بلغاريا... قراءة في توجّهات راديف إزاء موسكو..

تاريخ الإضافة الأحد 28 تشرين الثاني 2021 - 5:45 ص    عدد الزيارات 1419    التعليقات 0

        

قراءة في توجّهات راديف إزاء موسكو..

موسكو: «الشرق الأوسط».. وفقاً لخبراء في بلغاريا، فإن روسيا ونظام قوتها تشكل نموذجاً ومثالاً للرئيس رومن راديف. وهذا، مع الإشارة إلى أن هذا الموضوع نوقش بنشاط في المجتمع البلغاري منذ اندلاع الأزمة الداخلية الحادة في البلاد. ويشير الخبير ديميتار بوبوف إلى أنه «بعد إعادة انتخاب الجنرال، سيظهر وضع سياسي جديد في البلاد - بغالبية انتخابية تحتاج إلى حزب ذي برنامج استبدادي جذري ومحب للروس». أما العالم السياسي أوغنيان مينتشيف، فيرى أن موسكو «تستخدم موارد رئيسية عدة لضمان السيطرة الاقتصادية والسياسية على بلغاريا: مافيا الطاقة، والفساد المنهجي، والحرب الدعائية على الأراضي البلغارية». في هذه الأثناء، يعتقد بعض الخبراء أن ناخبي راديف هم «هذا الجزء من المجتمع الذي يعتقد أن نظام القبضة الحازمة هو الوحيد الذي يمكن أن يكون الضامن لاستقرار أكبر. وللسبب نفسه، فإن هذا الجزء من الناخبين، كما تظهر استطلاعات الرأي، يقيّم بشكل عام بشكل إيجابي أنشطة الحكومة الانتقالية التي عيّنها راديف في مايو (أيار) الماضي بعد نجاحه في إطاحة بويكو بوريسوف وحكومته المحافظة». رغم ذلك كله، لا يظهر راديف مبالاة تجاه انتقادات واتهامات خصومه. وهو يرى أن النهج الذي يسير عليه يحقق لبلغاريا نوعاً من الاستقرار الذي تحتاج إليه منذ سنوات طويلة، فضلاً عن تحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية. وفي إشارة لافتة بدا أن راديف وحتى قبل تدشين ولايته الرئاسية الجديدة تعمد إثارة جدل جديد كبير حول سياساته المقبلة. ذلك أنه قبل ثلاثة أيام فقط من موعد الانتخابات، وخلال مناظرة مع أحد المنافسين، تسبب راديف في إطلاق عاصفة كبيرة عندما أعلن أن «القرم في الوقت الحالي روسية». وجاء توقيت هذا الإعلان من الرئيس المرشح مع احتدام المواجهة الروسية مع الغرب، ومع تفاقم تأجيج الموقف على الحدود مع أوكرانيا، والتحذيرات المتواصلة من عملية عسكرية روسية محتملة ضد البلد السلافي «الجار”، شكلا صدمة كبرى لأوساط في أوروبا فضلا على أوكرانيا. على الفور دُعي السفير البلغاري لدى أوكرانيا إلى مقر وزارة الخارجية الأوكرانية في كييف. ووصفت السلطات الأوكرانية تصريحات راديف بأنها غير مقبولة وغير صحيحة. إلا أن السفير البلغاري كوستدين كودشاباشيف - وفقاً لبيان وزارة