بلدة عرسال.. تكافح صورة «قندهار».. وسكانها ينفون احتضان «القاعدة» وعكار تعيش هاجس إشاعات ضرْبها بحجة تسلّل "النصرة" أو اعتقال عيد..

لبنان عالق بين «النار» السورية و«المياه الباردة» النووية...«حزب الله» يحذّر الأسير وداعميه من «غضب» البيئة المستهدفة بالتفجيرات....أحضر العشرات من عناصره إلى الأشرفية.. واستفزازاته طالت رموزاً.. "حزب الله" يغزو "اليسوعية" ردّاً على خسارته فيها...بري يرى في اتفاق جنيف «صفقة العصر»: لتتويج الإنجاز لبنانياً وسورياً وعربياً

تاريخ الإضافة الأربعاء 27 تشرين الثاني 2013 - 6:50 ص    عدد الزيارات 1675    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

عراضة استفزاز حاصرت اليسوعية / برّي و"حزب الله" يشيدان بـ"الصفقة"
النهار..
لعلها من غرائب الواقع اللبناني ان تثير عراضة استفزازات حزبية وسياسية خطر صدام في احدى الجامعات اللبنانية وقت كانت الانظار والاهتمامات منشدة الى تتبع ردود الفعل الدولية والاقليمية وكذلك اللبنانية على الاتفاق النووي "التاريخي" بين الدول الكبرى وايران والذي يعتبر لبنان من الدول المعنية مباشرة بانعكاساته المحتملة على القوى الاقليمية المؤثرة في أوضاعه.
ذلك ان الحدث الداخلي امس قفز فوق مناخ المخاوف الامنية التي لا تزال ماثلة بقوة بعد اسبوع على التفجير المزدوج الذي استهدف السفارة الايرانية، كما تجاوز رصد الاصداء الداخلية الاولية للاتفاق النووي ودلالاتها ليتمحور على مشروع مواجهة بين الطلاب في جامعة القديس يوسف (اليسوعية) في شارع هوفلان الامر الذي اقتضى استنفارا امنيا واثار تداعيات سياسية وحزبية بعدما كادت عراضة استفزازات تتحول مواجهة مباشرة بين الطلاب من فريقي 8 آذار و14 آذار، كما دفع الامر ادارة الجامعة الى تعليق الدروس امس واليوم في حرم العلوم الاجتماعية.
واتخذت المشكلة بعدا استفزازيا على خلفية نتائج الانتخابات الطالبية التي جرت الاسبوع الماضي والتي فازت فيها قوى 14 آذار، اذ تجمع عشرات من طلاب ينتمون الى "حزب الله" وفريق 8 آذار بعد توزيع شعارات تهاجم الرئيس الراحل بشير الجميل واقاموا ما يشبه الحصار على الجامعة. ثم تجمع في المقابل طلاب ينتمون الى الكتائب و"القوات اللبنانية" وسجل توافد شباب من خارج الجامعة الى جانب طلاب "حزب الله". وسارعت قوى الامن الداخلي الى الفصل بين الفريقين كما طوق الجيش محيط الجامعة. وأثار الحادث مواقف سياسية كان ابرزها لرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الذي انتقد بحدة القوى الامنية سائلا وزير الداخلية: "هل يعقل ان تكون القوى الامنية موجودة في وجه قطاع الطرق ولا تقول لهم ماذا تفعلون؟". واتهم "حزب الله" بان لديه "خطة لوضع اليد على لبنان". وبدوره سأل النائب سامي الجميل "حزب الله": "لماذا تزرعون الحقد في قلوب مناصريكم؟ والى اين تريدون الوصول؟"
جنيف
على الصعيد السياسي، علمت "النهار" ان قراءة رسمية تجرى للاتفاق الدولي - الايراني النووي وستعلن بعده مواقف بعد الحصول على معطيات وافية عنهه. وفي هذا الصدد تشير التقديرات الاولية الى ان ثمة انعكاسات ايجابية لهذا الاتفاق على لبنان. وتأتي هذه المتابعة الرسمية في ظل جمود سياسي لا تبدو معه الآفاق مفتوحة في ما يتصل بتشكيل الحكومة او تحريك عملية الحوار. ولم تستبعد مصادر مطلعة ان يعقد لقاء لرئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري عقب عودة الاخير من زيارته لطهران لتداول المعطيات التي توافرت لدى بري عن الاتفاق.
وكان بري وصف هذا الاتفاق بعد لقاءاته امس مع المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي ورئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني بأنه "صفقة العصر"، مشيدا بـ"الانجاز" الذي حققته ايران من خلاله ومشددا على تتويجه "بتوافقات خصوصا في سوريا وفي العلاقات العربية". كما ان "حزب الله" من جانبه وصف الاتفاق بانه "انتصار نموذجي وانجاز عالمي تضيفه ايران الى سجلها المشرق بالانتصارات والانجازات".
وقالت اوساط بارزة في قوى 14 آذار لـ"النهار" انها لا ترى نفسها مضطرة لا الى التهليل لاتفاق جنيف النووي ولا الى التحفظ عنه، مؤكدة في الوقت نفسه ان هذه القوى مع كل تطور ايجابي من شأنه إيجاد انفراجات. وأضافت انه ما دامت ايران قد سلكت هذا السلوك الجديد فتبقى العبرة في التنفيذ.
وزير الداخلية
الى ذلك اوضح وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال مروان شربل الذي كانت له مواقف من السفارة الايرانية امس لـ"النهار" ان التحقيق في التفجير الانتحاري يستمر "بجدية ومهنية عالية لدى مخابرات الجيش بالتعاون مع فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي". واعرب عن اعتقاده ان "صورة واضحة وصحيحة ستتبلور وسيعلن عنها فور التوصل اليها"، مشيرا الى ان الجانب الايراني يتعاون من خلال معطيات كاميرات المراقبة التي لها "دور مهم في بلوغ الحقيقة".
 
طلاب وأنصار لـ"حزب الله" طوّقوا اليسوعية - هوفلان سليمان ذكّر بالديموقراطية وجعجع والنائبان الجميّل استنكروا
"النهار"
كادت ذيول الإنتخابات الطالبية في جامعة القديس يوسف – هوفلان أن تؤدي إلى مشكلة أمنية ذات إنعكاسات خطرة، لطابعها المذهبي والحزبي، لولا أن تدخل الجيش بعد ساعات. وحملت خطورة المسألة رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى التذكير بأن"أبسط قواعد الديموقراطية تفترض اعتراف الجميع بالنتائج وقبولها" و"يجب أن تسود الروح الرياضية وليس التنكر والتشكيك بالفائز والتحدي واستفزاز الخاسر"، في حين تحركت قيادات وأصدرت أحزاب من 14 آذار مواقف نددت بسلوك أنصار "حزب الله" الذي قلل أهمية ما حصل واعتبره "إشكالاً فردياً".
في التفاصيل أن صفحات الفايسبوك حفلت بعد إعلان نتائج الانتخابات بحملة من أنصار "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" على طلاب "القوات" والكتائب تناولت الرئيس الراحل بشير الجميل. وانعكس هذا الجو على حرم الجامعة وحصل تلاسن مراراً بين الطرفين. لكن التوتر بلغ حده الاقصى بعدما كتب شباب من الحزب السوري القومي الاجتماعي مساء أول امس شعارات تحيي وتشيد بحبيب الشرتوني المتهم باغتيال الرئيس بشير الجميل على الجدران المحيطة بالجامعة.
عندما وصل الطلاب من أنصار "القوات اللبنانية" وحزب الكتائب صباحا فوجئوا بالشعارات وبدأوا بإزالتها. وعند الظهر، حضر نحو 100 شاب معظمهم من خارج الجامعة، ورجح انهم أتوا من شارع الخندق الغميق، وبدأوا باستفزاز طلاب "القوات" والكتائب ودعوتهم الى الخروج ومواجهتهم. لكن هؤلاء التزموا طلب ادارة الجامعة البقاء في حرمها في إنتظار معالجة الوضع. وما هي الا دقائق حتى وصلت القوى الامنية والجيش للفصل بين الطرفين. وبعدما انتشر الخبر في منطقة الاشرفية تهافت مناصرو "القوات" والكتائب الى محيط الجامعة، فشدد الجيش إجراءاته لضبط الموقف. وعكس المشهد حال الانقسام في البلاد، إذ رفرفت اعلام "القوات" و"الصدم" و"الكتائب" داخل الجامعة، واعلام "حزب الله" في خارجها.
وعند الثالثة والنصف بعد الظهر تلقى طلاب "حزب الله" والمجموعة التي دعمتهم تعليمات بالإنسحاب، فغادروا المكان. على الأثر سمح الجيش للطلاب الآخرين بالخروج، لكن مجموعة منهم تجمعت في اول الشارع المؤدي الى الجامعة من جهة الاشرفية، في انتظار نتيجة لقاء جمع بين النائبين نديم الجميل وميشال فرعون وبين ادارة الجامعة ومسؤولين أمنيين.
وبعد الانتهاء أبلغ النائب الجميل "النهار" الاتفاق مع ادارة الجامعة على اقفالها اليوم "في انتظار معاقبة الطلاب الذين تصرفوا في شكل غير اخلاقي وغير قانوني". علما ان النائب نديم الجميل عمل على تهدئة الاوضاع وظل على اتصال بالقوى الامنية والطلاب لمنع وقوع اي عمل عنفي. وفي تمام الساعة الرابعة، فتح الجيش الطريق المؤدية الى الجامعة وانسحب من المكان. وصدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الآتي: "إن الإشكال الذي حصل في إحدى الجامعات على خلفية انتخابات طالبية لم يتخلله أي إخلال بالأمن يستدعي تدخل وحدات الجيش، بل اقتصر الأمر على مشادات بين طلاب على خلفية سياسية. ان دخول الجيش والقوى الأمنية إلى حرم أي جامعة مشروط بطلب مسبق من ادارة هذه الجامعة أو من القوى الامنية المولجة حمايتها، وهذا لم يحصل، ورغم ذلك حضرت قوة من الجيش لمنع تفاقم الأمور".
جعجع وسامي الجميّل
وكان رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع عقد مؤتمراً صحافياً وسأل "كيف للمواطن اللبناني أن يؤمن بالدولة عندما يرى ما يحصل أمام الجامعة اليسوعية فيما الدولة لا تحرك ساكناً؟ (…) هل هناك قوى أمنية في البلد أم لا؟ وكيف تبقى مجموعة تحاصر الطلاب داخل الكلية لكيلا يجرح شعور حزب الله؟ وكيف يبرر وزير الداخلية عدم تحرك القوى الأمنية تجاه الرعاع من حزب الله؟ أو كيف يبرر وزير الدفاع عدم سؤال المتجمهرين عن سبب وجودهم؟".
بدوره عقد منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب النائب سامي الجميل مؤتمرا صحافيا وقال إن طلاب الكتائب و"القوات" في جامعة القديس يوسف - حرم هوفلان تعرضوا للاستفزاز بشعارات مكتوبة على جدران الجامعة تشيد بحبيب الشرتوني، لافتا الى ان "ما حصل في الجامعة محطة جديدة في مسلسل استفزاز حزب الله للبنانيين في شكل مستمر". وأكد عدم حصول "ضربة كف" داخل حرم الجامعة، وأن الطلاب تُركوا خمس ساعات من دون تدخل للقوى الامنية وادارة الجامعة. وقال: "عندما رأينا ان الدولة لم تتحرك بدأ الشباب يتجمعون خارج الجامعة ووصلنا الى وضع كان يمكن معه ان يحصل مشكل كبير في الاشرفية، الى ان قرر الجيش التصرف".
التعبئة التربوية في "حزب الله"
واستوضحت "النهار" المسؤول عن التعبئة التربوية في "حزب الله" يوسف مرعي هاتفيا عما جرى فوصفه بأنه "اشكال فردي، وليس إبن ساعته بل يعود إلى مشكلات تكررت منذ أعوام وخلال محطات عدة ومنها خلال استحقاق الإنتخابات الطالبية". وأشار إلى "توتر واضح في حرم الجامعة سبق الإنتخابات فيها، وبرز من خلال رفع شعارات داخل الحرم تشير إلى "تحالف العونيين مع جماعة ولاية الفقيه أو جماعة السلاح الإيراني". وقال: "تعتقد الجهة التي تعتمد هذا النهج أنها تكسب أصواتاً من خلال تنظيم هذه الحملة." وبسؤاله عن هذه الجهة قال: "ثمة أطراف عدة منها شباب القوات. أعتقد أن تصرفهم فردي وليس نابعاً من أمر قيادي".
وقال رداً على سؤال: "لا أعرف من دخل على الخط لتوتير الأجواء (أمس). الشباب الذين حُكي عنهم هم من النسيج الشيعي وينتمون إلى "حزب الله" " وحركة "أمل". وقد اتصلت إدارة الجامعة بالجهات السياسية ومنها الحزب والحركة طالبة ضبط الوضع".
ورداً على سؤال عن السبب المباشر لما حصل قال: "حاول بعض الشباب التعرض لطالبة محجبة مما أثار إمتعاض الشباب. هذه مقدسات لا يجوز مقاربتها بأي أسلوب". عن رأيه في الشعارات التي تشيد بالمتهم حبيب الشرتوني قال: "لا أعرف من قام بذلك ولا يمكن أن تكون لنا يد فيه".
وتمنى ختاماً "ألا تقحم السياسة نفسها في ما حصل في اليسوعية، مبدياً الإستعداد للتعاون مع الأفرقاء جميعاً ومن ضمنهم حزب الكتائب من أجل مصلحة الطلاب والجامعة اليسوعية التي هي مساحة حوار يلتقي فيها الجميع".
وصدر بيان عن "تيار المستقبل" استنكر "بشدة ما شهدته جامعة القديس يوسف في هوفلان، من استفزاز ممنهج مارسه "حزب الله" بحق طلاب الجامعة وإدارتها والمنطقة التي توجد فيها".
وأسف قطاع الشباب في "التيار الوطني الحر" لحصول "هذا النوع من الاستفزازات ويستنكر استنكاراً شديد اللهجة الاساءة الى الرموز الوطنية كرمز بشير الجميّل".
 
