كيف يمكن إقناع خصوم إيران بهزيمتها؟...«حزب الله» قد يتغيّر... ولكن بعدَ المؤتمر التأسيسي..جمهورية الخوف..وزراء الداخلية في مجلس التعاون: مزيد من الإجراءات ضد «حزب الله»...تشييع ابن شقيق وزير من حزب الله قتل في سوريا وارتفاع حصيلة قتلى الحزب منذ مطلع الشهر الحالي

ترقُّب نتائج لقاءات طهران وتحرّكاتها وواشنطن تُكرِّر استعجال تسهيل التأليف..إجراءات أمنية تلاحق شائعات من البقاع إلى بيروت .. وارتفاع التوتر في طرابلس..مجهول يبلغ عن عبوة كاذبة قرب السفارة السعودية...

تاريخ الإضافة السبت 30 تشرين الثاني 2013 - 6:40 ص    عدد الزيارات 1724    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

مَنْ يقف وراء حرب الشائعات والتخويف؟ "الرصاص على الأقدام" يُنذر هدنة طرابلس
النهار..
ماذا ومن يقف وراء يوم محموم طويل من الشائعات الجوالة التي اطلقت العنان للمخاوف الامنية التي لم تبرد بعد منذ التفجير المزدوج الذي استهدف السفارة الايرانية قبل عشرة ايام؟ وهل من صلة لموجة الشائعات باهتزاز الوضع الامني مجددا في طرابلس التي عادت تعاني خشية تفجر جولة جديدة من العنف المذهبي الفاقع في ظل ظاهرة ولا اغرب يستهدف بها عمال وموظفون من مذهب بعينه باطلاق الرصاص على اقدامهم ؟
على خطورة الوضع الناشئ في طرابلس التي عاد الفلتان فيها يهدد الخطة الامنية وينذر بانهيارها، اكتسبت موجة الشائعات الامنية طوال يوم امس متنقلة من منطقة الى اخرى طابعا مثيرا للقلق. وبدأت الموجة ببلاغ كاذب صباحا عن وجود عبوة قرب مبنى السفارة السعودية ومدرسة "الكوليج بروتستان" في قريطم مثيرة الهلع . ثم توالت حلقاتها بأنباء عن استعادة "حزب الله" الحواجز الامنية من قوى الامن الداخلي في منطقة النبطية وسحب العناصر الامنية الشرعية من الشوارع خوفا من وجود سيارات مفخخة الامر الذي نفته قوى الامن نفيا قاطعا . ومساء تمددت الموجة الى البقاع الشمالي حيث سرت شائعات عن سيارات مفخخة توجهت الى الهرمل وكثف الجيش وقوى الامن الحواجز في المنطقة، فيما تردد ان عناصر "حزب الله " قامت بدورها بانتشار واسع. ويشار في هذا السياق الى ان منطقة الضاحية الجنوبية من بيروت شهدت عقب تفجيري السفارة الايرانية اجراءات امنية اضافية مشددة اتخذها الحزب تحوطا لاي استهدافات ارهابية جديدة محتملة.
على حافة الانهيار؟
في غضون ذلك بدأ الوضع في طرابلس يقترب من حافة انهيار امني جديد بعدما تعاقبت بسرعة جولات الاستفزاز المتبادلة بين الجماعات المتناحرة في احياء المدينة وجبل محسن. ومع ان اشتباكات محدودة دارت مساء وأمكن احتواؤها بسرعة فان تكرار الاعتداءات على عمال وموظفين في بلدية طرابلس امس باطلاق النار على اقدامهم بات يهدد باشعال موجة جديدة من العنف، خصوصا ان المستهدفين بهذه الاعتداءات هم في غالبيتهم من الطائفة العلوية ومن سكان جبل محسن . وفي المقابل، حصل اشتباك امس عقب رفع مجموعات في الجبل اعلاماً سورية في المناطق المطلة من جبل محسن على التبانة . واذ اعلن الحزب العربي الديموقراطي انه يعتزم تنظيم تظاهرة اليوم بعد صلاة الجمعة احتجاجا على ما وصفه بالحصار والاستهداف لجبل محسن برزت مخاوف من تحول التظاهرة اعتصاماً مما ينذر باحتكاكات واشتباكات مع الجماعات المسلحة في طرابلس .
واجتمعت مساء امس لجنة المتابعة في المدينة والتي تضم وزيرالدولة احمد كرامي والنائبين سمير الجسر ومحمد كبارة مع احد المراجع الامنية في طرابلس لمعرفة التدابير التي تتخذها الدولة لملاحقة المخلين بالامن . وعلمت "النهار" ان من الاسئلة التي وجهتها اللجنة الى الشخصية الامنية: ماذا فعلتم من اجل توقيف مطلقي النار على شيعيين في طرابلس منذ فترة وهو امر تكرر امس؟ فكان جواب المرجع انه جرى تعقب الفاعلين لكنهم تواروا. هذا الجواب لم يقنع اعضاء اللجنة الذين اصرّوا على قيام الاجهزة الامنية بواجباتها من دون تقاعس وليس العمل وفق حسابات خاصة والمثال التحرك السريع من الاجهزة الامنية في علما بعد مطالبة النائب سليمان فرنجية بذلك.
وصرّح عضو اللجنة النائب الجسر لـ"النهار" تعليقا على التطورات الامنية في المدينة:"لا وجود لخطة امنية في طرابلس .انه كلام بكلام. الامر يقتصر شكليا على بضعة رجال امن يعدون على الاصابع ينتشرون على المداخل، فيما الحاجة الملحة تقضي بانزال نحو 600 عنصر على الاقل علما ان طرابلس مقرر لها 900 عنصر. وهكذا باتت الامور فالتة في المدينة حيث التعديات على الاملاك العامة والخاصة على قدم وساق، فيما تستمر حوادث اطلاق النار على مواطنين تحت ذرائع واهية لكن الفاعلين يبررونها بعدم الملاحقة الجدية للمتهمين بارتكاب تفجير المسجدين. وهذا ما يثير لدينا الشكوك في أن هناك اصرارا مريبا على افلات الامن في طرابلس من اجل تغطية جريمة المسجدين وهذا الامر لن نسمح به وسنكشف المتورطين فيه".
غير ان وزير الداخلية مروان شربل قال ليلا لـ"النهار": ان الخطة الامنية قائمة "وهي تستكمل وقد اتخذت تدابير في اجتماع عمل في مديرية قوى الامن الداخلي من شأنها ان تعطي نتائج ايجابية على الارض قريبا ". وعما يثار عن ضآلة عدد الافراد المطلوبين لفرض الامن قال شربل: "قبل ان يتهموا وزير الداخلية عليهم ان يقفوا الى جانبه فلتتخل الشخصيات عن نصف عدد المواكبة المفروزة لها وانا كفيل بتوفير عدد مهم من العناصر لكي يخدموا في طرابلس وغيرها ". وأشار الى تدخلات تجعل الوضع معقدا واقر بضرورة زيادة العدد .
السنيورة في اتجاهين
وسط هذه التطورات، برز تحرك سياسي مزدوج امس لرئيس كتلة "المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة . فقد علمت "النهار" انه اتصل امس برئيس مجلس النواب نبيه بري وتشاورا في التطورات واتفقا على لقاء قريب لهما. ومن جهة اخرى اوفد السنيورة النائبين احمد فتفت وهادي حبيش الى بكركي حيث اجتمعا بالبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي تحت عنوان "التحضير للمرحلة المقبلة باعتبارها مرحلة اساسية وخصوصا لجهة انتخابات الرئاسة" على ما اوضح فتفت. وفهم ان الوفد اتفق مع البطريرك على مواصلة الحوار في شأن الاستعدادات للاستحقاق الرئاسي من منطلق السعي الى تجنب احتمالات الفراغ والتركيز على دور بكركي في المفاصل الاساسية التي تحمي هذا الاستحقاق.
التجسس
في سياق آخر، اقتصرت الجلسة التي عقدتها لجنتا الشؤون الخارجية والاتصالات النيابيتان امس مع ممثلي البعثات الديبلوماسية في لبنان على عرض لقضية التجسس الاسرائيلي على لبنان وزود الديبلوماسيون الذين شاركوا في الاجتماع ملفاً كاملاً عن القضية مقترنا بمطلب "ايقاف الحرب الاسرائيلية الالكترونية الموجهة ضده ". ويشار الى ان الممثلين الديبلوماسيين لم يبدوا مواقفهم من الملف فيما شكل حضورهم سابقة من حيث مشاركتهم في جلسات لجان نيابية .
ولم يحضر اي ممثل للسفارة الاميركية الجلسة، بينما برز موقف للسفير الاميركي ديفيد هيل عقب زيارته لرئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي والرئيس المكلف تمام سلام شدد فيه على ان الولايات المتحدة فيما تكمل المفاوضات حول برنامج ايران النووي "لن تتجاهل نشاطات ايران لزعزعة الاستقرار في المنطقة وسنستمر في مواجهة نشاطاتها الارهابية ونشاطات وكلائها بما في ذلك حزب الله ".
 
