس المجموعات المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية هجوما ضد نقاط الجيش السوري بهدف كسر الحصار العسكري المفروض على الغوطة منذ ستة أشهر من ناحية الشرق على المحور الممتد بين مطاري دمشق الدولي والضمير العسكري.
والمعارك التي حرص كل من الجانبين على عدم تسريب معلومات دقيقة عن مجرياتها، بدا أنها أوقعت العشرات من القتلى في صفوف الطرفين، مع تأكد الجانب الرسمي بنجاح الجيش السوري بصد الهجوم والحيلولة دون كسر الطوق على الغوطة الشرقية، وتأكيد المعارضة تحقيق انتصارات كبيرة تجلت في إعادة السيطرة على سبع قرى ووصول المعارك لمشارف بلدة العتيبة الاستراتيجية على اعتبار أنها الشريان الذي سيغذي الغوطة في حال نجح المعارضون بالسيطرة عليها.
رسميا اقتصر الموقف على تسريبات نشرتها صحيفة «الوطن» الخاصة عن مصادر لم تسمها، أكدت فيها على مدار اليومين السابقين نجاح الجيش السوري بصد الهجوم والحيلولة دون كسر الطوق المفروض على مسلحي الغوطة، وإيقاع العشرات من القتلى في صفوفهم.
وبدأت معركة «كسر الحصار» نحو الرابعة من فجر الجمعة الماضي، وبحسب صفحات المعارضة فإن مقاتلي المعارضة استطاعوا مع حلول المساء السيطرة على قرى الزمانية، والقاسمية، والقيسا، والعبادة، والبحارية، والجربا، ومعظم دير سلمان، وهي قرى كان كان الجيش السوري احتاج لأكثر من ستة أشهر للسيطرة عليها.
وقد ترافقت المعركة مع الاعلان عن قيام أكبر تجمع إسلامي سلفي تحت اسم «الجبهة الاسلامية» بهدف اسقاط النظام وإقامة «دولة إسلامية راشدة».
وأمس قال القائد العسكري للجبهة زهران علوش، وكان يتزعم جيش الإسلام قبل قيام الجبهة، إن «ما بناه النصيرية والرافضة في سنة كاملة هدمه الله بساعات على أيدي مجاهدي الغوطة فصرت تسمع أصوات التكبير وترى العناق الحميم بين المجاهدين».
وبدت الفرحة بشكل جلي على صفحات المعارضة لما يحققه المسلحون من انتصارات على جبهة الغوطة الشرقية، ونشرت تنسيقية داريا صور مقاتلين وهم يرقصون في المدينة على خلفية نبأ حول كسر الحصار، على حين وعد قادة ميدانيون «بقرب تحقيق النصر» على تنسيقية النشابية.
وفي المقابل أصدر المكتب الإعلامي الموحد في منطقة المرج بالغوطة الشرقية بيانا أكد فيه عدم صحة ما يشاع عن كسر الحصار وقال: «ننفي بشكل قاطع الخبر الذي جاء في إحدى القنوات الإعلامية وما تم تداوله على عدد من صفحات الفيسبوك ويتكلم عن تمكن الجيش الحر من فك الحصار عن الغوطة الشرقية».
وتابع البيان: «إننا نعلن أن الغوطة الشرقية ومنطقة المرج التي تعد خاصرة لها ما زالت محاصر من قبل قوات الأسد ومرتزقته. ونحن في المكتب الإعلامي في منطقة المرج متواجدون على أرض منطقة المرج بالغوطة الشرقية ننفي الأخبار التي تصدر بين الفينة والأخرى من إعلاميي السبق الصحافي عن تحرير بلدات كاملة في منطقة المرج بالغوطة الشرقية. ونهيب بكافة الأخوة الإعلاميين والقنوات الإعلامية تحري الدقة في نشر مثل هذه الأخبار عن المنطقة، وعدم السعي إلى السبق الصحفي على حساب دماء أخوتنا المجاهدين والمرابطين».
ونشرت تنسيقية النشابية صورا تظهر 9 أشخاص بلباس عسكري وقالت إنهم «شبيحة إيرانيون» أسرى لدى «جبهة النصرة» و»الجبهة الإسلامية»، كما نشرت أكثر من 20 صورة لمواقع مختلفة مدمرة داخل بلدة القاسمية بعد سيطرة المعارضة عليها ومنها صور لعناصر قتلى من الجيش السوري وظهر في إحداها جثة جندي مقطوع الرأس ويقف على صدره مسلح يحمل سكينا.
ودفع انتشار خبر كسر الحصار في الغوطة العديد من أصحاب المحال إلى عرض منتجاتهم بكثافة كما ذكرت إحدى الصفحات الخاصة بمدينة دوما، وقالت: «ما أن شمت الناس الريحة أن الطريق سيفتح انتشرت المواد الغذائية والوقود»، وتابعت: إن هذا شيء غريب ويوحي بوجود محتكرين للمواد الغذائية يتمنون اشتداد الحصار أكثر ليستفيدوا ماليا برفع الاسعار، وهؤلاء سيتم الخلاص منهم قبل النظام».
واستطاع الجيش السوري منذ اشهر احكام حصار عسكري على الكتائب المقاتلة للمعارضة في الغوطة الشرقية بعد أن فرض سيطرته على محور يمتد بين مطاري دمشق الدولي والضمير العسكري، لكنه ومنذ عيد الأضحى الماضي فرض حصارا أشد منع من خلاله الدخول والخروج بشكل شبه تام ما فاقم من الوضع المعيشي لأكثر من مليون مواطن، الامر الذي شكل عامل ضغط كبيرا على كتائب المعارضة التي ظلت تخسر خلال الاشهر الاخيرة قرية تلو أخرى.
تعرّض مقاتلة تركية لنيران من الدفاع الجوي السوري
اسطنبول - كونا - تعرضت طائرة تابعة للقوات الجوية التركية من طراز «اف-16» لنيران من أنظمة الدفاع الجوي السورية بينما كانت تحلق فوق اراضي تركيا بالقرب من الحدود مع سورية.
وذكرت رئاسة الأركان التركية في بيان صحافي أن المقاتلة التركية كانت تطير فوق منطقة قريبة من الحدود السورية في محافظة هاتاي جنوب تركيا اول من أمس عندما صوبت نحوها صواريخ من طراز «SA-2» من داخل الأراضي السورية لنحو 20 ثانية. وأضافت أن الطائرة عادت بسلام إلى القاعدة الجوية التي انطلقت منها دون حدوث أي توتر بين البلدين. ووقعت حوادث مماثلة منذ أن أسقطت المقاتلات السورية مروحية تركية في يونيو من العام الماضي بالقرب من المحافظة نفسها متهمة اياها بانتهاك المجال الجوي السوري.
 
الداعية البريطاني أنجم تشودري أرسل المئات للقتال في سورية مع «القاعدة»
لندن - يو بي آي - اتهم تقرير جديد صدر عن منظمة «الأمل لا الكراهية» في لندن، امس، شبكة من الجماعات يقودها الداعية الاسلامي البريطاني أنجم تشودري بارسال المئات من الشباب للقتال في سورية إلى جانب تنظيم «القاعدة».
وقال تقرير الذي نشرته صحيفة «اندبندنت» إن شبكة تشودري أصبحت «أكبر بوابة للإرهاب في تاريخ بريطانيا الحديث، وسهّلت وشجّعت ما يصل إلى 80 شاباً مسلماً من المملكة المتحدة وما يتراوح بين 250 و300 شاب من مختلف أنحاء أوروبا، على الانضمام إلى الجماعات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة التي تقاتل ضد النظام السوري».
واضاف أن 70 شخصاً على الأقل مرتبطون بحركة «المهاجرون»، التي أسسها في بريطانيا الداعية الاسلامي اللبناني الشيخ عمر بكري وحظرتها السلطات البريطانية، ومن المنظمات التي خلفتها، ادينوا بجرائم على صلة بـ «الإرهاب» في المملكة المتحدة أو الخارج خلال السنوات الماضية.
ويعيش الشيخ بكري في لبنان بعد أن ذهب إلى هناك ورفضت السلطات البريطانية السماح له بالعودة إلى المملكة المتحدة، وتولى تشودري بعدها قيادة «المهاجرون» قبل حظرها.
واشار التقرير إلى ان الشيخ بكري وتشودري «شجّعا الناس على اتخاذ اجراءات متطرفة»، مشدداً على ضرورة «اعتبار تشودري البالغ من العمر 46 عاماً «لاعباً خطيراً على الساحة الإسلامية الدولية».
وقال إن أنصار تشودري موجودون في سورية، وهناك اشاعات في العالم الإسلامي بأن عددهم يتراوح بين 50 و80 شخصاً سافروا إلى هناك من مدن بريطانية من بينها لندن، وبيرمنغهام، وستوك أون ترينت. واضافت التقرير أن فرنسا استأثرت بأكبر عدد من المتطرفين الإسلاميين الذين سافروا للقتال في سورية وبلغ 400 متطرف، تلتها بريطانيا بـ 350 متطرفاً، ثم بلجيكا 200، وألمانيا 200، وكوسوفو 150 متطرفاً اسلامياً.
واضاف التقرير أن تشودري يمتلك شبكة دولية من المنظمات التابعة له والمنظمات الشريكة تستخدم في الكثير من الأحيان اسم «الشريعة لأجل...» تلحقها باسم البلد الذي تنشط فيه، مثل «الشريعة لأجل باكستان»، ووصفت بأنها شبكة الشريعة العالمية.
 
