أخبار لبنان..الحرب تضغط على الصدور..وتحرُّك دبلوماسي لتحييد المؤسسات الحيوية..ردّ محور المقاومة: انتقام وعقاب..وضغط لوقف الحرب على غزة..لبنان كأنه في «حال طوارئ» بملاقاة حرب..الضربات المتبادَلة..لبنان يرفع جاهزيته الطبية استعداداً للحرب..حراك دبلوماسي فرنسي لتوفير شبكة أمان للبنان في حال نشوب حرب إقليمية مفتوحة..مزيد من الدعوات لمغادرة لبنان..ومفوّض الأمم المتحدة: الوضع خطير للغاية..نهاية مبكرة للموسم السياحي الصيفي في لبنان..خسائر الاقتصاد تفوق 3 مليارات دولار..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 6 آب 2024 - 3:26 ص    التعليقات 0    القسم محلية

        


الحرب تضغط على الصدور..وتحرُّك دبلوماسي لتحييد المؤسسات الحيوية..

نصرالله يحدِّد اليوم مسار المواجهة.. والتربية تردُّ على وصف الراعي الإمتحانات «بالمهزلة»

اللواء....السؤال ـــ الشاغل للبنانيين والدبلوماسيين والمعنيين في لبنان وعموم المنطقة والمهاجر: ماذا عن ردّ طهران على جريمة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» اسماعيل هنية في مضيفه في العاصمة الايرانية: ليس المهم متى، بل المهم حجم الرد، حدودها، وما بعدها؟ بكلمة الحرب تجثم على صدور اللبنانيين والعرب والناس اجمعين. في الخضم عينه، ماذا عن ردّ حزب الله، وهل المسألة تتعلق بالعودة الى قواعد الاشتباك، ولو المتطورة، او المتوسعة، ام ان «الرد الحقيقي» مرهون بتوقيت وتنسيق وتلازم وتزامن مع سائر جبهات أطراف المقاومة في المحور، او ما اصطلح على تسميته «بالجبهات المساندة» للمقاومة الفلسطينية في غزة. اليوم الثلاثاء، يحيي حزب الله ذكرى مرور اسبوع على استشهاد القيادي في الحزب فؤاد شكر ويتحدث في المناسبة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الذي من الممكن ان يكشف بعضاً من مسارات المواجهة، فضلاً عن الملابسات المحيطة بالوضع البالغ التعقيد في الشرق الاوسط. ولئن كانت الدبلوماسية الاميركية تعمل على خط دعم القوة الهجومية والدفاعية لدولة الاحتلال، فإن ما يصدر من بيانات عن الخارجية الاميركية يشير الى ان اتصالات وزير الخارجية الاميركية انطوني بلينكن تركز على جملة نقاط:

1- استئناف مفاوضات «صفقة التبادل» على الرغم من الموقف الاسرائيلي الرافض، لا سيما موقف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

وحسب بيان للخارجية الاميركية ان بلينكن تحدث الى رئيس وزراء وزير خارجية قطر ووزير خارجية مصر بشأن التوتر في الشرق الاوسط.

2- بلينكن ابلغ نظراءه الذين يتصل بهم ان العالم يمر بلحظة حرجة، في الشرق الاوسط، ومن المهم خفض التصعيد.

3- قال بلينكن ان وقف النار في غزة خطوة حاسمة لتهدئة توترات اوسع نطاقاً.

4- وكشف وزير الخارجية بالنسبة لطهران بعتنا برسالة الى ايران مفادها ان التصعيد ليس في مصلحتها.

بو حبيب الى مصر

وتوجه وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب الى مصر لاجراء محادثات مع المسؤولين المصريين. وقبل مغادرته، استقبل المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان جينين هنيس - بلاسخارت، وتداول معها في الموقف الدولي بعد قصف الضاحية الجنوبية. وتلقى بوحبيب تصالا هاتفيا من نظيرته البلجيكية حجة لحبيب، تم خلاله البحث في آخر التطورات الخطيرة التي شهدها لبنان والمنطقة والعدوان الإسرائيلي المستمر على الأراضي اللبنانية. وعزت الوزيرة البلجيكية بـ«الضحايا المدنيين وعناصر الجيش اللبناني الذين سقطوا جراء العدوان الاسرائيلي على لبنان». وأعربت عن «قلقها البالغ من ازدياد وتيرة التصعيد بشكل خطير»، مؤكدة «دعم بلجيكا الكامل لجهود الوساطة التي تقوم بها فرنسا والولايات المتحدة لتطبيق القرار 1701». وتنشط الدبلوماسية للضغط لإبعاد الدمار في حال وقعت الواقعة عن المنشآت الحيوية كالمطار والمرفأ والكهرباء والجسور، فضلاً عن تأكيد حرص لبنان الدولة على السلام وتطبيق القرارات الدولية الخاصة بالجنوب لا سيما القرار 1701.

السيناريو والرد على الراعي

محلياً، وفيما السياسة تكاد تغيب بالكامل عن المشهد، أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن التركيز الرسمي منصب على متابعة الأوضاع الراهنة والبقاء في حال من الجهوزية تحسباً لأي طارىء على أن ما من قرارات استثنائية يعمل عليها في الوقت الراهن، لأن ما من تكهنات أو توقعات بما قد يستجد على أن عبارات الرد والرد المضاد هي من تتحكم المشهد وكل ذلك يؤدي إلى السيناريو الأسوأ، لأن فتيل الحرب سهل اشعاله. وردت وزارة التربية والتعليم العالي على كلام البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي انتقد ما انتاب الامتحانات، وفقاً لما قال، ووصفها «بالمهزلة والاخفاق والانحطاط». واذ اعربت الوزارة عن اسفها للكلام الصادر «عن مرجعية وطنية دينية لما تثيره من التباسات»، واعتبرت كلامه يطال القطاع التربوي، معتبرة ان ما اشار اليه عن «اقصاء شريحة اساسية عن ادارة العملية التربوية فهو غير مقبول».

البنزين

في مسألة تأمين الاحتياجات والضرورات الحياتية في حال اندلعت الحرب، او اخذت منحى متوسطاً، تركز الاهتمام على هذا الموضوع. وقال رئيس تجمع الشركات المستوردة للنفط مارون شماس، «في حال ارتفعت اسعار النفط عالمياً فهي سترتفع في لبنان»، مشيراً في حال وقعت الحرب فالاسعار سترتفع.. وفيما يتعلق بتوفر البنزين يشدد على أن البضاعة متوفرة بكميات تكفي إلى شهر تقريباً وبطلب عالٍ،طالما أن سلسلة التموين لم تنقطع والبواخر لا زالت تأتي إلى لبنان بشكل طبيعي ولم يحصل حصار أو أي عمليات عسكرية ميدانية تؤدي إلى تغيير الأمور وتبدلها رأساً على عقب. ويختم شماس قائلاً:«إذا الأمور بقيت كما هي،فلا مشكلة لدينا على الإطلاق،ولكن في حال حصول تطورات عسكرية في الميدان فيُبنى على الشيء مقتضاه لأنه لا نستطيع أن نعرف مسبقاً أو نتوقع ما سيحصل وكيف ستتطور الأمور لاحقاً».

المشهد في المطار

في مطار رفيق الحريري الدولي، تجمع المسافرون في صفوف ضاغطة امام الواح مواعيد الرحلات المغادرة والآتية، وصفوف اخرى امام اكشاك الامن العام. وحسب مكاتب ووكالات السفر، فإن الغاء الرحلات وارتفاع نسبة التوتر، أدَّيا بكثيرين الى تسبيق مواعيد الرحلات أياماً. وانضمت سفارات الى دعوة رعاياها المغادرة على عجل، فعلقت الخطوط الجوية الكويتية رحلاتها من مطار بيروت بدءاً من يوم امس، كذلك دعت سفارة الصين رعاياها الى توخي الحذر وتعزيز اجراءات السلامة، في حين حثت اليابان وتركيا الرعايا الى المغادرة، في حين اوضحت «الخطوط الجوية القطرية» انها اعادت جدولة رحلاتها من والى لبنان.

