“حزب الله” يغضب المسيحيين باعتراضه على زيارة الراعي إلى القدس....لبنان أمام «سيناريوات متضاربة» قبل «خميس الرئيس» ... أو الاستعداد للفراغ وجعجع التقى الحريري في باريس

«ائتلاف الديمقراطيين اللبنانيين» إطار شيعي لكسر «الثنائية» بعد «احتكار» حزب الله و «أمل» تمثيل الطائفة...الخيارات الرئاسية بدأت تضيق والاسماء "تنحصر باربعة" وجنبلاط كرم سليمان "الذي كان من الرجال الرجال"

تاريخ الإضافة الإثنين 19 أيار 2014 - 6:36 ص    عدد الزيارات 1813    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

الخيارات الرئاسية بدأت تضيق والاسماء "تنحصر باربعة" وجنبلاط  كرم سليمان "الذي كان من الرجال الرجال"
النهار...
اذا كان ملف الاستحقاق الرئاسي موضوعا على نار حامية لا تؤدي في اي حال الى نضوج الطبخة وانتخاب رئيس جديد للبلاد في المهلة الدستورية التي تنتهي ليل السبت الاحد المقبل، فان الكلام الديبلوماسي لعدد من ممثلي الدول الكبرى يصر على عدم تخطي المهلة المحددة قانونا، خوفا من تراجع الوضع السياسي القائم على التوافق داخل الحكومة، ومن انزلاقات امنية تعبر عن فقدان الحالة الوفاقية، خصوصا اذا تأكد لمرشحين استحالة وصولهم الى قصر بعبدا مع ما يرافق ذلك من توترات تنعكس على الحالة السياسية.
وفي معطيات مصادر متابعة للملف الرئاسي ان سياسة التعطيل بدأت تحصر الخيارات الرئاسية بين مجموعة ضيقة من المرشحين لا تزيد عن اربعة، وان ايا من اللاعبين المسيحيين الكبار، اي الاربعة، ليس من ضمنها. وفي المعطيات ان قائد الجيش العماد جان قهوجي هو احد هذه الاسماء، ولم تتراجع حظوظه كما تروج مصادر اخرى. لذا تقول المصادر المتابعة سعى العماد ميشال عون في الايام الاخيرة الى محاولة فرض ابعاده من خلال تعيين اعضاء المجلس العسكري كاملا، اي مع قائد الجيش ورئيس الاركان اللذين تم التجديد لهما بقرار وزاري. واذ عبر رئيس الجمهورية ميشال سليمان عن رفضه الامر، تم نقل جلسة مجلس الوزراء من بعبدا الى السرايا، وتجنب البحث في هذا البند.
وقد اعلن الرئيس سليمان امس من دير القمر ان قائد الجيش العماد جان قهوجي سيتوجه الى السعودية لتوقيع العقد بين الجيش اللبناني والمملكة والجيش الفرنسي لتنفيذ هبة الـ 3 مليارات دولار، في ما اعتبره المراقبون رسالة الى عون تؤكد التمسك بقائد الجيش، وربما دعمه في مواجهة عون.
ولفتت المصادر الى انّ سليمان رفض المَسّ بشكل نهائي بوضع قائد الجيش في هذه المرحلة بالذات، لأنّ الجيش يقوم بتنفيذ خطط أمنية مهمة في اكثر من منطقة ولا يمكن التلاعب به على مستوى القيادة.
بريح والجبل
والموضوع الرئاسي حضر ايضا في العرس الوطني في الشوف الذي شهد احتفال العودة الى بلدة بريح، بعد حلحلة المشكلات التي كانت قائمة منذ زمن التهجير في العام 1983، ليقفل مبدئيا ملف المهجرين من الجبل. وبدا واضحا ان النائب وليد جنبلاط اراد المناسبة ايضا تكريما لرئيس الجمهورية وتأكيدا على مواقفه التي اعلنها مرارا وكرس بعضها في "اعلان بعبدا".
اما الرئيس سليمان فاعاد التمسك بالثوابت الوطنية التي تم الاتفاق عليها على طاولة الحوار وفي مقدمها "اعلان بعبدا". ودعا الى تحييد لبنان عن النزاعات الاقليمية، والابتعاد عن الاستعانة بالخارج لتحقيق غلبة في الداخل، مضيفا "حفاظاً على صحّة العقد الوطني، اناشد بواجب العودة الى لبنان، والانسحاب من ساحات الجوار، تلافياً لانعكاساتٍ لاحقة على الجسم اللبناني، في وحدته ونسيجه". واعتبر سليمان ان من شأن الالتزام بـ"اعلان بعبدا" المتمم للميثاق الوطني، التخفيف من تأثير التحوّلات التاريخية، التي تعصف بمحيطنا العربي وخصوصاً سوريا". وقال "لقد تعاهد اطراف هيئة الحوار جميعاً، بالرضى التام، على هذا الاعلان. والوطن لا يقوم إِلا بما يتعاهد اهله عليه، بينما يتهدّده الخطر، عندما يُخلُّ احد الاطراف بالعهد من طرفٍ واحد". وتطرق رئيس الجمهورية الى موضوع السلاح غير الشرعي، فقال "الدولة الواحدة، بجيشها الواحد، الذي يمسك وحده بالسلاح وعناصر القدرة من ضمن استراتيجية وطنية للدفاع، هي القادرة على الدفاع عن الوطن". وذكّر سليمان ان "جلسة الحوار الاخيرة، شهدت حسماً لما يتم تداوله عن مؤتمر تأسيسي، بالتأكيد على استكمال تطبيق الطائف، والحفاظ على المناصفة".
واكد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي حرص بكركي على اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، كما تخللتها مواقف بدت كعرفان وتقدير لأداء رئيس الجمهورية في عهده. فقال "نحن بحاجة الى رئيس للجمهورية يواصل خط الرئيس سليمان ويبدأ من حيث وصل، ويتميز بالتجرد من أي مصلحة خاصة وبالمصداقية. نريد رئيسا يكمل مسيرة سليمان ويقود مسيرة المصالحة الحقيقية التي تنتهي معها حرب المصالح الخاصة والشخصية"، مردفا "ننتظر برجاء من المجلس النيابي ان يقوم بواجبه وان ينتخب رئيسا قبل 25 أيار".
من جهته، أعلن جنبلاط مضيه في نهج "الوسطية"، وقال لسليمان في ما يشبه كلمة وداعية "استطعتم قيادة السفينة، لقد وضعتم صياغة اسس واضحة للسياسة الدفاعية ترسي امرة الدولة فوق كل اعتبار عنيت به "اعلان بعبدا"، اما وقد وصلنا الى الاستحقاق الرئاسي ووسط انقسام في البلاد على حساب المصلحة الوطنية، فاني اقول ان خيار الوسطية والاعتدال والحوار يثبت يوما بعد يوم صوابيته في مواجهة دوامة تناحر الاضداد"، معتبرا في سياق آخر "ان الوجود المسيحي في لبنان والشرق ضرورة".
وفي حفل استقبال سليمان في قصر المختارة قال جنبلاط: ارحب بالرئيس ميشال سليمان الذي كان من الرجال الرجال معه كنا في سفينة هوجاء واستطاع ايصال البلاد الى بر الامان المختارة ستبقى وفية لكم وانا اعتز بصداقتي الشخصية معكم ومعكم جميع اهل الجبل نعموا من خدماتكم وعطاءاتكم .
 
