«الجريدة•» تكشف أسباب برودة الشارع الإيراني في ذكرى مهسا أميني ...

تاريخ الإضافة الأحد 17 أيلول 2023 - 6:12 ص    عدد الزيارات 396    التعليقات 0

        

«الجريدة•» تكشف أسباب برودة الشارع الإيراني في ذكرى مهسا أميني ...

• منها التهدئة مع الرياض وواشنطن وصراعات معارضي الخارج وحسابات معارَضة «الداخل»

الجريدة...طهران - فرزاد قاسمي... بدا أمس أن الشارع الإيراني لم يتجاوب مع الدعوات، خصوصاً تلك القادمة من معارضة الخارج، للتحرك في الذكرى السنوية الأولى لمقتل الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني، لدى احتجازها من قبل شرطة الأخلاق، بسبب لباسها، وهو ما أطلق أقوى موجة احتجاجات ضد نظام الجمهورية الإسلامية منذ الثورة، في وقت تمكّنت طهران من تحقيق اختراقات خارجية، أبرزها اتفاق المصالحة مع السعودية، والإفراج عن بعض أرصدتها المالية المجمّدة في الخارج، بموجب صفقة مع واشنطن، وهو ما قد يكون انعكس برودةً لدى الشارع الذي يترقّب انعكاسات هذه الاختراقات على الأوضاع المعيشية والسياسية. ويمكن اختصار أسباب عدم تحرُّك الشارع الإيراني، بـ 7 محاور، تتمثل في الإنجازات الخارجية، والإجراءات التي اتخذتها السلطات، بما في ذلك تشديد الأمن، وتزامن ذكرى مهسا أميني مع ذكرى وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، والإمام الرضا، واقتراب موعد العودة إلى المدارس، وخلافات المعارضة الخارجية، وحسابات المعارضة الداخلية الانتخابية وصراع الأجيال، وتمكُّن السلطات الإيرانية من ضبط الحدود. فعلى مدى أسابيع، اتخذت السلطات الإيرانية إجراءات متعددة في محاولة لمحاصرة الشارع ومنع انفلاته، في ظل استمرار التململ من تردّي الاقتصاد وتشديد العقوبات على مخالفي قانون الحجاب الإلزامي، وحملة تطهير استهدفت المعارضين داخل المؤسسات بمن فيهم الإصلاحيون المؤيدون للنظام، كما جرى لاحقاً مع بعض أساتذة الجامعات. وفي حين طالب والد مهسا، الذي أفادت تقارير بأنه احتُجز لمدة وجيزة، بإحياء ذكرى وفاة ابنته، فإن التحركات انحصرت في عدد قليل من المسيرات والإضرابات في المدن الكردية الإيرانية التي شهدت انتشارا أمنياً واسعاً، مثلها مثل المدن الإيرانية الأخرى كالعاصمة طهران التي شهدت حضوراً لقوات الشرطة والتعبئة الشعبية (الباسيج) وعناصر أجهزة الاستخبارات بلباسهم المدني. وصادفت ذكرى أميني قرب حلول ذكرى وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم والإمام الرضا، وجاءت وسط العطلة الرسمية التي تزامنت مع نهاية الأسبوع، وهي آخر عطلة قبل بدء العام الدراسي، الأمر الذي دفع بالعديد من الإيرانيين إلى السفر خارج المدن. ومن الأسباب الأخرى التي أدت إلى عدم تحرُّك الشارع، هو الخلاف الذي اندلع بين أطراف المعارضة الإيرانية في الخارج خلال العام الماضي، بعد أن فشلت محاولات تشكيل مجلس سياسي موحّد بسبب الصراعات على قيادة العارضة، خصوصاً بين رضا بهلوي (نجل آخر شاه لإيران) وشخصيات مستقلة، وهو ما تسبب في إحباط لدى عدد كبير من الإيرانيين الرافضين للنظام الديني الحاكم. وفشلت المعارضة بالخارج في كسب ثقة الداخل، لعدم قدرتها على تقديم أي مشروع بديل للنظام، ففي حين كان بعض قادة الفصائل الكردية الانفصالية يصرّون على مشاريعهم الانفصالية، تمسّك أنصار الملكية بمطلبهم بإعادة النظام الملكي، سواء الدستوري أو غيره، وطالبت القوى المدنية والديموقراطية بنظام مدني ديموقراطي علماني، في وقت كانت بعض فصائل «مجاهدي خلق» لا تزال تتمسك بضرورة تشكيل حكومة اشتراكية. من جهة أخرى، فإن معظم المجموعات السياسية الداخلية رفضت التعاون مع معارضة الخارج، بسبب السقف العالي لبعض أطرافها، ومطالبة البعض بمحاسبة جميع المتعاونين مع النظام الإسلامي في حال فشلت مساعي إطاحته. ووفق مصادر في مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، فإن الأخير وعد قادة المعارضة الداخلية، مثل الإصلاحيين على مختلف فصائلهم وأنصار الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد بإفساح مجلس صيانة الدستور لأنصارهم للترشح للانتخابات النيابية المقبلة. ويمكن القول إن أحد أسباب عدم تحرّك الشارع، أيضاً، هو الفرق في المطالب بين جيل الشباب والجيل المخضرم الذي تعود مطالبه إلى عقود. في المقابل، يركّز الشباب على ضرورة تعزيز الحريات السياسية والاجتماعية وتحسين عمل المؤسسات والحوكمة واعتماد أساليب الإدارة الرشيدة والالتحاق بقطار التنمية والحداثة الذي التحقت به عدة دول إقليمية، دون الانزلاق إلى حرب أهلية. وإضافة إلى ذلك، لم تتحقق مخاوف من تسللات كبيرة لفصائل معارضة من الحدود مع إقليم كردستان العراق وأذربيجان وباكستان، لإشغال القوات الأمنية بالتزامن مع الذكرى. وكانت إيران قد أعلنت الخميس حال استنفار على جميع الجبهات، بسبب هذه المخاوف، ودفعت بقوات أمن كبيرة إلى المناطق الحدودية.