لبنان: تشييع ابن شقيق وزير من حزب الله قتل في سوريا وارتفاع حصيلة قتلى الحزب منذ مطلع الشهر الحالي

بيروت: «الشرق الأوسط» ... شيعت الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله أمس، ابن شقيق وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية حسين الحاج حسن، البالغ من العمر 20 عاما، بعد مقتله في سوريا، أثناء مشاركته في القتال في صفوف حزب الله إلى جانب القوات النظامية. وشيع الحاج حسن وسط إطلاق نار كثيف على أن يوارى الثرى اليوم في مسقط رأسه قرب مدينة بعلبك، شرق لبنان. وتناقلت صفحات مقربة من حزب الله على مواقع التواصل الاجتماعي نعيا باسم المقاومة الإسلامية في حزب الله، قالت فيه إنها «تزف فارسا جديدا من فرسانها الأبطال الشهيد الزينبي، علي رضا فؤاد الحاج حسن، ابن شقيق الوزير حسين الحاج حسن». وقالت إنه «قضى أثناء قيامه بواجبه الجهادي المقدس». ويدأب حزب الله على نعي مقاتليه الذين يسقطون في سوريا بإعلانه أنهم قضوا أثناء قيامهم «بواجبهم الجهادي»، من دون تحديد المكان أو الزمان. وفي حين نقلت مواقع محسوبة على حزب الله أنباء عن مقتل علي رضا مع مقاتلين اثنين من حزب الله أثناء «قيامهم بواجبهم الجهادي»، نقلت وكالة «وكالة الصحافة الفرنسية» عن سكان بلدة حوش النبي، قرب مدينة بعلبك البقاعية، والتي يتحدر منها الحاج حسن، قولهم إنه قتل الأربعاء في القلمون شمال دمشق، إلى جانب ثلاثة من مقاتلي حزب الله.
ويشارك حزب الله بمئات المقاتلين في المعارك في سوريا ضد مجموعات المعارضة المسلحة، وأكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في إطلالته الأخيرة خلال ذكرى عاشوراء إن حزبه باق في سوريا ما دامت الأسباب قائمة، لمحاربة ما وصفه بـ«الهجمة التكفيرية» والدفاع عن سوريا.
وتعلن مجموعات تابعة للجيش السوري الحر باستمرار عن مقتل عناصر من حزب الله في سوريا، في وقت أحصى فيه المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 187 عنصرا من حزب الله منذ اندلاع الأحداث في سوريا قبل عامين ونصف العام، لكن هذا العدد ارتفع كثيرا مع اشتداد حدة المعارك في عدد من المناطق. وتنشر صفحات محسوبة على حزب الله بشكل شبه يومي منذ مطلع الشهر الحالي مقتل عناصر لها في حزب الله، وتخطى عدد الأسماء المعلنة العشرة.
وكان الجيش الحر أعلن قبل يومين مقتل 70 من قوات النظام وحلفائه في الغوطة بريف دمشق، بينهم 12 عنصرا من حزب الله اللبناني. وقال إنه «يحتفظ بجثماني قتيلين من حزب الله ينوي مبادلتهما بأسرى أحياء لدى حزب الله»، في حين أفاد «اتحاد تنسيقيات الثورة بريف دمشق» أمس، بأن حزب الله فقد في المعارك الأخيرة في الغوطة الشرقية «أكثر من 250 مقاتلا، بالإضافة إلى عشرات الأسرى الذين وقعوا بيد الجيش السوري الحر».
وفي السادس عشر من الشهر الحالي، أعلنت المعارضة السورية مقتل قائد عمليات حزب الله في السيدة زينب، ويدعى علي شبيب. وأكد موقع لبناني إخباري مقرب من حزب الله مقتل شبيب وقال إنه كان معروفا باسم «أبو تراب الرويس»، خلال معارك في سوريا، من دون أن يحدد مكان مقتله. وفي 13 الشهر الحالي، أفاد موقع «سانا - الثورة» بأن الجيش السوري الحر تمكن من قتل نحو 50 من جنود حزب الله ولواء أبو الفضل العباس في كمين عند بساتين بلدة حجيرة البلد جنوب العاصمة دمشق.
من جهة أخرى، أعلنت صفحة «صقور الضاحية» على موقع «فيس بوك» ما وصفته بـ«أول عملية استشهادية للحزب في سوريا»، من دون إعلان أي تأكيد أو نفي رسمي من جانب حزب الله، الذي يتحفظ عن الإعلان الرسمي عن عدد قتلاه في سوريا. وأوردت الصفحة، التي تبث أخبار الحزب إلى جانب أخبار أخرى، صورة للشاب صلاح يوسف، وخبرا جاء فيه أنه «خلال معارك الغوطة تمت محاصرة مجموعة من حزب الله داخل أحد المباني من عناصر القاعدة (جبهة النصرة وداعش) فوضع الاستشهادي صلاح يوسف حزاما ناسفا، وتسلل بين صفوف التكفيريين مفجرا نفسه، موقعا عشرات القتلى والجرحى، فاتحا ثغرة سمحت لمجموعته بالخروج من المبنى المحاصر والمبادرة بالهجوم واستكمال المهمة».
يذكر أن مناصرين لحزب الله تداولوا رسائل قصيرة عبر الهاتف الجوال تتضمن أسماء نحو 10 مقاتلين قضوا في سوريا، في حين تنشر صفحة «صقور الضاحية» أسماء وصور قتلى حزب الله في سوريا، وكان آخرهم أمس وسام شرف الدين، وحسين علي رغدا، ورضا علي قانصو وصلاح يوسف وذو الفقار حسن عز الدين، أول من أمس.
 
توتر بين جبل محسن وباب التبانة في طرابلس بعد رفع أعلام لنظام الأسد والمعارضة السورية وإطلاق رصاص يومي يطال المدنيين ويخيف الأهالي والوافدين إلى المدينة اللبنانية

