البرغوثي.. نيلسون مانديلا فلسطين أم جزء من مؤامرة أمريكية - إسرائيلية؟

تاريخ الإضافة الجمعة 27 تشرين الثاني 2009 - 6:14 ص    عدد الزيارات 1243    التعليقات 0

        

جيروزاليم بوست
البرغوثي.. نيلسون مانديلا فلسطين أم جزء من مؤامرة أمريكية - إسرائيلية؟
 

 

 



تاريخ النشر 27/11/2009

 

بقلم: خالد أبو طعمة

من غير الواضح في هذه المرحلة ما اذا كان عضو حركة فتح مروان البرغوثي، الذي حكمت عليه اسرائيل بالسجن المؤبد لوقوفه وراء سلسلة من الهجمات على اهداف اسرائيلية، سوف يكون من بين السجناء الذين يشملهم اتفاق تبادل الاسرى الذي يتم الاعداد لتنفيذه الآن.

لكن الواضح هو ان البرغوثي (50 سنة) كان يخطط من زنزانته ليخلف محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية.

فقد اعلن البرغوثي بنفسه صراحة خلال لقاء صحافي تم نشره يوم الاربعاء الفائت انه يعتزم ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة، كما ذكرت زوجته فدوى في الاسبوع الماضي ان زوجها يتطلع لموقع رئاسة السلطة الفلسطينية.

من المعروف ان البرغوثي يقبع وراء القضبان في سجن اسرائيلي منذ عام 2002، لكن ثمة شعوراً بأن قيادة السلطة الفلسطينية وكثيرين في حركة فتح يفضلون بقاءه حيث هو أي عدم الافراج عنه. اذ يقول مسؤولون فلسطينيون ان عمليات استطلاع الآراء الحديثة التي كشفت ان البرغوثي هو خيار الفلسطينيين المفضل لتولي منصب الرئيس ربما تكون غير صحيحة.

والحقيقة ان عمليات الاستطلاع تلك جعلت الكثيرين في السلطة الفلسطينية وحركة فتح يشعرون بالقلق، فالحرس القديم من المسؤولين الفلسطينيين غير مرتاحين لأن البرغوثي يمثل جيلا من الشباب الفلسطيني المستاء والراغب بتغيير النظام.

التزام

هذا الجيل من الواقع كان يناضل منذ وقت طويل لكي يكون له دور اكبر في عملية اتخاذ القرار لكنه لم ينجح في تلك.

اذ ان ياسر عرفات، الذي عاد مع زملائه القدامى الى الضفة الغربية وقطاع غزة بعد التوقيع على معاهدات اوسلو، منع ممثلي الحرس الشباب من الصعود الى السلطة.

والتزم عباس، الذي خلف عرفات في يناير 2005، بنفس هذه السياسة، بإبقاء القادة الشباب بعيدا عن قواعد السلطة في فتح ومنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية.

غير ان البرغوثي كان واحدا من اعضاء حركة فتح القلائل الذين تجرؤوا على انتقاد «سياسة التهميش» التي استهدفته مع الشخصيات الشابة الاخرى في الضفة الغربية وقطاع غزة. كما كان واحدا من الفلسطينيين القلائل ايضا الذين تحدثوا علنا حول الفساد المالي في السلطة الفلسطينية.

بل ويعرب بعض مؤيدي البرغوثي في فتح عن قناعتهم بأن مسؤولين كبارا في مكتب عرفات هم من ارشد الاسرائيليين الى مكان اختباء البرغوثي لاعتقاله.

لكن هناك في جيل الشباب من يرى في البرغوثي تهديدا له، ومن هؤلاء محمد دحلان وجبريل رجوب اللذين خدما تحت قيادة عرفات في اجهزة الامن. اذ يرى كل منهما في نفسه مرشحا ملائما لخلافة عباس.

لذا، من المتوقع ان يؤدي الافراج عن البرغوثي وقراره ترشيح نفسه في الانتخابات المقبلة، الى زيادة التوتر داخل فصيل فتح الحاكم.

علاقات وثيقة

ويقال ان للبرغوثي علاقات وثيقة مع قيادة حماس في غزة وسورية بل وكان قد اعرب خلال السنتين الماضيتين عن تأييده للوحدة بين فتح وحماس وهذا يعني ان الافراج عنه لن يقوض فقط مكانة زعماء فتح والسلطة الفلسطينية بل ويمكن ان يعجل عملية المصالحة بين فصيله وحركة حماس.

الا ان بعض الفلسطينيين لا يزالون يتشككون بفرص البرغوثي للفوز في انتخابات الرئاسة، ويشيرون في هذا السياق الى ان البرغوثي كان في رأس قائمة فتح التي خسرت امام حماس في الانتخابات التشريعية في يناير 2005.

وعلى عكس الكثيرين في وسائل الاعلام الغربية، نادرا ما يشير الصحافيون والكتاب الفلسطينيون الى البرغوثي كزعيم ساحر أو يصفونه بـ «نيلسون مانديلا الفلسطيني»، بل ويذهب اولئك الذين يؤمنون بنظرية المؤامرة في الاراضي الفلسطينية الى حد القول ان البرغوثي ما هو فعليا الا جزءا من مشروع امريكي - اسرائيلي يستهدف جعله الزعيم المقبل للفلسطينيين. ولكي يبرهنوا صحة موقفهم هذا، يطرح هؤلاء اسئلة بسيطة من قبيل: منذ متى تسمح اسرائيل لسجين امني اجراء مقابلات اعلامية أو عقد اجتماعات مع مسؤولين اسرائيليين، فلسطينيين، اوروبيين وامريكيين في زنزانته؟

لكن، ليس ثمة شك في ان البرغوثي يتمتع بثقة واحترام الكثيرين من الفلسطينيين، ليس لأنه نيلسون مانديلا الفلسطيني أو صلاح الدين، الذي طرد الصليبيين من القدس، بل لأنه موجود في سجن اسرائيلي.

على أي حال، اذا كان البرغوثي يحظى باحترام الكثيرين في فتح الا ان شعبيته داخل كوادرها ليست كبيرة بالشكل الذي يتصوره الكثيرون من الصحافيين الغربيين. فمن المعتقد ان دحلان ورجوب يتمتعان بتأييد اكثر منه بين اعضاء حركة فتح اضافة لمؤيدي آخرين في الضفة الغربية وقطاع غزة.

كما يعتقد بعض نشطاء فتح ان عمليات استطلاع الآراء التي تنبأت بانتصار كاسح للبرغوثي في الانتخابات ما هي الا جزء من حملة يمولها الاتحاد الاوروبي لتعزيز صورته بين الفلسطينيين باعتباره املهم الوحيد في المستقبل.

تعريب: نبيل زلف
 

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,867,482

عدد الزوار: 7,648,277

المتواجدون الآن: 0