بري التقى خامنئي وروحاني وعقد مؤتمراً مع لاريجاني: الاتفاق النووي في جنيف يشكل صفقة العصر
النهار..
اعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري ان " الاتفاق النووي في جنيف يشكل صفقة العصر، وهو فرصة مهمة جدا حققتها إيران بصبرها وشجاعتها".
أفاد المكتب الاعلامي لبري انه "منذ اليوم الاول للزيارة الرسمية لايران، حظي بري بحفاوة واهتمام من القيادة الايرانية. وشكّل لقاؤه مع مرشد الثورة الاسلامية آية الله علي خامنئي عنوان هذه الاحاطة الخاصة بزيارته، اذ استغرق اللقاء الذي جمع الطرفين اكثر من ساعة، تخللته خلوة بين المرشد وبري وسبقها اجتماع حضره رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني والوفد النيابي اللبناني المرافق والذي ضم النواب عبد اللطيف الزين وقاسم هاشم وآغوب بقرادونيان وغازي زعيتر وعلي فياض. وتطرق الحديث الى تطورات المنطقة".
روحاني والشورى
وبعد الظهر، استقبل الرئيس الإيراني حسن روحاني بري مع الوفد المرافق، وناقشوا التطورات الاقليمية والعربية والإتفاق الإيراني - الغربي على الملف النووي.
ورحب روحاني ببري، متمنياً أن تساهم هذه الزيارة بتعزيز العلاقات بين البلدين، وخاطب بري قائلاً: "حضوركم اليوم هو حضور مميز، ونحن نكنّ للبنان احتراماً ومودة خاصة، ونأمل في تطور علاقاتنا".
وكان بري والوفد المرافق زاروا مجلس الشورى، وكان في استقباله لاريجاني وسط تغطية اعلامية مكثفة. وعقد الرجلان محادثات في حضور الوفد اللبناني وعدد من اعضاء مجلس الشورى. واشاد لاريجاني بدور بري "المميز في لبنان على صعيد إدارة الظروف الحساسة جدا".
وردّ بري شاكرا ومعزيا باستشهاد المستشار الثقافي في السفارة الايرانية في بيروت في الاعتداء الاخير على السفارة.
وقال بري: "نحن حرصاء على كل ما يتعلق بلبنان، لجهة المصالحة اللبنانية - اللبنانية، وفي ما يتعلق بسوريا لجهة المصالحة السورية - السورية، وفي ما يتعلق بفلسطين لجهة المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية، ولكن دائما من منطلق دعم المقاومة".
ورأى ان "الاتفاق النووي بين ايران والقوى الدولية يسمح لطهران بالعمل ضمن كل هذه الميادين".
بعدها، عقد بري ولاريجاني مؤتمرا صحافيا مشتركا أبدى لاريجاني خلاله دهشته لقلق البعض في المنطقة من الاتفاق النووي الايراني – الغربي، وقال: "مفاوضات ايران مع دول 1+5 ينبغي الا تبعث على القلق لانها لم تشكل ابدا اي مشكلة للبلدان العربية". وأضاف: "اجرينا مع الرئيس بري محادثات بناءة في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة، وكانت وجهات النظر متقاربة جدا لجهة تعزيز طاقات المقاومة والتعاون على مستوى المنطقة".
تلاه بري الذي اعتبر ان "صفقة العصر التي تمت في الامس كانت فرصة مهمة جدا، وايران استطاعت بصبرها وشجاعتها وتعبها وحنكتها وقوتها وصمودها ان تصل الى ما وصلت اليه. انها فرصة تغلّبت فيها على كثير من الامور. وسنناقش مع المسؤولين الايرانيين امكان تتويج هذا الصبر وهذا الانجاز في ميدان آخر، هو ميدان التوافقات الداخلية لمصلحة منطقتنا، وخصوصا سوريا والعلاقات العربية ككل". ورداً على سؤال عن الاعتداء الاخير على السفارة الايرانية في بيروت، قال بري: "هذا التفجير كان موضع استنكار من كل الجهات والطوائف والفئات اللبنانية بلا استثناء. هذا التفجير حصل من ارهابيين ينتميان الى تنظيم القاعدة وتم التعرف اليهما، احدهما لبناني والآخر فلسطيني الاصل".
ورداً على اسئلة الصحافيين، قال لاريجاني: "ما تفضل به الرئيس بري هو رؤية معمقة ويجب اخذها في الحسبان، إذ ان لإيران رؤية تقوم على اساس ارساء دعائم الصداقة والود بينها وبين البلدان العربية. لدينا امكانات كثيرة متاحة كي ننعم بعلاقات متينة ومستدامة".
وردا على سؤال، أجاب بري: "أكرّر كلام دولته على طريقة المحامين". ثم أولم لاريجاني لبري والوفد المرافق وتبادلا الهدايا الرمزية.
وختم بري اليوم الأول الطويل من محادثاته مع القيادة الإيرانية بلقاء وزير الخارجية محمد جواد ظريف، وتناولا التطورات الإقليمية والدولية وتفاصيل الاتفاق الايراني – الغربي حول الملف النووي. وحرص ظريف على تقديم التعازي للشعب اللبناني بضحايا الاعتداء على السفارة الإيرانية، وقال: "هذا الأمر يدل على أننا جميعاً يمكن أن نكون ضحايا التطرّف والإرهاب، وعلينا التعاون بيننا".
ووصفت مصادر الوفد اللبناني المرافق لبري الزيارة واللقاءات التي جرت بأنها "ناجحة بكل المقاييس، وأبدى الإيرانيون تجاوباً واضحاً مع مواقف بري، وخصوصاً في ما يتعلق بمواجهة مؤامرة الفتنة والعمل على التلاقي الإيراني – العربي".
 
