أخبار لبنان..مساعي التهدئة تتناقض مع دعوات الدول لمغادرة لبنان عاجلاً..السفارة السعودية في بيروت تدعو مواطنيها إلى مغادرة لبنان..فوراً..فرنسا لرعاياها: غادروا لبنان فوراً..إذاعة الجيش الإسرائيلي: انفجار طائرة مسيرة قرب ملجأ في منطقة أييليت هشاحر..«رَبْطُ أحزمةٍ» في لبنان مع دنو «الساعة صفر» للانفجار.. هل يفعلها نتنياهو بضربة استباقية لـ «محور إيران»؟..تحذيرات إسرائيلية من «الغرق في الوحول اللبنانية»..«دفاع مشترك» إسرائيلي - أميركي رداً على ضربة محتملة لـ«حزب الله» وإيران..لبنان الرسمي يسلّم مصير البلد لـ«حزب الله»..سكان بيروت والضاحية يضعون «خطط إجلاء» نحو الشمال والجبل..

تاريخ الإضافة الإثنين 5 آب 2024 - 3:53 ص    التعليقات 0    القسم محلية

        


مساعي التهدئة تتناقض مع دعوات الدول لمغادرة لبنان عاجلاً..

الجريدة... بيروت - منير الربيع ...مطار رفيق الحريري الدولي يعج بالمغادرين إنها حالة الانتظار التي تكاد تكون قاتلة، وتعيشها منطقة الشرق الأوسط. الجميع بانتظار ردّ إيران وحلفائها على استهداف طهران، واغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية. يؤكد الإيرانيون أن الردّ حتمي ومحسوم ولا مجال للتراجع عنه، على الرغم من كل المحاولات لضبط الوضع، وثني إيران عن توجيه ضربة. انتظار آخر تعيشه المنطقة هو اختيار حزب الله التوقيت المناسب لتنفيذ عملية ردّ قوي على استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت، واغتيال المسؤول العسكري في الحزب فؤاد شكر. اتصالات مكثفة تدور في محاولة للتهدئة، ومنع انفلات الأوضاع العسكرية وتحولها إلى حرب إقليمية أو حرب شاملة. جهات عديدة تقوم بدور الوساطة، سويسرا كمكتب تمثيلي للمصالح الأميركية في إيران، سلطنة عمان، قطر، والأردن أخيراً من خلال زيارة وزير الخارجية أيمن الصفدي لطهران للتباحث مع الإيرانيين حول المرحلة المقبلة، وسط ترجيحات بأن يكون الصفدي ناقلاً لرسائل دولية، بالإضافة إلى توضيح موقف بلاده، لأن الصواريخ والمسيرات الإيرانية قد تمرّ في الأجواء الأردنية، كما حصل في ضربة منتصف أبريل، وعندها تصدى الأردن للصواريخ والمسيرات. في المقابل، فإن إيران كانت واضحة بأنها لن تتراجع عن الردّ على استهداف هنية في طهران، وأنها مستعدة لكل الاحتمالات والتطورات، داعية مختلف القوى والدول في المنطقة إلى ضرورة ممارسة أقصى أنواع الضغوط على أميركا وإسرائيل لوقف الحرب على غزة، لأنه في حال استمرت فإن الأوضاع ستتفجر في المنطقة كلها. وبالنسبة إلى حزب الله، فإن ردّه على ضرب الضاحية سيكون مؤكداً، وهذا الردّ سيكون كافياً لإيصال رسالة ردع قوية لنتنياهو ووقفه عند حدّه، كي لا يستمر في مواصلة سياسة الاستفزاز واستهداف من يشاء. وتقول المصادر القريبة من الحزب إنه أيضاً تلقى رسائل أميركية غير مباشرة بأن واشنطن لم تكن على علم بالنية الإسرائيلية لاستهداف الضاحية الجنوبية لبيروت، وأن اميركا لا علاقة لها بما جرى، لكن الحزب يرفض تصديق ذلك، ويعتبر أن أميركا وحدها القادرة على إجبار إسرائيل على وقف الحرب لو أرادت. وبحسب المعلوما، ت فإن ردّ حزب الله سيركز على الضرب في منطقة لم يستهدفها من قبل وتكون ذات حساسية عالية للإسرائيليين وذات بعد استراتيجي، ولكنه سيستهدف فيها مقرا أو مركزا عسكريا تكون الرسالة واضحة من خلال استهدافه باستعادة الردّع، وعدم تمرير استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت، ولكن في نفس الوقت لا يؤدي إلى اندلاع حرب كبرى. وعلى وقع هذا الانتظار، يرتفع منسوب القلق والتوتر في لبنان، وما يرفع منسوبه استمرار دعوات الدول لرعاياها للمغادرة فوراً، وهو ما شددت عليه «الخارجية» الأميركية، البريطانية، وللمرّة الأولى «الخارجية» الفرنسية التي توجه فيها دعوات إلى مواطنيها لمغادرة لبنان، علماً بأنه طوال الأشهر الماضية لم تلجأ باريس إلى مثل هذه الدعوات، والمفارقة أن النقطة المشتركة بين كل هذه الدول هي دعوة مواطنيها للحجز عبر أي شركة طيران، وإن لم تكن وجهتها البلد الذي يريد المسافرون التوجه إليه، مما يرسي جواً أكثر توتراً. وعليه تشير مصادر متابعة إلى أن نسبة المغادرة من لبنان عبر المطار ارتفعت في الأيام القليلة الماضية.

السفارة السعودية في بيروت تدعو مواطنيها إلى مغادرة لبنان.. فوراً

الجريدة..دعت السفارة السعودية في بيروت اليوم الأحد المواطنين السعوديين إلى مغادرة الأراضي اللبنانية بشكل فوري. وقالت السفارة في منشور أوردته على حسابها بمنصة «إكس» إنها «تتابع عن كثب تطورات الأحداث في جنوب لبنان»، مشيرة إلى أنها تجدد دعوة المواطنين السعوديين لمغادرة الأراضي اللبنانية بشكل فوري التزاما بقرار منع السفر إلى لبنان. يأتي ذلك مع تزايد التوترات في الشرق الأوسط منذ أن قتلت إسرائيل أحد قادة حزب الله في إحدى ضواحي العاصمة اللبنانية بيروت يوم الثلاثاء الماضي، وبعد ساعات قليلة قتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في هجوم بالعاصمة الإيرانية طهران.

