استراتيجية لأوباما حول سوريا

تاريخ الإضافة الأربعاء 23 كانون الثاني 2013 - 6:42 ص    عدد الزيارات 743    التعليقات 0

        

 

استراتيجية لأوباما حول سوريا
أندرو جيه. تابلر
"هذا المقال هو جزء من سلسلة من المقترحات السياسية للفترة الثانية من ولاية الرئيس الأمريكي بعنوان «أوباما والشرق الأوسط: الفصل الثاني» ، يقدمها زملاء معهد واشنطن."
تسبب القمع الوحشي للانتفاضة السورية من جانب نظام الأسد في وقوع كارثة إنسانية، حيث أن تقديرات الأمم المتحدة تشير الآن إلى سقوط أكثر من 60,000 قتيل وتشريد ثلاثة ملايين نسمة. ويلقى السوريون الآن حتفهم من جراء الجوع والتعرض للظروف الجوية القاسية مع النقص الحاد في المستلزمات الغذائية والطبية. ولا يزال النظام مستمراً في تصعيد هجماته باستخدام المدفعية والطائرات المقاتلة فضلاً عن استخدامه لصواريخ "سكود" مؤخراً، كما يقال إنه استخدم صواريخ "فاتح- 110" ضد المعارضة المسلحة والمدنية.
لقد أعربت إدارة أوباما مرة تلو الأخرى عن تخوفها من أن نظام الأسد يفكر في استخدام مخزونه من الأسلحة الكيميائية -- التي تشمل غاز الأعصاب "السارين" وغاز الخردل -- ضد خصومه المحليين. كما يقال إن الحكومة الأمريكية أجرت تحقيقات حول الاستخدام المحتمل للمواد الكيميائية في حمص في الشهر الماضي. وفي الوقت ذاته، رفضت واشنطن الموافقة على طلب المعارضة الحصول على المزيد من الأسلحة ذات النوعية الأفضل التي من شأنها أن تساعد على إنهاء هجمات النظام، غارسة بذلك بذور المشاعر المعادية للولايات المتحدة التي يحصد نتائجها بشكل متزايد المتطرفون الإسلاميون والمنتسبون لـ تنظيم «القاعدة». وهناك الآن خطر حقيقي من أن تقع الأسلحة الكيميائية في أيدي المقاتلين العازمين على تدمير الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين.
وحيث انتهت الآن الانتخابات الأمريكية أصبحت إدارة أوباما مقيدة بصورة أقل بالسياسات الأمريكية الداخلية ويجب عليها الآن اتخاذ خطوات جريئة للتعجيل بنهاية نظام الأسد. إن معركة إسقاط الأسد وأنصاره قد تستمر لبعض الوقت، كما أن الانقسامات بين جماعات المعارضة تعني أن الصراع حول من يحل محل الرئيس السوري سوف يكون طاحناً. وحتى مع استمرار الحرب، ينبغي على واشنطن أن تتخذ خطوات لتخفيف المعاناة الإنسانية وتضع نفسها في وضع أفضل بحيث تكون قادرة على منع استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا وفي أماكن أخرى.
أولاً، ينبغي على واشنطن أن تستخدم بطاريات صواريخ الـ "پاتريوت" في عمليات هجومية ضد طائرات النظام -- وأن تنشرها في وضعيات دفاعية ضد صواريخ "سكود" وصواريخ "فاتح- 110" التي تستهدف المناطق التي تهيمن عليها المعارضة على طول الحدود السورية مع تركيا والأردن. ويمكن استخدام مجموعة صواريخ الـ "پاتريوت" التي تم نشرها مؤخراً جنوب تركيا والمزودة بالقدرات المضادة للطائرات، على سبيل المثال، لفرض منطقة حظر جوي تمتد لمسافة 50 ميلاً من مدينة كيليس الحدودية التركية وإلى حلب، أكبر مدن سوريا. ومن شأن ذلك أن يساعد المعارضة على خلق "مناطق آمنة" حيوية يستطيع أن يكون فيها المدنيون بمأمن بطريقة منظمة بعيداً عن هجمات النظام الجوية مع استمرار الحرب ضد الأسد.