الخارجية الأوكرانية - أكد على الفور للجانب الأوكراني «موقف بلغاريا غير المتغيّر في دعم وحدة أراضي أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم كجزء لا يتجزأ من أوكرانيا». لا، بل وأكد على «مواصلة صوفيا المشاركة في الجهود المبذولة لإنهاء احتلال شبه الجزيرة، وعلى وجه الخصوص، من خلال مشاركة بلغاريا في أعمال منصة القرم». بالطبع، حاول راديف الدفاع عن موقفه، فقال في اليوم التالي «لا توجد دراما هنا، السؤال واضح تماماً: ضم شبه جزيرة القرم انتهاك للقانون الدولي. لكن كما قلت خلال المناقشة، هناك حقائق في السياسة. وفي الوقت الحالي شبه جزيرة القرم روسية». هذا الموقف عرّض، كما هو متوقع، راديف لانتقادات حادة من جانب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، ووصف بأنه «يلعب مع الدعاية الروسية». وأعلنت الولايات المتحدة، أنها تشعر بقلق عميق إزاء التصريحات الأخيرة للرئيس البلغاري، وأفاد بيان أصدرته السفارة الأميركية في صوفيا «لقد أعلنا جميعنا، بما في ذلك بلغاريا، في قمة منصة القرم في أغسطس أن شبه جزيرة القرم جزء لا يتجزأ من أوكرانيا، وأننا لا نعترف ولن نعترف بمحاولات روسيا لإضفاء الشرعية على الاستيلاء غير المشروع على شبه الجزيرة واحتلالها». لكن، هل سيكون لآراء رومن راديف حول شبه جزيرة القرم، التي تختلف بشكل واضح عن نظيرتها في أوروبا، أي تأثير حقيقي على سياسة بلغاريا؟ .... يقول خبراء، إنه من حيث المبدأ، وبناءً على تصريحات وأفعال الرئيس السابقة، لم يحدث شيء مفاجئ. إذ تصرف راديف غير مرة بطريقة لم يسع الكرملين معها إلا أن يمدحه، فهو لم يدافع عن المعارض الروسي أليكسي نافالني بكلمة واحدة. بل وظل صامتاً بشكل لافت، أثناء كشف نشاط شبكة تجسس روسية في بلاده، اعقبها طرد ما يقرب من اثني عشر من ضباط الاستخبارات الروسية من بلغاريا كانوا يحملون جوازات سفر دبلوماسية. وأكثر من ذلك، فهو يتحدث بشكل مستمر عن «عبث ولا جدوى العقوبات ضد موسكو». يلاحظ معارضو راديف، أن موقف راديف المؤيد لروسيا تمليه عوامل عديدة. فحسب إيفان سوتيروف، نائب رئيس «اتحاد القوى الديمقراطية” اليميني، فإن لجنة ترشيح راديف لفترة رئاسية ثانية كانت تعجّ بممثلي الحزب الشيوعي السابق، وضباط أمن الدولة السابقين وأنصار بوتين. وفي المقابل، لا يبدو الرئيس البلغاري الحاصل للتو على تفويض شعبي جديد مستعداً لتغيير السياسات التي قادته إلى الفوز. وكما يقول خبراء روس، فهو «على طريقة الجنرالات سيخوض معركته حتى النهاية».