 
22 كانون الثاني "جنيف2" والهدف تنفيذ كامل إعلان "جنيف1" وخسائر فادحة لـ"حزب الله" في الغوطة و"الحر" يتقدم
(أ ف ب، رويترز، يو بي أي، المرصد السوري، مواقع معارضة، "المستقبل")
أكدت مواقع إلكترونية مقربة من المعارضة السورية أمس، أن "حزب الله" الذي يقاتل جنباً إلى جنب مع قوات بشار الأسد في سوريا، تكبد خسائر كبيرة في معارك الغوطة الشرقية فاقت العشرات بين قتيل وجريح، وأن 40 من عناصر الحزب وقعوا في الأسر. كما تحدثت تلك المواقع عن تقدم ميداني ملحوظ للجيش السوري الحر في القلمون حيث استعاد بلدة قارة من يد قوات النظام.
سياسياً، عيّنت الأمم المتحدة أمس 22 كانون الثاني من السنة المقبلة موعداً لانعقاد مؤتمر جنيف2، وأضاف الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون في إعلانه، إن هدف المؤتمر المزمع عقده برعاية أميركية روسية دولية، هو تنفيذ بيان جنيف1 بالكامل.
ففي الميدان، تحدثت أمس مواقع للمعارضة السورية عن خسائر بأعداد كبيرة تلقاها مقاتلو "حزب الله" في الغوطة الشرقية حيث يشنون مع قوات النظام هجوماً عسكرياً شرساً ضد قوات المعارضة المتمركزة حول العاصمة دمشق، وذكرت تلك المواقع على مختلف شبكات التواصل الاجتماعي أن أعداداً من مقاتلي الحزب سقطوا قتلى وجرحى وأن العشرات أسروا.
وأكد المرصد السوري مقتل 5 من مقاتلي الحزب وإصابة 12 آخرين بجروح يومي الأحد والاثنين في منطقة المرج في الغوطة الشرقية في اشتباكات مع الثوار، وأن اشتباكات عنيفة تدور بين قوات النظام ومقاتلي الكتائب المقاتلة على أطراف مدينة الزبداني وسط تجدد القصف من قبل قوات النظام على المدينة ومناطق في مدينة النبك، كما جدد الطيران الحربي قصفه منطقة ريما، ما أدى لسقوط جرحى، وسقطت قذيفة هاون على قرية القسطل في القلمون، الأمر الذي أدى لسقوط ضحايا.
وتداول ناشطون صوراً لما قالوا إنهم "عناصر من ميليشيا "حزب الله"، استطاع الثوار والمجاهدون في الغوطة من أسرهم أثناء المعارك الضارية هناك".
وقال موقع زمان الوصل الإلكتروني، "اعترف مرتزقة على صفحاتهم أن جيش النظام انسحب من بلدات عدة في الغوطة، وترك المرتزقة من ميليشيات "حزب الله" وأبو الفضل وغيرها ليلاقوا مصيرهم المحتوم، قتلاً وأسراً". وأضاف: "لا يعرف بالضبط عدد القتلى والأسرى من جيش النظام ومرتزقته الذين فقدهم في معارك الغوطة، لكن الأحاديث في صفحات الشبيحة تقر بوقوع هجوم كبير وخسارة عشرات المرتزقة ومنهم قيادات كبرى مثل قائد عمليات ميليشيا "حزب الله" في الغوطة المدعو علي اسكندر".
كما نقل موقع "جنوبية" الإلكتروني اللبناني من مصدر ميداني سوري في الغوطة الشرقية أنّ "مجموعات ثورية سورية غير إسلامية أسرت 10 مقاتلين من "حزب الله" في الساعات الأخيرة"، وأنّ "هؤلاء سيجري تصويرهم وعرض صورهم في الأيام الآتية".
وأضاف المصدر السوري الميداني أنّ "المعارك القاسية التي وقعت في ريف دمشق بالغوطة خلال اليومين الفائتين قتل خلالها أكثر من 15 مقاتلاً من "حزب الله" على الأقلّ، من بينهم القائد الميداني علي اسكندر".
وقال ناشطون في المعارضة السورية إن المواجهات في الغوطة الشرقية أدت إلى مقتل قائد ميليشيا "الجيش الوطني" التي أسسها النظام، المدعو العميد مازن صالح. كما أشاروا إلى اقتحام مقرات للواء الحرس الجمهوري في جبل قاسيون المطل على العاصمة.
وذكر مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن أن الثوار سيطروا "على عدد من البلدات الصغيرة والحواجز خلال الأيام الثلاثة الماضية في الغوطة الشرقية وجنوب حلب بعد أن شن هجمات مضادة على هذه المناطق". وأكد أن القوات النظامية "لم تعد تحرز تقدماً هناك" مشيراً الى أن "المعارك تركزت اليوم (أمس) حول منطقة المرج في ريف دمشق الشرقي بالإضافة الى خناصر الواقعة جنوب شرق حلب.
وذكر المرصد أن "حزب الله اللبناني، حليف النظام السوري، يقوم بقيادة المعارك في الغوطة الشرقية حيث قام بنشر المئات من مقاتليه".
وذكر مصدر أمني "أن المقاتلين قاموا بالاستيلاء على سبعة بلدات فيما قام النظام باستعادة ثلاثة بلدات منهم".
وأضاف أن المسلحين يحاولون الاستيلاء على العتيبة إلا أنهم لن ينجحوا".
وفي ريف حلب الجنوبي، لفت المصدر الى أن "العمليات التي تجري هناك هي امتداد وتوسيع لعمليات ريف حلب الشرقي والجنوب الشرقي وتندرج تحت تأمين المنطقة التي تم استرجاعها بشكل أكبر حتى يكون هناك إمكانية لفتح كل الطرق وإعادة النشاط الى المطار" في مدينة حلب والمتوقف عن الخدمة منذ عام.
سياسياً، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس إن المؤتمر الدولي للسلام بشأن سوريا الذي تحدد له يوم 22 كانون الثاني سيسعى لتشكيل حكومة انتقالية في سوريا، إلا أنه لم يحسم مسألة حضور إيران لهذا المؤتمر. وأوضح أن "لدينا هدف واضح. تنفيذ بيان جنيف بالكامل الصادر في 30 حزيران 2012 بما في ذلك تشكيل هيئة حكم انتقالية ـ بناء على موافقة المشتركين ـ ذات سلطات تنفيذية كاملة بما في ذلك على الكيانات العسكرية والأمنية". ولم يُشر بان الى قائمة المشاركين في المؤتمر ولم يتلق أي أسئلة من الصحافيين.
وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس، إن مؤتمر السلام في سوريا هو "أفضل فرصة" لتشكيل حكومة انتقالية لإنهاء الصراع، لكن يجب ألا يقلل أي طرف من شأن الصعوبات التي يحملها المستقبل. وأضاف "سنواصل العمل مع الأمم المتحدة وشركائنا في ما يتعلق بالقضايا المتبقية بما في ذلك أي الدول التي ستوجه لها الدعوة للحضور وجدول الأعمال". ومن لندن (مراد مراد)، رحبت بريطانيا بإعلان أمين عام الأمم المتحدة عن عقد مؤتمر جنيف 2 في كانون الثاني المقبل، وشددت في الوقت عينه على أن بشار الأسد لن يكون موجوداً في سوريا المستقبل.
وقال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ في بيان "أرحب بإعلان الأمم المتحدة بأن مؤتمر السلام جنيف2 بشأن سوريا سوف يبدأ في 22 كانون الثاني 2014. إن عملية الانتقال السياسي في سوريا عبر التفاوض هي السبيل الوحيد لإنهاء الصراع وتخفيف الأزمة الإنسانية". وأضاف "عندما استضفت اجتماع لندن 11 للمجموعة الأساسية من أصدقاء سوريا في 22 تشرين الأول الماضي، عزمنا جميعاً على وضع ثقلنا الجماعي وراء عملية جنيف 2، وأوضحنا بأن الانتقال السياسي يعني أن الأسد لا يمكن أن يكون له دور مستقبلاً في سوريا. وإنني أرحب كل ترحيب بقرار الائتلاف الوطني المعارض المشاركة والإقرار بأنه محور ورئيس وفد المعارضة. ولسوف نوسع ونواصل دعمنا للائتلاف طوال عملية جنيف2".
وفي سياق متصل، أعلن الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا الاخضر الابراهيمي أمس أن لائحة المدعوين الى المؤتمر لم تحدد بعد. وقال في أعقاب اجتماع مع مسؤولين روس وأميركيين كبار إن "لائحة المدعوين لم تحدد بعد".
وبشأن المشاركين السوريين، اعتبر أنه ينبغي أن يكونوا "ذي مصداقية مع أكبر صفة تمثيلية ممكنة". وقال أيضاً إن إيران والمملكة العربية السعودية "ستكونان بالتأكيد من المشاركين المحتملين".
وفي موسكو نقلت وكالة "انترفاكس" الروسية للأنباء عن نائب وزير الخارجية غينادي غاتيلوف قوله إنه لم يتم التوصل بعد إلى اتفاق نهائي بشأن توجيه الدعوة لإيران لحضور مؤتمر دولي من المقرر عقده في كانون الثاني بهدف إنهاء الصراع في سوريا.
ونسبت "انترفاكس" إلى غاتيلوف قوله في جنيف حيث كان ضمن الوفد الروسي الذي اجتمع مع مسؤولين أميركيين والابراهيمي لمناقشة الاستعدادات للمؤتمر "التساؤلات بشأن الأطراف الخارجية التي ستتم دعوتها للمؤتمر تتطلب المزيد من النقاش"..
 
