مخاوف لبنانية من أحداث أمنية تسبق التوافق على رئيس جديد للبلاد وقائد الجيش وصف المرحلة بـ«الحساسة والدقيقة»..انزعاج غربي من رفع توقعات عون وتشكيك بحظوظه للوصول إلى الرئاسة....واشنطن وباريس تشجعان على إيجاد بديل للأقطاب الموارنة الأربعة...الراعي يبدأ زيارته للأراضي المقدسة... مؤيّدوها يعتبرونها «خطوة طبيعية» ومعارضوها يصفونها بـ «التطبيعية»

المالكي رئيساً لإقليم لبنان؟.....الرفاعي يشرح لـ"النهار" كيف سيحكم مجلس الوزراء: "الشغور يعني خروج المسيحيين من المعادلة"...سليمان يختتم اليوم ولايته الرئاسية ويغادر بعبدا: التعطيل السياسي أخّر إنجاز الكثير من الأمور

تاريخ الإضافة الأحد 25 أيار 2014 - 5:23 ص    عدد الزيارات 1705    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

يوم الوداع فجر الفراغ
النهار...
بعد ظهر اليوم، وقبل أقل من 12 ساعة من نهاية ولايته الدستورية التي بدأت في 25 أيار 2008، يغادر الرئيس الثاني عشر للجمهورية اللبنانية ميشال سليمان قصر بعبدا ليصير من غد رئيسا سابقا، فيما يغرق القصر ومعه الجمهورية في فراغ رئاسي نتيجة تعطيل الانتخابات الرئاسية على أيدي القوى التي سخرت مفهوما وممارسات للتعطيل تحت ستار حق ديموقراطي في إفقاد الجلسات الانتخابية النصاب، منتهكة بذلك جوهر التزام الدستور في تداول السلطة ومنع الشغور في المنصب الدستوري الاول في البلاد.
يغادر الرئيس سليمان قصر بعبدا بخروج مشرّف تحت حصانة احترامه للدستور والتزام تعهده رفض انتهاكه، من خلال رفضه تمديد ولايته، فيما تنفتح البلاد على مسار أزمة سياسية ورئاسية وعلى حقبة محفوفة بالغموض والمجهول مع فجر الفراغ الذي لا يملك احد ان يتكهن بمداه وتداعياته وانعكاساته على البلاد ولو انتقلت الصلاحيات الرئاسية من غد الى مجلس الوزراء مجتمعا.
"أغادر وأنا مرتاح الضمير ولدي أمل في ان معالم الدولة بدأت ترتسم منذ ثلاثة اشهر وها هم اليوم اتفقوا على الجلوس معا في حكومة كنت أطالب بها من أول يوم من عهدي". قال الرئيس سليمان امس للمراسلين في قصر بعبدا مودعا ومحاولا ترك انطباعات من شأنها ان تخفف وقع الفراغ الذي سيخلفه والذي حرمه تسليم الامانة الى رئيس منتخب جديد. وطمأن الى ان الحكومة قادرة على ادارة الاوضاع في حال الشغور لكنه لم يكتم "خشيته حصول أمر آخر غير منتظر فهناك من يريد تنفيذ الشر".
وظهر اليوم يلقي الرئيس سليمان خطاب الوداع الرئاسي امام المدعوين الرسميين والنواب والسفراء والاعلاميين في قصر بعبدا وتستغرق تلاوته نحو 21 دقيقة متضمنا جردة واسعة من الانجازات الاساسية من دون اغفال مواطن الاخفاقات والعثرات التي اعترضت مسيرة عهده ليخلص الى الوصية والخلاصات وفي مقدمها الحض على تقصير أمد الفراغ الى أقصى حد ممكن.
واذا كان الحدث اللبناني سيتركز على الخطاب الوداعي للرئيس المنتهية ولايته مع انتصاف الليل فان تداعيات الفراغ لن تقف عند حدود الاحتفال الوداعي في قصر بعبدا وحده.
14 آذار في المجلس
وعلمت "النهار" ان نواب قوى 14 آذار قرروا الحضور الى مجلس النواب بعد ظهر اليوم للتعبير عن اصرارهم على ضرورة انجاز الاستحقاق الرئاسي في الساعات الاخيرة للمهلة الدستورية. وتقررت هذه الخطوة في اجتماع لهؤلاء النواب عصر امس بعد مشاورات استمرت يومين. وفي هذا الاطار كان هناك اقتراح للنائب سامي الجميل عضو كتلة الكتائب أن يستمر وجود النواب في ساحة النجمة من السادسة مساء وحتى منتصف الليل. ولقي الاقتراح تأييدا من نواب كتلة "القوات اللبنانية" و"المستقبل" والمستقلين. وبعد التشاور اتفق على ان يتولى رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة الاتصال برئيس مجلس النواب نبيه بري وهذا ما حصل مساء امس على ان تجري اتصالات اليوم مع رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط من أجل طرح اقتراح مشاركته في اللقاء النيابي اليوم والذي سيلي مباشرة الاستقبال الذي سيقام ظهرا في قصر بعبدا. وفهم ان الاتصالات ستشمل أكبر عدد ممكن من الكتل النيابية.
وقال مصدر نيابي بارز في 14 آذار لـ"النهار" إن هذه "الخطوة الرمزية تعبير عن حزننا وحزن اللبنانيين عموما لعدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية يدخل قصر بعبدا غدا. كما ان الخطوة تمثل اصرارنا على بذل المحاولات لانتخاب رئيس جديد حتى آخر يوم ضمن المهلة الدستورية، وهذا ما يتطلع اليه اللبنانيون ويرجون تحقيقه. وما حصل حتى الآن ليس في مصلحة النظام الديموقراطي وتاليا ليس في مصلحة لبنان".
وعلم ايضا ان بيانا سيتلى باسم المجتمعين للتعبير عن موقفهم في نهاية التجمع.
كما علمت "النهار" ان عددا من النواب وخصوصا من "كتلة المستقبل" سيجرون مشاورات في السعودية مع الرئيس سعد الحريري في شأن آفاق مرحلة ما بعد 25 أيار الجاري. ومن المقرر ان يعود هؤلاء الى بيروت قبل الثلثاء المقبل استعدادا لاحتمال انعقاد الجلسة النيابية العامة المتعلقة بسلسلة الرتب والرواتب.
الجلسة الاخيرة
وسط هذه الاجواء، عقد مجلس الوزراء جلسته الوداعية للرئيس سليمان الذي أسف خلالها لعدم انتخاب رئيس جديد في الموعد الدستوري مشددا على ضرورة انتخابه بسرعة. وأثنى رئيس الوزراء تمام سلام على انجازات العهد مخاطبا سليمان قائلا: "كنتم لنا جميعا القدوة والقيادة المثالية ونحن مؤتمنون دستوريا على الوطن بالنيابة عن فخامتكم وبالوكالة عن رئاسة الجمهورية". وقدم الى سليمان درعا تذكارية.
وأقام سليمان على الاثر مأدبة على شرف سلام والوزراء وقريناتهم وألقى الكلمة الوداعية التي أشاد فيها بالحكومة وعملها مبرزا تعاونه مع سائر رؤساء الحكومات التي تعاقبت في عهده مبديا استعداده لان يكون في تصرف الجميع للمساعدة في موضوع رئاسة الجمهورية والاتفاق على شخص لهذا الموقع من خلال لقاءات مع الاطراف.
الى ذلك، برز موقف لافت امس للنائب وليد جنبلاط أكد فيه انه لا يزال عند موقفه من حيث رفض ترشيح رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع المعلن وترشيح رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون المضمر. وأمل في حديث الى محطة "المنار" أن تقوم الحكومة بمهمات الرئاسة "ولا يجرنا بعض الافرقاء الى المزايدة الطائفية ويعرضوا الحكومة لنكسة او استقالة وندخل في دوامة اخرى".
 