المرفأ

وتحولت مناسبة إحياء الذكرى الرابعة لانفجار مرفأ بيروت الاحد الماضي الى حملة على «الثنائي الشيعي» لجهة ازدواجية المعايير بين غزة وبيروت، حيث تم دعم غزة فيما لم يتم دعم قضية انفجار مرفأ بيروت، مشيراً الى ان القضاة تعرضوا الى التهديد لمنعهم من استكمال التحقيق. وحمل المشاركون في إحياء الذكرى صور الضحايا ورفعوا الاعلام اللبنانية والشعارات المطالبة بتحقيق العدالة وبمحاسبة المسؤولين عن ذلك الانفجار. ومن مركز فوج الاطفاء، اعلنت ممثلة الامين العام للامم المتحدة جينين هينيس انها تقف الى جانب اهالي الضحايا الذين يطالبون بموقف واضح منذ حوالى 4 سنوات وبأنها موجودة اليوم لتؤكد تضامن الامم المتحدة معهم، وبأن العدالة يجب ان تتحقق. وعن كيفية تحقيق تلك العدالة اجابت: «نتحدث بهذا الامر لاحقا، لكنني اؤكد ان العدالة يجب ان تتحقق».

الوضع الميداني

ميدانياً، طاول القصف مساءً الناقورة وعلما الشعب وجبل اللبونة والعلام، كما استهدف الطيران المعادي دراجة على الطريق بين بلدتي جبشيت وعبا. وكانت المقاومة الاسلامية شنت فجر امس هجوماً انقضاضياً بالمسيَّرات على موقع المالكية، كما استهدفت ثكنتي زرعيت وراميم وموقع رأس الناقورة. وليلاً، اعلن الجيش الاسرائيلي عن اغتيال علي جمال الدين جواد، ووصفه بالقائد في قوة الرضوان، في منطقة عبا، الذي نعته المقاومة الاسلامية لاحقاً.

ردّ محور المقاومة: انتقام وعقاب..وضغط لوقف الحرب على غزة

الاخبار..ابراهيم الأمين ... بمجرد إعلان المرجعيات القيادية في إيران واليمن وحزب الله عن حتمية الرد، سقط النقاش حول أصل القرار، وما تبقّى ثرثرة فائضة عن حدّها بشأن الكيفية والنوعية والتوقيت، وهي لزوم ملء الوقت الفاصل عن تنفيذ هذه الردود، أو أقله عن أولها. فيما تكثر التحليلات والتعليقات بما يحجب الصورة عن حقيقة الهدف الفعلي للرد. الثابتة الأكيدة هي أنه لولا تعقّد عملية العدو في غزة لما اتّجه لتنفيذ عملياته في لبنان وإيران واليمن. ومشكلة العدو مع هذه الأطراف أنها لم تترك غزة وحيدة، وأنها مصرّة على إسناد القطاع وأهله ومقاومته. وإذا كانت عقلية الثأر والعقاب ثابتة في عقيدة العدو، فإن تفعيلها مرتبط بلحظة حساسة، وخدمة لهدف ضروري، ما يعني أن إسرائيل تريد من هذه العمليات استثماراً في حربها المفتوحة على غزة، وتريد - قبل أي شيء - دفع محور المقاومة إلى ترك غزة في عزلة تدفعها إلى الكسر الكامل ورفع الراية البيضاء. في المقابل، تعي قوى المحور أن دورها في هذه المرحلة هدفه خدمة المقاومة في غزة، وأن الضغط الذي تمارسه جبهات الإسناد يهدف إلى تعقيد مهمة العدو في القطاع، وصولاً إلى دفعه لوقف العدوان بصورة كلية، وبالتالي، منع انكسار المقاومة. وتعرف هذه القوى أنها منذ الساعة الأولى لاتخاذها قرار الإسناد المباشر، باتت معرّضة لدفع أثمان متنوعة، وهي تظهر استعداداً لتحمل هذه الأثمان بدرجة أو بأخرى. وقد رسمت لنفسها دائرة لا يمكن أن تقبل بتجاوزها من قبل العدو، ما يعني أنه في حال تجاوزت الكلفة ما هو مقدّر، فإن قوى المقاومة التي لن تبادر مطلقاً إلى وقف إسناد غزة، ستكون مضطرة لتعديل طريقة عملها، مع وجهة لتدفيع العدو ثمناً أكبر من الثمن الذي يدفعه في حرب الاستنزاف القائمة على عدة جبهات. طبعاً، لا ينبغي إهمال كل العناصر السياسية والنفسية والمعنوية التي تلزم أطراف المحور بالرد على العدو. وهي فعلاً عناصر أساسية، وليست شكلية كما يفترض من لم يقتنعوا بعد بأن القوى العاملة في فلك الفكرة الخمينية لا يمكنها تجاهل شكل وطبيعة العدوان، وليس أصله فقط. وهذا لا ينتقص أو يقلّل من التطور النوعي في عقل قوى المقاومة، ليس فقط على صعيد القدرات وآليات القتال، بل على صعيد الإدارة السياسية أيضاً. وهو ما يقودنا إلى مقاربة ما يجري بطريقة أكثر وضوحاً. ربما يكون الرد قد بدأ عندما تُقرأ هذه السطور، وهذا لا يؤثّر في أصل الفكرة، إذ تجب الإشارة إلى أن الردود المنويّ القيام بها، دفعة واحدة أو على دفعات، مجتمعة في خطوة واحدة، أو موزّعة بحسب الجبهات، هي ردود تستهدف مجموعة أمور، وترتيب أهدافها منطقياً وواقعياً يقود إلى البحث عن أفضل استثمار لها في معركة الدفاع عن غزة، وإجبار العدو على وقف الحرب. كذلك، يجب الفصل بين ردّ إيران وردّ حزب الله وردّ «أنصار الله». ويجب إضافة أن حماس وبقية الفصائل الفلسطينية معنية أيضاً بالرد، سواء من داخل فلسطين أو من خارجها. والفصل سببه أن هناك ضوابط تتحكم بالرد الإيراني، كونه يتصل بعقاب على جريمة موضعية ومحددة، وهي ضوابط تقود إلى تقدير قوي بأن المدنيين في الكيان ليسوا هدفاً بحد ذاتهم، وأن فعالية الرد، تكمن في الوصول إلى أهداف تتصل بدائرة القرار في كيان العدو، وأدواته التنفيذية ذات البعد الاستراتيجي. أما ضوابط حزب الله، فمختلفة بعض الشيء. صحيح، أن هامشه كبير بفعل طبيعة الاغتيال الذي نُفذ في الضاحية (اقرأ في العاصمة)، وبفعل أن العدو لم يأخذ في الاعتبار وجود المدنيين، وأنه تعمّد توجيه رسالة كبيرة إلى المقاومة. لكن، وإن كان بمقدور المقاومة اختيار أهداف، فيمكن أن تكون ساحتها في تل أبيب نفسها، وقد تصيب مدنيين على هامش الهدف الرئيسي، إلا أن الفعالية الجدية تكمن في أن تصيب الأهداف مركزاً بارزاً للجسم الذي اتخذ القرار وشارك في تنفيذه. وبخلاف إيران وحزب الله، لا تخضع حركة «أنصار الله» للضوابط نفسها. فالعدو تعمّد ضرب منشأة مدنية في ميناء الحديدة، وهو يعرف مسبقاً أن مدنيين سيُقتلون أو يُجرحون، وتباهى بتنفيذه عملية عسكرية نوعية. وإذا كان العدو يتذرع بأن مُسيّرة «يافا» أصابت هدفاً مدنياً في تل أبيب، وتسببت بمقتل مستوطن لم يكن في الخدمة العسكرية، فإن آلية عمل وتفكير وتنفيذ «أنصار الله» تجعل من الممكن الاعتقاد، أو حتى المراهنة، على توجيه رد يصيب منشآت حيوية للعدو، سواء مدنية أو عسكرية، ولا فرق إن تسبب الرد بمقتل عسكريين أو مستوطنين. لكن، في جوهر ردود أطراف المحور، هناك من ينظر إلى تأثيرها على ما يجري في قطاع غزة. وحتى عندما تُطرح احتمالية تدحرج الأمور نحو مواجهة واسعة، فإن من يدرس الردود، يفكر أيضاً في تأثير توسّع المواجهة على أصل الهدف المتمثل في وقف العدوان على غزة. وبالتالي، فإن ما يفترض بالعدو أن ينتظره، إلى جانب الردود نفسها، هو الرسالة السياسية الأساسية، التي تقول إن قرار الإسناد قائم ولا عودة عنه، مهما كانت الأثمان، وهي أثمان تُدفع يومياً جراء الحرب على الجبهة مع لبنان، أو بالحصار والحرب الأميركية على اليمن، أو الضغوط والعمليات الأمنية في إيران، وصولاً إلى القصف المركّز في العراق وسوريا. كما أن قرار الإسناد قائم حتى لو انتقلت المواجهة نحو حرب واسعة. وفي هذه النقطة، كان يفترض بالعدو، قبل أن يتخذ قراره بالعمليات في لبنان واليمن وإيران، أن يدرك أنه ليس هناك أي احتمال، على الإطلاق، لأن يترك المحور غزة وحدها، وأن الإسناد هو الخيار الوحيد، وليس هناك أي خيار آخر على الإطلاق. وبالتالي، إذا كان العدو يريد تهديد قوى المحور برفع مستوى العدوان، رداً على استمرار جبهات الإسناد، فربما كان من الأجدى، أن يقتنع بأن خيار الإسناد لا فكاك منه. وبالتالي، فإن الردود المرتقبة ستعيد النقاش إلى النقطة الصفر: من يوقف مجانين إسرائيل عند حدّهم، ويقدر على وقف عدوانهم على غزة؟