إيران: تحركات محدودة و«قبضة حديدية» في ذكرى مهسا

• إعلان الطوارئ في المناطق الكردية... ورئيسي يشيد بفشل الأعداء في إثارة الشغب ...

الجريدة...خيّم هدوء حذِر وترقّب على أغلب المحافظات الإيرانية التي شهدت تحرّكات محدودة لإحياء ذكرى وفاة مهسا أميني، واجهتها قوات الأمن بقبضة حديدية، في حين ذكرت منصات معارضة أن 13 مدينة كردية دخلت في إضراب كامل لإحياء ذكرى الاضطرابات التي هزّت الجمهورية الإسلامية العام الماضي. شهدت مناطق إيرانية عدّة تحركات محدودة لإحياء الذكرى الأولى لوفاة الفتاة مهسا أميني خلال احتجازها من شرطة الآداب، واجهتها قوات الأمن بقبضة حديدية، فيما ذكرت منظمة حقوقية معارضة أن 13 مدينة كردية دخلت في إضراب كامل لإحياء ذكرى الوفاة التي أطلقت موجّهة احتجاجات دامية ضد نظام طهران. وتداول نشطاء على منصة (إكس) فيديوهات تظهر استخدام السلطات الغازات المسيلة للدموع لتفريق متظاهرين في مدينتَي كرج وسقز مسقط رأس مهسا، حيث أعلنت السلطات حالة الطوارئ في عدد من المناطق الكردية. وذكر «الحرس الثوري»، في كردستان، أنه اعتقل 12 في المحافظة، 2 في مريفان و7 في سنندج و3 في ديوان دره مرتبطين بمجموعات انفصالية، وضبط أسلحة مع بعضهم. وأفادت تقارير بأن قوات الأمن أغلقت الطرق المؤدية إلى المقبرة التي ترقد فيها الشابة الكردية الإيرانية بمحافظة كردستان، لمنع تنظيم أي تجمُّع لإحياء ذكرى وفاتها، بعد مطالبة والدها بذلك قبل أيام. وقالت كثير من المنظمات الحقوقية الكردية إن «الحرس الثوري» احتجز أمجد أميني، والد مهسا، فترة وجيزة واستجوبه في سقز، لكنّ السلطات نفت ذلك. انتشار وانفجار ولم يقتصر انتشار القوى الأمنية بالمناطق الكردية، بل قامت عناصر الشرطة والتعبئة الشعبية «الباسيج» بالانتشار في شوارع المدن الكبرى والعاصمة طهران، بمساندة عناصر استخباراتية بلباس مدني، بهدف إحباط أيّ محاولة لتحريك الجماهير الغاضبة. وأفاد المدعي العام في قرتشك باعتقال شخص على صلة بمجموعات معادية للنظام كانوا يخططون لأعمال تخريبية بطهران والمحافظات المجاورة، لكنّ ذلك لم يمنع وقوع قتيل وجريحين في انفجار سيارة ملغومة قرب جامعة شمال طهران، وفق ما أفادت وكالة فارس. ونقلت وكالة مهر عن الشرطة تأكيدها توقيف أفراد في محافظة خراسان الشمالية كانوا يحضّون السكان على الشّغَب، فيما ذكرت وكالة إرنا الرسمية أن الشرطة حددت هويات «97 مستخدماً لشبكة الإنترنت» في مدينة أصفهان، كانوا يسعون إلى التأثير على الرأي العام. زيارة رئيسي في غضون ذلك، التقى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي عائلات 4 أفراد من قوات الأمن قضوا خلال احتجاجات العام الماضي في مدينة مشهد، ثاني كبرى مدن الجمهورية الإسلامية. وأشاد رئيسي بـ «الفشل الفاضح لمشروع الأعداء في إثارة الشغب في إيران ووقف الإنجازات الوطنية للنظام والثورة في العام المنصرم». ونقل عنه الموقع الإلكتروني للرئاسة قوله، إن «الأجواء الوطنية تبشّر بالإنجاز والتقدم في كل المجالات، ويقع الأعداء في