الجربا: سوريا الجديدة قلب العروبة النابض بالانفتاح.. أي نظام.. بعد الأسد؟ (1)
المستقبل..جورج بكاسيني
"سوريا الأسد" انتهت. السؤال الآن: كيف ستكون "سوريا المستقبل" التي ستولد من رحم ثورة مستمرة منذ 33 شهراً؟ وأي نظام سيقوم بعد "العقود الأسدية" التي حَرَمت السوريين من حق الحرية والعدالة والمساواة بل ومن أبسط حقوقهم الانسانية؟
"أي نظام بعد الأسد؟" سؤال يطرحه العالم ويشغل العرب عموماً واللبنانيين خصوصاً وهم أكثر المعنيين والمتأثرين بأي نظام في سوريا وقد خبروا ذلك، بمرارة أحياناً كثيرة، منذ الاستقلال.
"المستقبل" طرحت هذا السؤال على مجموعة من أركان المعارضة السورية في محاولة لملامسة أجوبة يمكن أن تبدّد سواد الصورة المشوّهة لمستقبل سوريا، التي يروّجها النظام وحلفاؤه لتعميم كذبة الخوف أو التخويف على مصير الأقليات وعلى مصير سوريا كلها، في حال سقوط النظام.
"أي نظام بعد الأسد؟"... ملف جديد يحاول الاجابة من خلال حوارات ونقاشات مع أركان الائتلاف الوطني المعارض وخبراء اقتصاد وأمن يدورون في فلك الثورة السورية، إضافة الى نصوص حصلت عليها "المستقبل من "خطة التحول الديموقراطي في سوريا" التي أعدّها "بيت الخبرة السوري"، وهي وثيقة وضعت بعد أبحاث ونقاشات مستفيضة حدّدت رؤية للمرحلة الانتقالية في سوريا بعد الأسد، انطلاقاً من مبادرة أطلقها المركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية.
في الحلقة الأولى اليوم يتحدث رئيس "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" أحمد الجربا عن النظام السياسي المنشود و"الأصلح" بعد سقوط النظام، وصلاحيات الرئيس والتوازن بين السلطات، وإصلاح الدستور خصوصاً "ما يؤرق السوريين لجهة نموذج الحزب الواحد"، مشدداً على أن سوريا الجديدة "ستلعب عن حق دور قلب العروبة النابض بمعناها الحقيقي المنفتح والمعتدل".
يقول الجربا: "النظام السياسي الصالح لسوريا هو أولاً وقبل أي شيء، النظام الذي يحظى بأصوات أغلبية السوريين خلال عملية استفتاء عام. وبالنسبة لي أعتقد أن النظام الأصلح هو النظام المدني التعددي الديمقراطي الذي يكفل حرية التعبير والذي يراعي الخصوصية الثقافية والاجتماعية للشعب السوري بعيداً من الاستحضار التعسفي أو الإسقاط المباشر لأي نوع من الأنظمة الغربية الجاهزة. فالنظام السياسي هو في اعتقادنا عملية انتاج يفرزها الجسم السوري بكل مكونات شرائحه، مستعيناً بالنماذج المتّبعة في الدول المتشابهة مع سوريا في تركيبها السياسي وتنوعها. أما بالنسبة للنموذج السوري الأفضل في تاريخنا المعاصر، فأتفق مع الرأي الذي يقول بأن الدستور البرلماني الرئاسي هو الأنسب بعد اجراء تعديلات عدة عليه ليتماشى مع العصر ويراعي المتغيرات التي أفرزتها التجربة السورية المريرة مع نظام آل الأسد، اضافة الى المتغيرات الجذرية التي أحدثتها الثورة".
أما في اصلاح الدستور فيقول الجربا: "إننا في صدد رعاية ورشة عمل قضائية قادها وأشرف عليها كوكبة من الحقوقيين والقضاة الذين تعاونا معهم بكل قوانا. وأنجزوا مسودتين للدستور. وقد وضعنا هذا الجهد الجبار في إطار العمل على إيجاد أرضية لمناقشة الدستور القادم مع كل القوى التي بدأنا استمزاج رأيها وتسجيل ملاحظاتها. وعندما ينتهي العمل سيكون مطروحاً كمسودة للنقاش مع مختلف القوى تمهيداً للخروج بمشروع دستور لعرضه على الاستفتاء العام".
ويؤكد أن "ما يؤرق السوريين ويقضّ مضاجعهم هو نموذج الحزب الواحد الحاكم بأمره، والذي أوصلنا الى خراب سياسي واجتماعي واقتصادي، ودمّر حياتنا الثقافية. من هنا اعتقد بل أجزم أن السوريين سينحازون بغالبيتهم الساحقة الى نظام التعددية الحزبية الحقيقية، التي تسهم في عملية تداول السلطة، انطلاقاً من مبدأ المشاركة التي تحفظ الاختلاف والمختلف، بعيداً عن أي نوع من الاقصاء الذي مورس على الشعب السوري باسم حزب "البعث".
لذلك يعتقد الجربا أن "المفتاح العجائبي الذي يثلج قلوب السوريين، سيكون انتخاب رئيس للجمهورية، بعدما نسينا هذه العادة ما يزيد على 40 سنة، حيث حلّت المبايعة العمياء بديلاً من الانتخاب الحر. وبالنسبة لمن ينتخب الرئيس فشكل الدستور الذي سيتم اعتماده بالاستفتاء هو الذي يحدده وان كنت أميل الى الانتخاب الحر المباشر من المواطنين. أما في ما يخص صلاحيات الرئيس فهي أيضاً منوطة بالدستور العتيد، ولكنني ممن يعتقدون بأن صلاحيات الرئيس اذا كان النظام رئاسياً يجب أن تكون واسعة وتشمل الدفاع مع الأخذ في الاعتبار صلاحيات البرلمان وسلطاته التشريعية والرقابية، اضافة الى المحافظة على صلاحيات مجلس الوزراء وحدود اختصاصات وزاراته".
ويشدد على أهمية "التوازن بين السلطات وفصلها مع وجود هامش موسّع للرئيس هي برأينا المعادلة التي ترسم الصلاحيات الرئاسية ونظام الحكم".
ويتحدث الجربا عن دور سوريا ووظيفتها الاقليمية بعد سقوط النظام فيؤكد أن الشعب السوري هو الذي سيحددها عند اختيار نظامه ودستوره. ولكن مما لا شك فيه ان هذا الشعب يحمل في وجدانه وثقافته العروبة بمكوناتها الثقافية والسياسية وبمختلف شؤونها وشجونها. لذلك اعتقد ان سوريا الجديدة ستلعب عن حق دور قلب العروبة النابض، لكننا سنكون أمام العروبة بمعناها الحقيقي أي المنفتحة والمعتدلة التي تفرد مساحة للاختلاف وتحمي التنوع والتعددية وتشكل مظلة حضارية لتفاعل الثقافات والأديان والعرقيات بحرية كاملة. وعندما نقارب هذا النمط من العروبة النابضة في القلب السوري يصبح واضحاً التموضع الطبيعي لسوريا التي ستنحاز إلى عروبتها آخذة في الاعتبار تجربة الثورة التي أفرزت مواقف واضحة من قبل الأشقاء العرب الذين أبدوا دعماً واضحاً في مقابل دول استجدّت كعدو للشعب السوري في المنطقة وأولها إيران. أما بالنسبة لإسرائيل فموقف السوريين لم ولن يتغير منذ النكبة ما لم تلتزم اسرائيل بمتطلبات السلام التي أدرجت في المبادرة العربية وما زالت اسرائيل تتنصل منها".
ويشدد على أن الاعلام والحريات العامة "ستكونان موضع عناية خاصة، كون هذه القضية موضع حساسية عالية من قبل السوريين. فقد تلوّعنا من الرأي الواحد. لذلك ستكون التعددية وصيانة حرية التعبير، الرد الطبيعي على الحالة الكارثية التي سبقت الثورة. ولن نرضى بأي قيد على حرية الاعلام والتعبير، من دون أن يعني ذلك تجاوز حدود القانون التي تحمي الاعلام من التحول الى فوضى باسم الحرية".
أما الحركات التكفيرية فيقول إنه "عندما يتم الحديث عنها ينصرف الذهن الى جماعات معينة تنتمي الى الاسلام السياسي. أريد أن ألفت النظر الى أن التكفير كنزعة إلغائية لا ينحصر في جماعية معينة أو دين معيّن، ولا أعفي العلمانيين أو من يدعون العلمانية من التكفير بمعنى الالغاء، وإلا كيف نفهم عمليات الإلغاء والاقصاء والمجازر الجماعية التي مارسها نظام البعث "العلماني" بحق الشعب السوري.
التكفير أو الإلغاء هو نزعة مدمّرة لأي شعب ولا يمكن للشعب السوري أن يتسامح بعدما اختبرها مع نظام الأسد بأبشع ألوانها وما زال يعانيها بعنف من الأسد وأدواته وبعض الغرباء أو المتغربين عن ثقافة وقيم الشعب السوري".
 