جريدة الشرق الاوسط... طرابلس: سوسن الأبطح .. توترت الأجواء في طرابلس، يوم أمس، إثر ملاحقة شبان على دراجات نارية، لعمال من بلدية طرابلس، وإطلاق النار عليهم، ليوقعوا بينهم أربع إصابات، ويتبين بعد ذلك أن الأشخاص المستهدفين على أوتوستراد الزاهرية، هم من الطائفة العلوية ومن سكان منطقة جبل محسن. وقد أصيب كل من محمد صالح، ووسام فارس، وسعيد عيسى، وأحمد شحود.
وباتت هذه الحوادث ذات الطابع المذهبي شبه يومية في العاصمة اللبنانية الثانية، طرابلس، حيث أطلق النار أول من أمس أيضا على رجل ستيني في منطقة الزاهرية، وآخر في منطقة باب التبانة، وأحرقت سيارة لثالث في التبانة وتحديدا في شارع سوريا.
وأصبحت هذه الحوادث المتكررة التي يقوم بها شبان يركبون دراجات نارية، ويطلقون النار على أبناء الطائفة العلوية، القاطنين في جبل محسن، أثناء وجودهم في طرابلس للعمل، من اليوميات التي تترك طرابلس، تحت وطأة ثقيلة تخيف السكان. وباتت المدينة تثير خشية الوافدين إليها وحذرهم، انطلاقا من أن حادثا أمنيا مسلحا قد يقع في أي لحظة وفي أي مكان.
ووقع إطلاق النار أمس، في وقت انصراف التلامذة من المدارس، ما أحدث فوضى كبيرة. وساعد الجيش اللبناني على تسهيل السير نظرا للزحمة الخانقة أثناء توافد الأهالي للبحث عن أبنائهم.
وترافقت هذه الحادثة مع توتر آخر بين منطقتي جبل محسن، ذات الغالبية العلوية، وباب التبانة، ذات الغالبية السنية، حيث اتهم كل طرف الطرف الآخر، برفع إعلام استفزازا للطرف الآخر. إذ رفع أهالي جبل محسن أعلام سوريا، فيما رفع أهالي التبانة أعلام الثورة السورية، ليصار بعدها إلى تبادل إطلاق النار بين منطقتي البقار وجبل محسن، وألقيت قنبلتان في محيط بعل الدراويش ورصدت حالات قنص، أصيبت خلالها المواطنة زبيدا خالد ميناوي ونقلت إلى المستشفى.
وتدخل الجيش اللبناني مدعوما بمغاوير البحر، لفض الاشتباك ولإزالة الأعلام التي تسببت بالخلاف وتعرض لإطلاق نار من المسلحين، حيث أصيب جندي واحد على الأقل. وسير الجيش دوريات مؤللة وراجلة بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة وعلى الطريق الرئيس الذي يربط طرابلس بعكار، لحفظ الأمن والحيلولة دون تدهور الأوضاع.
لكن ما كادت الاشتباكات تهدأ في ضاحية المدينة الشمالية (جبل محسن وباب التبانة)، حتى سجل إشكال فردي في الأسواق القديمة، وما يعرف بمنطقة التربيعة، وسمعت رشقات نارية عدة، وتدخل الجيش لتطويق الإشكال، الذي تبين أنه وقع بين عائلتين على خلفية مخالفة بناء.
وكانت كليات الجامعة اللبنانية، على اختلاف اختصاصاتها، والواقعة في منطقة القبة، ليس بعيدا عن جبل محسن، قد عمدت إلى صرف طلابها ظهر أمس، خشية حدوث اشتباكات حول الجامعة، وفي محيطها، إذ تجمهر أهالي المساجين في سجن القبة، اعتراضا على منعهم من مقابلة أقربائهم، وسجل ظهور مسلح في المنطقة، ما أخاف إدارة الجامعة على أمن طلابها.
وباتت هذه الأجواء المشحونة باستمرار تهدد حياة الناس، وفي أحسن الأحوال تشل الحركة الاقتصادية بالكامل. فقد أغلق أمس، الكثير من الأسواق القريبة من مناطق الأحداث، خشية تطور إطلاق النار في كل مرة إلى ما هو أكبر منه وأدهى. ويحصل كل ذلك في ظل خطة أمنية نفذت على مرحلتين، الأولى قام بها الجيش والثانية قوى الأمن الداخلي. لكن هذه الجهود العسكرية لا تفضي إلى نتائج كبيرة. وإذ يسجل للخطة الأمنية أنها تكبح التوترات في بدايتها، وتمنع لغاية الآن، تطور الاشتباكات إلى معارك تبقى لأيام، كما كان يحدث في جولات العنف السابقة بين جبل محسن وباب التبانة، إلا أن الفلتان اليومي والاعتداءات على مواطنين آمنين لا تزال قائمة لا بل وإلى تصاعد.
وحاولت قوى الأمن، منع الدراجات النارية غير المرخصة، ومصادرتها، نظرا لاستخدامها لإطلاق النار على المارة، أو في حالات الاغتيالات، لكن هذه الخطوة سجلت تراجعا إلى الوراء، ما يتيح لأصحاب الدراجات من الراغبين في السرقة أو القتل باصطياد فرائسهم يوميا من دون رادع أو وازع.
 
وزراء الداخلية في مجلس التعاون: مزيد من الإجراءات ضد «حزب الله»
الرياض - أحمد غلاب؛ المنامة - «الحياة»
اتفق وزراء الداخلية في دول مجلس التعاون الخليجي أمس (الخميس) على «اتخاذ مزيد من الإجراءات ضد مصالح حزب الله اللبناني في دول المجلس وضد المتعاونين معه»، كما أبدوا موافقتهم على إنشاء جهاز للشرطة الخليجية، وكلفوا فريق عمل مختصاً لوضع اللوائح. وأكد الناطق باسم وزارة الداخلية البحرينية العقيد محمد بن ذينة لـ «الحياة» أن الوزراء «اتفقوا على مزيد من الإجراءات ضد مصالح حزب الله».
وقال وزير الداخلية البحريني الشيخ فريق ركن راشد بن عبدالله آل خليفة رئيس الاجتماع الوزاري الذي عقد في المنامة إن «الاتفاق المبدئي بين إيران والدول الكبرى حول ملفها النووي يجعلنا نتوقع من تلك الدول أن توضح لقادة وشعوب المنطقة أن ما تم التوصل إليه من اتفاق، إنما يخدم تحقيق الاستقرار الأمني الإقليمي، وألا يكون على حساب أمن أي دولة من دول المجلس». واعتبر «ان الأحداث الأمنية التي تشهدها المنطقة تتطلب مزيداً من العمل الدؤوب والتعاون بين دول المجلس لتعزيز التنسيق الأمني المشترك».
وقال الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني «ان وزراء الداخلية عبروا عن إدراكهم التام للمخاطر الأمنية التي تواجه دول مجلس التعاون، وأكدوا ضرورة مواجهتها والتصدي لها بالتعاون والتنسيق الدائم بين مختلف الأجهزة الأمنية المختصة من خلال الاستراتيجيات والخطط الأمنية حماية للأمن والاستقرار في دول المجلس، ووقاية لها من كل ما يهدد أمن وسلامة المجتمعات الخليجية». وأوضح ان الوزراء «وافقوا على إنشاء جهاز للشرطة الخليجية لدول مجلس التعاون، وكلفوا فريق عمل لدرس الجوانب التنظيمية والمالية والإدارية في هذا الشأن»، مؤكدين أن إنشاء هذا الجهاز الأمني سيعزز العمل بين دول المجلس ويوسع مجالات التعاون والتنسيق المشترك بين الأجهزة الأمنية فيه، كما أقروا نتائج الاجتماعين الاستثنائيين لوكلاء وزارات الداخلية أخيراً، حول الإجراءات اللازمة ضد مصالح حزب الله والمنتمين إليه والمتعاونين معه في دول مجلس التعاون.
وأوضح الزياني أن وزراء الداخلية رحبوا بتوقيع اتفاق مقر مركز الطوارئ لدول المجلس بين الكويت والأمانة العامة، وأكدوا أهمية الدور المنوط بالمركز لإدارة حالات الطوارئ والحوادث والأزمات وزيادة مجالات التنسيق والتعاون بين دول المجلس في هذا الخصوص حماية لدول المجلس وضماناً لسلامة مواطنيها.
كما أقر الوزراء عقد اجتماعات سنوية لإدارة المخاطر في دول المجلس من أجل زيادة مجالات التعاون والتنسيق المشترك.
وقال وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف «إن ما يحيط بدولنا وما تشهده المنطقة من أحداث وتحديات كبيرة وخطرة، يعطي هذا اللقاء وما ينجم عنه من قرارات وتوصيات أهمية بالغة لخدمة المواطنين وتعزيز مسيرة التعاون والتنسيق الأمني بين دولنا».
وأشار إلى أن «مواجهة الجريمة بأشكالها المتعددة وفي مقدمها جريمة الإرهاب تتطلب من أجهزتنا الأمنية الدفع إلى المزيد من التخطيط الاستراتيجي الأمني والجهد الاستباقي والمواجهة الحازمة للفعل الإجرامي».
 