سليمان يدعو إلى «تعاون الأقوياء».. والراعي الى رئيس يُنهي «حرب المصالح الشخصية» وجنبلاط «يحلم بعون.. مش تَيٍجي»
المستقبل..
في يومٍ بدا يومَه بامتياز، إستهله بـ«تغريدة» نفي لما تردد عن «التمديد سنة مقابل تعيين قائد جديد للجيش»، وعلى بُعد أسبوع من أفول عهده، رُصد نجم الرئيس ميشال ميشال سليمان متوهجاً على مدار فعاليات احتفالية «العودة إلى بريح» القرية الشوفية التي التأم جرحها بالأمس بعد نزف تهجيري إستمر أكثر من ثلاثين عاماً. فيما لمع إسم رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون في أضغاث أحلام «المختارة» مع زلة «فرويدية» على لسان النائب وليد جنبلاط حين أشاد بختم هذا الجرح الأليم «برعاية رئيس البلاد العماد ميشال عون» قبل أن يستدرك زلّته ضاحكاً: «هيدي غلطة على كتر ما عم نحلم فيه بالليل.. مش تَيِجِي». في مؤشر جسّد مجاهرة صريحة ومباشرة للمرة الأولى من جنبلاط عبّرت عن توجّسه الواضح واللاإرادي من فرضية وصول عون إلى سدة الرئاسة الأولى، ورفضه الواضح والإرادي لهذه الفرضية من خلال إستلحاق زلّته بعبارة «مش تَيِجِي».

أما على مستوى التصريحات السياسية التي سُجّلت على طريق العودة إلى «بريح»، فقد شدد الرئيس سليمان، خلال رعايته «لقاء الوفاء والمصالحة» كما وصفه وسط حضور سياسي وشعبي وديني حاشد تقدمه البطريرك الماروني بشارة الراعي وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، على «ضرورة الابتعاد عن صراعات المحاور الخارجية والإقلاع عن وهم الإستعانة بالخارج أو تحقيق غلبة في الداخل» إستناداً إلى نتائج «تجربة المحن السابقة»، مجدداً في هذا السياق «التمسك بإعلان بعبدا المتمّم للميثاق الوطني« في سبيل «التخفيف من تأثير التحوّلات التاريخية التي تعصف بمحيطنا العربي وخصوصاً في سوريا». وإذ ناشد «حزب الله» من دون أن يسميه من بريح «مكان العودة، بواجب العودة إلى لبنان والانسحاب من ساحات الجوار، تلافياً لانعكاسات لاحقة على الجسم اللبناني في وحدته ونسيجه وخياراته«، توجّه الرئيس سليمان من المختارة في معرض دعوته إلى «تعاون الأقوياء» وانتقاده «المعقدين الذين يهوون الخصام» إلى أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله بالإسم، حين قال في سياق تشديده على كون المطلوب من رئيس الجمهورية التعاون مع ما يساعد على الدفاع عن لبنان: «أعني هنا المقاومة والسيد نصرالله، لكن يجب أن يستمر هذا التعاون ضمن الإستراتيجية الدفاعية». في حين لفتت إشارة سليمان إلى أنّ جنبلاط «أقل ما يقال فيه إنه بيضة القبان، لكنّ البلد يحتاج إلى بيضتين هما بيت الدين والمختارة»، وذلك في ردّ منه على التحية التي وجّهها جنبلاط إلى ضيف المختارة واصفاً إياه بأنه كان في خلال ولايته «من الرجال الرجال».

