التحديات السياسية والقانونية التي يواجهها نتنياهو في الانتخابات المقبلة..

تاريخ الإضافة الأربعاء 23 كانون الثاني 2019 - 6:02 ص    عدد الزيارات 1243    التعليقات 0

        

التحديات السياسية والقانونية التي يواجهها نتنياهو في الانتخابات المقبلة..

ديفيد ماكوفسكي..

ديفيد ماكوفسكي هو زميل "زيغلر" المميز ومدير مشروع عملية السلام في الشرق الأوسط في معهد واشنطن...

يأمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الفوز بفترة ولاية خامسة كرئيس للوزراء في الانتخابات الوطنية التي ستجري في 9 نيسان/أبريل، وتظهر استطلاعات الرأي أنه يتقدم بشكل واضح على المرشحين الآخرين، محتفظاً بدعم ما يقرب من ربع الناخبين. ومع ذلك، لا يكفي الحصول على أكبر عدد من الأصوات [للفوز بالانتخابات]؛ فلكي يتمكن الفائز بأكبر عدد من الأصوات من ممارسة السلطة، يجب عليه أن يجمع أغلبية تشمل ما لا يقل عن 61 مقعداً في "الكنيست" المكوّن من 120 عضواً. إلا أن نتنياهو يمر أيضاً تحت ظل قرارات اتهام فساد محتملة إلى حين عقد جلسة استماع بعد الانتخابات.

وفيما يتعلق بالقضايا السياسية، اعتاد نتنياهو على تأطير الحملات الانتخابية بطريقة تسلط الضوء على نجاحاته الأمنية ضد أعداء إسرائيل بينما يطرح أسئلة حول ما إذا كان باستطاعة منافسيه مواجهة الضغوط الدولية المتعلقة بتقديم تنازلات بشأن القضية الفلسطينية. وفي سعيه للتأكيد على هويته الأمنية في الأسابيع القليلة الماضية، تنازل عن سياسة الغموض التي تنتهجها إسرائيل بشأن العمليات العسكرية ضد الأنشطة الإيرانية في سوريا، مما حدا بالمعارضة إلى اتهامه بتعريض البلاد للخطر من أجل تعظيم مكاسبه السياسية. وفي الأسبوع الماضي، وصف رئيس أركان "جيش الدفاع الإسرائيلي" المنتهية ولايته، غادي آيزنكوت، هذه المزاعم بأنها عارية عن الصحة، قائلاً: "لم تكن هناك أبداً أية مخاوف سياسية وراء قراراتي؛ كما لم تكن هناك في اعتبارات رئيس الوزراء". وعلى أي حال، من الآمن أن نفترض أن نتنياهو سوف يستمر في استغلال موضوع الأمن كبطاقته الرئيسية في الانتخابات القادمة. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، كيف سيؤطر الانتخابات إذا قفزت مزاعم الفساد إلى مركز الصدارة.

هل سيصدر المدعي العام قراراً بالاتهام؟

قد يتوقف مسار الحملة الانتخابية حول ما إذا كان المدعي العام الإسرائيلي، أفيشاي ماندلبليت - الذي كان سابقاً سكرتير حكومة نتنياهو - سيقدّم لائحة اتهام ضد رئيس الوزراء قبل 9 نيسان/أبريل. ويواجه نتنياهو ثلاثة تحقيقات فساد طويلة ومستمرة. ويتمحور أحدها حول ما إذا كانت شركة "بيزيك" للاتصالات قد فازت بمعاملة ضريبية مفضلة لسماحها لمكتب رئيس الوزراء بتوجيه التغطية الصحفية على موقعها الإلكتروني. ويتركز تحقيق آخر على الادعاءات بأن نتنياهو وافق على الضغط من أجل سن قانون يحد من تداول "إسرائيل اليوم" - وهي صحيفة يومية مجانية تتفاخر بأن لها جمهور القارئين الأوسع نطاقاً في البلاد - مقابل تغطية أكثر ملاءمة من منافستها "يديعوت أحرونوت". ويتساءل تحقيق ثالث عما إذا كان ما يقدر بـ 180،000 دولار - 200،000 دولار من الشمبانيا والسيجار اللذين حصل عليهما نتنياهو من صديق، له أسْهُم قليلة في محطة تلفزيونية إسرائيلية يشكلان رشوة. (هناك قضية رابعة نابعة من مزاعم وزير الدفاع السابق موشيه يعلون بأن نتنياهو سعى إلى منفعة نسيبه، محامي شركة ألمانية تبيع غواصات إلى إسرائيل، لكن السلطات لم تُردد حتى الآن هذا الادعاء بشكل رسمي أو تلمّح إلى اتهامات وشيكة.)

