روسيا تنسق مع الولايات المتحدة واسرائيل، وتستخدم ايران وتركيا لتحقيق طموحاتها..

تاريخ الإضافة الأربعاء 19 شباط 2020 - 7:39 م    عدد الزيارات 1969    التعليقات 0

        

روسيا تنسق مع الولايات المتحدة واسرائيل، وتستخدم ايران وتركيا لتحقيق طموحاتها..

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات... حسان القطب..

التدخل الروسي في سوريا عام 2015، كان بطلب ايراني مباشر، مع شعور ايران بان هزيمة ميليشياتها وقواتها في سوريا باتت وشيكة.. والتخطيط للتدخل بدأ يتبلور مع تراكم هزائم الأسد. فقد تحدثت وكالة رويترز للأنباء عن زيارة قام بها قاسم سليماني إلى موسكو في يوليو /تموز عام 2015، الزيارة التي تعد الخطوة الأولى في التخطيط للتدخل العسكري الروسي لدعم نظام الأسد في سوريا. وقال مسؤول إقليمي بارز: "طرح سليماني خريطة سوريا على الطاولة. الروس كانوا مرتبكين كثيرا وشعروا بأن الأمور في انحدار وأن النظام أضحى في خطر حقيقي. يومها أكد الجانب الإيراني أنه لا يزال هناك فرص وقدرة على استعادة زمام المبادرة. وقتها لعب سليماني دورا في إقناعهم مؤكدا أنهم لم يخسروا كل الأوراق". الاستعدادات الايرانية واكبت التدخل الروسي، فقد ذكر مصدران لبنانيان لـ "رويترز" أن مئات الجنود الإيرانيين وصلوا إلى سوريا في الأيام العشرة الأخيرة مع أسلحة لشن هجوم بري كبير. وسيدعمهم أيضا حلفاؤهم من "حزب الله" اللبناني الشيعي ومقاتلون شيعة من العراق بينما سيقدم الروس دعماً جوياً.... وقال أحد المصدرين: "طليعة القوات البرية الإيرانية بدأت في الوصول إلى سوريا.. جنود وضباط للمشاركة بوجه خاص في هذه المعركة. إنهم ليسوا مستشارين.. نعني مئات مع معداتهم وأسلحتهم. وسيتبعهم المزيد".

في نفس الوقت كانت علاقات اسرائيل مع روسيا في تطور مستمر فقد قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأولى زياراته إلى روسيا في أيار/ مايو 2013، ثم أتبعها بزيارة ثانية في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام نفسه، ثم زادت وتيرة الزيارات، وبعد التدخل الروسي العسكري المباشر في سورية قام نتنياهو بزيارة إلى روسيا في أيلول/ سبتمبر 2015، مع رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، هرتسي هليفي، ورئيس هيئة الأركان، غادي إيزنكوت، وكان هدف اللقاء التنسيق بين البلدين عسكريًا، خاصة لجهة عدم التصادم..

الى جانب التفاهم مع ايران تحركت روسيا على خط تصويب وتطوير العلاقات مع تركيا عقب اسقاط طائرة السوخوي الروسي من قبل الطيران التركي.. فتم تصحيح العلاقات الروسية – التركية وصولاً الى اعلان تفاهم او تحالف دول استانة.. وجاء في البيان الختامي ...“إن وفود الجمهورية الإسلامية الإيرانية والاتحاد الروسي وتركيا وبما يتوافق مع البيان المشترك لوزراء الخارجية المعلن في موسكو في 20/12/2016 ومع قرار مجلس الأمن 2336 فإنهم يدعمون إطلاق محادثات بين حكومة الجمهورية العربية السورية ومجموعات المعارضة المسلحة في أستانا في الفترة بين 23 و 24 من كانون الثاني لعام 2017.

نص ومضمون اتفاقية استانة التي لم تلتزم بها روسيا وايران وتركيا وهي الدول الضامنة ..رابط الاتفاقية..

https://www.aljazeera.net/encyclopedia/events/2017/5/7/%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A7%D9%85%D9%84-