وبعد أن وضع الحجر الأساس لإعادة إعمار كنيستي مار جريس ومار الياس، إختتم سليمان يوم العودة الطويل بوضع حجر الأساس لمستشفى دير القمر الحكومي حيث ألقى كلمة حضّ فيها مجلس النواب على انتخاب رئيس جديد «يؤمّن استمرار النظام والكيان كي لا تجرفنا عواصف المنطقة»، مشدداً على وجوب «الحفاظ على رأس الدولة للحفاظ على لبنان»، واستذكر سليمان حقبة «الثورة البيضاء» صيف العام 1952 حين لم يكن هناك «لا انقلاب ولا مقاطعة أو تعطيل نصاب، بل منافسة شريفة أفضت إلى انتخاب رئيس جديد بالتوافق بعدما انسحب المرشح حميد فرنجية للمرشح كميل شمعون»، ليخلص إلى كونها «عبرة وإدانة لكل من يستسيغ الفراغ الرئاسي ولا يؤمن بتداول السلطة».

الراعي

بدوره الرعوي، إستذكر البطريرك الراعي «المصالحة الوطنية في الجبل» عام 2001 برعاية البطريرك الكاردينال نصرالله بطرس صفير، من خلال مشهد «الاحتفال بالعودة والمصالحة في بلدة بريح» أمس، وقال في الكلمة التي ألقاها في الاحتفال: «كما يومها دعا غبطة البطريرك صفير إلى المصالحة الوطنية الشاملة لكل المناطق اللبنانية، فإننا نحن اليوم أيضاً ندعو اللبنانيين بكل مكوناتهم إلى شجاعة الاجتماع معاً، وتجديد ميثاقهم الوطني الذي يحمي الجميع»، وأضاف: «نحن بحاجة إلى رئيس قادر، بصبره وحكمته، على أن يقود مسيرة المصالحة الحقيقية التي تنتهي معها حرب المصالح الشخصية، وهي أخطر من الحرب المسلحة».

جعجع

وفي سياق السباق الرئاسي أيضاً، برزت الجولة الخارجية التي يقوم بها مرشح قوى الرابع عشر من آذار رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، والتي استهلها من فرنسا حيث عقد لقاءً للجنة منسقية الحزب شدد فيه على أنّ المشروع السياسي الذي طرحه في برنامج ترشحه لرئاسة الجمهورية «كسر التقليد ودفع عالياً هذا الإستحقاق»، موضحاً أنّ ترشحه يأتي في سياق مناهض «للمقولة التي يتبعها البعض: أنا أو الفراغ» بشكل يؤدي إلى إدخال «المسيحيين ولبنان في المجهول».
 