مجهول يبلغ عن عبوة كاذبة قرب السفارة السعودية
بيروت - «الحياة»
عاشت محلة قريطم في بيروت حيث يقع مقر السفارة السعودية لدى لبنان حالاً من البلبلة أمس، نتيجة اتصال من مجهول بالثانوية الإنجيلية الفرنسية (كوليج بروتستانت) يشير إلى وجود عبوة بجانب مبنى قريب من السفارة.
وكانت المدرسة المذكورة تنفذ في الوقت الذي تلقت فيه الاتصال تدريباً على حال الطوارئ تجريه في شكل دوري، وأشاع الاتصال حالة من الإرباك، وحضرت الأجهزة الأمنية إلى المكان وطوقت محيط السفارة. وحضر الأهالي إلى مدرستي «كوليج بروتستانت» ومدرسة قريطم لإخلاء أولادهم، وحاولت المدرسة الأولى طمأنة الطلاب والأهالي، في وقت أجرت القوى الأمنيّة مسحاً دقيقاً للمنطقة بالتعاون مع «مفرزة اقتفاء الأثر» حيث أحضرت كلابًا بوليسيّة ولم يُعثر على أي شيء. وعمد قائد وحدة شرطة بيروت العميد ديب الطبيلي إلى الاتصال بالنيابة العامة فور انتهاء التفتيش لأخذ إذن لتعقب الاتصال الوارد إلى المدرسة.
وعلمت «الحياة» أن الاتصال أجري عبر شبكة الإنترنت عبر رقم لا يدل على صاحبه.
وأصدرت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي - شعبة العلاقات العامة بلاغاً أوضحت فيه «أن في الحادية عشرة والربع من قبل ظهر اليوم (أمس) ورد اتصال هاتفي إلى مديرة الثانوية الإنجيلية الفرنسية في محلة قريطم بالقرب من السفارة السعودية وأفاد المتصل بأنه يوجد عبوة بجانب أحد المباني المحيطة بالسفارة و «عليكم الانتباه إلى الأولاد»، وفور تبلغ المديرية من مديرة الثانوية بالأمر حضر إلى المكان عدد من عناصر فصيلة حبيش في شرطة بيروت وخبيري متفجرات وعدد من الكلاب البوليسية من مكتب اقتفاء الأثر وتم الكشف على المكان وتفتيش محيطه ولم يتم العثور على أي شيء».
 
سعي لبنان لإقامة مخيمات حدودية للنازحين قوبل باعتراض سوري
بيروت - «الراي»
يشهد الواقع السياسي والحكومي في لبنان مزيداً من الانزلاق الى التفكك والعشوائية في التعامل مع مختلف الملفات والأزمات يُخشى ان تستفحل ظاهرته في الاشهر المقبلة الفاصلة عن موعد الاستحقاق الرئاسي في 25 مايو المقبل.
وتبرز ملامح هذا التفكك خصوصاً في واقع حكومة تصريف الاعمال بعد اكثر من ثمانية اشهر من تكليف النائب تمام سلام تشكيل الحكومة ودوران أزمة تأليف الحكومة في دائرة مقفلة. اذ بدأت عوامل تلاشي الحكومة المستقيلة تتصاعد بقوة ليس بسبب الازمات الاجتماعية والاقتصادية والركود المخيف الذي يسود البلاد فحسب بل ايضاً بسبب التخبط العشوائي الذي يسود الحد الادنى من التماسك داخل الحكومة في فترة تصريفها للاعمال.
ويستدلّ وزراء في الحكومة المستقيلة نفسها على هذا الواقع بالاشارة الى فقدان شبه مطلق للحدود المعقولة من التنسيق بين الوزراء ورئاسة الحكومة ما خلا الامور التي تستلزم صرف الاعتمادات المالية. حتى ان هؤلاء يقولون بصراحة ان كل وزير بات ينفذ في وزارته سياسته الخاصة اكثر من اي وقت سابق وهو الامر الذي لم ينجح معه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بلجم موجات التصرف خارج الاطار المحدود لتصريف الاعمال، بما فيها اعمال التوظيف مثلاً.
ولكن الامر لا يتوقف عند هذه الناحية فحسب بل ان الوزراء انفسهم يشيرون الى الجولة الاخيرة للرئيس ميقاتي على باريس وقطر والتي ستعقبها زيارات خليجية اخرى بما يوحي ان ميقاتي يقوم بعملية تعويم ضمنية لحكومته في وقت لا يبدو وارداً ان تشهد أزمة تشكيل الحكومة الجديدة اي حلحلة في المدى المنظور.
كما ثمة خشية من ان لا يتمكن رئيس الجمهورية ميشال سليمان وسلام من تشكيل حكومة قبل بداية المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للبلاد اعتبارا من 25 مارس المقبل وخصوصاً ان لغة التهديد لسليمان من الاقدام على ذلك برزت بوضوح على لسان النائب سليمان فرنجية احد ابرز حلفاء الرئيس السوري بشار الاسد.
وفي المقابل فان العماد ميشال عون بادر بدوره الى دعوة ميقاتي الى الذهاب الى منزله والتخلي عن مهماته في ظل الخلاف المستحكم بين وزير الطاقة جبران باسيل وميقاتي على ملف اصدار المراسيم التنظيمية لتلزيم عمليات التنقيب عن النفط التي يرفض ميقاتي عقد جلسة لمجلس الوزراء لاصدارها خشية تسجيل سابقة دستورية في توسيع اطار تصريف الاعمال من شأنها ان تثير في وجهه اعتراضات واسعة ولا سيما على مستوى طائفته السنية.
وهذه النماذج من التفكك الوزاري يعتقد الوزراء انها قد تكون مقبلة على مزيد مع الاقتراب من موعد الاستحقاق الرئاسي فضلاً عن بروز تداعيات اخرى في الملفات الامنية المطروحة منها مثلاً عودة ملامح تجاذبات خفية في التعامل مع الوضع الامني في طرابلس حيث يتردد على نطاق واسع ان الخلافات السياسية تنسحب على تعامل الاجهزة الامنية مع وضع الفلتان السائد في المدينة اتي تحدّر منها ميقاتي وحمسة وزراء. كما ان ثمة ما يؤشر الى تناقضات بين اركان الحكم والحكومة في ملف اللاجئين السوريين الذي من المفترض ان تكون الدولة موحدة الرؤى تجاهه حيال الهيئات والمنظمات الدولية في حين فوجئ كثيرون بالمنحى الجديد لرئيس الحكومة لاقامة مخيمات للاجئين من دون الاتفاق مسبقاً بين اركان الدولة على هذا المنحى ولو كان محقاً اذ من شأنه ان يثير تحفظات الدول المانحة والداعمة للبنان في هذا الملف.
واشارت تقارير في بيروت الى ان فكرة استحداث مخيمات ايواء للنازحين على الحدود داخل الاراضي السورية امامها صعوبات كبرى في ضوء رفض السلطات الرسمية السورية لهذا الاقتراح، مشيرة الى ان ميقاتي لمس هذا الرفض منذ زيارته لأنقرة قبل ايام، وهو ما جعله يركّز في زيارتيه لفرنسا ثم قطر - وهذا سينحسب على محطاته الخليجية الاخرى المرتقبة - على مسألة إنشاء الصندوق الائتماني للدعم تنفيذاً لمقررات مجموعة الدعم الدولية للبنان والذي يختص بدعم البنية التحتية في لبنان التي تتراجع بقوة تحت ضغط وجود نحو مليون ونصف مليون سوري في البلاد ومساعدة الاقتصاد اللبناني الذي تكبد خسائر كبيرة نتيجة «طوفان» النازحين، علماً ان بيروت تطلب ايضاً تقديم الدعم المباشر للخزينة بما بين 400 و500 مليون دولار.
وقد تحدث ميقاتي بعد لقائه نظيره الفلسطيني رامي حمدالله الذي يزور بيروت عن «انشاء صندوق لدعم لبنان جراء النزوح السوري، وقد بدأنا نتلقى الهبات، وهذا الصندوق هو دعم للبنى التحتية وغيرها من الامور وليس للنازحين السوريين»، لافتا الى ان «للنزوح السوري اثاراً سلبية على الاقتصاد اللبناني». وفي حين يُنتظر ان تحضر التداعيات السورية على الواقع اللبناني في المحادثات التي يجريها المفوض السامي لشؤون اللاجئين في الامم المتحدة انطونيو غوتيريس اليوم في بيروت، تحدثت معلومات في بيروت عن ان زيارة ميقاتي التي كانت مرتقبة للكويت قريباً من ضمن جولته الخارجية أرجئت بعض الوقت.
 