رومن راديف... الجنرال «الأحمر» الذي درّبه الأميركيون

«رجل بوتين» في بلغاريا يدشن ولايته الرئاسية الثانية

الشرق الاوسط... موسكو: رائد جبر.. عزّزت نتائج الانتخابات الرئاسية في بلغاريا مواقع الرئيس رومان راديف الذي فاز بولاية ثانية بضربة ساحقة وجهها لخصومه بعدما حصد نحو ثلثي أصوات الناخبين. المشهد شكّل اختراقاً كبيراً بالنسبة إلى الأوضاع في بلد شهد اضطرابات واسعة وانقسامات حادة، خلال السنوات الأخيرة، ووقف في منعطفات عدة أمام الخيار الصعب بين الاقتراب من روسيا أو مواصلة الاندماج الأوروبي. لقد أعاد البلغار انتخاب الرئيس الذي أصبح شخصية محورية في حركة «التغيير» في أفقر بلدان الاتحاد الأوروبي. وفي هذه الجمهورية البرلمانية، تقوم الحكومة برسم السياسة ولا يتمتع الرئيس سوى بدور فخري، وفقاً للقانون الأساسي. لكن رومان راديف، الذي كان حديث العهد في السياسة عندما فاز بالرئاسة للمرة الأولى، في العام 2016 - متجاوزاً بشكل مريح نسبة الحسم بعدما حصد في الجولة الانتخابية الثانية نحو 59 في المائة من الأصوات - أعطى المنصب خلال السنوات الخمس الماضية، حجماً مختلفاً، متجاوزاً قيود الصلاحيات الدستورية. لقد نجح في فرض نفسه كشخصية لا يمكن تجاوزها في اللعبة السياسية. فاز رومن راديف، أو «الجنرال الأحمر»، كما يلقبه البعض نظراً لقربه من الحزب الاشتراكي البلغاري، مجدداً برئاسة بلغاريا. ولقد حملته شعارات التغيير في الشارع إلى قمة الهرم السياسي ثانية، بعدما انحاز إلى مطالب الاحتجاجات على الفساد عمّت البلاد، وأضعفت مواقع خصومه. وفي صيف 2020، خرج الجنرال الآتي إلى الرئاسة من المؤسسة العسكرية، والذي لا يخوله الدستور التعبير عن مواقف سياسية عادة، إلى الحشود رافعاً قبضته وسط ترحيب المتظاهرين من مختلف التيارات السياسية. ونجح راديف بعد ذلك، بلعب دور حاسم في سقوط رئيس الوزراء المحافظ بويكو بوريسوف بعد عقد من توليه السلطة، ليفرض رؤيته لإدارة سياسة البلاد الداخلية والخارجية. ودافع «رجل بوتين» في أوروبا، كما يلقبه الخصوم، عن مواقفه السياسية الموالية للكرملين، معلناً أنه «لا يمكن أن تكون روسيا نموذجاً نحتذي به في التنمية، لكنها لا يمكن أيضاً أن تكون عدونا»، داعياً إلى «موقف أكثر براغماتية للاتحاد الأوروبي تجاه موسكو».

- بطاقة هوية

ولد رومين غيورغييف راديف في بلدة ديميتروفغراد بجنوب شرقي بلغاريا يوم 18 يونيو (حزيران) 1963. وفي العام 1982 تخرج في مدرسة الرياضيات في هاسكوفو بميدالية ذهبية. ومنها شق طريقه في المؤسسة العسكرية طالباً في جامعة جورجي بنكوفسكي للقوات الجوية البلغارية التي تخرج فيها بتفوق في العام 1987. بعد ذلك بخمس سنوات فقط، حدثت تغييرات كبرى في أوروبا والعالم، وسقط خلالها «جدار برلين»، وتبدلت خرائط النفوذ السياسي في العالم. وفي خضم التغيير خلعت بلغاريا عباءة الشيوعية وانتقلت إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو). في حينه، كان الضابط البلغاري المتفوق قد تخرج في مدرسة ضباط السرب التابعة للقوات الجوية الأميركية في قاعدة ماكسويل الجوية في ولاية آلاباما. وبذلك دشّن طريقه ليغدو من أبرز الجنرالات في بلاده، ومن ثم، يواصل التدريب والتعليم في كلية دفاع وهيئة أركان راكوفسكي، حيث كان أيضاً من الطلاب المتفوقين؛ ما أهله للحصول على درجة الدكتوراه في العلوم العسكرية في مجال تحسين التدريب التكتيكي لأطقم الطيران ومحاكاة القتال الجوي. راديف توّج مسيرته التعليمية في عام 2003، بالتخرج في الكلية الحربية الجوية في قاعدة ماكسويل الجوية في الولايات المتحدة بدرجة الماجستير في الدراسات الاستراتيجية مع مرتبة الشرف. ولم يمر وقت طويل بعد ذلك حتى غدا الجنرال راديف قائداً لسلاح الجو في بلاده.

- مرشح الرئاسة

في أغسطس (آب) 2016، رشح الحزب الاشتراكي البلغاري المعارض والحزب البديل للنهضة البلغارية راديف رسمياً لخوض الانتخابات على منصب الرئاسة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016. بعد ذلك سحب الحزب البديل للنهضة البلغارية ترشيح الجنرال راديف، لكن هذا لم يمنعه من تحقيق فوز في الجولة الثانية من الانتخابات على منافسته تسيتسكا تساشيفا دانغوفسكا، مرشحة حزب «مواطنون من أجل التنمية الأوروبية» في بلغاريا. وكانت هذه بداية الطريق نحو اتضاح معالم الصراع الداخلي بين الأطراف البلغارية المؤيدة للتقارب مع موسكو والأحزاب المتمسكة بطريق الاندماج الأوروبي.