سليمان يختتم اليوم ولايته الرئاسية ويغادر بعبدا: التعطيل السياسي أخّر إنجاز الكثير من الأمور
النهار..
قبل يوم واحد من مغادرته قصر بعبدا مختتماً ولايته الرئاسية، استقبل رئيس الجمهورية ميشال سليمان في القصر الجمهوري أمس، السفيرة البلجيكية كوليت تاكيه، لمناسبة انتهاء مهمتها الديبلوماسية في بيروت.
وتقديرا لدورها في تعزيز العلاقات اللبنانية - البلجيكية طوال فترة وجودها في لبنان، منحها سليمان درع رئاسة الجمهورية متمنيا لها التوفيق في مهماتها الجديدة.
رنده بري ومي ميقاتي
وكان سليمان استقبل، في حضور السيدة وفاء سليمان، السيدة رنده نبيه بري ومنحها وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط اكبر، "تقديراً لنشاطاتها الانسانية وفي خدمة دور المرأة اللبنانية والعربية".
كذلك قلد في حضور السيدة وفاء سليمان، السيدة مي نجيب ميقاتي وسام الارز الوطني من رتبة كومندور، "تقديراً لنشاطاتها الانسانية وفي خدمة دور المرأة اللبنانية والعربية".
هدى السنيورة
كذلك منح السيدة هدى السنيورة وسام الارز من رتبة كومندور، "تقديرا لنشاطاتها الانسانية وفي خدمة المجتمع وخدمة دور المرأة اللبنانية".
وزار بعبدا العميد علي عواد الذي قدم إلى رئيس الجمهورية كتابه "الرأي العام بين الدعاية والاعلام".
ومن زوار بعبدا وفد من مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية التابع لقيادة الجيش، قدم اليه درعا تقديرية لشكره على رعايته المؤتمر الذي نظمه المركز قبل فترة.
تكريم موظفي القصر
وكان سليمان كرّم وعقيلته السيدة وفاء العاملين في المديرية العامة لرئاسة الجمهورية شاكرا لهم وللاعلاميين المعتمدين الجهود التي بذلوها طوال عهده، معرباً عن اقتناعه بأن معالم الدولة بدأت ترتسم خلال الأشهر الأخيرة، من خلال التعيينات التي أقرت والتي كانت للمرأة حصة بارزة فيها، معتبراً "أن التعطيل السياسي أخّر انجاز الكثير من الأمور". واذ أعرب عن اطمئنانه إلى وعي الاطراف أهمية المحافظة على الاستقرار الأمني في المرحلة المقبلة أبدى خشيته من وجود متضررين من هذا الاستقرار قد يعمدون إلى الاصطياد في الماء العكر".
ورأى ان "المقاومة لا تتضرر من نشوء الدولة، لا بل ذلك يحمى دورها"، متسائلا "لماذا التحرير إن لم يؤد الى دولة ديموقراطية راقية مبنية على العدالة وتكافؤ الفرص؟"وقال "إن هدف التحرير هو أن يتحرر الإنسان من العبودية، عبودية الزعيم، او العبودية في الوظيفة، او في التصفيق او في سائر القضايا، وإن من ضحى وحرر ودفع دماءه يريد هذا النوع من التحرير، الا أن الاستغلال السياسي لا يريده".
شقير
وكان المدير العام لرئاسة الجمهورية انطوان شقير ألقى في مستهل الاحتفال كلمة نوه فيها بأن "الرئيس سليمان كان الرئيس والقائد والأب للجميع"، لافتا الى "شجاعته بمواقفه السيادية والميثاقية، وحفاظه على شرعية الرئاسة وتثبيت كيانها". كما شكر السيدة سليمان "لما شكلته من سند قوي لفخامته في مسيرته المشرفة وفي ممارسته الصعاب طوال ولايته، والأم الأولى والداعمة الأولى لحقوقِ المرأة وحقوقِ الطفل".
و قدم شقير درعا تقديرية إلى الرئيس سليمان وهدية تذكارية إلى قرينته، فيما منحه رئيس الجمهورية وسام الارز الوطني من رتبة ضابط اكبر.
لواء الحرس
وكان لواء الحرس الجمهوري أقام مساء الاربعاء عشاء على شرف رئيس الجمهورية وقرينته، حضره نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني سمير مقبل ووزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق والوزير السابق مروان شربل وقائد الجيش العماد جان قهوجي وقادة الاجهزة الامنية، الى جانب ضباط لواء الحرس وقريناتهم.
وألقى قائد لواء الحرس العميد وديع الغفري كلمة حيا فيها الرئيس سليمان وقرينته، منوها بما قام به رئيس الجمهورية طوال السنوات المنصرمة من عهده في خدمة لبنان، ومتمنيا له ولعائلته دوام
الصحة.
ثم ألقى الوزير المشنوق كلمة اشاد فيها بما قام به رئيس الجمهورية. ورد سليمان منوها بما قام به الضباط والأفراد في لواء الحرس الجمهوري من مهمات تكللت بالنجاح في الداخل والخارج.
على صعيد آخر، طلب سليمان من وزير العدل أشرف ريفي اجراء المقتضى، بحسب الصلاحية، لوقف السير بطلبات التحقيق في بعض القضايا التي سبق أن حولها الى وزارة العدل، اذا كانت القوانين المرعية تجيز ذلك.
 
تضخَّم ملف التفرغ في الساعات الأخيرة فسقط بالضربة القاضية رئيس الجمهورية أبدى استعداداً للمساعدة في موضوع الانتخابات
النهار..هدى شديد
سقط ملف تعيينات مجلس العمداء والاساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية بالضربة القاضية في الجلسة الوداعية الاخيرة برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان قبل يوم على انتهاء ولايته.
الى القصر الجمهوري حمل وزير التربية الياس بو صعب ملفاً متكاملاً لتعيين العمداء وتفريغ الاساتذة، ساعياً مع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة تمام سلام الى طرحه من خارج جدول الاعمال، معتبراً انه ضروري وملحّ، ويفترض اقراره لانقاذ الجامعة من الشغور والفراغات المتزايدة, ولكن وفق المعلومات من مصادر مطلعة ان ثلاثمئة اسم اضيفت الى السبعمئة المطروحين للتفرغ في الساعات الاخيرة، الامر الذي رفضه الرئيس سلام. كما ان توزيع العمداء شكل بدوره عقدة اضافية على الملف المثقل بالبازار السياسي والمداخلات السياسية والتي ظهرت في الساعات الاخيرة. وعلم أيضا من المصادر المطلعة على الملف أن هاتين العقدتين جعلتا عملية بت الملف اشبه بمعجزة، مع العلم ان رئيس الجمهورية كان يفضل انجاز هذا الملف في نهاية عهده، وهو لم يطلب سوى ان يترافق تثبيت الاساتذة المتفرغين مع تعيين مجلس العمداء، وهذا ما عمل عليه الوزير ابو صعب.
ساعة ونصف الساعة من المفاوضات قبل الجلسة افضت الى القبول بطرح هذا الملف من خارج جدول الاعمال، ولكنه سقط (نتيجة) النقاش، واستمرار الرئيس سلام في الاعتراض على تضخم ملف التثبيت، وبروز اعتراضات وزارية اخرى، على عدم الاطلاع على الاسماء المقترحة لمجلس الجامعة، مسبقاً.
اسقاط المشروع اثار غضب وزير التربية الذي عبر بعد الجلسة عن خيبته من التعاطي بخفة مع مشروع تحتاجه الجامعة اللبنانية، وهو متوقف منذ عشر سنوات، فضلا عن ان عدم تثبيت الاساتذة المتفرغين سيؤدي الى افراغ الجامعة. وكشف ان الرئيس سلام وافق على مجلس العمداء واعترض على ملف التفرغ، ووزير الاتصالات بطرس حرب اعترض على تعيين مجلس العمداء من دون إدراجه على جدول الاعمال للاطلاع عليه قبل طرحه.
وتعليقا على هذا الملف، قال وزير الداخلية نهاد المشنوق بعد الجلسة "إن قرارا بالتفرغ في الجامعة لا يتخذ بهذه السرعة، فهذا تسرع وليس تفرغا".
في المقابل، نجحت الحكومة في آخر جلسة لها في القصر الجمهوري في وضع سياسة حكومية موحدة في شأن النازحين السوريين وتم الاتفاق على تشكيل خلية طوارئ برئاسة الرئيس تمام سلام، وكلف فيها كل من وزير الداخلية نهاد المشنوق ووزير الخارجية جبران باسيل ووزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس مهمة معينة، بحيث كلف المشنوق تنظيم عملية النزوح وفقا للمعايير الدولية بغية تأمين عودة آمنة للنازحين الى بلادهم. كما كلف الوزير باسيل السعي الى اقامة مخيمات آمنة في سوريا أو في المنطقة الحدودية العازلة بين لبنان وسوريا. أما الوزير درباس فكلف اتخاذ الاجراءات المناسبة للحد من تدفق اعداد النازحين وتأمين حاجاتهم الملحة وتعزيز قدرات المجتمعات المحلية المضيفة لهم.
وقبل الجلسة، كان لافتاً ما أعلنه الوزير جبران باسيل رداً على سؤال عما إذا كانت الحكومة ستستمر في عملها بعد الشغور في الرئاسة بحيث قال: "عمل الحكومة لن يستمر كما هو الآن مع بدء مرحلة الشغور".
أما الوزير بطرس حرب فقال: "أنا وزير ماروني ولن أقاطع الحكومة".
كلمتان
وكان رئيس الجمهورية أسف في كلمة له لعدم انتخاب رئيس جديد في موعد الاستحقاق الدستوري، مشدداً على ضرورة انتخابه بسرعة، باعتبار أنه "رأس الدولة ورمز وحدة الوطن وحامي الدستور". واعتبر أنه من ضمن موقعه وخبرته يستطيع أن يكون في تصرف الجميع للمساعدة في موضوع رئاسة الجمهورية والاتفاق على شخص لهذا الموقع، "وبقدر ما تُقبل مساعدتي فإني مستعد للعب هذا الدور، وعلى الأقل يمكنني أن أتحرك بحرية أكثر من السلطات المعنية بالانتخاب لأنني لا انتخب وليس لدي بعد نواب ينتخبون، لذلك يمكنني التحرّك ولقاء الأطراف لنصل الى حل".
من جهته اعتبر الرئيس سلام أن عهد الرئيس سليمان "مليء بالأحداث والانجازات والمواقف الوطنية، إضافة الى القرارات المتزنة والمتوازنة، "مؤكداً أن حكومة المصلحة الوطنية مؤتمنة دستورياً على الوطن "بالنيابة عن فخامتكم، وبالوكالة عن رئاسة الجمهورية"، آملاً في إكمال مسيرة الرئيس سليمان لتسليم الأمانة ويكون الوطن وأبناؤه بخير".
 