بريطانيا تسحب عائلات المسؤولين العاملين بسفارتها في بيروت

الجريدة...قالت بريطانيا اليوم الأحد إنها سحبت عائلات موظفي سفارتها في بيروت بسبب الوضع الأمني ​​المضطرب في لبنان وجددت دعوتها لمواطنيها هناك بمغادرة البلاد في ظل خطر التصعيد في الشرق الأوسط. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية «نحن قلقون للغاية إزاء الوضع الأمني ​​المضطرب للغاية في لبنان»، مضيفا أنه تم نشر مسؤولين قنصليين وعسكريين إضافيين في المنطقة. وأضاف «لقد سحبنا مؤقتا أيضا عائلات المسؤولين العاملين في السفارة البريطانية في بيروت... يجب على جميع الرعايا البريطانيين مغادرة لبنان الآن، بينما لا تزال المسارات (الرحلات) التجارية متاحة»...

فرنسا لرعاياها: غادروا لبنان فوراً

الجريدة...دعت فرنسا، اليوم الأحد، رعاياها إلى مغادرة لبنان «فور الإمكان»، في ظل المخاوف من اشتعال الوضع في المنطقة على خلفية الحرب في غزة. وأفادت وزارة الخارجية الفرنسية، في توجيهاتها إلى المسافرين إلى لبنان، أنه «في سياق أمني متقلب جداً، نلفت مجدداً انتباه الرعايا الفرنسيين... إلى أنه ما زال هناك رحلات تجارية مباشرة وغير مباشرة متوافرة إلى فرنسا، وندعوهم إلى اتخاذ تدابير الآن لمغادرة لبنان فور الإمكان»...

إذاعة الجيش الإسرائيلي: انفجار طائرة مسيرة قرب ملجأ في منطقة أييليت هشاحر

الراي..أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بانفجار طائرة مسيرة قرب ملجأ في منطقة أييليت هشاحر في الجليل الأعلى. وكان إعلام إسرائيلي، أعلن انطلاق صفارات الإنذار للمرة الخامسة الليلة في الجليل الغربي شمالي إسرائيل.

في ذكرى دمار مرفأ بيروت إسقاطاتٌ من وحي الحرب الآتية..«البلاد كلّها في العنبر رقم 12»

«رَبْطُ أحزمةٍ» في لبنان مع دنو «الساعة صفر» للانفجار

الراي... | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- هل يفعلها نتنياهو بضربة استباقية لـ «محور إيران»؟

- «الممانعة» بدأت تتعاطى مع نتنياهو على أنه «الرجل الذي لا يُتوقّع»

- عليكم المغادرة «الآن وليس غداً»... لسان حال سفارات عربية وأجنبية لرعاياها

- لبنان الرسمي خارج الصورة بعدما سلّم الإمرة لـ «حزب الله»

- فرقة إسرائيلية من غزة إلى جبهة لبنان للقيام بمناورة في وجه «حزب الله»

- ازدحام مغادرين في مطار بيروت عَكَس تعاظُم القلق من... الآتي

- الميدان على التهابه... و«حزب الله» وضع مستوطنة جديدة في مرمى نيرانه

أيهما يَسْبق... ضربةٌ من إيران و«حزب الله» على إسرائيل رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية في طهران و«رئيس أركان» الحزب فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، أم «ضربة استباقية» من تل أبيب لإرباكِ «محور الممانعة» وإبقاء زمام المبادرة العسكرية في يدها؟

سؤالان خيّما على بيروت أمس، وتَقاطَعا عند حتميةِ حصولِ تصعيدٍ عسكري بدا على مسافة ساعاتٍ ويَصعب التكهّن بالمدى الذي سيأخذه وبالخطوة التالية لأي ردٍّ من طهران أو «حزب الله»، كلاهما معاً (ومن مختلف ساحات المحور)، أو كل منهما «على توقيته»، وسط رجحانِ كفّة أن تتركَ إسرائيل الردَّ على اغتيال هنية وشكر يقع لـ «يُبنى عليه» ربما بـ«جرعات» أعلى من مفاجآت يخبئها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي بات بمثابة the unpredictable. وارتفع منسوبُ «حبْس الأنفاس» في بيروت «حيال ما سيكون» لأعلى درجة، وزاد من وقْعه الشديد الخطورة ما نُقل عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين من توقعاتٍ بأن «الرد الإيراني على إسرائيل سيبدأ (اليوم) الاثنين» وربما في ساعات الفجر، وتَوالي الدعوات من دول عربية وغربية لرعاياها بالمغادرة على طريقة «الآن وليس غداً». ولم يجد لبنان مفراً من رَصْدٍ متعددِ الاتجاه لكل «شاردة وواردة» من حوله، محاولاً تَلَمُّس الإشاراتِ و«تجميعها» علّها تكوّن صورةً تكون الأقرب لِما ينتظره و«لا قرارَ له فيه»، بعدما سلّم بأن رداً أكيداً سيحصل على اغتيالِ شكر، ولـ «حزب الله» التحكّم والسيطرة المطلقة والمنفردة على طبيعته ومداه وتوقيته، ومن دون أن يكون لأيٍّ من المسؤولين في بيروت تَصَوُّر إزاء تَرابُط هذا الردّ أو عدمه مع «الانتقام الآتي» من إيران، بما يجعل البلادَ تُقتادُ «مخفورةً» إلى قلْب العاصفة، كما يقول خصوم «حزب الله» في الداخل. و«انهمرتْ» على بيروت تصريحاتٌ وتَقارير من إسرائيل، وبياناتُ دولٍ وسفاراتٍ، بالتوازي مع تزخيمٍ كبير لحركة الاتصالات الدولية والإقليمية في اتجاه تل أبيب وطهران، في مؤشر إلى أن «ساعةَ الصفر باتت وشيكةً»، وسط قلق كبيرٍ مما بعد الردّ، المنسّق من محور الممانعة أو الانفرادي، خصوصاً مع تأكيد نتنياهو «اننا سنردّ على أيّ عمل عدواني ضدّنا ومن أيّ ساحة، وإسرائيل تخوض حرباً متعددة الساحة ضد محور إيران وقد ضربنا كل أذرعه بقوةٍ ونحن مستعدون لأي سيناريو سواء في الدفاع أو الهجوم».