- أي دور لموسكوفي وصوله للسلطة!

لقد تمسك الرئيس البلغاري المنتخب حديثاً، بمواقفه المثيرة للجدل حول سياسة بلاده، على الرغم من الحملات القوية التي شنتها أوساط بلغارية عليه، والتي وصلت إلى درجة «التأكيد» أن ترشيحه وانتخابه تمّا وفقاً لـ«سيناريو» أٌعد بدقة في أوساط الأجهزة الخاصة الروسية. إذ تشير روايات إلى أن أصل الصعود القوي للجنرال راديف في عالم السياسة العليا، بدأ في يونيو 2016، عندما حضر نيكولاي مالينوف رئيس «الحركة الوطنية للروسوفيليين» (حركة تضم التيار المسيحي المطالب بالتقارب مع موسكو) في بلغاريا منتدى لحزب «روسيا الموحدة» الحاكم. وبعد ذلك بشهر واحد، طلب مدير المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية ليونيد ريشيتنيكوف (الذي مُنع لاحقاً من دخول بلغاريا لمدة عشر سنوات بعد اتهامه بصلات مع جهاز المخابرات الخارجية) من مالينوف وضع دراسة اجتماعية مكرّسة لملف انتخاب الرئيس البلغاري. ووفقاً للدراسة؛ جرى تحديد الصفات والمؤهلات المطلوبة بأن يكون المرشح الرئاسي القادر على الفوز «رجلاً لا يزيد عمره على 60 سنة. حقق مسيرة مهنية ناجحة، لكنه ليس مثقفاً. ليس مرتبطاً بهياكل الفساد. وشجاعاً في الدعوة إلى استقلال أكبر لبلغاريا في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي». وكما تقول دراسات نُشرت لاحقاً حول هذا الموضوع، «أمكن العثور على الشخص المطلوب بسرعة كبيرة. وبالفعل في الأول من أغسطس، استقال الجنرال رومن راديف من منصب عسكري رفيع، وبدأت أوساط حزبية واجتماعية في التحدث عنه كمرشح رئاسي». كان ملاحظاً في تلك الفترة أن مراكز البحث الروسية أعربت عن أمل عميق في «أن يقوم الرئيس البلغاري الجديد بإعادة توجيه البلاد، وتحويلها إلى مسار التقارب مع روسيا». ولكن مهما كان الموقف من صحة هذه الروايات، التي وجدت تداعيات مختلفة لاحقاً، من بينها أن مالينوف واجه اتهامات بالخيانة العظمى في بلاده والتجسس لصالح موسكو، فالثابت أن أداء راديف برز بشكل قوي. وبخاصة أنه خاض مواجهة شرسة مع خصومه من التيار المحافظ، واستخدم شعارات محاربة الفساد ببراعة لمواجهة تحركات رئيس الوزراء بوريسوف.

