سوريا المنقسمة خطر على إسرائيل

تاريخ الإضافة الجمعة 23 آب 2013 - 8:21 ص    عدد الزيارات 695    التعليقات 0

        

 

سوريا المنقسمة خطر على إسرائيل
افرايم سنيه... يديعوت احرونوت
أحدثت الحرب الأهلية في سوريا انقساما في الدولة، لأنه لا أحد من الطرفين يستطيع أن يهزم الآخر. ويتمتع الطرفان بمساعدات عسكرية سخية، من إيران وروسيا لنظام الأسد، ومن قطر والعربية السعودية وتركيا للمعارضة. السلاح إذا متوفر وأنهار الدم تؤجج الكراهية التي لن تخبو.
ومع عدم وجود حسم ستُقسم الأرض، ورغم عدم وجود حدود جغرافية حادة فان التقسيم أخذ يتشكل أمام أعيننا. إن الساحل ومدن الساحل ومدينتي حمص والقصير وريفها الجنوبي حتى دمشق وما حولها هذه دولة العلويين التي يسيطر عليها نظام الأسد بفضل من طهران وموسكو. أما وادي الفرات الذي يشق سوريا بصورة شبه منحرفة من الشمال الغربي الى الجنوب الشرقي من حدود تركيا الى حدود العراق، فهو دولة الإسلام التي تسيطر عليها منظمات توائم للقاعدة والاخوان المسلمين.
 القاعدة يُؤيدها بعض دول الخليج، أما الآخرون فتُؤيدهم تركيا. ولا توجد قوة خارجية مهمة تؤيد المعارضة العلمانية، ولهذا سيتغلب الإسلاميون، كما كانت الحال في مصر في المكان الذي ستكف فيه سيطرة الأسد.
تكسب إيران من الوضع الجديد فقد أنقذت حكم حليفها الأسد، وتستطيع أن تستمر في أن تنشئ على ساحل البحر المتوسط وشمال إسرائيل قاعدة صلبة مشحونة بالصواريخ والسلاح الكيميائي. أما الخسارة فانها تخسر الاتصال المكاني، الذي كان حتى ذلك الحين من طهران مرورا ببغداد الى دمشق.
ومقابل ذلك تكسب المعارضة ومؤيدوها الاقليميون من التقسيم الجديد لسوريا، فالانجاز المجيد لسيادة إسلامية على جزء من مساحة سوريا سينشأ فيه كما يبدو حكم الشريعة الإسلامية. وتكسب القلة الكردية في الشمال الشرقي للدولة هي أيضا من التقسيم، فهي تنشئ في ظل الحرب جيبا ثالثا، كرديا، سيتحدد مستقبله بين حكومة أربيل في شمال العراق وبين أنقرة. والى جانبهم يكسبون في روسيا ايضا لأنها تستمر في الابقاء على قاعدتها البحرية في البحر المتوسط.
إن تقسيم سوريا لا يُحسن وضع إسرائيل الاستراتيجي، إذا استثنينا الانقطاع الجغرافي بين العراق ودمشق، الذي هو أيضا غير كامل. إن قوة سوريا وحزب الله الصاروخية ما تزال على حالها وهي تهديد ثقيل لإسرائيل. وما زال لبنان الذي يسيطر عليه حزب الله سيطرة عملية، يُستخدم أرض استعباد متقدمة للعدوان على إسرائيل، وستظل الموانئ السورية تُستخدم مسار إمداد من إيران لسوريا وحزب الله. والى ذلك ورغم سيطرة الأسد على منطقة دمشق فانه يبقى للمنظمات السلفية وصول مباشر الى جزء كبير من حدود هضبة الجولان. وهكذا لا يتلاشى خطر تسرب التأثير الإسلامي الى الأردن في الوضع الجديد، بل ربما يقوى.
ولهذا فان سوريا المنقسمة تُعرض إسرائيل لتحدٍ مضاعف، وهو أن حكم الأسد أصبح أكثر تعلقا بإيران، في وقت ما زالت فيه القوة الصاروخية المتنوعة تهدد الجبهة الإسرائيلية الداخلية. والى ذلك حصلت جهات القاعدة على وصول مباشر الى أهداف في إسرائيل، وفي ضوء ازدياد قوة المنظمة في العراق تحاذي إسرائيل الآن كيانا سنيا جديدا متطرفا جدا وذا قدرة عملياتية.
صحيح أن التهديد القديم للفرق المدرعة السورية في الجولان لم يعد قائما الآن، لكن الواقع الجديد لسوريا المنقسمة بين إيران والقاعدة، ليس أكثر إراحة. فيجب على من يخطط لبناء القوة أو لتقليصها ان يكون متيقظا لهذا.

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,858,854

عدد الزوار: 7,648,083

المتواجدون الآن: 0