قد يتخذ ماندلبليت قريباً إجراءات بشأن قضية واحدة أو أكثر من هذه القضايا. ومن المعروف أن مسؤولي الشرطة الذين أجروا تحقيقات جمع الحقائق يفضلون الاتهام في القضايا الثلاث الأولى. بالإضافة إلى ذلك، عندما اجتمع المدعي العام بأسلافه وأعضاء المحكمة العليا السابقين في الأسابيع الأخيرة، أفادت بعض التقارير أن جميعهم حثوه على التصرف قبل الانتخابات، بقولهم إن من حق الجمهور معرفة النتائج التي توصل إليها قبل ذهابهم إلى صناديق الاقتراع. وعلى وجه التحديد، نصحوه بالتصرف قبل شهر آذار/مارس من أجل تقليل الادعاءات بأنه يرفع دعوى قضائية عشية الذهاب إلى صناديق الاقتراع. والسؤال هو ما إذا كان سيواصل متابعة أشد الاتهامات قسوة - الرشوة - أو يصدر تهم أقل جسامة.

إن الاعتقاد بأن ماندلبليت يميل إلى تقديم لائحة اتهام ينبع أيضاً من خطاب نتنياهو في ساعة الاستماع القصوى في السابع من كانون الثاني/يناير، عندما دعا إلى إجراء مناظرات تلفزيونية ضد ثلاثة من المقربين السابقين الذين هم الآن شهودٌ من قبل الدولة. وعلى الرغم من رفض السلطات رفضت لهذا المطلب كما كان متوقعاً، إلا أن المحللين يؤكدون أنه يوضح مدى قلق رئيس الوزراء من لوائح الاتهام التي تلوح في الأفق. إن مسألة ما إذا كانت لوائح الاتهام وحدها ستجبره من الناحية القانونية على ترك منصبه ما زالت موضع جدل، ولكن من الواضح أن الإدانة تتطلب منه التنحي. إذا قرر نتنياهو أنه لا مفر من توجيه الاتهامات قبل موعد الانتخابات، فلديه العديد من مسارات العمل المحتملة. هل سيحاول تخفيف الصدمة من خلال استباق ماندلبليت ورفع أمر قضيته إلى الجمهور بشأن كل دعوى قضائية؟ أم أنه سيتجنب التفاصيل ويؤكد للناخبين أنه مستعد لمحاربة التهم في جلسة استماع أو إجراءات قضائية بعد الانتخابات؟ وبدلاً من ذلك، قد يضاعف إدعائه بأن السلطات تواصل الاتهامات ضده وذلك نابع من حقد تجاهه - وهو احتمال بعيد نظراً لأن ماندلبليت كان في السابق مساعداً له للشؤون السياسية. وفي السنوات الأخيرة، انحرفت بحدة مفاهيم حزب الليكود الذي ينتمي إليه نتنياهو من النظرة الليبرالية الأوروبية من القرن التاسع عشر التي حددت أسلاف الحزب، إلى الترويج لسرد الاضطهاد من قبل مؤسسة قانونية نخبوية من المفترض أنها تستهتر بالفصيل الشعبوي. وفي هذا الصدد، إن لوحة أخيرة لحزب الليكود خصت بالذكر عدداً من كبار الصحفيين، معلنة أن الناس هم الذين سيقررون مستقبل إسرائيل، وليس الإعلام - في إشارة إلى أن رئيس الوزراء قد يعتزم تكثيف لهجته ضد الصحافة.

إذا نجح نتنياهو في الفوز بالانتخابات على الرغم من هذه التحديات، فقد يسعى إلى تشكيل ائتلافه القادم وفقاً لمن قد يكون أكثر ولاءً له بمجرد توجيه لوائح الاتهام ضده ومضي قضايا المحاكم قدماً في الأشهر المقبلة. وفي هذه الحالة، من المحتمل أن يسعى إلى تشكيل ائتلاف مماثل للائتلاف الحالي، مع أحزاب اليمين الوسط والأحزاب الدينية المتطرفة، للحفاظ على أغلبيته البرلمانية بدلاً من التواصل مع أحزاب على يساره. (ستتم مناقشة الاحتمالات والاستراتيجيات الانتخابية الممكنة للأحزاب اليسارية وغيرها من المنافسين في مراصد سياسية مستقبلية).

