بري يفصل نفسه عن نصرالله..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 6 شباط 2024 - 7:31 ص    عدد الزيارات 869    التعليقات 0

        

بري يفصل نفسه عن نصرالله..

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات..حسان القطب..

طوال سنوات تصدر نصرالله مشهد قيادة الثنائي الشيعي، الذي يضم حزب الله وحركة امل.. وحصل كما حمل نصرالله على لقب سيد المقاومة، ورمز المقاومة، في حين ركب بري المقعد الخلفي، مجبراً لا مخيراً تاركاً قيادة الموقف الشيعي لامين عام حزب الله، وتكريماً له ورغبةً في عدم تجاهل دوره السياسي، باعتباره اي نبيه بري رئيس البرلمان اللبناني، ومن موقعه الرسمي كان وما زال النافذة السياسية الوحيدة والمطلقة التي يمكن لحزب الله ان يخاطب من خلالها المؤسسات الدولية والمجتمع الدولي، لذلك طالما اسبغ عليه نصرالله وغيره من قيادات حزب الله ..لقب الاخ الاكبر والقيمة الوطنية، والرجل الذي يدور الزوايا ورجل المرحلة.. وغيرها.. من الالقاب..وقد اعتبر جمهور حركة امل ان دور حزب الله يتعاظم على حساب حركة امل، وشخصية نصرالله بدأت او بالاحرى طغت على شخصية وحضور ودور نبيه بري الرجل الذي قاد حركة امل منذ غياب وتغييب السيد موسى الصدر..

تأكيداً لدور وحضور حركة امل واستعادة دورها ...وتركيزاً الى ان حركة امل الى جانب حزب الله بل أمامه وليس خلفه ..قال بري في تصريح لقناة «الجديد» ليل الأحد متوجهاً إلى «جمهور أفواج المقاومة اللبنانية»: «حركة (أمل) أمام (حزب الله) في الدفاع عن كل حبة تراب من لبنان، ولكن في هذه المعركة، حركة (أمل) تقاوم ضمن إمكاناتها العسكرية، فهي لا تمتلك قدرات حزب الله». وأضاف: «لا أخاف على دوري الدبلوماسي لأن المقاومة الدبلوماسية هي جزء أساسي في المقاومة»...

واستعادة الدور هذا تم تعميدها بالدم مع سقوط خسائر بشرية لحركة امل في المواجهات نتيجة القصف الاسرائيلي لمواقع الحركة، واستهداف تجمعاتها..

ما الذي يسعى اليه بري من هذا التطور اللافت على مستوى المواجهة المسلحة، في الوقت الذي يتم التفاوض معه ومن خلاله على شروط التهدئة وتثبيت وقف اطلاق النار على الجبهة الجنوبية..؟؟

بري بهذ الموقف اليوم استعاد دوره الذي لعبه مع قيادته لحركة امل مع مهاية السبعينيات من القرن الماضي، بعد استقالة المرحوم الرئيس حسين الحسيني من قيادة الحركة، عقب اختطاف الصدر..

حينها ابتعد بري بحركة امل عن جسم الحركة الوطنية اللبنانية، والمقاومة الفلسطينية، واعطى نفسه وحركته استقلالية تسمح له بالتفاوض والمطالبة وحتى المواجهة مع قوى الداخل لتحقيق طموحاته السياسية في السيطرة والتملك.. وتم ترسيخ هذا الدور عقب الانسحاب الاسرائيلي من أجزاء من لبنان، عام 1985، من احتلال العاصمة بيروت، الى المواجهات المفتوحة مع حزب الله في الجنوب والضاحية الجنوبية واقليم التفاح حيث جرت اشرس المعارك، والاهم في مسيرته القتالية كانت حرب المخيمات التي اطلقها بدعم سوري مطلق بذريعة محاربة انصار الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.. واستكمل مسيرة ترسيخ الدور مع توقيع الاتفاق الثلاثي الذي لم ير النور.. في دمشق.. وضم الى جانب بري وليد جنبلاط، وايلي حبيقة.. واجهز سمير جعجع قائد القوات اللبنانية على هذا الاتفاق بانتفاضته على ايلي حبيقة وعزله من قيادة القوات اللبنانية..

مشكلة نبيه بري، انه اصبح اسير تطور ونمو وتضخم حزب الله في بيئته ومجتمعه الشيعي، مما ادى الى تراجع دوره ووهجه وحضوره وحتى زعامته، التي تبحث عن خليفة غير متوفر..

الخاتمة

بري لا بد انه قد تسلم اشارات ومواقف دولية لا تطمئن، وربما تشير الى متغيرات قد تطيح بكافة انجازاته ومنجزاته.. طوال عقود من الهيمنة والاستقواء بالنظام السوري والسلاح غير الشرعي,..لذا وكما يبدو فإنه يستعد لاطلاق مواقف تدل على استقلالية مواقفه وحرية حركته بمعزل عن استراتيجية حزب الله وخارطة طريقة، واطلاق العمل المسلح ضد اسرائيل من جبهة جنوب لبنان، يعطي بري وحركته صك براءة، من اية اتهامات مستقبلية او لاحقة قد يتهم بها.. فمن يقاوم اسرائيل لا يمكن اتهامه بالعمالة او التفريط بالمصالح.. او بالخيانة والتنازل عن الثوابت والمسلمات.. وهذا هو نهج حزب الله في التعامل مع الخصوم..

الايام المقبلة لا بد ان تحمل اشارات بل ودلالات على ما يرسم اليه نبيه بري من اعلانه شخصياً حالة انخراطه في الصراع المسلح في الوقت الذي يجري فيه المفاوضات مع الموفدين الاجانب.. ولا يمكن القول انه يريد تحسين شروط التفاوض ابداً..؟؟ بل هو نهج يسبق مواقف وقرارات غير متوقعة.. وقد لا تعجب فريق الممانعة..؟؟ لذا كان لا بد من مواقف تؤكد حالة الفصل والانفصال..عن شريك الضرورة والامر الواقع..؟؟

إسرائيل تغزو لبنان: المخاطر، والآفاق والانعكاسات..

 الأحد 13 تشرين الأول 2024 - 4:33 م

إسرائيل تغزو لبنان: المخاطر، والآفاق والانعكاسات.. يمثل الغزو البري الإسرائيلي للبنان تصعيداً رئي… تتمة »

عدد الزيارات: 173,994,906

عدد الزوار: 7,745,662

المتواجدون الآن: 0