- مواجهة داخلية شرسة

وحقاً، منذ تولي راديف الرئاسة، فإنه واصل توجيه انتقادات لاذعة ضد بويكو بوريسوف؛ إذ اعتبره شخصاً يسمح بالفساد من خلال أسلوب قيادته «المتهور»، فضلاً عن محاولته تضييق الخناق على معارضيه السياسيين. ولتعزيز هذا التوجه، استخدم راديف حق النقض مراراً ضد المقترحات التشريعية التي تقدم بها حزب بوريسوف «مواطنون من أجل التنمية الأوروبية» في بلغاريا إلى البرلمان البلغاري. وأصدر ما مجموعه تسعة عشر حق نقض في أول سنتين ونصف السنة من فترة رئاسته. وفي المقابل، اتهم بوريسوف في كثير من الأحيان راديف بالسعي إلى «تخريب عمل الحكومة». في خطاب العام الجديد الذي ألقاه راديف أمام الشعب البلغاري عام 2019، والذي أُذيع على جميع القنوات التلفزيونية البلغارية تقريباً، ذكر أنه يرى حكومة بوريسوف غير ناجحة في معالجة الفساد. واتهمها بوضع البلاد في حالة ركود اقتصادي مع ارتفاع الأسعار وانخفاض الأجور؛ ما أسفر عن تقويض نزاهة الانتخابات، بالإضافة إلى تراجع القانون والعدالة. وفي يونيو 2019، استخدم راديف حق النقض ضد عقد حكومي كبير لشراء طائرات مقاتلة عدة من طراز «إف - 16» من الولايات المتحدة بتكلفة تبلغ نحو ملياري ليف بلغاري. لقد انتقد راديف الصفقة بشدة متهماً الحكومة بالسلطوية، وأعرب عن اعتقاده بأن الحكومة وافقت على خفض درجات إلكترونيات الطيران والعتاد الحربي للطائرات، للحصول على سعر شراء أقل، وهو ما اعتبره أيضاً باهظاً جداً مقارنة بالقيمة الفعلية. وتابع راديف، أنه، بصفته طياراً سابقاً وقائداً للقوات الجوية، لم يؤمن بأن الصفقة تصب في مصلحة بلغاريا. وبالنتيجة، رفضت الغالبية المؤيدة للحكومة في الجمعية الوطنية البلغارية حق النقض الذي تقدم راديف به، وجرى التوقيع على الصفقة رغم ذلك. هذان المثالان يعكسان طبيعة المنافسة القوية وروح المواجهة التي سيطرت عملياً على كل الولاية الرئاسية الأولى لراديف في مواجهة التيار المحافظ في بلغاريا، قبل أن يستفيد بقوة من تدهور الوضع المعيشي الذي أسفر عن نزول مئات الالوف إلى الشوارع العام الماضي مطالبين بالتغيير وبسياسة واضحة لمكافحة الفساد وتحسين الأحوال المعيشية. عندها فقط وجّه «الرئيس - الجنرال» ضربته القاضية ولعب دوراً حاسماً صيف العام الماضي في إسقاط حكومة بوريسوف. وساعد أكثر في ذلك، اندلاع صراع مباشر بين راديف وبوريسوف، نُشرت خلاله أدلة تدين رئيس الوزراء بالفساد، ورداً على ذلك، حرك رئيس الوزراء دعوى قضائية أسفرت عن مكتب المدعي العام بدهم وتفتيش الإدارة الرئاسية. ولقد حصل ذلك على وقع الاحتجاجات الغاضبة في الشارع، وبدا أن هذا الصراع عزّز أكثر مواقع راديف.

- الانقلاب على الغرب

رومين راديف، على الرغم من سنوات التدريب العسكري في الولايات المتحدة، يعد سياسياً موالياً لروسيا. وحقاً، تسبب ترشيحه للرئاسة مجدداً في «قلق عميق» في واشنطن وبروكسل (مقر الاتحاد الأوروبي و«ناتو»)... وفقاً لتقارير إعلامية غربية. ولعل ما يعزز هذا الكلام، أن الرئيس - الجنرال ربط مواقفه وتحركاته بتصريحات مثيرة، فهو أعلن غير مرة أن بلاده، على الرغم من كونها عضواً في «ناتو»، ارتكبت خطأً استراتيجياً بالابتعاد عن روسيا. وأردف «بلغاريا عضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو)، ولا بديل لنا. لكن هذا لا يعني أن علينا أن نخلق أعداء خارج إطار التعاون هذا. لا تعني أوروبا رهاب روسيا. الحقيقة هي أننا نعاني حالياً من خسائر اقتصادية». وهنا، لا يخفى أن بلغاريا ترتبط فعلاً بعلاقات وثيقة مع موسكو. وفضلاً عن التعاملات التجارية الواسعة، يكفي القول إن هذا البلد الأوروبي يعتمد بشكل كلي تقريباً (أكثر من 95 في المائة) من وارداته من الغاز الطبيعي على الصادرات الروسية. بيد أن الأحوال الاقتصادية الهشة للبلاد، من بين أسباب كثيرة أخرى، لم تسمح بأن يكون لصوفيا صوت مسموع في السجالات السياسية الدائرة في أوروبا حول نمط العلاقة المطلوب مع روسيا.

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,746,293

عدد الزوار: 6,912,394

المتواجدون الآن: 113