قراءة سريعة في تداعيات اشتباكات "طالبان" وحرس الحدود الإيراني...

تاريخ الإضافة الأربعاء 1 كانون الأول 2021 - 6:42 م    عدد الزيارات 1297    التعليقات 0

        

قراءة سريعة في تداعيات اشتباكات "طالبان" وحرس الحدود الإيراني...

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات.. حسان القطب...

اخبار المواجهة العسكرية المحدودة والتي نشرت بعض تفاصيلها اليوم بين دولة طالبان الافغانية، ودولة نظام الولي الفقيه الايرانية.. لم تكن مفاجئة.. فهي كانت متوقعة منذ انسحاب القوات الاميركية وقوات التحالف الدولي الذي سيطر على افغانستان لمدة عقدين وابعاد طالبان عن السلطة في كابول... فقد نشر موقع روسيا اليوم... ما يلي: (أفادت وكالة "Aamaj News" الأفغانية، اليوم الأربعاء، باندلاع اشتباكات باستخدام أسلحة ثقيلة على الحدود بين أفغانستان وإيران بين مقاتلي حركة "طالبان" وعناصر حرس الحدود الإيراني. وذكرت الوكالة أن مواجهات مسلحة مكثفة تدور في قضاء كانغ بمحافظة نيمروز شمال أفغانستان، حيث طلبت "طالبان" من السكان المحليين مغادرة منازلهم.)....ومن المعلوم ان إيران تشترك مع أفغانستان بحدود يبلغ طولها نحو 945 كيلو متراً.. وللتذكير فقط فإن هذا الصراع بين طالبان وايران ليس جديداً.. (اذ في شهر ايلول/سبتمبر عام 1998.. حشدت ايران 200 الف عسكري من القوات النظامية بالقرب من حدودها مع افغانستان للمشاركة في اكبر مناورات عسكرية يجريها الجيش الايراني، وطالبت حركة طالبان بتسليمها قتلة دبلوماسييها في افغانستان فيما اعلنت الحركة استعدادها لتسليم الجثث فقط والتفاوض بشأن الاسرى والسجناء، وفي الوقت الذي تواصل فيه قوات طالبان تقدمها نحو اقليم باميان الذي يسيطر عليه حزب الوحدة الموالي لايران..)..

ومع ذلك يمكن القول ان هذه الاشتباكات التي اعلن عنها اليوم لا تعني ان الحرب اندلعت بين الدولتين الدينيتين، إذ لا مصلحة لايران ان تنخرط في صراعات مسلحة تستنزف قدراتها المتهالكة اصلاً، او تزيد من ازماتها الداخلية حيث تواجه صعوبات اقتصادية بالغة.. ولكنها اي هذه الاشتباكات بالرغم من انها محدودة الان.. تؤكد ان الثقة بين الطرفين غير موجودة بل يمكن ان تكون معدومة.. بسبب التباين العقائدي العميق جداً.. وبسبب تاييد ايران للتدخل الدولي في افغانستان الذي جرى عام 2001، لذلك ربما وهذا احتمال بالغ الواقعية ان تتطور المواجهات مع تطور تزايد الانقسام السياسي في المنطقة وبروز تحالفات اقليمية جديدة.. وهنا نتوقف عند بعض الدوافع والمؤشرات والنتائج التي تتناول ما جرى اليوم من مواجهات محدودة:

  • لذلك يمكن القول ان هذه الاشتباكات تأتي في وقت حرج بالنسبة لايران.. خاصةً وانها وقعت بالتزامن مع المفاوضات التي تجري في فيينا بين الدول الاوروبية والصين وروسيا وبمشاركة اميركية غير مباشرة.... حول الملف النووي الايراني...
  • كذلك لا يمكن تجاهل المفاوضات التي تجري باستمرار بين الولايات المتحدة وحكومة طالبان في دولة قطر واخرها كان منذ يومين...
  • كما يجب التذكير بحجم ترسانة الاسلحة التي تركتها الولايات المتحدة في افغانستان عقب انسحابها.. مما يخدم استقرار طالبان في السلطة كما في مواجهة التحديات الايرانية..
  • في نفس الوقت لا يمكن عدم الالتفات الى التهديدات الاسرائيلية المتواصلة بالتصعيد العسكري لمنع ايران من امتلاك قدرات نووية واخر بيان كان موقفاً مشتركاً بين اسرائيل ودولة بريطانيا التي تبنت الموقف الاسرائيلي...
  • ومجددا في شهر حزيران/يونيو 2021.. عاد من سوريا نحو 10 آلاف من قدامى محاربي “فاطميون” إلى بلادهم، وقال قائد هذه الميليشيات إنه يقود الآن 800 رجل مسلح في سبع مناطق، تحت مسمى “مجموعات الحماية الذاتية”. وهذا ما تخشاه حكومة طالبان بان عودة هذه الميليشيات قد يكون مقدمة لاثارة صراعات داخلية في افغانستان...