بري يرى في اتفاق جنيف «صفقة العصر»: لتتويج الإنجاز لبنانياً وسورياً وعربياً
بيروت - «الحياة»
وصف رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري من طهران اتفاق جنيف حول برنامج ايران النووي بأنه «صفقة العصر».
واستهل بري لقاءاته في ايران امس بمقابلة مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي لأكثر من ساعة تخللتها خلوة. وسبقها اجتماع معه حضره رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني والوفد اللبناني المرافق. وجرى بحث المستجدات في المنطقة.
والتقى بري والوفد المرافق بعد الظهر، الرئيس الإيراني حسن روحاني، وتناول الحديث الأوضاع الراهنة على الصعيدين الإقليمي والدولي، والاتفاق الإيراني- الغربي حول الملف النووي.
ورحب روحاني ببري متمنياً أن تساهم هذه الزيارة في تعزيز العلاقات بين البلدين، وخاطب بري قائلاً: «ان حضوركم اليوم هو حضور مميز، ونحن نكن للبنان احتراماً ومودة خاصة، ونأمل بتطور علاقاتنا».
وكان بري انتقل بعد لقائه خامنئي الى مجلس الشورى حيث عقد ولاريجاني محادثات في حضور الوفد اللبناني وعدد من اعضاء مجلس الشورى.
وأشاد لاريجاني في مستهل الاجتماع بدور بري «المميز في لبنان على صعيد إدارة الظروف الحساسة جداً على الساحة اللبنانية بشكل دقيق ومتقن». وأعرب عن اعتقاده أن «الزيارة ستكون ناجحة بكل المقاييس»، مشيراً الى ان «اللقاء الأول مع الإمام القائد هو ابلغ دليل على أهمية المكانة المرموقة التي تتبوأونها».
ورد بري شاكراً، ومعزياً «باستشهاد المستشار الثقافي في السفارة الإيرانية في بيروت خلال الاعتداء المجرم على السفارة». وقال: «إننا حريصون في ما يتعلق بلبنان على المصالحة اللبنانية - اللبنانية، وفي ما يتعلق بسورية على المصالحة السورية - السورية، وفي ما يتعلق بفلسطين على المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية، ولكن دائماً من منطلق دعم المقاومة».
وأضاف: «إن الاتفاق النووي بين ايران والقوى الدولية يسمح لطهران بالعمل ضمن كل هذه الميادين».
وأعرب لاريجاني عن «دهشته» لقلق بعضهم في المنطقة من الاتفاق النووي الإيراني - الغربي. وقال: «إن مفاوضات ايران مع دول الـ 5+1 يجب ألا تبعث على القلق لأنها لا تشكل أبداً اي مشكلة للبلدان العربية».
وبعد الاجتماع عقد بري ولاريجاني مؤتمراً صحافياً مشتركاً، فقال لاريجاني: «لبنان هو بلد صديق وشقيق للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وعلى رغم صغر مساحته، شاهدنا منه إمارات التألق وهو بارز في مقاومته».
وعن زيارة بري قال: «جاءت في توقيت مناسب، إذ ان ابناء الجمهورية الإسلامية الإيرانية سعداء جداً من مسار ملفات عدة، ولا سيما في ما خص البرنامج النووي. كما كانت لنا محادثات بناءة في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة التي تمر بها المنطقة، وكانت وجهات النظر متقاربة جداً لجهة تعزيز طاقات المقاومة وحل القضايا الإقليمية المعقدة وكذلك إرساء الاستقرار في المنطقة».
ورد بري شاكراً لاريجاني على الدعوة لزيارة ايران. وقال: «تحدثنا في كل المواضيع المشتركة والعمل البرلماني المشترك، اضافة الى المسائل السياسية الساخنة».
وأشار بري الى «إن صفقة العصر التي تمت في الأمس (في جنيف حول برنامج ايران النووي) كانت فرصة مهمة جداً والجمهورية الإسلامية الإيرانية استطاعت بصبرها وشجاعتها وتعبها وحنكتها وقوتها وصمودها ان تصل إلى ما وصلت إليه. أنها فرصة تغلبت فيها على كثير من الأمور. وقد بحثنا بكل صراحة، كما سأبحث مع بقية المسؤولين الإيرانيين في تتويج هذا الصبر وهذا الإنجاز في ميدان آخر هو ميدان التوافقات الداخلية لما تضج به منطقتنا وخصوصاً في سورية، وفي العلاقات العربية بما يعود عليها بالود والخير».
وعن الاعتداء على السفارة الإيرانية في بيروت والجهة التي نفذته، قال بري: «هذا التفجير كان موضع استنكار من كل الجهات والطوائف والفئات اللبنانية من دون استثناء. وهذا التفجير حصل من إرهابيين ينتميان إلى تنظيم القاعدة وتم التعرف إليهما، احدهما لبناني والآخر فلسطيني الأصل».
وقال لاريجاني: «ما تفضل به الرئيس بري هو رؤية معمقة ويجب أخذها في الحسبان، إذ إن لإيران رؤية تقوم على أساس إرساء دعائم الصداقة والود بينها وبين البلدان العربية والإسلامية. بعضهم يريد خلق اختلافات بين ايران وهذه الدول، وعلينا أن نستغل هذا الوقت كي يكون لدينا تفهم صحيح للقضايا التي تنتاب المنطقة برمتها ولكن ينبغي الاستفادة من الفرص في الوقت المناسب وإيجاد إدراك صحيح لحل القضايا. وأرى أن لدينا إمكانات كثيرة متاحة لكي ننعم بعلاقات متينة ومستدامة، ولا نسمح بأن يتغلغل الآخرون في مثل هذه العلاقات الوطيدة، وإيران تفتح أحضانها لمثل هذه العلاقات بصدر رحب».
ورداً على سؤال أجاب بري: «أكرر كلام دولته على طريقة المحامين».
واختتم بري اليوم الأول من محادثاته بلقاء وزير الخارجية محمد جواد ظريف وتناول معه التطورات الاقليمية والدولية وتفاصيل الاتفاق الايراني - الغربي حول الملف النووي.
 «حزب الله»: انتصار نموذجي
وفي السياق، رأى «حزب الله» أن «الاتفاق النووي بين إيران والـ5 + 1، انتصار نموذجي وإنجاز عالمي نوعي تضيفه الجمهورية الإسلامية إلى سجلها المشرق بالانتصارات والإنجازات، من خلال توصل ديبلوماسيتها النشطة إلى اتفاق يستند إلى صلابة الموقف المبدئي الإيراني من موضوع البرنامج النووي السلمي الذي تطوره. إنه انتصار يشكل قدوة لبقية الدول والحكومات والشعوب التي تنشد العزة والاستقلال، من دون أن ترضخ للإملاءات الخارجية، أو تستسلم أمام التهديدات والإغراءات».
وأكد الحزب في بيان أن «ما تحقق من خلال هذا الاتفاق هو انتصار كبير لإيران ولشعوب المنطقة كلها، وهزيمة لأعداء الشعوب والقوى المتربصة شراً بالمنطقة، كما هو خطوة في مسار متكامل يبعث الآمال بأن يتوج بالمزيد من الخطوات المضيئة». وهنأ إيران بهذا «الإنجاز الكبير الذي يسجل في كتاب انتصارات أمتنا على الطامعين والمحتلين، وكل المستكبرين وتابعيهم».
 