سلام لـ «الحياة»: لا تأخير في الهبة السعودية غير المسبوقة للجيش
بيروت – وليد شقير باريس - «الحياة»
توزعت المواقف والاتصالات في شأن الاستحقاق الرئاسي اللبناني أمس بين باريس التي شهدت لقاءات تمتد الى اليوم، ومنطقة الشوف التي احتضنت تظاهرة سياسية شعبية لمصلحة الكتلة الوسطية ومهرجاناً وداعياً للرئيس ميشال سليمان قبل 6 أيام من انتهاء ولايته، أكد فيه مواقفه السابقة بضرورة الانسحاب من ساحات الجوار، داعياً الرئيس الجديد الى «التعاون مع المقاومة والسيد حسن نصرالله ضمن استراتيجية دفاعية تحصن الجميع»، وصولاً الى السرايا الحكومية، حيث قال رئيس الحكومة تمام سلام في حديث الى «الحياة» إنه لم يصل الى حد الخيبة من أن يمهد التفاهم الذي حصل على تأليف حكومته لانتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل 25 أيار الجاري.
وعلمت «الحياة» ان زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري انتقل الى العاصمة الفرنسية حيث التقى مساء أمس مرشح قوى 14 آذار للرئاسة رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، وتردد أن الأخير التقى أول من أمس وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، الموجود في العاصمة الفرنسية. كما تردد أن رئيس كتلة «المستقبل» رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة الموجود في باريس التقى أيضاً الأمير سعود الفيصل، الذي يتوقع أن يلتقي اليوم رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط، وكان الأخير التقى قبل يومين السنيورة ومدير مكتب الرئيس الحريري، نادر الحريري في بيروت.
وقالت مصادر مطلعة لـ «الحياة» إن الاتصالات واللقاءات بعيداً من الأضواء تكثفت في بيروت أيضاً بين العديد من الزعامات تمهيداً للجلسة النيابية المقررة في 22 الجاري لانتخاب الرئيس في ظل ما نقل عن رئيس البرلمان نبيه بري من أنه سيدعو الى جلستين لانتخاب الرئيس إذا لم ينتج من جلسة الخميس المقبل جديد، في 23 و24 الجاري (أي آخر يوم من المهلة الدستورية قبل مغادرة سليمان القصر).
وأوضحت المصادر المطلعة لـ «الحياة» ان المخاوف من الشغور الرئاسي واستمرار الجمود كانت وراء كثافة الاتصالات واللقاءات، اضافة الى الضغوط التي تمارس على الطبقة السياسية لتجنب الفراغ.
وقال سلام الذي يزور المملكة العربية السعودية للقاء كبار المسؤولين فيها غداً، حيث سيلتقي الحريري أيضاً، إنه إذا بذلت قيادات قوى 14 و8 آذار ما يحتاجه الأمر يجب ألا يكون هناك أي عائق أمام انتخاب رئيس جديد قبل 25 أيار. وإذ كرر سلام القول إنه يفترض ألا يحصل فراغ إذا لم ينتخب رئيس، بتطبيق المادة 62 من الدستور وتسلم الحكومة صلاحيات الرئاسة، نبه مما سماه «الكأس المرة» ومن أنه «قد يذهب ممثلو الطائفة المارونية الى تحويل الشغور الى فراغ (برفضهم اتخاذ الحكومة قرارات في ظل الفراغ الرئاسي) في إطار المزايدات المارونية. وهذا سينعكس سلباً على المناخ العام وعلى السلطة التشريعية أيضاً». وأضاف رداً على سؤال: «عندما تستحق هذه الحال سنقرر كيفية التعاطي معها... ولكل ظرف قرار ولا يمكن أن أستبق هذا الوضع الذي لا أتمناه».
وإذ نفى سلام التهم الى حكومته بأنها لا تهتم بالإدلاء برأيها في شأن سلسلة الرتب والرواتب وقانون الإيجارات في البرلمان، أكد ثبات الخطة الأمنية لطرابلس والبقاع وبيروت.
وقال سلام لـ «الحياة» إنه سيطرح من خلال الملف الذي يحمله وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس في السعودية، موضوع النازحين السوريين للحصول على دعم منها، وقال انه سيستأنف لاحقاً جولته ليزور دول الخليج.
وأوضح رداً على سؤال حول نسف إعلان بعبدا بعد انتهاء ولاية سليمان وعن ان الخطة الأمنية في البقاع أتاحت لـ «حزب الله» مواصلة تدخله في سورية، أن «وضع «حزب الله غير مريح».
ونفى سلام حصول تأخير في تنفيذ الهبة السعودية، وقال إن «الاتفاق على أنواع الأسلحة للجيش قطع مراحل بعيدة ولا عوائق أمامه». مؤكداً أن الهبة السعودية للجيش بقيمة 3 بلايين دولار غير مسبوقة. وقال: «واجب شكر المملكة على ما قدمته للبنان أمر لا يتقدم عليه شيء».
وعن تأثير الحوار السعودي الإيراني على لبنان قال سلام: «ليس بالضرورة ان يكون للتقارب الإيراني - السعودي مفاعيل في ما يتعلق بتفاصيل أمورنا اللبنانية، لكن من الطبيعي إذا حصل تعاون جديد أن تتم الاستفادة منه بأشكال مختلفة».
وكان يوم الشوف الطويل، لمناسبة اقفال آخر الملفات العالقة من الحرب اللبنانية لمهجري بلدة بريح، تحول الى مشهد سياسي لافت بحضور سليمان والبطريرك الماروني بشارة الراعي وجنبلاط وممثلي الأحزاب المسيحية المختلفة، سواء من «التيار الوطني الحر» بزعامة العماد ميشال عون أو من قوى 14 آذار، وأطلق خلاله سليمان 3 خطابات فدعا الى «الابتعاد عن صراعات المحاور الخارجية والإقلاع عن وهم الاستعانة بالخارج لاستعادة دور أو تحقيق غلبة في الداخل».
وشدد رئيس الجمهورية على أن الدولة الواحدة بجيشها الواحد، الذي يمسك وحده بالسلاح وعناصر القدرة من ضمن استراتيجية دفاعية، هي القادرة على الدفاع عن الوطن وكسر الحواجز والمنعزلات الطائفية... وأكد أهمية ما أقرته هيئة الحوار الوطني في اجتماعها الأخير لجهة الحفاظ على المناصفة واستكمال تطبيق اتفاق الطائف، وتحدث مطولاً عن التعاون بينه وبين جنبلاط قبل رئاسته وأثناءها، قائلاً عنه: «كان خير شريك لي... ولن نسمح لأحد أن يستبيح أو يسطح الثوابت التي نطقنا بها». ودعا لاستغلال الأيام المتبقية لانتخاب رئيس جديد.
وكان جنبلاط قال عن سليمان: «لولا حكمتكم وشجاعتكم وصبركم كادت السفينة تغرق مرات ومرات». وإذ كرر التأكيد على اعلان بعبدا قال: «خيار الوسطية والاعتدال الذي اخترناه سوية يثبت يوماً بعد يوم صوابيته في مواجهة دوامة تناحر الأضداد...».
أما البطريرك الراعي فقال: «ننتظر برجاء من المجلس النيابي انتخاب رئيس قبل 25 أيار». وإذ شكر جنبلاط على التسهيلات لمصالحة بلدة بريح الشوفية، دعا الى «المصالحة السياسية بين فريقي 8 و14 آذار» وأكد «اننا بحاجة الى رئيس يتميز بالتجرد يستكمل عمل المصالحة وتقريب وجهات النظر». وتابع: «نحن بحاجة الى رئيس يواصل خطكم ويبدأ من حيث وصلتم بالبلاد».
 
المشنوق: سنضع معايير لدخول النازحين
بيروت - «الحياة»
أعلن وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق أن «الإجراءات التي تنوي الحكومة اتخاذها في ما خص النازحين السوريين تتعلق بالحد من النزوح إلى لبنان لأنه تحول إلى نزوح اقتصادي بسبب فرص العمل ومساعدات الأمم المتحدة وبخاصة النازحين القادمين من الأماكن الآمنة».
وشدد المشنوق في تصريح أمس على «أننا لن نغلق الحدود بل سنضع معايير لدخول النازحين إلى لبنان، حيث سيتم إدخال من نرى ضرورة لإقامته في لبنان»، ولافتا إلى أن «في لبنان حتى الآن مليوناً و49 ألف نازح سوري مسجل لدى الأمم المتحدة وهذا حمل كبير لا يستطيع لبنان أن يتحمله».
 