الرفاعي يشرح لـ"النهار" كيف سيحكم مجلس الوزراء: "الشغور يعني خروج المسيحيين من المعادلة"
محمد نمر
لم يعد همّ القوى السياسية خلال الساعات المقبلة انقاذ الجمهورية بانتخاب رئيس جديد للبلاد، بل البحث عن آليات العمل التشريعي والتنفيذي في ظل الشغور الرئاسي القاسي دستورياً، بعدما قاد نواب الأمة الذين مددوا لأنفسهم البلاد والعباد نحو المجهول.
المسيحيون ليسوا بخير في هذه الجمهورية البائسة، لكن الجميع متفقون على أن الحكومة ستحل مكان رئيس الجمهورية وتمارس صلاحياته بالوكالة، إلى حين إعادة المسيحيين الى المعادلة السياسية الطائفية، فما هي حال مجلسي النواب والوزراء بعد 25 أيار، هل يحق للأول التشريع، وهل يتوجب على الثاني أن يجتمع كل وزرائه لاتخاذ قرار ما، وهل تتسلم الحكومة الصلاحيات كاملة؟
توجيه الرسائل وحلّ مجلس النواب
اسئلة طرحتها "النهار" على المرجع الدستوري حسن الرفاعي، الذي يؤكد "حتمية تسلم الحكومة صلاحيات رئيس الجمهورية الواردة في الدستور كاملة في حال دخول البلاد في الشغور الرئاسي، عدا امرين، الأول: توجيه رسائل إلى مجلس النواب لأنه عمل شخصي خاص برئيس الجمهورية، والثاني: حل مجلس النواب".
وينفي الرفاعي ضرورة توقيع كل الوزراء على أي قرار قبل صدوره في جلسة حكومية، ويوضح: "تمارس الحكومة بالوكالة أعمال رئيس الجمهورية بالطريقة التي كان يمارس فيها الرئيس الجلسات السابقة، إذ يكون النصاب القانوني لانعقاده أكثرية ثلثي أعضائه ويتخذ قراراته توافقياً، فإذا تعذر التوافق يكون الأمر بالتصويت، ويتخذ قراراته بأكثرية الحضور". لكن الرفاعي ذكّر بالمواضيع الأساسية التي تحتاج إلى موافقة ثلثي عدد اعضاء الحكومة، أكان في ظل وجود رئيس جمهورية أم في حال عدمه، وهي: تعديل الدستور، إعلان حال الطوارئ وإلغاؤها، الحرب والسلم، التعبئة العامة، الاتفاقات والمعاهدات الدولية، الموازنة العامة للدولة، الخطط الإنمائية الشاملة والبعيدة المدى، تعيين موظفي الفئة الأولى وما يعادلها، إعادة النظر في التقسيم الإداري، قانون الانتخابات، قانون الجنسية، قوانين الأحوال الشخصية وإقالة الوزراء.
الدورة التشريعية حتى 31 ايار
وسط تجاذب النواب والمشرعين في شأن أحقية مجلس النواب التشريع في حال الشغور الرئاسي، واعتبار البعض أن الاجتماع لغاية غير انتخاب رئيس للجمهورية سيسبب الاحراج للمسيحيين، يحسم الرفاعي الجدل، مؤكداً أن مجلس النواب "يحق له عقد جلسات تشريعية في حال الشغور إلى حين انتهاء الدورة التشريعية في 31 أيار، وإن لم تفتح الحكومة دورة استثنائية تحدد فيها موضوعات الدرس، لا يحق له أن يشرع بعد ذلك". ويذكّر بأن "التصديق على القانون وطلب النشر تتكفل به الحكومة بدلاً من رئيس الجمهورية، خصوصاً أن الأخير لم يكن وحده من يصدق على القانون بل هو ورئيس الحكومة والوزراء المختصون". ويشير إلى أن "مجلس الوزراء يستطيع إجراء الانتخابات النيابية في شكل طبيعي"، معرباً عن تخوفه من "عملية تمديد جديدة غير دستورية على الطريقة اللبنانية". ويعتبر أن "الشغور الرئاسي يعني خروج المسيحيين من المعادلة، فرئاسة الحكومة للسنة ورئاسة مجلس النواب للشيعة ويصبح حينها البلد واقفاً على ركيزتين بدلاً من ثلاث، وهذا الأمر يعتبر غير طبيعي في لبنان".
 
المالكي رئيساً لإقليم لبنان؟
صور رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على أوتوستراد بيروت.
المصدر: "النهار".. محمد أبي سمرا
ما الهدف من تعليق صور رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على جنبات أوتوستراد مطار رفيق الحريري في بيروت؟
صور المالكي هذه ليست فوضوية، ولا من النوع الذي تعلّقه جهات أهلية خاصة أو محلية في أماكن سكنها الداخلية. إنها صور نظامية أو رسمية، ومن نوع البوستر الإعلاني المصنوع وفق مواصفات فنية وطباعية نموذجية. كما أنها معلقة على اللوحات الإعلانية النظامية المزجّجة التي يشعّ منها الضوء في الليل. وهي منصوبة في أماكن عامة، بل شديدة العمومية، وفق معايير ثابتة ومحددة، تتولى إعدادها وتعليقها شركات الإعلان "الرسمية" أو المرخص لها تعليق الصور بالتعاقد مع السلطات البلدية المحلية.
هذه الأمور كلها، أي معطيات الطابع النظامي والرسمي للصور وأماكن تعليقها، توحي بأن رئيس الوزراء العراقي شخصية سياسية لبنانية، أو بأننا نقيم في "إقليم لبنان" من جمهورية أو مملكة اتحادية تمتد من طهران الى بيروت، مروراً ببغداد ودمشق. لذا لا عجب من أن نرى غداً صوراً مماثلة لبشار الأسد، رئيس "إقليم الساحل السوري"، معلقة في المواضع نفسها على جنبات أوتوستراد مطار بيروت. أما صور رئيس "إقليم لبنان" في الجمهورية أو المملكة الإتحادية هذه، فلا لزوم لها. لبنان كعادته دائماً، "شقيق" هامشي صغير، يتقرر مصيره لاحقاً في مثل هذه الجمهوريات أو الممالك، التي تتنقل عاصمتها "السياسية"، بحسب الحقب والمراحل، ما بين القاهرة الناصرية ودمشق الأسدية وبغداد الصدّامية، وأخيراً طهران الخمينية - الخامنئية. لكن، قبل مدة، كانت قد نُصبت على اللوحات الإعلانية صور للملك السعودي، في شوارع بيروت، تشكره على تقديمه هبة مالية لشراء أسلحة للجيش اللبناني.
هذه الوقائع وسواها المماثلة، صنيعة مركّب مرضي مزمن في الديار العربية المبتلية بتحويل السياسة "عبادةً للأوثان"، حتى القتل والتدمير. أما في الديار اللبنانية المتشظية كانتونات أهلية متنابذة، فتتخذ عبادة الأوثان شكل النكايات والتكايد بين الجماعات: نوري المالكي على أوتوستراد المطار اليوم، في مقابل العاهل السعودي في شوارع بيروت قبل مدة.
لعائد الى بيروت بعد أيام في القاهرة، تبدو صور المالكي "رافداً" صغيراً غير مرئي، في مقابل طوفان صور "وثن" مصر الجديد الموعود، المشير عبد الفتاح السيسي، الذي ترهق صوره وأناشيد عبادته، البصر والسمع في الديار المصرية.
إننا في صحارى عبادة الأوثان، من طهران الى الرياض الى بغداد وبيروت والقاهرة، مروراً بسوريا الدم والدمار، وصولاً الى ليبيا القبائل والإنقلابات العسكرية الكاريكاتورية!
أليس من أملٍ ما يلوح في أفق هذه الصحارى؟
 
"حزب الله": اجتزنا شوطاً لنصون سيادتنا ونملك قرارنا
النهار..
اعتبر رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد ان "النواب يتصرفون في مسألة انتخاب رئيس الجمهورية بما هو حق دستوري وقانوني وسياسي وانساني ووطني يمارسه من يريد أن يحفظ البلاد ويؤسس لوصول رئيس الى سدة الرئاسة يحفظ البلد وقوته".
وقال خلال رعايته الاحتفال التكريمي الذي نظمه "حزب الله" لعائلات الشهداء والجرحى في مطعم "نبع القبي" في جباع: "ان الذين استُخدموا من البعض ليعبروا بهم وبترشيحهم المهلة الدستورية حتى تنتهي المهلة ثم يبحثوا عن مرشحين آخرين غيرهم، وهذا لا يساعد على حسن سير الاستحقاق الانتخابي".
اضاف: "اننا في لبنان قطعنا شوطا كبيرا من أجل ان نملك قرارنا ونصون سيادتنا ونمنع العدوان على شعبنا ونحقق معادلة ردع لا يستطيع عدونا تجاوزها".
¶ يستكمل "حزب الله" تحضيراته للمهرجان المركزي الذي يقيمه في الذكرى الـ14 لعيد المقاومة والتحرير، الساعة الخامسة والنصف عصر غد الاحد في باحة مجمع موسى عباس في مدينة بنت جبيل، ومن المقرر ان يتحدث خلاله الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله.
 