الإتفاق «النووي» مهّد لمؤتمر «جنيف - 2»
الجمهورية...
الإشكال السياسي الذي افتعله «حزب الله» في اليسوعية استدعى المتابعة السياسية على أكثر من مستوى، بدءاً من رئيس الجمهورية ميشال سليمان وصولاً إلى رؤساء الأحزاب والفعاليّات على اختلافها، وأدّى إلى توتير المناخات السياسية، وطرح أكثر من سؤال عن الهدف والمغزى من تطويق اليسوعية والإشادة بقاتل الرئيس بشير الجميّل حبيب الشرتوني في هذا التوقيت بالذات، حيث يُفترض بالحزب الذي يعتبر نفسه منتصراً بعد الاتفاق الغربي-الإيراني أن يكون في حال من الاسترخاء لا التشنّج...
وفي موازاة هذا الإشكال بقي التركيز منصبّاً على الاتفاق النووي، وتحديداً على مستويين: أوّلاً، اعتبار البيت الأبيض أنّ «الاتفاق مع إيران لا يجعلنا نغفل أنشطتها، خصوصاً في ما يتعلق بدعم «حزب الله» ونظام الرئيس السوري بشّار الأسد»، ما يؤكّد أن لا مقايضة بين النووي والدور الإيراني.
ثانياً، تحديد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون 22 كانون الثاني المقبل موعداً لمؤتمر «جنيف 2» لحلّ الأزمة السورية، هذا الموعد الذي لا يمكن إلّا ربطه بالدينامية التي أطلقها النووي وحرص المجتمع الدولي على حلّ الأزمات الواحدة تلو الأخرى.
ترحيب بالإتفاق
وانعكسَ اتّفاق جنيف النووي، على رغم التكهّنات الكثيرة التي يثيرها، ارتياحاً في الأوساط السياسية والديبلوماسية والشعبية، وحصد موجة ترحيب دولي وعربي عارم، بعدما انضمّت السعودية أمس الى نادي المرحّبين، وإن بحذر، حيث اعتبرت انّ الإتفاق يمكن أن يشكّل خطوة أوّلية في اتجاه التوصّل إلى حلّ شامل للبرنامج النووي الإيراني إذا توافر حسن النيّات.
أمّا إسرائيل الغاضبة من الاتفاق فلم تنجح تطمينات الإدارة الأميركية في تبديد مخاوفها منه، فقرّر رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو إرسال وفد برئاسة المستشار لشؤون الأمن الوطني يوسي كوهين الى واشنطن خلال الايام القليلة المقبلة للبحث في الاتفاق، مؤكّداً "أنّ إرسال الطاقم تمّ بالتنسيق مع الرئيس الاميركي باراك اوباما خلال مكالمة هاتفية جرت بينهما".
في هذا الوقت، أعلنت ايران تمسّكها بالتقنية النووية، واعتبرت انّ الغرب جلس على طاولة المفاوضات معها بعدما تأكّد بأنّ الضغط لن يجدي نفعاً. وذكر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أنّ ما تمّ الاتفاق عليه في جنيف ليس نهائيّاً ويمكن العودة عنه، ودعا الغرب الى ان يتعامل مع إيران بلغة الاحترام المتبادل.
برّي
ومع انقلاب المشهد الدولي، انهمك لبنان بقراءة أبعاد الإتفاق النووي الايراني، مترقّباً انعكاساته، أملاً في أن يُسهم في تهدئة التوتّر على ساحته.
وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري من طهران، حيث التقى كلّاً من مرشد الثورة الإسلامية السيّد علي خامنئي والرئيس الايراني حسن روحاني ورئيس مجلس الشورى علي لاريجاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف، "إن صفقة العصر التي تمّت كانت فرصة مهمّة جدّاً"، مضيفاً أنّ إيران "استطاعت بصبرها وشجاعتها وتعبها وحنكتها وقوّتها وصمودها أن تصل الى ما وصلت اليه".
«حزب الله»
ووصف "حزب الله" الإتفاق النووي بأنّه "انتصار نموذجي وإنجاز عالميّ نوعيّ تضيفه ايران إلى سجِلّها المشرق بالانتصارات والإنجازات"، معتبراً "أنّه يشكّل قدوة وأمثولة لباقي الدول والحكومات والشعوب التي تنشد العزّة والاستقلال، دون أن ترضخ للإملاءات الخارجية، أو تستسلم أمام التهديدات والإغراءات"، وأكّد "أنّ ما تحقّق من خلال هذا الاتفاق هو انتصار كبير لإيران ولشعوب المنطقة كلّها، وهو هزيمة لأعداء الشعوب والقوى المتربّصة شرّاً بالمنطقة وأهلها".
«جنيف 2»
ومع دخول الاتفاق النووي الإيراني مرحلة الإختبار، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون انّ موعد مؤتمر "جنيف 2" لحلّ الأزمة السورية هو في 22 كانون الثاني المقبل، مشيراً إلى أنّ محادثات المؤتمر "ستسعى إلى تشكيل حكومة انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة".
ورحّبت اشنطن بالسعي الى عقد مؤتمر "جنيف 2"، وأعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري انّ بلاده ستعمل خلال الاسابيع المقبلة مع الامم المتحدة وغيرها من الشركاء للإعداد لأجندة المحادثات، ولقائمة الضيوف المشاركين في المؤتمر. واعتبر أنّ مؤتمر "جنيف-2" هو أفضل إمكانية لتشكيل حكومة انتقالية في سوريا. وقال إنّ "سوريا تحتاج إلى قيادة جديدة".
بدوره، أوضح المبعوث الأممي الاخضر الإبراهيمي أنّ اللقاء الثلاثي التحضيري سيُعقد في 20 كانون الأوّل المقبل، وربّما سيكون اللقاء التحضيريّ الأخير قبل عقد "جنيف-2"، وأكّد أنّ مناقشة دائرة المشاركين في المؤتمر لا تزال مستمرّة.
إشكال «اليسوعية»
وفي خطوة مفاجئة، ومن خارج السياق، إفتعل "حزب الله" إشكالاً في جامعة القدّيس يوسف - أوفلان في الأشرفية بعدما احتشدت عناصره أمام مدخلها بشكل استفزازيّ، عقبَ خسارة طلّاب فريق 8 آذار في الانتخابات الطلّابية، وكتابة شعارات على جدران الجامعة تشيد بحبيب الشرتوني المُتّهم باغتيال الرئيس بشير الجميّل.
وفي حين عملت القوى الأمنية على تطويق الإشكال، أعلنت إدارة الجامعة "تعليق الدروس اليوم في كلّية العلوم الاجتماعية، كتدبير احترازيّ، حرصاً على سلامة الطلّاب"، وتابع رئيس الجمهوريّة الإشكال، فأجرى اتّصالات شملت وزير الداخلية والبلديات مروان شربل، وقائد الجيش العماد جان قهوجي، ورئيس الجامعة الأب سليم دكّاش، ومسؤولين أمنيّين، مؤكّدا أنّ "أبسط قواعد الديموقراطية تفترض اعتراف الجميع بالنتائج وقبولها"، وسأل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع "كيف للمواطن اللبناني أن يؤمن بالدولة عندما يرى تصرّفات كهذه، والدولة لا تحرّك ساكناً"، واعتبر منسّق اللجنة المركزية في حزب الكتائب النائب سامي الجميّل أنّ ما حصل في الجامعة هو محطة جديدة في مسلسل استفزاز حزب الله للّبنانيين بشكل مستمرّ، واستنكر قطاع الشباب في التيّار الوطني الحرّ" بشدّة "الإساءة إلى الرموز الوطنيّة كرمز الجميّل"، وحذّر تيار "المستقبل" من خطورة أن يكون تطويق حزب الله لحرم هوفلان "مقدّمة لافتعال حوادث أليمة سبق أن شهدتها بعض جامعات بيروت ولا سيّما جامعة بيروت العربية، قبل أحداث 7 أيّار السوداء".(تفاصيل ص 9).
في هذا الوقت، أوضحت قيادة الجيش أنّ الإشكال "لم يتخلّله أيّ إخلال بالأمن يستدعي تدخّل وحدات الجيش، بل اقتصر الأمر على مشادّات بين طلّابٍ على خلفية سياسيّة. وذكرت "أنّ دخول الجيش والقوى الأمنية إلى حرم أيّ جامعة مشروط بطلب مسبق من إدارة هذه الجامعة أو من القوى الامنية المولجة حمايتها، وهذا لم يحصل، وعلى رغم ذلك حضرت قوّة من الجيش لمنع تفاقم الأمور".
 
جنبلاط: كلام سليمان يتقاطع مع مبادرة برّي وربط الانفجار بتدخّل "حزب الله" غير صحيح
النهار..
اعتبر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط في موقفه الأسبوعي لجريدة "الأنباء" ان "الاتفاق حول المشروع النووي الايراني من شأنه أن يفتح آفاقا جديدة على الشرق العربي والإسلامي، نأمل أن ينعكس حوارا عربيا - ايرانيا للخروج من دوامة العنف والعنف المضاد الذي يتخذ طابعا مذهبيا يمزق الجسم الاسلامي إربا إربا ويفسح في المجال أمام النمو المطرد لمجموعات متطرفة".
وقال: "لعل هذا الاتفاق ينجح في إبعاد شبح الحرب ويضع حدا للمغامرات الاسرائيلية التي خاضت الحروب تلو الحروب في المنطقة العربية. وواضح جدا عمق الانزعاج الاسرائيلي من الاتفاق الذي يرقى الى مستوى الغضب. كما أنه من الممكن أن يضع حدا لسباق التسلح في المنطقة الذي يستنفد كميات كبيرة من الأموال والثروات العربية".
وعن الكلام الاخير لرئيس الجمهورية ميشال سليمان حول "استقلال بعض الأطراف أو الجماعات عن منطق الدولة والانخراط في نزاع مسلح على أرض دولة شقيقة"، رأى انه "يتقاطع مع مبادرة الرئيس نبيه بري التي أشار فيها إلى فك التداخل اللبناني في النزاع السوري. وهذان الموقفان يلتقيان مع موقفنا الأساسي القائل بإعادة تصويب بندقية المقاومة الى مسارها الأساسي والاستفادة من تجربتها وسلاحها لتحصين القدرات اللبنانية على مواجهة إسرائيل عبر خطة دفاعية وطنية شاملة، في موازاة وقف تدخل أي فريق لبناني في النزاع.
أما للذين يصرون على الربط بين تفجير السفارة الايرانية وتدخل حزب الله في سوريا، فهو ربط غير صحيح، ولا سيما أن قدرة هؤلاء على ضبط ما يسمى جماعات تكفيرية شبه معدوم، وهو ما يدعونا أيضا الى التذكير بأن من اخترع في السابق النهج التكفيري عاد وانقلب عليه، فحذار الاسترسال في هذه المسألة الحساسة".
ودعا الى "رفع مستوى التنسيق بين الأجهزة الأمنية الى أعلى مستوياتها، وخصوصاً مع تنامي المؤشرات لوصول القاعدة إلى عمق لبنان، ومع اتساع رقعة الانكشاف السياسي والأمني الى تدهور غير مسبوق تعززه حالة الانقسام السياسي والترهل المؤسساتي والتعثر في تأليف الحكومة، مما قد يخرج كل الأمور عن السيطرة ويفاقم الوضع سوءا".
 