سيناريوهات عملياتية مختلفة

وعزّز الأجواءَ المحمومة، قول قائد الجبهة الداخلية الإسرائيلية رافي ميلو، خلال مداولاتٍ عقدها حول صورة الوضع الحالية وتقويم المخاطر ومواصلة الاستعدادات لمواجهة الهجوم الذي يُتوقع أن تشنّه إيران و«حزب الله»، إن المداولات تركزت على «تعزيز الجهوزية لسيناريوهات عملياتية مختلفة، وبشكل خاص الحوار مع الحيز المدني وإعداد السكان لمواجهة حالات طوارئ»، مشدداً على «أننا مصرّون على الاستمرار في القتال إلى حين نغيّر بشكل جوهري الوضع الأمني في الشمال». وفي السياق نفسه، نشرت صحيفة «معاريف» تقريراً ذكرت فيه انّ قائداً عسكرياً مسؤولاً عن مواجهة حركة «حماس» في غزة، يستعد للانتقال إلى الحدود مع لبنان لمواجهة «حزب الله»، كاشفة انه جرى تكليف قائد الفرقة 252، العميد موران أومر، بقيادة الفرقة 36 الكبيرة (وهي أكبر فرقة نظامية) التي ستقوم بالمناورة ضد «حزب الله». ووفقاً لـ«معاريف»، يشير أومر إلى أن الحرب مع لبنان «وشيكة»، لافتاً إلى أنه «في الشمال مع لبنان، هناك تحدّ كنا نستعدّ له منذ أعوام عديدة وليس فقط هذا العام». وقال: «سنفعل كل ما يتطلبه الأمر، والفرقة 36 ستقودُ ذلك». وعلى وقع الإعدادِ الميداني للمرحلة الجديدة من المواجهة والمفتوحة على أسوأ السيناريوهات، بدا من الصعب على أي كان استشراف ملامح اليوم التالي للردّ ولا سيما إذا جاء في عمقٍ مثل تل أبيب (وفق تعهّد «حزب الله» سابقاً بأن بيروت مقابل تل أبيب) وفي حال لم يكن اكتمل تنسيقُ منظومة دفاع مشترك متعددة الجنسية لتكوين «درعٍ واقٍ» حول إسرائيل من صواريخ إيران ومسيّراتها، وربما من ساحاتٍ عدة، ما قد يؤدي إلى أضرار تحتّم ضغط نتنياهو على «أزرار أكبر» يتحيّن استخدامَها في ظل الحضور الأميركي العسكري الوازن في المتوسط وقبالة إيران.

«صفارات الإنذار»

وهذا الواقع البالغ التعقيد والخطورة، أكملت «نصابه» الدعوات التي كرّت من دولٍ أشعلت «صفارات الإنذار» لرعاياها من البقاء في لبنان، وسط استمرار عدد كبير من شركات الطيران بتعليق رحلاتها إلى بيروت وتسجيل ازدحام في مطار رفيق الحريري الدولي على المغادرة والتسابق على إيجاد مقاعد على الرحلات التي لم تتوقف. وإذ أكد البيت الأبيض، أمس، «اننا نستعدّ لكل السيناريوهات في الشرق الأوسط بما فيها إجلاء رعايانا من لبنان»، أعلنت وزارة الخارجية السعودية «أن سفارة المملكة تتابع عن كثب تطورات الأحداث في جنوب لبنان، وتجدد السفارة دعوة المواطنين السعوديين لمغادرة الأراضي اللبنانية بشكل فوري التزاماً بقرار منْع السفر إلى لبنان». وبعدما أهاب الأردن بمواطنيه عدم السفر إلى لبنان في الوقت الراهن، حرصاً على سلامتهم، وطلب من رعاياه المقيمين والموجودين «المغادرة في أقرب وقت»، دعت فرنسا مواطنيها إلى مغادرة لبنان وإيران في ظل المخاوف من اشتعال الوضع في المنطقة على خلفية الحرب في قطاع غزة. وأفادت وزارة الخارجية في توجيهاتها للمسافرين إلى لبنان أنه «في سياق أمني متقلب جداً، نلفت مجدداً انتباه الرعايا الفرنسيين إلى أنه مازالت هناك رحلات تجارية مباشرة وغير مباشرة متوافرة إلى فرنسا، وندعوهم إلى اتخاذ تدابير الآن لمغادرة لبنان فور الإمكان». كذلك طلبت روما من «السياح الإيطاليين عدم الذهاب إلى لبنان».

الميدانُ على التهابه

وفيما كانت العيون شاخصةَ على الردّ المحسوم من «حزب الله» وإيران، بقي الميدانُ جنوباً على التهابه الموصول بـ«جبهة الإسناد» لغزة وديناميتها المنفصلة عن تداعيات اغتيال شكر وهنية. وإذ شنّت إسرائيل غاراتٍ على بلدات حدودية وإحداها على الطيبة، حيث أفادت مؤسسة كهرباء لبنان بأن حريقاً كبيراً اندلع في محطة تحويل الكهرباء في مشروع الطيبة، جراء استهدافها بغارة من مسيّرة، نفّذ «حزب الله» سلسلة عمليات ضد مواقع وتجمعات عسكرية إسرائيلية بالتوازي مع تعمّده تثبيت معادلة «سقوط مدنيين بقصف مستوطنة جديدة». وفي هذا الإطار، ردّ على مقتل مدني وجرح آخَرين في غارات مساء السبت على كفركلا وديرسريان بإدخال «المستوطنة الجديدة بيت هلل على جدول نيراننا وقصفناها للمرة الأولى بعشرات صواريخ الكاتيوشا». كما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بعد ظهر أمس بأن مصنعاً في كريات شمونة في الجليل الأعلى تعرّض لإصابة مباشرة بصاروخ أُطلق من جنوب لبنان.