تحديد موعد «جنيف 2» قبل حل العقد
لندن، نيويورك، جنيف، روما، بيروت - «الحياة»، رويترز، أ ف ب
أعلن الأمين العام للامم المتحدة بان كي، يوم 22 كانون الثاني (يناير) المقبل موعداً لمؤتمر «جنيف 2» قبل حل «العُقَد» التي كانت تؤخر انعقاده، بينها مشاركة إيران التي لم تعلن إلى الآن موافقتها على بيان جنيف الأول وتشكيل حكومة انتقالية في سورية.
في غضون ذلك، عقد الجانبان الأميركي والروسي والمبعوث الدولي - العربي الأخضر الإبراهيمي محادثات في جنيف لاستكمال ترتيبات عقد المؤتمر، على أن يُعقد اجتماع تشاوري آخر في 20 الشهر المقبل. كما شهدت العاصمة السويسرية لقاءات مع قادة «الائتلاف الوطني السوري» المعارض ومعارضين سوريين آخرين.
وكان بان قال للصحافيين: «لدينا هدف واضح. تنفيذ بيان جنيف بالكامل الصادر في 30 حزيران (يونيو) 2012، بما في ذلك تشكيل هيئة حكم انتقالية، بناء على موافقة المشتركين، ذات سلطات تنفيذية كاملة، بما في ذلك على المؤسسات العسكرية والأمنية»، من دون أن يشير إلى قائمة المدعوين إلى المؤتمر.
من جهته، أكد الإبراهيمي أنه لم يجر بعد الاتفاق على قائمة المدعوين. وقال الإبراهيمي للصحافيين في أعقاب اجتماع مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ومساعدة وزير الخارجية الأميركية ويندي تشيرمان، إن «لائحة المدعوين لم تحدد بعد». فيما ذكر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن المشاركة في هذا المؤتمر «ممكنة للقوى الإقليمية كافة التي تقبل مبدأه، وهو تشكيل حكومة انتقالية». وأضاف أن إيران تريد أن يكون لها دور إيجابي في المنطقة و «هذا الدور الإيجابي يبدأ عندما يكف حزب الله عن التدخل في سورية». واعتبر الإبراهيمي أنه ينبغي أن يكون ممثلو النظام السوري والمعارضة «ذوي مصداقية مع أكبر صفة تمثيلية ممكنة». وقال: «نحن على اتصال مع المعارضة والحكومة في وقت واحد. طلبنا منهم إعطاءنا أسماء وفودهم بأقصى سرعة والأفضل قبل نهاية العام لأنه من الأهمية بمكان أن نلتقيهم ونتحدث معهم ونستمع إليهم. هذا المؤتمر هو فعلاً لكي يأتي السوريون إلى جنيف ويتحدثوا، وأن يبدأوا، كما نامل، عملية سلام موثوقاً بها وفعالة يمكن أن تكون صالحة للتنفيذ بالنسبة إلى بلدهم»، لافتاً إلى أن المؤتمر سيبدأ «من دون شروط مسبقة»، و «كل المسائل ستطرح على الطاولة، وستبدأ المفاوضات في 22 كانون الثاني. لكن كم من الوقت ستدوم، سنقول ذلك عندما يبدأ الأمر».
ورحب وزير الخارجية الأميركي جون كيري بالسعي إلى عقد مؤتمر السلام، قائلا إنه يمثل «أفضل فرصة» لتشكيل حكومة انتقالية جديدة في البلد المضطرب وإخراجه من أزمته. وقال: «من أجل إنهاء سفك الدماء ومنح الشعب السوري فرصة لتحقيق تطلعاته التي تأجلت طويلاً، تحتاج سورية الى قيادة جديدة (ما سيكون) خطوة مهمة باتجاه إنهاء معاناة الشعب السوري والتأثير المزعزع للاستقرار لهذا النزاع على المنطقة». لكنه أقر بوجود «عقبات عديدة على طريق التوصل إلى حل سياسي، وسندخل إلى مؤتمر جنيف الخاص بسورية بأعين مفتوحة».
وقال إنه خلال الأسابيع المقبلة، ستعمل واشنطن مع الأمم المتحدة وغيرها من الشركاء للأعداد لأجندة المحادثات وقائمة الضيوف المشاركين في المؤتمر. وأضاف أن على النظام السوري والمعارضة «تشكيل وفودهما». ولم يكشف كيري صراحة عن قائمة المدعوين إلى المؤتمر، واكتفى بالقول: «نظراً إلى أن لدول خارجية تأثير كبير على المجموعات المتحاربة في سورية، فإن لها أيضاً دوراً مهماً تلعبه». وزاد: «لاحتواء التهديد المتزايد للتطرف والمقاتلين الأجانب داخل سورية وضمان احترام سيادة الأراضي السورية، لا يمكننا تأخير العمل على إقامة حكومة انتقالية».
واعربت مصادر «الائتلاف» عن «الانزعاج» لعدم استجابة طلبها تأجيل المؤتمر الى بداية شباط (فبراير) المقبل، مشيرة الى ان قادة «الائتلاف» خرجوا من لقاءاتهم مع الجانبين الاميركي والروسي والابراهيمي في جنيف بان «اي تغيير لم يحصل لا لجهة تقديم ضمانات والقيام باجراءات بناء ثقة وتقديم مساعدات انسانية او لجهة استمرار موسكو برفض ان يكون للائتلاف دور قيادي». وتابعت المصادر ان الابراهيمي طلب من قادة «الائتلاف» تسمية اعضاء الوفد الى المؤتمر قبل 27 كانون الاول (ديسمبر) المقبل، مشيرة الى ان القرار النهائي في هذا الموضوع سيتخذ في اجتماع الهيئة العامة في منتصف الشهر المقبل. وتابعت ان السفير فورد طلب لقاء عاجلا مع قيادة «المجلس الوطني» برئاسة جورج صبرا، اشد المعارضين لـ «جنيف 2».
وفي لندن، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن الانتقال السياسي يعني أن الأسد لا يمكن أن يكون له دور مستقبلي في سورية. إنني أرحب ترحيباً كبيراً بقرار الائتلاف المشاركة (في المؤتمر)، وأعتبره في قلب وفد المعارضة وصدارته. دعمنا لهم (الائتلاف) سيتم توسيعه واستمراره خلال عملية جنيف 2».
وفي نيويورك، قال ديبلوماسيون في مجلس الأمن إن «جولات المحادثات السرية بين الولايات المتحدة وروسيا التي سبقت إعلان موعد المؤتمر توصلت الى اتفاق على الإطار العام لمفاوضات السلام حول سورية»، وإن «الاتفاق الدولي حول الملف النووي الإيراني فتح الطريق أمام جنيف 2». وقال ديبلوماسي مطلع على التحضيرات الجارية لعقد «جنيف ٢»، إن «إيران والمملكة العربية السعودية ستتلقيان الدعوة للمشاركة على الأقل في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر»، التي يتوقع أن «يعقبها جلسات عمل مصغرة»، وأن الدعوات للمشاركين «قد ترسل في وقت قريب من مكتب الأمين العام للأمم المتحدة».
من جهته، قال الناطق باسم «الائتلاف» المعارض في إسطنبول: «أعتقد أن من المهم أن نسأل في هذه المرحلة عن كيفية إنجاح مؤتمر جنيف لأن لا أحد مهتماً بحضور مؤتمر آخر. نظام الأسد يقول إنه سيأتي إلى جنيف لكنه لا يقبل بيان جنيف. ما نريده منهم هو (تنفيذ) المبادئ الستة لبيان جنيف. عليهم أن يعلنوا استعدادهم وقبولهم الكامل لبيان جنيف».
وأوضحت مصادر المعارضة لـ «الحياة»، إن وفد «الائتلاف» برئاسة الأمين العام بدر جاموس التقى في جنيف أول من أمس، في شكل منفصل الإبراهيمي والسفير الأميركي السابق لدى سورية روبرت فورد، مشيرة إلى أن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف سيعقد اليوم لقاءات مع معارضين آخرين.
ميدانياً، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، بأن «خمسة مقاتلين من حزب الله اللبناني قتلوا و12 آخرين أصيبوا بجروح (في اليومين الماضيين) في منطقة المرج في الغوطة الشرقية في اشتباكات مع مقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة». وكان «الائتلاف» أعلن أن مقاتلي «الجيش الحر» استعادوا السيطرة على ست قرى شرق دمشق ووصلوا إلى أطراف بلدة العتيبة التي تشكّل ممراً للإمداد العسكري والإنساني بين دمشق وغوطتها وجنوب سورية.
وجاء تقدم «الحر» في الغوطة الشرقية في وقت تواصلت الاشتباكات في القلمون وقطع الطريق الدولية بين دمشق وحمص في وسط البلاد. وأعلن «المرصد» أن القوات النظامية قصفت مناطق في مدن الزبداني والنبك ويبرود، بالترافق مع تنفيذ الطيران الحربي غارات جوية على مناطق في مدينة النبك ومنطقة ريما، ما أدى إلى مقتل رجل وامرأة.
 