جعجع: طرحُنا دفع عالياً الاستحقاق الرئاسي
بيروت - «الحياة» -
قال رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع: «طرحنا في الانتخابات الرئاسية مشروعاً سياسياً كسر التقليد ودفع عالياً هذا الاستحقاق، وأتى واضحاً ومن دون مسايرة لأحد انطلاقاً من قناعاتنا، ولم نحاول خلط الماء بالنبيذ». وأوضح من ضمن سلسلة الاجتماعات واللقاءات التي أجراها في فرنسا، وخصوصاً مع لجنة منسقية فرنسا في «القوات» إن ترشحه هو «ضد المقولة التي يتّبعها البعض «أنا أو الفراغ» ويُدخِلون المسيحيين ولبنان في المجهول». تابع: «نحن نؤمن بالعمل الديموقراطي، والقوات أخذت المبادرة لتصويب الأمور في الاتجاه الصحيح، ونأسف لما يجري من استغلال للدستور بطريقة منافية للأخلاق والديموقراطية عن طريق التعطيل والأوراق البيضاء بشكلها والسوداء بمحتواها».
وأضاف: «هناك آلة تعمل من دون ملل لتشويه صورة القوات اللبنانية فيرجعون دائماً إلى زمن الحرب التي هم ليسوا براء منها على رغم أن الكثير مما يقال هو افتراء وتجنٍ، نحن لا ننكر ما جرى أثناء الحرب، بل نتجرأ على الكلام عن تلك الحقبة وما جرى أثناءها، ولكنهم هم لا يجرؤون على ذلك. ففي الحرب لم نكن نحارب وحدنا، وإذا أرادوا فتح الملفات فلنفتحها كلها عندئذٍ».
 
أحمد الحريري: «حزب الله» يسعى إلى الفراغ
بيروت - «الحياة» -
أوضح الأمين العام لـ «تيار المستقبل» أحمد الحريري «أن ما يهمنا اليوم ألا يقع الفراغ في رئاسة الجمهورية»، وقال إن «حزب الله يريد الفراغ وما يطلقه من مواصفات للرئيس العتيد لا ينطبق على الرئيس الإيراني حسن روحاني حتى»، معتبراً أن «حزب الله لا يكترث لأحد إلا لمصالحه التي تريد أن يصبح جنوب لبنان حدوداً لإيران، بما تيسر من فراغ وتعطيل واستقواء بالسلاح». ورأى «أن الفراغ الذي يسعى إليه حزب الله، في حال حصل، يشكل نكسة للمسيحيين في لبنان، وفق التحذير الذي أطلقه البطريرك الماروني بشارة الراعي من أن الفراغ يلغي المكون المسيحي، بالتقاطع مع مواقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان التي تحذر من مشروع خبيث ينهي المناصفة، عبر المؤتمر التأسيسي، الذي يحاول حزب الله الوصول إليه من خلال الفراغ المنشود في رئاسة الجمهورية».
كلام الحريري جاء خلال تنظيم «تيار المستقبل» في ورشة عمل عن طرابلس، افتتحها بمداخلة سياسية استهلها بتوجيه التحية إلى كوادر التيار في طرابلس «على صمودهم طوال السنوات الثلاث الماضية في وجه المخطط الذي أراد الخراب لعاصمة الشمال، عبر حكومة (الرئيس) نجيب ميقاتي التي كانت رأس حربة التآمر على طرابلس وأشرفت على 20 جولة عنف خدمة لأجندة حزب الله ونظام الإجرام في سورية».
 
«ائتلاف الديمقراطيين اللبنانيين» إطار شيعي لكسر «الثنائية» بعد «احتكار» حزب الله و «أمل» تمثيل الطائفة