وكميزة إضافية هامة، سوف توفر تلك المناطق الآمنة مكاناً حيوياً لـ "الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية" الذي يهيمن في المنفى بحيث يستطيع تنظيم نفسه سياسياً وتوفير المساعدة بشكل مباشر إلى المدنيين السوريين. وفي حالة الدفاع عن الدبلوماسيين والمسؤولين ومندوبي المساعدات من المجتمع الدولي بشكل صحيح، فإن بوسع هؤلاء العمل جنباً إلى جنب مع السوريين للمساعدة على تخفيف المعاناة وبناء حكومة قابلة للبقاء لمرحلة ما بعد الأسد في سوريا. وعندما يتم توسيع المناطق "المحررة" بشكل كامل -- أي تلك الخاضعة لسيطرة المعارضة، بحيث تمتد خارج المناطق الحدودية إلى داخل سوريا، تستطيع الولايات المتحدة وحلفاؤها متابعة ذلك بهجمات جوية وصاروخية مستهدَفة ضد قوات نظام الأسد المسلحة بالأسلحة الكيميائية أو الجاهزة لتنفيذ المزيد من الأعمال الوحشية الجماعية.
ثانياً، ينبغي على واشنطن أن توفر حزمة مساعدات تشمل مشاركة المعلومات الاستخباراتية وتوفير التدريبات العسكرية والمساعدات الأمنية الأخرى إلى الجماعات الوطنية الرئيسية غير المتطرفة التي خضعت للفحص والتدقيق من قبل البلدان الغربية، وذلك من أجل الارتقاء بقدراتها العسكرية ومبادلة أي أسلحة كيميائية تم الحصول عليها من مخزون النظام. يجب أن تكون الحزمة شاملة بما يكفي لتمكين الجماعات المشاركة من هزيمة قوات نظام الأسد بمزيد من السرعة وتأمين الأسلحة الكيميائية على نحو أكثر فعالية. وسيتعين على الجماعات المتلقية للمساعدات السماح للقوات الخاصة التابعة للولايات المتحدة والحلفاء بتجميع مخزون الأسلحة الكيميائية التي تم الاستيلاء عليها وتأمينها.
ثالثاً، ينبغي على واشنطن وحلفائها تزويد المجتمعات المحلية -- الداعمة للجماعات الرئيسية التي تتعاون مع برنامج واشنطن لتأمين الأسلحة الكيميائية -- ببرنامج مساعدات مدنية أكبر. فقد دُمِّرت مساحات شاسعة من المناطق المدنية والريفية السورية جراء الحرب، وسوف تكون مهمة توفير الخدمات وإعادة بناء البنية التحتية كبيرة للغاية. إن وضع برنامج للمساعدات المدنية من هذا القبيل، حتى لو كان جزء من استراتيجية شاملة، سوف يخلق حافزاً أكثر إيجابية للمجتمعات المدنية من أجل الضغط على الجماعات المسلحة العاملة في مناطق هذه المجتمعات للتقيد بالبرنامج على المدى القصير والمتوسط. ويمكن استغلال نظام الحوافز ذاته كرادع للتطهير العرقي.
إن مثل هذه الخطة المتكاملة سوف تساعد على تخفيف معاناة السوريين وتقلب بصورة عكسية الدعم المتراجع بسرعة التي تتمتع به واشنطن بين صفوف المعارضة وتوفر حوافز حقيقية للجماعات المسلحة التي سوف تستولي قريباً على مساحات شاسعة من الأراضي السورية -- إن لم يكن جميعها -- لتسليم أي أسلحة كيميائية تم الاستحواذ عليها إلى الولايات المتحدة وحلفائها. كما يمكن الجمع بين جهود واشنطن وجهود روسيا، الراعي الدولي الرئيسي للأسد، وجهود الصين أيضاً، من أجل الضغط على نظام الأسد أو أي نظام رديف يهيمن عليه العلويون لتأمين ما تبقى من مخزون النظام. ومن شأن هذا النهج أن يساعد على منع استخدام الأسلحة الكيميائية -- ليس في الصراع داخل سوريا فحسب، بل أيضاً ضد جيرانها والغرب. كما سيوجِد حوافز للجماعات المسلحة والمدنية في سوريا للتعاون وتحمل المسؤولية التي ستُلقى على عاتقهم أثناء حكم سوريا ما بعد الأسد.
أندرو جيه. تابلر هو زميل أقدم في معهد واشنطن ومؤلف كتاب "في عرين الأسد: رواية شاهد عيان عن معركة واشنطن مع سوريا."

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,870,299

عدد الزوار: 7,648,323

المتواجدون الآن: 0