البرقاوي يدعو إلى التروي قبل «مبايعة أبو بكر البغدادي»
الحياة...عمان - تامر الصمادي
دعا منظر التيارات الجهادية في الأردن عصام البرقاوي الشهير بـ «أبو محمد المقدسي»، من سجنه الأردني، المقاتلين السنة في سورية إلى التروي قبل مبايعة «أبو بكر البغدادي» زعيم «دولة العراق والشام الإسلامية».
جاء ذلك في رسالة نقلها إلى «الحياة» زعيم «السلفييين الجهاديين» جنوب الأردن محمد الشلبي المعروف بـ «أبو سياف».
ووجه المقدسي في الرسالة نقداً مباشراً الى بكر بن عبد العزيز المعروف بـ «أبو همام الأثري»، وهو أحد قادة «الدولة الإسلامية» في سورية، قائلاً: «أدعو أبو همام الأثري وآخرين يدعون إلى إلزام المجاهدين ببيعة أبو بكر البغدادي إماماً عاماً على المسلمين، إلى التروي قبل إصدار الفتاوى التي تلزم الأمة أموراً عظاماً تحتاج الى دراسة وترو من جهابذة العلم». وأضاف: «يجب ألا يكون الأثري وإخوانه سبباً في إظهار الخلاف أمام الناس، وإن من مقاصد الشريعة تجميع الصفوف وعدم تفريقها».
وعلمت «الحياة» من مصادر جهادية أردنية أن «الأثري» الذي يقاتل حالياً في مدينة حلب السورية بحريني الجنسية، ويعمل «مستشاراً شرعياً» لدى منبر إلكتروني ينشط في نشر فتاوى ومؤلفات «المقدسي» السجين في الأردن منذ سنوات لادانته بتهم تتعلق بـ «الإرهاب».
وكان «الأثري» أصدر قبل أيام رسالة دعا فيها الجماعات السلفية المقاتلة في سورية إلى مبايعة «البغدادي»، قائلاً: «ظل مجلس شورى الدولة في حال انعقاد مستمر طيلة الفترة الماضية... والكلمة اجتمعت على بيعة الشيخ المجاهد أبي بكر البغدادي الحسيني القرشي أميراً للمؤمنين، وكذا على تولية الشيخ المجاهد أبي عبد الله الحسني القرشي وزيراً أول ونائباً له، وندعو المجاهدين كافة في الشام إلى مبايعة البغدادي أميراً على المسلمين».
وكانت «الحياة» نشرت قبل أيام رسالة بعث بها الداعية الأردني من أصل فلسطيني عمر عثمان المعروف بـ»أبو قتادة» من داخل سجنه جنوب عمان إلى المقاتلين السنة في سورية، أكد خلالها انحيازه إلى رسالة أخرى سجلت أخيرا بصوت زعيم «القاعدة»، أيمن الظواهري، أعلن فيها إلغاء ضم الشام إلى «دولة العراق الإسلامية»، مؤكداً بقاء «النصرة» على الأرض السورية باعتبارها ذراع «القاعدة» الوحيدة هناك.
في شأن آخر، توقع «أبو سياف» حدوث مواجهة حاسمة بين الجهاديين السنة ومقاتلي «حزب الله» في غضون الأيام المقبلة، مؤكداً أن مقاتلة أنصار الحزب تعتبر «على رأس أولويات» السلفيين.
وجاءت هذه التصريحات بعد تقارير ميدانية تحدثت عن ارتفاع وتيرة القتال بين قوات الحزب وفصائل «الجيش الحر» و»جبهة النصرة» قرب المناطق السورية المجاورة للأردن. وأفادت تقارير أن مقاتلي الحزب يحاولون استعادة السيطرة على الحدود مع الأردن التي سقطن غالبيتها في ايدي الثوار.
وقال الزعيم السلفي إن «حزب الله من أخطر الجماعات المقاتلة على الساحة السورية، وهو على رأس أولويات المجاهدين». وأضاف: «يجب التصدي له لأنه يقاتل أهل السنة والجماعة من منظور عقائدي». وتابع: «مستعدون للدفاع عن القرى والحدود الأردنية من عدوان الحزب الشيعي، ونحن هنا لا ندافع عن أسلاك أو حواجز حدودية أو عن النظام الأردني، وإنما عن عقيدة وأعراض أهل السنة والجماعة».
وقال مقاتلون في «الجيش الحر» إن المعارك مع «حزب الله» متواصلة في العديد من قرى وبلدات محافظة درعا القريبة من الأردن، أهمها في بلدتي بصرى الشام والمنشية التي لا تبعد سوى 300 متر فقط عن الحدود الأردنية. وأضافوا أنهم حصلوا على إثباتات تؤكد قيادة «حزب الله» لمعارك درعا، منها أسلحة ووثائق وأعلام صفراء تتبع الحزب.
وقال قائد لواء اليرموك وقائد العمليات الخاصة في «الجيش الحر» جنوب سورية بشار الزعبي لـ «الحياة» إن وجود «حزب الله» في درعا «تسبب في تأخير تحرير المحافظة الجنوبية». وأضاف: «خاض الحزب معارك كبرى هنا ضد الثوار، وإذا تمكن من التقدم في منطقة المنشية، فإنه قد يوجد مباشرة على الشريط الحدودي مع الأردن».
وتتحدث عمان بتحفظ عن تقدم «حزب الله» قرب أراضيها، لكن الناطق باسم الحكومة الأردنية الوزير محمد المومني قال لـ «الحياة» إن بلاده «تنظر بقلق شديد تجاه التقارير المتواترة التي تتحدث عن وجود مجموعات متطرفة مسلحة (لم يسمها) قرب حدودها مع سورية». وأضاف أن مؤسسات الدولة الأردنية وأجهزتها «تبذل الإجراءات الضرورية كافة للحفاظ على أمن الأردن واستقراره وأمن حدوده».
 