أحضر العشرات من عناصره إلى الأشرفية.. واستفزازاته طالت رموزاً.. "حزب الله" يغزو "اليسوعية" ردّاً على خسارته فيها
المستقبل..                       
ردّ "حزب الله" على هزيمته وقوى 8 آذار في الانتخابات الطالبية في الجامعة اليسوعية بتنظيم "غزوة" لمبناها الرئيسي في الأشرفية مستحضراً معه كل عدّة الفتنة والاستفزاز للطلاب وأهل المنطقة ورموزها على حدّ سواء، وهو الأمر الذي كاد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة وكبيرة جداً.
وأجرى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان سلسلة اتصالات في ضوء ما حصل، شملت وزير الداخلية مروان شربل وقائد الجيش العماد جان قهوجي ورئيس جامعة اليسوعية الأب سليم دكاش ومسؤولين أمنيين معتبراً أنّه "يجب أن تسود الروح الرياضية وليس التنكّر والتشكيك بالفائز وتحدّي واستفزاز الخاسر", لافتاً إلى أنّ "أبسط قواعد الديموقراطية تفترض اعتراف الجميع بالنتائج وقبولها".
والذي حصل هو أنّ "حزب الله" أدخل الجسم الطالبي مجدداً، في دائرة التوتير والاستفزاز، حين عَمَدَ مناصروه في جامعة القديس يوسف (اليسوعية) هوفلان، إلى محاصرة الطلاب داخل الحرم الجامعي، بعد الاحتجاجات التي أثارتها كتابة كلمة "حبيب الشرتوني" مع رسم صورة قلب، على جدران مجمّع "هوفلان"، في وقت كان مناصرو "حزب الله" يرفعون الأعلام الحزبية.
وبادر طلاب 14 آذار إلى إزالة الكلمات والرسوم الاستفزازية، ليتفاجأوا بعد حين بمجموعة من أنصار "حزب الله" قدموا من المناطق المجاورة للجامعة، ما دفع شباب 14 آذار إلى التجمّع للردّ على هذه الاستفزازات. وعلى الاثر، تدخّلت القوى الأمنية من جيش وأمن داخلي، للحؤول دون حصول أي مواجهة.
وأوضح أحد رؤساء أقسام الجامعة من "القوّات اللبنانية" أن التوتر بدأ منذ إعلان نتائج الانتخابات التي أجريت يوم الخميس الماضي.
وقال: "رفعنا كتاباً إلى إدارة الجامعة نظهر فيه كل التهديدات التي تلقيناها عبر "واتساب" و"فايسبوك" والتي تؤشر إلى أنّهم يتجهون إلى افتعال إشكال اليوم، وطلبنا منها أن تطلب تعزيز القوى الأمنيّة في محيط الجامعة"، كما طلبنا من مناصرينا ألاّ ينجروا إلى أيّ تصادم معهم خصوصاً بعد أن كتبوا شعارات استفزازيّة على حيطان موقف الجامعة وفي الشارع عن حبيب الشرتوني، كما رفعوا علماً للحزب مقابل مدخل الجامعة، وكل ذلك يدلّ على أنّهم كانوا يريدون افتعال مشكل معنا ولكننا لم ننجرّ".
وأشار إلى أنّ مناصري "حزب الله" بعد أن فشلوا في افتعال المشكل، بدأوا بالتجريح الشخصي، وتوجهوا إلى المكان الذي نتواجد فيه عادةً وتهجّموا على أحد مناصرينا". وأكّد "انّ حزب الله استقدم أشخاصاً من خارج الجامعة وجددوا استفزازاتهم لكننا مجدداً لم ننجرّ وأغلقنا أبواب الجامعة ومنعنا الطلاب من الخروج ورفضنا التواجه معهم في حين أطلقوا هم شعارات استفزازيّة".
جعجع
واتهم رئيس حزب القوّات اللبنانية سمير جعجع المسؤولين الأمنيين بـ"تهميش الدولة" لتقاعسهم عن "طرد رعاع حزب الله" من أمام حرم جامعة القديس يوسف في هوفلان. وقال في مؤتمر صحافي، تعليقاً على ما حصل إن "عناصر الأمن كانت ترى مجموعة كبيرة من الزعران ولم تتحرّك"، مشيراً إلى أن "الأمور لم تحلّ إلا باتصالات من القوى الأمنية أدت إلى انسحاب عناصر حزب الله، وحتى إنهم لم ينسحبوا بشكل كامل". وأوضح أنه "منذ لحظة انتهاء الانتخابات الأسبوع الماضي بدأ الفريق الآخر، وفي طليعته حزب الله، بالتجمّع، ولكن القوى الأمنية فرّقتهم وانتهى الأمر عند هذا الحد، وإذ بالطلاب يتفاجأون (أمس) بوضع علم حزب الله عند مدخل الجامعة وإطلاق هتافات وشتائم بحقّ رموز سياسية ودينية وبخاصة ضد الشيخ بشير الجميل". وسأل جعجع: "وصل 150 عنصراً من خارج الجامعة وتمركزوا حول مداخلها. هل يعقل أن تقف القوى الأمنية أمام مجموعة من قطاع الطرق من دون أن تتحرك؟ ألا يوجد ضابط يأمر الرعاع بالتفرّق؟".
الجميل
وبدوره، وصف النائب سامي الجميل ما حصل بأنّه "محطة جديدة لمسلسل استفزاز حزب الله للبنانيين بشكل دائم"، مشيراً إلى "اننا كنا على وشك وقوع مشكلة كبيرة وكدنا نجرّ البلد إلى مكان لا يجب الوصول إليه".
وتوجّه إلى قيادة "حزب الله" سائلاً: "لماذا تزرعون الكره في نفوس مناصريكم؟ ما دخلكم ببشير الجميل وحبيب الشرتوني؟ من أين أتيتم بهذا الحقد وإلى أين تجرّون البلد وإلى أين تريدون الوصول بهذا الطلاق؟".
وبدوره عبّر النائب نديم الجميل عن رفضه وغضبه لـ"التصرّفات الفوقية والاستفزازية التي قام بها طلاب حزب الله، محمّلاً الحزب "مسؤولية إثارة النعرات والغرائز وشحن نفوس طلابه بالحقد والكراهية".
كما استنكر "تيّار المستقبل" ما شهدته الجامعة من "استفزاز ممنهج مارسه حزب الله بحق طلاب الجامعة وإدارتها والمنطقة الموجودة فيها"، ودعا إلى "التنبّه لخطورة الانجرار وراء أي استفزاز".
شربل
إلى ذلك، أعلن وزير الداخلية بعد زيارته السفير الايراني غضنفر ركن ابادي في مقر السفارة "ان الأجهزة الأمنية هي في تصرف السفارة والسفير، والتحقيقات (في التفجيرَين الانتحاريين الإرهابيين) تتقدّم بشكل إيجابي". مؤكداً رداً على سؤال أنه "من غير المقبول القول إنّ هناك بيئة حاضنة للانتحاريين، فما حصل لا يحتاج إلى هكذا بيئة. هناك حوادث وحروب حولنا وهناك مَن يغرّر بالأشخاص لتنفيذ العمليات وقد سمعت أهل الانتحاريين الذين رفضوا هذا العمل"..
 
"حزب الله": الاتفاق النووي انتصار نموذجي ومستقبل لبنان لا يُرسم من دون المقاومة
النهار..
وصف "حزب الله" الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة "5 + 1" بأنه "انتصار نموذجي وانجاز عالمي نوعي تضيفه الجمهورية الاسلامية الى سجلها المشرق بالانتصارات والانجازات، من خلال توصل ديبلوماسيتها النشيطة الى اتفاق يستند الى صلابة الموقف المبدئي الايراني من موضوع البرنامج النووي السلمي الذي تطوره".
وقال في بيان: "انه انتصار يشكل قدوة وامثولة لباقي الدول والحكومات والشعوب التي تنشد العزة والاستقلال، من دون ان ترضخ للاملاءات الخارجية، او تستسلم امام التهديدات والاغراءات. ويقدم هذا الانجاز فرصة تقدم علمي وتطور تكنولوجي يقومان على الاعتماد على الذات والثقة بقدرات الشعب، ويحققان للدولة الايرانية الاكتفاء الذاتي في العديد من المجالات بما يؤكد ان الثبات على المواقف والوحدة بين القيادة الحكيمة والشعب الصامد، يؤديان الى واقع لا يمكن تجاوزه، وهو واقع انتصار الدول على كل التحديات التي تعترضها.
ولا بد من التأكيد ان ما تحقق من خلال هذا الاتفاق هو انتصار كبير لايران ولشعوب المنطقة كلها، وهو هزيمة لاعداء الشعوب والقوى المتربصة شرا بالمنطقة واهلها".
الى ذلك، رأى رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد: "إن الذين يريدون التخفف من المقاومة في لبنان هم من منظومة أصحاب المنهجية المفضية إلى تقديم التنازلات للعيش بسلامة حتى لو كان هذا العيش بسلامة تحت سقف التبعية والإستسلام والتخلي عن الحقوق والكرامة الوطنية والإنسانية للعدو".
اضاف: "نحن واثقون بأن هذا العمل لن يحصد أية نتائج لأصحابه ولن يغير المعادلات في لبنان ولن يسقط مشروع المقاومة، المطلوب أن نصبر ونصمد ونثق بأن من حاول أن يلغي دورا للمقاومة في رسم مستقبل لبنان قد أذعن اخيرا وبات مستقبل لبنان لا يستطيع أحد أن يرسمه من دون مشاركة المقاومة وحضورها".
وعن الإتفاق بين ايران والغرب لاحظ انه "إتفاق إطار وليس اتفاقا نهائيا وأمامه جولات تفاوضية حتى تستكمل كل بنود جدول أعماله، لكن الأساس الذي ارتكز عليه هو إقرار العالم واعترافه بحق إيران في التخصيب النووي على أرضها لغايات سلمية".
 
«حزب الله» يحذّر الأسير وداعميه من «غضب» البيئة المستهدفة بالتفجيرات
خاص - «الراي»
تحدثت مصادر قريبة من «حزب الله» لـ «الراي» عن ان «نار الفتنة المذهبية في لبنان صارت في مرحلة متأججة، وتتجه لان تكون طبق الأصل عما يحدث في العراق»، مشيرة الى انه «في العراق استطاعت مرجعية النجف، مع الشرارات الاولى للفتنة التأثير لمدى من الزمن عبر لجم ردات الفعل على القتل المذهبي، الا ان الامور أفلتت وخرجت عن السيطرة، وحصل ما حصل من النتائج المدمّرة على المجتمع المختلط بين السنّة والشيعة في بلاد الرافدين».
وقالت المصادر القريبة من «حزب الله» ان «ما نخشى حدوثه اليوم لن يطول لبنان وحده»، لافتة الى ما يجري في العراق «من قفل لمساجد السنّة وتدمير مقامات وحسينيات شيعية، وهو الامر عيْنه الذي يحدث في سورية، وتالياً فمن الطبيعي ان يطول كل مجتمع مختلط ومتداخل مثل دول الخليج وباكستان».
ورأت هذه المصادر ان «ما من خيمة فوق رأس احد، فكما اعتقدنا في بادئ الامر ان المجتمع العراقي محصّن ضد الاقتتال الطائفي لتداخُل العشائر في ما بينها، واعتقدنا ايضاً ان الحكم العلماني في سورية لن يأخذ البلاد الى حرب طائفية، فاعتقادنا ايضاً وايضاً لم يكن في مكانه مع المفاجأة الكبرى في لبنان الذي أنتج انتحاريين اثنين (لبناني وفلسطيني مولود في لبنان)، احدهما من عائلة مختلطة سنية - شيعية، ولهذا لا يستغربن احد حجم القنبلة المذهبية وقدرتها وحضورها القوي في مجتمعات مماثلة».
ولفتت المصادر في معرض مقاربتها لما حدث اخيراً، الى ان «(الشيخ) احمد الاسير شكل حالة تكفيرية علنية وحالة استقطابية تماشت مع منهج القاعدة، وهو ما قد سبب الهزيمة التي مني بها (في احداث عبرا في صيدا) وأصبح مطارَداً من العدالة»، مشيرة الى ان «جماعة الاسير اتجهت نحو العمل الامني التفجيري تحت لواء كتائب عبدالله عزام، التي أعلنت مسؤوليتها عن تفجير السفارة الايرانية في بيروت، وتالياً فان مناصري الاسير اصبحوا محارِبين، ورأينا باكورة أعمالهم».
وقالت المصادر عيْنها ان «الحملات التي خاضها الاسير بدأت تعطي ثمارها، وهي الحملات التي غذاها بعض الداخل اللبناني، الذي من المستبعد ان يكون جاهلاً بالمدى الخطير الذي يمكن ان تصل اليه جماعات حليفهم القديم (اي الاسير)، وهذا لن يعفيهم بالتأكيد من المسؤولية المباشرة لما يحصل تحت عنوان التكفيريين».
وتحدثت المصادر عن ان «الاسير ما هو الا أداة تستخدمها القاعدة اليوم لتمسح بعباءته عملياتها في لبنان، وتالياً فان غضب البيئة المستهدَفة لن ينصبّ عليه فقط بل على كل مَن هيّأ له الدعم اللازم والتغطية السياسية ليكبر ويوقظ نار الفتنة التي أصبح من الصعب إطفاؤها».
 