الراعي يبدأ زيارته للأراضي المقدسة... مؤيّدوها يعتبرونها «خطوة طبيعية» ومعارضوها يصفونها بـ «التطبيعية»
الرأي..بيروت - من ليندا عازار
«فعلَها» البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وتمسك بزيارة الاراضي المقدسة بملاقاة البابا فرنسيس في تطوّر تراوح قراءته في بيروت بين مؤيّدين يعتبرونه «حدَثاً تاريخياً» و«خطوة طبيعية» في سياق تثبيت الوجود المسيحي في فلسطين والقدس ومحاربة عملية تهويدها وتأكيد هويتها العربية، وبين معارضين بشّدة يصفونه بـ «الخطيئة التاريخية» و«الخطوة التطبيعية» التي تشرّع الباب امام الاعتراف باسرائيل. وكرّس الراعي اسمه كأوّل بطريرك ماروني منذ نشوء دولة اسرائيل يقصد الاراضي المقدسة، غير آبه للانتقادات المباشرة التي وُجّهت اليه ولا سيما من «حزب الله» الذي أبلغ اليه «وجهاً لوجه» معارضته الزيارة ومحذراً من «مخاطر» تداعياتها، ولا لاستعادة البعض تجربة سلَفه الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير الذي رفض مرافقة البابا يوحنا بولس الثاني حين زار فلسطين المحتلة.
وبمغادرته بيروت امس متوجّهاً الى الاردن، وجّه الراعي «رسالة صامتة» لمنتقديه، فتعمّد السفر «بلا كلام» في مطار بيروت على غير عادته وذلك في اطار الحرص على سحب البُعد «السجالي» عن الزيارة، قبل ان يعلن من عمان انه «استأذن رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة تمام سلام بزيارة الاراضي المقدسة، وأنا ملتزم بالقوانين اللبنانية»، لافتاً الى ان «الأصوات المرحبة بزيارتي أكبر بكثير من الجهة المعترضة، وزيارتي رعوية وليقبل مَن يفهم وليرفض مَن يرفض».
والبطريرك الذي كان استغرب في اكثر من تصريح الانتقاد «المخزي والمعيب» لزيارته، مؤكداً «إنني ذاهب لاستقبال البابا كوني صاحب سلطة بطريركية على الاراضي المقدسة وايضاً ذاهب إلى بيتي وشعبي وإلى أرض مقدسة يتواجد فيها المسيحيون قبل أن تتواجد إسرائيل»، يضرب موعداً غداً في بيت لحم حيث سيشارك في الذبيحة الإلهية التي يترأسها البابا ثم في اللقاء الذي يُعقد في كنيسة القيامة، وصولاً الى الاثنين حيث سيلتقي رأس الكنيسة المارونية رعيته في القدس ثم يشارك مع البابا في لقاء الرعية وعدد من الإكليريكيين قبل ان يحين موعد ساعة الصلاة في كنيسة الجثمانية، ليتابع الراعي زيارته بعد مغادرة البابا حتى الجمعة المقبل مبدئياً حيث سيزور الرعايا الموارنة في فلسطين المحتلة في الجليل.
وبات محسوماً ان الراعي ليس في عداد الوفد الرسمي المرافق للبابا وسيشارك في جميع النشاطات الدينية في الكنائس والبطريركيات إلا أنه سيتغيّب عن كل النشاطات السياسية والرسمية، وخاصة الإسرائيلية منها ولن يزور «جبل هرتسل». وفي جدول لقاءاته اجتماعان بالرئيس الفلسطيني محمود عباس الاول في بيت لحم مع البابا والثاني يتحدد موعده لاحقاً.
والاكيد ان الراعي الذي يرافقه في الزيارة النائب البطريركي العام المطران بولس صياح (الاسقف الماروني على الاراضي المقدسة سابقاً) والمسؤول الاعلامي في بكركي وليد غياض، سيلتقي مجموعة من اللبنانيين غادروا البلاد بعد الانسحاب الاسرائيلي العام 2000 خشية تعرضهم للملاحقة او لعمليات ثأرية بسبب «تعاملهم مع اسرائيل» ابان احتلال جيشها لاجزاء من جنوب لبنان، وهو اللقاء الذي يتوقع ان يثير موجة انتقادات في بيروت.
وقبيل بدء الزيارة، اعلن المطران صياح أن الراعي سيتوجه الى الأراضي المقدسة من طريق الأردن والأراضي الفلسطينية ومنها إلى القدس، وأنه لن يكون على متن الطائرة التي تنقل رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم والوفد المرافق له والتي ستحط في مطار اللد الإسرائيلي.
... ويترك الهواء غاضباً خلال لقاء مع «فرانس 24»
بيروت - «الراي»
أطلّ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في مقابلة على قناة فرانس 24 انتهت بغضب البطريرك ونزع الميكروفون وإنهاء الحوار مباشرة على الهواء.
وكان الإعلامي ميشال الكيك يسأل البطريرك عبر الأقمار الصناعية عن تفاصيل لقاءاته في الأراضي المقدسة والانتقادات التي وُجهت لها.
وتحت وطأة إصرار محاوره على استحضار الانتقادات للزيارة وأبعادها السياسية ورفض أسلافه القيام بها، غضب الراعي وقال: «انا لست هنا لـ (تلقي) إدانات»، وتوجّه للكيك بالقول: «انت لا تريد ان تفهم وغيِّر الموضوع» ثم بادر الى نزع الميكروفون وقطع الحوار على وقع مفاجأة الكيك الذي اعتذر من البطريرك والمشاهدين على ما حصل.
 
اليوم الأوّل للفراغ غداً وإنجازٌ حكوميّ في ملفّ النازحين
الجمهورية..
قدَرُ اللبنانيين ألّا يشهدوا تسليماً وتسلّماً في الرئاسة الأولى، وقدَر المسيحيين أن يبقى موقعهم الأبرز في الدولة شاغراً وفارغاً، وقدَر الجمهورية أن تبقى معلّقة وعاجزة عن إتمام استحقاقاتها الدستورية، في صورةٍ تعكس حقيقة الوضع اللبناني وتُذكّر اللبنانيين بواقعهم المريض. ومع منتصف هذا الليل تُطوى مرحلة بكلّ ما فيها من وقائع ومحطات وأحداث يبقى للتاريخ وحدَه الحكم عليها، لتُفتحَ أخرى على المجهول، فلا رئيس في بعبدا، والتجارب مع الفراغ مريرة، والانقسام العمودي على أشدّه، رغم المناخات التبريدية التي أوجدَتها الحكومة السلامية والمرشّحة إلى التسخين مجدّداً على خلفية الضغط لتسريعِ الانتخابات الرئاسية، في ظلّ الحديث عن مقاطعة تشريعية، وربّما حكومية، فيما لا يبدو لغاية اللحظة أنّ الضغوط الدولية كافية لتقصير فترة الفراغ وتكرار التسوية الحكومية رئاسياً.
وفي موازاة المشهد الرئاسي القاتم الذي استحوَذ على كلّ متابعة واهتمام، نجحَ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في تحويل زيارته إلى الأراضي المقدّسة حدثاً سياسياً عبر إصراره على هذه الزيارة التي خرَقت الحدث الرئاسي، وتأكيده أنّه لا يزور القدس للتطبيع، بل هو ذاهبٌ للقول إنّ «القدس لنا وليست لهم، ولتشجيع المسيحيّين على البقاء في أرضهم»...
إعتباراً من الغد، يتربّع الفراغ وإلى أجل غير مسمّى، على عرش قصر بعبدا الذي يغادره رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بعد ظهر اليوم الى اليرزة، ليَستقبل غداً في عمشيت «من واكبوا مسيرته»، واثقاً في قدرة الحكومة على إدارة الأوضاع، ومُبدياً خشيته من وجود متضرّرين من الاستقرار قد يعمدون إلى الاصطياد في الماء العكِر، وعزا تأخّر أمور كثيرة إلى «التعطيل السياسي».

سليمان الذي يودّع اللبنانيين في خطاب اليوم، بعدما كان ودّع الإعلاميين وموظفي القصر الجمهوري امس، شدّد وعشية «عيد المقاومة والتحرير» وخطاب الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصر الله في هذه المناسبة على «أنّ «المقاومة لا تتضرر من نشوء الدولة، لا بل يُحمى دورها»، وتساءل: «لماذا التحرير إن لم يؤدّ إلى دولة ديموقراطية راقية مبنية على العدالة وتكافؤ الفرص؟ ورأى انّ هدف التحرير هو ان يتحرر الإنسان من العبودية، ملاحظاً «أنّ مَن ضحّى وحرّر ودفع دماءه يريد هذا النوع من التحرير، إلّا أنّ الاستغلال السياسي لا يريده».