ذكرى انفجار المرفأ

وكاد وهج «كرة النار» التي تقف على عتبة مرحلة أكثر عصفاً أن يحجب محطاتٍ بالغةَ الأهمية، كالذكرى الرابعة لانفجار مرفأ بيروت الهيروشيمي التي مرّتْ بأصداء طغى عليها هديرُ الحرب - «المتوسّعة أو الواسعة» - التي تُقرع طبولها، ومثْلها الحَدث السياسي الذي شكّله توقيع رئيس «التيار الوطني الحرّ» جبران باسيل، قرار فصل النائب آلان عون (ابن شقيقة الرئيس السابق ميشال عون) في تطورٍ يُخشى أن يُحْدث تشققات عميقة في جسم العونية الحزبية والسياسية واعتُبر من خصوم صهر عون (باسيل) «تهريبةً» تحت دخان المناخاتِ الحربية. وقد حلّت ذكرى ثالث أقوى انفجار غير نووي في العالم والتي تخللتها مسيرة شعبية لأهالي الضحايا والجرحى في اتجاه موقع الجريمة التي مازالت «برسم مجهول» - رغم ما نُسب الى المحقق العدلي طارق البيطار من أن القرار الظني سيصدر في 2025 - وسط إسقاطاتٍ عليها من «وحي» اللحظة «المرقّطة»، وبينها قول (الصحافي والكاتب السياسي فارس خشان) «إن لبنان كله العنبر 12» (الذي خُزنت فيه مئات أطنان نيترات الأمونيوم التي انفجرت في 4 أغسطس 2020 ودمّرت نصف بيروت وتسببت بمقتل أكثر من 220 شخصاً وجرح نحو 6 آلاف)، في تعبيرٍ عن حراجةِ المرحلة التي زُجّ فيها لبنان في ظلّ مَخاوف كبرى من أن يكون في عين برميل البارود المرشّح لـ... الانفجار الكبير.

تحذيرات إسرائيلية من «الغرق في الوحول اللبنانية»

| القدس - «الراي» |... رأى نواب إسرائيليون في «كتاب سري» لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أن «الخطة العملياتية لغزو لبنان برياً، ستؤدي الى فشل وغرق متواصل وقاسٍ في الوحول اللبنانية». وحذر النواب عميت هليفي، زئيف الكين واوهد طل، من لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، أعضاء «الكابينيت» من توغل بري، حسب الخطة الحالية للجيش. وأكدوا أنهم «يؤيدون مبدئياً الدخول البري، لكن الخطة الحالية ستؤدي إلى مراوحة في المكان وليس إلى حسم». وبعث النواب الثلاثة، قبل شهر ونصف الشهر، بـ «كتاب سري» إلى نتنياهو ووزراء «الكابينيت»، كتبوا فيه انه «وفقاً للمعلومات المتوفرة لدينا، فإن تنفيذ الخطة العملياتية التي أعدها الجيش قد يؤدي بدولة إسرائيل إلى فشل مأسوي ذي آثار غير مسبوقة. فقادة جهاز الأمن مخطئون بشكل عميق في فهم إستراتيجية العدو». واعتبر النواب أن الخطة «لم تستوعب عملياً الأخطاء التي ارتكبت في غزة»، وأنه «ينبغي التحديد بأن هدف الحرب هو تقويض القدرات السلطوية والعسكرية لحزب الله وليس فقط إبعاده عن الحدود». وأوضح النواب أنه «حتى لو كان الهدف هو الإبعاد عن الحدود، فمن الأفضل تنفيذ خطة أخرى». ويرى النواب أن «خطة عمل المحور الإيراني هي استنزاف إسرائيل». وبرأيهم «ينجح المحور في الأزقة والقرى الغزية»....

مقتل عنصرين من «حزب الله» بغارة جوية إسرائيلية

الراي...(شينخوا)... قتل عنصران من حزب الله اللبناني عصر اليوم (الأحد) في غارة جوية إسرائيلية استهدفت بلدة بجنوب لبنان، وفق مصادر عسكرية وطبية لبنانية. وقالت المصادر العسكرية لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن «طائرة حربية إسرائيلية استهدفت بصاروخين جو/أرض منزلا في بلدة حولا شرق جنوب لبنان». وأضافت المصادر أن الغارة أدت إلى «مقتل عنصرين من حزب الله كانا داخل المنزل والذي دمر بشكل كامل، وهما محمد فرحات من بلدة اللويزة وعلي عمرو من جبيل». وتابعت«عملت عناصر من الدفاع المدني على إزالة الركام،في حين نقلت سيارة إسعاف الجثتين إلى أحد المستشفيات في مدينة النبطية بجنوب لبنان». وأشارت وزارة الصحة اللبنانية في بيان عصر اليوم «إلى استشهاد شخصين في عدوان إسرائيلي على بلدة حولا جنوبي لبنان». ونعى حزب الله عنصرين من عناصره دون المزيد من التفاصيل. وأضافت المصادر العسكرية أن«الطيران المسير والحربي الإسرائيلي نفذ عصرا 6 غارات على 4 بلدات بجنوب لبنان، كما قصفت المدفعية الإسرائيلية 30 قذيقة على 8 بلدات في القطاعين الشرقي والغربي من المنطقة الحدودية بجنوب لبنان».

عمليات الحزب

وفي هذا السياق كشف الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني عبر «إنفوغراف» نشره عن تفاصيل عملياته العسكرية التي نفذها ضد الجيش إلإسرائيلي خلال 300 يوم من المواجهات التي بدأت في الثامن من أكتوبرالعام الماضي. وجاء فيه «نفذت المقاومة الإسلامية 1328 استهدافاً لمواقع حدودية، و422 لمستوطنات، و198 لنقاط عسكرية، بالإضافة إلى استهداف 59 مسيرات وطائرات للعدو، و391 ثكنة عسكرية و102 قواعد عسكرية»....

