أخبار لبنان..ليبرمان لجنبلاط: نواجه عدواً مشتركاً..رسالة شكر من نصرالله إلى جنبلاط.."أميركا تسعى لمنع إسرائيل من ضرب بيروت أو الضاحية الجنوبية"..لبنان في حالة حرب..وعد عكسي للانتقام الإسرائيلي..لبنان «في انتظار الردّ»..إسرائيل نالت «رخصة الضربة» فهل تكون «جِراحية»؟..وزير الدفاع الإسرائيلي: «حزب الله» سيتحمل المسؤولية عن هجوم الجولان..نتنياهو من مجدل شمس: ردنا سيأتي وسيكون قاسياً..قبرص مستعدة لعمليات إجلاء من الشرق الأوسط إذا لزم الأمر..لقاء بوحبيب مع موفد حزب الله: حجم الردّ والتزام قواعد الإشتباك..هانيبال القذافي ينتقد «صمت قضاة لبنان»..
الثلاثاء 30 تموز 2024 - 3:15 ص 228 0 محلية |
ليبرمان لجنبلاط: نواجه عدواً مشتركاً..
| القدس - «الراي» |... قال رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان إن «ليس بالإمكان الحديث عن إخوة السلاح والدم (الدروز) وفي الوقت نفسه إعطاؤهم انطباعاً بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية». وأضاف لصحيفة «معاريف»، أمس، «أقول لإخواننا الدروز في الجولان، في لبنان، بما في ذلك زعيمهم وليد جنبلاط إنه يتوجب الإدراك بأننا نواجه عدواً مشتركاً... حزب الله»...
رسالة شكر من نصرالله إلى جنبلاط..
الأخبار .. تقديراً لمواقفه من الحرب على غزة وجنوب لبنان منذ 10 أشهر، وتحديداً موقفه الأخير من الهجوم الصاروخي على مجدل شمس الذي أدّى إلى استشهاد 12 شخصاً من أبناء البلدة، علمت «الأخبار» أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بعث برسالة إلى النائب السابق وليد جنبلاط الذي تصدّى لمحاولات بث روح الفتنة واستغلال الحادثة. ونقل الرسالة المعاون السياسي الحاج حسين الخليل إلى الوزير السابق غازي العريضي كعربون شكر وامتنان «لعروبة النائب جنبلاط ووطنيته ومسؤوليته في هذه المرحلة التي تظهر فيها معادن الرجال».
"أميركا تسعى لمنع إسرائيل من ضرب بيروت أو الضاحية الجنوبية".. مصادر تؤكد
دبي - العربية.نت.. في ظل تصاعد التوتر بين إسرائيل وحزب الله عقب هجوم هضبة الجولان، كشف خمسة أشخاص مطلعون، إن الولايات المتحدة تقود حملة دبلوماسية لردع إسرائيل عن ضرب العاصمة اللبنانية بيروت أو البنية الأساسية المدنية الرئيسية ردا على هجوم مجدل شمس الذي راح ضحيته 12 طفلاً. وتسابق واشنطن الزمن لتجنب حرب شاملة بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية المدعومة بعد الهجوم على الجولان الذي تحتله إسرائيل والذي تسبب في مقتل 12 طفلا وفتى يوم السبت، وفقا للأشخاص الخمسة وبينهم مسؤولون لبنانيون وإيرانيون بالإضافة إلى دبلوماسيين من الشرق الأوسط وأوروبا، بحسب "رويترز". وقالت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، إن الدبلوماسية المكوكية تركز على تقييد رد إسرائيل من خلال حثها على عدم استهداف بيروت المكتظة بالسكان، أو الضاحية الجنوبية معقل حزب الله، أو البنية التحتية الرئيسية مثل المطارات والجسور.
تجنب العاصمة ومحيطها
من جانبه، قال نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس بوصعب لرويترز إن إسرائيل يمكن أن تتجنب خطر التصعيد الكبير من خلال تجنب العاصمة ومحيطها. وأضاف إنه على اتصال بالوسيط الأميركي آموس هوكشتاين منذ هجوم الجولان يوم السبت. وتابع "إذا تجنبوا المدنيين وبيروت وضواحيها، فإن هجومهم سيكون محسوبا جيدا".
"إسرائيل تريد إلحاق الأذى بحزب الله"
كما قال مسؤولون إسرائيليون إن إسرائيل تريد إلحاق الأذى بحزب الله لكنها لا تريد جر المنطقة إلى حرب شاملة. وقال الدبلوماسيان إن إسرائيل لم تتعهد بأي التزام بتجنب توجيه ضربات إلى بيروت أو ضواحيها أو البنية الأساسية المدنية. وقالت وزارة الخارجية الأميركية إنها لن تعلق على تفاصيل المحادثات الدبلوماسية. وقال متحدث باسم الوزارة لرويترز "دعمنا لأمن إسرائيل قوي ولا يتزعزع في مواجهة كل التهديدات (من الأطراف) المدعومة من إيران، ومنها حزب الله". وحملت إسرائيل والولايات المتحدة حزب الله مسؤولية الهجوم الصاروخي لكن الجماعة نفت مسؤوليتها.
تجنب حرب أوسع
وفي وقت سابق اليوم، أعلن البيت الأبيض أنه "واثق" من إمكانية تجنب حرب أوسع بين إسرائيل وحزب الله. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي الاثنين إن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين أجروا محادثات على "مستويات متعددة" خلال نهاية الأسبوع في أعقاب الهجوم، وإن خطر اندلاع نزاع شامل "مبالغ فيه"، وفق فرانس برس. كما أضاف في اتصال مع الصحافيين: "لا أحد يريد حرباً أوسع نطاقاً، وأنا واثق من أننا سنكون قادرين على تجنب مثل هذه النتيجة". ومضى قائلاً: "لقد سمعنا جميعاً عن هذه الحرب الشاملة في فترات متعددة على مدى الأشهر العشرة الماضية، وكانت تلك التوقعات مبالغاً فيها في ذلك الوقت، وبصراحة، نعتقد أنه مبالغ فيها الآن". إلى ذلك لفت إلى أن "إسرائيل لها كل الحق في الرد على حزب الله" بعد هجوم الجولان. لكنه أضاف أن الولايات المتحدة لا تعتقد بأن هذا الهجوم يجب أن يؤدي إلى تصعيد، حسب رويترز.
محادثات غزة
في حين شدد على أن التوترات المتصاعدة لا ينبغي أن يكون لها تأثير على محادثات وقف إطلاق النار في غزة. حيث ختم قائلاً: "نحن لا نرى أي مؤشرات في هذا الوقت، صباح الاثنين، على أنه سيكون هناك تأثير كبير". يشار إلى أن التوترات الإقليمية تصاعدت بعد القصف الذي ألقت إسرائيل والولايات المتحدة مسؤوليته على حزب الله. غير أن حزب الله نفى المسؤولية عن الهجوم. فيما تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاثنين برد "قاس" أثناء زيارته لموقع القصف في بلدة مجدل شمس.
واشنطن تساند ضربة إسرائيلية «قوية ومحدودة» ضد «حزب الله» دون توسيع الصراع
البيت الأبيض يستبعد حرباً واسعة ويَعُدها توقعات مبالغاً فيها
الشرق الاوسط..واشنطن: هبة القدسي.. ألقت كل من إسرائيل والولايات المتحدة بالمسؤولية على «حزب الله»، واتهمته بإطلاق صاروخ فلق إيراني الصنع، باتجاه بلدة مجدل شمس في مرتفعات الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل، الذي أدى إلى مقتل 12 طفلاً درزياً في ملعب كرة قدم. وهددت إسرائيل برد انتقامي قوي؛ مما أدى إلى تصعيد التوتر في المنطقة، مع ضغوط أميركية تستهدف تحجيم التصعيد غير المنضبط، ومطالبة المواطنين الأميركيين مغادرة لبنان على الفور. وبعد اتصالات أميركية إسرائيلية مكثفة من جانب، وأميركية لبنانية وإقليمية من جانب آخر، تتجه الأنظار إلى شكل الرد الإسرائيلي ومداه وتداعياته، مع حسابات أميركية حول كيفية محاصرة أي محاولات لتوسيع الصراع. وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن إسرائيل ترفض رداً محدوداً يستنتج منه «حزب الله» أنه قادر على قتل المدنيين دون أن يواجه ضربة قوية، كما ترفض إسرائيل محاولات «حزب الله» إلقاء ظلال من الشكوك حول هذا الحادث ونفي مسؤوليته عن الحادث. وتخشى الولايات المتحدة رداً إسرائيلياً قوياً يؤدي إلى تدمير بنى تحتية لبنانية، ويفاقم من الأزمة الاقتصادية في لبنان، كما يؤدي إلى هجمات متعددة من عدة جبهات تابعة لإيران، وتصعيد هجمات صاروخية وطائرات دون طيار من قبل «حزب الله» ضد إسرائيل.
توقعات مبالغ بها
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي، إن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين أجروا محادثات على «مستويات متعددة»، خلال نهاية الأسبوع في أعقاب الهجوم، وإن خطر اندلاع نزاع شامل «مبالغ فيه». وأضاف في اتصال مع الصحافيين، ظهر الاثنين: «لا أحد يريد حرباً أوسع نطاقاً، وأنا واثق من أننا سنكون قادرين على تجنب مثل هذه النتيجة»، وتابع: «لقد سمعنا جميعاً عن هذه الحرب الشاملة في فترات متعددة على مدى الأشهر العشرة الماضية، وكانت تلك التوقعات مبالغاً فيها في ذلك الوقت. وبصراحة، نعتقد أنه مبالغ فيها الآن». وقد انغمست الإدارة الأميركية في اتصالات مكثفة مع الجانبين الإسرائيلي واللبناني، بشأن الرد الذي تناقشه حكومة الحرب الإسرائيلية، مع استنفار في المنشآت الأميركية في المنطقة؛ خوفاً من أي تصعيد ضد المواقع الأميركية في سوريا والعراق ومنطقة الخليج. وأصدرت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، أدريان واتسون، بياناً، مساء الأحد، أشارت فيه إلى أن «الإدارة الأميركية منخرطة في مناقشات مستمرة مع نظرائنا الإسرائيليين واللبنانيين منذ الهجوم المروع الذي وقع أمس في شمال إسرائيل، والذي أسفر عن مقتل العديد من الأطفال الذين كانوا يلعبون كرة القدم». وأشار البيان إلى أن «هذا الهجوم نفذه (حزب الله) اللبناني»، قائلاً: «كان صاروخهم وأطلقوه من منطقة يسيطرون عليها. وينبغي إدانته عالمياً». وأضاف البيان: «إن دعمنا لأمن إسرائيل قوي وثابت ضد جميع التهديدات المدعومة من إيران، بما في ذلك (حزب الله)، وتعمل الولايات المتحدة أيضاً على التوصل إلى حل دبلوماسي على طول الخط الأزرق من شأنه أن ينهي جميع الهجمات مرة واحدة وإلى الأبد، ويسمح للمواطنين على جانبي الحدود بالعودة بأمان إلى ديارهم». ورسم البيان خطاً واضحاً للرؤية الأميركية لأي رد انتقامي إسرائيلي؛ بحيث يكون قوياً لكن محدوداً، واعترف البيان بسيطرة «حزب الله» على لبنان، كما أشار محللون إلى أن الاتفاق البحري بين إسرائيل ولبنان، الذي أشرفت عليه الولايات المتحدة عام 2022، لم يؤدِّ إلى خفض التوترات كما كانت الإدارة الأميركية تُبشِّر له في ذلك الوقت.
