مجتمعنا بيئة متضامنة متكافلة وليس حاضناً للارهاب والتطرف...  او الفاسدين والمفسدين..

تاريخ الإضافة الأحد 9 أيار 2021 - 6:25 ص    عدد الزيارات 924    التعليقات 0

        

مجتمعنا بيئة متضامنة متكافلة وليس حاضناً للارهاب والتطرف...  او الفاسدين والمفسدين..

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات... حسان القطب...

يعيش لبنان حالة من الانهيار المالي، والتراجع الاقتصادي، والتضخم المالي، والقلق الامني، وانتشار الجائحة التي دمرت الحياة الاقتصادية والاجتماعية، واصابتها بالشلل، والفوضى السياسية، والعجز الكامل على مستوى اداء المنظومة السياسية، بالاضافة الى وجود ميليشيات مسلحة تهيمن على المعابر غير الشرعية، تستغل هذه المعابر لتهريب كل ما تستطيع من مواد غذائية ومحروقات وادوية ولحوم وجرعات لقاح الى سوريا ومنها الى حيث يعلم الله، مختلسة اموال الشعب اللبناني، وطعامه وادويته، وكل ما يعود عليه بالنفع في هذه المرحلة العصيبة....بحيث اثبتت هذه القوى الميليشيوية ان خدمة وحماية ورعاية الشعب اللبناني، يقع في أخر سلم اولوياتها... وان ما يعنيها هو دول المحور وميليشيات المحور في لبنان وخارجه، وبيئة خاصة محدودة وضيقة جداً تعتبر حاضنة لهذا المشروع، وراعية لاهدافه، وتسير في مخططاته....

القوى المهيمنة على لبنان، سياسياً واعلامياً وامنياً.. دابت منذ سنوات على تصوير كل بيئة او مجتمع او مكون رافض لمشروعها او الخضوع لمسارها ومسيرتها، بانها بيئة حاضنة للارهاب والتطرف، وعملت على اتباع سياسة التجييش الاعلامي والاستهداف الامني، والترويع السياسي، واطلاق حملة شائعات مستخدمة الخلايا الاعلامية التابعة لها والمنتشرة في مختلف وسائل التواصل.. والتي تعمل غب الطلب وحين الضرورة وعلى وتيرة واحدة ومستخدمةً مفردات وتعابير ومصطلحات موحدة... بحيث يتم الاحساس من قبل القاريء والمتابع بأننا فعلا نواجه مشروع خطير لا يمكن مواجهته الا من خلال الالتحاق بهذه القوى الحريصة على استقرارنا ...

بينما الواقع هو عكس ذلك تماماً.... وحتى نكون اكثر وضوحاً... فقد:

تمت الهيمنة على المؤسسات الرسمية من قبل فريق لا يؤتمن على مقدرات الوطن وثرواته ولا على الشعب ورفاهيته واستقراره...

تم تسخير امكانات الدولة لخدمة هذا المشروع ورعايته وتعويض ما فقده هذا الفريق من دعم خارجي ورعاية مالية

وتم العمل على ضرب المؤسسات الاجتماعية وجمعيات المجتمع المدني غير التابعة له واتهامها بشتى الاتهامات لوقف نشاطها وتعطيل دورها... بحيث يفقد مجتمعنا كل رعاية ومتابعة لمعالجة مشاكله الاقتصادية والاجتماعية...

وتضامنت مع هذا الفريق وهذا المشروع قوى سياسية يفترض انها معادية او على الاقل غير مرتبطة بهذا المشروع، من اغلاق للمؤسسات الاجتماعية والصحية وصرف الموظفين دون تعويضات او دفع رواتب مستحقة طوال اشهر وبعضهم لمدة سنوات داخل لبنان وخارجه... مما زاد من حالة البطالة والعوز في بيئتنا اللبنانية وخاصةً وبشكل خاص في شمال لبنان، مدينة طرابلس، ومدينة بيروت ومدينة صيدا... وقسم كبير من البقاع وجبل لبنان...

كما اسهمت هذه المرجعية في انتاج شخصيات وازنة عالم في الفساد وممارسة الانتهازية بكل اشكالها المالية والسياسية وحتى الامنية...ومع ذلك تحاول هذه الشخصيات وبكل اسف اعادة انتاج نفسها بالتعاون والتضامن مع البعض لتقديم نفسها شخصيات معارضة يمكن الوثوق بها... وهذا غير صحيح مطلقاً لان معايير الصلاح والاصلاح لا تنطبق عليها وتاريخها يشهد عليها....

غابت هذه المرجعيات السياسية عن ساحة المتابعة لكل ما يتعلق بالشان الاجتماعي والامن الغذائي والتراجع المالي وارتفاع الاسعار وانهيار قيمة العملة اللبنانية.... رغم انها تقدم نفسها راعية وحاضنة ومسؤولة... ؟؟؟ وربما هي مسؤولة بالفعل عما وصلنا اليه من وضعٍ لا نحسد عليه...