بيروت: «الشرق الأوسط» .. أعلن مجموعة من الناشطين والمثقفين الشيعة في لبنان وضع النواة الأولى لتأسيس أول إطار تنظيمي لتجمع شيعي خارج ثنائية «حزب الله» وحركة أمل السياسية، أطلقوا عليه اسم «ائتلاف الديمقراطيين اللبنانيين»، يهدف إلى التأكيد أن مواقف الثنائية الشيعية «لا تعبر عن كل أبناء الطائفة»، وتدين تحويل جنوب لبنان إلى «إيران لاند».
ويأتي هذا التجمع الذي يضم «العشرات من المثقفين والناشطين الحقوقيين والأساتذة الجامعيين، ومعظمهم من اللبنانيين الشيعة»، كما يقول أحد مؤسسيه مجيد مطر لـ«الشرق الأوسط»، محاولة لتأسيس إطار تنظيمي للأصوات الشيعية المعارضة لـ«حزب الله» وحركة أمل اللذين يعتبران التشكيلين السياسيين الأبرز في المشهد السياسي اللبناني، ويمثلان النواب الشيعة في البرلمان اللبناني، كما يمثلان حصة الشيعة من الوزراء في الحكومة.
وعلى الرغم من أن أصواتا شيعية كثيرة أعلنت معارضتها لـ«حزب الله» ولمواقفه في لبنان وتدخله في سوريا وارتباطه بإيران، فإن هذه الأصوات لم تتشكل في إطار تنظيمي، وبقيت فردية. وكانت «الخلوة» الثانية عقدت مساء السبت، وتابع المجتمعون البحث في وثيقته السياسية وهيكليته التنظيمية اللتين يعد للإعلان عنهما خلال الأسابيع المقبلة.
واستهل «ائتلاف الديمقراطيين اللبنانيين» نشاطه من خلال اجتماعه التأسيسي الثاني بإدانة التصريح الذي أدلى به المستشار العسكري للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، وجاء فيه أن «خط الدفاع الأول عن إيران لم يعد في الشلامجة وإنما في جنوب لبنان». ورأى الائتلاف أن هذا التصريح «لا يترك للاجتهاد محلا في الطبيعة التوسعية للسياسة الإيرانية، فضلا عما يمثله من إهانة صريحة للبنانيين كافة»، معتبرا أن هذا التصور الإيراني للبنان «هو إعادة إنتاج، على نحو إقليمي مكبر، لمنطق «اتفاق القاهرة» الذي لم يعانِ منه أحد من اللبنانيين كما عانى أهل الجنوب».
ودعا الائتلاف اللبنانيين الشيعة إلى المبادرة للتعبير، أفرادا وجماعات، عن براءتهم من هذا الكلام جملة وتفصيلا، «وإلى التعبير عن تنزيههم أن يتحول جنوب لبنان إلى «إيران لاند»، وأن تتحول الطائفة الشيعية إلى «طائفة متعاملة» في خدمة التوسعية الإيرانية.
ويعرف مطر عن الائتلاف بالقول: «إنه محاولة لمأسسة هذه المواقف كمجموعة شيعية تعمل في أفق وطني شبيه بالأحزاب المسيحية الديمقراطية في أوروبا». وتوجب هذه الرؤية على المنضوين في الائتلاف «احترام العقد الاجتماعي والدستور، وعدم الانفتاح على تحالفات خارج إطار الدولة اللبنانية»، في رد على العلاقة التي تربط «حزب الله» بإيران. ويؤكد: «إننا نحترم التنوع واتفاق الطائف ونرفض أن تكون إيران مرجعية الشيعة، بل يجب أن تكون الدولة اللبنانية مرجعيتهم».
ويضم الائتلاف: «عشرات الناشطين اللبنانيين، معظمهم من الشيعة»، أبرزهم الكاتب والناشط لقمان سليم، والناشط الحقوقي مجيد مطر الذي يؤكد أن الهدف الأساس لهذا التجمع هو «الرفض بالمساس بسيادة لبنان»، موضحا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أنه «حراك ثابت بأفق لبناني عام محصور بالشيعة، ونمتلك نظرة وطنية خاصة للمواقف التي يجب أن تصدر عن الشيعة، لأن بعض المواقف الصادرة عن الطائفة لا تمثل كل أفرادها، ويجب أن يرد عليها».
ويضيف: «نحاول إيصال رسالة للداخل اللبناني والمحيط العربي بأننا نرفض السياسات التي تمس بسيادة لبنان، ولا بد من اتخاذ مواقف من أشخاص حاولوا جعل الجنوب اللبناني ساحة إيرانية»، مشددا على أن «مواقف السيادة لا تتجزأ».
ولا يدعي الائتلاف أنه أول صوت معارض للثنائية السياسية الشيعية اللبنانية، «على الرغم من أنه أول محاولة تنظيمية لجمع الناشطين الذين يؤمنون بالمواقف نفسها». فمن المعروف أن تيارا شيعيا آخر كان برز على الساحة السياسية الشيعية، تزعمه أحمد الأسعد، نجل رئيس البرلمان اللبناني الراحل كامل الأسعد، وحمل اسم «تيار الانتماء اللبناني». كما برز الوزير الأسبق إبراهيم شمس الدين في مواقف معارضة للثنائية الشيعية، لكن صوته بقي فرديا. كذلك رياض الأسعد، ومفتي جبل عامل السابق السيد علي الأمين، وغيرهم.
 