ما لا تصدّقه إسرائيل وأميركا بعد، أن إسناد غزة خيار لا فكاك منه ولو كانت كلفته الحرب الشاملة

إضافة إلى ذلك، ربما فات العدوَّ، وداعميه من الأميركيين والغربيين، أن النقاش لا يقف فقط عند الحسابات الدقيقة. بل ثمة عامل إضافي يضغط على محور المقاومة هو عامل الجمهور. هذا الجمهور لا يريد الحرب أساساً، وهو معجب بما يُطلق عليه «العقل البارد» لقادة المحور. كما أنه لا يدعم حرباً مفتوحة من دون أفق واضح. لكن الصحيح أكثر وأكثر، أن لهذا الجمهور صوته الذي يهدر طوال الوقت، ويظهر في عيون وفلتات اللسان، وهو نفسه صوت أهل غزة، الذين يحق لهم ما لا يحق لغيرهم، في القول والفعل، لكنه صوت ثقله كبير، ووقعه أقوى من صوت القذائف، هو صوت يريد الرد ليس فقط لحسابات سياسية صلبة، بل للانتقام، وإصابة العدو في عنقه، ليس فقط لأن العدو تجرّأ أكثر من اللازم، بل لأنه لم يعد ينفع معه أي علاج آخر خارج الميدان. غير ذلك، هي أحداث ستحصل، الآن وفي أي وقت، وقد لا يكون لها شكلها الواحد، أو مداها الزمني المُقيّد. وهي أحداث يمكن أن تفتح الأبواب على ما هو أكثر خطورة. ومن يناقش في أصل الرد، عليه أن يعيد ترتيب أوراقه، سواء أكان طرفاً فاعلاً، كما هي حال الغرب بقيادة أميركا، أو شريكاً مقنّعاً، كما هي حال النظام الرسمي العربي، أو حفنة من العملاء كما هي حال حكومات وقوى لبنانية وفلسطينية وعربية وإسلامية. والنصيحة الأفضل لكل هؤلاء أن يفكروا بأمر واحد: أوقفوا الحرب على غزة، أو فكّروا في كيفية إبادة محور المقاومة بكل دوله وقواه وجمهوره!

إسرائيل تعلن القضاء على قائد في وحدة «الرضوان» التابعة لـ«حزب الله»

تل أبيب : «الشرق الأوسط».. أعلنت إسرائيل، الاثنين، القضاء على علي جمال الدين جواد القائد في وحدة «الرضوان» التابعة لـ«حزب الله» اللبناني. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي افيخاي ادرعي عبر منصة «إكس»: «أغارت طائرة لسلاح الجو في منطقة عبا وقضت على علي جمال الدين جواد الذي كان قائدًا في قوة (الرضوان) التابعة لـ(حزب الله)،كما أغارت على مبنى عسكري وبنية لـ(حزب الله) في كفركلا ». وأضاف: «هذا الاستهداف يمس بشكل كبير بقدرات (حزب الله )ترويج وتنفيذ اعتداءات من جنوب لبنان نحو الجبهة الداخلية الاسرائيلية على الحدود الشمالية».

لبنان كأنه في «حال طوارئ» بملاقاة حرب..الضربات المتبادَلة..

الراي.. | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- رفْع الجهوزية صحياً تحسباً لاحتمالات الحرب

- هكذا فاجأ نتنياهو محور الممانعة ووضعه بين... المُر والأمرّ

- «حزب الله» ينتظر «الفرصة» المناسبة لردّه الآتي... حتماً

كل شيء دلّ أمس، على أن دخولَ المنطقة، وعلى حافتها الأمامية مثلث لبنان وإيران واسرائيل، النفقَ المظلم والمضاء فقط بنارِ الحرب، بات قاب قوسين في ظلّ مؤشراتٍ متقاطعة إلى أن ردَّ طهران على اغتيال إسماعيل هنية في عاصمتها صار على مسافة «كبسة زرٍّ» وأن «انتقامَ» حزب الله لاغتيال قائده العسكري الكبير فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت يَنتظر «الثغرة» المناسبة في الجدار الدفاعي الإسرائيلي المتعدد الطبقة.

«خلية أزمة»

وفيما كان العالمُ أشبه بـ «خليةِ أزمةٍ» وهو يواكب انزلاقَ الشرق الأوسط إلى قلب هاويةٍ سبق أن تم التحذير منها على امتداد الأشهر العشرة الماضية، فإن أحداً لم يَبْدُ قادراً على تقديمِ ولو «رَسْمٍ تشبيهي» لِما بعد «تفعيل» الردّ المنسّق من إيران والمحور الذي تقوده على الضربة الموجعة التي سدّدها لها بنيامين نتنياهو بعيد الضربة التي لا تقلّ إيلاماً لـ «حزب الله» في الضاحية الجنوبية لبيروت. ورغم أن بعض الدوائر حاولتْ الإبقاءَ على «خط رجعةٍ» في تقويمها للاحتمالات في المنطقة، عبر عدم إسقاط إمكان أن يُفْضي السيرُ على حافة البركان المشتعل وتَطايُرُ «حِممه السبّاقة» على شكل سيناريوات دراماتيكية، إلى جعْل الجميع، الأطراف المعنيين مباشرة بالصراع كما العواصم الكبرى، يحاذرون قفزةً نحو قعرٍ سحيق، إلا أن تقديراتٍ أخرى بقيتْ على اعتقادها أنّ الاتجاهَ يميل نحو تصعيد كبير مرشّح للتدحرج سريعاً وربما... طويلاً. وإذ ارتسمتْ أمس معادلةٌ بلسان الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني مفادها «التوتر الذي يمهّد للاستقرار»، في تَقاطُعٍ غير مباشرٍ مع معادلةٍ اسرائيليةٍ سابقةٍ عنوانها «التصعيد الذي يمهّد للتهدئة»، فإنّ أوساطاً مطلعة عبّرت عن الخشية مما يعدّ له نتنياهو الذي قام بالاستهدافين المتوازييْن في الضاحية وطهران (وقبلهما في الحديدة) بـ «نَقْلةٍ» فوق رقعة النار في المنطقة وَضع معها إيران و«حزب الله» أمام حتميةِ ردٍّ «مهما كلّف». وفي رأي هذه الأوساط أنها المرة الأولى منذ «طوفان الأقصى» يقلب نتنياهو الطاولة، ويضع طهران والحزب على خطٍّ هجومي واحد (من قبله) ودفاعيّ واحد (من جانبهما)، ما يجعلهما في مرمى الخطر نفسه ويحول دون قيامهما بتوزيع الأدوار وتَبادُل المواقع على خريطة المواجهة، وسط خشيةٍ من أن ما قام به يمكن أن يُفْضي الى فرْض مُفاضَلةٍ على إيران بينها وبين ذراعها الأقوى «حزب الله»، بحال تدحرجت الحرب. وفي حين كانت تقديراتٌ في إسرائيل تتحدّث عن أن «الإيرانيين سيَدرسون بعنايةٍ نطاقَ وقوةَ الردّ العسكري، لأن الهجماتِ غير المتناسبة قد تؤدي إلى هجمات من جانب الجيش الإسرائيلي في عمقِ أراضي إيران ولبنان واليمن»، فإنّ تَوَعُّدَ نتنياهو بـ «أننا سنردّ على أعدائنا الضربةَ بضربتين في حال انتهاك خطوطنا الحمر المعروفة، ويدنا الطويلة تصل إلى غزة واليمن وبيروت وإلى كل مكان يكون ذلك مطلوباً فيه»، يشي بأنّ تل أبيب لن تتجرّعَ الردَّ وتعدّ له رداً مضاداً لن يوفّر إيران، وهو ما كان يَتَهيَّبه محور الممانعة الذي لا يريد السقوط في فخّ نتنياهو، ولكن الأخيرَ باندفاعته الهجومية غير المتوقّعة الثلاثاء الماضي وضعه أمام خيارٍ بين «المُرّ والأمرّ». ولم يكن عابراً أمس أكثر من تطور عَكَس العد التنازلي لمرحلة هي الأخطر في عموم المنطقة:

دخول التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في الشرق الأوسط بين إيران وحلفائها من جهة وإسرائيل من جهة أخرى على خط خلفيات سيطرة اللون الأحمر على تداولات أسواق المال العالمية وكأحد مسبباته.

- تمديد شركات طيران تعليق رحلاتها الى بيروت وأبرزها مجموعة «لوفتهانزا» التي أعلنت وقف كل الرحلات إلى تل أبيب وطهران وبيروت حتى 12 أغسطس.

- اتساع دائرة الدول التي تطلب من رعاياها مغادرة لبنان بأسرع وقت لتشمل تركيا واليابان وأندونيسيا، في وقت دعت الصين مواطنيها إلى توخي الحذر عند السفر إلى لبنان، مشيرة إلى الوضع الأمني «الصعب والمعقّد»، كما طالبت «المواطنين والمؤسسات الصينية في لبنان بتوخي أقصى درجات الحذر وتعزيز إجراءات السلامة».

في موازاة ذلك، وفيما الأنظار شاخصة عصر اليوم على الكلمة التي سيلقيها الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله في ذكرى أسبوع فؤاد شكر، تلقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اتصالاً من وزيرة خارجية كندا ميلاني جولي جرى خلاله التشديد على«ضرورة وقف التصعيد واللجوء الى الحلول السلمية وتطبيق القرارات الدولية وفي مقدمها القرار 1701».

لجنة الطوارئ الوزارية

وفي الوقت الذي أعلن أن لجنة الطوارئ الوزارية التي شكلتها الحكومة اللبنانية ستجتمع غداً لتنسيق إطار العمل وتعزيز الجهوزية في كل الهيئات والادارات لاحتمال نشوب الحرب الشاملة، تَسَلَّمَ وزير الصحة فراس الأبيض أمس شحنة مساعدات طارئة مقدّمة من منظمة الصحة العالمية بزنة 32 طناً من المستلزمات الطبية والأدوية المخصصة لمعالجة إصابات الحرب، في إطار رفع جهوزية القطاع الصحي لمواجهة أي تصعيد محتمل في العدوان الإسرائيلي على لبنان. وقد أكد الأبيض «اننا كقطاع صحي لا يمكن إلا أن نكون على أكبر قدر من الجهوزية في حال حدوث أي طارئ، لذلك كانت الإجراءات وخطة الطوارئ الصحية التي وضعتْها وزارة الصحة بالتعاون مع شركائنا وخصوصاً منظمة الصحة العالمية، أمراً مهماً جداً والتي بدأت، منذ اليوم الأول للعدوان على قطاع غزة». وأضاف: «قررنا في ظل الاعتداءات المتواصلة على جنوب لبنان ومناطق أخرى في بيروت الكبرى وغيرها رفع جهوزية كل المستشفيات وكل القطاع الصحي في لبنان وكان ذلك عبر استقدام المساعدات والتجهيزات اللازمة حتى تكون موجودة في كل المستشفيات». وفي الميدان الذي برز فيه أخيراً تولي «مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة» الإعلان عن حصيلة الضحايا والجرحى في الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان، وكان بينها أمس سقوط مسعف في فريق كشافة تابع لحركة «أمل» بغارة على مقبرة بلدة ميس الجبل الحدودية (وسقط فيها أيضاً عنصر من «حزب الله»)، نفّذ الحزب سلسلة عمليات ضد مواقع اسرائيلية أبرزها استهدف ثكنة إيليت - مقر الفرقة 91 المستحدث «بسرب من المسيرات الانقضاضية» ما أدى الى اصابة ضابط وجندي بجروح. ولم يمرّ جدار صوت خرقه الطيران الحربي ظهر أمس فوق بيروت وضاحيتها الجنوبية وجبل لبنان من دون التسبب بحال هلع كبير ولا سيما في ظل تزامَنه مع حريق في إحدى مناطق شمال العاصمة.

لبنان يرفع جاهزيته الطبية استعداداً للحرب

الجريدة...مع تسلّمه شحنة مساعدات طارئة من منظمة الصحة العالمية تضمنت 32 طنا من المستلزمات الطبية والأدوية لمعالجة إصابات الحرب، أعلن وزير الصحة اللبناني، فراس الأبيض، أن شعبه «في حالة حرب مع عدو لا يقف عند أي حدود»، في وقت أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الاستمرار في العمل لتجنيب لبنان أي مخاطر. وقال ميقاتي، خلال رعايته إطلاق «مختبر التحاليل الصيدلانية» في بعبدا، «نحن مصرون على الحياة، لأن اليأس ممنوع، وسنستمر في تحمّل مسؤولياتنا والعمل لتجنيب البلد أي مخاطر». وارتفعت وتيرة التهديدات الأمنية في لبنان خلال الأيام الماضية، وحثت دول عربية وأجنبية رعاياها على مغادرة لبنان، بسبب التهديدات الأمنية المتزايدة. وعلقت شركات طيران عالمية رحلاتها إلى لبنان، بسبب احتمالات تدهور الوضع الأمني. وفي إطار رفع جاهزية القطاع الصحي لمواجهة أي تصعيد إسرائيلي محتمل على لبنان، تسلّم الأبيض شحنة مساعدات طارئة، عبر طائرة تشارتر بمطار بيروت. وحصلت عملية التسليم في حضور ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان عبدالناصر أبوبكر، وقائد جهاز أمن المطار، العميد فادي الكفوري، وعدد من ضباط الجهاز وممثلين عن المنظمة. وقال زير الصحة إن «لبنان في حال حرب، ونحن أمام عدو يستمر في اعتداءاته، ولا يقف عند أي حدود، لذلك لا بد من رفع جاهزية القطاع الصحي»، مضيفاً: «إننا لا نريد أي حرب ونطالب، منذ اليوم الأول بوقف إطلاق النار يمتد من غزة الى لبنان وجنوبه، ولكن في الوقت نفسه نرى الاعتداءات الإسرائيلية التي تحدث يوميا ليس فقط بغزة بل في لبنان، وغيره في المنطقة». وأضاف: «نحن كقطاع صحي لا يمكننا إلا أن نكون على أكبر قدر من الجاهزية في حال حدوث أي طارئ، لذلك كانت الإجراءات وخطة الطوارئ الصحية التي وضعتها وزارة الصحة بالتعاون مع شركائنا، وبخاصة منظمة الصحة العالمية، أمرا مهما جدا والتي بدأت منذ اليوم الأول للعدوان على قطاع غزة». وأعلن عن «رفع جاهزية كل المستشفيات والقطاع الصحي في لبنان»، وذلك «في ظل الاعتداءات المتواصلة على جنوب لبنان ومناطق أخرى في بيروت الكبرى، وغيرها من المناطق»، مضيفا «كان ذلك عبر استقدام المساعدات والتجهيزات اللازمة حتى تكون موجودة بكل المستشفيات»....