لبنان عالق بين «النار» السورية و«المياه الباردة» النووية
 بيروت «ا لراي»
بين «النار» السورية المرشّحة لمزيد من الاستعار وصولاً الى 22 يناير موعد مؤتمر «جنيف -2»، و»المياه الباردة» التي سُكبت على الملف النووي الإيراني الذي يؤسس لواقع جديد على مستوى المنطقة برمّتها، بدا لبنان أسير «مياومة» سياسية على طريقة «كل يوم بيومه»، فـ «تبخّر» اي كلام عن مساع لتشكيل حكومة جديدة وتلاشت اي مؤشرات تفاهم داخلي عشية بدء العد التنازلي لاستحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية (مايو المقبل)، لان لا «صوت يعلو فوق صوت» المارد الأمني الذي خرج «من القمقم» وسط مخاوف من تكون بيروت دخلت «العصر الانتحاري» بعد التفجير المزدوج الذي استهدف السفارة الايرانية الثلاثاء الماضي.
وطبعت حال من «انعدام الرؤية» في بيروت حيال البُعد الاستراتيجي للاتفاق النووي بين ايران والمجموعة الدولية والذي يرسم ملامح توازنات جديدة في المنطقة و»خطوط تماسها» المشتعلة، من سورية والعراق واليمن والبحرين وافغانستان فلبنان الذي يتردد فيه صدى «السؤال المكتوم» ماذا بعد هذا الاتفاق الذي راوحت المواقف حياله بين اعتباره «خطأ تاريخياً» و «حدَثاً تاريخياً».
ولبنان الذي له في «كل عرس قرص» بدا «متعطشاً» لتلقُّف اي اشارة عن تداعيات «خريطة الطريق» التي رُسمت لـ «الحل النووي»، وسط رصد حثيث لمواقف «الوهلة الاولى» التي صدرت عن مراكز القرار الدولي والاقليمي، في ظل تركيز على مقاربة دول الخليج وفي مقدمها السعودي لهذا التطور ولا سيما في ظل الاعتقاد الراسخ في بيروت بان اي تطبيع للوضع اللبناني لا يمكن ان يحصل خارج تفاهم ايراني - سعودي.
وجاءت زيارة رئيس البرلمان نبيه بري لطهران حيث التقى المرشد الاعلى علي خامنئي والرئيس حسن روحاني وكبار المسؤولين بمثابة مهمة على طريقة «فرق السباقة» لاستكشاف «ايران الجديدة» وخياراتها في ضوء اتفاقها مع المجموعة الدولية وما سيفضي اليه على مستوى العلاقات الاقليمية.
وكانت بارزة المواقف التي اطلقها بري من طهران، بدءاً من اعلانه «الآن تولد السياسة من إيران بعد هذا الاتفاق، أو هذه الصفقة الدولية»، واصفاً هذا الاتفاق بانه «قنبلة نووية سياسية»، ومتوقعاً أن يعود «لمصلحة السلم في المنطقة العربية وفي المنطقة الإسلامية عموماً»، واملاً بأن يكون أيضاً منطلقاً لتسوية في سورية، وبعد ذلك يفتح باب إعادة الثقة بين العرب وإيران «هذه الثقة التي هي من الضرورة الآن بمكان كبير بدل حصان طروادة الذي يُعتمد الان، اي الفتنة السنية - الشيعية».
وقال بعد لقائه رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني: «الإتفاق الغربي مع ايران صفقة العصر»، مشيراً الى أنه سيبحث في طهران «ان نترجم هذا الصبر على ساحاتنا الداخلية وخصوصا في سورية».
من جهته، لفت لاريجاني الى «ان لايران رؤية لتعزيز الصداقة والودّ بينها وبين الدول العربية في المنطقة، وهناك من يحاول زعزعة هذه العلاقة، وارى أن هناك امكانات متاحة كثيرة كي تتبلور العلاقة بين ايران والدول العربية كي تكون علاقة مستدامة، حيث ان ايران تفتح احضانها لمثل هذه العلاقات بصدر رحب».
وفي موازاة ذلك، شخصت الانظار في بيروت على الوقائع العسكرية اللاهبة في سورية ولا سيما في ريف دمشق وريف حلب وسط قلق من امكان ان تصيب شظايا معركة القلمون الداخل اللبناني الذي اصبح «ملعب نار» رديفاً لتلك المعركة التي يُخشى ان تمتد الى عرسال البقاعية او تضاعف تحدي التفجيرات الارهابية.
وعلى وقع تقارير تم تداولها نقلاً عن مصادر المعارضة السورية عن خسائر كبيرة يتكبدها «حزب الله» في ريف دمشق وريف حلب مرفقة بصور لجثث عناصر قيل انها لمقاتلين من الحزب، اشارت تقارير الى ان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي يتحضّر لجولة على عدد من الدول العربية والاوروبية من اجل اجراء محادثات ترمي الى استطلاع مواقف هذه الدول من التزاماتها المالية حيال لبنان لمساعدته على تخطي ازمة اللاجئين وتحمل اعبائهم، بعدما باتت هذه الاعباء خارج قدرة الخزينة اللبنانية في ظل الشح الذي تعانيه أساساً.
وبحسب هذه التقارير فيرتقب ان يستهل ميقاتي لقاءاته بزيارة دولة قطر ومن ثم الكويت، وانه سيحمل معه فكرة اقامة مخيمات تكون بمثابة مراكز ايواء موقتة على الحدود، اضافة الى التشدد والتضييق اكثر على العابرين والتأكد من انطباق شروط اللجوء عليهم.
 
بلدة عرسال.. تكافح صورة «قندهار».. وسكانها ينفون احتضان «القاعدة» وجولة ميدانية لـ «الشرق الأوسط» على مسالك التهريب غير الشرعية من لبنان إلى القلمون