هل تتغير قواعد الاشتباك
وتتزايد مستويات القلق الأميركي من أهداف «حزب الله» الذي يدعي الحق في مهاجمة إسرائيل وقتما يشاء، ويربط وقف هجماته بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة. وقال مسؤول أميركي لوكالة «أكسيوس» إن الهجوم على مجدل شمس قد يكون الشرارة التي كانت الولايات المتحدة تخشاها، وتقلق من إمكانية توسيع الصراع وحاولت تجنبها على مدى 10 أشهر، متوقعاً رداً من إسرائيل يستهدف كثيراً من المواقع العسكرية لـ«حزب الله» على نطاق أوسع عن ذي قبل. وتريد إسرائيل إزالة التهديد الذي يشكله «حزب الله» بشكل كامل، وإعادته إلى ما وراء نهر الليطاني، وتطبيق قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي أنهى آخر حرب بين الجانبين في عام 2006. وقال داني دانون، السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، في تصريحات لشبكة «فوكس نيوز»، الاثنين، إن رد إسرائيل سيكون سريعاً وقاسياً ومؤلماً. وأضاف: «نحن نقوم بتحديد الأهداف الآن، وأعتقد أنه في الأيام القليلة المقبلة سيتعلم (حزب الله) الدرس»، وتابع: «إن إسرائيل ليس لديها نيات لشن حرب شاملة». لكن العديد من المسؤولين الأميركيين يستبعدون اندلاع حرب أوسع في المنطقة، مشيرين إلى أنه ليس في مصلحة أحد توسيع الصراع؛ لأنه سيكون ضاراً بإسرائيل وبـ«حزب الله» وإيران والولايات المتحدة. وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الذي تحدث مع الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ، الاثنين: «إن الولايات المتحدة ملتزمة بأمن إسرائيل ضد التهديدات من المنظمات الإرهابية المدعومة من إيران، بما في ذلك (حزب الله)». وشدد بلينكن، خلال مؤتمر صحفي من اليابان، على أنه «لا يوجد مبرر للإرهاب، ولا نريد أن نرى الصراع يتصاعد»، داعياً إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب التصعيد والتوصل إلى حل دبلوماسي». وزاد من مستويات القلق قيام عدد من شركات الطيران بتعليق رحلاتها إلى مطار بيروت الدولي في لبنان، وتحذيرات كثير من الدول لرعاياها بعدم السفر إلى لبنان ودعوة مواطنيها في لبنان إلى المغادرة بسرعة. وأشار آرون ديفيد ميلر، الزميل بمؤسسة كارنيغي للسلام، لشبكة «سي إن إن» إلى «مخاوف متزايدة لدى المجتمع الدولي من الفشل في تهدئة التوترات بين إسرائيل و(حزب الله) مع ما يملكه (حزب الله)، ويصل لأكثر من 150 ألف صاروخ، مشيراً إلى أن المواجهة بين إسرائيل و(حزب الله) قد تخلق وضعاً لم نشهده من قبل في المنطقة، ومن شأنها أن تدمر لبنان وتلحق أضراراً جسيمة بإسرائيل، وتشعل حرباً إقليمية كبرى قد تؤدي إلى مواجهة مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران».
لبنان في حالة حرب..وعد عكسي للانتقام الإسرائيلي..
• الأجواء اللبنانية خالية من الطيران المدني..والغرب يدعو رعاياه للمغادرة فوراً
• إعلان بوحبيب استعداد «حزب الله» للانسحاب من جنوب الليطاني تطوّر لافت لم ينكره نصرالله
• الحزب يردّ على التهديد بالتهديد ويُخلي مواقع ويغيّر طرق تنقل مسؤوليه وكوادره
• المواجهات الروتينية قائمة وفق قواعد الاشتباك... والاتصالات تتكثف لاحتواء التصعيد
الجريدة... طهران - فرزاد قاسمي و منير ....ساهمت الاتصالات الدولية والضغوط الأميركية المكثفة في «حصر» الضربة الإسرائيلية الوشيكة لـ«حزب الله» رداً على اتهامه باستهداف بلدة مجدل شمس في الجولان المحتل، وأدت إلى تأخيرها بحثاً عن هدف نوعي لاستهدافه بطريقة محدودة لا تؤدي إلى اندلاع حرب واسعة. ويعطي ذلك أبرزَ انطباع حول حقيقة الوقائع العسكرية بين الحزب وإسرائيل، وهو ما يشير بوضوح إلى استبعاد فرضيات الذهاب إلى مواجهة واسعة، أو اندلاع معركة كبرى قد تشمل شظاياها المنطقة كلها وتتحول إلى حرب إقليمية. ومع انتظار الضربة النوعية الانتقامية، التي عمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تحديدها، وتوعّد مع وزير دفاعه يوآف غالانت، بأنها ستكون فعلية وقوية، تواصلت المواجهات الروتينية وفق قواعد الاشتباك القائمة بين الجانبين، في ظل تكثف الاتصالات السياسية والدبلوماسية لاحتواء أي تصعيد. وكشفت مصادر قريبة من «حزب الله»، أنه اتخذ أقصى درجات الاستنفار، وأخلى مواقع، وغيّر طريقة تنقل مسؤوليه وكوادره، فضلاً عن إنجازه الاستعدادات اللازمة لأي تطورات عسكرية قد تحصل أو تنجم عن هذه الضربة، بما فيها الانتقال إلى مرحلة الأيام القتالية أو المواجهات المباشرة. وبعد تلقيه رسائل دولية تحذيرية أو تهديدية حول لجوء تل أبيب لتنفيذ عملية واسعة، ردّ الحزب اللبناني برسائل مضادة أبلغ فيها الوسطاء والمعنيين أنه ملزم بالردّ على أي ضربة، وفي حال استهداف منطقة مدنية فسيردّ بالمثل، وإذا تم استهداف مرفق عام واستراتيجي فسيردّ باستهداف مثله في إسرائيل. ويؤكد الحزب أنه لن يسمح لتل أبيب بفرض قواعد اشتباك كما تريد. هذه الأجواء «الحربية»، التي تعايش معها لبنان على مدى أيام، انعكست في دعوات سفارات دول كثيرة لمواطنيها بمغادرة لبنان فوراً وبشكل عاجل، أما غير القادرين على المغادرة فوجهت لهم نصائح بالبقاء في أماكنهم والحذر في تنقلاتهم. في المقابل، اتخذت شركات طيران كثيرة حول العالم قرارات بتعليق السفر إلى لبنان حتى الاثنين، تحسباً لحصول أي طارئ. وتشير معلومات إلى التخوف من إمكانية استهداف المطار أو محيطه، في حين لفتت معطيات أخرى إلى التخوف من حصول تضارب بين الطائرات الحربية والصواريخ التي ستُطلَق والطائرات المدنية. وفي موازاة التصعيد والاستنفار القائم، توقفت جهات دولية عديدة أمام إعلان وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب استعدادَ «حزب الله» للانسحاب من جنوب نهر الليطاني في حال توقف الإسرائيليون عن اختراقهم للسيادة اللبنانية. وهذا موقف متطور جداً لا سيما أنه أحد الشروط التي تطالب بها إسرائيل لإرساء الحلّ الدبلوماسي والاستقرار الطويل الأمد. وفي حين لم يعلّق «حزب الله» على كلام وزير الخارجية، أفادت مصادر قريبة من رئيس مجلس النواب نبيه بري، بأنه مع تطبيق القرار 1701 فإن الحزب سيكون مستعداً للالتزام به، وعدم إظهار أي وجود عسكري له في جنوب الليطاني. في هذا السياق، تتكثف المساعي الدولية لتحويل هذا التصعيد إلى فرصة لتفاوض جدّي يُرسي حلاً دبلوماسياً لتجنّب المزيد من التوتر، بينما لاتزال جهات أخرى داخلية ودبلوماسية تُبدي تخوفها من الوقائع الميدانية، وعدم القدرة على ضبطها أو التحكم فيها. وفي تفاصيل الخبر: بالتزامن مع قيام رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بزيارة موقع سقوط صاروخ بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، بعد يومين من الضربة الدامية التي اتهمت الدولة العبرية «حزب الله» اللبناني بشنها، مؤكداً أن «ردنا قادم وسيكون قوياً»، كشف مسؤول دفاعي عبري كبير أن بلده تريد إيذاء الجماعة اللبنانية المتحالفة مع إيران، لكنها لا تريد جر المنطقة إلى حرب شاملة، بينما قال مسؤولان آخران إن الاحتلال يتأهب لاحتمال اندلاع قتال يستمر عدة أيام. وتحدث هؤلاء المسؤولون بعدما عقد نتنياهو اجتماعاً لمجلس الوزراء الأمني المصغر، لتقييم الوضع، بعد يوم من سقوط 12 طفلاً وفتى في هجوم الجولان. في المقابل، حذر وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب، مقرب لـ «حزب الله»، من أن بلده وإسرائيل ستعودان للعصر الحجري إذا اندلعت الحرب «وليس لبنان وحده من سيعود للعصر الحجري كما كان يهدد قادة تل أبيب منذ بدء حرب غزة». وقال إن الحرب إذا اندلعت فستكون إقليمية، لأن الحزب لن يكون وحده، مشيراً إلى أنه إذا كانت هناك حرب «فإننا ندعم حزب الله بالتأكيد ليس بسبب الاعتقادات ولكن بسبب أي هجوم على بلدنا». وفي ظل مساع دولية مكثفة تقودها الولايات المتحدة لتفادي التصعيد بين إسرائيل والحزب القوي، أجرى وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أمس، اتصالاً هاتفياً مع رئيس إسرائيل، إسحاق هيرتسوغ، لبحث هجوم الجولان. وشدد بلينكن على أهمية تجنب تصعيد الصراع، كما بحث الجانبان الجهود الجارية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن المحتجزين هناك. كما شدد الوزير الأميركي في اتصال منفصل مع نتنياهو على أهمية منع تصعيد الصراع، ودفع الجهود الرامية للتوصل لحل دبلوماسي «يسمح للمواطنين على جانبي الحدود الإسرائيلية واللبنانية بالعودة إلى منازلهم». وجاء ذلك في وقت نقل موقع «أكسيوس» الأميركي، عن مسؤولين إسرائيلي وأميركي، قولهما إن إدارة الرئيس جو بايدن، حذرت حليفتها من ضرب أهداف لـ «حزب الله» في العاصمة بيروت. وقال المسؤول إن بلاده تعتقد أن أي ضربة للجيش الإسرائيلي على بيروت سيعتبرها الحزب اللبناني تجاوزاً لخط أحمر. ولاحقاً، أكد البيت الأبيض أن لإسرائيل كل الحق في الرد على هجوم «حزب الله»، لكنه شدد على أن لا أحد يريد حرباً شاملة، وأن إدارة الأميركية واثقة من قدرتها على تجنب نتيجة من هذا القبيل. وأمس، كشف مصدر إيراني مطلع لـ «الجريدة» أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انتهز اتصالاً أجراه مع الرئيس المنتخب مسعود بزشكيان، لتهنئته بتولي منصبه رسمياً، لكي يطالبه بالتدخل لإقناع «حزب الله» بتفادي الرد على الهجوم الإسرائيلي المرتقب لنزع فتيل «المشكلة الحالية»، وهو ما قابله بزشكيان بتأكيد أنه إذا أقدم الاحتلال على مهاجمة لبنان، فإن الحزب سيرد لا محالة، وأن الأفضل الضغط على الدولة العبرية لثنيها عن خطوتها، ووقف حرب غزة لإنهاء كل التصعيد. من جهته، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، أمس، عن قلقه إزاء احتمالات توسع دائرة المواجهة العسكرية بين إسرائيل و«حزب الله» بما يزيد على نطاقها الحالي، ويجر الشرق الأوسط إلى حرب إقليمية. وأكد أبوالغيط على التضامن الكامل مع الدولة اللبنانية وشجبه التهديدات الإسرائيلية للبنان، مشدداً على أن أي تصعيد محتمل سيشكل تهديداً لأمن واستقرار المنطقة برمتها، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة. ميدانياًَ، طالبت السلطات الإسرائيلية سكان المناطق الشمالية في إقليم الجليل الأعلى بـ «اليقظة ومتابعة التعليمات وعدم إقامة تجمعات»، فيما تبادل جيش الاحتلال والحزب اللبناني، إطلاق النار شبه الاعتيادي على جانبي الحدود منذ بدء حرب غزة، إذ قصفت المدفعية الإسرائيلية أطرافا عدة بلدات في جنوبي لبنان، كما استهدفت مواقع بقصف نفذته الطائرات الحربية، فيما استهدف «حزب الله» مواقع وقوات إسرائيلية في المنطقة الحدودية. ونعى الحزب مقاتلينْ له وأصيب 3 أشخاص بجروح متفاوتة بينهم طفل جراء قصف إسرائيلي استهدف دراجة نارية وسيارة على طريق ميس الجبل وشقرا. أتى ذلك في وقت ألغت عدة شركات طيران دولية، بالإضافة إلى شركة «طيران الشرق الأوسط» اللبنانية، رحلاتها الجوية من وإلى مطار بيروت بسبب المخاطر الأمنية المتصاعدة، فيما طالبت دول غربية بينها الولايات المتحدة وايطاليا رعاياها بسرعة مغادرة لبنان.