استفزازات متكرّرة قد تُطيح السلم الهشّ هل تنفجر جولة عنف جديدة في طرابلس؟
النهار...
بات السؤال المطروح على كل مراقب ومتابع ومعني: متى تنفجر جولة العنف الجديدة في طرابلس؟ سؤال يطرح نفسه كل صباح ومساء، وعند مرور كل شخص من ابناء منطقة جبل محسن في أحياء مدينة طرابلس حيث بات هدفا مؤكدا لبعض الشبان غير المعروفة انتماءاتهم والذين يعمدون الى اطلاق النار على ارجل المارة فيصيبونهم على أعين الجميع، وبعضهم من القوى الامنية المولجة حفظ النظام وفق تأكيدات "الحزب العربي الديموقراطي"، ثم تناول المشروبات الغازية فوق رؤوس الجرحى، كما حصل امس، حيث كادت ان تنفجر جولة عنف جديدة في طرابلس بين المنطقتين جراء "الاعمال الاستفزازية" التي يمارسها بعض الشبان في المدينة، وكان آخرها قيام شبان مجهولين باطلاق النار على 4 شبان من الجبل يعملون في بلدية طرابلس، في محلة الزاهرية قرب افران القصر، فأصابوهم في أقدامهم، وهم وسام فارس ومحمد صالح وسعيد عيسى وحيدر سوطو وتم نقلهم الى المستشفى. فيما حضرت القوى الامنية الى مكان الحادث الذي لقي استنكارا عارما، والذي تبنته جهة في وقت لاحق اطلقت على نفسها "اللجنة العسكرية لأولياء الدم في تفجيرات مساجد طرابلس"، وأكدت مضيها في الاقتصاص حتى محاكمة (رئيس الحزب العربي الديموقراطي النائب السابق) علي عيد ونجله رفعت ".
وفي حادث منفصل اطلق مسلحون الرصاص بغزارة في محلة التبانة في شارع سوريا، احتجاجا على قيام شبان برفع الاعلام السورية في المناطق المطلة من جبل محسن على باب التبانة، وحضرت عناصر من الجيش معززة مواقعها في شارع سوريا، وسيّر الجيش دوريات مؤللة وراجلة بين منطقتي التوتر وعلى الطريق الرئيسية التي تربط طرابلس بعكار، وبعد ذلك سمع دوي انفجار في باب التبانة، تبين انه ناتج عن إلقاء شبان مجهولين قنبلة يدوية في المحلة، وسقط جريح من الجيش خلال الاشتباكات هو علاء الرفاعي من مغاوير البحر.
كذلك انفجرت ليلا قنبلة يدوية في محيط شارع سوريا.
وعلى صعيد آخر، سقطت امرأة من على شرفة منزلها في منطقة أبي سمراء اثناء تنظيفها زجاج المنزل، وتم نقلها الى مستشفى قريب حيث خضعت لسلسلة جراحات.
واستنكر رئيس اتحاد بلديات الفيحاء رئيس بلدية طرابلس نادر الغزال وأعضاء مجلس بلدية طرابلس "الاعتداءات المتكررة التي تطال الأبرياء من أبناء جبل محسن وكان آخرها الحادث المؤسف الذي طال أربعة عمال مياومين من بلدية طرابلس".
وطالبوا بتوقيف "كل من تسول له نفسه القيام بهذه الأعمال والاعتداء على الأبرياء من المواطنين الى أي طائفة انتموا"...
 
إجراءات أمنية تلاحق شائعات من البقاع إلى بيروت .. وارتفاع التوتر في طرابلس
جمهورية الخوف
المستقبل...                      
ارتفع منسوب التوتر الأمني أمس في لبنان من شماله إلى بقاعه وصولاً إلى بيروت، ما زاد في حجم الهواجس التي تلقي بثقلها على كاهل المواطن العادي الذي ضاق ذرعاً بجميع التبريرات والحجج التي يطلقها ممانعو آخر زمن وإغفالهم السبب الحقيقي لهذا الكابوس الذي يمثّله تعنّت "حزب الله" وإصراره على المضي في القتال إلى جانب نظام بشار الكيماوي، وتجاهله مشاعر "شركائه" في الوطن من خلال استمرار حملة استعلائه وفوقيته بدءاً من مناطق نفوذه التي يديرها بقبضة حديدية وصولاً إلى محاولة فرض "قناعاته" على المؤسسات التربوية كما حصل في الجامعة اليسوعية ما أدى إلى تعطيل الدراسة في كلية إدارة الأعمال حتى إشعار آخر.
وبدأ هاجس الخوف المتنقل يلقي بثقله على المواطنين بدءاً من إنذارٌ هاتفي تلقته مدرسة "الكوليج بروتستانت" القريبة من السفارة السعودية، يتضمن "نصيحة" بإخلاء المدرسة من طلابها لأن المتصل سيستهدف السفارة القريبة منها، إلى ما شهدته طرابلس من عمل مشين يدلّ إلى مقدار الاحتقان الذي يعيشه مواطنو عاصمة الشمال نتيجة استنساخ "الحزب العربي الديموقراطي" تعنّت "حزب الله"، ورفض حضور رئيسه علي عيد وأمينه العام رفعت عيد للتحقيق أمام القضاء العسكري، في تهمة الضلوع في تهريب أحد المتهمين بتفجيري مسجدي "التقوى" والسلام"، إلى البقاع والجنوب عموماً، ومنطقة الهرمل تحديداً، حيث اتخذت إجراءات أمنية أكثر تشدّداً بعد ورود معلومات عن احتمال حصول تفجيرات فيها.
لكن قبل الشريط الأمني هذا، أقرّ وزراء داخلية مجلس تعاون دول الخليج العربي أمس "نتائج الاجتماعين الاستثنائيين لوكلاء وزراء الداخلية حول الاجراءات اللازمة ضد مصالح حزب الله والمنتمين له والمتعاونين معه في دول مجلس التعاون".
إلى ذلك، أعلن السفير الأميركي لدى لبنان ديفيد هيل أن بلاده "لن تتجاهل أنشطة إيران لزعزعة الاستقرار في المنطقة"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة سوف "تستمر في مواجهة الأنشطة الإرهابية لإيران وأنشطة وكلائها بما في ذلك حزب الله".
وقال هيل عقب لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي "سوف نستمر في فرض العقوبات الباقية وبالضغط على إيران خلال هذه المرحلة الأولى، وسوف نواصل عملنا مع لبنان لنضمن بأن تنفيذ العقوبات الدولية سيبقى دقيقاً".
وأشار إلى أن "مجموعة الدعم الدولية، مستمرة بمعالجة الآثار المترتبة على لبنان من الحرب في سوريا والمساعدة في سياسة لبنان الحكيمة بالنأي بالنفس عن ذلك الصراع".
الشريط الأمني
وبالعودة إلى الشريط الأمني، أعلنت قوى الأمن أن مدرسة "الكوليج بروتستانت" القريبة من مبنى السفارة السعودية في بيروت تلقت بلاغاً بوجود عبوة في محيط السفارة، ما استدعى تنفيذ انتشار قوى الجيش والأمن الداخلي في محيط المدرسة ما أثار موجة هلع كبيرة بين الطلاب وذويهم الذين علموا بالخبر من وسائل الإعلام.
وعلى الفور حضرت القوى الأمنية الى المكان مع خبير متفجرات وعدد من الكلاب البوليسية وتم الكشف على المكان وتفتيش محيطه ولم يتم العثور على اي شيء، ليتبيّن لاحقاً أن الاتصال كان إنذاراً كاذباً.
وفي النبطية، تردّدت شائعات مفادها أن "حزب الله" طلب من القوى الامنية استعادة الحواجز التي كان سلّمها اليها في المنطقة بسبب معلومات عن دخول سيارات مفخخة. غير أن قوى الأمن أصدرت مساء بياناً أوضحت فيه أن هذه الأخبار "عارية عن الصحة جملةً وتفصيلاً"، وأن عناصرها "تقوم بواجبها كاملاً في منطقة النبطية وفي كامل المناطق اللبنانية الأخرى".
وفي الهرمل سرت إشاعات عن وجود سيارات مفخخة انطلقت من منطقة مجدل عنجر في البقاع الغربي باتجاه منطقة البقاع الشمالي. وعلى الأثر، كثّفت عناصر الجيش والقوى الأمنية حواجزها ونقاط المراقبة تحسبا لأي طارئ، في وقت سادت منطقة الهرمل أجواء من الحذر الشديد.
أما في طرابلس، فقد عادت التوترات الأمنية المتنقلة لتهدد مجدداً الاستقرار الأمني في المدينة، بعد ازدياد وتيرة الاشكالات الفردية، وإرتفاع منسوب التوتر.
وعلى الرغم من الاستمرار في محاولات تطبيق المرحلة الثانية من الخطة الامنية من خلال نشر الحواجز وتسيير دوريات مؤللة في المدينة، الا أن هذه الاجراءات تبقى قاصرة عن إيجاد المعالجات الجذرية في ظل احتدام الاوضاع المحلية. وقد سجّل أمس حادث إطلاق رصاص على أرجل ثلاثة مواطنين من جبل محسن من قبل مسلحين كانوا على متن دراجات نارية في محلة الزاهرية بالقرب من أفران "القصر" حيث تم نقلهم الى المستشفى للمعالجة.
ولاحقاً أصدرت مجموعة أطلقت على نفسها "اللجنة العسكرية لأولياء الدم في تفجيرات مساجد طرابلس" بياناً تبنّت خلاله الحادث، مؤكدة "مضيها في الاقتصاص حتى محاكمة رئيس الحزب العربي الديمقراطي علي عيد والامين العام للحزب رفعت عيد وكل من شارك في قتلهم وتفجيرهم".
وعلى الأثر، ألقى عناصر "الحزب العربي الديموقراطي" قنبلة يدوية على منطقة بعل الدراويش لم تسفر عن إصابات، فردّ شبان من باب التبانة باطلاق الرصاص في الهواء، احتجاجاً على قيام الحزب برفع الاعلام السورية وعلم "حزب الله" في المناطق المطلة من جبل محسن على باب التبانة. وتدخل الجيش اللبناني معززاً مواقعه في باب التبانة وردّ على مصادر اطلاق النار.
وشهد مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا قرابة الحادية عشرة والنصف ليلاً اشتباكاً محدوداً بين عناصر من حركة "فتح" وآخرين مما كان يسمى تنظيم "جند الشام" من دون ان يسفر عن وقوع اصابات .
وذكرت مصادر فلسطينية أن الاشتباك وقع إثر تعرض المسؤول في "جند الشام" هيثم الشعبي لكمين مسلح لدى محاولته الانتقال من حي الطوارئ في التعمير التحتاني بسيارة وبرفقته شقيقه محمد والفلسطيني يحيى ابو السعيد باتجاه داخل المخيم حيث تعرض لكمين واطلاق نار، ما لبث أن تطور إلى اشتباك بين الشعبي وشقيقه وابو السعيد من جهة، وعناصر من حركة فتح كتيبة العرموشي من جهة ثانية، استمر لأكثر من عشر دقائق من دون وقوع اصابات في صفوف الطرفين، فيما اصيبت السيارة التي كان بداخلها الشعبي.
وجرت على الأثر اتصالات مكثفة من قبل لجنة المتابعة الفلسطينية مع قيادتي فتح والقوى الاسلامية من اجل تطويق الحادث، فيما استمرت حال التوتر والحذر في المخيم....
 