واستفادت هذه المرجعيات من الاتهامات لهذه البيئة بانها حاضنة للارهاب بحيث وضعت المواطن بين خيارين.. اما ان تخضع لامرتي، او ان تلتحق بمن هو موضع اتهام....او هو بالفعل متهم..؟؟؟

اصحاب مشروع الهيمنة على لبنان الوطن والكيان كان همهم الاساس هو عزل لبنان عن محيطه العربي وتغييب علاقاته مع المجتمع الدولي، وفريق سياسي لبناني كان سباقاً بل له الدور الابرز في استكمال الاساءة لعلاقات لبنان مع محيطه العربي.. وكانه يتناغم مع مشروع الاحتلال والوصاية على لبنان، بهدف البقاء في السلطة وفي موكب الزحف نحو كرسي المسؤولية مهما كانت الاثمان، لانها على حساب الشعب وليست على حسابه ومن جيبه الخاص.. او ان له مصالح خاصة لا تتحقق الا عبر الوصول الى موقع سلطوي مسؤول..

واستكمل الحصار بان اصبح لبنان بعد صدور تقارير عديدة محلية وعربية ودولية ساحة انتاج لكافة اشكال المخدرات ومنصة تصدير لهذه الآفة الخطيرة لضرب جيل الشباب بدفعه للادمان ومن ثم العمل على السيطرة عليه وكذلك بهدف تمويل مشاريع الاجرام والتهجير والترويع.. ..

ولكن خلال الاشهر الماضية من عمر الازمة وخلال شهر رمضان المبارك ما الذي لمسه كل لبناني ومواطن حريص على وطنه ومجتمعه وبيئته:

غياب المؤسسات الرسمية وتلكؤ بل تجاهل المرجعيات السياسية، وخاصةً من قدم نفسه على انه (بي السنة في لبنان)...ومشهد الهيمنة كل تفاصيل الدعم الرسمي للحاجات الاساسية للمواطن اللبناني...دفع المواطنين في مدننا وقرانا وبيئتنا الى استنهاض غير مسبوق، من التكافل والتضامن والتعاون والاحتضان من خلال المؤسسات الاجتماعية والاهلية العاملة في مختلف المدن والقرى وعلى كافة المستويات الاجتماعية والصحية والمالية دون تفريق او تمييز بين طائفة واخرى ومذهب واخر..

كما برزت مشهدية جديدة على ساحة العمل الاجتماعي وهي صورة غير مسبوقة، من اندفاع بعض المتمولين ولو بشكلٍ محدود الى السعي لتسديد ديون المواطنين المتعثرين والعمل على تامين المواد الغذائية او الادوية او جمع ما يكفي من مال لاجراء عمليات جراحية اومعالجة ضرورية لا بد منها...

في مشهد تضامني مميز كشف عمق الاصالة لدى هذا الشعب وفي هذه البيئة التي طالما اتهمت بانها بيئة التطرف والارهاب، من قبل ميليشيات مسلحة كشف تورطها في صناعة بالمخدرات والاتجار بها عمق وحقيقة مسارها وطبيعة ثقافتها.. وخطورة مخططاتها...

الخلاصة: تضامن المواطنين في مختلف البيئات والمجتمعات وفي مختلف المناسبات وامام اشتداد الازمات، اكد للجميع انه لا يجب الخضوع للازمات والاستسلام للاتهامات والرضوخ للزعامات والسير في ركاب القيادات الفاسدة التي راكمت ثروات على حساب الشعب، وحين وقوع الشدائد والصعاب تغيب هذه القيادات وكانها غير معنية ولا علاقة لها بما جرى او حتى بمعالجة التداعيات...

لان مفهوم السلطة بالنسبة لهذا الفريق السلطوي، هو التسلط على مصالح الناس وحياتهم وليس ادارة شؤونهم ورعايتهم... وان مفهومه عن العلاقات الخارجية هو انها علاقات شخصية تبدا معه وتنتهي حين يريد وحيث لا تخدم مصالحه، وليست علاقات قائمة على السعي لخدمة الوطن والمواطنين وحماية لبنان وشعبه في الداخل والخارج...

خلاصنا بأيدينا ومشهد التضامن الاجتماعي والمالي والصحي وسوى ذلك، الذي يجب ان يستمر ويتطور حتى نخرج من ازمتنا ونتخلص من واقعنا المرير...يجب ان ينعكس على الواقع السياسي بحيث يتم فرز القوى الجيدة والحية عن تلك التي فقدت الاحساس بمجتمعها وشعبها، وقطعت التواصل مع جمهورالمواطنين باعتبارهم اتباع ورعايا وليسوا شركاء واصحاب راي ومواقف ... !!

لذلك يمكننا القول بان بيئتنا اللبنانية هي بيئة حاضنة للتكافل والتضامن الاجتماعي وليست بيئة حاضنة للارهاب والتطرف والفساد كما حاول البعض ان يصورها ويكرس مشهدها....طوال سنوات من التضليل والترهيب والتزوير...

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,729,031

عدد الزوار: 6,910,768

المتواجدون الآن: 90