لبنان «في انتظار الردّ»..إسرائيل نالت «رخصة الضربة» فهل تكون «جِراحية»؟
الراي... | القدس - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |
- بزشكيان لماكرون «إذا هاجمتْ إسرائيل لبنان فسترتكب خطأ كبيراً وستكون له عواقب وخيمة»
- واشنطن تمنح إسرائيل «ضوءاً أخضر» للردّ على «حزب الله» وترسم «خطوطاً حمر» أبرزها حول بيروت
- «الحدث»: لبنان تبلّغ بضربة عسكرية إسرائيلية وطلب من الوسطاء أن تكون محدودة ودعا لعدم استهداف بيروت والمناطق المأهولة
- «خلايا طوارئ» دبلوماسية تحاكي مرحلة ما قبل الردّ الإيراني على ضرب إسرائيل قنصليتها في دمشق
- نتنياهو توعّد بـ «ردّ آت سيكون قوياً»... هل يقوى على «أيام قتالية»؟
-«حزب الله» أزال «صندوقة البريد» لرسائل الترغيب والتهديد ومحاولات فصل جبهة الجنوب عن غزة
- بوحبيب: الحكومة لا يمكنها السيطرة على «حزب الله»
... إسرائيل نالتْ «رخصةً» دولية للردّ على «حزب الله» الذي تتّهمه بالوقوف وراء صاروخ مجدل شمس في الجولان السوري المحتلّ، ولكنها لا تشتمل على حربٍ واسعةٍ من شأنها أن تستدرجَ صِداماً إقليمياً فوق «فالق غزة» الذي حرّك منذ 7 أكتوبر «خط زلازل» متسلسة في المنطقة. هكذا استخلصتْ أوساطٌ مطلعةٌ المشهدَ الذي يحوط بلبنان من فوق «غبار الحرب» الذي يلفّ البلادَ منذ السبت الدامي في مجدل شمس وباتت معه بين احتماليْن «أحلاهما مُرّ» ولا قدرة لها على التأثير باتجاهاتهما ولا على تفادي «تجَرُّع» أيّ منهما في ضوء تسليم سلطاتها الرسمية بأن «حزب الله» خارج سيطرتها:
- إما «ردّ مدروس» ومدوْزَن من اسرائيل «ينقذ ماء الوجه» بعدما ألزمتْ نفسَها بـ «معاقبة المتهَّم الوحيد» وكبّلتْ عواصمُ القرار يديْها بحدودٍ وضوابط تحاكي «انتقاماً موْضعياً ومتناسباً» مع الحادث.
- وإما ضربةٌ كاسرةٌ لقواعد الاشتباك الكابحة لمواجهةٍ ضارية وتدير الظهرَ لـ «بروتوكول» الردّ الذي يصول ويجول عبر الهواتف والمَقرات والدول اعتقاداً من تل أبيب أنها «الفرصة» لفتْح «ملف» جبهتها الشمالية على مصرعيه والضغط على زرّ «التصعيد الذي يمهّد لتهدئة» على أسسِ ترتيبات أمنية تكرس واقعياً الفصل بين جبهة جنوب لبنان وحرب غزة، وهو ما صار الجميع يدركون أن «حزب الله» ليس فقط لا يأبه للرسائل، الترهيبية والترغيبة، لبلوغه ولكنه أزال حتى «صندوقة البريد» لمثلها.
«على رِجل ونصف»
وعلى وَهْج وقوف لبنان «على رِجل ونصف»، ومعه المنطقة، في ظل قلْب اسرائيل «الساعة الرملية» للردّ الحتمي، من دون أن يكون ممكناً الجزم إذا كان التوقيت خلال ساعاتٍ قليلة أو أطْول، وإعلان البيت الأبيض «أن لاسرائيل الحق في الردّ على حزب الله، ولا أحد يريد حرباً شاملة»، وتَوالي التحذيرات الدولية والعربية لرعاياها بوجوب عدم السفر الى لبنان ومغادرته فوراً وكرّ سبحة تعليق شركات طيران رحلاتها إلى بيروت لفترة ترواح بين يومين وحتى 5 اغسطس، حاولت الأوساط المطلعة تَلَمُّس الخطوط العريضة التي تَحْكُم مرحلةً تُعتبر الأخطر في الاقليم منذ أبريل الماضي. وفي تقدير هذه الأوساط أن اللاعبين الرئيسيين، سواء بالنار أو لمحاولة ضبط سخونتها و«حصْر ألسنتها»، لم يغادروا المربعات نفسها التي يقفون عليها، رِجلاً في حرب غزة المفتوحة منذ نحو 10 أشهر وأخرى في «منطقةٍ انتقالية» يحاذرون معها الانجرار إلى اصطدام مروّع سيعني هذه المرة وضْع «رؤوس عدة» تحت مقصلة واحدة في معركةٍ «حرْق المراكب». وتَستحضرُ الأوساطُ في هذا السياق ما واكَبَ الضربة الإسرائيلية التي أصابت القنصلية الإيرانية في دمشق ثم الردّ الإيراني عليها في قلب اسرائيل، من استنفارٍ دولي أَفْضى إلى «هنْدسة» ثأرٍ محسوبٍ من طهران التي اختارتْ المواجهةَ «وجهاً لوجه» لاعتباراتٍ عدة بينها أن نزولها «بيدها» الى الميدان يمكنه أن يَحمل مخاطر أقلّ على صعيد استجرار حربٍ إقليمية تكون طرفاً مباشراً فيها من أن يتولى «حزب الله» حينها الأمر بنفسه ما يضعه في مرمى الاستهداف الكبير من اسرائيل، وهو الذي تتفادى طهران زجّه في «عين عواصف» يمكن أن ترتدّ على «مظلة الحماية» المتعددة الطبَقة لها. وإذا كانت اعتباراتُ سلوكِ طهران (وحزب الله) حينها ما زالت قائمةً «كما هي»، فإنّ المؤشراتِ إلى أن اسرائيل بدورها تتفادى حرباً كبرى - تجنّبتْها عقب الردّ الايراني في ابريل - لم تتبدّل، وسط اعتقادٍ أن ما جرى في مجدل شمس، سواء كان حادثاً وفق خلاصاتِ الاتهام الاسرائيلي لـ «حزب الله» (نفى علاقته بالحادث)، أو حتى «مكيدةً» من داخل البيت لبنيامين نتنياهو، لن يدفع الأخير، الذي فوّض إليه المجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي (ووزير الدفاع) تحديد «طريقة وتوقيت» الردّ، إلى التفلت من «الضوابط الذاتية» التي يَعتمدها منذ فتْح جبهة الجنوب. ورغم صعوبة الجزم بطبيعة الردّ الاسرائيلي المنتظَر، في ضوء تأكيد نتنياهو أمس خلال زيارته مجدل شمس «لا يمكن أن تسمح دولة إسرائيل لما حدث أن يمر، وردنا آتٍ وسيكون قوياً» وإعلان الناطق باسم الحكومة أن «حزب الله سيدفع ثمناً غير مسبوق» متمسكاً بأن «صاروخ مجدل شمس إيراني الصنع»، فإن التقديرات باتت تتمحور في ضوء ثبات الاعتبارات المانعة لحربٍ كبرى بـ«قرار»، حول واحد من خيارين:
الضربة الجِراحية
- الأول الضربة الجِراحية التي تَعتبر تل أبيب أنها يمكن أن توجع «حزب الله» (وإذا أمكن أن تؤلّب الرأي العام اللبناني ضدّه) ولكن من دون أن تستدرج الاصطدام الشامل، وهذا ما لا تمانعه عواصم قرار صارت أمام «أمرٍ واقع» اسرائيلي سلّمت به، بدءاً من واشنطن، وعنوانه «الردّ لا مفرّ منه» مع السعي في الوقت نفسه إلى تفادي أن يأتي بحجمٍ يُضطر الحزب إلى ردّ أكبر عليه فتتدحرج كرة النار.
أيام قتالية
- والثاني إمكان أن تنزلق الضربة إلى «أيام قتالية» قد تَجرّ، وفق تصوُّر اسرائيل إلى تقريبِ فصْل جبهة لبنان عن غزة، تحت مسمى ضرورة عودة المستوطنين إلى الشمال، وهو ما يحتمل مخاطر هائلة بأن يفجّر الوضع في ضوء إشاراتٍ من «حزب الله» بأن «الطلقة الأولى» في مثل هذه المرحلة هي بيد تل أبيب ولكن ما سيليها ليس كذلك وأن مسرح العمليات النهائي عندها يحدّده الحزب. ومن هنا، وفيما كانت قناة «الحدث» تنقل «ان لبنان تبلّغ بضربة عسكرية إسرائيلية» وأنه «طلب من الوسطاء أن تكون الضربة محدودة» كما دعا «لعدم استهداف بيروت والمناطق المأهولة» ولوجوب «ألا يتجاوز الردّ حدود قواعد الاشتباك»، بالتوازي مع كلام مسؤول إسرائيلي عن «أن المخاوف من احتمال خروج الأمر مع حزب الله عن السيطرة مرتفعة للغاية»، فإنّ الكواليس الديبلوماسية التي باتت معها في أكثر من عاصمة «خلية طوارئ» تواكب تطورات جبهة لبنان، زخرتْ باتصالاتٍ بدت مستنسخة عن مرحلة الردّ الإيراني على استهداف القنصلية في دمشق بمعنى محاولة شقّ طريقٍ لضربةٍ محسوبةٍ لا تستوجب رداً مضاداً من «حزب الله».
