من سينكسر... الحريري أم عون ؟

تاريخ الإضافة الثلاثاء 18 آب 2009 - 6:07 ص    عدد الزيارات 3849    التعليقات 0    القسم محلية

        


كتب ايلي الحاج:
لم يترك النائب الجنرال ميشال عون هامشا لاحتمالات ثالثة في مؤتمره الصحافي امس، فاما ان ينكسر هو ولا يتوزر صهره الوزير جبران باسيل مجددا، واما ان ينكسر الرئيس المكلف سعد الحريري فيبقى باسيل وزيراً. ولكم كان عون حقيقيا في اندفاعه الى الحد الاقصى والمواقف التي يصعب الرجوع عنها بدون هزيمة من صنع يديه تنزل به او بخصومه!
انه الجنرال لمن لم يعرفوه، مواليد اواخر الثمانينات والتسعينات، ولمن نسوا كيف يفاوض الرجل من ايام الاخضر الابرهيمي ..
وهلمَّ جراً.
ولكن، اذا كان الجنرال عون لم يتغير، فان الظروف قد تغيرت كثيرا ولا يسعه الا ان يتكيف معها، ولا حدود اصلا لقدرة الانسان على التكيف.
عام 1989 اتفق الشرق والغرب، العالم كله على اتفاق الطائف، وبقي الجنرال الرافض الوحيد. وكانت بأمرته وحدات عسكرية ودبابات ومدافع فلم يتراجع الا بعد فوات الاوان.
عام 2008 تم اتفاق الدوحة وبقي الجنرال الرافض وحده، حتى دخل رئيس كتلة "حزب الله" النيابية محمد رعد جناح عون في الفندق الثالثة والنصف فجرا وابلغه ان المسألة انتهت، ولم يعد هناك مجال للمناورة اكثر. فوافق الجنرال.
انه التاريخ وتحولاته الدائمة الداهمة وتقادم الزمن، والسياسة اللبنانية التي تحمل زعيما رفع شعار التغيير والاصلاح يقاتل من اجل العائلة، بل البيت واستمراره السياسي بالصهر او ابن الاخ، ان لم يتوافر الابن.
الا ان احتمال انكسار الحريري او انكسار عون ليسا الخيارين الوحيدين الممكنين، فهناك احتمال ثالث: ان يكون لبنان دخل ازمة بلا مدى منظور، فلا تتألف حكومة، ويظل الرئيس المكلف – والذي لن يعتذر قطعاً ينتظر ببرودة اعصاب وفاء "حزب الله" بوعوده حل عقدة عون، ترى أين "حزب الله"؟
قبل ثلاثة اسابيع توجه المعاون السياسي للامين العام لـ"حزب الله" حسين خليل من الضاحية الجنوبية الى الرابية وابلغ الى الجنرال عون ان الحكومة العتيدة لن تضم صهره. الخبر قديم يعرفه المتابعون السياسيون، حتى انه لم يعد خبرا. ولكن لم تمضي ايام حتى كان الوزير باسيل يطمئن الانصار في البترون الى انه لن تكون حكومة اذا لم يكن هو وزيرا فيها: "ستسمعون كلاما كثيرا غير ذلك، فلا تصدقوا" صدق الوزير باسيل.
الحريري تأكد لاحقا ان "حزب الله" ليس في وارد التدخل لدى حليفه الغاضب من الحملة الاعلامية – السياسية المركزة على صهره. وقيل للرئيس المكلف ان بيان الامانة العامة لقوى 14 آذار الذي اعتبر ان المعوق الرئيسي لولادة الحكومة هو "مشكلة عائلية" يتوجب على "حزب الله" حلها مع عون "خربط" كل المساعي لايجاد حل ولكن سرعان ما استنتج الرئيس المكلف، ومن معه في قوى 14 آذار، ان المسألة أبعد من ذلك، وأن ما اعتقدوا انه اتفاق قد تم وأرسيت دعائمه بين السعودية وسوريا، وكانت مقدمة ترجمته عملية تكليف الحريري تشكيل الحكومة، لم يكن اتفاقا منجزا حقا. لذلك لم تتألف الحكومة، ولم يزر العاهل السعودي الملك عبد الله دمشق في طريق عودته من المغرب الى بلاده.
من المعرقل تحديدا؟ هل هو "حزب الله" لأنه يفضل انتظار زيارة الرئيس السوري بشار الاسد لطهران لمعرفة ماذا يكمن بعد الاتفاق بين دمشق والرياض؟ أم ان القيادة السورية تشارك الحزب في العرقلة مما يعني أن مساعي اعادة دمشق الى الصف العربي انتهت ومنيت بالفشل؟
يميل سياسيو 14 آذار ومعهم الحريريون الى فرضية ان القيادة السورية "مستقتلة" لمصالحة عرب الاعتدال، لكن تأييد انصارها وحلفائها في لبنان للجنرال عون في مواقفه توحي النقيض تماما. أين سوريا بالضبط من هذه المعمعة؟ وماذا ستفعل في الفراغ السياسي القاتل في لبنان، وخصوصا اذا ثبتت صحة المعلومات عن تراجع في اندفاعة تطبيع علاقاتها بالولايات المتحدة؟
يتوقف السياسيون المذكورون هنا عند معلومات تلقوها حول قائمة بأسماء 300 أصولي تونسي قدمها الوفد العسكري الاميركي العالي المستوى الذي زار دمشق أخيرا الى السلطات السورية، محتجا على السماح لهؤلاء بالعبور من الاراضي السورية الى العراق للقيام بعمليات ضد الجيش الاميركي، كما يتوقفون عند خبر صاروخ "السكود" المطور الذي ذكرت وكالة أخبار اميركية السبت الماضي ان السلطات السورية أجرت تجربة فاشلة لاطلاقه قبل أشهر، ليستنتجوا ان مسيرة تطبيع العلاقات الاميركية – السورية قد تكون وهما آخر يضاف الى وهم مصالحة سعودية – سورية أوصلت سعد الحريري الى مرحلة التكليف، لكن تلاشيها قطع أمامه جسور التأليف!
أين الجنرال وسط الحسابات الكبيرة هذه؟ الجواب مؤسف للعونيين: خصوم الجنرال لا يعتبرونه قائما في ذاته. ويتطلعون باستمرار الى من هم خلفه.


المصدر: جريدة النهار

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,740,502

عدد الزوار: 6,911,854

المتواجدون الآن: 94