في كانون الثاني /يناير عام 2019، نفى نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن تكون بلاده حليفة لإيران فيما يتعلق بوجودها في سوريا، قائلا إن أمن إسرائيل هو أحد أهم أولويات روسيا. وذكر ريابكوف في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” الأميركية :”نحن لا نستخف بأية طريقة بأهمية التدابير التي من شأنها ضمان أمن قوي لدولة إسرائيل”. وأضاف: “الإسرائيليون يعرفون هذا ، وتعرف الولايات المتحدة هذا، وأي طرف آخر، بما في ذلك الإيرانيون والأتراك والحكومة في دمشق. هذه واحدة من أهم أولويات روسيا “. وقال ريابكوف إنه من غير الصحيح تصنيف روسيا وإيران كحليفتين، وإنما “تعاونا فقط” في سوريا... زار نتنياهو موسكو في شباط/ فبراير 2019، وكان الهدف الأساس من جميع هذه الزيارة وتلك التي سبقت هو بحث الملف السوري والتدخل الروسي في سورية وحماية مصالح “إسرائيل” في هذه المنطقة الجغرافية من العالم. على اثرها قال نتنياهو إنه اتفق مع روسيا على تأمين خروج القوات الأجنبية من سورية وهو يُشير بشكل أساس إلى القوات الإيرانية على الأراضي السورية، وهذا الأمر لم تنفِه روسيا، كما لم تصدر أي ردة فعل إيرانية عليه.

مباشرةً عقب بدء التدخل الروسي في سوريا باشرت اسرائيل بشن غارات جوية وصاروخية على المواقع الايرانية في سوريا وتلك التابعة لحزب الله اللبناني والميليشيات التي تساند محور ايران على الاراضي السورية، وهذا يدلّ على تفاهم ضمني كامل بين الطرفين يطلق يد “إسرائيل” بعمل ما تراه مناسبًا لأمنها، وعلى حرص روسيا على عدم المساس بالمصالح الإسرائيلية التي حددها نتنياهو. والتزاماً بما اكده نائب وزير الخارجية الروسي...كما تم ربط غرفة عمليات روسيا في قاعدة حميميم السورية بمثيلتها الاسرائيلية لتجنب وقوع اي صدام كما تم الحديث عن ان الغارات الاسرائيلية يتم ابلاغ روسيا عنها قبل دقائق من تنفيذها..؟؟؟؟

ولتجنب اي صدام بين القوات الجوية والبرية الاميركية وتلك الروسية العاملة في سوريا...عملت روسيا على التنسيق مع الولايات المتحدة التي تتواجد قواعدها شمال الفرات في سوريا، وتقوم بدعم قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وهي قوات كردية وتسيطر على ما يقارب ثلث الاراضي السورية الغنية بالمياه والنفط والغاز...!!

التفاهم الروسي – التركي – الايراني على الساحة السورية.. يمكن توضيح اسسه على الشكل التالي:

  • روسيا اخذت على عاتقها تامين الغطاء الجوي للميليشيات الشيعية وتلك المؤيدة لديكتاتور سوريا والعمل على ضرب قوى المعارضة السورية واخضاع الشعب السوري للنظام الحاكم... وكذلك حماية امن اسرائيل كما تم ذكر ذلك صراحةً..
  • ايران تعهدت بدعم بشار الاسد وضمان بقائه في السلطة بالقتال الى جانبه وضمنت ايران لروسيا على لسان قاسم سليماني تسديد تكاليف الحرب على الشعب السوري كما تم تسريب ذلك
  • تركيا تعهدت بضبط اداء المعارضة ونبذ المجموعات التي تصنفها روسيا والولايات المتحدة إرهابية..

في نفس الوقت قامت روسيا بتطوير علاقاتها التجارية مع كلٍ من ايران وتركيا بحيث تداخلت المصالح التجارية مع الاهداف الاستراتيجية العسكرية لهذه الدول في منطقة الشرق الاوسط وخاصةً في سوريا وهي المنخرطة بقوة في الصراع على الساحة السورية... فكيف يمكن ان تتفاهم تركيا التي تعلن العداء الواضح لنظام الاسد في سوريا وتؤيد قوى المعارضة السلمية كما المسلحة، مع دولة ايران التي تقاتل بكل قوة الى جانب الاسد واستدرجت التدخل الروسي لحماية طموحاتها ونفوذها...؟؟

كما ان روسيا اسست لتفاهم قوي مع تركيا وهي العضو الفاعل في حلف التاتو العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة.. وعززت علاقاتها مع تركيا عندما قامت بمد انبوب الغاز الروسي الى تركيا لتزويدها بالغاز وكذلك اوروبا عبر تركيا...فيما اطلق عليه مشروع (السيل التركي) وهو مشروع اقتصادي عملاق مشترك بين موسكو وأنقرة، يقوم على نقل الغاز الطبيعي الروسي إلى كل من تركيا ودول جنوب وشرق أوروبا عبر أنابيب ناقلة تمر من البحر الأسود وعبر الأراضي التركية. لذا وجدت تركيا نفسها في شراكة اقتصادية مع روسيا وبالتالي عليها مراجعة مواقفها وطموحاتها السياسية والعسكرية في سوريا والمنطقة وهي التي تعاني من الخلاف مع ادارة ترامب في ملفات عديدة خاصةً بعد الانقلاب العسكري الفاشل..وشراء تركيا لمنظومة "اس 400 " الصاروخية رغم اعتراض الولايات المتحدة وحلف الناتو عليه...