تأرجح الأحزاب التابعة

أعرب نتنياهو مؤخراً عن قلقه من خسارة بعض شركائه السياسيين للدعم الشعبي. فقد انخفض التأييد لما لا يقل عن ثلاثة أحزاب في ائتلافه الحالي إلى ما يقرب من 3.25 في المائة من الأصوات، الذي هو الحد الأدنى المطلوب لدخول البرلمان. وإحدى هذه الأحزاب هي "شاس"، الفصيل الديني المتطرف لـ "السفارديم" الشرقيين الذي كان أحد أعمدة معظم حكومات نتنياهو. ومع ذلك، فإن وفاة زعيم الحزب [السابق الحاخام الأكبر] قبل بضع سنوات والذي كان يتمتع بشخصية براقة [أثر على شعبية الحزب]، وهناك تحقيق فساد يلاحق الزعيم السياسي الحالي للحزب. بالإضافة إلى ذلك، فإن بعض ناخبي الحزب ليسوا متدينين متطرفين ويمكنهم التحول بسهولة إلى أحزاب أخرى. وبالنظر إلى هذه المخاطر، قد يضغط نتنياهو من أجل قيام اندماج فني بين "شاس" ونظيره الأشكنازي "أغودات يسرائيل"، مما يسمح لانتخاب أعضاء "شاس" في الكنيست القادمة حتى لو انهار الاندماج بعد ذلك. كما يواجه "حزب البيت اليهودي" خطر [عدم الدخول إلى "الكنيست" المقبلة]، وهو فصيل مؤيد للمستوطنين انشق عن قياداته الأشد صخباً، حيث يسعى وزير التعليم نفتالي بينيت ووزيرة العدل أييليت شاكيد إلى الابتعاد عن النواة الأساسية للحزب، التي تنحدر من "الحزب الديني القومي" المنحل. ويطلق الزعيمان على أنفسهما الآن "اليمين الجديد"، ويأمل بينيت أن يؤدي هذا التحوّل إلى برنامج انتخابات غير طائفي إلى قفزه إلى منصب نتنياهو. والحزب الثالث المعرّض لخطر عدم الدخول إلى الكنيست هو "يسرائيل بيتينو"، بزعامة وزير الدفاع السابق أفيغدور ليبرمان، الذي أسَّس الحزب بعد فترة وجيزة من وصول موجة ضخمة من المهاجرين اليهود من الاتحاد السوفييتي السابق. بيد، قد لا تشكل جذور المهاجرين هذه برنامج قوي بما فيه الكفاية في الوقت الذي بلغ فيه الجيل القادم سن الاقتراع ويشعر بالاندماج في الحياة الإسرائيلية. ومن الناحية المثالية، يرغب نتنياهو في سحب الناخبين بعيداً عن المنافسين مثل بينيت وليبرمان. ولكن إذا لم يكن ذلك ممكناً، فقد يفضل أن تحتفظ أحزابهم الموثوقة بقوتها وتُبقي الناخبين داخل الكتلة اليمينية - وإلا، فإن الفصائل مثل "البيت اليهودي" قد تصبح ضعيفة إلى درجة أنها قد تفشل في تجاوز الحد الأدنى للدخول إلى الكنيست.

الخاتمة

كما هو الحال في حملات الانتخابات السابقة، يقوم تقدُّم نتنياهو الحالي في الاستطلاعات على التهديدات الأمنية. ومع ذلك، يمكن أن تؤدي لوائح الاتهام المعلقة إلى تغيير النموذج بشكل جذري إلى ما يتجاوز يوم الانتخابات، مما يدفع نتنياهو وحلفاءه إلى النظر في صيغ التحالف التي تضمن بقاءه السياسي على أحسن وجه في وقت تتجلى فيه تحديات قانونية غير مسبوقة.

 

 

 

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,173,374

عدد الزوار: 6,758,840

المتواجدون الآن: 132