حراك دبلوماسي فرنسي لتوفير شبكة أمان للبنان في حال نشوب حرب إقليمية مفتوحة

الرئاسة ووزارة الخارجية تتحركان وماكرون يخطط لتوسيع مروحة اتصالاته

الشرق الاوسط..باريس: ميشال أبونجم... تعيش فرنسا، هذه الأيام، على وقع فعاليات الأولمبياد الذي تستضيفه منذ 26 يوليو (تموز) الماضي، وأنظارها مشدودة لما يجري في أحواض السباحة ومضامير الخيول ومباريات الجمباز، وتألق فرقها في العديد من الرياضات والحصاد الاستثنائي للميداليات التي فازت بها. وتبدو فرنسا كمن يعيش في عالم منفصل مع الأولمبياد والعطل الصيفية، وفي ظل حكومة مستقيلة تصرف الأعمال العادية ومسؤولين همهم الأول مواكبة الانتصارات الرياضية. بيد أن استفحال أزمات الشرق الأوسط واحتمال نشوب حرب إقليمية، حيث تعيش المنطقة برمتها فوق برميل بارود على وقع التهديدات المتبادلة، رفعا المخاوف الفرنسية من انعكاسات حرب مفتوحة على لبنان. وإزاء ما تعده مصادر رسمية فرنسية «خطراً جدياً» لاشتعال الشرق الأوسط بين إيران وحلفائها من جهة، وإسرائيل والولايات المتحدة من جهة أخرى، لم يكن بوسع الدبلوماسية الفرنسية أن تبقى متفرجة. وبدأت تتحرك على أكثر من صعيد محاولة ضمن إمكاناتها المساهمة، ليس في إطفاء الحريق، بل على الأقل الحد من توسعه. ليجري الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مباحثات هاتفية مع الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي والشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات حول الوضع في الشرق الأوسط، ودعوا جميعا كافة الأطراف الى التحلي بحس المسؤولية وضبط النفس، وانه لا مصلحة لأحد في تصعيد {الوضع}. وثمة مؤشر لا يخطئ على القلق الفرنسي المتصاعد، وهو طلب باريس من رعاياها، وغالبيتهم من مزدوجي الجنسية الفرنسية - اللبنانية، الخروج من لبنان «لدى أول فرصة»، وتجديد الإصرار على عدم التوجه إليه. فخلال التجارب الماضية، لم تكن باريس تطلب منهم أمراً كهذا إلا في الحالات القصوى. وتترقب باريس ما سيقوله أمين عام «حزب الله»، حسن نصر الله، بمناسبة مرور أسبوع على مقتل القائد العسكري للحزب وسط توقع عام أن يكون الرد «قادماً حتماً»، كما سبق وقال نصر الله، الذي لم تفته الإشارة إلى أن المعركة مع إسرائيل «مفتوحة على كل الجبهات». وتعمل الدبلوماسية الفرنسية على خطين: الرئيس إيمانويل ماكرون من جهة، ووزير خارجيته ستيفان سيجورنيه (المستقيل) من جهة أخرى. اللافت أن ماكرون حرص بمناسبة مرور أربع سنوات على تفجير المرفأ، الذي دمر أحياء كاملة في بيروت وأوقع 220 قتيلاً وآلاف الجرحى، على التذكير بـ«التزام فرنسا الثابت» تجاه لبنان. وواضح أن الالتزام المذكور يرتدي اليوم أبعاداً أكبر وأوسع في ظل الوضع الراهن جنوباً. وكتب الرئيس الفرنسي، الأحد، على منصة «إكس»: «تحية من قلبي إلى بيروت. فبعد أربع سنوات من الانفجار، لا تزال أفكاري مع اللبنانيين». وأضاف: «أؤكد مجدداً التزام فرنسا الثابت إلى جانب لبنان ومطالبتنا بالعدالة لجميع الضحايا». تجدر الإشارة إلى أن ماكرون كان أول رئيس أجنبي يزور لبنان بعد التفجير، لا بل زاره مرة ثانية بداية سبتمبر (أيلول) 2020، وفي المرتين طرح خطة إنقاذ اقتصادي ومالي وسياسي للبنان، إلا أن الطبقة السياسية اللبنانية تعاملت معها بخفة صادمة. ولم يعد هم باريس اليوم ملء الفراغ المؤسساتي وانتخاب رئيس جديد للجمهورية بعد فراغ قارب العامين، أو مآل التحقيقات في «انفجار العصر»، بل كيفية درء المخاطر الكبرى ونزع فتيل التفجير الإقليمي، وتشكيل شبكة حماية للبنان. ففي البيان الذي وزعه قصر الإليزيه عن الاتصال، جاء أن ماكرون والملك الأردني عبد الله الثاني «أعربا عن قلقهما العميق إزاء التوترات المتصاعدة في المنطقة، وشددا على ضرورة تجنب التصعيد العسكري الإقليمي بأي ثمن». كذلك «دعَوَا جميع الأطراف إلى التخلي عن منطق الانتقام والتحلي بأقصى درجات ضبط النفس والمسؤولية من أجل ضمان سلامة السكان». وبخصوص لبنان، حرص ماكرون، وفق بيان الرئاسة، على تأكيد «التزام فرنسا بالمساهمة في الجهود الدبلوماسية لخفض التصعيد، لا سيما على الخط الأزرق بين لبنان وإسرائيل» الذي حددته الأمم المتحدة في عام 2000، وأنها «ستبقى جاهزة في إطار اليونيفيل ومن أجل دعم استقرار لبنان». وجاء في البيان أيضاً أنه نظراً للوضع المتوتر إقليمياً، فإن وقف إطلاق النار أصبح أكثر إلحاحاً ما من شأنه إطلاق سراح الرهائن، ووضع حد لمعاناة سكان غزة وإيصال المساعدات الكثيفة. ولم يغب عن ماكرون وعبد الله الثاني التذكير بـ«القلق الكبير» إزاء الوضع الحرج في الضفة الغربية، فضلاً عن انخراط البلدين في العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين للبحث عن «رؤية مشتركة للسلام تقوم على حل الدولتين».

حراك دبلوماسي بلا أوراق ضاغطة

ترى مصادر دبلوماسية عربية في باريس أنه لا يمكن الفصل بين تواصل ماكرون مع ملك الأردن، وبين المشاورات التي أجراها وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي في طهران بطلب من الملك، رغم أن الصفدي نفى أن يكون حاملاً رسالة من إسرائيل أو سيحمل إليها رسائل، وأنه عمد إلى توضيح موقف الأردن وحيادية أجواء بلاده. وينتظر أن يواصل ماكرون مشاوراته مع قادة عرب وأوروبيين في الساعات والأيام المقبلة. وسبق له أن تشاور مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني فيما لا يستبعد اتصاله بالرئيس الإيراني مسعود بزشكيان مرة أخرى بعد اتصال جرى بينهما يوم 29 يوليو (تموز)، أي بعد حادثة مجدل شمس. بيد أن مصدراً سياسياً فرنسياً، وعلى رغم تنويهه بالجهود الدبلوماسية التي تقوم بها باريس، عدَّ أن فرنسا تعوزها الوسائل التي تمكنها من التأثير عملياً على الطرفين الرئيسيين، وهما إسرائيل وإيران. ومع ذلك، فإن فرنسا، التي لها ما لا يقل عن 700 جندي في إطار القوات الدولية «يونيفيل» تسعى من خلال التواصل مع شركائها الأوروبيين والإقليميين إلى إيصال مجموعة رسائل تدعو كلها إلى منع الحريق الإقليمي.