بزشكيان وماكرون
وإذ كان لافتاً أن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أكد لنظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون أمس أنه «إذا هاجمتْ اسرائيل لبنان فسترتكب خطأ كبيراً وستكون له عواقب وخيمة»، ما عَكَس حراجة المرحلة ومَخاطر أي سوء حساب أو تقدير، بدا واضحاً أن الولايات المتحدة التي تبنّت رواية تل أبيب عن أن «الهجوم على مجدل شمس نفذه حزب الله بصاروخ تابع لهم انطلق من منطقة يسيطرون عليها»، تقدّمت صفوف محاولة رسْم حدود للردّ الاسرائيلي، وذلك عبر مقايضةٍ بين «ضوء أخضر» للضربة و«ضوء أحمر» أمام أهداف يختزلها عدم ضرب بيروت وربما البنية التحتية للدولة. وفي حين لفت مستشار الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي أنّه «لا يزال هناك وقت ومجال لحل دبلوماسي للنزاع بين إسرائيل وحزب الله»، مؤكداً أن «لإسرائيل كل الحق في الرد على هجوم حزب الله في قرية مجدل شمس»، مع تشديده على أنّه «حالياً لا يريد أحد حرباً شاملاً، ودعْم أميركا لأمن إسرائيل قوي وراسخ ضد كل التهديدات المدعومة من إيران التي تشمل (حزب الله) الذي نفّذ هجوم مجدل شمس»، شدّد وزير الخارجية انتوني بلينكن في اتصال مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هيرتسوغ على «أهمية منع تصعيد الصراع»، ليُكشف أن البحث بين الرجليْن تناول أيضاً «الجهود الرامية للتوصّل إلى حلّ ديبلوماسي يسمح للمواطنين على جانبَي الحدود الإسرائيلية واللبنانية بالعودة إلى منازلهم».
لا لضرب بيروت
وفي الوقت نفسه، نقل موقع «إكسيوس» أن مسؤولاً رفيع المستوى قال لوزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت انه «اذا هاجمت اسرائيل بيروت، فإن الوضع يخرج عن السيطرة»، وأن مسؤولاً إسرائيلياً وآخر أميركياً قالا إن فريق الرئيس جو بايدن حذر تل أبيب من أي هجوم يطول قلب العاصمة اللبنانية. وفيما اعتبر الاثنان أن التحذير ارتكز على أن ضرب أي أهداف لحزب الله في بيروت رداً على هجوم الجولان قد يُخْرج الوضع عن السيطرة تماماً، قال المسؤول الإسرائيلي إن كبير مستشاري بايدن، عاموس هوكشتاين، تحدث السبت مع غالانت، وأخبره أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ضد حزب الله، لكن عليها تجنب التصعيد الشامل وتقليل الخسائر في صفوف المدنيين، وأبدى قلقه من أنه إذا هاجم الجيش الإسرائيلي بيروت، فإن الحزب سيردّ بإطلاق صواريخ بعيدة المدى على إسرائيل، الأمر الذي من المرجح أن يؤدي إلى مزيد من التصعيد. كما أعرب المسؤول الأميركي عن اعتقاده أن ضربة للجيش الإسرائيلي على بيروت هي خط أحمر محتمل لـ «حزب الله».
«إيذاء حزب الله»
وفي موازاة ذلك، وعلى وقع كشف مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية أنّ «إسرائيل تريد إيذاء حزب الله، لكنّها لا تسعى لحرب إقليمية شاملة»، وما نقلتْه وكالة «رويترز» عن مسؤولَين إسرائيليَّين من أن تل ابيب «تتأهّب لاحتمال اندلاع قتال لبضعة أيام بعد هجوم الجولان»، أعلن غالانت «ان حزب الله سيدفع ثمناً وسنترك الأفعال تتحدث لا الأقوال». ووسط هذه المناخات المشحونة، تحوّل لبنان الرسمي أشبه بـ «راصِدٍ» للتطورات، التي لا يملك أي قرار فيها. وقد تلقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اتصالاً من وزير خارجية بريطانيا ديفيد لامي الذي«جدد دعوة جميع الاطراف الى ضبط النفس منعا للتصعيد»، داعياً «إلى حل النزاعات سلمياً وعبر تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة». بدوره استقبل وزير الخارجية عبدالله بوحبيب المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس- بلاسخارت، مشدداً على ضرورة ضبط النفس لتفادي حرب إقليمية ستكون تداعياتها كبيرة على المنطقة برمتها. كما تلقى اتصالات من الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، وكل من وزير خارجية إيطاليا انطونيو تاياني ووزير خارجية المغرب ناصر بوريطة ووزير خارجية مصر بدر عبدالعاطي «وقد تمحور البحث حول سبل منع التصعيد في جنوب لبنان للحؤول دون تدهور الوضع والانزلاق إلى حرب إقليمية سيصعب احتواؤها»، بحسب المكتب الإعلامي لبوحبيب.
رد محدود
وفي تصريحات صحافية قال بوحبيب «تلقينا تطمينات من الدول المعنية تفيد أن الرد الإسرائيلي سيكون محدوداً وكذلك رد حزب الله»، مشيراً إلى «عدم قدرة الحكومة اللبنانية على السيطرة على حزب الله». ورأى أن «الخيار بالنسبة لنا هو بين السيئ والأسوأ، ولا أعتقد أن بإمكاننا القيام بالأمر، لأكون صريحا»، وأضاف «لكننا نتواصل دائما معهم، وفي طريقي هنا اتصل بي أحد من مكتبهم. نتحدث دائما معا»، بحسب شبكة «سي إن إن». وعمّا إذا كان الحزب يستمع للحكومة اللبنانية، قال بوحبيب: «نعم يستمعون وهناك الكثير من المفاوضات». وهل يستمعون إلى طلب التوقف؟، لا. لأنهم بدأوا الأمر دعماً لما يحدث في غزة. لذا، لا أعتقد أنهم سيستمعون. وفي موازاة ذلك، وفي حين أدت غارتان اسرائيليتان على طريق ميس الجبل - شقرا صباح أمس الى سقوط عنصريْن من«حزب الله» وجرْح 3 اشخاص أحدهم طفل كان على شرفة منزله، استهدفتْ غارات، سيارة في بلدة كونين ومحلة دوحة كفررمان في مدينة النبطية، في مقابل تنفيذ الحزب عدداً من العمليات في شمال اسرائيل وسط تقارير عن رشقة صاروخية من الجنوب في اتجاه الجولان.
خطة طوارئ
على وقع العدّ العكسي للردّ، أكد نقيب المستشفيات الخاصة في لبنان سليمان هارون، تعليقاً على تسجيل صوتي له انتشر متضمّناً حديثاً عن إجراءات احترازية شهدها لبنان في الساعات الأخيرة، أن الإجراء«خطوة احترازية جاءت بعد زيادة منسوب التحذيرات الإسرائيلية على لبنان في الساعات المقبلة»، معلناً«قررنا مع وزير الصحة إبلاغ المستشفيات بتطبيق خطة الطوارئ في حال نفذت إسرائيل تهديدها وضربت لبنان. وتقضي بأن تكون المستشفيات في حالة تأهّب كاملة وجهوزية عالية». بدوره، أكّد نقيب مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي أنّ«لا مشكلة آنية في المخزون الغذائي الذي يكفي لشهرين أو ثلاثة»، مشيراً إلى أنّ«الخشية من تقطُّع الأوصال».
«الرياح السبّاقة»... إلغاء رحلات واتساع التحذيرات
| بيروت - «الراي» |
توالى ما بدا أنه «الرياح السباقة» للردّ الإسرائيلي الآتي، عبر تحذيرات لدول إلى رعاياها وتعليق شركات طيران رحلاتها الى بيروت لما بين يومين وأسبوع، وفق الآتي:
- إعلان السفارة السعودية في بيروت أنها «تتابع عن كثب تطورات الأحداث الجارية جنوب لبنان. وتؤكد على دعوتها السابقة لكل المواطنين السعوديين إلى التقيد بقرار منع السفر إلى لبنان، وتحضّ المواطنين الموجودين هناك على مغادرة الأراضي اللبنانية بشكل فوري».
- معاودة السفارة الأميركية تذكير رعاياها بلسان مساعِدة وزير الخارجية للشؤون القنصلية رينا بيتر، أنه «بينما نواصل مراقبة الأوضاع المعقدة المتتالية بسرعة، ننصح المواطنين الأميركيين بتحضير خطة عمل للأزمات والمغادرة قبل بدء أي أزمة». واعتبرت «أن الرحلات التجارية المعتادة هي دائماً الخيار الأفضل (...) وفي حال لم تعد الرحلات التجارية متاحة، على الأشخاص الموجودين في لبنان التحضير لأخذ أماكن تواجدهم ملاجئ لفترات طويلة». وختمت «إذا كان أقاربكم يخططون لزيارتكم في لبنان هذا الصيف، نأمل منكم تحفيزهم على إعادة النظر في سفرهم».
- تأكيد الناطق باسم الخارجية الألمانية أن بلاده تنصح رعاياها بمغادرة لبنان «بشكل عاجل»، ودعوته «كل الأطراف خصوصاً إيران إلى منع التصعيد بعد هجوم الجولان».
- حضّ إيطاليا رعاياها على مغادرة لبنان «بأسرع وقت».
- مباغتة شركات طيران عدة ركابها بإلغاء رحلات ووقفها إلى لبنان لفترة، وبينها إعلان شركة الخطوط الجوية الملكية الأردنية تعليق رحلاتها الجوية إلى بيروت أمس واليوم «مع استمرار التقييم في ما يتعلق برحلات الثلاثاء».
وفي ما علّقت الخطوط الجويّة الفرنسيّة رحلاتها بين مطاري باريس شارل ديغول وبيروت يوميْ 29 و30 يوليو، وكذلك شركة «ترانسافيا»، أعلنت مجموعة «لوفتهانزا» أنّها أوقفت رحلاتها إلى العاصمة اللبنانية حتى 5 أغسطس، بسبب الوضع الراهن في الشرق الأوسط. وأضافت «أن الرحلات التابعة للمجموعة، وهي الخطوط الجوية الدولية السويسرية ويورو وينغز ولوفتهانزا، جرى تعليقها ضمن الإجراءات الاحترازيّة المتّخذة». وإذ ألغت الخطوط الجوية الإثيوبية رحلاتٍ كانت مقرّرة لبيروت أمس واليوم، ألغت أيضاً شركة «طيران صن إكسبرس» التركية للرحلات المخفوضة التكاليف وشركة «إيه جيت» التابعة للخطوط الجوية التركية وشركة «طيران إيجه» اليونانية و«الخطوط الجوية الإثيوبية» وطيران الشرق الأوسط، رحلات كان مجدْوَلاً وصولها إلى بيروت أمس. وأربك إرجاء وإلغاء الرحلات، الحركة في مطار بيروت، حيث ضاقت قاعات الانتظار بمسافرين تأخرت رحلاتهم أو جرى إلغاؤها. وشوهدت عائلات تتوزع مع أطفالها على المقاعد القليلة الموجودة وسط ارتفاع درجات الحرارة وتوقف التكييف. وتكدّست الحقائب فوق بعضها البعض. وقصف إسرائيل، مطار بيروت خلال حرب مدمرة خاضتها مع «حزب الله» صيف 2006.
البيت الأبيض: «واثقون» من إمكانية تجنب حرب أوسع بين إسرائيل وحزب الله
الراي... قال البيت الأبيض الاثنين إنه «واثق» من إمكانية تجنب حرب أوسع بين إسرائيل وحزب الله رغم القصف الصاروخي الدامي في مرتفعات الجولان المحتل والذي أدى إلى مقتل 12 طفلا.وصرّح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي في اتصال مع الصحافيين «لا أحد يريد حربا أوسع نطاقا، وأنا واثق من أننا سنكون قادرين على تجنب مثل هذه النتيجة» وشدد كيربي على أن لإسرائيل كل الحق في الرد على جماعة حزب الله اللبنانية بعد هجوم صاروخي على هضبة الجولان يوم السبت. لكنه أضاف أن الولايات المتحدة لا تعتقد بأن هذا الهجوم يجب أن يؤدي إلى تصعيد. ونفى حزب الله مسؤوليته عن الهجوم على مجدل شمس الذي تسبب في مقتل 12 طفلا وفتى يوم السبت.