لبنان أمام «سيناريوات متضاربة» قبل «خميس الرئيس» ... أو الاستعداد للفراغ وجعجع التقى الحريري في باريس
 بيروت - «الراي»
«حبس أنفاسٍ»، «حرب نفسية»، «عضّ أصابع» و«عدّ اصوات». هذا غيض من فيض «ما ينتاب» لبنان قبل ستة أيام من انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان، فإما يسلّم «الأمانة» الى خلَف منتخب في «ربع الساعة الاخير» ويتجدّد «الستاتيكو» الذي يحكم الوضع اللبناني منذ تشكيل حكومة الرئيس تمام سلام، وإما يحلّ الشغور الذي يمكن ان يفتح البلاد على لعبة التوازنات الجديدة الآخذة بالارتسام في المنطقة المترنّحة فوق «فوهة» يتزاحم فيها «الماء والنار» في ملفات مرشحة للاحتواء وأخرى برسم المزيد من «التشظيات».
هي أيام فاصلة يعيشها لبنان الذي يضرب الخميس المقبل موعداً مع جلس انتخابية خامسة تنصبّ الجهود الداخلية والخارجية كي لا تنتهي الى الحصيلة نفسها للجولات الرابعة السابقة اي الى عدم تأمين النصاب وان تفضي الى «الإفراج» عن الرئيس الـ 13 للبنان وقطع الطريق على سابقة لم تشهدها البلاد في تاريخها وهي ان يستلم رئيسٌ (سليمان) الحكم من فراغ استمر ستة اشهر بعد انتهاء ولاية العماد اميل لحود خريف 2007 وان يسلّم الى فراغ لا يُعرف الى متى قد يستمرّ. وهذا التطوّر اذا حصل لن يكون ممكناً قراءته الا على انه إمعان في تظهير «الازمة البنيوية» في النظام اللبناني وتحديداً في «جمهورية الطائف» التي انطلقت «على أشلاء» رئيسٍ اغتيل (رينية معوض في نوفمبر 1989)، وأكملت مع رئيسٍ مدّد ولايته ثلاث سنوات (الياس الهرواي)، وخلَفٍ كرّر تجربة التمديد (اميل لحود) التي أدخلت البلاد في نفق مظلم من الانقسام الحاد الذي شكّل عامل الوجود السوري احد «فتائله» الرئيسية وانفجر مع اغتيال رئيس الحكومة رفيق الحريري (فبراير 2005) وصولاً الى تركه سدة الرئاسة لفراغ لم يتم ملؤه الا بعد إحداث اختراق «عسكري» كسر التوازنات في مايو 2008 (العملية العسكرية لـ «حزب الله» في بيروت والجبل) ومهّد لـ «اتفاق الدوحة» الذي أمّن تفاهماً متكاملاً على الانتخابات الرئاسية والحكومة الجديدة والقانون الذي حكم انتخابات 2009.
واذا كان فراغ الـ 2007 - 2008 لقي «حاضنة» عربية - اقليمية - دولية تضمن إنهاءه بأقل الخسائر، فان المشهد الخارجي لا يشي بأن «الجرّة قد تسْلم هذه المرّة»، ولا سيما في ظل الموقف العربي - الدولي البالغ الوضوح بان الاستحقاق الرئاسي «شأن لبناني» وان الاجندة الخارجية مثقلة بملفات ساخنة ولا مكان فيها لـ عبء» اضافي، وان من الأفضل للبنانيين تدبُّر أمرهم في الاستحقاق الرئاسي «بالتي هي أحسن» وضمن المهلة الدستورية عوض ترك هذا الملف بعدها للعبة التوازنات والمقايضات الخارجية التي لم تحصد «بلاد الأرز» يوماً منها الا الخيبات.
وقبل اربعة ايام من جلسة 22 الجاري التي يُرجح بحال لم تفض الى انتخاب رئيس ان يعقبها رئيس البرلمان نبيه بري بدعوات متتالية في الايام الثلاثة الأخيرة من انتهاء المهلة الدستورية وانتقال صلاحيات رئاسة الجمهورية الى مجلس الوزراء مجتمعاً، برزت سيناريوات عدة لـ «الخميس الموعود» راوحت بين حديْ «قمة التفاؤل» بانها ستخرج برئيس، و«قمة التشاؤم» بانها ستمهّد للفراغ. وهذه السيناريوات هي:
* ان لا يؤمن فريق «8 آذار» والعماد ميشال عون نصابها (86 نائباً من اصل 128) على غرار ما فعل في الجلسات السابقة تحت عنوان «التفاهم اولاً» على اسم الرئيس بالنسبة الى «حزب الله» وهو ما كرّره القيادي فيه ابراهيم امين السيد اول من امس من بكركي، والحصول على موافقة «تيار المستقبل» (بقيادة سعد الحريري) على ترشّحه بالنسبة الى العماد عون.
* ان يؤمّن فريق «8 آذار» او العماد عون النصاب ويكرر سيناريو الاوراق البيض في وجه مرشّح «القوات اللبنانية» الذي سيبقى في هذه الحال سمير جعجع، فيكون هذا الفريق «برأ ذمّته» تجاه الكنيسة المارونية تحديداً كما المجتمع الدولي ورفع عنه مسؤولية تحميله تبعات الفراغ من خلال رفضه تأمين النصاب.
* ان يتوافر النصاب وتحصل المفاجأة بانتخاب العماد عون رئيساً كما يروّج قريبون من الأخير متحدّثين عن «أصوات في الجيب» تناهز 61 صوتاً، وان الاصوات الاربعة الباقية لإكمال «النصف زائد واحد» (65 صوتاً) يمكن ان تأتي من «هنا او هناك» من الكتلة المستقلّة.
* ان يتوافر النصاب ويخرج عون «الى الضوء» في ترشّحه وينال قرابة 60 صوتاً، فيكون ضمَن بذلك تفوّقه على مرشح «14 آذار» وحجز لنفسه موقعاً متقدماً بين المرشحين في مرحلة الفراغ او ما قبلها، فإما ينجح في تأمين الاصوات المطلوبة او موافقة «تيار المستقبل» او يكون كرّس نفسه «الصانع الرئيس للرئيس العتيد».
* ان يتأمن النصاب وتكون التوافقات الداخلية برعاية خارجية أمنت تفاهماً على اسم تسْووي يشعر جميع الاطراف بان لهم حصة فيه ويشكّل استمراراً بمواصفاته للمناخ الذي وفّر تشكيل حكومة الرئيس سلام مستفيداً من «المهادنة» السعودية - الايرانية.
وفي ظل كل هذه السيناريوات وعلى وقع النصائح الخارجية بتفادي انتظار مآل التقارب الايراني - السعودي الذي لن تتضح آفاقه قبل تلبية وزير الخارجية الايراني دعوة الرياض الى زيارتها، تبقى الاحتمالات السلبية راجحة حيال الاستحقاق الرئاسي وسط ملامح مساع للتكيف الاستباقي مع الفراغ، من دون ان تسقط بالكامل الفرصة الضئيلة المتبقية لمفاجأة انتخابية. علماً ان دوائر سياسية لم تستبعد ايضاً إمكان وقوع فراغ لوقت غير طويل يكون حصل خلاله «إنهاك» الاطراف الداخليين وحشْرهم في زاوية «آخر الدواء الكي» اي رئيس من خارج التقابُل بين 8 و 14 آذار.
وفي موازاة ذلك، اكتسبت ثلاثة تطورات اهمية بارزة وهي:
* اللقاء الذي جمع ليل اول من امس جعجع وسعد الحريري في باريس والذي شكل الاستحقاق الرئاسي العنوان الابرز فيه ويفترض ان يكون حدد خريطة طريق تعاطي «14 آذار» مع المراحل اللاحقة من السباق الرئاسي سواء بالنسبة الى استمرار السير برئيس حزب «القوات اللبنانية» او اعتماد مرشح آخر، وما الخطوات الكفيلة تفادي الفراغ.
* الرسالة الاولى من نوعها في ولايته التي وجّهها الرئيس سليمان، الذي يقيم السبت المقبل احتفالاً في قصر بعبدا يلقي فيها خطاباً وداعياً، الى مجلس انواب وحضّه فيها على انتخاب رئيس جديد للبلاد في ما تبقى من المهلة الدستورية. واعتُبرت هذه الخطوة بمثابة «جرس انذار» حيال الاحتمال المتعاظم لحلول مرحلة الفراغ الرئاسي بعد 25 مايو ويرجح ان يقوم رئيس البرلمان نبيه بري بتلاوة الرسالة في جلسة الخميس المقبل.
 