على وقع التصعيد..مسافرون يستعجلون مغادرة لبنان

بيروت : «الشرق الأوسط»... في مطار بيروت صفوف من المسافرين أمام ألواح مواعيد الرحلات المغادرة والمقبلة، وصفوف أخرى أمام أكشاك الأمن العام... مع ازدياد المخاوف من تصعيد بين إسرائيل و«حزب الله»، سارع كثيرون إلى مغادرة البلد الصغير، وفق ما أفادت به «وكالة الصحافة الفرنسية». بين هؤلاء اللبنانية جويل صفير التي اضطرت أن تقطع عطلتها الصيفية في الوطن الأمّ لتعود إلى فرنسا حيث تقطن وتعمل، مع إلغاء وتأجيل شركات طيران رحلاتها من وإلى بيروت. من قاعة المغادرة في مطار بيروت تقول صفير، (الأحد)، للوكالة: «أنا ذاهبة إلى فرنسا، لأن لدي عملاً هناك، وليست هناك طائرات. طائرتي ألغيت وأرغمت على أن أحجز بطاقة سفر اليوم لأتمكّن من العودة». وتضيف وقد بدت على وجهها ملامح الحزن: «لست سعيدة بالمغادرة، كنت أودّ أن أكمل الصيف في لبنان ثم أعود إلى العمل، لكنني أوجزت زيارتي حتى أتمكّن من إيجاد رحلة». ودعت دول غربية وعربية عدة آخرها فرنسا، رعاياها إلى مغادرة لبنان، على وقع فصل جديد من فصول التصعيد بين «حزب الله» وإسرائيل، الذي بلغ ذروته بعد عشرة أشهر من تبادل القصف عبر الحدود اللبنانية بين الطرفين. وجاء التصعيد الأخير بعد اغتيال إسرائيل القيادي في «حزب الله» فؤاد شكر بضربة في الضاحية الجنوبية لبيروت. وتلى ذلك اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية في طهران في عملية نسبت أيضاً إلى إسرائيل. وتوعّدت إيران وحلفاؤها بالردّ على الاغتيالين. ويخشى المغادرون إغلاق المطار في حال حصول ردّ ثم ردّ على الردّ. كما يخشون اتسّاع العمليات العسكرية المحصورة إلى حدّ بعيد منذ قرابة عشرة أشهر في الجنوب اللبناني.

«إيجاد أماكن على الطائرات صعب»

وفتح «حزب الله» جبهة في جنوب لبنان مع إسرائيل «إسناداً» لحركة «حماس» في حربها المتواصلة مع الجيش الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) إثر هجوم غير مسبوق للحركة الفلسطينية على جنوب الدولة العبرية. في المطار، تظهر ألواح قاعة المغادرة مواعيد الرحلات المتوقعة، منها ما هو إلى إسطنبول، وأخرى إلى عمان أو القاهرة. كما بالنسبة لصفير، يخيّم شبح الحرب على العطلة الصيفية لكثير من اللبنانيين المهاجرين في الخارج للعمل أو الدراسة، ويستفيدون من فسحة الصيف لزيارة عائلاتهم وأصدقائهم في كلّ عام. وألغت شركات طيران عدة رحلاتها إلى بيروت، ومن بينها شركة «لوفتهانزا» الألمانية حتى 12 أغسطس (آب). كما مدّدت الخطوط الجوية الفرنسية وشركة «ترانسافيا» تعليق الرحلات حتى الثلاثاء، وستقطع الخطوط الجوية الكويتية رحلاتها بداية من يوم غد. وستلغي شركة الخطوط الجوية القطرية رحلاتها الليلية إلى بيروت مؤقتاً. وقالت مديرة مكتب سفر قرب بيروت غريتا مكرزل للوكالة: «مع إلغاء الرحلات وارتفاع نسبة التوتر، سارع كثيرون إلى تسبيق مواعيد رحلاتهم. منذ أيام أتلقى سيلاً من الاتصالات من زبائن يريدون المغادرة؛ خوفاً من أن يعلقوا في لبنان». وأضافت: «إيجاد أماكن على الطائرات صعب جداً بسبب إلغاء رحلات وكثرة الطلب خصوصاً إلى الدول الأوروبية. نجحت في تدبير عدد». وتشير إلى أن هذا الأمر «ينعكس سلباً على القطاع أيضاً لأننا نخسر أموالاً، فقد كان هناك عدد كبير من اللبنانيين العائدين إلى لبنان للعطلة ألغوا حجوزاتهم». في المطار، تقول سيرين حكيم (22 عاماً) إنها أمضت عشرين يوماً في لبنان، مضيفة: «كان يفترض أن أغادر بالأمس، لكن رحلتي أرجئت... ينبغي أن أعود لأن لدي عملاً».

«غصباً عنّا»

وهناك الكثير من مشاهد الوداع والعناق قبل أن يترك مرافقو المسافرين أحباءهم. وتقول سيدة خلال الوداع: «غصباً عنّا، لا برضانا». أمام قاعة الوصول، عدد قليل من الناس ينتظر العائدين، خلافاً لما يشهده عادة مطار بيروت من اكتظاظ في موسم الصيف. وأسفر التصعيد بين «حزب الله» وإسرائيل منذ بدء الحرب في قطاع غزة عن مقتل 545 شخصاً على الأقلّ في لبنان، بينهم 352 مقاتلاً من «حزب الله»، و115 مدنياً على الأقل، بحسب تعداد للوكالة. في الجانب الإسرائيلي، قُتل 22 عسكرياً و24 مدنياً، بحسب السلطات الإسرائيلية. وفي عام 2006 قصفت إسرائيل مطار بيروت خلال حرب مدمرة خاضتها مع «حزب الله»، فأغلق لأكثر من شهر بين يوليو (تموز) وأغسطس. وعلى طريق المطار الواقع في منطقة نفوذ لـ«حزب الله» اللبناني، يمكن رؤية لوحة عملاقة عليها صور هنية وشكر وقائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني قاسم سليماني الذي قتل في عام 2020 في ضربة أميركية في بغداد، مع عبارة «إنّا منتقمون». وعلى بُعد بضعة كيلومترات من طريق المطار، في وسط العاصمة، بدأ لبنانيون يتجمّعون الأحد بحزن لإحياء الذكرى الرابعة لانفجار مرفأ بيروت الذي دمّر أحياء واسعة من العاصمة وقتل قرابة 220 شخصاً، ولم يحدّد التحقيق فيه حتى الآن أي مسؤولية، ما يثير غضب شريحة واسعة من اللبنانيين.

«دفاع مشترك» إسرائيلي - أميركي رداً على ضربة محتملة لـ«حزب الله» وإيران

دول عربية وغربية تدعو رعاياها لمغادرة لبنان

بيروت: «الشرق الأوسط»... توعدت إسرائيل بالهجوم، رداً على أي ضربة ينفذها «حزب الله» وإيران، وسط دعوات لدول عربية وأجنبية؛ آخرها فرنسا والمملكة العربية السعودية، لرعاياها بمغادرة لبنان بشكل فوري، في ظل المخاوف من اشتعال الوضع في المنطقة، على خلفية الحرب في غزة، والتوتر بين إيران وإسرائيل. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، الأحد: «إننا مستعدّون بشكل قوي جداً في الدفاع، بالبر والبحر، وجاهزون للانتقال بسرعة إلى الهجوم أو الرد. وسنجبي ثمناً من العدو مثلما فعلنا في الأيام الأخيرة. وإذا تجرأ على الهجوم فسيدفع ثمناً باهظاً». وجاء تصريح غالانت، عشية زيارة قائد القيادة الوسطى للجيش الأميركي «سنتكوم»، مايكل كوريلا، إسرائيل، الاثنين، وذلك على خلفية الاستعدادات «لدفاع مشترك» إسرائيلي - أميركي من هجوم إيران و«حزب الله»، وفق ما ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي.