الخلاصة:

هذه الاشتباكات تهدد الاراضي الايرانية مباشرة... اذ طوال عقود دأبت ايران على افتعال صراعات مسلحة تهدد استقرار الدول العربية المجاورة، وابقت نفسها خارج الصراع المباشر، حتى ان مسؤول ايراني في الحرس الثوري قال ان لدينا ستة جيوش خارج ايران سوف تدافع عن نظام طهران الديني.. اي خوض الحروب بالوكالة..؟؟ على سبيل المثال ..

المشهد اليمني واضح جداً حيث تقوم ميليشيا الحوثي وبسلاح ايراني بتهديد استقرار المملكة العربية السعودية اقتصادياً واجتماعياً.. وكذلك الشعب السوري الجريح ..الان سوف يختلف المشهد الايراني في حال تطور الصراع مع طالبان..

في العراق..ميليشيات الحشد الشعبي تهدد الولايات المتحدة بضربات عسكرية.. وكذلك في سوريا ولبنان..

التصعيد السياسي والعسكري مع دولة اذربيجان المجاورة قبل اشهر وضع ايران في موقف صعب.. نتيجة وجود اقلية وازنة من المواطنين الاذريين في ايران وعلى الحدود المشتركة بين ايران واذربيجان... ويطالبون بالانضمام للدولة الام..

الانتفاضة الكردية المسلحة التي تحركت بقوة منذ فترة..دفعت ايران الى تهديد ادارة الحكم الذاتي الكردي في كردستان العراق وقامت بقصف المناطق الكردية في العراق.. لضبط الحدود وتهديد استقرار كردستان العراق...

هذه الاشتباكات مع طالبان الحركة السنية المتشددة.. سوف تزيد من الضغوطات الخارجية على نظام ايران الديني، خاصةً وانها تجري مع نظام طالبان الديني ايضاً.. مما يفقد ايران حرية الحركة على الساحة الاسلامية، ويعود بها الى التقوقع ضمن البيئة الشيعية حصراً التي تمثلها وتتحدث باسمها وتسعى لاخضاعها لسلطتها في مختلف دول العالم خاصةً في العالم العربي والاسلامي.. تحت عنوان محور المقاومة...؟؟؟؟ ولن ينفع ايران العودة لاطلاق شعارات تتعلق بالقضية الفلسطينية..؟؟ كونها الجامع المشترك للامة الاسلامية والعربية..؟؟

وقد تؤدي هذه الاشتباكات اذا ما تكررت الى سحب معظم عناصر الحرس الثوري الايراني والجيش الايراني من سوريا واليمن ولبنان وغيرها للدفاع عن ايران... وربما تقوم ايران مضطرة باستدعاء الميليشيات المؤيدة لها في مختلف الدول التي تهيمن عليها للدفاع عن الاراضي الايراني.. بناءً على النظرية التي اطلقها نصرالله عندما ارسل ميليشياته الى سوريا...(نكون حيث يجب ان نكون)..؟؟؟ وهذا يعني اضعاف النفوذ الايراني المباشر وغير المباشر في دول عدة..

وقف الدعم المالي واللوجيستي بالسلاح والعتاد للحلفاء والادوات.. لانه اصبح حاجة داخلية للدفاع عن الاراضي الايرانية والنظام الحاكم..

ازمة شح المياه او سوء التوزيع التي اندلعت في مناطق مختلفة من ايران تزيد من حدة الضغوطات على نظام الحكم في طهران.. والهتافات غير المسبوقة التي اطلقت ضد النظام تذكرنا بالمرحلة التي سبقت سقوط شاه ايران..؟؟؟

لذلك بعد هذه القراءة السريعة نقول.. انه يجب انتظار المستجدات سواء على طاولة المفاوضات في فيينا حيث قد تضطر ايران الى التنازل وتقديم اوراق مهمة للمجتمع الدولي لتجنب مزيد من العقوبات، اوتخفيف بعض العقوبات المفروضة لمواجهة المستجدات الامنية والعسكرية الجديدة وهذا لا يجعلها في موقع قوة خلال التفاوض.. !!

وكذلك انتظار اية تطورات عسكرية سواء في الداخل الافغاني من تطور النزاع بين ميليشيات فاطميون التابعة لايران وجيش الدولة الافغانية الجديدة..(طالبان).. وموقف ايران من هذه التطورات .. لان التدخل الاميركي الذي حدث عام 2001.. وخدم المصالح الايرانية التوسعية لن يتكرر الان...

 

 

 

 

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,673,004

عدد الزوار: 6,907,876

المتواجدون الآن: 99