عرسال (شرق لبنان): نذير رضا .... تتبدد الترجيحات المسبقة في رؤوس الزائرين لبلدة عرسال (شرق لبنان) الحدودية مع سوريا، بمجرد الوصول إليها.
الفكرة التي زرعتها تقارير إعلامية وتصريحات عن البلدة، بأنها باتت أشبه بمدينة «قندهار» الأفغانية، تختفي ملامحها عند أول حاجز للجيش اللبناني، يسأل ويدقّق بهوية المارين، وتتكشف أكثر مع مرور السيارة بشوارع مثقلة بتعب سوريين لجأوا إليها هربا من الحرب في بلادهم، وسيارات تابعة للأمم المتحدة، تعمل طواقمها على إغاثة اللاجئين. لا تخفي البلدة ارتباطها الاجتماعي والسياسي بالمعارضة السورية. علمان للثورة السورية، رسما على جدارين في أحد أزقتها، كذلك لافتتان على مدخلها، كتب عليهما «درعا» و«حلب»، يسهلان التعرف إلى الرابط بين البلدة البقاعية، وعدد غير محدود من سكان قرى سوريا في ريفي دمشق وحمص، نشأ بفعل عمليات التهريب والامتداد الجغرافي. وإلى جانب العلاقة الاقتصادية القائمة بين أبناء عرسال وجوارها السوري، بفعل تهريب المحروقات، فإن روابط الدم والمصاهرة متّنت هذا الارتباط، كما عززه التأييد المشترك للثورة السورية. لكن تلك العلاقة لم تتحول إلى «تنسيق عسكري كامل بينهما»، كما تقول مصادر محلية بارزة في القرية لـ«الشرق الأوسط»، من غير أن تنفي «وجود استثناءات لا يمكن أن تُعمّم».
صعدت عرسال إلى الضوء مع وصول المعارك العسكرية بين الجيشين النظامي والحر في الداخل السوري، إلى تخومها في ريفي دمشق وحمص، وتحديدا في القصير ثم القلمون. أفادت تقارير إعلامية كثيرة بتحول جرود عرسال، التي تحدّ البلدات السورية على مسافة 55 كيلومترا، إلى ملجأ لمقاتلي المعارضة السورية وخطوط تهريب السلاح والمقاتلين. اصطدم سكان البلدة، غير مرة، مع الجيش اللبناني، ونُفذت عمليات اعتداء على عناصر وضباط الجيش، أبرزها في وادي رافق، أسفرت عن مقتل عسكريين. أما الجيش النظامي السوري، فخرق الحدود باتجاه لبنان عدة مرات، ونفذت مروحياته وطائراته عدة غارات داخل أراضي البلدة، قيل إنها استهدفت مقاتلين سوريين معارضين وشحنات أسلحة.
تكررت الحوادث، وعزز الإعلان عن مسؤولية أحد أبنائها بإطلاق الصواريخ على الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، في 26 مايو (أيار) الماضي، الاعتقاد بأن هذه البلدة باتت «خارجة عن القانون». وازداد التركيز على القرية، بعد تفجير سيارات مفخخة والاشتباه بأخرى قيل إنها عبرت من سوريا إلى لبنان عبر عرسال، وسهل «عرساليون» وصولها. وعليه، ارتفعت أسهم «استهداف القرية غير المبرر في الإعلام»، كما يقول نائب رئيس بلديتها أحمد الفليطي لـ«الشرق الأوسط»ن معتبرا أن «مقتل شخصين من عرسال، قبل يومين، يؤكد حجم الاستهداف الإعلامي للبلدة». ويوضح أن الشخصين، وهما قريبا رئيس البلدية علي الحجيري، «كانا وحدهما في سيارة تنقل اللاجئين من قارة بالقلمون إلى عرسال، وتوجها إلى ما وراء الحدود بعدما سمعنا نداءات استغاثة من قارة يطالب فيها أهلها بالمساعدة بإجلائهم من البلدة»، نافيا ما ذكرته تقارير عن أنهما كانا من ضمن 30 شخصا توجهوا للقتال إلى جانب المعارضة في بلدة قارة السورية.
في الوقت نفسه، يرفض الفليطي «ما تحاول بعض وسائل الإعلام تصويره عن أن عرسال باتت مرتعا لتنظيم القاعدة والمقاتلين المتشددين». وإذ ينفي إيواء بلدته لمتشددين من «القاعدة»، يعرب عن تخوفه من أن يكون «تضخيم القضية تحضيرا لضرب البلدة، وتبريرا لاعتداءات الجيش السوري المتكررة عليها». ويوضح أن البلدة «قد تضم متعاطفين مع الثورة السورية، وقد يوجد فيها، استثنائيا، مؤيدون للفكر المتشدد، لكنها ليست مرتعا للقاعدة، وليست قاعدة لتهريب السلاح إلى سوريا، بعد أن بات متوفرا وراء الحدود على نطاق واسع، بفعل سيطرة المعارضة على مستودعات للجيش النظامي».
ويستند الأهالي في نفيهم لمنطق وجود «القاعدة»، إلى خلفية البلدة العلمانية. فقد كانت عرسال معروفة في السابق، بأنها الخزان البشري للأحزاب العلمانية واليسارية في لبنان، و«قدّمت نحو مائتي شهيد في المعارك ضد إسرائيل»، وفق أحد أبناء البلدة، الذي يسأل باستغراب: «كيف يمكن أن نتحول من يساريين بخلفية علمانية إلى تكفيريين؟».
ويُستتبع هذا الدليل، برؤية أخرى، تقوم على خلفية اقتصادية. يقول عضو المجلس البلدي حافظ الحجيري لـ«الشرق الأوسط» إن أبناء البلدة «ليسوا بحاجة لينضموا إلى صفوف القاعدة، إذ كانوا يعيشون حالة من الاكتفاء نتيجة عملهم في مقالع الصخر ومناشر الحجر وقطاع النقل بالشاحنات، وهو ما عاد عليهم بأرباح كثيرة، وحسّن مدخولهم المالي، وأكفاهم بالتالي إهمال الدولة لهم».
والإهمال، يُقصد به في عرسال، حرمانها من الخدمات الأساسية، وتضاؤل حصة البلدة من الوظائف العامة. ففي البلدة البالغ عدد سكانها 37 ألف نسمة، لا يتعدى عدد الضباط في المؤسسات الأمنية والعسكرية الرسمية، الخمسة ضباط، كما يغيب منها موظفو الفئتين الأولى والثانية في الإدارات الرسمية. ويبلغ الحرمان مستوى قياسيا مع غياب وجود مستشفى حكومي في البلدة.
لا يخفي أبناء البلدة، بكافة أطيافهم، تعاطفهم مع الثورة السورية. عرفت عرسال بإيوائها اللاجئين من القصير وبلدات القلمون، كما بمبادرتها لإجلاء الجرحى السوريين إلى لبنان. يقول ناشط من البلدة لـ«الشرق الأوسط» إن «الجرحى كانوا ينقلون بالسيارات المدنية، وشاحنات تستخدم بالتهريب، إلى عرسال». لاحقا، «ومع ازدياد الخطر الأمني على الجرحى من الاختطاف، بدأنا في نقلهم بسيارات مدنية إلى منطقة الفرزل في زحلة، حيث يستلمهم الصليب الأحمر».
وتقع البلدة السنية، التي تعد الخزان البشري لتيار المستقبل في البقاع الشمالي، في محيط شيعي، بأغلبه مؤيد للنظام، ولحزب الله الذي يقاتل ضد المعارضة في سوريا. ومع ازدياد أعداد اللاجئين بشكل قياسي، اتخذت البلدية عدة إجراءات لتحمي نفسها أمنيا. في البداية، منعت وجود سوريين مسلحين داخلها، لأن البلدة تفتح ذراعيها لاحتضان النساء والأطفال والشيوخ وليس للمسلحين. ثم اتخذت قرارا آخر، قبل أيام، يقضي بمنع تجول السيارات السورية في شوارعها، بعد أن ناهز عددها الألف سيارة.
يتوجّس أهالي عرسال في الوقت الراهن من التحضير لعمل عسكري يطال البلدة. يستند هؤلاء إلى ما يسمونه «غياب الدولة وعجزها عن حماية السكان». فالبلدة التي تدفق إليها نحو 60 ألف لاجئ سوري، منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2012، يناوب في مركز الشرطة فيها عدد محدود جدا من العناصر. أما طرقاتها المشرعة على أكثر من خمسين معبرا حدوديا غير شرعي مع سوريا، فلا يضبطها إلا عدد محدود من نقاط الجيش اللبناني.
على مدخل وادي حميد، الذي اشتهر بقصف المروحيات السورية له، تقع آخر نقطة للجيش اللبناني. يستقبل الحاجز السوريين المقبلين من وراء الحدود، ويدقق في هوياتهم. وبموازاة الحاجز، على مسافة مئات قليلة من الأمتار، تعبر سيارات سورية إلى داخل عرسال من غير المرور عليه. تبدو المسالك غير الشرعية واضحة للعيان، وتعبر 20 كيلومترا من قمة جبل القلمون باتجاه عرسال، من غير أن تستوقفها أي نقطة أمنية لبنانية رسمية. وتسلك السيارات طرقات ترابية كثيرة فتحها أصحاب المقالع والكسارات، واستخدمت بعمليات تهريب مادة المازوت وغيرها من وإلى سوريا. ويبدو وادي حميد خاليا إلا من الشاحنات، وسيارات زراعية سوريا تنقل لاجئين من قرية سحل وبلدة قارة في القلمون إلى عرسال.
يقول حافظ الحجيري لـ«الشرق الأوسط» إن الحدود مفتوحة، منذ خروج الجيش السوري من لبنان في أبريل (نيسان) 2005. ويضيف: «كانت القوات النظامية تحكم السيطرة على ما يعرف بالمرصد، وهي سلسلة قمم جبلية، تفصل لبنان عن سوريا، وتتبع للأراضي اللبنانية، وتطل على وادي الخيل ووادي شبيب، ومناطق واسعة أخرى من جرود عرسال»، موضحا أنه «منذ انسحاب القوات السورية، لم تحل محلها إلا أعداد قليلة من نقاط حرس الحدود اللبنانية». وبعد هذه الفترة، نشطت عمليات التهريب التي كانت تصل من عرسال إلى مناطق القلمون، وهي قارة، وجراجير، وفليطا، والمعرة، ويبرود جنوبا، وذلك بالتنسيق مع قوات حرس الحدود السورية المعروفة بالهجانة، غير أن هؤلاء انسحبوا من مواقعهم في ديسمبر (كانون الأول) 2012، لتُترك الحدود مفتوحة.
وبينما يقول أهالي البلدة إن هذا التساهل الأمني «ساهم في تسهيل دخول اللاجئين، والجرحى وكذلك المقاتلين، إذا وجدوا»، يبدو أن ضبط الحدود بالنسبة للسلطات الرسمية اللبنانية، مهمة بالغة الصعوبة. وتقارب مساحة عرسال، خمسة في المائة من مساحة لبنان، وتعد من أكثر المناطق التي تتضمن جرودا، يصعب الوصول إليها في الشتاء. فإلى جانب النقص في كثير الجيش اللبناني وحرس الحدود، تشير التضاريس الجغرافية الميدانية إلى استحالة ضبط الحدود، ما يجعل الأنباء عن لجوء مقاتلين معارضين سوريين إليها، أمرا محتملا، لكنه غير مؤكد، كما يقول أبناء البلدة.
في عرسال، لا تقع العين على أي مشهد مسلح. الصورة المسبقة عن أن مسلحين ينتشرون في أزقتها، وأعتدة عسكرية مزروعة فوق سطوحها، ومقاتلين إسلاميين متشددين يستوقفون المارة على حواجزهم الطيارة... تتلاشى عند زيارتها. جرود عرسال تخفي كل شيء، حتى النفي والتأكيد، والمعلومات المتضاربة عن إيوائها مسلحين إسلاميين.
 