خطة «تبريد» الجبهة

بموازاة ما يقوم به ماكرون، برز حراك وزير الخارجية الذي رجحت معلومات متداولة في باريس زيارته إلى لبنان خلال هذا الأسبوع. وسبق له أن زار لبنان مرتين (في يناير/كانون الثاني وأبريل/ نيسان من العام الحالي) للتسويق لخطة «تبريد» جبهة المواجهة بين «حزب الله» وإسرائيل منذ أن انطلقت حرب «المشاغلة» أو «الإسناد» التي يقوم بها الأول لدعم غزة. وكان لبنان قد وافق على الخطة الفرنسية بعد تعديلات طفيفة فيما لم ترد عليها إسرائيل رسمياً. بيد أن الخطة لم تجد طريقها إلى التنفيذ لسبب رئيسي قوامه أن «حزب الله» يربط، حتى اليوم، بين حرب غزة وحرب «الإسناد»، وطالما لم تتوقف الأولى فإن الثانية ستبقى قائمة. ويوم السبت، تشاور سيجورنيه مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن حول الوضع في الشرق الأوسط، ودعيا لـ«أقصى درجات ضبط النفس» فيما تواصل واشنطن تعزيز حضورها العسكري في المنطقة «لضمان أمن قواتها والدفاع عن إسرائيل»، وفق وزارة الدفاع الأميركية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية إن الوزيرين يتشاركان «القلق في مواجهة تصاعد التوترات» في المنطقة، وأنهما «اتفقا على مواصلة دعوة كل الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس بهدف تفادي أي تصعيد إقليمي قد تكون له تداعيات مدمّرة على دول المنطقة».

مزيد من الدعوات لمغادرة لبنان..ومفوّض الأمم المتحدة: الوضع خطير للغاية

مقتل مُسعِف و3 عناصر من «حزب الله»

بيروت: «الشرق الأوسط».. تتوالى تحذيرات الدول من السفر إلى لبنان، والطلب من رعاياها مغادرته، في وقت سُجّل فيه ارتفاع محدود للمواجهات بين إسرائيل و«حزب الله»، وهي مواجهات أدّت في الساعات الأخيرة إلى مقتل 3 عناصر من الحزب، ومُسعِف في «كشافة الرسالة الاسلامية»، نتيجة القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان. في غضون ذلك، أكّد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي العمل لتجنيب لبنان أي خطر، في حين عبّر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك عن «القلق العميق إزاء الخطر المتزايد لاندلاع صراع أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط»، وناشد في بيان صادر عن مكتبه ببيروت «كل الأطراف، إلى جانب الدول ذات النفوذ، التحرك بشكل عاجل لتهدئة الوضع الذي أصبح خطيراً للغاية»، مشدداً على «وجوب أن تكون حقوق الإنسان، وأولاً وقبل كل شيء حماية المدنيين، على رأس الأولويات»، ومشيراً إلى أن المدنيين، ومعظمهم من النساء والأطفال، تحمّلوا خلال الأشهر الـ10 الماضية ألماً ومعاناةً لا يطاقان نتيجةً للقنابل والأسلحة. وطالب بـ«بذل كل جهد لتجنّب تفاقم هذا الوضع إلى الهاوية، التي لن تؤدي إلّا إلى عواقب أكثر فظاعة على المدنيين».

مزيد من الدعوات لمغادرة لبنان

وفي حين يشهد مطار رفيق الحريري زحمة في قاعات المغادرة، على وقع التهديدات بالتصعيد، ودعوات السفارات لرعاياها، إضافة إلى تعليق بعض الشركات رحلاتها، مدّدت الاثنين شركة لوفتهانزا الألمانية إلغاء رحلاتها إلى بيروت وتل أبيب وطهران حتى 12 أغسطس (آب) الحالي، فيما حثّت الخارجية اليابانية رعاياها في لبنان على المغادرة، ودعت السفارة الصينية المواطنين الصينيين إلى توخّي الحذر عند السفر إلى لبنان، مشيرة إلى الوضع الأمني ​​«الصعب والمعقد».

وأتى ذلك بعدما كانت السفارة الأميركية في بيروت عاودت، عبر حسابها على منصة «إكس» ليلاً، نشر التحذير من سفر الأميركيين إلى لبنان، وحثّت وزارة الخارجية التركية، في ساعة متأخرة من مساء الأحد، الرعايا الأتراك في لبنان «على مغادرة البلاد إذا لم تكن هناك ضرورة لبقائهم، وذلك في ظل احتمال تدهور الوضع الأمني بسرعة». وقالت الوزارة التركية في بيان إن على الأتراك الموجودين في لبنان توخّي الحذر، وعدم الذهاب إلى محافظات النبطية والجنوب والبقاع وبعلبك الهرمل إلا للضرورة، وذلك بعد ساعات على دعوة كل من فرنسا وإيطاليا مواطنيهما في لبنان إلى المغادرة على خلفية احتمالات التصعيد العسكري في الشرق الأوسط.

ميقاتي: نعمل لتجنيب لبنان المخاطر

وفي لبنان يستمر الحراك الدبلوماسي والمساعي لعدم الانجرار إلى حرب واسعة، وأكّد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي خلال افتتاحه مختبر التحاليل الصيدلانية بمعهد البحوث الصناعية «العمل لتجنيب البلد أي مخاطر»، مؤكداً: «اليأس ممنوع، وسنستمر في تحمّل مسؤولياتنا». وتلقى في هذا الإطار اتصالاً من وزيرة خارجية كندا، ميلاني جولي، جرى خلاله البحث في الوضع بلبنان، والتطورات في المنطقة. والتشديد على «ضرورة وقف التصعيد، واللجوء إلى الحلول السلمية، وتطبيق القرارات الدولية، وفي مقدمتها القرار 1701». وفي إطار الحراك السياسي أيضاً، عقد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب، اجتماعاً مع كل من المنسقة الخاصة للأمم المتحدة بلبنان جينين هينيس- بلاسخارت، وسفير إسبانيا لدى لبنان هيسوس سانتوس أغوادو.

الوضع الميداني

وعلى الصعيد الميداني، سُجّل ارتفاع محدود لمستوى المواجهات بين إسرائيل و«حزب الله»، الذي نعى عنصرَين له، مساء الأحد، سقطا في غارة على بلدة حولا بجنوب لبنان. وصباحاً، أعلن «حزب الله» أن مقاتليه شنوا «هجوماً جوياً بسرب من المسيّرات ‏الانقضاضية على مقر قيادة الفرقة 91 المُستحدَث في ثكنة إيليت، وعلى موقع المالكية ‏بمسيّرة هجومية انقضاضية، فأصابت أهدافها بدقة، ليعود بعدها الجيش الإسرائيلي ويستهدف محيط الجبانة قرب الساحة في بلدة ميس الجبل، ما أدى إلى سقوط قتيلَين، ووقوع عدد من الإصابات. وفي وقت لاحق نعت جمعية «كشافة الرسالة» الإسلامية الشهيد محمد فوزي حمادي، وهو مُسعِف في الدفاع المدني من بلدة ميس الجبل في الجنوب، كما نعى «حزب الله» علي غالب شقير، من البلدة نفسها. وظُهراً، أعلن «حزب الله» استهدافه موقع رأس الناقورة البحري، فيما سُجل خرق الطيران الحربي الإسرائيلي لجدار الصوت بشكل عنيف فوق الجنوب وبيروت مُحدِثاً دوي انفجار هائل. ومساء استهدفت مسيرة دراجة نارية عند أطراف بلدة جبشيت وأشارت المعلومات إلى مقتل عنصر في «حزب الله». في المقابل، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي عبر حسابه على منصة «إس»، إن الطيران الإسرائيلي «أغار خلال ساعات الليلة الماضية على مستودع أسلحة وبنى تحتية إرهاببة لـ(حزب الله) في جنوب لبنان»، مشيراً كذلك إلى أنه خلال ساعات مساء الأحد قصفت طائرات حربية مستودع أسلحة وعدة بنى تحتية إرهابية تابعة لـ(حزب الله) في كفركلا». ولفت إلى أنه تم «إطلاق صاروخ اعتراض نحو هدف جوي عبر من لبنان، وقد تم تفعيل الإنذارات خشية سقوط شظايا عملية الاعتراض»، مشيراً كذلك إلى سقوط مسيّرة مفخّخة في منطقة مالكيا، اخترقت من لبنان دون وقوع إصابات.