وزير الدفاع الإسرائيلي: «حزب الله» سيتحمل المسؤولية عن هجوم الجولان..
القدس: «الشرق الأوسط».. أبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، نظيره الأميركي لويد أوستن، اليوم الاثنين، أن جماعة «حزب الله» المدعومة من إيران ستتحمل المسؤولية عن هجوم صاروخي تسبب في مقتل 12 طفلاً وفتى في هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل. وقال مكتب غالانت إنه أطلع أوستن على الهجوم الصاروخي الذي وقع يوم السبت على مجدل شمس. وأضاف مكتبه: «أشار الوزير غالانت إلى أن الهجوم الذي وقع يوم السبت يمثل تصعيداً كبيراً، وأن (حزب الله) وكيل إيران سيتحمل المسؤولية عنه».
واشنطن: هضبة الجولان جزء من إسرائيل ولها الحق في الرد على هجوم «حزب الله»
واشنطن : «الشرق الأوسط».. قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي اليوم (الاثنين)، إن إسرائيل لها كل الحق في الرد على جماعة «حزب الله» اللبنانية بعد هجوم صاروخي على هضبة الجولان يوم السبت. لكنه أضاف أن الولايات المتحدة لا تعتقد أن هذا الهجوم يجب أن يؤدي إلى تصعيد. وأكد كيربي أن هضبة الجولان جزء من إسرائيل وأن السيطرة الأمنية عليها لا تزال مهمة لأمن تل أبيب، مشدداً على أن السياسة الأميركية بشأن الجولان لم تتغير. ونفى «حزب الله» مسؤوليته عن الهجوم على مجدل شمس الذي تسبب في مقتل 12 طفلاً وفتى يوم السبت. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي إن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين أجروا محادثات على «مستويات متعددة» خلال نهاية الأسبوع في أعقاب الهجوم، وإن خطر اندلاع نزاع شامل«مبالغ فيه». وأضاف في إتصال مع الصحافيين «لا أحد يريد حرباً أوسع نطاقاً، وأنا واثق من أننا سنكون قادرين على تجنب مثل هذه النتيجة». تابع كيربي «لقد سمعنا جميعاً عن هذه الحرب الشاملة في فترات متعددة على مدى الأشهر العشرة الماضية، وكانت تلك التوقعات مبالغاً فيها في ذلك الوقت، وبصراحة، نعتقد أنه مبالغ فيها الآن». وتصاعدت التوترات الإقليمية بعد القصف الذي ألقت إسرائيل والولايات المتحدة مسؤوليته على «حزب الله» اللبناني المدعوم من إيران. وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين، برد «قاس» أثناء زيارته لموقع القصف في بلدة مجدل شمس. وقال جون كيربي إن التوترات المتصاعدة لا ينبغي أن يكون لها تأثير على محادثات وقف إطلاق النار في غزة حيث تقاتل إسرائيل حركة «حماس». وأضاف «نحن لا نرى أي مؤشرات في هذا الوقت، صباح يوم الاثنين، على أنه سيكون هناك تأثير كبير».
ترقب في جنوب لبنان و«حزب الله» يقلص عملياته العسكرية ضد إسرائيل
نتنياهو من مجدل شمس: ردنا سيأتي وسيكون قاسياً
بيروت: «الشرق الأوسط».. تراجعت وتيرة العمليات العسكرية التي يشنها «حزب الله» في جنوب لبنان بشكل لافت خلال يومي الأحد والاثنين، من غير أن يعلقها، بالتزامن مع تصاعد التهديدات الإسرائيلية بشن ضربة على لبنان بعد حادثة مجدل شمس في الجولان، السبت، وسط ترقب وتحليق متواصل للطائرات المسيرة الإسرائيلية في الجنوب، وتنفيذها استهدافات في المنطقة الحدودية أدت إلى مقتل عنصرين من «حزب الله». وتصاعدت التهديدات الإسرائيلية بشن ضربة على لبنان، على خلفية صاروخ الجولان الذي أدى إلى مقتل 12 شخصاً في بلدة مجدل شمس بهضبة الجولان السوري المحتل، التي زارها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي توعد من موقع الضربة الصاروخية بأن «ردنا سيأتي.. وسيكون قاسياً». وقال خلال تقديمه التعازي بالضحايا: «هؤلاء الأطفال هم أطفالنا... لن تدع دولة إسرائيل هذا يمر، ولا يمكنها ذلك». وترافقت زيارة نتنياهو مع احتجاجات نفذها بعض أهالي البلدة مطالبين بخروج منها. وبدوره، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، إن «حزب الله سيدفع ثمناً، وسنترك الأفعال تتحدث لا الأقوال»، بينما قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن «الردّ سيكون واضحاً وقويّاً، وسيستهدف (حزب الله)»، مضيفاً: «نصرّ على إبعاده عن حدودنا، وهذا هو الهدف الأكبر». وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط»، إن وتيرة العمليات تراجعت بشكل لافت خلال اليومين الماضيين، حيث لم يعلن «حزب الله»، يوم الأحد، عن تنفيذ أكثر من عمليتين، بينما أعلن، الاثنين، عن تنفيذ 3 عمليات عسكرية ضد مواقع إسرائيلية، وهي حصيلة «أقل كثيراً من عدد العمليات الذي شهدته المنطقة الحدودية في الأسبوعين الأخيرين، حيث بلغ معدل عمليات الحزب يومياً 8 عمليات، ووصلت ببعض الأحيان إلى 13 عملية يومية». وقالت المصادر إن هذا التراجع «لم يؤدِّ إلى وقف العمليات العسكرية أو تعليقها»، لافتة إلى أن سماء المنطقة الحدودية «تشهد نشاطاً كثيفاً للمسيّرات الإسرائيلية التي تحلق على ارتفاعات عالية ومتوسطة، وصولاً إلى مناطق النبطية وجزين وصيدا والزهراني».
مسيّرات تلاحق عناصر «الحزب»
ولاحقت المسيّرات الإسرائيلية، صباح الاثنين، دراجة نارية وسيارة بين بلدتي شقرا وميس الجبل، وأدى استهدافهما الى سقوط قتيلين و4 جرحى، بينهم طفل في الـ12 من عمره، نقلوا إلى مستشفيات المنطقة، حسبما أفادت به وسائل إعلام لبنانية. كما أفيد مساءً عن استهداف مسيرة إسرائيلية لسيارة في بلدة كونين المحاذية لمدينة بنت جبيل، ما أدى الى احتراقها، بينما هُرعت سيارات الإسعاف والإطفاء إلى المكان. وقالت إن المسيّرة أغارت بدايةً على سيارة على طريق ميس الجبل – شقرا، بصاروخ أدى إلى إصابة الراكبين بداخلها بجروح. وبعد وقت قصير، تقدم شخصان آخران على دراجة نارية من المكان لتفقّد السيارة، وتقديم المساعدة لركابها، فاستهدفتهما المُسيّرة بصاروخ؛ ما أدى إلى مقتلهما، وإصابة طفل كان على شرفة منزله القريب من المكان. ولاحقاً، نعى «حزب الله» مقاتليْن قُتلا في غارتي ميس الجبل. وشن الطيران الإسرائيلي، الاثنين، غارة على حولا وأخرى على كفر حمام، بينما استهدفت المدفعية الإسرائيلية أطراف بلدات عيترون، وميس الجبل، ومركبا وكفركلا ودير ميماس. وكان الطيران الحربي والمسيّر قد أغار، منتصف الأحد - الاثنين، على بلدة مركبا مستهدفاً أحد منازلها من دون أن يبلغ عن وقوع إصابات، كما أغار، فجراً، على بلدة رب ثلاثين.
رد «حزب الله»
في المقابل، أعلن «حزب الله» عن استهداف موقع البغدادي بعشرات من صواريخ «الكاتيوشا» «رداً على الاعتداء والاغتيال الذي نفذه العدو الإسرائيلي في بلدة شقرا»، كما جاء في بيان الحزب، كما أعلن عن «استهداف تموضع لجنود العدو في موقع الراهب بالصواريخ الموجهة»، واستهداف منظومة فنية تجسسية تم تثبيتها أخيراً في موقع المالكية. وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية بدورها إلى «رصد سقوط 4 صواريخ في منطقة الجليل الأعلى قرب الحدود اللبنانية من دون انطلاق صفارات الإنذار».
قبرص مستعدة لعمليات إجلاء من الشرق الأوسط إذا لزم الأمر
نيقوسيا : «الشرق الأوسط».. قال وزير الخارجية القبرصي، الاثنين، إن بلاده مستعدة للمساعدة في إجلاء مدنيين من الشرق الأوسط إذا تصاعدت المواجهة بين إسرائيل وجماعة «حزب الله» اللبنانية. ويتأهب لبنان لرد من إسرائيل منذ أن قتلت ضربة صاروخية 12 طفلاً وفتى في هضبة الجولان المحتلة، السبت. وألقت إسرائيل والولايات المتحدة بالمسؤولية في الهجوم على «حزب الله» المدعوم من إيران. ونفى الحزب مسؤوليته. وقال وزير الخارجية كونستانتينوس كومبوس للصحافيين إن السلطات القبرصية لديها آلية استجابة طارئة للإجلاء المحتمل لمدنيين منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وأضاف: «لقد حددنا الطريقة التي سيعمل بها البرنامج، إذا لزم الأمر». وقال الوزير: «نأمل جميعاً ألا يكون ذلك ضرورياً، لكن إن لم يحدث ذلك، فستواصل قبرص العمل كجسر أمان لتسهيل رحيل المدنيين من أي بقعة محاصرة في منطقتنا». كانت جزيرة قبرص الواقعة في شرق البحر المتوسط قد استُخدمت لإجلاء آلاف الأجانب من لبنان في 2006، أثناء الحرب بين إسرائيل و«حزب الله»، كما استخدمت بريطانيا الجزيرة لإجلاء البريطانيين ومزدوجي الجنسية من السودان العام الماضي.
