سيناريوهات ما بعد حرب غزة.. قلق ومخاوف من "كرزاي جديد"..
سيناريوهات ما بعد حرب غزة.. قلق ومخاوف من "كرزاي جديد"..
دبي - العربية.نت.. بينما تتواصل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لليوم الخامس والأربعين، يستمر أيضاً الحديث في وسائل الإعلام عن سيناريوهات اليوم التالي بعد أن تضع الحرب أوزارها ومستقبل القطاع الذي يقطنه أكثر من مليوني فلسطيني وتسيطر عليه حركة حماس منذ عام 2007. فتارة تتحدث وسائل إعلام عن أن الولايات المتحدة تبحث عن قيادة فلسطينية بديلة، وتارة أخرى يجري الحديث عن نشر قوات دولية تتولى إدارة الملف الأمني، فيما تتواتر أحيانا أنباء عن مطالبة إسرائيلية بانتداب مصري على القطاع، كما يُثار خيار رابع يتمثل في نشر قوات عربية في القطاع الساحلي الضيق. ورغم أن أيا من تلك الخيارات لم تُطرح حتى الآن بشكل رسمي، فإن الفلسطينيين يتعاملون معها بكثير من القلق والتوجس، خاصة مع التحذيرات المصرية والأردنية من احتمالية تهجير الفلسطينيين وفرض مشروع "إسرائيل الكبرى" على الأرض.
كرزاي جديد
وفي هذا الشأن، كشف مسؤول سياسي فلسطيني أن الإدارة الأميركية تسعى فعلا لخلط الأوراق بالكامل بالتعاون مع إسرائيل من خلال "إيجاد قيادة فلسطينية بديلة على المقاس الأميركي والإسرائيلي"، بحسب وكالة أنباء العالم العربي. وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه "ببساطة، هم يريدون تكرار تجربة أفغانستان في فلسطين، يريدون أن يختاروا من بين الفلسطينيين كرزاي جديداً"، في إشارة إلى الرئيس الأفغاني الأسبق حامد كرزاي، الذي ساعدته الولايات المتحدة على الوصول إلى الحكم بعد إسقاط حركة طالبان في عام 2001. ووفق المسؤول، فإن هذه الإشارات "تؤكد نظرية القيادة الفلسطينية وتخوفاتها منذ اليوم الأول من بدء الحرب أن المخطط الإسرائيلي المدعوم أميركيا يستهدف القضية الفلسطينية برمتها بما يشمل القيادة الفلسطينية ولا يستهدف تنظيما بعينه أو منطقة جغرافية محددة".
إيجاد قيادات جديدة
كذلك أضاف أن "بعض الدول العربية أبلغتنا بعمليات البحث والتنقيب التي تجري لاختيار قيادات فلسطينية جديدة"، وأن الهدف هو إيجاد قيادات جديدة "تتماشى مع المخطط الإسرائيلي وتوافق عليه وتعمل على تنفيذه"، لكنه أكد أن إسرائيل لن تنجح في ذلك. غير أن المسؤول أشار إلى أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ومدير المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز، اللذين زارا رام الله في وقت سابق، لم يتطرقا إلى "ما تم تسريبه عبر وسائل الإعلام من بحث أميركي عن قيادة بديلة". وحول ما بحثه بيرنز في لقاءاته برام الله مطلع هذا الشهر، قال المصدر "كانت لتفاصيل أمنية إضافة إلى تدخله في موضوع الأموال الفلسطينية التي تقتطعها إسرائيل". كما أضاف "لم يتمكن الأميركيون من إقناع الإسرائيليين بالإفراج عن الأموال الفلسطينية لكننا غير مقتنعين بأن الولايات المتحدة التي تدعم إسرائيل بهذا الكم والحجم من القوة العسكرية والسياسية لا تستطيع إجبارها على إعادة الأموال المخصصة للفلسطينيين وهي حق لنا وليست منّة." وأكد المسؤول الفلسطيني "لو أرادت أميركا حل المشكلة لقامت بحلها، لكن أميركا شريك في المخطط الإسرائيلي لتدمير القضية الفلسطينية والسلطة الفلسطينية".
فصل غزة عن الضفة
من جانبه، أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني، أن إسرائيل تواصل مساعيها "لفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية كليا وسلخ القطاع بالكامل". وأشار مجدلاني إلى أن إسرائيل تريد أن ترسم الشكل القادم لقطاع غزة حتى لو تولت السلطة الفلسطينية إدارة القطاع، مؤكدا أن "أي واقع تحاول إسرائيل فرضه هو مرفوض بالمطلق"، في حديثه لوكالة أنباء العالم العربي. إلى ذلك، أكد أن السلطة الفلسطينية تدير فعليا الكثير من الأمور في قطاع غزة ولم تتخل عن مسؤوليتها هناك حتى بعد سيطرة حماس على الحكم منذ الانقسام الفلسطيني عام 2007. وشدد مجدلاني على أن "إدارة غزة لا يحددها بنيامين نتنياهو أو جو بايدن، وإنما هي حق أصيل للفلسطينيين وحدهم". ومضى قائلا "الحل الوحيد الذي ينهي الصراع هو التزام إسرائيل بمبدأ حل الدولتين على أساس قرارات الشرعية الدولية، والفلسطينيون هم من يقررون قيادتهم". وأشار مجدلاني إلى أن "عودة السلطة (الفلسطينية) إلى غزة منوطة بهذا الأمر وبموجب قرار سياسي أممي يتبنى حل الدولتين".
كارثة إنسانية
من جانبه، اتهم محمود الهباش، مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إسرائيل بأنها قد عقدت العزم على "اجتثاث" الفلسطينيين سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية. وقال الهباش "ما يجري من كارثة إنسانية في قطاع غزة ومنع حتى الغذاء والماء والدواء هو إعلان واضح عن نوايا تهجير للفلسطينيين". ..