مغادرة الرعايا

وأرخى التوتر القائم قلقاً دولياً تمثَّل في دعوة دول عربية وأجنبية رعاياها للخروج من لبنان. وذكرت السفارة السعودية في بيروت، في بيان على منصة «إكس»، أنها «تُتابع من كثب تطورات الأحداث في جنوب لبنان، وتُجدّد السفارة دعوة المواطنين السعوديين لمغادرة الأراضي اللبنانية بشكل فوري؛ التزاماً بقرار منع السفر إلى لبنان»، المفروض منذ مايو (أيار) 2021. ومنذ نشوب الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة، مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وما تلاها من تبادل شِبه يومي للقصف عبر الحدود بين إسرائيل و«حزب الله» اللبناني، جدّدت المملكة دعوتها لرعاياها بمغادرة لبنان، والتقيّد بقرار منع السفر إليه مرات عدة، كان آخِرها نهاية يونيو (حزيران) الماضي. تأتي الدعوة السعودية بعد خطوات مماثلة من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة ودول عربية مثل الأردن وسلطنة عمان، دعوة رعاياها للمغادرة، في حين كانت السويد قد أعلنت إغلاق سفارتها في بيروت، ودعت مواطنيها إلى المغادرة. وأوصت وزارة الخارجية الفرنسية الرعايا المقيمين في لبنان، وخصوصاً المسافرين في رحلات ترفيهية، إلى اغتنام فرصة استمرار الرحلات الجوية حتى الآن للمغادرة. في حين قال جوناثان فاينر، نائب مستشار مجلس الأمن القومي الأميركي، الأحد، إن الولايات المتحدة قررت نشر مزيد من القوات في الشرق الأوسط، في إجراء وقائي ودفاعي. وعبر منصة «إكس»، دعا وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، اليوم الأحد، الإيطاليين الموجودين مؤقتاً في لبنان إلى عدم السفر إطلاقاً إلى جنوب البلاد، وإلى العودة إلى إيطاليا في أقرب وقت على متن رحلات تجارية؛ «نظراً للوضع المتدهور». وأضاف: «ندعو أيضاً الإيطاليين إلى عدم التوجه إلى لبنان في رحلات سياحية». وعلّقت بعض شركات الطيران رحلاتها إلى بيروت، أو قامت بتعديل مواعيدها؛ ومنها الخطوط الجوية الكويتية التي علّقتها إلى أجل غير مسمّى. وقالت شركة الخطوط الجوية الفرنسية «إير فرنس»، أمس السبت، إنها وشركة ترانسافيا التابعة لها ستُمدّدان تعليق رحلاتهما بين باريس وبيروت حتى السادس من أغسطس (آب) الحالي على الأقل، مع احتدام التوتر بالمنطقة.

قصف متواصل

في ظل استعدادات الرد، تَواصل تبادل إطلاق النار في جنوب لبنان، في سياق «معركة الإسناد والدعم»، التي أعلنها «حزب الله»، منذ 8 أكتوبر الماضي. وأفادت وسائل إعلام لبنانية بأن «إحدى القذائف المُعادية التي استهدفت المنطقة الواقعة بين رب ثلاثين والعديسة والطيبة، أدت إلى انقطاع خط كهرباء يُغذّي المنطقة وتماس كهربائي في المحول الرئيسي قرب مشروع الطيبة أدى إلى اشتعال النيران فيه»، مؤكدة أنه لم يجرِ استهداف المحوِّل مباشرة بواسطة مُسيّرة إسرائيلية. وجاء القصف بموازاة قصفٍ نفّذه «حزب الله» لأربعة مواقع عسكرية، وتلا قصفاً نفّذه «الحزب» لمستوطنة بيت هيلل، للمرة الأولى منذ بدء الحرب؛ «رداً على ‏اعتداء العدوّ على قريتيْ كفر كلا ودير سريان»، رغم أن «الحزب» كان قد أعلن، 9 مرات، في موقع سابق عن قصف مواقع عسكرية محاذية للمستوطنة. وقالت الشرطة الإسرائيلية، في بيان، إنها «تعاملت مع شظايا صاروخية سقطت في محيط مدينة كريات شمونة». وأضافت أنه «في هذه المرحلة، لم تردْ تقارير عن إصابات، ولكن جرى التسبب بأضرار للممتلكات». وأوضحت أن «خبراء المتفجرات في المنطقة الشمالية عملوا على عزل موقع السقوط، والبحث عن بقايا إضافية لإزالة أي خطر إضافي»، وعدَّت أن «الانضباط المدني ينقذ الأرواح».

لبنان الرسمي يسلّم مصير البلد لـ«حزب الله»

ميقاتي وبري تحولا إلى مجرد وسيطين

الشرق الاوسط..بيروت: بولا أسطيح... يترقب المسؤولون السياسيون والعسكريون في لبنان، مثلهم مثل بقية اللبنانيين، ما سيكون عليه رد «حزب الله» على استهداف أحد قادته الكبار في الضاحية الجنوبية لبيروت، وما إذا كان قرار الرد، وشكله وتوقيته محصوراً بقيادة الحزب بالتنسيق مع إيران من دون أن يكون للدولة اللبنانية أي رأي أو اطلاع مسبق عليه. فعلى رغم استنفار رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، للتعامل مع المستجدات، ودعوته قبل أيام مجلس الوزراء للانعقاد لبحث التطورات، واجتماعاته اليومية بمسؤولين أجانب وبسفراء الدول الكبرى، إلا أن أقصى ما نتج عن كل ذلك الدعوة لتطبيق القرار1701، وحثّ المجتمع الدولي للجم الطرف الإسرائيلي ومنعه من التمادي بعملياته والجنوح نحو التصعيد. وتحول ميقاتي، وكذلك رئيس المجلس النيابي، نبيه بري، منذ فترة، إلى مجرد وسيطين بين «حزب الله» وأطراف دولية، باعتبار أن أي قرار مرتبط بالحرب الدائرة جنوباً، التي اندلعت بعيد قرار أحادي للحزب بتحويل جبهة الجنوب إلى جبهة دعم وإسناد لغزة، هو حصراً بيد قيادة «حزب الله». ولم يستجب الرئيس بري لدعوات المعارضة المتكررة لعقد جلسة للبرلمان لمناقشة الحرب في الجنوب ومخاطر توسعها، لذلك وجدت هذه القوى نفسها تطرق باب ميقاتي أخيراً لمطالبته بأن يكون هناك «تنسيق كامل في الحكومة في المواقف التي تصدر عنها»، كما بالتوجه إلى المجتمع الدولي لتأكيد التزام لبنان بالقرار 1701، وباستكماله وتطبيقه.