«حزب الله» يبلِغ المسؤولين اللبنانيين والدوليين «حتمية الردّ» على أي ضربة إسرائيلية
تحذيرات غربية واتصالات مكثفة لمنع توسع الحرب
الشرق الاوسط...بيروت: نذير رضا.. كثّفت الدول الغربية تحذيراتها، ورفعت من وتيرة اتصالاتها بالجانبين اللبناني والإسرائيلي لمنع توسع النزاع القائم في جنوب لبنان بين «حزب الله» وإسرائيل، إلى حرب واسعة بعد التهديد الإسرائيلي بالرد على ضربة مجدل شمس في هضبة الجولان السوري المحتل، في وقت رفض «حزب الله» تقديم أي تطمينات، وجدّد «موقفه المعلن» من أنه سيردّ على أي ضربة إسرائيلية، من غير تحديد طبيعة الرد «المتروكة للميدان». وضاعفت التهديدات الإسرائيلية المخاوف المحلية والخارجية من تصعيد يؤدي إلى انزلاق نحو حرب واسعة، وسط تقديرات لبنانية بأن التهديدات الإسرائيلية «جدية»، وأن الضربة الإسرائيلية «متوقعة»؛ وذلك استناداً إلى الرسائل التي أُبلغت بها السلطات اللبنانية من أطراف دولية. ونقلت «رويترز» عن مسؤول إسرائيلي قوله: «نريد إيذاء (حزب الله)، لكننا لا نسعى إلى حرب إقليمية شاملة». كما نقلت عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن إسرائيل «تتأهّب لاحتمال اندلاع قتال لبضعة أيام بعد هجوم الجولان». وبدا لافتاً اللقاء بين وزير الخارجية عبد الله بوحبيب مع مسؤول العلاقات العربية والدولية في «حزب الله» عمار الموسوي في مبنى وزارة الخارجية، وهو لقاء جاء بعد سلسلة اتصالات غربية بالخارجية اللبنانية. وفي حين لم يدلِ الطرفان بأي تصريح، قالت مصادر مواكبة للزيارة لـ«الشرق الأوسط» إن الموسوي شكر بوحبيب على مواقفه الأخيرة، واتفقا على المزيد من التنسيق، وجدد الموسوي تأكيد موقف الحزب المعلن من أن رد الحزب على ضربة إسرائيلية «هو أمر محسوم ولا جدال فيه»، لافتاً إلى أن طبيعة الرد وحجمه «مرتبط حكماً بتقييم الحزب للضربة، وبناءً عليها، يترك موضوع الرد للميدان بشكل مؤكد». وتحدثت وسائل إعلام قريبة من «حزب الله» عن «إصرار غربي على معرفة طبيعة رد (حزب الله) على أي ضربة إسرائيلية»، وأكدت أن الحزب «لم يعطِ تطمينات لأي جهة، وهو متمسك بقواعد الاشتباك والرد على أي عدوان إسرائيلي». وأكدت المصادر المطلعة على اللقاء أن موقف الحزب «معلن وتم تبليغه لجميع الجهات، بمن فيهم رئيس البرلمان نبيه بري، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ووزير الخارجية، ونقل إلى جميع المراجعين الدوليين بمن فيهم المبعوث الأميركي آموس هوكستين، وهو موقف يؤكد أن رد الحزب على أي ضربة، سيكون محتوماً بناءً على طبيعة الضربة الإسرائيلية»، وهو موقف يؤكده سائر مسؤولي «حزب الله» منذ بدء الحرب.
الموقفان الأميركي والبريطاني
وتسعى الاتصالات الدولية لمنع التدهور إلى مستوى حرب واسعة، وهو ما ظهر في تشديد واشنطن على «أهمية منع تصعيد الصراع بعد الهجوم الصاروخي في الجولان»، ومطالبة لندن جميع الأطراف «بضبط النفس منعاً للتصعيد». وأكد وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن في اتصال هاتفي مع الرئيس الإسرائيلي يسحاق هرتسوغ أهمية منع تصعيد الصراع بعد الهجوم الصاروخي في الجولان. وذكرت «رويترز» أن بلينكن والرئيس الإسرائيلي بحثا في حل دبلوماسي يسمح للسكان على جانبي الحدود الإسرائيلية واللبنانية بالعودة إلى منازلهم. وفي بيروت، واصل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصالاته الدبلوماسية المكثفة بعد التهديدات الإسرائيلية الأخيرة للبنان. وتلقى في هذا الإطار اتصالاً من وزير خارجية بريطانيا ديفيد لامي الذي «جدد دعوة جميع الأطراف إلى ضبط النفس منعاً للتصعيد». كما دعا «إلى حل النزاعات سلمياً وعبر تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة»، حسبما أفادت رئاسة الحكومة اللبنانية.
مخاوف وانتقادات
وتصاعدت المخاوف اللبنانية من التدهور، وقال مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان قُبيل مغادرته إلى المملكة العربية السعودية إن «لبنان يتعرض لاعتداءات صهيونية مستمرة»، مضيفاً: «نخشى أن تتوسع وتؤدي إلى حرب إقليمية شاملة؛ مما يتطلب تعزيز وحدتنا الوطنية لمواجهة هذه التحديات الخطيرة». ووسط هذه الأجواء، انتقد حزب «القوات اللبنانية» موقف أعضاء في الحكومة. ورأى عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب غياث يزبك، أن «الحرب الدائرة في الجنوب شبه شاملة»، معتبراً «أننا أسرى معركة مجنونة يقودها (حزب الله) باسم إيران في وجه إسرائيل، في مقابل حرب إسرائيلية على لبنان». وأشار يزبك في حديث إذاعي إلى أن «سيناريو توسع الحرب وارد في أي لحظة». وانتقد كلام وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب «الذي طمأن بأن الرد على صاروخ مجدل شمس لن يطول المدنيين ولن يأخذ طابع الحرب الشاملة»، قائلاً: «لا يمكن الركون إلى التطمينات الدولية»، مطالباً «الحكومة بمواجهة المجتمع الدولي وإيران و(حزب الله) بالموقف الذي يحمي لبنان، وأن تقول الأمر لي». وجدد المطالبة بـ«ضرورة اللجوء إلى القرارات الدولية التي تُظهر إسرائيل في موقع المعتدي السافر على لبنان».
السنيورة وجنبلاط
في غضون ذلك، حاز موقف الرئيس السابق لـ«الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، تأييد بعض القوى السياسية. وأيّد الرئيس الأسبق للحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة تلك المواقف خلال اتصال مع جنبلاط. وشدد السنيورة على «أهمية تنبه الجميع للنوايا العدوانية التي تضمرها وتنفذها إسرائيل، وهي التي تتحين كل فرصة من أجل توسيع نطاق الحرب والعدوان على لبنان، واستمرار جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها على الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية». واعتبر السنيورة أن «كشف الحقائق بشأن هذه المجزرة الرهيبة في مجدل شمس يكون عبر إجراء تحقيق مستقل من جهات تتمتع بالصدقية، وليس من قِبل إسرائيل التي تحمل نوايا عدوانية تجاه لبنان وباقي الأطراف العربية». بالتزامن، رأى رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي»، النائب تيمور جنبلاط، أن «الدماء في مجدل شمس وصمة إدانة إضافية يحمل وزرها الاحتلال الإسرائيلي وعدوانه. التحية لأهالي الجولان العربي على موقفهم الجامع، وعلى منعهم للفتنة، وطردهم كل من جاء لاستغلال تلك المأساة من رموز الاحتلال وأتباعه».
لقاء بوحبيب مع موفد حزب الله: حجم الردّ والتزام قواعد الإشتباك
إهتمام دولي وعربي واسع بمنع استهداف لبنان - الدولة.. والملاحة متعطِّلة في المطار
اللواء....ضمن حسابات بالغة الدقة، يترك القرار الاسرائيلي المعلن، والمتمثل بضربة قاسية على هدف او اهداف لحزب الله او للبنان، وسط خلافات بين المستويين السياسي والعسكري في اسرائيل، حول وجه المعركة، لو حصلت، فالجيش الاسرائيلي يعطي الاولوية لمعركة برية بين الحدود اللبنانية - الاسرائيلية، وصولاً الى مجرى الليطاني، ليتسنى لسكان الشمال العودة الى المستوطنات، في حين ان بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت يتحركان لضربة تشفي غليل «دولة الاحتلال» ولا تؤدي الى مواجهات واسعة، في ظل قوة الردع التي باتت تمتلكها المقاومة بالاستناد الى جبهات المحور. ومع ذلك، شغلت هذه القضية الاوساط الدولية والعربية والاقليمية لجهة كسر قواعد التوازن او «الستاتيكو» في المنطقة، في حال انفجرت الحرب الواسعة بين اسرائيل وحزب الله ولبنان.
لا دعوة بعد لمجلس الوزراء
ولم يتبلغ الوزراء حتى ليل امس بأية دعوة لمجلس الوزراء، في حين ان لجنة الطوارىء تتابع التطورات بعد حادثة مجدل شمس، حيث افادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن هذه اللجنة تعمل بتوجيهات الرئيس ميقاتي وإن ما تقوم به هو مواكبة كل ما يقع في إطار مهمتها على جميع الأصعدة، لاسيما بعد تلويح العدو الأسرائيلي بتوجيه ضربة ضد لبنان. ورأت أن لا شيء يحول دون ابقاء عملها متواصلا لاسيما أن الهدف هو متابعة أي مستجد،على أن الوزراء أصحاب الاختصاص بدورهم يقومون بإجراء الاتصالات اللازمة لتجنيب لبنان أي واقع سلبي، على أنه في حال بروز معطيات فإن قرارات كبرى تتخذ إنما المهم الإبقاء على حال الحذر والتحسب لأي طارىء وقد اوعز الى الجهات المعنية لهذه الغاية. وفيما لم يتأكد، بالضبط ما جرى بحثه بين وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب ومسؤول العلاقات العربية والدولية في حزب الله عمار الموسوي، الا ان الاوسط المطلعة اشارت لـ«اللواء» الى ان حزب الله استجاب لطلب الوزير، حيث نقل اليه ما سمعه عبر الاتصالات العربية والغربية، لا سيما لجهة اعادة التموضع جنوبي الليطاني، او نقل رسالة لقيادة المقاومة في ما خص طبيعة الرد على الاستهداف الاسرائيلي. وابلغ الموسوي بو حبيب ان رد حزب الله على الضربة الاسرائيلية «محسوم ولا مجال للأخذ والرد حوله»، رافضاً الكلام على طبيعة الرد وحجمه، فالامر متروك للميدان، ولتقييم قيادة المقاومة حجم الضربة الاسرائيلية والمخاطر الجسيمة التي يمكن ان تترتب عليها. وتلقى بو حبيب اتصالات من امين عام جامعة الدول العربية احمد ابو الغيط والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، وكل من وزير خارجية إيطاليا انطونيو تاياني ووزير خارجية المملكة المغربية ناصر بوريطة ووزير خارجية مصر الدكتور بدر عبد العاطي. يذكر ان بو حبيب قال ان لبنان تلقى تأكيدات من جهات دولية ان الضربة الاسرائيلية المتوقعة ستكون محدودة، وفهم بو حبيب من كلمة محدودة «عدم استهداف الضاحية الجنوبية او المطار».. وحسب المصادر المعنية، فإن الولايات المتحدة تسعى الى ردع اسرائيل عن استهداف بيروت وضاحيتها الجنوبية رداً على حادثة الجولان، ونقلت عن مسؤول اميركي ان ادارة الرئيس جو بايدن تحاول منع التصعيد من جراء الرد الاسرائيلي. واجرى وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي اتصالاً هاتفياً مع الرئيس نجيب ميقاتي، ابلغه خلاله قلق بلاده من تصعيد التوترات في جنوب لبنان، مرحباً ببيان الحكومة الداعي لوقف العنف. وتوقع مصدر حكومي عقد لقاء بين الرئيس ميقاتي وكل من الوزير لامي. وشغلت التهديدات الاسرائيلية المجتمعين الاقليمي والدولي.. فأجرى الرئيس الايراني مسعود بزشكيان اتصالات هاتفياً مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، ونقل اليه ان اي هجوم اسرائيلي على لبنان ستكون له عواقب وخيمة. الموقف الاميركي، عبر عنه المتحدث باسم مجلس الامن القومي جون كيربي، اذ اعطى لاسرائيل الحق بالرد على حزب الله، لكنه استدرك ان هذا الرد لا يجب ان يؤدي الى تصعيد كبير. واجرى وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن اتصالاً بالرئيس الاسرائيلي اسحق هرتسوغ، داعياً الى تجنب تصعيد الصراع. ومن روما، اكد وزير خارجية ايطاليا انطونيو تاياتي «ضرورة تجنب اي تصعيد على الحدود بين لبنان واسرائيل»، وذلك بعد ما حصل في مجدل شمس بالجولان السوري. وقال وزير الدفاع الايطالي جويد وكروسيتو ان «الوحدة الايطالية ستواصل العمل بكل تفانٍ لمنع حدوث التصعيد وفقاً لمبادئ القانون الدولي». واكد وزير الخارجية المصري سامح شكري رفض القاهرة اي تهديد يستهدف زعزعة استقرار لبنان او سلامة شعبه.