نفي عروض الحريري

وفي المقابل نفَت مصادر مطلعة لـ»الجمهورية» ما رُوّج من عروض قدّمها نادر الحريري مدير مكتب الرئيس سعد الحريري لرئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون بشأن التمديد سنة واحدة لسليمان «تجنّباً للفراغ ومَنحاً لمزيد من الوقت للعلاقة الناشئة بين عون والحريري والتي قد توصِل، بمساعدة ظروف إقليميّة ودوليّة، الى تبنّي ترشّح عون لرئاسة الجمهوريّة».

وقالت هذه المصادر قبل نفي الرواية وجبَ نفي قيام الزيارة قبل البحث في مضمونها. فالحريري الذي التقى امس عدداًَ من أصدقائه نفى علمه بهذه المعلومات والطروحات لافتاً الى انّه امضى ليل أمس الأول في «بيت الوسط» حيث عقدت قوى 14 آذار إجتماعاً موسّعاً لها خُصّص لتقويم التطورات وسبل مقاربة المرحلة المقبلة من الشغور وتحديد أطُر العمل من أجل تقصير مدّة الشغور قدر الإمكان والقيام بما يلزم من خطوات من أجل ذلك.

وحول زيارته الى العاصمة السعودية قبل ايام اكّدت اوساط نادر الحريري لـ»الجمهورية» القيام بها لكنّها كانت زيارة خاصة، فله أعماله وزياراته الى المملكة، وهي لا ترتبط بالعمل السياسي في أكثرالمحطات.

وفي هذا الإطار، كانت هذه المساعي ونتائج اللقاءات التي عُقدت مدار تقويم في معراب بين رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ومستشار الرئيس سعد الحريري النائب السابق غطاس خوري، حيث تناول البحث مستجدات الاستحقاق الرئاسي، ولا سيّما بعد تعطيل جلسة الانتخاب الخامسة والخطوات التي يجب اتّخاذها في المرحلة المقبلة.

قهوجي

وعلى وقع الشغور الرئاسي، والمخاوف من انعكاساته على الأوضاع الامنية، نبّه قائد الجيش العماد جان قهوجي الى انّ المرحلة المقبلة حسّاسة ودقيقة، ودعا العسكريين الى العمل بكلّ وعي وانضباط من أجل الحفاظ على وحدة لبنان واستقراره.

قهوجي الذي شارك اللبنانيين «تطلّعاتهم بانتخاب رئيسٍ للجمهورية في ما تبقّى من المهلة الدستورية»، قال»: «نقدّر بمهابةٍ دقّة الأوضاع الراهنة وخطورتها، في وقتٍ يعيش لبنان على وقع الخوف من الشغور الرئاسي للمرّة الثالثة في هذه الفترة الحساسة من تاريخه».

جنبلاط

في غضون ذلك، أكّد رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط «أنّه على رفضه لترشيح رئيس حزب «القوات» سمير جعجع المعلن، وترشيح رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون المضمَر لرئاسة الجمهورية».

وشدّد في حديث تلفزيوني على وجوب « تلاقي تسويات اقليمية ومحلية للخروج من الفراغ»، آملاً أن «لا يجرّنا بعض الافرقاء الى المزايدة الطائفية ويعرّضوا الحكومة الى الاستقالة».

وأعربَ جنبلاط عن «عدم خوفه على الاستقرار الداخلي، ولكن من الافضل ان نتلاقى»، معتبراً أنّ «بوجود رئيس، أفضل للبلاد أمنياً واقتصادياً واجتماعيا».

مواقف ديبلوماسية

وفي هذه الأجواء، زار السفير الأميركي ديفيد هيل رئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة وعرض معه للأوضاع الراهنة من مختلف جوانبها.
في هذا الوقت، اعلنَت فرنسا انّها تنتظر الجلسات المقبلة لمجلس النواب «علّها تأتي برئيس وتمنع الفراغ». وقال سفيرها باتريس باولي :»إنّنا نؤمن بأنّ لدى اللبنانيين القدرة، ولدى النواب الخيار للإتيان برئيس جديد حسب القواعد الدستورية، وهذا هو موقف فرنسا».

من جهته، قال السفير البريطاني طوم فليتشر من عين التينة: «نحن ننتقل اليوم الى مرحلة جديدة، كلّ مَن يدّعي قيادته للبلد لديه مسؤولية لإيجاد سبلٍ للعمل سويّاً لتفادي شغور طويل الأمد، على المصلحة الوطنية أن تأتي أوّلاً. واعتبر انّ تخطّي يوم الأحد سيكون نكسة للبنان».

حرب

وكشفَ وزير الإتصالات بطرس حرب لـ»الجمهورية» أنّ «قوى 14 آذار ستعقد اجتماعاً في الـ48 ساعة المقبلة من أجل الخروج بموقف موحّد في كيفية التعامل مع مرحلة الفراغ، ومن ضمنها استمراريتها في الحكومة، بعدما طرح إمكانية استقالة الوزراء المسيحيّين منها»، مرجّحاً أن «لا يقدم وزراء 14 آذار المسيحيّين على تقديم استقالتهم من الحكومة، لكي لا تذهب البلاد الى الفراغ غير المحسوب». وأكّد حرب أنّ «مسيحيّي «14 آذار يرفضون التشريع في ظلّ غياب رئيس للجمهورية لأنه لا يمكن الاستمرار بلا رئيس وكأنّ لا شيء في البلاد».

وتعليقاً على الطرح الذي يقول إمّا عون رئيساً أو الفوضى، رأى حرب أنّ «هذا الطرح ليس جديداً، وقد جرّب اللبنانيون نمط حكم عون، وذاكرتُهم لا تنسى ماذا فعل سابقاً».

«
الكتائب»

بدوره، دعا حزب الكتائب النوابَ الى التقاط الساعات الباقية لانتخاب رئيس، معتبراً انّه لا يجوز التكيّف مع حال الشغور خوفاً من ارتدادات خطيرة على المعادلة الميثاقية والوطن بحدّ ذاته.

وعلمت «الجمهورية» أنّ المكتب السياسي للحزب اتّخذ قراراً بالمشاركة في جلسات مجلس النواب التي يُدعى اليها لممارسة دور المجلس التشريعي في أيّ عمل يؤدي الى «إنبثاق سلطة»، لأنّ في هذه المهمة فقط يمكن القبول بأيّ دور إضافي للمجلس عدا عن كونه
هيئة ناخبة لا تشريعية.

وعُلم أنّ نوّاب الكتائب ونوّاباً مسيحيين لن يشاركوا في جلسة 27 الشهر الجاري للبحث في مصير موارد سلسلة الرتب والرواتب ولا في أيّ جلسة أخرى يمكن ان يُدعوا إليها، غير الجلسة التي يمكن ان تنتخب رئيساً للجمهورية أو للبحث في قانون انتخابيّ جديد لإقراره.

وعن مواقف الكتل النيابية المسيحية الأخرى، قالت مصادر إنّ نوّاب «القوات اللبنانية» سيكونون في الموقف عينه وكذلك نواب «التيار الوطني الحر» الذين سيضيفون شكلاً من أشكال المقاطعة لعمل مجلس الوزراء، كما قال وزير الخارجية جبران باسيل قبيل جلسة مجلس الوزراء في قصر بعبدا امس.

المرَدة

إلى ذلك، علمت «الجمهورية» أنّ «تيار المردة» اتخذ قراراً بعدم تقديم استقالته من الحكومة حتّى لو قرّر وزراء تكتّل «التغيير والإصلاح» الإستقالة، وعزت اوساطهم السبب الى انّه «لا يمكنهم تطيير الحكومة وإدخال البلاد في المجهول».

مجلس وزراء

وعشية نهاية العهد الرئاسي، وفي انتظار هبوط الوحي الخارجي لانتخاب رئيس جمهورية جديد، على رغم التغنّي بشعار لبنَنة الاستحقاق، عَقدت الحكومة التي ستنتقل اليها صلاحيات الرئاسة، جلسة أخيرة في قصر بعبدا في عهد سليمان الذي أولمَ لدى انتهائها على شرف اعضائها الوزراء وعقيلاتهم.

وقد شكّل مجلس الوزراء خليّة وزارة لمتابعة مختلف أوجه نزوح السوريين إلى لبنان، برئاسة رئيس الحكومة وعضوية وزراء الخارجية والداخلية والشؤون الاجتماعية، على أن تتّخذ اللجنة التوصيات اللازمة لمواجهة حالة تدفّق النزوح، بالتنسيق مع مختلف الإدارات المعنية، لا سيّما لجهة تكليف وزير الداخلية العمل بعد المناقشة مع جميع الأطراف على تنظيم عملية النزوح وفقاً للمعايير الدولية وتأمين عودتهم اللازمة إلى بلادهم، وتكليف وزير الخارجية السعي لإقامة مخيّمات آمنة في سوريا أو في المنطقة الحدودية العازلة بين لبنان وسوريا، بالتعاون مع الجهات والهيئات المعنية.