هاجس الحرب يسكن اللبنانيين..تهافت لتخزين المواد الغذائية والأدوية والمحروقات

الاحتكار بدأ يطال بعض البضائع وحليب الأطفال

الشرق الاوسط...بيروت: يوسف دياب... يعيش اللبنانيون هاجس الحرب وإمكان اندلاعها بين ساعة وأخرى، ولا يقتصر خوفهم على أمنهم الشخصي، بل يسكنهم هاجس الأمن الغذائي والدوائي والاستشفائي، وفقدان المحروقات، ما قد يمنعهم من التنقل من منطقة إلى أخرى. وعلى رغم تطمينات الوزارات المختصة والنقابات عن توفّر هذه السلع لبضعة أشهر، بدأ الناس يتلمّسون فقدان بعضها الضروري أو تراجع الكميات إلى حدّ كبير، لا سيما حليب الأطفال وأدوية الأمراض المزمنة والمستعصية، جرّاء التهافت على شرائها وتخزينها في المنازل من جهة، واحتكار بعض التجار من أجل بيعها بالسوق السوداء وتحقيق أرباح مضاعفة من جهة أخرى. وأثار تدافع المواطنين على شراء الأغذية والأدوية وحتى المحروقات مخاوف من نفاد الكميات، إلّا أن رئيس الهيئات الاقتصادية في لبنان الوزير السابق محمد شقير، أوضح أن «الأسواق اللبنانية لديها كميّات من المواد الغذائية تكفي ما بين 3 و6 أشهر، بالإضافة إلى توفر مخزون من الطحين يؤمن استمرار عمل الأفران لثلاثة أشهر، وهي المدة القصوى لتحزين هذه المادة». وأكد شقير لـ«الشرق الأوسط» أن «تهافت الناس على تخزين المواد الغذائية والأدوية وعمليات التموين العشوائي، يخلق حالة من البلبلة لدى الناس، ويتسبب بتقليص المخزون الاحتياطي الموجود في المستودعات». وتبدو «فوبيا الحرب» مبررة لدى اللبنانيين، الذين لم تغب عن بالهم حرب 2006؛ إذ إنه خلال يوم واحد، قصفت إسرائيل مطار بيروت الدولي ووضعته خارج الخدمة، وفرضت حصاراً مشدداً على الموانئ البحرية. ورأى الوزير السابق محمد شقير أن «الخوف الأكبر يكمن في انقطاع المحروقات». وقال: «صحيح أن مادتي البنزين والمازوت متوفرتان لثلاثة أشهر، وليس باستطاعة خزانات الوقود احتواء أكثر من هذه الكمية، لكنّ انقطاع المحروقات سيؤدي حكماً إلى توقف المعامل وصعوبة في انتقال الناس بين منطقة وأخرى». ولم يخف رئيس الهيئات الاقتصادية «وجود خوف من وقوع الحرب؛ لأن مقومات الصمود التي كانت متوفرة في عام 2006 غير مؤمنة حالياً»، لافتاً إلى أنه «خلال حرب تموز 2006 كان الشريان البري مع سوريا مفتوحاً، وطرق الإمداد والاستيراد عبرها قللت من حجم الأزمة، أما اليوم فلا يمكن شحن بضائع عبر الموانئ السورية ونقلها إلى لبنان بسبب العقوبات الدولية دمشق، كما أنه لا توجد مصارف فاعلة في لبنان لتحويل الأموال إلى الخارج واستيراد البضائع، من هنا يعمد المستوردون إلى شراء البضائع بالعملة نقداً، ما يصعّب عليهم شراء واستيراد كميات كبيرة». ووزع مواطنون صوراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر رفوف وواجهات بعض السوبر ماركت خالية تماماً من البضائع، ورأى رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية في لبنان هاني البحصلي، أن «البلبلة القائمة وتهافت الناس على السوبر ماركت مبالغ فيهما؛ أقلّه حتى الآن، في ظلّ توفر ما يكفي من مخزون في المستودعات». وأوضح في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «مستودعات الطحين فيها ما يكفي لشهرين على الأقل، ولا مشكلة إطلاقاً في المواد الغذائية الموجودة الآن بوفرة سواء في المستودعات أو السوبر ماركت»، لكنه أفاد بأن «المشكلة قد تقع في حال اندلاع الحرب وقطع الطرقات وصعوبة نقل البضائع من المستودعات الرئيسية الموجودة في محيط العاصمة بيروت وتسليمها إلى التجار والسوبر ماركت في المناطق»، مذكراً بأنه «خلال حرب تموز 2006، تعمدت إسرائيل قصف أغلب الشاحنات التي تعبر الطرق الرئيسية (بذريعة أنها تنقل أسلحة وصواريخ لـ«حزب الله»)، وثمة خشية من تكرار السيناريو نفسه اليوم». وتحسباً للتصعيد المحتمل وإمكان نشوب حربٍ، تسلّم وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال، فراس الأبيض، شحنة مساعدات طارئة، عبر طائرة تشارتر وصلت صباحاً إلى مدرج الشّحن التّابع لشركة «طيران الشّرق الأوسط» في مطار بيروت الدولي، مقدّمة من «منظمة الصحة العالمية» تزن 32 طنّاً من المستلزمات الطبية والأدوية المخصّصة لمعالجة إصابات الحرب، وذلك لرفع جهوزيّة القطاع الصحي لمواجهة أي تصعيد محتمَل في العدوان الإسرائيلي على لبنان. وخلال تسلمه شحنة الأدوية، جدد الأبيض موقف الحكومة اللبنانية بأنّ «لبنان لا يريد أي حرب». وقال: «نحن نطالب منذ اليوم الأوّل بوقف إطلاق للنّار يمتد من غزة إلى لبنان وجنوبه، ولكن في الوقت نفسه نرى الاعتداءات الإسرائيليّة الّتي تحدث يوميّاً ليس فقط في غزة، إنّما في لبنان وغيره في المنطقة»، مشدداً على أن «القطاع الصحي لا يمكنه إلّا أن يكون على أكبر قدر من الجهوزيّة في حال حدوث أي طارئ، لذلك كانت الإجراءات وخطّة الطّوارئ الصحيّة الّتي وضعتها وزارة الصحة العامة بالتّعاون مع شركائنا وبخاصّة منظّمة الصحّة العالميّة»، مشيراً إلى أن الوزارة «رفعت جهوزيّة كلّ المستشفيات وكلّ مؤسسات القطاع الصحي في لبنان، وذلك عبر استقدام المساعدات والتّجهيزات اللاّزمة حتّى تكون موجودة في كل المستشفيات». المساعدات الدولية لوزارة الصحة لا تلغي مخاوف المواطنين من فقدان الأدوية وحليب الأطفال في الصيدليات، لا سيما أن الدولة لا تملك إمكانية تأمينها وإيصالها للمرضى في حال وقعت الحرب، وكشفت المواطنة رانيا طه لـ«الشرق الأوسط»، أنها عجزت عن «شراء عبوة حليب لطفلها خلال اليومين الماضيين». وأوضحت أنها «جالت على 10 صيدليات ولم تعثر فيها على الحليب الذي تعطيه لطفلها، ولا أي نوع آخر شبيه له، معتبرة أن هذا الوضع مقلق لها ولكلّ الأمهات اللواتي يعانين الوضع نفسه». ورغم صعوبة الحصول على حليب الأطفال في الأيام الأخيرة، نفى نقيب مستوردي الأدوية في لبنان، جو غريّب، وجود نقص في الأدوية والحليب، وأكد أن «المخزون المكدّس في المستودعات يكفي ما بين أربعة وخمسة أشهر لحاجة المستشفيات والصيدليات». لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «التهافت على الصيدليات لشراء كميات كبيرة من الأدوية والحليب من قبل المقتدرين، يحرم غير المقتدرين من أدويتهم، وبدأ يشعر المواطن بأن هذه السلعة مفقودة»، مشدداً على أن «الخوف الحقيقي يبدأ في حال فرض حصار برّي وجوي على لبنان يحول دون استيراد الأدوية خلال فترة الحرب». وكشف غريّب أن نقابة مستوردي الأدوية «وضعت المخزون المتوفر لديها تحت إشراف وزارة الصحة، لتلبية حاجة المرضى خصوصاً مرضى السرطان من الأدوية».

