اليمن: عشرات القتلى في مواجهات بين الحوثيين ورجال القبائل في عمران

صنعاء – من أبو بكر عبدالله:
افادت وزارة الدفاع اليمنية امس ان القائد الميداني احمد جران الذي وصفته بأنه احد قادة التمرد الحوثي قد قتل في مواجهات بين قوات الجيش والحوثيين المتهمين بالتمرد المسلح في منطقة بني معاذ في محافظة صعدة، مشيرة الى ان القتيل "كان متخصصا في تركيب الالغام والمتفجرات"، وهوما نفاه الحوثيون ووصفوه بانه اكاذيب".
وشهدت منطقة حرف سفيان في محافظة عمران امس مواجهات عنيفة بين الحوثيين ورجال القبائل الموالين للدولة الذين ينتمون الى قبيلة حاشد كبرى القبائل اليمنية، غداة هجوم شنه الحوثيون بواسطة المدفعية على مقر حكومي كانوا فيه، مما ادى الى مقتل تسعة واصابة 16 آخرين.
وتلا الهجوم مواجهات عنيفة بين مسلحين من قبائل سفيان الموالية للحوثيين والعصميات الموالية للحكومة، استمرت لليوم الثاني وخلفت وفقا لحصيلة اولية 37 قتيلا من الجانبين وعشرات الجرحى بينهم الشيخ صالح بن هادي احد وجهاء قبيلة حاشد.
واعلنت صنعاء ان 35 من مسلحي الحوثي سلموا انفسهم الى قوات الجيش في حرف سفيان بعمران بعد مواجهات برية عنيفة. غير ان المكتب الاعلامي لعبد الملك الحوثي الذي تصفه صنعاء بأنه القائد الميداني للتمرد، نفى ذلك، كما نفى مقتل القائد الميداني للمتمردين احمد جران، قائلا ان "ما اعلنته السلطة اداعاءات واكاذيب".
 

واكدت وزارة الدفاع اليمنية في بيان ان "مقاتلات سلاح الجو وجهت ضربات دقيقة ومؤثرة الى اوكار عناصر التخريب والتمرد والارهاب الحوثية في مناطق ساقين وسنم وسودان والعند ومران بمحافظة صعدة فيما شنت الوحدات العسكرية هجمات برية نوعية ملحقة بالمتمردين خسائر كبيرة في مناطق سوق الليل والعمارة والعند وآل ابين وعزان ومحضة وسنبل والغيل والحمزات".

وتعرضت مناطق المدعة، الظهرة، مجمع شدا، الرون، تبة المطلة، لغارات جوية كثيفة قال عسكريون انها "استهدفت دك اوكار الارهابيين وتحصيناتهم"، فيما واصلت المدفعية والمقاتلات الحربية قصفها الكثيف لمواقع الحوثيين في مناطق مطره والخفجي والمهاذر والملاحيظ ولم تعرف حصيلة الضحايا.

وتجددت المواجهات بين الجيش والحوثيين قرب موقع الصمع العسكري الذي كان الحوثيون اعلنوا الاستيلاء عليه السبت في مواجهات اصيب فيها قائد كتيبة لواء الخضر نصر احمد و12 جنديا. اكدت مصادر محلية استيلاء الحوثيين على كميات من العتاد من هذا الموقع.

كذلك شن الحوثيون هجمات على مواقع للجيش في مناطق كهلان والحمزات والعند والمقاش ودمروا فيها مدرعات عسكرية، وناقلات جند. وتحدثت مصادر مستقلة عن مقتل عدد من الجنود واصابة آخرين ثم هجوم مباغت على مركز عسكري في منطقة المقاش.

ونشر الحوثيون الأحد أشرطة فيديو تظهر دبابات ومدرعات عسكرية ومدافع وأسلحة مضادة للطيران استولوا عليها من معسكرات الجيش، كما وزعوا تسجيلاً صوتياً لعبد الملك الحوثي تحت اسم "بيان الجهاد" دعا فيه أتباعه الى بدء الحرب وقتال القوات الحكومية.

واتهمت صنعاء الحوثيين بـ"الزج بالأطفال الى ساحات القتال وإجبارهم على القتال في صفوفهم، تحت التهديد بإلحاق الأذى بأسرهم وتفجير منازلهم".

وأعلنت السفارة الاميركية تقديم مساعدات بمبلغ 2,5 مليوني دولار للنازحين من جراء المواجهات في صعدة، مشيرة في بلاغ صحافي الى ان المساعدة "تأتي استجابة للحاجات الانسانية الملحة للمدنيين من جراء تجدد الصراع العسكري". وأكدت ان "الولايات المتحدة تقر بمسؤولية الحكومة اليمنية في حفظ السلام الوطني"، وحضتها "على القيام بهذه المسؤولية بطريقة من شأنها تقليل المخاطر على المدنيين". ودعت طرفي النزاع الى "ضمان أمن عمال الاغاثة المحليين والدوليين في المنطقة، وكذا تأمين العبور الآمن لإمدادات الاغاثة الى المخيمات التي تؤوي النازحين".

وطالب الأمين العام المساعد للحزب الوحدوي الشعبي الناصري محمد الرادعي السلطة التشريعية بتحمل مسؤوليتها الوطنية والتدخل لايقاف حرب صعدة، كما طالب الدولة بعقد مؤتمر حوار وطني سريعاً بمشاركة جميع الأطراف للخروج من الأزمة الراهنة.

وحذرت منظمة "سياج" لحماية الطفولة في اليمن مما سمته "كارثة انسانية يقع تحت طائلتها أكثر من خمسين ألف من أطفال محافظة صعدة النازحين الى المخيمات والقرى الواقعة في مناطق المواجهات عموماً".

وأبدت المنظمة في بيان قلقها من "وجود أطفال مجندين دون السن القانونية يحملون السلاح، ويهتفون بشعارات الحوثي، ودعت الحوثيين "الى عدم تجنيد الأطفال في العمليات القتالية".

وحذرت من تكرار لجوء مقاتلين من الحوثيين "الى القرى والبلدات الآهلة، تفادياً لضربات الطيران والمدفعية ويخوضون حرب عصابات مما يعرض السكان المدنيين لخطر الموت والاصابة والتشريد من منازلهم وهي أساليب مدانة ومستنكرة وغير مقبولة".

كما حذرت "من استهداف المدنيين وخصوصاً الأطفال والنساء او استخدامهم دروعاً بشرية، أو إقحامهم في المعارك الحربية وتعريض حياتهم وأمنهم وسلامتهم للخطر".

ودعت المنظمة طرفي الحرب الدولة وجماعة الحوثي الى الاحتكام الى الدستور والقانون اليمني والقوانين والمعاهدات الدولية ذات الصلة بحقوق الانسان "وما أولته تلك النصوص من خصوصية للأطفال والنساء في الحرب". كذلك دعت طرفي الحرب الى تأمين طرق خاصة لمرور الامدادات الطبية والغذائية للنازحين وتحديد أوقات مخصصة لعبورها لتخفيف سوء الأوضاع الانسانية هناك.