وتكليف وزير الشؤون الاجتماعية تحديد وتنظيم العلاقة مع سائر المنظّمات المعنية واتّخاذ الإجراءات المناسبة للحد من تدفّق أعداد النازحين، وتأمين حاجاتهم الملحّة وتعزيز قدرات المجتمعات المحلّية المضيفة للنازحين. ولم يقرّ المجلس ملف تعيينات الجامعة اللبنانية المطروح من خارج جدول الأعمال لحاجته الى مزيد من البحث والدراسة.

أبو صعب لـ«الجمهورية»

وقال وزير التربية الياس أبو صعب لـ«الجمهورية»: «ما حصل هو نكبة للجامعة اللبنانية، وكان لدينا أمل في إنقاذها عبر تعيين مجلس جامعة وبَتّ ملف التفرّغ العالق منذ 10 سنوات. وليس صحيحاً أنّ السبب هو أنّ عدد الاساتذة المتعاقدين كبير جداً وهو ألف، لأنّ الجامعة تستوعب بعد ألف أستاذ آخر، ولا يجوز ان تكون نسبة الأساتذة المتفرّغين 25% فقط والمتعاقدين 75%، لأنّ النِسب يجب ان تكون معاكسة عندما نتحدّث عن الجامعة اللبنانية. فلا يُزايدنّ أحد بالأرقام أو يتحدث بها، وليس كلّ الامور تعالج بالأرقام، فالتربية والتعليم ليسا أرقاماً.

وأوضحَ أبو صعب أنّه قام بمروحة اتصالات واسعة مع كلّ الأحزاب اللبنانية، ونال موافقتها قبل ان يحمل الملف الى مجلس الوزراء، لكنّه فوجئ بأنّ رئيس الحكومة هو من اعترض عليه وطلب الفصل بين مجلس الجامعة (تعيين عمداء للفروع) وملفّ التفرّغ، «وكنتُ سابقاً ربطتُ المشروعين بعضهما ببعض كي لا نصل الى تجزئته، وخوفي كان في محلّه». وختم: «كان لدينا فرصة لإنقاذ الجامعة، لكنّها الى مزيد من الفراغ والمشاكل ربّما الى حين ولادة حكومة جديدة».

باسيل

وقال باسيل لـ»الجمهورية: «إنّ أهمّ ما حصل في جلسة بعبدا الختامية اليوم (أمس) انّها شكّلت خلية وزارية وأصبح لدينا للمرّة الأولى سياسة حكومية واضحة للحدّ من نزوح السوريين، بعد ما عاناه هذا الملف على مدى 3 سنوات من صراع كلّفنا الكثير، فأنا وحدي أعددتُ 300 نص للوصول الى صياغة ولم ننجح في السابق.

إنّ أهمّ عمل قامت به الحكومة في آخر عهد الرئيس هو انّها أخذت قراراً حدّدت فيه التوجهات السياسية العامة التي تقضي بالحدّ من النزوح وتأمين عودة النازحين وإنشاء تجمعات سكنية آمنة داخل سوريا أو على الحدود وليس في لبنان. أصبح لدينا قرار حكوميّ في ملف النازحين نستطيع التحدّث به مع الدول بلغة واحدة وضمن ضوابط ومعايير على الحدود وتأمين شبكة اتصالات لتجميع النازحين.

وأكّدت مصادر وزارية لـ»الجمهورية انّ أجواء الجلسة كانت مريحة جداً، حتى عند إقرار ملف الجامعة اللبنانية في الدقائق الخمس الاخيرة، فلم يتعكّر الجوّ بل رُفعت الجلسة بهدوء، بعدما فضّل رئيس الحكومة عدم طرحه من خارج الجدول طالباً أن تتمّ دراسته بعمق. ورأت المصادر أنّ رئيس الجمهورية هو مَن لا يريد ان يبتّ ملف الجامعة لأنّه لا يريد ان يتمّ سلقُه في آخر عهده.

زيارة الراعي

وخرق مشهدَ الامس زيارة البطريرك الراعي الى الاردن التي وصل اليها ظهر أمس لاستقبال البابا فرنسيس، ومنها الى الأراضي المقدّسة، حيث لم تنجح كل الإعتراضات في ثنيِه عن القيام بهذه الزيارة.

وفي تطوّر بارز في العلاقة بين الراعي وعون، هاجمَت وسائل الإعلام المحسوبة على «التيار الوطني الحرّ» هذه الزيارة، معتبرةً أنّ لها أهدافاً سياسية وليست رعوية فقط، وذلك ردّاً على الانتقاد القاسي الذي وجّهه الراعي لعون على خلفية مقاطعته الجلسات الانتخابية الرئاسية.

وقد حظيَ الراعي فورَ وصوله الى عمان باستقبال رسميّ رفيع، والتقى رئيس الحكومة الأردنية عبدالله النسور الذي رحّب «بالضيف الكبير، الذي يزور الأردن»، معتبراً أنّه «رجل وطنيّ بامتياز».

من جهته، جدّد الراعي دعوته الى انتخاب رئيس للجمهورية، لأنّ الفراغ أمر خطير، وعلى النواب القيام بمسؤولياتهم. بعد ذلك، ترأّس الراعي، قدّاساً احتفالياً في كنيسة مار شربل للموارنة في عمان، بحضور ومشاركة وزير الأشغال العامة في المملكة الأردنية سامي الهلسة ولفيف من الأساقفة والكهنة والرهبان وحشد من المؤمنين، ودعا الراعي في عظته إلى نبذِ العنف والتطرّف والسلاح، والعمل من أجل السلام.
 