 
ترقُّب نتائج لقاءات طهران وتحرّكاتها وواشنطن تُكرِّر استعجال تسهيل التأليف
الجمهورية...
فيما ينصبّ الاهتمام الدولي على تذليل العقبات والمطبّات التي تعترض انعقاد مؤتمر جنيف ـ 2 لحلّ الأزمة السورية، انشغلت الأوساط السياسية اللبنانية في تقصّي نتائج زيارة رئيس مجلس النواب نبيه برّي لإيران التي دعا خلالها إلى تقارب عربيّ أيراني، لاقتناعه بأنّ من شأن ذلك أن ينعكس إيجاباً على لبنان والمنطقة. وكذلك ترقّب نتائج اللقاءات والزيارات التي تشهدها طهران والتي كان أبرزها زيارة وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو وتلاه نظيره الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، في الوقت الذي تستعدّ القيادة الإيرانية لتحرّك ديبلوماسي في اتّجاه المملكة العربية السعودية وبقيّة دول الخليج، يمكن أن يتوّج لاحقاً بزيارة الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني للرياض وربّما لعواصم خليجية أخرى.
حاولت الولايات المتحدة الأميركية أمس عبر سفيرها في بيروت ديفيد هيل الحدّ من "نشوة" بعض الأطراف اللبنانية، ولا سيّما منها حزب الله وحلفائه في فريق 8 آذار بالإتفاق النووي بين إيران والغرب، حيث جال على رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والرئيس المكلف تمام سلام شارحاً لهما هذا الإتفاق، ثمّ وزّع تصريحاً مكتوباً مُنسّقاً مع إدارته المركزية في واشنطن، فصل فيه ما بين الإتفاق النووي ونشاطات إيران وحلفائها، ولا سيّما منهم "حزب الله"في لبنان، مؤكّداً التزام بلاده "صداقاتها وحلفاءَها الدائمين".
وطمأن هيل الى أنّ المحادثات مع طهران "لن تغيّر من تحالفات الإدارة الأميركية وصداقاتها، ولن تُضعف قوّة وصمود التزامها بالقيم المشتركة بين اللبنانيين والأميركيّين، أو باستراتيجياتها وشراكاتها لتعزيز تلك الأهداف"، وأكّد انّ بلاده، وفيما تكمل المفاوضات حول برنامج إيران النووي، لن تتجاهل أنشطة إيران لزعزعة الإستقرار في المنطقة، وستستمرّ في مواجهة أنشطتها الإرهابية، وأنشطة وكلائها، بما في ذلك حزب الله".
ولوحظ أنّ هذا البيان الأميركي جاء غداة الإتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الأميركي باراك أوباما بخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، مؤكّداً خلاله ضرورة أن تنفّذ إيران تعهّداتها الواردة في الإتفاق. كذلك جاء غداة تصعيد "حزب الله" السياسي على الأرض في الأيام الماضية، وتأكيده مواصلة القتال في سوريا.
وقالت مصادر قريبة من السفارة الأميركية لـ"الجمهورية" إنّ "من شأن تصريح هيل أن يخلق توازناً علّه يعطي ديناميكية جديدة لتأليف الحكومة على أسُس جديدة، لأنّ المجتمع الدولي كما بات معروفاً، يصرّ على حكومة جديدة، وقد جاء بيان مجلس الأمن الدولي والذي حضّ فيه جميع الأطراف في لبنان على الانخراط بنحو بنّاء لتسهيل تأليف حكومة في أقرب وقت ممكن، ليصبّ في هذا لإطار".
وأضافت هذه المصادر: "إنّ على جميع القوى اللبنانية أن تلتزم في هذه المرحلة الحكمة في التعاطي بعضها مع بعض داخليّاً، وأن تشجّع حركة التسويات الجارية في منطقة الشرق الأوسط لكي يبقى لبنان جزءاً من الحلول الجديدة".
وقد لمس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي هذا الجوّ الجديد خلال زيارته أمس الأوّل لقطر، حيث سمع من أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني كلاماً متمايزاً عن المواقف القطرية السابقة أكّد فيه أنّ بلاده "تشجّع التقارب الحاصل بين واشنطن وطهران، وأنّ على الدول العربية أن تلعب دوراً إيجابيّاً في حركة التغيير".
كذلك سمع ميقاتي كلاماً إيجابياً ينتظر، حسب مصادر الوفد الذي رافقه الى الدوحة، أن يترجم في الأسابيع المقبلة. وقد زار رئيس
الجمهورية عصر أمس وأطلعه على نتائج محادثاته في باريس والدوحة.
ويبدو أنّ الموقف القطري ليس الوحيد، إذ أعلنت أمس كلّ من إيران والإمارات العربية المتحدة بدء فصل جديد من العلاقات بين البلدين، وذلك خلال زيارة نادرة ولافتة لوزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان لطهران، التقى خلالها الرئيس الإيراني حسن روحاني ونظيره محمد جواد ظريف الذي أكّد أنّ بلاده "تعطي أهمّية فائقة للعلاقات مع جيرانها وعلى الأخصّ البلد الصديق والشقيق الإمارات المتّحدة"، مُعتبراً "أنّ أيّ تطوّر لدول هذه المنطقة هو نجاح لنا، وأيّ تهديد وخطر عليها تهديدٌ لنا". فيما أكّد بن زايد "أنّنا كنّا دائماً شركاء لإيران، واليوم نريد أن نصبح شركاء أقوى".
إجراءات جديدة ضدّ «حزب الله»
في الموازاة، كشف الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني أنّ وزراء داخلية دول المجلس بحثوا في عدد من "الإجراءات اللازمة ضدّ مصالح "حزب الله" والمنتمين إليه والمتعاونين معه في دول مجلس التعاون". ولم يحدّد الزياني طبيعة هذه الإجراءات، التي بحثها الوزراء خلال اجتماعهم في المنامة أمس، لكنّه أوضح أنّ الوزراء ناقشوا توصيات بهذا الخصوص رفعها إليهم وكلاء وزارات الداخلية، بعد اجتماعين استثنائيين.
وفي غمرة الإنهماك بمسار الأحداث والتطوّرات المتسارعة في المنطقة، عاد الهاجس الأمني من جديد ليطلّ برأسه من بوّابة الشمال مع عودة الاشتباكات المتقطعة الى طرابلس موقعةً جرحى عسكريّين ومدنيين، وكذلك من بوّابة البقاع بعد إشاعات تحدّثت عن دخول 7 سيارات مفخّخة من سوريا إلى مدينة الهرمل، الأمر الذي لم يؤكّده أيّ تقرير أمنيّ. وفي هذا الإطار أجرى مجهول اتصالاً في المدرسة الإنجيلية في محلّة قريطم في بيروت، محذراً من تفجير سيستهدف مقرّ السفارة السعودية القريب من هذه المدرسة، ما أثار الهلع فيها وفي الجوار، ليتبيّن لاحقاً أنّ الاتّصال كاذب. .
الحمدلله
في غضون ذلك، برز تشديد فلسطيني بلسان رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدلله الذي زار لبنان وجال على المسؤولين، على موقف السلطة الفلسطينية الواضح والصريح الداعم لسيادة لبنان وخضوع المخيّمات الفلسطينية للدولة اللبنانية"، مشدّداًَ على "التزام الفلسطينيين الموجودين في لبنان القوانين اللبنانية واحترامها". وقال: "إنّ أيّ عمل مُخلّ يقوم به أيّ فلسطيني، خصوصاً في المخيمات يتحمّل مسؤوليته من قام به، ولا علاقة للفلسطينيين به".
الراعي لن يزور طهران
في سياق آخر، أكّدت مصادر بكركي لـ"الجمهورية" أنّ "زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لإيران غير واردة إطلاقاً، على رغم تلقّيه دعوات إيرانية مستمرّة". وقالت: "إنّ الزيارة إذا حصلت سيعلم بها الجميع، والبطريرك يدرس الدعوات التي وجّهت اليه، لكنّه لم يتّخذ أيّ موقف منها حتّى الآن، والموضوع هو مجرّد فكرة"، ولفتت الى أنّ "الهجوم حصل على زيارة غير مقرّرة".
من جهة ثانية شدّدت المصادر على أنّ "الراعي يتابع لحظة بلحظة تفاصيل الإشكال الذي حصل في الجامعة اليسوعية، وهو يرفض كلّ أنواع الاستفزازات والاعتداء والإساءة الى الرموز الوطنية مثل الرئيس الشهيد بشير الجميّل، ويطالب بأن تأخذ العدالة مجراها في هذه القضية وأن يُساق المُتّهمون الى العدالة لكي لا تتحوّل الجامعات ساحة مواجهة، ويحمّل الطبقة السياسية مسؤولية ما آلت اليه اوضاع الجامعات من مشكلات بسبب الشحن المذهبي المستمرّ".
وكان الراعي استقبل في بكركي النائبين احمد فتفت وهادي حبيش موفدين من رئيس كتلة "المستقبل" فؤاد السنيورة. وأدرج فتفت الزيارة في إطار "التحضير للمرحلة المقبلة التي هي مرحلة أساسية، خصوصاً لجهة انتخابات رئاسة الجمهورية"، معتبراً بكركي "مرجعية وطنية ولها دور مهم جدّاً في لمّ الشمل، لكي لا نصل الى الفراغ بأيّ شكل من الأشكال في المرحلة المقبلة". وتحدّث عن "لقاءات قريبة وبنحو متتابع حول المرحلة الجديدة".
«تقنين» في الأعياد
على صعيد آخر، قفز ملفّ الكهرباء مجدّداً إلى الواجهة أمس، من خلال ما أعلنه وزير الطاقة والمياه جبران باسيل حول احتمال زيادة ساعات التقنين في التيار ابتداءً من الشهر المقبل، بسبب التأخير في دفع مستحقّات مؤسّسة كهرباء لبنان من الخزينة، كاشفاً في هذا السياق عن توقّف أحد معامل الإنتاج عن العمل بسبب تعذّر دفع ثمن الفيول. وقال: "تلقّيت رسالة من مؤسّسة كهرباء لبنان تنبّه إلى أنّها ستضطرّ إلى قطع الكهرباء وإقفال معامل إضافية إذا لم تقبض الأموال المخصّصة لها"...
 