مصادر لـ "المستقبل": الحذر واجب لكن الأمور تحت السيطرة
عكار تعيش هاجس إشاعات ضرْبها بحجة تسلّل "النصرة" أو اعتقال عيد
عكار ـ زياد منصور
تعيش عكار منذ أسبوعين على وقع الشائعات الملفقة والمدسوسة عبر اعلام قوى الثامن من آذار، وبعض اعلامييها العاملين شمالاً، عن احتمال ضرب عكار وقصفها بعنف فيما لو تم اعتقال رئيس الحزب "العربي الديموقراطي" علي عيد، أو تجرأ المتسللون الارهابيون من جماعة "النصرة" و"داعش" و"جند الشام" على ضرب الاستقرار عند الحدود.
هذا الكلام الذي كان يتردد كثيراً في السنتين الماضيتين كان يمر مرور الكرام، لولا أن متغيرات تحصل على الأرض تشير الى احتمال قيام بعض هذه القوى بمغامرات غير محسوبة النتائج، مستندة الى ما ينسب الى ضباط سوريين من وراء الحدود بإعطاء الأوامر المشددة للرد بعنف من قبل فوج المدفعية المرابض قبالة عكار على مواقع بعينها حتى في العمق العكاري، أتبع بخبر عن اعادة انتشار دبابات واعادة تموضعها بشكل يوحي بأنها في وضعية تأهب، الأمر الذي تحاول أن تستفيد منه هذه القوى ليس في اطار الحرب النفسية كما في السابق والتي لم يبخل إعلام الثامن من آذار على عكار بها، والتي لم تكسر يوماً من عزائم العكاريين، بل هذه المرة من خلال مسلسل تخريبي يبدو أن صفارة الانطلاق له قد أطلقت، بعيد متغيرات في الجهاز الأمني السوري في محافظتي طرطوس وحمص الذي يستضيف على مدى الساعات الأربع والعشرين العشرات من أبناء عكار وطرابلس والمنية وغيرها لتلقي التعليمات والتوجيهات، الأمر الذي يلقى اهتماماً جدياً وعناية من قبل المراقبين والمتابعين للوضع في عكار منذ ما بعد متفجرتي مسجدي التقوى والسلام واطلاق علي عيد تصريحاته الشهيرة من قرية حكر الضاهري في سهل عكار.
يشير المراقبون الى أنه "أصبح من المعلوم جيداً أن محاولات تسليح هذه القوى جرت في أكثر من قرية وبلدة شمالية ومنها عكار، كما أن مواقع التواصل الاجتماعي لم تخل من صور لمقاتلين شماليين وعكاريين يقاتلون الى جانب النظام في ريف تلكلخ وحمص، ليس من أبناء الطائفة العلوية فحسب، بل من أحزاب الثامن من آذار التي يفاخر بعضها بتحرير صدد ووادي المولى ومهين وغيرها من البلدات السورية".
بالتزامن، فإن الشكوى العكارية التي لا تزال الى الآن منضبطة من الظهور المسلح في المراكز الحزبية التابعة لهذه القوى، وبعض الاستفزازات التي تجرى بحق بعض العكاريين ليست نابعة من لا شيء، ما بدأ يدفع بأصوات عكارية وازنة الى المطالبة بإقفال كل المراكز الحزبية المسلحة والابقاء على تلك ذات الطابع المدني ـ السلمي، فقلب عكار يتسع لأي نشاط سلمي ديموقراطي ضمن حدود حرية الرأي، ويرفض أي مظاهر مسيئة تجنباً لأحداث سابقة جرت وأهدرت الدم العكاري بسبب لا مسؤولية هذه القوى وإمعانها في تأييد مشاريع ليست في خدمة العكاريين، بل تستند الى ما يقال عن متغيرات استراتيجية تجري على الأرض يجب أن يتم الافادة منها محلياً لاعادة تركيب واقع عكاري جديد يضمن لهذه القوى استقراراً سياسياً ويؤمن مناخاً يقطع على ما يسمى "الارهابيين التكفيريين" أي إمكان للإفادة من البيئة الحاضنة، وزعزعة العلاقة بين النازحين السوريين والبيئة العكارية والاشارة الى المخاطر المتأتية من العدد الكبير لهؤلاء وما قد يتركه من انعكاسات على الواقع الاقتصادي والاجتماعي للعكاريين، وأيضاً ما يجلبه من مظاهر مسيئة الى قيم المجتمع العكاري، اضافة الى النواحي الأخرى المتصلة بالجانب الصحي والأمراض السارية والمعدية وسوى ذلك من الأخبار التي تنتشر كالهشيم في النار هذه الأيام.
تؤكد مصادر متابعة أن "المنخرطين في هذه المعركة الاعلامية التي تم التنسيق بشأنها في دوائر معينة هم جهات ثلاث:
ـ الأولى: نواب سابقون محسوبون على النظام وموالون له بقوة لا يترددون اطلاقاً في استغلال أية حادثة تتصل بالنازحين للنيل من سمعتهم والاشارة الى أهمية أن يعودوا الى أرضهم من حيث أتوا ولفظهم من أجسامنا لأنهم عبء ثقيل وعيب مشين في شوفينية مفرطة تتناسى شعاراتهم حول الشعب السوري الشقيق المقاوم والصامد.
ـ الثانية: إعلام الممانعة الذي يقوم باستغلال أوضاع النازحين ليؤلبهم على بيئتهم اللبنانية الحاضنة، ويصور الجزء الأكبر منهم بأنهم مسلحون وارهابيون "نازحون في النهار" ومقاتلون في الليل، وأنهم فتيل قد يشتعل ويشعل معه عكار باعتباره هو من يستجلب الخطر من حماة الديار المدافعين عن ترابهم من المتسللين، والاعتماد أيضاً الى اعلاميين يتسترون بأقنعة والتعريف عن أنفسهم باعتبارهم اعلاماً تابعاً لقوى الرابع عشر من آذار ومواقعه الالكترونية، في فبركة مشاهد وشخصيات ملثمة وغير ملثمة في سيناريوات مركبة، أنها فعلاً تستغل الأراضي اللبنانية وعكار للانقضاض على الداخل السوري وهو أسلوب معتمد كثيراً هذه الأيام.
ـ الثالثة: عدد كبير من المخبرين السوريين والخلايا النائمة المنتشرة في صفوف النازحين وتعمل بلا كلل ولا ملل على التأثير على سلوكهم سواء في العلاقة مع محيطهم أو احترام القوانين المرعية الاجراء داخل الأراضي اللبنانية، أو عبر أعمال استدراج الى مناطق قريبة من الحدود وجرهم الى الداخل السوري لاعتقالهم.
وتؤكد المصادر أن "هذه الثلاثية العاملة بقوة تستند الى معطيات محددة منها أن انتصارات مفصلية ستحصل خلال الشهرين المقبلين ستقلب الأمور رأساً على عقب، وتستند ثانياً الى تلكؤ المؤسسات الدولية في تقديم المساعدات للنازحين السوريين وخفض هذا الدعم الى الحد الأدنى، الأمر الذي هو موضع شكوك لدى النازحين باعتباره تواطؤاً دولياً لتهيئة ظروف عيش غير لائقة تدفع بالبعض الى العودة وآخرين الى النزوح، وتجر البعض الآخر الى ارتكاب كل ما يتنافى مع القانون الوضعي اللبناني وارتكاب جرائم سرقة وقتل واغتصاب، فالكلام عن قلة المساعدات أمر لا يصدق، طالما أن أجهزة هذه المؤسسات تحتضن المئات من العاملين والموظفين يحصلون على رواتب مغرية".
أمام هذه الوقائع والأساليب تعتقد الأوساط المتابعة أن "العوائق أمام تنفيذ هذه الأمور قد ذلل بعضها وفتح الباب واسعاً عبر مروجي السياسة الجديدة للدخول الى القرى الحدودية إما مباشرة أو عبر وسطاء، بما يسمى اعتماد سياسة "العصا والجزرة"، العصا تعني القصف المدفعي والاستهداف الدائم للقرى فيما لو لم تضبط هذه القرى وقائعها وميدانياتها ونازحيها وتطردهم من بنيتها، والثانية الجزرة والتي تعتمد على تقديم الاغراءات الكثيرة منها على سبيل المثال ازالة الأسماء المطلوبة لدى النظام، ازالة الشعارات المستفزة للنظام عن الجدران وازالة كل مظاهر التعبئة السياسية والاعلامية ضده، وتقديم مغريات مادية وحوافز معنوية وممارسة ضغط حتى على الأجهزة اللبنانية لمنعها من توقيف فلان مطلوب على سبيل المثال باطلاق نار أو باتهامات مركبة عبر مخبرين، الى الافراج عن لبنانيين معتقلين باتهامات جنائية في سوريا، بل الأفضل من كل ذلك رفع أعلام النظام، السماح بدخول الأراضي السورية عبر أوامر مهمة والافادة من الفارق الكبير في الأسعار شريطة خدمات استخباراتية عن تحركات فلان وفلان من الشخصيات المناوئة وسوى ذلك من الممارسات التي توقع أبناء القرى في صراعات قد تبدأ ولا تنتهي، ويدأب على تنفيذ هذه المهمة نواب وشخصيات وحتى رؤساء بلديات ومشايخ ورجال دين مسيحيون ومسلمون يعملون بجد على خطي العريضة والعبودية، حيث تؤشر بعض المعطيات الى وقوع البعض في هذا المطب المنصوب".
الجهات المتابعة لما يجري تلفت إلى أن "اكتمال هذا المشروع المرسوم بالتزامن مع معركة القلمون هدفه الأول والأخير قطع الطريق على احتمال تسلل البعض الى الداخل السوري لإشغال السوريين عن معركتهم الرئيسية في القلمون وفتح ثغرة في تلكلخ وحمص وريف طرطوس، إنما ولاستكمال مفاعيلها يمكن أن تتعدى الأمور أساليب الضغط التقليدية وتوسيعها للقيام بمسلسل تخريبي كبير ومنها عودة التفجيرات، اغتيال بعض الشخصيات المؤثرة، تعزيز مناخ الاضطرابات، تأجيج الصراعات المختلفة ذات الطابع العائلي والعشائري والعقاري التي لا تزال لها تأثيراتها في المجتمع العكاري، وجهاز الاستخبارات السوري كان قد عمل على تأجيجها مذ كان يمسك بالأمور في لبنان وعكار تحديداً، القيام بحملات تعبوية سياسية قد تتزامن مع مظاهر استفزازية قد تجر الأطراف الى صراعات محددة، الاكثار من الحديث عن وجود جهاديين وداعشيين ومناصرين لجبهة النصرة في قرى عكارية الأمر الذي يستدعي مكافحتهم وابادتهم واعطاء الحجة لعمليات عسكرية محدودة وعلاجية كما تسمى عند بعض القرى الحدودية تواكبها تحركات ميدانية من الخلايا في بعض المناطق العكارية".
وتشدد هذه الجهات على أن "الأمور تحت السيطرة"، مبدية كل الثقة بوعي الشارع العكاري المتنبه لكل هذه الأمور، وثقتها أكثر بدور الأجهزة الأمنية كلها في عكار التي لا تتلكأ فوراً في تطويق كل الثغرات ومعالجتها، باعتبار أن غالبية العكاريين هي أبناء هذه المؤسسات. أما وأن هناك من يحاول رسم خرائط طريق تخريبية خدمة لمن هو في الخارج، فإن العكاريين قادرون على لجمه بوحدتهم ووحدة خيارات غالبيتهم الساحقة الى جانب القوى السيادية رغم كل محاولات تشويه صورتها والتأثير على جمهورها بهذه الطريقة أو تلك من خلال استغلال المناسبات وزرع بذور الشقاق بين ممثلي هذه القوى وجماهيرها".
وتختم الأوساط: "إننا مسالمون وحذرون في الوقت نفسه، نناصر الثورة السورية بكل ما أوتينا من قوة اعلامياً وسياسياً وانسانياً، أما إذا أراد البعض تفجير منطقتنا خدمة لأجهزة الدس فإن الامكانات متوافرة للجمه بإجماع عكاري عنوانه الحفاظ على عكار وأبنائها والعيش المشترك مسلمين ومسيحيين وسنّة وعلويين".
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,736,693

عدد الزوار: 7,040,719

المتواجدون الآن: 99