مقتل 5 من «حزب الله» قرب دمشق... والمعارضة توقف تقدم قوات النظام
لندن، بيروت - «الحياة»، أ ف ب
أعلن أمس عن مقتل خمسة من عناصر «حزب الله» وجرح 12 آخرين في مواجهات دارت بين مقاتلي المعارضة وقوات نظام الرئيس بشار الأسد والميليشيات التابعة لها في الغوطة الشرقية للعاصمة السورية، في وقت واصلت الكتائب المقاتلة ضغطها على القوات النظامية في أكثر من منطقة، خصوصاً في ريفي دمشق وحلب.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس، بأن «خمسة مقاتلين من حزب الله اللبناني قتلوا و12 آخرين أصيبوا بجروح (في اليومين الماضيين) في منطقة المرج في الغوطة الشرقية في اشتباكات مع مقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة».
وكان «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أعلن أن مقاتلي «الجيش الحر» استعادوا السيطرة على ست قرى شرق دمشق ووصلوا إلى أطراف بلدة العتيبة التي تشكّل ممراً للإمداد العسكري والإنساني بين دمشق وغوطتها وجنوب سورية.
وجاء تقدم «الحر» في الغوطة الشرقية في وقت تواصلت الاشتباكات في القلمون بين القوات النظامية وفصائل المعارضة. وأعلن «المرصد» أن القوات النظامية قصفت مناطق في مدن الزبداني والنبك ويبرود، بالترافق مع تنفيذ الطيران الحربي غارات جوية على مناطق في مدينة النبك ومنطقة ريما ما أدى إلى مقتل رجل وامرأة. وجاء القصف في ظل «اشتباكات عنيفة» بين القوات النظامية من جهة ومقاتلي «الدولة الإسلامية» و «جبهة النصرة» وكتائب إسلامية مقاتلة من جهة أخرى قرب مدينة النبك على طريق دمشق وحمص في وسط البلاد المغلق منذ ستة أيام. وأكد «المرصد» أن «مئات المقاتلين من الدولة الإسلامية وجبهة النصرة وكتائب إسلامية مقاتلة» ما زالوا يسيطرون «في شكل كامل» على مدينة دير عطية منذ الأربعاء الفائت.
وأشارت وكالة «فرانس برس» في تقرير من بيروت، إلى أن مقاتلي المعارضة يشنون هجمات مضادة للحد من التقدم الذي أحرزته القوات النظامية أخيراً في ريف دمشق وحلب. وأسفر هذا التصعيد عن مقتل العشرات من كلا الجانبين. فقد أسفرت معارك الغوطة الشرقية عن مقتل 194 مقاتلاً من الجانبين منذ يوم الجمعة، كما قتل سبعة مواطنين - صحافيين معارضين. وتتضمن حصيلة القتلى 115 مقاتلاً معارضاً بينهم 50 جهادياً ينتمون إلى «الدولة الإسلامية في العراق والشام» و «جبهة النصرة»، وفق «المرصد». فيما قُتل من الطرف الآخر، خمسة عناصر من «حزب الله» اللبناني و20 مقاتلاً من «لواء أبو فضل العباس»، إضافة إلى 46 عنصراً من القوات النظامية وثمانية عناصر من ميليشيات موالية للنظام.
وكانت القوات النظامية أحرزت نجاحات عدة على الأرض خلال الأسابيع الماضية، خصوصاً حول دمشق وحلب في الشمال. لكن «فرانس برس» نقلت عن مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن أن القوات النظامية «لم تعد تحرز تقدماً هناك»، مشيراً إلى أن «المعارك تركزت اليوم (أمس الاثنين) حول منطقة المرج في ريف دمشق الشرقي، إضافة إلى خناصر الواقعة جنوب شرقي حلب».
وأفاد مصدر أمني وكالة «فرانس برس» بأن «المسلحين يحاولون تحقيق بعض الإنجازات في الغوطة الشرقية بعد التقدم الذي أحرزه الجيش، إلا أن الطوق محكم ولن يستطيعوا تحقيقها»، لافتاً إلى أن «محاولاتهم بائسة وفاشلة ويتكبدون خسائر كبيرة». وأشار إلى أن «الطوق محكم من مطار دمشق باتجاه شريط البلدات في الغوطة الشرقية حتى عدرا»، لافتاً إلى أن هذا الطوق «حرمهم من إمكانية الاستفادة من الإمدادات الداخلة أو الاتصال بالريف الشرقي والشمالي الشرقي في دمشق».
وذكر «المرصد» أن «حزب الله» اللبناني، حليف النظام السوري، يقوم بقيادة المعارك في الغوطة الشرقية حيث قام «بنشر المئات من مقاتليه».
وذكر مصدر أمني «أن المقاتلين قاموا بالاستيلاء على سبع بلدات فيما قام النظام باستعادة ثلاث بلدات منهم». وأضاف: «أن المسلحين يحاولون الاستيلاء على العتيبة، إلا انهم لن ينجحوا». وتقع العتيبة في موقع استراتيجي شرق العاصمة، وكان يستخدمها المقاتلون لغاية نيسان (أبريل) الماضي كنقطة انطلاق للدخول إلى دمشق من إحدى الطرق القادمة من الحدود الأردنية. وأشار «المرصد» إلى سقوط قذيفتي هاون في منطقة القصاع وأخرى في منطقة العباسيين في دمشق. كما سقطت قذيفة هاون على نفق الفيحاء في منطقة المزرعة.
وفي محافظة درعا جنوب البلاد، أعلن «المرصد» أن الطيران الحربي شن غارة على بلدة المسيفرة، في حين تعرضت مناطق في بلدتي الشيخ مسكين وأم ولد لقصف من القوات النظامية. ولفت إلى وفاة مقاتل في الكتائب المقاتلة متأثراً بجروح أصيب بها في اشتباكات مع القوات النظامية في درعا البلد، كما قضى مقاتل من الكتائب المقاتلة من بلدة كفر شمس في اشتباكات مع القوات النظامية في بلدة الناصرية بريف القنيطرة.
وفي محافظة حلب، أشار «المرصد» إلى وقوع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بضباط من «حزب الله» اللبناني من جهة، ومقاتلي «الدولة الإسلامية» و «جبهة النصرة» وكتائب إسلامية مقاتلة من جهة أخرى، في ريف حلب الجنوبي، مورداً «أنباء عن سيطرة الكتائب المقاتلة على قريتي القاشوطية وباشكوي في ريف حلب الجنوبي وخسائر بشرية في صفوف القوات النظامية». كما أعلن «المرصد» أن مقاتلي «الدولة الإسلامية» سيطروا صباح أمس على مقر المجلس المحلي في بلدة جرابلس. وفي مدينة حلب، استهدفت الكتائب المقاتلة بألغام مبنى تتمركز فيه القوات النظامية في حي الشيخ مقصود.
وفي ريف حلب الجنوبي، لفت المصدر إلى أن «العمليات التي تجرى هناك هي امتداد وتوسيع لعمليات ريف حلب الشرقي والجنوب الشرقي وتندرج تحت تأمين المنطقة التي تم استرجاعها في شكل أكبر حتى تكون هناك إمكانية لفتح كل الطرق وإعادة النشاط إلى المطار» في مدينة حلب والمتوقف عن الخدمة منذ عام.
ونقلت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من السلطة عن أهالي في مدينة دير عطية (شمال دمشق) «أن قوات الجيش أعادت انتشارها في محيط بلدة دير عطية تمهيداً للسيطرة عليها بعد تسلل أكثر من 500 مسلح إليها معظمهم من جنسيات غير سورية». وكان مقاتلو المعارضة سيطروا الجمعة في شكل شبه كامل على مدينة دير عطية في منطقة القلمون شمال دمشق، الاستراتيجية والمتاخمة للحدود اللبنانية.
وفي محافظة حماة، تعرضت مناطق في ريف حماة الشمالي لقصف من القوات النظامية، كما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في قرية سوحا. أما الكتائب المقاتلة فاستهدفت بسيارة مفخخة حاجز جسر الصفصافية بريف حماة.
وفي محافظة حمص بوسط سورية، أشار «المرصد» إلى تعرض مناطق في حي الوعر لقصف من القوات النظامية، ما أدى إلى سقوط جرحى. كما استهدفت القوات النظامية فجر أمس مناطق في حي جورة الشياح.
 