 «حزب الله» قد يتغيّر... ولكن بعدَ المؤتمر التأسيسي
الجمهورية... طوني عيسى
من المؤكد أنّ «حزب الله» سيتأثّر بالصفقة حول الملف النووي الإيراني. لكنّ المراهنةَ على أن تكون إيران قد باعت «الحزبَ» لتشتري أشياء أخرى ليست في محلّها على الإطلاق. فلا شيء لدى إيران أغلى من «الحزب».
لم يكن عبثياً تحديدَ ستة أشهر لإختبار الصفقة حول النووي الإيراني. فهي تلتقي، في صيف 2014، مع المهلة الممنوحة للرئيس بشّار الأسد حول الكيماوي السوري. والمهلتان تتشابكان مع إستحقاقٍ للإنتخابات الرئاسية تكتنفه الشكوك، في كلٍّ من سوريا ولبنان.
وما بين بين، إنتظارٌ لمساراتٍ أخرى، أبرزها المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية. فكأنّ هناك مَن يضرب المواعيدَ في الشرق الأوسط لتلتقيَ كلُّها في صيف 2014. ولذلك، سيكون هذا الصيف محطةً مفصليةً في تقرير مصير المنطقة وشعوبها وأنظمتها والخرائط.
وحتى ذلك الحين، الجميع يعيش مراحلَ تجريبيّة: تجارب تركية وسعودية وإسرائيلية للتأقلم مع حدود أوسع للنفوذ الإيراني. وفي سوريا تجارب على تسوية في "جنيف ـ 2"، مقابل تنازع شرس للسيطرة على الأرض. وفي لبنان تعبئة الوقت الضائع بأوهام التسويات الصغيرة التي لا تنضج.
وخلافاً للتوقعات الأخرى، يعيش "حزب الله" فترةَ الإنتظار مطمئنّاً، بل هو يشارك في صُنعها وكأنه عرّابُ المتغيّرات الآتية، وإطمئنانه سابِقٌ للصفقة النووية. فهو إستطاع تعطيلَ الإنتخابات النيابية وتأليف حكومة جديدة. وفي الصيف سيكون قادراً على منع الإنتخابات الرئاسية.
ويستند "الحزب" إلى ثلاث نقاط للقوة في المرحلة المقبلة:
1- إستمراره ممسكاً بالمؤسسات جزئياً، وبالسلاح كلياً، وإنعدام قدرة أيّ من القوى الداخلية حتى على مناقشته.
2- تحسُّن وضع حليفه السوري عسكرياً وسياسياً، وحصوله على غطاء دولي للإستمرار في السلطة حتى إنتهاء الولاية على الأقل.
3- تحسُّن وضع حليفه الإيراني من خلال الصفقة مع الغرب وفكّ الحصار الدولي عنه، ولو جزئياً. ويستفيد "الحزب" من توجُّه الولايات المتحدة إلى إعادة الوكالة القديمة لطهران والأسد لمواجهة "الإرهاب"، علماً أنّ شكوكاً حقيقية تحوط بالعلاقة ما بين الأسد وطهران وعدد من المجموعات الموضوعة في الخانة الإرهابية.
ولذلك، سينتظر "حزب الله" على الأرجح إنتهاء ولاية رئيس الجمهورية ليصبح الفراغ شاملاً. وحتى ذلك الوقت، لن تكون هناك حكومة لا يتحكَّم بها وبمصيرها. وسيواصل عروضَ القوة في عدد من المناطق ليثبت أنّ "الأمر له". وليس للقوى المعادية له، من العاصمة إلى صيدا فعرسال وطرابلس.
وهناك مَن يعتقد أنّ "الحزب"، ونتيجةً للضغوط الأمنية والسياسية والإقتصادية التي يمارسها، سيكون قادراً على وضع الجميع أمام خيارٍ من إثنين: إما الفراغ، وإما المؤتمر التأسيسي. فالمعطيات الحالية تكرّس الفراغ. ولن يبذل "الحزب" جهوداً مضنية للخروج منه.
ولكن، إذا نضجت الظروف لمؤتمرٍ تأسيسي، فسيفرضه "الحزب" على الجميع. وعلى الأرجح، سيتجاوب معه كثير من القوى إضطرارياً، وحتى الخصوم، خصوصاً إذا جاءتهم "كلمة سرّ" سعودية، عبر تسوية سعودية ـ إيرانية مرحلية. فالنائب وليد جنبلاط سيكون جاهزاً على الأرجح، وسائر الوسطيين، وكذلك غالبية فريق 14 آذار.
في صيف 2014، قد تبلغ مؤتمرات "جنيف ـ 2" و3 و4... مراحلَ متقدمة في رسم مصير سوريا وتركيبتها السياسية. وعندئذٍ، سيكون "حزب الله" قادراً على تسويق "مؤتمره" التأسيسي. وسيكون الأقوى على الطاولة، هو وسلاحه. وعلى الأرجح، سيبدأ في هذا المؤتمر حلّ مسألة السلاح.
وسيتمّ إنتاج التسوية البديلة من "إتفاق الطائف"، والتي ستعيد تقسيم الحصص بين الطوا ئف والمذاهب. وفيها، لن يتخلّى "حزب الله" عن أمن مناطقه، ولا عن سلاحه الذي يؤدي دوراً إستراتيجياً مهماً. فهو الذي ساعد الرئيس بشار الأسد على الصمود. ولن يتخلّى "الحزب" عن هذا السلاح، إلّا إذا إنتفت الحاجة إليه في لبنان وسوريا وخارجهما. وهذا الأمر ليس وارداً قبل إنتاج الحلول.
يتخلّى "حزب الله" عن سلاحه، تحتَ سقف التسويات الكبرى، ووفق ضماناتٍ يكرّسها المؤتمرُ التأسيسي. وهذه الضمانات لا تنتزع السلاح، بل تمنحه الشرعية، كجزءٍ من المنظومة الأمنية والعسكرية الرسمية. وتكون لـ"الحزب" مسؤولية الحفاظ على الأمن في مناطقه.
إذا تحقّق ذلك، وفقاً لسيناريوهات متقاطعة، فسيكون نموذجاً لخصخصة الأمن طوائفياً ومذهبياً. وفي المؤتمر التأسيسي، سيُرسَم لبنان على صورة الشرق الأوسط الآتي ومثالِه...
 