نهاية مبكرة للموسم السياحي الصيفي في لبنان..خسائر الاقتصاد تفوق 3 مليارات دولار

الشرق الاوسط...بيروت: علي زين الدين.. يسترجع الاقتصاد اللبناني بوتيرةٍ متسارعةٍ انكشافه على الارتفاع الحاد لمنسوب المخاطر السيادية، ربطاً بالتصعيد الميداني والتحذيرات الدولية لاحتمالات توسعة الحرب، وما يترتب على ذلك من نتائج وتداعيات مباشرة وغير مباشرة على كل القطاعات الإنتاجية. ولم يعد الانتهاء المبكر للموسم السياحي الصيفي في لبنان بحاجة إلى إعلان رسمي في ظل كثافة حركة المغادرين يومياً عبر مطار بيروت، وإلغاء الكثير من الحفلات الفنية والمهرجانات في العاصمة والمناطق، ما يعني تلقائياً تكبد القطاع بمرافقه الفندقية والسياحية والمطاعم والملاهي خسائر جسيمة تفوق، حسب التقديرات، 3 مليارات دولار، غير قابلة للتعويض آنياً بسبب قرب نهاية فترة العطلات السنوية التي يعوّل عليها بتوافد الزائرين. ووفق رصد تقرير لأحد المصارف اللبنانية، فإنه مع الأداء الواهن الذي سجله الاقتصاد اللبناني خلال النصف الأول من عام 2024، جراء التداعيات السلبية للحرب في الجنوب وتأثيرها على القطاع السياحي والاستثمارات، يقف المستثمرون في حالة ترقب وعدم اتخاذ قرار بالاستثمار، أو بأقل تقدير قاموا بتأجيل قراراتهم السابقة. وحسب التقرير، لقد «بات المستثمرون في حال انتظار في ظل ضبابية الأوضاع الأمنية في البلاد، التي من شأنها أن تؤثر بشكل سلبي على الآفاق الماكرواقتصادية والمالية في لبنان». وبالفعل، بادر رئيس اتحاد النقابات السياحية ونقيب أصحاب الفنادق في لبنان بيار الأشقر إلى إعلان «نعي» الموسم الصيفي، ليؤكد أن «لا فرص للموسم الحالي، وإذا توافرت فهي بعيدة جداً حيث لا نلحظ أي تطور إيجابي وسط كل التهديدات التي توجه للبلد من كل الجهات، والتي تؤكد أن الحرب لا تزال طويلة». وحتى قبل اشتداد احتمالات توسعة الحرب، وبعد أن شهدت القطاعات السياحية انتعاشاً نسبياً في مطلع الصيف، كشفت البيانات المسجلة لنهاية يوليو (تموز) الماضي تسجيل تراجع بنسبة 40 في المائة في قطاع المطاعم، وبنسبة 60 في المائة في قطاع الفنادق، لتكتمل مع إلغاء نحو 90 في المائة من الحجوزات بعد حادثة مجدل شمس في الجولان، علماً بأن الأحداث التالية من اغتيالات وتهديدات جاءت أشد وطأة وتأثيراً سلبياً على مجمل أنشطة القطاع السياحي. بالمقابل، وبخلاف تجارب سابقة، يستمر الغياب الملحوظ للمضاربات على العملة الوطنية في أسواق القطع، وسط استقرار مستمر لسعر الصرف عند مستوى 89.5 ألف ليرة لكل دولار، بالترافق مع انسياب طبيعي لعمليات صرف الرواتب في القطاعين العام والخاص، ومعظمها بالدولار النقدي. كما تستمر عمليات الضخ النقدي للحصص المحددة وفق تعاميم البنك المركزي لصالح المودعين في البنوك، التي تراوح بين 150 و400 دولار شهرياً. ومن الواضح، حسب مصادر مصرفية معنية، أن السياسات المتشددة التي اتبعها حاكم البنك المركزي (بالإنابة) وسيم منصوري أثبتت فاعليتها في حماية استقرار الليرة من جهة، وفي إعادة تكوين احتياطات سائلة بالعملات الأجنبية من جهة مقابلة، بعدما نجح، عبر التحكم الصارم بكتلة الليرة المتداولة في الأسواق، في تحقيق زيادات بلغ متوسطها الشهري نحو 130 مليون دولار، وبحصيلة إجمالية تعدت نحو 1.6 مليار دولار ليصل الإجمالي إلى نحو 10.3 مليار دولار. وتشكل الاحتياطات المتوفرة، إلى جانب فوائض حساب الدولة لدى البنك المركزي المقدرة بنحو 5.3 مليارات دولار (بالليرة والدولار المصرفي والدولار النقدي)، عامل اطمئنان في القدرة على تلبية نفقات طارئة تنتجها الحرب المحتملة، لا سيما تأمين التمويل لفواتير استيراد مواد أساسية كالقمح والأدوية والمحروقات الضرورية للمستشفيات والمؤسسات العسكرية، فضلاً عن توفير دعم مالي طارئ للأسر «المهجّرة».



السابق

أخبار وتقارير..حزب الله يستهدف ثكنة في شمال إسرائيل بالمسيرات..واشنطن: تحركاتنا في الشرق الأوسط دفاعية وهدفنا الردع..عنف وشغب.. اضطرابات مناهضة للمهاجرين تهز بريطانيا..فنزويلا..اعتقالات بالمئات بعد انتخابات "مشكوك بها"..زيلينسكي: نشرنا أخيرا طائرات «إف-16»..بوتين يربط البلطيق بالمحيط الهندي..وترامب يهنئه.."ساعة يوم القيامة على بعد دقيقتين"..تصريح مثير لنائب وزير خارجية روسيا..أوكرانيا تأمر بإخلاء بلدات عدة في شرق البلاد..يوم دامٍ لبنغلادش والجيش يميل للحياد..«الفاتيكان»: حفل افتتاح «أولمبياد باريس»..أساء للمسيحيين..3 مرشحين بارزين.. هاريس تجري مقابلات لاختيار نائب لها..هجوم ترمب على هاريس يُربك حملة الجمهوريين الانتخابية..صعود جماعات مسلحة جديدة على الحدود الباكستانية ـ الأفغانية..الفلبين وألمانيا تتعهدان بإبرام اتفاق دفاعي واسع النطاق..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..خطة «سرّية» فلسطينية لليوم التالي من حرب غزة..قائد الجيش الأميركي في الشرق الأوسط يصل إلى إسرائيل..انتقادات غير مسبوقة للأجهزة الأمنية في إسرائيل..التزام أميركي لإسرائيل باستئناف الحرب في حال تعثرت صفقة التبادل..سموتريتش لا يُمانع تجويع مليوني فلسطيني حتى الموت في غزة..بايدن سيمنح نتنياهو ضمانات مشروطة لدفع هدنة غزة.. مصر تكذب دعاية إسرائيل بشأن أنفاق سيناء..إسرائيل تأمر بمصادرة 26 مليون دولار من اموال الضرائب الفلسطينية..الرئيس الفلسطيني: قتل هنية هدفه إطالة حرب غزة..الجيش الإسرائيلي يعزز قواته في الضفة خشية هجوم شبيه بـ7 أكتوبر..تدمير أنفاق غزة سهّل اغتيالات قيادات من «حماس»..«التعاون الإسلامي» تجتمع استثنائياً لبحث جرائم إسرائيل واغتيال هنية..

«الوزاري الخليجي» يدعو كافة الدول لاستكمال إجراءات الاعتراف بدولة فلسطين..

 الثلاثاء 10 أيلول 2024 - 4:58 ص

«الوزاري الخليجي» يدعو كافة الدول لاستكمال إجراءات الاعتراف بدولة فلسطين.. أكد على الوقوف إلى جان… تتمة »

عدد الزيارات: 170,067,703

عدد الزوار: 7,598,171

المتواجدون الآن: 0