واشنطن وباريس تشجعان على إيجاد بديل للأقطاب الموارنة الأربعة
باريس – رندة تقي الدين { واشنطن – جويس كرم { بيروت - «الحياة»
تتوالى المناسبات الوداعية للرئيس اللبناني ميشال سليمان حتى مغادرته القصر الرئاسي قبل ساعات قليلة من انتهاء ولايته الدستورية منتصف ليل اليوم، فيما انشغلت عواصم الدول المهتمة بمرحلة الشغور الرئاسي والمخارج الممكنة لتفادي إطالته، مثلما انشغل الوسط السياسي بالترتيبات والخيارات المطلوبة من أجل تفادي انعكاس هذا الشغور سلباً على المؤسسات الدستورية الأخرى، أي مجلس الوزراء الذي ستناط به سلطات الرئيس بدءاً من الغد، ومجلس النواب الذي سيكون عليه مواصلة التشريع عند الضرورة، وتفادي الوقوع في مأزق الفراغ في السلطة التشريعية وسط دعوات فرقاء مسيحيين الى مقاطعة جلسات البرلمان في ظل الشغور الرئاسي.
والتقت مصادر فرنسية وغربية في باريس وأخرى غربية في واشنطن، على القول لـ «الحياة» إنه يفترض اقناع زعيم «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي العماد ميشال عون بالعودة عن ترشحه، وإن هناك أسئلة حول الآلية الأفضل لإقناع عون بأن ليست لديه حظوظ في الرئاسة، تمهيداً للبحث في البديل منه ومن مرشح قوى 14 آذار رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع وعلى إيجاد بديل للأقطاب الموارنة الأربعة.
وإذ تهتم واشنطن وباريس بتقصير مدة الشغور الرئاسي، وتتداولان في الاتصالات بينهما ومع عواصم أخرى معنية بمتابعة الاستحقاق الرئاسي اللبناني، ومنها المملكة العربية السعودية، بالبحث في وسائل التعجيل في ملء الشغور، فإن السفير البريطاني في بيروت توم فليتشر اعتبر ان «دور المجتمع الدولي هو ازالة العقبات للقيام باتفاق حول الرئاسة داخل لبنان ومن جانب اللبنانيين... ونحن نريد شريكاً هنا كي نعمل معه لدعم الأمن والعدالة وتحقيق الفرص للبنانيين».
وقالت مصادر غربية في واشنطن ان هناك انزعاجاً واضحاً في باريس وضمنياً في واشنطن من رفع زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري توقعات العماد عون وفرصه في الوصول الى الرئاسة، بينما أشارت المصادر في باريس لـ «الحياة» إلى أن الرئيس سليمان أصر على عدم القبول بالتوجه من أجل التمديد له، خصوصاً أن قوى 8 آذار رفضت هذا الحل، وأن فرنسا تواصل دراسة «كيفية الانتقال الى البحث عن مرشح يجنب المشاكل السياسية القائمة بالنسبة الى ترشح عون، ويحظى بغالبية في البرلمان»، معتبرة انه «لا يمكن انتخاب رئيس من دون أصوات كتلة عون وحزب الله». وأعربت المصادر الغربية في واشنطن عن مخاوفها من ان يعمق بقاء الأقطاب الموارنة الأربعة في ميدان الترشح للرئاسة التجاذبات الداخلية، مفضلة اختيار شخصية من الصف الثاني.
لبنانياً توقعت مصادر سياسية لـ «الحياة» ان يوقع سليمان ورئيس الحكومة تمام سلام في الساعات المقبلة مرسوم فتح دورة استثنائية للبرلمان، لمعالجة احتمال الفراغ التشريعي خلال الأشهر الآتية، بانتهاء الدور العادي الحالي آخر الشهر الجاري، فيما أوضحت مصادر قيادية في قوى 14 آذار ان اجتماع قادتها أول من أمس أفضى الى التوافق على حضور جلسات التشريع عند الضرورة على رغم الشغور الرئاسي، لا سيما إذا احتاج الامر التمديد للبرلمان إذا تعذر اجراء الانتخابات النيابية قبل انتهاء ولايته الخريف المقبل.
وأعلن الرئيس سليمان، الذي ترأس عصر أمس آخر جلسة لمجلس الوزراء في عهده، أن لا خوف بعد الشغور الرئاسي على الوضع في لبنان ولا خوف من تسلم الحكومة زمام الأمور عند حصول الشغور.
وإذ أكد أنه يغادر «مرتاح الضمير»، لفت قوله إن «المقاومة لا تتضرر من نشوء الدولة، فالدولة هي التي تحمي المقاومة». وفيما يحيي لبنان غداً «عيد التحرير والمقاومة» بعد مرور 14 سنة على الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000، سأل سليمان: «لماذا التحرير إذا لم يؤد الى دولة ديموقراطية راقية؟»، وقال إن «هدف التحرير هو أن يتحرر الإنسان من عبودية الزعيم أو عبودية الوظيفة أو في التصفيق».
وكان الشغور الرئاسي دفع بهيئات وقيادات في الطائفة المارونية الى التفكير بتعطيل مجلس الوزراء عبر الدعوة لاستقالة وزراء عون وحلفائه في قوى 8 آذار، والى تعطيل التشريع في البرلمان طالما استمرت سدة الرئاسة الأولى، الموقع الماروني الأول في الدولة، خالية، وطُرح الأمر خلال اجتماع البطريرك بشارة الراعي مع عدد من رؤساء المؤسسات المارونية قبل أيام، إلا ان سرعان ما أعيد النظر بفكرة الاستقالة من الحكومة، خصوصاً أن حلفاء عون في «حزب الله» وغيره يرون ان الخطوة لن تجدي نفعاً لأن أكثرية الثلثين في الحكومة والمؤلفة من قوى 14 آذار والوسطيين باقية فيها وستؤمن استمراريتها، فيما الحاجات الاستثنائية قد تفرض الحاجة الى التشريع النيابي.
وبينما كانت حجة القائلين بمقاطعة التشريع أن البرلمان في ظل الشغور الرئاسي يتحول هيئة انتخابية للرئيس، ما يحول دون تحوله هيئة رقابية على الحكومة، وأن الأخيرة بتسلمها سلطات الرئاسة ليس لها المفعول نفسه مثل الرئيس الذي يقسم على الحفاظ على الدستور، رأت مصادر سياسية أخرى أن من مصلحة الفرقاء الذين تمكنوا في الأسابيع الماضية من تقاسم المكاسب في تعيينات الفئة الأولى في الإدارة، أن تواصل الحكومة عملها كي لا يستفيد من قراراتها فريق واحد.
إلا ان وزير الخارجية جبران باسيل (تكتل عون) قال مساء أمس إن «العمل في الحكومة لن يستمر مع بدء الشغور الرئاسي كما هو الآن».
من جهة أخرى رد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على مذكرة التبليغ الصادرة في حقه عن القضاء السوري في مدينة اللاذقية بتهمة «المس بهيبة الدولة السورية»، بالتذكير بأنه دعا «الى الحفاظ على وحدة الدولة في سورية وحمايتها من الانهيار»، وإذ هاجم النظام السوري «الذي استفحل في القتل والإجرام»... تهكم على المذكرة بالقول إنه سيضم هذه الدعوى الى ملف الدعاوى القضائية السابقة «وسأعد مجلداً بها لتوزيعه على الأصدقاء ومجاناً». وكانت مذكرة مشابهة تبلغتها وزارة العدل اللبنانية في حق الزميل الصحافي فارس خشان.
وأعلن وزير العدل أشرف ريفي مساء أمس أنه قام «بتحويل مذكرتي التبليغ الصادرتين في حق جنبلاط وخشان الى هيئة التشريع والاستشارات في الوزارة لدراستهما، لوجود خطأين فيهما في الشكل والمضمون».
وقال جنبلاط في تصريح لتلفزيون «المنار» (حزب الله) إنه بعد شغور الرئاسة تصبح الحكومة منقوصة. وأكد أن المجلس النيابي غير مقفل والجلسات مفتوحة للانتخاب وللتشريع. واعتبر أنه لا بد من تلاقي تسويات محلية وإقليمية للخروج من الفراغ. وقال: «بالنسبة إلينا فإن التسوية هي هنري حلو (مرشح كتلته النيابية)، وإذا كان لديهم اسم آخر بمواصفاته سندرس الموضوع».
وقال ان «دعوة وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل نظيره الإيراني لزيارة الرياض هي لتلطيف العلاقات العربية - الإيرانية وبداية مؤشر ايجابي سينعكس ايجاباً على الوضع اللبناني».
وأكد أنه على موقفه ضد «ترشيح جعجع المعلن وعون المضمر، ونحن من أصحاب نظرية الرئيس التوافقي».
وقال: «لا نستطيع التخلي عن المقاومة، وفي الوقت المناسب لا بد لها من ان تنخرط في الدولة».
 
باريس تتحرك لتجنب التعطيل وتبحث عن بديل مقبول لعون
الحياة...باريس - رندة تقي الدين
علمت «الحياة» من مصادر فرنسية وغربية أن باريس تتحرك على الأرض في لبنان عبر سفيرها باتريس باولي مع الفرقاء اللبنانيين لتجاوز التعطيل على صعيد الاستحقاق الرئاسي، كما أن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أجرى خلال هذا الأسبوع اتصالاً بنظيره السعودي الأمير سعود الفيصل الذي كان أجرى اتصالات في العاصمة الفرنسية مع عدد من القيادات اللبنانية منها رئيسا الحكومة السابقان فؤاد السنيورة وسعد الحريري ومرشح ١٤ آذار للرئاسة سمير جعجع.
وأسفر الاتصال بين فابيوس والفيصل عن إبداء رغبة البلدين في أن يتم انتخاب رئيس في لبنان وتجاوز عقدة التعطيل الحاصلة حالياً.
وتقول مصادر مختلفة، غربية وفرنسية، في البداية كان هناك توجه للنظر في احتمال التمديد للرئيس سليمان، ولكن سليمان أصرٌ على عدم القبول بذلك، خصوصاً أن قوى ٨ آذار أيضاً كانت رافضة هذا الحل. وترى الأوساط الدولية أن هناك واقعاً سياسياً يفرض نفسه نتيجة المواقف الداخلية لقوى ١٤ آذار، ومواقف إقليمية وأنه لن يتم أي اتفاق بين رئيس «التيار الوطني الحر» النائب ميشال عون وزعيم «تيار المستقبل» الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري وأن مكاسب مثل هذا الثنائي لو كانت في الحسابات تصطدم بواقع سياسي يناقض ذلك.
فباريس تحاول إقناع الجميع بعدم التعطيل والاقتناع بضرورة الانتقال إلى مرحلة جديدة خارج المرشحين جعجع وعون. وتواصل فرنسا بحثها مع الفرقاء على الأرض في كيفية الانتقال إلى مرحلة البحث عن مرشح يجنب المشاكل السياسية الدائرة بالنسبة إلى ترشح عون، وبإمكانه أن يحظى بغالبية في البرلمان. وترى هذه الأوساط أن مفتاح الحل ليس مع فرنسا ولا مع السعودية ولكن طالما ترشّح عون لم يجد حلاً فلا يمكن تجاوز العقدة لأنه لا يمكن انتخاب رئيس من دون أصوات كتلة عون و «حزب الله». والعمل على إقناع عون ينبغي أن يأتي من مصادر داخلية وخارجية عدة.
 