«اتحاد الديموقراطيين»: الإدارة الكردية تقسيم للوطن
لندن - «الحياة»
دعا «اتحاد الديموقراطيين السوريين» أمس حزب «الاتحاد الديموقراطي الكردي» بزعامة صالح مسلم إلى العودة عن قراره تشكيل إدارة ذاتية موقتة، محذراً من أنها تعطي «الانطباع أن الثورة السورية قامت من أجل تقسيم الوطن».
وكان «الاتحاد الديموقراطي الكردي» أعلن تشكيل إدارة مدينة موقتة في شمال شرقي البلاد وشمالها بمشاركة مجلس من 83 شخصاً يعدون لإجراء انتخابات تسفر عن تشكيل هيئة تنفيذية لإدارة مناطق ذات غالبية كردية.
وقال «اتحاد الديموقراطيين» إن الحزب الكردي «يسير على نهج قومي متزمت جعل من الصعب إدارة حوار وطني معه يقوم على مشتركات جامعة، يمكن أن تقنع قيادته بضم جهودها إلى جهود بقية السوريين من أجل إسقاط النظام (السوري) والتخلي عن تطلعها إلى الاستئثار بمنطقة بعينها اعتبرتها محررة ولها حق تقرير ما يحدث فيها، بينما يواصل بقية السوريين القتال ضد النظام من دون مشاركة من الحزب في بقية مناطق وطنهم»، لافتاً إلى أن الحزب ذهب إلى «خيار قومي انعزالي، وشرع يفرضه اليوم من خلال منطقة الإدارة الذاتية، بينما كان من الضروري أن تحل المشكلة القومية من منطلقات ديموقراطية جامعة تكفل وصول سائر القوميات إلى حقوقها كاملة غير منقوصة. ومن المؤسف أن الحزب رفض الانتظار حتى سقوط النظام، وبنى موقفه على قوته المسلحة بدلاً من أن يؤسسه على الحوار والتفاهم في الإطار الوطني المشترك».
وتابع البيان أن ما يقوم به «الاتحاد الديموقراطي» يتخطى موضوع «إدارة ذاتية»، قائلاً أنه «تسرع في خطوته، التي ستفضي إلى مشكلات ستعقد كثيراً حل المشكلة الكردية وتثير الشكوك بين أبناء الوطن الواحد وتشجع أصحاب المشاريع التفتيتية الأخرى وتعطي الانطباع بأن الثورة قامت من أجل تقسيم الوطن ولم تقم من أجل حل مشكلاته وتقوية دولته ومجتمعه والإقرار بحقوق مواطنيه».
ويعتبر «اتحاد الديموقراطيين» برئاسة ميشال كيلو أحد الكتل الرئيسية في «الائتلاف الوطني السوري» المعارض الذي وقع اتفاقاً مع «المجلس الوطني الكردي» بزعامة عبدالحكيم بشار المنافس لـ «الديموقراطي الكردي».
 
«الحر» يتقدم في الغوطة الشرقية لفتح خطوط إمداده.. ومقتل قائد ميداني لحزب الله والمعارضة: استهداف النظام للأحياء السكنية «رد يائس» على إنجازاتنا العسكرية

بيروت: «الشرق الأوسط» .... واصلت كتائب «الجيش السوري الحر» أمس محاولتها فك الحصار عن منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق تزامنا مع أنباء عن استعادتها بلدة قارة في منطقة القلمون التي سبق للقوات النظامية أن أعلنت سيطرتها عليها.
ووصف «الائتلاف الوطني السوري المعارض» تكثيف النظام عملياته العسكرية في ريف دمشق، واستهدافه الأحياء السكنية، على خلفية المجزرة الأخيرة في حلب قبل يومين، بأنها «رد يائس على إنجازات الجيش السوري الحر».
واتهم الائتلاف في بيان أمس «القوات النظامية بتهديد الحاضنة الشعبية للثورة السورية، وطمس الهزائم بدماء الأبرياء، بهدف صرف انتباه الجيش السوري الحر عن الجبهات». ووضع في بيان صادر عنه «السلوك العشوائي في (قتل المدنيين)» في سياق «إجهاض أي حل سياسي بما فيه مؤتمر (جنيف2)».
وحسب مصادر سورية ونشطاء، فإن ما لا يقل عن 194 شخصا قتلوا خلال اليومين الماضيين، في الوقت الذي يسعى فيه مقاتلو المعارضة لإنهاء الحصار الذي تفرضه منذ أشهر قوات موالية للرئيس بشار الأسد.
واندلع القتال يوم الجمعة الماضي عندما هاجمت وحدات لمقاتلي المعارضة عددا من نقاط التفتيش التابعة للجيش التي تطوق الضواحي الخاضعة لسيطرة المعارضة في منطقة الغوطة الشرقية وهي تحت الحصار منذ أكثر من ستة أشهر. ويقول عمال إغاثة محليون ودوليون إن قوات الأسد تحاول فيما يبدو تجويع السكان وهو ما يؤثر على المدنيين ومقاتلي المعارضة على حد سواء. وتبدأ الغوطة الشرقية من مدينة دوما وتمتد نحو الشرق والجنوب محيطة بمدينة دمشق، وتواصل امتدادها إلى مناطق وقرى وبلدات مثل جرمانا والمليحة وعقربا وحزّة وكفربطنا وعربين إلى أن تلتقي بالغوطة الغربية.
وأفاد «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» بأن «المواجهات في الغوطة الشرقية أدت إلى مقتل العميد مازن صالح، وهو قائد ما يعرف بـ(الجيش الوطني)، وهي ميليشيات مؤيدة للنظام». كما أعلن «مقتل قائد عمليات حزب الله في الغوطة الشرقية واستسلام 40 من عناصر الحزب بعد محاصرتهم»، بحسب الاتحاد. وبث ناشطون صورا قال إنها لعناصر حزب الله الذين أسروا في الغوطة الشرقية.
بدوره، أوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «خمسة مقاتلين من حزب الله اللبناني لقوا مصرعهم وأصيب 12 آخرون في منطقة المرج بالغوطة الشرقية في اشتباكات مع مقاتلين إسلاميين». وبثت «جبهة النصرة» المرتبطة بتنظيم القاعدة في سوريا صورا لما قالت إنها «عملية إعدام وقطع رأس لعنصر من عناصر حزب الله اللبناني في الغوطة الشرقية لريف دمشق، حيث كان يقاتل إلى جانب قوات الرئيس السوري بشار الأسد».
وتخوض المعارضة السورية معارك عنيفة ضد القوات النظامية وعناصر حزب الله اللبناني بهدف التقدم نحو مناطق محيطة بدمشق، خاصة الغوطة الشرقية لمحاولة فك الحصار النظامي المفروض عليها منذ أكثر من عام. ويستطيع الجيش الحر، عبر فك الحصار عن هذه المنطقة، إعادة خط الإمداد لقواته؛ إذ تعدّ الغوطة الشرقية مفتاح العاصمة دمشق الشرقي وخط الوصول إليها. ويعمل «الحر» للسيطرة عليها في معركة متواصلة منذ أشهر.
وذكر مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية أن مقاتلي المعارضة «قاموا بالسيطرة على عدد من البلدات الصغيرة والحواجز خلال الأيام الثلاثة الماضية في الغوطة الشرقية وجنوب حلب بعد أن شنوا هجمات مضادة على هذه المناطق».
وكانت القوات النظامية أحرزت عدة نجاحات على الأرض خلال الأسابيع الماضية خصوصا حول دمشق وحلب في الشمال. وأضاف عبد الرحمن أن القوات النظامية «لم تعد تحرز تقدما هناك»، مشيرا إلى أن «المعارك تركزت اليوم (أمس الاثنين) حول منطقة المرج في ريف دمشق الشرقي بالإضافة إلى خناصر الواقعة جنوب شرقي حلب». وعزا الائتلاف الوطني المعارض تقدم المقاتلين إلى إعلان فصائل إسلامية أساسية تقاتل في سوريا ضد النظام السوري السبت اندماجها لتشكل «الجبهة الإسلامية». ولا تضم هذه الجبهة «الدولة الإسلامية في العراق والشام» و«جبهة النصرة».
في موازاة ذلك، أفاد «اتحاد تنسيقيات الثورة» بأن المعارضة استردت مدينة «قارة» الاستراتيجية في القلمون شمال غربي دمشق، بعد أيام على دخول القوات النظامية إليها، في حين أفادت «شبكة شام» بإصابة طائرة حربية نظامية بمنطقة القلمون بريف دمشق.
من جانبها، أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أن «الجيش النظامي قتل عددا من (الإرهابيين) في حيي برزة والقابون بدمشق، وكذلك في بلدة ببيلا ومنطقة القلمون والغوطة الشرقية».
وفي حلب، أفاد ناشطون باستهداف «لواء التوحيد» التابع للجيش الحر مطار النيرب العسكري في مدينة حلب بصواريخ «كاتيوشا»، تزامنا مع مواجهات عنيفة اندلعت بين مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» وكتائب أخرى من جهة، والقوات النظامية مدعومة بضباط من حزب الله اللبناني وقوات الدفاع الوطني من جهة أخرى، في ريف حلب الجنوبي، بحسب المرصد السوري.
وفي ريف حمص، أشارت شبكة «سوريا مباشر» إلى سيطرة الكتائب المعارضة على بلدتي القاشوطة وباشكوي بريف حمص بعد معارك طاحنة مع القوات النظامية أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.
 