عملية خطف ممنهجة

وتعد عضو كتلة «القوات اللبنانية» النيابية، غادة أيوب، أن «عملية خطف قرار الدولة وتعطيل القرار السياسي وصولاً إلى التضييق على قرار الجيش لم يحصل من باب الصدفة، بل كان ممنهجاً عبر تغذية الانقسام الداخلي بين مشروع الدولة ومشروع لبنان الساحة وصندوق البريد». وقالت غادة أيوب لـ«الشرق الأوسط»: «المطلوب من الدولة اليوم استعادة قرار ‫الحرب والسلم، لذلك نحن نؤكد أهمية تطبيق ما تضمنته عريضة المعارضة من إجراءات فورية يقع على عاتق ‫الحكومة اللبنانية اتخاذها فوراً حمايةً لسيادة لبنان، وحفاظاً على وحدة شعبه وسلامة أراضيه». وتابعت قولها: «أهم ما فيها (العريضة) وضع حدّ للأعمال العسكرية كافة خارج إطار الدولة وأجهزتها، وإعلان حالة الطوارئ في الجنوب، وتسليم الجيش اللبناني زمام الأمور فيه، وتكليف ‫الجيش بالتصدي لأي اعتداء، والتحرك على الصعيد الدبلوماسي من أجل العودة إلى اتفاقية الهدنة الموقعة عام 1949 وتطبيق القرار 1701 كاملا».

للتوجه إلى مجلس النواب فوراً

من جهته، يرى النائب في كتلة «تحالف التغيير»، مارك ضو، أن «الدولة المتمثلة اليوم في الحكومة التي لا تريد القيام بأي إصلاحات أو التحسين من أدائها، والتي ترضخ وتقبل بأن تبقى ضحية سياسة التعطيل المستمر والابتزاز نتيجة سطوة الميليشيات، ستصل حتماً لتصبح أعجز من أن تقوم بواجباتها الوطنية، ويُحسب عليها أكبر فشل بتاريخ دولة لبنان»، مشدداً في حديث لـ«الشرق الأوسط» على أن «المطلوب اليوم التوجه مباشرة إلى المجلس النيابي للتأكيد على سياسة الدولة بتطبيق القرار 1701 وضبط الوزراء لاعتماد سياسة واحدة وموحدة حتى ولو أدى ذلك لشلل الحكومة، لأننا بذلك نمهد لاستعادة الدولة اللبنانية قرارها». وأوضح ضو أنه «لا يزال هناك هامش للتحرك الدبلوماسي لتفادي الحرب الموسعة، خصوصاً أن هناك إرادة في المنطقة تريد تجنب هكذا حرب، كما أن اللبنانيين هم أكثر من يستطيع الضغط على (حزب الله)، ووحدتهم أكثر ما يمكن أن يردع الإسرائيليين».

سكان بيروت والضاحية يضعون «خطط إجلاء» نحو الشمال والجبل

تسابق إلى «مناطق آمنة» رفع الإيجارات بشروط تعجيزية

الشرق الاوسط..بيروت: نذير رضا... أضيئت عشرات المنازل فجأة ليل الثلاثاء في بلدة قبّاع المحاذية لمدينة بحمدون بجبل لبنان. كانت تلك المنازل، منذ شهرين على الأقل، شبه فارغة، ولا تُشغل إلا في عطلة نهاية الأسبوع. لكن استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت واغتيال المسؤول العسكري البارز في «حزب الله» فؤاد شكر في تلك الليلة، دفع سكان العاصمة اللبنانية وضاحيتها الجنوبية نحو بلدات الجبل، هرباً من أي توتر أمني إضافي قد تتعرض له المنطقة التي أخلاها قسم كبير ممن يمتلكون خياراً جاهزاً. ويمثل هذا «النزوح المؤقت»، جزءاً من الإجراءات التي اتخذها سكان بيروت والضاحية استباقاً لأي تصعيد عسكري محتمل، وبات أشبه بـ«خطة إجلاء» معدة للتنفيذ في حال توسع نطاق الاشتباكات. تسير الإجراءات على خطين متوازيين؛ أولهما مسارعة السكان للانتقال إلى منازل كانوا استأجروها في السابق بغرض الاصطياف، في حين يتمثل الثاني في بحث آخرين عن شقق مفروشة وفنادق للإيجار، خوفاً من تصعيد محتمل يترقبه اللبنانيون بقلق شديد إثر تهديد أمين عام «حزب الله» بالرد على اغتيال شكر، وتهديد إيران بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» إسماعيل هنية في طهران فجر الأربعاء. وتقول رينا (51 عاماً) التي تسكن في عين الرمانة القريبة من الضاحية، إنها اتخذت قراراً بالانتقال كلياً إلى بحمدون، على الأقل خلال شهر أغسطس (آب) الجاري، تحسباً لأي تصعيد. وتضيف: «لن أغامر بالنزول إلى بيروت، ربما تُقصف الطرقات والجسور مثلما حدث في حرب تموز 2006... نحن بغنى عن أي توتر».

