شيطنة خبيثة وتحوير مقصود لمفهوم الجهاد بمعناه الأصيل....

تاريخ الإضافة الإثنين 15 آب 2022 - 2:34 م    عدد الزيارات 454    التعليقات 0

        

شيطنة خبيثة وتحوير مقصود لمفهوم الجهاد بمعناه الأصيل....

يعرب صخر ...

تجري عملية شيطنة مدروسة للإسلام وتعميم مقصود ان ظاهرة القتل والعنف معناها (الجهاد) محصورة فقط بالاسلام، في تحوير متعمد لمعناه الأصيل. لكني هنا سأستعرض وأسند وأثبت مفهوم الجهاد في الاديان السابقة للاسلام.

الجهاد: لا يمكننا في سياق التعرض لظاهرة الإرهاب، إلا التوقف قليلاً عند مسمى "الجهاد"، الذي كلما أُثير موضوع الإرهاب تم ربطه به. والمعنى والقصد أن الجهاد كركيزة إسلامية، يمارَس بالإرهاب. لكنني هنا سأبيّن أن الجهاد مستخدمٌ في كل الأديان. لماذا وكيف؟

إذا إسترجعنا المعاني الأصيلة الواسعة لكلمة "الجهاد"، لوجدنا أنها تتضمن مجاهدة المسلم لنفسه وتقويمها، ومجاهدة غير المؤمن بالحسنى، ومحاربة الفساد والتصدي للخيانة. فعلى المستوى الفردي، يتم التركيز على الحماس والحمية والمثابرة ومقاومة اليأس، وإلى التقدم النفسى والسمو الروحي، والمثابرة والصبر والطاعة لله، ومقاومة النفس للوصول بها إلى قمة ازدهارها. وعلى المستوى الديني فهو يتطلب المزيد من التطهر ومحاربة الفساد الذي يهدد المجتمع الإسلامي، والقتال دفاعاً عن العقيدة وعن المؤمنين، ونشر رسالة التوحيد.

الملفت أن التعصب والترسانة الإعلامية الكاسحة تستبعد كل هذه المعاني، ولا تُبقي منها إلا معنى القتال والعنف، بعد أن أضفت عليها الإرهاب ليكون ذريعةً لمحاربة الإسلام والمسلمين. وذلك ما نطالعه بتوسع منذ مطلع السبعينيات من القرن العشرين، وإن كان التمهيد له قد بدأ قبل ذلك بكثير؛ ففى"موسوعة الإسلام" التى أصدرها المستشرقون فى مطلع القرن العشرين في أربعة مجلدات، نطالع تحت كلمة "جهاد" في المجلد الأول ما كتبه المستشرق:"د.ب ماكدونالد "، قائلاً: "الجهاد يعني فرض الإسلام بالسلاح، إنه واجب ديني على المسلمين بصفة عامة."...و"يجب على الإسلام أن يتفتت تماماَ لكى يمكن استبعاد عقيدة الجهاد كلية.

وقبل أن نتعرض لكلمة "الجهاد" إسلامياً، فلنتناول معناها في الرسالتين السابقتين على الإسلام، وهما اليهودية والمسيحية. نطالع في الطبعة الفرنسية للإنجيل الصادرة عام 1860م في سفر يوشع (6: 21) : "وحرموا كل ما في المدينة من رجل وامرأة، من طفل وشيخ، حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف." (وحرموا بمعنى قتلوا أو قطعوا دابره) . وفي الآية 24 من نفس الإصحاح نقرأ : "واحرقوا المدينة بالنار مع كل ما بها، أما الفضة والذهب والنحاس فاجعلوها في خزانة بيت الرب." (نفس المعنى في الطبعة العربية لعام 1966).

والجهاد الحربي في اليهودية قائم بالفعل على إبادة الناس والحيوان، وإقتلاع الأثر ومحو الذكرى (مطبق في فلسطين). فالشريعة اليهودية واضحة : "قتل الرجال، قتل الملوك، والاستيلاء على الخيرات، إحراق المدن، وتمرير كافة الشعب على حد السيف". ونطالع الوحشية أيضاً في سفر صموئيل الثاني عن الملك داود : "وأخرج الشعب الذى فيها وضعهم تحت مناشير ونوارج حديد وفئوس وأمرّهم- أي أحرقهم- في أتون الآجُر، وهكذا صنع بجميع مدن بني عمون، ثم رجع داود وجميع الشعب إلى أورشليم." (12: 31). وتصل هذه الوحشية القتالية في الشريعة اليهودية إلى ذروتها الدينية في آية سفر إرميا (48: 10) التي تقول : "..وملعون من يمنع سيفه عن الدم."، وذلك وفقاً لما هو وارد في طبعة 1860.

أما مفهوم الجهاد في الإسلام، فمن المعروف أن جذر"جهد" ورد في القرآن الكريم 41 مرة تحمل في إجمالها أكثر من عشرة اشتقاقات متنوعة المعنى، وهنا بعض الآيات الخاصة بالمعنى القتالي:

* "كُتب عليكم القتال وهو كره لكم" (آية216البقرة). ويعني القتال للدفاع ورَد العدوان، وليس بمعنى الهجوم.

* "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم .." (آية60 الأنفال). وترهبون هنا بمعنى التحذير وإثارة الخوف، ولا تعني"الإرهاب" بمعنى القتل.

* "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين" (190البقرة)

* "وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين" (آية 36 التوبة).

* "وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم" (آية 61 الأنفال).

* "فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا." (آية 90 النساء).

المصادر: مستشرقون، موسوعة الإسلام، 1908، المجلد الأول.

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,249,335

عدد الزوار: 6,942,091

المتواجدون الآن: 118