كيف يمكن إقناع خصوم إيران بهزيمتها؟
الجمهورية.. شارل جبور
لا يمكن أن يكون هناك كلام أوضح من كلام السفير الأميركي ديفيد هيل بعد اجتماعه مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، حيث قطع في بيانه المكتوب بدقّة وعناية الشك باليقين حول وجود أيّ صفقة بين إيران والغرب، واستطراداً الولايات المتحدة.
غريب أمر محور الممانعة الذي يصوّر كلّ هزيمة بأنها انتصار. فتسليم الكيماوي انتصار، وتسليم النووي انتصار أيضاً، وعدم الرد على استهداف إسرائيل لمواقع داخل سوريا انتصار أيضاً وأيضاً، وسقوط القصير مقدّمة لأن يحسم النظام، والقلمون على قاب قوسين من السقوط، وهكذا دواليك... ولم يعد من فارق بالنسبة إلى هذا المحور بين التخصيب للأغراض السلمية والتخصيب لإنتاج القنبلة النووية، إذ إنّ المهم هو التخصيب الذي حوّل إيران إلى دولة نووية!!! إنه منطق غريب فعلاً. فمَن يكترث للتخصيب السلمي؟ المهم هنا هو مَنع طهران من الوصول إلى القنبلة الذرية.
ولكن المشكلة فعلياً ليست في محور الممانعة الذي كلّ هدفه استيعاب الصدمات والهزائم ومخاطبة جمهوره، إنما المشكلة الأساسية تكمن في المحور المقابل بقياداته وإعلامه ورأيه العام الذي يتأخر باستمرار في وضع الأمور في نصابها، والأسوأ أنه يتأثر أحياناً بالبروباغندا التي يُتقنها فريق الممانعة، بدلاً من مواجهته بالحقائق الدامغة، ومن أبرزها أنّ كلّ استثماره النووي انتهى إلى الفشل، وأنّ زمن المقايضات وَلّى، وأنّ دوره الإقليمي لن يكون بمنأى عن المحاسبة في حال واصلَ سياساته التدخّلية نفسها، وأن النضال لن يتوقف قبل إرساء الاستقرار في العالم العربي.
فالمواقف الأميركية التي أعقبت الاتفاق لم تكن من خلفية تطمينية أو لتطييب خاطر محور الاعتدال ومسايرته، إنما تنمّ عن حقيقة التوجّه الأميركي الذي تُرجِم بالجولة التي أجراها وزير الخارجية جون كيري إلى المنطقة، وتحديداً الرياض، وقوله: "إنّ هذه المحادثات لن تغيّر من تحالفاتنا وصداقاتنا"، كما باتصال الرئيس الأميركي بالملك السعودي الذي أعرب فيه عن تمَسّكه بالتحالف الاستراتيجي بين الدولتين، فضلاً عن الموقف الصادر عن "البيت الأبيض" بأنّ "الاتفاق مع إيران لا يجعلنا نُغفل أنشطتها بدعم "حزب الله" والرئيس السوري بشار الأسد".
وهذا الموقف بالذات تطابقَ مع البيان الذي أصدره السفير الأميركي في بيروت، والذي تضمّن أربعة عناوين رئيسية:
أولاً، وَقف تقدّم مخطط إيران النووي والوصول إلى حلّ شامِل لهذا الملف.
ثانياً، حماية حلفائنا، وخصوصاً في منطقة كالشرق الأوسط، حيث الأمن أمر دقيق للغاية.
ثالثاً، الاستمرار في مواجهة أنشطة إيران الإرهابية، وأنشطة وكلائها، بما في ذلك "حزب الله".
رابعاً، التمسّك بـ"إعلان بعبدا" وقرارَي مجلس الأمن 1701 و1559.
وعلى رغم أنّ كل المؤشرات تؤكد أن محور الممانعة انهزم، إذ لا يُعقل أن يكون الغرب قد خضع لإيران لا العكس، إلّا أنّ هذا المحور لم يكتفِ برفض الإقرار بهذه الهزيمة، بل عَمد إلى تعميم نظريّتين للتأكيد على محورية دوره في المرحلة المقبلة:
النظرية الأولى من طبيعة اقتصادية، ومَفادها أنّ الدول الغربية التي ستتهافَت إلى السوق الإيرانية نتيجة حجمها الذي يفوق الـ80 مليون نسمة والعقوبات الطويلة الأمد التي تجعل الناس متعطشة للبضائع الخارجية ستتجاهَل مع الوقت النووي الإيراني، خصوصاً أنّ معظم الدول الغربية تعيش أزمات اقتصادية، وتحديداً الولايات المتحدة التي هي في أمسّ الحاجة إلى هذه السوق.
النظرية الثانية من طبيعة سياسية ومفادها أنّ الإسلام السنّي المعتدل فشلَ في مواجهة التطرّف، والدليل ما حصل بين 11 أيلول 2001 والأزمة السورية، وأن إيران أصبحت تشكّل حاجة لمواجهة هذه الجماعات والتحوّل إلى عامل استقرار في المنطقة من جنوب لبنان إلى الجولان.
ولكن أغرب ما في النظريتين تصوير الغرب وكأنه على شفير الانهيار الاقتصادي لولا هذا الاتفاق، فيما العكس هو الصحيح، حيث أنّ تراجع إيران سَببه اختناقها الاقتصادي. وأمّا النظرية الأخرى فهي مستهلكة وتدخُل في السياق التوظيفي عينه الذي كان يستخدمه النظام السوري لترويج نفسه لدى الغرب مع فارق أنّ النظام السوري يستطيع أن يدّعي العلمانية، فيما يستحيل مواجهة التطرّف السني بالتطرّف الشيعي، فضلاً عن أنّ ارتفاع منسوب الأصوليات السنية مَردّه إلى الدور الإيراني بالذات، وواشنطن تدرك أنّ مواجهة هذا الواقع تبدأ من إيران وتنتهي في فلسطين في ظل عمل ممنهج يرمي الى تفكيك الملفات تباعاً من الكيماوي إلى النووي وصولاً إلى الأزمة السورية وسلاح "حزب الله".
 
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

تقييم المجهود الحربي الحوثي منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023....

 الإثنين 27 أيار 2024 - 6:13 م

تقييم المجهود الحربي الحوثي منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023.... معهد واشنطن..بواسطة مايكل نايتس Al… تتمة »

عدد الزيارات: 158,449,040

عدد الزوار: 7,101,949

المتواجدون الآن: 177