البحث عن منازل مفروشة

ورينا التي تمتلك منزلاً في المنطقة، تمتلك خياراً آخر، خلافاً لآخرين بدأوا البحث عن شقق مفروشة في محيط الضاحية وبيروت، بوصفها «مواقع أكثر أماناً». منذ يوم الأربعاء، بدأت نور (26 عاماً) التي تقطن في الضاحية، البحث لعائلتها عن شقة مفروشة في مناطق بعبدا وعاليه «يمكن الوصول إليها في حال وقع أي تصعيد». لم تترك صفحة لعرض العقارات في «فيسبوك»، إلا دخلتها لـ«البحث عن مأوى مؤقت»، محاوِلةً إيجاد «ما يناسب بين المتاح». تقول نور لـ«الشرق الأوسط»: «ثمة شقق كثيرة معروضة للإيجار، لكن الشروط المطلوبة خيالية. فقد ارتفعت أسعار الإيجارات ثلاثة أضعاف، بمتوسط 1200 دولار شهرياً»، لكن تلك الأسعار «المفهومة بسبب الطلب الكثيف»، يتم إرفاقها بشروط تعجيزية في ظل أزمة اقتصادية خانقة، كمثل «دفع بدل إيجار الشقة لستة أشهر سلفاً» على ما تقول نور، وتضيف: «هي مبالغ غير متوفرة لدى عائلتي، فضلاً عن أنه في حال توقفت الحرب خلال شهر أو شهرين، سيرتب ذلك خسارة آلاف الدولارات؛ لأننا سنعود إلى وظائفنا وجامعاتنا ومدارسنا».

خطة انتقال

ولا يبدو هذا الواقع مستجداً. ففي شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ومباشرة بعد الثامن منه، اختبر اللبنانيون الأمر نفسه، فسارع كثيرون إلى استئجار شقق في مناطق يُفترض أنها أكثر أماناً، سواء في الأشرفية (شرق بيروت) أو جبل لبنان الشمالي أو الشوف وعاليه، ولم ينتقلوا إليها عندما ضغطت الدبلوماسية الغربية لمنع توسعة القتال. ويحاول بعض اللبنانيين من سكان الجنوب والضاحية، عدم تكرار ما سبق أن قاموا به لجهة المسارعة إلى تكبّد تكاليف مالية، لكنهم وضعوا «خطة انتقال جاهزة» يجري تنفيذها لحظة تدهور الأوضاع. وتنقسم الخطة إلى شقين؛ أولهما خطة تحديد وجهة الانتقال، وغالباً ما ستتوجه إلى الجبل والشوف والشمال «حيث يوجد أصدقاء لنا يلحّون علينا بطلب الانتقال في حال حصل أي طارئ»، بحسب ما يقول أحد سكان منطقة الشياح في الضاحية الجنوبية، في حين أن الشق الثاني يتضمن تحديد مواقع الفنادق وبيوت الضيافة في تلك «المناطق الآمنة»، حسبما تقول ندى التي تسكن الجنوب، وهي أم لطفلة. وتضيف: «عندما تكون أموالك في جيبك، لن يرفض أحد استقبالك، وستدفع مقابل شعورك بالأمان». وتشير إلى أنها حادثت صاحب بيت ضيافة في البترون (الشمال) سبق أن نزلوا فيه خلال الأشهر الماضية، ووعدهم بأن تكون لهم الأولوية حين يقررون الانتقال. تلك الفئات المتمكنة مادياً إلى حد كبير، لا تنظر إلى الأمر على أنه مشكلة، خلافاً لفئات أخرى لا تمتلك قوت يومها في الوقت الراهن. وهؤلاء أكثر من يتوجس من توسعة الحرب ويتضرعون لعدم وقوعها. «لا نريد إذلالاً ولا النزوح إلى المدارس»، قال أحد سكان الضاحية لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «منزلنا يسترنا... أي نزوح سيشعرنا بالذل، وهو ما ندعو الله أن يجنبنا إياه».



السابق

أخبار وتقارير..توقعات أميركية وإسرائيلية: إيران ستهاجم إسرائيل يوم الاثنين..كييف: أغرقنا غواصة روسية وألحقنا أضراراً بـ «إس - 400»..هل ستتراجع إيران عن تهديداتها؟..بايدن يجيب: لا أعرف..حال التأهب في مساجد بريطانيا إثر تهديدات وأعمال عنف وتظاهرات..تظاهرات اليمين المتطرف تُربك بريطانيا..عقب صفقة التبادل.. كم أميركيا ظلوا عالقين في سجون روسيا؟..أطفال جواسيس روس اكتشفوا جنسيتهم الحقيقية في طريقهم إلى موسكو..ولا يعرفون بوتين!..طلبة بنغلادش يدعون إلى العصيان المدني لإسقاط حسينة..ترامب يواجه هاريس 4 سبتمبر..وكينيدي قد ينسحب لمصلحته..إشادة نائبة فرنسية بهنية تستدعي ردود فعل غاضبة في فرنسا..تفكيك شبكة تهريب أدخلت 750 سورياً و250 جزائرياً إلى إسبانيا..المشهد الانقسامي في فنزويلا يتعمّق...فأين سيقف الجيش؟..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..وزراء خارجية مجموعة السبع يدعون إلى تجنب التصعيد في الشرق الأوسط..حراك دولي يواكب الثأر الإيراني وتنافس إقليمي على تركة هنية..الصفدي في زيارة نادرة لطهران وقائد «سنتكوم» يستهل جولة بالمنطقة من عمّان.. مقتل إسرائيليَّين و3 جرحى بحالة خطيرة في هجوم طعن بالضفة..نتنياهو يحذر إيران: خطوطنا الحمراء معروفة وسنرد الضربة بضربتين..مقتل الضيف وهنية.. كيف سيؤثر على حماس؟..بالعلاقات وملايين الدولارات..كيف تستخدم الإمارات "نفوذها" خلال حرب غزة؟..مع احتفال نتانياهو بـ "الضربات الساحقة"..إسرائيليون يخشون على حياة الرهائن..«هدنة غزة»: «تعثر جديد» يزيد تحديات الوسطاء..«حماس» تحاول حسم خليفة هنية بأسرع وقت..مؤتمر «الانبعاث اليهودي» يعدّ عودة استيطان غزة واقعياً جداً..غزة: مقتل 30 شخصاً في قصف إسرائيلي استهدف مدرستين تؤويان نازحين..

..The Islamic State in Somalia: Responding to an Evolving Threat...

 الجمعة 13 أيلول 2024 - 11:00 ص

..The Islamic State in Somalia: Responding to an Evolving Threat... An Islamic State branch has a… تتمة »

عدد الزيارات: 170,447,536

عدد الزوار: 7,606,435

المتواجدون الآن: 0