«حماس» تعد مبادرة سياسية جديدة تتضمن رؤيتها «بعد فشل خيار التسوية»

تستعد حركة «حماس» لإطلاق مبادرة سياسية جديدة تتناول «المستجدات السياسية في ظل فشل خيار التسوية»، وتؤكد ضرورة الوصول إلى مصالحة «تستند إلى أرضية مشتركة بين القوى الفلسطينية».

وتأتي هذه الاستعدادات في وقت نفى نائب رئيس المكتب السياسي في «حماس» موسى أبو مرزوق ما تردد عن أن وفداً من الحركة سيصل إلى القاهرة عقب عيد الأضحى لاستئناف جهود المصالحة الفلسطينية، لكنه أوضح لـ «الحياة» أن «الحركة ليست لديها تحفظات على ورقة المصالحة المصرية، بل إن ما تريده فقط إضافة الفقرات التي حذفت وسبق التوافق عليها، سواء مع حركة فتح أو مع الجانب المصري خلال جلسات الحوار». وقال: «هناك نقاط سقطت من الورقة يجب إعادتها لاستكمال الورقة لتعود بالشكل الذي تم الاتفاق عليه مسبقاً». من جانبه، أكد القيادي في «حماس» أسامة حمدان أن الاتصالات مع المصريين مستمرة ولم تنقطع.

وذكرت مصادر موثوقة في «حماس» أن رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل سيطلق مبادرة سياسية جديدة في غضون الأيام القليلة المقبلة. وعلمت «الحياة» أن الحركة تعكف على صوغ هذه المبادرة التي «ستتناول المستجدات السياسية في ظل فشل خيار التسوية، والجمود الحالي في مسار السلام وتعنت الحكومة الإسرائيلية اليمينية الحالية. وستتناول المبادرة طرح مصالحة تستند إلى أرضية مشتركة بين القوى الفلسطينية من منطلق أن حماس كانت وما زالت مع المصالحة وتتمسك بإنهاء الانقسام الذي أصاب القضية الفلسطينية بحال من الضعف». الى ذلك، سألت «الحياة» حمدان عن مستجدات صفقة تبادل الأسرى، فأجاب أن «التفاوض في خصوص صفقة الأسرى ما زال مستمراً، وهناك تجاذب إسرائيلي داخلي»، مشيراً إلى أن «هناك أطرافاً إسرائيلية سعت لإفشال الصفقة من خلال تسريب ما جاء في المفاوضات الأخيرة من أن هناك أسرى فلسطينيين أيديهم ملوثة بالدماء اليهودية سيتم إطلاقهم».

وكانت مصادر موثوقة في الحركة كشفت لـ «الحياة» أن إسرائيل رفضت رفضاً مطلقاً إطلاق القياديين في «حماس» إبراهيم حامد وعبدالله البرغوثي وعباس السيد حتى لو تحت صيغة إبعادهم. وقالت: «إسرائيل ترفض طرح أسمائهم في عملية التفاوض»، مضيفة أن إسرائيل رفضت إطلاق خمسة أسرى من النساء من المحكومات بأحكام عالية ومؤبدات، من بينهن أحلام التميمي التي فازت في انتخابات الهيئة القيادية لقيادة السجون داخل الحركة. ولفتت إلى أن إسرائيل ترى أن هذه الأسماء يجب التفاوض في شأنها والتعاطي معها كجزء من القائمة التي تضم 450 اسماً والتي من المفترض إطلاقها في المرحلة الأولى، وليس طرحها من ضمن مجموعة النساء والأطفال الذين سيطلقون من دون أن يتم التفاوض في شأنهم.

يذكر أن التميمي تعد الذراع اليمنى للقيادي عبدالله البرغوثي، وهي التي أوصلت بسيارتها الاستشهادي عز الدين المصري إلى القدس حيث نفذ عملية في مطعم سقارة الإيطالي في شارع يافا في القدس الغربية.