حالة الضعف والأفول، رغم مساعيهم لإثارة الشغب ووقف الحِرَاك الإيراني نحو الأمام». وإضافة إلى الاستنفار الإيراني الداخلي لإحباط أي تحرُّك، استبقت الحكومة الإيرانية الذكرى بالتنسيق مع دول الجوار، خاصة العراق وباكستان وأفغانستان وأذربيجان، للتأكد من منع أي مجموعات معارضة من إرسال «عناصر تخريب» للتسلل عبر الحدود، بعد أن اتهمت الجماعات الكردية والبلوشية في العراق وباكستان من افتعال صدامات دامية بين الأهالي والقوات الأمنية الإيرانية بمناطق الأقليات في كردستان وسيستان بلوشستان خلال احتجاجات العام الماضي. وأكد بيان لقيادة قوات حرس الحدود العراقية، ليل الجمعة ـ السبت، أنه «في إطار جهود مسك كامل الحدود العراقية مع دول الجوار، تمكّنت قوة من لواء الحدود الثاني وفوج مغاوير حدود المنطقة الأولى، وبإسناد من قوات حرس الإقليم البشمركة، من مسك نقاط حدودية على الشريط الحدودي العراقي - الإيراني، بعد اشتباكات مع جماعات خارج نطاق القانون كانت تسيطر عليها ضمن الحدود الإدارية لمحافظة أربيل». تحرُّكات خارجية في المقابل، نظّمت مسيرات احتجاجية في عدد من العواصم الغربية، بينها برلين ولندن وواشنطن وكانبيرا لإحياء ذكرى مهسا، فيما أعلن الاتحاد الدولي للصحافة اعتقال أكثر من 100 صحافي في إيران منذ مقتل الشابة، والحكم على 21 منهم بالسجن. وأمس الأول، أشار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في رسالة مسجلة، إلى الذكرى السنوية لمقتل مهسا، قائلاً إن النظام الإيراني قمع بوحشية الاحتجاجات السلمية للشعب. وقال: «لقد دعمت الولايات المتحدة، إلى جانب دول أخرى في العالم، الشعب الإيراني في طريقه إلى العدالة والمساءلة واحترام حقوق الإنسان خلال احتجاجات العام الماضي». كما أكد الرئيس جو بايدن، في بيان، مساندة بلده للإيرانيين والإيرانيات خلال احتجاجاتهم العام الماضي. وجاء ذلك بالتزامن مع فرض وزارة الخزانة الأميركية حزمة جديدة من العقوبات على مسؤولين وكيانات إيرانية ضالعين في قمع الاحتجاجات، التي خلّفت مئات القتلى بينهم عشرات من قوات الأمن، إضافة إلى توقيف الآلاف وتنفيذ حكم الإعدام بحق 7 أشخاص على خلفية قضايا مرتبطة بها. أوكرانيا و«النووي» على صعيد منفصل، انتقد مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد ايرواني، ما وصفه بـ «مساعي أميركا المشؤومة» لخلق صلة زائفة بين استخدام روسيا المزعوم لطائرات إيرانية مسيّرة في حرب أوكرانيا، وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 بشأن منع طهران من تصدير الأسلحة المرتبط بالاتفاق النووي المبرم عام 2015، بهدف اتهام إيران بانتهاكه بأنه «أمر مضلل، ولا أساس له من الصحة على الإطلاق»....

إسرائيل تغزو لبنان: المخاطر، والآفاق والانعكاسات..

 الأحد 13 تشرين الأول 2024 - 4:33 م

إسرائيل تغزو لبنان: المخاطر، والآفاق والانعكاسات.. يمثل الغزو البري الإسرائيلي للبنان تصعيداً رئي… تتمة »

عدد الزيارات: 173,990,985

عدد الزوار: 7,745,583

المتواجدون الآن: 0