انزعاج غربي من رفع توقعات عون وتشكيك بحظوظه للوصول إلى الرئاسة
الحياة...واشنطن - جويس كرم
أكدت مصادر غربية كانت اجتمعت مع الجانبين الفرنسي والأميركي حول الملف اللبناني لـ«الحياة» أن هناك «انزعاجاً» واضحاً في باريس وضمنياً في واشنطن من رفع زعيم «تيار المستقبل» الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري توقعات زعيم «التيار الوطني الحر» النائب ميشال عون وفرصه في الوصول إلى الرئاسة اللبنانية، ورأت أن هذا الأمر يعقد عملية الانتخاب وكيفية إقناع عون لاحقاً بأن لا حظوظ لديه ولا يسهلها.
فعلى رغم الترحيب بحوار تياري عون والحريري وانعكاس ذلك إيجاباً على الاستقرار الداخلي، تؤكد المصادر الغربية أن لا الجانب الأميركي ولا الجانب الفرنسي يريان أن هناك «حظوظاً فعلية لعون بالوصول إلى الرئاسة»، وبالتالي عبر مسؤولون فرنسيون لأحد ضيوفهم أخيراً عن انزعاجهم لرفع الحريري التوقعات حول حظوظ عون في الوصول إلى بعبدا بينما واقع الأمور غير ذلك. أما بالنسبة إلى الجانب الأميركي، وبحسب المصادر التي التقت المسؤولين عن الملف اللبناني منذ أيام، فهناك أسئلة حول الآلية الأفضل لإقناع عون بأن ليست لديه حظوظ حقيقية و»الشخص المناسب» الذي يمكن أن ينقل له هذه الرسالة.
ويبقى أن هناك خشية أميركية من الدخول في مرحلة الفراغ الأسبوع المقبل، ومحاولات جدية لاستعجال التصويت وتقصير هذه المرحلة قدر الإمكان في حال الفشل في تجنبها. ولا يدخل المسؤولون الأميركيون على الإطلاق في لعبة الأسماء، لا بل يعتمدون معايير موقف كل مرشح من القرارات الدولية، التزامه بالاستقرار الداخلي ومسار بناء المؤسسات والدولة. وتعكس الأجواء الأميركية تفضيلاً ضمنياً وتوقعاً بانتخاب شخصية من «الصف الثاني» وبعيداً عن «الأربعة الكبار» أي عون ورئيس حزب «القوات» سمير جعجع وزعيم «تيار المردة» سليمان فرنجية ورئيس حزب «الكتائب» الرئيس السابق أمين الجميل. وعلى رغم التأكيد أن ليس هناك فيتو على أحد، هناك مخاوف من أن تعمق هذه الأسماء حجم التجاذبات الداخلية وألا تساهم في الدفع بالاستقرار واتخاذ قرارات حاسمة متعلقة بالشأنين الأمني والاقتصادي، والالتهاء بدل ذلك بالانقسامات التي قد تثيرها هذه الشخصيات.
وتجمع الإدارة الأميركية علاقة عمل جيدة بكل من قائد الجيش العماد جان قهوجي وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة. كما أن هناك معرفة قديمة بوزير الاتصالات بطرس حرب والنائب روبير غانم. أما النائب السابق جان عبيد، فهناك رأيان متناقضان في قراءة رصيده. الأول يؤكد مزاياه التوافقية وفائدة هذا الأمر في هذه المرحلة بالذات، أما الثاني فله تحفظات عن علاقته سابقاً بالنظام السوري.
 
مخاوف لبنانية من أحداث أمنية تسبق التوافق على رئيس جديد للبلاد وقائد الجيش وصف المرحلة بـ«الحساسة والدقيقة»

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: بولا أسطيح .... عشية مغادرة رئيس الجمهورية الحالي ميشال سليمان القصر الجمهوري في منطقة بعبدا شرق بيروت مع انتهاء ولايته، تزداد خشية أكثر من فريق لبناني من أن تنسحب سلبية شغور موقع الرئاسة على الاستقرار الهش الذي تشهده البلاد منذ نحو ثلاثة أشهر، فتطيح بالخطة الأمنية التي أثبتت نجاحها إلى حد بعيد في وضع حد للإشكالات الأمنية والتفجيرات المتنقلة بين المناطق اللبنانية.
وكان سليمان أول المحذرين من سيناريو اهتزاز الأمن، حين عبر عن مخاوفه من أن يحصل انتخاب الرئيس المقبل على وقع حوادث مماثلة لحوادث 7 مايو (أيار) 2008، حين شهدت مناطق في العاصمة بيروت وجبل لبنان اشتباكات مسلحة بين قوى «8 آذار» وقوى «14 آذار» انتهت باتفاق عقد في الدوحة وأدى إلى التوافق على انتخاب سليمان رئيسا.
ويبدو أن الجيش اللبناني يتحضر لمواجهة كل السيناريوهات المتوقعة، إذ اعتبر قائد الجيش جان قهوجي أمس الجمعة أن «البلد يعيش على وقع الخوف من الشغور الرئاسي للمرة الثالثة في هذه الفترة الحساسة من تاريخه».
ودعا قهوجي في بيان في الذكرى الـ14 لعيد المقاومة والتحرير العسكريين إلى العمل بكل وعي وانضباط من أجل الحفاظ على وحدة لبنان واستقراره في ظل مرحلة «حساسة ودقيقة»، مشددا على وجوب بقاء الجيش متماسكا وعلى قدر التطلعات والآمال المعلقة عليه. ولا تتردد قوى «14 آذار» بالتعبير عن خوفها من لجوء حزب الله للعب بالأمن لفرض الرئيس الذي يريد، وهو ما كان منسق الأمانة العامة لقوى «14 آذار» النائب السابق فارس سعيد عبر عنه في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، حين تحدث عن خشية من لجوء «حزب الله» إلى أسلوب الاغتيالات لـ«تحسين شروط مفاوضاته» في ملف انتخابات الرئاسة.
وأقر النائب في تيار المستقبل معين المرعبي بـ«تخوف كبير» من أن يعمد «حزب الله» لنيل ما يريد بالسياسة وبالتحديد في الاستحقاق الرئاسي من خلال الاغتيالات أو الأحداث الأمنية المفتعلة، معتبرا أن «تاريخه المجيد أكبر دليل على ما هو جاهز لاقترافه لتحقيق مصالحه ومصالح إيران».
وقال المرعبي لـ«الشرق الأوسط»: «أثبتت التجارب أن جماعة إيران في لبنان جاهزة لتحقيق مرادها على أرضية ساخنة في حال فشلت في القيام بذلك على أرضية باردة»، لافتا إلى أن «ما يبقي القليل من الطمأنينة في النفوس هو انشغال (حزب الله) بالقتال في سوريا وسعيه لعدم فتح جبهات أخرى تشتت قدراته العسكرية». بدوره، أبدى رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي تخوفه «من مرحلة سيعيشها لبنان بلا رئيس للجمهورية»، داعيا كل القوى السياسية اللبنانية للعمل على إجراء الاستحقاق في الوقت المتبقي وفي حال تعذر ذلك في أقرب وقت.
وقال ميقاتي خلال احتفال يوم أمس الجمعة: «تعلمنا في لبنان أنه كلما طال الفراغ ازدادت المشكلات، لذلك علينا احترام المواعيد الدستورية والقيام بكل ما يلزم لصياغة تفاهمات تؤدي إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية».
من جهته، ربط المدير التنفيذي لـ«مؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري (إينجما)» رياض قهوجي بين مسار المفاوضات الغربية – الإيرانية، وبالتحديد الأميركية – الإيرانية، وبين إمكانية تدهور الوضع الأمني في لبنان، لافتا إلى إمكانية أن يستغل بعض الفرقاء الفراغ الرئاسي لمحاولة إحداث أعمال تؤثر على خواتيم الأمور بالاستحقاق الرئاسي.
وقال قهوجي لـ«الشرق الأوسط»: «صحيح أن الوضع الأمني في لبنان مستقر لكن استمراريته غير مكفولة ما دامت الملفات الكبرى في المنطقة غير محسومة»، مشيرا إلى أنه كلما طال الفراغ الرئاسي وتعقدت الأمور إقليميا ودوليا ازدادت الخشية من تداعيات أمنية على لبنان. وأضاف: «نحن لا نستبعد أن تتطور الأمور باتجاه 7 مايو (أيار) جديد، فالهدوء الذي نشهده حاليا مهدد بالانهيار في أي لحظة»، موضحا أن الطرفين القادرين على ضرب الأمن اللبناني هما إسرائيل و«حزب الله»، «فإذا تعرقلت مصالح إيران تحرك الحزب، وإذا تعطلت مصالح إسرائيل ستتحرك أمنيا».
بالمقابل، تبدو قوى «8 آذار» مطمئنة لانفصال المسارين الأمني والسياسي في البلاد، وفي هذا الإطار استبعد ميشال موسى النائب في كتلة التنمية والتحرير التي يتزعمها رئيس المجلس النيابي نبيه بري أن تكون البلاد بصدد إشكالات أمنية بعد شغور موقع الرئاسة، لافتا إلى أن ذلك قد ينعكس على عمل المؤسسات الدستورية ولكن ليس على الأمن.
وقال موسى لـ«الشرق الأوسط»: «هناك مصلحة لدى جميع الفرقاء بعدم الإخلال بالأمن، وهو ما ظهر جليا في المرحلة الماضية من خلال نية وجهود داخلية - إقليمية ودولية وضعت حدا لأكثر من مشكلة أمنية»، لكنه وفي الوقت عينه شدد على وجوب تحصين الاستقرار الأمني الذي يشهده لبنان منذ أشهر بالسياسة، من خلال التوافق بأسرع وقت على انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
يذكر أن الخطة الأمنية التي بدأ تطبيقها مطلع مارس (آذار) الماضي نجحت في وضع حد للمواجهات المسلحة والمتقطعة منذ عام 2008 بين أهالي منطقتي جبل محسن العلوية وباب التبانة السنية في مدينة طرابلس شمال لبنان، كما توقفت في الأشهر الثلاثة الماضية التفجيرات والعمليات الانتحارية التي ضربت معاقل «حزب الله» في منطقة البقاع شرقا والضاحية الجنوبية لبيروت ردا على قتاله في سوريا.
 

المصدر: مصادر مختلفة

تقييم المجهود الحربي الحوثي منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023....

 الإثنين 27 أيار 2024 - 6:13 م

تقييم المجهود الحربي الحوثي منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023.... معهد واشنطن..بواسطة مايكل نايتس Al… تتمة »

عدد الزيارات: 158,668,586

عدد الزوار: 7,108,711

المتواجدون الآن: 118