خسائر قطاع الكهرباء السوري في ازدياد وتكلفة إصلاحه تتخطى ملياري دولار والسلطات تقر بانخفاض الإنتاج.. و غرق محافظات في الظلام

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: ليال أبو رحال .... تكررت في الأسابيع الأخيرة ظاهرة غرق محافظات أو مناطق سورية بأكملها في ظلام دامس نتيجة ما يصفه مسؤولون رسميون بـ«اعتداء الإرهابيين» على خطوط غاز أو محطات التوليد والإنتاج. وفي حين اعتادت محافظات عدة منذ بدء أزمة سوريا على انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة وارتفاع ساعات التقنين، اعترف وزير الكهرباء السوري عماد خميس، الأسبوع الماضي، بانخفاض توليد الكهرباء بنسبة 28%، بموازاة انخفاض الطلب على الطاقة بنسبة 22%، نتيجة توقف بعض المعامل والمصانع.
وتظهر مراجعة سريعة للأحداث الميدانية منذ شهر تقريبا، إعلان النظام السوري، من خلال وسائل الإعلام المحسوبة عليه أو من خلال مصادر رسمية، انقطاع الكهرباء بالكامل عن محافظات عدة، حيث تكرر قطع الكهرباء في العاصمة دمشق وريفها، بعد استهداف خط الغاز العربي في منطقة البيطارية القريبة من مطار دمشق الدولي بالغوطة الشرقية، في 23 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وفي حين انقطع التيار الكهربائي عن حلب، شمال سوريا في 6 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي نتيجة «اعتداء إرهابي على محطة توليد»، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن «مصدر في وزارة الكهرباء السورية»، انقطع التيار الكهربائي في 17 من الشهر الحالي عن كل محافظة دمشق وريفها والمحافظات الجنوبية درعا والسويداء والقنيطرة، ومحافظة حمص وسط سوريا. وقال وزير الكهرباء السوري إن ذلك نتج عن «تخريب المجموعات الإرهابية المسلحة خطوط التوتر العالي المغذية للمنطقة الجنوبية».
في موازاة ذلك، انقطع التيار الكهربائي، منذ فجر أمس عن محافظة دير الزور بسبب «سيطرة مقاتلي (جبهة النصرة) على حقل العمر للغاز الذي يغذي مدينة حمص»، وفق ما ذكره «مكتب أخبار سوريا»، لافتا إلى أن «حمص تعتبر مصدر التيار الكهربائي في دير الزور عبر خط الجندلي».
ووفق وزارة الكهرباء السورية، فإن التحدي الأكبر يكمن في تأمين الوقود إلى المحطات الحرارية؛ «إذ لديها ثلاثة آلاف ميغاواط متوقفة عن العمل لعدم توفر الوقود، إضافة إلى وجود 68 خطا لنقل الكهرباء خارج الخدمة نتيجة الاعتداءات المتكررة على هذه الخطوط»، وفق ما نقلته «سانا» عن الوزير خميس.
وتظهر البيانات الإحصائية الصادرة عن وزارة الكهرباء السورية بلوغ الطلب على الكهرباء العام الماضي نحو 50 مليار كيلوواط في الساعة، فيما تتوقع ازدياده العام الحالي إلى 148 مليار كيلوواط في الساعة.
وفي حين قدر خميس، وزير الكهرباء السوري، تجاوز خسائر القطاع الكهربائي خلال أزمة سوريا، عتبة 80 مليار ليرة سورية (أكثر من 600 مليون دولار أميركي)، حيث تتراوح الخسائر اليومية بين 100 و150 مليون ليرة سورية، وفق ما أعلنه منتصف الشهر الحالي، يقدر تقرير صادر أخيرا عن «مجموعة عمل اقتصاد سوريا»، التي يرأسها الدكتور أسامة قاضي، مساعد رئيس الحكومة السورية المؤقتة للشؤون الاقتصادية، ما جرى تدميره من شبكة الكهرباء حتى نهاية عام 2012 بـ150 مليون دولار أميركي، وفق تقارير دولية تعتمد على بيانات وزارة الكهرباء السورية.
لكن التقرير، الذي يتناول قطاع الكهرباء في سوريا ويصدر في إطار سلسلة تقارير حول «الخارطة الاقتصادية لسوريا الجديدة»، يقدر أن الأرقام الحقيقية أكبر بكثير، مستندا في ترجيحاته هذه إلى أن «الإحصاءات المتداولة تفيد بتدمير 2.4 مليون منزل في سوريا، وهذا العدد من المنازل يحتاج إلى ما بين مليار و1.2 مليار دولار فيما يتعلق بالكهرباء، عدا المشافي والمتاجر المحترقة والمستودعات والمصانع المدمرة..».
ويؤكد التقرير الصادر قبل يومين عن «مجموعة عمل اقتصاد سوريا» الحاجة إلى «عدد كبير جدا من محطات ومراكز التحويل والكابلات والأمراس، بجميع أنواعها»، مقدرا تكلفة «إعادة بناء ما تهدم فيما يتعلق بتكاليف شبكة الكهرباء العامة وتوابعها والأضرار الناتجة عن المباني المهدمة، بنحو ملياري دولار على الأقل».
وفي حين تعدّ نسبة الهدر في قطاع الكهرباء في سوريا من أعلى النسب المسجلة في العالم، يتوقف التقرير عند «التحديات الكبرى» التي يواجهها قطاع الكهرباء، ليس نتيجة الدمار الناتج عن الأزمة التي تعصف بالبلاد فحسب؛ بل نتيجة الوضع البائس للقطاع في مرحلة ما قبل الأزمة، والتحديات المستقبلية التي ستواجه سوريا بسبب الانخفاض في كميات النفط.
وحول ما يتعلق بخسائر الاقتصاد السوري جراء انقطاع الكهرباء، ترجح التقديرات تراوحها بين 30 و40 مليار دولار أميركي، علما بأن تقارير عدة تقدر أن الخسارة الكلية التي تعرضت لها سوريا نتيجة التدمير تجاوزت عتبة 200 مليار دولار، من دون خسائر البنى التحتية والمرافق العامة. يذكر أن نسبة توليد الطاقة الكهربائية بواسطة النفط والغاز تتراوح بين 90 و93% من كمية الطاقة الكهربائية الكلية المنتجة في سوريا،
 
 

المصدر: مصادر مختلفة


السابق

قطع طرق وتعطيل الدراسة في «الأزهر» والجامعات في اليوم الـ 100 لفض اعتصامي «رابعة» و«النهضة»...ردود أفعال متباينة حول قرار طرد السفير التركي....مصر: إقرار قانون يمنع الاعتصام ويجيز فض التظاهرات بالسلاح

التالي

اتفاق سرّي يواكب الاتفاق النووي...رفع العقوبات عن إيران ينذر باغراق السوق النفطية....فورد يطمئن المعارضة: التسوية مع إيران ليست على حساب السوريين...الهلال الكردي : اتجاهات جديدة في سوريا وتركيا والعراق وإيران.

تقييم المجهود الحربي الحوثي منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023....

 الإثنين 27 أيار 2024 - 6:13 م

تقييم المجهود الحربي الحوثي منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023.... معهد واشنطن..بواسطة مايكل نايتس Al… تتمة »

عدد الزيارات: 158,471,193

عدد الزوار: 7,102,536

المتواجدون الآن: 160