حاول استثمار المسألة سياسياً
“حزب الله” يغضب المسيحيين باعتراضه على زيارة الراعي إلى القدس
بيروت – “السياسة”:
أثار عدم تعليق “حزب الله” إعلامياً على الزيارة المنتظرة للبطريرك بشارة الراعي إلى الأراضي الفلسطينية, رغم كل الحملة التي مارسها فريق “8 آذار” جدلاً كبيراً في الأوساط اللبنانية.
واعتبر مراقبون أن امتناع الحزب عن التعليق بمثابة النأي بالنفس عن الموضوع, حتى لا يظهر بمظهر المنتقد لرأس الكنيسة المارونية ويثير حساسية في الوسط المسيحي.
وقالوا إن حقيقة موقف “حزب الله” ظهرت أول من أمس, عندما أرسل وفداً قيادياً منه إلى بكركي لمعاتبة الراعي مباشرة وتحذيره من تداعيات الزيارة, معتبرين أن “الهدف بالتأكيد ليس تسجيل موقف إعلامي وإنما استثمار المسألة سياسياً”.
وأثارت انتقادات “حزب الله” لزيارة الراعي غضباً كبيراً في الأوساط المسيحية, حيث ظن كثيرون منهم أن زيارة الوفد ستكون من أجل بحث الاستحقاق الرئاسي, “إلا أنهم فوجئوا بأنها لم تتضمن البحث في موضوع الانتخابات, بل في ربطه بموضوع زيارة القدس وهنا مكمن خطورة موقف الحزب”.
ورجح مصدر مقرب من بكركي, أن كلام رئيس المجلس السياسي في الحزب إبراهيم أمين السيد على درج الصرح البطريركي, انطوى على تهديد للبطريرك الراعي, خاصة أنه استخدم عبارات مثل “التداعيات السلبية لزيارة القدس”.
وقال المصدر إنه “لم يقصد بالطبع أن إسرائيل ستستفيد من سفر الراعي إليها, وإنما ألمح إلى تداعيات داخلية لبنانية, تتعلق بموقف الحزب بالموارنة عموماً”, مشيراً إلى أن تلك النقطة تمثل مكمن الخطورة بعد ربط الأمر بموضوع الاستحقاق الرئاسي.
وأوضح أن “حزب الله” هو الذي يعطل جلسات الانتخاب, وليس العماد ميشال عون, مضيفاً “صحيح أن للأخير مصلحة شخصية لكن في هذه المسألة, فإنه لا يلعب إلا دور الواجهة المسيحية لمشروع التعطيل الذي يمارسه المحور الإيراني السوري, لغايات وأهداف إقليمية, لا علاقة لها باللعبة السياسية الداخلية”.
واعتبر أن ذلك “يؤكد مخالفة حزب الله لاتفاق سابق داخل فريق قوى 8 آذار, بأن تترك إدارة معركة الانتخابات الرئاسية لعون نفسه”, لافتاً إلى “أن الحزب سارع بعد أول جلسة انتخابية إلى تولي المسألة برمتها, فارضاً شروطه الخاصة لإكمال النصاب وإنجاز الانتخابات, بالتزامن مع تصريحات صفوي المعروفة التي تلغي مفاعيلها لو طبقت وجود لبنان من أساسه”.
وأكد أنه ليس من المستغرب أن يستكمل “حزب الله” حملته التعطيلية, أو يتوجها بما يشبه تهديد بطريرك الموارنة شخصياً.
وجاءت تلك المواقف, بالتزامن مع استعدادات فريق “8 آذار” للتحكم في فوضى الفراغ حين يحصل بعد أيام, حيث ستكون الخطوة الأولى في شل عمل الحكومة بذريعة أو أخرى.
ومن اللافت أن النواب المسيحيين الذين يفكرون في مقاطعة مجلس النواب بعد شغور موقع الرئاسة, سيساهمون من حيث لا يعلمون في لعبة الفراغ من خلال تعطيلهم للمجلس وللعمل التشريعي أيضاً.
 

المصدر: مصادر مختلفة

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 157,195,723

عدد الزوار: 7,058,682

المتواجدون الآن: 72