السفارات لمغادرة رعاياها
ونصحت السفارة الاميركية في بيروت رعاياها بمغادرة لبنان بأسرع وقت، وكذلك فعلت الخارجية الالمانية، والبريطانية، وطلبت السعودية من مواطنيها التقيد بقرار منع السفر الى لبنان.
المطار
واكد رئيس مطار رفيق الحريري الدولي فادي الحسن انه «في حال تعرُّض مطار بيروت للقصف، فإن هناك خطة طوارئ موجودة، ومعمول بها، وجرى تحديثها مع الاجهزة الامنية للتعاطي مع كل سيناريو على حدة». يشار الى ان يوم امس حفل بتوالي بيانات شركات الخطوط الجوية العربية والعالمية، معلنة إلغاء رحلاتها الى مطار بيروت الدولي، خوفاً من ضربة اسرائيلية. وشغر المطار من حركة الملاحة، باستثناء بعض الرحلات، وانتشر فيديو بعد ظهر أمس الاثنين، يُظهر طائرة واحدة فقط على مدرج المطار . وقد أعلنت مجموعة لوفتهانزا، في بيان أمس الاثنين، انها علَّقت رحلاتها الجوية إلى العاصمة اللبنانية بيروت حتى 30 تموز بسبب الوضع الراهن في الشرق الأوسط. وأضافت الشركة أن الرحلات الجوية التابعة للمجموعة، وهي الخطوط الجوية الدولية السويسرية ويورو وينغز ولوفتهانزا جرى تعليقها «كإجراء احترازي». لاحقا، اعلنت لوفتهانزا الألمانية تمديد التعليق حتى 5 آب المقبل. بدوره اعلن طيران سويسرا تعليق رحلاته من وإلى بيروت حتى 5 آب. وعلقت شركتا طيران Airfrance وترانسافيا رحلاتهما نحو بيروت اليوم وغدا. واعلنت الخطوط الملكية الأردنية بأنها علقت رحلتين جويتين كانتا مقررتين إلى بيروت يومي الاثنين والثلاثاء. واضافت في بيان إنها «ستلغي رحلة الاثنين آر.جيه403 ورحلة الثلاثاء آر.جيه407 وذلك بحسب قرار هيئة تنظيم الطيران المدني الأردني بتعليق جميع رحلات الشركات الوطنية إلى مطار بيروت ولمدة وجيزة».
الجولان يرفض ويطرد نتنياهو
واصدر اهالي الجولان امس بياناً اعلنوا فيه رفض اي مواقف رسمية تحريضية ومحاولة استغلال اسم مجدل شمس كمنبر سياسي على «حساب دماء اطفالنا». ورفضت بلدة مجدل شمس استقبال نتنياهو، ودعت لطرده ووصفته بمجرم الحرب، وقاتل الاطفال في غزة والضفة وجنوب لبنان.
الوضع الميداني
ميدانياً، واصل جيش الاحتلال استهداف المدنيين من شقرا الى كفررمان عبر السيارات او على الدراجات النارية، بالغارات او المسيَّرات، فأدى الى سقوط ثلاثة شهداء، وعدد من الجرحى المدنيين. وليلاً شنت الطائرات غارات على بنت جبيل (ادت احداها الى انقطاع التيار الكهربائي) وبلدة يارون وعيتا الشعب، كما استهدفت مسيَّرة سيارة في كونين.
صيغة يقبلها جنبلاط لحل مشكلة رئيس الأركان
كشفت مصادر المعلومات عن ان الرئيس نبيه بري توصل الى صيغة تسوية لموضوع رئاسة الاركان، حظيت بقبول من النائب السابق وليد جنبلاط. وتنطلق التسوية من تبني مرسوم تعيين اللواء حسان عودة رئيساً للاركان، بعد إمضائها من وزير الدفاع موريس سليم، وإلا اعادة اصدارها بمرسوم من مجلس الوزراء، وهو الامر الذي يعترض عليه النائب جبران باسيل.
دعوات إلى استغلال «الفرصة الاستراتيجية» للفصل بين الجبهات: العدو يستعدّ لسيناريوهات الحرب
الأخبار .. مع استمرار التهديدات والدعوات للهجوم على لبنان عقب تحميل حزب الله مسؤولية الهجوم على بلدة مجدل شمس السبت الماضي، بدأت قيادة المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال سلسلة استعدادات لسيناريوهات مختلفة بالتنسيق مع شعبة العمليات في هيئة الأركان العامة وسلاح الجو، فيما تقرر زيادة عدد الطائرات الحربية التي تحلّق في سماء الشمال، وإبقاء عشرات الطائرات المقاتلة في حالة استنفار، حسبما ذكر المحلل العسكري في موقع «واللا» أمير بوحبوط. وتشمل سيناريوهات الجيش الإسرائيلي شن هجوم واسع ضد أهداف لحزب الله في لبنان بشكل غير مألوف ومختلف عن الغارات منذ بداية الحرب، كما لفت بوحبوط إلى أن جيش الاحتلال يستعد أيضاً لهجوم واسع مضاد يشنه حزب الله بالمقذوفات والصواريخ والطائرات المُسيّرة على الجبهة الداخلية الإسرائيلية.وكان اللواء (احتياط) يسرائيل زيف، القائد الأسبق لشعبة العمليات، أكثر وضوحاً في دعوته لاستغلال الحادثة من أجل «إلزام حزب الله بقبول وقف إطلاق النار والمفاوضات، بناءً على قرار مجلس الأمن الرقم 1701». ورأى أن تل أبيب حصلت على فرصة استراتيجية للفصل بين الجبهات، مطالباً بـ«استغلال الفهم الأميركي لأحقية إسرائيل في الدفاع عن نفسها، والاستعانة بالأميركيين تحسباً لقبول حزب الله الذهاب إلى تسوية سياسية عقب تلقيه الضربات». بدوره، رأى المحلل العسكري في «هآرتس» عاموس هرئيل أن «تبادل الضربات المقبل سيحسم ما إذا توجد هناك نقطة تحول في الحرب، تضع الجبهة الشمالية في المركز، أم أنه تصعيد آخر سيكون بالإمكان احتواؤه من تغيير اتجاه الحرب بشكل كبير». وأشار إلى «وجود فجوة بين الخطاب العلني الإسرائيلي المتشدد في أعقاب مقتل الأطفال في الجولان والسياسة الفعلية المتبعة». فقد هدّد المسؤولون الإسرائيليون في اليومين الأخيرين بأن «حزب الله سيدفع ثمناً بالغاً لقاء ما فعله، ومن الجهة الأخرى يعي كثيرون من هؤلاء القيود التي ستصطدم بها عملية الجيش الإسرائيلي العسكرية، ومنها تأخير الولايات المتحدة للذخيرة الجوية، العبء على الجنود النظاميين وفي الاحتياط وصعوبة اجتياح بري لجنوب لبنان». فيما أبدى القائد الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية «أمان» تامير هيمان قناعته بأن الطريقة الأمثل للرد يجب أن تكون عبر هجمات بأساليب متنوعة وضد أكبر عدد من الأهداف، وتفعيل ما وصفها بـ«المفاجآت الاستراتيجية» التي لا يتعين اللجوء إليها سوى لتحقيق الحد الأقصى من الإنجاز العسكري. ودعت صحيفة «معاريف» العبرية إلى النظر إلى حادث مجدل شمس «باعتباره فرصة استراتيجية لتغيير ترتيب الأولويات الإسرائيلية في الساحة الشمالية».
تدابير احترازية
في الأثناء، اتُّخذت في إسرائيل سلسلة تدابير احترازية تحسباً للأسوأ. ولم يقتصر إلغاء أو تأخير شركات طيران عالمية رحلاتها على لبنان فحسب؛ إذ ألغت «لوفتهنزا» الألمانية والخطوط النمسَوية رحلاتهما إلى مطار «بن غوريون» في تل أبيب. كما أعلنت «قطارات إسرائيل» أنه بدءاً من منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء وحتى الرابعة فجر الأحد المقبل، ستتوقف مؤقتاً حركة القطارات من محطات «نهريا»، «كرمئيل»، عكا و«أح يهود» و«كريات موتسكين»، و«كريات حايم»، و«حوتسوت همفراتس» في خليج حيفا، إضافة إلى توقف الرحلات من حيفا إلى المحطّات المذكورة في شمالي فلسطين المحتلة. وفي وقتٍ سابق، أعلنت جامعة حيفا توقف العمل في الطبقة السادسة من مبنى «أشكول» في حرمها، وصولاً إلى الطبقة الأخيرة، وطلبت من موظفيها متابعة عملهم عن بُعد. ورغم أنه لم تصدر تعليمات خاصة من قيادة الجبهة الداخلية، طلبت عدّة مجالس محليّة في مستوطنات الشمال خصوصاً تلك القريبة من الحدود في الجليل والجولان، من سكانها البقاء بالقرب من الأماكن المحصّنة وعدم التجمهر والتزام التعليمات التي قد تصدر في وقت لاحق عن قيادة «الجبهة». ميدانياً، واصل حزب الله عمليات المساندة والردع. ففي إطار الرد على الاعتداء والاغتيال اللذين نفّذهما العدو الإسرائيلي في بلدة شقرا، قصف حزب الله موقع البغدادي بعشرات صواريخ الكاتيوشا، كما استهدف موقع العباد ودشمه وتجهيزاته التجسسية، والتجهيزات التجسسية في موقع حدب يارين، إضافة إلى استهداف تجمع لجنود العدو في محيط موقع الراهب، وتموضع لهم في الموقع نفسه. وفي إطار مساندة المقاومة في غزة، استهدف حزب الله منظومة فنية تجسسية تمّ تثبيتها أخيراً في موقع المالكية، والتجهيزات الفنية المستحدثة التي تمّ تثبيتها أخيراً في تلة الكرنتينا، ما أدى إلى تدميرها. وبعد مراقبة ومتابعة لقوات العدو الإسرائيلي في موقع الراهب، كمن مقاتلو حزب الله لدبابة ميركافا، وعند وصولها إلى دائرة نيرانهم استهدفوها بصاروخ موجّه وأصابوها إصابة مباشرة. ونعى حزب الله أمس الشهيدين عباس فادي حجازي من بلدة مجدل سلم، وعباس محمد سلامي من بلدة خربة سلم وسكان بلدة شقرا في جنوب لبنان.