كذلك يمكن القول ان حصار الولايات المتحدة لايران دفعها لتعميق تحالفها مع روسيا او على الاقل عدم معاداتها، ولو اختلفت المصالح والاهداف الاستراتيجية المعلنة .. وروسيا تشكل المتنفس الاساسي لنظام ايران وهي التي جنبتها الهزيمة في سوريا.. استفادت موسكو من هذا الواقع الذي تعانيه ايران وتركيا..ضعف ايران وانعزال تركيا عن حلف الناتو، فبدات بالعمل على اخراج ايران وتركيا من سوريا..!! استغلت روسيا رغبة اسرائيل المعلنة في طرد القوات الايرانية وميليشياتها من سوريا وخاصةً جنوب سوريا لتبرير عدم التصدي للغارات الاسرائيلية.. فتجاهلت الغارات المتكررة التي تستهدف التجمعات ومخازن الاسلحة وقوافل السلاح المتوجهة الى لبنان لدعم حزب الله... رغم بيانات الاستنكار الروسية التي لا يمكن اعتبارها الا موقفاً اعلامياً.. فالمصلحة الروسية الحقيقية هي في خروج قوات ايران من سوريا واستفراد روسيا بالساحة السورية والاستثمار في ثروات سوريا كما في اعادة اعمارها.. كذلك استغلت روسيا جشع ايران وثقافتها المذهبية الدينية الحاقدة في استخدام ميليشياتها ضد الفصائل السورية المعارضة وبالتالي الوجود التركي الضامن للاستقرار في غرب حلب ومحافظة ادلب.. فقد أفادت شبكة "عين الفرات"، اليوم الثلاثاء، بوصول قتلى من عناصر الميليشيات الإيرانية المحلية في مدينة البوكمال، كانت الميليشيا زجت بهم في معارك الشمال السوري. كذلك تم الاعلان عن عدد من قتلى حزب الله اللبناني والميلشيات العراقية في تلك المعارك... ولم تستيقظ تركيا على ما ترسمه روسيا لها الا مع تدفق اكثر من مليون لاجيء سوري جديد الى الحدود التركية – السورية... فقد أكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، نية بلاده عدم الانسحاب من نقاط المراقبة في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، وأكد أن أنقرة سترد بالمثل في حال استهداف نقاطها. وأضاف أن بلاده تمتلك الصلاحيات لاتخاذ التدابير اللازمة من أجل تأمين وقف إطلاق النار، وذلك بصفتها دولة ضامنة بموجب المادة الخامسة من اتفاق سوتشي المبرم مع روسيا وإيران. كما طالب أكار الدول الأوروبية والولايات المتحدة ، بالالتزام بتعهداتها المتعلقة بسوريا، واتخاذ خطوات ملموسة لتجسيد مسؤولياتها هناك. ويمتلك الجيش التركي 12 نقطة مراقبة عسكرية أقيمت في إطار اتفاق منطقة "خفض التصعيد" في إدلب.

في الخلاصة يمكن القول ان روسيا تخدم مصالحها واستراتيجيتها الهادفة الى الحصول على موطيء قدم على البحر المتوسط وقد حصلت عليه بالفعل ومن ثم الاستفراد بالكعكة السورية.. وضمنت موافقة الولايات المتحدة على وجودها ودورها مقابل ضمان امن اسرائيل وحدودها الشمالية ...والتنسيق المبكر مع اسرائيل والولايات المتحدة لم يوقظ حكام ايران من سباتهم واحلام السيطرة والهيمنة.. ولم يلفت انتباه تركيا الى ان مصالح الدول الكبرى وتناغمها مع اسرائيل اكثر اهمية من مصالح وطموحات الدول الاقليمية.. خاصةً مع وجود كميات واعدة من الغاز والنفط في مياه البحر المتوسط ودول المنطقة وخاصةً سوريا ولبنان..؟؟؟؟ ومع كلفة اعادة اعمار قد تصل الى 400 مليار دولار..فكان ان استخدمت روسيا اسرائيل لطرد ايران من جنوب سوريا وربما منها كلها لاحقاً ومن الميليشيات الايرانية لاضعاف التفوذ التركي واخراج تركيا من سوريا...

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,576,124

عدد الزوار: 7,033,979

المتواجدون الآن: 62