الأهمّ ردّ حزب الله... لا ردّ إسرائيل
الاخبار..يحيى دبوق.. لا قرار إسرائيلياً بشنّ حرب شاملة ضد حزب الله في لبنان. والأهم، أن لا قرار سيصدر في شأن حرب كهذه. هذا هو التقدير الأرجح، مع «... ولكن» كبيرة، إذ لا يستطيع أيّ تقدير أن ينفي الفرضيات التي يمكن أن تُبنى عليها. باختصار، الحرب غير مرجحة، وهي كذلك غير مستبعدة.الجانبان لا يريدان حرباً. وكلاهما يبنيان أفعالهما الابتدائية، من عمليات وهجمات وضربات، على خلفية أن الجانب الآخر لن يتمادى في ردّه بما لا يتناسب، لأنه أيضاً لا يريد الحرب الشاملة. أما في حالة الأخطاء الميدانية والتقديرات المبالغ فيها عن نيّات الردّ لدى الطرف الآخر، فيجري استيعابها وتمرير ردّها غير التناسبي بما يمكّن الجانبين من العودة إلى الأساس: حرب محدودة ومسقوفة، لا تتوسع ولا يراد توسعتها إلى حرب شاملة. وحادثة مجدل شمس هي حادثة «محكّ» لقواعد الاشتباك في الحرب المحدودة بين حزب الله والجيش الإسرائيلي: فهي لا تلغي نيّات الجانبين بأن لا ينزلقا إلى حرب شاملة، لكنها لا تعني أنهما لم يقتربا أكثر من الاندفاع نحو حرب. وكيفما اتفق، لم تعد الحادثة من الأحداث التي تدفع إلى الانزلاق نحو قرارات متطرفة، بل هي من الأحداث التي تأتي القرارات في أعقابها وفقاً لدراسة نتائجها، ضمن معادلة الكلفة والجدوى التي حكمت الحرب المحدودة بين الجانبين، وأدّت إلى قرار الامتناع عن الحرب، وأيضاً من الجانبين.
وحادثة مجدل شمس التي تعدّ منبع التهديد وسببه المباشر بحسب قراءات، ومنها قراءات غبّ الطلب بقرار يأتي من أعلى، هي أيضاً، للمفارقة، ما يؤكد على صلابة الموقف الذي حكم المواجهة منذ أشهر. وفي ذلك يأتي التفصيل:
أولاً، كما هي الحال دائماً، منذ أشهر، يتعلق قرار الحرب الابتدائية الإسرائيلية في الساحة اللبنانية بمعادلة الكلفة والجدوى. وحاكمية هذه المعادلة للقرارات في تل أبيب لا تتغير مع حادثة مجدل شمس، بل قد تثبت الأيام المقبلة أنها أكثر صلابة ممّا كان يُعتقد.
ثانياً، اللاقرار بالحرب الشاملة لا يعني أن إسرائيل ستدع فرصة مجدل شمس تمرّ من دون استغلال، وخصوصاً أنها قد تعتقد أن فرصة كهذه تسمح لها بتجاوز الخطوط الموضوعة وقواعد الاشتباك التي تحكم المواجهة، وتمكّنها من جبي أثمان من حزب الله، مع المراهنة على أنه قد يردّ على ردّها بشكل غير تناسبي، وذلك لتمرير الردّ دون أن ينزلقا إلى الحرب الشاملة التي لا يريدانها.
ثالثاً، في حال قررت إسرائيل الرد، واللافت فيه أنه طال انتظاره نسبياً، فالتقدير أن لا يتسبب بحرب شاملة، وأن لا يتسبب أيضاً بردّ من حزب الله يضطرّ إليه وقد يكون من شأنه أن يتسبب بحرب كهذه، الأمر الذي يسقف الرد الإسرائيلي ابتداءً، ويقلّص مروحة الخيارات، وخصوصاً إذا قدّرت إسرائيل، وهو كذلك، أن حزب الله لن ولا يمكنه أن يرضى لنفسه بردّ على الردّ لا يكون تناسبياً في الحد الأدنى.
الحرب الشاملة غير مرجّحة لكنها أيضاً غير مستبعدة
رابعاً، مع ذلك، وهو التقدير الأرجح، أن خلاصة ونتيجة ما سيحدث، أي الرد الإسرائيلي وكذلك ردّ حزب الله، من شأنه أن يبقي قواعد الاشتباك على حالها أو يرسم قواعد اشتباك جديدة بهذا الاتجاه أو ذاك. ومهما كان ردّ إسرائيل، فهو يلزم حزب الله، بداهة، بأن يكون ردّه تناسبياً، وإلا فسيتسبّب لنفسه بقواعد اشتباك لا تخدم مصالحه وموقفه والندّية التي تمتّع بها منذ بدء المواجهة الحالية، ما مكّنه من فرملة الفعل الإسرائيلي الاعتدائي أو الحدّ منه وتسقيفه. خامساً، مع ترجيح أن لا تباشر إسرائيل حرباً شاملة، وهو ترجيح معتدّ به، فالأولى للمراقبين أن لا ينشغلوا وحسب بالرد الإسرائيلي على أهميّته، وخصوصاً أن ترجيحاته تكاد تؤكد أنه لن يتسبب بمواجهة شاملة، بل عليهم أن يبحثوا، وهو الأهم، في ردّ حزب الله على الرد الإسرائيلي، لأن هذا الردّ سيحدّد ويرسم ما سيلي، سواء ما يتعلق بقواعد اشتباك جديدة أو ترسيخ الحالية، أو حتى تغيير سقوف المواجهة المحدودة، ودفعها أكثر نحو الخطوط الحُمر. ردّ حزب الله على الردّ هو المحكّ، لا الردّ الإسرائيلي.
هانيبال القذافي ينتقد «صمت قضاة لبنان»
ليبيون يرون أنه «كان طفلاً» وقت اختفاء الصدر
الشرق الاوسط...القاهرة: جمال جوهر.. انتقد حقوقيون وموالون للنظام الليبي السابق ما أسموه «صمت» القضاء اللبناني في التعاطي مع مستجدات تتعلق بقضية هانيبال نجل الرئيس الراحل معمر القذافي، يأتي ذلك في أعقاب توجيه الأخير رسالة «لوم» إلى قضاة لبنان بشأن عدم استماعهم إلى شهادة وزير لبناني سابق تتعلق بقضية اختفاء الإمام الشيعي، موسى الصدر. وهانيبال، معتقل في لبنان منذ قرابة 9 سنوات، بداعي «إخفاء معلومات تتعلق باختفاء مؤسس (المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى)، الإمام موسى الصدر، في أثناء زيارته إلى ليبيا في أغسطس (آب) 1978، بدعوة من القذافي الأب». وعادت قضية نجل القذافي إلى واجهة الأحداث، بعد تصريح منسوب إلى الوزير اللبناني السابق، وئام وهاب، قال فيها إنه «يملك معلومات بشأن قضية اختفاء الإمام الصدر». ويرى ليبيون مهتمون بملف قضية هانيبال، في حديثهم إلى «الشرق الأوسط» أن «تغاضي» القضاء اللبناني عن سماع شهادة الوزير وهاب «يُعدّ جزءاً من الظلم الذي يتعرض له المواطن الليبي في محبسه». ومؤخراً اشتكى هانيبال الموقوف منذ عام 2015، أنه يعاني «وضعاً صحياً مزرياً في زنزانة تحت الأرض»، لكنه بعد حديث وهاب، فضّل أن يتوجّه برسالة كُتبت باللغة الإنجليزية إلى القضاء اللبناني عبر حساب منسوب له على منصة «إكس» لم تخلُ من «لوم وسخرية». وقال هانيبال: «حضرات السادة، أنا متأكد أنكم جميعاً استمعتم لما كشف عنه السيد وئام وهاب في لقاء على قناة (الغد)، حيث صرح بأنه يملك معلومات عن مصير الصدر، لكنكم لم تتخذوا أي إجراء ولم تدلوا بأي تصريح». واستغرب الشيخ علي أبو سبيحة، رئيس فريق سيف الإسلام القذافي لـ«المصالحة الوطنية»، سجن هانيبال، الذي قال إنه كان «طفلاً صغيراً أثناء زيارة الإمام الصدر لليبيا»، موجهاً انتقادات للقضاء اللبناني، ووصفه بأنه «مسيس». وقال أبو سبيحة لـ«الشرق الأوسط» إن «كل الإجراءات التي تعرّض لها نجل القذافي جاءت مخالفة للقانون اللبناني؛ بداية من طريقة خطفه واقتياده إلى لبنان بطريقة تستوجب التساؤل». وتحدث أبو سبيحة عن منعه من زيارة هانيبال في محسبه بلبنان من قبل، داعياً القضاء اللبناني إلى «الرجوع للقانونيين، ومعاملة (الكابتن) هانيبال وفقاً لتلك القوانين، ويطلقون سراحه لكونه ليس متهماً، بل مجني عليه». وبشأن تصريحات وهاب، عدّها الدكتور عقيلة دلهوم، رئيس اللجنة الحقوقية والإعلامية لهانيبال القذافي، «مبهمة»، وقال: «كنا ننتظر أن يستدعيه القضاء اللبناني للاستماع إليه بشأنها، لعلها تكون مفيدة في الكشف عن مصير الإمام الصدر، إلا أن ذلك لم يحدث إلى الآن على حد علمنا». ويرى دلهوم في حديثه إلى «الشرق الأوسط» أن وهاب «كشف في تصريح لاحق عن تلك المعلومات التي لطالما وصفها بالخطيرة، ولكن اتضح أنها مجرد كلام في دردشة غير مؤكدة مع القذافي، عجز خلالها وهاب عن تفسير فحوى جملة واضحة، فذهب إلى تأويلها عندما أشار إلى أن القذافي قال له يوماً: إن الإمام موسى الصدر لم يعد موجوداً». ونوّه دلهوم إلى أن «الإمام موسى الصدر كان وسيظل شخصية وطنية لها مكانتها النضالية التي استحقت من دولته تكريس جهودها من أجل التعاون مع ليبيا وإيطاليا للكشف عن مصيرها بكل جد وإخلاص»، وانتهى إلى أن «بعض سياسيي لبنان ربما لهم مصلحة في استمرار الغموض حول قضية الإمام الصدر». وكانت السلطتان الليبية واللبنانية قد تواصلتا في يناير (كانون الثاني) الماضي بشأن هانيبال، وزار وفد مكون من ثلاثة موظفين كبار من وزارة العدل بحكومة «الوحدة» العاصمة بيروت لمتابعة الملف، وتم الاتفاق على التعاون في قضتيه. وكان مقرراً أن يعود الوفد الليبي إلى بيروت في فب راير (شباط) الماضي، لاستكمال التباحث حول هذه القضية، لكنه لم يحدد، بحسب مصادر بالوزارة، موعداً جديداً، وهو ما أبقى ملف القضية دون تقدم حتى الآن. واعتبر الحقوقي الليبي جمال مبروك، رئيس «منظمة التعاون والإغاثة العالمية»، أن ما يتعرض هانيبال، في محسبه «يتنافى مع حقوق الإنسان»، وقال في حديث إلى «الشرق الأوسط» إن نجل القذافي، الذي كان طفلاً عندما تفجّرت قضية الإمام الصدر، يعد مخطوفاً قسرياً؛ إذ لم يخضع لمحاكمة عادلة منذ توقيفه قبل قرابة 9 أعوام». وتفاعل الحقوقي الليبي مع رسالة هانيبال، وقال لقضاة لبنان: «اتقوا الله (...) فما يحدث للمواطن الليبي هانيبال المحتجز، لجهة حرمانه من الدعم الصحي والنفسي، ومنعه من الاتصال بذويه، يتعارض مع كل المواثيق والأعراف الدولية المتعلقة بالسجناء». وكان القاضي اللبناني، حسن الشامي، مقرر لجنة المتابعة الرسمية لقضية اختفاء الصدر، قد تحدث عن «اعتراف» سابق منسوب لهانيبال، وقال إنه «أدلى بمعلومات عن عملية إخفاء الصدر، من بينها تحديد إقامته في مكان سري بمدينة جنزور، ما بين عامي 1978 و1982». ونفى محامي هانيبال في حينه ما وصفه بـ«الادعاءات»، وقال إن الأخير «أُجبِر على توقيع الوثيقة تحت الإكراه، ودون حضور محامٍ».